آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          46 - صرخة البراري - مارغريت واي - ع ق (الكاتـب : ورود الصباح - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree970Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-18, 12:25 AM   #101

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
انتي شريرة على فكرة
يعني عماد و مراد اصحاب و عماد لسانه دلدل من كتر ما وصى مراد على سؤود
طيب مش يفهم بقى اذكى اخواته ان سؤود تخص البرنس و يحاول ميورطش مشاعره معاها ياااااااختي
و لا النصيبة التانية راجي تبع عماد يعني كل المعلومات اللي بتوصل للعيلة متفلترة و متحددة من عماد يا نرك يا نعمة
انجليكا هي الطعم اللي عتصطاد بيه سؤود منذر
بالاول افاكرت منذر معحب بسؤود طلع عينه من وتين يالا حصل خير هههههههههه

مساء الفل و الياسمين رونتي
أنا شريرة؟؟ .. أنا بريئة تماماً من هذه التهمة و مليش ذنب في اللي بيعملوه
عامةً سؤدد هتقتلهم لما تعرف الحقيقة
منذر معجب بسؤدد فعلاً بشخصيتها و لكونها مختلفة عن كل اللي عرفهم .. هو قلبه كبير و يساع من الحبايب ألف .. إيه المشكلة
إن شاء الله يعجبك الفصل الجديد و تنوريني دايماً حبيبتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:29 AM   #102

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل مشوق
ايف الله بعينها
وعرفنا كيف أصبح مراد حارس سؤدد
وراجى وكمية معلوماته
منذر انسان بهيئة شيطان
انجليكا ما دورها فى كل هذا
يسلموووو ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

نورتيني كتير يا قمر
إيف لسه الأصعب جاي و هنعرف الفصل ده جزء جديد من ماضيها

سؤدد بتجهز الفخ لمنذر صاحب القلب الشيطاني هل هتقدر توقعه في الفخ فعلاً

آنجليكا بنتعرف على جانب جديد من حياتها اليوم
إن شاء الله الفصل يعجبكِ

أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:31 AM   #103

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0)

‏موضى و راكان, ‏yasmine_ha, ‏k_meri, ‏صفصف..., ‏lolo75





فصل جميل يا مايلو شكرا على العيدية الحلوة
مساء الورد يا جميل

العفو يا قمر كل سنة و انتي طيبة و بألف خير

إن شاء الله تستمتعي بالفصل الجديد


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:34 AM   #104

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع


أصغى لكِ الليلُ حتى مرَّ في عجلٍ
ليدرك الصبحُ شيئاً من حكاياكِ
قالت بحبٍ : صباح النورِ قلتُ لها
ما أشرق النورُ إلا من مُحيَّاكِ


"د. محمد المقرن"
******************
فتحت عينيها بصعوبة و أغمضتهما مجدداً مع نور الشمس الذي اخترقهما و تنهدت بتعب و تحركت لتنام على جانبها و فتحت عينيها تتطلع للحائط مقابلها بشرود و تسترجع ما مرت به منذ أتى بها (آدم) لهذا المكان و كيف مرت بها الليلة الأولى تبكي و تحتضن جسدها المرتجف و تحاول أن تمنع صوت الذئاب من اختراق أذنيها دون جدوى و حاولت جاهدة أن تغوص بأعماق ذكرياتها الملونة السعيدة برفقته لتمنع نفسها من كراهيته أكثر .. تعرف أنه يريد الانتقام منها و كانت تعد نفسها جيداً منذ هربت منه قبل سنوات و توقعت منه أي شيء ، لكن أن يستغل نقاط ضعفها و يحبسها بهذا المكان البعيد المهجور الذي تحيطه الحقول الزراعية لمسافات واسعة و بالتأكيد تستغله الذئاب و غيرها من وحوش الليل التي باتت ليلتها الثانية تفكر في كم من هذه الوحوش يوجد بالخارج يفصلها عنهم مجرد جدار ... دمعت عيناها اللتان باتت واثقة من أنهما باتتا محاطتين بهالات سوداء بسبب سهرها بالليل و نومها المتقطع غير المريح ... صوت قرقرة معدتها ذكرتها بأنها لم تتناول الطعام لأكثر من يومين بعد أن رفضت أن تمس الطعام الذي تركه لها .. تباً له .. يعاملها كأسيرة حرب و يحاول أن يبقي على حياتها .. ربما فقط إلى أن يكتفي من انتقامه و يتشفى قلبه أخيراً من معاناتها و بعد ذلك سيتركها للموت و لو جوعاً ... حسناً هي لن تمنحه الفرصة .. لا للشماتة و لا للانتقام و التشفي منها ... ستموت هنا و تنتزع منه انتقامه الأحمق .. موتها سيكون رحمة من أن ينتزع منها آخر ما تبقى داخلها من مشاعر حبها الأحمق اليائس نحوه ... عادت تتلوى على الفراش و هي تفكر ... هل سيحزن لموتها و لو لحظة أم أنه فقط سيتحسر على أنه خسر فرصة رؤيتها تتعذب أمام عينيه ... مسحت الدموع التي خانتها و هي تعنف نفسها .. ماذا تفعل؟ .. هي لم تمت بعد؟ .. ألم تقسم بأول ليلة لها هنا أنها لن تدعه ينتصر و أنها لن تسامحه على فعلته بها و لن تمنحه الفرصة لرؤيتها ضعيفة منهزمة ... أجل .. هي الآن في أشد الحاجة لـ(سيلين) .. لها هي فقط ... (سيلين) التي ولدت بعد موت (سديم) و ذاقت الأمرين حتى أصبحت امرأة قوية ثلجية القلب لا تعرف الضعف ... لما يقرب من عشر سنوات عاشت تحت ظلها و حمايتها .. في أعماق قلبها دفنت (سديم) الصغيرة و أهالت فوقها أطنانًا من الثلوج و تعلمت استقبال لطمات الحياة واحدة بعد أخرى حتى اشتد عودها و أقسمت ألا يكسرها أحدهم ... حتى ذلك اللعين الذي كان يتحكم بحياتها أثناء عملها لحسابه ... لم تكد تجد الفرصة و تشعر أن جناحيها باتا قويين حتى أطلقت العنان لهما و انطلقت لتحصل على حريتها و لتبدأ صفحة نقية بعيداً عن السواد الذي غمسها به لسنوات طويلة حتى نسيت من كانت .. تماماً كما أراد هو .. لا تنكر أن عملها معه علّمها الكثير جداً و أنها أثبتت له أن التلميذ قد يفوق أستاذه بكثير .. انتحلت شخصية جديدة قررت أنها الأخيرة و هربت بعيداً عن مخالبه .. لقد تعب كثيراً ليصنع منها ما أصبحت عليه و هي أثبتت له أن عمله كان مثالياً لأقصى درجة ... أخفت آثارها جيداً و كادت تهرب بعيداً عن فرنسا إلى حيث لن يجدها في هذا العالم ، لكنّ حبها اللامنطقي الذي هب كعاصفة مجنونة على قلبها الذي بدا كما لو كان ينتظر (آدم) بالذات ليخفق .. و عشقه كان بداية الهزيمة بالنسبة لها و لولا لقياهما لكانت فردت جناحيها و حلقت بعيداً جداً عن فرنسا .. بعيداً عن ماضيها .. ابتسمت بأسى و هي تغمض عينيها تتذكر كيف جرفهما تيار الحب دون تعقل و هي بالذات رمت بكل تعقلها خلف ظهرها و بدأت معه قصة حب مجنونة و نسيت كل شيء سوى أنها كانت حية معه و بين يديه ... ما كان يجب أن تلقي بحذرها جانباً .. ما كان يجب أن تنسى كل ما علّمتها الحياة ... أطلقت آهة حانقة من حلقها و هي تمرر أصابع كفيها في شعرها بعصبية .. لماذا كان يجب أن تكون بهذه الحماقة؟ .. لماذا أعادت قصة والديها الحقيقين بكل حذافيرها رغم أنها أقسمت آلاف المرات أنها لن تقع بنفس الفخ؟ .. لماذا لم تمت مع عائلتها .. العائلة الوحيدة التي عرفتها؟ .. لم تكن لتعرف حقيقتها المُرة .. نهضت من مكانها و توجهت لتحمل إناء الماء و ملأت كفها لتصفع وجهها بالماء مراراً تغسل عنه أثر النوم و الدموع ... لا .. الذكريات ستثير ضعفها و هي تريد أن تكون قوية عندما يمن عليها بزيارته في هذا المعتقل الذي رماها به ... التقطت منشفة من الخزانة الصغيرة و جففت وجهها جيداً قبل أن تلقيها على الفراش و تتجه نحو النافذة و تصعد على الطاولة لتنظر للخارج .. تشبثت بالقضبان الحديدية و تتطلعت نحو الخضرة الممتدة على مدى بصرها .. أين هذا المكان بالضبط؟ .. هل هو ملك (آدم) أم أنه استأجره لبعض الوقت .. هي حتى لا تعرف حجم المكان الذي يحبسها داخله .. لا تستطيع مد بصرها خارج حدود هذه الغرفة التي تبدو كما لو كانت يد انسان لم تمتد لها لفترة من الزمن ... تنهدت بقلة حيلة و هي تنزل أرضاً و تعود لتجلس على الفراش و نظرت في ساعتها للتاريخ .. لا يعقل أنه ينوي بالفعل حبسها حتى تموت وحدها ... بالتأكيد سيأتي .. على الأقل حتى يرى نتيجة فعله ... عاد الدم يغلي في عروقها و هي تتوعده .. وقعت عيناها على الطعام الموضوع على الأرض و الذي فسد و عادت معدتها تطلق أصواتاً معترضة على جوعها الشديد فتنفست بقوة و حاولت أن تشغل نفسها كما تعودت و هي صغيرة حين كانت تمر عليها الأيام دون لقمة صغيرة ترحم جوعها و طفولتها ... أغمضت عينيها كما كانت تفعل و أطلقت العنان لمخيلتها علّها تلمح الطعام و الفراش الوثير ، لكن عوضاً عن ذلك ارتسمت أمام عينيها صورتها الصغيرة و هي تجلس حافية القدمين تلتصق بالحائط في ركن غرفة شبه معتمة بملابسها البالية و خصلاتها مشعثة و وجهها تلطخ بالأتربة التي خطت الدموع فوقها مجريين و هي تحاول أن تتخيل نفسها على مائدة مليئة بألذ الأطباق التي كانت أمها تبرع فيها و تحضرها لها خصيصاً ... كانت دموعها تنهمر أكثر و هي تشعر أنها تكاد تلمس المائدة بما تحمله و مدت يدها لا لتلقط الطعام بل لتلامس خيال أبويها المبتسمين ، لكنّهما تلاشيا ما أن لمست خيالهما .. كادت تصرخ بأعلى صوتها تناديهما و تتوسلهما أن يعودا و يأخذاها معهما للعالم الآخر حيث لا وجع و لا جوع و لا آلام ، لكنّها خافت من العقاب فاكتفت بدفن وجهها بين كفيها الصغيرين و بكت في صمت .. انتفض جسدها عندما شعرت بكف تلامس كتفها بحنان و لوهلة تصورت أن المشرفة قد سمعت بكاءها و أتت لتعاقبها كما توعدتها و انكمشت على نفسها تشدد من إغماض عينيها لولا أن الكف مسحت على رأسها بحنان و صوت صاحبها تردد بحنان مماثل جعلها تفتح عينيها و تنظر للصبي الذي يكبرها ببضع سنوات و الذي ابتسم و هو يغمز لها بعينه واضعاً سبابته فوق شفتيه يحذرها من أن تحدث صوتاً .. اتسعت عيناها و هي تتساءل كيف تسلل لمحبسها لكنها اكتفت بالنظر إليه و سمعته يقول و هو يرفع كفه الآخر أمام عينيها لتتسعا من جديد و هي ترى الشطيرة و قطعة الحلوى الصغيرة و زجاجة من الماء
_"خذي بسرعة .. لابد أنكِ جائعة .. لقد أحضرتهم من أجلكِ .. هيا بسرعة قبل أن يأتي أحد"
تناولت الشطيرة بتردد حسمه صوت معدتها الجائعة فأسرعت تلتهمها بشراهة أمام عينيه اللتين تأملتاها بحنان و شفقة و قال و هو يناولها زجاجة الماء
_"على مهلكِ يا صغيرة حتى لا تغُصين"
غصت بطعامها في نفس اللحظة فربت على ظهرها برفق و هو يناولها الماء لتشرب و نظرت إليه بعدها بعينين دامعتين من شدة سعالها و لم تلبث دموعها أن سالت و هي تشعر بتربيتة يده على شعرها في حنان شديد ذكرها بأمها و سمعته يقول
_"أنا (بيير) .. و أنتِ (سيلين) ، صحيح؟"
خفضت عينيها و واصلت التهام الشطيرة في صمت حتى أنهتها ليناولها قطعة الحلوى و هو يكمل
_"هذا اسمكِ ، صحيح؟ .. سمعت المشرفة تناديكِ به"
صمتت للحظات ثم همست بجمود
_"هي لا تناديني إلا باللقيطة الملعونة"
ران الصمت لترفع عينيها و توقف قلبها مع النظرة القاتمة في عينيه و التي اختفت سريعاً و هو يقول بهدوء
_"هي تنادي الجميع هنا بهذا اللقب .. لا تدعي هذا يزعجكِ أو يجرحكِ .. أنتِ .."
همست بصوتٍ ميت
_"أنا لست لقيطة"
قطب و هو يميل قليلاً نحوها
_"ماذا؟"
هتفت بحدة و هي ترفع إليه عينين غاضبتين مليئتين بالألم و الغضب و صورتيّ والديها ترتسم أمام عينيها
_"أنا لست لقيطة .. أنا .."
كتم كلماتها و هو يضع كفه فوق فمها

_"اهدأي .. ستفضحين أمرنا"
حدق فيها بشفقة و نزع كفه ما أن لامستها دموعها لتواصل باكية
_"أنا لست لقيطة .. لست لقيطة ... أنا يتيمة .. لقد ماتت عائلتي .. مات أبي و أمي .. ماتا و تركاني وحدي"
تراجع بجزع و هو يراها تبكي بانهيار و نظر لها بعجز شديد للحظات قبل أن يتنهد و اقترب ليحيطها بذراعيه و شدها لتبكي فوق صدره و هو يربت على رأسها لتتشبث به و تبكي كما لو كانت تختزن كل دموعها منذ قُتِل أبواها أمام عينيها .. ما أن بدأت دموعها تخفت حتى انتفض جسده و هو يسمع صوت تصفيرة مميزة بالخارج ليبعدها بسرعة و ربت على رأسها مرة أخيرة و هو يقول
_"يجب أن أذهب الآن ... سأراكِ مرة أخرى .. اهتمي بنفسكِ"
راقبته بقلق و هو يأخذ الزجاجة الفارغة و يغادر الغرفة بسرعة البرق و سمعت صوت مزلاج الباب الخارجي و هو يُغلق و عاد الصمت لمحيطها فتطلعت حولها تتساءل إن كان حلماً ذاك الذي حدث للتو ، لكنّ معدتها التي توقفت آلام جوعها أخيراً و دفء عناقه الذي أذهب عنها برد غرفتها يؤكدان لها أنها ما كانت تحلم ... ابتسمت من بين دموعها و هي تهمس بخفوت
_"(بيير) ... شكراً لك"
لم تتصور لحظتها أن هذا الصبي سيكون جزءاً مهماً من حياتها و أنه سيرافقها للسنوات العشر القادمة من عمرها و حتى بعدما قررت الهرب بعيداً كان معها في كل لحظة حتى و هو بعيد ... عادت لواقعها و هي تفتح عينيها تتذكره بألم ... (بيير) الغالي الذي لم يبخل عليها بصداقته و حبه و حمايته و في أصعب أوقاتها كان جوارها ... من أجلها تنازل عن حريته و رافقها في ذلك الطريق المظلم ليتأكد من أنها لن تؤذي نفسها .. لامست قلبها الذي توجع من أجله .. (بيير) .. وضع روحه على كفه مراراً من أجلها و هي ماذا قدمت له؟ .. لا شيء .. لا شيء سوى الألم و المعاناة و انتزاعها لحريته و حقه في الحياة الشريفة .. حتى عندما تعلم قلبها الحب وقعت في حب رجل آخر .. تذكرت بحزن كيف آلمته عندما هربت و تركته خلفها .. كانت تعلم أنه سيتمكن من أن يفلت من حصاره هو الآخر .. أرادت أن تحرره من قيوده التي يصمم على أن يقيد نفسه بها إليها .. لقد حرمته من أن يحيا حياةً طبيعية لسنواتٍ طويلة و عندما هربت أرادت أن تحرره منها ليعيش حياته كما كان يجب أن يفعل لسنين .. هي كانت لعنة في حياته و عقبة لا أكثر .. رفعت عينيها حين أفاقت من ذكرياتها لتجد الشمس تقترب من المغيب فمددت جسدها فوق الفراش و تتطلعت للسقف بشرود ... لابد أنه سيكتشف خدعة (آدم) خلال أيام و ربما يأتي إلى هنا ليبحث عنها ... لن يقتنع أبداً بالرسالة الحمقاء التي أرسلها إليه و تعرف أنه سيقلق عندما لا تجيب على اتصالاته و أنه لن يقاوم قلقه عليها و سيترك كل ما بيده و لو كانت حياته على المحك و سيأتي من أجلها .. ضحكت من بين دموعها و هي تتخيل مواجهته مع (آدم) ... تنهدت بحرقة و هي تفكر .. (آدم) يعتقد أنه حبيبها الفرنسي و لن تكون مبالغة إن تصورت أنه قد يقتله إن وقع بصره عليه .. حسناً .. (بيير) هو الآخر رد فعله سيكون قاسياً للغاية فهو كان شاهداً على كل معاناتها بسبب (آدم) و لطالما أقسم أنه لولا رفضها و توسلها له لسافر إليه و قتله بيديه حتى يشفي غليله منه و ينتقم لها ... ابتسمت و هي تغمض عينيها .. كم يشبه (هشام) بحمائيته و قلبه الكبير و قلقه عليها .. هو الآخر لن يرحم (آدم) أبداً عندما يعرف بما فعله .. قطبت مفكرة بأسى .. و عندما يعرف أنه كان السبب في الحالة التي وصلت إليها قبل ست سنوات .. حسناً (آدم هاشمي) .. أنت تظن أنني نفسها (إيفا) الوحيدة المقطوعة من شجرة و التي لن يهتم لها أحد و لن يشعروا بغيابها .. أنت واهم حبيبي و لن يسرك أبداً أن تعرف أنني لست وحيدة أبداً ... لدي (هشام) و (بيير) ... لدي عائلتي التي سـ .. توقفت فجأة و خفق قلبها لتعود و تهمس الكلمة كأنما تتذوقها ... أغمضت عينيها و راحة شديدة تلامس قلبها لأول مرة و هي تهمس بكلمة العائلة داخل قلبها و تعترف بما أنكرته طويلاً .. مهما عاندت و أنكرت و كذبت على نفسها فهذا لن يغير شيئاً من الحقيقة .. هي ليست وحيدة في هذا العالم .. لديها عائلة .
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:36 AM   #105

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقلب (آدم) دون ارتياح في الفراش محاولاً العودة للنوم من جديد بعد أن استيقظ فجأة و زفر بحنق و هو يتحرك لينام على جانبه و أغمض عينيه مرغماً مع رائحة عطرها التي اخترقت أنفه ... تباً .. لا زالت رائحتها عالقة بالفراش .. لم يشعر بها أمس و هو يلقي بجسده المتعب الذي أضناه التعب و التفكير و السهر و يغرق في نومٍ لم يخل من أحلامه المعذبة بها ... عرف الآن سبب أحلامه .. ليس فقط احتلالها لتفكيره بل عطرها الذي تسلل إلى عقله اللاواعي ... لم يقاوم نفسه و هو يدفن وجهه بالوسادة و يأخذ نفساً عميقاً ليتخلل عطرها صدره و يعيده لسنواتٍ مضت ... عادت صورها تغزو عقله و انقبض قلبه و عقله يعود به من الماضي لما حدث بينهما آخر مرة بهذه الغرفة قبل أن يغادر شقة صديقه و يذهب بها بعيداً جداً ... تنهد و هو يضرب بقبضته الوسادة و ينهض بحنق و يتحرك نحو الأريكة الموجودة بالغرفة .. هل هو أحمق؟ أم يهوى تعذيب نفسه؟ .. ما الذي أعاده لشقة صديقه؟ .. و بدلاً من أن ينام فوق الأريكة الموجودة بالصالة اختار أن ينام في نفس الغرفة التي حبسها بها و تباً لغبائه .. فوق نفس الفراش الذي نامت فوقه و تركت فوقه عطرها اللعين .. زفر من جديد بحنق و هو يتطلع للفراش بكراهية و أمام عينيه ارتسمت صورتها و هي مستسلمة تماماً للمساته الحميمية و عاد صوتها المغوي اللعين يتردد و هي تهمس باسمه .. أغمض عينيه بقهر .. اللعنة .. لقد كانت تحاول إغواءه .. و هو كالأحمق كاد يقع في فخها من جديد ... لا .. لا يجب أن يسمح لها بالتلاعب به مجدداً .. عليه فقط أن يتذكر كل الرجال الذين عرفتهم قبله و بعده و جسده سينفر منها و سيكره انجذابه لها و عندها لن تملك عليه تأثيراً .. أخذ نفساً عميقاً و تمدد فوق الأريكة و أغمض عينيه و رغماً عنه سافر عقله إليها ... منذ حبسها في البيت الكبير و هناك جزء لعين داخله لا يتوقف عن طعنه بقسوة و ينغص عليه صحوه و نومه ... لقد أقسم أن ينتقم منها ، فهل سيشفق عليها الآن؟ .. هل سيستمر خيالها يطارد عقله الذي يرسم له أبشع الخيالات عن حالتها و هي وحيدة في ذلك البيت الكبير البعيد عن العمران .. أقرب بيت مسكون يبعد مسافة كبيرة عن مكانها و مهما حاولت الصراخ لن يسمعها أحد .. قطب حاجبيه و هو يحاول أن يقسي قلبه الأحمق الذي عاد يذكره بلوم أنها ربما لم تكن تدعي كُلياً أثناء علاقتها به و ربما كانت صادقة في بعض الأشياء ... تذكر كيف ارتجف جسدها حين مرا بقفص الذئاب بحديقة الحيوان التي زاراها ذات يوم .. لم تكن تدعي الخوف .. هي حتى ادعت أنها تحب هذه الحيوانات كثيراً ، لكنّه لاحظ رجفة جسدها الخفيفة و ارتعاشة شفتيها و الخوف الواضح بعينيها .. ادعى لحظتها أنه لم يرى شيئاً من هذا ... لقد ظن خلال الفترة القصيرة التي قضاها معها أنه بات يحفظها عن ظهر قلب و كان قادراً على رؤية أدق تفاصيلها .. ظن أنها كانت واضحة كنبع ماءٍ صاف لعينيه .. هل كانت مرآة الحب عمياء؟ أم أن تمثيلها المتقن كان يخفي وراءه بعض الصدق .. هل تصرف لا إرادياً عندما اختار ذلك المكان ليحبسها فيه؟ .. كان يعلم أنها ستخاف من الوحدة و الظلام و الذئاب التي بالتأكيد ستسمع عواءها عن قرب ... زفر بألم و هو يدفن وجهه بين كفيه يذكر نفسه أنه ليس سادياً و لا قاسياً لا يملك قلباً ... لم يكن هكذا أبداً و ما فكر أبداً باستغلال نقاط ضعف أحدهم .. هي السبب .. هي من أحالته لذلك القاسي القلب الذي ما عاد يفكر سوى بانتقامه و رؤيتها راكعة على قدميها تتوسل أن يسامحها على كل ما فعلته به ... على خيانته .. على قلب (رُبا) الذي انكسر بسببها .. على العذاب الذي مر به .. ألم يقسم أنها ستدفع ثمن كل هذا غالياً ، فهل سيأتي الآن و يستسلم لعذاب ضميره؟ .. هي حررت تلك الوحوش السادية بقلبه و عليها وحدها أن تتحمل مصيرها .. انتبه على صوت طرقاتٍ على باب الغرفة فرد بشرود ليدخل صديقه العابس ليزفر بيأس بينما يسمعه و هو يقترب و يقف أمامه مكتفاً ذراعيه
_"أنت مستيقظ؟"
ابتسم بسخرية
_"كما ترى"
هتف (خالد) به في حنق
_"تبدو رائق البال بالنسبة لشخص اختطف امرأة"
رفع عينيه للسقف و هو يزفر بنفاذ صبر
_"(خالد) ... لن نعيد هذه الأسطوانة ... أنا متعب و لم أنم جيداً طيلة الليل"
هتف باستنكار
_"و هل كنت تتوقع أن تنام بهناء؟ .. تباً (آدم) .. ما الذي فعلته بها؟ .. أين أخفيتها؟"
أطرق برأسه دون رد ليهتف (خالد) بجزع
_"هل قتلتها؟"
لم يقاوم ضحكة ساخرة جعلت صديقه يهتف اسمه بغضب ليرفع إليه عينين امتزج فيهما الألم بالسخرية و هو يتمتم
_"لا تقلق ... ليس بعد"
قطب حاجبيه و هو يتأمله ملياً قبل أن يقترب ليجاوره و ربت على كتفه قائلاً برفق
_"ما الذي يحدث معك بالضبط (آدم)؟ ... لا تبدو طبيعياً منذ ظهرت هذه المرأة ... ماذا يدور بينكما يا صديقي؟.. تبدو أجنبية .. من أين تعرفها؟"
تنهد قائلاً بسخرية

_"إنها فرنسية"
ارتفع حاجباه و لمعت عيناه بتفهم
_"هل هي نفسها من ..؟"
ابتسم بتهكم مرير و هو يجيب سؤاله المبتور
_"أجل هي ... نفس الفتاة التي أخبرتك عنها قديماً"
ثم ضحك بمرارة متابعاً
_"تتذكر عندما حذرتني وقتها و أخبرتني أن الوقوع في حب أجنبية ليس جيداً أبداً و أن عائلتي لن ترضى بها"
تأمله بأسف و هو يتذكر تلك المكالمة بينهما ... لم يخبره (آدم) سوى بأنه قابل فتاة فرنسية رائعة و أنه وقع بحبها .. تذكر بألم السعادة التي كانت تشع من صوت صديقه و هو يؤكد له أنها ليست كما يظن أبداً و أن عائلته ستقع بحبها كما فعل هو و أنه سيحضرها معه فور أن تنتهي بعثته الدراسية ... كان قلقاً من أجله و عقله استعاد كل القصص التي يعرفها عن الزواج بأجنبيات و المشاكل التي تحدث بسببه في أغلب الأحيان ... حاول إقناعه عبثاً لكنّ (آدم) بدا و كأنه شخصٌ آخر غير العقلاني الهاديء الذي عرفه دوماً و الذي يستمع دوماً لصوت عقله و يغلبه على عاطفته ... رغم قلقه الشديد تمنى له السعادة الدائمة ، لكنّ الأيام أثبتت صدقه و (آدم) عاد شخصاً آخراً غير الذي ودعه للسفر ... من دون أن يسأله أدرك أن الأمر انتهى مع تلك الفرنسية ، لكن ليس دون خسائر فادحة ... (آدم) تغير كُلياً و عندما سأله عن الأمر بعد أن غلبه قلقه الشديد عليه أخبره أنها كانت علاقة عابرة و لم تنجح و أنه لا يريد أن يتحدث عن هذا الأمر مجدداً .. لم يحاول أن يجادله فهو يعرفه جيداً و ما دام لا يريد أن يتحدث عن الأمر فلن تجبره قوة على الأرض أن يفعل .. و لم يكن بحاجة لتفسير فحالة (آدم) كانت تفسر كل شيء .. ما آلمه أن صديقه تباعد كثيراً عن الجميع في الفترة التالية و كثرت أسفاره للخارج .. كان يتصرف بطريقة غير طبيعية .. ثم توقف كل هذا فجأة و عاد لحياته العادية و للتواصل مع الجميع ثم تزوج بابنة عمه و ظن هو أنه قد نسي ذلك الموضوع القديم تماماً ... و لكن ها هو يكتشف أن ذلك الماضي لم يمت أبداً و أن (آدم) لم ينس تلك الفتاة كما توهم ... تصرفه الجنوني هذا يثبت أنه لم يتجاوز ماضيه و أنه لسببٍ ما ناقمٌ عليها بجنون و تحركه رغبة حمقاء في الانتقام منها .. ماذا حدث بينهما ليفقد صديقه عقله بهذه الطريقة؟ ... رفع عينيه ينظر لصديقه الذي أطرق برأسه شارداً و بدا ممزقاً مشتتاً تماماً كما رآه عندما عاد من سفره قبل سنوات .. همس متسائلاً بألم و توجس
_"ما الذي فعلته بك تلك المرأة لتصل لهذه الحالة (آدم)؟"
لم ينطق بحرف و لمح عرقاً ينبض بعنف في صدغه و هو يقبض على كفيه بقوة ليعيد من جديد
_"ماذا فعلت بك يا صديقي؟"
أغمض (آدم) عينيه يتنفس بصعوبة قبل أن يفتحهما و ينظر إليه و راعه كم الألم و التمزق داخلهما و هو يقول
_"لقد قتلتني .. قتلتني يا صديقي"
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:38 AM   #106

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (سؤدد) بحذر بين الأشجار الوارفة و أزاحت بيدها الفروع المتدلية و هي تقطب حاجبيها متساءلة عن مكانها ... كيف أتت هنا؟ .. هذا المكان يبدو مألوفاً ... كأنها كانت هنا من قبل .. كأنها نشأت هنا .. أزاحت ستار الأوراق الخضراء الأخير لتتجمد مكانها و عيناها تقعان على المشهد أمامها لتدرك أخيراً أنها هنا ... إنها بالبيت الكبير .. بيت عائلة أبيها .. بيت (اليزيدي) .. ذلك البيت الذي ولدت فيه و قضت سنوات طفولتها الأولى به قبل أن يحدث شقاق بين والدها و عمها و يصر والدها على ترك البيت مع أسرته الصغيرة ... انتزعت نفسها من ذهولها و تقدمت للأمام تدير عينيها اللتين دمعتا و هي تنظر للبيت الذي حمل ذكريات طفولتها و خفق قلبها و هي تتوقف من جديد و عيناها تقعان على الطفلة الصغيرة التي كانت تضحك بسعادة و هي تجري و خصلات شعرها الأسود تتطاير بحرية خلفها ... تابعتها و دموعها تتساقط بألم بينما تراها تندفع نحو صبي يكبرها ببضع سنوات كان يدخل من البوابة الحديدية للبيت و على شفتيه ابتسامة واسعة حنونة همست بألم شديد
_"(عماد)"
راقبته و هو يفتح ذراعيه للصغيرة التي اندفعت لتحتضنه بكل قوتها و هي تهتف بسعادة شديدة
_"لقد أتيت أخيراً"
ربت على شعرها بحنان و ضمها إليه قائلاً
_"اشتقت لكِ كثيراً يا شقية"
ابتعدت عنه و كتفت ذراعيها و زمت شفتيها بغضب طفولي بعد أن تذكرت أنها كانت غاضبة منه لأنه سافر بعيداً عنها في رحلته المدرسية تلك و هي قضت الأيام التي غابها غاضبة تتوعده أنها لن تتحدث معه مرة أخرى أبداً و ستخاصمه عندما يعود و عندما رأته يدخل من بوابة البيت الكبير نسيت كل غضبها منه و اندفعت نحوه ... شعرت بيده تقرص خدها بخفة و هو يقول ضاحكاً
_"(سوو) غاضبة مني"
هزت كتفيها و هي تقول بتذمر مدلل
_"نعم و تخاصمك أيضاً"
_"هكذا؟!"
مط شفتيه بأسف لتقول
_"نعم هكذا .. و لن تكلمك بعد الآن"
و رفعت له إصبعها الخنصر و هي تقول
_"أنا أخاصمك"
ابتسمت (سؤدد) من مكانها و هي تنظر نحوهما و ضحكت من بين دموعها و هي تتوقع ما سيحدث تالياً و الذي لم يتأخر كثيراً حين انحنى (عماد) ليعض خنصرها بأسنانه بخفة لتصرخ اعتراضاً و هي تنتزع يدها بعيداً عن فمه و هتفت و هي تضرب صدره
_"لقد أوجعتني أيها المتوحش ... لن أكلمك أبداً .. أبداً"
حاولت الابتعاد لكنه ضحك و هو يشدها نحوه قائلاً بإغراء
_"ألا تريدين حتى أن تعرفي ماذا أحضرت لكِ معي؟"
قطبت و هي ترفع رأسها له و هي تقاوم لمعة الفضول و الترقب بعينيها و هزت كتفها بعد لحظات بلا مبالة مفتعلة
_"لا أريد"
رفع حاجباً خبيثاً و قال و هو يهز كتفيه
_"إذن .. (سوو) لا تريد هديتها ... لا بأس .. سأعطيها لشخص آخر"
تحرك لتوقفه و هي تمد ذراعها تمسك قميصه من الخلف و تقول باعتراض
_"لا .. أنت أحضرتها لي .. أنا غاضبة منك و لن أكلمك فعلاً .. لكن أريد هديتي"
كتف ذراعيه و هو ينظر لها ضاحكاً قبل أن يقول و هو يلامس خده بسبابته
_"حسناً .. سأعطيها لكِ .. لكن ليس قبل أن تعطيني ثمنها"
ضحكت (سؤدد) و هي تمسح دموعها و تتابع المشهد .. ترى صورتها الصغيرة خالية البال و هي تزم شفتيها و تنظر له بخدين محمرين و قدمها الصغيرة تضرب الأرض بتوتر قبل أن تحسم ترددها و تقترب لترفع نفسها على أطراف أصابعها و كفها الصغير لا زال يتمسك به تكتسب منه بعض الدعم ... وضعت (سؤدد) كفها على قلبها المتوجع و هي تراه يميل قليلاً و ينحني ليسمح لها بطبع قبلة رقيقة فوق خده و سالت دموعها و هي ترى ابتسامته و لمعة الحنان التي غمرت عينيه و هو ينظر لوجهها المحمر بعد أن انتهت و نزلت على قدميها تنظر له بخجل و تمد كفها قائلة
_"هيا .. أعطني هديتي"
سالت دموعها أكثر و هي ترى فرحة الصغيرة و هو يناولها الهدية التي أحضرها من أجلها و هو يخبرها أنه آسف لأنه ابتعد عنها هذه الفترة و أنه رغم هذا لم ينسها لحظة واحدة ... همست اسمه بألم و هي تحاول جاهدةً أن توقف دموعها و وجع قلبها و انتفض جسدها عندما شعرت بيد تمسح دموعها برفق لترفع عينيها بوجل لتلقيا بعينيه الخضراوين اللتين كانتا كما عهدتهما في صغرها غامرتين بالحنان .. همست اسمه من جديد ليهمس بحنان و هو يقترب منها و يحتضن بكلتا يديه وجهها
__"لا تبكي (سوو) أنا هنا"
وجدت نفسها تهمس باكية
_"لماذا تركتني؟ .. لماذا تخليت عني و حنثت بوعدك لي؟"
مسح دموعها بيده و نظر في عينيها للحظات قبل أن يتنهد و اقترب أكثر ليضمها بين ذراعيه و لم تبتعد كما كان يجب أن تفعل .. تنهدت بحرقة و هي تتشبث به و تضم نفسها لصدره أكثر متابعة همسها الباكي
_"قلت أنك لن تتركني أبداً ... قلت أنه حتى و لو تركني العالم كله أنت ستكون بجانبي .. لماذا كذبت؟ .. لماذا خنتني؟"
شعرت بيده تمسح على شعرها و هو يقول
_"كنت مرغماً (سؤددي)"
بكت بحرقة ليشدد احتضانه لها و هو يتابع
_"لكنني لم أنسكِ لحظة واحدة ... كنتِ معي دائماً .. رافقتِني في كل لحظة فارقت بيننا (سؤددي)"
انقبضت أصابعها على قميصه و هي تهمس
_"سترحل من جديد .. ستتخلى عني"
احتواها أكثر حتى شعرت أنها توشك على أن تختبيء داخل صدره
_"لن أفعل أبداً (سوو) .. لن أترككِ أبداً مرة أخرى .. حتى و لو حاولتِ أنتِ أن تبعديني لن أرحل حبيبتي"
بكت للحظات قبل أن تفتح عينيها حين شعرت بالبرد من حولها و تطلعت للبعيد لتتجمد و هي ترى خياله يبتعد عنها ... حاولت أن تناديه أن يتوقف .. صرخ قلبها به أنه وعدها لتوه .. رفعت ذراعيها تحتضن جسدها الذي ابتعد عنه دفء عناقه ... لقد كذب مرة أخرى .. خانها من جديد .. رحل مجدداً .. هتفت اسمه بأعلى صوتها مع اختفاء خياله تماماً لتنتفض مستيقظة من نومها .. اعتدلت في فراشها و هي تتنفس بكل قوتها و وضعت كفها على قلبها الخافق بجنون و هي تنظر حولها بحيرة للحظات قبل أن تهتف
_"يكفي .. لماذا عدت لتعذبني من جديد؟ .. لماذا؟"
لماذا لا يريد خياله أن يفارق أحلامها؟ .. لماذا عاد ليشتتها و يضعفها في أكثر وقتٍ يحتاج منها تركيزها و قوتها؟ ... لقد ألقت تلك الفترة خلف ظهرها .. طفولتها و صباها و ماضيها ... بيت عائلتها و ذكرياته .. (عماد) وجعها الثاني .. و وجعها الأول .. والدها ... كلاهما خانها و تخلى عنها و هي لا يجب أن تسمح لهما بالعودة لحياتها و إفساد كل ما صنعته لتصبح كما هي الآن .. لن تسمح لهما بإعادتها لخانة الصفر .. هي قوية .. هي صنعت (سؤدد هاشمي) بقوتها و نجاحها و استقلاليتها و لن تعود أبداً إلى (سؤدد اليزيدي) التي طعنها أقرب الناس إليها و قتلوا فيها كل جميل .. هي لن ترجع للخلف أبداً .. تمتمت بحزم و هي تنزع الغطاء عن جسدها بعنف و تنهض من الفراش ... يجب عليها أن تستعد لمقابلة صديق (آدم) الفرنسي الذي أخبرها عنه و الذي أكد لها أنه سيقدم لها كل المساعدة التي تحتاجها في بحثها عن المعلومات التي تنقصها و التي ستحسم بها الطريق الذي ستمضي فيه .. تأمل كثيراً أن يساعدها في إيجاد خيط جديد و يؤكد لها خطأ المعلومات التي جمعها (راجي) و ستكون قاب قوسين أو أدنى من إحكام الفخ الذي تعده لأجل ذلك الشيطان الوقح (منذر صفوان) ... تحركت نحو دورة المياه الملحقة بجناح الفندق لتتوقف فجأة و هي تلمح الشرفة المفتوحة و تطلعت نحوها بحاجبين معقودين للحظات قبل أن تتنهد و هي تتحرك نحوها بينما تغلق الروب الخفيف حول بيجامتها و خرجت للشرفة و تنفست الهواء بعمق و هي تغمض عينيها تزيح مع الهواء النقي كل الهموم التي عادت لتتراكم فوق قلبها ... كل شيء سيكون بخير .. القدر سيكون رحيماً بها و لن يحرمها فرصتها و سعيها من أجل الحقيقة و العدالة .. أجل .. كل شيء سيكون بخير .. ارتسم شبح ابتسامة على شفتيها كاد يتسع و يغلب قناعها الجليدي لولا أن قتله صوتٌ ساخر تردد بقربها و صاحبه يقول منتزعاً إياها من سلامها النفسي الذي بالكاد لامسته
_"ها قد أشرقت الشمس أخيراً"
فتحت عينيها و التفتت له بذهول تحول لغضب ما أن رأته واقفاً بالشرفة الملتصقة بشرفتها و كادت تستسلم و ترمي بأخلاقها جانباً لتشتمه بوقاحة لولا أن تابع و كأنه لم يكن يوجه لها الكلام السابق إطلاقاً
_"إطلالة هذا الفندق رائعة جداً .. تسمح للشخص بمشاهدة شروق الشمس الرائع"
أغمضت عينيها تحاول التحكم بأعصابها بينما يتابع و هو يرتشف القليل من فنجان قهوته
_"و الاستمتاع بفنجان من القهوة رائعة المذاق"
تنفست بقوة و فتحت عينيها تنظر له ببرود ليناظرها ببراءة و قال و هو يرفع فنجان قهوته و يشير به إليها

_"هل ترغبين في رشفة منها؟ .. ستعجبكِ جداً"
راقب باستمتاع حركة فكها العصبية و أدرك أنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تستسلم لغضبها و سمعها تقول ببرود
_"لا أحب القهوة"
_"مممم .. غريب"
لم تتمالك حدتها و هي تهتف
_"ما الغريب يا هذا؟"
مط شفتيه و هز كتفيه قائلاً
_"ظننت أنكِ من عشاق القهوة"
وضعت كفيها حول خصرها و قالت بسخرية

_"حقاً؟ .. و ما الذي دفعك لهذا الاستنتاج العبقري؟"
ناظرتها عيناه بطريقة موترة قبل أن يبتسم بغموض و هو يرتشف من الفنجان و يقول بتهكم

_"مزاجكِ السوداوي أوحى لي بهذا"
و لم يقاوم ابتسامته و هو يرى اشتعال نيران الغضب بعينيها و تابع
_"القهوة تصنع التوازن المثالي للأشخاص في مثل حالتكِ"
ضربت بقدميها الأرض تقطع الخطوات القليلة بينهما حتى أمسكت الحائط القصير الفاصل بين الشُرفتين و هتفت باستنكار و غضب
_"الأشخاص في مثل حالتي؟ .. تباً لك .. هل تراني مجنونة يا هذا؟"
خفض جفنيه قائلاً بتهكم لم تغب نبرته عن أذنيها الحساستين و هو يقول
_"حاشا لله ... أنا لم أر امرأةً بعقلكِ و نضجكِ"
انقبضت يداها بعنف فوق السور و تنفست بحدة و هي تتمتم من بين أسنانها
_"لقد تجاوزت حدودك كثيراً يا هذا ... من سمح لك بالتحدث معي هكذا؟!"
ناظرها ببرود و هو يتابع ارتشاف القهوة لترفع سبابتها في وجهه و تهتف
_"لا تنس نفسك ... أنت تعمل عندي يا هذا .. لا أسمح لك أبداً بتجاوز الحدود معي ، أتفهم؟"
هز رأسه و قال كأنه لم يسمع شيئاً
_"هل سأتجاوز الحدود إن قلت أنكِ تبدين خلابة حين تستيقظين من النوم؟"
تراجعت شاهقة بحدة و هي تحدق فيه بذهول ليتابع بتفكير عميق
_"تذكرينني بأحدهم .. من؟ .. من؟"
فرقع إصبعيه و هو يهتف فجأة بظفر أمام عينيها الذاهلتين
_"أجل ... الساحرة التي كانت فوق بلوزتك"
لمح شفتيها ترتعشان بقوة و عيناها تغمضان و يداها تنقبضان أكثر فوق السور فابتسم ببراءة شديدة و هو يقول بمرح مفتعل
_"ألست محقاً؟"
كادت تصرخ به لولا أن انتبهت لكلماته التالية
_"فعلاً .. نفس شعرها المشعث و الهالات الغريبة حول عينيها"
فتحت عينيها بفزع و نظرت لوجهه المبتسم بخبث قبل أن ترفع يدها تتحسس شعرها الذي لابد أنه كان مشعثاً من أثر النوم و لابد أن وجهها و عينيها حملتا آثار نومها كذلك ... اللعنة .. اللعنة عليه ... قاطعتها ضحكته و هو يتحرك مغادراً الشرفة و عائداً لجناحه لتضرب السور بحنق شديد و هي تهتف
_"تباً لك أيها الوغد .. أيها الوقح .. يا كتلة العضلات الغبية"
و هزت رأسها رفضاً و هي تتحرك بعنف نحو غرفتها
_"لن تفلت بهذه البساطة ... لن أكون (سؤدد هاشمي) إن تركتك تفلت بوقاحتك هذه"
أسرعت تغسل وجهها و تجففه بعنف قبل أن تلملم شعرها في ذيل حصان متزمت و تحركت دون أن تهتم بتبديل ثيابها و فتحت باب جناحها و اغلقته خلفها بعنف و توجهت نحو الباب المجاور لها لتتوقف فجأة و هي ترى نفس الفتاة الأجنبية تقف بثيابٍ قصيرة أمام بابه و تتحدث معه بدلال بدا لها شديد الميوعة و تكاد تلتصق به .. شعرت بالدم يغلي بعروقها فتحركت لتقترب منهما بحدة و تهتف
_"ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"
التفت لها الفتاة و تجهمت ما أن تعرفت عليها بينما هتف هو بوجه مشرق أثار توجسها و شهقت بعنف عندما شعرت بذراعه تحيط بخصرها و تشدها إليه لتلتصق به في هلع بينما يتابع بنبرة ناعمة
_"آه قلت لكِ .. حبيبتي ستأتي بأي لحظة آنستي و ستسيء الفهم"
و ابتسم بحب شديد و هو يقربها إليه أكثر
_"حبيبتي لم تحتمل خصامي و أتت لتطرق بابي في الصباح الباكر .. هل تصافينا الآن جميلتي؟!"
شعر برجفتها فمال يهمس في أذنها فبدا كأنما يغازلها أمام عينيّ الفتاة
_"آسف .. ستتورطين معي قليلاً حتى أتخلص من هذه المشكلة"
حدقت فيه ذاهلة و عقلها يصرخ بها أن تستيقظ بينما لم تنتبه له و هو يعتذر من الفتاة و يسحبها إلى داخل غرفته و يغلق الباب متنفساً بقوة
_"ظننت أنني لن أتخلص منها أبداً"
انتبه لـ(سؤدد) التي زادت رعشة جسدها و تنفسها الذي تسارع و قبل أن ينطق بحرف يعتذر لها كانت تدفعه بكل قوتها و يدها سقطت فوق خده و هي تهتف
_"كيف تجرؤ أيها الوغد؟"
رفعت كفها من جديد لتصفعه لكنّه أوقف يدها في الهواء و لمحت برعب سواد الغضب بعينيه فهتفت و هي تحاول انتزاع كفها الذي آلمها من شدة قبضته
_"دعني .. دع يدي .. أيها الـ .."
شهقت من جديد عندما شدها من يدها لترتطم بصدره و حدقت بارتياع في وجهه و سمعته يقول و يداه تقبضان على عضديها بشدة
_"لا أحد .. لا أحد تجرأ و فعل ما فعلتِ (سؤدد يزيدي) .. لا أحد"
ارتجف جسدها و عقلها يستعيد حادث اختطافها و ما تعرضت له و دمعت عيناها رغماً عنها لتشعر بقبضته تشتد و هو يلمح دموعها و بدا كما لو كان يتمزق بين شعورين متناقضين لم يلبث أن استجاب للأقوى منهما و الذي اكتسح غضبه ما أن رأى مبلغ رعبها و دموعها فهمس و يداه ترتخيان قليلاً عن ذراعيها و سمعت بتشوش صوته يتردد بحنان اهتز له قلبها و أحد كفيه ارتفعت لتمسح دمعة خانتها برقة شديدة أنستها رعبها و جعلت عيناها تتعلقان به في حيرة و قلبها يخفق بطريقة لا تمت للرعب بصلة
_"أنا آسف ... لم أقصد إخافتكِ .. أنا أعتذر على تصرفي قبل قليل لكنني كنت مضطراً .. آسف جداً"
واصلت تحديقها به و شعور الرعب الجديد الي بدأ يتسلل لقلبها لم يكن يمت بصلة لرعبها الأول و قد بدأ عقلها يستوعب سببه هذه المرة ... هي ليست مرتعبة و لا متجمدة لقربه منها .. هي مرعوبة لأن حنانه و رقتها كانت تتحرك بخبث لتخترق الجليد المحيط بقلبها بينما لا زالت أصابعه تلامس وجهها بنفس الرقة و هو يهمس
_"كما أنني آسف للطريقة الخاطئة التي بدأنا بها معرفتنا القصيرة ... آسف لإزعاجكِ و إجباركِ على تحمل وجودي المؤقت في حياتكِ"
خفضت وجهها علّها تتحرر من أسر عينيه اللتين لابد أنهما كانتا السبب وراء تخبطها و غياب عقلها لتنتبه بذهول لكفيها اللتين استقرتا فوق صدره و لامست احداهما موضع نبضه المتسارع لتتسارع أنفاسها بالتبعية و سمعته يواصل
_"آسف لأنني لا زلت مصراً على تجاوز حدودي معكِ و أتجرأ على أن أطلب منكِ أن تتناسي عداوتكِ قليلاً حتى تنتهي مهمتكِ و مهمتي ... هل يمكنني أن أطمع في هدنة حتى نتمكن من العمل في سلام و يؤدي كل منهما مهمته على أكمل وجه"
رفعت عينين حائرتين تنظر إليه و ابتلع لعابه بصعوبة و هو ينظر إليها مقاوماً أفكاره الحمقاء التي يعرف أنها ستعيده معها لنقطة الصفر ... عليه أن يتسغل تخبطها و حيرتها هذه و يلزمها بوعدٍ يعرف أنها لن تتراجع عنه أبداً .. فتح فمه ليهمس اسمها لولا أن لمح البرود يتسلل لعينيها من جديد و شعر بكفيها تدفعان صدره لترتخي يداه عنها و يتراجع خطوة للخلف بينما أطرقت هي في صمتٍ للحظات قبل أن ترفع إليه عينين أشد بروداً و همست بنبرة ثلجية
_"عليك أن تستعد فسنغادر بعد قليل"
قالتها و تحركت لتغادر ليوقفها هامساً برجاء
_"سـ .. آنسة (سؤدد) .. أنا .."
قاطعته دون أن تلتفت
_"سأعتبر أن شيئاً لم يحدث قبل قليل و أنني لم أسمع شيئاً"
ران الصمت القاتل للحظات قبل أن تلتفت نحوه قائلة بحزم
_"لا تتأخر ... هناك موعد هام لا أريد أن أتأخر عنه"
قالتها و غادرت تاركة إياه ينظر إثرها و هو يقطب حاجبيه قبل أن يتنهد بيأس و هو يمرر أصابعه في شعره و يشده بحنق .. رائع ... لقد أفسد كل شيء .. هو واثق من أنها ستلقي بكلامه الأحمق عرض الحائط و تتجاهله تماماً و تضع آلاف الحواجز الجليدية التي لن تسمح له بتجاوزها أبداً
*************************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 12:41 AM   #107

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اعتدلت (آنجليكا) في فراشها و تمطت بكسل و هي تتطلع للنافذة التي تسللت منها شمس الصباح و كادت تصرخ في فزع ظناً منها أنها تأخرت مجدداً لولا أن تذكرت أنه يوم عطلتها ... ابتسمت بسعادة و هي تنهض بحماس ... أجل .. يوم عطلتها .. اليوم الذي ترتاح فيه من رؤية مديرها البغيض .. غادرت غرفتها و هي تلملم شعرها الأشقر و ترفعه فوق رأسها بينما تتمتم بضيق
_"يجب أن أجد عملاً آخراً في أقرب وقت ... ذلك الرجل أصبح مزعجاً و إن كنت أنجو كل مرة من مضايقاته فلابد أنني لن أستطيع أن أنجو للأبد"
إلى جانب أن ذلك البخيل يتلذذ بحاجتهم للعمل بشدة و يبرع في إيجاد الأعذار ليخصم من راتبهم .. الوغد الأحمق .. هزت رأسها بلوم .. لماذا تتذكره الآن و تفسد يومها السعيد بسيرته البغيضة ... اليوم ليس سعيداً لأنه يوم عطلتها فحسب ، بل أيضاً لأنه يوافق يوم ميلاد ملاكها الحبيب .. اليوم ستنسى كل همومها و تعبها و حاجتها البائسة للمال و تسعده .. (جوليانو) .. كل ما تبقى لها في هذا العالم .. هو ما يجعلها تقف صامدة على قدميها في وجه لطمات الحياة القاسية ... ابتسامته السعيدة كفيلة بأن تمسح عنها كل همومها و تعب يومها .. عندما تعود متعبة آخر الليل و يستقبلها بابتسامته و عناقه المحب تنسى كل ما مرت به من تعب ... ابتسمت في حنان و هي تسرع لتنتهي من طقوسها الصباحية حتى تتمكن من إيقاظه .. بعد وقتٍ قليل كانت تقف في المطبخ الصغير تعد لهما الافطار و هي تدندن بأنشودة كانت أمها الحبيبة تغنيها دوماً و هي تقف بالمطبخ .. غامت عيناها رغم استمرارها بالغناء الرقيق و هي تبتسم بحنين بينما تتذكر وقوفها هي و (لوسيانا) يزعجان أمهما التي كانت تكتفي بابتسامة حانية و هي تواصل الغناء بصوتها الناعم حتى يناديهما والدهما و يأمرهما أن يتوقفا عن إزعاج زوجته الحبيبة لتتبادلا النظرات المشاكسة ثم تندفعان نحوه هو لتنقلا إزعاجهما و شقاوتهما إليه ... انتبهت من شرودها على صوت جرس الفرن الصغير و انتفض جسدها بخفوت لتنتبه لدمعاتها التي سالت في غفلة منها ... أما آن الوقت لتتوقف عن استعادة ذكريات لن تعود أبداً و لن تستفاد منها سوى المزيد من الألم الذي يمزق قلبها في كل مرة و هي تحاول أن تلامس خيالاتهم الحبيبة و تتمنى لو أنهم يعودون و لو للحظات قليلة لترتمي بأحضانهم و تتزود بالقليل من حبهم و دعمهم ... لقد اشتاقت إليهم .. اشتاقت لهم بشدة رغم مرور كل هذه السنوات على رحيلهم و يخيل إليها أن مرور الأيام لا يزيد اشتياقها لهم إلا استعاراً ... لولا حاجة شقيقها الصغير إليها لتمنت الموت و لتوسلت الله أن يأخذها إليهم ... مسحت دمعاتها بقوة و تحركت تتناول الأطباق لتضع الطعام بها و وضعتها على الطاولة الصغيرة بالصالة و توجهت نحو غرفة شقيقها و فتحت الباب لتدخل برفق ... فتحت النافذة لتسمح للشمس بالدخول و التفتت لتتأمل شقيقها النائم بسلام و ابتسمت بحب و هي تنظر إليه ... يذكرها كثيراً بوالدها ... فهو قد ورث عنه ملامحه و شعره الأسود الذي أورثه (لوسيانا) الحبيبة أيضاً ، بينما هي أخذت شقرة والدتها و النمش المتناثر برقة فوق بشرتها .. هي كانت أقرب لوالدتها و لطالما كانت تغيظهما أن والدهم يحبها أكثر لأنها تشبه حبيبته .. اقتربت لتجلس فوق حافة الفراش و لامست شعره الأسود الناعم بحنان شديد و هي تهمس
_"(جوليانو) .. استيقظ حبيبي .. هيا لقد أشرقت الشمس"
تململ بانزعاج لتبتسم و هي تميل إليه قائلاً بمرح
_"من الذي سيكمل عامه الثاني عشر اليوم؟ .. (جولي) حبيبي ، أليس كذلك؟"
فتح عينيه فجأة متطلعاً إليه و صمت لحظة قبل أن يهتف بتذمر

_"(جولي) من؟ .. هذا اسم للفتيات (آنجي) توقفي عن مناداتي به أرجوكِ"
رفعت حاجباً مشاكساً جعله ينظر لها بتوجس لتهجم عليه مدغدغة و هي تقول
_"آآآه انظروا لمن احمر خجلاً الآن"
تلوى محاولاً الابتعاد عن أصابعها المدغدغة و هو يحاول أن يكتم ضحكاته و هتف متوسلاً
_"يكفي توقفي ... (آنجي) .. توقفي"
ابتعدت تضحك و هي تنظر له من بين دموع سعادتها ليعتدل في فراشه و هو يلهث و قال و هو يقطب حاجبيه
_"لن تكبري أبداً (آنجي) .. أنتِ ستظلين طفلة"
ضحكت و هي تشعث شعره بأصابعها
_"من الطفلة ، هه؟ .. أنا الكبيرة هنا يا فتى ... ليس معنى أنك بلغت الثانية عشر أن شيئاً سيتغير ... سأظل أنا الكبيرة"
رفع حاجباً خبيثاً متطلعاً إليها و قال ببراءة
_"آه .. بالطبع"
_"آه بالطبع؟! .. و ماذا يعني هذا؟ .. هل تسخر مني؟"
هز كتفيه ببساطة لتضيق عينيها بتنمر ليضحك فاستسلمت لضحكتها و اقتربت تحتضنه بحب و هي تقول
_"عيد ميلاد سعيد (جوليانو) ... عيد ميلاد سعيد حبيبي"
احتضنها بما سمحت له قوته و ابتعد ينظر إليها بحب مماثل
_"أنتِ لا تنسين أبداً (آنجي) و تصرين أن تحتفلي بعيد ميلادي كل عام"
_"بالطبع حبيبي ... كم (جوليانو) لدي؟"
قال معترضاً

_"و لكنكِ لا تحتفلين بعيد ميلادكِ أبداً"
صمتت لحظة بتردد قبل أن تبتسم قائلة
_"لكنني أحتفل به بالفعل حبيبي"
ربتت فوق شعره بحنان و قالت و هي تنهض من جواره
_"أنا أحتفل به مع عيد ميلادك يا روح (آنجي)"
و غمزت بعينها بمرح مفتعل
_"أليس هذا أفضل و يجعل الفرحة مضاعفة ... هيا .. هيا .. لا تحاول خداعي و البقاء في سريرك .. هيا انهض لتتناول الافطار .. لدينا يومٌ طويل"
راقبها في صمت و هي تتحرك نحو الباب و سمعها تقول و هي تلتفت له مبتسمة
_"مسموحٌ لك بالسهر الليلة استثناءاً يا صاحب الحفل"
ابتسم لها و هو يوميء برأسه و تابع خروجها لتختفي ابتسامته و هو يتراجع للخلف و بهتت عيناه و هو يفكر فيها ... يعلم أنها تخفي حزنها و ألمها دوماً عنه و تحاول إسعاده بكل الطرق .. منذ كبر و بدأ يستوعب وضعهما و يفهم ما يدور حوله حتى بات يكره كونه صغيراً و عاجزاً عن مساعدتها ... يعرف أنها ستحزن و تبكي إن عرفت أنه كثيراً ما تمنى لو أنه مات هو الآخر مع بقية أسرتهما و لم يبق ليكبلها بمرضه و ضعفه و صغر سنه و خوفها الدائم عليه و سعيها الذي لا يتوقف لتوفر المال من أجل علاجه و دراسته ... إن لم يكن مقدراً له أن يموت معهم فلماذا على الأقل لم يكن شقيقها الكبير الذي يمكنها أن تعتمد عليه و يتحمل عنها المسؤولية ... دمعت عيناه و هو ينظر لصورتهما بجوار الفراش و هي تحتضنه من الخلف كأم رؤوم و ابتسامتها الواسعة لا توحي للناظر أنها تخفي خلفها آلام الدنيا ... تظن أنه لم يسمعها أبداً و هي تبكي داخل غرفتها بعد دقائق قليلاً من تركه في فراشه و هي تبتسم و تغادر معتقدة أنه خلد للنوم .. كان يتسلل ليقف أمام باب غرفتها و يسمع بكاءها الذي تحاول أن تكتمه حتى لا يصله بغرفته ... كان يعرف أنها لن تحب أن يعرف أنها كانت تبكي فكان يكتفي بوقوفه أمام باب غرفتها حتى يختفي صوت بكائها و يعود لغرفته و هو يدعو الله أن يكبر بسرعة و يُشفى ليعوضها عن كل ما لاقت من أجله .. انتبه على صوتها ليلتفت و يجدها تقف أمام باب غرفته بقلق
_"ما بك (جوليانو)؟ ... أنا أناديك منذ فترة .. ظننتك نمت من جديد"
لم يرد للحظات و هو يقاوم دموعه فقالت بخوف
_"حبيبي أنت بخير؟"
نهض ببطء من الفراش و تحرك نحوها و لف ذراعيه حول خصرها و احتضنها بحب دفع الدموع لعينيها و هي تسمعه يهمس باكياً

_"أنا أحبكِ كثيراً (آنجي)"
ابتسمت و دموعها تتساقط فوق رأسه و همست و هي تضمه لها بقوة
_"و أنا أحبك يا روح (آنجي) و كل دنياها"
و رفعت رأسه تنظر لوجهه و مسحت دموعه بكل حنان و هي تقول
_"هل سنبكي في هذا اليوم السعيد حبيبي؟ ... هيا .. اذهب و اغتسل و استعد"
و ضحكت و هي تغمز له بمرح
_"سنؤجل البكاء لوقتٍ آخر .. أما اليوم لن نفعل شيئاً سوى المرح و السعادة ... لا شيء غيرهما سيدخل بيتنا اليوم ، مفهوم؟!"
أومأ رأسه لتحتضنه من جديد و هي تدعو الله أن يحفظه لها سالماً و سعيداً و ألا يأتي ذلك الوقت الآخر الذي يبكيان فيه و أن تدخل السعادة بيتهما اليوم كما أخبرته و لا تغادره أبداً .. أبداً
**********************
انتهى الفصل الرابع
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار تعليقاتكم
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 02:53 AM   #108

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي عودة بعد القراءة مشكورة على الفصل

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 04:18 PM   #109

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

كده اتأكدت أن عماد مع سؤدد
وآنچي هتتزق في وش منذر
ياله حصل خير


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:46 AM   #110

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

احداث روعه كلها غموض وأسرار منتضرينك ياقمر ♥♥♥♥

نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.