آخر 10 مشاركات
أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دانبو ...بقايا مشاعر (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree973Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-19, 09:39 AM   #1051

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي


بإنتظارك على 🔥🔥🔥🔥
دائما التميز انت عنوانه ابداعك
الرهيب وحبكتك الدارميه والغموض 🌺🌺🌺🌺🌺

تعجز الكلمات عن ايفاء حقك سلمت اناملك السحرية 🌺


عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 12:37 PM   #1052

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق حياتي ...ما تشغليش بالك بينا ربي يعلي مراتبك

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 08:26 PM   #1053

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

بإنتظارك 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 11:56 PM   #1054

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخمسون
هكذا هي الحياة .. لا البدايات التي نتوقعها، ولا النهايات التي نريدها.
******
للحياة وجهٌ آخر .. لم نره بعد.
"مقتبس"
******************
"يمكنكم الانتقال إلى الشرفة يا أولاد ريثما أجلب لكم العصائر والحلوى التي أعددتها لكم"
نطقت (سلمى) بكلماتها مبتسمة وهي تنهض من مقعدها في غرفة الجلوس حيث كانوا قد تجمعوا بعد تناول الغداء وقضوا وقتاً ممتعاً يتبادلون الأحاديث والأخبار .. كانت قد اطمأنت من (سديم) و(آدم) عن أخبار الجميع هناك وارتاح قلبها قليلاً رغم أنّها لم تكن لتطمئن حتى تعود وتراهم بعينيها سالمين.
"ارتاحي أنتِ سيدتي أنا سأحضرهم"
قالت (سديم) وهي تنهض من مكانها لتشير لها (سلمى)
"لا بنيتي .. ابقي معهم وسأعود حالاً"
"سيدتي أنا أصر و .."
قاطعتها تنظر لها بلوم وقالت
"ماذا قلنا بخصوص كلمتكِ هذه"
ابتسمت (سديم) بشحوب متذكرة الحديث الذي دار بينهما في المطبخ قبل ساعات قليلة، حين أخبرتها (سلمى) أنّها سعيدة كثيراً بالتغير الذي طرأ عليها وأنّ حبها لها قد ازداد أكثر وأكثر، ليرتعش قلبها يستقبل بحرية تلك الأمومة الفطرية التي تتمتع بها (سلمى) والتي حاولت إغداقها عليها قديماً لكنّها كانت لا تزال تقاوم خلف متاريسها الجليدية وأذابت (سلمى) قلبها أكثر وهي تطلب منها أن تتوقف عن مناداتها بالسيدة (سلمى) وتناديها بأمي كما يفعل الجميع مردفة أنّها في مكانة (رهف) تماماً وبصعوبة تحكمت هي في دموعها وارتجافتها واكتفت بابتسامة صغيرة .. قاومت مشاعرها وهي تبتسم قائلة برقة
"آسفة .. إنّه التعود فقط .. إذن .. للوقت الحالي هل نذهب لنحضر الحلوى التي شوقتِنا إليها"
ضحكت (سلمى) وهي تهز رأسها ثم قالت
"حسناً .. أعرف كم أنتِ عنيدة .. تعالي معي إذن"
تحركتا معاً إلى الخارج تتبعهما نظرات وابتسامات البقية، لينهض بعدها (عاصي) وهو يقول
"هيا بنا إلى الشرفة إذن .. المكان جميل بالخارج سيعجبكم"
قالها موجهاً حديثه إلى (آدم) الذي نهض بدوره وهو يوميء وضحك عندما سمع (رهف) تزوم كالقطط محذرة عندما اقترب منها (عاصي) ينوي حملها من مقعدها مجدداً ليغادر بها للشرفة وهتفت فيه بعدها
"إياك"
اقترب أكثر لتواصل بعينين ضيقتين
"لا أظنك على استعداد لتحمل نتيجة تصرفك؟"
ابتسم لها ببراءة وهو يرفع كفيه أمامه مستسلماً
"حسناً حسناً .. كما تريدين"
رفعت رأسها بترفع مضحك وهي ترمقه من طرف عينها بينما تدفع بكرسيها نحو الخارج ليضحك (آدم) وهو يضرب على كتفه
"يبدو أنّك تمر بوقتٍ عصيب .. وأنا الذي ظننت أنّني الوحيد الذي غضبت عليه زوجته اليوم"
زفر بحنق مفتعل وهو يرافقه نحو الخارج ثم مال هامساً بنزق
"إنّها الجينات الخاصة بنساء عائلة (رضوان) .. لقد ورثتها كلتاهما بامتياز"
ضحك وهو يهز رأسه موافقاً
"أنت محق"
كاد (عاصي) ينطق بشيء حين وجد (رهف) تتحرك في اتجاه آخر، فهتف خلفها
"أين تذهبين عسليتي؟"
التفتت ترمقه بنظرة حارقة مع سماعها لكلمته الأخيرة وقالت

"إلى غرفتي .. سأعود بعد قليل .. يمكنك أن تصحب (آدم) للشرفة بمفردك .. أنت لن تتوه في شقتك بالتأكيد"
رددت بابتسامة مستفزة ليمنحها أخرى عابثة وهو يقول
"في شقتنا حبيبتي"
اختفت ابتسامتها وضاقت عيناها وهي تزفر بحنق مفتعل ليكمل وهو يرسل لها قبلة في الهواء
"لا تتأخري حبيبتي وإلا سآتي لأبحث عنكِ"
ختم جملته بغمزة جديدة ليحمر خداها وزفرت وهي تدفع كرسيها مرددة بنزق
"عابث مستفز"
ضحكته القصيرة تحولت لابتسامة لم تلبث أن اختفت تماماً وهو يلتفت نحو (آدم) ويشير نحو الشرفة
"تفضل يا (آدم)"
تبعه في هدوء وما كادا يجلسان حول المائدة الأنيقة بالشرفة حتى مال يسأله بخفوت وبصوت جدي غادرته نبرة مزاحه تماماً
"هه ما الأخبار؟"
قطب سائلاً

"أخبار ماذا؟"
اختلس (عاصي) النظر لباب الشرفة وعاد يسأله
"عن أي أخبار سأسألك (آدم)؟ .. هل هناك غيره؟ ذلك الحقير؟ .. (هشام) لم يصل لشيء ولا أعرف حقاً إن كان لم يفعل أم هو يخفي شيئاً ليمنعني من التهور؟ .. هل عثرت أنت على أي شيء بخصوصه؟"
قطب (آدم) بضيق وقال وهو يقبض كفه بغضب
"لم أجد شيئاً .. يبدو كفص ملحٍ وذاب يا (عاصي) .. لم أعثر له حتى على أي أثر في سجلات السفر للخارج"
"هذا يعني أنّه لا يزال بداخل البلاد"
هز (آدم) رأسه قائلاً

"أو ربما غادرها بهوية مزيفة .. ذلك الحقير ليس سهلاً أبداً توقع منه أي شيء"
ضرب على الطاولة بحدة وقال من بين أسنانه
"لن يظل مختفياً كالفأر طويلاً .. بالتأكيد سيظهر مرة أخرى ليحاول إيذاءنا"
قال (آدم) وهو يوميء
"أنا واثق من هذا"
تمتم بتوعد
"عندما يغادر جحره سأعثر عليه ولن أفلته أبداً .. سأجعله يدفع ثمن ما فعله بـ(رهف) وما أصاب (راندا) وطفلها غالياً .. كل ما .."
انقطعت كلماته عندما ارتفعت شهقة مرتعبة خلفه أعقبها صوت تكسر زجاج خلفهما ليلتفتا بفزع وسقط قلب (عاصي) بين قدميه وهو يرى (سلمى) تحدق فيه بوجه شاحب وعينين متسعتين وخلفها وقفت (سديم) تنظر إليه بلوم وهي تعض على شفتها وقبل أن ينبس ببنت شفة تحركت (سلمى) بارتجاف تدوس بحذائها على حطام الأكواب الزجاجية قبل أن يمنعها أحدهم وهي تردد بشحوب
"ماذا أصاب (راندا) والطفل؟ .. ماذا حدث يا (عاصي)؟"
أسرعت (سديم) تضع الأطباق من يدها على جانباً وتقدمت هاتفة
"لم يحدث شيء ماما (سلمى) اهدأي .. هي بخير و .."
هتفت باكية وهي تنظر لثلاثتهم
"لا .. أنتم تكذبون .. هناك شيء يحدث منذ فترة ولا يخبرني أحدكم .. لا تكذبوا عليّ"
نظرت (سديم) لزوجها بعجز أن يقول شيئاً فأسرع يتدخل
"صدقيني سيدة (سلمى) .. ليس هناك ما .."
ضربت على الطاولة بكفيها مقاطعة إياه
"لا تكذب .. أخبروني الآن .. ماذا تخفون عني؟ .. (عاصي) .. ماذا كنت تقصد بما حدث لـ(راندا) والطفل؟"
"أمي أرجوكِ لم .."
ضربت بكفها مرة أخرى بغضب
"(عاصي رضوان) أخبرني حالاً وإلا لن يحدث لك خير"
"أمي ماذا حدث؟ .. لماذا تصرخين؟"
ارتفع صوت (رهف) عند باب الشرفة وشهقت وهي ترى الزجاج المكسور والتوتر على وجوه الجميع بينما أمها نظرت نحوها والدموع تملأ وجهها لتهتف بجزع
"ماذا حدث؟ .. لماذا تبكين؟"
نقلت عينيها لـ(عاصي)
"ماذا حدث يا (عاصي)؟ .. لماذا لا تردون عليّ؟"
قالت (سلمى) باختناق
"أجب يا (عاصي) .. لا تحرق قلبي يا بني .. قلبي يخبرني منذ فترة أنّكم لستم بخير .. أرجوك بني"
رددت (رهف) بقلبٍ مرتجف

"هل حدث شيء لأخي؟ .. هل (راندا) بخير و .."
قاطعتها (سلمى) هاتفة
"انطق يا (عاصي)"
كان هو يشتم غباءه وعدم حذره دون توقف ولم يلبث طويلاً قبل أن يتحرك واقفاً ويتجه إليها يضمها إلى صدره قائلاً وهو يحركها بعيداً عن الزجاج ويعود بها للداخل
"اهدأي أمي .. لا تقلقي نحن بخير .. (هشام) و(راندا) بخير .. تعالي وسأخبركِ بكل شيء"
تبعتهما (رهف) بسرعة على كرسيها بعد أن نظرت نحو (سديم) بقلق لتتنهد الأخرى وهي تتراجع للخلف مستندة لزوجها وهمست
"ماذا فعلتما يا (آدم)؟"
زفر قائلاً وهو يتحرك معها لاحقاً بالبقية
"ما حدث قد حدث يا (سديم) .. كانتا ستعرفان على أية حال"
هزت رأسها بأسى وعادت معه إلى الردهة حيث كانت (سلمى) تجلس فوق الأريكة بجسد يرتجف بين ذراعيّ (عاصي) الذي التفت إليها قائلاً
"أحضري كوب ماء من فضلكِ (سديم)"
تجمدت خطواتها مع سماعها لاسمها ونظرت بقلق نحو (سلمى) التي تجمدت نظراتها وهي ترفع رأسها إليها بينما لم ينتبه (عاصي) لزلة لسانه وهو يلتفت ليتحدث مع (سلمى) ينقل انتباهها منها إليه هو فأسرعت إلى المطبخ تحضر كوب ماء وعادت بسرعة لتسمعه يقول
" .. وتلك الخادمة الحقيرة كانت تعمل لديه .. لقد أرسلها لتجسس علينا وفي النهاية جعلها تنفذ خطته الخسيسة في الانتقام منا ومن (راندا) تحديداً"
ضغطت (سلمى) بكفها المرتجفة على ساقه
"هل .. هل أصابها مكروه؟"
رفع نظراته إلى (سديم) التي تنهدت بحرارة وإلى (آدم) الذي كز على أسنانه مع ذكرى ما عاشته شقيقته ثم تابع بخفوت
"هي بخير الآن أمي لكن"
"لكن ماذا؟ .. لا ترعبني هكذا"

ابتلع لعابه بصعوبة وهمس
"لقد وضعت لها دواءاً لتتخلص من الجنين و .. الجرعة كانت كبيرة وكادت تقتلها هي الأخرى لكن الحمد لله تمكن الأطباء من إنقاذها"
همست بارتجاف
"ما .. ماذا يعني هي الأخرى؟ .. هل .."
أغمض عينينه بألم وهز رأسه متمتماً
"لقد خسرت الجنين للأسف"
شهقت بارتياع قبل أن تنفجر باكية ليضمها إليه بقوة وهو يهمس
"إنّه القدر أمي .. الحمد لله أنّها لم تصب بسوء .. احمدي الله .. سيعوضهما الله خيراً عن مصابهما"
دفنت وجهها الباكي في صدره وهي تردد بلوعة
"آه يا ابنتي المسكينة .. آه يا (هشام) .. كيف حدث كل هذا؟ .. آه"
امتزج بكاؤها بشهقات (رهف) الباكية وهي تردد
"مستحيل .. كيف؟ .. لقد تحدثت مع (راندا) وهي لم .. كيف حدث .. يا ربي"
وضعت (سديم) الكوب بالقرب وأسرعت إليها قائلة
"اهدأي حبيبتي .. هي بخير الآن .. الحمد لله أنّها نجت .. لقد كانت معجزة"
بكت بحرقة بينما تحكمت (سديم) في دموعها بصعوبة وهي تنظر لـ(آدم) تقابلها نظراته الحزينة .. ركعت أرضاً أمام أختها ومدت كفها تمسح دموعها بحنان واحتضنت وجهها ترفعه لتجعلها تواجهها
"لا تبكي حبيبتي .. صدقيني .. هي و(هشام) بخير ويحمدان الله ويعرفان أنّه سيعوضهما من فضله .. لا تبكي أرجوكِ"
والتفتت نحو (سلمى) مرددة بصوتٍ مهتز
"ماما (سلمى) أرجوكِ .. نحن لم نرد أن نخبركما قبل أن تعودا حتى لا تحزنا هكذا .. أرجوكِ أنتِ إنسانة مؤمنة"
بكت (سلمى) أكثر وهي تتمسك بقميص (عاصي) الذي ضمها بحنان بينما يعض على شفته مانعاً نفسه من البكاء لأجلها هي و(رهف)
"لماذا يا (عاصي؟ .. لماذا يا بني؟ .. كل هذا يحدث وأنا في غفلة؟ .. آه يا ربي .. يا ربي .. ماذا أفعل؟ .. أنا السبب .. أنا السبب"
"ماذا تقولين يا أمي؟ .. لا ذنب لكِ في أي شيء"
هتف فيها لتهز رأسها مواصلة

"أنا وظفت تلك الفتاة .. أنا أدخلتها بيتي دون أن أتأكد من خلفيتها .. أنا السبب"
همس مربّتاً على ظهرها

"لا ذنب لكِ أمي .. من أين كنتِ ستعرفين حقيقتها؟ .. لا تلومي نفسكِ .. إنّه القدر .. أرجوكِ .. لو عرف (هشام) و(راندا) بحالتكِ سيحزنان كثيراً .. أرجوكِ من أجلهما"
بكت للحظات قليلة ثم رفعت رأسها هاتفة
"يجب أن أسافر .. سأعود إليهما .. لن"
قاطعها قائلاً

"اهدأي أمي .. كيف تسافرين و(رهف) لا زالت .."
هتفت هي تقاطعه بصوتٍ باك
"أنا سأسافر أيضاً .. لن أبقى هنا لحظة وأخي يحتاجني هو و(راندا)"
قالت (سديم) تحدثها
"(رهف) .. (هشام) لن يكون سعيداً عندما يعرف أنّكِ تركتِ علاجكِ في المنتصف .. لو كان يريد أن يخبركما لفعل من البداية لكنّه لم يفعل لمصلحتكِ"
مسحت دموعها بقوة وقالت بإصرار
"وأنا لن أنتظر بعد ما عرفته"
"(رهف) أرجوكِ"
قال (عاصي) برجاء لتقول بحزم
"لا تقلقوا بشأن علاجي .. أنا سأتابع علاجي وجلساتي الفيزيائية هناك .. لن يمانع الطبيب هذا فقد تحدثت إليه مؤخراً في الأمر"
تنهد بقلة حيلة ونظر إلى (سديم) و(آدم) بعجز ليهز الاثنان رأسيهما في حيرة وحسمت (سلمى) الأمر وهي تنهض وتمسح دموعها هي الأخرى قائلة
"(رهف) وأنا سنذهب إلى جلستها الأخيرة وسأتأكد منه إن كان السفر لن يشكل خطورة عليها وبعدها ستحجز لنا على أقرب طائرة عائدة للوطن يا (عاصي)"
زفر هازاً رأسه باستسلام
"حسناً أمي .. ما ترينه مناسباً"
ردد بتوتر وهو يدعو داخله أن يقرر الطبيب العكس ويمنعها من العودة .. رغم اشتياقه لعودتهم لهناك يخشى أن يعيدها قبل أن يتأكد من نهاية الخطر الذي يتهدد عائلتهم .. ويخشى أكثر من أن تعيد رؤيتها لـ(همسة) ذكرى اعتداء (سامر) عليها فتنتكس مرة أخرى وتتوقف خطواتها الوليدة نحو شفائها الكامل وتخسر كل ما تقدمته.
**********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-10-19, 11:58 PM   #1055

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلقت (شاهي) حقيبة السفر وتحركت بعدها لتجلس فوق الفراش مطرقة في صمت حتى تناهى إلى سمعها صوت خطواته فرفعت عينيها إليه لتقابلها نظراته المستغربة وهو ينظر للحقيبة وقال ويداه تتوقفان عن تجفيف شعره المبتل
"هل جهزتِ الحقيبة لي؟"
ابتسمت لسؤاله الدهش ونهضت قائلة
"لم تكن تريدني أن أفعل؟"
تنفس بعمق ونظر لها ثوان في صمت ثم ردد وهو يتقدم نحو دولابه
"لم أرد أن أتعبكِ .. كان يمكنني أن أعدها بنفسي"
أومأت قائلة دون أن تهتز ابتسامتها
"لا بأس (منذر) .. هذا لم يكن متعباً أبداً"
وضع المنشفة جانباً والتفت لها حين أكملت
"أعرف أنّنا لسنا زوجين طبيعيين .. لكن .. يمكنني فعل هذا على الأقل"
قطب مع نبرة صوتها وقال وهو يتقدم نحوها
"ما الأمر (شاهي)؟ .. أشعر بكِ متغيرة قليلاً هذه الأيام"
منعت بصعوبة نظراتها اللائمة وهي تفكر .. هل هي المتغيرة أم هو؟ .. تشعر به أصبح أكثر غموضاً منذ أتيا للمزرعة .. هناك ما يقلقه لكنّه لا يخبرها بشيء .. قاومت أفكارها وأسرعت تقول
"لا شيء .. أنا فقط لا أريدك أن تشعر بالحرج نحوي (منذر) .. لا زلنا أصدقاء رغم وضعنا الجديد ولم يتغير شيء .. ولا .. لا أريدك أن تقلق من ناحية تصرفاتي"
ضاقت نظراته وهو يسألها
"أي تصرفات بالضبط؟"
أشارت نحو الحقيبة
"يعني .. أشياء كهذه .. تصرفات قد توحي لك بأني أعيد التفكير في زواجنا من ناحية أخرى .. أو أنني .. تعرف .. غيرت من نظرتي نحوك"
ابتسم مع توترها وقال بهدوء
"لا بأس (شاهي) .. أعرف أنّكِ لا تقصدين أي شيء خاص"
وصمت لحظة ثم تابع بابتسامة أكبر
"على أية حال .. شكراً لكِ عزيزتي على إعداد الحقيبة .. لقد وفرتِ عليّ الكثير"
ابتسمت تهز رأسها وقالت
"العفو .. سأذهب لأرى إن كانوا قد انتهوا من الغداء ريثما تبدل ثيابك"
"حسناً عزيزتي"

قالها وهو يتحرك ليبدأ في تغيير ثيابه بالفعل بينما رمقته بنظرة أخيرة شاردة ثم تحركت لتغادر الغرفة وعقلها يعيدها لحيرتها .. (منذر) به شيء متغير .. هناك شيء لا تستطيع وضع يدها عليه .. تشعر به يتقلب أرقاً بالليل .. وهذا السفر المفاجيء .. ألم يخبرها حين أتيا أنّه سيبقى لوقتٍ طويل هنا؟ .. حسناً .. ما دام قال أنّ هناك مشكلة بالعمل تتطلب وجوده فستصدق رغم أنّ شيئاً داخلها يخبرها أنّه لا علاقة للعمل بسفره المفاجيء .. توقفت خطواتها عند أول درجات السلم وانقبضت يدها على الدرابزين وهي تفكر بقلق .. هل يتعلق الأمر بوالده؟ .. لا .. بالتأكيد كان سيخبرها .. إلا لو كان خشى أن يزيد من قلقها .. تنهدت بقوة وهي تتحرك هابطة السلالم متجهة نحو المطبخ وهي غارقة في تفكيرها لتلمح من مكانها (آنجيليكا) التي كانت تتحرك عبر الردهة وهي تحمل سلة كبيرة مليئة بالخضروات تحملها بصعوبة فهتفت توقفها وهي تهبط السلالم بسرعة
"(آنجِل) .. انتظري"
التفتت لها بدهشة وارتباك اعتادته كرد فعل من جانبها كلما رأتها
"نعم سيدتي"
قالتها وهي تتنفس بصعوبة مع ثقل السلة بينما أسرعت إليها (شاهي) وقالت وهي تمد يديها نحوها

"دعيني أساعدكِ"
تراجعت في صدمة وهتفت
"لا سيدة (شاهي) .. لا يصح أن"
قاطعتها بنظرة حازمة وهي تمسك بالسلة مقابلها
"لا اعتراض .. هيا تحركي"
ارتبكت نظرات (آنجي) أكثر وترددت لحظة حسمتها (شاهي) وهي تجذبها مع السلة
"هيا يا فتاة"
تحركت معها نحو المطبخ حيث وضعتا السلة فوق الطاولة الخشبية والتفتت لها لتهمس بشيء حين انتفضت كلتاهما مع صوت السيدة (اعتماد)
"أيتها الغبية .. هل وصل بكِ الأمر لجعل سيدة المنزل تحمل معكِ الـ .."

قاطعتها (شاهي) برفق وهي تلتفت لها
"لا بأس سيدة (اعتماد) .. أنا من أصررت عليها"
قالت المرأة وهي ترمي (آنجي) بنظرات حارقة
"لكن سيدتي .."
عادت تقاطعها بهدوء
"خلاص يا سيدة (اعتماد) .. دعينا من هذا .. هه؟ .. هل انتهى إعداد الغداء"
وأخذت نفساً عميقاً وابتسمت متابعة
"آه .. ما هذه الرائحة الشهية؟ .. لقد أسالت لعابي"
لم تقاوم (آنجيليكا) ابتسامتها وهي تنظر لها بتعجب بينما زفرت (عزة) وهي تشيح بوجهها متمتمة من بين أسنانها بشيء في خفية عن (شاهي) بينما قالت (اعتماد) بهدوء
"بضع دقائق وسنحضر المائدة سيدتي .. يمكنكِ أن تستريحي بالشرفة حتى ننتهي"
والتفتت ترمق (آنجي) بصرامة وفتحت فمها تنوي توجيه أمرٍ قاس لها لتسارع (شاهي) تقاطعها وهي تقول
"(آنجِل) .. تعالي معي .. أريدكِ قليلاً"
نظرت لها بدهشة وتوتر ثم اختلست النظر نحو رئيستها الصارمة لتخرجها (شاهي) من ترددها وهي تهتف من عند الباب
"هيا (آنجِل) .. أسرعي"
رمت نظرة معتذرة نحو رئيستها وأسرعت تلحق بسيدة المنزل التي تثير حيرتها منذ التقتها أول مرة إلى جانب الكثير من المشاعر الأخرى .. قطبت وعيناها تتعلقان بظهر (شاهي) التي سبقتها نحو الحديقة وغامتا وهي تتذكر شعورها عندما قابلتها لأول مرة .. شيء أطبق على صدرها وقلبها انقبض مختنقاً .. هل كانت غيرة أم إحساساً بالذنب نحو المرأة التي أتت هي إلى هنا لتسرق زوجها منها أو للدقة لفت انتباهه حتى تنجح مهمتها .. أم أنّه كان مزيجاً منهما؟ .. هي لم تشأ التفكير أكثر في ماهية مشاعرها نحوها وكأنما أرعبها أن تكتشف حقيقة ذلك الشعور .. عاد مشهد لقائهما الأول لعقلها حين كانت تغادر المكتبة ذلك الصباح بعد مواجهتها المخيفة مع (منذر) .. ربما خانتها ملامحها ونبضات قلبها المجنونة وهي تغادر مغلقة الباب خلفها حين خطت خطوتين فقط لتجد نفسها في مواجهة (شاهي) التي نظرت لها ملياً قبل أن تبتسم وتوجه لها الحديث

"مرحباً"
اتسعت عيناها لحظتها بذعر كأنما أمسكتها متلبسة بجرم سرقة زوجها بالفعل وشحب وجهها لحظة جعلت عينا (شاهي) تضيقان بحيرة أسرعت تطردها وهي تبتسم لها قائلة برفق

"هل أفزعتكِ؟ .. أنا آسفة .. أعتقد أنّكِ تعملين هنا، صحيح؟"
هزت رأسها بجمود لتتابع (شاهي) بنفس الابتسامة الرقيقة التي زادت من اختناقها وشعورها بالذنب نحوها
"لم أركِ أمس مع البقية"
تذكرت بأسى لقاءها البائس المرعب مع ذلك الشيطان وهربها إلى غرفتها حيث اختفت عن أنظار الجميع فلم تتثني لها فرصة لقاء سيدة المنزل كالبقية .. همست بخفوت
"تشرفت بلقائكِ سيدتي"
استغربت حين مدت لها (شاهي) يدها بعد لحظة لتصافحها فمدت بالمقابل يداً مرتجفة بتردد لتسألها

"تشرفت بلقائكِ آنسة .."
قطعت تساؤلها لتجيبها عنها بتوتر
"(آنجِل)"
النظرة في عينيّ (شاهي) أثارت حيرتها .. كانت مزيجاً من الدهشة والشك ولمحتها تميل برأسها قليلاً بينما تتأملها بنظرات غريبة زادتها توتراً وهي تهمس بغرابة
"(آنجِل)؟"
أسرعت تعزي دهشتها إلى الاسم الأجنبي لا أكثر فقالت بخفوت
"أنا إيطالية .. لهذا اسمي أجنبي"
ارتفع حاجباها وهي تنظر لها وقالت
"أنتِ إيطالية؟ .. وماذا تفعلين هنا؟"
"نصف إيطالية في الواقع"
أسرعت تصحح مكملة بخفوت
"لظروف خاصة اضطررت للمجيء والعمل هنا"
هزت (شاهي) رأسها بتفهم دون أن تتوقف نظراتها المتفحصة ثم قالت باهتمام خالطه شيء من التوجس
"منذ متى تعملين هنا؟"
قالت وعيناها رغماً عنها تحيدان نحو باب المكتب المغلق

"لم أكمل شهري الأول هنا سيدتي"
لمعت عينا (شاهي) لحظتها وتنهدت بطريقة أشبه بالارتياح جعلتها تستغرب أكثر لكنّها تجاهلت إحساسها وهي تسمعها تكمل
"آه .. حقاً؟ .. أنتِ جديدة هنا .. لوهلة ظننت .."

قطعت جملتها فجأة وصمتت برهة قبل أن تسرع قائلة بابتسامتها الأولى
"على أية حال .. مرحباً بكِ إذن في بلدنا (آنجِل) وفي مزرعتنا أيضاً"
همست تشكرها بخفوت وقلبها انقبض أكثر وهي تفكر كيف تغادرها دون أن تكون وقحة .. انقطعت أفكارها حين انفتح باب المكتب لتلتفت كلتاهما وضاق صدرها أكثر وهي تلمحه يغادر المكتب ليتوقف ما أن رآهما وقطب وهو ينقل بصره بينهما ولمحت داخل عينيه شيئاً لم تفهمه قبل أن يقول وهو يتحرك نحو زوجته موجهاً كامل انتباهه ونظراته إليها، بطريقة جعلت قلبها الأحمق يتسارع وينتحب بنفس اللحظة
"(شاهي) .. أنتِ هنا؟"
حاولت التحرك من مكانها وكل خلية فيها تتوسلها أن تفعل .. لا حق لها أن تتواجد هنا .. الأسى الذي انتابها كان خانقاً وازداد وهي تسمع نبرة الاهتمام الشديدة في صوته
"هل نمتِ جيداً عزيزتي؟"
أومأت برأسها وأردفت مجيبة
"ألقد استيقظت لتوي وقلقت عندما لم أجدك .. أردت الاطمئنان عليك"
لم تحتمل البقاء أكثر خاصةً حين رأته يحيط خصر زوجته بذراعه وابتسامة حانية ارتسمت على شفتيه بينما يقودها نحو غرفة المكتب، فأسرعت هي بأنفاس متسارعة عائدة إلى غرفتها وعقلها لا يتوقف عن لومها على كل شيء وإخبارها أنّ اللحظة التي وافقت فيها على تلك الخطة بالتأكيد كانت أغبى لحظة وأنّه كان أسوأ قرار اتخذته في حياتها وأنّ الثمن الذي ينتظرها لتدفعه ربما سيكون غالياً ولن يعجبها أبداً ..
"(آنجِل) .. أين ذهبتِ؟"
انتبهت من شرودها على صوت (شاهي) فرفعت رأسها بسرعة لتنتبه أنّها كانت تقف أمامها صامتة بينما تجلس هي على إحدى الآرائك الخشبية الموجودة في الحديقة أسفل تعريشة كبيرة .. همست بخفوت

"أنا هنا"
ابتسمت تردد
"أنتِ لستِ هنا أبداً"
وأشارت بيدها إلى أحد المقاعد قبالتها وواصلت

"اقتربي (آنجِل) .. اجلسي"
نظرت لها بتردد وهمست
"سيدتي .. لا أعتقد أنّه من الجيد أن .."
رفعت أحد حاجبيها وقالت
"هل أنا مخيفة للدرجة؟"
"عذراً؟"
قالت بدهشة لتتابع (شاهي) بنفس الابتسامة
"هل يبدو على وجهي أنني أملك دماً ملكياً أو إقطاعياً مثلاً؟ .. اجلسي (آنجِل) ولا تتصرفي بحساسية"

نظرت حولها بارتباك ثم اقتربت قائلة
"لا أقصد أن أكون وقحة سيدة (شاهي) .. أنتِ تبدين لطيفة بالطبع لكن .. أنا أعمل هنا و .."
هزت كتفيها تجيبها
"أنا لا أمانع .. أردت الحديث معكِ قليلاً ولن أجلس أنا وتقفين كخادمة مسكينة في حضرتي، صحيح؟"
احمر وجه (آنجيليكا) ورغماً عنها شعرت ببعض المرارة سارعت تطردها وهي تركز مع كلمات (شاهي)
"وإن أردتِ الصراحة .. أنتِ لا تبدين لي كخادمة أبداً"
وقع قلبها في قدميها وهي تنظر لها بوجل لم تستطع التحكم فيه لتملع عينا (شاهي) وهي تقطب حاجبيها تمعن النظر لها لتردف
"اجلسي (آنجِل) أولاً .. لقد أتعبتني رقبتي وأنا أرفعها هكذا"
أسرعت بقلبٍ مرتجف تجلس قبالتها وتحاشت النظر نحوها حتى لا تفضحها عيناها وسمعتها تكمل

"دعيني أكون صريحة معكِ (آنجِل) .. لقد مررت بالكثير جداً في حياتي .. أكثر مما تتخيلين .. عانيت الكثير وتهت في صراعاتي مع الحياة كثيراً وفي المقابل هي كافأتني بخبرة وبصيرة .. تعاملت مع أناس كثيرين ورأيت وسمعت الكثير .. عندما تتلاطمين بين أمواج الحياة تكتشفين ما اكتسبتِ قبل حتى أن تصلي إلى برها"
صمتت لحظة بينما ازدادت الحيرة داخل (آنجيليكا) وهي تحاول هضم كلماتها وانتظرت باحترام حتى أنهت (شاهي) شرودها وعادت تتابع وهي تنظر في عينيها

"يمكنني أن أجزم أنني صرت أكثر خبرة بخبايا الناس وقلما تخطيء نظرتي بخصوصهم .. حين أنظر إلى وجه أحدهم أجدني دون وعي أتجاوزه إلى أسفل القناع الذي يرتديه"
حسناً .. هذا ليس مطمئناً على الإطلاق .. تسارعت نبضاتها وهي تلتقط ما بين كلامها وعقلها بدأ يتوجس مما توشك على قوله والذي لم يتأخر كثيراً وهي تردف

"يمكنني أن أرى أنّكِ مختلفة عما تبدين (آنجِل)"
توقف قلبها تماماً مع كلماتها تلك .. ما هذه الورطة؟ .. قاومت حتى لا تفتضح مشاعرها وتنفست بعمق وهي تتحكم بنفسها لترفع عينيها تنظر لها بهدوء لتبتسم (شاهي) قائلة
"عندما تجدين نفسكِ وحيدة تبدأين بتأمل كل ما حولكِ وهذا ما فعلته الأيام الماضية .. كنت أتابعكم وأتعرف عليكم مع نفسي .. أنتِ أكثر من لفت انتباهي (آنجِل)"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تتحكم في رجفة أوشكت أن تخونها
"لديكِ تلك الهالة"
قالت وهي تشير بيدها مكملة
"هالة مختلفة عن البقية .. لا تبدين لي كخادمة ولا أنّكِ خُلقتِ واحدة"
رددت بخفوت
"لا أحد يُخلق خادماً سيدتي"
"أعرف .. أنتِ تفهمين ما أقصد .. تصرفاتكِ مختلفة والطريقة التي تتعاملين بها .. يقولون أنّ الطبع يغلب التطبع وأنتِ .. كل خلية منكِ تفضحكِ .. تقول أنّكِ تنتمين لطبقة مختلفة .. طبقة .. راقية"

قالت كلماتها بنبرة حملت يقيناً كأنّما تثق بكلماتها بينما خفق قلب (آنجِل) بقوة وكلماتها تعيدها لماضٍ خسرته
"يمكنني أن أجزم أنّكِ حصلتِ على تعليم عال وثقافة .. رأيتكِ تلك الليلة في المكتبة ولم تنتبهي لي .. رأيت كيف تلتهم عيناكِ الكتاب بشغف بينما تقلبين صفحاته .. أنا أعشق الكتب ويمكنني أن ألتقط ذلك الشغف الصادق في عينيّ أحدهم"
احمر وجه (آنجيليكا) وهي تتذكر تسللها للمكتبة حين لم تستطع مقاومة رغبتها في قراءة أحد الكتب باللغة العربية التي اشتاقت لها كثيراً والتي كانت تملأ مكتبة والدها وكانت تشاركه متعته وشغفه الذي وازى شغفها بالرقص .. كلاهما كان يمنحانها أجنحة ويشعرانها بالحرية .. سمعت (شاهي) تكمل
"لذا كما أقول .. حتى وأنتِ تعملين كخادمة فأنتِ تعطين إيحاءاً بالعكس"
ماذا يعني هذا؟ .. هل فشلت في تمثيل دورها كخادمة مسكينة أم أنّها (شاهي) فقط تملك تلك البصيرة بالفعل كما تقول؟ .. رباه .. لا تريد أن تتخيل أنّ (منذر) أيضاً قد يلتقط ما تتحدث عنه زوجته

"عيناكِ أيضاً (آنجِل)"
رفعتهما إليها بتساؤل حذر لتتابع مبتسمة
"هما تفضحان دواخلكِ .. بهما شيء من الحزن والألم .. بعض التردد .. الندم .. ربما إحساس بالذنب"

اتسعت عيناها بفزع .. هل هي مفضوحة لهذه الدرجة؟ .. سمعت (شاهي) تضحك وهي تهز رأسها قائلة
"لا تفزعي هكذا .. ربما أنا أبالغ بتحليلي لكن هذا ما رأيته .. أعرف أنّ لكل إنسان همومه الخاصة لكنني للأسف أملك عيباً رهيباً وربما قاتلاً كما يقولون"
نظرت لها بتساؤل أجابته بابتسامة هادئة
"أنا فضولية بطريقة بشعة"
خانتها ابتسامتها وهي تنظر لها لتهز رأسها قائلة بنبرة معترفة

"صدقيني .. هذه صفة سيئة قد تمتلكنيها خصوصاً حين لا تملكين مقاومتها .. قد توقعكِ في مشاكل كثيرة"
أومأت توافقها وهي تبتسم بخفوت لتبهت ابتسامتها في الحال عندما رفعت إليها عينيها تسألها دون مواربة
"وما يشعل فضولي حالياً هو .. ما يكون سركِ (آنجِل)؟"
قطبت تنظر لها في صمت
"سؤال وقح أعرف .. أردت فقط معرفة قصتكِ .. ما الذي يجعل فتاة مثلكِ تأتي لهذا المكان البعيد عن وطنها لتعمل خادمة؟ .. قلت لكِ أنني فضولية بطريقة سيئة فتحمليني .. سمعت بعض الكلام هنا وهناك عنكِ من الآخريات وهذا زادني فضولاً"
صمتت للحظات تتأملها ثم قالت
"آسفة لو كنت ضايقتكِ .. فكرت أنّه ربما يمكنني أن أقدم لكِ مساعدتي إن كنتِ في حاجتها لا أكثر"
وابتسمت بعد برهة وغمزت لها بمرح مفتعل
"وسأروي فضولي أيضاً بالمقابل"
سمحت لابتسامة باهتة أن ترتسم على شفتيها وهمست بعد لحظات
"شكراً لكِ سيدتي .. كما قلتِ .. كل إنسان لديه همومه الخاصة .. أنا أتيت هنا من أجل عائلتي .. أو تحديداً .. من أجل الشخص الوحيد الباقي لي منها .. هو كل من أملك الآن وسأفعل أي شيء لأكون معه من جديد حتى لو اضطررت للعمل كخادمة في مكان معزول كهذا"
شردت (شاهي) وهي تسمعها ثم تمتمت
"سمعت من السيدة (منيرة) أنّكِ تبحثين عن أبيكِ"
صمتت لحظة دون رد ثم أومأت دون أن تنظر إليها حتى لا ينفضح كذبها في عينيها لكنّها رفعتهما بحيرة حين سمعتها تقول
"هل يستحق أن تفعلي كل هذا لأجله؟ .. أرجو أن يكون حبه لكِ بنفس الدرجة"
همست تقول وقد أدهشتها المرارة في عينيها
"ولماذا لا يحبني بنفس الدرجة؟ .. إنّه أبي .. بالتأكيد يحبني"
ابتسمت وعقلها يفكر في والدها ووالد (منذر) لتقول بسخرية

"صدقيني .. بعض الآباء يستحقون الذبح في الواقع"
ارتفع حاجباها في صدمة بينما تنهدت (شاهي) بقوة وأسرعت تقول مغيرة الموضوع
"المهم .. كما قلت لكِ .. يمكنني أن أقدم لكِ المساعدة في البحث عنه .. يمكن للسيد (منذر) أن يساعدكِ في .."
هتفت وهي تنتفض من مكانها
"لا"
نظرت لها بدهشة لتشتم (آنجيليكا) نفسها في سرها وأسرعت تردد
"شكراً سيدتي .. أنا .. لا أريد أن أزعج السيد (منذر) بمشاكلي الخاصة .. أنا تعودت الاهتمام بنفسي ولا أحتاج لمساعدة أي شخص"
تأملتها للحظات بحاجبين مقطبين بينما فركت (آنجيليكا) كفيها بتوتر ثم التفتت تقول
"آسفة لو ضايقتكِ سيدة (شاهي) .. أنا فقط لم أتعود أن أتحدث بدواخلي للآخرين .. لطالما كنت أحتفظ بآلامي وأسراري لنفسي مهما بلغت قسوتها .. لا أحب أن يرى أحدهم ضعفي وحاجتي"
هزت رأسها قائلة برفق
"لا بأس (آنجِل) .. ظننت أنني أستطيع تقديم بعض العون لا أكثر"
قالت في امتنان

"وأنا شاكرة لكِ هذا سيدتي"
نهضت (شاهي) وقالت وهي تربّت على كتفها

"إن غيرتِ رأيكِ في أي وقت أخبريني"
أومأت في صمت لتتحرك (شاهي) بهدوء تنوي المغادرة لتسرع بإيقافهما قائلة

"سيدتي"
التفتت لها لتقول بارتباك

"هل .. هل يمكن أن أطلب منكِ ألا .. ألا تخبري أي شخص بحديثنا؟ .. السيد (منذر) خصوصاً"
ارتفع حاجباها بدهشة فنظرت في عينيها برجاء
"أعني .. لا أريد أن يظن من حديثكِ أنني أخفي شيئاً قد يسبب لكم المشاكل وعندها قد يطردني من العمل وأنا وجدت هذا العمل بصعوبة"
لم تكن على استعداد أن تخسر الآن بعد أن وصلت إلى هنا .. ليس بعد أن اقتربت من هدفها .. ليست على استعداد لتثير شكوكه فيها قبل حتى أن تبدأ طريقها نحوه .. رفعت إليها عينين دامعتين وهي تواصل بتوسل
"لقد تعرضت لمضايقات كثيرة من الرجال في الأعمال السابقة وهذه أول مرة أشعر بالأمان .. هل يمكنني أن أطلب منكِ هذه الخدمة فقط؟"
تأملتها في صمت لبرهة جعلت أعصابها تحترق لتقول بعدها وهي تربت على كتفها برفق
"حسناً (آنجِل) .. لا تقلقي .. اعتبري سركِ في بئر عزيزتي"
ابتسمت لها وشكرتها بحرارة لتضحك (شاهي) قائلة
"لهذه الدرجة كان الأمر يخيفكِ"

لم تشأ أن تعيد إليها شكوكها فاكتفت بابتسامة كساها الارتباك والخجل لتبتسم لها (شاهي) برقة وصمتت قليلاً ثم تابعت
"حسناً (آنجِل) .. سعدت بحديثنا القصير هذا"
تحركت بضع خطواتها تتبعها (آنجيليكا) بنظرات شاردة وقلب مثقل بالذنب والأسى بينما تابعت (شاهي) حديثها
"ربما نواصل حديثنا في وقتٍ لاحق .. بما أنّ زوجي مسافر اليوم، سأشعر بالكثير من الملل الأيام القادمة وأعتقد أنّ رفقتنا ستبعد الملل تماماً عنا نحن الاثنتين، أليس كذلك؟"
توقفت خطوات (آنجيليكا) من خلفها وخفق قلبها بقوة وهي تهمس بشحوب
"سيسافر؟"
لم تسمعها (شاهي) لكنّها انتبهت لتوقفها المفاجيء فالتفتت تنظر لها بقلق وسألتها

"ما الأمر؟ .. هل أنتِ بخير؟"
أخذت بضع لحظات لتتحرر من صدمتها وتنفست بعمق لتهمس

"أنا بخير .. شعرت باختناق مفاجيء"
اقتربت منها وهي تتأملها باهتمام لتبتسم هي بارتجاف وتقول
"إنّه شعور مفاجيء ينتابني كل فترة .. أعتقد أنّه بسبب قلقي وتفكيري الكثير هذه الأيام"
لم ترد لبرهة وهي لا زالت تتفحصها قبل أن تهز رأسها قائلة بغير تأكد
"ربما"
لم تزد (آنجيليكا) عن ابتسامتها الصغيرة بينما قلبها كان منقبضاً بقوة ورغبة مفاجئة بالبكاء اعترتها، لكنّها قاومتها بشدة فلن يسرها أبداً أن تكتشف زوجة (منذر) ببصيرتها الثاقبة أنّها تبكي كالحمقاء لأنّ زوجها هي مسافر ولن تراه ربما لفترة طويلة وفي أعماق أعماقها أدركت أنّه لا علاقة للخطة بهذا الأمر إطلاقاً.
*************************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:00 AM   #1056

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم تكد (شاهي) تغادر الغرفة حتى زفر (منذر) بقوة وأسقط قميصه من يده بينما عيناه لا زالتا معلقتين بالباب الذي أغلقته خلفها
"ما الذي تفعله بالضبط يا (منذر)؟"

تحرك ليجلس بجوار الحقيبة على الفراش ونظر نحوها بعينين ضيقتين وشرد بتفكيره .. ما الذي يفعله حقاً؟ .. لماذا يسافر الآن؟ .. لماذا كذب على (شاهي) وأخبرها بضرورة سفره للعمل؟ .. لقد سبب لها القلق لا أكثر .. يعرف أنّها تشك في كلامه لكنّه لا يملك خياراً آخراً .. يجب أن يبتعد لبعض الوقت حتى يفكر بروية .. رؤيته لتلك الفتاة يومياً ليس جيداً أبداً .. منذ تحدثا في غرفة مكتبه ذلك الصباح وهو لا يستطيع طرد صورتها الحزينة ولا نظرة عينيها وهي ترمقه يتحرك برفقة (شاهي) قبل أن تغادر هي المكان دون أن تعرف أنّها تأخرت في الهرب بعيداً قبل أن تفضحها عيناها .. تنهد بحرارة وهو يغرس أصابعه في شعره بقوة .. سيأتي يوم تفضحه نظراته هو الآخر .. حتى الآن استطاع تجاهل النظر إليها في كل مرة تظهر أمامه .. لم يكن تعامله مع موظفيه شديد البرودة لكنّه كان متحفظاً .. هي بالذات اختصها بمعاملة أشد برودة يتوارى خلفها من ذلك الشعور الذي تسببه لقلبه .. صار ارتجافه في حضرتها شيئاً طبيعياً على ما يبدو وهو لا يحب هذا .. لا يحبه أبداً .. عقله يحذره من الاستسلام لذلك الشعور .. رفع رأسه متأففاً وهو يقول
"هل ستدع فتاة صغيرة مثلها تقلب حياتك يا (منذر)؟ .. ماذا أصابك؟ .. إنّها مجرد امرأة كغيرها .. توقف عن التصرف كشاب غر .. أنت في غنى عن المزيد من المشاكل .. يكفي ما حدث مع (شاهي)"
أغمض عينيه متنهداً من جديد .. (شاهي) وحدها تعذب قلبه بمجرد أن ينتبه لمجرى أفكاره .. حسناً .. هي زوجته صورياً فقط .. لا علاقة لمشاعرهما ولا قلبيهما بالأمر .. ليس الأمر وكأنّه يخونها بشعوره ..

"من تخدع أيها الأحمق؟"
من يخدع حقاً؟ .. هو لم يفقد بعد كل قيمه مع ما خسره .. هي تحمل اسمه وقد وعدها بالإخلاص .. لا يمكنه أن يؤذيها بهذه الطريقة .. نهض من مكانه وهو يقبض كفه بقوة .. يجب أن يحسم الأمر مع نفسه بقوة .. لن يدع تلك الفتاة تتلاعب بقلبه أبداً ولو تطلب الأمر طردها بعيداً .. سبّ شيطانه بحدة بينما همس قلبه بلوم .. وما ذنبها هي فيما يحدث داخل عقلك المريض؟ .. أنت هو المريض (منذر) .. ستبتعد من هنا حتى تعالج هذيانك هذا وبعدها تعود .. هز رأسه بعزم وهو يلتقط قميصه ويبدأ في تغيير ثيابه .. انتهى خلال بضع دقائق ومرر أصابعه سريعاً في شعره يضبط خصلاته والتقط بعدها زجاجة عطره ليرش بعضاً منه ثم رفع رأسه وهو ينظر بصرامة في عينيه يذكر نفسه بمن يكون في الحقيقة .. ليس هو من يسمح لامرأة .. أي امرأة .. بامتلاك ذلك التأثير العنيف عليه .. ألقى نظرة أخيرة على صورته وتحرك ليغادر الغرفة لاحقاً بـ(شاهي) إلى الأسفل .. نزل السلالم بهدوء وعيناه تتطلعان حوله .. لمح السيدة (اعتماد) تغادر من ناحية المطبخ بوجه متجهم فناداها لتتوقف .. التفتت له وهزت رأسها باحترام
"مساء الخير يا (منذر) باشا .. الغداء سيكون على المائدة خلال لحظات"
أدار عينيه في المكان وقال وهو يتجه إلى غرفة مكتبه
"أين السيدة (شاهيناز)؟"
قالت مجيبة

"إنّها في الحديقة سيدي .. مع تلك الخادمة الحمـ .. الجديدة"
توقفت خطواته فجأة مع تتمة جملتها، ووقف مكانه لحظة ثم التفت قائلاً وهو يغير اتجاهه

"حسناً .. شكراً لكِ سيدة (اعتماد)"
لم يسمع تمتمات ردها بينما يتابع طريقه للخارج وشعور جديد مقلق تولد داخله يذكره بشكوكه التي كانت أحد الأسباب التي دفعته للمغادرة .. هو لا يثق بنفسه .. حتى في أحلامه .. يخشى أن تكون (شاهي) قد سمعته يهذي بأي كلمة في أحلامه تلك .. كان واثقاً بأول ليلة أنّ همساته أفلتت وربما همس بذلك الاسم الذي تحمله في أحلامه
"ملك"
ابتسم بسخرية .. وها هو يكتشف أنّه اسمها في الواقع أيضاً .. (آنجِل) .. همس الاسم بخفوت يتذوق حروفه
"آنجِل .. ملك .. ملاك"
هز رأسه بقوة .. ها قد عاد لهذيانه من جديد .. تنفس بقوة يضغط على قلبه هاتفاً فيه بعنف .. تذكر من أنت أيها الأحمق وإلا سأذكرك بطريقتي .. تحرك بخطوات قوية تضرب الأرض تحت قدميه يقطع المسافة التي تفصله عنهما .. توقف على بعد خطوات وهو يلمحهما تقفان معاً وملامحهما توحي بتبادلهما حديثاً جاداً .. قطب مع رؤيته لوجه (آنجيليكا) يشحب فجأة وخطواتها تتجمد خلف (شاهي) التي التفتت لها .. ماذا حدث؟ .. هل ضايقتها (شاهي) بالكلام؟ .. لا .. (شاهي) لا تتصرف بطريقة سيئة مع العاملين .. يعرف كيف تتصرف بتهذيب ورقي مع من يخدمونها ورأى بنفسه تعاملها مع (فرح) حين أرسلها لخدمتها سابقاً وكيف حزنت حين عرفت أنّها لن ترافقهما للمزرعة .. إذن ماذا قالت لها وجعلها تحزن هكذا؟ .. ابتلع لعابه بتوتر وضغط على قلبه وهو يتقدم نحوهما وقلقه يزداد .. يعرف لماذا كانت (شاهي) تريد (فرح) معها .. هي تبحث عن الصحبة الأنثوية .. صديقة لم تحصل عليها في مجتمعها المخملي الذي احتقرها دوماً .. لكن .. ألم تجد من بين الجميع هنا سوى (آنجِل)؟ .. نظر لـ(شاهي) وقرأ ملامح الاهتمام في وجهها فهمس داخله بتوتر .. ألم تجد سواها؟ .. تبدو مهتمة بها بصدق وهو يخشى هذه الصحبة كثيراً .. لا يريدها أن تقترب منها .. رباه .. ما هذا التعقيد؟ .. أسرع نحوهما وما أن انتبهتا لوجوده حتى لمح عينيها تتسعان بارتباك بينما ابتسمت له (شاهي) ليقول متحاشياً النظر للأخرى
"حبيبتي .. أنتِ هنا وأنا أبحث عنكِ؟"
خانته نظرته لملاك أحلامه، ليقطب عندما لمح ألماً غريباً في عينيها جعل قلبه يتلوى داخله قبل أن تنقذه ضحكة (شاهي) الرقيقة وهي تتحرك نحوه
"أنا هنا (منذر) .. أخذني الحديث مع (آنجِل) قليلاً"
بالكاد لامست ابتسامة باهتة شفتيه واشتعل الذنب من جديد داخله وهي تقول باهتمام بينما تتأبط ذراعه
"آلابد أنّك تتضور جوعاً .. آسفة لأنني جعلتك تنتظر"
هز رأسه قبل أن ينظر في اتجاه (آنجيليكا) التي وقفت مطرقة بصورة تثير الشفقة ووجد نفسه يردد بصرامة يطرد بها ذلك الشعور المرفوض داخله بينما عقله يردد على مسامعه قراراته الحاسمة
"لماذا أنتِ واقفة هكذا؟"
انتفضت كعصفور رقيق ورفعت عينين وجلتين إليه تنظر إليه كوحش سينقض عليها ويفتك بها .. أثارت غضبه أكثر بنظرة الوداعة والضعف في عينيها فعاد يشير برأسه نحو المنزل قائلاً بصرامة أشد
"اذهبي لعملكِ .. السيدة (اعتماد) لا تحب الاهمال ولن تحتمل أي تقصير من جانبكِ .. وأنا لا أريد سماع أي شكوى جديدة بشأنكِ، مفهوم؟"
استمرت تحدق فيه بنفس النظرات التي تخللتها لمعة شفافة أخبرته أنّ دموعها قريبة .. كره نفسه أكثر لكنّه قرر الاستمرار في طريقه
"هيا اذهبي"
هتف بها لتوميء رأسها وهي تخفض عينيها ولمح رجفة شفتيها وهي تتحرك مسرعة تتجاوزه هامسة بارتجاف
"عذراً"
قاوم حتى لا يتابعها بعينيه بينما هتفت (شاهي) وهي تنتزع يدها من ذراعه
"ماذا دهاك يا (منذر)؟ .. لماذا عاملتها بهذه الطريقة؟"
التفت ينظر لها بهدوء وقال
"ماذا فعلت يا (شاهي)؟ .. السيدة (اعتماد) اشتكت منها أكثر من مرة وإن صممت أنّها لا تصلح للعمل فلن أملك سوى طردها"
رفعت أحد حاجبيها تنظر له بطريقة أقلقته قبل أن تتمتم بشك
"حقاً؟ .. هذا هو السبب؟"
"بالطبع ماذا غيره؟"

قالها بنبرة شعرها لم تخدعه هو شخصياً بينما قالت بنفس النظرة
"تريد إقناعي أنّك سترضخ لرأي السيدة (اعتماد)؟ .. كن صريحاً يا (منذر) .. هذا ليس السبب الحقيقي"
"ماذا تقصدين؟"

تمتم بقلق لتجيبه وهي تزفر بقوة
"أنت متوتر وقلق هذه الأيام .. لا تفرغ عصبيتك في موظفيك المساكين"
كاد يطلق زفرة ارتياح .. إن كانت ستظن عصبيته بسبب توتره فهذا أفضل من أن تعرف السبب الحقيقي وراء تصرفه .. قال بخفوت وهو يحيط خصرها بذراعه ويتحرك معها في اتجاه المنزل
"سأحاول عزيزتي .. دعينا نذهب الآن لنأكل فأنا جائع للغاية"
هزت رأسها وهي تبتسم له برقة وقالت بعد لحظات ضاحكة
"فلنسرع إذن قبل أن تصرخ وحوش معدتكِ معترضة"
بادلها الضحك على دعابتها بينما قلبه ينتحب على ما يفعله بها وبنفسه ويفكر بتلك الأخرى التي أوقعها القدر في طريقه في وقت حرج للغاية .. وقت لا يحتمل وجودها أبداً .. ليس وهو يقترب من النهاية التي خطط لها واختارها لنفسه .. تلك النهاية التي سيضعفه عن السير إليها أن يستسلم لرغبة قلبه في الحياة.
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:01 AM   #1057

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"يا الله .. ساعدني .. ما الذي أفعله بنفسي؟"
لم تتوقف (سؤدد) عن التحدث مع نفسها وهي تقطع غرفتها ذهاباً وإياباً في توترٍ لازمها منذ ذلك اليوم .. ما الذي فعلته؟ .. ما الذي حدث وكيف سمحت للأمور أن تصل إلى هنا؟ .. كيف ضعفت هكذا؟ .. وفي النهاية ماذا فعل هو؟ .. ذلك الأحمق .. كم أرادت قتله .. غامت عيناها بألم وهي تتذكر حالته البائسة .. لا .. ربما هي أرادت قتله لاحقاً لكن مهما حاولت هي لا يمكنها أن تنكر مشاعرها تلك اللحظة .. حين لجأ إليها كطفلٍ ضائع .. حين نطق بكلمة الموت ليكشف الستار كُلياً عن مشاعرها نحوه وينتزع منها تماماً سلاح البرود والعناد .. كل رغبة داخلها في عقابه تلاشت فور رؤيته ضعيفاً وضائعاً هكذا كما لم تره في حياتها وكما هي متأكدة أنّه في أي لحظة مضت من عمره لم يكن بهذه الحالة أبداً .. صوت عقلها تلاشى تماماً أمام صوت قلبها الهادر وهو يحتويه إليها .. حين ضمته لصدرها واحتضنت رأسه لم تستطع التعامل مع ذلك الشعور الساحق داخلها .. حب .. أمومة .. لا تعرف .. ما تعرفه أنّها لم تقو على إبعاده لحظتها ولم تعرف كم مر من وقت عليهما وهي تضمه فقط وتشعر باهتزاز جسده مع محاولاته السيطرة على دموعه بصعوبة .. كل الألم والمرارة التي تحترق داخله تسللت إلى قلبها بصورة مفزعة كادت توقفه ولم تتوقف هي عن الهمس له بحنان بينما تقاوم هي الأخرى حرقة الدموع في عينيها

"لا بأس .. كل شيء سيكون بخير (عماد) .. أنت قوي .. لا تفعل هذا بنفسك"
وصلها صوته مختنق

"لا شيء سيكون بخير يا (سؤدد) .. لقد انتهى كل شيء .. أنا خسرت في النهاية .. خسرت نفسي .. خسرتكِ .. خسرت (همسة) .. كل شيء"
أغمضت عينيها بوجع وهي تضم رأسه بحنان لم تعتقد يوماً أنّها تملكه
"أنت لم تخسر شيئاً (عماد) .. انظر .. أنا هنا .. لم ينته أي شيء .. أنا .. أنا معك (عماد) .. أنت لن تخسر معركتك (عماد) .. لن أسمح لك بهذا، هل تفهم؟ .. أنا لن أتركك أبداً .. سأحارب معك حتى النهاية حبيبي"
توقف قلبها وعيناها تتسعان بذعر بينما تنتبه للكلمة التي غادرت فمها دون وعي، وشعرت بجسده يتجمد بين ذراعيها لوهلة وران الصمت لبرهة مرعبة تقافزت خلالها نبضاتها بطريقة كادت توقف قلبها، قبل أن تشعر به يتململ فارتخت ذراعاه عنه وتملكتها رغبة شديدة في إطلاق ساقيها للريح والهرب من أمامه .. ابتعد عنها واعتدل ينظر إلى وجهها من بين عينيه المحمرتين بالدموع وشيء من الصدمة والاستنكار امتزج بالأمل المحتضر مع شيءٍ آخر لم تفهمه سوى في اللحظات التالية .. تحركت لتنهض من مكانها تنفذ رغبتها في الهرب حين أسرع يمسك كفها في قبضته يمنعها من النهوض وارتجفت أعماقها بقوة وهي تشتم نفسها مدركة أنّها دخلت الفخ بقدميها وأغلقته خلفها بنفسها .. حاولت نزع كفها منه لكنّه شدد عليها وهو يقول بنبرة غريبة
"حبيبكِ!"
عضت على شفتها وهي تتحاشى النظر نحوه وتسارعت أنفاسها
"تقولين حبيبي يا (سؤدد)؟"
أرادت أن تلتفت وتشتمه بحنق، لكنّ ضعفاً غريباً تملكها فلم تنطق بحرف وسمعته يتابع بنبرة غريبة
"الآن تقولينها؟"
ماء بارد انصب فوق قلبها والتفتت تنظر لوجهه وعينيه اللتين غامتا بمرارة وقطبت بتوجس

"الآن تقولينها؟ .. حين وصلت للنهاية؟ .. بعد أن خسرت كل حق فيها؟"
همست بخفوت

"ما الذي تتحدث عنه؟"
شعرت بقبضته تزداد على كفها بطريقة آلمتها لكنّها أخفت ألمها، ومرت لحظة قبل أن يضحك بمرارة ويردد
"لقد انتظرت طويلاً .. طويلاً جداً .. تعذبت في انتظارها .. كنت على استعداد أن أنتظر عمري كله حتى تعترفي لنفسكِ على الأقل .. حتى تسامحينني وتتقبلين حبي وتعترفين بحبكِ بالمقابل .. والآن بعد أن أدركت حقيقة وضعي .. حقيقتي البغيضة .. تأتين لتعترفي بحبكِ؟ .. الآن يا (سؤدد)؟"
ازدادت تقطيبتها وشعور سيء راودها .. انتزعت يدها من قبضته وهي تقول
"ماذا أصابك؟ .. لم أعد أفهمك .. إن كان يضايقك ما سمعت فاعتبرني لم أقل شيئاً .. كانت زلة لسان حمقاء"
ردد بمرارة
"بالتأكيد سأعتبرها كذلك .. سأعتبر نفسي لم أسمع شيئاً .. لا يمكن أن يكون أياً من هذا حقيقياً على أية حال .. لن يسخر القدر مني بهذه الطريقة .. يكفيني ما أنا فيه .. أجل .. سأعتبر أنّ كل هذا وهم .. هذا أفضل من أحترق بمرارة خسارتي أكثر"
نهضت هاتفة بحنق
"تباً لك (عماد) .. ماذا دهاك؟ .. قل شيئاً مفهوماً وإلا سأذهب"
نظر لها بابتسامة باهتة صوبت طعنة قاسية لقلبها بكل ما فيها من مرارة

"اذهبي (سؤدد)"
اتسعت عيناها بصدمة وفغرت شفتيها وهي تحدق فيه ثم همست
"أذهب؟"
"أجل يا (سؤدد) .. اذهبي .. لا مكان لكِ هنا"
صرخ بكلماته بقوة جعلتها تنتفض بخفوت لتحدق فيه بصمت للحظات ثم قالت وهي تلوح بذراعها

"هل تريدني أن أذهب حقاً؟ .. لتوك منعتني من هذا .. هل تمزح معي؟"
ضرب على ساقه بقوة هاتفاً
"أنا لا أمزح .. اذهبي (سؤدد)"
تسارعت أنفاسه مع نهاية هتافه بينما لم تحرك هي ساكناً وهي تنظر له بعينين ضاقتا أكثر وقبضت على كفيها تحاول السيطرة على نفسها ورمق أخير من حكمة داخلها أخبرها أنّ تراعي حالته .. هو ليس في وعيه الآن ولا يعرف ماذا يقول أو ماذا يريد .. نطقت بعد لحظات وهي تضغط على كل كلمة
"تقول اذهبي؟ .. لقد أتيت من أجلك أيها الوغد الناكر للجميل .. لقد قلقت عليك .. أتيت وأنا أنوي فتح صفحة جديدة معك .. أن .."
قاطعها هاتفاً
"لا تفتحيها"
"نعم؟"
ردد بصوتٍ ميت

"تلك الصفحة .. لا تفتحيها .. اغلقي كل الصفحات (سؤدد) ولا تفتحي غيرها .. ما عاد يجدي نفعاً أن نفتح أي صفحة بعد الآن"
عجزت عن النطق لبرهة ثم هتفت بغضب
"اللعنة على غبائك .. أنا أقول أنني جئت لأعطيك أنت وأنا فرصة جديدة .. جئت لأنك تحتاجني و .."
شهقت بألم عندما قبض على عضديها بقبضتيه ينتزعها من مكانها وصرخ
"لا أريد فرصة جديدة (سؤدد) .. أنا لا أستحق فرصة جديدة، هل تسمعين؟ .. أنا لا أستحق سوى كراهيتكِ لي .. اكرهيني (سؤدد) .. لا تتوقفي عن كراهيتي .. اكرهيني كما فعلتِ لسنوات .. اكرهيني وابتعدي عن طريقي تماماً"
حدقت فيه بعينين متسعتين ملأتهما الدموع من ألم قبضتيه ومن وجع قلبها وهي تنظر بعمق عينيه وكل أوجاع روحه تصرخ عبرهما كما فعل صوته وهو يواصل هزها هاتفاً
"انظري إليّ (سؤدد) .. لماذا تتوقفين عن كراهيتي الآن؟ .. أنا لم أتغير .. أنا لن أتغير .. سأعود كما كنت .. سأؤذيكِ .. اكرهيني (سؤدد) .. أنا قاتل .. هل تسمعين؟ .. قاتل .. هل تستطيعين أن تحبي قاتلاً وشيطاناً (سؤدد)؟"
سالت دموعها وهي تحدق فيه بجزع وهمست اسمه بارتجاف ليصرخ وهو يدفعها للخلف
"(عماد) ابن اليزيدي يا (سؤدد)"
تراجعت بصدمة بينما يواصل بعنف وهو يضرب على صدره
"هل نسيتِ؟ .. أنا أحمل دم اليزيدي .. ماذا حدث؟ .. هل نسيتِ كراهيتكِ ولعنكِ لهذا الاسم لسنوات طويلة؟ … أجل يا (سؤدد) .. أنا أحمل دمهم .. تلك اللعنة داخلي ولن ترحل، فهمتِ؟"
هزت رأسها هامسة بارتجاف
"أنا أيضاً أحمل دمهم يا (عماد) .. أنا أعرف ما .."

قاطعها صارخاً وهو يركل الأريكة بقدمه في عنف
"لا .. أنتِ لا تعرفين شيئاً .. أنتِ لستِ ابنتهم .. لا تحملين جنونهم مثلي"
ارتجف قلبها عليه فاندفعت تمسك بذراعه هاتفة دون أن تستطيع التحكم في دموعها
"اهدأ يا (عماد) .. أنت لا تعرف ماذا تقول؟ .. أرجوك"
تنفس بقوة لتواصل بتوسل
"أرجوك .. أنت تخيفني"
نظر لها بمرارة وهمس

"يجب أن تخافي (سؤدد) .. هذا أنا .. أنا لن أحمل لكِ أو لمن أحبهم سوى الأذى في النهاية"
"لا تقل هذا (عماد) أرجوك"
همست بتوسل ليواصل كأنما لم يسمعها
"إنّه قدري .. كلما حاولت التحرر منه يشدني .. تلك اللعنة التي أحملها لن تتركني .. هل تعرفين أن أبي كان مجنوناً بحب والدة (عاصي رضوان)؟ .. هل تعرفين أين أوصله جنونه، بعيداً عن اكتشافي لأي مجرم كان؟ .. لقد قتل زوجها .. زيف موتها واختطفها وهي حامل ثم سرق طفلتها ونسبها إليه .. هل رأيتِ جنوناً كهذا؟ .. وأمي؟ .. أمي العزيزة .. فقدت عقلها بسبب خالك (أمجد)"
اتسعت عيناها بذعر وصدمة بينما يكمل
"كانت تحبه وهو تركها لأنّ جدك رآها غير مناسبة وزواجه من أخرى جعلها تُجن وطيلة السنوات الماضية كانت تحاول الانتقام منه بإيذاء كل أفراد عائلته وأولهم والدتكِ ولولا تدخل عمي وإنقاذه لها وزواجه منها لما تركتها أمي .. هل تريدين سماع المزيد؟ .. أوهمتنا أنّ (فاروق رضوان) هو ووالدك قتلا أبي ودمرا حياتنا .. لم تتوقف عن غرس انتقامها المجنون بعقلي يوماً واحداً طيلة السنوات التي افترقنا فيها .. لم تتوقف لحظة عن تسميم قلبي بأكاذيبها"
ارتجفت شفتاها ولم تستطع التحكم في خيطيّ الدموع فوق خديها وهي تسمعه بذهول وألم
"كنت مجرد قطعة شطرنج لأحقق انتقامها من جميع أعدائها .. استخدمتني لتؤذي كل من وقف ضدها يوماً وكل من له علاقة بهم .. هل تتخيلين هذا الجنون؟ .. تريدين سماع المزيد؟ .. خالي .. أنتِ تتذكرينه بالتأكيد .. (شوكت سليمان)"
تجمدت دموعها وبرودة قاسية غزت قلبها بينما تتذكر اختطافها ووقوفه هناك ببرود يخبرها أنّها تدفع ثمن ما فعله أبوها .. تسلل صوت (عماد) من بين صخب أفكارها
"خالي العزيز هو أيضاً كان مجنوناً .. رغب في الزواج من عمتنا (رقية) وعندما هربّها عمي للخارج استمر يبحث عنها لسنوات حتى قتلها هي وزوجها ودمر حياة ابنتها الصغيرة .. (سيلين) .. وانتقم من والدكِ بعدها بأذيتكِ أنتِ وتدمير حياته كلها .. كنتِ تعرفين هذا؟"

أجل كانت تعرف .. (سديم) أخبرتها بكل شيء .. لم تنطق بحرف وهي تنظر له

"هذه هي حقيقة عائلتي التي كنت أفتخر بكوني منها .. هؤلاء هم من أحمل دمهم يا (سؤدد) .. أنا مثلهم .. لن أفرق شيئاً عنهم .. جنونهم هذا يجري في دمي .. ربما هذا ما جعلني عاجزاً عن التخلي عنكِ طيلة هذه السنوات وتمسكت بكونكِ ملكي أنا .. هل تفهمين الآن ما سبب حبي المجنون لكِ؟.. سيأتي يوم وينتصر ذلك الجنون على عقلي .. حبي لكِ سيصبح هوساً ولعنة يوماً ما .. لن أسعدكِ أبداً"
ضرب على قلبه بقهر وهو يواصل صارخاً
"حبي لكِ لعنة .. أنا لعنة .. أنا سـ .."
لم تمنحه الفرصة ليكمل جملته وهي تندفع لتتعلق بعنقه هاتفة بتوسل
"توقف يا (عماد) .. توقف أرجوك .. أنت لست مثلهم .. أنت مختلف يا (عماد) .. أنا أعرف هذا"
حاول إبعادها عنه وهو يهتف فيها

"ابتعدي (سؤدد) .. ابتعدي عني قبل أن تندمي"
تمسكت به بكل قوتها وهي تهتف
"لا (عماد) .. لم آت اليوم لأبتعد .. أنا معك (عماد) .. كل شيء سيكون بخير"
شعرت بارتجاف جسده قبل أن يرفع ذراعيه يضمها له بقوة ودفن وجهه في عنقها هاتفاً باختناق
"لا شيء سيكون بخير .. لا شيء"
همست له تطمئنه بكلماتها وقلبها ينزف مع شهقاته وهو يحاول التحكم في مشاعره لتسمعه يقول باختناق
"اذهبي (سؤدد) قبل فوات الأوان"
"لا (عماد) .. لا أستطيع .. لا أريد"
ضاقت أنفاسها عندما اشتدت ذارعاه حولها بطريقة خانقة وسمعته يردد
"بل تستطيعين .. لن تحتملي (سؤدد) .. اذهبي بعيداً عني .. ستضيعين معي"
كادت تخبره أنّها لن تفعل لكن ضغطه الشديد على جسده خنقها أكثر لتهمس باختناق
"(عماد) .. أنت تؤلمني .. دعني"
"أخبرتكِ أنني سأؤلمكِ .. هذا الألم لا شيء مقابل ما ينتظركِ معي (سؤدد)"

حاولت مقاومته بكل ما تبقى من قواها ورعبها القديم عاد ليستيقظ داخلها بينما يهمس لها بقسوة أشد بينما يده تحركت خلف ظهرها بطريقة أفزعتها
"هل ستحتملين (سؤدد) رغم كل شيء؟ .. أخبريني .. قولي"
صرخت فيه والدموع تطفر من عينيها
"دعني (عماد) .. أنت تؤلمني .. دعني .. لن أسامحك أبداً لو آذيتني بهذه الطريقة .. ابتعد عني"
لوهلة ظنته لن يفعل وتوسلت الله داخلها حتى لا تضعف وتنهار مجدداً .. لا لن يعيدها لنقطة الصفر .. لن يؤذيها لهذه الدرجة .. أبعدها فجأة بقوة كادت تسقطها أرضاً وهو يصرخ مشيحاً بوجهه عنها
"اذهبي من هنا .. اذهبي ولا تعودي أبداً، سمعتِ؟"
توازنت تنقذ نفسها من السقوط وحدقت فيه بقلب منقبض بينما يواصل
"اذهبي (سؤدد) .. انسيني تماماً .. كل شيء بيننا انتهى .. لم يبدأ في الواقع أي شيء لينتهي .. اذهبي .. هيا"
صرخ بكلمته وهو يلوح بذراعه نحو الباب وبقيت هي تحدق فيه بصمت للحظات قبل أن تتراجع للخلف بخطوات جامدة وعيناها لا تفارقان عينيه ورفعت أصابعها تمسح دموعها بقوة لتردد بقسوة
"أنت محق .. يجب أن أذهب .. كنت مخطئة بمجيئي إليك .. أنت لا تستحق ولن أسامحك أبداً .. ليس على ما فات فقد قررت محوه وسامحتك عليه بالفعل .. لكنني لن أسامحك على ما فعلته بي لتوك .. لن أسامحك على خيانتك لي ولنفسك، هل تفهم؟"
لمحت ارتجافة في عينيه لكنّها واصلت صارخة فيه
"أنت جبان (عماد يزيدي) .. جبان، هل تسمعني؟ .. جبان .. وأنا لا أريد رجلاً جباناً يعجز عن مواجهة قدره ويهرب من معاركه بجبن .. أريد رجلاً يحميني ويقف في ظهري ويمنحني من قوته وقت ضعفي .. لا أريد علاقة برجل أحمق وجبان مثلك"
لم يرد فرفعت رأسها تنظر له بجمود وقالت
"أنا سأذهب ولن أعود .. يمكنك أن تجلس هنا تبكي على اللبن المسكوب كما تريد .. كنت مخطئة عندما ظننتك تستحق ثقتي وإيماني بك"
ورمقته بنظرة حزينة لائمة وهي تردد بمرارة
"خسارة يا (عماد) .. خسارة"
قالتها وأدارت له ظهرها وأسرعت تغادر الشقة قبل أن تهزمها دموعها ومشاعرها أكثر .. يكفي كل ما حدث .. الكرة الآن في ملعبه .. معركته الآن مع نفسه وضعفه .. إن أراد دعمها وقوتها فهو يعرف أين يجدها .. لا تعرف كيف نزلت للأسفل لتجد (رامز) ينتظرها قلقاً فاتجهت بجمود نحو سيارتها مثيرة دهشته باستقلالها المقعد الآخر وأشارت له تخبره أن يقود السيارة ويعود بها للقصر فاستجاب للأمر رغم دهشته .. لم تكن هي تملك ذرة واحدة توصلها بيتها بسلام .. حين فعلت أخيراً واختلت بنفسها في غرفتها سمحت لضعفها ودموعها بالانهمار بحرية تبكيه وتبكي نفسها .. لم تتوقف عن شتمه طيلة الليل ولا عن لوم نفسها على ذهابها إليه وإهدار كرامتها بهذه الطريقة ليواصل قلبها النازف الضغط عليها يذكرها أنّه ليس جباناً ولا ضعيفاً هو فقط مجروح ويحتاجها لتساعده في الخروج من وضعه .. ما مر به ليس سهلاً أبداً والذنب يقتله بلا رحمة .. (عماد) يحتاجها لكنّه يطردها بعيداً فكيف يمكنها أن تساعده .. ظل ذلك السؤال يحيرها حتى زارها والدها في غرفتها وتحدث معها مطولاً وأخبرها بالكثير من التفاصيل التي لم تعرفها .. أخبرها عن مواجهته مع (ليلى) وما اكتشفه هو و(فهد) بخصوص ما فعلته بوالدة (عاصي) .. كان أمراً مرعباً ولم تكن هي لتحتمله لو كانت مكان (عماد) .. ما قاله والدها جعلها تشك في جدوى كلماتها الأخيرة إليه .. ربما ليست كافية لتخرجه مما هو فيه .. يجب أن تجد حلاً .. بالتأكيد هناك ما يمكنها فعله لأجله .. اعتدلت منتبهة فجأة عندما خطرت الفكرة بعقلها وتحركت مسرعت تلتقط هاتفها وانتظرت بفارغ الصبر حتى سمعت صوت (راندا) على الجهة الأخرى تهتف بمرحها المعتاد
"مرحباً بصحفيتنا المغوارة .. أي رياح ألقت بكِ على هاتفي اليوم؟"
لم تستجب لمزاحها وهي تقول بسرعة
"مرحباً (راندا) .. هل يمكنني زيارتكِ اليوم؟"
صمتت (راندا) لبرهة مصدومة من الجدية الشديدة في صوتها وقالت
"بالطبع (سؤدد) تشرفيني في أي وقت حبيبتي لكن .. هل كل شيء على ما يرام؟"
تنفست بقوة
"لا تقلقي .. كنت أريد التحدث معكِ في أمرٍ هام .. أنتِ مشغولة الآن؟"
"لا حبيبتي .. يمكنكِ القدوم سأكون في انتظاركِ"
قالت بسرعة وهي تتحرك لتبدل ثيابها
"اتفقنا .. لن أتأخر"
ودعتها وأسرعت تستعد للخروج وقلبها يخفق بتوتر وأمل .. ربما يمكنها أن تساعده بهذه الطريقة .. هو في حاجة لدفعة من نوع آخر وترجو أن تنجح فكرتها وإلا فلا تعرف كيف ستتصرف معه .. ربما تضربه على رأسه بقسوة ليستفيق أو الأسوأ أن تذهب وتبحث عن (ليلى) تقتلها وترتاح.
****************************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:02 AM   #1058

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسللت قطرات العرق الباردة فوق جبين (همسة) وأنّت بألم وهي تتقلب في فراشها تهز رأسها برفض وهمسات مرتجفة غادرت شفتيها
"(فهد) .. لا تذهب يا (فهد) .. عد أرجوك"
رغم الظلام داخل حلمها كانت تراه يبتعد .. تمد يدها نحوه .. تحاول اللحاق به، لكنّه يلتفت نحوها ودون كلمات رأت رسالته في عينيه يخبرها أن تبتعد .. ألا تلحق به .. كانت تريد أن تفعل رغم أمره لكنّ قدميها كانت ملتصقتين بالأرض لتسيل دموعها بحرقة وتلفتت حولها بضياع تبحث عن مساعدة .. توقفت أنظارها عند خيال امرأة وقف قبالتها ينظر لها بحزن وأسى ليخفق قلبها يخبرها هوية المرأة دون أن ترى ملامحها .. همست بارتجاف
"أمي .. أمي تعالي .. ساعديني"
لم تتحرك من مكانها إنشاً لتبكي هي أكثر وتهمس
"هل ستتركينني أنتِ أيضاً؟ .. ستتخلين عني مثله؟ .. عودي أرجوكِ أنا أحتاجكِ .. لا تتركيني"
خُيل إليها أنّها تنتحب مثلها ثم رأتها تدير عينيها في اتجاه (فهد) المبتعد وهالة من الحزن استطاعت قراءتها في ملامحها المختفية وراء الظلال ثم عادت تنظر لها بحزن مماثل وهزت رأسها .. قالت (همسة) بألم
"لا أفهم .. ماذا تقولين؟ .. لماذا لا تعودين؟ .. هو تخلى عني .. لقد تركني أمي .. عودي أنتِ على الأقل .. أنا أحتاجكِ"
ابتسامة رقيقة كانت جوابها ومع هذا لم تتحرك أمها نحوها خطوة وخيالها بهت رويداً رويداً مثيراً جزعها حتى وجدت نفسها وحدها في الظلام قبل أن يدوي صوت ضحكة شيطانية بالقرب أثارت رعبها أكثر فالتفتت نحوها واتسعت عيناها وصرخت تنادي (فهد) وهي تراه يترنح مستديراً نحوها لتقابل عيناها جرح صدره النازف بغزارة وارتفعت الضحكات أكثر ممتزجة بصوت الرصاص الذي انهمر كوابل نحو (فهد) الذي سقط أرضاً وهو يمد ذراعه نحوها قبل أن تخمد حركته تماماً لتصرخ اسمه بكل قوتها وهي تنتفض من نومها .. تلفتت حولها وهي تلهث بعنف ثم انفجرت باكية بحرقة وجسدها لا يتوقف عن انتفاضه .. لحظة واحدة وانفتح الباب واندفعت (راندا) للداخل وهي تهتف
"(همسة) .. ما بكِ؟ .. لماذا تصرخين؟"
نظرت لها من بين دموعها لتندفع نحوها بجزع مع رؤيتها لحالتها وفي لحظة كانت جوارها على الفراش تضمها بين ذراعيها لتنفجر في البكاء أكثر

"لا بأس عليكِ حبيبتي .. أنا معكِ .. هل كان كابوساً؟"
تمسكت بها تشهق بزفرات حارة لتربت على ظهرها مواصلة همساتها المواسية

"أنتِ بخير .. هشش .. لقد مر .. لا تفكري فيه .. أنتِ هنا الآن .. أنتِ بخير"
رددت بصوتٍ متقطع بشهقات بكائها
"أنا لست بخير .. (فهد) ليس بخير .. أريد أن أراه يا (راندا) .. أريد أن أطمئن عليه .. أرجوكِ .. أخبري (هشام) أن يسمح لي برؤيته"
تنهدت (راندا) بأسى بينما واصلت هي بتوسل
"مرة واحدة فقط يا (راندا) .. قولي له سأراه مرة واحدة .. أطمئن عليه فقط ولن أطلب شيئاً آخراً"
"اهدأي يا قلبي .. اذكريه بالخير حبيبتي ولا تفكري بشر أبداً"
"أرجوكِ"

همست بتوسل أكبر لتجيبها
"سأخبره حبيبتي .. لا تقلقي .. (هشام) لن يرفض بالتأكيد"
بكت لحظات ثم قالت بتهدج
"لا يا (راندا) .. هما لا يريدانني أن أقترب منه هو و(عماد) .. هما يحزنان عندما أطلب هذا .. أنا لا أستطيع أن أنساهما (راندا) .. لا أريد .. ولا أريد أن يغضب مني أخي (عاصي) أو (هشام)"
قالت (راندا) برفق
"لا حبيبتي .. هما لن يغضبا منكِ .. لا أحد يرغمكِ على نسيانهما حبيبتي أو فعل ما لا تريدين .. أنا أفهمكِ (همسة) وسأفعل ما بوسعي لأساعدكِ"
رفعت رأسها وابتعدت عن حضنها تنظر لها هامسة
"صدقيني (راندا) .. إنّهما مختلفان عن (سامر)"
قطبت واسودت نظراتها مع ذكره بينما (همسة) تتابع
"هما لم يقصدا أن يفعلا كل هذا .. إنّهما مختلفان وطيبان كثيراً .. هما فقط ضلا الطريق .. لا أريد أن يخسرا الفرصة التي يبحثان عنها .. إن ابتعدت عنهما في الوقت الذي يحتجانني فيه سيتملكهما اليأس"
قالت بخفوت
"حبيبتي أنا أعرف .. لكن الأمر .."
قاطعتها قائلة
"أعرف أنّ الأمر معقد .. الكثير يقف بيني وبينهما أولهم عائلتي .. أنتم"
"نحن لا نقف بينكم (همسة)"
قالت بتوتر لتهز رأسها
"لا .. بل تقفون .. أنا مجبرة على التخلي عنهما لأنّ دم والديّ يحمل ذنبهما والداهما .. وذنب عمي و(رهف) في أعناقهم .. ما حدث لكِ كان بسبب عائلتهم .. كيف سأعبر هذا الحاجز؟ .. كيف أعود إليهما دون أن يمزقني الذنب ألف مرة كل لحظة؟"
احتضنت وجهها بكفيها وقالت وهي تنظر في عينيها قائلة بحزم
"ألم نتفق على ترك الأمور لوقتها؟ .. ألم تقولي أنّكِ سترضين بما يقرره القدر ومهما حدث ستصبرين .. أنّكِ لن تنسيه أبداً"
أجابت بتقطع
"الأمر صعب .. صعب جداً .. قلبي يتمزق قلقاً عليهما .. أريد على الأقل أن أطمئن على حالهما .. (هشام) وعدني أن يبحث عن أخبارهما لكنّه لم يخبرني بأي شيء"
قالت وهي تمسح دموعها في حنان
"لا أخبار يعني أخبار جيدة، صحيح؟ .. أنتِ لا تشغلي بالكِ ولا تستسلمي ليأسكِ ومخاوفكِ حبيبتي .. أين ذهبت (همسة) القوية والمقاتلة التي ساعدتني وساعدت (رهف) من قبل؟ .. هل ستضعفين الآن؟ .. ألا تقولين أنّهما يحتاجانكِ؟ .. كيف ستساعدينهما وأنتِ بهذه الحالة؟"
هزت رأسها وهي تحاول التحكم في دموعها لتبتسم لها مكملة
"عندما يعود (هشام) سأتحدث معه وأرى إن كان عرف شيئاً وسأطلب منه أن يأخذكِ بنفسكِ لتطمئني عليهما، حسناً؟"
نظرت لها بشك لتؤكد

"حتى ولو كان هو يرفض أي علاقة بهما بسبب كل ما حدث هو لن يرفض طلبكِ ولن يجعلكِ تتألمين هكذا .. (هشام) يفعل أي شيء لأجل من يحبهم حتى ولو على حساب نفسه حبيبتي"
كانت واثقة من صدق كلماتها بشأنه لكنّها كانت خائفة .. تخشى ما قد يحمله لها من أخبار وتخشى أن يستسلم لمشاعره ويرفض ذهابها إلى أعداء أسرتهما .. قررت التمسك بالأمل والثقة بوعد (راندا) وأومأت برأسها تخبرها أنّها ستنتظر .. ارتفعت دقات هادئة على باب الغرفة تلاها صوت (منال) تقول
"سيدة (راندا) .. الآنسة (سؤدد) وصلت وتنتظركِ"
ردت عليها ووجهها يتألق بحبور
"حسناً أنا قادمة حالاً"
عادت تلتفت إليها قائلة
"لقد وصلت في الوقت المناسب .. يمكنكِ الحديث معها والاطمئنان على (عماد) بنفسكِ منها"
نظرت لها باستفهام لتضحك (راندا) قائلة وهي تغمز
"ألم يخبركِ أخوكِ الهمام أنّه تسلل إلى بيتنا وتنكر كحارس شخصي لحماية (سؤدد) ابنة عمه؟"
ارتفع حاجباها وهي تنظر لها لتقول وهي تنهض
"لقد نسيت أن أخبرك أنّه لا زال يقوم بعمله كحارس شخصي لابنة عمتي العنيدة .. هيا انهضي .. يمكنكِ أن تتحدثي معها وهي ستخبركِ بأحواله"
أسرعت تمسح دموعها وهزت رأسها وهي تنهض بسرعة لتغسل وجهها وتبدل ثيابها لتقابل (سؤدد) وقلبها يرتجف بقوة وهي تفكر كيف كان (عماد) قريباً منها لهذه الدرجة دون أن تنتبه .. لقد قابلت (سؤدد) في قصر (هاشمي) لكنّها لم تره معها وقتها .. ربما لأنّه لم يستطع الحضور في وجود (هشام) ليلتها أو لأنّ عمله لا يتطلب وجوده معها في بيت عائلتها .. قابلت عمه ولم تجرؤ على سؤاله عن أخبارهما ولامت نفسها مراراً أنّها لم تفعل .. لكنّها لن تفعل اليوم .. ستطمئن من (سؤدد) عليه وليرفق بها الله ويجعل معها أخباراً جيدة بشأنه .. همست تشجع نفسها
"إنّه بخير .. سيكون بخير .. هما بخير"
****************************
راقب (فهد) بشرود بخار الماء يتصاعد من كوب مشروبه الساخن وتنهد بعد لحظات وهو ينهض تاركاً إياها وتحرك نحو شرفة غرفته بالفندق الصغير الذي نزل فيه قبل أيام إلى حين يقرر إلى أين سيذهب أو ماذا سيفعل في القادم من حياته .. لم يتصل بـ(عماد) أو أيً من صديقيهما ولم يرد على اتصالاتهم .. لم يذهب لشقته الخاصة يرفض أن يكون في أي مكان يحمل رائحة انتمائه لأسرته وفوق هذا يحمل ذكرياته مع (همسة) .. ليس في حاجة للمزيد من العذاب .. هو الآن يوطن نفسه على التعود .. لم يعد يملك سوى التعود على غيابها من حياته فهي لن تعود أبداً .. ولو حدثت معجزة تعيدها إليه فهو سيرفضها .. لن يدخلها بيده إلى تلك العائلة التي يتقزز لكونه يحمل دمها .. لن يعيدها إلى عالمه الملطخ وهو لا يعرف متى سيصبح مثلهم ليؤذيها بنفسه .. والده آذى أمه قديماً وعذبها قبل أن ينفصل عنها ويتركه هو يتيماً ووالده على قيد الحياة .. والده الذي لابد أورثه بعض صفاته ولابد أنّه هناك في بقعة عميقة من روحه هو يحمل سواد روحه وجنونه لا يعرف متى يتحرران لكن .. هو لن يخاطر بها أبداً .. (همسة) الآن بخير وسط عائلتها حيث يجب أن تكون .. حيث ستجد السعادة التي تستحقها .. وربما يوماً ما ستنساه وتجد رجلاً محترماً ليحبها وتحبه .. أغمض عينيه وخنجر ينغرس بقلبه مع تخيله للأمر .. همس لنفسه بحرقة
"تحكم بنفسك يا (فهد) .. أنت لن تتراجع عن قرارك .. فكر في مصلحتها"
تنفس بعمق وصورتها ترتسم أمام عينيه تمنحه القوة ليحارب نفسه وقلبه واشتياقه إليها .. سمع هزة فوق الطاولة حيث ترك هاتفه معلناً وصول رسالة .. تحرك إليه ببطء والتقطه بجمود لتقابله رسالة جديدة من (راجي) .. لم يهتم بفتحها .. بالتأكيد يتوسله أن يعود ليجدوا حلاً ويترجاه أن يركن إلى عقلٍ ما عاد يملكه .. ألقى الهاتف مكانه ونظر حوله بمرارة .. عليه أن يغادر .. إلى أي بلد .. إلى أي مكان لن يفرق .. ما الذي لا زال ينتظره ببقائه هنا؟ .. هل هو قلبه الذي لا يطاوعه أن يذهب بعيداً عنها؟ .. ما دام سيُحرم منها للأبد فعلى الأقل لتظلهما نفس السماء .. أم هو ينتظر تلك المعجزة التي سيرفضها ما أن تحدث .. أخرجه من أفكاره المعذبة رنين هاتفه فالتقطه بتلقائية لينظر لاسم المتصل .. اعتدل منتبهاً مع رؤيته وخفق قلبه بعنف وأسرع يجيب
"مرحباً (جاك)"
استمع بنفاذ صبر لتحيته وصوته على الجانب الآخر يقول
"مرحباً (فهد) .. أخيراً وصلت إليك .. حاولت الاتصال أكثر من مرة وهاتفك كان مغلقاً"
"آسف ربما كان شحنه قد نفذ"
ردد كاذباً وتسارعت نبضاته في انتظار ما يحمله من أخبار .. هو لن يتصل به سوى لأمرٍ واحد .. لم يحتمل انتظاره أن يتحدث فأسرع يهتف
"هه .. هل هناك جديد؟"
ردد (جاك) بهدوء
"هذا الأمر لا يمكن التحدث فيه عبر الهاتف .. أريدك هنا في أقرب وقت .. الأمر عاجل"
قطب بتوجس وارتجف صوته وهو يسأله
"هل عرفت شيئاً؟ .. هل .. هل .. وجدتها؟"
احترق خلال اللحظات التي مضت على إجابة (جاك)
"أعتقد أنني وجدت شيئاً .. لست متأكداً"
تنفس بحدة وهتف قائلاً
"سأصل على أول طائرة"
"حسناً .. أنا في انتظارك"
ودعه وأغلق الهاتف بينما تسارعت أنفاس (فهد) أكثر وهو ينهض من مكانه يدور حوله في توتر .. لقد وجدتها .. بالتأكيد وجدها أو على الأقل وجد خيطاً .. هو لا زال يشك في كلام عمته .. بالتأكيد هي كانت تكذب في كلامها .. هي لم تقصد أنّها تخلصت منها بالمعنى الحرفي .. لا زال لديه أمل .. هناك معجزة تنتظره .. حتى وإن كان يرفض الجائزة التي ستحملها إليه تلك المعجزة هو سيبحث عنها .. سيعيد إلى (همسة) أمها بأي ثمن .. سيعوضها ولو قليلاً عن ظلمهم لها .. سيعيد لها سعادتها وابتسامتها .. أسرع يلتقط هاتفه ويحجز على أول طائرة مغادرة إلى فرنسا ثم وقف متردداً يفكر إن كان يجب أن يهاتف (عماد) ليخبره بالأمر، لكنّه حسم قراره أخيراً وهو يضع هاتفها جانباً ويتحرك ليعد حقيبة سفره .. عليه أن يتأكد أولاً من كونها هي قبل أن يخبر أحداً
"يا رب .. يا رب .. فلتكن هي أرجوك .. لتكن هي"
همس دعاءه بتوتر وهو يضع ثيابه في الحقيبة وقلبه المرتجف تمنى بأسى لو كان يملك أن يذهب إلى (همسة) في الحال ويعانقها بقوة ويبشرها باللقاء القريب الذي سيعوضها كل ألم عاشته من قبل .. أو كما يأمل من القدر .. إن كان يحمل في صفحاته القادمة ابتساماتٍ تمحو ما تقدم من أوجاع.
*******************
انتهى الفصل الخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 12:12 AM   #1059

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نزل الفصل الخمسون بحمد لله .. الفصل طويييل وفيه مشهد طويل لكل اللي بيحب منذر صفوان وبيطالبوا بزيادة مشاهده

يا رب تعجبكم كل مشاهد الفصل وأحداثه
قراءة ممتعة حبايبي



بحبكم في الله

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-19, 03:47 AM   #1060

السلطانةhf

? العضوٌ??? » 447953
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » السلطانةhf is on a distinguished road
افتراضي

و اخيرا مشاهد لمنذر و انجليكا
اخيرااااا
شكرا جزيييييلااااا


السلطانةhf غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.