آخر 10 مشاركات
سيمفونية الجليد والنار(117)-ج3 أسرار خلف أسوار القصور - noor1984*الفصل17ج1* *مميزة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-19, 04:28 AM   #1021

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن والأربعون
بين عينيك موعدي
وأنا أحمل أيامي وأشواقي إليكا ..
وأرى في الأفق النائي يداً تمتد كالوعد وتهفو
وأراني نحوها .... طوع يديكا
من قديم الدهر كانت نبضة مثل اهتزاز البرق
مثل اللمح
شيء لست أدريه احتواني
فتلاصقتُ لديكا .... يومها
وارتعشت عينان
أغفى خافقان
استسلما للخدر الناعم ينساب ويكسو وجنتيكا
يومها واتحدت روحان.
أغفت مقلتان.
اختارتا حلماً بريء الوجه حلو السمت
عشناه ندياً أخضر اللون وضيئاً
وقرأت العمر مكتوباً ...هنا .. في مقلتيكا
"فاروق شوشة"
*******************
اختلس (راجي) النظر بقلق نحو (فهد) الذي لم ينطق بحرف منذ غادرا منزل المربية .. لا يلومه أبداً فما قالته تلك المرأة كان صدمة جديدة لصديقه الذي لم يفق بعد هو و(عماد) من كل الحقائق المرعبة التي عرفاها .. زفر بقوة وهو يشعر باختناق وإحساس الذنب عاوده لأنّه لم يفكر لحظة في البحث خلف الحقائق التي أخبره عنها (عماد) حين طلب مساعدته قبل خمس أعوام .. كان يمكن للكثير أن يتغير .. لو فقط خطر بباله أن يبحث في كل الاتجاهات والاحتمالات كان سيعثر بالتأكيد عن معلومات تخص والد صديقه .. عن تلك الليلة التي مات فيها .. كان يمكنه اختصار الكثير من الألم والمعاناة التي يعيشها صديقاه الآن .. رباه .. هو أيضاً لابد أنّه يحمل ذنب ما أصاب عائلة (رضوان) .. لماذا لما يشك لحظة في كلام صديقه واكتفى بتنفيذ ما طلبه منه حين كلّفه بالبحث عن كل ما يخص أعداءه وحين دفعه ليكون في الواجهة ليوصل ما يريده فقط من معلومات إلى عائلة (رضوان) .. هو أيضاً مذنب وببشاعة .. لقد قصّر في عمله .. ازداد انقباض قلبه وتصاعدت المرارة في حلقه فأسرع يقول محدثاً (فهد) ليتخلص من أفكاره الخانقة
"ماذا ستفعل الآن (فهد)؟ .. لقد تعقدت الأمور أكثر"
ندم فور نطقه بالكلمات فعض على شفته بقوة بينما لم يرد (فهد) وحاجباه ازدادا انعقاداً .. لمح عرقاً ينتفض في فكه فعاد يردد بخفوت
"(فهد) .. لا تعذب نفسك بالتفكير فيما قالته .. كل هذا حدث في الماضي ولم يكن لك يـ .."
قاطعه مردداً بصوتٍ ميت جعل قلقه يزداد وهو يتخيل حجم البركان المكبوت داخل صديقه
"لا أعذب نفسي بماذا يا (راجي)؟ .. هل بقى شيء لم يفعلوه بعد قد يفاجئني يوماً؟ .. لقد انتهى كل شيء .. لم يعد يهم بعد الآن أي شيء"
"(فهد) .. لا تيأس هكذا .. لابد أنّه لا زال هناك أمل في .."
صرخ يقاطعه بقهر وهو يضرب تابلوه السيارة أمامه
"لا أمل .. لم يعد هناك أي أمل .. انتهى .. كل شيء انتهى يا (راجي)، هل تسمع؟ .. انتهى"
انقبضت يداه على المقود وهو يحاول التحكم في قيادته وقال برفق
"أعرف أنّ ما سمعته كان قاسياً (فهد) .. لكن .. تحكم في غضبك أرجوك .. الغضب لن يحل شيئاً"
ضحك بمرارة مردداً
"هل تعتقد بعد ما سمعته أنّه لا زال هناك شيء ليُحل .. لقد خسرت .. من البداية كان يجب أن أعلم أنني خاسر .. هذا القدر كُتِب منذ البداية وكان غباءً مني أن أعتقد أنّ بإمكاني تغييره"
فتح فمه لينطق لكنّ (فهد) رفع كفه في وجهه وهو يشيح لينظر للنافذة بعينين غامتا بدموع تحكم فيها بكل قوته
"لا تقل شيئاً .. لا أريد أن أسمع أي شيء"
يكفي ما سمعه حتى الآن .. يكفي .. لم يعد لديه أي قوة لمواجهة المزيد .. لم يعد يملك قوة لمزيد من القتال في معركة خاسرة من بدايتها .. لا زالت كلمات المربية تضرب كسوط عذاب فوق قلبه المسكين وهي تكمل له حكايتها .. تؤكد له للمرة الألف كم كان ساذجاً هو و(عماد) .. عقله الذي لم يتوقف لحظة عن تحليل كل كلمة سمعها من المربية مع كل معلومة عرفها من (عماد) وعثر هو عليها أثناء بحثه جعلته يصل لنتيجة واحدة .. لقد خطط والده لكل شيء .. لم يترك شيئاً للصدفة هو و(توفيق) ذاك .. هل كان ينتقم لشقيقته أم لنفسه؟ .. لا زال هناك الكثير من النقاط التي تحتاج إجابة لكنّه تعب .. لقد اكتفى من كل أكاذيبهم وحقارتهم .. ذلك الدم الذي يجري في عروقه لعنة .. لعنته التي حطمت كل شيء جميل في حياته.
"لقد خسرت زوجي بعدها بأيام قليلة .. قُتِل في مواجهة مع الشرطة .. وأنا هربت كما كان قد أوصاني.. هربت بالطفلة مع القليل من المال الذي كان معي يومها"
ترددت كلماتها بوضوح في عقله تعيده لتلك اللحظات المريرة
"كل ما كنت أعرفه أنّ حياتها في خطر .. أنّهم لو عثروا عليها سيقتلونها هي أيضاً .. كنت قد تعلقت بها كثيراً"
همست بكلماتها وهي تنظر لهما من بين دموعها بينما همس قلبه بمرارة .. ومن عرفها ولم يتعلق بها .. هي ولدت بذلك السحر .. حبيبته التي صارت مستحيلة وبعيدة كالنجوم.
"اكتشفت بعدها أنني أحمل طفلاً انتظرته لسنوات .. اعتبرتها بركة ومعجزة حملتها لي تلك الصغيرة فازداد حبي لها وتعلقي بها .. عملت كخادمة لأوفر لهما الطعام وصارت هي ابنتي الأولى"
شهقت بالبكاء أكثر وهي تضغط على قلبها تبكي طفلة حُرمت منها للأبد .. ابنة لم تعد تذكر عنها شيئاً
"بعدها بسنوات قليلة عثر علينا السيد (عزت) .. كان يبحث عني ليتأكد من أنّ الطفلة لم تمت .. حاول أخذها مني لكنّها كانت متعلقة بي كثيراً فلم يجد بداً من اصطحابي معها بصفتي مربيتها"
أجل يتذكر ذلك اليوم الذي دخل فيه زوج عمته وهو يحمل (همسة) الصغيرة بين ذراعيه لتشتعل الحرائق حين أقامت عمته الدنيا ولم تقعدها وزوجها يواجهها بأنّها ابنته من امرأة أخرى .. طرد أفكاره جانباً ليقول بتوجس
"وبعد موته طردتكِ مع (همسة) .. لماذا لم تبحثي عن أسرتها الحقيقية أو تبلغي الشرطة ليعيدوها لهم؟ .. لماذا لم تعيديها من البداية أصلاً بعد موت زوجكِ؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر له بتردد قبل أن تجيبه
"كنت هاربة وخائفة .. وحين وجدني السيد (عزت) صار خوفي مضاعفاً .. لم يكن ليسمح لي بالرحيل بها أو إعادتها لأسرتها .. كان يعتبرها ابنته .. كان .. وسامحني يا بني .. كان مجنوناً وخفته كثيراً .. وبعد أن مات .. لم تطردني السيدة (ليلى) .. أنا من هربت خوفاً على حياة الصغيرة منها .. ولم أستطع أيضاً إعادتها .. كنت سأخسرها .. ربما كانت أنانية مني لحظتها أو خوفاً لكنني حين قررت إعادتها ظهرت السيدة (ليلى) مجدداً وأخذتها مني عنوة .. توسلتها أن أعيدها لأسرتها فأبت"
تبادل مع (راجي) نظرة متوجسة وسألها بارتجاف
"هل .. هل أخبرتِها من أسرتها الحقيقية؟"
أطرقت ودموعها على خديها تسيل بشدة ثم نظرت له بتردد قائلة وهي تهز رأسها نفياً

"لا بني .. هي كانت تعرف من البداية"
اتسعت عيناه بشدة وهو يهتف
"ماذا تقولين؟ .. مستحيل .. كيف؟"
"أقسم لك بني .. هي كانت تعرف أنّها ابنة السيدة (همسة العاصي) وهددتني أنّها ستقتلني أنا وابني الصغير لو فتحت فمي بكلمة واحدة وأنّ عينيها ستكونان عليّ دائماً .. كنت أعرف أنّها قادرة على فعل ذلك دون تردد .. لهذا هربت بعيداً وتخفيت هنا خوفاً على حياة ابني الوحيد"
هز رأسه وهو ينهض متحركاً في المكان كليثٍ مقيد
"مستحيل .. لا يمكنها أن تعرف بهذا .. لم تكن لتحتمل وجودها تحت سقف بيتها دون أن تؤذيها و .."
توقف عن الكلام مستعيداً كل ما لاقته (همسة) من أذى على يد عمته .. ماذا يطلق على كل ما عاشته إن لم يكن أذى وانتقاماً؟ .. سمع السيدة تكمل بصوتٍ متهدج من البكاء
"صدقني أنا لا أكذب .. سمعتها تواجه السيد (عزت) بهذا قبل أيام من موته وهذا ما جعلني أهرب بالصغيرة .. كانت تتوعده أنّها ستتخلص منها في أقرب وقت كما فعلت بـ .."
"(فهد) .. أظن أنّه ليس من الحكمة إخبار (عماد) بما سمعناه و"
ردد (راجي) بتوتر منتزعاً إياه من ذكرياته فالتفت له بعينين مشتعلتين مقاطعاً كلماته بحدة
"ليس من الحكمة؟ .. هل تمزح معي؟ .. هل تعقتد أنّ ما سمعناه سيشكل فارقاً بعد الآن؟ .. (عماد) سيعرف بكل شيء (راجي) .. كل شيء"
"لكن يا (فهد) .. هذا ليس .."
ضاقت عيناه وهو يردف من بين أسنانه مقاطعاً بصرامة
"يكفي .. هيا أسرع إلى البيت فلدي حديث طويل مع عمتي المحترمة .. حديث طويل جداً ولنرى أي أكاذيب جديدة ستخترعها هذه المرة لتفلت بجلدها"
رمقه بشفقة وعاد ينظر أمامه وهو يزيد من سرعة السيارة مستجيباً له وقلبه يخبره أنّ البركان المكبوت بقلب (فهد) أوشك أن ينفجر وربما لن يبقي ولن يذر أي شيء وسيسحق معه ما تبقى من قلبه هو و(عماد) وينسف كل ما امتلكاه من أمل.
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 04:29 AM   #1022

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دارت (ليلى) حول نفسها في غرفة (عماد) التي تركها فيها ولم يعد ليجلس معها متحججاً بحاجتها للراحة وباتصالات كثيرة يجريها بحثاً عن شقيقه .. نظرت لهاتفها وهي تعقد حاجبيها بقلق .. هل سيكون (سامر) بخير حقاً؟ .. تخشى أن يصله (توفيق) أو ابنه .. لقد طمأنّها أنّه يعرف ما يفعله جيداً وأنّ هذه الطريقة ستجبر (عماد) أن يعود إليها وستستطيع عندها أن تستميله بأي طريقة والأهم أن تبعده عن طريق عمه .. هل سينجح الأمر حقاً؟ .. رد فعل (عماد) ليس مشجعاً كما أنّ (فهد) نفسه بدا واضحاً أنّه سيقف في طريق عودته إليها .. هل خسرتهم جميعاً؟ .. انقبض قلبها وهي تهمس بتوتر .. لا .. لن تخسر أبداً .. عادت بتفكيرها لـ(سامر) الذي تخشى أن يتهور من جديد ويفعل شيئاً جنونياً .. ماذا لو حاول اختطاف (راندا) مجدداً؟ .. لقد نجى بمعجزة في المرات السابقة .. حتى متى يا (سامر)؟ .. حتى متى تسلم الجرة يا بني؟ .. رددت داخلها بقلق وهي تجلس على حافة الفراش وقلبها ينبض بسرعة .. هي لن تحتمل أن يصيبه مكروه .. لقد كادت تموت في المرة السابقة حين انفجرت سيارته ونجا بمعجزة .. عاد صوت (عماد) يتردد بعقلها وهو يقول
"بسببكِ وبسبب دلالكِ له خرج عن السيطرة"
هل هي السبب حقاً؟ .. لا .. (سامر) لا يتنازل عن أي شيء يريده .. هل تتحمل الذنب في كونها دفعته إلى طريق (راندا)؟ .. كان يجب أن تستخدم شخصاً آخراً ليوقع بتلك الفتاة من البداية لكن من أين كانت ستعرف أنّه سيُجن بحب تلك اللعينة ابنة (أمجد) .. انغرست أظافرها في كفيها واسمه يتردد بذهنها .. لا .. لم يكن سيشفي غليلها سوى أن ينتقم ابنها هي من (أمجد) في ابنته .. هذا وحده كان سيريح قلبها الذي حطمه قديماً .. بسببه وحده مرت بكل هذا العذاب مع (عزت) .. كل هذه الآلام والمرارة التي عاشتها كانت بسببه هو
"آه يا (سامر) .. آه يا بني .. ألم تجد سواها؟"
لا بأس .. هو بالتأكيد يعرف ما يفعل .. كانت تعرف دائماً أنّه مختلفٌ عن شقيقه .. و(عماد) لم يخطيء بكلامه .. (سامر) بالفعل كان ابنها المدلل والأقرب لها، بينما كان (عماد) هو رجلها الذي تعرف أنّها ستعتمد عليه دائماً .. انقبضت يدها بعنف وكراهية .. لكنّه كان دائماً ملتصقاً بذلك الوغد (أحمد اليزيدي) حتى ملأ عقله بالهراء، وحين دخل السجن وسافرت هي بأولادها ظنت أنّها قد تخلصت منه للأبد وجعلت ابنها الأكبر كما تريد .. والآن .. الآن يأتي ليفسد كل ما فعلته .. يقلب ابنها عليها ويجعلها تخسره مرتين .. مرة حين تخلى عنها ومرة وهو يشجعه لينتقم من (توفيق) واضعاً حياته في خطر .. هي متأكدة أنّه يفعل .. والله لن تسمح .. ستفعل أي شيء .. ستتحالف مع الشيطان حتى إن لزم الأمر لتستعيد ابنها منه .. نهضت من مجلسها وتحركت لتبحث عن (عماد) .. تنفست بقوة وهي تعيد قناع الحزن والخوف على ملامحها بينما تغادر الغرفة .. توقفت عندما لمحته يجلس على الأريكة مطرقاً ورأسه بين كفيه بيأس واضح أوجع قلبها فتحركت لتجلس بجواره ولامست كتفه بيدها برفق لينتفض بقوة جعلتها تتراجع بينما نظر لها بعينين مسودتين بمشاعر انقبض لها صدرها فهمست
"(عماد) .. ما بك بني؟"
ناظرها للحظات زادتها توتراً قبل أن يشيح بوجهه ويتمتم بخفوت
"لا شيء"
رفعت يداً مترددة لتلامس شعره
"بل هناك الكثير .. ألن تخبر والدتك؟"
أبعد رأسه عن يدها بطريقة جرحتها لكنّها تجاهلت ألم قلبها وابتسم هو بمرارة وهو يلتفت لها قائلاً

"تدهشني الأريحية التي تتعاملين بها أمي .. كأنّ شيئاً لم يحدث أبداً وكأننا لا زلنا كما كنا"
"(عماد) .. ماذا تقول يا ولدي؟"

ضحك بمرارة وهو ينهض من جوارها
"لماذا أنتِ مندهشة هكذا؟ .. هل ظننتِ حقاً أنّ قدومكِ اليوم وطلب مساعدتي سيغير الكثير ويجعلني أنسى كل شيء؟"
"لكن بني"

قاطعها مردداً
"أرجوكِ أمي .. لقد وعدتكِ أنني سأبحث عن (سامر) لكن لا أريدكِ أن تبني أي آمال قد تخطر برأسكِ أنّكِ قد تعيديني إلى خططكِ"
والتفت لها مكملاً بشك
"ولو أني أشك حقاً في أمر (سامر) لكن لا بأس .. سأصدقكِ هذه المرة"
هتفت اسمه بانفعال ليقاطعها مواصلاً بحزم
"وكما سمعتِ .. أنا .. لن أعود أبداً لأساعدكِ في خططكِ تلك .. لذا .. إن كان هذا هو السبب الحقيقي وراء مجيئكِ فوفري تعبكِ وعودي لتكوني جوار شقيقكِ العزيز"

هتفت بحنق
"أنا لا أصدق حقاً أنّك تتحدث معي بهذه الطريقة (عماد)"
"وكيف تتوقعين أن أتحدث أمي؟"
هتف بغضب ولوح بيده مواصلاً
"هذه الساعات القليلة التي تركتكِ فيها لم أتوقف عن التفكير .. لا أستطيع أن أطرد الشك من قلبي .. لا يمكنني أن أثق بكلماتكِ بعد كل ما حدث أمي .. هذا مستحيل"

تنفست بقوة وهي تنظر له ثم همست بمرارة
"أنا لم أكذب عليك أبداً .. لا تدعهم يخدعوك بني .. كل ما قالوه لك .."

ركل أحد المقاعد بقربه هاتفاً
"الحقيقة .. كل ما عرفته كان الحقيقة .. الحقيقة التي كنت عامياً عنها لسنوات .. التي أخفيتها وراء أكاذيبكِ ووساوسكِ وأوهام انتقامكِ"
صمتت تحدق فيه بعينين دامعتين ليبتسم بسخرية
"وفري دموعكِ أمي .. لقد ذرفتِ الكثير منها لسنوات وأنتِ تملأين عقلي بكذبة وراء أخرى .. لم تعد تجدي معي"
ارتجفت شفتاها وهمست
"ستندم يوماً على تكذيبك لي (عماد) .. ستندم وتأتي تتوسلني أن أسامحك"
مالت شفتاه بابتسامة أكثر مرارة
"لا تقلقي .. لقد ندمت حقاً .. لكن ليس على شيء سوى أنني صدقتكِ يوماً وسمحت لكِ بغسل عقلي"
أطرقت تبحث داخلها عن كلمات تستميله بها لكنّها لم تجد .. كأنّ معين أفكارها قد نضب فجأة .. تباً .. وهي التي ظنت أنّها ستكون مهمة سهلة حين أتت .. رفعت رأسها تحاول الكلام حين ارتفع رنين جرس الباب ليتحرك (عماد) نحوه .. عضت على شفتها وهي تعتصر عقلها لينقبض قلبها فجأة وهي تفكر .. لو اكتشف أنّها اتفقت مع (سامر) سينتهي كل شيء حقاً .. قطبت بتوجس عندما سمعت (عماد) يتحدث بخفوت مع أحدهم دون أن يدخله وتسلل الشك لقلبها بسرعة وهي تنهض لترى من الزائر .. توقفت على بعد خطوات من حيث وقف ابنها وتزلزت الأرض أسفل قدميها وهي تتعرف على هويته .. رغم أثر السنون عليه لم يتغير كثيراً .. كان هو .. الرجل الذي وقف حجر عثرة في طريق الكثير من مخططاتها هي وشقيقها .. هو من أنقذ (صفية) من انتقامها .. هو من هرّب شقيقته للخارج ليمنع شقيقها من الزواج بها .. هو سبب الحياة التي يعيشها شقيقها الآن .. وهو الذي يأتي الآن ليحرمها من ابنها وعماد حياتها وعالمها .. التقت عيناها بعينيه اللتين نقلهما من (عماد) إليها حين استشعر وجودها لتتنفس بوحشية وهي تندفع نحوهما هاتفة بغل
"أنت؟ .. ما الذي تفعله هنا؟ .. كيف تجرؤ أيها الحقير على .."
هتف (عماد) بغضب
"أمي .. توقفي"
نظرت له بذهول ثم نقلت بصرها إلى (أحمد) الذي ابتسم قائلاً ببرود

"كيف حالكِ (ليلى)؟ .. هل هكذا ترحبين بي بعد كل هذه السنوات؟"
اشتعلت عيناها بالنيران وهي تندفع نحوه مزيحة ابنها بعنف

"أرحب بك؟ .. اللعنة عليك أيها القاتل .. ما الذي جئت تفعله هنا؟"
حاول (عماد) سحبها للخلف وهو يهتف

"أمي .. قلت توقفي"
هتفت وهي تدفعه
"ابتعد أنت .. أريد أن أعرف ماذا يفعل هذا القاتل هنا؟ .. كيف تجرؤ على الظهور أمامي أيها الملعون؟"
شدها (عماد) للخلف وهو يقول

"أنا آسف عمي .. كان يجب أن .."
قاطعه بهدوء قائلاً
"لا بأس (عماد) .. هذه المواجهة كانت ستحدث حتماً لكن يبدو أنّ القدر عجّل بها سريعاً"
تسارعت أنفاسها وهي تحاول التخلص من قبضة (عماد)
"دعني .. سأقتله ذلك الحقير .. لقد حرمتني من أخي وزوجي وتأتي الآن لتسرق ابني مني .. هل تظنني أسمح لك بهذا؟ .. سأقتلك قبل أن تفعل يا (أحمد)، هل تسمع؟ .. سأقتلك"

هتف (عماد)
"يكفي أمي يكفي .. توقفي عن الكذب قليلاً بحق الله"
ارتخى جسدها وهي تلتفت له بصدمة

"(عماد) .. بني .. هل تتهمني بالكذب أمامه؟ .. هل ستقف معه ضدي؟ .. ستقف مع قاتل والدك و .."
قاطعها (أحمد) مردداً بهدوء
"تعرفين جيداً أنني لم أقتل أخي يا (ليلى) ولا تشعرينني بالله عليكِ أنّكِ تتألمين لفقده .. كما أنّه لا داعي للكذب بشأن شقيقكِ .. أعرف أنّه على قيد الحياة"
رفعت عينيها بذهول إلى (عماد) ليقول عمه مكملاً
"لم يخبرني (عماد) بهذا .. أنا أعرف من البداية أنّه نجا تلك الليلة .. هو وذلك الوغد (توفيق الأغا) .. أعرف أنّهما لا زالا على قيد الحياة لكن صدقيني .. لن يستمر هذا طويلاً"
حدقت فيه للحظات بعينيها المتسعتين قبل أن تتجاوز صدمتها وتندفع نحوه تغرس أظافرها الطويلة في صدره صارخة
"من سيسمح لك، هه؟ .. سأقتلك قبل أن تلمس شعرة من أخي مرة أخرى أيها اللعين .. سأقتلك بيدي"
انتزعها (عماد) مبعداً إياها عن عمه واشتدت ذراعاه حول خصرها وهو يحاول التحكم في مقاومتها العنيفة بينما تحاول الوصول إلى (أحمد) لتنشب أظافرها في عنقه ونظر إليه متوسلاً أن يرحل حتى يسيطر عليها وهي تواصل صراخها

"سأقتلك .. سأقلتك أيها اللعين .. لن أرتاح إلا بعد أن أتخلص منك للأبد"
لم ينطق (عماد) أو عمه بحرف حين ارتفع صوتٌ آخر في المكان مردداً ببرود

"كما تخلصتِ من (همسة العاصي) يا سيدة (ليلى)؟"
توقفت عن الحركة وهي تلتفت مذهولة نحو (فهد) الذي تقدم عبر الباب المفتوح وعيناه الميتتان تقابلان عينيها المصدومتين .. ارتخت ذراعا (عماد) من حولها وسقطتا إلى جانبه وهو ينظر بذهول مجروح إلى ابن خاله الذي كانت عيناه تخبرانه بكل شيء تماماً كوجه أمه التي اعترفت ملامحها بالحقيقة التي غرستها كلمات (فهد) دون رحمة في قلبه لتنسف كل ذرة أمل تبقت بروحه.
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 04:31 AM   #1023

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (شاهي) عينيها بتعب عندما شعرت بنور الشمس الذي تسلل عبر الشرفة ومضت بضع لحظات وهي تقلب عينيها في الغرفة الكبيرة حتى وقعتا على الأريكة حيث كان (منذر) غارقاً في النوم .. قطبت في ضيق وهي تنهض جالسة في الفراش وعيناها لا تفارقانه وعاودها إحساسها بالذنب .. إنّه لا يلومها لكنّها لا تستطيع سوى التفكير في أنّها قلبت حياته في نفس الوقت الذي يفكر فيه المثل .. هي لا تلومه بل هي مدينة له بالكثير .. لولاه ما وصلت إلى هنا .. حرة حتى لو تقيدت حريتها بهذا الزواج لبعض الوقت .. حتى لو كان شبح والده يتهددها .. تنهدت بحرارة وهي تتحرك لتضع قدميها أرضاً دون أن تنهض من الفراش وأطرقت وشعور الذنب يحرقها أكثر وهي تتذكر لقاءها الأخير مع (مراد) قبل أن تأتي لهنا .. ما كان عليها أن تفعل هذا .. كان عليها أن ترفض مقابلته والحديث معه ولو لحظة واحدة .. ماذا يقول (منذر) لو عرف بالأمر؟ .. مهما كان وضعهما هي زوجته الآن وإخفاء هذا الأمر عنه يجعلها تشعر أنّها خائنة .. هزت رأسها بقوة .. لا .. ما الذي تهذي به؟ .. ليس الأمر وكأنّها كانت تلتقي عشيقها خُفية .. لقد انتهت قصتهما .. همست بخفوت وهي تنظر نحو (منذر)
"هو من فاجأني بظهوره وإصراره على الحديث .. لم يكن أمامي خيار"
عادت تتنهد بقوة وهي تنهض محدثة نفسها
"حمقاء يا (شاهي) .. هل تشعرين بالراحة الآن؟ .. هل أغلقتِ الملفات القديمة حقاً كما تدعين؟"
ماذا تفعل؟ .. هل تصارح (منذر) الآن بالأمر أم تعتبر أنّ شيئاً لم يحدث؟ .. تنفست بتوتر وهي تهمس
"لا .. لا داعي لإزعاجه بشيء لا يهم .. الأمر لا يعني لي شيئاً"
قالتها بحزم قاطع وهي ترفع يديها تلملم شعرها في كعكة فوق رأسها وتحركت نحو الحمام بخطوات هادئة حتى لا تزعج (منذر) .. توقفت أمامه تراقب نومته غير المريحة ووجهه المقطب بغير ارتياح واضح لتشفق عليه .. شردت وهي تتأمله بينما تستعيد ما حدث الليلة الماضية .. ما الذي جعله يندفع خارجاً بهذه الطريقة المقلقة .. لم تستطع أن تذهب خلفه فانتظرته لبعض الوقت لكنّه لم يعد وغرقت هي في النوم دون أن تشعر .. قطبت قلقاً وهي تلمح قطرات العرق فوق جبينه بينما يتململ في نومه وشفتاه تحركتا بهمسات غير مسموعة .. هل يحلم بكابوس؟ .. أسرعت تجلس أرضاً واقتربت منه ورفعت يدها بتردد لتلامس جبينه هامسةً اسمه بقلق لتتوقف يدها في الهواء عندما أصبحت همساته أكثر وضوحاً .. خفضت يدها وهي تنظر له بحيرة وقلق .. تكرر همسه المتوجع ليزداد قلبها انقباضاً وأسرعت تنهض لتبتعد .. توقفت عندما شعرت بيده تمسك كفها وسمعته يردد بخفوت
"لا تذهبي"
توقف قلبها وهي تلتفت إليه بأنفاس محبوسة استعادتها سريعاً عندما وجدته لا زال نائماً .. لا زال يحلم .. عادت تجلس ويدها تضغط على يده برفق
"أنا هنا (منذر) .. هيا .. استيقظ"
تحرك في ضيق لتتنهد بألم ورفعت يدها الأخرى تربّت على كتفه مواصلة همساتها
"(منذر) .. أنت تحلم .. افتح عينيك"
مضت لحظات موترة قبل أن يفتح عينيه فأسرعت تمسح الأسى عن وجهها وترسم ابتسامة لطيفة وهي تهمس
"صباح الخير"
قطب ناظراً لها في حيرة سرعان ما نحاها جانباً وهو ينهض معتدلاً ويقول بصوتٍ ناعس
"صباح الخير .. كم الساعة الآن؟"
نظرت للساعة المعلقة وأجابته
"لقد اقتربت من العاشرة صباحاً و.."
توقفت عن الكلام وهي تراه ينظر لكفيهما المتشابكين فأسرعت تسحب يدها وتنهض هاتفة بتوتر
" لقد تأخر الوقت"
وضحكت بافتعال وهي تمرر أصابعها في شعرها مردفة هذرها
"لقد نمتُ كثيراً من شدة التعب .. حتى أنني لم أحتج وقتاً للاعتياد على المكان الجديد ككل مرة"
احمر وجهها عندما التفت لتجده ينظر لها بتدقيق لتكمل بارتباك
"هيا ألن تنهض؟ .. لابد أنّ الجميع ينتظرون بالأسفل .. لا أريد أن نتأخر أكثر"
أنهت كلماتها وأسرعت تبتعد لتأخذ بعض ثيابها من الدولاب وتهرع إلى الحمام وعيناه تتبعانها مستغرباً حالتها بينما اختفت هي بالداخل وزفرت بقوة وهي تستند للباب قبل أن تضرب جبينها بكفها هاتفة في نفسها بغيظ

"ماذا دهاكِ يا حمقاء؟ .. ما كان الداعي لتتصرفي كغبية أمامه؟"
تنفست بصعوبة وهي تغمض عينيها بينما تستعيد همساته المحيّرة
"ملاك .. لا تذهبي .. ملاكي"
بمن كان يحلم؟ .. من ملاكه تلك؟ .. ولماذا كان يناديها بكل هذا الألم المرير؟ .. هل هي جزء من ماضيه .. من ذلك الجانب الذي لا زال يحتفظ به لنفسه؟ .. فتحت عينيها تنظر أمامها بشرود وقد غامتا بيأس .. هل تحققت مخاوفها سريعاً؟ .. أتُراها وقفت في طريق قلبه حقاً دون أن تعرف أم أنّ كل أوهامها هذه لا أساس لها من الصحة؟.
**********************
لم تكد (شاهي) تختفي خلف الباب حتى اعتدل (منذر) واضعاً قدميه على الأرض وأطرق للحظات متنفساً بقوة وصور حلمه تتحرك في مخيلته كخيالاتٍ باهتة .. هل كان يحلم طيلة الوقت؟ .. هل كانت هنا حقاً؟ .. إن كانت كذلك فلماذا لم يجدها عندما أسرع للمكان الذي كانت به؟ .. هل تبخرت أم أنّه كان يتوهم بالفعل ككل مرة؟ .. ضرب على قلبه بقوة وهو يهتف
"توقف عن الهذيان .. ألم يحن الوقت لتتعقل بعد وتتجاوز هذه الحماقة؟"
شعوره بالمرارة عاوده وهو يتذكر كيف انطلق بخطوات أقرب للعدو هابطاً السلالم ومغادراً البيت كله نحو تلك البقعة التي كانت ترقص فيها وقلبه يخفق بجنون مترقباً لرؤيتها .. آلاف الكلمات والمشاعر احترقت بداخله وهو يتخيل ماذا سيفعل عندما يراها ويتأكد من وجودها أمامه .. عندما يلمسها فتتجسد صورتها ويوقن أنّها ليست سراباً .. أنّها غادرت عالم أحلامه بعد أن أشفقت عليه من الجنون .. حين توقف أخيراً بأنفاس لاهثة توقف قلبه هو الآخر وعيناه تقابلان الفراغ .. لم يكن هناك سوى الليل والنسيم والموسيقى ولا شيء آخر .. لا أحد .. بحث عنها في المكان دون جدوى ولولا بقية من عقل لاقتحم غرف العاملين والخدم وفتشها واحدة بعد أخرى حتى يجدها .. عاد لجناحه بخطوات متثاقلة ووجه مطرق حزين ليلقي جسده على الأريكة بيأس واختناقه يزداد .. لم يعده للواقع سوى توقف عينيه على الفراش ليستعيد حقيقة واقعه .. (شاهي) كانت نائمة على بعد خطواتٍ منه .. زوجته .. أغمض عينيه وهو يزفر بحرقة بينما عقله يستعيد نداءها له الذي لم ينتبه له في غمرة هذيانه .. ماذا دهاه؟ .. ما الذي كان يفكر فيه وهو يندفع تاركاً زوجته ليلحق بامرأة أخرى .. امرأة غير حقيقية .. مجرد خيال يصمم على مطاردته لا أكثر .. شعور بالذنب تسلل إلى قلبه ليمتزج بتلك المرارة ويعذبانه أكثر .. أرهقته أفكاره لوقتٍ متأخرٍ من الليل حتى غرق في النوم ليجدها هناك في انتظاره .. كانت تقف بعيداً ترمقه بنظراتها الحزينة المليئة بالعتاب قبل أن تعطيه ظهرها وترحل غير عابئة بندائه المتوسل لها أن تتوقف ولا تذهب .. فتح عينيه لينظر أمامه ونظر لكفه لينقل نظراته إلى حيث اختفت (شاهي) وهو يفكر مسترجعاً حالتها الغريبة .. هل نطق بشيء وهو نائم؟ .. هل سمعته يهذي؟ .. ألهذا كانت تتصرف بغرابة؟ .. تأوه بانفعال وهو يغرس أصابعه في شعره ويشده بقوة
"تباً .. تباً"
نهض بعصبية ورفع الغطاء ليرميه بقوة نحو الفراش الذي اتجه إليه ليرتمي فوقه بجسده المتشنج من النوم على الأريكة وغرق مجدداً في أفكاره ولم يعرف متى سحبه النوم إليه ليوقظه نداء (شاهي) القلق
"(منذر) .. هل نمت مجدداً؟ .. (منذر) هاتفك يرن"
فتح عينيه واعتدل بسرعة حين مدت يدها له بالهاتف فالتقطه مقطباً ليجيب بينما ابتعدت هي لتقف أمام المرآة تصفف شعرها المبتل وهي تختلس نظراتٍ قلقة نحوه

"أجل .. لا بأس .. اهتم بالأمر حتى أعود .. حسناً .. أبلغني بأي تطورات وأرسل لي باقي الملفات على البريد الإلكتروني لأراجعها .. حسناً"
أنهى مكالمته وتراجع ليسند ظهره للوسادة لتلتفت نحوه قائلة بخفوت
"هل كل شيء بخير؟"
هز رأسه قائلاً

"بعض الأمور الخاصة بالعمل"
تركت الفرشاة من يدها وتحركت نحوه وهي تقول
"هل يحتاجون إليك هناك؟ .. لا أريد أن أكون سبباً في أن .."
قاطعها بهدوء وهو يتحرك ناهضاً
"لا تشغلي بالكِ (شاهي) .. أنا دائماً آتي لهنا كل بضعة أشهر، لأحصل على بعض الاسترخاء بعيداً عن متاعب العمل"
مطت شفتيها وهي تهز رأسها لتنهض بعدها وتتجه إلى دولابها وهي تتمتم
"إذن لكم من الوقت سنبقى هنا؟"
ابتسم وهو يتجه نحوها والتقط بعض الثياب وقال وهو يتحرك نحو الحمام
"هل سأمتِ بهذه السرعة؟"
ابتسمت بخفوت فقال قبل أن يتركها
"سنبقى حتى تشعري بالملل وتطلبي العودة للمدينة"
لم ينتظر رداً منها وهو يدلف للحمام ليأخذ دشاً سريعاً بينما يهمس داخله
"لا داعي لتعرفي الآن أنّكِ ستبقين هنا لوقتٍ طويل (شاهي) .. لن أطمئن عليكِ سوى هنا"
تنفس بقوة وهو يقف أسفل شلال الماء وأغمض عينيه تاركاً أفكاره كلها تتسلل مع قطرات الماء مفكراً في رد فعلها حين تعرف أنّه لا ينوي إعادتها في وقتٍ قريب .. على الأقل حتى يطمئن لجانب والده وربما لا يحدث هذا قريباً.
**********************
عندما أنهى (منذر) استحمامه وعاد للغرفة كانت (شاهي) قد أنهت تبديل ثيابها وابتسم وهو يراها ترمق صورتها بالمرآة بانتقاد وتدور نصف دورة لترى فستانها فقال مبتسماً
"لا تقلقي .. تبدين جميلة"
احمر وجهها وهي تنظر له عبر المرآة وهمست
"شكراً"
"على الرحب والسعة"
قالها بمرح لتبتسم بخفوت وهي تبتعد عن المرآة بينما أخرج هو إحدى بذلاته من الدولاب فسألت
"هل سنذهب لمكانٍ ما؟"
"بل أنا سأذهب .. لدي موعد هام وسأعود سريعاً"
تمتم بهدوء وهو يخلع التيشيرت كاشفاً عن جسده وكأنما تناسى وجودها لتتسع عيناها بهلع وأسرعت تشيح بوجهها بارتباك بينما يكمل ببساطة شديدة وهو يتابع ارتداء ثيابه
"سننزل سوياً .. ستتناولين الفطور وبعدها تتعرفين على باقي العاملين بالمنزل"
ماذا دهاه؟ .. تمتمت داخلها بحنق وهي تتحاشى النظر إليه منتظرة أن ينتهي من تبديل ثيابه .. هل صدق أنّهما متزوجين حقاً؟ .. كيف يفعل هذا دون حرج؟ .. انتفضت على صوته يقول

"(شاهي) .. أين ذهبتِ؟"
التفت له هاتفة بتوتر
"نعم .. أنا هنا .. ماذا كنت تقول؟"
رفع أحد حاجبيه وهو يتأملها ثم أجابها
"كنت أقول أنّكِ بالتأكيد كنتِ متعبة حين وصلنا فلم تتعرفي جيداً على السيدة (منيرة) .. إنّها مدبرة المنزل وهي لطيفة للغاية .. أنا واثق أنّكِ ستحبينها وتتأقلمي معها"
أومأت قائلة

"بدت لي امرأة لطيفة فعلاً"
والتفتت تواجهه حين رأته عبر المرآة يرتدي سترته
"لا تقلق عليّ (منذر) .. أعتقد أنني سأتأقلم مع الجميع هنا بسرعة"
"أرجو هذا عزيزتي"
ردد جملته وهو يمني نفسه أن تفعل فلا يقلق حيال ا ضطراره إبقائها في المزرعة لفترة طويلة .. اقترب من المرآة ليعقد رباط عنقه وهو يتمتم

"استعدي إذن عزيزتي .. سننزل في الحال"
"أنا مستعدة"
قالتها وهي تشد قامتها مبتسمة وانتظرته حتى انتهى ليتحرك نحوها والتقط يدها وشدها ليغادرا الجناح .. عندما نزلا كانت السيدة (منيرة) في استقبالهما مع امرأة أخرى بدت صارمة للغاية وملامحها كأنما قُدت من صخر على عكس مديرة المنزل التي أشرق وجهها بابتسامة مرحبة وهي تقول
"مرحباً مرة أخرى سيدة (شاهيناز) ومبارك لكِ الزواج.. لقد أنرتِ بيتكِ"
"شكراً لكِ سيدة (منيرة)"
التفتت السيدة لتقدم رفيقتها لها التي لم تكلف نفسها عناء الابتسام وهي تتمتم بخفوت
"زواج مبارك سيدتي .. أنرتِنا"
"شكراً سيدة (اعتماد) .. تشرفت بمعرفتكِ"
لم تهتز شفتا المرأة بشبه ابتسامة حتى وهي تلتفت إلى (منذر)
"(منذر) باشا .. الطبيب البيطري موجود في الاسطبلات .. عاين كل الخيول وكان يريد مقابلة سيادتك لأمرٍ مهم .. هل أخبره أن يأتي بعد أن تنتهي من فطورك؟"
هز رأسه
"لا داعي .. أنا سأذهب إليه"
والتفت لـ(شاهي) وهو يحدث مديرة منزله
"سيدة (منيرة) .. مهمتكِ اليوم مرافقة السيدة (شاهيناز) وتعريفها على المكان وكل العاملين فيه، حسناً؟"
قالت بابتسامة واسعة

"بالتأكيد سيدي .. لا تقلق"
نظرت له (شاهي) وقالت بخفوت
"ألن تفطر؟"
ربّت على كفها وقال
"سأتأخر عن الموعد"
"لكن .."

قاطعها وهو يربت على خدها بحنان
"لا تقلقي .. سأتناول شيئاً سريعاً وأنا في الطريق"
هزت رأسها ليمنحها ابتسامة أخيرة وابتعد بعدها متجهاً للخارج وعيناها معلقتان به حتى اختفى لتنتبه بعدها على صوت السيدة (منيرة)
"الفطور جاهز في غرفة الطعام سيدتي"

وأشارت نحو الغرفة التي رافقتها إليها وهي تتابع
"بالهناء والشفاء سيدتي .. بعد أن تتناولي فطوركِ سأرافقكِ لأعرفكِ على كل مكان في المزرعة وكل العاملين بها كما طلب السيد (منذر)"

أومأت برأسها في صمت وهي تجلس إلى المائدة العامرة بفطور شهي لكنّها بطريقة ما كانت تشعر بفقدان غريب لشهيتها ورغم هذا بدأت تتناول طعامها في صمت وعقلها يستعيد كل ما حدث مع (منذر) ويحاول تحليله بحثاً عن إجابة شافية.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 04:33 AM   #1024

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقف (مراد) مطرقاً ينظر إلى قبر زوجته وأنفاسه تتردد في صدره بصعوبة واختناق ليهمس بخفوت بعد لحظات طويلة وهو يميل ليجلس أرضاً
"لم أعد أعرف ماذا أفعل حبيبتي .. لم أعد أعرف ماذا أصدق بعد"
لامس شاهد القبر بحنان وهو يغمض عينيه يستدعي صورتها ككل مرة يناجيها وتابع بوجع

"لماذا تركتِني؟ .. هل تعرفين كم أنا في حاجتكِ الآن؟ .. كنتِ ستحميني من نفسي .. سامحيني حبيبتي .. لا أستطيع أن أفي بوصيتكِ الأخيرة لي .. لا يمكنني .. لقد حاولت كثيراً .. تركت كل شيء وابتعدت .. لكنني لم أستطع في النهاية .. لا يمكنني أن أترك ثأركِ"
خنجر حاد عاد لينغرس في قلبه بوجع لم يتحرر منه حتى اليوم واللحظات الأخيرة التي عاشاها معاً تعود لتتجسد أمامه .. كلماتها الأخيرة التي توسلته فيها أن يعيش حياته لو تركته رغماً عنها .. ألا يحاول أن يثأر لها .. لم يتوقف عن الصراخ أمامها أنّه لن يتركهم يفلتون أبداً إن مسوا شعرة منها وهي عرفت أنّه سيفعل .. لهذا أخذت عليه ذلك الوعد قبل أن دقائق معدودة من رحيلها .. لا زالت صورتها تعذبه ونظرات عينيها الدامعتين وهما تودعانه وهمستها الأخيرة له
"أحبك .. حتى النهاية أحبك يا (مراد)"
كانت أول كلماتها حين اعترفت له بحبها وانتزعته من ظلام يأسه وأعادت قلبه للحياة وآخر كلماتها حين ودعته وتركته للظلام واليأس من جديد حتى عاد صديقه ليخرجه من عزلته وحداده عليها ويعيده للعالم الذي فر منه ومع عودته استيقظت تلك الحرقة في قلبه وعادت فكرة الثأر تسيطر عليه .. كيف طلبت منه هذا؟ .. كيف فكرت أنّه سيرتاح وقتلتها يمرحون في هذا العالم .. المحامية الصغيرة المثالية أرادته أن ينتظر العدالة الحقة وألا يأخذ ثأرها بيده .. توسلته ألا يلطخ يديه بالدماء ولو من أجلها .. هل تدري كم تعذب لمجرد الفكرة؟ .. هل كانت تعرف كم هو مستحيل طلبها؟ .. لا يستطيع .. سينتقم لها منهم جميعاً .. لن يتوقف حتى إن .. صورة (شاهي) اقتحمت أفكاره فجأة لتزعزع اليقين داخله بينما تلك الكلمات التي تزعم أنّها الحقائق تعود لتضرب خلايا عقله .. ضرب على قلبه بقوة وهو يفتح عينيه
"تباً .. لماذا سمحت لها أن تتلاعب بعقلي؟ .. هل نسيت كم هي ممثلة كبيرة ومخادعة؟"
حاول طرد صورتها وصوتها الذي شوش على ذكرياته مع (سارة) دون جدوى وصوتها يتردد بقسوة

"أنت صدقت ما أردت تصديقه وانتهى الأمر .. والآن إن أردت تكذيب ما قلته لتوي فلن أمنعك .. أنت وشأنك"
كيف يصدقها؟ .. كيف تأتي بعد كل هذه السنوات لترمي في وجهه بكل هذا وتخبره أنّ كل ما آمن به قديماً كان كذباً .. لا .. لن يسقط في خدعتها .. لم يكن يجب أن يستسلم لتلك الرغبة التي دفعته لخطوته الحمقاء تلك، لكنّ لقاءهما الذي سبق زواجها وكل ما قالته لم يتوقف عن ملاحقته وشغل تفكيره لأيام حتى لم يحتمل .. تباً .. بالتأكيد فقد عقله حين ذهب لرؤيتها بعد عودتها من رحلتها مع زوجها واستغل فرصةً سنحت له ليقاطع طريقها .. كان متخفياً حين اقترب منها وأعطاها تلك الرسالة يطلب فيها لقاءها لدقائق قليلة مؤكداً أنّ الأمر هام .. اللعنة .. لم يكن مهماً أبداً .. كان يمكنه أن يتجاهل كلامها بكل بساطة وهذا ما يجب أن يفعله الآن
"أنت لم تثق بي أبداً .. كنت تترقب لحظة خيانتي .. ولم تتوقف لحظة لتفكر"
تنفس بقوة وصوتها يدوي بعقله فأغمض عينيه يسترجع صورتها حين أتت لتلقاه .. حين أطلت في الغرفة الصغيرة لأحد المحال الخاصة بتصميم الثياب حيث أعد للقائهما .. دخلت بقامتها الممشوقة وثيابها الغالية وطلتها التي اختلفت بعد الثراء لتصفعه ذكرى خيانتها والثمن الذي باعت حبه من أجله .. كانت متوترة ومتضايقة بوضوح ولم تمنحه الفرصة لينطق وهي تهتف
"ماذا تريد؟ .. لماذا طلبت لقائي؟ .. ألم ننته من كل هذا؟ .. لا زال لديك اتهامات أخرى؟"
زفر لحظتها بقوة وقاطعها
"ولماذا وافقتِ على لقائي ما دمتِ ترفضين الأمر بهذه الصورة؟"
صمتت عاجزة عن النطق لوهلة ثم أشاحت بوجهها قائلة بجمود

"شعرت بضرورة مجيئي"
لم ينطق بحرف وران الصمت لحظات حتى قطعته قائلة
"ربما هو الفضول لأعرف ماذا تريد بعد أو .."
عادت تصمت لحظة تابعت بعدها وهي ترفع عينيها إليه تواجهه بهدوء شديد ودون أي إحساس بالذنب لما فعلته قديماً ولا حتى ارتباك
"أو ربما .. فكرت أنّه حان الوقت لغلق الملفات القديمة كلها لأتابع حياتي بسلام من الآن فصاعداً"
قطب وهو يتأملها ملياً لكن حتى نظراته عجزت أن تنتزع لمحة ارتباك من ملامحها الجامدة ليقول
"ربما هذا ما فكرت فيه أنا أيضاً"
ابتسمت بمرارة ساخرة
"جيد .. قل ما عندك إذن"
كتّف ذراعيه قائلاً

"أولاً .. أريد أن أعرف ماذا عنيتِ بكلماتكِ تلك"
قطبت وهي تنظر إليه قبل أن يتألق الفهم في عينيها مدركة ما يقصده فتمتمت
"لا أعتقد أنّها تعني شيئاً إلا ما سمعته .. أنت صدقت ما أردت تصديقه وكنت تنتظره (مراد)"
ضاقت عيناه وهو يسمعها تكمل بمرارة
"أعرف أنّه لابد كان لكلام والدك أثر عليك وربما هو ما جعلك تسارع بتصديق ما قلته"
نظرت له عندما التفت لها وعيناه تلمعان بغير تصديق لتبتسم بألم
"أجل .. والدك زارني مرة .. أخبرني برأيه الصريح فيّ وفي أمثالي ممن يجرين خلف أبناء العائلات المحترمة علّهم ينتشلونهن من الفقر والمستوى الاجتماعي المتدني"
اتسعت عيناه وهز رأسه
"مستحيل"
"بل ممكن .. كانت هذه كلماته بالضبط .. لا ألومه .. ربما أي أب في مكانه سيفعل المثل"

التوت شفتاها مجدداً بسخرية وأكملت وهي تتحرك في المكان
"كما أنّ أبي لم يكن بالشخص الذي يتشرف أحدهم بطلب يد ابنته أو حتى مجرد التفكير في نسبه .. كان معه كل الحق"
صمتت برهة ثم أردفت
"هل تعرف شيئاً؟ .. لقد فكرت كثيراً في الأمر .. كان يجب أن أنضج وأمر بكل ما عشته لأدرك هذا في النهاية"
نظر لها بحيرة وهي تكمل
"لم يكن خطأك .. كان خطأي أنا .. أنا كنت واهمة وحالمة .. اعتقدت أنّ الحب كل شيء .. ظننت أنني سندريلا التي سينتزعها الأمير الوسيم من عالمها القاسي وأنّ الحب سيتغلب على كل الصعاب .. سيلغي تلك الفروق بيننا .. وسيحارب كل من يقف في طريقه وينتصر في النهاية ويعيش للأبد .. وككل القصص الخيالية سنعيش في تبات ونبات وننجب صبياناً وبنات"
قطعت جملتها بضحكة ساخرة وهي تلتفت بجسدها لتواجهه
"أرأيت كم كنت ساذجة؟ .. لهذا لا يجب أن ألومك على أي شيء .. الخطأ كله خطأي ووالدك كان محقاً .. كان واقعياً وقدماه على الأرض بعكسي .. هو عرف نهاية هذا الطريق"
أخذت نفساً عميقاً وصمتت لينطق هو بسخرية مريرة
"هل تقولين أنّكِ أحببتِني حقاً بصدق؟"
لم ترد لوهلة وهي تقابل نظراته بهدوء ثم أجابت
"إن كنت أنت أحببتني بصدق فقد فعلت أنا"
هتف بحدة
"لا تلفي وتدوري .. سألتكِ سؤالاً واضحاً"
"وقد أجبتك يا (مراد)"

رددت وهي تهز كتفيها ببساطة ثم تابعت عندما زفر بقوة
"حسناً .. بما أننا اتفقنا قبل قليل أنّ الوقت قد حان لغلق الملفات القديمة فسأقولها بصراحة"
أغمضت عينيها متنفسة بعمق ثم عادت تلتفت إليه قائلة بحسم ودون تردد

"أجل .. أنا أحببتك (مراد) .. أحببتك بصدق"
قبض على كفه بقوة وكاد يهتف فيها كاذبة لولا أن أكملت بمرارة
"لكنّك لم تكن تستحق هذا الحب"
ارتخت قبضته وهو ينظر لها بصدمة بينما تردف بصوتٍ موجوع
"لم تستحقني لأنّك لم تثق بي .. لم تنظر خلف قناعي كما أخبرتك .. صدقت تمثيلي الفاشل ذاك و .."
شهقت حين اندفع يمسك كتفيها وهو يتراجع بها ليصدمها بالحائط واتسعت عيناها بألم وخوف وهي تحدق في عينيه وهو يهتف
"تمثيلكِ الفاشل؟ .. هل تمزحين معي؟ .. توقفي عن ترديد أكاذيبكِ هذه فلن أسقط فيها أبداً .. لا زلت أتذكر كلماتكِ اللعينة كلمة كلمة (شاهيناز) .. هل تريدين أنّ أذكركِ بها؟"
تنفست بصعوبة وهي تحدق فيه قبل أن تهتف
"لا أحتاج لتذكرني بها فأنا أتذكرها جيداً"
أنفاسه المتسارعة بوحشية كانت تصطدم بوجهها فضربت صدره بكفيها تدفعه عنها
"ابتعد عني .. إياك أن تلمسني مرة أخرى"
أعادته كلماتها للواقع في نفس اللحظة التي لمع فيها خاتم زواجها ليذكره بكونها صارت زوجة لرجل آخر ولا يحق له ما يفعله أبداً .. ابتعد عنها وهو يصب اللعنات عليها وعلى حماقته .. أتاه صوتها تهتف بحرقة بعد ثوان
"هل تريد أن تسمع الحقيقة (مراد)؟ .. هل لديك الجرأة لتعرف حقيقة ما حدث؟"
نظر لها بتوجس وحيرة لتضرب فوق قلبها
"لقد أحببتك .. أعترف .. أحببتك بكل حماقة واندفاع الشباب وسذاجته .. لم أكذب في أي كلمة"
رفعت عينيها وقد أدمعتا
"لم أكذب إلا ذلك اليوم الذي أوهمتك فيه بخيانتي"
ردد بجمود

"أوهمتِني"
ضحكت بمرارة

"أجل أوهمتك .. كنت مرغمة .. (مختار) .. زوجي السابق .. وضعني برأسه حين رآني أول مرة .. قرر شرائي وأبي وافق .. أنا قاومت بكل ما أملك .. كنت على استعداد لأهرب إليك وأتوسلك أن تتزوجني لكنّه عرف بشأنك"
قطب بشدة مع كلماتها
"حينها امتلك نقطة ضعفي للأبد .. هل تعتقد نفسك المظلوم الوحيد في هذه القصة؟ .. إذن اسمعني جيداً سيد (مراد رافعي)"

ارتفعت نبرة صوتها أكثر حاملة كل حرقتها ومرارتها
"أنا سئمت هذا الدور .. سئمت من كوني الشريرة والخائنة .. اكتفيت من تلك التضحية التي كلفتني سنوات عمري الغالية"
"ما الذي تقولينه؟"

سأل بتوتر لتهتف وهي تقترب لتضرب صدره بسبابتها
"لسنوات كنت أتعذب بسببك .. لسنوات كنت مجبرة على احتمال أذاه وحقارته من أجلك .. بعت نفسي وسمعتي لأجلك"
"ما الذي تهذين به؟ .. هل أنا من قلت لكِ اذهبي وتزوجيه؟ .. أنتِ فعلتِ (شاهيناز) .. أنتِ خنتِني من أجل المال وقد نلتِ المقابل .. هل تتهمينني الآن أنني السبب؟"

ضربته بكفها على قلبه بقوة أكبر
"أجل أنت السبب .. لماذا تعتقد أنني وافقت على الزواج من شخصٍ يكبرني مثله؟ .. شخص حقير أكره حتى التراب الذي يمشي فوقه .. بسببك أنت .. هو هددني بحياتك"
حدق فيها بذهول بينما ضربته مرة أخرى

"كل مرة كان يجبرني فيها على تنفيذ أوامره الحقيرة كان يهددني بقتلك .. كل مرة كنت أحاول عصيانه فيها كان يلوح لي بكارت روحك الذي ظل يسلطه كالسيف على عنقي"
همس بذهول مرتجف
"أنتِ تكذبين"
ارتفعت ضحكتها وهي تنظر له من بين دموعها التي سالت رغم مقاومتها
"أجل أكذب .. أنت لا تستطيع حتى أن تفرق بين كذبي وصدقي .. أنت صدقت ما أردت تصديقه وانتهى الأمر .. إن أردت تكذيب ما قلته لتوي فلن أمنعك .. أنت وشأنك"
هز رأسه رفضاً وهو يهتف
"يكفي .. لقد اكتفيت من تمثيلكِ وأكاذيبكِ .. أنتِ سمعتكِ تسبقكِ (شاهي) .. هل ظننتِ أنني لم أسمع بكل ما يقال عنكِ؟"
ارتفع ركن شفتيها بابتسامة غامرة بالمرارة وهي ترمقه بنظرة ساخرة
"ألم أقل لك؟ .. أنت لا تستطيع رؤية الفرق .. عامةً .. لم يعد يفرق معي أن تصدقني أو تكذبني .. لقد انتهت قصتنا للأبد (مراد رافعي)"
تحركت تعطيه ظهرها وتغادر لكنّها توقفت عند الباب لحظات ثم التفتت له وفي عينيها تردد حسمته سريعاً وهي تقول
"في الحقيقة .. لا أستطيع أن أغادر هكذا .. ليس من أجلك بل من أجلي أنا .. لأغلق هذه الصفحة للأبد دون أن أظل موصومة بالخيانة .. حتى لا أسمح له بالانتصار عليّ أكثر"
نظر لها بحيرة ولم يخطر له سوى أنّها تقصد زوجها بهذا وتأكد حين تابعت بجمود
"سأخبرك بشيء واحد لتتأكد أنّه كان يهددني بحياتك دائماً .. إطلاق النار الذي تعرضت له مؤخراً"
تشنج جسده بشدة وهو يرفع عينيه لها بوجل
"هو كان السبب .. أنا آسفة .. لم يكن لك ذنب .. لقد أراد أن يعاقبني لأنني تجرأت وطالبت بحقي في الحرية"
ارتجفت نظراته غير المصدقة
"ماذا تقولين؟"
"كما سمعت تماماً"

هتف بحدة
"مستحيل"
هزت كتفيها ببساطة وهي تقول
"يمكنني أن أخبرك في أي يوم كان .. وكيف أطلقوا عليك النار؟ .. ماذا كنت ترتدي يومها وأين أُصابتك الرصاصات؟"
قالتها وهي ترفع يدها تشير تماماً لموضع إصابته وهي تكمل تفاصيل حادثه كأنما كانت حاضرة لحظتها لتنتهي قائلة وهي تعطيه ظهرها من جديد
"هذا كل ما عندي .. يمكنك أن تصدقني أو تكذبني كما قلت .. أنت وشأنك"
رددت كلماتها بجمود وهي تفتح باب الغرفة لتقف لحظة نظرت بعدها خلف كتفها لجسده المتجمد ورددت بخفوت
"وداعاً (مراد)"
وتركته ورحلت دون أن تلقي نظرة أخرى خلفها تاركة إياه مع كلماتها التي واصلت صفعه دون رحمة تتحداه أن يكذبها لحظة.
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 04:35 AM   #1025

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (آنجيليكا) وهي تضغط على قدمها بصعوبة بينما تشتم نفسها داخلها وهي تتحرك بحذر بعد أن لوت قدمها اللية الماضية وهي ترقص لتعود بسرعة لغرفتها تحاول مداواتها .. هل هي سعيدة الآن؟ .. هل كان يجب أن تستسلم لإغواء اللحظة وترقص بتطرف مرة أخرى؟ .. هذا عقابها لأنّها لم تف بوعدها لشقيقها .. ألم يطلب منها ألا ترقص هكذا مرة أخرى وتتناسى حالة قدمها .. تنهدت بحرارة وهي تحمل الأطباق الفارغة إلى المطبخ .. لكن كيف كان يمكنها المقاومة؟ .. أرادت أن تشعر بالحرية قليلاً وتتخلص من ذلك التوتر الخانق داخلها .. عندما تبدأ في الرقص هكذا وتغمض عينيها وتستسلم لإحساسها وتدور وتدور دون توقف .. تشعر أنّها تطير .. أنّها حرة .. عضت على شفتها عندما شعرت بالوجع في قدمها مجدداً .. حسناً .. من قال أنّ الحرية بلا ثمن؟ .. همست داخلها ضاحكة لتبهت ابتسامتها فور سماعها صوت (عزة) تهتف بنزق
"سأموت من الغيظ .. هل رأيتِ كيف تتظاهر بالرقة واللطف؟"
التفتت لتجدها تدخل للمطبخ بخطوات عنيفة تتبعها (فاتن) التي كانت تضحك
"لكنّها لطيفة فعلاً يا (عزة) .. آه لو رأيتِ وجهكِ وأنتِ تنظرين لها .. لا أعرف كيف لم تسقط ميتة مع نظراتكِ تلك"
رددت بعنف وهي تخلع مريولها وتلقيه على الطاولة

"إنّها مصطنعة وكريهة .. لم أحبها"
تمتمت (فاتن) بسخرية
"آه .. وكأنّها تنتظر رضاكِ عنها"

لم تهتم (آنجيليكا) بمتابعة الحوار الذي تسلل لأذنيها رغماً عنها و(فاتن) تتابع
"اسمعي كلامي لو أردتِ الحفاظ على لقمة عيشكِ هنا .. السيد (منذر) يبدو مغرماً بها ويهتم لها كثيراً .. لن يعجبه أن يوجه لها أحدهم ولو نظرة سيئة"
انقبض قلب (آنجيليكا) مع كلماتها .. إنّه مغرم بزوجته .. هل يعني هذا أنّ خطة (سؤدد) فشلت قبل أن تبدأ .. كيف يمكنها أن تغوي رجلاً يحب زوجته؟ .. بل كيف من الأصل تغوي رجلاً متزوجاً؟ .. دمعت عيناها بشدة وهي تفكر .. لماذا لم يخبروها قبل أن تأتي لهنا؟ .. لقد عرفت أنّه تزوج قبل أيام من سفرها .. هذا يعني أنّه كان لديهم علم بالأمر ومع هذا لم يخبرها أحد .. هل خافوا أن تتراجع .. تنفست بقوة وهي ترفع رأسها .. لن تتراجع .. هي اتخذت قرارها منذ البداية ولن تسمح لأي شيء بهزيمتها .. هي لم تبدأ المعركة بعد .. ذلك الرجل مجرم تماماً مثل قاتل أسرتها ويستحق ما ينتظره .. لن تضعف ولن تشعر بالندم.
انتفض جسدها بعنف مع هتاف (عزة) وكادت تسقط طبقاً ليُضاف لقائمة ما حطمته منذ عملت بالمزرعة لولا أن أمسكته في اللحظة الأخيرة وهي تلتفت نحوها بحنق هاتفة
"ماذا تريدين؟"
تراجعت الفتاة بحدة كأنما لم تتوقع هجومها ثم تجاوزت صدمتها هاتفة بغضب
"هل أصبتِ بالصمم يا فتاة؟ .. لم تسمعي حرفاً مما قلت؟"
زفرت وهي تضغط على فكها بغيظ
"لم أسمع ما قلتِ .. هلا تفضلتِ بإعادته؟"
هتفت بصوت مرتجف من شدة الغيظ

"تباً .. هل كان ينقصنا هذه الغبية أيضاً؟ .. أنتِ يا هذه .. السيدة (منيرة) أمرت بإعداد فنجانين من القهوة الفرنسية لها ولزوجة (منذر) باشا .. أعديهم واذهبي للشرفة الخارجية في الحال"
كزت على أسنانها وهي تضع الطبق من يدها بحدة
"حاضر"
كانت تعرف أنّ الأمر لم يكن لها هي لكنّها لم تجد بُداً من تنفيذه .. على أية حال هذه ستكون مناسبة لمقابلة الزوجة الغامضة .. ألا يجب أن تتعرف على غريمتها قبل أن تخوض المعركة معها على قلب زوجها المبجل .. هزت رأسها وهي تتحرك لتعد القهوة
"يا الله .. ما هذا الهراء الذي أتفوه به؟"
حسناً .. هل أخطأت في وصف الأمر؟ .. أليس هذا بالضبط ما ستقوم بعمله؟ .. عادت ثرثرة الفتاتين لتزعج رأسها الذي يعج بالأفكار والوساوس وانتظرت بفارغ الصبر حتى صبت فنجاني القهوة وحملتهما متجهة للخارج .. كانت في طريقها متجهة نحو الشرفة حين ارتفع ذلك الصوت الصارم يهتف خلفها

"توقفي عندكِ"
شهقت بحدة وجسدها ينتفض بفزع وسقطت الصينية من يديها أرضاً بدوي زاد خلاياها انتفاضاً .. وضعت يدها على صدرها تلامس قلبها الذي يضرب داخلها بعنف شديد ونزلت أرضاً على ركبتيها لتلتقط اما أسقطته
"انهضي"
تجمد جسدها مع الأمر وانتفض قلبها كأنما أصابته صاعقة مع صوته الذي اخترق أذنيها وارتجفت أصابعها التي مدتها نحو حطام الفنجانين ولم تستطع أن ترفع ناظريها ولا أن تنهض من مكانها منفذة للأمر رغم أنّ كل خلاياها كانت تتوسلها لتستجيب لنبرته .. ظلت راكعة على ركبتيها كتمثالٍ أصم .. لا تستطيع أن تلتفت لتواجهه ولا أن ترد عليه .. صوته فقط أصابها بالشلل فماذا لو واجهته شخصياً .. ماذا أصابها؟! .. عاد صوته يتردد بحزم أكبر
"هل سمعتِ ما قلت؟ .. انهضي والتفتي حالاً"
هل يمكن أن تتوقف خلاياها عن الارتجاف قليلاً ربما يعمل عقلها بحكمة وينقذها من هذا الموقف؟ .. لم تعرف متى دخلت السيدة (اعتماد) في المشهد كعادتها مع كل مصيبة ترتكبها، حين انتفضت على صوتها تهتف بها في عنف
_"أيتها الحمقاء .. ماذا تفعلين؟ .. اعتذري للباشا حالاً"
صوته العميق اخترق عقلها متجاوزاً سحب الضباب التي أحاطته بينما يقول
_"من هذه؟"
أسرعت السيدة تقول بتوتر
_"آسفة سيدي ... إنها العاملة الجديدة .. إنها خرقاء قليلاً .. أعتذر بشدة عما فعلته"
شعرت بها توكزها بقدمها بقسوة لترفع رأسها وتعتذر للسيد .. ابتلعت لعابها بصعوبة واعتدلت على ركبتيها تلتفت نحوه لتقابل عيناها حذاءه اللامع الذي يبلغ ثمنه أضعاف راتبها لشهور وبصعوبة شديدة وقلبٍ خافق رفعت عينيها ببطء فوق قامته الطويلة وانقباض قلبها يزداد كأنما تصعد قمة جبلٍ شاهق، حتى التقتا بعينيه وشهقة عالية ترددت داخلها وقلبها انتفض داخل صدرها بعنف وهي تغرق في عمق عينيه القاسيتين اللتين أسرتا عينيها وارتجفت بوضوح وكلمة واحدة ترددت بعقلها
"شيطان"
هل هذا هو؟ .. أجل .. إنّه هو .. لكنّ تلك الصور خدعتها .. لم تعدها لهذه المواجهة أبداً .. عاد إليها ذلك الشعور فجأة أنّه مألوفٌ بشدة .. بطريقة مرعبة .. لم تستطع انتزاع عينيها من عينيه اللتين أعتمتا بشدة وهما تتأملانها بطريقة جلعتها ترغب في الهروب لنهاية العالم وارتجفت شفتاها لتزداد الظلمة في عينيه والكلمة تتردد بعقلها دون توقف
"شيطان"
ودارت عيناها فوق ملامحه لتهمس داخلها مصححة بارتجاف
"شيطانٌ وسيم"
وكزة أخرى من قدم (اعتماد) جعلتها تنتفض كأنما تستيقظ من كابوسٍ بشع والتفتت نحو المرأة التي هتفت بحدة تأمرها أن تعتذر
فهمست بصوتٍ مرتجف
_"أنا آسفة .. لم أقصد سيدي .. اعذرني .. لم .."
توقفت الكلمات على شفتيها حين عادت عيناها لتتوقفا أمام عينيه اللتين لمعتا بطريقة جعلت نبضاتها تدخل في سباقٍ جنوني، فخفضتهما بسرعة لتسمعه يقول بعمق
_"لا بأس .. فقط .. انتبهي لخطواتكِ جيداً في المرة القادمة"
اتسعت عيناها بخوف وهي تتساءل بقلبٍ مرتجف .. لماذا تشعر أن كلماته تحمل أكثر مما يبدو في ظاهرها .. تأكدت ظنونها وهي ترفع رأسها تنظر إلى عينيه المعتمتين .. لم ينقطع تواصل أعينهما لبرهة وهو ينظر لها من علو بينما لا تزال راكعةً على ركبتيها أمامه وعيناها معلقتان به كانما قيدها إليه بسحرٍ أسود لن تستطيع فك لعنته مهما حاولت .. قطعت تواصلهما بصعوبة رهيبة وخفضت عينيها إلى الأرض بتوتر واشتد تشابك أصابع كفيها تحاول التحكم في ارتجاف جسدها الذي ازداد وهي تشعر بكيانه الوحشي والمسيطر يتحرك جوارها مغادراً المكان وسمعت بتشوش السيدة (اعتماد) وهي تعتذر له مجدداً وترافقه للخارج .. إلى الشرفة التي تجلس فيها زوجته .. لم يكد جسدها يستشعر اختفاءه من حولها حتى شهقت بقوة وهي تتحرر من جمودها .. تحرك صدرها بسرعة يعب من الهواء بجشع وهي تكتشف أنها كانت تحبس أنفاسها طول الوقت حتى كادت تختنق .. رفعت كفاً مرتجفة ووضعتها فوق قلبها الذي ينبض بجنون وهمست
_"ما كان هذا؟ .. يا إلهي!! .. أهذا هو؟! .. يا إلهي!!"
ماذا فعلت بنفسها؟ ... ما الذي أوقعت نفسها به؟ .. ما الذي فعلته؟! .. دخلت بقدميها إلى عرين شيطانٍ اتضح أنها أضعف بكثير من أن تحتمل نيران جحيمه .. لن تنجو .. قلبها يخبرها بهذا .. ستحترق في جحيمه ولن تنجو أبداً .. هل كانت تتبجح قبل قليل بقدرتها على منافسة زوجته على قلبه؟ .. من الأحمق الذي قال هذا؟ .. من الواضح أنّ قلبها المسكين هو من في خطر الآن وعليها أن تفعل المستحيل لتنقذه من هذه المصيبة .. لامست قلبها المضطرب بخوف .. هل تستطيع فعلها؟ .. هل يمكنها أن تواصل هذه الخطة وهي تعلم أنّ قلبها في خطر بينما يبدو جلياً لها أنّها أضعف من أن تحميه؟
******************
انتهى الفصل الثامن والأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي
*سامحوني .. الفصل صعب بس هعوضكم الفصل الجاي بلحظات حلوة*
بحبكم كلكم في الله


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 06:01 PM   #1026

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد مساك فصل رهيب والأحداث مواجهات غير وختمتيها مشهد مميز لانجي ومنذر وقفلتيها بذكاء وتشويق...... سلمت اناملك الذهبية مبدعتنا انت كاتبه مبدعه بحق لها بصمه قويه ومميزة في روايتك تستحقين وسام التميز لقوة الروايه وابداعك واحساسك العالي بوركت اخية دوما بانتظارك دمتي بود 🌼🌼
بالنسبه لتوقع بصراحه حاصرتينا بطريقة مميزة فصعب التوقع معها لذا ننتظرك فلا تطيلي الغياب.


عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 10:00 PM   #1027

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

ابدعتي بس بليز فرحي فهد و الله يكسر الخاطر

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 11:36 PM   #1028

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
مرحبا ميشووو يارب تكوني بصحة جيدة غاليتي
الفصول روعة وسلمت اناملك وبنات افكارك المشهد الاخير من الفصل الثامن والاربعون كنت مستنياه من بداية رواية سديم عشق
الاحداث قد ماهي كثيرة وروعة اعجز عن ماذا اعلق لاني قرأت الفصول الثلاث الاخيرة مرة واحده ولكن فضولي الاكبر اريد ان اعرف شعور منذر لما شاف ملاكهُ متجسده امامه.
دائما بتكوني شريرة بالقفلة
دمتِ بخير غاليتي 😘


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-19, 11:59 PM   #1029

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل كان روووعة💝💝 بس انا اتمنيت تكملي مشهد منذر وملك بصراحة كنت منتظرة بفارغ الصبر لقاءهم واشوف كيف حيكون رد فعل كل واحد فيهم وخصوصا انهم كل واحد شاف التاني في حلمه وهل منذر حيستسلم ولا حيقاوم عشان متكونش نقطة ضعف ليه ممكن ابوه يستغلها ضده ..فهد متت قهر عليه من الي عرفه وحزنت على همسة والي حصل لها من عزت الكلب وشوكت بس هل هي فعلا ماتت ولا عايشة مسكين فهد كل مايحس انه ممكن يقرب من همسة بتطلع بلاوي ابوه تبعده ..اما ليلى الحقيرة الي مش ناوية تتوب داهية تاخذها بلييز شوفي نهاية او داهية تاخذ توفيق وشوكت وليلى وسامر ..اتمنى الحقائقركلها تنكشف وهل بالجزء ده حتخلصي حكاية منذر وملك وشاهي حتخليها للجزء الجديد .منتظرينك ياعسل بستنى الفصل بفارغ الصبر وربنا يعطيك الصحة والسعادة ياعسل 😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-19, 01:39 AM   #1030

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة جدا جدا استمتعت بالجزء الاول و دلوقتي الجزء الثاني خلصتها في اسبوع و حتابع الباقي اسبوعيا
تسلم ايدك القصة جميلة جدا مستنية بلهفة ملك و منذر ❤❤❤❤


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.