آخر 10 مشاركات
249- عذاب الحب -بيني جوردان -مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-18, 01:13 AM   #91

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث

أحبكِ جداً
و أعرفُ أن الطريقَ إلى المستحيلِ طويلٌ
و أعرفُ أنكِ ستُ النساءِ
و ليس لدي بديل
************
أحبكِ جداً و أعرف أني أعيشُ بمنفى
و أنتِ بمنفى
و بيني و بينكِ
ريحٌ
و غيمٌ
و برقٌ
و رعدٌ
و ثلجٌ و نار
و أعرفُ أن الوصولَ لعينيكِ وهمٌ
و أعرفُ أن الوصولَ إليكِ
انتحار


"نزار قباني"
***********************
تردد رنين الهاتف في الغرفة ليتعالى بعده صوتُ خطواتٍ مندفعة سريعة و صاحبتها تسرع لتلتقط الهاتف و قلبها يخفق بسرعة جنونية و ابتسمت بسعادة و هي ترى الاسم الظاهر فوق الشاشة .. لا تصدق أنه اتصل بها أخيراً .. وضعت كفاً مرتجفة فوق قلبها تتوسله أن يهدأ و تسارعت أنفاسها و ارتعشت و هي تحاول عبثاً التحكم بأعصابها .. ما الذي أصابها؟ و ما بالها باتت تتصرف كمراهقة حمقاء منذ قابلته؟ .. لم يفارق خيالها منذ اصطحبها للمشفى بعد أن صدمها بسيارته و لم يتركها لحظة حتى اطمأن عليها و أوصلها بنفسه للشقة التي تقيم فيها .. كادت تموت خجلاً و هي تجد نفسها تتصرف بطريقة غريبة تماماً عليها و كأنما استيقظ الجانب الشرقي منها فباتت تتصرف كفتاة شرقية خجولة .. أرادت أن تطلب منه رقم هاتفه ، لكنها و لأول مرة تجد نفسها عاجزة و خجولة أمام رجل و كادت تبكي غيظاً من نفسها و هي تراه يتحرك للخلف ينوي الذهاب بعد أن أوصاها على الاهتمام بنفسها و راقبته و هي تعض شفتيها و عيناها بدأتا تدمعان بالفعل و قلبها يخبرها أنها ترتكب خطأً إن تركته يرحل و أنها لن تراه مجدداً و صدرها اختنق لمجرد الفكرة .. فتحت فمها لتناديه لكنها توقفت عندما رأته يتوقف مكانه للحظات متردداً قبل أن يلتفت نحوها و ينظر لها بتردد واضح جعل قلبها يرتجف ترقباً ليعود و يقترب منها مجدداً و ابتسم بارتباك و هو يطلب منها رقم هاتفها ليطمئن عليها و ابتسامتها الخجولة كانت ردها عليه و هي توميء برأسها و تملي عليه رقمها بصوتٍ رقيق مليء بالخجل ليودعها بعدها بابتسامة حانية رافقتها طيلة اليوم و حتى في أحلامها و انتظرت مكالمته بشوق رهيب .. ليومين كاملين كانت تترقب مكالمته حتى قررت أنها لن تنتظر طويلاً و إن لم يهاتفها اليوم ستفعل هي .. و عندما كادت تفقد الأمل أتاها اتصاله أخيراً .. أخذت نفساً عميقاً تحاول التحكم برجفتها لتجيب بصوتٍ متزن لا يعبر عن رجفتها و لا عن اشتياقها لصوته الذي تردد عبر أذنها ليجعل قلبها يرتجف من جديد
_"مرحباً آنسة (إيفا)"
همست بصعوبة
_"مرحباً"
_"كيف حالكِ اليوم؟"
مشتاقة لك .. أكاد أجن لأراك مرة أخرى ... فقدت عقلي تماماً منذ التقيتك .. هل يمكنني أن أراك الآن؟ .. أرادت بشدة أن تنطق بهذه الكلمات لكنها اكتفت أن تقول بخجل
_"أنا بخير .. شكراً لك"
_"هذا جيد .. حمداً لله"
ران الصمت للحظات شعرت خلالها أن نبضاتهما فقط ما تتردد عبر الأثير .. أو نبضاتها هي على الأقل .. حتى سمعته يأخذ نفساً متردداً ليقول بعده
_"أردت أن أطمئن عليكِ .. أعتذر فقد انشغلت اليومين الماضيين و لم ... لم أستطع الاتصال بكِ"
_"لا بأس .. أنت قمت بالكثير من أجلي سيد (آدم) و .. أنا .. بخير الآن"
عاد للصمت من جديد و أرادت بشدة أن تخبره بكل ما بقلبها و لم تقاوم رغبتها و هي تهمس
_"هل يمكن .."
_"هل أنتِ .."
تحدثا بنفس اللحظة ليتوقفا بعدها معاً من جديد .. عضت على شفتيها لتضحك بعدها و هي تسمع ضحكته الرجولية على الجانب الآخر لتقول ضاحكة
_"ماذا كنت ستقول؟"
_"لا قولي أنتِ ... السيدات أولاً"
همست بدلال غير متعمد و دون أن تنتبه أنها نادته باسمه مجرداً
_"(آدم) .. هيا .. أنت أولاً"
لم يرد للحظات سمعت بعدها تنهيدة حارة على الجانب الآخر و أتاها صوته بعدها قائلاً
_"حسناً ... هل قدمكِ لا زالت تؤلمكِ؟"
ارتفع حاجباها في دهشة و هي تنظر لقدمها لتنتبه لحظتها أنها اندفعت نحو الهاتف على قدمها المصابة و لم تنتبه لألمها في غمرة لهفتها و انفعالها و حتى في هذه اللحظة لا زالت تحدثه و هي واقفة على قدميها .. ضحكت و هي تهز رأسها و قالت و هي تجلس على حافة فراشها بعد أن عادت تشعر بالألم
_"لا تقلق .. بخير .. تؤلمني قليلاً ، لكنها تتحسن"
همس بتردد
_"جيد .. إذن .. هل يمكنكِ أن تخرجي للشرفة قليلاً؟"
خفق قلبها في ترقب و هي تنهض بسرعة و تتحرك نحو شرفتها و قلبها يخبرها أنها ستراه حتماً .. توقفت عند باب الشرفة قبل أن تغير اتجاهها نحو المرآة و ألقت نظرة منتقدة على ثيابها و رفعت كفيها تعدل من خصلات شعرها و لامست بشرتها بتوتر قبل أن تعود و تتحرك لتفتح الشرفة و تدلف إليها ... اقتربت من السور المزين بنباتات الزينة و الورود الملونة التي تعشقها .. نظرت لأسفل لتتسع عيناها بفرح و هي تلمحه واقفاً مستنداً إلى سيارته و هو يتطلع للأعلى و ما كاد يلمحها حتى اتسعت ابتسامته و هو يلوح لها .. خفق قلبها بقوة و هي تبتسم بعينين دامعتين و لوحت لها برقة و همست بعدها في الهاتف بلوم
_"لماذا تقف عندك؟ .. لماذا لم تصعد فور قدومك؟ .. هيا اصعد"
ضحك و هو يهرش رأسه بحرج و هو يرد
_"لا بأس .. أردت أن أطمئن عليكِ من بعيد .. كما أنكِ تقيمين وحدكِ و لا يمكنني أن .."
قاطعته باعتراض
_"هيا (آدم) ...لا تكن عنيداً .. ستؤلمك قدماك"
ابتسم برقة أذهبت أنفاسها و هو يقول دون وعي
_"فداكِ"
ارتجفت شفتاها و أخذت نفساً مرتجفاً قبل أن تقول بسرعة
_"انتظر لحطة"
لم تنتظر رده و أغلقت هاتفها و هي تسرع للداخل و تحركت نحو باب الشقة و غادرتها و لم تنتظر المصعد لتهبط درجات الطابقين اللذين يفصلاها عنه رغم ألم قدمها .. ابتسمت و هي تراه يندفع نحوها بقلق ما أن لمحها تغادر المدخل و هتف
_"لماذا نزلتِ؟ ... لقد أمركِ الطبيب بالراحة .. كيف تتحركين على قدمكِ هكذا؟"
همست برقة
_"فداك"
ابتسمت و هي ترى الارتباك على ملامحه لتسرع قائلة
_"أنا سعيدة جداً أنك أتيت .. ظننتك ستنسى أمري تماماً"
_"أنا آسف .. كان يجب أن آتي في وقتٍ أبكر لأطمئن عليكِ"
هتفت بلهفة
_"المهم أنك أتيت"
ران الصمت عليهما و هما يتبادلان النظرات و حديث عينيهما كان أغنى بالكلمات من أي حديث آخر و قلباهما اللذان كانا يخطوان في تلك اللحظة خطواتهما الأولى المتخبطة في طريق العشق تبادلا آلاف الكلمات و الرسائل ليقطع هو الحديث الصامت بين قلبيهما و هو يهمس بخفوت
_"كنت متردداً و فكرت ألف مرة .. خشيت أن تكوني .."
قطع جملته و هو ينظر في عمق عينيها ، لتجد نفسها تقترب الخطوتين اللتين تفصلهما لتقف قربه مباشرة و همست و قلبها في عينيها
_"لا تخشى شيئاً .. و لا تتردد"
_"آنسة (إيفا) .. في الواقع أردت أن .."
هسمت تقاطعه
_"(إيف) ... أصدقائي ينادونني (إيف)"
تأمل عينيها للحظات ثم همس مبتسماً
_"(إيف)"
ابتسمت بسعادة و هي تقول
_"إذن هل يمكنني أن أعتبر أننا أصبحنا أصدقاءاً إذن؟"
أومأ برأسه لتتسع ابتسامتها .. حسناً .. الآن على الأقل هما صديقان ، لكنها تعرف أن قلبها يريد منه أكثر من هذا .. و من نظراته لها تعرف أنه هو الآخر لن يكتفي بصداقتهما أبداً ... قطع تواصل عينيهما و هو يتنحنح و تراجع قليلاً نحو سيارته ليلتقط منها شيئاً و عاد إليها لتتسع عيناها بسعادة و هي ترى باقة الورود الخلابة التي يحملها و التي قدمها لها و هو يتمنى لها الشفاء العاجل ... احتنضت الباقية بين ذراعيها و رفعتها لتدفن أنفها بين ورودها و أغمضت عينيها تتنفس عطرها بعمق قبل أن تفتحهما و تنظر إليه لتجد عيناه معتمتان بعاصفة من المشاعر و هو ينظر لها بابتسامة حانية قبل أن يقول
_"اهتمي بنفسكِ (إيف)"
هتفت بلهفة
_"هل سأراك مرة أخرى؟"
أومأ برأسه مبتسماً
_"نحن صديقان الآن .. بالتأكيد سنتقابل مجدداً"
راقبته و هو يحتل مقعد سيارته و لوحت له بيدها قائلة
_"أراك قريباً (آدم)"
لمعت عيناه و هو يبتسم
_"أراكِ قريباً (إيف)"
راقبت سيارته و هي تختفي في آخر الشارع و ابتسمت في هيام و هي تحتضن الباقة و تشم عطرها من جديد و همست بسعادة
_"مذهل ... ساحر"
عادت تتحرك لتعود لشقتها و قلبها و عقلها غارقان في سعادة و نشوة لم يخرجهما منها سوى رنين هاتفها الذي التقطته ليشحب وجهها و تبخرت سعادتها و هي ترى الاسم ... لقد نسيت تماماً .. نسيت حقيقتها المؤلمة .. حقيقتها التي عادت لتوقظها من أحلام يقظتها و تخبرها بقسوة أنه ليس من حقها أن تعيش هذه اللحظات .. ليس من حقها أن تدخله حياتها المعقدة .. كيف ستخبره عن حياتها و ماضيها .. عن حقيقتها المريرة .. سيكرهها بالتأكيد .. سيكرهها و يرفض صداقتهما الوليدة و يبتعد عنها تماماً ... قلبها اختنق في ألم و هي تستوعب الخيارات أمامها .. إما أن تخبره حقيقتها و تراقبه يرحل عن حياتها فهي تعرف جيداً أنه لن يرمي بكل ما سيعرفه وراء ظهره و يسمح لها ببداية جديدة خالية من وصمات ماضيها .. أو تكذب عليها و ترمي ماضيها خلف ظهرها و تدعي أنها فتاة أخرى .. تعرف أنها ستخدعه بهذه الطريقة ، لكنها لا تستطيع التفكير بغير هذا ... هي حتى دون أن تدري بدأت هذه الخدعة .. لا تستطيع التراجع الآن ... عادت تلقي نظرة نحو الهاتف الذي ارتفع رنينه من جديد بنفس الرقم .. لكن هل سيتركها ماضيها دون تدخل؟ .. ألن يعود ليكشف كذبها يوماً أمام عينيه؟ و ماذا سيفعل عندما يعرف بخداعها له؟ .. بالتأكيد سيكرهها أضعافاً مضاعفة و لن يطيق رؤيتها أبداً.. دمعت عيناها و هي تنظر للهاتف قبل أن تحسم أمرها و تفتح الخط لتسمع صوته يتردد بلهفة بعد أن كاد يفقد الأمل أن ترد على اتصالاته أبداً
_"(سيلين) أين أنتِ؟ .. لماذا لا تردين على اتصالاتي؟ .. أنتِ بخير؟ .. أين أنتِ حبيبتي؟"
تنهدت بألم و هي تردد
_"(بيير) .. اهدأ قليلاً .. أنا بخير .. اسمعني .. (بيير) .. صدقني أنا بخير .. آسفة لأنني لم أرد على اتصالاتك عزيزي ... احتجت بعض الوقت مع نفسي"
همس بعتاب
_"(سيلينا) .. كل شيء يمكن حله .. عودي فقط حبيبتي و أنا سأحل كل شيء .. سنتفاهم معه و .."
_"(بيير) لا تخدع نفسك ... هو لن يتفاهم على أي شيء .. و أنا لن أعود لهذا العالم مرة أخرى .. أخبره بهذا .. قل له أن يتوقف عن البحث عني فأنا لن أعود أبداً"
قال بتأكيد و رجاء
_"حبيبتي و لا أنا أيضاً أريدكِ أن تعودي لهذه الحياة .. أنا أخشى عليكِ منه .. سيفعل أي شيء ليعيدكِ رغماً عنكِ و عندها لن أستطيع حمايتكِ من غضبه و لا أريد أن أتخيل أي مصير أسود سيعده لكِ إن عثر عليكِ بنفسه ... إن عدتِ الآن سيمكننا أن نتفاهم و أعدكِ سأفعل أي شيء لأقنعه بما تريدين"
قالت بحدة
_"إذن أقنعه الآن (بيير) إن استطعت .. أنت لا تعرف هذا الحقير كما أعرفه أنا .. لقد هربت من حصاره بصعوبة و لن أخاطر بعودتي و أخسر فرصتي الوحيدة في أن أبدأ حياة نظيفة بعيداً عن عالمه القذر ... أنت صديقي (بيير) حاول أنت الآخر أن تنفذ بجلدك و أبدأ صفحة جديدة صديقي .. ابتعد عن هذه الحياة الملوثة"
صمت للحظات قبل أن يقول بضيق
_"إنه يعتقد أنني ساعدتكِ في الهرب (سيلينا)"
أغمضت عينيها و قالت بأسى
_"لن يؤذيك أبداً (بيير) .. أنت حصانه الرابح"
هتف بغضب
_"هل تعتقدين أنني أخاف منه؟ ... أنا احتملت كل هذا لأجلكِ (سيلينا) .. أنا بقيت لأجلكِ و في النهاية ها أنتِ هربتِ و لم تفكري في من تركتِ خلفكِ"
توقفت غصة بحلقها و هي تهمس
_"(بيير) .. أخبرتك أن ما تريده مستحيل و أننا .."
قاطعها برجاء مرير
_"أعرف (سيلين) .. أعرف .. و أنا لا أطمع في أي شيء منكِ حبيبتي .. لا أريد سوى أن تكوني بقربي .. لن أطمئن و أنتِ بعيدة عن ناظريّ"
تألم قلبها لأجله و سالت دمعاتها رغماً عنها و همست
_"أرجوك (بيير) .. تعرف أنني لست ضعيفة و سأكون بخير .. أرجوك لا تتصل مجدداً .. أخشى أن يكون يتجسس عليك و يراقبك .. لا أريد أن يؤذيك بسببي و لا أن يصل إليّ عن طريقك .. سأكون بخير صدقني"
_"لن تكوني بخير ما دمتِ باقية في فرنسا .. سيجدكِ مهما طال الوقت"
تعرف أنه محق تماماً و أنها يجب أن تهرب بعيداً جداً .. هزت رأسها و هي تجيبه
_"لا تقلق .. أنا أعرف ماذا سأفعل"
تنهد بقوة و هو يرد
_"أعرف كم أنتِ عنيدة ... حسناً .. اعتني بنفسكِ جيداً و لا تترددي في الاتصال بي .. هذا الهاتف آمن و لا أحد يعرف عنه شيئاً .. إن احتجتِ للمساعدة حبيبتي اتصلي فوراً ، مفهوم؟"
_"بالتأكيد .. لا تقلق .. إلى اللقاء (بيير)"
هتف بسرعة قبل أن تغلق
_"(سيلينا)"
_"نعم (بيير)"
همس بحب مغموس بالألم
_"أحبكِ"
صمتت لحظة بارتباك قبل أن تهمس
_"و أنا أيضاً يا صديقي"
أغلقت الهاتف و ألقته جانباً قبل أن تتمد على فراشها و تسمح لدموعها أن تسيل ... تعرف أنها آلمته كثيراً عندما هربت ، لكنها ما عادت تحتمل .. لم تكد تجد الفرصة لتتحرر من القيود التي تحاصرها حتى هربت بعيداً عن كل شيء .. ستبدأ حياة جديدة نقية بعيداً عن كل ماضيها .. ستولد من جديد ... (سيلين فرنسوا) رحلت للأبد و لن تعود أبداً و الآن لا وجود سوى لـ(إيفا أنطوان) .. أغمضت عينيها لترتسم صورة (آدم) بمخيلتها و انسابت دموعها أكثر و هي تفكر فيه ... لقد كانت تخطط لتهرب لدولة أخرى ، لكنّها الآن لا تعرف ماذا تفعل .. ستنتظر قليلاً لترى إلى ما ستنتهي علاقتهما .. من يدري ربما ينتهي بهما المطاف و تسافر معه إلى دولته .. بعيداً عن هنا .. عن ماضيها .. عن (سيلين) .. فلتدعو فقط ألا تظهر الحقيقة أمامه يوماً ... احتضنت نفسها أكثر و جسدها ينحني كالجنين و هي تبكي بقوة و شعور بالبرد بدأ يخترق جسدها بقسوة و وجدت شفتيها تهمسان اسمه بألم دون توقف .. البرد ازداد من حولها لتضم جسدها أكثر و حركت يدها تبحث عن الغطاء دون جدوى ... لقد كان الجو صيفاً قبل قليل كيف انقلب فجأة هكذا .. ارتجفت أكثر و هي تفتح عينيها لتشعر بكل شيء حولها يختفي و غرقت بعدها في ظلام دامس فشهقت بخوف و هي تهتف
_"(آدم)... (آدم) أين أنت حبيبي؟"
لمحت خياله يتحرك مبتعداً أمام عينيها فنادته بكل قوتها لتنتفض و هي تفتح عينيها و هذه المرة قابلها النور الخافت الذي يتسرب من مصباح قديم للإضاءة لولاه لكانت الغرفة الآن تسبح في عتمة شديدة .. هل كانت تحلم؟ .. أهي الآن مستيقظة؟ .. للحظات تاه عقلها محاولة أن تتوازن و هي تعود ببطء للواقع و تدرك أنها كانت غارقة في أحلامها كالعادة .. لكنّه هذه المرة كان حلماً عادياً لا كابوساً .. ألأنه عاد إليها أخيراً و باتت شديدة القرب منه .. تماماً كما أول مرة دخل حياتها و غادرتها الكوابيس تماماً .. اعتدلت في الفراش و تلفتت حولها بخوف تحاول استيعاب مكانها .. ماذا حدث بالضبط؟ .. قبل ساعات فقط كانت تواجهه في تلك الشقة الحديثة لكن بالنظر لهذه الغرفة فيبدو أنها انتقلت لغرفة مخالفة تماماً .. تحركت كفاها تتحسسان مفرش السرير القديم و عيناها تقعان على محتويات الغرفة القديمة ... خزانة خشبية صغيرة بركن الغرفة و و طاولة صغيرة فوقها صينية تحمل القليل من الطعام و فوقها استقر المصباح القديم .. قطبت حاجبيها و هي تنهض من مكانها عندما وقعت عيناها على المكان الذي يتسرب منه البرد و اندفعت نحو النافذة المرتفعة و التي يتسرب الهواء البارد عبرها .. ارتفعت على أطراف أصابعها و يداها تتشبثان بالقضبان الحديدية تحاول النظر للخارج دون جدوى .. تلفتت حولها بحثاً عن مقعد قبل أن تتجه و تحمل الصينية و المصباح و تضعهما أرضاً و حملت الطاولة الصغيرة و قربتها للنافذة و بحذر صعدت فوقها و هي تتوسلها أن تحتمل وزنها و لا تتحطم .. اتسعت عيناها و هي تنظر للظلام في الخارج إلا من بضع أعمدة متناثرة على طول الطريق البعيد لتبدو كيراعاتٍ مضيئة مبعثرة .. أين هي بالضبط؟ .. ضاقت عيناها و هي تمعن النظر في الضوء الشاحب المنبعث من مصباح خارج المكان لتشهق بخفوت .. أهذا حقل؟!! .. هي ترى أشباح تتحرك مع النسيم تبدو كأعشاب طويلة أو نباتات .. رفعت عينيها للقمر الذي حجبت الغيوم بعض نوره .. لا يمكنها أن ترى جيداً .. يبدو أن عليها الانتظار حتى تشرق الشمس .. أغلقت النافذة لتمنع البرد و هبطت عن الطاولة و دلكت كفيها بقوة لتحصل على بعض الدفء و شددت بلوزتها الرقيقة حول جسدها .. تباً (آدم) .. هل ينوي أن يقتلها من البرد؟ .. من الواضح أنه نقلها أثناء نومها لمكانٍ آخر أكثر أمناً .. و هي واثقة أنه يبعد كثيراً عن المدينة .. كيف لم تشعر به إذن؟ .. هي لا تتذكر شيئاً بعد مواجهتهما و مغادرته للغرفة .. هي فقط تناولت الطعام الذي كان قد حمله لغرفتها حين فاجأها بوجوده و بعدها شعرت بـ .. تباً .. هل خدرها مجدداً؟ .. خدر طعامها هذه المرة .. تباً (آدم) تباً .. رمقت صينية الطعام بشك و تأففت و هي ترتمي فوق الفراش
_"حسناً (آدم هاشمي) .. لنرى آخرها معك .. أنت واهم لو ظننت أنني سأخاف من الظلام و الـ .."
انتفض جسدها بقوة مع الصوت المخيف الذي اخترق أذنها .. هل هذا عواء ذئاب؟ .. ترددت الأصوات ليقشعر جسدها أكثر و احتضنت نفسها و هي تلتصق بالحائط و عيناها تدوران بخوف في الغرفة و نحو بابها لتندفع نحوه بخوف رغم تأكدها أن (آدم) لن يتركه مفتوحاً .. حركت مقبضه بقوة و حاولت شده و تنهدت بقوة عندما وجدته محكم الغلق ... لن يستطيعوا الدخول إليها .. ضربت الباب براحتيها بعنف و هي تناديه بينما تدرك في أعماقها أنه بالتأكيد حبسها و رحل تاركاً إياها في هذا المكان المهجور ليجعلها تموت رعباً .. انتفضت من جديد مع العواء القوي و دمعت عيناها و هي تتراجع لتجلس في الفراش و تلتصق بالحائط و أغمضت عينيها و هي تغطي أذنيها حتى لا تسمع و ارتجف جسدها و هي تستعيد صورة الذئاب التي كانت تطاردها دوماً في كوابيسها لترتجف أكثر و رغماً عنها تسللت الدموع لتسقط على خديها و هي تهمس
_"لن أسامحك أبداً على فعلتك هذه (آدم) .. لن أسامحك"
لقد تعمد هذا .. هي متأكدة .. بالتأكيد عرف أنها ستخاف .. كيف ستتمكن من النوم الآن؟ .. شتمته من جديد و هي تبكي بحرقة .. ها قد اختفت (سيلين) القوية التي لا تخشى شيئاً و حتى (إيفا) الرقيقة التي لا تلقي بالاً لهموم الحياة قد اختفت تماماً .. الآن عادت إلى الطفلة المسكينة التي كانتها قبل سنواتٍ طويلة .. (سديم) الصغيرة .. (سديم) التي خسرت أسرتها و نفسها و كل شيء .. (سديم) التي تخاف الوحدة و الظلام و الدم و .. الذئاب
همست لنفسها مشجعة و هي تحتضن جسدها المرتجف دون أن تحاول السيطرة على دموعها
_"لا تخافي ... لا تخافي (سديم) .. ستكونين بخير .. سينتهي كل شيء عندما تشرق الشمس .. ستكونين بخير .. لا تخافي (سديم) .. ستشرق الشمي قريباً .. و سيختفي الظلام و .. الذئاب .. و ستكونين بخير"
ستكون بخير و ستعود لنفسها مع شروق الشمس و عندها لن تسامحه أبداً .
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 01:24 AM   #92

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسم (منذر) بدبلوماسية و هو يتحدث مع أحد رجال الأعمال في الحفل الكبير المُقام بأحد الفنادق الكبيرة و قال و هو يشير للنادل باصبعه و الذي اقترب مسرعاً ليتناول أحد كؤوس الشراب التي يحملها ذلك الأخير و صرفه بإشارة أخرى و هو يلتفت لمضيفه
_"مبارك لك الصفقة سيد (مختار) ... و الحفل أيضاً"
تلوت نفسه باشمئزاز قاومه بصعوبة و هو يرى الرجل يحني رأسه في تواضع كاذب و هو يقول بتزلف
_"لم يكن ليحدث كل هذا لولا رعايتك و مساعدتك (منذر) باشا .. لن أنسى أبداً فضلك عليّ"
ارتفع ركن شفتيه بابتسامة لم ينتبه الرجل للسخرية التي تحملها و هو يتابع قائلاً
_"سمعت أن معاليك تنوي أن تشارك عائلة (هاشمي) و بالتحديد السيد (آدم هاشمي) في صفقة جديدة"
قطب حاجبيه و هو ينظر نحوه بضيق ليتراجع الرجل باعتذار و هو يردد
_"آسف يا باشا لو كنت أتدخل فيما لا يعنيني .. لكن أنا فقط أردت أن أستفيد من خبرتك .. و أبارك لك هذه الخطوة .. عائلة (هاشمي) لهم وزنهم و اسمهم الكبير و الكثيرون يتنافسون على فرصة للعمل معهم"
نظر لوجه (منذر) الجامد دون تعبير ليسارع قائلاً

_"أعني أنهم .. بالطبع لهم الشرف بالعمل مع شخص مثلك يا باشا .. أنا فقط كنت أفكر ماذا لو أنني .."
لم يهتم (منذر) بالاستماع لباقي كلماته و قال بعجرفة
_"ركز فقط في مشروعك القادم سيد (مختار) و لا تشتت نفسك ... أنا لا أريد أن أسحب دعمي لك لو شعرت بعكس ما وعدتنا بتقديمه"
هز رأسه بسرعة و خوف واضح
_"بالطبع لا يا باشا"
ردد و هو يرتشف كأسه ببرود
_"جيد ... أنا لا أحب من يتراجعون في وعودهم و لا من يخذلون ثقتي ، مفهموم؟"
_"طبعاً طبعاً يا باشا .. لن أخذلك أبداً "

رمقه بنظرة شعر بها تخترق أعماقه فابتلع لعابه بصعوبة و هو يتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعه لولا أن أنقذه رنين الهاتف ليلتقطه (منذر) و ألقى نظرة على اسم المتصل قبل أن يهز رأسه معتذراً بدبلوماسية و ابتعد ليرد على المكالمة بينما هتفت زوجة الرجل ما أن ابتعد
_"تباً له كم هو مغرور"
التفت نحوها في هلع و قال
_"اصمتي .. هل تريدين أن تموتي الليلة؟"
تأففت و هي تتابع (منذر) حتى اختفى في الشرفة الخارجية و تمتمت بضيق
_"هل ترى كيف يتحدث مع الجميع من طرف أنفه؟"
زم شفتيه و هو يتمتم
_"يحق له ... رجل في مثل عمره يملك كل هذه الثروة و النفوذ يحق له بالطبع .. بإشارة واحدة منه يمكن أن يختفي كل هذا النعيم الذي ترفلين فيه لذلك توقفي عن ثرثرتكِ التافهة بشأنه و ركزي على استقبال الضيوف .. لا أريد أن أخسر كل شيء لأنه لا يعجبكِ أنه يتحدث من طرف أنفه"
رمقته بحدة و همست و هي تبتعد
_"جبان أحمق"
و سرعان ما رسمت ابتسامة مرحبة مزيفة و هي ترحب بمجموعة من ضيوفهم وصلوا للتو و عقلها لا يتوقف عن التفكير في كلمات زوجها بينما تتساءل من أين له بكل هذه الثروة و النفوذ في عمره الذي تجاوز الثلاثين بسنوات قليلة ، إلا إذا كان قد حصل عليها عن طريق غير قانوني .. هذا وحده يجلب الثراء السريع .. لا تتخيل أنه مثل زوجها الأحمق الذي يتسلق إلى الأعلى على أكتاف الآخرين و لا يخجل من نفاقه الواضح لهم و تملقه المثير للغثيان .. رباه كم تكرهه .. لا تتخيل (منذر صفوان) ينحني كالأحمق متزلفاً أحدهم لأجل صفقة أو خدمة تافهة .. ذلك الرجل مختلف .. غامض .. مثير .. و غموضه هذا يثيرها بشدة .. تغافلت عيناها نحو الشرفة التي اختلى فيها و ما أن وجدت الفرصة لتترك ضيفاتها حتى تحركت نحوها بحثاً عنه رغم تحذيرات عقلها ألا تقترب من ذلك الرجل أبداً و أن ما تفعله الآن سيجلب لها الكثير من المشاكل التي هي في غنى عنها ... لكنّها منذ رأته و هي لا تستطيع مقاومة تلك الرغبة المحرقة داخلها لتكتشف ما يخفي أسفل قناع التهذيب و البرود .. كفراشة تجذبها النيران نحو حتفها .. غموضه يحرك ذلك الفضول القاتل الذي تكرهه داخلها ... اقتربت بخطوات بطيئة فوق كعبيها العاليين و فستانها الضيق يتحكم بخطواتها و شعرت بقلبها يخفق بسرعة و كأنما هي على وشك أن تقفز من فوق جبل شاهق ... حاولت التراجع و هي تذكر نفسها بالقول الشهير .. ذلك الذي يتحدث عن الفضول الذي قتل القط ، لكنّها رغم عنها تابعت خطواتها حتى توقفت بقربه .. كان يقف متطلعاً للحديقة الواسعة التي تطل عليها الشرفة بعد أن انتهى من مكالمته مع أحد رجاله الذين كلفهم بمراقبة تصرفات (سامر) تحسباً لأي خطأ يقوم به قد يفسد عليهم عملهم في الفترة القادمة ... تباً له .. كان ينقصه مشاكله و تهوره هو الآخر .. ما كان عليه أن يساعد (ليلى سليمان) لكنّه لم يكن يملك خياراً آخراً .. لم تطلب مساعدته مباشرة بل تحدثت مع والده ليطلب منه .. هز رأسه بسخرية مريرة .. لا .. بل ليأمره أمراً أن يقدم لها المساعدة التي تحتاجها .. ضرب بقبضته سور الشرفة .. هو مجبرٌ على التحمل حتى النهاية .. ذلك الطريق سيسيره حتى آخره حتى يحصل على ما يريد .. ابتسم بمتعة و هو يتذكر .. حسناً .. هو ليس نادماً أن قدّم لها تلك الخدمة .. اتسعت ابتسامته .. خسارة أنها أفلتت من يده .. أغمض عينيه يتذكر ملمس بشرتها على كفه و خصلاتها الفاتنة بلونها القمحي الطبيعي .. كانت فتنة طبيعية خالصة .. عكس النساء اللاتي عرفهن بشعورهن المصبوغة و جمالهن الخالي من الروح ... روحها هي من كانت تمنحها تلك الفتنة و هو رأى تلك الحقيقة عندما تأملها في حفل زفافها .. بابتسامتها الفاتنة و نظراتها الغامرة بالعشق و التي كانت توجهها لزوجها .. ابتسم بسخرية .. حسناً .. لقد اختفى تألقها ما أن رأته .. لقد عرفته رغم أنها لم تقابله بوجهه الحقيقي عندما اختطفها رجاله .. تنهد بقوة و عادت نظراتها ترتسم في عقله و رغماً عنه ضاق صدره و هو يدرك أنه لحظة رآها شعر بالحسد نحو أحدهم لأول مرة .. شعر بالضيق و الغيرة نحو (زياد) الذي حصل على هكذا روح و حب نقي .. قطب حاجبيه و هو يهز رأسه بقوة مستنكراً اتجاه أفكاره .. ما الذي يفكر فيه؟ ... هو يعرف جيداً أن الحب لا يصلح لمثله .. كيف يحسد أحدهم على أن قلبه حصل على ذلك الحب النادر بينما هو نفسه لا يملك قلباً .. ذلك العضو الذي ينبض في صدره مجرد عضو أجوف له مهمة محددة .. أن يبقيه على قيد الحياة فقط لا غير ... تنفس بقوة و هو يطرد خيالها ... هو لا يريد سوى شيءٍ واحدٍ من النساء .. و هن أيضاً .. هن لا يطلبن منه قلباً ... هن يكتفين بدفتر شيكاته .. بالمجوهرات اللاتي يمكنه أن يغرقهن بها .. بالمكانة و الشهرة و النفوذ ... لا شيء آخر .. يعرف أنهن سينصرفن عنه بمجرد أن يفقد كل هذا .. أخرج محفظته و تطلع للصورة القديمة التي يحتفظ بها داخلها و نظر لصاحبتها بعينين معتمتين ... وحدها هي من أحبته بصدقٍ خالصٍ بعيدٍ عن الأطماع .. وحدها قدمت حياتها و عمرها من أجله .. لامس وجهها و عقله يسافر بعيداً .. هي وحدها كانت صمام الأمان بحياته .. كانت الحاجز الذي يمنعه من الانزلاق لذلك الطريق الوعر .. جاهدت لتمنعه من أن ينساق وراء وسوسات الجزء الشيطاني الذي ورثه عن والده .. من أجلها كان سيفعل أي شيء .. و من أجلها ترك قلبه يموت لاحقاً بروحها و دخل بقدميه نفس الطريق الذي تركه لأجلها ... موتها حطم كل شيء .. (منذر) الشاب البسيط بقلبه و صفحة حياته البيضاء مات بموتها و ولد ذلك الشيطان ميت القلب .. (منذر صفوان) ... الشيطان الذي استلم ارث والده الأسود فقط لأجلها .. و لا زال يسير في نفس الطريق لا يملك عنه رجعةً ... فقط لأجلها هي .. انتبه لصوت خطوات خلفه فتصلب جسده بحذر قبل أن يهدأ مع رائحة العطر المألوفة التي تسللت لأنفه فابتسم بسخرية و ألقى نظرة أخيرة على صاحبة الصورة أغلق بعدها محفظته و أعادها لجيبه و قال بهدوء و هو يلتفت و ابتسم و هو يُميل رأسه جانباً
_"سيدة (شاهي) .. هل كنتِ تبحثين عني؟"
ابتسم داخله بمتعة و هو يرى وجهها يحمر ارتباكاً بينما تبحث عن الكلمات و سمعها تردد
_"أنت ضيف الشرف لحفلتنا سيد (منذر) .. أردت أن أتأكد أن كل شيءٍ على ما يرام و أن سيادتك لا تحتاج أي شيء"
لمعت عيناه بعبث جعلها تزداد احمراراً و تسارعت أنفاسها و هي ترى كيف تحركت عيناه بتقييم ذكوري فوق جسدها الذي رسمه فستانها الضيق مبرزاً فتنتها لعينيه ، و ابتلعت لعابها بصعوبة و شعور آخر بدأ يغزو جسدها و الحرارة تولدت بقلبها لتنتشر بكل خلية منها ... رغم سنوات زواجها و عمرها الذي ينتصف الثلاثينيات لم تشعر أبداً بهكذا شعور ... عضت على شفتيها تحاول السيطرة على أعماقها التي بعثرها بنظرة .. ذلك الوقح .. الخطير .. ارتبكت أكثر و هي ترى عينيه تتركزان على شفتيها لتشهق بخفوت و تحررهما من ضغط أسنانها بينما تسمعه يقول بعبث
_"ظننت قبل دقائق أنكِ تتمنين لو تلقين بي خارج حفلكِ"
شهقت و هي تتراجع للخلف بحدة لتتسع ابتسامته العابثة و هو يميل نحوها حتى اخترق عطره الرجولي أنفاسها
_"لابد أنني أسأت الفهم إذن"
وجدت نفسها تهز رأسها و أنفاسها احتبست في صدرها و هي تنظر في عمق عينيه الخطرتين و شعرت بالفزع من نفسها و هي تجد نفسها ضعيفة أمام رجل بطريقة لم تشعرها أبداً في حياتها ... اللعنة .. ابتعدي .. تذكري أنكِ متزوجة .. عيناها تحركتا رغم عنها نحو شفتيه المبتسمتين لتتشت أفكارها مجدداً .. سترتكب فضيحة حتماً إذا لم تبتعد حالاً .. صوت نسائي تردد بقربهما لينقذها من شيطانها فشهقت بخفوت و هي تتراجع للخلف و راقبته بذهول و هو يتراجع ليستند إلى السور و يكتف ذراعيه أمام صدره بينما عيناه تخترقان أعماقها بقوة و مكر شديدين ... حاولت أن تنتزع عينيها عن الجسد الواقف أمامها بشموخ و كبرياء لم تره بأي رجل قبله و صاحبة الصوت ساعدتها و هي تقطع الطريق بينهما و هي تقترب منه لتلتصق به و تقبل خده قائلة بدلال
_"حبيبي أنت هنا و أنا أبحث عنك"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي ترى كيف التصقت به بينما ذراعه تسللت لتحيط خصر المرأة ذات الشعر الأشقر المصطنع التي رمقتها خلسة بضيق ... خفق قلبها بفزع و هي تشعر بخصرها يحترق كأنما ذراعه يحيط بخصرها هي و انتزعها صوت المرأة من تخبطها و هي تسأله بلوم
_"من هذه حبيبي؟ و ماذا تفعل معها هنا؟"
راقبته يقرب تلك العلقة الملونة إلى صدره أكثر و هو ينظر نحوها قائلاً بابتسامة خبيثة
_"إنها السيدة (شاهيناز) .. زوجة السيد (مختار) صاحب الحفل عزيزتي"
رمقتها باشمئزاز أثار نيران غضبها فشدت جسدها بكبرياء و هي تسمعها تردد
_"حقاً؟ .. و ماذا تفعل سيدة الحفل هنا معك؟ و وحدكما حبيبي؟"
رمقتهما بحدة و قالت بجمود و هي تستدير مغادرة
_"أعتذر منكما .. يجب أن أعود للحفل"
و تحركت بخطوات سريعة لتعود للداخل و دون أن تدرك وجدت نفسها تتوقف عند باب الشرفة الذي يفصلها عن ساحة الحفل و عادت لتلتفت نحوهما و قطبت حاجبيها و ضيق غريب تسلل لقلبها و هي ترى المرأة بين ذراعيه و يداه تتحركان فوق ظهرها تلامسان بشرتها العارية بينما رأسه كان مدفوناً في عنقها .. تنفست بصعوبة و هي ترفع يدها تتحسس بشرة عنقها بتوتر شديد كأنما شفتيه قبّلتا عنقها هي ، لتشهق بقوة عندما رفع عينيه كأنما شعر بنظراتها و رغم أنها لم ترى شفتيه لكنها شعرت بابتسامته العابثة و هي تنظر من بعيد لعينيه اللتين كانتا تبتسمان لها بعبث شديد لتتسارع أنفاسها و هي تدير ظهرها بسرعة و تتحرك قدماها تدفعانها للداخل كأنما تطاردها الشياطين ، لكنّ قلبها الذي تخبط في صدرها أخبرها أنه شيطان واحد ... رجل واحد بقلب شيطان .
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 01:43 AM   #93

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قبض (عماد) بقوة على هاتفه و هو يستمع لمحدثه و غامت عيناه بقلق و هو يقول
_"أكل شيء على ما يرام حقاً؟ .. هي بخير؟!"
استمع لصديقه على الطرف الآخر ليتنهد بقوة و قال برجاء
_"حسناً (مراد) .. أنا لن أوصيك صديقي .. لا تدعها تغيب عن عينيك أبداً .. أعرف صديقي .. أعرف أنك قادرٌ على حمايتها من أي سوء .. أنا أثق بكفاءتك و لذلك اخترتك أنت بالذات لحمايتها .. حسناً .. هل قابلت (راجي)؟ .. هل أخبرك بشيءٍ جديد؟ ؟ .. نعم .. حسناً .. سأقابله بنفسي عندما أعود و أستلم منه المعلومات بنفسي .. (مراد) يا صديقي لن أكرر رجاءي .. أنا أستأمنك على قطعة غالية من نفسي فضعها في عينيك"
ابتسم بأسى و هو يستمع له للحظات ليقول بتنهيدة متعبة
_"لا تقلق بهذا الشأن ... أعرف أنها ستغضب عندما تعرف الحقيقة .. سأتفاهم معها وقتها .. لا تقلق"
ودعه و أغلق الهاتف و زفر بتوتر و هو يتطلع أمامه .. كل شيء سيكون بخير .. هو يثق بـ(مراد) كثيراً و يعرف أنه قادر على حمايتها .. لكنه لا يضمن تهورها و عنادها ... تنفس بقوة ... لا يجب أن يحدث أي خطأ .. شرد لسنواتٍ مضت و هو يفكر في صديقيه القديمين .. (مراد) و (راجي) صديقا طفولته و صباه .. لقد بحث عنهم طويلاً عندما عاد لأول مرة قبل خمس سنوات حتى وجدهما و أعاد روابط الصداقة بينهم من جديد و استغل مهارات كل منهما و أقنعهما ليبدآ عملهما معه و يساعداه في خطته ... بصعوبة أقنع (مراد) صاحب المباديء و المثاليات .. الضابط الذي ترك عمله في الشرطة في أوج مجده بسبب حادثة أليمة مر بها خلال عمله أثرت عليه نفسياً و فقد بعدها رغبته في الحياة و العمل حتى أعاده (عماد) مرغماً لشغفه القديم .. ابتسم و هو يتذكر لمعان عينيه عندما أخبره بأمر شركة الحراسات الخاصة التي ينوي تأسيسها و يريد مساعدته بها و التي تولى إدارتها و لم يتوانى عن أن يتولى بنفسه بعض المهام العصيبة التي تحتاج تدخله و الشركة أثبتت تفوقها مع الأيام و صارت من أفضل شركات الحراسة .. بينما كان من السهل إقناع (راجي) الذي تغير تماماً عما كان عليه في صباه بعد أن ضاقت به السبل و تخبطت به الحياة بعد الأزمة التي تعرضت لها أسرته و خسارة والده لكل ثروته لينتهي به الحال إلى طريق لم يتوقع أن يسير فيه .. ابتسم بسخرية و هو يتذكر ما اكتشفه بشأن صديقه ... أصبح محتالاً .. لكنه و الحق يقال اقتصر في احتياله على طبقة الأثرياء .. الفاسدين منهم بالتحديد ... صديقه المحتال الذي يصر على أنه يلعب دور (روبن هود) في عمله و أنه لا يحتال و أنه فقط يساعد الفقراء و ضحايا الطبقة الثرية الذين يحتاجون مساعدته .. هز رأسه مبتسماً .. مزيج غريب و طرفيّ نقيض .. ضابط شرطة و محتال محترف .. لم يلم (راجي) فهو أكثر من يعلم كيف يمكن أن تجبرنا الحياة على أن نسير في طرقٍ لم نتوقع أن نسلكها أبداً .. في الواقع لقد خدمته كثيراً مهارات (راجي) في الاحتيال و جمع المعلومات عن خصومه و التي تطورت كثيراً عن شقاوات الصبا التي كان يحتال بها على مدرسيهم .. اقترح عليه أن يستغل موهبته في إنشاء مكتب للتحقيقات السرية و هو سيساعده بالمال اللازم .. (راجي) كان ذراعه الذي تولى جمع المعلومات الخاصة عن عائلتي (رضوان) و (هاشمي) .. هو من كان يمده بالتطورات التي تمر بها حياتهم .. هو من لجأ إليه (عاصي رضوان) و كان يعرف أنه سمعة المكتب ستجبر (عاصي) و (هشام) أن يطلبا مساعدته و عن طريقه أوصل فقط ما أراد لهما أن يعرفاه بشأنه هو و عائلته ... (راجي) لم يخيب ظنه أبداً منذ البداية و لذلك كلّفه بمهمة أصعب عندما غادر من جديد و عاد لأسرته بالخارج .. أصبح (راجي) عينه التي تمده بكل أخبار مليكة قلبه العنيدة .. (سؤدد) .. تلك الفتاة ستوقف قلبه بتهورها .. تلك الحمقاء ... تذكر كيف صعقه (راجي) و هو يخبره بما تخطط له هي و زميلها الذي لجأ إلى مكتبه قبلها بأشهر ليطلب منه أن يبحث بخصوص بعض رجال الأعمال الذين يتحكمون في اقتصاد البلاد و المعلومات التي جمعها و التي كان يعرف بعضها من قبل بحكم عمله جعلته يدرك أنها و زميلها يعبثان بعش دبابير خطيرة و يعرضان حياتهما للخطر و أنهما بالفعل كانا يتعرضان للتهديدات و رغم ذلك لم يهتما و واصلا تحقيقاتهما حتى انتهى بزميلها راقداً في غيبوبة لا يعرفون متى يغادرها بينما هي ... قبض على كفه بقوة .. تلك الحمقاء .. تصمم على أن تلقي بأيديها للتهلكة و ما عرفه من (راجي) بشأن خططها المجنونة جعله يشعر أن قلبه سيشيب بسببها حتماً ... لقد أجبرته على تغيير خطته بسببها .. يعرف أنها ستفقد عقلها عندما تعرف الحقيقة كما أخبره (مراد) ، لكنّه سيتكفل بغضبها .. يعرف أنه لن يستطيع إجبار قلبها العنيد المليء بالحقد و الغضب على أن يراه أو يعترف به و يعلم أن الطريق إليها يكاد يكون مستحيلاً .. لكن ليس (عماد اليزيدي) من يتراجع .. يعرف كيف سيشق طريقه عبر الجليد الذي أحاطت به قلبها الناري و روحها التي كانت تتألق بالحياة ... الحياة التي سيعديها إليها مهما طال الوقت ...
****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 01:49 AM   #94

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زفرت (سؤدد) و هي تلقي بفرشاة شعرها على طاولة المرآة بعصبية و نظرت لصورتها المقطبة عبرها قبل أن تتنهد و هي تدفن رأسها بين كفيها و أصابعها انغرست في خصلات شعرها التي انسابت بحرية فوق كفيها و وجهها ... هل تمادت في ثقتها بنفسها؟ .. هل أخطأت دراسة الوضع و المعلومات التي حصلت عليها و من قبلها تلك التي تركها لها (كرم) و التي على أساسها بنت خطتها؟ .. لقد كانت على يقين من أنها ستجد ضالتها بذلك الملف ... لا يمكن أن يكون (راجي) قد أخطأ .. (كرم) أكد لها أن مكتب التحقيقات خاصته من أفضل المكاتب ليس في مدينتهم فقط بل تخطت شهرته باقي أطراف البلد .. لقد اتصلت بـ(راجي) ليؤكد لها أكثر من مرة أن هذه المعلومات هي كل ما حصل عليها و أنه أكيد منها و أنها لو سافرت بنفسها و استأجرت مخبر خاص في ذلك البلد الأوروبي سيصل لنفس النتيجة ... العائلة التي تبحث عنها لم يعد أحدٌ منهم على قيد الحياة منذ سنوات طويلة .. أطلقت آهة حارة و هي تتراجع في مقعدها و حررت رأسها من بين يديها و تتطلعت لوجهها بالمرآة و هالها اليأس المرتسم في عينيها لتقطب في ضيق و تنهر نفسها قائلة
_"لا تفعلي هذا (سؤدد) .. منذ متى تستسلمين لليأس في تحقيقاتكِ .. مهما تعقدت الحقائق و تشابكت أمامكِ و بدا الوضع مستحيل الحل أنتِ في النهاية تتمكنين من العثور على المخرج .. لا تقلقي .. ستجدين البديل .. لا يهم الماضي المشترك و حلقة الوصل .. لن تهم كثيراً .. يمكنكِ أن تجدي أي بديل .. شخص يناسب المهمة .. ماذا لو كانت الفتاة التي تبحث عنها ليست في دنيانا ... يمكنها أن تعثر على بديلة مناسبة .. سيكون الأمر صعباً .. لكنها ستجد واحدة .. عندما تراها ستدرك أنها الأنسب .. نقطة الضعف و الفخ الذي لن يقاوم (منذر) الانسياق إليه و الوقوع فيه ... ابتسمت بسخرية و عقلها يستحضر شخصه الواثق المعتد بنفسه شديد الغرور .. يظن نفسه حصيناً و لا يدري أن نقطة ضعفه أوضح من الشمس .. ستجدها حتماً مهما كان الأمر صعباً .. لا يقتصر الأمر على مجرد شقراء توقعه في فخها .. لا .. هي لا تريد أي شقراء ... تريد واحدة أقرب إلى (وتين) .. شقراء ملائكية الملامح و الروح ... نوعه المفضل .. هي درست شخصيته و راقبت حياته جيداً أكثر مما يعتقد و تعرف أن الأمر يتجاوز مجرد امرأة شقراء .. هي تثق بإحساسها و فراستها و نظرتها للأشخاص .. لقد رأت نظراته لـ(وتين) و (زياد) و التي غفل عنها للحظة قبل أن يخفيها وراء سخريته و تهديداته المغرورة .. هي رأتها .. رأت ذلك الجوع في عينيه للمشاعر التي كانت تشع منهما .. الجوع المهلك الذي يضني قلبه لروح نقية مثل روح (وتين) .. الجوع لحبِ قلبٍ نقي طاهر كحبها .. كانت تلك الفتاة أملها الذي عندما وصلت إليه أخيراً أدركت أنه أصبح سراباً و أن الزمن قد طواه منذ سنوات .. لا بأس .. قلبها يخبرها أنها ستجد تلك الفتاة التي ستجعل قلبه الشيطاني لا يملك إلا أن ينجذب نحو قلبها الملائكي ... طهارتها و براءتها و هالتها الملائكية ستجذبه إلى الفخ الذي سيكتب نهايته ... لقد تعودت أن تثق بإحساسها و بالقدر .. لن يضع أمامها هذا الأمل بعبث .. هذه رسالة قدرية فهي لا تؤمن بالصدف في هذه الحياة ... هذه القصة التي يغزلها القدر حتماً ستجتمع خيوطها بطريقة ما ... كل ما عليها أن تدرك اللحظة الفاصلة التي تلتقي عندها كل خيوط القدر ... توجهت نحو شرفة الفندق الذي تقيم فيه و رفعت وجهها تأخذ نفساً عميقاً و فتحت عينيها للأفق تنظر أمامها بتصميم .. هي تؤمن أنها ستجد خيط الأمل الذي تبحث عنه قريباً جداً .. ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها انمحت فوراً ما أن لمحت حارسها الشخصي الذي رافقها حتى إلى هنا ... حاولت إقناع جدها أن تسافر بمفردها فهي عامةً ستكون بعيداً عن مصدر الخطر و لن يلاحقها أحدهم في تغطيتها لبعش المؤتمرات و المهرجانات الفنية ، لكنّه أصر على أن يرافقها ذلك الوغد بحجة حمايتها في الغربة .. قطبت بضيق و هي تنظر إليه يقف بالأسفل أمام الشرفة الكبيرة المطلة على حديقة الفندق و راقبت بتمعن حركات جسده التي نمت عن التوتر و هو يتحدث بجدية على الهاتف .. مع من يتحدث بهذه الجدية .. اشتعل فضولها الصحفي و هي تحرك رأسها و تضيق عينيها محاولة التقاط حركة شفتيه علّها تلتقط بعض الكلمات .. تباً له .. ضربت السور بقبضتها عندما تحرك ليعطيها ظهره و هو يستمر في حديثه و لم تتمالك نفسها و اندفعت للخارج و بسرعة كانت تهبط السلالم التي تفصلها عن الطابق الأول حيث كان يقف و اندفعت نحو الشرفة لتنتبه لتصرفها الأحمق مع نظرات نزلاء الفندق الذين وقف البعض منهم بالصالة الكبيرة بينما بعضهم كان يجلس على مقاعد الشاطيء بقرب حمام السباحة الكبير الذي يحتل جزءاً كبيراً من حديقة الفندق .. ابتلعت لعابها بقوة و رفعت رأسها باعتداد و تحركت نحوه بخطوات هادئة و لضيقها كان قد انتهى من مكالمته عندما وصلت و وقف مكانه للحظات قبل أن يتحرك ليجلس على أحد المقاعد أمام المسبح ... راقبت إحدى الأجنبيات من النزلاء تقترب منه و تشنجت قبضتها و هي تكز على أسنانها و هي ترى كيف اقتربت بثوب سباحتها ذي القطعتين و جلست على المقعد المجاور له و ابتسمت بدلال و هي تحاول الحديث معه .. وجدت نفسها تقطع الخطوات التي تفصلها عنهما لتقف أمامها ليرفع عينيه إليها ما أن شعر بظلها يقطع عنه نور الشمس و تطلع إليها من خلف نظارته الشمسية و قاوم ابتسامته بصعوبة و هو يرى غضبها المكبوت و هي تنظر للفتاة التي كانت تغازله تقريباً قبل أن تهبط هي عليهما من السماء .. اعتذر من الفتاة بلباقة و هو يقترب منها هامساً بشيءٍ لم تسمعه (سؤدد) التي قطبت بشك ما أن رأت ابتسامة الفتاة و عينيها اللتين امتلأتا بالعبث و شيء من التفهم و هي تنظر إليها قبل أن تنهض و تتركهما و لكن ليس قبل أن تغمز بعينها لـ(سؤدد) التي شهقت بقوة و هي تتبعها بعينيها هاتفة
_"ما الـ .. تباً .. ماذا تقصد هذه الوقحة؟"
سمعت ضحكته الرجولية لتغمض عينيها بنفاذ صبر و التفتت نحوه هاتفة بغضب
_"ما الذي أخبرتها به بالضبط؟"
هز كتفيه و صمت دون رد لتكتف ذراعيها أمام صدرها و قالت ببرود
_"هل أنت هنا لتستجم أم ماذا؟ .. على ما أذكر أنك رافقتني لهنا لأنك من المفترض أنك تحميني من ذلك الخطر المزعوم ، صحيح؟"
ابتسم ببرود و قال

_"أردت أن أمنحكِ بعض الراحة بعيداً عن أوامري و تحكماتي الجهنمية التي يجب أن أذهب بصحبتها للجحيم حيث مكاني المناسب"
أغمضت عينيها بقوة و كزت على أسنانها و هي تسمعه يعيد على أسماعها الكلمات التي ألقت بها في وجهه ما أن وصلا إلى هنا ... تنهدت بقوة و عادت تقول و هي تهز قدمها على الأرض بحركة رتيبة مستفزة قابلها هو ببرود تام
_"جيد ... واصل ما تفعله .. لا تدري كم أشعر بالراحة الآن لأنك فهمت حدودك و ابتعدت عن طريقي"
رفع حاجباً ساخراً و هو يرد
_"واضح ... تبدين مرتاحة للغاية .. خصوصاً بثيابكِ اللطيفة هذه .. حتى أنكِ لم تستطيعي أن تبدليها و أنتِ تهبطين عليّ من السماء مقاطعة خلوتي مع الفاتنة التي طردتِها بنظراتكِ القاتلة"
فتحت فمها لتشتمه عندما انتبهت لكلماته فخفضت عينيها تنظر لما ترتديه لتتسعا بارتياع و هي ترى السروال المتسع الذي ترتديه و الذي يشبه سروال (علاء الدين) و الذي اعتلته بلوزة قطنية مريحة بنصف كم ارتسمت فوقها ساحرة شمطاء شهيرة بأحد أفلام الرسوم المتحركة .. أغمضت عينيها بيأس .. حمقاء .. لم تفكر لحظة و هي تندفع مغادرة غرفتها و ها قد منحته من جديد فرصة ليسخر منها .. لم تنتبه عندما نهض من مكانه و اقترب منها و عيناه تجريان فوق وجهها .. يتأمل بحنان ملامحها الرقيقة و خصلات شعرها التي كانت حرة هذه المرة و هو متأكد أنها قد نسيت أنها تركت شعرها حراً كما لم تنتبه لثيابها .. بدت كطفلة عنيدة و هي تزم شفتيها بغضب طفولي كاد يدفعه للضحك .. قاوم بصعوبة رغبة محرقة في أن يمد أصابعه و يلامس خصلاتها التي يتلاعب بها الهواء و بدت لعينيه فاتنة بطريقة مؤلمة و لم ينتبه لهمسته التي غادرت شفتيه و عيناه لا تستطيعان مفارقة وجهها
_"خلابة"
رفعت عينين وجلتين نحوه لينتبه لنفسه و أجبر نفسه على الابتسام بسخرية و هو يتابع بسرعة و يقول مشيراً للساحرة فوق بلوزتها
_"الساحرة الشريرة ... خلابة جداً"
ضغط على شفتيه و هو يلمح النار تشتعل بعينيها و فكها الذي انقبض بعنف ليتابع بغمزة مستفزة
_"ذوقكِ رائع بالملابس .. أهنئكِ عليه"
قالها و هو يتحرك مبتعداً و هو يدرك أنه لو تأخر لحظة واحدة لكانت نفذت رغبتها التي رآها واضحة بعينيها بأن تلقيه بالماء و هي تتمنى أن يكون لا يعرف السباحة و لا أي شخص بالمكان حتى لا يقدم له يد المساعدة ... تركها خلفه تدمدم بقهر قبل أن تلحق به و هي تتوعد أن تنتقم منه في أقرب .. لن تسمح له بأن يدفعها لليأس .. هي من ستدفعه للتوسل لجدها من أجل أن يترك العمل معها ... كتلة العضلات الحمقاء .. سيعرف جيداً كيف يتلاعب بها .. فليصبر قليلاً و سترد له الصاع صاعين .
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 01:58 AM   #95

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ضربت (آنجيليكا) الأرض بقدمها بحركة متوترة و هي تقف أمام مديرها الذي عقد ذراعيه أمام صدره وهو ينظر لها ببرود لتقول بنفاذ صبر و هي تلوح له بالنقود في يدها
_"هل يمكنني أن أفهم ماذا حدث؟ .. مرتبي غير كامل سيد (باولو) .. من الواضح أن هناك خطأ"
ردد ببرود و هو يهز رأسه
_"من الواضح أن لديكِ خصم عزيزتي (آنجي)"
كادت تهتف فيه أنها ليست عزيزته و بالتأكيد ليست (آنجي) بالنسبة له .. ذلك الأحمق البغيض .. ابتلعت شتائمها و هي تقول
_"لماذا سيدي؟ .. أنا أقوم بعملي على أكمل وجه"
ابتسم بسماجة و هو يرفع يده أمام عينيها قائلاً
_"خمس مرات ... لقد تأخرت على العمل خمس مرات في شهرٍ واحد عزيزتي"
ابتلعت لعابها و هي تنظر له بتوجس ليبتسم قائلاً
_"هل تظنينني غافلاً عما يحدث بمطعمي يا صغيرة؟ .. أعرف في أيام بالضبط وصلتِ متأخرة و من غطى غيابكِ و التي بالمناسبة حصلت على خصم مماثل .. هل ظننتما أن الأمر سيمر ببساطة؟"
عضت على شفتيها بحنق .. تباً له .. لقد آذى (ماريا) أيضاً .. لولا أنها تحتاج المال لألقت بمريولتها الخاصة بمطعمه الأحمق في وجهه و لأخبرته رأيها في شخصه البغيض بكل صراحة ... نظرت للمال في يدها و هي تفكر بضيق .. ماذا ستفعل الآن؟ .. لقد كانت تعتمد على مرتبها هذا الشهر .. لم تنتبه لاقترابه منها إلا عندما شعرت بأنفاسه البغيضة تلامس وجهها لترفع عينيها بفزع إليه و تراجعت للخلف بحدة تمنعه من لمس خصلاتها و وقفت بتشنج أمامه و قالت
_"حسناً .. هل تريد شيئاً آخراً سيد (باولو)؟ .. يجب أن أعود لقد تأخرت على موعد عودتي لبيتي"
تأمل جسدها بوقاحة جعلت معدتها تنقبض بغثيان مريع و سمعته يهمس و هو يقترب منها قائلاً
_"يمكنني أن أوصلكِ بنفسي عزيزتي ... تعرفين أنكِ يمكنكِ أن تطلبي مساعدتي في أي وقت و أنا لن أتأخر عنكِ"
رددت ببرود و هي تتراجع للخلف
_"شكراً سيدي .. (ماريا) تنتظرني"
و أشارت لباب الغرفة و هي تنظر له بتحذير و تحدٍ و ابتسمت بسماجة مماثلة لخاصته
_"تنتظرني هي و (بيدرو) بالخارج .. أمام باب غرفتك مباشرةً"
توقفت خطواته و هو يرمقها بحدة قبل أن يتراجع ليجلس خلف مكتبه و أشار لها بعجرفة لتبتسم ببراءة مفتعلة و هي تقول
_"إلى اللقاء سيد (باولو) ... أراك لاحقاً"
أسرعت نحو باب الغرفة و أغلقته خلفها بقوة و هي تنفخ براحة شديدة قبل أن تنظر بحنق إلى الباب المغلق و همست بنفور
_"فلتذهب للجحيم أيها الوغد اللعين"
و عادت تتحرك مسرعة إلى حيث تنتظرها (ماريا) التي كانت تتبادل حديثاً ودياً مع (بيدرو) و أصابعهما متعانقة لتقاطعهما و هي تتنحنح بحرج مصطنع ليبتسم (بيدرو) بينما قطبت صديقتها بتحذير لتقترب و تتأبط ذارعها قائلة
_"لا تنظري إليّ هكذا .. صديقتكِ تشعر بالبؤس الآن ... ذلك المدير الأحمق كان يعرف بأمر تأخري عن العمل و خصم جزءاً من المال .. ماذا سأفعل الآن؟"
ربتت على كتفها بحنان لتقول لها بأسف
_"أنا آسف (ماريا) .. لقد خصم منكِ أنتِ أيضاً بسببي .. أعدكِ سأردها لكِ بأقرب وقت"
هزت رأسها قائلة بتفهم
_"حبيبتي .. لا تحزني .. ذلك البخيل كان سيتحجج بأي شيء ليخصم من راتبي هذا الشهر أيضاً"
سألها (بيدرو) و هو يخرج محفظته
_"كم تحتاجين (آنجي)؟ .. معي ما يكفي"
ابتعدت عن صديقتها و هزت رأسها قائلة
_"شكراً (بيدرو) سأتدبر أمري لا تقلق"
هتفت صديقتها و هي تتحرك تلاحق خطواتها يتبعها (بيدرو)
_"(آنجي) لا تكوني عنيدة .. خذي ما تحتاجينه و توقفي عن المكابرة يا فتاة .. لماذا الأصدقاء إن لم يقدموا المساعدة وقت أن نحتاجهم؟!"
رددت بضيق
_"(ماريا) .. يكفي .. أنا أعرف كم تحتاجان كل سنت منها لتتزوجا .. لن أكون سبباً في تأخر زواجكما أكثر"
تبادلا نظرة يائسة لتقول (ماريا) بمحاولة إقناع جديدة
_"صدقيني حبيبتي .. (بيدرو) وجد عملاً جديداً و بمرتب جيد جداً حتى أننا سنحدد موعد الزواج قريباً"
نظرت لهما بشك لكنهما ابتسما و هما يتبادلان النظرات المحبة و تشابكت كفاهما لتقول بتحقيق
_"أتقولان الصدق؟"
أومأت (ماريا) لتقفز (آنجيليكا) و تصفق بكفيها بحماس قبل أن تندفع لتحتضن صديقتها هاتفة بحماس

_"أجل .. أجل ... أخيراً أيها الأحمقان .. أخيراً"
ابتسم (بيدرو) بحنان و هو يرى خطيبته و صديقتها تضحكان و تبكيان بنفس الوقت بينما تتعانقان بحب و تنهد قائلاً
_"يبدو أنني كنت محقاً في غيرتي منكِ (آنجي) .. أنتِ تستأثرين بجزء كبير من قلب حبيبتي"
ضربت على كتفه بحماس و هي تقول مغيظة
_"لا يا عزيزي أنت مخطيء ... أنا أستأثر بقلبها كله و هي ستتزوج بك شفقة ليس إلا"
قلّب عينيه بطريقة مضحكة لتتعالى ضحكاتها و مسحت دمعاتها و هي تتأملهما بحب و سعادة خالصة ليقترب (بيدرو) و يمسك كفها ليضع بها بضع أوراق نقدية لتحاول سحبها بقوة لكنه أغلق كفها بحسم و هو يقول مدركاً مدى عنادها و شخصيتها العصامية التي ترفض أن تمد يدها لأحد رغم ظروفها الصعبة
_"رديها عندما يتوفر معكِ المال عزيزتي ... أعرف أنكِ تحتاجينها بشدة هذه الأيام"
نظرت لصديقتها بلوم ليهتف فيها لائماً
_"ماذا (آنجي)؟ .. لماذا تنظرين لـ(ماريا) هكذا؟ .. ظننت أنني أيضاً صديقكِ"
هزت رأسها قائلة باعتذار
_"بالطبع (بيدرو) ... أنا فقط .."
ربت على خصلاتها الشقراء بحنان أخوي خالص و هو يقول
_"أنا أعتبر نفسي أخاكِ (آنجي) لا صديقكِ فقط"
رفعت عينيها تنظر له من بين دموعها بامتنان ... كم تمنت لو أن لها أخاً أكبر .. يتحمل عنها كل الهموم التي أجبرتها الحياة على تحملها في عمرٍ صغير ... لكنَها لا تملك سوى أخٍ يصغرها بسنوات كثيرة كانت له الأم قبل أن تكون الأخت ... صغيرها الحبيب الذي من أجله تحتمل كل هذا العذاب و الأسى الذي تمر به ... من أجله فقط لا زالت صامدة تحارب بكل قوتها .. مسحت دمعة خانتها بقوة و قالت و هي تبتسم له بامتنان
_"و هذا يسعدني كثيراً و يشرفني (بيدرو)"
عانقت صديقتها بقوة مرة أخيرة و لوحت لهما مودعة و هي تلحق بالحافلة الأخيرة التي ستوصلها إلى حيث يقع منزلها ... لوحت لهما من النافذة مرة أخيرة قبل أن تلتفت و تسترخي بمقعدها و تشرد بعيداً و يدها تتمسك بسلسلتها الذهبية و أغمضت عينيها لتسيل دمعاتها بحرية مستغلة خلو الحافلة التي أقلت القليل من الركاب في هذه الساعة المتأخرة من الليل و جلوسها بآخر الحافلة متسربلة بالضوء الخافت .. انقبضت أصابعها أكثر على سلسلتها و هي تهمس بألم
_"سنكون بخير .. سنكون بخير أبي .. لا تقلق .. أمي .. لا تقلقي أنا قوية .. و أعتني بأخي جيداً .. لن أدعه يتأذى أبداً .. سنكون بخير كما وعدتكما"
كانت تردد كلماتها علّها تحصل على بعض الدعم لقلبها الصغير الذي تشعر به يكاد ينفطر من حمل المسؤولية التي أُلقيت على كاهلها و هي لا زالت بعد بعمر الزهور .. عادت تهمس لنفسها بتأكيد و مواساة و شفتاها ترتعشان بابتسامة مشجعة مبللة بالدموع
_"أنتِ قوية (آنجي) و ستقدرين على مواصلة الطريق رغم صعوبته ... أجل .. سنكون بخير"
قالتها و تنهدت و هي تتراجع لتسند ظهرها للمقعد و أسندت رأسها للنافذة و أغمضت عينيها بتعب و دموعها تسيل على خديها مزيحة بعض الألم عن قلبها المسكين الذي لا زال يتوسل للقدر أن يكون آخر طريق عذاباتها قد اقترب و أنها عن قريبٍ ستعثر على واحتها التي سترتاح فيها أخيراً .
**********************
انتهى الفصل الثالث
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم
قراءة ممتعة

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 03:54 AM   #96

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا الجزء شعرت معه بغصة حزن مع ابتسامة...... أممممممممممموة يا كبيرة

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 02:27 PM   #97

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

انتي شريرة على فكرة
يعني عماد و مراد اصحاب و عماد لسانه دلدل من كتر ما وصى مراد على سؤود
طيب مش يفهم بقى اذكى اخواته ان سؤود تخص البرنس و يحاول ميورطش مشاعره معاها ياااااااختي
و لا النصيبة التانية راجي تبع عماد يعني كل المعلومات اللي بتوصل للعيلة متفلترة و متحددة من عماد يا نرك يا نعمة
انجليكا هي الطعم اللي عتصطاد بيه سؤود منذر
بالاول افاكرت منذر معحب بسؤود طلع عينه من وتين يالا حصل خير هههههههههه

Dr. Aya likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 02:46 PM   #98

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل مشوق
ايف الله بعينها
وعرفنا كيف أصبح مراد حارس سؤدد
وراجى وكمية معلوماته
منذر انسان بهيئة شيطان
انجليكا ما دورها فى كل هذا
يسلموووو ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 07:54 PM   #99

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr فصل رائع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0)

‏موضى و راكان, ‏yasmine_ha, ‏k_meri, ‏صفصف..., ‏lolo75





فصل جميل يا مايلو شكرا على العيدية الحلوة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:24 AM   #100

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
هذا الجزء شعرت معه بغصة حزن مع ابتسامة...... أممممممممممموة يا كبيرة

مساء الورد يا جميل
أممممممموه ... إن شاء الله تحبي فصل الليلة أكتر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.