آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-19, 02:06 AM   #1111

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث والخمسون
أنت هدوء قلبي وصخبه في آنٍ معاً
"فرانسا كافكا"
*****
فبعضي لديّ وبعضي لديك..
وبعضي مشتاقٌ لبعضي..
فهلا أتيت؟
"محمود درويش"
************************
رنت (سؤدد) بنظراتها نحو شاشة هاتفها ثم زفرت بحرارة وهي تخفض رأسها إلى سطح مكتبها وقلبها ينبض بألم .. لماذا لم يتصل بها حتى الآن ذلك الأحمق؟ .. كيف يتركها هكذا بعد كل ما حدث بينهما تلك الليلة؟ .. هل هو بخير هناك؟ .. لماذا لا يطمئنها وهو يعرف جيداً أنّها لن تستطيع التغلب على ترددها لتتصل هي به وتطمئن على حاله

"تباً لك (عماد يزيدي)"

همست بخفوت وهي تميل برأسها جانباً دون أن ترفعه ومدت أصابعها تلامس شاشة هاتفها التي استقرت فوقها صورة مبتسمة له
"أيها الأحمق"
عادت تهمس وهي تشعر بالدموع تترقرق في عينيها

"عندما ترجع سأجعلك تندم على ما فعلته بي"
تحشرج صوتها بغصة مؤلمة وهي تتذكر ذلك اليوم حين غادرت بيت صديقتها لتتفاجأ بانصراف (رامز) الذي أوصلها لتتوقف مكانها لحظة مصدومة برؤية (عماد) يقف بجوار سيارتها بابتسامة جعلت قلبها يخفق بقوة .. اقتربت منه قائلة بدهشة
"أنت هنا؟ .. أين ذهب (رامز)؟"
اعتدل في وقفته ومال نحوها قائلاً بحنق مفتعل لكنّه لم يخف غيرته التي جعلتها تبتسم داخلها

"كيف تجرؤين على السؤال عن رجلٍ آخر في وجودي؟"
رفعت أحد حاجبيها قائلة بعجرفة مصطنعة

"إنّه حارسي الشخصي .. من الطبيعي أن أسأل عنه"
قالتها وهي تتحرك نحو باب سيارتها ليفاجأها قاطعاً عليها الطريق .. تراجعت بارتباك بينما مال نحوها هامساً بعاطفة

"قلت لكِ (سؤددي) .. أنا وحدي فقط من له الحق في الوجود بجانبكِ"
نظرت حولها بارتباك ثم همست من تحت أسنانها
"تعقل (عماد يزيدي) وابتعد عني .. لا تنس أننا بالشارع"
مال أكثر ليحمر وجهها وهي تبتعد قليلاً

"إذن .. إن كنا بمفردنا لن تمانعي؟"
اتسعت عيناها من وقاحته وهتفت وهي تزيحه جانباً

"يا لك من وقح .. ابتعد عن طريقي .. لا وقت لدي لوقاحتك هذه"
ضحك وهو يتحرك مسرعاً ليستقل المقعد المجاور لها فتنهدت دون تعقيب وهي تنطلق بالسيارة

"إلى أين حبيبتي؟"
قطبت قائلة بهدوء مفتعل تداري صخب نبضاتها

"إلى البيت"
استرخى في مقعده مبتسماً

"جيد .. أوقظيني حين نصل"
التفتت ترمقه بحنق ثم مالت بسيارتها جانباً لتوقفها

"أنا عائدة لبيتي أنا"
تنهد دون أن يفتح عينيه

"لا بأس .. أنا ذاهب معكِ على أية حال"
ازدادت تقطيبتها وهي تتأمله ثم قالت

"ما الذي يحدث معك؟ .. لماذا أنت هنا على أية حال؟"
فتح عينيه ينظر لها بعمق لتتسارع نبضاتها وأشاحت وجهها الذي عاد يحمر وهي تسمعه يهمس بعاطفة

"اشتقت لكِ"
قاومت مشاعرها وهي تعاود تشغيل السيارة
"حقاً؟ .. أنت تراني كل يوم"
صمت قليلاً دون رد فنظرت له بتساؤل لتصدمها النظرة في عينيه وهو يقول

"أنا أشتاق لكِ وأنتِ معي (سؤدد)"
كاد المقود يختل من يديها لولا سيطرت سريعاً على ارتباكها وتابعت قيادتها دون رد فابتسم بعد لحظات قائلاً

"لا رد"
مطت شفتيها وهزت كتفيها دون رد ليردف بعد تنهيدة طويلة
"أين ذهبت تلك الفتاة التي غمرتني بعاطفتها ووعودها ذلك اليوم؟"
بللت شفتيها بلسانها في توتر بينما يتابع
"هل كنت أحلم يومها (سؤدد)؟"
هزت كتفيها قائلة بعملية
"لا .. لم تكن تحلم"
وأسرعت تقول وهي تزيد من سرعة السيارة مانعة إياه من الاستمرار في نفس الحديث

"لماذا أنت ذاهب لبيتنا؟ .. هل حدث شيء؟"
هز رأسه نفياً

"لا .. سألتقي عمي فقط وأتحدث معه بخصوص بعض الأمور"
قطبت بقلق

"ما الأمر؟ .. هل هناك شيء يجب أن أعرفه؟"
"لا .. لا .. كل شيء على ما يرام .. بعض الأشياء الخاصة بالعائلة قديماً لا أكثر"
ركزت على الطريق تمنع نفسها بصعوبة من العودة لذكريات تبغضها قبل أن تقول بخفوت

"أنتما لا تفعلان شيئاً خطراً (عماد)، صحيح؟"
لحظة واحدة من صمته جعلت قلبها ينقبض في خوف .. تعرف أنّهما يسعيان خلف انتقامهما كما تفعل هي تماماً .. لكنّها تخشى عليهما .. لا تريد خسارتهما بعد أن عادا إليها أخيراً

"هل تخافين عليّ؟"
انتبهت على سؤاله والتفتت تنظر في عينيه لثوان قبل أن تعود وتركز على الطريق لتقول بهدوء

"تعرف أنني أفعل يا (عماد)"
لم تر ابتسامته التي اتسعت بحب لكنّها سمعت تنهيدته وهو يهمس بعمق
"هذا يكفيني"
ران الصمت عليهما طيلة الطريق إلا من خواطرها الداخلية التي تلتهم قلبها .. هي تعرف أنّها نفسها تسير في طريق خطر وبكل أنانية لا تريد التراجع رغم أنّها تعرف أنّهم جميعاً يقلقون عليها .. جاهدت حتى لا تظهر مشاعرها على وجهها بينما تركز في قيادتها بوجه جامد .. لم تكد تتوقف بسيارتها في ساحة القصر الخارجية حتى التفتت له قائلة

"ها قد وصلنا"
ارتفع حاجباها وهي تجده ينظر إليها شارداً بنظرات زادت توترها وقلقها، فرفعت كفها تلوح أمام عينيه .. انتبه من شرود وابتسم لها فقالت مشيرة للخارج

"لقد وصلنا"
"آه .. حقاً لم أنتبه"
قطبت وقلقها يزيد

"ما الأمر (عماد)؟ .. هل تخفي عني شيئاً؟"
نظر لها ثوان ثم مد يده يمسك كفها وشدد عليها حين حاولت سحبها .. توقفت عن مقاومتها حين سمعته يقول برجاء
"هل يمكنني أن أطمع في موافقتكِ على شيء (سؤدد)؟"
ابتلعت لعابها بتوتر ولم تستطع سوى الإيماء برأسها ليقول وهو يضغط على كفها
"هل يمكن أن تتناولي العشاء معي الليلة؟"
تراجعت بعينين متسعتين وتسارعت أنفاسها وهي تقول بارتباك
"ماذا؟ .. (عماد) .. لا أ .."
قاطعها واضعاً سبابته على شفتيها
"قولي نعم حبيبتي .. أنا أحتاجكِ الليلة"
"(عماد) .. حقاً لا .."

عاد يقاطعها برجاء أكبر
"أنا مسافر بعد غد (سؤدد)"
احتبست أنفاسها وهي تنظر له بدهشة
"مسافر؟ .. أين؟"

هز كتفيه
"هناك أمر ضروري يجب أن أسافر لأجله وسأعود سريعاً إن شاء الله"
لا تدري لما انقبض قلبها مع كلماته التي عاكستها نظرة عينيه .. نظراته التي أخبرتها بوضوح أنّه كاذب .. أنّه لا يعرف إن كان سيعود سريعاً كما يقول أم سيحدث ما يمنعه .. هو قلق من هذا السفر .. قاومت مخاوفها وهي تهمس

"ما هو هذا الأمر؟"
هز رأسه مبتسماً

"لا شيء .. عمل خاص بالشركة .. (فهد) اتصل بي وأخبرني بضرورة تواجدي"
أرادت أن تهتف فيه أنّه كاذب لكنّها فقط استمرت في النظر إليه بصمت ليسارع هو قاطعاً عليها أي أفكار

"هه حبيبتي .. ماذا قلتِ؟ .. هل ستعطفين على حبيبكِ بهذه السهرة اللطيفة قبل أن يسافر؟"
همست اسمه بخفوت ليردف وهو يضغط على كفها برفق
"هيا (سؤددي) لا تبخلي عليّ بهذا حبيبتي"
استمرت في النظر إلى عينيه تقرأ داخلهما ما يعجز عن قوله ثم تنهدت بقوة وهمست
"حسناً"

اتسعت ابتسامته الغامرة بالعشق ثم رفع كفها يطبع عليها قبلة رقيقة لتسحبها منه بسرعة وهي تحمر خجلاً وأسرعت تغادر السيارة وهي تشتمه داخلها .. الوقح .. هل يريد أن يسبب لها فضيحة في بيتها؟ .. سمعت خطواته خلفها وهو يسرع صاعداً السلالم وحين أوشكت أن تدخل من باب القصر مال سريعاً ليهمس في أذنها
"ارحمي قلبي المسكين وارتدي فستاناً (سؤدد) .. سأموت وأراكِ بواحد كتلك الليلة في إيطاليا"
مطت شفتيها تمنع ابتسامتها بصعوبة وهي تسرع إلى الداخل وتهرع إلى غرفتها .. ألقت نفسها على فراشها تتنفس بسرعة وسمحت لابتسامتها أن تتحرر أخيراً .. تحسست قلبها الخافق بسرعة وتقلبت في فراشها تبتسم في ذهول من نفسها ومن المشاعر التي سمحت لنفسها أن تعيشها لأول مرة .. مشاعر امرأة عاشقة على موعد قريب مع حبيبها .. رباه .. كيف وصلت بنفسها إلى هنا؟ .. تقلبت مرة أخرى لتنام على ظهرها ونظرت للسقف مبتسمة بهيام وهي تهمس لنفسها بخفوت معترفة .. رغم كل شيء هي لا تشعر بذرة واحدة من الندم على سماحها لقلبها بعيش كل هذه المشاعر .. لم تعرف كيف قضت الساعات التي فصلتها عن موعدها معه .. حين وصلتها رسالته يؤكد عليها الموعد الذي سيصطحبها فيه ليعقبها بأخرى وقحة مثله يؤكد عليها ألا تبخل عليه بسحرها الليلة .. نظرت للغمزة الوقحة والقبلة العابثة في نهاية الرسالة، لتشتمه وهي تبتسم بشدة قبل أن تسرع إلى غرفة والديها لتستأذن من والدها الخروج .. فاجأتها ابتسامة والديها الخبيثة والنظرات التي تبادلاها وجعلتها تقطب في شك بينما والدها قال أخيراً بحنان

"أعرف صغيرتي .. (عماد) استأذن مني"
احمر وجهها وهي تنظر لهما بحرج وهمست بارتباك
"أبي .. نحن فقط .."
اقترب منها وربت على خدها بحب وقال

"أعرف صغيرتي .. تذكري دائماً أنني أثق بكِ وأعرف أيضاً أنّ (عماد) قادر على حمايتكِ حتى من نفسه"
ارتجفت شفتاها بابتسامة مرتبكة ليقترب والدها ويحتضنها بحب شديد
"حرري قلبكِ صغيرتي"

أبعدها بعد لحظات واحتضن وجهها مكملاً بعاطفة
"كوني سعيدة دائماً"
ابتسمت بارتجاف ولم تقاوم مشاعرها فعادت تلقي بنفسها بين ذراعيه وهي تهمس من بين دموعها
"أنا أحبك"
ربت على ظهرها برفق

"وأنا أحبكِ أكثر حبيبتي"
"وأنا .. ليس لي نصيب من هذا الحب؟"
ضحكت على كلمات أمها وأسرعت نحوها لتحتضنها بالمثل هامسة بحنان
"منحكِ الله كل ما تتمنيه حبيبتي"
اقترب والدها ليضمهما معاً، فأغمضت عينيها تاركة قلبها يرتوي من أحضانهما التي حُرمت منها لسنوات

"خيانة .. ماذا يحدث هنا؟"
قاطع عناقهم صوت (سيف) المعترض فالتفتوا نحوه ليهتف متابعاً بحنق مفتعل

"ما هذه الخيانة التي تحدث خلف ظهري؟"
شده والدهما وهو يضحك

"تعال هنا أيها المحتال"
لم تقاوم (سؤدد) ضحكتها الحرة وهي تنظر لشقيقها المبتسم ودمعت عيناها وهي ترى لمعة عينيه السعيدة بينما ينضم لهم محتضناً والديهما بقوة فأغمضت عينيها سامحة لدمعتها بالتحرر في سعادة بينما والدها يهمس وهو يضمهم في أحضانه الآمنة
"حفظكم الله لي يا أغلى ما أملك في هذه الدنيا"
همست أمهما باكية

"وحفظك لنا حبيبي"
ابتسمت (سؤدد) ووالدها يلامس خدها بحنان قبل أن يهمس وهو يحررها و(سيف) من أحضانه
"هيا حبيبتي .. اذهبي لتستعدي"
مسحت دمعتيها وهي توميء مبتسمة

"حسناً أبي"
هتف خلفها وهي تبتعد
"لا تنسي أن تترفقي بالمسكين يا (سؤدد)"
ضحكت وهي تلتفت له
"سأحاول"
قالتها ومنحتهم ابتسامة أخرى مليئة بالحب قبل أن تغادر لغرفتها مسرعة وتبدأ في تغيير ثيابها بينما كلماته العابثة تتردد في ذهنها .. وقفت أخيراً أمام مرآتها تتأمل صورتها .. عضت على شفتيها وهي تستغرب نفسها .. لم تكن هي .. كانت أخرى تطل عبر مرآتها .. امرأة عاشقة تصرخ كل خلية منها بذلك .. عيناها اللامعتان .. خداها اللذان تألقا بحمرة رقيقة وأنفاسها المتسارعة .. وضعت يدها على قلبها تتوسله أن يهدأ

"توقف يا أحمق .. لماذا تتصرف هكذا؟"
أسرعت تضع قرط أذنيها ونظرت لشعرها الذي رفعته فوق رأسها بنفس تصفيفتها المعتادة قبل أن تزم شفتيها وهي تنظر لصورتها بانتقاد ثم همست مستسلمة لتلك المرأة التي استيقظت داخلها

"حسناً .. هذه المرة فقط (سؤدد) .. اعتبري نفسكِ سندريلا"
ضحكت بسخرية وهي ترفع يدها وتفك كعكتها وتعيد تصفيف شعرها وحين انتهت ونظرت لنفسها كادت تتراجع بخجل لولا أن ارتفع رنين هاتفها معلناً رسالة منه قرأتها واحمرت بشدة
"أنا أنتظرك بالأسفل .. قلبي العاشق متلهف لرؤيتكِ يا فاتنة .. متشوق لليتنا أن تكون في سحركِ"
نظرت لفستان سهرتها بتردد وعادت ترفع عينيها لتقابل انعكاسهما بالمرآة تلمعان بحيرة وترقب ومشاعر جديدة جعلتها لا تعرف نفسها .. أسرعت تغادر غرفتها قبل أن يهزمها ترددها ونزلت السلالم بحرص فوق حذائها ذي الكعبين العاليين وكادت تتعثر عندما دوت صيحة دهشة من (هاميس) التي هتفت
"(سؤدد) .. رباه .. لا أصدق عينيّ"

احمر وجهها بشدة وهي تنظر نحوها لتجد شقيقها يقف بقرب (هاميس) يحدق فيها هو الآخر ذاهلاً بينما تتابع وهي تلكزه في جنبه
"هل أحلم يا (سيف)؟ .. أرجوك أخبرني أنني لا أحلم"
فرك عينيه قائلاً بصدمة
"أعتقد أنني أنا الآخر أحلم يا (هاميس)"
نزلت السلالم لتتحرك قربهما قائلة ببرود تداري خلفه ارتباكها
"تغطيا جيداً قبل أن تناما"
صرخت (هاميس) مثيرة فزعها قبل أن تندفع نحوها هاتفة بانبهار

"إنّها (سؤدد) حقاً"
أمسكت كفيها بكلتا يديها تتأملها بعينين متسعتين ثم دارت حولها قائلة

"لا أصدق ما أرى .. ما الذي حل بكِ (سؤدد)؟"
ووضعت يدها أخيراً على جبهتها مردفة بقلق
"هل أنتِ مريضة؟"

رفعت يدها تضربها على رأسها قائلة بصرامة
"لا أملك وقتاً للمزاح معكِ آنسة (هاميس) .. لدي موعد"
لم تكد تنطق كلمتها حتى عضت شفتيها ندماً مع إطلاق (هاميس) لصفير مندهش لتقول بعدها بخبث

"أووه .. موعد .. فهمت"
وابتسمت وهي تغمز لها بعبث
"لماذا لم تقولي هذا من البداية؟ .. فعلاً .. إذا عُرف السبب"
تنفست بقوة بينما قال (سيف) بنبرة متضايقة

"(هاميس) .. يكفي"
نظرت نحو شقيقها الذي تلاشت نظرة الانبهار الذاهل في عينيه وحل مكانها شيء من الضيق والغيرة قبل أن يقول بخشونة

"لا تتأخري"
ارتفع حاجباها مع نبرته بينما ضغطت (هاميس) على شفتيها تمنع ضحكتها بصعوبة .. هزت رأسها وتابعت طريقها نحو الخارج حيث ينتظرها (عماد) بينما خلفها سمعت ضحكة (هاميس) وهي تقول بعبث

"أوووه .. أنت تغار إذن يا سيد (سيف)"
ابتسمت وهي تسمع كلماتها قبل أن تكتم ابتسامتها وترسم الجدية على ملامحها وهي تخطو للخارج .. نزلت السلالم الخارجية وهي تبحث عنه بعينيها بحيرة .. توقفت عند آخر سلمة حين وجدته يتحرك من وقفته بجوار سيارته .. توقف قلبها ثانية فقط ثم نبض بسرعة رهيبة وهي تراه يتحرك نحوها .. نظرة عينيه وهو يتأملها جعلتها تشعر أنّها تقف وسط بركان مشتعل .. حاولت التنفس دون جدوى بينما يقف أمامها وعيناه تتحركان عليها .. تمران بانبهار لم يخفيه على شعرها الذي تركته حراً وجمعته للأمام ليستقر على جانب واحد مظهراً قرط أذنها وعنقها الذي لمع عليه عقد يناسب فستانها الأسود الطويل ذا الأكمام الذي انسدل فوق جسدها يعانق حناياه برقة وفتنة مذهلة .. بللت شفتيها المصبوغتين بحمرة رقيقة وهمست بخفوت

"هل نذهب؟"
لوهلة ظنته لن ينطق وهو يقف مأخوذاً بطلتها لتزداد نبضاتها تخبطاً وكادت تبكي من ارتباكها وشتمت نفسها بشدة على قرارها الأحمق، قبل أن تسمعه يهمس بخفوت

"أين (سؤدد)؟"
رفعت عينيها له باستنكار وقد تطاير ارتباكها كلياً وهتفت

"نعم؟"
هز رأسه كأنما يستفيق من حلم
"هذه أنتِ حقاً؟ .. ظننتني أخطأت العنوان"
رفعت رأسها قائلة بحاجب مرفوع
"حقاً؟ .. يبدو أنّك أخطأت العنوان بالفعل .. حسناً .. يمكنك الذهاب"
قالتها وهي تتحرك خطوة وتعطيه ظهرها ليسرع ممسكاً بذراعها وهو يقول ضاحكاً

"آسف .. لم أقصد .. كنت مصدوماً فقط"
قالها وهو يشدها نحوه فعبست قائلة وهي تبتعد قليلاً

"لماذا؟ .. هل رأيت شبحاً لا سمح الله؟"
تأملها بنظراته المربكة تلك ليعيدها لنقطة البداية وهمس بنبرة عاطفية
"يا ليت"
رمقته بحدة ليواصل وهو يميل نحوها هامساً بحرارة وهو يضع كفه على قلبه بطريقة مسرحية

"يا ليت كان شبحاً يا (سؤددي) .. لم يكن قلبي المسكين ليحترق بهذه الطريقة"
احمر خداها بشدة وأشاحت بوجهها عن نظراته وهي تكاد تسمع صوت نبضاتها التي بعثرها أكثر وهو يهمس في أذنها
"قلت لكِ ترفقي بقلبي أميرتي .. ما تفعليه بي بعيد عن الرفق تماماً"
تنفست بقوة وهي تنتزع نفسها بعيداً وكادت تهتف به أن يغادرا لولا أن ارتفع صوت شقيقها مردداً بصرامة

"كما أخبرتكِ (سؤدد) .. لا تتأخري في الخارج"
التفت الاثنان نحوه ونظرت له بدهشة لتصدمها النظرة السوداء التي رمق بها (عماد) والتي يبدو أنّها زادت الأخير تسلية لا أكثر وقد فهم ما يعتمل داخله

"مساء الخير لك أيضاً (سيف)"
ضاقت نظراته وزفر بقوة وهو يجيبه
"مساء الخير .. كما سمعت (عماد) .. أعدها باكراً"
ونظر في ساعته قائلاً بخشونة
"لديكما ساعة واحدة"
ضحكت (هاميس) الواقفة بجواره بينما مال (عماد) نحوها قائلاً بسخرية

"يقول ساعة واحدة .. أشعر أنّه يريد أن يطلق الرصاص عليّ ويرديني في الحال .. عمي نفسه لم يغضب لهذه الدرجة عندما أخبرته برغبتي"
ضغطت شفتيها تمنع ابتسامتها بينما (سيف) قال بحدة

"هل تقول شيئاً (عماد)؟"
رفع كفه قائلاً بتهكم
"لا يا عزيزي .. أنت كريم جداً معي .. ساعة كثير حتى على موعدنا .. سآخذها إلى القهوة الموجودة بالشارع القريب"
رددت هي بسخرية

"لا توجد أي مقاهي بالقرب"
التفت لها قائلاً بحنق
"أنا أسخر من كلامه إن كنتِ لم تلاحظي"
وعاد ينظر لشقيقها هاتفاً وهو يشدها من ذراعها

"أي أوامر أخرى يا سيد (سيف)؟ .. هل تريد أن تأتي معنا بالمرة؟"
تمتم (سيف) وهو ينزل السلالم
"جيد أنّك اقترحت"
نظرة الهلع في عينيّ (عماد) جعلت ضحكة عالية تنفجر من بين شفتيها دون أن تستطيع التحكم فيها لتضحك (هاميس) هي الأخرى وتسرع نحو (سيف) تشده بقوة وهي تهتف

"هل جُننت؟ .. دعهما يذهبان"
أسرع (عماد) يشدها إلى السيارة وهو يهتف
"تعالي بسرعة قبل أن يفعلها حقاً"
ركبت السيارة لينطلق بها مسرعاً بينما تنظر للخلف ترى (سيف) يهتف خلفهما و(هاميس) لا زالت تشده .. لم تستطع منع ضحكاتها التي صدحت في السيارة و(عماد) يغادر بها بوابة القصر .. لم تنتبه في غرقها بالضحك لتوقف السيارة جانباً، حتى انتبهت لـ(عماد) ناظراً لوجهها بنظرات عميقة مليئة بالحب والانبهار .. توقفت عن الضحك ومطت شفتيها تقول بارتباك
"لماذا توقفت؟"
واصل نظراته الحانية في صمت ثم همس وهو يرفع يداً ويلامس طرف شفتيها مثيراً رجفة بجسدها
"اشتقت لضحكاتكِ هذه (سؤدد) .. آه .. لو تعرفي كم اشتقت لرؤيتكِ تضحكين بصدق"
احمر وجهها وهي تبعده عن لمسته ليخفض يده ويتنحنح ثم يعاود تشغيل السيارة وينطلق بها لتقول هي مغيرة الموضوع
"أين سنذهب؟"
سعل قليلاً ليجلي صوته من انفعاله ثم أجاب وهو يسرع
"مفاجأة"
"أي مفاجأة؟"
قال ضاحكاً
"لن تكون مفاجأة لو أخبرتك، صحيح؟ .. لكن .. أنا واثق أنّها ستعجبكِ"

رفعت أحد حاجبيها ثم ابتسمت قائلة وهي تسترخي بمقعدها
"حقاً؟ .. لا تجعلني أندم على موافقتي إذن"
رمقها بنظرة عاشقة وقال مبتسماً
"أعدكِ .. لن تندمي أبداً"
الكلمات الكثيرة التي توارت خلف وعده وصلتها كاملة وأدركت كل ما يعنيه .. رمقته بنظرات طويلة ثم نظرت للأمام هامسة لنفسها

"لا مكان لمزيد من الندم (سؤدد) .. أنتِ لن تعودي للوراء مجدداً"
تلك الليلة قررت أن تتابع طريق تحررها من ماضيها كلياً وألا تسمح له بمزيد من الانتصار عليها .. يكفي ما خسرته من أحلى سنين عمرها .. ترددت كلماتها داخلها بقوة وهي تختلس النظر له .. ستثق به من جديد .. ستمسك يده وتثق بوعده لها .. لقد مر الماضي بكل آلامه وهي لن تتخلى عن مستقبلهما معاً أبداً.
صوت هاتفها أيقظها من ذكرياتها فانتفضت معتدلة وقلبها يخفق بعنف .. رفعت الهاتف متوقعة اتصاله لكنّها نظرت للشاشة بخيبة أمل قبل أن تتنهد وتجيب بهدوء محاولة وضع بعض المرح بنبرتها
"مرحباً (تينا) .. كيف حالكِ حبيبتي؟"
وكعادتها لم تنخدع (وتين) بصوتها وقالت بعد لحظة صمت

"ما بكِ (سؤدد)؟ .. هل أنتِ بخير؟"
أسرعت تقول
"أنا بخير حبيبتي .. أنا فقط كنت أنتظر اتصالاً آخراً منذ وقتٍ طويل"
"ممم .. إذن هل خاب أملكِ؟"

رددت (وتين) بحنق مفتعل لتقول هي بدفاع مرتبك
"تقريباً .. لكن .. أنا سعيدة باتصالكِ .. صدقاً .. اتصلتِ في الوقت المناسب"
ضحكت (وتين)
"حقاً؟ .. لا أسمع هذا في نبرتكِ .. أشعر بخيبة أملكِ شديدة .. ما الأمر؟ .. من يسمعكِ هكذا يظن أنّكِ كنتِ تنتظرين اتصالاً من حبيبكِ"

لم تنطق بحرف وعضت على شفتها لتشهق (وتين) بقوة وتهتف
"(سؤدد) .. لا تقولي .. لماذا صمتِ هكذا يا فتاة؟ .. أنا كنت أمزح .. هل فعلاً؟"
أسرعت تقول
"(وتين) يا حمقاء .. لا شيء مما تقولينه .. أنتِ"
هتفت فيها
"لا .. هناك شيء بالفعل .. أنتِ متغيرة منذ فترة (سؤدد) .. يا الله .. يبدو أنّ الأمر حقيقي .. انطقي يا فتاة .. هل أنا محقة في كلامي؟"
قالت تحاول تغيير مجرى الحوار
"هل (زياد) عندكِ؟ .. كيف حاله؟"
ضحكت (وتين) مجيبة

"محاولة غبية (سؤدد) .. لا تنسي أنّكِ مفضوحة تماماً لي حبيبتي .. هيا انطقي بسرعة .. ماذا تخفين؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهتفت

"رباه يا (وتين) .. قلت لا شيء"
همهمت (وتين) بنغمة مغيظة ثم قالت
"حسناً .. أخفي الأمر كما تريدين وأنا أيضاً سأخفي المفاجأة التي اتصلت أخبركِ عنها"
اعتدلت بانتباه وترقب
"ماذا؟ .. أي مفاجأة؟"
مطت (وتين) شفتيها قائلة

"لا شيء .. لن أخبركِ قبل أن تخبريني بكل شيء تخفينه"
"(وتين) يا حمقاء .. قلت لكِ .."

قاطعتها قائلة بعناد
"لا تحاولي الإنكار يا (سؤدد) .. أنتِ واقعة في الحب، صحيح؟"
عادت لصمتها لتهتف (وتين)
"هل أتصل بـ(هاميس)؟ .. أنا متأكدة من أنني سأجد لديها كل المعلومات"
هتفت بحنق
"حسناً يا عنيدة سأخبركِ كل شيء .. من الواضح أن زواجكِ من (زياد) أثر على عقلكِ تماماً وأصبحتِ مجنونة مثله"
ضحكت قائلة

"هيا .. لا تماطلي .. أريد أن أعرف كل شيء"
تنهدت بقوة وفتحت فمها بعد تردد تخبرها باختصار بكل شيء منذ البداية، حتى تلك الليلة .. ران الصمت للحظات بعد توقفها عن الكلام قبل أن تبعد الهاتف عن أذنها مع صرخة (وتين) السعيدة وهتافها بعدها
"هل ما سمعته الآن حقيقي يا (سؤدد)؟ .. أنتِ لا تمزحين؟ .. يا الله .. لا أصدق .. أنا أحلم .. يا إلهي"

عادت تصرخ من جديد بسعادة لتهز (سؤدد) رأسها بنفاذ صبر قبل أن تسمع صوت (زياد) يهتف بحنق
"(وتين) .. هل جننتِ؟ .. كيف تقفزين بهذه الطريقة و .."
انقطعت جملته بصرخة أخرى من (وتين) التي يبدو أنّها اندفعت نحوه لتحتضنه بقوة ربما، وهي تهتف
"(زياد) حبيبي .. لن تصدق ما عرفته الآن من (سؤدد)"
أسرعت تصرخ فيها

"(وتين هاشمي) إياكِ وإخباره بشيء"
سمعت صوته عبر الهاتف هاتفاً
"سمعتكِ يا (سؤدد) .. ماذا تخفين عني؟"
كزت على أسنانها بينما (وتين) تخبره بسعادة

"يا إلهي .. أنت لن تصدق هذا .. (سؤدد) قالت"
عادت تقاطعها صارخة

"إياكِ يا (وتين) .. لم أخبر أحداً سواكِ"
طقطق (زياد) بلسانه قائلاً بلوم مفتعل
"هكذ يا (سؤدد) .. لم يكن العشم يا ابنة عمتي"
لوت شفتيها ثم سمعته يهمس

"لا تخبريها إذن عن مفاجأتنا"
قطبت بشك وهي تسمعه يواصل

"لا تقولي أنّكِ أخبرتِها"
تمتمت بحنق
"أخبرتني بماذا (زياد هاشمي)؟"
أجابها مغيظاً
"إنّه سر"
شتمته في سرها ثم قالت بمهادنة
"(تينا) حبيبتي .. هيا أخبريني .. ماذا كنتِ ستقولين؟"
سمعتها تهمس له بدلال
"هل أخبرها حبيبي؟ .. هيا .. لا تعبس هكذا .. لأجلي أنا .. هيا حبيبي"
لوت شفتيها أكثر وهي تشتمهما معاً وقالت مرققة صوتها
"هيا يا (زياد) .. من أجلها .. أرجوك .. والله سترفعان ضغطي بتصرفاتكما المائعة هذه وأنا لا أحتمل صراحةً .. تعقلا واخشوشنا قليلاً"

هتفت بجملتها الأخيرة بخشونة صارمة
"هل يرضيكِ هذا؟"
سمعت (زياد) يخبر (وتين) بنزق لتضحك قائلة

"هيا حبيبي .. ألا تعرف (سؤدد)؟ .. هي هكذا دائماً .. لكن لا تقلق .. هناك أمل فيها بعد كل شيء"
زمجرت هاتفة بحدة
"هل ستخبراني أم أغلق الهاتف؟"

أسرعت (وتين) تجيبها ضاحكة
"لا، سأخبركِ .. المفاجأة هي أننا .. سننزل في زيارة للعائلة في نهاية هذا الشهر"
شهقت (سؤدد) وهي تنهض

"حقاً؟ .. ستأتيان بالفعل؟"
"أجل حبيبتي .. سنأتي قريباً .. يا الله .. كم اشتقت للجميع"
همست بعاطفة

"ونحن أيضاً اشتقنا لكما (تينا) .. لا أصدق .. يا إلهي .. أنا سعيدة جداً .. لكن .. هل أخبرتما أحداً غيري؟"
"لا .. أنتِ أول من يعرف .. أردت جعلها مفاجأة للجميع .. ربما نخبرهم قبل سفرنا مباشرة"

مسحت (سؤدد) دمعة صغيرة وهمست
"لا تتأخرا إذن يا مجنونان .. سأنتظركما بفارغ الصبر"
ضحكت (وتين) ثم قالت بخبث
"بالطبع لن نفعل .. وهل أستطيع أن أتأخر عن حفل خطبتكِ يا عروس؟"
اتسعت عيناها بارتياع بينما تسمع هتاف (زياد) يقول بذهول

"ماذا؟ .. عروس؟ .. أي خطبة؟"
هتفت بحنق
"(وتين) يا غبية .. لن أسامحكِ أبداً"

قالتها وأغلقت الهاتف ووضعته على المكتب بحدة وهي تتمتم
"غبية .. الخطأ خطأي لأنني أخبرتكِ"
ارتفع رنين الهاتف مجدداً لكنّها رفضت المكالمة وهي تمط شفتيها بغضب تبخر سريعاً لترتسم ابتسامة حمقاء على شفتيها وهي ترفع كفها أمام عينيها وتشرد من جديد في ذكريات تلك الليلة التي لن تنساها أبداً.
***********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 02:12 AM   #1112

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ارتعشت يدا (منذر) وهو يشعل سيجاراً بينما يقف أمام شرفة المكتبة وعيناه متعلقتان بالخارج وعقله لا يتوقف عن صفعه على تركه العنان لتلك المشاعر الغريبة داخله في الوقت الذي تلقى فيه صدمة جديدة من ماضيه .. أخذ نفساً عميقاً من سيجارته ونفثه بقوة قبل أن يغمض عينيه ويشرد بعيداً .. هل كان عليه أن يتجاهل تلك الرسالة؟ .. لماذا لم يقاوم فضوله ورغبته في معرفة ذلك الشخص الذي يدعي احتفاظه بأمانة أمه؟ .. تنهد بعمق مستعيداً تلك اللحظات التي خطى فيها بتوتر وقلبه يرتجف بينما يقترب من البيت الصغير الذي شهد سنوات طفولته البريئة برفقة والدته .. (حياة) .. اسمها يلخص كل ما عنته له وما مثلته بشخصها .. كانت مبتسمة مفعمة بالحياة والطاقة، رغم الألم الذي يسكن عينيها والذي لم يعرف له سبباً إلا بعد أن عاد (توفيق) ليقتحم حياتهم .. لقد اكتفت بإخباره أنّ والده سافر بعيداً جداً ولن يعود وعليه ألا يسأل عنه أبداً وهو كان مكتفياً بها عن كل شخص آخر .. اقترب من البيت وقلبه يزداد ارتعاشاً وكل ذكرياته معها تعود إلى الحياة .. قاوم غصته بقوة وهو يفتح باب البيت بيد مرتعشة ويدلف للداخل قبل أن يتصلب جسده منتبهاً لوجود شخص آخر في الظلام .. التفت في نفس اللحظة التي ارتفع فيها صوت يقول
"مرحباً (فارس)"
تنفس بقوة وهو يسمع اسمه الحقيقي وقال بجمود ويده تقبض على مسدسه بحذر
"من أنت؟"

اقترب الرجل من مصدر الضوء الخافت لتتسعا عينا (منذر) وهما تقعان عليه
"أنت؟"
هتف بصدمة حقيقية وهو ينظر للرجل أمامه والذي ابتسم وهو يتقدم منه قائلاً
"كيف حالك بني؟"
رفع حاجبيه مع كلمة "بني" التي بدت له غريبة من فمه وقال وهو يشير للداخل
"تفضل .. لنتحدث بالداخل"
تبعه الرجل ليغلق الباب خلفهما وأضاء النور بالداخل ملتفتاً إلى ضيفه الذي وقف بمنتصف الردهة الصغيرة يتأمله بنظرات عميقة غامضة قبل أن يقول مبتسماً

"من رد فعلك تأكدت أنّك تعرفني جيداً وهذا ليس غريباً من ابن (توفيق)"
كز على أسنانه رافضاً ربطه بذلك الرجل وقال بخشونة

"أعرفك جيداً (أحمد اليزيدي)"
اتسعت ابتسامة (أحمد) وهو يواصل تأمله وتحرك بعدها ليجلس على أحد المقاعد كأنّه فرد من أفراد البيت .. قبض (منذر) على كفيه بقوة وبقى واقفاً مكانه حتى قال (أحمد) مبتسماً
"تفضل اجلس بني .. بيننا حديث سيطول قليلاً"
تحرك بعصبية لم يتحكم بها وخانته برودته الشهيرة وهو يقول بحدة
"من أين تدعي معرفتك بأمي وأيّ أمانة هذه التي تحدثت عنها؟"
تنهد (أحمد) بعمق وشردت عيناه قليلاً للبعيد قبل أن يتنهد قائلاً

"أعرف (حياة) جيداً كمعرفتي بـ(توفيق) وربما أكثر"
تشنج مع ذكر أمه وغيرة ذكورية دفعته ليهتف

"وضح ما تقول .. ليس لدي الوقت للألغاز"
ابتسم بتفهم وقال وهو يتراجع في مقعده

"قلت لك سيطول حديثنا قليلاً بني .. أولاً .. دعني أخبرك عن (حياة) التي عرفتها"
تنفس (منذر) بقوة وأرغم نفسه على الصمت ليسمعه يقول
"والدتك كانت امرأة مميزة جداً .. عرفت هذا عندما التقينا أول مرة .. كانت تحضر حفلاً أقامته أخي .. كانت امرأة مثقفة ومليئة بالحياة .. لذا كانت صدمتي كبيرة عندما عرفت أنّها زوجة (توفيق الأغا) .. لم أفهم كيف امرأة مثلها تتزوج رجل مثله .. أدركت أنّها لم تكن على دراية بوجه زوجها الحقيقي .. لكنني أدركت في نفس الوقت أنّهما يحبان بعضهما .. تمنيت لو تملك القدرة على تغييره وجعله يتوقف عن تلك الحياة .. تمنيت لو امتلكت الجرأة لأخبرها بالحقيقة لكنني لم أستطع .. وهي لم تتأخر عن اكتشاف الحقيقة .. بعدها تغيرت تماماً"
قطب (منذر) وانقبض قلبه بقوة وهو يستمع له يكمل بأسف
"كانت صدمتها كبيرة عندما عرفت بالصدفة حقيقة والدك .. عندما قابلتها مجدداً لم أر المرأة التي كانتها .. كانت أخرى .. كأن الحياة غادرتها تماماً وعيناها انطفأتا .. عرفت أنّها تموت ببطء وعرفت أنّها لم تكن بالقوة التي تستطيع بها انتزاع (توفيق) من ذلك الظلام .. ظلامه هو كان يمتص حيويتها ونقاء روحها وهي فقدت الأمل في أن يتغير"
تنهد بعمق وصمت برهة كان (منذر) خلالها يشعر باختناق وهو يتخيل حالة والدته وقت تلقت الصدمة ومرت بعقله صورة (شاهي) عندما عرفت حقيقته هي الأخرى .. أغمض عينيه بألم لتصدمه صورة أخرى لم يعرف ما الذي دهاه ليفكر فيها .. كانت صورة تلك الفراشة الشقراء .. ووجد نفسه يتساءل ما سيكون رد فعلها لو عرفت هي الأخرى .. هل ستفر هاربة بعيداً عنه بعد أن وجدها أخيراً؟ .. شتم بقوة وهو يتململ في جلسته .. تباً لحماقاته .. انتبه على صوت (أحمد) يتابع
"في تلك الفترة .. كنت أحاول أنا الآخر التخلص من القيد الذي أجبرني والدي وأخي عليه .. كنت مجبوراً على العمل معهما بعد أن ورطني (عزت) دون أن أدري في تلك الأعمال وبات عملي الجامعي وصورتي النظيفة في المجتمع مهددين .. لجأت بعد تخبط وحيرة إلى (رؤوف رضوان) .. ذهبت له سراً وأخبرته بكل شيء وبرغبتي في إيقاف ما يحدث رغم معرفتي أنني سأؤذي أخي لكنني لم أملك خياراً آخراً .. لذا واختصاراً .. بدأت مع (رؤوف) وضابط آخر خطة للإيقاع بالجميع وتحطيم أعماله غير القانونية، وبدأت العمل بهدوء مدعياً رضوخي ورضاي عن كل ما يحدث"
نظر له (منذر) في صمت بينما يفكر في خطته هو .. أليس هذا ما يفعله؟ .. رضخ لوالده طيلة السنوات الماضية فقط ليصل للحظة التي يضرب فيها كل أعمدة المعبد ليسقطه على رؤوس الجميع بما فيهم رأسه هو

"لنقل أنّ الخطة لم تأت بكل ثمراتها لكنّها على الأقل أسقطت أكبر الرؤوس خطراً"
صمت ناظراً في عينيه بقوة وهو يتابع
"والدك"
قطب (منذر) وهو يواجهه ليردف (أحمد) وهو يميل للأمام
"سقط والدك وحده مع بعض رجاله بينما لم تكتمل الأدلة التي تدين أخي و(شوكت سليمان) .. وحوكم والدك بسنوات طويلة في السجن .. عندها والدتك طالبت المحكمة بطلاقها منه"
ازداد انقباض قلبه وهو يتخيل وضع أمه مع كلمات (أحمد) التي صورت الموقف يومها
"كنت حاضراً بالمحاكمة يومها ولا زلت أذكر الهياج المجنون لـ(توفيق) الذي لم يهتز له جفن حين سمع محكوميته لكنّه هز جدران المحكمة وهو يصرخ فيها أنّه لن يتركها أبداً .. كان يصرخ بجنون وهم يسحبونه بعيداً .. طلب والدتك تم الاستجابة له وتحررت هي من أبيك كما أرادت منذ عرفت حقيقته لكن .."
رفع رأسه إليه بنظرات مترقبة ليكمل (أحمد) بأسى
"لكنّها وقتها عرفت أنّها حامل بك"

تراجع (منذر) للخلف ولم يستطع منع النظرة الجريحة من الظهور في عينيه .. هل كان عائق والدته عن الحرية التامة؟ .. لماذا أتى ليربطها بذلك الرجل ويجعل حياتها مريرة؟ .. هل كرهته والدته يوماً بسبب دم ذلك الرجل القذر؟ .. هل تمنت يوماً لو أنّه لم يأت لتقطع كل رابط به؟ .. كانت أسئلته تدوي مع صورة (شاهي) وهي تخبره أنّها كانت ستقتل نفسها فقط لتتخلص من ابن ذلك الحقير .. وكأنما أدرك (أحمد) ما يعتمل في نفسه مال نحوه قائلاً برفق
"والدتك رغم كل شيء كانت تحبك"
انتفض قلبه مع الكلمة رغم أنّه بأعماقه كان يدرك هذا .. مع كل يومٍ عاشه معها كان يعرف كم أحبته وكم كانت تتألم لو أصابه أقل أذى

"كانت قلقة فقط من المصير الذي ينتظركما معاً ولهذا .. لجأت إليّ"
نظر له باستنكار ليبتسم وهو يهز رأسه
"أجل بني .. أتتني ذات يومٍ خُفية وطلبت مساعدتي"
"فيما؟"
سأله بخشونة ليجيب

"أرادت الهرب بك بعيداً .. إلى مكان تخفيك فيه عن يد والدك خشية أن يصل إليك يوماً .. أخبرتني يومها أنّها ستفعل أي شيء فقط لتنقذك من ذلك المصير الذي تعرف أنّه يريده لك .. قالت أنّه لطالما كان يخبرها أنّه ينتظر وريثه وهي بعد كل محاولاتها لتغييره والتي باءت بالفشل جاهدت ألا تعطيه ذلك الوريث .. لكنّك رغم كل شيء أتيت لهذا العالم وهي خافت أكثر عليك .. أرادت النجاة بك بأي وسيلة"
ابتسم داخله بمرارة .. وهو في النهاية تركها ترحل بمرارة مدركة أنّها فشلت في الشيء الوحيد الذي جاهدت من أجله .. سمع (أحمد) يكمل بعد لحظات

"لقد ساعدتها في الاختفاء بعيداً .. أنا وحدي كنت أعرف مكانها وكنت أساعدها في الخفاء .. لهذا أنا أعرف بهذا البيت وأعرف كل مكان كانت فيه تلك السنوات التي هربت فيها بعيداً .. كنت مطمئناً قليلاً لأنّ (توفيق) كان بالسجن وكانت أمامه سنوات طوال قبل أن يخرج .. وقتها ستكون أنت شاباً ناضجاً نشأت على مبادئها ولا خوف عليك وقتها من مقابلته ولن يجرؤ على المطالبة بحقه فيك"
ارتسمت على شفتيه ابتسامة مريرة جعلت (أحمد) يمط شفتيه بأسى ثم يكمل

"كانت محقة في قلقها .. لم يكد يكمل (توفيق) السنتين في سجنه حتى استطاع الهرب وقتل خلال محاولته بضع حراس من السجن .. باءت كل محاولات الشرطة للعثور عليه وبعدها عرفنا أنّه فر للخارج .. تم الحكم عليه غيابياً بالإعدام وقتها .. لم ترتح والدتك حتى وصلنا خبر مقتله في الخارج وتم ترحيل جثته ودفنها هنا .. وقتها تنفست الصعداء وبدأت تتابع حياتها معك بهدوء"
تنفس بقوة وهو يحاول ترتيب أفكاره .. والده لم يمت في ذلك الحادث بل افتعله واستغله ليعود بوجه جديد .. يعرف هذا جيداً فقد قصه عليه متفاخراً .. زفر بقوة ورفع عينيه لضيفه قائلاً بهدوء
"حسناً .. بعد كل هذا .. لم أعرف السبب من زيارتك هذه"
ابتسم (أحمد) بهدوء وهو يقول

"سآتي حتماً للسبب الذي دفعني لرؤيتك اليوم بني .. هذا يحتم عليّ إخبارك عن بقية حكاية (حياة) .. والدتك تابعت تربيتك كما أرادت وكنت أنا أطمئن عليها كل حين في الخفاء بطلب منها .. مضت السنوات بعدها بهدوء حتى صدمني خبر موتها"
ابتلع (منذر) لعابه بصعوبة واختناق شديد أعادته ذكراها الأخيرة بينما (أحمد) يواصل

"بحثت عنك بعدها ولم أجدك بني"
قالها بمرارة وهو ينظر له بندم جعله يقطب بدهشة زادت عندما تابع (أحمد) بصوت مختنق

"لم أعرف الحقيقة إلا متأخراً جداً للأسف .. لم أعرف أنّها كتبت لي قبل موتها .. كنت مسافراً خارج البلاد"
اتسعت عيناه بصدمة وهو يهمس

"أمي كتبت لك قبل موتها؟"
أومأ برأسه وتابع

"أرسلت تخبرني بحاجتها الشديد لمساعدتي .. قالت أنّها تشعر أنّ موتها قريب وتريد رؤيتي للضرورة .. قالت في رسالتها أنّها ستنتظرني وأنني لو وصلت متأخراً بعد موتها فعليّ أن .."
صمت لحظات أحرقت أعصابه قبل أن يكمل بحشرجة وهو ينظر له باعتذار شديد لم يفهم سببه إلا بعد كلماته التالية
"أوصتني أن آخذك بعيداً وأحميك من والدك .. طلبت مني أن أهتم بك حتى تكبر وتواصل طريقك بنفسك .. قالت أنّها لم تشعر بطمأنينة أبداً لكون والدك قد مات .. لم أعرف إلا وقت قرأت رسالتها أنّها كانت تشك في موته من الأساس"
ران الصمت قليلاً ليهمس بخفوت
"لكنّك لم تأت"
زفر (أحمد) بقوة وهو يقول بألم

"وصلتني رسالتها متأخراً بضع سنوات"
قطب معتدلاً بحيرة
"لم أفهم"
قال بمرارة

"اكتشفت رسالتها بعد مضي سنوات على موتها ودخولك أنت للدار بتهمة قتل أحدهم .. وجدت رسالتها بين أوراق أخي وأنا أفتش بينها .. كانت صدمة موجعة .. عرفت أنّه تلقى رسالتها وأنا مسافر .. زوجتي أقسمت لي أنّها لم تستلم تلك الرسالة .. قرأتها وعرفت حجم المصيبة .. واجهت شقيقي يومها وأجابني ببرود أنّه قد استلم الرسالة وقرأها بل وأخبر صاحب الشأن بما يخصه فيها"
انتفض قلبه بارتياع وهو يتراجع مصدوماً في مقعده متوقعاً كلماته القادمة
"عرف أخي بمكانها وعرف بوجود ابن لـ(توفيق) الذي كان يعرف يومها بكونه حياً وأرسل يخبره"
هكذا إذن عرف (توفيق) بمكانهما وظهر في حياتهما فجأة معلناً بكل برود أنّه والده .. وجه أمه الذي فاق شحوبه شحوب مرضها وهتافها المرتعب وهي تسمع صوت ذلك الغريب الذي أتى لزيارتهما فجأة واحتضانها له في حماية وهي تأمر الغريب أن يرحل ليخبرها بهدوء أنّه أتى ليسترد أمانته لديها
"أنت لا تملك شيئاً هنا .. ارحل وعد من حيث أتيت"
هتفتها أمه بقوة في وجه الغريب الذي ابتسم بطريقة جعلت قلبه ينقبض بخوف ودفعته ليتشبث بأمه أكثر بينما يقول الرجل
"أتيت لأستعيد ابني يا (حياة)"
صرخة أمه الرافضة جعلته يتشبث بها أكثر وهي تصرخ في الرجل

"ليس ابنك .. ابتعد عنا"
اقترب منهما لتتراجع به وجسدها يرتجف
"لم أغفر لكِ هربكِ يا (حياة) فلا تزيدي غضبي بإبعادي عن ابني"
"ابتعد يا (توفيق) .. لقد سبق واخترت .. لم يعد لديك شيء هنا"
أشار إليه صارخاً فيها

"إنّه ابني يا (حياة) .. لا حق لكِ في حرماني منه كل هذه السنوات .. تهربين وأنتِ تحملين طفلي والآن تنكرين حقي فيه"
صرخت وهي تحتضنه بقوة

"قلت لك ليس ابنك .. (فارس) ابني أنا .. هل تسمع؟ .. لقد فقدت الحق فينا عندما اخترت ذلك الطريق .. لا تجعلني أكرهك أكثر يا (توفيق) وابتعد تماماً عنا، هل سمعت؟"
النظرة في عينيه جعلته يرتعد بينما الرجل يقول بهدوء وعيناه عليه

"مهما فعلتِ حبيبتي لا تملكين إبعاده عني طويلاً"
ورفع عينيه ينظر في عينيّ أمه التي ارتجفت أكثر وهو يردف بصرامة

"تعرفين جيداً أنّه يوماً ما سيستعيد إرثه .. لا تملكين منعه .. إنّه يحمل دمي ولن يهرب طويلاً من إرثي"
"على جثتي يا (توفيق) .. هل تسمع؟ .. ستحصل عليه على جثتي"
نظر لها وقتها نظرة طويلة ثم همس بغموض

"لا بأس حبيبتي .. كما تريدين .. أنتِ اخترتِ"
تركهما بعدها لتحتضنه أمه بقوة وهي تبكي جاعلة قلبه الصغير ينتفض رعباً عليها ليهمس باكياً
"لا تخافي ماما .. أنا سأحميكِ منه .. لن أذهب معه .. لا تخافي"
واصلت بكاءها بحرقة وهي تحتضنه .. لو عرف أنّه سيخلف وعده لها بعد وقتٍ قصير .. حين ساءت حالتها وانتقلت للمشفى وأخبره الأطباء أنّ حالتها تسوء .. كان يحتاج للمال .. كان مرتعباً من فقدها وكان على استعداد لفعل أي شيء لينقذها .. لم يجد أمامه سوى ذلك الرجل الذي يدعي أنّه والده .. حين وقف عند فراش أمه النائمة وكل لمحة من وجهها تخبره أنّه لا يملك وقتاً كبيراً .. أخرج لحظتها الكارت الذي منحه له (توفيق) حين فاجأه بعد أيام قصار من زيارته الأولى وقاطع طريق عودته من مدرسته ليضعه في يده يخبره أنّه سينتظر زيارته له في أقرب وقت .. مزقه ورماه في وجهه بغضب هاتفاً فيه أنّه لن يذهب معه أبداً ولن يترك والدته .. ابتسم والده بغموض وأخرج كارتاً آخراً خط عليه نفس العنوان ووضعه في جيبه قائلاً وهو يربت على شعره

"لا تمزق هذا .. ستحتاجه قريباً جداً .. من أجل أمك يا صغيري"
حين أخرج الكارت وتذكر تلك الكلمات لعنه داخله مدركاً ماذا كان يعني .. حين ساءت حالة أمه أكثر أدرك أنّه لم يعد يملك أي خيار سواه .. هرع إلى ذلك العنوان حيث كان (توفيق) ينتظره .. ركع أمامه متوسلاً أن يساعده لينقذها، وعندها خط (توفيق) بيده نهاية الفصل النقي من حياته ووقع هو بموافقته يومها حين حمل المسدس على وثيقة موت أمه و(فارس) الذي رحل لاحقاً بها مكللاً بالخزي والمرارة

"(فارس) بني"
انتفض على نداء (أحمد اليزيدي) مستفيقاً من ذكرياته المريرة ونظر له للحظات دون فهم قبل أن يستعيد واقعه بينما (أحمد) يقول
"هل سمعتني بني؟"
هتف بخشونة

"لا تناديني بهذا مرة أخرى"
قال مستفهماً

"ماذا؟ .. بني؟"
كز على أسنانه متمتماً

"ذلك الاسم .. أنا اسمي (منذر صفوان) .. لا تناديني بغير هذا"
ابتسم هازاً رأسه بتفهم وقال بهدوء

"حسناً (منذر) كما تريد"
ردد بضيق
"حسناً .. فهمت ما تريد قوله .. شقيقك أخبر (توفيق) بأمر الرسالة وهذا ما جعله يعرف طريقي أنا وأمي"
هز رأسه نفياً وقال
"لم يخبره (عزت) بالرسالة ولا عن علاقتي بهرب (حياة) ولا كوني على تواصل معها .. عرفت فيما بعد أنّه أراد حمايتي .. أخبره فقط أنّه عرف مكان زوجته السابقة وابنه منها .. وهكذا عرف طريقكما .. عرفت أنّ (حياة) ماتت بعد زيارته بفترة قصيرة وحين بحثت عنك كان الأوان قد فات وتمت محاكمتك بتهمة القتل العمد"
تنفس بقوة وقال وهو يتراجع في مقعده
"حسناً .. لم أفهم حتى الآن .. لماذا أنت هنا؟ .. لا أعتقد أنّك أتيت لتخبرني بماضيّ أنا وأسرتي"

"لا بني .. أتيت محاولاً رد دين والدتك"
قطب مائلاً للأمام
"عفواً؟ .. لم أفهم قصدك"
تنهد بقوة وقال وعيناه تنظران له برجاء

"أتيت وكلي رجاء ألا يكون الأوان قد فات وأن تكون غرسة (حياة) داخلك لم تمت .. أتيت راجياً أن أجد قبس من نورها داخلك بني"
تراجع مصدوماً لوهلة قبل أن يبتسم بسخرية
"ماذا؟ .. ظننتك قلت أنّ لديك أمانة تخص أمي وتريد إعطائي إياها .. لم أعرف أنّك أتيت كمصلح اجتماعي"
قطب (أحمد) مع سخريته وضاقت نظراته وهو يقول
"أتيت للاثنين معاً (منذر) ولولا شعور لدي أنّك لا تزال تحمل بعض ما غرسته والدتك داخلك ما أتيت الآن"

"حقاً؟ .. ومن أخبرك بهذا؟ .. لا تنس أنني ابن (توفيق) .. أحمل دمه هو الآخر وقضيت سنوات طويلة برفقته أتعلم منه .. ما يجعلك تظن أنني أختلف عنه؟"
مط شفتيه قائلاً برفق
"لقد بحثت طويلاً خلفك (منذر) منذ غادرت السجن .. جمعت الكثير من المعلومات بشأنك بمساعدة صديقي ضابط الشرطة الذي ذكرته لك سابقاً وبعض المعلومات من ابنتي ومن آخرين .. بتجميعي بعض الخيوط سوياً شككت في أمرٍ ما .. أو لنقل .. أنا متأكد بنسبة كبيرة من هذا"
نظر له بترقب قلق ليبتسم له متابعاً

"أنت من أنقذني من القتل يوم خرجت من السجن، صحيح؟"
رجفة بسيطة في عينيه منحت (أحمد اليزيدي) الإجابة التي أرادها فتنهد بقوة وهو يسترخي بمقعده
"عرفت هذا"
ردد بضيق

"لا أعرف عما تتحدث"
"(منذر) .. كنت متوقعاً أن يرسل (توفيق) أمراً بقتلي فور مغادرتي السجن .. كان لدى الشرطة تدبير أمني مشدد لحمايتي .. توقع من أين أتى الاختراق"

ضاقت عيناه ليبتسم (أحمد) مكملاً
"ثغرة بسيطة .. أعتقد أنّك تعرف جيداً لأنّ جاسوسك بالشرطة أخلى مكانه لرجلك، صحيح؟"
ضغط على فكه بقوة بينما (أحمد) يواصل

"لا يهم كل هذا .. ما يهمني الآن .. أنني شاكر لك وممتن .. لا تحاول الإنكار (منذر) .. أعرف أنّك تخطط لشيءٍ ما بمخالفتك لأمر والدك .. أعرف أنّك كنت تحب والدتك كثيراً ومتأكد أنّك تحمل (توفيق) ذنب موتها وبالتأكيد لن تسامحه عليه أبداً .. لذا أنا موقن أنّك رغم ادعائك العمل معه والانتماء له .. هناك شيء آخر يجري أسفل قناعك هذا"
نظر له بجمود ليبتسم له قائلاً
"هل أخطأت في كلامي؟"
ردد بخشونة وهو ينهض

"يبدو أنّك تتوهم الكثير سيد (أحمد) .. لا أعرف عما تتحدث من الأساس .. أنت تقول بنفسك أنّك عدو أبي وأنّه حاول قتلك .. ما يمنعني الآن من فعلها ومنحه رأسك بنفسي ليتأكد من ولائي له"
نهض بالمقابل بابتسامة هادئة
"اعرف أنّك لن تفعلها .. لو أردت قتلي لفعلتها ذلك اليوم (فارس)"
تنفس بقوة

"(فارس) ذاك قد مات سيد (أحمد) .. يمكنك زيارة قبره هناك إن ذهبت لزيارة قبر أمه"
اقترب يقف أمامه قائلاً برفق

"أعرف أنّه لم يمت (منذر صفوان) .. إنّه داخلك ينتظر اللحظة المناسبة ليتحرر وأنا هنا لأساعده"
ضحك بسخرية

"قلت لك تصلح للعب دور المصلح الاجتماعي حقاً"
ومال برأسه متابعاً بتهكم مرير
"لكنك أخطات العنوان سيد (أحمد)"
صمت قليلاً وهو يرمقه بنظرات متفحصة ثم أدخل يده في جيبه قائلاً
"لا أعتقدني أخطأت العنوان (منذر) .. أنا طرقت المنزل الصحيح"
أخرج مظروفاً من يده ومده نحوه قائلاً

"هذه أمانة والدتك .. آخر ما وصلني منها"
انتفض قلبه بين ضلوعه وهو ينظر للمظروف كأنما ينظر لثعبان خطر بينما (أحمد) يتابع
"هذه الرسالة استلمتها زوجتي بنفسها .. احتفظت بها حتى عدت من سفري .. كانت مرفقة برسالة لي .. فهمت منها أنّها سبق وأرسلت أخرى لم تصلني وعرفت مصير تلك الرسالة بعد سنوات كما قلت لك .. في تلك الرسالة الأخيرة أخبرتني أن (توفيق) عاد ويريد أخذك وطلبت مني أن أعطيك رسالتها هذه في حالة حدث لها مكروه قبل أن أصلها"
نظر له بعينين متسعتين بألم وهمس
"لماذا لم تعطها لي وقتها؟"
ابتسم (أحمد) في مرارة وأجاب

"أخبرتك أنني بحثت عنك بعد موتها ولم أجدك وبعدها تعقدت الأمور أكثر ولم أستطع الوصول إليك .. لم أكن لأغامر بتسليم الرسالة لأي شخص على أمل إدخالها لك إلى الدار أو أخاطر أن يصل لأبيك خبر زيارتي لك ويعرف العلاقة التي ربطتني بـ(حياة) .. كانت أمانة والدتك الأخيرة وخشيت أن تضيع قبل أن تصلك"
وزفر بقوة مكملاً
"بعدها غرقت في صراعي مع والدك بعد أن تأكد هو والجميع أنني من ساعدت (رؤوف) والشرطة وبدأوا يخططون في انتقامهم مني بعد قتلهم لـ(رؤوف) وانتهى صراعي بإلقائي في السجن بعد خطة حقيرة من أبيك و(شوكت سليمان) تخلصا فيها مني ومن أخي"
صمت قليلاً وتنفس بعمق ليردف بأسف
"لا شيء سيبرر أبداً تقصيري في حق والدتك وحقك (منذر) .. كان عليّ رغم كل شيء أن أحاول أكثر حتى أحمي أمانتها .. أنا آسف"
رفع له عينيه بنظرات مهتزة ليمسك (أحمد) يده ويضع المظروف بها
"اقرأ رسالة أمك بني وبعدها سيكون بيننا حديث آخر"
قالها وتحرك تاركاً إياه يقف متجمداً وسط ردهة بيته القديم ينظر من بين غشاوة دموع محرقة لرسالة أمه الأخيرة إليه .. رسالة وصلته بعد كل هذه السنوات على موتها .. تحرك بساقين مرتجفتين ليسقط على أقرب مقعد إليه والبرد من حوله ازداد وتسلل بخبث إلى قلبه يجمده أكثر بينما يحدق في المظروف خائفاً من فتحه .. مرتعباً من أياً كانت الكلمات التي سيحتويها .. لم يستطع الذهاب لأي مكان في حالته هذه .. بقى في البيت وغرق في النوم على الأريكة وأشباح ذكرياته تدور حوله دون رحمة .. لم يقرأ رسالتها حتى .. لم يستطع .. حين عاد لشقته الباردة سمح لنفسه بفتح الرسالة وليته لم يفعل .. تأوه بألم وهو يمسك برأسه ليتردد أنين آخر بقربه جاعلاً إياه يغادر شروده .. أطفأ سيجارته بالمطفأة والتفت نحو مصدر الأنين الذي ارتفع مجدداً منتزعاً من قلبه رجفة قوية .. تحرك ببطء نحوها وهو يبتلع لعابه بتوتر .. ركع على إحدى ركبتيه أمام الأريكة التي حملها إليه حين فقدت وعيها فجأة بين ذراعيه .. توقفت عيناه على شفتيها المرتجفتين اللتين غادرهما أنين متوجع امتزج بهمسات لم يلتقطها .. همس وهو يرفع يداً دون أن يشعر وأزاح خصلة من فوق عينها ومال قليلاً ليسمع ما تقول .. ارتجف قلبه أكثر وأنفاسها تداعب وجهه .. ما الذي يفعله؟ .. همس بشرود ويده تلامس ملامحها بارتجاف
"من تكونين (آنجِل)؟ .. من أنتِ ولماذا تثيرين كل هذه الأشياء الغريبة داخلي؟"
لمسته لها جعلت قلبه يرتجف أكثر مثيرة فيه ذلك الشعور المألوف .. عاد يهمس وهو يميل أكثر
"لماذا أشعر أننا التقينا من قبل؟ .. لماذا مهما حاولت لا أستطيع أن أبعد طيفكِ من عقلي وأحلامي؟"
اصطدمت أصابعه بدمعة سقطت من عينيها بينما يردد بارتجاف .. هل فقد عقله كُلياً؟ .. لماذا لا يستطيع أن يبتعد عنها قبل أن تستيقظ وتجده هكذا؟ .. لماذا يجد نفسه دائماً منجذباً لها كما فراشة حمقاء تسحرها النيران .. تباً .. هو لم يثمل لهذه الدرجة .. ولو أنّه تمنى لو فعل لينسى كل هذا الألم الذي ينخر في روحه .. ذلك الألم الذي ظل يلتهمه منذ قرأ رسالة أمه وحتى عاد إلى هنا في ساعة متأخرة لينعزل في المكتبة دون أن يملك الجرأة ليصعد غرفته ويواجه (شاهي) .. لم يرد أن تراه بهذه الحالة .. لكنّ تلك الفراشة فعلت .. صدمته رؤيتها تتسلل للمكتبة في هذا الوقت من الليل .. حين سقطت بين ذراعيه شيء ما اهتز داخله وكل الألم الذي كان يمزقه قبل ثوان من دخولها اختفى تماماً .. نظرة واحدة في عينيها وضاع كل شيء .. حين فقدت وعيها فوق صدره وضمها إليه .. شعور ساحق هز روحه .. شعر كما لو أن قطعة كانت ناقصة منه ظل يبحث عنها طيلة دهور عادت لتستقر مكانها الصحيح .. لم يفهم ما يجري معه .. كان مرعباً حتى لرجل مثله .. رجل ظن نفسه قوياً بارداً لن يرتجف هكذا كمراهق أحمق بقرب امرأة مهما كانت .. لكن تباً .. لقد كان يرتجف فعلاً .. كان يرتجف خوفاً عليها وخوفاً من نفسه مع ذلك الشعور المرعب الذي يمنعه من الابتعاد عنها .. يدفعه دفعاً لتركها ملتصقة به يلتهم ذلك الدفء المتسرب منها علّ روحه الباردة تحصل على بعض دفئها المغوي .. أفاق لنفسه، ليحملها بسرعة ويضعها على الأريكة .. ربت على خدها مراراً محاولاً إيقاظها لكنّها أبت .. نهض مسرعاً ليطلب المساعدة ليتوقف منتبهاً لأفعاله .. تباً .. ماذا سيقولون لو وجدوها بثياب نومها معه بمفردها في المكتبة والجميع نيام .. أفكاره ترافقت مع وقوع عينيه عليها ليلمحها بفزع عبر نور القمر منتبهاً حقيقة لكونها بالفعل ترتدي ثياب نومها أسفل ذلك الروب الرقيق الذي انزاح قليلاً ليكشف ما أسفله .. أسرع يشيح بنظره عنها مدركاً أين انحرفت أفكاره وانتفض مبتعداً عنها .. تركها لتستفيق وحدها وغرق هو في أفكاره حتى أفاق على أنينها .. انتفض قلبه فجأة وهو يسمعها تهمس باكية
"أبي .. لا تذهب يا أبي .. عد أرجوك"
فتح فمه لينطق بشيء لكن كلماته توقفت بغصة زادت مع الدموع الرقيقة التي انسابت وهي تواصل بإيطالية مختنقة
"أمي .. لا تتركوني .. خذوني معكم"
مد يداً مرتجفة ليهزها من كتفها
"(آنجِل) .. آنسة (آنجِل) .. انهضي"
هزت رأسها وهمسها الباكي يزداد
"(جوليانو) لا تتركني أنت أيضاً .. أنا خائفة"
توقفت يده مكانها وقطب قبل أن يقاوم مشاعره ويعاود هزها برفق

"يا آنسة استيقظي .. (آنِجل) أنتِ .."
توقفت الكلمات في حلقه عندما تحركت برفض وتوجع ومع حركتها انزاح جزء من ثوبها لتسقط تلك القلادة التي كانت مختفية أسفل ثيابها .. قطب وعيناه تتعلقان بها وبالأحرف المتعانقة فوقها ومد يده دون وعي يمسكها ولامست يده الأحرف ليهمس لسانه في نفس اللحظات بالاسم الذي لمع بعقله
"(ملك)"
ترافقت كلمته مع انتفاضتها وهي تطلق صرخة صغيرة رافضة بينما تعتدل بفزع من نومها ويدها قبضت على يده الممسكة بقلادتها كأنما تمنعه من نزعها منها
"لا"
توقفت أنفاسه في صدره وهو يحدق عن قرب شديد في عينيها الدامعتين المتسعتين بفزع وشعرها الأشقر متناثر بثورة حول وجهها وأنفاسها المتسارعة تلفحه بحرارة والرعب في عينيها غرس سكيناً عميقاً بقلبه أزاح باقي مشاعره جانباً .. خفض يده ينظر ليدها الممسكة بكفه بينما شعر بيدها الأخرى منغرسة فوق قلبه تتشبث بقميصه كأنما تستنجد به من كابوسها الذي بدا أنّها لا زالت داخله، لأنّها حدقت فيه بضياع من بين دموعها ليهمس دون وعي وهو يرفع يده يضم كفها فوق قلبه بقوة
"(ملك) .. أنتِ بخير؟"
مضت لحظات وهي تحدق بنفس الضياع قبل أن تشهق بقوة وهي تنتزع يديها منه برعب وتنتفض من فوق الأريكة وهي تهتف
"ابتعد .. ابتعد عني"
دفعتها جعلته يتراجع للخلف بصدمة استغلتها وهي تقف بجسد مرتجف هامسة بارتجاف

"لا تقترب مني .. أ .. أنا .."
نظرت حولها بضياع ثم رفعت يديها لوجهها بصدمة لثوان ثم أطلقت ساقيها للريح قبل حتى أن يجد الفرصة ليناديها .. حدق في باب المكتبة المغلق حيث اختفت وتنفس أخيراً ملتقطاً أنفاسه الضائعة .. نهض واقفاً ولا زالت عيناه في أثر خيالها الهارب .. ألقى بجسده فوق الأريكة بقوة لتلفحه رائحة عطرها الرقيق ملتصقة بها ولم يهتم بالمزيد من تحليل ما يدور داخله في اللحظة .. سمح للتعب الذي أرهقه الأيام الماضية أن يستولي عليه تماماً وهو يدفن رأسه متنفساً بقوة رائحتها التي تسللت إلى قلبه المرتجف .. همس باختناق وهو يضرب بقبضته على الأريكة
"تباً لكل هذا .. لم أعد أفهم شيئاً"
أغمض عينيه متمنياً أن تضربه صاعقة الآن تقضي عليه وعلى كل ما يحدث داخله .. لا يريد الفهم ولا يريد المزيد من التخبط .. ما يريده الآن أن ينام للأبد .. ترددت أمنيته داخله بينما بقايا عطرها تحيطه وتشده لعالمها وعيناها بكل عمقهما وضياعهما وبئر الأسرار السحيق داخلهما وصوت أحمق همس داخله
"هي لك يا أحمق .. لا تنكر أكثر من هذا"
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 02:24 AM   #1113

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفع (هشام) يده بتردد نحو باب غرفة أبويه وتنفس بقوة قبل أن يحسم تردده ويطرق على الباب قائلاً بتوتر
"أمي .. هل أنتِ مستيقظة؟"
أتاه صوتها بعد لحظات ليقطب بقلق عندما استشعر صوتها مختنقاً قليلاً .. كأنما تبكي .. فتح الباب ونظر نحوها تجلس فوق حافة فراشها مطرقة بصمت وأمامها نفس الصندوق الذي يعرف أنّها تحتفظ فيه ببعض ذكرياتها الخاصة .. لم تحاول إخفاءه كالمرة السابقة وظلت مكانها تقلب محتوياته بشرود وتنظر للصور بداخله .. قال وهو يقترب منها

"أمي .. هل أنتِ متفرغة الآن؟ .. أريد أن أحدثكِ في أمرٍ ما"
أجابته بخفوت دون أن ترفع رأسها
"تعال (هشام)"
اقترب ليجلس مقابلها .. تنفس بقوة وهو ينظر لما تفعله ثم بلل شفتيه قائلاً
"أمي .. أردت التحدث معكِ قليلاً في أمرٍ مهم .. الأمر يخص .. حسناً .. إنّه خاص بـ(سيلين)"
توقفت أصابعها عن التقليب بالصندوق قبل أن تتابع حركتها ولمح ارتجاف يديها بوضوح فقطب بشك .. هل كانت (سديم) محقة في شكوكها فعلاً؟ .. أوقف تفكيره وحسم رأيه وفتح فمه وهو يحاول ترتيب كلماته قبل قولها لكنّه توقف عندما قالت أمه بخفوت وهي تقلب في بعض الصور بيديها
"تعرف أنّك تشبه والدك كثيراً (هشام)؟"
نظر لها بحيرة بينما تابعت
"هو الآخر كان بئر أسرار عميق .. عشت معه سنوات طوال لكنني كنت أعرف أنّه يحتفظ بالكثير داخله .. لم أحاول البحث خلف ما يخفيه عني واحترمت رغبته .. إن كان الأمر مهماً ويخصني فسيخبرني بالتأكيد .. تعلمت هذا من حياتي معه ولم أجبره يوماً مع كل الأوقات التي مرت عليّ وأنا أقلق عليه بسبب ما يكتمه بداخله من أشياء تؤلمه أو تقلقه .. لا أعرف إن كانت هذه سلبية مني أم لا، لكني لم أستطع سوى تفهم هذا الجزء منه .. هو أخبرني بهذا قبل زواجنا .. طلب مني أن أحترم ذلك الجزء المغلق من نفسه وتفهمه حتى يأتي هو من نفسه ويخبرني بأي شيء يرى من واجبه أن يخبرني به"
كلماتها كانت تثير قلقه وشكوكه أكثر وقلبه أخبره أنّ والدته ربما بعد كل شيء كانت تعلم بشأن زواجه السابق أو ربما بحبه لامرأة قبلها .. هل تعرف أيضاً بشأن (سديم)؟ .. هز رأسه وسألها بخفوت

"ماذا تريدين أن تقولي أمي؟"
ابتسمت وهي ترفع له عينين حزينتين وهمست

"ماذا كنت تريد أنت أن تقوله (هشام)؟"
أطرق بتردد لتقول بهدوء
"هل الأمر يخص والدك كذلك؟"
رفع لها عينين مضطربتين لتكمل مبتسمة بحزن
"لهذا أنت متردد هكذا؟"
"أمي .. الأمر فقط أنّ .."
عاد يصمت متردداً وقد أصبح على وشك القفز بنفسه من ذلك المرتفع .. كيف يلقي بالحقيقة في وجهها هكذا .. سمعها تقول
"هل يخص هذا حقيقة (سديم)؟"
رفع رأسه ينظر لها بذهول لتدمع عيناها وهي تقرأ ملامحه وعادت تنظر في الصندوق تقلب داخله وهي تتابع بألم
"إذن فالأمر كذلك"
"أمي .. أنتِ!"

قطع جملته وهو يحدق فيها بحيرة وصمتت هي قليلاً بينما تبحث داخل الصندوق ثم تابعت
"قلت لك أنّ والدك كان بئر أسرار لكن هذا لا يعني أنّه كان ناجحاً تماماً في إغلاق صدره على أسراره"
رفعت عينيها الدامعتين إليه وهمست بصوتٍ متحشرج
"هل تعرف (هشام)؟ .. لقد أحببت والدتك طيلة عمري .. لا أذكر أنّه مر وقت لم أكن فيه واقعة بحبه لكنّه كان غافلاً عني .. كنت أنا خجولة وأتوارى بعيداً عندما أراه .. كنت أخجل إن اجتمعنا في مكان واحد وكانت الكلمات تضيع مني تماماً"
ضحكت بشيء من الحنين والحزن
"أعرف أنّه لم يحبني .. على الأقل حتى زواجنا وربما بعد ولادتك أيضاً .. عندما عاد من سفره عرفت أن شيئاً حدث معه بالخارج وطردت شكوك قلبي أنّه ربما وجد امرأة أحبها هناك"
أطرق (هشام) بأسى وهو يسمعها تكمل
"لكنّه عاد .. وسواء كان الأمر بسبب واجبه نحوي أو غير ذلك .. أصبح لي .. وافق أن يتزوجني وينتمي كل منا للآخر .. وقتها لم يسعني العالم كله .. عندما شعرت أنني سأخسره إن استمريت في البقاء في الظل بدأت أغير من نفسي ليلاحظني .. أقسمت على أن أصل لقلبه .. كنت أؤمن أنّه ملكي أنا .. حاولت كثيراً حتى جعلته يشعر بي"
نظرت له مبتسمة في أسى ليمد يده يحتضنها بقوة

"أبي أحبكِ فعلاً أمي .. لا تشكي في هذا"
ربتت على كفه

"أعرف بني .. أنا أعرف أنّه أحبني .. رغم أنّ قلبي كان يشعر بأنّه لم يمنحني قلبه كاملاً .. كان هناك شبح امرأة بيننا وخفت أن أفتح هذا الستار وأجلب لنفسي جرحاً أنا في غنى عنه .. خفت أن تكون حباً قديماً وأعيد إحياءها بقلبه بذكري لها"
اشتدت يده على كفها المرتجفة بينما تنفست هي بقوة وقالت وهي تخرج صورة من الصندوق وتنظر لها بأسف

"ليتني كنت أشجع من هذا بني .. ربما كان الكثير قد تغير .. ربما ما كان والدك تردد في مصارحتي بآلامه خشية على قلبي من الصدمة والجرح"
مال نحوها قائلاً بتردد

"أمي .. هل تعرفين بشأن .."
ابتسمت وهي تنظر له بعينين دامعتين وهمست
"بشأن زواجه من امرأة أخرى قبلي؟"
اتسعت عيناه وهي تؤكد مخاوفه

"كنتِ تعرفين؟"
هزت رأسها نفياً ليخفق قلبه بقوة .. هل أوقعته في الكلام لتوها؟ .. ما الذي فعله .. سمعها تضيف

"أخبرتك أنني كنت أشك في الأمر .. لقد أكدت لي لتوك (هشام)"
اختنق صوته وهو يقول
"أمي .. أنا .."
سحبت يدها منه بسرعة ومسحت دموعها بقوة وقالت

"لا بني .. لا تعتذر .. هذا ماضٍ ورحل بعيداً .. لا فائدة من استعادته .. أنا رغم كل شيء .."
تقطع صوتها ودموعها تهزمها
"أنا ممتنة على الأقل لأنّني تأكدت من أنّه لم يخني كما قالوا"
نبض قلبه بعنف وسألها
"ماذا؟ .. من قال هذا؟ .. من هم أمي؟"
مطت شفتيها تحاول التحكم في دموعها وهي تجيبه
"وصلتني رسالة قبل فترة قليلة من موت (أحمد سفيان) وأسرته بفرنسا .. كانت رسالة من مجهول وكلام بشع يخص والدك وعلاقته بامرأة فرنسية .. قالوا أنّه أنجب منها طفلة غير شرعية وتركها منبوذة هناك .. لا أريد أن أخبرك كيف كانت صدمتي بما قرأته لكنني بعد أن هدأت قليلاً وبدأت أفكر .. عرفت أنّ والدك يستحيل أن يفعل شيئاً بشعاً كهذا .. عرفت أنّ شخصاً بمثل أخلاقه ومبادئه لا يمكن أن يرتكب هذا الاثم وإن سقط فيه فلا يمكن أن يتخلى عن جزء منه ويرميه هكذا .. لم يكن هذا (فاروق) الذي عرفته طيلة حياتي ولا (فاروق) الذي عرفت أخلاقه جيداً بعد زواجنا .. مزقت الرسالة ولم أتحدث معه بخصوصها أبداً"
كان (هشام) يستمع لها صامتاً وقلبه ينزف لأجلها ولأجل والده ولأجل (سديم) التي ضاعت في المنتصف .. هل كان يمكن أن يتغير الكثير لو عرف والده باكراً بخصوصها أو لو أنّه أخبر زوجته عنها؟ .. انتبه لصوت أمه وهي تتابع بينما تنظر للصورة في يدها بألم
"عندما وقعت حادثة فرنسا وعاد والدك وقد بدا كما لو شاب في أيام .. أخبرني عن موت صديقه وأسرته ولم يقل شيئاً آخراً .. كانت حالته تمزق القلب .. مضى أياماً وهو يتعذب كأنما فقد جزءاً منه وليس صديقاً قديماً .. كان ينام في غرفة المكتب وكنت أطمئن عليه عندما يغرق في النوم .. ذات ليلة سمعته يهذي بألم أثناء نومه .. لم أسمع سوى كلمتين .. (سديم) .. لا تذهبي"
اختنق صوتها أكثر وهي تبكي
"عاودتني الشكوك مجدداً .. هل كانت كلمات الرسالة حقيقية فعلاً؟ .. هل تلك المرأة التي أحبها هي (سديم)؟ .. هل كذب عليّ عندما قال أنّ صديقه من مات؟ .. ربما تكون هي من ماتت .. عندما تأكدت من الخبر بعدها وعرفت أنّه كان صادقاً .. لم أهتم بمحادثته عن ذلك الحلم ولا سألته عن (سديم) تلك خوفاً من أن تكون هي تلك المرأة التي عرفها قبلي"

صمتت لحظة ورفعت عينيها إليه مكملة
"آسفة بني .. لقد كنت جبانة"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو يقول بألم
"لا أمي .. لم يكن بيدك شيء .. أنتِ تصرفتِ كما رأيتِ وقتها .. لم يكن من مصلحتكِ أن تسمحي للشكوك والغيرة أن تفسد حياتكما"

هزت رأسها وهي تقول
"لا بني .. عندما أنظر الآن للخلف .. أجدني أتمنى بشدة لو كنت أكثر شجاعة في مواجهة أسرار والدك .. ربما وفرنا على نفسنا الكثير من الألم أنا وهو"
تنهد بحرارة
"كل هذا في الماضي أمي .. انسي الأمر"
قالها وهو يربت على كتفها ثم سألها

"لكن .. كيف عرفتِ بشأن (سيلين)؟"
رفعت الصورة في يدها وقالت بهدوء وهي تعطيه إياها

"بعد موت والدك وجدت هذه بين أوراقه الخاصة في دولابه"
التقط الصورة بحذر ليرتفع حاجباه وهو يحدق في الوجه المطل أمامه بصدمة وهمس
"هذه .. (إيفا)"
ردد الاسم بينما عيناه تتعلقان بالوجه الذي يكاد يشابه وجه أخته .. نفس العينين والشعر الناري والملامح .. كانت تشبه (سديم) كثيراً وفي نفس السن التي رآها فيها لأول مرة .. ارتجفت يده بالصورة بينما أمه تتابع بألم
"عرفت أنّها هي الفتاة التي وقع في حبها .. التاريخ خلف الصورة يسبق زواجنا .. لذا لا يمكنني أن أتهمه بخيانتي معها .. الحقيقة هي أنّه ربما كنت أنا من دخل بينهما .. بسببي ربما تخلى عن حبه و .."
قاطعها هاتفاً وهو يمسك يدها
"لا أمي .. لقد أخبرني أبي بكل شيء .. كان هذا قبل أن يتزوجك فعلاً وهي تركته ورحلت .. لم تتدخلي أنتِ بينهما أمي"
همست بوجع
"لكنّه عاد إليها بعد زواجنا (هشام)"

صمت بحرج لتواصل
"(سديم) ابنتهما، أليس كذلك؟"
نظر لها بألم لتقول برجاء

"قلها بني .. لماذا لا تنطقها؟ .. لم يعد هناك ما تخشاه عليّ"
تنفس بقوة ثم همس

"صحيح أمي"
شهقت الهواء بعمق وأغمضت عينيها مرددة
"يا إلهي"
"أمي .. أرجوكِ"

انحدرت دموعها وهي تقول
"لماذا لم يخبرني يا (هشام)؟ .. لماذا لم يواجهني بكل شيء؟"
أزاح الصندوق جانباً واقترب يضمها إليه بقوة
"آسف أمي .. أبي لم يستطع جرحك بهذه الطريقة .. ربما خشى من رد فعلكِ"
شهقت بالبكاء بشدة وهي تردد
"خشى أن يخبرني أنّه عاد لها مرة أخرى بعد زواجنا أم أنّه أنجب منها؟ .. كنت أعرف أنّه لم يحبني كما أحببته لكن على الأقل كنت أظنه حافظ على كرامتي وعلاقتي به"
زفر بقوة وقلبه يتوجع مع كل كلمة ودمعة منها وهمس لها بحنان

"كانت زوجته أمي .. وكانت مريضة .. لم يستطع أن يتخلى عنها عندما وجدها .. لم يكن ليكون أبي الذي عرفته لو أنّه فعل .. وهي ضحت من أجلكِ مرة دون أن تراكِ .. ضحت من أجلكما أمي .. تركته ليعود سالماً ويتزوج منكِ .. وتركته مرة أخرى لتحميه ورحلت وهي مريضة تحمل جنيناً في بطنها"
ازداد بكاؤها حرقة وهي تستمع له

"ماتت بعد أن تركت (سديم) أمانة لدى (أحمد سفيان) وأخذت عهداً منه ألا يخبر أبي إلا في الوقت المناسب وأبي عرف مصادفة بوجودها معه .. عندما قابله بالصدفة في فرنسا ورآها معه هو وزوجته عرفها من نظرة واحدة .. عرف أنّها ابنته وواجه صديقه بالأمر ليخبره بكل شيء وبوصية السيدة (إيفا) الأخيرة .. كانت تحاول حماية ابنتها من عدو قديم لها ولأبي .. ولهذا كان يجب ألا يعرف أبي بشأنها حتى يحين الوقت .. وأبي عاد بعدها عاجزاً عن ضمها له وإخبارها أنّها ابنته .. لقد تعذب هو الآخر كثيراً أمي .. كان عذابه سيزداد إن تسبب في جرحكِ بإخباركِ الحقيقة"
رددت بوجع
"كان يجب أن يخبرني مهما كانت النتيجة"
صمت يضمها بقوة للحظات ثم تابع يخبرها

"حين مات (أحمد سفيان) وأسرته .. ظن أبي أنّ (سديم) ماتت ولهذا كانت صدمته مضاعفة .. كان يظن أنّه خسر جزءاً منه بالفعل كما قلتِ أمي .. لسنوات ظل يتمزق لموتها حتى أتت هي قبل أكثر من ست سنوات .. عادت مجروحة وناقمة .. عرفت يومها فقط أنها أختي .. كانت غاضبة بشدة وكل كلمة ونظرة منها كانت مليئة بالحقد والكراهية لأبي .. اتهمته بالكثير أمامي ورمت في وجهه بكل ما تتخيليه من كلمات الكراهية والبغض .. عذبت أبي أكثر وهو ما كاد يصدق أنّها لا زالت على قيد الحياة .. أخبرني أبي يومها بكل شيء وحاولت أنا الحديث معها لكن عندما ذهبت لبيتها كانت .."
صمت برهة وقد خنقته ذكرى تلك اللحظات ثم تابع عندما رفعت نظراتها المتسائلة إليه
"كانت على وشك أن تجهض جنينها"
"ماذا؟"

هتفت بصدمة ليوميء مكملاً
"كانت حاملاً وقتها ويبدو أنّها كانت ضعيفة ومواجهتها مع أبي زادت من تعبها وتسبب انفعالها في ولادة مبكرة .. نقلتها للمشفى حيث ولدت صغيرتها"
تقطع صوته بدموع مكتومة فابتعدت (سلمى) تنظر له بدهشة بينما يتابع بألم
"كانت صغيرة جداً وحلوة أمي .. لم أستوعب حقيقة أنني أحمل ابنة أختي التي عرفت لتوي بوجودها .. سرقت قلبي بنظرة واحدة ثم رحلت"

شهقت بقوة لتنزلق دمعة صغيرة على خده
"ولدت ضعيفة وبقيت لأيام بالحضانة ثم ماتت .. و(سديم) دخلت في صدمة شديدة واضطررنا لنقلها إلى مصحة وبقيت هناك أشهراً صامتة ومنفصلة عن العالم"
انقبض قلب (سلمى) بقوة ثم همست بعد لحظات بتردد
"ذلك القبر الصغير هناك .. الذي قلت أنّه لرضيعة ماتت بعد ولادتها وأمها مريضة ولا تملك أحداً وأنت دفنتها هناك رحمةً بها"

هز رأسه هامساً بألم
"آسف أمي .. لم أستطع أن أخبركِ .. أنا الآخر خشيت أن أجرحكِ .. ولم أستطع أنا أيضاً التخلي عنها .. كانت ضعيفة وضائعة وجريحة .. كانت أختي"
ونظر في عينيها بدموع مكتومة
"لم أكن لأتخلى عنها أو أسمح لها بالهرب بعيداً مرة أخرى كما أرادت .. أجبرتها على أن تبقى وهي تقبلتني بمعجزة .. رفضت أن تتقبل أبي تماماً .. لقد تعذبت لسنوات وهي تظنه هجرها هي وأمها وكانت تعتقد أنّها ابنة غير شرعية وأبي كانت لديه أسبابه فلم يخبرها أبداً بالحقيقة حتى مات"
هزت رأسها قائلة بمرارة
"المتوقع من (فاروق)"
أمسك كتفيها قائلاً برجاء
"أمي .. لا أريد منكِ أن تتقبليها ولن أجبركِ .. فقط لا تؤاخذيها بذنب أبي .. هي تعذبت كثيراً حتى وصلت لبر الحقيقة وانتصرت على ماضيها .. هي تحتاج إلينا .. لا تقصيها ولا تحرميها حقها .. هي تحتاجنا بشدة .. تحتاج عائلتها أمي"
صمتت للحظات ثم قالت بحزن

"ماذا تظن بي (هشام)؟ .. هل تعتقدني أحملها وزراً ليس وزرها؟ .. حتى لو كان والدك جرحني بتصرفه لا أستطيع أن أظلمها أو أطردها أو أحرمها حقها"
لمعت عيناه بامتنان لتتابع بألم
"عندما وجدت صورة (إيفا) هذه والتقيت (سيلين) بعدها صدمت برؤية الشبه بينهما، لكنني تجاوزت صدمتي سريعاً وأبعدت شكوكي .. قلت أنّها ربما تكون فقط شبيهة لها أو قريبة بعيدة بما أنّها فرنسية .. وعندما أخبرتني أنّ والدك أوصاك بها وأنّكما كنتما تعتنيان بها ظننت فقط أنّه يفعل هذا وفاءاً لحبيبته القديمة .. حاولت أن أبعد الشك الذي غرسته تلك الرسالة قديماً عن أنّ (فاروق) أنجب من حبيبته تلك .. عندما قلت أنّها ابنة (أحمد سفيان) زادت شكوكي .. خفت أن أتحدث معك وأهز صورة والدك في عينيك .. ماذا سأخبرك عنه؟ .. كيف أتهمه أمامك بشيء كهذا؟ .. حاولت أن أتحدث معها أكثر من مرة لكنني لم أستطع"
هز رأسه قائلاً بهدوء
"هي أيضاً أحست بشكوككِ أمي"
مسحت دموعها وهي تقول بخفوت
"رغم كل شيء .. أنا أحببتها .. عندما ساعدت بكل مالها في إنقاذنا من الإفلاس وعندما وقفت بجانبنا بعد حادث (رهف) وموت (فاروق) .. عندما عادت مسرعة من سفرها بعد انهيار (رهف) الأخير ووقفت معنا حتى أفاقت .. كل اهتمامها وخوفها الذي كانت تحاول مداراته خلف برودها جعلني أراها بني .. رأيت من هي حقاً خلف كل ما تظهره .. لا أنكر أنني أتألم لكن .. هذا لا يعني أنني أكرهها .. كنت صادقة حين أردتها أن تبقى معنا وأخبرتها أن تعتبر هذا بيتها وهذه عائلتها .. فقط لم أستطع أن أنطقها صراحةً رغم إحساسي بكونها ابنة هذا البيت .. لم أستطع"
تهدج صوتها مع آخر كلماتها ليضمها (هشام) إليه بحنان

"لا بأس أمي .. الأمر كان صعباً على الجميع .. لقد كانت قلقة كثيراً بشأنكِ وكانت خائفة من أن تتسبب في جرحكِ إن هي أظهرت الحقيقة الآن"
بكت للحظات ثم ابتعدت ومسحت وجهها بقوة وقالت وهي ترفع رأسها

"أخبرها ألا تخشى شيئاً .. اتصل بها وقل لها أنني أريد أن أراها وأتحدث معها"
تأملها قليلاً ثم أومأ قائلاً
"حسناً أمي .. لكن .. أرجوكِ .. لا تغضبي من أبي"
هزت رأسها دون رد فتابع وهو يخرج شيئاً من جيبه
"هذه .. لقد ترك لكِ أبي هذه الرسالة .. طلب مني أن أعطيكِ إياها إن أخبرتكِ بحقيقة (سديم)"
نظرت للرسالة بنظرات مترددة دامعة ثم تناولتها منه .. فضتها وبدأت بقراءتها لتنهمر دموعها أكثر مع كل كلمة، حتى انتهت منها وبكت بحرقة وهي تنهار فوق صدر (هشام) وتضم الرسالة لصدرها وتتمسك بابنها أكثر هامسة
"سامحتك يا (فاروق) .. سامحتك يا حبيبي .. سامحني أنت أيضاً"

ترك (هشام) دموعه تسقط وهو يضم أمه بقوة هامساً
"سنكون بخير أعدكِ"
وأغمض عينيه هامساً داخله يخبر والده أنّه نفذ جزءاً جديداً من وصيته وأعاد (سديم) إلى عائلتها كما كان يجب أن تكون من البداية.
************************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 02:25 AM   #1114

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفع (عماد) يده وفتح كفه ينظر للسلسلة المستقرة داخلها وداعب بأصابعه الحرف الأول من اسم حبيبته العنيدة .. ابتسم بحنان وهو يعقد ذراعه خلف رأسه وتنهد بحرارة وهو يغمض عينيه تاركاً العنان لمخيلته تسترجع للمرة الألف ربما تلك اللحظات التي لا يصدق أنّه عاشها برفقتها .. لا يصدق حتى اللحظة أنّها فتحت له الباب أخيراً .. تلك اللية كانت حلماً عاشه .. لا زال قلبه يرتجف وكأنه لا زال هناك معها .. في تلك الليلة الحالمة .. رجفة أشد هزت قلبه وهو يتذكر رؤيتها تنزل السلالم بتلك الطلة التي ذبحته .. لو كان يظن يوم رآها بفستان في إيطاليا أنّها كانت جميلة فإن هذا لم يعده أبداً للصدمة التي تلقاها قلبه العاشق وهو يراها أمامه .. ساحرة .. نارية .. كما حلم بها كل ليلة منذ جاوز الصبا وأدرك أنّه وقع في عشقها .. كما حلم بها في كل ليلة افترقا فيها .. كان يعرف أنّه ما أن يذوب الثلج عنها حتى تتألق من جديد لكنّه لم يعمل حساباً لتأثير تلك النيران عليه .. لقد أشعلته وذوبته ذوباناً .. كان يحدق فيها بانبهار وهو يشتم نفسه على طلبه .. كيف يخرج معها الآن وهي تبدو هكذا؟ .. كيف يسمح لغيره برؤيتها بهذا السحر القاتل؟ .. كانت حقه وحده .. لا رجل غيره مسموح له برؤية كل هذه الفتنة .. لم يعرف كيف تحرك من مكانه نحوها ليقف مرة أخرى كالأبله حتى أخرجته هي من تأثير صدمته .. ضحك متذكراً رد فعل (سيف) .. لا يلومه أبداً .. إنّه محق في غيرته لكنّه مخطيء لو ظن أنّ أي شيء أو شخص سيبعد بينه وبين حبيبته التي تحررت من كل قيودها ونظرات عينيها إليه أخبرته أنّها تفتح له الباب على مصراعيه وتمنحه ثقة رغم المخاوف التي يعلم أنّها لا زالت داخلها .. وهو أقسم على ألا يخذلها مرة أخرى.
لا يدري كيف وصل سالماً بقيادته تلك التي جاهد بشدة ليركز فيها محاولاً ألا ينظر لساحرته كل لحظة .. متمنياً لو تتركه يحتضن كفها داخل يده على الأقل حتى يصدق أنّه لا يحلم ويهدأ قليلاً ويركز على الطريق .. لم يقاوم رغبته فمد يده يحتضن كفها .. حاولت سحب يدها وهي تنظر له بتحذير ليتمسك بها أكثر قائلاً
"دعيه يمسكها يا (فوزية)"
اتسعت عيناها عن آخرهما ليضحك غامزاً
"آسف .. القافية حكمت"
احمر وجهها بشدة وهي تهتف بحنق مفتعل

"أنت أحمق .. اترك يدي"
ضغط عليها ورفعها إلى فمه يقبلها هامساً

"لا أستطيع حبيبتي .. على الأقل حتى نصل سالمين"
قطبت رافعة أحد حاجبيها ليكمل

"لا أصدق أنّكِ معي .. هكذا سأظل أنظر نحوكِ ولن أركز على الطريق .. لذا دعيها في يدي"
صمتت وهي تعض على شفتها بشدة ليتابع ضاحكاً

"اتفقنا يا (فوزية)؟"
خسرت مقاومتها لتبتسم على كلمته وأشاحت وجهها ليضحك أكثر فقالت بحنق

"أخبرتك أنّك أخطأت العنوان .. لماذا لم تذهب لـ(فوزية) تلك؟"
تنهد بمسرحية وقال
"آه .. ماذا أقول؟ .. لو تشقين عن قلبي الآن .. لو أنّه يخبركِ .. هو لا يملك أن يذهب لأي مكان بعيداً عنكِ ساحرتي"
زمت شفتيها قائلة ببرود مفتعل

"أخبرتك مسبقاً أنّك ممثل بارع"
ابتسم بهدوء واكتفى بضغطة رقيقة على كفها لتقول بعد لحظات وهي تنظر حولها

"هل لا زال أمامنا الكثير لنصل؟"
هز رأسه مبتسماً لتتابع بخبث

"لا تنس أنّ (سيف) منحك ساعة واحدة"
لوى شفتيه بنزق قائلاً

"ذكريني أن أحطم رأسه بعد زواجنا"
هتفت في الحال

"من قال أنني سأتزوجك؟"
هز كتفيه قائلاً
"لكننا في طريقنا للمأذون حبيبتي"
هتفت في ارتياع
"ماذا تقول؟ .. هل تمزح معي؟ .. أنزلني حالاً"
انفجر ضاحكاً وقال

"آسف .. كنت أمزح فعلاً .. لقد جرحتِ قلبي برد فعلكِ هذا (سؤددي)"
انتزعت يدها منه بعنف ليسرع قائلاً وهو يميل بالسيارة
"على العموم لقد وصلنا"
نظرت حولها لتتوقف عيناها بانبهار عند شاطيء النيل حيث استقر يخت نيلي .. نقلت عينيها منه إليه ليغمز بعينه هامساً

"هنا تبدأ سهرتنا"
همست بخفوت

"(عماد) .. هذا"
صمتت عاجزة عن النطق، فالتقط يدها قائلاً بحب
"هل تتذكرين حلمكِ القديم بالذهاب في نزهة نيلية برفقتي أنا فقط؟"
ارتجفت شفتاها واهتز قلبها وهي تقطب مستعيدة تلك الذكرى البعيدة وضحكت قائلة
"لقد نسيت هذا تماماً"
احتضن يدها مردداً بعشق وهو يشير لقلبه

"أنا لم أنس شيئاً (سؤددي) .. كل أحلامكِ سجلتها هنا .. كل ليلة بعيداً عنكِ كنتِ أمني النفس بأن أعود لأحقق لكِ كل ما حلمتِ به يوماً"
لمعت الدموع في عينيها وقاومتها بشدة وهي تهمس
"هل نذهب؟"
تفهم مشاعرها وأومأ تاركاً يدها لتغادر السيارة وأسرع هو الآخر يغادر .. أغلق السياة ثم تحرك نحوها .. التقط يدها مجدداً مبتسماً لها لتمنحه ابتسامة مرتجفة انتقلت رجفتها لجسدها وهي تخطو معه بخطوات حذرة نحو اليخت .. أمسك يدها يساعدها على السير فوق النقالة الخشبية التي تفصل اليخت عن الشاطيء .. شهقت حين تعثرت في كعبها فأسرع يسندها إليه برفق

"انتبهي حبيبتي"
اعتدلت بسرعة قائلة بخجل
"أنا بخير"
مال يهمس في أذنها
"هل أحملكِ؟"

شهقت مبتعدة
"يا لك من وقح"
هتفت بحنق وتابعت طريقها رافعة رأسها باعتداد سائرة بحزم دون أن تهتز خطواتها مرة أخرى .. هز رأسه ضاحكاً وأسرع خلفها .. نظرت له بتساؤل حين أمسك ذراعها فابتسم مشيراً لها أن تتأبط ذراعه .. ترددت لثواني قبل أن تمنحه أرق ابتساماتها وتأبطت ذراعه وخطت معه إلى داخل اليخت حيث استقبلهما طاقمه .. جاهد حتى لا يظهر ضيقه من وقوفها أمام الرجال رغم أنّ جميعهم تعاملوا باحترافية ومن اختلس نظرة واحدة نحوها أسرع بإبعاد نظره عندما منحه نظرة حارقة محذرة .. راقبها وهي تتحرك تتأمل ما حولها بانبهار حتى توقفت في منتصف الغرفة التي أعدها الطاقم كما رغب تماماً .. نظرت له بعينين لامعتين وهمست بصوتٍ متحشرج
"هل هذا كله لنا وحدنا؟"
اقترب ليهمس بحب
"الليلة كلها لنا وحدنا أميرتي"
ضاعت في نظراته ثم همست بخفوت وهي تبتعد قليلاً
"(عماد) .. لا أعرف ماذا أقول لك .. أنا .."
قاطعها واضعاً إصبعه على شفتيها
"لا تقولي شيئاً حبيبتي .. اتركي نفسكِ وقلبكِ لي .. الليلة لكِ (سؤدد) .. حرري قلبكِ ولا تفكري في أي شيء .. لا ماضي ولا مخاوف ولا أي أحزان .. الليلة .. أنا وأنتِ فقط"

ارتجفت شفتاها بابتسامة مرتبكة ولمح في عينيها كل مشاعرها وخوفها .. أمسك يدها يقودها لتجلس إلى حيث المائدة .. سحب لها الكرسي لتجلس بينما يميل ليهمس في أذنها
"استمتعي سندريلا"
حمرة خديها أذابته فأسرع يبتعد قبل أن يرتكب فعلاً فاضحاً أمام النادل الذي وقف باحترام ليقول بعد لحظات

"أي أوامر أخرى سيد (عماد)؟"
هز رأسه قائلاً

"لا .. كل شيء جيد .. تأكد فقط من باقي تجهيزات الليلة"
نظرت له (سؤدد) بتساؤل ليمنحها ابتسامة رقيقة وأشار للطعام

"طلبت منهم إعداد كل الأصناف التي تحبينها"
نظرت للطاولة بذهول ثم قالت
"من تظن سيأكل كل هذا؟"
ضحك غامزاً

"لا تقلقي .. سأطلب منه أن يلف لنا ما يتبقى لنأخذه معنا .. ربما نجوع لاحقاً"
ضحكت وهي تهز رأسها
"لا فائدة فيك"
"هيا جميلتي .. أعرف أنّكِ لن تقاومي هذه الأطباق أبداً"
وتابع وهو يبدأ في تناول الطعام
"من ناحيتي فأنا على استعداد للاتهام أي شيء الليلة"

أمسكت شوكتها وقالت وهي تتناول قطعة صغيرة
"لم أعرف أنّك أصبحت أكول هكذا"
"لا حبيبتي .. أنا فقط سعيد كثيراً وأشعر أنني يمكنني التهام خروف كامل لو وضع أمامي"

لم تتمالك ضحكتها مرة أخرى وحاولت التوقف بصعوبة ليقول
"لا تقاومي حبيبتي"
نظرت له وهي تزم شفتيها بابتسامة خافتة فأردف

"لا تقاومي ضحكتكِ .. أخبرتكِ أن تنسي كل شيء .. حرري (سؤدد) .. روحها وضحكاتها وحيويتها .. أنتِ لي الليلة (سؤدد) فلا تحرميني من نفسكِ حبيبتي"
أطرقت بأنفاس متسارعة ووجه محمر ثم هزت رأسها وتابعت تناول طعامها فابتسم وتابع مثلها تناول طعامه في هدوء قبل أن يعود ويجذبها لحديثه من جديد وفي هذه المرة تركت ضحكاتها تتحرر كما أراد .. جزء منه كان يتحدث معها .. يذكرها ببعض ذكرياتهما القديمة وشقاوتها ويداعبها بنكاته التي كانت تنتزع منها ضحكاتها قديماً ولم تخذله الليلة أيضاً والجزء الآخر منه كان غارقاً فيها بهيام يتأمل كل تفصيلة منها بعشق .. ضحكاتها .. لمعة عينيها التي عادت تسكنهما .. خصلاتها التي يداعبها نسيم النيل فتبعدها كل لحظة لكن ليس قبل أن يحترق رغبة في إزالتها عن بشرتها بيده .. انتهيا من طعامهما لينتقل معها لشرفة اليخت وتوقف بجوارها ينظر معها إلى النيل الممتد وأمواجه تترقرق بنعومة أسفلهما والأنوار المتناثرة على ضفتي النيل ترسم لوحة خلابة له .. راقبها بحنان وهي تشرد في الأمواج ولوهلة خيل إلأيه أن عينيها لمعتا بحزن

"(سؤدد) أين ذهبتِ؟"
التفتت له وهزت رأسها مبتسمة
"لا شيء .. كدت أتذكر شيئاً ما لكن .."
صمتت لحظة ثم نظرت في عينيه هامسة
"لكنّك قلت .. اليوم لا وجود للماضي والأحزان معنا .. فقط .. أنا وأنت"
هزت قلبه بكلماتها البسيطة فأومأ برأسه قبل أن يمد يده يمسك يدها ويشدها معه للداخل حيث كانت الموسيقى الناعمة تتمايل حولهما كأمواج النيل .. لمح نظراتها الدهشة المرتبكة وهو يقف وسط الغرفة فاقترب محتضناً كفها وهمس

"ارقصي معي"
همست اسمه بارتباك فاقترب أكثر ومال عليها هامساً برجاء

"الليلة فقط (سؤدد) لقد وعدتِني"
نظرت في عمق عينيه قبل أن تهز رأسها ولم يترك الفرصة لترددها والمخاوف بعينيها أن تنتصر .. أحاط خصرها بذراعه وقربها فشهقت بارتجاف وهي تنظر في عينيه ليهمس بحنان
"اهدأي أميرتي .. لن أؤذيكِ"
كان قادراً على الشعور بخوفها وترددها بينما تحاول تحاشي النظر إليه فابتسم قائلاً
"هل تتذكرين رقصنا معاً في طفولتنا؟"
نجح في انتزاعها من ارتباكها لتواجهه بنظراتها التي عادت لتلمع بحنين ليتابع
"كنتِ تدوسين دائماً على قدمي"
أطرقت ضاحكة
"هل كنتِ تتعمدين هذا يا فتاة؟"
هزت كتفيها بابتسامة هادئة فتنهد وهو يقربها إليه برفق دون أن تفوته رجفتها وتجمُد جسدها للحظة
"لكنّها رغم كل شيء ورغم قدماي اللتين كانتا تتورمان بسببكِ .. كانت من أسعد اللحظات التي عشتها بقربكِ"

ومال قليلاً ليهمس في أذنها
"وهذه أيضاً كانت من ضمن أحلامي التي تمنيت أن أعود لأعيشها معكِ"

رفعت رأسها بعد لحظة تنظر له بنزق مفتعل وقالت
"هل جئت لتحقق أحلامك هنا أم ماذا؟"
ضحك وهو يدور بها في المكان

"وهل هناك أجمل من هذا؟"
أدارها حول نفسها مرة قبل أن يجذبها إليه حتى التصقت بصدره فهمس متابعاً
"وفي هذه اللحظة .. أنا أعيش أروع أحلامي"
شعر بأنفاسها المضطربة وهي تحدق فيه لتهمس بعدها وهي تحاول الابتعاد عنه
"(عماد) .. أرجوك .. أنا .."
"هشش .. لا تقاومي (سؤدد) .. لا تخافي .. هذا أنا (عماد)"
لمعت الدموع في عينيها وهي تنظر له بعجز آلمه لكنّه واصل هدمه لمخاوفها وهو يقربها أكثر ليهمس بحرارة
"تزوجيني (سؤدد)"
اتسعت عيناها بشدة مع كلمته وهسمت اسمه بارتجاف ليواصل
"ترفقي بقلبي الذي تعذب طويلاً بعيداً عنكِ وكوني لي"
صمتت للحظات قبل أن تدفع كفها في صدره محاولة الابتعاد ومنحها الفرصة لتفعل .. ابتعدت قليلاً وهي تواصل نظراتها المرتجفة ثم انطلقت مغادرة إلى الشرفة لتقف هناك تنظر للنيل .. لحق بها ووقف خلفها يراقب رجفة جسدها وفي لحظة مرت كلمات عمه وكل المرات التي انهارت بسبب قربه منها .. هل ضغط عليها كثيراً؟ .. فتح فمه ليسألها لكنّه سمعها تهمس بخشية

"لهذا السبب طلبت خروجي معك اليوم؟"
تنفس بقوة واقترب منها مجيباً
"لهذا السبب ولرغبتي الأنانية أنا أراكِ قبل سفري وأقضي معكِ بعض اللحظات أتزود بها لفراقكِ"
لمح جسدها يتجمد وكأنما تذكرت أمر سفره لتوها
"هل أبي يعرف؟"
سمعها تسأل بصوت مختنق ولم يستطع الكذب عليها
"أجل (سؤدد) .. أخبرته أنني سأطلب يدكِ للزواج .. هو يعرف أنني أحبكِ وأريدكِ وقد منحني وعده قبل سنوات طويلة"
شهقة خافتة خانتها ولم يعرف هل تشهق تنفساً أم بكاءاً .. اقترب ليقف خلفها تماماً وهمس بألم لم يستطع منعه من الوصول لصوته
"أعرف أنني أفسدت الكثير بيننا (سؤدد) .. وأعرف أنني لست رجلاً جيداً بكل خطاياي التي لا تغتفر لكن .. اغفري أنانيتي .. أخبرتكِ مسبقاً أ،ني لا أستطيع تخيلكِ لغيري .. أنتِ لي .. فاسمحي لهذا الرجل بكل ماضيه السيء وأخطائه قبل محاسنه أن يصبح جزءاً من عالمكِ .. كوني لي (سؤدد) لأعرف أنني فعلت شيئاً طيباً على الأقل يشفع لي عند الله ليكافئني بكِ"
شهقة ثانية ترددت عبر شفتيها التقط فيها نبرة البكاء .. لم يقاوم مشاعره وقلبه الذي يُعتصر داخله قلقاً من ردها فاقترب ليحيطها بذراعيه من الخلف وغرس رأسه في عنقها هامساً بلوعة
"لا تحرميني منكِ أكثر من هذا .. أكاد أموت"
شعر باهتزاز جسدها ولم يفهم خوفاً أم بكاءاً .. أدرك بعد لحظات أنّها تبكي فعلاً .. ابتعد للخلف وقال معتذراً

"آسف (سؤدد) .. لم أقصد أن أجرحكِ بتصرفي و .."
انقطعت جملته بشهقة خافتة حين التفتت بسرعة نحوه وتعلقت بعنقه بذراعيها .. دفنت رأسها في صدره وهي تشهق بالبكاء وسمعها تردد بينما يقف مصدوماً ويداه إلى جانبه
"أنا آسفة"

ردد بخشية
"هل .. لماذا تعتذرين؟ .. هل ترفضين طلبي؟"
هزت رأسها المدفون فيه ليرفع ذراعيه بتردد يحيطها بهما بينما تتابع برجفة كأنما تقاوم حتى لا تدفعه وتهرب

"أنا خائفة .. أنا لم أعد كالسابق (عماد) .. أنا خائفة .. أحبك ولن أنكر .. أحبك كثيراً ولم أتوقف عن حبك .. رغماً عني كنت تحيا داخلي"
لم يقاوم أكثر وهو يضمها له بقوة .. دفن رأسه في خصلاتها وتنفس عطرها بارتجاف بينما تواصل بتخبط
"أنا .. أنا تغيرت .. لا تعرف كم أتعذب الآن .. داخلي امرأتان .. واحدة ممزقة مجروحة ترتعب لمجرد لمسك لها .. تختنق رعباً وتكاد تموت"
تحرك كأنما سيحررها لكنّها تمسكت به بقوة كأنما تقاوم ذلك الرعب داخلها بكل ما تملك
"وامرأة عاشقة .. لم أعرف بوجودها .. لم أعترف بها يوماً .. تلك المرأة تريد أن تصرخ بكل خلية منها أنّها تحبك وتوافق على أن تكون لك"

همس اسمها مختنقاً بعاطفته بينما تبكي بحرقة
"لكنني خائفة (عماد) .. لم أعد أعرفني .. أنا .. أخشى أنني لم أعد أصلح لـ .."
قاطعها وهو يبعدها قليلاً ويحتضن وجهها ينظر لدموعها الحبيبة
"لا تقولي أي شيء .. أنتِ أجمل وأروع امرأة رأيتها في حياتي .. أنتِ مثالية .. حبيبتي وامرأتي أنا .. أنا لا يهمني أي شيء (سؤدد) .. أنتِ فقط .. كما أنتِ .. لو نظرتِ في عينيّ الآن ستعرفين كم أنتِ غالية .. كم أنتِ مثالية وكم أنا أكثر رجال العالم حظاً إن أنا فزت بكِ"
نظرت له من بين دموعها ليتابع وهو يميل ليسند جبينه إلى جبينها

"لا تفكري في أي شيء آخر .. لا تفكري سوى في أننا معاً .. رغم ما فعلته السنين لتفرقنا .. رغم كل ما فعلوه ليفرقونا ويقتلوننا .. نحن معاً الآن"
هزت رأسها وهمساتها تختنق بدموعها فواصل وهو يرفع كفها يضمها فوق قلبه
"فقط .. كوني لي وتحرري .. سيري معي في هذا الطريق الطويل يا (سؤدد) لأعرف أنني سأكون بخير ولن أتراجع أو أسقط .. تمسكي بيدي ورافقيني لمستقبلنا مهما كان ما ينتظرنا هناك .. يكفي أنّكِ معي"
عادت تهز رأسها ليعاود ضمها بقوة وهو يهتف

"أحبكِ .. يا الله .. كم أحبكِ"
تركها تفرغ دموعها فوق صدره قبل أن يبعدها وهو يخرج من يده علبة صغيرة نظرت لها بتوجس ليضحك قائلاً وهو يمسح دمعة خائنة
يا إلهي .. انظري لنفسكِ .. لم أتوقع يوماً أن أضع خاتمي في إصبعكِ وأنتِ بهذه الصورة"
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتحسس وجهها فضحك أكثر وهو يميل ليطبع قبلة على جبينها

"أنتِ فاتنة في كل الحالات أميرتي"
زمت شفتيها ترمقه بحنق من بين دموعها فرفع كفها وقبله بحب قبل أن يخرج خاتماً ماسياً ودون أن يمنحها أي فرصة وضعه في إصبعها قائلاً بعشق

"وهذا .. وعدي لكِ يوم أن زينت إصبعكِ بخاتمي العشبي ذاك .. ها أنا عدت لأضع واحداً حقيقياً بدله"
حدقت في الخاتم بتصميمه المشابه للخاتم الذي صنعه لها من الزهور قديماً ثم رفعت عينيها تنظر له بمشاعر مختلطة وشعر بعجزها عن النطق فابتسم
"لقد طلبت لكِ هذا التصميم خصيصاً أميرتي"

هسمت اسمه بخفوت لتلمع عيناه بعاطفة شديدة
"لا تخلعيه من يدكِ أبداً .. أنتِ الآن لي (سؤددي)"
رفع كفه إليها وقال
"أخبريني (سؤدد) .. هل ستمسكين بيدي من الآن فصاعداً؟ .. هل ستتمسكين بها في طريقنا لمستقبلنا ولن تتركيها أبداً؟"
رغم رؤيته للإجابة في عينيها لم يستطع منع رجفة القلق من السريان في قلبه الذي تنهد بقوة عندما ابتسمت من بين دموعها وهي ترفع يدها الرقيقة تضعها في كفه وهي تهمس بوعد
"أبداً (عماد) .. لن أتركها أبداً"

اتسعت ابتسامة (عماد) الهائمة قبل أن تبهت مع الصوت المتفكه الذي قاطع ذكرياته الملونة وصاحبه يقول
"ما شاء الله .. ما كل هذه السعادة؟"
فتح عينيه ينظر بحنق إلى (فهد) الذي دخل غرفته دون أن ينتبه

"ما الأمر؟ .. هل اتصل (جاك)؟"
رفع أحد حاجبيه وقال
"هل اتصل (جاك)؟ .. لا يبدو أنّك كنت في انتظار اتصاله من الأساس (عماد) .. واضح أنّك لست قلقاً بشأن ما يجري"
زفر بقوة وهو يعتدل وانقبضت يده على السلسلة التي كان قد قرر تأجيل إعادتها لـ(سؤدد) إلى يومٍ آخر .. تمتم بهدوء
"وماذا سيفعل القلق يا (فهد)؟ .. ها نحن في انتظار معلومة منه قبل أن نبدأ تحركنا"
قطب (فهد) يتأمله للحظات ثم مال نحوه قائلاً بشك
"ماذا يحدث معك (عماد يزيدي)؟ .. منذ أتيت وأنا أشعر أنّك تخفي شيئاً عني .. أنت متغير .. ما الأمر؟"
تنهد بقوة قبل أن يجيبه
"في الواقع .. لقد حدث شيء .. لا أعرف كيف أخبرك"
قاطعه هاتفاً بفزع
"هل حدث شيء لـ(همسة)؟"
رفع عينيه يرمقه بدهشة ثم قال
"(همسة)؟ .. هل أنت أحمق؟ .. هل سأجلس هادئاً هكذا لو أصابها مكروه؟ .. لا تقلق هي بخير"
زفر بقوة وهو يسقط بقربه على الفراش
"تباً .. لقد أسقطت قلبي بين قدمي"
تمتم بسخرية يقلد صوته
"لقد انتهت قصتنا يا (عماد) .. لن أعود لأطالب بها"
ضربه على كتفه بحنق ليضحك (عماد) قائلاً

"أنت ميؤوس منك أصلاً .. لا تستطيع الابتعاد عنها طويلاً"
تنهد بحرارة وألم وهو يرد

"وما الفائدة من الأحلام يا (عماد)؟ .. لقد رأيت بنفسك أين وصلت قصتنا .. طريق مسدود"
ربت على كتفه قائلاً
"لا تفقد الأمل (فهد) .. لا تعرف ماذا يمكن أن يحدث غداً .. ما أنا متأكد منه أنّ (همسة) تحبك وتنتظرك .. لا تفكر في أكثر من هذا"
عاد يتنهد بقوة ثم قال
"دعك مني الآن وأخبرني .. ماذا حدث معك؟"
ابتسم قائلاً وهو يلامس السلسلة بحنان ليرفع (فهد) حاجبيه بذهول

"ماذا يحدث معك يا رجل؟"
قالها باستنكار ليضحك (عماد) مجيباً

"كل خير .. الحكاية وما فيها أنني .. استجمعت كل شجاعتي وقفزت من فوق الجبل"
قطب بغباء ثم ردد بحنق

"أي شجاعة وأي جبل؟ .. عما تتحدث بالضبط؟"
حرك حاجبه مبتسماً

"لقد استسلمت العنيدة ووافقت على خطبتنا"
حدق فيه للحظات بصدمة وشيء من الغباء قبل أن يقفز من مكانه هاتفاً
"لا .. هل تمزح؟"
هز رأسه نفياً ليعود (فهد) ويهتف
"أنت لا تمزح؟ .. يا إلهي .. لا أصدق .. أعني .. هل خطبتها حقاً؟ .. هل وافقت؟"
أومأ برأسه ليحدق فيه بذهول امتزج بالسعادة قبل أن يقترب ليضرب كتفه بقوة وغضب

"ولم تخبرني بأي شيء أيها الأحمق"
هز كتفيه متمتماً
"لم يكن الوقت مناسباً كما تعلم"
"ما الذي تقوله يا معتوه؟ .. تعال هنا"

هتف به وهو يشده من كفه لينهض وعانقه بقوة وهو يضرب على ظهره قائلاً
"مبارك لك يا أخي .. مبارك لك"
عانقه مبتسماً وهو يردد
"العقبى لك يا (فهد) وقريباً جداً"

ابتعد (فهد) بعد أن احتضنه بقوة مرة أخيرة وقاوم طارداً نظرة الأسى التي لمعت مع كلمات (عماد) وقال وهو يضع كفيه فوق خصره
"إذن فلدينا عريس هنا .. يا رجل .. هذا الأمر يستحق احتفالاً"
ضحك مردداً

"سنحتفل كما نريد عندما تنتهي مهمتنا بسلام"
ابتسم بأسى وهو يربت على كتفه
"لا تقلق .. سنفعل المستحيل لإعادتها .. المهم .. أنت لا تعرف كم سعدت بهذا الخبر .. ولا .. لن أنتظر عودتنا .. سنخرج في الحال لأحتفل بك"
قالها وتحرك ليغادر إلى غرفته ويستعد

"(فهد) .. انتظر .. ما الذي ستفعله؟ .. ربما اتصل (جاك)"
هتف من عند الباب
"فليتصل في أي وقت .. معنا هواتفنا .. هيا انهض يا رجل سنحتفل الليلة .. هل تعرف شيئاً؟ .. أنا سأتصل بـ(جاك) ليأتي ويشاركنا سهرتنا"
هز رأسه وهو يراقبه يغادر قبل أن يضحك قائلاً

"ربما يجب أن أحذر (همسة) منك .. أنت تصبح مستبداً عندما ترغب"
أتاه صوته من عند الباب

"سمعتك على فكرة"
ضحك مرة أخرى وهو ينهض ليبدل ثيابه هاتفاً بصوت مرتفع

"حسناً أيها المستبد .. اليوم فقط سأستمع لرأيك لأنني عريس كما قلت .. من الغد سأعود لأتولى قيادة الفريق، هل فهمت؟"
"فهمت يا عريس .. هيا أسرع"
هز رأسه وهو يضحك بينما قلبه يهمس برجاء أن يأتي الصباح بخبر أجمل ويفتح طريقهما بيسر حتى يصلا لغايتهما .. داعياً أن تكون كل خطوة سيخطوانها خطوة أقرب ليستعيداً (همسة) في حياتهما من جديد أو على الأقل يمنحا السعادة لقلبها مرة أخرى.

********************
انتهى الفصل الثالث والخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم

قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 02:31 AM   #1115

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نزل الفصل بحمد الله

يا رب يعجبكم بكل أحداثه .. القصل طويل وهادي وأعتقد لطيف ومفيش صدمات وفيه كمان أخبار سعيدة

من بكرة إن شاء الله .. هرجع أرد على تعليقاتكم حبايبي
سامحوني لإنشغالي الفترة الماضية

مرة تانية .. قراءة ممتعة للفصل

أرق وخالص تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-19, 03:16 AM   #1116

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

الله يسلموووووووووو طبعااااا فصل رائع جدا 😍
اخيرا سؤود وعماد 💗😍😍😍😘😘
من اجمل الشخصيات اللي قرأت عنها


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 12:46 PM   #1117

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

البقاء لله حبيبتى مى ربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته

عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 04:54 PM   #1118

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

والله ماهطمئن الا ماتنتهى الرواية وكل قصص الابطال على خير
الفصل رائع وسعيد بصراحة انا دايما بقرأ الفصل وحاطة ايدى على قلبى
من الخوف وكمان انا خايفة على سديم خايفة كوبسها يتحقق
اوعى يامى هى اتعذبت كثير اوى سبيها تفرح بقى
تسلم ايدك ميوش


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-19, 06:59 PM   #1119

أمنيات بريئة

? العضوٌ??? » 168281
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,052
?  نُقآطِيْ » أمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond reputeأمنيات بريئة has a reputation beyond repute
افتراضي

رااائعة بالفعل سلمت أناملك

أمنيات بريئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-19, 04:58 PM   #1120

ياسمين@#

? العضوٌ??? » 444066
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 172
?  نُقآطِيْ » ياسمين@# is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك الجزء الثاني قرأت للحب فرص أخرى كانت رواية بتجنن وحبيت أسلوبك بالتشويق والاكشن والرومنس وأكيد حتابع معك سديم عشق أتمنى لك التوفيق موفقة أحلى كاتبة

ياسمين@# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.