آخر 10 مشاركات
الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          زواج الانتقام (3) للكاتبة: Amanda Browning *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          قلوب مشتعلة (1) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة الروح وما تهوى (الكاتـب : jasmine - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفارس الشجاع (29) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree975Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-19, 09:54 AM   #1031

Mokka2

? العضوٌ??? » 417987
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mokka2 is on a distinguished road
افتراضي


.........................

Mokka2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-19, 10:05 PM   #1032

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اخيرا التقوا منذر وملك 💃💃💃 البنت انصعقت وقلبها بيدق وشكلها البت وقعت بس معرفناش رد فعله الواد جامد جدا بس ياترى قلبه حيعرفها انا حاسة انه ايوة ..اما ليلى الواطية الهي تولع بجاز جايه تاكل عقل ابنها فاكرة عماد اهبل مفكراه زي ابنها المريض سامر ..قلبي واجعني عل فهد وعماد يخرب بيت شوكت على فهد والكلب عزت دول مجرمين فعلا الحقراء ..شاهي اتمنى ماتتعلق بمنذر وشكلها خلاص طلعت مراد من قلبها وهو متعلق لسة بمراته .ااقولك خليها في الجزء الجديد ..اتمنى لك التوفيق وجمعة مباركة ياقمر 😍😍

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 01:17 AM   #1033

El-houda

? العضوٌ??? » 421666
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » El-houda is on a distinguished road
افتراضي

Comme toujours tu es super ....bonne continuation.....merci

El-houda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 06:58 PM   #1034

Marmar78

? العضوٌ??? » 389909
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 646
?  نُقآطِيْ » Marmar78 is on a distinguished road
افتراضي

Merci beaucoup pour l'effort

Marmar78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:13 AM   #1035

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع والأربعون



حين أرنو لعينيكِ
أعلمُ أنّ السماوات تختار وجهاً
لتزرع أنجمها.
أتعلمُ أنّ البحارَ قراراتُها لا حدود لها ..
ربما كان شاطيء كل المحيطات
جفنٌ ومِكحلة.
"عبد الرزاق عبد الواحد"
**********************
تراجع (راجي) يسند ظهره للأريكة بينما ينقل عينيه بتحسر بين أصدقائه الثلاثة الذين غرق كل منهم في همه الخاص وملامحهم تجسد الألم الذي يعشش في قلوبهم .. تعلقت عيناه لوهلة بـ(عماد) الذي جلس مطرقاً ورأسه بين كفيه ثم نظر إلى (فهد) الذي كان مسترخياً في جلسته ورأسه لأعلى مغمضاً عينيه كأنما غرق في النوم الذي يشك أنّ أحدهما قد حصل عليه منذ المواجهة التي حدثت بينهما وبين والدة (عماد) .. الصدمة والألم اللذين تجسدا على وجه صديقه، وهو ينظر لأمه كانت مؤلمة .. عاد بعقله لتلك اللحظة التي دخل هو خلف (فهد) بعد أن تركه ذلك الأخير في السيارة قبل حتى أن تتوقف تماماً واندفع نحو البيت وحين وصله كان قد ألقى قنبلته في وجه (عماد) والجميع .. أسرع يغلق الباب خلفه بينما يسمعه يقول في غضب مكتوم ونقمة
"لماذا لا تردين سيدة (ليلى)؟ .. هل تفاجأتِ أنّ سرك قد انكشف؟ .. لا بأس لا أعتقدها مشكلة بعد كل ما عرفناه مؤخراً عنكِ أنتِ وأسرتنا المحترمة"
مضت لحظات وهي تحدق فيه بذهول قبل أن تهمس بتوتر
"ما الذي تقوله يا (فهد)؟ .. هل جُننت؟"
تقدم إلى الداخل بضع خطوات حتى وقف أمامها ينظر لها بصمت قطعه بضحكة عالية ساخرة وهو يجيبها

"جُننت؟ .. حقاً؟ .. وهل بقى لدى أحدنا عقل بعد كل ما فعلتِه بنا؟ .. من يمكنه أن يحتفظ بعقله بينما لديه عائلة مثلكم؟"
فتحت فمها لتنطق لولا أن دوى صوت (عماد) من خلفها يقول بذهول
"ماذا تقول يا (فهد)؟ .. ما الذي قلته لتوك؟"
نظر له بألم ومط شفتيه قائلاً بمرارة
"كما سمعت يا (عماد) .. والدتك العزيزة هي وأبي المحترم تخلصا من (همسة العاصي)"
"مستحيل"
همس (عماد) وهو يهز رأسه ليبتسم (فهد) وهو ينظر لعمته الصامتة
"انظر لوجه والدتك وأنت تعرف الحقيقة يا (عماد) … بالتأكيد هما لم يفعلا هذا وحدهما .. (توفيق الأغا) له يد في هذا الأمر، أليس كذلك؟"
لم ترد وغامت عيناها بنظرات غريبة قبل أن تضيقا بحدة وهي تنظر له وتهتف

"تهذب وأنت تتحدث معي (فهد سليمان) .. لا تعتقد أنني سأبقى هنا لحظة واحدة أستمع لهذا الهراء دون و .."
"إذن اذهبي"
صرخ فيها بعنف جعلها تنتفض
"ماذا لا زلتِ تفعلين هنا؟ .. عودي من حيث أتيتِ"
تنفست بقوة دون أن تفارق عيناها وجهه لتتحول نظراتها للبغض الشديد عندما تحرك (أحمد اليزيدي) مقترباً من (فهد) قائلاً برفق وهو يربّت على كتفه
"بني اهدأ قليلاً .. هذه الأمور لا يجب أن تتعامل معها بـ "
قاطعته هاتفة بشراسة

"ابتعد عنه"
التفتوا نحوها وابتسم (فهد) بسخرية أكبر بينما تتحرك لتدفع (أحمد) بقسوة وهي تصرخ
"هل هذه لعبتك الجديدة؟ .. هل تظن أنّك ستغسل عقلهما بهذه الكذبة وتبعدهما عني؟ .. أيها اللعين أنا سوف .."
"يكفي .. يكفي عمتي"

صرخ بقهر وهو يقف بينها وبين (أحمد) متابعاً بغضب
"لا أحد هنا كاذبٌ سواكِ .. لذا توقفي أنتِ عن الكذب .. هل تعتقدين أنّكِ لا زلتِ تمتلكين حقاً علينا؟ .. أنتِ لن تخسرينا الآن عمتي .. لقد سبق وخسرتِنا"
تراجعت تحدق فيه باستنكار وصدمة ليكمل بكراهية
"أنتِ خسرتِنا منذ البداية .. لكن ما عرفته اليوم .. كان القشة التي قسمت ظهر البعير عمتي .. لا مكان لكِ في حياتنا بعد الآن"
ورفع عينيه نحو (عماد) الصامت تماماً وأكمل

"في حياتي أنا على الأقل .. لا يمكنني أن أتحدث بالنيابة عن ابنك بالطبع"
رفع (عماد) رأسه وبادله النظر قبل أن يهمس بابتسامة مرتجفة
"أريد أن أفهم ما الذي تحدثت عنه لتوك يا (فهد) .. لماذا تتهم أمي بهذا؟ .. هي بالتأكيد لا يد لها .. هي تظن أنّ (همسة العاصي) ماتت في ذلك الحادث مع زوجها، صحيح أمي؟"
التفتت له تنظر له بمرارة وهمست
"هل تشك فيّ الآن بني؟ .. هل صدقت هذا الهراء عني؟"
صرخ (فهد) وهو يركل بساقه أقرب شيء لجواره
"اللعنة ..أوقفي تمثيكِ وأكاذيبكِ هكذا .. هل تظنين أنني أقول هذا دون دليل"
بللت شفتيها بتوتر بينما هتف مردفاً
"بالطبع لدي أدلتي .. هل تذكرين مربية (همسة)، عمتي؟"
نظرت له بوجل وظهر اضطرابها في عينيها ليبتسم بمرارة ويتابع
"بالتأكيد تذكرينها جيداً فأنتِ سبق وانتزعتِ (همسة) منها وهددتِها بالقتل هي وطفلها إن فتحت فمها وتحدثت بأي شيء وخصوصاً عن هوية عائلة (همسة) الحقيقية"
تهدجت أنفاسها بصعوبة واضحة ولم ترد بينما تحرك (عماد) نحوه قائلاً
"ما الذي تقوله؟ .. لا يمكن أن تكون أمي فعلت هذا؟ .. هي لم تعلم بحقيقة (همسة) .. هي بالتأكيد لم تعلم أنّها .."
"بل كانت تعرف يا (عماد) .. من البداية كانت تعلم أنّها ابنة (همسة العاصي)"
قاطعه بكلماته في حزم وهو ينقل بصره منه إلى عمته الصامتة باعتراف واضح في ملامحها
"أخبريه عمتي .. ارفعي عينيكِ واعترفي له بالحقيقة .. قولي أنّكِ كنتِ تعرفين أنّ (همسة) على قيد الحياة وأنّكِ طلبتِ من شقيقكِ التخلص منها و .."
هتفت بحدة
"لم أفعل"
"حقاً؟ .. إذن لماذا ذهب أبي إلى المزرعة التي كان زوجكِ يخفي فيها (همسة) وابنتها وتخلص منها ليحمي زواجكِ؟ .. لماذا هددتِ زوجكِ قبل موته، أنّكِ ستتخلصين من (همسة) كما فعلتِ بأمها انتقاماً منه؟"

ارتجفت شفتاها وهي تتحاشى النظر إليه وتسارعت أنفاس (عماد) وهو يحدق فيها مصدوماً مع كلمات (فهد) التي كانت تنهمر على قلبه كالنار وهو يخبره بكل ما سمع من المربية من البداية وحتى اللحظة التي أخبرته فيها بما سمعت من والدته وهي تهدد زوجها قبل أيام قليلة من موته وتوقف لحظة يلتقط أنفاسه قبل أن يتابع كلمات المربية بمرارة وهو ينظر لعمته
"ألم تخبريه بهذا عمتي؟ .. ألم تتشاجرا معاً بعد أن عرف بخيانة أبي ومخططه مع (توفيق) ليستوليا على كل أمواله بعد أن يتخلصا منه ويحملا شقيقه كل ما حدث من جرائم بعد اختطافهما لابنته .. ألم تهدديه إن حاول مس أبي بسوء فلن ترحميه وأنّكِ ستجعلينه يدفع ثمن كل ما فعله بكِ وبشقيقكِ غالياً جداً .. ألم تهدديه بقتله عندما صفعكِ أثناء شجاركما وأقسمتِ أنّكِ بعد موته ستقتلين تلك الطفلة القذرة التي يحتفظ بها ذكرى من عشيقته كما تخلصتِ من أمها .. ألم تفعلي؟"
صرخ بكلماته الأخيرة بعنف شديد لتصرخ في انهيار

"لقد فعلت"
ران الصمت لوهلة بعد كلمتها إلا من أنفاسها المتسارعة بشدة وأنظارهم المحدقة فيها لتهتف وهي تنقل بصرها بينهم
"لقد فعلتها ولو عاد بي الزمن سأفعلها مرة أخرى لأحرق قلبه على تلك الملعونة كما أحرق قلبي لسنوات .. كما عذبني دون رحمة"
وضحكت لثوان حتى دمعت عيناها وتابعت
"أجل أنا فعلتها .. أنا من طلبت من أخي أن يتخلص منها هي والطفلة .. لكنني اكتشفت بعدها أنّ تلك اللعينة الصغيرة لا زالت على قيد الحياة .. اعتقدت أنّه لن يجدها أبداً كما لم يجدها أخي لكنّه عاد بها ذات يوم"
تحركت في المكان وجسدها يرتجف ونظراتها أوحت لهم أنّها ليست في حالة طبيعية الآن بينما تضحك بمرارة
"أتى يحملها ويخبرني أنّها ابنته من امرأة أخرى وستبقى معنا شئت أم أبيت ولم يكتف بهذا بل أصدر شهادة ميلادها تحمل اسمي .. ذلك القذر اللعين .. لم يكتف بتعذيبي لسنوات وخيانتي وعشقه لامرأة أخرى وتعذيبي بكلامه عنها ليأتي ويلصق ابنتها اللعينة بي ويمنحها اسمي"
والتفتت تنظر لابنها وابن أخيها بابتسامة متشنجة
"لم أخبره أنني أعرف ابنة من تكون .. كان انتقامي .. وضعها بين يدي دون أن يعرف ما يمكنني فعله بها .. لقد منحني الفرصة لأحقق انتقامي منه ومن حبيبة قلبه في الصغيرة التي عشقها تماماً كأمها"
نطقت كلماتها الأخيرة بكراهية شديدة وبنبرة أقرب للجنون

"لكنّكما لم تمنحاني الفرصة لأفعل ما أريد .. كنتما ملتصقين بها دائماً أنتما وتلك المربية اللعينة التي كانت تحميها بعد أن جعلتكما تذهبان للمدرسة الداخلية .. وهو لم يكن يحتمل أي شيء قد يصيبها .. الوغد .. كانت فرصتي لأتخلص منها عندما مات لكنّ تلك المربية القذرة هربت بها"
توقفت عن الكلام تتنفس بعنف ليقول (فهد) بنبرة ميتة

"لماذا بحثتِ إذن عنها وأتيتِ بها؟ .. لماذا لم تتخلصي منها بعد أن أخذتِها من المربية؟"
شردت عيناها قليلاً لتجيب بعدها بجمود
"ألم يهددني (عماد) أنّه سيترك البيت تماماً إن لم أعدها؟ .. كنت أعرف أنّه قادر على فعلها .. لم أملك خياراً"
ضحك قائلاً بعدم تصديق
"تريدين أن تقولي أنّ هذا هو السبب الحقيقي؟ .. السبب الوحيد؟ .. ماذا تخفين أكثر عمتي قولي"
منحته نظرة ميتة ثم قالت

"لا تصدق إن أردت"
والتفتت تنظر لـ(عماد) الذي وقف بوجه شاحب وأنفاس متسارعة يحاول استيعاب كل ما سمعه كأنما بعد كل ما حدث لم يتملك مناعة أبداً من صدمات ماضي أسرته ثم نظرت نحو (أحمد) الذي انصبت نظراته القلقة على ابن أخيه وقالت ببرود امتزجت بكراهيتها
"أنت كنت محقاً .. أنا لم أشعر لحظة بالألم لموت شقيقك ولو عاد الزمن لقتلته بيدي هاتين وقتها .. أنت تعرف جيداً كيف كانت حياتي معه .. تعرف جيداً كيف كان هو"
ارتفعت وتيرة صوتها لتتحول لهتاف غامر بالحرقة وهي تدير عينيها لابنها وابن أخيها
"ليس من حقكما أن تأتيا لتحاسباني الآن .. لا حق لكما أبداً في حسابي على ما فعلته رداً على ما فعلوه جميعهم بي"
وأنهت كلامها وهي تتراجع للخلف صارخة فيهم

"ليس من حقكم أبداً أن تحاكموني .. هل سمعتم؟ .. لا حق لكم جميعاً .. لا حق"
اقترب (أحمد) بقلق وقد أحس بانهيارها الوشيك
"(ليلى) .. اهدأي أرجوكِ .. لا أحد يـ .."
قاطعه (عماد) متمتماً بصوتٍ ميت
"لماذا لا يحق لنا يا أمي؟ .. ربما لو لم تدخلينا في لعبة انتقامكِ ودوامة أكاذيبكِ الحقيرة لما كنا هنا الآن نحاول حسابكِ على ماضيكِ"
ارتجفت وهي ترمقه بنظرات زائغة ليهتف وهو يضرب الطاولة بجواره في عنف

"ربما لو لم تحوليني إلى مجرم وتجعلينني أحمل على ظهري ذنباً ثقيلاً نحو أناسٍ أبرياء لما كنت أحاسبكِ الآن وأسألكِ .. لماذا؟ .. لماذا فعلتِ كل هذا؟ .. لماذا لوثتِ حياتي وحولتِني لآلة انتقام لعينة في يدكِ؟ .. لماذا؟"
انتفضت مع صرخته التي امتزجت بضربة أكثر عنفاً للطاولة فيما تحرك (أحمد) نحوه وأمسك بكتفيه يديره نحوه هاتفاً

"تماسك بني .. لا تفعل هذا بنفسك"
نظر له بعينين دامعتين وابتسم بمرارة
"لا أفعل ماذا بنفسي يا عمي؟ .. لقد فعلت وانتهى الأمر .. هذه .."
قطع جملته لحظة ثم همس بوجع وهو يشير نحو أمه
"هذه المرأة دمرتني .. استغلت حبي لها وثقتي العمياء بها وأوصلتني لهذا الحال .. جعلتني أخسر نفسي وكل شيء يا عمي .. كل شيء"
هزه بقوة وهو يهتف بحزم

"أنت لم تخسر كل شيء (عماد) .. لا زلت هنا .. لا زال يمكنك إصلاح الكثير بني .. أنت ستقف قوياً وستحارب وساوسك هذه وتعود كما كنت .. لا تنظر للماضي بني وقاوم"
سالت دموعه بعجز وهو يهمس بألم شديد
"لا أستطيع عمي .. كلما حاولت، اكتشف أنّني واقع في مستنقع عميق"
ونظر نحو أمه التي بهت وجهها بشدة وتابع
"قدماي تنزلقان أكثر مع كل مقاومة مني .. لا أستطيع النجاة عمي .. لا أستطيع المقاومة أكثر في معركة خاسرة"
نقل عينيه من (ليلى) لينظر في عيني عمه المتألمتين وردد وهو يميل ليستند إلى صدره
"لقد تعبت يا عمي .. تعبت وخسرت .. (عماد اليزيدي) لن تقوم له قائمة بعد اليوم"
ضرب (أحمد) على ظهره بقوة هاتفاً بصرامة وصوته تحشرج رغماً عنه
"بل ستقوم يا (عماد) .. ستقوم وتعود أقوى من الأول .. ستقوم وتجدني في ظهرك .. جميعنا في ظهرك يا (عماد) .. لن تخسر أبداً"
بكى (عماد) في حرقة بينما سالت دموع (ليلى) وهي تنظر إليهما بشرود وعقل مغيب تكاد تنهار في وقفتها قبل أن تتحرك بخطوات مترنحة نحو الغرفة حيث تركت حقيبتها وحملتها وغادرت بنفس الخطوات وجسدها يزداد ارتجافاً بوضوح .. لم يتحرك أحدهم ليمنعها لكنّه تحرك بسرعة عندما شعر بترنحها
"سيدتي .. انتظري .. لا .."
قاطعه (فهد) بحدة
"دعها تذهب يا (راجي)"
التفت له بدهشة ليكمل ببرود شديد

"لا يخدعك تمثيلها أبداً .. لا شيء ولا أحد مهما بلغت قوته يمكنه التأثير في السيدة (ليلى سليمان) .. هي ليست بشراً مثلنا لتنهار بسهولة"
رفعت عينيها بألم نحوه ولم ترد ثم ألقت نحو ابنها المنهار بين ذراعيّ عمه نظرة أخيرة تمثلت فيها الخسارة واضحة مع ألم أشد وعادت تتحرك بنفس الخطوات الميتة نحو الباب ليوقفها (فهد) مردداً بقسوة
"ربما لو كنتِ بشراً فستشعرين الآن بنفس ما شعرت به (همسة العاصي) وأنتم تنتزعون صغيرتها من بين يديها وتحرمونها منها"
توقفت خطواتها واستندت لحاجز الباب بعجز ثم نظرت خلفها لتقابلها نظراته القاسية
"سواء كانت قد ماتت حقاً أم أخفيتموها في مكانٍ ما تتعذب لفقدان صغيرتها .. أنتِ الأخرى عمتي ستذوقين نفس عذابها .. اعتبري خسارتكِ لنا بداية رد الدين وادعي الله كثيراً حتى لا يذيقكِ طعم الفقد الأبدي"
ارتعشت نظراتها وامتلأت بشيء من الرعب والخوف الحقيقي من مجرد مرور الفكرة برأسها بينما تابع هو بقسوة أكبر وهو يعطيها ظهره
"عندها ربما تكونين قد رددت دينكِ كاملاً نحو تلك البريئة وابنتها"
تسارعت أنفاسها وشحب وجهها أكثر وتمسكت قبضتها بحاجز الباب أكثر حتى أبيضت عقلات أصابعها قبل أن ترمقهم بنظرة أخيرة مريرة وتتحرك بترنح لتغادر الشقة دون أن تنظر خلفها مرة واحدة تاركة وراءها قلبين ملأتهما المرارة والندم أدركا أخيراً أنّ معركتهما مع القدر قد انتهت بخسارة ساحقة.
"(فهد) .. ماذا تفعل؟"
انتبه (راجي) من ذكرياته على صوت (عماد) ففتح عينيه ليجد (مراد) واقفاً هو الآخر ينظر نحو (فهد) الذي كان يأتي من ناحية غرفته وقد بدل ثيابه وحمل حقيبة سفره الرياضية فوق ظهره .. نهض مسرعاً ليجاور (مراد) وهو يقول

"أين تذهب؟"
تحرك بجمود دون رد ليقبض (عماد) على ذراعه قائلاً
"توقف يا (فهد) وأجبني .. ماذا تنوي بالضبط؟"
التفت له قائلاً بمرارة
"لا أنوي شيئاً (عماد) .. لم يعد بيدي أي شيء .. لن نفعل شيئاً .. سندفع ثمن ما ارتكبناه فقط .. هذا ما نستحق"
اندفع (مراد) نحوه قائلاً
"(فهد) .. لا تدع اليأس يتملكك هكذا .. هذه ليست النهاية يا صديقي"
هز رأسه مردداً
"لكنّها النهاية فعلاً يا (مراد) .. أنا و(عماد) لا حق لنا أن نطلب الغفران على ما فعلناه .. بأي وجه سنذهب إليهم ونطلب السماح .. بأي وجه سأظهر أمامهم وأطلب منهم أن .."
قطع جملته وتنفس بصعوبة ثم أكمل وهو يتحرك ليغادر
"أنا راحل"

أوقفه (عماد) وهو يقبض على ذراعه مرة أخرى
"لن تذهب لأي مكان يا (فهد)"
انتزع ذراعه منه هاتفاً
"لم يعد لي مكان هنا (عماد) .. أنا سأرحل ولن أعود أبداً"
تبادل (راجي) و(مراد) نظرات متوترة بينما هتف (عماد)
"ماذا تعني بلن تعود؟ .. أين ستذهب أصلاً؟"
"لأي مكان بعيداً عن هنا .. بعيداً عن كل هذا الجنون وهذا الإرث الثقيل الذي يخنقني .. سأموت إن بقيت هنا لحظة"

هتف باختناق ليقول (عماد)
"ماذا عن (همسة) يا (فهد)؟ .. ستتركها وترحل هكذا؟"
أغمض عينيه متنفساً بقوة ثم فتحهما مليئتين بالمرارة وقال مبتسماً بألم
"ألم تفهم بعد (عماد)؟ .. هي لم تكن لي من البداية .. لقد قرر القدر بشأننا قبل أن نولد حتى .. لا مكان لها معي"
واشتدت حدة صوته وهو يلتفت إليه هاتفاً
"طالما أحمل هذا الدم الملعون داخلي فلا أملك الحق فيها أبداً (عماد)"
هتف (راجي) متدخلاً
"اهدأ يا (فهد) .. أنت الآن لا تعرف ماذا تقول .. أنت تحت تأثير الصدمة .. لا تفعل أي شيء تندم عليه يا صديقي"
هتف وهو يضرب على قلبه
"ماذا سأندم عليه أكثر من هذا؟ .. ماذا يمكن أن يصيبني أكثر من كوني أحمل هذا الدم داخلي؟"
وصرخ أكثر وهو يضرب فوق رأسه بقوة مراراً
"هذا المرض .. هذا الجنون . لابد أنني ورثته منهما .. تلك اللعنة لن أفلت منها أبداً .. أنا أحمل لعنتهما داخلي"
رفع (عماد) عينيه إليه بوجل ونظرات عينيه تقول بوضوح أنّ نفس الأفكار درات بعقله بينما تابع (فهد) بوجع

"سأؤذيها حتماً .. سيأتي يوم ويستولى عليّ هذا الجنون والهوس الذي يحمله دم هذه العائلة .. سأرحل قبل أن أؤذيها .. يكفي كل ما حدث بسببنا .. يكفي"
لم يمنح لأيهم الفرصة لأي كلمة، وهو يلتفت لـ(عماد) وقال بابتسامة حزينة
"لو حدث واستطعت مقابلتها مرة .. أخبرها أنّني أحلها من وعدها وقل لها تنسى أنني وعدتها يوماً ما .. أخبرها أن تتابع حياتها كأنّها لم تعرف في عمرها شخصاً اسمه (فهد)"
قالها وتحرك ليندفع (راجي) خلفه حتى الباب
"(فهد) .. (فهد) .. بالله عليك لا تفعل .. انتظر يا (فهد)"
لم يتحرك (عماد) من مكانه وهو يتبعه بعينيه حتى اختفى خارج الشقة هو و(راجي) ومضت لحظات وهو متجمدٌ في مكانه تراجع بعدها مترنحاً حتى سقط فوق الأريكة ليندفع (مراد) ويجلس جانبه
"(عماد) .. هل أنت بخير؟"
رفع عينيه له بالم وتمتم باختناق
"وكيف سأكون بخير يا صديقي؟ .. إنّه محق في كل كلمة نطقها"
"(عماد) .. لا تفكر هكذا أنت أيضاً .. ألم يتحدث معك عمك مطولاً في هذا الأمر؟ .. ظننتك اقتنعت بكلامه"
قال وهو يربّت على كتفه ليجيبه بخفوت

"صعب يا (فهد) .. هذا الأمر أصعب مما تتخيل"
وضرب بقبضته على صدره
"هنا .. هنا حريق مشتعل يا صديقي .. حريق وألم لن ينتهي إلا بموتي ربما"
"لا تقل هذا يا (عماد) أرجوك .. أنت أقوى من هذا"
ابتسم بمرارة دون أن يرد فتابع (مراد) وهو يهزه من كتفه
"ماذا حدث للرجل الذي أخرجني من يأسي والموت الذي فرضته على نفسي وأنا لا زلت حياً"
لمع الندم في عينيه وهو ينظر له
"كانت أنانية مني .. لقد أعدتك لتساعدني في خطتي اللعينة .. ليس شيئاً تجعلني أفتخر بفعله"
اشتدت قبضة (مراد) على كتفه وهو يهتف

"أنا أعرفك جيداً (عماد) .. أعرف أنّك كان يمكن أن تجد حلاً آخراً إن رفضت مساعدتك .. أنت فعلت هذا من أجلي وأنا مدين لك بإجباري على العودة للحياة .. أنت أقوى من كل ما حدث يا صديقي وأنا أثق أنّك كما قال عمك ستقف على قدميك وستصلح كل شيء"
هز رأسه دون رد فصمت (مراد) عاجزاً عن إضافة أي شيء حتى قاطع (عماد) الصمت بينهما وهو ينهض من مكانه ويتجه بخطوات بطيئة نحو غرفته متمتماً
"سأذهب لأرتاح قليلاً .. أنا متعب بشدة"

وأشار له بيده عندما حاول النهوض خلفه فتجمد مكانه واكتفى بمتابعته بعينيه بأسى وحزن قبل أن يهمس لنفسه
"انصح نفسك أولاً أيها الأحمق"
قالها وهو يتراجع ليسند ظهره للأريكة بتعب وعندما أغمض عينيه عادت وصلة التعذيب التي لم يتوقف عقله عن ممارستها عليه وشيء من الندم ينهش قلبه بلا رحمة .. قلبه الذي لم يتوقف هو الآخر عن تعذيبه بتصديقه لها وإخباره أنّه ربما قد ارتكب خطأ كبيراً بظلمه لها لسنوات.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:14 AM   #1036

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"(همسة) .. لماذا تبكين؟"
انتبهت (همسة) فجأة على صوت (راندا) القلق والتفتت لتجدها مقابلها تنظر لوجهها بقلق وحيرة لترفع هي أصابعها لوجهها تلامس بدهشة البلل على خدها .. لماذا تبكي؟ .. ألم تكن قبل لحظات تشارك (راندا) مرحها وتضحك على طريقة حديثها وتعاملها كالأطفال مع ابنة شقيقها الصغيرة (رفيف) التي أتت مع شقيقها لزيارتها مع سفر والدها و(سديم) للخارج .. ماذا أصابها فجأة لتبكي؟ .. تحسست قلبها هامسة .. وهذا الألم الذي انتابها فجأة من أين أتى .. سمعت (رفيف) تحدث عمتها بخفوت
"هل هي مريضة يا (رورو)؟"
أجابتها مبتسمة وهي تربّت على خدها
"تقريباً حبيبتي .. لكنّنا سنجعلها تضحك مرة أخرى وتُشفى"
أومأت الصغيرة قبل أن تقفز بمرح وهي تهتف
"عمو (هشام) .. عمو (هشام)"
لم تستطع (همسة) سوى إطلاق ضحكة صغيرة امتزجت بدموعها وهي ترى كيف انقلبت حالة الصغيرة وهي تلمح (هشام) يصل بسيارته للفيلا وقالت
"يبدو أنّ هناك معجبة صغيرة لزوجكِ"
تأملتها (راندا) ملياً ثم ابتسمت قائلة
"إنّها تعشقه .. لو كانت أكبر ربما كانت حاولت سرقته مني قبل أن يتزوجني"
ضحكت مجدداً وهي تمسح دموعها
"لحسن حظكِ إذن وإلا ربما كانت ستنجح فكما أرى .. (هشام) ضعيف نحوها"
قالت كلماتها وهي تنظر خلف (راندا) حيث كان (هشام) يستقبل (رفيف) التي قفزت إلى ذراعيه ليرفعها محتضناً إياها بقوة وهو يضمها إليه ضاحكاً .. قالت (راندا) وهي تنهض لتستقبل زوجها الذي كانت (رفيف) تغرق وجهه بقبلاتها
"لحظة يا (همسة) .. سأذهب لأنقذ زوجي من وحش القبلات هذه .. أنا أغار بشدة كما تعرفين"
ضحكت وهي توميء قبل أن تخفت ضحكتها وهي تتابع (راندا) تنزل السلالم لتستقبل زوجها .. تأملتهما بعينين دامعتين بينما يضمها إليه دون أن ينزل الصغيرة المتعلقة به .. تنفست بقوة وهي تمسح ما تبقى من دموعها حتى لا يراها (هشام) رغم تأكدها أنّ (راندا) ستخبره بالتأكيد .. ليس هذا وقته .. ضغطت على قلبها وصورة واحدة ترتسم داخلها .. تعرف سبب هذا الألم جيداً .. هذه الدموع وهذا الاختناق المفاجيء .. بسببه هو .. كيف حاله الآن؟ .. لا تعرف .. ويبدو أنّها لن تعرف قريباً .. ليتها تجد الشجاعة لتطلب من (هشام) معرفة أخبارهما من أجلها .. تريد أن تطمئن فقط .. قلبها يخبرها أنّه ليس بخير .. هما الاثنان ليسا بخير .. نهضت مع اقتراب (هشام) و(راندا) منها وابتسمت تواري حزنها لكنّها لم تنجح في خداعه وهو يناول (رفيف) لزوجته وهمس لها بشيء لتبتسم ناظرة نحوها وتحركت بعدها لتتركهما معاً ليقول بحنان وهو يشير لها لتجلس
"أنتِ بخير (همسة)؟ .. (رفيف) أخبرتني أنّكِ كنتِ تبكين"
هزت رأسها قائلة بنفي
"لا .. بعض التراب دخل عيني و .."
"(همسة) .. ابحثي عن خدعة أفضل من هذه عزيزتي"
همس بحنان أعاد الدموع لعينيها وأطرقت برأسها ليميل قليلاً
"أخبريني صغيرتي ما الأمر .. يمكنكِ أن تخبريني بكل ما يزعجكِ دون تردد"
نظرت له بأمل ورجاء ثم همست
"أنا شعرت فجأة بالاختناق .. قلبي يؤلمني جداً"
لمعت عيناه بحنان وشفقة بينما تتابع
"قلبي يخبرني أنّ شيئاً سيئاً حدث"
قطعت جملتها تتنفس بصعوبة وأصغى هو لها
"معهما"
همستها بتردد وهي ترفع عينيها له كأنما تعتذر أو ترجوه تفهماً منحها إياه سريعاً وهو يهز رأسه قائلاً
"هل اتصل أحدهما بكِ؟"
أسرعت تهتف
"لا .. أنا فقط .. شعرت بهذا .. أنا أثق بشعوري .. إحساسي يخبرني أنّهما ليسا .."
تهدج صوتها ولم تقاوم دموعها وهي تكمل
"ليسا بخير .. أنا أعرف هذا"
تنهد بحرارة وربّت على يدها قائلاً

"اهدأي صغيرتي .. لا تبكي .. لن يحدث شيء"
أمسكت كفه هاتفة بتوسل
"أرجوك (هشام) .. سأطلب هذا فقط منك وإن تجرأت وطلبت شيئاً آخراً لا .."
قاطعها بحزم
"لا تقولي هذا .. اطلبي أي شيء (همسة) .. أنا لن أمنعكِ بالتأكيد"
لمعت عيناها برجاء أن يصدق معها حقاً
"هل .. هل يمكن فقط أن تعرف لي أخبارهما؟"
قطب حاجبيه ليخفق قلبها بتوجس وهي تسرع مردفة بتوسل
"أرجوك .. لن أطلب شيئاً آخراً .. أعرف أنني سبق وقلت هذا عندما طلبت منك أن تقابل (عماد) وتتحدثا سوياً لكن .."
صمتت وهي تبعد تلك الفكرة عن رأسها بينما تتذكر حديثه معها مؤخراً بشأن (عماد) و(فهد) وحياتها مع تلك العائلة .. أخبرته بكل ما تعرفه رغم كون شهادتها بحقهما مجروحة .. أخبرته بالحقائق وكيف هما في الحقيقة .. كيف اعتنيا بها وأحباها وما الذي مرا به طيلة عمرهما، قبل أن ترجوه أن يوافق على ما طلبه الجد (رفعت) مسبقاً منه برغبته أن يجمعه هو و(عماد) ليتحدثا سوياً بشأن كل ما حدث لكنّ (هشام) قرر تأجيل التفكير في هذا الأمر حتى حين .. قاومت غرقها في أفكارها وهي تنظر له تكمل جملتها
"إنّها مجرد معلومة .. ستخبرني فقط لأطمئن .. لا أستطيع أن أتابع هكذا وأنا لا أعرف إن كانا بخير أم حدث ما .."
هزت رأسها تمنع تلك الوساوس من تعذيبها بينما تنهد هو بقوة وقال
"حسناً صغيرتي .. سأرى ما يمكنني فعله"
"حقاً (هشام)؟ .. ستفعل؟"
هتفت بقلب خافق ليبتسم لها
"حقاً (همسة) .. أخبرتكِ أن تطلبي ما تريدين وأنا سأفعل ما بوسعي"

لمعت عيناها بامتنان وهمست
"شكراً لك كثيراً (هشام) .. لا أعرف كيف أشكرك"
"لا تشكريني (همسة) .. أنا أخوكِ الكبير عزيزتي"
ارتجفت نظراتها ليبتسم قائلاً برفق
"ألم أصبح كذلك بعد؟"
دمعت عيناها وهي تهز رأسها هامسة
"أنت أصبحت كذلك فعلاً (هشام) .. شكراً لك .. لن أنسى ما تفعله من أجلي أبداً"
ارتفع صوت (راندا) تهتف بقربهما
"هل سأبعد (رفيف) لتقفزي مكانها يا آنسة (همسة)؟"
رفع (هشام) كفيه باستسلام

"أنا لم أفعل شيئاً .. كنت أخبرها تواً أنني أخوها .. صحيح (همسة)؟"
ضحكت وهي تنظر لـ(راندا)

"صحيح أخي"
ونهضت لتذهب لغرفتها وربّتت على كتف (راندا) هامسة في أذنها
"يمكنك الاطمئنان على حبيبكِ يا (رورو) .. أنا لدي حبيب بالفعل"
ضربتها (راندا) على رأسها مازحة وقالت
"هذا لن يمنعني من الغيرة عليه عزيزتي"
نقلت بصرها بينهما و(راندا) تتحرك نحوه ونظراتها تشع حباً
"أنتِ ميؤوس منكِ بالفعل"
همست ضاحكة وهي تتركهما وتغادر لتسمع (هشام) يقول بمرح

"نحلتي الحبيبة .. اشتقت لكِ كثيراً"
ألقت نظرة للخلف لتجده يسحبها فوق ركبتيه وذراعاها التفتا حول عنقه بينما ابتسامة عاشقة زينت شفتيهما وسمعت (راندا) تهمس بحب
"وأنا اشتقت لك أكثر حبيبي"
ابتسمت وهي تتركهما بمفردهما وما أن وصلت غرفتها وأغلقت الباب مستندة إليه حتى أغمضت عينيها هامسة
"وأنا اشتقت لك كثيراً (فهد) .. اشتقت لك ولا زلت أنتظرك حبيبي"
ولامست قلبها متابعة برجاء
"لا تتأخر أرجوك"
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:15 AM   #1037

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقى (منذر) بالأوراق من يده فوق المكتب وهو يزفر بحدة ثم أطرق يدفن رأسه بين كفيه متنفساً بتوتر
"لا يمكن .. أنت تتوهم فقط أيها الأحمق"
همس محدثاً نفسه بحنق قبل أن يضرب بكفه على المكتب وينهض متجهاً نحو النافذة الكبيرة ليزيح ستارها ويتطلع للشمس التي ارتفعت من الشرق بعد ليلة قضاها ساهداً .. ماذا أصابه؟ .. لم يستطع النوم طيلة الليل وظل يتقلب فوق الأريكة حتى سمع صوت (شاهي) التي قلقت في منتصف نومها
"ألا تستطيع النوم؟"
سألته بصوتٍ ناعس وهي تعتدل جالسة في الفراش وأضاءت المصباح الجانبي بجوارها فقال وهو ينهض

"هناك بعض العمل لم أنته منه ولهذا لم أستطع النوم وأنا أفكر فيه .. سأذهب للمكتب لأنهيه"
نظرت له بقلق لينقبض قلبه وشعور الذنب يخنقه أكثر .. لو تعرف ما يشغله عن النوم .. تباً .. ماذا يفعل بالضبط؟ .. أسرع يقول وهو يرتدي روبه

"نامي أنتِ عزيزتي .. سأعود للنوم عندما أنتهي"
تابعته عيناها بقلق ليبتسم لها مشيراً لها أن تذهب للنوم فابتسمت بنعاس وهي تغلق المصباح وتضع رأسها على الوسادة .. بقى مكانه ينظر لها على نور القمر الخافت المتسلل من الشرفة ثم تنهد بحرارة وهو يغادر الغرفة نحو مكتبه ليجلس هناك طيلة الليل حتى أشرقت الشمس .. فقط يقلب في أوراق وكتب لا يرى كلمة مما خُط على صفحاتها وكل ما يدور في مخيلته هو تلك الأحلام التي عذبته لليالٍ طويلة وذلك اللقاء الصادم البارحة .. هل هي حقاً؟ .. هي نفسها الفتاة التي تظهر في أحلامه؟ .. حين غفت عيناه لدقائق ليلة البارحة رآها في أحلامه وقد اكتسبت وجهاً حقيقياً حين انزاح الغمام عنها لتظهر بكامل سحرها .. بوجهها الصغير وعينيها اللتين كانتا تتطلعان إليه بطريقة أوقفت قلبه بينما كانت راكعة فوق الأرض تحدق فيه وقلبه استشعر ذلك السحر الذي كان يلف حولهما .. أو هكذا كان يتخيل .. بالتأكيد .. عقله الذي بات يشك في سلامته بعد ما حدث هو من توهم كل هذا .. أغمض عينيه يسترجع من جديد وللمرة الألف ربما، تلك اللحظات التي رآها فيها .. حين عاد أخيراً من الخارج كان لا زال يفكر في توهمه لها وهي ترقص في فناء المزرعة .. كان يتحدث على الهاتف وهو يدخل للبيت متجهاً إلى الشرفة الكبيرة حيث كانت (شاهي) تجلس .. كان على وشك أن يغلق مع محدثه حين تجمد كل شيء حوله وعيناه تقعان عليها تتحرك عبر الردهة الواسعة .. لمح جانب وجهها وتوقفت عيناه عند خصلاتها الشقراء التي تجمعت في ذيل حصان خلف ظهرها، وقلبه الذي انتفض بين ضلوعه أخبره أنّها نفس الفتاة .. حتى وإن لم ير كيف يبدو وجهها حقيقةً فشيء بأعماقه عرف أنّها هي .. أولته ظهرها متجهة نحو الشرفة .. أغلق الهاتف بشرود وهو يتحرك في اتجاهها ودون أن يشعر وجد نفسه يهتف فيها أن تتوقف .. لم يتوقع رد فعلها في اللحظة التالية حين انتفضت فزعاً وأسقطت ما بيدها .. ربما ظن أنّه يتوهم وجودها .. كاد يندفع نحوها وينحني جوارها يساعدها لكنّه بمعجزة أوقف نفسه مستوعباً كونه يقف وسط ردهة بيته .. على مقربة من حيث تجلس زوجته .. هتف فيها أن تلتفت وتواجهه لكنّها أيضاً لم تفعل .. ظلت راكعة على الأرض ومن مكانه لمح جسدها يرتجف مسبباً رجفة مماثلة لقلبه الذي قيّده بقوة وهو يعيد أمره لها
"هل سمعتِ ما قلت؟ .. انهضي والتفتي حالاً"
كان على وشك أن يغلبه فضوله ورغبته المحرقة في رؤية وجهها وكاد يلف هو ليواجهها حين أنقذه صوت السيدة (اعتماد) وهي تهتف فيها بغضب أن تعتذر منه .. قاوم نفسه حتى لا يلتفت ويهتف غضباً في السيدة التي تعمل لديه منذ سنوات .. تعنيفها للفتاة جعل غضباً عنيفاً يشتعل بقلبه فتنفس بقوة محاولاً الهدوء وهو يلتفت لها قائلاً
"من هذه؟"
أسرعت تجيبه أنّها العاملة الجديدة ليتذكر بشرود اتصالاً ورده أثناء سفره من مديرة منزله تخبره أنّها وظفت فتاة جديدة لكنّه كان مشغولاً بما يجري معه هو و(شاهي) فلم يهتم للأمر كعادته واكتفى بإخبارها أنّ تعمل ما تراه مناسباً فهذا عملها .. اشتعلت عيناه بشدة حين لكزت السيدة (اعتماد) الفتاة بحدة وهي تهتف فيها أن تعتذر له وكز على أسنانه مانعاً نفسه من إهانتها على تصرفها .. بركان غضبه تبخر فجأة مع تحرك الفتاة لتواجهه .. لم تنهض .. فقط التفتت بارتباك وهي لا تزال على ركبتيها ورفعت رأسها إليه ببطء جعل أعصابه تشتعل بنفاذ صبر .. قلبه كان يتقافر انتظاراً لرؤية عينيها ليتأكد من أنّهما من سرقتا أحلامه وطاردتاه طويلاً .. وحين التقتا أخيراً بعينيه اختفى كل العالم من حوله واهتز قلبه وكيانه كله يهتف داخله
"ملاك .. إنّها هي .. ملاكه"
كان جنوناً ما يشعره .. كانت حماقة أن يشعر هكذا نحو فتاة لم يرها قبل الآن .. كانت سراباً .. أجل .. ستختفي خلال ثوان كما تفعل دائماً .. إن مد يده الآن ستتبخر .. لم يدر أنّ كل أفكاره والطوفان العاصف بأعماقه تجسد في عينيه اللتين تعلقتا بعينيها حتى انتبه للاضطراب داخلهما .. ارتجف قلبه وهو يخبره أنّها تشعر به .. هي أيضاً تشعر بذلك الشيء الغريب بينهما .. وإلا .. فلماذا تحدق فيه هكذا؟ .. كأنّه الرجل الوحيد في العالم .. كأنّه لم يعد سواهما في الكون .. لمح رجفة عينيها ومشاعرها وقلبه هجر صدره إليها ليشعر فجأة بذلك الخواء داخله أكبر مما قبل .. أفاقته من ذهوله الأحمق السيدة (اعتماد) وهي توكزها مجدداً تأمرها بالاعتذار لتسرع هامسة باعتذارها بصوتٍ مرتبك رقيق
"ملاك"
تكررت الهمسة داخله حين تسلل صوتها يلامس قلبه المهاجر كينبوع ماء راق وتساقط مطراً فوق صحراء روحه الجافة
"ملاك"

ملاك .. كلمة حملت إلى روحه كل الخطر الذي حملته عيناها المغويتان، تذكره بأنّ الملائكة لا توجد في عالمه .. لا مكان لأي ملاك هنا .. حرمته فجأة من عينيها حين أطرقت ارتباكاً من نظراته، ليخفق قلبه معترضاً ليقول
_"لا بأس .. فقط .. انتبهي لخطواتكِ جيداً في المرة القادمة"
رفعت عينيها مجدداً كما أراد وهذه المرة ترك قلبه ينهل حتى يكتفي من عينيها اللتين عادت تخفضهما قاطعة تواصلهما ليستفيق لواقعه وتحرك بصعوبة يتجاوزها متجهاً بملامح جامدة في طريقه للشرفة .. لم يعرف كيف تحكم في نفسه ولم يفتضح أمره أمام (شاهي) التي استقبلته بابتسامة واسعة مرحبة جلعته يصفع نفسه بشدة على ما فعله .. بالكاد جلس معها بضع دقائق ثم تحجج بحاجته للراحة قليلاً بعد مشواره المتعب وتفهمت هي برقة زادته ضيقاً من نفسه .. تركها مع السيدة (منيرة) وأسرع لغرفته بينما عيناه دراتا في المكان أثناء طريقه علّه يلمح طيفها مجدداً .. لم يتوقف عن تعنيف نفسه وهو يأمر عقله أن يتوقف عن استعادة ما حدث مراراً .. تنفس بقوة وهو يعود لواقعه مع الطرقات الخافتة فوق باب الغرفة وانتبهت كامل خلاياه بتركيز مع انفتاح الباب بهدوء ليأخذ نفساً عميقاً يعيد به بعض الهدوء لنفسه ويتحكم في نبضات قلبه التي تجاوزت فجأة الحد الصحي المسموح به.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:17 AM   #1038

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ترجلت (سديم) من سيارة الأجرة فور توقفها أمام البناية التي تقع فيها الشقة التي استأجرها (عاصي) لإقامته هو و(سلمى) و(رهف)، والتفتت إلى (آدم) الذي نقد السائق أجرته وتحركت نحوه قائلة وهي تتأبط ذراعه
"ماذا؟ .. هل ستظل غاضباً؟ .. على ماذا اتفقنا؟"
زم شفتيه لتضحك متابعة

"(آدم) .. تعرف أنّ (بيير) كان يستفزك لا أكثر .. هو يعرف أنّك تغار منه"
حسناً .. لقد تمادى بمحاولته إغاظة (آدم) كما فعل تلك المرة في المطار وهو يودعها .. هذه المرة عندما كان في استقبالهما تعمد عناقها لولا أن أسرعت تبعده بلوم وكادت تعنفه بغضب مدركة أنّ (آدم) قد يفعل مصيبة هذه المرة، لكنّ نظرة واحدة لوجهه وعينيه أماتت الكلمات على شفتيها بينما تلمح حالته السيئة .. قلبها أوجعها عليه وهي تسأله بقلق عن أحواله ليجيبها بابتسامة لم تخدعها أنّه بأفضل ما يكون .. كان كاذباً ويعرف أنّه لا يمكنه أن يخدعها أبداً، لكنّه تجاهل إجابتها وهو يتركها ليرحب بجديها وبزوجها المتجهم بنظراته القاتلة والذي اتجه إليها ليحيط خصرها بتملك شديد لتربّت على كفه برفق بينما عيناها تتأملان صديقها الذي لم يستطع إخفاء مشاعر الألم والحزن في عينيه .. لم يكن بخير وتأكدت من هذا مع مرور الساعات التي قضتها في الحديث معه في القصر .. كانت تعرف منذ سمعت صوته في الهاتف أنّه ليس بخير لكن أن ترى ذلك بعينيها أمر مختلف وسبب لها ألماً أكبر وهي تجد نفسها مضطرة إلى تركه والسفر من جديد .. وما يقلقها أكثر هو اختفاء مساعدته الشخصية .. أين ذهبت (لويز) بالضبط؟ .. ألم توصيها به؟ .. ألم ترحل وهي تعرف أنّها ستهتم به وربما تجعله يفيق من غفلته وينتبه لحبها؟ .. لم يشف غليلها وهو يخبرها بجمود أنّها تركت العمل وسافرت .. هكذا دون أي تفاصيل تشبع فضولها أو تجيب على حيرتها .. والطريقة التي تحدث بها ونظرة عينيه أخبرتاها أنّ الأمر أكبر من مجرد تركها للعمل .. هناك شيء آخر حدث ودفعها للهرب بعيداً .. ما الذي فعله هذا الأحمق وجعلها تهرب؟ .. بالتأكيد تعبت من حبها ذي الطرف الواحد أو هو تسبب في هربها بغبائه و .. انقطعت أفكارها مع صوت (آدم) الذي تعالى وهو يقول بعد أن زفر بحدة
"من الجيد أننا لن نراه مجدداً"
انقبض قلبها بقوة رغماً عنها مع كلماته ورددت
"كيف لن نراه؟ .. هل نسيت أنني سأزور المكان كل فترة لأطمئن على الأحوال؟"
"(سديم) .. أنتِ قلتِ أنّكِ تثقين في أنّه سيهتم بكل شيء دون الحاجة لكِ"

عضت على شفتها في ضيق وهي تتذكر كلماتها أمامه وهي تتحدث مع (بيير)
"ليس معنى هذا أنني لن أشرف على المكان"
التفت لها قائلاً برفق
"حبيبتي .. دعينا نتحدث في هذا لاحقاً، اتفقنا؟"
قطبت بشدة وانتزعت ذراعها من ذراعه وهتفت وهي تتقدمه

"لا شكراً .. لا داعي للنقاش ما دمت تنوي التفرد باتخاذ قراراتي الشخصية بالنيابة عني"
هتف خلفها

"(سديم) .. توقفي عن التصرف كالأطفال .. لماذا تعاندين هكذا؟"
لم ترد وهي تخطو مبتعدة عنه إلى داخل المبنى ليلحق بها عند المصعد وشدها من ذراعها يديرها إليه وتوقفت الكلمات على شفتيه وهو يلمح الدموع في عينيها فقال

"ما الذي يبكيكِ الآن؟"
شدت ذراعها وتمتمت
"لا شيء .. لا فائدة من الحديث معك أصلاً .. أنت تريد تغيير حياتي لتوافق مزاجك أكثر يا (آدم) وأنا لا أحب هذا"
انفتح باب المصعد قبل أن يرد عليها فتركته وأسرعت للداخل ليتبعها في صمت فاستندت للحائط ليقول بهدوء
"(سديم) .. لا أقصد الاستبداد بقرارات حياتكِ كما تقولين حبيبتي .. نحن نتناقش في الأمر .. إما أن تقنعيني أو أقنعكِ"
زفرت وهي تنظر له بلوم وقالت
"لا يا (آدم) .. أنت لن تقتنع برأيي ما دام (بيير) له علاقة بما أريده، صحيح؟"

اقترب يلتقط يدها واحتضنها برفق
"حبيبتي .. هل تأخرت عنكِ في أي شيء؟ .. منذ عدنا معاً .. هل أجبرتكِ على شيء لا تحبينه .. لا، صحيح؟ .. إذن لماذا تظنين أنني سأفعل؟"
رمقته بلوم وهي تنظر للباب الذي انفتح ببطء مع وصولهما للطابق المنشود
"لأنّ الأمر واضح في عينيك (آدم)"
مط شفتيه وهو يتبعها للخارج وأسرع يمسك بذراعها ويقول
"حسناً .. فلنؤجل هذا الحديث بعد أن ننتهي من زيارتنا .. إلا إذا كنتِ تنوين إفزاع الجميع في الداخل بوجهكِ المتجهم هذا"
رمقته بنزق ليبتسم لها بالمقابل فتنهدت تبتسم بقلة حيلة وأسرع هو يرن جرس الباب الذي انفتح بعد ثوان وأطل من خلفه وجه (عاصي) يهتف بمرح
"أخيراً أتيتما .. ما كل هذا التأخير؟ .. ظننتكما تراجعتما عن الزيارة"

ضحك (آدم) وهو يعانقه بقوة مردداً
"قل لابنة عمك العزيزة .. هي من تسببت في تأخيرنا"
أسرعت تضربه على كتفه ومالت هامسة بتحذير
"انتبه لكلامك .. هل تريد أن تسبب مشكلة الآن؟"
"ماذا فعلت؟"
سأل بحيرة فشدتّه من ذراعه نحوها وهمست بحنق

"هل نسيت أنني لا أريدهما أن تعرفا الآن؟"
"آه .. آسف .. نسيت"
همس معتذراً، فأشار (عاصي) للداخل

"لا بأس .. هيا ادخلا"
وتحرك يسبقهما وهو يقول بصوتٍ مرتفع مرح

"تعالي (سيلين) .. لا تعرفي كم اشتقنا لرؤيتكِ عزيزتي"
زوجان من العيون رمقتاه بنظرات قاتلة تلتها ضربة قوية على كتفه من (آدم) الذي هتف بغيرة
"احتفظ باشتياقك لنفسك (عاصي) إن أردت أن تحتفظ بعظامك سليمة"
ضحك (عاصي) بقوة وهو ينظر نحو (رهف) التي قطبت في شدة وتعلقت عيناها بوجه (سديم) في غيرة واضحة تجاهلتها الأخيرة وهي تسرع نحو (سلمى) التي استقبلتها بابتسامة واسعة تصلبت بصدمة عندما اندفعت (سديم) لتحتضنها دون تردد أو جمود كالسابق

"كيف حالك سيدة (سلمى)؟"
ربّتت على ظهرها وهي تعانقها برفق قبل أن تتراجع تنظر لها بحيرة
"بخير بنيتي .. كيف حالكِ أنتِ؟"
لم تكن الحيرة من نصيب (سلمى) فقط بل و(رهف) أيضاً التي حدقت في وجهها بدهشة وتمتمت
"مدهش .. تأثير ضربة الشمس لا زال مستمراً حتى اللحظة"
ضحكت (سديم) بمرح جعل حاجبيّ (سلمى) ترتفعان بشدة وانبهار وهي تراها تضحك بصدق ونقلت عينيها بينها وبين (عاصي) الذي اتسعت ابتسامته و(آدم) الذي نظر لزوجته في حنان وتمتمت بخفوت
"على ما يبدو أنّ الكثير حدث في غيابنا، صحيح؟"
ضحك (عاصي) وهو يحيط كتف (آدم) قائلاً

"أكثر مما تظنين أمي .. لم أحب أن أحرق المفاجأة قبل قدومهما .. هذا المسكين هنا قد وقع في الفخ وتزوج من عزيزتنا (سيلين)"
"حقاً؟ .. متى؟ .. لا أصدق"
هتفت بحبور امتزج بالدهشة وهي تنقل بصرها بينهما

"مبارك لكما .. هذا خبر رائع .. لم يكن ليخطر على بالي"
قالت ضاحكة وهي تحضن (سديم) مرة أخرى بينما تحرك (عاصي) ليجلس فوق الأريكة بجوار (رهف) التي تغيرت ملامحها تماماً وحل ارتياح واضح محل غضبها وغيرتها السابقين وهمس وهو يميل عليها ويهمس مشاكساً
"حبيبتي الغيور .. هل ارتاح قلبكِ الآن؟"
تمتمت بنزق
"ماذا تقصد؟"
"آه .. لا تنكري يا عمري .. الغيرة تكاد تنفجر من عينيكِ .. لا تقلقي لقد تزوجت فلا داعي لغيرتكِ منها عليّ"
رمقته بحدة وأشاحت بوجهها وابتعدت قليلاً عنه هامسة من بين أسنانها
"وغد .. لن تتغير أبداً"

ضحك بقوة ملفتاً لهما الأنظار ليحمر وجهها بشدة وأسرعت تمسك بعكازها الخشبي واستدعت كل قوتها لتنهض .. ارتفع حاجبا (سديم) وهي تهتف بسعادة
"يا الله .. (رهف) أنتِ تقفين على قدميكِ حقاً .. حمداً لله"
هتفت وعيناها تدمعان بصورة زادت ذهول (رهف) التي وجدت نفسها في لحظة مضمومة إلى صدر (سديم) تسمعها تواصل بصوتٍ متهدج
"يا الله .. كم أنا سعيدة من أجلكِ عزيزتي .. أخيراً .. حمداً لله .. حمداً لله"
استسلمت (رهف) لعناقها في صدمة لثوان قبل أن تبتعد محدقة فيها بغباء وهمست بعدها
"ماذا أصابكِ؟ .. هل استبدلوكِ أم ماذا؟"

رفعت عينيها نحو البقية حتى توقفت على (آدم) فسألته
"ما الذي فعلته بها؟"
ارتفعت ضحكاتهم مع كلماتها وقال (آدم) وهو يقترب ليجاور زوجته وأحاط خصرها بذراعه يضمها إليه
"أحببتها فقط"
احمر خدا (سديم) وضغطت على شفتيها تخفي ابتسامتها التي جعلت (رهف) تتمتم وهي تهز رأسها

"لا أصدق .. إنّها تخجل أيضاً"
ضحكت (سلمى) وهي تقول
"يكفي يا (رهف) .. لا تحرجيها أكثر"
قال (عاصي) وهو يتراجع في الأريكة ناظراً لها بعبث
"تعرفين حبيبتي .. الحب يصنع المعجزات"
أرفق جملته بغمزة من عينه لتزفر بقوة وهي تشيح وجهها ثم تجاهلته وقالت
"مبارك لكما .. أنا حقاً سعيدة من أجلكما"
"شكراً لكِ (رهف) .. العقبى لكِ عزيزتي"
تمتم (آدم) بابتسامة واسعة لتعض على شفتها بقوة وهي تلمح ابتسامة (عاصي) الواسعة المتسلية بينما ينهض من مكانه ويقول

"من فمك لباب السماء يا (آدم)"
هتف اسمه بحدة ليضع إصبعه على فمه قائلاً بمرح
"آه .. نسيت .. نحن في فترة هدنة وغير مسموح بمثل هذا الكلام"
تبادل (آدم) و(سديم) نظرة مبتسمة بينما ضحكت (سلمى) وهي تتركهم متجهة للمطبخ
"ممنوع الشجار يا أولاد .. لم أكد أصدق أنني ارتحت بضع أيام من شجاركما"
أسرعت (سديم) تتبعها بعد أن أشارت لـ(آدم)
"هل تحتاجين مساعدتي في المطبخ؟"
"شكراً عزيزتي .. كل شيء جاهز .. تعالي فقط لنضع الغداء على المائدة"

غادرتا غرفة الجلوس لتقول (رهف) وهي تتحرك بضع خطوات نحو كرسيها
"سأذهب أنا أيضاً لكي .."
شهقت قاطعة جملتها عندما ارتفعت قدماها عن الأرض والتفتت بحنق نحو (عاصي) الذي رفعها بين ذراعيه
"لماذا تلجأين إلى غيري وأنا موجود حبيبتي؟ .. أخبريني أين تريدين الذهاب وأنا آخذكِ في الحال؟"
رمقته بحدة وهي تختلس النظر بحرج نحو (آدم) المبتسم
"أنزلني (عاصي) .. هل جُننت؟"
تجاهل إجابتها وهو يلتفت لـ(آدم) قائلاً
"اعتبر البيت بيتك .. سأعود حالاً"
لوح له مبتسماً
"خذ راحتك"
ابتسم وهو يغادر الغرفة حاملاً إياها لترفس بقدميها في الهواء وهي تهتف
"ماذا تعتقد أنّك تفعل؟ .. هل تريد الموت؟ .. أنزلني حالاً"
"لا أستطيع أميرتي .. أخبريني أين تريدين الذهاب وأنا أوصلكِ"
زفرت بحنق وتوقفت عن المقاومة وهي ترمقه بحدة

"أنت مستبد .. حسناً .. يمكنك أن تدور بي في الشقة كلها حتى تنقطع أنفاسك"
ضحك قائلاً
"ولماذا تنقطع أنفاسي؟ .. هل نظرتِ لنفسكِ بالمرآة؟"
بهت وجهها وهي تنظر إليه فشتم نفسه مدركاً أين أخذها عقلها فأسرع يتابع بغمزة عابثة
"أنتِ في حجم العصفور حبيبتي"
قطبت بشدة بينما يتابع بغمزة وقحة
"أنتِ مثالية كثيراً بالنسبة لذراعيّ .. خُلقتِ من أجلهما"
اتسعت عيناها وهي تهتف
"أنت وقح .. أنزلني أريد الذهاب لغرفتي"
توجه بها سريعاً لهناك رغم اعتراضها واشتدت قبضتاها على عكازيها الخشبيين وهي تتمنى لو تحطم رأسه بهما بينما قال وهو يدخل إلى الغرفة ويضعها على حافة فراشها
"يا الله .. هل عندما يتغزل الرجل بزوجته هذه الأيام يصبح وقحاً؟"

ضربته على قلبه بقوة
"أنت لست زوجي بعد أيها الو .."
أجلسها على طرف فراشها وجلس على إحدى ركبتيه أمامها ووضع إصبعه على شفتيها يقطع شتمتها ومال نحوها هامساً بعاطفة
"يمكنني أن أغير هذه المعلومة في الحال"
تراجعت تنظر له بغباء قبل أن تتسع عيناها ودفعته بكفيها في صدره هاتفة
"أيها الوقح .. كيف تفكر أن .."
قاطعتها ضحكته العالية التي جلعته يتراجع للخلف حتى سقط على الأرض فاهتزت شفتاها بحنق وهتفت بغل
"هل تسخر مني؟ .. إذن فلتعتبر اتفاقنا ملغياً وذلك الزواج لن .."
أسرع يعتدل ويقاطعها مغطياً فمها

"كنت أمزح حبيبتي .. والله أمزح"
أزاحت كفه بقوة عن فمها ليبتسم وهو يقترب منها مربكاً أنفاسها
"ألا يحق لي المزاح على الأقل حتى لا أفقد عقلي في انتظار رضاكِ عني أميرتي؟"
اشتدت حمرة خديها اللتين احتضنهما برقة متابعاً
"أنا سأنتظركِ حتى يلين قلبكِ تماماً عسليتي .. لكن .. على الأقل امنحيني بعض المواساة والأمل"
نظرت له بصمت ثم تنهدت مجيبة
"أنت لن تستعجلني"
هز رأسه نفياً وأصابعه لا زالت تداعب وجنتيها لتطرق هامسة

"حسناً .. أنا سأثق بكلمتك"
ونظرت في عمق عينيه متابعة برجاء مكتوم
"لا تجعلني أندم هذه المرة (عاصي)"
"أعدكِ حبيبتي"
ردد بحزم رقيق واعداً إياها ثم مال يقبل جبينها برقة قبل أن يبتعد بسرعة وينهض قائلاً

"سأرسل أمي لتساعدكِ في .."
أمسكت يده قائلة

"لا داعي .. أنا سأهتم بالأمر وألحق بكم .. اذهب أنت لتجلس مع (آدم) .. ليس من الذوق تركه وحده هكذا"
ابتسم لها
"يسلم لي ذوق حبيبي"
ضغطت على شفتيها لتخفي ابتسامة خانتها وهي تقول بارتباك
"هيا اذهب"
راقبته وهو يفتح باب الغرفة ويلتفت يرمي لها بغمزة ويغلق الباب خلفه بعدها لتتحرر ابتسامتها وهي تقول بهزة رأس
"لا فائدة منه يا (رهف) .. لن يتغير أبداً"
ونظرت لصورتها في المرآة ولمحت كيف لمعت عيناها واحمر خداها مجسدة صورة فتاة واقعة في العشق بغباء فهمست مبتسمة بقلة حيلة
"لكنّكِ تحبينه يا حمقاء .. ولن تتغيري أبداً"

*********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:18 AM   #1039

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (آنجيليكا) بتوتر داخل غرفتها الصغيرة بالمزرعة ورفعت كفها تقرض أظافرها بتوتر وقلبها لا يتوقف عن نبضه المزعج .. ماذا ستفعل؟ .. لماذا لا تستطيع أن تهدأ قليلاً؟ .. أجل .. عندما تهدأ ستفكر بعقل وترو .. لا يوجد ما يجعلها تهرب الآن .. هي ليست جبانة أبداً .. ماذا لو كانت لا تستطيع إيقاف خلاياها عن الارتجاف منذ التقته أمس؟ .. ماذا لو كانت أحلامها بقدرة عجيبة قد اكتسبت وجهاً حقيقياً هذه المرة وشيطانها انتقل من الواقع إلى أحلامها مباشرةً .. حلمت به مرة أخرى .. لكنّه هذه المرة لم يعد غامضاً .. تحركت لتجلس على طرف الفراش وهي تنظر في اتجاه النافذة حيث بدأت الشمس رحلتها في السماء .. لن تستطيع الاختفاء بالغرفة طيلة اليوم .. لديها عمل .. لقد توقعت أن يستدعيها بعد ذلك الموقف المحرج أمس ويحقق معها ليتأكد من أنّها تستحق العمل في مزرعته لكن يبدو أنّه لا يهتم بهذه الأمور وفقط وكّل السيدة (منيرة) بكل شيء .. جيد .. هي لا تستطيع مواجهته في الوقت الحالي .. لديها شعور أنّها ستفسد الأمر وربما بنظرة واحدة منه تعترف بكل شيء .. ضربت على جبهتها هاتفة بحنق
"غبية .. ماذا تفعلين؟ .. هل ستتراجعين من أول خطوة؟ .. تذكري لماذا أنتِ هنا .. تذكري جيداً أنّكِ لم تأت للتسلية .. أنتِ في معركة ولن تضعفي من البداية"
أجل .. يجب أن تتذكر من هو .. ومن هي جيداً .. ماذا لو كان شيطاناً وسيماً وساحراً؟ .. ماذا لو كان قلبها الأحمق لا يكف عن النبض بسببه منذ ..
غرست أصابعها في شعرها وأطلقت صرخة مكتومة وهي تركل بساقيها في الهواء
"حمقاء .. حمقاء .. ما الذي تهذين به؟"
صوت طرقات ارتفعت على باب غرفتها جعلتها تتوقف عن هذيانها مع نفسها فأسرعت تنهض لتفتح الباب .. قطبت وهي ترى إحدى الخادمات بالمزرعة تقف أمامها قائلة بهدوء
"السيدة (منيرة) تريدكِ في غرفة المكتب"
أومأت قائلة
"حسناً .. أنا قادمة حالاً"
أغلقت الباب خلف الفتاة وأسرعت تبدل ثيابها بسرعة وتغادر الغرفة .. لماذا ستريدها في هذه الساعة المبكرة؟ .. هل تحدث معها بشأن توظيفها لها دون أن ترجع له؟ .. هل موقفها الغبي معه أمس جعله يقرر أنّها لا تصلح للعمل ويريد طردها وكلّف السيدة بإخبارها؟ .. لا .. ماذا ستفعل لو صحت مخاوفها؟ .. ابتلعت لعابها بتوتر وهي تتجه إلى غرفة المكتب وتنفست بقوة وهي تطرق الباب وتدلف قائلة بخفوت
"صباح الخير سيدة (منيرة) .. هل .."
توقفت الكلمات في حلقها وقفز قلبها في صدرها وعيناها تصطدمان بالخيال الواقف أمامها بشموخ وارتجفت شفتاها وهي تبحث عن كلمات وعن أنفاس توقفت تماماً بينما التفت هو من مكانه عند النافذة قائلاً بنبرة آمرة
"ادخلي واغلقي الباب خلفك"
لم تتحرك خطوة من مكانها وهي تحدق فيه بغباء وعقلها يصرخ فيها متوسلاً أن تنقذ نفسها من هذا الحرج .. انتفض جسدها بخفوت مع صوته يتردد بنبرة أقوى
"ألم تسمعي ما قلت؟ .. أغلقي الباب واقتربي"
أسرعت تنفذ الأمر وخلاياها ترتجف بقوة أكبر وشعرت بأنفاسها تنحصر في صدرها تماماً كما كانت هي محاصرة الآن في غرفة المكتب .. بمفردها .. مع الرجل الذي أتت لتوقعه في فخها .. كما هو المفترض .. لكن كل ما تشعره حالياً هو أنّها هي من تقع في الفخ بسرعة الصاروخ .. اقتربت بساقين مرتجفتين وهي تهمس داخلها بتوسل
"تذكري يا حمقاء .. إنّه مجرم .. ذلك الشيطان لا يفرق شيئاً عن قاتل أسرتكِ .. إنّه مجرم مثله .. تذكري من أنتِ .. لا يجب أن تخافيه هكذا"
تنفست بعمق وكلماتها تبث داخها قدراً من الثبات بينما صورة أسرتها ترتسم أمام عينيها جعلت بعض البرود والقسوة تحيطان بقلبها ليتوقف عن الارتجاف بمعجزة .. لا يجب أن تسمح له بإرباكها أبداً .. هي ستنجح فيما أتت من أجله .. لن تضعف أبداً .. رفعت رأسها وهي تتنفس بعمق لتلمع عيناه فجأة معيدة إياها لنقطة الصفر لكنّها تمالكت أعصابها بقوة وهي تتحرك مقتربة كما أشار .. وقفت أمامه ليقول بحزم مشيراً بعينيه للمقعد
"اجلسي"
نفذت الأمر بهدوء وهي تتحاشى النظر إليه وران الصمت لبرهة معذبة حتى تحرك من مكانه وجلس خلف مكتبه وقال وهو يقلب في الأوراق أمامه
"ما اسمكِ؟"
رفعت عينيها إليه بوجل ثم همست
"(آنجِل)"
لمعة عينيه أثارت نبضات قلبها من جديد لتخفض عينيها بسرعة بينما رفع أحد حاجبيه قائلاً بنبرة غريبة
"(آنجِل)!"
بدا كأنّما يتذوق حروف الاسم والطريقة التي نطقه بها جعلت احمراراً شديداً يغزو خديها وتسارعت نبضاتها أكثر وهي تهز رأسها دون أن تنظر إليه وسمعته يتابع
"إذن (آنجِل) .. أخبرتني السيدة (منيرة) بعض المعلومات البسيطة بشأنكِ لكنّها ليست كافية"
انقبض قلبها بتوجس .. هل بدأ يشك فيها فعلاً؟ .. ربما بدأ البحث خلفها بالفعل .. ماذا لو كانت خطة الضابط (شريف) غير محكمة ووجد ثغرة ينفذ منها إلى حقيقتها و .. انتفضت على صوته يقول
"آنسة (آنجِل) .. هل أنتِ معي؟"
هتفت بارتباك
"نعم سيدي"
توقفت عن الكلام حين التقت أعينهما قبل أن تسرع قائلة بتوتر
"آسفة .. أنا متوترة كثيراً و .. لا أعرف ماذا أقول .. أخشى أن ما حدث أمس قد أزعج سيادتك .. لو كنت تراني غير مؤهلة للعمل في بيتك سيدي فلا بأس .. يمكنني أن .."
كان صوتها يتهدج مع كل كلمة حتى كاد يتوقف ليقول وهو يرفع كفه
"اهدأي قليلاً .. أنا لم أقل شيئاً بعد"
رفعت عينين دامعتين بخوف لم تعرف إن كان لحظتها تمثيلاً منها أم صدقاً لكنّه على الأقل كان صادقاً بالنسبة له فقد ضاقت عيناه وهو ينظر لدموعها بتوجس لتسرع قائلة بخفوت
"أنا آسفة حقاً .. لم أقصد .. أنا فقط في حاجة ماسة للعمل وخفت أنّه ربما .. لا تريدني أن .."

قاطعها قائلاً بهدوء وهو يتراجع في مقعده ويتأمله بطريقة مربكة
"لا تقفزي باستنتاجتك هكذا .. أخبرتني السيدة (منيرة) بظروفكِ لكنني أردت أن أسمع منكِ مباشرةً .. هي ترى أنّكِ جيدة في عملكِ وأخبرتني أنّها لم تجد ما تشكو منه أثناء فترة تدريبكِ"
ابتلعت لعابها بتوتر ازداد وهو يكمل
"لكن السيدة (اعتماد) ترى .."
أسرعت تهتف
"والله لم أقصد أي شيء .. السيدة (اعتماد) فقط .."
قطعت جملتها مع نظراته اللائمة لمقاطعتها له، فخفضت وجهها متمتمة بحرج
"آسفة .. أردت فقط القول .. إنّه سوء حظي .. بضع مواقف سيئة أمامها"
رفعت عينيها بعد لحظات عندما لم يأتيها صوته لتجد عينيه الثاقبتين تراقبانها كالصقر ليقول بعدها
"لغتكِ العربية جيدة بالنسبة لأجنبية"
تنفست بصعوبة وهي تجيب
"أنا نصف إيطالية ونصف عربية .. تعلمت العربية إلى جانب لغة أمي .. أبي علمني إياها قبل أن .."
تحشرج صوتها وهي تتذكر والدها الراحل وأكملت باختناق
"قبل أن يرحل ويتركني .. أتيت هنا بحثاً عنه .. لكن .. حدث ما حدث ووجدتني وحيدة وفي حاجة للعمل والمال .. أ .. أخبرت السيدة (منيرة) بكل هذا و .."
قاطعها بهدوء
"أعرف .. هي أخبرتني كما قلت لكِ"
تعلقت عيناها بالقلم الذي كان يديره بين أصابعه فوق سطح المكتب قبل أن تتوقفا على دبلته الفضية وشعرت بغصة مفاجئة في حلقها ومرارة شديدة بقلبها فأطرقت رأسها تتحاشى النظر إليه .. حسناً .. ألم تحسم هذا الأمر؟ .. لا علاقة لها بكونه متزوج .. هي ستقوم بمهتهما كما هو مرسومٌ دورها .. وستبدأ من الآن .. تنفست بعمق تستدعي كامل قدراتها التمثيلية واحتوت صورة عائلتها داخل قلبها ليركن للهدوء والثقة لترفع عينيها الدامعتين بعد ثوان تنظر في عينيه اللتين ضاقتا أكثر ووضعت في صوتها أكثر نبرة مؤثرة يمكنها أن يحملها وهي تهمس بصوتٍ متهدج باك

"سأتفهم بالطبع إن كنت ترى أنّ السيدة (اعتماد) محقة في رأيها أنني لا أصلح للعمل هنا لكنني .. أطمع في كرمك سيدي .. فقط لوقتٍ قصير .. حتى أجمع بعض المال لأتمكن من .."
ترك القلم فوق المكتب يسقط بدوي لتوقف كلامها بينما قال بعد برهة
"ستبقين"
حدقت فيه بشفتين منفرجتين لثوان قبل أن تهمس
"عفواً؟"
لم يرد للحظات وانتبهت بفزع كيف تعلقت عيناه بشفتيها اللتين تحركتا بهمستها الإيطالية، لتغلقهما بقوة وهي تطرق
"كما سمعتِ"
أتاها صوته في الحال
"ستبقين في العمل كما رأت السيدة (منيرة) .. لكن بالطبع لا زلتِ في فترة اختبار"
هزت رأسها دون أن تجرؤ على النظر إليه حتى أجبرها على ذلك وهو يكمل
"وهذه المرة ستكونين أمام عينيّ"
نظرت له وقلبها خفق بقوة وعقلها يستوعب ما وراء كلماته .. هي هنا لتكون أمام عينيه بالفعل لكن .. ليس بالطريقة التي يخشاها عقلها خوفاً من انكشاف خدعتها .. بل بتلك التي يخشاها قلبها وبشدة .. اهدأي .. همست داخلها بحزم .. يجب أن تنجح .. هي ستكون أمام عينيه كما تريد هي .. من يدري ربما في أقرب وقت تتحقق معجزتها وتجعله لا يستطيع إبعادها لحظة عن عينيه .. رغم ما أثارته الفكرة داخلها من تردد ورعب لم تستطع مقاومة تلك الإثارة التي أرجفت قلبها بشدة .. إثارة بعيدة كلياً عن رعبها ذاك.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 03:19 AM   #1040

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التقطت (سؤدد) حقيبتها وغادرت غرفتها وهي تتحدث على هاتفها
"نعم (ريماس) .. أنا مغادرة الآن .. حقاً .. هل سمح له الطبيب بالفعل؟ .. هذا رائع .. إذن سأزركما في الغد أفضل، حسناً؟"
ضحكت وهي تقول
"لا تكذبي .. أنتِ تريدين أن تنفردي بالمسكين في أول يوم لكما ببيتكما بعد كل هذه الأشهر، صحيح؟ .. آه .. كنت أعرف"
تبادلت معها بضع عبارات أخرى قبل أن تودعها وهي تنزل السلالم ليقابلها شقيقها وهو يحمل حقيبته الرياضية متجهاً للخارج هو الآخر فرفعت صوتها تناديه
"(سيف) .. هل لديك تدريب باكراً هكذا؟"
التفت لها مبتسماً وقال وهو يشير لحقيبته

"أحتاج لمزيد من التدريب قبل أن أتمكن من الاشتراك في أي بطولة قادمة"
نظرت له بحنان .. رغم إصابته الشديدة وقت حادثه قبل أشهر لا زال مصمماً على استعادة لياقته وتحقيق حلمه بالبطولة التي حُرِم من دخولها بعد إصابة ذراعه .. قالت وهي تقترب وتربّت على كتفه بدعم
"أنا متاكدة أنّك ستتألق من جديد"
ابتسم لها وقال وهو يتحرك معها نحو الخارج

"أرجو هذا .. لقد وعدت أبي أن أهزمه يوماً في مبارة تنس"
التفتت له قائلة بدهشة
"هل لا زلت تتذكر هذا الأمر؟ .. كنت صغيراً جداً"
هز كتفيه مبتسماً ثم تابع ضاحكاً
"لكن بما أنّه منشغل هذه الأيام باستعادة قصة عشقه هو وأمي فلا أعتقد أننا سنخوض هذه المبارة قريباً"
ضحكت وهي تضربه على كتفه
"احترم نفسك"

هتف ببراءة
"وهل قلت شيئاً خاطئاً؟"
اكتفت بابتسامة وقالت مغيرة الحديث
"هيا سأرافقك بسيارتي"
هز رأسه قائلاً
"لا شكراً .. (طارق) سيمر الآن ونذهب سوياً على دراجته البخارية"
وابتسم بعبث وهو يغمز لها بعينه
"لا أحب أن أكون عزولاً وقحاً"
التفتت له بنظرات فزعة وهتفت
"ما الذي تتحدث عنه؟"
مال نحوها ليحيط كتفيها بذراعه ويضمها إليه هامساً في خبث

"لا تكذبي حبيبتي .. نظراتكِ وكل شيء فيكِ يفضحكِ"
دفعته بقوة وهي تهتف
"أحمق"
ضحك وهو يقول
"وأنتِ عنيدة .. ارحمي المسكين قليلاً .. لقد اقترب من الانتحار بسببكِ"
لم تقاوم ابتسامتها وقالت وهي تتجه إلى حيث سيارتها
"سأفكر في الأمر"
رفع صوته خلفها

"افعلي هذا سريعاً فلا أظنه سيحتمل أكثر .. كان الله في عونه"
ابتسمت وهي تتابع طريقها بينما تحرك هو بخطوات أسرع بعد أن ودعها واتجه نحو البوابة حيث ينتظره صديقه.
بهتت ابتسامتها فجأة وهي تقترب من السيارة ولمحت الخيال الذي كان يقف جانباً في صمت واعتدل منتبهاً حين لمحها .. حركت نظراتها في المكان وانقبض قلبها بقوة وهي تهمس
"ماذا تفعل هنا؟ .. أين (عماد)؟"
تحرك (رامز) نحوها مبتسماً بعملية
"صباح الخير آنستي .. لقد كلفني السيد (عماد) بحراستكِ .. مجدداً"
تنفست بقوة وهي تقول
"وأين هو بالضبط؟"
حافظ على ابتسامته العملية وهو يجيب

"لم يخبرني سوى بمهمتي آنستي .. أعتقد أنّه منشغل قليلاً هذه الأيام"
منشغلٌ عنها؟ .. وكلّف رجلاً آخراً بحمايتها بعد أن كان ملتصقاً بها كالغراء الأيام الماضية؟ .. ماذا حدث؟ .. انقبض قلبها أكثر وهي تتذكر ما سمعته من والدها حين أخبرها في معرض حديثه وهو يذكرها بوعدها له وتذكرت بوضوح ما قاله عن كونه ربما سيكون في أمس الحاجة لها هذه الأيام .. لم تفهم لحظتها ماذا كان يقصد .. هل هو ليس بخير؟ .. لهذا أرسل لها (رامز)؟ .. لماذا لم يتصل ليخبرها؟ .. هل يتجنبها بعد أن سأم من معاملتها؟ .. أم أنّه ليس بخير حقاً؟ .. انتزعها صوت (رامز) من شرودها وهو يقول

"هل ستغادرين الآن آنستي؟"
"أجل"
تمتمت بشرود وهي تتحرك لتجلس في سيارتها وأسرع يحتل المقعد المجاور لها لتنطلق هي بسرعة وتغادر القصر .. انطلقت بسيارتها تقودها مسرعة نحو مقر الجريدة لتنتهي من عملها هناك وهي تنظر في ساعتها طيلة الوقت وتعمل بنصف عقل حتى لم تستطع التحمل أكثر والقلق ينهش قلبها أكثر فتركت عملها وغادرت بسرعة يتبعها (رامز) الذي سألته ما أن انطلقت بالسيارة

"هل تعرف أين هو الآن؟"
هز رأسه نفياً فزفرت بحدة وقطبت تفكر .. هل يمكن أن يكون في تلك الشقة التي أخذها إليها ذلك اليوم؟ .. هل تجرب حظها؟ .. هزت رأسها .. لا .. ربما تكون فكرة سيئة للغاية .. رغم اعتراض عقلها على الفكرة قادت سيارتها دون شعور متجهة إلى شقته تلك .. لم تفق إلا وهي تركن سيارتها أمام العمارة لتتجمد أصابعها على الموقد ورغبة مفاجئة في الهرب أصابتها بعد أن انتبهت لما فعلته .. هل فقدت عقلها؟ .. لماذا أتت إلى هنا؟ .. صوت (رامز) اخترق تفكيرها
"آنستي .. هل أنتِ بخير؟"
التفتت له والحيرة على وجهها لتسيطر على ملامحها سريعاً وقالت في حزم وهي تغادر

"انتظرني هنا .. سأعود بعد قليل"
"آنستي .. لا يجب أن تذهبي وحدك و.."
قاطعته بحسم
"لا تقلق .. أنا أعرف المكان جيداً .. لن أتأخر"
تحركت قبل أن يعترض وأسرعت إلى داخل المبنى وصعدت سلالمه مسرعة وقلبها يخفق بقوة وكل خطوة تقتربها من شقته تزيدها خوفاً وندماً على فكرتها تلك .. أرجوك .. ليكن غير موجود .. على الأقل تحفظ كرامتها .. ماذا سيقول عندما يراها؟ .. بماذا ستبرر وجودها؟ .. أي حماقة أقدمت عليها؟ .. انتبهت باستغراب أنّها تذكرت مكان الشقة رغم الحالة التي غادرت بها ذلك اليوم .. ابتلعت لعابها بتوتر وهي تضرب جرس الباب بقلبٍ مضطرب وهي تردد دعاءً متوسلاً أن يكون غير موجود .. لماذا لا تذهب وحسب؟ .. لكنّه قلبها الأحمق لا يطاوعها أبداً وكلمات والدها لا تتوقف عن زيادة قلقها عليه .. ضربت الجرس بضع مرات دون أن يأتيها الرد للحظات طويلة لتزداد اضطراباً .. هل أخطأت الشقة؟ .. أم ربما هو ليس هنا فعلاً .. أين يمكن أن يكون؟ .. هل سافر؟ .. دون أن يخبرها أو يخبر حتى (رامز) ليبلغها .. قلبها همس مثيراً ذعرها .. ربما هو ليس بخير .. تنفست بقوة وهي تخفض يدها بيأس وتحركت لتغادر ورأسها مطرقة بأسى .. توقفت بعد خطوة عندما سمعت صوت الباب ينفتح والتفتت بسرعة نحوه لتصطدم عيناها بوجهه المرهق ولحيته شبه النامية لتشهق مندفعة نحوه دون شعور
"ماذا أصابك؟ .. هل أنت بخير؟"
لم يرد عليها وهو ينظر لها في حيرة وغباء كأنما لا يستوعب وجودها أمامه حقاً ثم همس بخفوت
"ماذا تفعلين هنا؟"

أطرقت بارتباك وبللت شفتيها بلسانها وهي تتحاشى النظر له بينما تبحث عن كلمات تنقذها ليقول هو بعد ثوان
"(سؤدد) .. ماذا أتى بكِ إلى هنا؟"
رفعت رأسها هاتفة بحدة وقد غاظها برد فعله

"ما الذي قد يأتي بي مثلاً إلى هنا؟ .. أنت بالطبع أيها الوغد"
ارتفع حاجباه وهو يتراجع مصدوماً من هجومه فقطبت بضيق ثم قالت وهي تتدقق في ملامحه
"لا تبدو بخير .. ماذا بك؟"
زفر بقوة وتمتم

"هل أتيت لتسأليني هذا السؤال؟"
"اللعنة على غبائك .. سألتك سؤالاً بسيطاً فأجب على قدره"
هتفت فيه بحنق وقد راودتها رغبة في ضربه حتى يفيق من بروده هذا .. لا تحب رؤيته هكذا .. ماذا حل به؟
"أنا بخير (سؤدد) .. شكراً لسؤالكِ .. يمكنكِ الذهاب الآن"
رفعت وجهها إليه ورفعت أحد حاجبيها مرددة بغيظ
"يمكنني الذهاب؟ .. هل هذا كل ما لديك لتقوله لي أيها الأحمق؟"
تنهد بحرارة وهو يستند للحائط بتعب

"ماذا تريدين يا (سؤدد) بالضبط؟"
قبل أن ترد قطب مقاطعاً إياها
"كيف أتيتِ هنا وحدكِ؟ .. وأين (رامز)؟ .. كيف يترككِ بمفردكِ و .."
قاطعته قائلة
"لهذا جئت أشكوه إليك .. كما ترى هو لا يقوم بواجبه في حمايتي كما ينبغي"
رفع أحد حاجبيه قائلاً
"حقاً؟ .. لهذا أتيتِ؟"
أومأت قائلة ببراءة مفتعلة
"لأي سبب آخر سآتي .. المهم .. كما ترى .. لست مقتنعة به كحارس لي .. اعفه من مهامه رجاءً"
رمقها ملياً بطريقة موترة ثم قال
"تبدين في مزاج رائق اليوم على ما يبدو"
تمتمت ببرود
"وأنت لا تبدو كذلك أبداً"
عاد يتنهد بتعب شديد
"(سؤدد) .. اختصري .. ماذا أتى بكِ؟"
هتفت بحدة

"أخبرتك أيها الأحمق"
"هذا ليس سبباً مقنعاً"

تنفست بحدة وهي تشتمه داخلها وتشتم نفسها أضعافاً على حماقتها .. ماذا جاء بها حقاً؟ .. أدارت ظهرها له وهتفت وهي تتحرك مغادرة
"أنا المخطئة أنني فكرت في زيارتك والاطمئنان عليك"
لم تكد تبتعد خطوة حتى أوقفتها كفه التي امتدت لتقبض على كفها والتفتت لتنظر له في حيرة وخفق قلبها بقوة
"ماذا تـ .."
لم تكمل سؤالها حين سمع كلاهما صوت خطوات تهبط سلالم الدور الذي يعلوهما وقبل أن يظهر صاحب الخطوات جذبتها يد (عماد) بقوة إلى الداخل لتشهق بعنف بينما أغلق الباب .. رفعت عينيها لتجد وجهها في مقابله مستندة لباب الشقة وفي لحظة استعادت ذكرياتها معه في هذه الشقة بعد أن اكتشفت حقيقته .. اضطربت أنفاسها وهي تنظر في عينيه قبل أن تتمالك نفسها وتدفعه ليبتعد ببساطة وتحرك نحو الداخل وهو يقول
"آسف .. لم أحب أن يراكِ أحدهم في الخارج"
هزت رأسها في صمت ثم تحركت تتبعه وعقلها يشتمها دون توقف ويحذرها من تماديها فيما تفعل .. لماذا لم تنصرف؟ .. الحمقاء وحدها معه في شقته وهذا لا يصح .. تنفست بتوتر وهي تهتف في نفسها
"إنّه (عماد) يا غبية .. هو لن يؤذيكِ أبداً و.."

توقفت أفكارها وهي تفكر في اتهاماتها السابقة له وعنادها بشأن مسامحته على تخليه عنها في الماضي وتذكرت وعدها لوالدها فتنفست بعمق وهي تحسم ترددها وهي تقترب منه حيث جلس فوق الأريكة مطرقاً برأسه الذي رفعه فجأة عندما شعر بوجودها قربه وهتف
"لماذا لا زلتِ هنا؟ .. لماذا لم تغادري؟"
قالت بحنق
"أنا لم أنته مما جئت لأجله"
"أجل فعلتِ .. ألم تخبريني أنّكِ تشتكين من (رامز)؟ .. حسناً وصلت شكواكِ وسأحلها من أجلكِ .. غداً سيكون لديكِ حارس آخر وكفؤ أيضاً"

رمقته بنظرات قاتلة ثم همست من بين أسنانها وهي تجلس بقربه ليتشنج جسده بوضوح وتفاجأت به يبتعد قليلاً إلى الطرف الآخر من الأريكة .. من منهما يجب أن يقلق بسبب وضعهما .. تباً له .. ما هذا الأسلوب الجديد الذي يتبعه؟ .. قاومت مشاعرها وقالت بنبرة عملية
"أنا لا أريد حارساً جديداً .. أنت تعرف أنني لا أحب التعامل مع الرجال الغرباء"
قطب بشدة مع كلماتها والغيرة تشتعل رغماً عنها بقلبه بينما تابعت بهدوء وهي تسند ظهرها للأريكية وتسترخي في جلستها بأريحية فاجأته

"بالطبع إن أردت أن تكلف حارساً جديداً ليكون إلى جانبي والمصلحة التي تراها أنت وجدي دائماً تقتضي هذا فلا أعتقد أنني أملك خياراً وقتها"
أدرات عينيها في المكان بتفحص مفتعل وهي تكمل
"لا بأس .. سأعتاد الأمر .. على العموم لم يعد هذا الأمر يشكل لي عقدة ولا .."
التفت لها هاتفاً
"ما هذا الذي لم يعد يشكل لكِ عقدة؟"
هزت كتفيها ببساطة مستفزة
"هذا الأمر .. أقصد وجود حارس .. رجل .. كانت مرحلة من حياتي وتجاوزتها الحمد لله"
كز على أسنانه وعقله يحلل معنى كلامها قبل أن يهتف بنزق
"تباً يا (سؤدد) .. هل أتيتِ اليوم لتستفزيني وفقط؟ .. هيا أخبريني صراحةً لماذا أنتِ هنا وإلا إن لم يكن لديكِ كلمة يمكنكِ الانصراف"
قطبت وهي تحدق فيه مصدومة من انفعاله لتهتف بانفعال مماثل
"تباً لك أنت .. لماذا تتحدث معي هكذا؟ .. هذا جزائي لأنني قلقت عليك أيها الوغد البغيض وأتيت لأطمئن عليك و .."
توقفت عن الكلام مصدومة باعترافها وكزت على أسنانها وهي تواجه نظراته بينما همس بخفوت
"أتيتِ لتطمئني عليّ؟"
قطبت دون رد وهي تشيح بوجهها بغضب من نفسها وعقلها يهتف فيها أن تغادر ويكفي ما هدرته من ماء وجهها لولا أنّ وعدها لوالدها مع رؤيته لحالة (عماد) البائسة جعلاها تتراجع عن تلك الرغبة في الهرب .. سمعته يتابع بعد ضحكة مرتجفة جعلتها تقطب أكثر باستغراب
"قلقتِ عليّ؟"
ردد بسخرية مريرة وهو ينظر لها بطريقة زادت حيرتها وقلقها بينما يهمس

"شكراً لكِ يا ابنة عمي على شعوركِ النبيل .. لا أعرف كيف أشكركِ حقاً"
مالت برأسها جابناً وهي تقول
"هل تسخر مني الآن؟"
ضحك مجدداً
"بالطبع لا .. لا أسخر منكِ"
صمت لحظة وشردت عيناه قليلاً ليتابع بخفوت مرير
"لماذا سأسخر منكِ (سؤدد)؟ .. لا أحد هنا يستحق السخرية سواي"
انقبض قلبها مع المرارة الشديدة بصوته ولم تقاوم مشاعرها التي دفعتها نحوه لتجلس بقربه وتأملته بقلق وهي تهمس
"(عماد) .. أنت لا تبدو بخير حقاً .. هل أنت مريض؟ .. ماذا حدث؟"
تنهد بحرارة وقال دون أن ينظر نحوها
"ماذا حدث؟ .. ما الذي لم يحدث أصلاً يا (سؤدد)؟"
همس بسؤاله وهو يلتفت ينظر في عينيها بعينين دامعيتن جعلتا عينيها تتسعان بذعر .. هل هذه دموع حقاً؟ .. ماذا حل به؟ .. (عماد) يبكي .. هو ليس بخير .. اختنق صدرها بشدة
"لا أدري ماذا جاء بكِ الآن .. من بين كل الأوقات .. تختارين حقاً أسوأ الأوقات لتزوريني فيها .. انظري وتملي جيداً .. لن تجدي فرصة تشفي غليل قلبكِ مني كالآن"
"اشفي غليل قلبي؟ .. هل هذا ما تعتقده بي؟"
همست بخفوت واشتدت يدها على مقبض حقيبتها وتابعت بجمود، وهي تنهض

"يبدو أنّني ضايقتك بوجودي .. ربما يجب أن .."
شهقت عندما وجدت جسدها يُسحب بقوة لتعود مكانها وقبل أن تفهم ما يحدث تفاجأت برأسه مستنداً لصدرها وهو يهمس باختناق
"أنا آسف .. لا تتركيني الآن (سؤدد) .. لا تذهبي .. أنا أحتاجكِ"
حدقت أمامها بذهول وتجمدت مكانها بينما أنفاسها تسارعت وهي تشعر برأسه قرب نبضها المجنون .. ما الذي يفعله؟ .. لا .. ماذا تفعل هي هنا؟ .. لماذا هي متجمدة هكذا؟ .. لماذا لا تدفعه وتذهب؟ .. همست اسمه بارتجاف وهي ترفع ذراعيها تنوي إبعاده لتسمع همسه المرتجف ما أن مست كفاها ذراعيه
"أنا أموت يا (سؤدد) .. لا تتركيني"

قلبها انتفض مع كلماته وأحرقت الدموع عينيها وهي تخفض وجهها تحدق في شعره قبل أن تهتف عندما كرر كلمته القاتلة
"اخرس .. اخرس تماماً .. إياك أن تنطقها مرة أخرى"
شعرت برجفة جسده بين ذراعيها وبحرارة تلامس بلوزتها لتدرك بلوعة أنّ دموعه قد خانته، لترافقها دموعها هي فهتف باختناق
"أنا هنا .. أنا معك"
لم تتوقف لتسأل نفسها ماذا تفعل .. أو أين ذهب كل خوفها السابق حين تكون بقرب رجل لتجد نفسها الآن تضم رجلاً إلى صدرها بهذه الطريقة .. وليس أي رجل .. (عماد) .. صديق طفولتها وحبيبها .. حبيبها في الماضي .. والآن .. وفي هذه اللحظة لا يمكنها أن ترى سواه جزءاً من مستقبلها .. حبيبها وجرح قلبها .. وهو الآن يبكي فوق صدرها بهذه الطريقة الموجعة يخبرها أنّه يموت .. يتوسلها ألا تتركها .. كيف تفعل؟ .. كيف تسطيع أن تدفعه بعيداً كما يأمرها عقلها وتتركه وهو في أمس الحاجة إليها؟ .. كيف تفعلها وقلبها ينزف مع كل الألم الذي يكويه هكذا؟ .. لم تشعر بدموعها التي سالت بضعف كالذي انتاب قلبها بقربه ليذوب ما تبقى من جليده دون رجعة ودون أن تعي ارتفعت ذراعاها تحيطان بجسده ولامست إحدى كفيها شعره تربّت عليه بحنان بينما تهمس وهي تضمه إليها تحتوي انكساره وألمه
"ستكون بخير .. أنت لن تموت .. وأنا لن أتركك (عماد)"
شعرت بذارعيه حول خصرها تشتدان أكثر وارتجاف جسده يزداد وشهقات ضعيفة تغادر شفتيه، لتواصل بلوعة وهي تسند شفتيها لشعره تلثمه برقة وأمومة تولدت بقلبها فجأة ممتزجة بمشاعرها الأخرى
"يمكنك أن تبكي (عماد) .. أنا معك .. لن أتركك أبداً"
******************
انتهى الفصل التاسع والأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.