آخر 10 مشاركات
97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree970Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-19, 11:18 PM   #1091

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


يتم فتح الرواية بناء على طلب الكاتبة
بالتوفيق ان شاء الله

Dr. Aya likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 15-11-19, 11:32 PM   #1092

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل دخول بالانتظار عل 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
ولكم باك كاتبتنا المتميزة اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:27 AM   #1093

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي

يا رب تكونوا بألف خير وسلام .. جمعة مباركة عليكم جميعاً
وحشتوني جداً جداً



بعتذر منكم جداً على الغياب الفترة الماضية لأن مررنا بظرف عائلي صعب جداً بمرض عمتي وانتقالها لرحمة الله بعد أيام طويلة قضتها بالمستشفى


دعواتكم لها كتير ربنا يجازيها خيراً ويسكنها فسيح جناته جزاء صبرها على كل ما مرت به في حياتها
*************

للأسف كانت النفسية لا تسمح بالكتابة لكن رجعت لكم بفصل طويل إن شاء الله يعوضكم فترة الغياب الطويلة

إن شاء الله الفصل يعجبكم بكل تفاصيله
والفصل القادم هيكون مساء يوم الاثنين القادم إن شاء الله
قراءة ممتعة مقدماً

بحبكم جميعاً في الله

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:36 AM   #1094

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني والخمسون

_كلما طال الغياب، كان اللقاء أروع وأجمل.
"واسيني الأعرج"

_الذكرى صورة من صورة اللقاء.
"جبران خليل جبران"
**********************
زفرة حارة غادرت شفتيّ (هشام) وهو يقف مطرقاً أمام قبر والده .. بقى على صمته بضع دقائق وغصة شديدة تقف بحلقه تمنعه الكلام وعقله يسترجع كلمات (سؤدد) وكلماته هو لـ(عماد اليزيدي) .. لم يكن ينوي اللحاق بهما ذلك اليوم .. لا يدري ماذا دفعه فجأة للصعود متحججاً بتأخرهما .. أراد مواجهته ربما .. أو ربما حديثه مع الجد (رفعت) مسبقاً وطلبه منه أن يتواجه معه ويسمع ما لديه .. ربما هذا أو ذاك ما دفعه ليترك مكانه بالسيارة ويصعد لشقة (عماد) ويواجهه .. قلبه آلمه بقوة وهو يرى بعينيه مدى تعلق (همسة) به .. بعدوهم .. بالرجل الذي تسبب في موت أبيه .. ربما لم يتعمد قتله كما يقولون لكنّه أوصله لتلك الحال .. كان مؤلماً أن يقفا وجهاً لوجه ليتحدثا بينما صورة أبيه عالقة بينهما في المنتصف تمنعه من رؤية الأمور بحيادية .. هل هناك حيادية من الأساس؟ .. رغم كل ما يضطرب بقلبه لم يستطع إلا أن ينطق بتلك الكلمات .. رغم ما انغرس داخله من قيم وما تعلمه لسنوات .. وتلك الكلمات البسيطة التي أدرك مدى صعوبتها حين وقف قبالتها وأصبح مطالباً بها .. "العفو عند المقدرة" .. تلك اللحظات التي وقف فيها أمام (عماد) جعلته يدرك مدى صعوبتها .. ولهذا كان الأقوياء فقط من يستطيعون العفو عند المقدرة .. العفو عمن أجرم في حقكِ حين تملك القدرة عليه .. كان أصعب بكثير مما تخيل .. لكن .. ليست كل الذنوب واحدة .. هناك ذنوب وخطايا تقسم الظهر وتقتل الروح .. وهذه تطلب قوة مستحيلة لتجعلك تتجاوز وتعفو .. ولن يلومك أحد إن لم تفعل .. أغمض عينيه وكلمات (سؤدد) تضرب في أذنيه
"من منحك الحق لتفعل هذا؟ .. لماذا (هشام)؟"
صرخت بكلماتها حين لحقت به في منتصف السلم بعد أن ترك (عماد) خلفه متجمداً مع كلماته التي لم يشعر لحظة واحدة بالندم عليها ولا شعر أنّه لم يستحقها .. أدرك أنّها كانت خارج الشقة وسمعت كل ما دار ولحقت به بعدها لتقبض على ذراعه توقفه على السلم وهي تواصل
"لماذا تفسد كل ما أحاول إصلاحه"
انتزع ذراعه منها وقال بهدوء
"أنا لم أخطيء في أي كلمة (سؤدد)"
"لم تخطيء في أي كلمة؟ .. تباً (هشام) .. لقد أخطأت .. لم يكن عليك قول شيء .. ليس الآن .. ليس وأنا أحاول انتزاعه من يأسه وإصلاح ما انكسر من روحه .. أنت لا تعرف ماذا فعلت الآن .. لماذا تظنني أتيت بـ(همسة) اليوم؟ .. لمجرد رؤيته؟ .. أم لمساعدته في الخروج من دوامة الذنب التي تقتله .. وتأتي أنت الآن وتزيده سوءاً وضعفاً .. تقول له اذهب واقتل نفسك فلا أمل لك في التوبة أبداً .. يا الله .. كيف تفعل هذا؟"

ردد يواجهها بهدوء شديد
"(سؤدد) .. إن كان صادقاً في ندمه ورغبته في التغيير فلن تثنيه كلماتي عن عزمه .. ثم لا يمكنكِ لومي أبداً على انفعالي وأنا أقف في مواجهة قاتل أبي .. لم تتوقعي أن أستقبله بالأحضان"
دمعت عيناها وهي تنظر له وشعر بمقاومتها للبكاء وهي تهمس باختناق
"ليس قاتلاً"
قطب وركن شفتيه يرتفعا بشبه ابتسامة مريرة
"ليس قاتلاً؟"
همست وهي تبتلع لعابها بصعوبة
"لم يتعمد هذا .. لم يكن يقصد قتله (هشام) .. قلت لك (سامر) هو من فعل هذا بعمي (فاروق) .. (عماد) لم .."

ردد بجمود
"لم يفعل شيئاً سوى أن أضعف ذلك الجبل الذي كان يسند عائلة (رضوان) كلها .. واصل الضرب فيه بمعوله حتى جعله ضعيفاً لتعصف به جريمة شقيقه في النهاية .. اسمعي (سؤدد) .. لقد ساعدتكِ كما وعدت .. لا تطلبي مني أكثر ولا تضغطي عليّ من أجل ابن عمكِ"
نزل بضع درجات لتلحق به وتمسك ذراعه مجدداً ونزلت درجة لتواجهه
"أنا لا أطلب منك مسامحته ولا أضغط عليك .. على الأقل لا تفسد ما أفعله ولا تقتل أمله كما فعلت لتوك"
تنفس بقوة وقال
"أنا لم أفسد شيئاً .. فقط قلت ما بقلبي وانتهيت .. لن أضطر لمواجهته مرة أخرى .. لقد أخبرته أن يبتعد تماماً عن عائلتي .. أنا لا أسعى لأخذ انتقامي منه .. (سامر) فقط من يهمني الآن .. أما هو فقد وكلت أمره لله وكفى .. كل ما أريده ألا يظهر وجهه أمامي بعد الآن"
واجهته بنظرات جامدة ثم قالت
"(عماد اليزيدي) سيكون زوجي قريباً (هشام)"
نظر لها مأخوذاً وقد فاجأته صراحتها بينما أكملت هي بهدوء
"هذا يعني أنّك حتماً ستقابله كثيراً في المستقبل نظراً لكونكما فردان في عائلتنا"
بادلها النظرات لثوان ثم ابتسم بخفوت قائلاً
"مبارك إذن (سؤدد) .. لكن .. هذا لن يجبرني على التصرف معه كعائلة، صحيح؟"
تنهدت بقوة ورددت بأسى
"قلت لك أنا لا أجبرك على شيء (هشام) .. أنا فقط .. أريد أن آخذ بيده في طريقه .. لا أريد أن يقتله الندم ويخسر فرصته ليعود للرجل الذي عرفته قديماً .. هو أخطأ كثيراً في حقكم لكن لا تنتقم منه بهذه الطريقة أرجوك"
صمت للحظات ثم هز رأسه وهمس قبل أن يتابع طريقه ويتركها خلفه
"ليفعل الله ما فيه الخير"
أوقف مجرى ذكرياته وعاد ينظر لاسم والده فوق شاهد القبر وهمس مختنقاً
"ماذا أفعل يا أبي؟ .. لو كنت مكاني ماذا كنت تفعل في كل هذا؟"
اقترب خطوة وجلس على إحدى ركبتيه ولامس الشاهد بيد مرتجفة وتابع
"كلماتك ونصائحك لي .. كل ما ذرعته قديماً داخلي .. أنا عاجز اليوم عن فعله .. الأمر صعب يا أبي .. لو كان الأمر يخصني لربما سامحته ببساطة .. لكن .. ماذا أفعل والأمر يخصك؟ .. يؤلمني أن تتعذب (همسة) وتنقسم نصفين بيننا .. يؤلمني أن أحمل همهم جميعاً .. إن سامحت أنا فكيف أواجههم .. كيف أواجه أمي؟ .. (عاصي) الذي لا زال يتألم لفقد والديه وحرمانه من شقيقته بسببهم .. (سديم) التي دمروا حياتها بفعلتهم .. كيف أتخذ هذا القرار عنهم يا أبي؟ .. وأنت؟ .. ماذا عنك أبي؟ .. هل ستكون سعيداً إن عفوت عمن أجرم بحقك؟ .. لقد رأيته يا أبي .. نظرت في عينيه ورأيت ندمه وصدقه .. رأيت حبه لـ(همسة) .. رأيت كل شيء .. واختنقت أكثر .. لم أتعود أن أعطي ظهري لمن سألني أبي .. إن كان (سامر) من يقف مكانه لما ترددت لحظة لكن .. لا أدري لماذا .. لماذا أجدني واقفاً في المنتصف؟ .. عاجزاً عن القرار .. لو كنت مكاني ماذا كنت تفعل؟"

غلبته الدموع فصمت قليلاً وأطرق برأسه ثم أكمل بخفوت
"آه يا أبي .. رحلت وتركت لي حملاً كبيراً .. أشياء كثيرة أردت حكمتك ورأيك معي لأتجاوزها .. هموم كثيرة لو كنت معي لساعدتني في حملها .. عقبات كنت ستتجاوزها بكل بساطة"
مسح على الشاهد برفق وصمت لبضع لحظات يلتقط أنفاسه وهدوءه ثم ردد
"سأحاول يا أبي .. سأحاول البحث عن حل .. لن أخذلك .. ولا تقلق على الجميع .. أنا سأهتم بهم ولن أضعف مهما ثقل الحمل .. معرفتي بأنّك رحلت وأنت تضع كل ثقتك بي تجعلني أقاوم كلما شعرت بالضعف ينتابني .. سأواجه أمي قريباً بشأن (سديم) كما أوصيتني وليساعدني الله في أن أجعلها تتجاوز الجرح الذي سيصيبها .. (رهف) أيضاً بدأت تعود لحياتها وقريباً سيكتمل شفاؤها وكما توقعت يا أبي .. هي و(عاصي) سيسعدان معاً .. أعتقد أنّها قريباً جداً ستعترف بزواجهما وتطلب الاستمرار فيه .. (همسة) أيضاً مع الوقت ستعتاد علينا والزمن كفيل بالباقي .. لن أجعلها تشتكي أبداً .. كل عائلتنا ستصبح بخير .. لا تقلق"
وابتسم من بين دموعه وتابع
"نحن أيضاً بخير (راندا) وأنا .. لقد أوفت بوعدها تلك الماكرة وأوقعتني بحبها وتزوجتني كما وعدت .. أنا سعيد معها يا أبي وهي تمنحني من قوتها لأكمل طريقي بثبات .. لهذا اطمئن تماماً .. سنكون جميعاً بخير .. ثق بي كما فعلت دائماً .. ابنك سيفي بكل وعوده لك"
همس آخر كلماته وبقى صامتاً لبرهة قبل أن يرفع كفيه مضمومتين يقرأ الفاتحة ويدعو لوالده ثم نهض واقفاً لدقيقة قبل أن يهمس وهو يتراجع للخلف
"في أمان الله يا أبي"
همس بها وتحرك مغادراً وهو يودع خيال والده ويدعو الله أن يلهمه الطريق الصحيح ويمنحه القوة ليكمل فيه.
قاد سيارته عائداً إلى البيت وهو يحاول ترتيب أفكاره عندما رن هاتفه فالتقطه وابتسم ما أن لمح الاسم وأسرع يجيب
"(سديم) .. مرحباً عزيزتي .. كيف حالكِ؟"
أتاه صوتها غريباً وهي تهمس
"أنا بخير (هشام)"
قطب بتوجس وسألها
"ما بكِ (سديم)؟ .. صوتكِ لا يقول أنّكِ بخير .. هل أنتِ مريضة؟"
سمع تنهيدة قبل أن تجيبه

"أنا بخير (هشام) .. كنت متعبة قليلاً"
ولم تمنحه الفرصة ليعترض ويسأل مجدداً وهي تسرع قائلة بنبرة أقلقته
"(هشام) .. أردتك في أمر مهم"
"تحدثي حبيبتي .. أنا أسمعكِ"
صمتت لحظة وقالت بعدها بتوتر
"والدتك آ .. السيدة (سلمى) اتصلت بي منذ قليل ودعتني للغداء معكم اليوم"
قطب قائلاً بحيرة
"وما الغريب في الأمر؟"
تنهدت بحرارة وأجابت
"اسمع (هشام) .. هناك ما يشغلني من فترة .. أشعر أنّها تشك في أمري وتريد الحديث معي في هذا"
استمع لها بتركيز بينما يسترجع تلميحات أمه والتي ازدادت بالفترة الأخيرة ومعاملتها لـ(سديم) في السابق واهتمامها الغريب بها .. هل تشك في أمرها فعلاً؟ .. هل تعرف أمه شيئاً ولم تخبرهم به؟ .. كما فعلت في حكاية (همسة) .. سمع (سديم) تكمل
"نظراتها ومعاملتها لي تثير شكوكي (هشام) .. خصوصاً بعد ما حدث في فرنسا"
انتبه قائلاً بتوجس
"ماذا حدث؟"
رددت بضيق

"لقد زل (عاصي) بلسانه وناداني باسمي الحقيقي .. لقد رأيت نظرتها الغريبة لي لحظتها ولولا انشغالها بخبر ما حدث لـ(راندا) ربما كانت واجهتني .. ماذا أفعل الآن (هشام)؟"
تنفس بعمق وقال بهدوء
"لا تقلقي (سديم) .. تعرفين أن أمي لابد أن تعرف ذات يوم"
همست بخفوت
"لكنني لا أريد أن أجرحها يا (هشام) .. أعرف أنّها تحب أبي كثيراً وعندما تعرف أنّه كان متزوجاً بأخرى قبلها بل ولديه ابنة منها لا تعرف عنها شيئاً .. ستنجرح كثيراً .. لا أريدها أن تتألم ولا حتى أن يفقد أبي مكانته بقلبها"
زفر بقوة قائلاً
"اسمعيني عزيزتي .. ربما تردد أبي أن يخبرها قبل موته خصوصاً مع رفضكِ له وقتها لكن .. هو أوصاني أن أبلغها حين تستقر الأمور وحين تعترفي بانتمائكِ لعائلتنا .. لهذا .. حتى لو كانت أمي تملك شكوكاً فهذا لن يشكل فارقاً .. أنا بنفسي كنت أنوي الحديث معها خلال أيام قليلة"
"لكن (هشام)"
قاطع همسها المتردد قائلاً
"إن أردتِ أن تلبي دعوتها اليوم لا بأس وإن رغبتِ في الرفض لا تخجلي .. أنا سأمهد لها الأمور أولاً"
صمتت لحظة ثم قالت
"أنا اعتذرت لها مسبقاً وأخبرتها أنني مشغولة اليوم ولن أستطيع إجابة دعوتها لكنّها أصرت على قدومي في يوم آخر"
تنهد مطولاً قبل أن يرد
"حسناً عزيزتي .. أنا سأمهد لها الأمور وسأبلغها بكل شيء .. ولا تقلقي .. أنا أعرف قلب أمي .. حتى لو شعرت بالجرح أو الغضب لن تستمر طويلاً قبل أن تلين"
همست برجاء
"حاول شرح الأمور لها بروية (هشام) .. وأبلغني برد فعلها رجاءاً .. لن أستطيع مواجهتها أبداً وهي غاضبة"
ابتسم في حنان
"حسناً عزيزتي .. سأتصل بكِ وأبلغكِ .. أنا واثقة أنّها ستدعوكِ بنفسها قريباً جداً وستخبركِ أنّها لا زالت عند رأيها بأنّكِ فرد من العائلة .. وهذه المرة .. ليس ذوقاً منها .. بل حقاً لكِ (سديم)"
سمع تنهيدتها الحارة قبل أن تهمس
"إن شاء الله يا (هشام) .. إن شاء الله .. لا تنس ترفق بها"
ضحك مجيباً
"سأفعل بالتأكيد"
شعر بابتسامتها وهي تجيب
"أحبك كثيراً أخي"
ابتسم في حنان
"وأنا أحبكِ أكثر يا قلب أخيكِ"
ودعها وأغلق الهاتف وتنهد بقوة وابتسامته تبهت .. ربما من الأفضل أن تكون لدى أمه شكوكاً بالفعل .. هذا سيمهد الأمر لها ويجعلها تتقبل الحقيقة سريعاً .. همس بخفوت
"لماذا لم تخبرها هذا بنفسك يا أبي؟"
هز رأسه متابعاً بابتسامة حزينة
"هل خشيت أن تراها مجروحة بسببك وعجزت عن مواجهتها"
عليه هو الآن أن يخبرها ويتحمل رؤيته لحزنها وربما انهيارها في أسوأ السيناريوهات .. زفر بقوة وهو يسرع بالسيارة أكثر ليعود هاتفه للرنين فعاد يلتقطه لتشرق الابتسامة على وجهه أكثر وهو يجيب بحب
"نحلتي .. هل اشتقتِ لي؟"
ران الصمت لحظة كأنما أخذ منها المبادرة التي سرعان ما تشبثت بها وهي تهتف بشك
"لماذا كان هاتفك مشغولاً كل هذا الوقت؟"
انفجر ضاحكاً ثم أجابها
"حبيبتي الغيورة .. هل تشكين بزوجكِ المسكين؟"
زمجرت بخفوت
"(هشام رضوان) .. لا تلف وتدور .. مع من كنت تتحدث؟"
ردد مبتسماً وهو يدير مقود السيارة
"لا داعي للغيرة أميرتي .. كنت أتحدث مع (سديم) فقط"
"حقاً؟"
تمتمت بخفوت ليقول بأسف مصطنع

"منذ متى أكذب يا (راندا)؟ .. أنتِ تزدادين شكاً وغيرة مع الوقت .. احترسي حبيبتي فقد تدفعينني للاختناق والهرب"
هتفت اسمه ليضحك قائلاً
"حسناً حسناً .. لن أهرب لأي مكان .. أنا قادم في الطريق"
همست بحب تألق في نبرتها
"حسناً حبيبي أنا في انتظارك .. لا تتأخر وقد بحذر"
ردد مبتسماً
"حسناً يا عمري .. أشتاق لكِ حتى أراكِ"
"وأنا أيضاً أشتاق لك .. لا تتأخر عليّ"
وعدها بحب وهو يودعها مغلقاً الهاتف وضغط أكثر على دواسة الوقود ليسرع عائداً للبيت وابتسامته تشق طريقها لقلبه معيدة الهدوء والأمل إليه ..
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:37 AM   #1095

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"لا .. لا .. ابتعد .. (عاصي)"
أنّت (رهف) أثناء نومها وهي تتقلب باختناق ورفعت يديها إلى رقبتها وأحاطتها بهما كأنما تحاول فك خناق أحدهما من حولها وواصلت صراخها وساقاها ترفسان بمقاومة
"النجدة .. ساعدوني .. (عاصي) .. النجدة"
انتفح نور غرفتها واندفع (عاصي) وهو يهتف بجزع
"(رهف) .. ماذا حدث؟"
توقف لحظة مصدوماً برؤية حالتها قبل أن يندفع ليمسك بجسدها ويهزها برفق
"(رهف) .. استيقظي حبيبتي .. إنّه كابوس .. استيقظي"
ارتفع صوت (سلمى)
"ماذا حدث؟ .. ما بها (رهف)؟"
ردد بصوت مرتجف
"إنّها بخير .. (رهف) .. افتحي عينيكِ حبيبتي"
مضت لحظات مؤلمة لكليهما قبل أن تفتح عينيها وتنظر لهما بحيرة وخوف وارته سريعاً بين ذراعيّ (عاصي) الذي ضمها برفق وربّت عليها
"لا بأس .. لقد انتهى .. أنتِ معي الآن"
بكت فوق صدره بضعف واستمر في هدهدتها بحنان بينما مسحت (سلمى) دموعها وهي تهمس بخفوت
"سأذهب لأحضّر لها مشروباً مهدئاً"
أومأ برأسه وهو يعتدل ليرتاح في جلسته على الفراش وهمس بعد أن غادرت
"هل هدأتِ حبيبتي؟ .. لا تخافي .. أنا هنا"
هزت رأسها وهي تحاول التحكم في دموعها التي تجمدت عندما صوتاً رقيقاً يهمس بقلق
"(عاصي) .. ما الذي حدث؟ .. هل هي بخير؟"
التفت نحوها قائلاً
"تعالي (همسة) .. لا تقلقي هي بخير"

رفعت (رهف) رأسها في تلك اللحظة ونظرت لها برهة بنظرات غريبة قبل أن تهمس بأنفاس محتبسة
"إنّها أنتِ"
توقفت خطوات (همسة) وهي تنظر لها بارتباك ونقلت نظراتها بتساؤل نحو شقيقها الذي ابتعدت (رهف) عنه وهي تواصل بعد لحظات استرجعت فيها أحداث حلمها وذكريات حادثها القديم
"أجل .. هذه أنتِ .. أنتِ هي نفسها تلك الفتاة التي ساعدتني، صحيح؟"
ابتسمت بارتباك وهي تهز رأسها واقتربت ببطء وقالت
"أنا لم أفعل شيئاً (رهف) .. آسفة لأنني لم أستطع الوصول إليكِ باكراً"

نقل (عاصي) بصره بينهما بقلق بينما رددت (رهف) بعينين دامعتين وصوت مختنق وهي تمد كفيها نحو (همسة) التي تحركت إليها
"بل فعلتِ الكثير .. شكراً لكِ .. لا أعرف كيف أشكركِ"
ارتجفت ابتسامتها واحمر خداها فيما سالت دموع (رهف) وهي تكمل
"الخطأ كله كان خطأي .. لقد حاولتِ مساعدتي وأنا لم أنتبه لتحذيركِ"

همست كلماتها وذكريات تلك الليلة تعود لها بوضوح .. صديقتها الخائنة أو التي كانت تعتقدها صديقة .. كانت معها في النادي الليلي ولم تعرف أنّها خدرت مشروبها في الخفاء لتستدرجها إلى المكان الذي حدده (سامر) .. كانت قد احتست نصف الكوب حين اصطدمت بها إحدى الفتيات لتسقط الكأس من يدها ليقع أرضاً وتلوث فستانها بالعصير .. لو كانت أكثر بصيرة لفهمت الانزعاج على وجه رفيقتها حين انسكب العصير .. لكنّها كانت غافلة وحمقاء .. كل ما فعلته أن تحركت إلى دورة المياة لتنظف فستانها .. كانت مشغولة بتنظيفه حين بدأ الدوار ينتابها بطريقة غريبة .. شعرت بنفس الفتاة التي صدمتها تقف بقربها وسمعتها تهمس لها بسرعة
"غادري المكان بسرعة أرجوكِ .. أنتِ في خطر"

قطبت في حيرة وغشاوة غريبة تتجمع حول عقلها ونظرت للفتاة الشقراء بعينيها الزيتونيتين اللتين بدتا مألوفتين بشدة تلك اللحظة
"ماذا؟ .. ما الذي تتحدثين عنه؟ .. من تكونين؟"
قالت بتوتر
"ليس هذا وقته .. يجب أن ترحلي من هنا .. لا ترافقي تلك الفتاة .. احذري منها و .."
انفتح الباب تلك اللحظة لتدلف رفيقتها وهي تقول
"(رهف) .. ما كل هذا الوقت؟ .. هل أنتِ بخير؟"
لم تنظر في اتجاهها أبداً وهي تسرع لتتأبط ذراع (رهف) قائلة

"تبدين شاحبة جداً .. هل تشعرين بالمرض؟ .. تعالي نخرج"
أومأت قائلة بتعب شديد
"خذيني للبيت .. أشعر بالتعب فجأة لا أعرف ماذا أصابني"
تحركت مع صديقتها لتغادرا وخُيل إليها أنّها سمعت صوتاً خلفها لكنّه توارى مع الموسيقى الصاخبة والغثيان الشديد الذي انتابها لتهمس لرفيقتها تستحثها على إخراجها من المكان بسرعة ولم تنتبه لنبرتها الخبيثة وهي تأخذها لسيارتها وتنطلق بها نحو الفخ الذي أطبق عليها بعد دقائق قليلة حين أفاقت من تأثير المخدر لتجد نفسها في قبضة (سامر) .. حين ظنت أنّ كل شيء قد انتهى اقتحم ذلك الشبح المقنع الغرفة وأصاب (سامر) بضربة شديدة على رأسه أفقدته الوعي وسمعت الصوت المألوف يستحثها على الهرب من المكان بسرعة قبل أن يفيق وكان آخر ما رأته نفس العينين المألوفتين من خلف القناع الأسود قبل أن تطلق ساقيها للريح وتهرب بثيابها الممزقة وسط الشوارع الخالية ولم تنتبه في شدة ذعرها وتأثير المخدر على وعيها للسيارة التي قطعت طريقها فجأة لتصدمها وتلقي بها في دوامة عميقة من الظلام بقيت أسيرته لأشهر واستيقظت لا تذكر شيئاً مما حدث
"(رهف) .. أين ذهبتِ؟"
انتزعها صوت (عاصي) من ذكرياتها فانتفضت بخفوت وهي تنظر إليه ليقول بقلق
"أنتِ بخير؟"
أومأت برأسها وهي تلتفت نحو (همسة) التي رقت عيناها لها كأنما تذكرت نفس الأحداث فسألتها بخفوت
"كنتِ مختلفة تلك الليلة"

قالت وهي تشير نحو خصلاتها العسلية، فابتسمت قائلة بخجل
"كان تنكراً سخيفاً لا أكثر"
هزت رأسها بشرود ثم قالت
"كيف عرفتِ المكان؟"
نظرت لشقيقها الذي كان ينصت باهتمام وأجابت بأسى
"كنت قد عرفت بخطة (سامر) وأمه وأنا في الخارج ولهذا أتيت .. تبعت تحركاته في الخفاء وعرفتكِ وهذا سهل لي مراقبتكِ لكنني لم أستطع الاقتراب منكِ بسبب خشيتي من اكتشافه لوجودي وتلك الليلة فقط استطعت تتبعكِ للنادي .. قبل أن تأخذكِ تلك الفتاة معها وتغادرا كنت قد وضعت خلسةً في حقيبتكِ الصغيرة هاتفاً زرعت فيه برنامج تعقب واستطعت معرفة المكان الذي ذهبتما إليه .. لم أستطع الوصول باكراً للأسف لكن .."
هزت (رهف) رأسها نفياً وقالت
"لقد وصلتِ قبل فوات الأوان وأنقذتِني من الضياع (همسة) .. أنتِ وصلتِ في اللحظة التي حسبت أنني انتهيت تماماً"

اقتربت لتقف بقربها هي و(عاصي) ومدت يدها تمسك بكف (رهف) الممدودة وقالت بابتسامة رقيقة
"يسعدني أنني فعلت ولو شيئاً صغيراً من أجلكِ (رهف)"

ابتسم (عاصي) وهو يداعب شعر شقيقته بحنان وقال محدثاً (رهف)
"ولم تكن المرة الوحيدة التي أتت فيها لمساعدتكِ، صحيح عزيزتي؟"

همست بخجل
"أخي"
منحها ابتسامة حانية وقال رداً على نظرات (رهف) المتسائلة
"لقد أتت من أجلكِ حين كنتِ في غيبوبتكِ الأخيرة وتحدثت معكِ لتشجعكِ على الخروج منها"

نظرت (رهف) نحوها بحيرة ودهشة ليحمر خداها بخجل وقطبت (رهف) وخيالات متداخلة تمر بعقلها وأصوات كانت تتردد في غيبوبتها فقالت بخفوت
"هل تحدثتِ معي وأنا نائمة؟"
هزت رأسها دون رد وصمتت (رهف) لحظة قبل أن تلمع عيناها بالدموع والامتنان وضغطت على يد (همسة) ومشاعرها تخنقها لتهمس
"شكراً لكِ .. شكراً لكِ كثيراً .. ليتني أستطيع رد جميلكِ هذا يوماً"

انتقلت غصتها لحلق (همسة) التي هزت رأسها هامسة
"لا تقولي هذا .. نحن عائلة في النهاية (رهف) وربما كان ذلك الرابط الخفي هو ما جعلني أشعر بكِ ودفعني لمساعدتكِ .. أنا سعيدة لأنني فعلت هذا الشيء الصغير لأجلكِ"

ونظرت لشقيقها المبتسم وأكملت بحنان
"يكفيني أن تكونا بخير هكذا .. لا أريد أكثر من هذا"
فتح (عاصي) فمه ليقول شيئاً حين لمح (سلمى) تقف عند الباب ويدها تحمل صينية بها مشروب ما وعيناها الدامعتان كانتا تتأملان المشهد أمامها في حنان فهمس يناديها وهو ينهض
"تعالي أمي .. لماذا تقفين عندكِ؟"
ترك (همسة) تأخذ مكانه بجوار (رهف) التي شدتها من يدها لتجلس بقربها واتجه هو نحو (سلمى) ليأخذ منها حملها فهمست بتهدج
"لو تعرف كيف أشعر الآن وأنا أراكم هكذا بني"
أحاط كتفها بحنان
"طالما تحيطيننا بحبكِ ورعايتكِ سنكون بخير دائماً حبيبتي"
نظرت لابنتها التي ابتسمت لها رغم شحوبها وعادت تلتفت لابنة عمها تحتضن كفها وتقول بامتنان
"سأظل مدينة لكِ بحياتي (همسة)"
عادت تهز رأسها نفياً فتابعت (رهف) بابتسامة رقيقة
"آسفة لأنني لم أرحب بكِ جيداً .. كنت مصدومة"
منحتها ابتسامة مماثلة لتفاجأها (رهف) وهي تحرك جسدها قليلاً وترفع ذراعيها تحتضنها هامسة
"مرحباً بكِ في عائلتكِ يا ابنة عمي .. سعيدة لأنني اكتسبت أخت جديدة ورائعة مثلكِ"

دمعت عيناها وهي ترفع ذراعيها بعد لحظة تبادلها عناقها وهي تهمس
"شكراً لكِ (رهف) .. أنا أسعد لأنكِ اعتبرتِني أختكِ .. شكراً لكِ كثيراً"
قاوم (عاصي) دموعه وهو ينظر لهما بينما لم تقاوم (سلمى) الدموع التي سالت على خديها ليهتف فيهما ضاحكاً
"يكفي .. لقد أبكيتما أمي .. توقفا .. كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟"
ابتعدت الاثنتان وتبادلتا نظرة اختلطت فيها الدموع بالضحك الذي استسلما له بعد لحظة لتبتعد (سلمى) عن (عاصي) وتتجه لهما وقلبها يرتجف سعادةً .. اقتربت تضمهما بين ذراعيها بقوة وهي تقول
"حمداً لله .. حمداً لله على هذه النعمة .. فليدم الله هذه الضحكات الغالية"
وضع (عاصي) الصينية جانباً وأسرع يمسح دمعة خائنة وعاد ينظر إلى (سلمى) وهي تضم الاثنتين بحنان شديد وابتسم وهو ينظر للابتسامات الرقيقة على شفاههما وتنهد في ارتياح وهو يستند للحائط يعب من المشهد أمامه ويحمد الله أنّ مخاوفه لم تتحقق .. (رهف) نجحت في اجتياز هذا الحاجز أيضاً وقريباً جداً تنجح في اجتياز آخر الحواجز وتعود كما كانت .. ستعود عسليته لتتألق كما كانت قديماً ولن يسمح لأي شيء أو شخص أن يطفيء لمعة عينيها مرة أخرى حتى لو كان هو شخصياً .. همس لنفسه بوعد وقسم وعيناه تعانقان عينيها اللامعتين بالسعادة والحياة التي تحررت من أسفل الثلوج أخيراً.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:39 AM   #1096

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مط (جاك) شفتيه مبتسماً بسخرية وهو ينظر إلى (عماد) الذي وقف قبالته يقابل نظراته بهدوء شديد ليقول وابتسامته تتسع وهو يمد يداً ليصافحه
"لا أصدق أنني أمام نفس الرجل .. رائع .. دعني أرفع لك القبعة (مراد).. أقصد (عماد)، صحيح؟"
ارتفع طرف شفتيه بابتسامة باهتة وهو يصافحه
"مرحباً (جاك) .. تشرفت برؤيتك مجدداً"
"الشرف لي"
مد (فهد) يده ليصافحه وقال مشيراً للداخل
"تفضل (جاك)"
قال وهو يتبعه
"آسف لتأخري .. كان أمراً طارئاً"
"لا بأس (جاك) .. (عماد) وصل قبل قليل هو الآخر"
تبعهما (عماد) للداخل وما كاد يستقر ثلاثتهم بمقاعدهم حتى تحدث إليه باهتمام شديد
"حسناً .. أخبرني بكل ما عرفته (جاك) .. لم يخبرني (فهد) بكل شيء"
تنفس مطولاً وتراجع في مقعده وقال وهو يشبك كفيه
"كما أخبرت (فهد) من قبل .. عثرت على طرف خيط قد يقودنا لتلك السيدة .. ورجالي واصلوا بحثهم بجدية خلف ذلك الخيط .. صراحة .. حتى اللحظة كانت لدي شكوكي .. لكن ذلك الأمر الذي أخرني حسم كل شيء"
نظر له كلاهما بأمل شديد وهتف (فهد)
"هل استطعت العثور على دليل مؤكد"

مد يده إلى جيب سترته وهو يقول
"أعتقد هذا"
نظر الاثنان لبعضهما فيما مد هو يده بمظروف ناوله لـ(عماد) وهو يقول
"تلك المصحة الخاصة التي أخبرت (فهد) عنها لديهم نظام محكم ولا يسمح بتسريب أي معلومات تخص أحد مرضاها لكننا استطعنا فعلها بمعجزة .. وهذا ما حصلت عليه"
فتح (عماد) المظروف بلهفة واقترب منه (فهد) بلهفة لا تقل واتسعت أعينهما و(عماد) يخرج محتويات المظروف بأصابع مرتجفة ثم همس وهو ينظر للصورة الأولى
"يا الله .. (فهد) .. هل ترى هذا؟ .. أنا لا أحلم، صحيح؟"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو يلتقط الصورة ويدقق النظر في وجه المرأة التي كانت تجلس على فراش مشفى ترتدي زي أبيض خاص بالمرضى وتميل برأسها للحائط .. شعرها الكستنائي الطويل الذي غزاه الشيب ينسدل على جانبي وجهها باستكانة حزينة .. عيناها تحدقان أمامها بخواء شديد

"لا أعرف إن كنت أتمنى أن يكون حلماً أم لا (عماد)"
همس بارتجاف وهو ينظر لصورة أخرى لها لكنّها كانت تجلس على مقعد قرب نافذة مغلقة تنظر بنفس الخواء للخارج .. التقط بضع صور أخرى لم تختلف عن الأوليتين .. حاول التقاط الشبه بينها وبين صور (همسة العاصي) في شبابها .. كانت هذه أخرى .. شبح .. صورة باهتة حزينة .. روح خاوية تطل من عينيها
"هي من تبحثان عنها؟"
سأل يستوثق الإجابة التي يعرفها ليقول (فهد) دون أن يرفع عينيه عن عينيها الميتتين وقلبه يتمزق دون رحمة
"في هذه اللحظة أسأل الله ألا تكون هي"
نظر له بتساؤل بينما لامس بأصابعه وجه المرأة وصورة (همسة) تحل أمام عينيه .. الآن .. لا يتمنى أن تكون هذه أمها .. مع رؤيته لهذه الصورة لا يتمنى أبداً ولو كان الثمن عودته لـ(همسة) .. ما الفائدة؟ .. لو كانت هذه حقاً (همسة العاصي) .. ما الفرق إذن بين موتها وما تبدو عليه الآن؟ .. ما الحياة التي عاشتها السنوات الماضية؟ .. كره جنوني وغضب اشتعل في عروقه وهو يفكر في كل من فعل بها هذا .. عائلته .. كيف تحجرت قلوبهم لهذه الدرجة؟ .. كيف لم يشفقوا عليها من ..

انقطعت أفكاره مع صوت (جاك) يقول رداً على سؤال طرحه (عماد) ولم ينتبه له
"المعلومات تقول أنّها زوجة لرجل أعمال إيطالي تعاني من حالة نفسية منذ سنوات"
انتفض (فهد) هاتفاً
"زوجة؟"
هز كتفيه وهو يقدم له فلاشة إلكتروني
"هذا ما عرفته بخصوصها.. كل المعلومات هنا .. دخلت هذه المصحة قبل ما يقارب الثمانية عشر عاماً .. موضوعة في جناح منعزل لا تخرج ولا تختلط ببقية المرضى .. يكاد وجودها يكون سراً لا يعلمه إلا القليلون لكن من الواضح أنّها تتمتع بعناية كبيرة وهناك توصية شديدة بخصوصها للمصحة .. يقال أنّها تعاني من فقدان للذاكرة ولا تستجيب لأي شخص .. لا تتحدث .. لا تتجاوب مع معالجيها .. كما تريان في الصور هي على هذه الحال منذ سنوات"
ألقى (فهد) الصور من يده وهو ينهض هاتفاً
"لا يمكن .. ليست هي .. لا يمكن أن تكون هي"
أغمض (عماد) عينيه وتراجع بيأس في مقعده ثم همس
"اجلس يا (فهد) .. لا فائدة من الإنكار"
هز رأسه هاتفاً
"لا يا (عماد) .. ليست هي .. هذه شبح امرأة .. إنّها جثة تمشي على قدمين (عماد) .. لا يمكن أن تكون هي"
تنهد بقوة وهو ينظر له وقال بأسى
"وماذا كنت تتوقع يا (فهد) بعد كل ما مرت به؟"
ارتجفت شفتاه ولمعت الدموع في عينيه
"لا أريد أن أصدق يا (عماد) .. ظننت .. ظننتني سأعيد لـ(همسة) والدتها .. لكن هذه .. كيف تريدني أن أمزق قلبها بهذه الطريقة؟ .. ماذا أقول لها؟ .. كيف أواجهها؟ .. كيف سأخبرها أنّ هذه أمها وأن أسرتي هي سبب الحال التي وصلتها؟ .. ألم تكف كل ذنوبنا في حقهم لأزيدها هذه .. لا (عماد)"
ألقى (عماد) نظرة حزينة على الصور ثم وضعها جانباً برفق وقال
"لا خيار أمامنا يا (فهد) .. هذا ما أتينا لأجله .. لو كانت هذه والدة (همسة) بالفعل فلا حق لنا السماح لهم بإخفائها أكثر من هذا .. من حقها العودة لأسرتها"
سقط (فهد) على مقعده واستكان صامتاً بينما نقل (جاك) بصره بينهما وقال أخيراً
"رجلي استطاع شراء إحدى الممرضات هناك وهي التي مدتنا بهذه الصور والمعلومات .. يبدو أنّها كانت تشفق عليها بصورة ما وهذا سهل مهمة إقناعه لها .. ساعدتنا أيضاً في سحب عينة خاصة لإجراء فحص حمض نووي للتأكد قبل القيام بأي خطوة"
التفت نحو (عماد) متابعاً
"أخبرني (فهد) أنّك أجريت فحص حمض نووي لابنتها"
أومأ (عماد) قائلاً
"لدي نسخة من تقرير الفحص"
"جيد .. يمكننا استخدامه في تأكيد هويتها وإثبات أمومتها للفتاة"
"لحظة سأحضره لك"
قالها وهو ينهض ليحضر التقرير بينما قال (فهد)
"لن يتأخر الفحص، صحيح؟ .. أخشى أن يسرقنا الوقت ويحدث ما ليس بالحسبان"
هز رأسه مجيباً

"لا تقلق .. لقد أرسلت العينة بالفعل ولن تتأخر النتيجة .. سأرسل لهم صورة الفحص الآخر ليتم مقارنتهما"
تنفس (فهد) بتوتر فقال (جاك) بهدوء
"كما قال (عماد) .. لا داعي لإنكار ما يحدث (فهد) .. إن كانت هي بالفعل من تبحثان عنها فلا خيار أمامنا سوى إخراجها من هناك"
زفر بقوة وهو يسمعه يكمل
"لا يجب أن ننتظر نتيجة الفحص .. علينا التفكير من الآن في خطة لتهريبها من المصحة .. سيكون الأمر صعباً للغاية"
صمت مع دخول (عماد) الذي تقدم منه ومد يده بمظروف
"هذه نتيجة فحص (همسة) .. أرجو أن يتم الأمر بسرعة .. لست مطمئناً صراحة"
"لا تقلق .. لتوي أخبرت (فهد) أن الفحص لن يتأخر"
أومأ (عماد) وردد
"جيد .. لأنني أشعر بالقلق حقاً .. أخشى أن يكون ذلك الرجل انتبه لبحثنا وربما تدخل ومنعنا"
ران الصمت المتوتر قبل أن يقول (جاك)
"رجالي يحيطون بالمصحة وسيبلغونني بأي تطور وتلك الممرضة أخذت مبلغاً كبيراً مقابل إخبارنا بأي معلومة جديدة تخص مريضتها .. لا تقلق بشأن هذا ودعنا نفكر الآن في خطة تهريبها .. سيكون الأمر صعباً ولا يجب أن يحدث أي خطأ"
قالها وهو يخرج حاسوبه المحمول من حقيبته وسارع يشغله وهو يتابع
"علينا التفكير في كل الاحتمالات .. لديّ هنا خريطة للمكان ودوريات الحراسة واليوم أرسل لي رجالي معلومات جديدة تخص المصحة وكل المترددين عليها ومواعيد دخول وخروج سيارات النظافة وغيرها"
ختم كلامه وهو يضع الفلاشة بمدخلها بالحاسوب واقترب الاثنان منه يتابعان في صمت ما يفعله ليتراجع هو فور ظهور الملفات فأشار
"علينا دراستها جيداً والبحث عن ثغرة ننفذ من خلالها"
مال (عماد) يتابع في اهتمام هو و(فهد) بينما يشرح لهما كل شيء ومع كل لحظة تمر كان الاثنان يتأكدان من كلامه بخصوص صعوبة الأمر .. عليهما وضع خطة محكمة إن أراد تهريب (همسة العاصي) من هناك قبل فوات الأوان .. توقف (جاك) فجأة عن الكلام عندما رن هاتفه فالتقطه بسرعة ليرد وتسلل القلق إليهما مع رؤيتهما لتغير ملامحه بينما قال مقطباً
"حسناً .. واصل تتبعهم وأبلغني بأي تطور جديد"
أغلق الهاتف ليقول (عماد) بقلق
"ما الأمر؟"
صمت لحظة ناظراً للشاشة قبل أن يزفر بقوة وهو يغلق شاشة حاسوبه ويقول
"يبدو أننا سنغض الطرف عن كل ما تحدثنا عنه للتو يا سادة"
"ماذا حدث؟"
هتف (فهد) بتوتر ليجيبه وهو ينهض

"لم تعد المصحة هدفنا"
نظرا له بتوتر وتساؤل بينما يكمل
"لقد أبلغوني أن السيدة قد تم إخراجها من المصحة على عجل"
"ماذا؟"
نهض (فهد) وهو يهتف باستنكار
"الممرضة اتصلت برجلي وأبلغته أن الأمر تم بصورة مفاجئة وفي غير ورديتها .. لقد تم إخراجها في سيارة سوداء معتمة النوافذ وفي حراسة خاصة .. لحسن الحظ أن تلك الممرضة لم تتأخر كثيراً وإلا ما استطاع رجالي التعرف على السيارة وتعقبها"
هتف (فهد) بلهفة

"إذن هم يتعقبونها الآن؟"
أومأ برأسه قائلاً
"سيبلغونني فور معرفتهم بمكانها"
قطب مردداً
"هذه فرصتنا الوحيدة .. أخبرهم أن يقطعوا طريق تلك السيارة ويختطفوها"
"(فهد) .. اهدأ قليلاً"
ردد (عماد) وهو يفكر بتوتر ليهتف قائلاً

"كيف أهدأ (عماد)؟ .. لو صح توقعي فربما يكون المكان الذي ستذهب إليه حصيناً أكثر من تلك المصحة .. ربما تكون هذه آخر فرصة لنا بالفعل"
أسرع (جاك) يقول
"لا (فهد) .. سيتعقد الأمر كثيراً لو تحرك رجالي الآن .. الأمر خطير وربما يلفت الانتباه لنا أكثر إن فشلوا في اختطافها .. أخبرتك أن الحراسة مع سيارتها شديدة .. لن ينجح رجالي في اختطافها بهذه البساطة .. لا أرى أمامنا سوى انتظار الأخبار الجديدة ونضع خطتنا على أساسها"
هتف بتوتر
"ماذا لو ذهبوا بها لقصر ذلك الوغد؟ .. كيف سننقذها من هناك إذن؟"
قال (جاك) وهو يضع حاسوبه بالحقيبة
"سنجد طريقة حتماً .. لا تقلق"
زفر بقوة وهو ينظر لـ(عماد) الذي أطرق صامتاً بوجه متجهم
"قل شيئاً (عماد)"
هتف به ليجيبه بعد لحظات
"(جاك) محق .. لا خيار لنا سوى الانتظار .. سنتأكد خلال ذلك من الفحص ونضع خطة وفقاً للمعلومات الجديدة"
تراجع في مقعده بيأس وهمس
"أخشى أن يكون الأوان قد فات"

تنهد بقوة وهو ينظر له وضاقت عيناه بعزم وهو يقول
"لن يفوت الأوان أبداً .. لو أخفوها تحت سابع أرض سأجد طريقة لأخرجها من هناك يا (فهد) .. لن أعود لـ(همسة) سوى بها"
قالها وشرد بتفكيره وقلبه ينبض بحرقة وذلك الهاجس لا يريد أن يتزحزح من رأسه .. لديه شعور أنّ (توفيق) لم ينتبه لتحركاتهم من الأساس .. هناك من نبّهه لما يحدث .. لا يخطر بباله سوى أمه فقط .. هل يمكن أن يصل الأمر بها لهذا الحد؟ .. ابتسم داخله ساخراً بمرارة .. هل يستغرب منها هذا؟ .. يبدو أن حقدها أكبر من أن تنتبه إلى أنّها تكاد تودي بهما للتهلكة إن هي وشت بتحركاتهما .. همس داخله بحسرة .. تقطعين آخر الخيوط بيننا أمي .. لن أسامحكِ أبداً لو تبين أنّكِ السبب .. ستكون هذه النهاية حقاً.
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:40 AM   #1097

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قلّب (منذر) في الأوراق أمامه بتركيز تام لبضع دقائق قبل أن يرفع عينيه ينظر للواقف أمامه بجسد مشدود وقد شبك كفيه خلف ظهره يقف احتراماً لصمت رئيسه الذي نظر له ملياً قبل أن يسأله
"لقد اقترب الوقت يا (يسري) .. هل أنت مستعد؟"
شد قامته أكثر باعتداد وهو يرد
"في أتم استعداد سيدي .. يمكنك أن تثق بي"
تراجع مسنداً ظهره للمقعد وتنهد بقوة مردداً
"أنت الوحيد الذي لديه ثقتي الكاملة (يسري) أنت تعرف هذا"
هز رأسه قائلاً بامتنان
"هذا شرف لي سيد (منذر)"
ابتسم هازاً رأسه وعقله يستعيد ذكرى لقائه الأول به بعد عدة سنوات قضاها بدار الرعاية .. كان (يسري) ضيفاً جديداً على المكان .. لا زال يذكر كيف كان .. صبياً مرتعداً يتعرض للاضطهاد من الأكبر سناً .. ذكره بأشهره الأولى في المكان قبل أن يشهر أنيابه ويرد الإساءة بأسوأ منها حتى لو كان الثمن تعرضه لأشد العقاب لكنّه استطاع أن يصنع مهابة له في قلوب بقية النزلاء من الأحداث .. هذا مكّنه من حماية الصبي الجديد حين تعرض للضرب بقسوة من بعض الصبية الكبار .. و(يسري) لم ينس له هذا الجميل وصار يعتبره ديناً في رقبته حتى تفرقت بهما الطرق بمغادرة (منذر) للدار ودخوله السجن ليتم فترة محكوميته هناك .. وبعد أن غادره وسافر بحثا عن والده، عاد بعد سنوات وقد وضع قدمه على أول الطريق إلى انتقامه .. كان في حاجة لرجل يثق به ويستأمنه على أسراره فبحث عن (يسري) وقد كان متوقعا للتغير الذي سيطرأ عليه بعد سنوات القهر في تلك الدار ولم يخب ظنه لكنه لم يتأخر في انتشاله من المصير الذي تحول إليه .. طلب منه أن يترك كل تلك القذارة التي كاد يغرق فيها ويضع كل طاقته في خدمته هو ولم يتأخر (يسري) لحظة في الاستجابة .. من تلك اللحظة وهو يضع حياته وخدماته كلها تحت أمره وبكل إخلاص .. هو الوحيد من رجاله من يثق به .. الوحيد الذي يعرف سره والوحيد الذي يستعين به على أكثر مهماته سرية وخطورة .. ولم يعترض (يسري) مرة واحدة حتى عندما طلب منه حماية (شاهي) رغم كونها مهمة أقل مما تعود عليه لكنّه لم يعترض وكأنما أدرك أهميتها لديه .. نظر له ملياً يبحث عن الصبي المرتعد الذي كانه فلم يجد سوى رجل قوي البنية معتد النفس فابتسم قائلاً بهدوء
"لقد شققت عليك لسنوات طويلة يا (يسري) وأنت لم تشتك مرة"
هز رأسه نفياً وردد
"مهما فعلت سأبقى مديناً لك سيد (منذر) .. لو طلبت حياتي نفسها لن أتردد"
ابتسم (منذر) بأسى ورد
"أعرف هذا (يسري) .. لكنني أحتاج حياتك .. هناك ما ستفعله بعد أن ينتهي كل شيء"
قطب ناظراً بتساؤل ثم قال
"أؤمرني سيدي"
غامت عينا (منذر) قليلاً وهو يقول
"سأخبرك وقتها .. الآن اسمعني جيداً .. ستسافر إلى المزرعة اليوم .. ستتولى حراسة السيدة (شاهي) ريثما أعود"
"أمرك سيدي"
ردد بحزم ليكمل (منذر) وعيناه تشردان
"خذ (فرح) معك .. السيدة (شاهي) تفتقد رفقتها كثيراً"
أومأ برأسه بينما بقى (منذر) على شروده برهة يفكر في (شاهي) وحديثها الأخير معه على الهاتف .. كانت تخبره بسعادة عن الوقت الذي تقضيه في المزرعة وكيف تشعر براحة لم تشعر بها لسنوات طويلة .. والتقط من بين كلماتها مدى اهتمامها بالخادمة الجديدة .. من الواضح أنّها صارت تقضي معها وقتاً كثيراً وهو لا يحب هذا .. لديه شعور سيء بخصوص هذا الأمر ولا يريد أن تتعمق علاقتها بتلك الفتاة .. الوضع لا يحتاج المزيد من التعقيد و .. قاطعه صوت (يسري) يقول باهتمام
"هل هناك أوامر أخرى سيد (منذر)؟"
رفع رأسه ينظر له لحظة ثم هزه قائلاً
"لا .. شكراً يا (يسري) يمكنك الذهاب"
شد قامته في اعتداد مجيباً
"حسناً سيدي"
قالها ودار على عقبيه وغادر الغرفة ليتنهد (منذر) بقوة وهو ينهض من مقعده ويتحرك تجاه النافذة وهو يشعل سيجاراً نفث دخانه بشرود سامحاً لأفكاره بالانسياب بلا ترتيب .. يستعيد بعضاً من الماضي وبعضاً من حاضره وكلما غامر عقله وكاد يخطو بتفكيره نحو المستقبل يوقفه عند حده لا يريد لشيء أن يجعله يتردد عن خطته .. ما الذي يجعله يغير رأيه الآن؟ .. لم يتغير شيء .. (شاهي) ستقف على قدميها وتثق بنفسها أكثر ولن تحتاج إليه في النهاية .. ستتابع حياتها وربما تنساه يوماً ما .. انقبض قلبه بشدة مع عبور الفكرة بعقله .. لم تكن تخيفه فكرة أن يصبح طيّ النسيان لهذا الحد .. الآن يخشى هذا كثيراً .. لا يريد أن يطويه النسيان للأبد .. ربما يقنع بأن يصبح مجرد ذكرى لديها .. هي لن تنساه بالتأكيد .. ما عاشاه معاً سيجعله حياً في ذكرياتها .. هز رأسه يطرد مرارة أفكاره لتحل مكانها فكرة أكثر مرارة وطيف تلك الأخرى يزور عقله بعد أن جاهد في طردها لأيام .. كأنّه ما سافر بعيداً .. لا يعرف لماذا هي تحديداً .. لماذا داخله ذلك الشعور أنّها مألوفة؟ .. لماذا كان يحلم بها حتى قبل أن يلتقيها؟ .. لماذا تثير داخله هذه المشاعر الغريبة؟ .. ألقى السيجارة من يده عندما لسعته نارها ودهسها بحذائه .. حل رابطة عنقه متنفساً بقوة وفتح النافذة على مصراعيها يعب من الهواء عبّاً .. لا .. هو لم يترك المزرعة و(شاهي) ويهرب بعيداً لتستمر تلك الأفكار في تعذيبه .. أغمض عينيه وهو يتنفس بعمق .. حتى عندما سافر قبل أيام إلى الخارج زاد سفره الطين بلة حين ضربته ذكرى رؤيتها في المطار ليدرك أنّه لم يكن يتخيل ذلك اليوم .. لقد رآها فعلاً .. توقف وسط المطار كما فعل تلك المرة وأغمض عينيه لتتداعى الصور أمامه وصوتها الرقيق استيقظ في عقله .. كانت هي .. تلك الفتاة التي اصطدم بها ولم يجد الفرصة ليلمح وجهها .. فتح عينيه لحظتها ينظر لكفه يستعيد لمستها له .. لم يكن يتوهم كل هذا .. إذن فقد تصادف سفرها إلى هنا مع سفره هو إلى إيطاليا في ذلك اليوم .. تلك الذكرى جعلتها ترافقه في سفره وقد حاول جاهداً طردها ليركز في لقائه مع والده الذي اتصل به يخبره أن يأتي لاجتماع هام وعاجل .. كانت فرصة ليتحدث معه ويجعله يتراجع كُلياً عن ألاعيبه الحمقاء تلك وتهديداته السخيفة لـ(شاهي) .. أمسك حاجز النافذة بكلتا قبضتيه وضغطهما بشدة حتى آلمتاه بينما أفكاره تنسحب للحظة التي خطى فيها إلى قصر والده ذاك.. لم تكن أول مرة له هناك، لكنّ ذلك القصر بالذات من بين كل ممتلكات والده كانت له ذكريات سيئة .. لقد كان أول محطاته حين حطت قدماه بإيطاليا أول مرة حين ذهب للقاء والده .. غادر السجن بعد أن خسر من عمره عشر سنوات قضى نصفها في الإصلاحية ونصفها في السجن .. كان محملاً بالكراهية وقلبه يغلي بالانتقام الأسود .. ذهب وهو يتخبط في طريقه .. ما أن غادر سجنه حتى وجد في استقباله رسولاً من والده يبلغه برسالته إليه وما ينتظره في القادم من حياته .. استلم هويته الجديدة التي ستمكنه من متابعة حياته التي رسمها له والده .. كان سجله الإجرامي يقف عائقاً أمام تقدمه وعمله وكان على والده كما تسبب في تخريب سمعته أن يصنع له هوية نظيفة تمكنه من القيام بدوره كواجهة براقة ونظيفة لأعماله الإجرامية .. وهكذا اختفى ابن (الأغا) وولد ابن (صفوان) بماضٍ مختلف وشهادات تعليمية وتاريخ .. كان عليه أن يرضخ لكل شيء حتى يضع قدميه على بداية الطريق لانتقامه الكامل من (توفيق) .. ضحك ساخراً وهو يتذكر صدمة والده التي غالبها سريعاً حين تفاجأ به أمامه بتلك الهيئة البائسة .. كان ينقصه فقط بعض الثياب الممزقة ليتأكد الجميع من أنّه متشرد .. ترك شعره طويلاً مبعثراً ولحيته غير مهذبة وثيابه غير مهندمة بينما يحمل حقيبة رثة فوق ظهره وفي يده سيجارة يدخنها ببرود لمح أثر هيئته في عينيّ والده الذي أسرع لحظتها يغلق باب المكتب بعد أن تأكد من أنّ أحداً لم ينتبه .. عنفه لحظتها بطريقة جعلته يشعر بقليل من الانتشاء لأنّه سبب له كل هذا القلق .. لا زال يتذكر وصلة الاستجواب اللعينة التي حاصره بها قبل أن يأمر به فيُرسل إلى ذلك القصر ويُحتجز بإحدى الغرف هناك .. انتظر بضع أيام حتى عاد والده للقصر ليتواجها للمرة الثانية .. يومها حاول (توفيق) التحدث معه باللين بينما التزم هو بدور المتمرد الفاسد حتى أقسم والده أنّه لن يجعله يغادر تلك الغرفة التي كان مسجوناً فيها إلا عندما يتعقل ويتوقف عن تصرفاته .. لم ينس والده أن يؤكد عليه ألا يعرف أحداً بحقيقة انتمائه له وهذا زاده كراهية فوق كراهيته رغم حقيقة شعوره بالاشمئزاز كون دم ذلك المجرم يجري بعروقه .. متى قرر التوقف عن العبث وبدء خطة انتقامه تلك؟ .. يبدو له ذلك عمراً طويلاً جداً .. هل مرت كل هذه السنون دون أن يشعر حقاً؟ .. درات كل الذكريات بعقله وهو يهبط من سيارته ويقف أمام القصر يتطلع إليه بجمود قبل أن يخطو إليه .. استقبلته مديرة القصر بابتسامة هادئة وهي تخبره أن السيد الكبير سيصل في المساء .. لوى شفتيه في انزعاج متسائلاً داخله .. هل هذا يعني أن الأحمق الصغير هنا؟ .. لا ينقصه سوى رؤيته الآن .. سألها بهدوء عن (ريكاردو) فأجابته
"السيد (ريكاردو) اتصل معتذراً عن الحضور لأنّه مسافر"

أومأ وهو يتبعها للداخل لتسأله وهي تشير للخادم بإرسال الحقيبة لغرفته القديمة
"هل سترتاح قليلاً قبل الغداء سيدي؟"
هز رأسه نفياً وقال
"أنا في المكتبة .. سأبقى هناك حتى موعد الغداء"
"حسناً سيدي"
تركها وأخذته قدماه للمكتبة التي كانت الشيء الوحيد الذي يفتقده في هذا القصر .. فتح الباب بهدوء ودلف للداخل ودارت عيناه على الكتب بافتقاد .. اقترب يلامسها في حنين والتقط أحدها وتصفحه في وقفته .. قرأ بضع صفحات منه باهتمام قبل أن يلتقط آخراً .. توقفت يده عندما حطت فراشة ملونة فوق رف المكتبة بقربه وخفق قلبه بقوة .. رفرفت بجناحيها بضع مرات قبل أن تطير مبتعدة ليتبعها بعينيه .. تحرك نحو النافذة الكبيرة التي خرجت عبرها وتوقف أمامها .. بحث بعينيه عنها ليجدها تقف على شجرة وارفة تظلل الشرفة بالخارج ثم طاردت مجدداً وتابعها هو حتى اختفت عن ناظريه تماماً مخلفة شعوراً غريباً داخله بينما صورة فراشة أخرى حلت محلها أمام عينيه .. تنهد مبعداً صورتها وهو يتحرك ليجلس على المقعد الكبير خلف المكتب .. تحرك على الكرسي الدوار وهو ينظر لصورة والده أمامه بعينين مسودتين قبل أن يشيح بوجهه ويدور بالكرسي مواجهاً الشرفة والمنظر بالخارج وهمس لنفسه
"هانت يا (منذر) .. اصبر قليلاً"
لمح الفراشة تعاود الطيران بالخارج فابتسم وظل يتابعها في رقصتها صامتاً قبل أن يتنهد بعمق وتراجع في مقعده مسترخياً وابتسامته تتسع وهو يغمض عينيه .. لم يعرف كم مضى عليه في صمته ذاك لكنّ صوت معزوفة موسيقية تسلل من أعماق ذكرياته فجأة ممتزجاً برقص الفراشة ليفتح عينيه بسرعة محدقاً أمامه وقلبه يخفق بسرعة .. ما كان هذا؟ .. تحسس قلبه بينما صوت الموسيقى يصبح أوضح ليتأكد لحظتها أن الصوت موجود بالفعل .. الموسيقى كانت تتسلل من مكانٍ ما بالقصر .. تسارعت أنفاسه وهو يدور بكرسيه .. تلك المعزوفة .. سمعها قديماً و .. توقفت عيناه عند بقعة بعينها في المكتبة .. أدارها بعد لحظات ينظر البقعة التي كان يقف بها قبل لحظات حين حطت الفراشة .. ومضة لمعت بعقله وتجسدت أمامه فراشةً من لحم ودم .. شقراء صغيرة بفستان أنيق وجناحين وهميين يمكن للناظر رؤيتهما وهي ترقص .. نهض من مقعده بأنفاس متسارعة .. أجل .. قبل سنوات .. كيف غابت عن ذهنه؟ .. كيف ينسى ذكرى كهذه؟ .. رفرفة مألوفة تحرك بها قلبه لم يدر لها تفسيراً ولم يبحث عن واحدٍ .. ربما هو الحنين الذي أثارته تلك الذكرى .. أغمض عينيه يحاول استعادة ملامح تلك الفتاة .. شعر أنّه يكاد يلمسها وصورتها تقترب أكثر وأكثر من ذاكرته ..
عاد (منذر) من ذكرياته فجأة مع صوت طرقات على باب مكتبه ففتح عينيه قائلاً بهدوء
"تفضل"
سمع صوت سكرتيرته تقول باحترام
"سيدي .. لقد وصلك هذا الطرد"
التفت لها بتساؤل ولمح في يدها ما يشبه صندوقاً صغيراً مغلفاً .. قطب بقلق متذكراً ما فعله والده مع (شاهي) ثم هز رأسه مبعداً مخاوفه وقال
"دعيه على المكتب"
وضعته حيث أمر ثم تحركت تغادر الغرفة .. انتظر برهة ثم تحرك ليلتقطه مقطباً .. فض الغلاف بسرعة وفتح الصندوق بحذر وضاقت عيناه حين لمح مظروفاً بالداخل التقطه وقبل أن يفتحه خفق قلبه بقوة وعيناه تقعان على شيءٍ آخر بأرضية الصندوق .. ارتجفت أصابعه وهو يلتقط صورة قديمة لوالدته .. بدت في عشرينياتها تقريباً وعيناها تلمعان بحياة وإشراق تجسد في ابتسامة شفتيها .. لم تحتمله ساقاه فسقط على المقعد المقابل لمكتبه وارتجفت يده الممسكة بالصورة ولم تلبث الدموع أن شوشت صورتها أمامه .. مسحها بقوة ووضعها مكانها ليلمح شيئاً لامعاً بالداخل فتناوله .. خانته شهقة ألم وهو ينظر للسلسلة الذهبية فوق كفه .. تلك السلسلة التي تحمل أول حروف اسمها .. سلسلة والدته التي كانت تعتز بها .. سألها عنها قبل أيام من وفاتها وقالت أنّها باعتها لسداد فواتير المشفى ولم يصدقها .. كانت تعتز بها لأنّها ذكرى من والديها .. كيف وصلت السلسلة إلى هنا؟ .. أسرع يضعها مع الصورة وفض المظروف بلهفة متوقعاً الإجابة فيه .. أخرج الرسالة منه وفتحها .. كانت بضع سطور جعلته يقفز من مكانه .. بحث في الصندوق عن أي علامة أو كلمة وعلى غلافه .. من أرسله؟ .. من يكون؟ .. عاد يقرأ الرسالة بتوتر واختناق
"مرحباً (منذر صفوان)

لحظة .. لا .. ربما من الأفضل أن أناديك باسمك الحقيقي .. (فارس توفيق الأغا)، صحيح؟ .. .. كيف حالك بني؟.. أعرف أنّك لست بخير .. على أية حال .. لديّ أمانة مهمة تخص والدتك الراحلة رحمها الله .. إن أردتها يمكنك أن تأتي لمقابلتي في السادسة من مساء اليوم في .."
توقفت عيناه على العنوان وازدادت رعدات قلبه .. ذلك المكان .. لماذا؟ .. ومن هذا الذي يعرف كل هذا عنه؟ .. من يعرف حقيقته التي طمرها التراب؟ .. لقد ظن أنّه أصبح تاريخاً منسياً .. تحركت عيناه تلامس اسمه الحقيقي الذي فارقه بعد أن فارق السجن واعتنق عالمه الجديد .. ذلك الاسم الذي أطلقته عليه أمه ولطالما أخبرته أنّها أسمته به ليكون له نصيب منه .. لكنّه لم يعد يستحق هذا الاسم بعد كل ما فعله .. اسمه الجديد يليق به كثيراً .. عاد يقرأ الرسالة مراراً وعشرات الأفكار تختلط برأسه .. أي أمانة تلك التي تخص والدته؟ .. كاتب الرسالة يعرفه جيداً ويعرف أيضاً مكان بيت أمه القديم .. ذلك البيت الذي اشتراه وأغلقه تماماً كآخر ذكرى له منها .. أخرج ولاعته وهو ينظر في الساعة قبل أن يشعل الرسالة ووضعها بطفاية السجائر وراقبها تتحول إلى رماد بعينين غائمتين ثم التقط صورة أمه ليتأملها بألم ووضعها مع سلسلتها بجيبه قرب قلبه الذي اعُتصر بشدة .. قاوم أفكاره وهو ينهض ليغادر مكتبه وقال محدثاً سكرتيرته
"أجلي باقي مواعيدي اليوم .. لدي موعد هام بالخارج"
"تمام سيدي"
تابع طريقه بوجه مقطب لم يفضح انفعالاته الداخلية ولا عاصفة الأفكار المقلقة التي كانت تزداد في كل مسافة يقتربها من بيت والدته وقلبه يخبره أنّ سراً من ماضيه يوشك أن يسقط عنه الستار بعد ساعات قليلة ولا يدري أسيكون في صالحه أم في .. ضده.

**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:41 AM   #1098

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تلفتت (سديم) حولها في الطريق المظلم الطويل وهمست بخوف
"(آدم) .. أين أنت؟"
لم تسمع رداً ولا نوراً على مقربة لكنها تابعت طريقها دون هدى .. تعثرت بعد لحظات وسقطت أرضاً ليتسلل لمسامعها صوت يصرخ باسمها فرفعت رأسها بأمل وهتفت

"أنا هنا يا (آدم) .. أنا هنا"
كان صوته يتردد منادياً إياها بلهفة وخوف لترفع صوتها أكثر لكنّه لم يسمعها .. تحركت نحو مصدر الصوت بسرعة لتتوقف بجزع عندما لمحته راكعاً أمام قبرٍ ما ويصرخ دون توقف .. اقتربت منه وهمست بقلق

"ماذا تفعل يا (آدم)؟"
لم يلتفت لها وبدا أنّه لم يسمع حرفاً منها لتضرب على كتفه وقد بدأ الفزع ينتابها

"ماذا يحدث؟ .. لماذا تصرخ هكذا؟ .. أنا هنا"
واصل نداءه المتوسل لها ألا تذهب فهزته صارخة فيه
"لم أذهب لأي مكان .. أنا هنا .. لن أتركك"
لامس القبر بيده فرفعت عينيها اللتين اتسعتا بشدة وهي ترى اسمها مكتوباً .. تراجعت بحدة ونظرت لزوجها المنهار ثم رفعت عينيها مجدداً لتجد اسم (رُبا) هذه المرة بينما التفت (آدم) نحوها ونظر في عينيها مباشرة ليهمس بلوعة
"لا تتركيني أنتِ أيضاً"
فتحت فمها لتعده ألا تفعل لكن الأرض انهارت فجأة أسفل قدميها لتصرخ اسمه برعب وهي تمد يدها له لتتمسك به لكنها أفلتت لتهوي من ارتفاع شاهق .. عندما كاد جسدها يلامس الأرض ويتحطم فتحت عينيها على صوته
"(سديم) .. استيقظي"
فتحت عينيها على اتساعهما وحدقت فيه بخوف بينما تتنفس بسرعة .. كان يميل عليها هامساً بقلق
"أنتِ بخير؟ .. هل كان كابوساً؟"
ظلت تحدق فيه دون رد ثم شهقت باكية وتعلقت بعنقه ليضمها له وقلبها يخفق بقلق
"اهدأي حبيبتي .. أنا هنا"
ربت على جسدها المرتجف حتى بدأت تهدأ فأبعدها مردداً

"هل أصبحتِ أفضل؟"
أومأت وهي تسترخي بين ذراعيه وهمست
"كان كابوساً فقط (آدم) .. أنا بخير الآن"
ضمها بحنان وهو يعود بها ليستلقي فوق الفراش

"ما الذي يقلقكِ هكذا حبيبتي؟ .. لا تبدين بخير منذ أيام"
شردت قليلاً ثم همست
"لا شيء مهم حبيبي .. ربما أعصابي تلفت من كثرة التفكير .. أنا خائفة كثيراً""مما؟"
سألها بقلق فأجابت بأسى

"لقد تحدثت مع (هشام) .. وعدني أنّه سيتحدث مع والدته بشأني لكن .. حتى الآن لم يخبرني ماذا فعل وأنا قلقة بشأن رد فعلها"
تنهد وهو يضمها
"لا تقلقي حبيبتي .. هي ستتفهم الأمر .. إنّها سيدة رائعة وحنون .. لن تظلمكِ أبداً (سديم)"
وضعت يدها على صدره بجوار رأسها وهمست
"أعرف (آدم) .. لكنني لا أريد أن أحزنها"
مال يقبل رأسها وعاد يردد بصوتٍ ناعس

"كل شيء سيكون بخير لا تفكري في شيء آخر"
تنهدت بحرارة وعادت تغمض عينيها لكن صورة حلمها عاودتها ففتحتهما وعادت تنظر إلى وجهه النائم وقلبها ينبض بقوة .. ما معنى هذا الحلم؟ .. تحسست قلبها بخوف وصرخات (آدم) تتردد داخلها .. هل ستؤلمه مرة أخرى؟ .. أم ستضطر لفراقه؟ .. لا .. لا .. ما الذي تقوله؟ .. إنّه مجرد حلم لأنّها متعبة منذ فترة وخائفة، وكلام (آدم) عن خوفه عليها ربما جعلها تشعر بالخوف هي الأخرى .. احتضنته بقوة فسمعته يضحك بخفوت وهو يضمها إليه

"لا تخافي لن أذهب لمكان"
همست بخفوت
"وأنا أيضاً"
أغمضت عينيها تحاول النوم من جديد لكن صوت طرقات خافتة على الباب جعلهما يفتحان عينيهما .. نظرا لبعضهما بدهشة تلاشت فور أن سمعا صوت (رفيف) وهي تهمس بخوف

"بابا .. (سولي) .. استيقظا"
نهضا معاً لكنّها كانت أسرع وسبقته لتفتح الباب للصغيرة التي كانت تقف أمام الباب تحمل دميتها الكبيرة ووجهها الناعس غارق في الدموع .. مالت ترفعها عن الأرض واحتضنتها قائلة بلهفة
"ماذا حدث حبيبتي؟ .. لماذا تبكين؟"
أغلقت الباب بينما (رفيف) لفت ذراعيها حول عنقها وهمست باكية
"لقد رأيت حلماً شريراً (سولي) .. ناديت على (رامي) لكنّه ظل نائماً"
مسحت على ظهرها بينما تتجه نحو (آدم) الذي مال يقبل رأس ابنته ومسح على شعرها و(سديم) تحدثها بحنان
"لا بأس صغيرتي .. نحن هنا .. لن يحدث لكِ شيء"

حاول (آدم) أخذها منها لكنّها لدهشته تشبثت بها بقوة فنظر لها بدهشة فهزت رأسها له وهمست
"أنا سأهتم بها"
صعدت للفراش وهي تحملها وقالت وهي تنام وتأخذها بحضنها
"ستنامي معي أنا وبابا ولن يستطيع الحلم الشرير أن يعود إليكِ، حسناً؟"
هزت الصغيرة رأسها وهي تدفن وجهها في حضن (سديم) التي تحرك قلبها بصدرها في أمومة فواصلت هدهدتها حتى توقفت دموعها بينما جلس (آدم) فوق الفراش ينظر لهما بأسى .. مد يده يمسح على رأس (رفيف) بينما (سديم) تهمس في أذنها بأغنية فرنسية رقيقة .. توقفت عن الغناء عندما سمعت (رفيف) تهمس وهي تتشبث بها بخوف

"لا تتركيني وتذهبي مثل ماما يا (سولي)"
رفعت عينيها المضطربتين نحو (آدم) الذي قطب بشدة .. أسرعت تخفض عينيها لتداري أفكارها عنه وهمست في أذن الصغيرة
"أنا معكِ حبيبتي .. لن أترككما وأذهب"
همست (رفيف) بصوت ناعس باك

"ماما أيضاً قالت هذا .. لكنّها تركتني أنا و(رامي)"
نهض (آدم) عن الفراش فتبعته بعينيها وتنهدت بأسى وهي ترد ماسحة على شعر (رفيف)
"ماما لم تذهب وتترككما لأنّها لا تحبكما صغيرتي .. إنّها عند الله الآن وهو يحبها كثيراً .. نحن جميعاً سنذهب إلى هناك .. ماما في السماء وسعيدة هناك وتنظر لكِ .. إنّها تحزن عندما تبكين عليها"
"لماذا لا نذهب لها الآن؟"

صمتت لحظات عندما رأت (آدم) يتجه نحو الشرفة ويقف صامتاً لكن الألم كان واضحاً في وقفته وملامحه
"لا حبيبتي .. عليكِ أولاً أن تعيشي سعيدة كما أرادت ماما وتحققي أحلامها التي حلمتها بخصوصكِ وعندما يحين الوقت ستذهبين للقائها وستكونين سعيدة معها أيضاً، اتفقنا؟"
تشبثت بها أكثر وهمست
"اتفقنا .. لكن .. لا تذهبي أنتِ الآن .. أنا أعرف أنّ ماما أرسلتكِ مكانها حتى تعتني بي أنا و(رامي)، صحيح؟"
ابتسمت وهي تقبل رأسها وسقطت دمعة من عينها فوق شعر (رفيف)
"صحيح حبيبتي .. والآن نامي واحلمي بماما .. يمكنك مقابلتها في الأحلام كما تريدين"

مضت لحظات قبل أن تشعر بأنفاس (رفيف) تنتظم وانتظرت برهة أخرى ثم نهضت من جوارها بحذر لتتجه نحو (آدم) واقتربت لتقف بقربه .. ضمت نفسها له وهمست
"فيما تفكر؟"
أحاطها بذراعه وقال

"لن يتجاوزا الأمر بسهولة"
تنهدت مجيبة بأسى
"نحن الكبار نجد صعوبة في النسيان (آدم) .. هما مع الوقت سيعتادان وسيكونان بخير"
"أرجو هذا"
همس بخفوت وهو ينظر نحو القمر وتنهد بحرارة فابتسمت
"هل تتذكرها الآن؟ .. سأغار هكذا"

قالتها بنبرة مازحة ليبتسم دون رد فرفعت نفسها إليه وقبلت خده وقالت
"هيا لتنام .. ألست مسافراً غداً؟ .. أنا وابنتك أزعجنا نومك الليلة"

شدها إليه واحتضنها مرة أخيرة وقال
"يمكنكما أن تزعجاني كما تريدان .. لديكما تصريح أبدي"
ابتسمت له قبل أن تشده نحو الفراش ليصعدا فيه .. ضمت إليها (رفيف) التي نامت في أحضانهما تلك الليلة ولم تزرهما الأحلام مرة أخرى لكنّ أفكارها ظلت تدور بعقلها حتى غرقت في النوم أخيراً .. استيقظت بعد ساعات على هتاف (رفيف) و(رامي) الصاخب وفتحت عينيها بنعاس لتجدهما يحيطان بوالدهما الذي كان يقف مرتدياً كامل ثيابه بينما ينظر في المرآة يعقد رابطة عنقه، وهما يتقافزان من حوله وكل منهما يطلب منه هدية يأتي بها من سفره .. نهضت في الفراش ولملمت شعرها وهي تبتسم مقاطعة صخبهما وهي تنظر للساعة

"كيف تتركوني أنام حتى هذه الساعة؟"
وعقدت حاجبيها تحدثه بلوم
"لماذا لم توقظني لأساعدك حبيبي؟"
اندفعت (رفيف) مقاطعة كلمات والدها لتلقي نفسها في أحضانها وتقبلها لتضحك هي بسعادة
"كنتِ متعبة كثيراً حبيبتي ولم أشأ أن أوقظكِ"
نظرت له مقطبة ثم قبلت (رفيف) قائلة
"هل رأيتِ بابا؟ .. يريد أن يضحك عليّ بكلمتين حتى لا أغضب منه"
قالت ببراءة

"لماذا ستغضبين منه؟"
نظرت نحوه قائلة وهي تزم شفتيها
"لأنّه كان سيسافر وأنا نائمة دون أن يسلم عليّ .. هل يصح هذا؟"
هتفت (رفيف) وهي تقفز
"لا يصح"
واندفعت نحو والدها وشدته

"تعال بابا .. يجب أن تسلم على (سولي) وتقبلها"
ضحك وهو ينظر لها بينما زفر (رامي) بنفاذ صبر وهتف
"سأذهب لغرفتي .. لا تنس الألوان وكراسات الرسم بابا"
ضحك (آدم) وهو يهز رأسه على غيرة ابنه الذي غادر وهو ينادي شقيقته أن تلحق به وقال وهو يمسح على شعرها
"هيا حبيبتي .. اذهبي مع شقيقكِ وأنا سأسلم على (سولي) قبل أن أسافر"
رفعت سبابتها الصغيرة في وجهه قائلة بحزم طفولي

"لا تغضبها"
ضحك الاثنان وأومأ برأسه بينما تحركت هي وغادرت مع شقيقها وأغلقا الباب ليلتفت لها مبتسماً وقال وهو يشدها إليه
"إذن ستغضبين مني؟"
وضعت يديها على صدره قائلة بنعومة
"أجل .. كنت ستسافر وأنا نائمة"
قربها إليه وقبلها بحب هامساً

"وهل أستطيع؟"
ابتعد محتضناً وجهها ونظر لعينيها اللتين أحاطتهما هالات سوداء
"أنا فقط لم أرد أن أتعبكِ بمساعدتي .. أردت أن ترتاحي قليلاً"
رفعت يديها تعدل رابطة عنقه وهمست
"سأشتاق لك حبيبي"
مال نحوها هامساً بحب أكبر
"أنا سأشتاق لكِ أكثر حوريتي"
عانقها للحظات قبل أن يبتعد والتقط سترته وحقيبته وقال وهو يتجه للباب

"بالمناسبة .. لقد حجزت لكِ موعداً عند الطبيب"
هتفت خلفه
"ماذا؟ .. (آدم) .. قلت لك ليس بي شيء .. أنا بخير"
التفت واحتضن وجهها قائلاً بحزم

"لا .. انظري لنفسكِ في المرآة .. يجب أن تذهبي للطبيب"
"سأنتظرك إذن ونذهب معاً"

قال مؤكداً
"لا تتهربي .. لن أنتظر حتى عودتي .. يجب أن تطمئني على نفسكِ حبيبتي .. لا تجعليني أقلق أكثر"
تنهدت بقلة حيلة

"حسناً كما تريد"
طبع قبلة على شفتيها وقال مبتسماً

"حبيبتي المطيعة"
ابتسمت بخفوت فقال وهو يبتعد عنها

"(هاميس) سترافقكِ للطبيب"
"ماذا؟"
قال وهو يقف عند الباب

"لقد كانت من اللطف بحيث وافقت عندما طلبت من (سؤدد) وأخبرتني أنّها مشغولة اليوم"
أومأت في صمت بينما ابتسم مرة أخيرة وهو يقول
"اعتني بنفسكِ حبيبتي"
"وأنت أيضاً حبيبي"

أغلق الباب خلفه وبقيت هي مكانها للحظات ثم تحركت لتلقي جسدها على حافة الفراش وتتنهد بتعب .. ضغطت على جبينها بإرهاق وهمست
"إنّه محق يا (سديم) .. حتى متى تعاندين؟"

أغمضت عينيها عندما شعرت بألم رأسها يزيد والدوار بدأ ينتابها .. رقدت على الفراش علّ دوارها يتراجع قليلاً لكنّه ازداد ورافقه ذلك الغثيان الذي صار مألوفاً الأيام الماضية .. رفعت يدها تلامس بطنها وهي تهمس بخفوت
"هل يمكن .."
نهضت بغتة ليدور رأسها أكثر وأمسكت رأسها وهي تفكر بصعوبة .. هل يمكن .. ابتلعت لعابها بتوتر وهي تتحرك بحذر لتفتش في أحد الأدراج وقلبها يخفق بقوة بينما غثيانها يزداد .. التقطت العلبة من درجها ونظرت لها بأنفاس مضطربة قبل أن يغلبها الغثيان فاندفعت إلى دورة المياه .. أفرغت ما بمعدتها واستندت للحوض والدنيا تدور حولها .. تراجعت تجلس فوق حافة حوض الاستحمام حتى هدأت قليلاً وعادت تنظر للعلبة التي تركتها عند المرآة .. نهضت بجسد مرتجف وأخرجت واحداً منها ونظرت له بأمل وهي تهمس

"يا رب .. أرجوك"
غادرت الحمام بعد دقائق قليلة وهي تحمل في يدها العصا الصغيرة ونظرت من بين دموعها للخطين الصغيرين داخلها وهمست بتهدج
"يا الله .. يا الله .. أنا أحلم .. لا .. هذا ليس حلماً، صحيح؟ .. أنا لا أحلم"
شهقة باكية غادرت فمها لتغطيه بيدها وبكت بحرارة وهي تلامس بطنها .. ضحكات صغيرة امتزجت بدموعها وهي تهمس
"الحمد لله .. شكراً لك يا رب"
طرقات ارتفعت على باب غرفتها فأسرعت تخفي ما بيدها وهي تمسح دموعها هاتفة بحشرجة
"ادخل"
انفتح الباب وأطلت (هاميس) ومن خلفها (رفيف)
"(سديم) .. قال (آدم) أنّكِ .."
قطعت كلماتها مع رؤيتها لعينيها الدامعتين بينما هتفت (رفيف) وهي تندفع نحوها
"لماذا تبكين؟ .. هل أغضبكِ بابا؟"
ضحكت من بين دموعها وهي تحتضنها بقوة
"لا حبيبتي .. أنا سعيدة .. بابا سلم عليّ وصالحني لهذا أنا سعيدة"
نظرت لها (هاميس) بشك لكنها ابتسمت لها وقالت وهي تنهض

"شكراً لكِ (هاميس) .. أنا بخير .. سأكون مستعدة في الموعد"
رفعت أحد حاجبيها قائلة
"أنتِ متأكدة أنّكِ بخير؟"
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر لـ(رفيف) بينما طيف صغيرتها الراحلة لمع بمخيلتها وقاومت حتى لا تلامس بطنها وتفضح مفاجأتها التي ستنتظر عودته ليكون هو أول من يعرفها

"أنا بخير .. في الواقع .. لم أكن يوم بحال أفضل من الآن"
همستها وقلبها ينبض بقوة وأمل وقد بدأت مخاوفها تصغر وتصغر حتى توارت في الخلفية وعادت صورتها مع أسرتها الصغيرة ترتسم أمام عينيها تعدها بالسعادة القريبة.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:44 AM   #1099

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"متى ستعودين ماما؟ .. لقد اشتقت إليكِ كثيراً"
تنهدت (ليزا) بحرارة وهي تستمع لابنها عبر الهاتف وقاومت غزو الدموع لصوتها وهي تهمس له بحب
"قريباً حبيبي .. أنا أيضاً اشتقت لك كثيراً .. هل تعتني بالجدة (أنيتا) جيداً؟"
وصلتها ضحكته الحبيبة وهو يقول
"أجل ماما .. وهي تعتني بي كثيراً وتدللني كثيراً كما قالت لكِ"
ابتسمت في حنان واشتياق
"لا ترهق جدتكِ حبيبي ولا تتشاقى كثيراً، حسناً"
"حسناً ماما .. لكن .. أرجوكِ لا تتأخري كثيراً"
عضت على شفتها بقوة ثم همست بصوت متهدج
"لن أفعل صغيري .. هيا سأغلق الآن .. أشتاق لك"
سالت دمعاتها وهي تسمعه يرسل لها قبلة ويؤكد عليها مجدداً أن تعود سريعاً .. ودعته بوعد آخر وقبلة حملتها كل حبها ثم أغلقت هاتفها وضمته لقلبها وسمحت لدموعها أن تسيل بحرارة .. ظلت بضع دقائق تبكي حتى هدأت دموعها فنهضت من مكانها وهي تمسح دموعها بقوة واتجهت لغرفتها .. مسحت الرقم من ذاكرة هاتفها وأغلقته قبل أن تخفيه في خزانتها ثم تحركت نحو مرآتها ووقفت أمامها تتامل صورتها بأسى .. لم تملك خياراً آخراً .. كان عليها أن تعود .. حاولت أن تترك كل شيء كما أخبرتها (آنجيليكا) لكنّها أخطأت عندما نسيت نفسها .. عندما نسيت أنّها ليست في أمان ولا صغيرها .. (تيو) الذي تركته هناك حتى لا تخسره للأبد .. لم يكن بيدها .. لولا ذلك اللعين لكانت استطاعت أن تهرب مع طفلها للأبد بعيداً عن كل هذا .. تنهدت وهي تبتعد عن المرآة وجلست على فراشها وهي تغرق في أفكارها أكثر .. كيف نسيته؟ .. كيف ظنت أنّه ابتعد عنها وتركها وشأنها؟ .. همست باختناق وهي تستعيد ذكرياتها
"ذلك اللعين .. ظننته تركني وشأني"
عادت بذكرياتها لأول مرة قابلته فيها .. يوم استطاعت أخيراً الاقتراب من هدفها .. كانت على وشك أن تفعلها .. بعد أشهر قضتها تراقب وتستعد حتى حانت لحظتها الحاسمة في ذلك الحفل .. كانت قد التحقت بالعمل هناك كنادلة واحتملت لأشهر طويلة حتى تصل إليه .. ذلك الحقير قاتل شقيقتها وزوجها .. (سيزار جيوفاني) .. كانت تتبعه بعينيها طيلة الحفل بانتباه شديد حتى ترك الحضور واختفى بإحدى الغرف .. تبعته في حرص شديد وهي تتحسس خنجراً حاداً أسفل مريولتها .. ناظرته بحقد شديد عبر الباب الموارب ولمحته يتحدث عبر الهاتف معطياً ظهره للباب .. فتحته بحرص شديد وهي تستل خنجرها وتحركت بخطوات حذرة .. لم تنتبه لوجود فرد آخر بالجانب الآخر من الغرفة إلا حين سمعت صوته الساخر يتحدث بلغة لا تفهمها ليرد عليه (سيزار) بنفس اللغة .. تراجعت في حرص لكنّها لسوء الحظ تعثرت بشيء ما محدثة صوتاً .. قفز قلبها برعب وشعرت بالموت مع ارتفاع صوته

"من هناك؟"
طفرت دموعها وقد أيقنت أنها هالكة .. أرادت الهرب لكن قدميها كانتا متجمدتين والخطوات تقترب من مكانها .. لحظة واحدة فرقت بينها وبين الموت حين شدتها قبضة قوية وجرتها للخارج وفي لحظات وجدت نفسها في غرفة مظلمة وصوت ساخر يقول
"ما هذا الذي لدينا؟ ..واو .. قاتلة فاتنة"

يده فوق فمها منعتها من الصراخ فتحركت تقاوم قبضته لكن جسده منعها من الحركة فهمهمت بغضب مكتوم ليميل هامساً في الظلام
"هشش .. لو أردتِ الحياة فلا تصدري صوتاً يا حسناء .. إنّهم في الخارج .. حركة واحدة وستموتين"
تنفست بصعوبة وهي تحاول اختراق الظلام لتراه .. مضت بضع دقائق مريرة قبل أن يبتعد قليلاً دون أن يحررها .. فتح الباب بحذر ونظر للخارج ثم شدها معه .. أغمضت عينيها لحظة مع النور الباهر ثم فتحتهما لتنظر إليه .. قطبت وهي تتمعن النظر في وجهه الوسيم ثم قالت بخشونة
"من أنت يا هذا؟"
ابتسامته الساحرة أثارت قشعريرة بجسدها وانقبض قلبها بنذير سوء بينما أجابها بخبث ثعباني
"لنقل ملاككِ الحارس .. أو ربما"
صمت لحظة وهو يرفع يده يلامس وجنتها فأزاحتها بضيق وهو يكمل
"جني المصباح خاصتكِ"
قطبت قائلة
"ماذا تقصد؟"
انتزع من يدها الخنجر الذي نسيته تماماً وقال وهو يرفعه إلى فمه وبحركة مجنونة اتسعت لها عيناها مرر لسانه على حده
"ماذا كنتِ ستفعلين بهذا؟"
هتفت بحدة وهي تتحرك مبتعدة

"ليس من شأنك"
أسرع خلفها وشدها من ذراعها قائلاً وهو يمط شفتيه
"لا يا فاتنة .. هذا من تمام شأني .. اسمعي .. أنتِ لستِ في موقف يمكنكِ أن تتحدثي فيه بعجزفة هكذا .. يمكنني بكلمة واحدة أن أتسبب في موتكِ"
ورفع يده على هيئة مسدس صوبه إلى رأسه وقالها وهو يمثل إطلاق رصاصة
"هكذا .. فقط رصاصة واحدة في رأسكِ الجميل هذا وستودعين كل شيء"
تنفست بقوة وأشاحت بوجهها ليبتسم بخبث

"جميل .. يمكننا أن نتفاهم الآن"
لم ترد ليتابع وهو يشدها رغماً عنها للخارج حيث سيارته التي انطلق بها
"ماذا تريد مني؟"
ابتسم يجيبها
"قلت لكِ .. أنا جني المصباح وأنا هنا لأساعدكِ .. لكنني لن أحقق هدفكِ دون مقابل .. أنا أيضاً أحتاج مساعدتكِ"
قطبت دون فهم بينما ابتسامته تزداد خبثاً .. لم تعرف لحظتها أنّها كانت على وشك عقد اتفاق مع شيطان مجنون منحها وعداً أن يحقق لها انتقامها المنشود ودون أن تخسر شيئاً .. أخبرها أن هدفهما واحد وعليهما مساعدة بعضهما .. كان يريد الانتقام من (سيزار) هو الآخر لكن ليس بقتله كما كانت تريد هي .. كان انتقامه مختلفاً ويحتاج صبراً لكن عزاءها أنّه وعدها أنّه سيجعله يتعذب آلاف المرات لا أن يموت مرة واحدة ككلب .. لم يكن أمامها خيار إلا أن تساعده فقد اتضح أنّ الوغد قد التقط صوراً لها وهي تتسلل لغرفة (سيزار) لقتله وهددها بها .. تنهدت وهي تعود من ذكرياتها مفكرة بألم .. كان هذا قبل أن يكتشف نقطة ضعفها القاتلة .. (تيو) .. بعدها صار ابتزازها أسهل .. شتمته بحنق وعقلها يأخذها من جديد لاتصاله المفاجيء بها واللحظة التي سمعت فيها صوته بعد غياب أشهر
"مرحباً يا فاتنة"

صمتت مصدومة لا تريد أن تصدق أنّ هذا صوته ليقول بضحكته الشيطانية تلك
"ما الأمر حبيبتي؟ .. هل نسيتِ صوتي بهذه السرعة؟"
همست باختناق
"صـ .. (صامويل)؟"
ارتفعت ضحكته أكثر مثيرة معها قشعريرة

"آه .. هذا أنا حبيبتي .. كيف حالكِ؟"
رددت وهي تشعر بأنفاسها تختنق أكثر
"ما .. ماذا تريد؟"
رد بسخرية
"ماذا أريد؟ .. ما هذا السؤال؟ .. (ليزا) .. (ليزا) .. هل نسيتِ حبيبتي؟ .. هل اعتقدتِ لأنني انشغلت عنكِ قليلاً بمشاغلي الكثيرة أنني قد نسيتكِ جميلتي؟ .. لا .. لقد حدث الكثير واضطررت للابتعاد قليلاً لكن هذا لا يعني أنني نسيت اتفاقنا"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست وهي تنظر نحو ابنها الذي كان يلعب بقربها مع شقيق (آنجيليكا)
"ماذا تريد الآن (صامويل)؟"

تنهد مطولاً ثم قال
"آه .. هل هذا سؤال (ليزا)؟ .. أريد أن أعرف لماذا هربتِ"
صمتت ليتابع
"هل اعتقدتِ أنني لن أعرف بكل حركاتكِ لمجرد أنني بعيد .. لا عزيزتي .. أنا أراقبكِ جيداً .. والآن .. لماذا هربتِ ولم تكملي خطتنا؟"

مسحت دمعة خانتها وهمست
"أ .. أنا لن أكمل بعد الآن (صامويل) .. لقد تركت كل شيء .. لا أريد الاستمرار .. لا أريد أن أنتقم من أحد بعد الآن"
ران صمت مخيف ثم سمعته يهمهم قليلاً ثم قال

"حقاً؟ .. غريب .. متى سمحت لكِ بهذا (ليز)؟ .. بيننا اتفاق جميلتي .. أنتِ تريدين الانتقام لشقيقتكِ وأنا أريد الانتقام لأسرتي .. بسيطة .. لماذا تهربين؟"
همست برجاء
"أرجوك (سام) .. حباً بالله .. لا أريد الاستمرار .. لقد تعبت من الخوف .. لقد اكتفيت"
"حبيبتي .. لا تقولي هذا"
قال بأسف مصطنع ثم تابع
"لا تقولي أنّكِ تعبتِ .. سأحزن حقاً .. ثم مما تخافين؟ .. من انكشاف أمركِ؟ .. أم"
صمت لحظة ثم تابع بسخرية
"أم من قلبكِ؟"

ارتجفت شفتاها وخفق قلبها بخوف ليكمل ساخراً
"آه .. هل أنتِ مندهشة لأنني أعرف أنّكِ وقعتِ في حب (ريكاردو) العزيز؟ .. لماذا لا تقولي هذا إذن؟ .. لهذا هربتِ عندما طلبكِ للزواج، صحيح؟ .. لم تستطيعي إكمال انتقامكِ منه، أليس كذلك؟"
اتسعت عيناها وهي تهمس
"كـ .. كيف عرفت؟"
ضحك مجيباً
"أنا أعرف كل شيء حبيبتي"
"(سام) .. انس الأمر .. لن أعود لـ "
قاطعها بنبرة مخيفة
"قلبكِ المسكين لا يحتمل أذاه إذن .. لكن .. ماذا سيفعل (ريك) العزيز عندما يعرف حقيقة النادلة الفاتنة التي تسللت إلى حياته لتنتقم منه ومن أبيه؟ .. ماذا سيفعل عندما يعرف مكانكِ ويكتشف حقيقتكِ؟ .. لا تهتمين لحياتكِ، صحيح؟ .. ألا تهتمين لحياة ابنكِ المسكين؟"
وصلها تهديده الصريح ليوقف قلبها

"أرجوك"
همست بضعف لكنّه قال بصرامة بالغة

"ستعودين إلى هنا (ليزا) .. ستعودين إلى حياة (ريكاردو) وتنفذين خطتي بالكامل وإلا"
قطع جملته بطريقة أوقفت الدم في عروقها قبل أن تتلون لهجته بنعومة تفوق الثعابين
"لا تتأخري حبيبتي .. سآتي لإيطاليا قريباً وسأحزن كثيراً لو وجدتكِ لا تزالين بتلك البلدة اللعينة التي تختبئين فيها الآن"

همست اسمه برجاء لكنّه أغلق الهاتف بعد أن أرسل لها قبلة مسمومة عبر الأثير .. لم تنتبه لوقفتها الجامدة ولا دموعها التي سالت على وجنتيها إلا حين سمعت (جوليانو) يقول بقلق
"(ليزا) .. أنتِ بخير؟ .. ماذا حدث؟"
انتبهت له ومسحت دموعها بسرعة
"لا شيء"
قطب بخوف

"هل سمعتِ شيئاً عن (آنجي)؟ .. هل هي بخير؟"
أسرعت تقول وهي تربت عليه

"لا حبيبي .. ليست (آنجي) .. لا تخف .. إنّه شيء يخص عملي"
نظر لها بشك فضحكت باضطراب
"آ .. الأمر فقط أنهم أخبروني أنني يجب أن أعود وإلا طردوني من العمل .. لكنني لا أستطيع أن آخذ (تيو) معي"

نظرا معاً نحو (تيو) المنشغل باللعب قبل أن تهمس بحزن
"سيحزن كثيراً .. أريدك أن تعتني به مع الجدة (أنيتا)، حسناً؟"

منحها وعده فاحتضنته بحنان وهي تقاوم دموعها بشدة وسمعته يهمس
"ستغادرين أنتِ أيضاً كما فعلت (آنجي)؟"
ربتت على ظهره

"لا تقلق .. سنعود معاً قريباً وسنكون كلنا بخير"
كان قلبها يتمزق وهي تودعهم جميعاً وتغادر عائدة إلى روما حيث كان (ريكاردو) ينتظرها .. كان غاضباً بشدة مع اختفائها المفاجيء ولا زال جسدها يقشعر كلما تذكرت معاملته لها حين ذهبت إلى شقته .. للحظات ظنت أنّها ستموت على يديه .. كان متفاجئاً حين عاد إلى شقته ليجدها أمامه تقف بابتسامة رقيقة لم تفضح اضطرابها وكراهيتها للموقف الذي أجبرها عليه ذلك الوغد .. أمرها أمراً أن تعود لـ(ريكاردو) الذي هربت منه لتحمي نفسها وولدها .. وتحمي قلبها .. وقف (ريكاردو) أمامها مصدوماً لترسم أقصى ابتساماتها فتنة وهي تتحرك نحوه هامسة اسمه الذي أرفقته بكلمة

"حبيبي"
بدا كما لو أنّ تلك الكلمة أزالت صدمته تماماً وفجرت غضبه المكبوت .. اندفع نحوها ليحيط عنقها بكفه وفي لحظة وجدت نفسها ملتصقة بالحائط وعيناه الناريتان فوق عينيها المتسعتين برعب بينما يهمس بفحيح مرعب
"حبيبكِ؟ .. من تظنين نفسكِ؟ .. ماذا تفعلين هنا؟"
رائحة الخمر في أنفاسه جعلتها ترتعب أكثر وقد تبينت فقدانه لوعيه فهمست وهي تحاول إزاحة يده التي تخنقها
"(ريك) .. أرجوك .. حبيبي .. أنت تخنقني .. سأموت"
صرخ فيها بغضب وهو يخنقها أكثر
"إذن موتي .. ما الذي أعادكِ؟ .. لقد اعتبرتكِ ميتة"

سالت دموعها وقد ظنت أنّها ستموت
"اسمعني فقط .. أنا آسفة .. لقد خفت .. سامحني"
لوهلة ظلت أصابعه تخنقها وعيناه تنظران لدموع ألمها قبل أن ترتخي أصابعه ببطء معيدة الروح إليها .. تركها بغتة لتسقط أرضاً تعب الهواء برعب .. نظرت له يبتعد ليلقي جسده المترنح فوق الأريكة فنهضت بساقين مرتجفتين وتحركت نحوه دون أن تمسح دموعها ليرمقها بقسوة فهمست وهي تقترب بحذر

"أنا آسفة (ريك) .. صدقني .. لقد خفت عندما طلبت مني هذا .. أنت تعرف من أنت ومن أنا .. تعرف من والدك"
قطب ناظراً لها دون رد فتشجعت لتجلس بقربه
"خفت أن يؤذيني .. أن يرفض علاقتنا .. فكر جيداً .. أنت كنت تخفي علاقتنا وتخشى من أن يعرف أحد عنا .. ماذا أردتني أن أفعل حين تسألني الزواج منك؟ .. كان يجب أن أخاف .. والدك لن يرضى أن تتزوج من نادلة وضيعة و .."

قاطعها بحدة
"لا شأن لوالدي بحياتي .. أنتِ .. كيف تفعلين هذا بي؟ .. كيف تهربين بهذه الطريقة دون حتى كلمة .. كان يمكنكِ أن ترفضي بذوق"
همست باكية
"أنا آسفة"

أمسك ذقنها بطريقة مؤلمة ورفع وجهها له
"آسفة .. هل تعرفين كم بحثت عنكِ (دونا)؟ .. هل تعرفين كيف جننت وأنا أنتظركِ؟ .. هل تعرفين كيف أحسست بالخيانة وأنا .."

صمت عن الكلام بينما بكت هي عجزها وتمزقها بين قلبها وكراهيتها وانتقامها ليتابع هو بعد لحظات
"من أنتِ (دونا)؟"
رفعت نظرها له بصدمة فاشتدت أصابعه على ذقنها
"بحثت عن (دونا) التي أعرفها فلم أجدها .. (دونا) التي تتبخر فور تركها للفندق ولشقتي .. من تكونين (دونا)؟"

ارتجفت شفتاها دون رد ليصرخ فيها بغضب
"من أنتِ؟"
سالت دموعها وهي تهمس
"(ليزا)"
قطب بشدة لتتابع بارتجاف
"اسمي (ليزا) .. (دونا) هذه خاصة بالعمل .. حياتي التي لا أريد لأحد أن يعرف عنها .. كنت فقيرة ومضطرة للعمل في ذلك الملهى .. هذا عمل لا أتشرف به ولا أريده أن يرافقني للخارج .. خفت من هذا أيضاً .. خفت أن تعرف هذا إن تزوجنا"
همس اسمها بخفوت وقال وهو يلامس شعرها ويشير لزينة وجهها

"أظن أنّ هذا كله إذن خاص بـ(دونا)"
مسحت دموعها وهمست وهي ترفع رجليها على الأريكة وجلست عليهما لتقترب منه .. أحاطت خديه بكفيها وهمست وهي تميل نحوه
"انس (دونا) .. أنا سأنسى (ريكاردو) ابن (سيزار جيوفاني)"
كادت تمس شفتيه ليوقفها ممسكاً كتفيها
"ماذا تعنين بهذا؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر في عينيه ثم همست
"أ .. أعني .. سأنسى والدك وخوفي من نفوذه .. سأتذكرك أنت .. لا أريد سواك (ريك)"
همست كلماتها وهي تميل لتقبله وهي تبكي .. لم يبادلها قبلتها لتبتعد ناظرة له بيأس
"لم تعد تريدني .. هل كرهتني؟"

تنفس بقوة وأحاطها بذراعيه قبل أن تبتعد .. ضمها بقوة وردد
"لا تفعليها مرة أخرى .. لا تهربي مني ثانية"
بكت بحرارة وهي تهز رأسها لتشتد ذراعاه حولها أكثر حتى كاد يخنقها وهو يواصل بقوة

"لو كررتها (ليزا) .. أقسم سأتبعكِ إلى نهاية العالم .. سأجدكِ أينما كنتِ و .. سأقتلكِ"
ترافقت الكلمة في عقلها مع دوي جرس الباب الذي جعلها تنتفض بقوة .. ربتت على قلبها المنتفض وهي تنهض بجسد مرتجف وكأنما تذكرت خلاياها نفس الرجفة التي أثارتها كلمته تلك وتوعده الذي صدقت كل حرف منه .. كان قادراً على فعلتها دون أن يطرف له جفن .. لماذا أحبت رجلاً مثله؟ .. لا يمكنها أن تواصل إنكارها .. لقد أحبته قبل سنوات حين أتت لروما لتنفذ انتقامها .. حين لم تعرف من هو ومن والده .. لا يمكنها أن تحارب قلبها طويلاً لكنّها على الأقل يمكنها أن تختار .. لقد حارت طويلاً بينهما .. لا يمكنها أن تنسى انتقامها لكنّها يمكنها أن تنتزعه هو بعيداً عن هذا العالم .. يمكنها أن تغيره .. ألا تستطيع فعلها؟ .. هو يحبها .. هي متأكدة .. يمكنه أن يتغير لأجلها .. سخرت من أفكارها الحالمة وهي تتحرك مع رنين الجرس مرة أخرى
"أفيقي من أوهامكِ (ليزا روميرو) .. لا أحد يتغير لأجل الحب .. الشياطين لن تتحول لملائكة لمجرد أنها وقعت في الحب"
أسرعت نحو الباب الذي ألح الطارق عليه وهتفت وهي تقطب حاجبيه

"تباً .. لماذا لا تنتظر قليلاً؟"
(ريكاردو) اتصل قبل قليل وقال أنّه في الطريق .. بالتأكيد لم ينس مفتاحه و ..انقطعت أفكارها وهي تفتح الباب واتسعت عيناها والصوت الساخر يصدمها قبل أن يصدمها وجهه .. توقف قلبها تماماً وعيناها تمران على وجهه وتتوقفان على العصابة السوداء التي أحاطت إحدى عينيه لتعزز من صورته الشيطانية وتحوله لقرصان شيطاني أتى إليها من أعماق الجحيم نفسه
"(سام)"
همست اسمه بارتجاف لتتسع ابتسامته الشيطانية وهو يكتف ذراعيه أمام صدره بينما يستند لحاجز الباب
"مرحباً بجميلة الجميلات .. اشتقت لكِ"
************************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-19, 01:45 AM   #1100

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أزاحت (آنجيليكا) خصلة نافرة من غرتها وراء أذنها وهي تزفر بتوتر بينما تنظر عبر النافذة لبرهة أدارت عينيها بعدها تنظر نحو دولابها .. تحركت لتجلس على حافة الفراش وهي تردد
"هل أنتِ سعيدة الآن بكل هذه الإثارة التي تعيشينها يا عبقرية؟"
غرست أصابعها في شعرها بتوتر وهي تواصل بحنق

"ماذا تخيلتِ؟ .. أنّكِ ستعيشين مغامرة لطيفة مع ذلك الرجل وتوقعيه في غرامكِ .. كنتِ تعرفين أنّ الأمر أكبر من هذا"
تطلعت نحو الدولاب وعقلها شرد إلى حقيبتها المستكينة داخله وما يختفي داخلها .. تتذكر ما عانته لتنفذ ما طلبه منها الرائد (شريف) .. لقد سبق ودربها على هذا لكن الواقع أصعب مما تخيلت .. ماذا لو فاجأها أحدهم وقتها بماذا كانت ستبرر أفعالها؟ .. زفرت بقوة وهي تنهض متجهة للدولاب لتخرج الحقيبة بعد أن ألقت نظرة مدققة على رتاج الباب .. فتحت الحقيبة ونظرت داخلها للعلبة التي أعطاها لها حين ذهبت للقائه .. عادت بعقلها لتلك اللحظات التي تحدثا فيها وترددت بعقلها كلماته وهو يقول
"هل استطعت العثور على أي خيط؟"
هزت رأسها نفياً وهمست
"ليس بعد .. أنت قلت أن أتحرك بحذر حتى لا ألفت الانتباه .. لا شيء مريب حتى اللحظة .. هو لا يلتقي بأي شخص غريب داخل المزرعة .. فقط العمال والطبيب البيطري .. يغادر المزرعة في حال كان هناك لقاء مع أحدهم .. غير هذا كل من يدخلون للمزرعة أشخاص عاديون ويترددون على المكان بحكم عملهم هناك"
رمقها لثوان بصمت ثم قال
"لم تعرفي أين يحتفظ بأوراقه المهمة؟"
عادت تهز رأسها
"لم أجد شيئاً .. لابد أنّها خزانة مخفية .. في المرة الأولى التي دخلت مكتبه لم ألحظ وجود أي خزانة ظاهرة .. غير مسموح لأحد سوى مديرة المنزل بدخول مكتبه وغرفة نومه .. استطعت التسلل مرة واحدة بمعجزة ولم أجد شيئاً ذا قيمة .. أدراج المكتب مفتوحة وكل ما بها أوراق وملفات عادية خاصة بالمزرعة لا أكثر"
قطب حاجبيه وأحاط ذقنه بإصبعيه مفكراً
"هل أخطأت في حدسي؟"

صمتت لحظة وقالت
"لا زلت أبحث .. هناك الكثير من الغرف بالمزرعة .. بحثت في المكتبة أيضاً .. سأحاول البحث مرة أخرى ربما تكون خلف لوحة أو باب سري لا أعرف .. ربما تكون بغرفة نومه .. لم أبحث هناك بعد"
ازدادت عقدة حاجبيه وهو يقول بقلق
"هل انتبهتِ لوجود أي كاميرات مراقبة بالمكان؟"
تنهدت بقوة وهي تتراجع في مقعدها
"لم أجد أي كاميرا .. بحثت جيداً .. ربما هذا يدل على أنّه لا يحتفظ بما يقلقه هناك أو ربما لا يتخيل أن يجرؤ أحد على التسلل والبحث في خصوصياته"
قاطعها قائلاً
"لا .. هو ليس غبياً ليفقد حذره .. ربما الاحتمال الأول صحيح .. لا يحتفظ هناك بما يقلق عليه"
ران الصمت قليلاً ثم سألها
"هل استطعتِ دخول غرفة نومه؟"
هزت رأسها نفياً ليزفر بقوة ثم هز رأسه
"حسناً .. حاولي استغلال فرصة سفره .. أريد أن تنهي الأمر قبل عودته من إيطاليا"
اهتزت يدها حول فنجانها وخفق قلبها بقوة وهي تهمس
"إيطاليا؟ .. هل هو بإيطاليا؟"
أومأ برأسه وقال
"لا أدري كم يوماً سيبقى هناك لكن حاولي الاستفادة من غيابه .. ستكونين حذرة آنسة (ملك) .. انتبهي لكل حركة كما أخبرتكِ"
ومال يلتقط حقيبته وأخرج منها صندوقاً صغيراً وهو يتابع
"بما أنّكِ تعرفتِ جيداً على المكان من حولكِ وأصبحتِ أكثر حرية في الحركة هناك يمكننا أن نبدأ الخطوة التالية و .."
توقف عن الكلام عندما لمح عينيها شاردتين بحزن وقال بعد ثوان
"هل أنتِ معي آنسة (ملك)؟ .. آنسة (ملك)"
انتبهت بانتفاضة صغيرة
"نعم؟"
تراجع في مقعده متأملاً إياها
"لم تسمعي كلمة مما قلت؟"
همست بخفوت
"آسفة .. شردت قليلاً"
ضاقت عيناه
"هل تذكرتِ شيئاً يجب أن أعرفه أو .."
هزت رأسها بسرعة
"لا .. الأمر فقط"
تنفست بعمق وتابعت وهي تنظر في عينيه
"تذكرت أخي وأصدقائي هناك .. قلت أنّك ستطمئنني عليهم"
لم يرد فقطبت مكملة
"حتى الآن لم تخبرني بشيء ولم تسمح لي باتصال واحد على الأقل .. أخي لابد يشعر بالقلق عليّ وأنا أيضاً .. لا أعرف كيف حاله و .."
تهدج صوتها وترقرقت الدموع في عينيها فتنهد بقوة وأسرع يقول
"آنسة (ملك) .. كنتِ تعرفين جيداً أنّ هذه ليست نزهة، صحيح؟ .. كما وعدتكِ في الوقت المناسب سأوصلكِ بشقيقكِ .. وكلما أسرعتِ في انهاء ما ذهبتِ للمزرعة من أجله اقترب موعد رجوعكِ إليه "
أطرقت ومسحت دمعة على خدها ليتابع هو برفق
"على أية حال .. كنت سأخبركِ اليوم بآخر أخبارهم"
رفعت رأسها بنظرات مليئة بالأمل
"رجالنا هناك يراقبونهم ويواصلون حمايتهم من بعيد تحسباً لأي طاريء .. لا تقلقي"
مسحت دموعها هامسة
"ألم .. ألم يردوا على رسائلي لهم؟"
أخرج من جيبه مظروفاً وهو يردد
"كنت سأعطيكِ إياه في نهاية لقائنا"
التقطت الرسالة بلهفة ودموعها تتساقط وكادت تفتحها لولا أن قال
"هل يمكننا الانتهاء من لقائنا أولاً؟ .. يمكنكِ قراءتها عندما تصبحين بمفردكِ؟"
ابتسمت وهي تمسح دموعها وتضع الرسالة بحقيبتها
"أنت محق .. آسفة"
"لا بأس .. هه ماذا كنا نقول؟"
فتح الصندوق وهو يتابع
"إذن مهمتكِ ستكون العثور على المكان الذي يخفي فيه أوراقه الهامة"
أومأت برأسها فأردف وهو يخرج أشياء أخرى من الصندوق
"وثانياً .. هذه مسجلات صوت عالية الجودة وتلتقط أدق الأصوات .. ستزرعينها في المزرعة"
نظرت له بقلق
"بالأخص غرفة مكتبه والمكتبة وأيضاً غرفة نومه"
اتسعت عيناها برفض
"غرفة نومه؟ .. لا يمكن .. هذا مكان خاص ولا يـ .."
قاطعها بهدوء
"هذا عملنا آنسة (ملك) .. أريد أن أعرف كل تحركاته ومكالماته .. معلومة واحدة صغيرة يمكن أن تفرق معنا"
صمتت دون رد بينما تابع مكملاً
"أعرف أن ما أطلبه منكِ كثير .. لكن .. نحن نثق بكِ ونعرف أنّكِ قادرة على تنفيذ مهمتكِ بجدارة"
هزت رأسها دون رد بينما تنظر لمحتويات الصندوق وتتساءل داخلها بقلق .. هل هي قادرة فعلاً على تنفيذ كل هذا دون أن تقع في أي خطأ ينهي مهمتها وربما حياتها .. قبل أن تغادر وتتركه كانت قد منحته وعدها أنّها ستبذل كل جهدها .. ظلت طوال الطريق منقسمة بين توترها وهي تحمل تلك القنبلة الموقوتة في حقيبتها وبين احتراقها لتقرأ رسالة شقيقها وأصدقائها .. لم تكد تختلي في غرفتها حتى أخرجت الرسالة من حقيبتها وأسرعت تخفي تلك الأخيرة بعمق خزانتها وجلست على حافة فراشها تقرأ الرسالة بلهفة ودموعها تغرق خديها .. ضحكت باكية وهي ترى جزءاً مكتوباً بخط شقيقها .. لامست خطه بحب وهي تبكي ورفعت الرسالة تقبل كلماته باشتياق ثم عادت تقرأ الرسالة .. قطبت عندما قرأت الجزء الخاص بأخبار (ليزا) .. ضاق صدرها بقلق وهي تفكر في سبب عودتها لروما وتركها لطفلها بعد كل حديثها معها .. هل ستخاطر بحايتها فعلاً لتنتقم بنفسها من (سيزار) .. همست برجاء

"كوني بخير (ليزا) أرجوكِ"
واصلت قراءة الرسالة وأعادت قراءتها أكثر من مرة حتى حفظتها ولم يطاوعها قلبها أن تحرقها فأخفتها في مكان أمين .. كانت تخرجها كل ليلة لتقرأها دون توقف وتنام وهي تضعها تحت وسادتها .. مسحت دموعها وهي تضع الصندوق بالحقيبة بعد أن تأملت محتوياته التي كانت قد وضعت بعضها بالأماكن التي اعتاد (منذر) على الجلوس فيها وبقيت غرفة نومه ومكتبه المغلق منذ سافر .. تنهدت بقوة وهي تفكر
"ما الحل الآن؟ .. كيف سأدخل هناك؟"
بعد عودتها من لقائها مع الضابط بذلت كل جهدها وتحركت بحرص شديد حتى تزرع تلك الأجهزة بأماكن بعيدة عن العين والأيدي .. لو انتبه لها أي شخص فالبتأكيد سيصل الأمر لـ(منذر) وعندها لن يجد من يشك فيه سواها .. هي الغريبة الوحيدة على هذا المكان .. الوحيدة التي لغرابة الأمر لم يبحث في خلفيتها ليتأكد من قصتها .. أو ربما فعل ولم يجد ما يريب بعد أن أجادت الشرطة تزوير معلوماتها .. تنهدت بحرارة وهي تعيد الحقيبة للخزانة وتغطيها جيداً ونهضت من مكانها .. غادرت الغرفة وأغلقت بابها بالمفتاح ووضعته في جيب بنطالها الجينز الذي ارتدت فوقه سترة طويلة .. كانت في طريقها للمطبخ عندما لمحت (عزة) ترمقها بنظرات غير مريحة
"ما بها تلك الفتاة؟"
منذ ذلك اليوم الذي تشاجرتا فيه وهي ترمقها بنفس النظرات وقلبها يحدثها أنّها ستسبب لها مشكلة حتماً .. ليتها تعرف ما يدور بعقلها .. قاطع أفكارها صوت (فاتن) تقول
"السيدة (شاهي) كانت تسأل عنكِ يا (آنجِل) .. إنّها تجلس في غرفة الجلوس"

أومأت قائلة
"حسناً .. سأذهب إليها"
تحركت نحو الداخل لتقابلها الفتاة الجديدة التي عرفت أنّها كانت تعمل في خدمة سيدة المزرعة هناك في المدينة والتي وصلت مؤخراً مع رجل ذي بينة قوية عرفت أنّه حارس شخصي لـ(منذر) .. قالت مبتسمة
"مرحباً (فرح)"
منحتها ابتسامة صادقة وقالت

"مرحباً (آنجل) .. كيف حالكِ؟"
"بخير .. شكراً لكِ"

قالت (فرح) وهي تتركها
"السيدة (شاهي) تنتظرك بالداخل"

أومأت وهي تنظر في إثرها واختفت ابتسامتها عندما لمحت (عزة) تقترب لتقف قربها وقالت بنبرة سامة
"فعلاً .. الطيور على أشكالها تقع"
قطبت قائلة بضيق

"ماذا تقصدين يا هذه؟"
لوت شفتيها باشمئزاز وقالت
"افهميها كما تريدين أيتها الأجنبية"
زفرت بقوة ثم قالت وهي تعقد ذراعيها

"إن كانت هناك كلمة تقف في حلقكِ فألقيها قبل أن تخنقكِ"
ابتسمت بشر
"هناك الكثير لكن .. سيخرج في موعده لا تقلقي"
لم ترتح لكلامها ورمقتها بشك لتتسع ابتسامتها الخبيثة وتحركت مغادرة وهي تتمايل مغنية بكلمات لم تفهم منها (آنجيليكا) شيئاً

"لا أشعر بارتياح لكِ أبداً .. ما الذي تخططين له؟"
هزت رأسها وطردت قلقها جانباً وتحركت لتطرق باب غرفة الجلوس المفتوح فأشارت لها (شاهي) مبتسمة أن تدخل بينما تابعت حديثها على الهاتف وهي تقول بحب
"أنا بخير حبيبي لا تقلق .. اهتم أنت بنفسك"
شعرت بسكين ينغرس بقلبها وهي تسمعها وأشاحت بوجهها والألم يزداد بصدرها .. تباً لكِ يا حمقاء .. توقفي عن هذا .. من الجيد أنّ الرائد (شريف) أعفاها من خطة (سؤدد) لإغوائه .. كانت ستموت من الإحساس بالخجل والذنب الآن .. رفعت رأسها بحدة عندما سمعت (شاهي) تواصل
"(محمد) .. كم مرة سأخبرك أنني بخير؟ .. والله أنا بخير يا حبيبي .. لماذا لا تأتي وتراني بنفسك؟"
قالت كلماتها وهي تبتسم لها بمرح، فأطرقت (آنجيليكا) بخجل من تحديقها الأحمق فيها والذي انتبهت له (شاهي) بينما تكمل

"(منذر) مسافر .. أعرف أنّك لا تطيقه .. استغل الفرصة وتعال قبل عودته"
قالت ضاحكة بينما حاولت (آنجيليكا) التحكم في قلبها المتسارع يكاد يقفز بارتياح لمجرد أنّها لا تتحدث مع (منذر) .. تجهم وجهها بضيق .. وما الفرق؟ .. هما يحبان بعضهما وهي هنا الدخيل ولا يحق لها أبداً ما تفعله .. ليست سارقة رجال .. سمعت (شاهي) تضحك قائلة
"حبيبي .. أنت تغار فقط اعترف .. حسناً .. دعنا مني .. أخبرني ماذا فعلت مع فراشتك الجميلة .. من؟ .. (آية) أيها المخادع .. هيه .. لا تهرب"
ضحكت مرة أخرى ثم قالت بحنان
"حسناً أيها الجبان .. عندما أعود سأضرب رأسك حتى تفيق لنفسك وتعرف قيمتك"

لم تقاوم (آنجيليكا) ابتسامتها وأخبرها قلبها هوية المتحدث من طريقة كلام (شاهي) ألتي همست أخيراً
"سأشتاق لك كثيراً .. فكر في عرضي وتعال لتقضي معي بضعة أيام"

تململت وهي تشعر بكونها دخيلة بينما أشارت لها (شاهي) باعتذار مبتسمة وهي تودعه أخيراً ثم وضعت هاتفها قائلة بحنان شديد
"إنّه شقيقي"
رفعت وجهها بخجل
"لقد توقعت هذا"
وابتسمت قائلة بحنين
"أعرف جيداً كيف يجعلكِ الأشقاء تغضبين وتتشاجرين وتكونين حنونة بنفس الوقت"
نظرت لها لبرهة ملياً ثم قالت

"لم تخبريني أنّ لكِ شقيقاً"
احتبست أنفاسها وقد انتبهت لكلامها قبل أن تتمالك نفسها قائلة بحزن
"كانت لي شقيقة تصغرني .. (لوسيانا) .. ماتت في حادث مع أمي و .. أخبرتكِ أنني فقدت عائلتي ولم يبق لي إلا .."

صمتت بعجز فأكملت (شاهي) بتفهم
"أجل .. والدكِ الذي تبحثين عنه"
لم تصحح لها قولها واكتفت بإطراقها الحزين لتقول (شاهي)
"إذن .. هل وجدتِ دليلاً؟"
رفعت عينيها لها بحيرة فقالت مقطبة

"قلتِ ذلك اليوم أنّكِ ستقابلين أحداً طلبتِ منه البحث عن أثر والدكِ"
احمر وجهها وهي تقول بارتباك
"آه .. هذا .. أجل .. قال أنّه عثر على بلدة كان يقيم فيها مؤخراً، لكنّه تركها قبل أشهر"
الأسف الصادق الذي ارتسم في عينيّ (شاهي) جعلها تكره نفسها وقاومت غصتها بينما تسمعها تقول

"لا بأس .. لا تحزني .. أنا متأكدة أنّكِ ستلتقين به قريباً"
لمعت الدموع في عينيها وقالت
"أرجو هذا"
همست بها وخيال شقيقها يرتسم أمامها وشعرت بدموعها قريبة جداً فأسرعت تنهض قائلة
"سأذهب للمطبخ سيدتي .. هناك الكثير من الأعمال والسيدة (اعتماد) ستغضب عندما تجدني لا أعمل"
قاطعتها ضاحكة
"لا بأس .. اذهبي .. يمكننا أن نتحدث لاحقاً .. أردت فقط الاطمئنان عليكِ"

منحتها ابتسامة مرتجفة ونظرات ممتنة وتحركت لتغادر في اللحظة التي ارتفع رنين الهاتف لتسمعها وهي عند الباب تهتف بسعادة
"(منذر) .. كيف حالك؟ .. اشتقت لك كثيراً .. متى ستعود؟"
عضت على شفتها وهي تغادر بسرعة وخانتها دمعتان مسحتهما بقوة وهي تشتم نفسها
"غبية"
لمحت السيدة (اعتماد) تغادر المطبخ متجهة لخارج المزرعة فأسرعت تدخل قبل أن تلمحها وتعنفها مجدداً وترافق دخولها مع سماعها لصوت (عزة) تهتف

"أقسم أنني سمعتها بأذني هذه التي سيأكلها الدود"
قطبت وهي تدخل واشتعل دمها وهي تسمعها تكمل

"كانت تقول له يا حبيبي وتعال لتقضي بعض الأيام معي قبل أن يعود زوجي من السفر .. أخبرتكِ أنّها غير محترمة .. هل رأيتِ؟ .. تخونه ولم يمر أشهر على زواجهما"
زفرت بقوة وهي تدخل المطبخ وانتزعت المريول من على الحائط ونفضته بقوة لتلتفت الفتاتان لها .. رمقت (عزة) بغضب لتلمع نظرات الفتاة بخبث وشر بينما (فاتن) تقول
"استمري على هذا حتى تجدي نفسكِ مطرودة خارج المزرعة"
هزت كتفيها وهي تقول بينما ترمقها بنظراتها الخبيثة

"لست أنا من ستُلقى خارج المزرعة يا عزيزتي .. هناك آخرون يستحقون هذا .. وأولهم تلك السيدة التي تدعي الطهر بينما تتحدث مع عشيقها على الهاتف و .."
ضربت (آنجيليكا) على الطاولة بحدة وقالت
"اتق الله في كلماتكِ هذه .. السيدة (شاهي) كانت تتحدث مع شقيقها .. خافي الله قليلاً .. كيف ترمين الناس بالباطل هكذا؟"

ضحكت (عزة) وهي تتمايل برقاعة
"شقيقها؟ .. ومن أين عرفتِ يا أم العريف؟ .. هل تقرأين الكف؟ .. صحيح .. يجب أن تدافعي عنها فأنتِ مثلها"
اتسعت عيناها وارتجفت شفتاها بقوة وعجزت عن الرد بينما هتفت (فاتن)

"يكفي يا (عزة) .. ألن تتوقفي عن هذا الأسلوب؟"
رمقتها بعجرفة ثم قالت
"على الأقل أنا صريحة وما بقلبي على لساني"
والتفتت نحو (آنجيليكا) التي دمعت عيناها وهي تضغط على شفتها بقوة

"ولست أدعي الطهر والعفاف مثل بعضهن اللاتي لا يخجلن من دخول الفنادق مع الرجال الغرباء ويقضين هناك بالساعات والله أعلم ماذا يفعلن بالداخل"
توقف قلبها وهي ترفع عينيها المصدومتين نحوها والنظرات الخبيثة التي لمعت أكثر في عينيها أخبرتها ماذا تعني بالضبط .. لقد تبعتها ورأتها وهي تقابل الرائد (شريف) بالشارع ويذهبان معاً للفندق .. هل صورتهما؟ .. هل تبعتهما للداخل؟ .. هل تنصتت على حديثهما وعرفت ماذا تخفي؟ .. لا .. هل راقبتها بعد عودتها؟ .. ربما رأتها وهي تزرع الأجهزة .. دارت الأفكار المرعبة بعقلها دون توقف لتتوقف تماماً مع اقتراب (عزة) منها لتميل نحوها هامسة في أذنها بخبث شرير

"أخبرتكِ أنّكِ ستندمين غالياً على كلامكِ"
وابتعدت تربت على خدها مبتسمة بتهكم
"لنرى رأي السيد (منذر) عندما يعود ويعرف كل ما عرفته"
قالتها وتحركت تغادر المطبخ تاركة خلفها (آنجيليكا) ترتجف بشدة وعقلها يتطوح يميناً ويساراً مع وساوسها .. انتفضت بقوة عندما لمستها يد (فاتن) وهي تقول
"لا تهتمي لكلامها"
قطعت جملتها مع انتفاضها بفزع ثم قالت
"آسفة .. لم أقصد إفزاعكِ"
تنفست بقوة وهزت رأسها
"لا تهتمي لكلامها .. السيد (منذر) لن يصدق أكاذيبها بهذه البساطة .. إن لزم الأمر أخبريه عما قالته عن زوجته لتري ماذا سيفعل بها وقتها"
أومأت وهي تمسح دمعة عن خدها وتحركت تقوم بعملها بآلية شديدة .. ظلت على شرودها وآليتها طيلة اليوم تزيدها نظرات (عزة) الخبيثة قلقاً فوق قلقها .. لم تستطع أن تتحرك بحثاً في الأماكن التي زرعت بها الأجهزة لتتأكد من وجودها أم أنّها أزالتها لتمنحها له دليل اتهامها .. ربما معها صورة لها ستعطيه إياها وترسم حكاية من خيالها .. حاولت طرد مخاوفها بصعوبة وهي تلجأ لغرفتها في نهاية اليوم .. بقيت تتقلب في الفراش لساعة متأخرة من الليل حتى ما عادت تحتمل فنهضت في فراشها هاتفة

"يا الله .. يكفي .. لم أعد أحتمل"
بكت وجسدها يرتجف انفعالاً .. ماذا ستخبره عندما يعود؟ .. ماذا عرفت أكثر من مقابلتها لرجل غريب؟ .. همست لنفسها بخفوت وهي تمسح دموعها

"اهدأي قليلاً .. هي بالتأكيد أرادت إخافتكِ فقط .. هي لا تعرف أكثر من هذا"
تنفست بعمق وتابعت

"وكما قالت (فاتن) .. لو حاولت فتح فمها سأهددها بإخباره عن كل ما قالته عن زوجته .. وكلمتي ستكون مقابل كلمتها"
أجل .. لا يجب أن تسمح لها بإخافتها .. نهضت من الفراش وارتدت خفيها ومعطفها الرقيق فوق ثياب نومها وهي تقول

"لكن هذا لا يمنع من أن أتأكد ليرتاح بالي"
كانت فكرة غبية ربما لن تؤكد لها شيئاً .. تحركت بحذر وهي تحمل هاتفها .. ألقت نظرة على الساعة التي أشارت للثانية بعد منتصف الليل وغادرت على أطراف أصابعها .. شعرت بالنسيم البارد يلفح بشرتها عبر ثيابها الرقيقة فعضت على شفتيها تشتم غباءها لكنها أكملت الطريق .. نظرت حولها حذراً من أن يراها أحدهم وتحركت عبر الطريق المشترك بين المزرعة ومساكن العاملين .. قطعت الطريق بأنفاس مرتجفة كجسد المرتجف من البرد والانفعال .. تحسست مفتاح باب المطبخ الخلفي في جيبها .. من الجيد أنّها حصلت على نسخة .. كادت تطلق صيحة ارتياح وهي تفتح الباب وتدلف للداخل حيث الدفء من جديد .. أغلقت الباب برفق وعادت تتحرك على أطراف أصابعها وفتحت مصباح الهاتف وقطعت طريقها من المطبخ نحو غرفة الجلوس .. عادت تنظر حولها بترقب قبل أن تتحرك حيث وضعت أحد الأجهزة وتنهدت براحة وهي تراه حيث تركته .. تلفتت ترمق الجدران حولها .. لا .. لن يخفي خزانة هنا .. توقفت لحظة بشك ثم همست
"في وقت آخر يا حمقاء"
تحركت نحو غرفة الطعام وفعلت المثل ثم نظرت نحو المكتبة وتحركت كالنسيم لتفتح بابها بهدوء .. عضت شفتها عندما أصدر الباب صوتاً خافتاً

"يا الله .. لا ينقصني أنت الآن"
دلفت عبر فرجة صغيرة وهي توجه مصباح هاتفها نحو وجهتها .. تحركت نحو أحد الأرفف وأسرعت تسحب مقعداً قربته من المكتبة وصعدت عليه بخفة وهمست وهي تزيح الكتب بحرص

"هيا .. أنت هنا، صحيح؟"

"أنا هنا فعلاً"
شهقت بعنف عندما دوى الصوت من خلفها والتفتت بفزع وصاحب الصوت يواصل بصرامة
"ماذا تفعلين عندكِ؟"
التفاتتها الفزعة جعلتها تفقد توازنها فشهقت بقوة وهي تسقط عن الكرسي .. أغمضت عينيها وهي متأكدة من اصطدامها الوشيك بالأرض كهاتفها الذي سقط وتفكك لأجزاء، لكنّ قلبها انتفض بعنف أكبر وهي تجد نفسها محمولة بين ذراعين قويين .. فتحت عينيها وهي تتنفس بسرعة لتتسعا وهي تنظر عبر نور القمر الخافت لحاملها .. توقف قلبها وهي تحدق في العينين السوداوين اللتين كانتا لوقتٍ طويل زائرين مقيمين في أحلامها .. نسيت نفسها وهي تحدق فيهما ولم تنتبه لوضعهما ولا لكفيها المستندين على صدره
"لقد عدت"
النظرة التي لمعت في عينيه جعلتها تنتبه لصوتها الذي خرج هامساً بنبرة صدمتها .. تنفست بصعوبة بينما يهمس بنبرة متثاقلة
"لقد عدت"
شهقت بخجل وهي تنتبه لوضعها وهمست وهي تتململ

"أ .. أنزلني"
ظنته لوهلة لن يطيعها لكنّه أنزلها على قدميها بعد لحظات فأسرعت تلتقط هاتفها عن الأرض وتضعه بجيبها وتحركت تنوي الهرب ليقول بصرامة

"توقفي عندكِ"
توقف الدم بعروقها وهمست لنفسها بارتجاف .. أنتِ ميتة .. التفتت له بارتباك ليقول
"ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة؟"
نظرت حولها بارتباك ورددت بتقطع

"أ .. أنا .. أنا كنت .."
قال بسخرية
"ما الأمر؟ .. هل تمشين وأنتِ نائمة؟"
أسرعت تهتف

"أنا آسفة .. أنا فقط .. كنت أعاني من الأرق وأردت كتاباً من هنا .. السيدة .. (شاهي) .. سمحتِ لي باستعارة الكتب من المكتبة في أي وقت"
قاطعها بتهكم
"الآن أيضاً؟"
دمعت عيناها وهي تهمس

"أنا آسفة .. لم أعرف أن حضرتك رجعت .. كـ .. كنت فقط سآخذ كتاباً أعجبني .. أردت فقط أن أسهر وأنا أقرأه"
تراجعت بخطوات مرتجفة وهي تبكي
"آسفة سيدي .. لن أكررها .. أرجوك لا تغضب"
قطب بشدة أثارت خوفها ولمحته يكز على فكه بقوة فعادت تهمس
"أرجوك لن أكرر .."

انقطعت جملتها بشهقة مرتجفة عندما أمسكت قبضته برسغها وشدها نحوه لتجد نفسها في ثوان ملتصقة بالحائط في الركن الضيق بين المكتبة والحائط الآخر وكفه الكبيرة ملتصقة بفمها بينما تحدق بعينيها المتسعتين في عينيه اللتين لمعتا رغم خفوت النور .. ابتلعت لعابها بصعوبة بينما يضع سبابته على شفتيه مشيراً لها بالصمت .. كادت تدفعه لولا أن سمعت صوت الباب ينفتح ولفزعها اقترب منها أكثر ليختفي معها خلف المكتبة وارتعد قلبها المتخبط فزعاً في صدرها بينما تشعر به قريباً لهذه الدرجة وكفه الدافئة تلامس شفتيها .. ازدادت فزعاً من نفسها وهي تواصل تحديقها فيه .. سمعت صوتاً أدركت فيه صوت السيدة (اعتماد) وهي تقول بنعاس
"غريبة .. ظننتني سمعت أصواتاً هنا"
سمعت صوت الباب يغلق مرة أخرى وبقيا لثوان أخرى قبل أن يهمس ضاحكاً
"لقد ذهبت .. أنتِ في أمان"
عقلها كان واقفاً عن العمل وقلبها يهتف دون توقف .. لا .. ليست في أمان أبداً .. ليست في أمان .. لم تشعر أنّ أنفاسها كانت محتبسة في قربه حتى رفع يده قليلاً لتتنفس بقوة .. حدقت فيه كأنّه من عالم آخر بينما تشعر بأصابعه فوق شفتيها ترتجفان وعيناه ضاقتا ونظراته المتسلية تغادرهما لتظلما بشيء آخر .. همست بارتجاف

"ا .. ابتعد أرجوك"
لمعت عيناه أكثر وهما تتحركان فوق وجهها وعينيها ثم مال هامساً بتسل
"لماذا؟ .. هل أنتِ خائفة؟"
اتسعت عيناها بخوف ثم همست
"أ .. أنت ثمل"
رددت بصدمة وهي تلتقط رائحة أنفاسه وأشاحت بوجهها في ضيق وهي تدفعه في صدره بكفيها فأمسك بذقنها بإحكام وأدار وجهها له يعاود النظر ملياً في كل خلية بطريقة جعلت أنفاسها تتوقف من جديد .. لم يبال برفضها وهو يجبرها على مواجهته ورفع يده الأخرى ليلامس خدها وعيناه تمران على ملامحها بنظرات غريبة .. نظرات تشبه نظراتها قبل ثوان .. كأنّها من عالم آخر .. ارتجفت مع لمسته لخدها وشعرت بساقيها تكادان تخونانها حتى كادت تسقط عندما لمست أصابعه شفتيها .. ستموت .. تريد أن تموت .. ماذا يفعل؟ .. مال قليلاً حتى لامست أنفاسه شفتيها لتشعر أنّها تموت حقاً وهمست

"أرجوك"
نظر في عينيها بحيرة وكفاه لا تزالا حول وجهها ثم همس
"هل التقينا قبلاً؟"

دوت كلماته في رأسها بدوي وارتفع حاجباها وهي تدرك لماذا بدا كل شيء لوهلة مألوفا .. رمشت بعينيها وهي تنظر له بحيرة، قبل أن تحيلهما حولها .. المكتبة .. الجدار .. المعزوفة .. الفراشة و .. هو .. عادت عيناها تتوقفان على عينيه وتسارعت نبضاتها ومن أعماق ذكرياتها لمعت صورة أخرى .. بهتت صورته لترتسم صورة أخرى لشاب ذي لحية وشعر طويل وهيئة مشاغبة وحشية .. عادت تنظر لعينيه .. هاتان .. هل كانتا نفس عينيه أم .. قطبت ورأسها يؤلمها أكثر وإرهاق اليوم كله مع ذكريات ماضيها اتحدا معاً ليجعلا عالمها يدور وأنفاسها التي حبسها بقربه الخطير ولمساته سهلت المهمة لذلك الظلام الخبيث الذي اجتمع من حولها فهمست وهي تغرق في عينيه المظلمتين
"أ .. أنت .. لا .."
لم تكمل كلماتها وعقلها ينغلق والظلام يفتح الأرض تحت قدميها لتهوي بشدة وآخر ما شعرته سقوطها فوق صدره وذراعاه لتتبخر كل ذرة برد من جسدها بينما يضمها بقوة هامساً
"ملاكي"
كان آخر ما سمعته قبل أن تغرق في عالم اللا وعي ترافقها عينان خطيرتان وصورة من ماضيها ودفء لذيذ ونبضات قلب هدهدتها بنعومة شديدة ترافقها لأحلامها حيث كان ينتظرها ككل ليلة .. شيطانها الوسيم.
********************
انتهى الفصل الثاني والخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.