آخر 10 مشاركات
212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايات الكاتب عبد الله البصيّص (الكاتـب : Topaz. - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          أزهرت بساتين الورد (2)..سلسلة حكاية بلا نهاية *مكتملة* (الكاتـب : Heba aly g - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree970Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-19, 02:40 AM   #1131

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع والخمسون
"أتعلمين ما الخطأ الذي نقع فيه دائماً؟! .. هو أن نعتقد أنّ الحياة ثابتة، وأنّه إذا اتخذنا في طريقنا رصيفاً معيناً يجب أن نعبره حتى النهاية، ولكن القدر خياله أوسع منا بكثير، ففي اللحظة التي تعتقدين فيها أنّكِ في وضعٍ لا مخرج منه، وعندما تصلين إلى القمة النهائية لليأس يتغير كل شيء في قبض الريح، وينقلب كل شيء"
(سوزانا تامارو)
******************
غادرت (آنجيليكا) غرفتها بوجه شاحب وعينين غائرتين من أثر السهر والبكاء وتحركت بخطوات بطيئة لتتابع عملها وهي تقاوم الألم الرهيب الذي تشعر به في قلبها .. تشعر أنّها لو ضغط أحدهم عليها بلمسة بسيطة فستنفجر باكية كما فعلت بالليلة الماضية .. لم تتوقف عن الارتجاف في سريرها بينما تحتضن جسدها وعقلها لا يتوقف عن تكرار ما حدث .. لا تصدق حتى اللحظة ما عاشته .. أغمضت عينيها وهي تتنفس باختناق .. يجب أن تنسى ما حدث كأنّه كان حلماً واستيقظت منه .. لا، بل كابوس .. لكنّها لا تستطيع .. كل خلية منها تتذكر .. لا زالت لا تستطيع طرد ما شعرته بقربه .. أفزعها شعورها نحوه وجسدها الذي ذاب بطريقة مرعبة بلمسة منه .. ما الذي أوقعت نفسها فيه؟ .. كيف يمكنها أن تتأثر هكذا برجل لم تره إلا قريباً .. رجل أبعد ما يكون عمن تخيلت نفسها معه .. رجل يحمل قلب شيطان .. الذراع الأيمن لقاتل أسرتها .. كيف انحدرت بنفسها لهذه الدرجة؟ .. مسحت بقوة دموعاً خانتها وعضت على شفتها هامسة
"أفيقي لنفسكِ .. تذكري من هو .. تذكري لماذا أنتِ هنا"
دخلت البيت الكبير وهي تنظر حولها للمكان الهاديء .. هل لا زال الجميع نائمين؟ .. تنهدت بحرارة بينما تتجه للمطبخ لتتوقف مع الصوت الخافت الذي ارتفع بقربها حاملاً اسمها .. التفتت لتجد (شاهي) تقف عند غرفة المكتبة بينما تشير لها بكفها أن تسرع .. انقبض قلبها بقوة بينما تسرع إليها محاولة جاهدة ألا يظهر على وجهها أي اضطراب .. سمعتها تقول بينما تنظر حولها
"أريد مساعدتكِ بسرعة"
نظرت لها باستفهام لتشير لها (شاهي) أن تتبعها للداخل فابتلعت لعابها بتوتر .. لا تريد أن تدخل المكتبة مرة أخرى .. ستتذكر كل شيء .. رباه .. وكأنّها نسيت من الأساس .. فكرت داخلها باختناق وهي تتبعها للداخل، لتشهق بصدمة وهي تتوقف مكانها وعيناها تقعان على الجسد المستكين فوق الأريكة و(شاهي) منحنية عليه تهمس بقلق
"(منذر) .. هيا انهض معي"
والتفتت لها بينما تضع أحد ذراعيه حول رقبتها محاولة حمل جسده القوي
"أسرعي (آنجِل) وساعديني .. لقد رفض أن أنادي أحد الرجال ليحمله لأعلى .. ذلك العنيد"
خفق قلبها بجنون وهي تسرع نحوها هاتفة بلهفة لم تتحكم بها
"ماذا حدث؟ .. هل هو بخير؟"
لم يبد على (شاهي) أنّها لمحت نبرة الخوف في صوتها وهي تشير لها أن تساعدها في حمله
"لا أعرف ماذا أصابه .. لقد دخلت لتوي ووجدته هكذا .. ساعديني"
ارتجف قلبها وهي تمد يداً مرتعشة نحوه لتهتف
"رباه .. إنّه محموم"
"أعرف .. إنّه مريض للغاية .. ساعديني لأذهب به لغرفتنا"
نظرت لها بارتباك
"سيدتي .. لماذا لا أنادي أحد الحراس بالخارج لـ"
ارتفع صوته المتعب يهمس دون أن يفتح عينيه
"لا .. لا أريد أحداً .. أنا بخير .. دعيني"
قالها وهو يشد ذراعه من (شاهي) بينما رأسه يترنح وهو يتابع
"سأصعد للغرفة .. أنا لست .."
لم يتم جملته وجسده يرتخي تماماً وصرخت (آنجيليكا) بهلع عندما مال جذعه نحوها ودون شعور كانت ذراعاها تضمانه إليها بحماية وهي تهتف بلوعة
"يا الله .. هل أنت بخير؟"
لوهلة حدقت فيهما (شاهي) بذهول، وتوقفت عيناها على الدموع التي ترقرقت في عينيها .. انتبهت هي بفزع بعد ثوان ونظرت لها بارتباك وقالت وهي تعيده للخلف
"أ .. أعتقد أنّه من الأفضل تركه هنا .. سـ .. سأذهب لأتصل بالطبيب"
هتفت بكلماتها ونهضت مسرعة للخارج وقلبها يرتجف بينما تبعتها عينا (شاهي) بحذر وحيرة وهي تجري كأنها تهرب من شبح ثم عادت بعينيها نحو (منذر) الذي مال جسده لينام على الأريكة وهو يهمس بخفوت
"دعوني .. أنا بخير .. اذهبوا بعيداً .. أريد أن أبقى وحدي"
خفت صوته حتى تحول إلى همسات غير مفهومة ودمعت عيناها وهي تركع على ركبتيها بقربه ومدت يدها تلامس جبينه .. قشعريرة برد سرت بجسدها مع النسيم البارد الذي لامسها .. نظرت في اتجاه الشرفة لتجدها مفتوحة على مصراعيها .. أسرعت إليها تغلقها وهي تلمح معطفه ملقى جانباً .. هل نام طيلة الليل في الهواء البارد بهذا القميص الخفيف الذي يرتديه؟ .. تحركت عائدة إليه حين اصطدمت قدمها بشيء ما فنظرت أسفلها لتتسع عيناها وهي ترى زجاجة الخمر الفارغة فرفعت عينيها تنظر إليه وهمست بقلق
"ماذا فعلت بنفسك يا أحمق؟ .. ما الذي يجري معك؟"
أسرعت إليه هاتفة
"(منذر) .. استيقظ .. هيا انهض معي"
فتح عينيه ينظر لها دون أن يراها حقاً فمالت تقول
"هل تسمعني (منذر)؟ .. ماذا أصابك؟"
عاد يغمض عينيه وهو يردد بخواء
"أنا بخير .. بخير"
مسحت دموعها وهي تنظر إليه .. هناك شيء حدث معه .. هل تشاجر مع والده؟ .. هل حدث شيء هناك؟ .. متى عاد أصلاً؟ .. لم يخبرها أنّه عائد أمس .. لما قضى ليلته هنا ولم يأت لغرفتهما .. مسحت على جبينه برفق وهي تهمس
"ستكون بخير"
قاطع أفكارها القلقة عودة (آنجيليكا) وهي تقول
"السيدة (منيرة) اتصلت بالطبيب سيدتي .. إنّه قادم في الطريق"
همست دون أن تلتفت إليها
"حسناً .. شكراً لكِ (آنجِل)"
تفاجأت بها تقترب لتجلس بجانبها وراقبتها وهي تضع الإناء من يدها بجوارها ودون أن تسألها كانت تجلس على ركبتيها وتميل نحو (منذر) تضع القماشة المبتلة فوق جبينه وهي تردد
"علينا خفض الحرارة حتى يصل الطبيب .. سيكون بخير و .."
قطعت جملتها حين التقت عيناها بعينيّ (شاهي) التي تحدق فيها بصدمة فانتبهت لما تفعله .. تجمدت لوهلة ويدها لا زالت فوق جبينه، قبل أن تتراجع للخلف هاتفة بارتباك
"آه .. آسفة .. أنا آسفة للغاية سيدة (شاهي) .. لم أنتبه لـ"
وأسرعت تقرب وعاء الماء البارد منها وهي تواصل بنبرة قاربت على البكاء
"الأمر فقط أنّ .. حسناً .. يمكنكِ أن تغيري له الكمادات .. أنا سأذهب للخارج و"
عضت على شفتها دون أن تكمل كلماتها وأسرعت تهرب من أمام (شاهي) التي سحبت نفساً مرتجفاً وقلبها يخفق بقوة بينما عقلها ينتفض بفكرة مجنونة لتهتف في نفسها
"ما الذي تفكرين فيه يا حمقاء؟ .. هي لم تقصد أي شيء"
ورفعت عينيها تنظر بحيرة وتوجس إلى وجه (منذر) لتهمس بخفوت
"أليس كذلك؟"
قاومت هواجسها بصعوبة بينما عقلها يصر على تذكيرها ببعض المواقف التي لفتت نظرها قبل سفر (منذر) .. أحلامه وهذيانه بذلك الاسم .. أليس ترجمة اسمها الأجنبي؟ .. معاملته القاسية التي كان يخصها بها من بين الجميع .. أعاد عقلها الشريط مراراً علّها تجد إجابة وهمست بتوجس وهي تنظر لوجهه
"هل يمكن؟"
هزت رأسها تردد باستنكار
"لا .. مستحيل .. ربما أنا أتوهم فقط"
ركزت على حالته وطردت أفكارها وهي تتابع خفض حرارته بتغيير الكمادات له، حتى قاطعتها طرقات (آنجيليكا) على الباب وهي تقول
"سيدتي .. الطبيب وصل"
نهضت وهي تعقد روبها حول جسدها بإحكام وقالت
"دعيه يدخل (آنجِل)"

انفتح الباب لتطل من خلفه وأشارت للطبيب الذي دلف للداخل لترحب به (شاهي) بينما عيناها انحرفتا إلى حيث وقفت (آنجيليكا) وعيناها معلقتان بجسد (منذر) بقلق واضح وحزن لم يترك مجالاً لأي شك بقلب (شاهي) التي انتزعها صوت الطبيب وهو يحدثها فالتفتت تحدثه لتهرب (آنجيليكا) وتغادر مغلقة الباب خلفها لتستند عليه متنهدة بحرارة .. شعرت بلسعة على خدها فانتبهت للدموع التي سقطت في غفلة منها فهمست باختناق
"توقفي يا حمقاء .. لماذا تتألمين هكذا؟"
انفضت على صوت رئيستها تهتف
"ماذا تفعلين عندكِ؟"
أسرعت تمسح دموعها وابتعدت عن الباب مرتبكة، بينما السيدة (اعتماد) تواصل هتافها الصارم
"اذهبي لعملكِ في الحال .. هيا"
قالت بصوتٍ مرتجف
"آسفة سيدتي .. كنت أوصل الطبيب لـ "
قاطعتها سائلة بتوجس
"أي طبيب؟"
نظرت لها بتردد قبل أن ينقذها صوت السيدة (منيرة) تقول برفق
"سيد المزرعة مريض يا (اعتماد) .. (آنجِل) اذهبي أنتِ لعملكِ بنيتي"
أسرعت تبتعد ممتنة لها وسمعتها قبل أن تدخل المطبخ
"توقفي عن أسلوبكِ هذا (اعتماد) .. ترفقي قليلاً بمن يعملون تحت إمرتكِ"
رددت بخشونة
"لو تراخيت سيفلت زمامهم يا (منيرة) .. ثم يكفيهم معاملتكِ لهم بلطف .. لن نتراخى نحن الاثنتان ونترك لهم الحبل على الغارب"
أسرعت تدخل المطبخ قبل أن تسمع رد السيدة (منيرة) وتنهدت براحة لم تدم لحظة واحدة عندما سمعت صوت (عزة) الساخر
"انظروا من تكرم علينا أخيراً بالظهور .. ناموسيتكِ كحلية يا صغيرة"
نظرت لها بصمت وهي تلتقط مريولها وترتديه لتهز (عزة) كتفيها مواصلة سخريتها
"هذا إن كنتِ تفهمين ما أقوله أصلاً"

لم ترد على محاولاتها لاستفزازها فقد كانت في حالة أبعد من أن تحتمل أي مضايقة أو حتى رد من جانبها على استفزازاتها التي تابعتها قائلة
"لا بأس .. استمتعي بأيامكِ الأخيرة في المزرعة أيتها الأجنبية"
نظرت لها ببرود وتابعت عملها في صمت بينما هتفت (فاتن)
"يكفي (عزة) .. والله لو عرفت السيدة (منيرة) بما تفعلينه ستكون أيامكِ الأخيرة أنتِ"
تمتمت بسخرية وثقة أعادت الشكوك والمخاوف لقلب (آنجيليكا)
"ليس إن عرف السيد (منذر) بما لديّ عزيزتي .. صدقيني .. كلمة واحدة مني وسيلقي بهذه الصفراء خارجاً و .."
لم تحتمل أكثر فألقت بالمنشفة الصغيرة من يدها والتفتت لها هاتفة بحدة
"يكفي .. توقفي عن اللف والدوران وأخبريني عن ذلك السر العظيم الذي يقف في حلقكِ ويكاد يخنقكِ .. هيا أخبريني .. أو ربما أنتِ مجرد وعاء أجوف لا تملكين سوى إصدار التهديدات الفارغة لا أكثر"
حدقت فيها بصدمة ثم هتفت وهي تندفع نحوها
"انا لا أهدد من فراغ أيتها الصفراء .. كلامي سيكون مع السيد (منذر) فقط"

أسرعت (فاتن) تقف بينهما بينما (عزة) تواصل هتافها
"لم يكن ينقصني إلا شقراء لعينة تأتي بألاعيبها الوقحة التي تظن أنّ لا أحد يلاحظها .. لكن أقسم لن أرتاح إلا بعد أن أرى السيد (منذر) يركلكِ خارجاً"
هتفت ملوحة بيدها
"أريني آخر ما عندكِ .. أنتِ مجنونة لا أكثر"
صرخت بغضب وهي تحاول إزاحة (فاتن)
"ابتعدي .. دعيني أريها مقامها تلك الوقحة .. أنا مجنونة أيتها الـ .."

"ماذا يحدث هنا؟"
التفت الثلاثة نحو صوت (شاهي) الصارم وابتلعت (آنجيليكا) لعابها بتوتر و(شاهي) تنقل بصرها بينهم بغضب
"هل لي أن أفهم لماذا أصواتكن واصلة إلى آخر المنزل؟ .. ما الذي تفعلنّه بالضبط؟"

والتفتت لـ(آنجيليكا) وقالت بلوم
"تعرفين أنّ السيد (منذر) مريض يا (آنجِل) ورغم ذلك تتشاجرين هنا"
أطرقت بعينين دامعتين
"آسفة سيدة (شاهي) .. والله لم أقصد أبداً"
همست (عزة) بصوت غير مسموع
"السيد (منذر) مريض؟"
قطبت (شاهي) وهي تنظر لها ملياً ثم قالت مشيرة لها
"أنتِ"

اعتدلت في وقفتها رغم وجهها الذي حمل ضيقاً واضحاً لتقول (شاهي) بصرامة
"هذه ليست أول مرة أنتبه لتصرفاتكِ وتحرشاتكِ بـ(آنجِل) .. أنا لا يعجبني الحال المائل، سمعتِ؟"
كزت على أسنانها لكنّها أومأت برأسها دون رد لتواصل (شاهي) بحزم

"هذه آخر مرة سأسمعكِ ترفعين صوتكِ في منزلي .. إن رأيتكِ أو وصلني عنكِ شيء لا يعجبني ستكونين أنتِ من تُركل خارجاً، هل فهمتِ؟"
أومأت مرة أخرى وهي تكاد تنفجر من الغيظ والقهر فيما التفتت (شاهي) تنظر لـ(آنجيليكا) المطرقة بخجل ورمقتها ملياً ثم قالت
"(آنجِل) .. من اليوم فصاعداً لن تعملي هنا"
رفعت عينين فزعتين إليها وهمست بقلب مرتجف
"سيدتي .. أنا لم .."
قاطعتها قائلة بحزم وهي تلتفت للسيدة (اعتماد) التي كانت تقف عند باب المطبخ تتابع الموقف بغير رضا وعيناها تتوعدان الجميع
"سيدة (اعتماد) .. تعليماتي ستنفذ بخصوص الجميع .. و(آنجِل) لن تواصل عملها بالتنظيف"

هزت رأسها باحترام وهي تنظر بعينين صارمتين نحو (آنجيليكا) التي ازداد قلبها نبضه المتسارع بارتياع .. هل طردتها (شاهي) من عملها للتو؟ .. هل خسرت فرصتها؟ .. هل فشلت خطتها بهذه السرعة؟ .. تصاعد شعور مؤلم آخر داخلها وقلبها يهمس برعب .. ستذهب ولن تراه مرة أخرى أبداً؟ .. خسرت فرصتها الوحيدة معه؟ .. كادت تبكي وهي تسمع السيدة (اعتماد) ترد
"كما تريدين سيدة (شاهي) .. سأعد لها باقي راتبها و .."
توقفت خطوات (شاهي) أمامها وقاطعتها قائلة بهدوء
"لم أقل شيئاً عن فصلها من العمل سيدة (اعتماد)"
رفعت (آنجيليكا) عينيها المذهولتين نحوها كما فعلت السيدة (اعتماد) وهي تقول بارتباك
"عفواً سيدتي .. ظننتكِ قلتِ .."
توقفت عن الكلام بتوتر لترد (شاهي) بهدوء
"قلت لن تواصل عملها في التنظيف بعد الآن"
"سيدتي؟"
هتفت السيدة باستنكار مكبوت بينما (آنجيليكا) تنظر لـ(شاهي) بذهول مصدوم دون فهم لترق نظراتها لها، وهي ترد

"(آنجِل) ستكون مسؤولة عن خدمتي أنا فقط"
اتسعت أعين الجميع وهتفت رئيستهم
"عفواً سيدتي لكن .."
قاطعتها بنظرة حازمة
"هل لديكِ اعتراض على كلامي سيدة (اعتماد)؟ .. ظننت أنني سيدة هذه المزرعة"
تراجعت باعتذار
"أعتذر منكِ سيدة (شاهي) .. الأمر فقط كان مفاجئاً"
هزت (شاهي) رأسها
"لا بأس .. هيا تابعنّ أعمالكن"
والتفتت تحدث (آنجيليكا) التي لا تزال في صدمتها وقالت
"اتبعيني (آنجِل)"
هزت رأسها بشرود وهي تحاول الخروج من صدمتها مما حدث .. لوهلة شعرت أنّ عالمها كله انهار لتأتي (شاهي) بكلماتها معيدة كل شيء لاتزانه .. تسارعت أنفاسها بينما صوت رئيستها تنتزعها من شرودها هاتفة
"ألم تسمعي؟ .. هيا اذهبي إليها"
أومأت وهي تخلع مريولها وتضعه جانباً وتحركت لتغادر وقد سبقتها السيدة (اعتماد) للخارج تاركة إياها فريسة لنظرات (فاتن) المندهشة ونظرات (عزة) التي امتلأت بالغضب والكراهية والتي تحركت لتقطع طريقها ومالت تهمس في أذنها بفحيح حانق

"لا تفرحي كثيراً أيتها الدمية الإيطالية ولا تظني أنّ الكلمة الأخيرة ستكون لكما .. قريباً جداً ستعرفين ما ينتظركِ مني"
نظرت لعينيها لحظات كأنما تحاول اختراق أعماقها لتعرف السر الذي تهددها به هكذا قبل أن تشيح بوجهها متمتمة بجمود

"افعلي ما تريدين"
قالتها وتحركت مغادرة المطبخ لتتبع (شاهي) وعقلها لا يتوقف عن تحليل سبب ما فعلته .. لماذا دافعت عنها وجلعتها تترك عملها لتخدمها هي؟ .. لديها شعور أنّها لم تقصد خدمة بالمعنى المفهوم ربما قصدت بكلامها رفقتها كالأيام السابقة .. ليست متأكدة .. طردت أفكارها جانباً وهي تسرع نحو المكتبة حيث أشارت لها السيدة (اعتماد) بوجهها المتجهم .. طرقت الباب ودلفت بعد أن سمعت (شاهي) تأذن لها .. قاومت حتى لا تنظر في اتجاه (منذر) الذي كانت (شاهي) مائلة عليه تغطيه بغطاء رقيق
"تعالي (آنجِل)"

اقتربت بخطوات مترددة ووقفت بالقرب فابتعدت (شاهي) عن زوجها بعد أن ألقت نظرة رقيقة على وجهه والتفتت لها مشيرة إليها أن تتبعها إلى المكتب لتجلس على أحد المقاعد وتشير بكفها للآخر
"اجلسي (آنجِل) .. لدينا حديث مهم"
جلست وهي تقول بتردد
"سيدة (شاهي) .. أنا لا .. أنا لم أفهم ما حدث للتو .. لماذا قمتِ بـ .."
قاطعتها قائلة بهدوء
"هل أغضبكِ أن تخدميني وحدي؟"
هتفت بسرعة

"لا .. لم أقصد هذا أبداً .. أنا فقط تفاجأت ولم .. لم أفهم السبب"
تنهدت (شاهي) بحرارة بينما تختلس نظرات حزينة نحو (منذر) الذي غرق في النوم بعد أن حقنه الطبيب بإبرة خافضة للحرارة ساعدته على النوم أخيراً وتوقفه عن هذيانه المحموم .. عادت تنظر لـ(آنجيليكا) التي تترقب إجابتها وابتسمت لها مجيبة
"أشفقت عليكِ (آنجِل) وأردت مساعدتكِ"
"فقط؟"
سألتها بشك فضحكت (شاهي) مرددة

"لا ليس فقط .. كنت أفكر في الأمر من فترة .. كما أخبرتكِ مسبقاً .. أنا أعرف أنّكِ مختلفة ولم تكوني خادمة أبداً"
حاولت مقاطعتها لترفع (شاهي) يدها بحزم وتكمل
"أعرف أنّكِ مضطرة للعمل هنا وظروفكِ هي ما أوصلتِ إلينا .. وأنا لن أمنعكِ .. يمكنكِ أن تعملي هنا قدر ما تريدين حتى تعثري على والدكِ"
انقبض قلب (آنجيليكا) بشعور بالذنب وأصغت لها تتابع
"الأمر فقط أنّكِ ستعملين لديّ أنا .. لن تتعرضي لتحرشات تلك الفتاة الوقحة ولا لمعاملة السيدة (اعتماد) الصارمة .. ستأخذين أوامركِ مني أنا فقط"
"لكن سيدة (شاهي) .. أنا فقط"

عادت تقاطعها قائلة بهدوء وعيناها تختلسان نظرة أخرى لزوجها
"ولا تقلقي .. لن تكون خدمة بالمعنى المفهوم .. ستكونين مثل .. مرافقتي الشخصية .. بالطبع يمكنني أن أكون رئيسة سيئة وصعبة المراس أحياناً .. ربما تتعبين معي قليلاً"
لم تستطع (آنجيليكا) منع ابتسامة صغيرة وهي تستمع لها
"سترافقينني في كل مكان أذهب إليه أيضاً"
نظرت لها باستفهام أجابته سريعاً

"لو خرجت في مشوار قريب خارج هذه المزرعة أو حتى عندما .."
قطعت جملتها وصمتت لحظة مثيرة قلق (آنجيليكا) الذي تحول لصدمة أخرى وهي تكمل
"عندما أغادر المزرعة وأعود لشقتي بالمدينة أنا و(منذر) .. أريدكِ أن ترافقينني"
ارتفع حاجباها وهي تنظر لها بدهشة شديدة وهزت رأسها تحاول استيعاب ما تقوله (شاهي) التي ابتسمت بغموض وهي تبادلها نظراتها بينما عجزت (آنجيليكا) عن اختراق واجهتها الهادئة لتعرف ما تفكر فيه والذي تشعر أنّه سيكون صادماً لها أكثر مما تعتقد.
***********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 02:42 AM   #1132

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"يبدو أننا خسرنا فرصتنا الوحيدة (عماد)"
هتف (فهد) بعبارته وهو يلقي جسده على الأريكة وتنهد بحرارة مكملاً بيأس
"كانت فرصنا أكبر لإنقاذها هناك في تلك المصحة .. الآن أخبرني كيف سنخرجها من ذلك القصر المحصن؟"

لم ينطق (عماد) بحرف وهو يجلس مطرقاً رأسه بين كفيه ليقول (جاك) وهو ينقل بصره بينهما
"لابد من وجود حل .. لا تيأس سريعاً"
التفت له قائلاً بضيق
"ألم تقل أنّ رجالك أكدوا لك أنّ المكان أشد تحصيناً من تلك المصحة؟"
هز كتفيه مجيباً
"لكن هذا لا يعني أنّنا لن نجد ثغرة ننفذ منها للداخل"
"لا أعلم .. كل شيء تعقد أكثر .. بالتأكيد عرف ذلك الوغد أننا نبحث عنها وسيفعل أي شيء ليمنع وصول أحد إليها"
رفع (عماد) رأسه وقال بجمود

"سأجد حلاً يا (فهد) .. المهم أننا تأكدنا من هويتها"
تأكدهم من وجودها في أحد القصور التابعة لـ(توفيق الأغا) أكد لهم قبل حتى أن تتأكد نتيجة الفحص من كونها (همسة العاصي) ..أملهما الوحيد الآن في إصلاح بعض آثامهما .. لا يمكن أن يسمح لليأس بالتسلل لقلبه الآن .. ليس وهما يقتربان من هدفهما .. ليس و(همسة) هناك تنتظرهما .. لا شيء سيقف أبداً بينه وبين إنقاذها .. لابد من وجود حل .. انتبه معتدلاً والفكرة تطرق خلايا عقله
"ما الأمر (عماد)؟ .. هل وجدت طريقة؟"
تمتم (فهد) وهو يعتدل في جلسته بترقب ليهز (عماد) رأسه مجيباً

"لا ليست طريقة .. فكرت فقط في الشخص الذي يمكنه أن يساعدنا في العثور على طريقة تمكنا من الدخول"
انتبه بتوجس

"من؟"
نظر له لحظة بتردد ثم قال

"(ليلى)"
قطب (فهد) ثم هتف باستنكار
"أنت تمزح؟ .. لماذا ستساعدك وهي السبب في كل ما حدث؟ .. أنا متأكد أنّها من أخبرته عن بحثنا عنها .. لقد فقدت عقلها (عماد) .. هي حتى لم تهتم لحياتنا في سبيل التخلص من (همسة العاصي) للأبد"
تنفس (عماد) بقوة ثم قال بهدوء
"لا يخطر ببالي شخصٌ آخر حالياً (فهد) .. هي مجبرة على مساعدتي .. سأمنحها فرصة أخيرة .. إما تثبت أنّها لم تتخل عني كلياً أو تقطع كل ما بيننا للأبد"
صمت (فهد) يفكر في ضيق قبل أن يردد
"وكيف ستستطيع هي إدخالنا إلى هناك؟ .. لا أعتقد أنّ (توفيق) سيسمح لها بمعرفة نقاط ضعفه .. ذلك الوغد تبين أنّه ليس سهلاً أبداً"
"لابد أنني سأجد عندها معلومات تخصه .. نقطة ضعف .. لابد أنّها تعرف شيئاً يخصه"
هز (فهد) رأسه برفض

"لا زلت غير مقتنع (عماد) .. هي ستفضل الموت على مساعدتك في إنقاذ أكثر شخص تكرهه في هذه الحياة"
أجابه بقسوة
"سأجبرها إن لزم الأمر يا (فهد) وإن رفضت فسأتأكد من أنّها قد دمرت آخر أمل لها معي .. هي مجبرة على مساعدتي إن أرادت استردادي"
زفر بقوة وهو ينظر نحو (جاك) الذي مط شفتيه قائلاً بهدوء
"أعتقد أنّكما لن تخسرا شيئاً إن حاولتما .. قد تجدان لديها معلومة أو قد تساعدكما في دخول ذلك القصر بطريقة ما"
عاد (فهد) يهز رأسه بقلة حيلة بينما نهض (جاك) وهو يتابع
"وحتى ذلك الحين سأواصل البحث أنا ورجالي عن طريقة للتسلل للقصر .. سأتصل بكما لو عرفت أي جديد وأنتما أيضاً أبلغاني بكل ما تعرفاه لنختصر الوقت والجهد"

"حسناً (جاك)"
رد (عماد) وهو ينهض ليصافحه وقال (جاك) يؤكد عليه
"كما اتفقنا .. نلتقي خلال أيام في (فرنسا) .. لكن حاولا أن تغيرا شكلكما ما دمتما تشكان أن (سيزار) لديه علم مسبق بوجودكما .. ستجدان كل رجاله في انتظاركما"

أومأ (عماد) بينما صافحه (فهد) قائلاً
"شكراً لك (جاك) .. سنكون على اتصال معك .. انتبه أنت أيضاً"
"بالتأكيد"
أجابه مبتسماً قبل أن يتحرك ليغادر يتبعه (فهد) الذي عاد بعد لحظات ووقف عند باب الغرفة ينظر إلى (عماد) الذي عاد لمقعده يعمل على حاسوبه .. يبحث في الملفات والصور التي جمعها رجال (جاك) .. جلس بقربه وقال بخفوت
"(عماد) .. هل أنت متأكد من فكرتك هذه؟ .. ماذا لو تهورت (ليلى) أكثر وأخبرته أن يفعل أي شيء ليؤذي (همسة العاصي)؟"
تجمدت أصابع (عماد) على الحاسوب لحظة، ليكمل (فهد) بتوتر
"ماذا لو أرادت التخلص منها تماماً لتقطع علينا الطريق لإيجادها؟"
هز رأسه نفياً وقال وهو يعاود القراءة في المعلومات

"وهل تعتقد أنّها لم تفعل بعد؟"
نظر له بتوجس

"هل تظن؟"
ابتسم بمرارة مجيباً
"أنا واثق أنّها أسرعت تتصل به بعد مواجهتنا الأخيرة معها ومتأكد من أنّها لابد طلبت منه التخلص من (همسة) تماماً"
وكز على أسنانه بينما قلبه ينقبض في ألم ومرارة
"بالتأكيد طلبت منه قتلها"
مال (فهد) هاتفاً

"ماذا لو كان .."
قاطعه قائلاً بهدوء
"لا .. لا أعتقد أنّه استجاب لطلبها"
"لماذا أنت واثق هكذا؟"

رفع رأسه ينظر له مجيباً بثقة
"لا أعتقد أنّه احتفظ بها كل هذه السنوات دون سبب .. كان يمكن أن يقتلها ذلك اليوم في المزرعة كما أخبرتنا مربية (همسة) .. لكنّه لسبب ما هو ووالدك قررا عدم قتلها رغم أنّي متأكد أنّ (ليلى) كانت مصرة على قتلها .. لابد أنّه يراها بطاقة ثمينة .. لن يأتي الآن ليقتلها بطلب من (ليلى) فقط لأنّها لا تريد لغريمتها الظهور مجدداً"
صمت (فهد) يفكر في كلماته قبل أن يقول بشك
"ربما وازن مكسبه وخسارته ووجد أنّ الخطر الذي سيتعرض له أكبر إن تم العثور عليها وإثبات أنّها على قيد الحياة وأنّه تورط قديماً في قتل زوجها واختطاف طفلتها .. ربما هذا يجعله يحرق البطاقة الثمينة لأن المقابل سيكون حياته وخسارته لكل شيء"
ردد (عماد) بهدوء

"ليس وهو يعرف أنّه يمكنه أن يخفيها جيداً ويثق في قوته ليمنع أي شخص من العثور عليها .. ولا تنس أيضاً أنّ ما وصلنا عنها يقول أنّها فاقدة للذاكرة ولا تتجاوب مع الواقع .. هذا يجعلها أقل خطراً عليه"
أنصت له جيداً ثم قال بتوتر
"لست مطمئناً .. أخشى أن نتورط في اقتحام القصر وفي النهاية نكتشف أنّ .."
قاطعه قائلاً برفق
"لا تشغل بالك حالياً بهذا ولا تفكر في شيء يهز من ثقتنا في خطواتنا (فهد) .. نحن نحتاج لكامل قوتنا وتحكمنا بمشاعرنا .. الأيام القادمة ليست سهلة .. يمكنك أن تقول أنّها حرب بيننا وبينه"
نظر له بقلق ليردف (عماد) مبتسماً بأسى
"وكل معركة لابد لها من مهزوم ومنتصر (فهد) .. ونحن من البداية قررنا المخاطرة بكل شيء، صحيح؟"
تنفس بعمق ثم أومأ قائلاً بمرارة
"في الحالتين بات الطريق لأملي مسدوداً (عماد) .. وما دمت لن أحصل على (همسة) فالنهايتان تتساويان لدي"
مد يده يربت على كتفه قائلاً بحزم
"إياك واليأس يا (فهد) .. الأمل موجود دائماً .. فكر جيداً في كل ما حدث معنا .. لم تكن هذه كلها مجرد مصادفات .. كان قدراً .. كان مقدراً أن يحدث كل هذا .. كان مقدراً أن يغتروا بقوتهم ويحتفظوا بـ(همسة العاصي) وكان مقدراً لنا أن نعرف الحقيقة ونملك أملاً جديداً في العثور عليها .. ربما هذه فرصة القدر لنا لنكفر عن أخطائنا"
ووضع يده على قلب (فهد) متابعاً
"وربما هي فرصتك لتعرف أنّه لا زال هناك أمل في أن تجتمع بحبيبتك رغم استحالة الأمر .. آمن بهذا في قلبك وحارب في سبيله .. وعندها سترى .. كل شيء سيكون بخير"
تنهد بحرارة مردداً

"يا رب يا (عماد) .. يا رب"
ابتسم وهو يربت على كتفه مرة أخيرة
"إن شاء الله"
وعاد يتابع ما يفعله على الحاسوب ليميل (فهد) مقترباً منه وسأله ما أن لمح ما يقوم به

"ماذا تفعل؟"
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يجيبه
"أحجز تذكرة سفر .. سأسافر غداً لأقابل (ليلى) كما أخبرتك"
"هل لا زالت هناك؟"
أومأ برأسه

"أجل .. وهذا يقلقني أكثر .. ما الذي تفعله هناك؟ .. لماذا لم تسافر وتعود للبيت؟"
"هل تعتقد أنّها تخطط لشيء ما هناك يخص عائلة (رضوان) أو (هاشمي)؟"
أجابه بتوتر
"ربما .. لا أعتقد أنّها ستستسلم ببساطة وتتراجع عن رغبتها في الانتقام"
تراجع (فهد) في مقعده متمتماً بحنق
"اللعنة على ذلك الانتقام الأحمق .. لقد تبين أنّنا الطرف السيء ولا زالت تسعى وراء انتقامها المجنون"
أجابه متنهداً بقوة

"(ليلى) استطاعت لسنوات إقناعنا بهذا (فهد) لأنّها تؤمن داخلها كُلياً أنّها الضحية في كل شيء"
وصمت لحظة ليُتبع بمرارة
"ولأننا كنا أحمقان أيضاً وصدقنا الحقيقة التي عرضتها لنا لثقتنا بها بكل غباء"
مرر (فهد) أصابعه في شعره

"آه يا رجل .. لقد تعبت حقاً .. أريد أن ينتهي كل هذا قريباً"
ضاقت عينا (عماد) بحزم وهو يردد
"قريباً سينتهي كل شيء (فهد) .. قريباً جداً"
قالها وهو يكمل إجراءات حجزه للسفر وكل خلية منه تفكر في معركته القادمة .. لن يدخر جهداً في سبيل الفوز بهذه المعركة حتى لو كان الثمن حياته شخصياً.
***********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 02:45 AM   #1133

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"(رهف) .. هذه صديقتي المقربة (جانيت)"
ابتسمت (رهف) وهي تسمع (همسة) تقدم لها صديقتها الأجنبية التي لوحت لها عبر شاشة الحاسوب مبتسمة بينما (همسة) تتابع تعريفها
"(جيجي) .. هذه (رهف) ابنة عمي التي أخبرتكِ عنها"

اتسعت ابتسامة (جانيت) وهي تقول
"مرحباً (رهف) .. سعيدة بالتعرف إليكِ أخيراً"
منحتها ابتسامة مماثلة وهي ترد
"شكراً لكِ (جانيت) .. أنا أسعد .. (همسة) كانت تقص علي لتوها بعض مشاغباتكما في المدرسة"
مالت للأمام هاتفة باستنكار
"مشاغباتنا؟ .. هل صدقتِها؟"
وهتفت تخاطب (همسة) بحنق

"لماذا تجمعيني معكِ (ويسبر)؟ .. أرجوكِ لا تصدقيها .. المشاغبات كلها كانت تخصها وحدها"
نظرت نحو (همسة) باستفهام وقالت ضاحكة
"(ويسبر)؟!"
خفق قلب (همسة) بقوة وهي تتذكر أول من خصها بهذا الاسم .. حبيبها الحاضر الغائب .. سكين القدر المغروس بقلبها .. بهتت ابتسامة (رهف) وهي ترى النظرة المتألمة في عينيها بينما أسرعت (جانيت) تقول

"إنّه لقبها الخاص .. كان اسمها صعباً عليّ قليلاً عندما تعرفنا في البداية، فأخبرتني بهذا .. لكن صراحةً لا يليق بها أبداً .. مع كل الصخب والمشاغبات التي كانت تفتعلها في مدرستنا الداخلية"
سألتها بحيرة
"كنتِ في مدرسة داخلية؟"
ابتسمت (همسة) بأسى وهي تهز رأسها وقالت
"لظروف عائلية .. كان هذا أفضل بالنسبة لي"

وأكملت مغيرة الحديث
"ثم إنني لم أكذب (جانيت) .. لا تنكري أنّكِ شاركتِني في بعض مغامراتي"
"آه .. أرجوكِ لا تذكريني .. لقد كنت مجبرة .. أريد أن أنسى"
هتفتها بألم مصطنع لتضحك (رهف) وهي تستمع لحوارهما بينما قلبها يستمتع لأول مرة بإحساس أن يكون لها أصدقاء .. صحيح أنّ صداقتها الوليدة هي و(همسة) لا زالت تتلمس طريقها كما قرابتهما التي تفاجأت بها لكنّها تشعر أنّها تعرفها منذ وقت طويل ويمكنها أن تثق بها .. لديها ذلك الشعور أنّها حصلت أخيراً على صديقة حقيقية لم تحصل عليها في سنوات مراهقتها التي قضتها في مطاردة (عاصي) .. ولا في سنوات جامعتها التي لم تكتمل وكان نصيبها منها صديقة خائنة ألقت بها في الجحيم .. نظرت لـ(همسة) بصمت تتأملها .. هما قريبتان من بعضهما سناً وأقرب لأختين .. ربما لهذا لا تستغرب شعورها وقربها السريع منها
"(رهف) .. أين ذهبتِ؟"
نادتها (همسة) فهزت رأسها مبتسمة
"أنا معكما .. كنت أنتظر أن تكملا شجاركما"
ضحكت الاثنتان قبل أن تقول (جانيت)

"حسناً يا فتيات .. يبدو أنّ عليّ الذهاب في الحال .. أمي تناديني"
طبعت (همسة) قبلة على كفها وأرسلتها لها متمتمة

"حسناً (جيجي) .. أرسلي لها سلامي وقبلاتي .. سنتحدث لاحقاً"
"بالطبع حبيبتي"
والتفتت نحو (رهف) تقول بابتسامة واسعة

"سعدتِ بالتحدث معكِ (رهف) .. أراكِ لاحقاً"
لوحت لها وهي توميء بابتسامة
"وأنا أيضاً .. أراكِ لاحقاً"
ودعتهما وقطعت الاتصال لتغلق (همسة) الحاسوب بينما قالت (رهف)
"فتاة لطيفة"
أومأت برأسها وقالت بابتسامة حزينة
"تعرفت عليها في فترة صعبة من حياتي .. لقد وقفت بجواري وساعدتني لأتجاوز حزني في تلك الأيام"
تأملتها للحظات ثم سألتها باهتمام
"هل ذهابكِ المدرسة كان بسبب قسوة تلك العائلة معكِ؟"
نظرت لها بحذر لتكمل (رهف) وهي تضغط على قلبها حتى لا تغوص في ذكريات غير مرغوبة
"هل كانوا يعاملونكِ سيئاً أو .."
أسرعت تقول
"لا .. لا .. أبداً .. لقد اعتبروني دائماً جزءاً منهم"
قطبت (رهف) وهي تقبض على يدها بينما سرحت (همسة) بحنين
"ليس كلهم بالطبع .. فقط (عماد) و(فهد) .. كان يعاملانني كأنني أرق شيء في الوجود .. يخشيان عليّ من أقل لمسة .. كانا يحمياني دائماً من مضايقات (ليلى) وابنها اللذان كانا يحيلان حياتي جحيماً في كل مرة يتصادف وجودي معهما"
أنصتت لها باهتمام بينما تقاوم شعور الغثيان الذي انتابها مع ذكره

"لقد وافقا مضطرين على ذهابي للمدرسة الداخلية ليحمياني منهما بعد أن صارا من الصعب أن يتواجدا معي دائماً"
صمتت قليلاً وقد شردت عيناها للبعيد قبل أن تتابع بابتسامة رقيقة
"لقد فعلا الكثير من أجلي وتحملا الكثير لكنني في النهاية لم أحمل لهما سوى الألم والحزن"
عقدت حاجبيها تسألها بضيق
"ما الذي تقولينه (همسة)؟ .. من الذي سبب الضيق والحزن لمن؟ .. هم السبب في .."
قاطعتها وهي تنظر لها بعينين مترجتين أن تتفهمها ولا تقسو في حكمها عليها أو عليهما
"لا (رهف) .. هما لم يؤذياني .. لم يعرفا أبداً بحقيقتي ولم يعرفا بما حدث في الماضي .. كانا ضحيتين مثلنا جميعاً .. (سامر) كان يعرف ولهذا كان يؤذيني ولدي شعور أنّ (ليلى) كذلك كانت تعرف .. لا أعتقد أنّ كل هذا البغض لي فقط لأنّها تظنني ثمرة خيانة زوجها"
تنهدت (رهف) بقوة وهي تصغي لها وقد قررت الاحتفاظ برأيها حتى لا تؤلمها أكثر .. بعد حديثها مع (هشام) وتأكيده عليها أن تهتم بها وتمنحها صداقتها وأخوتها وتتفهم مشاعرها ولا تحكم مسبقاً عليها .. هي تتفهم هذا .. تتفهم إحساسها بالحب والانتماء حتى لو كان يضايقها هذا .. حتى لو كان موجهاً لأشخاص تسببوا بالأذى لأسرتها .. سمعتها تضحك فانتبهت لها بدهشة لتتابع (همسة)
"لقد كنت أصيبهما بالجنون بأفعالي .. كانا يلفان حول نفسيهما في الوقت الذي أعود فيه لقضاء العطلة معهما خوفاً من ارتكابي أي حماقة .. حاولا مراراً أن يجعلاني أتوقف عن مغامراتي الجنونية دون جدوى .. (فهد) كان يطلق عليّ المحققة (ويسبر)"
ضحكت (رهف) تسايرها في تغيير الحديث إلى آخر مرح
"كنت أقول أنّ أحد أجدادي كان محققاً سرياً بالتأكيد لأعشق المغامرات البوليسية لهذا الحد"
قالت (رهف) بابتسامة رقيقة
"لابد أنّها جينات عمي"
بهتت ابتسامتها لوهلة قبل أن تعود بلمسة حزينة وهي تهز رأسها
"أعتقد هذا .. كنت أؤمن أنّ هذا الشغف لابد يرجع لدمي .. الآن فهمت من أورثني إياه"
ربتت (رهف) على كفها بحنان وقالت
"لقد كان رجلاً عظيماً"

نظرت لها بعينين دامعتين فضغطت (رهف) على كفها مردفة
"أنا لم أعرفه أبداً .. لا أتذكره .. فقط ما سمعته من أبي والبقية"

صمتت (همسة) ثوان ثم ضحكت طاردة الحزن من جلستهما
"ألم تتعبي من جلوسنا؟ .. لم أنزلكِ من غرفتكِ لنجلس هنا، صحيح؟ .. هيا قومي لأساعدكِ في التمشي قليلاً في حديقتكِ الرائعة هذه بينما أمتعكِ ببعض حكاياتي اللطيفة"
ابتسمت لها لتنهض (همسة) وتمد يدها نحوها فالتقطتها (رهف) واستندت لذراعها الممدود وهي تقول
"أنتِ محقة .. أشعر بعضلاتي تصلبت من طول الجلوس في مقعدي"



ساعدتها في الحركة وسط الممرات الضيقة بين الورود ومرت الدقائق عليهما وضحكة (رهف) تصدح في المكان، وهي تستمع لها تقص عليها باقي مشاغباتها في طفولتها والحوادث التي سببتها .. استمعت لها باستمتاع بينما تكمل حكاياتها ضاحكة
"صدقيني .. كاد قلب مشرفتنا يتوقف عندما اكتشفت قفزي من النافذة باستخدام حبل .. بالطبع لم يمر الأمر دون عقاب واستدعاء ولي أمري والذي كان (عماد) .. هو الآخر كاد قلبه يقف من صدمته .. لا زلت أذكر عينيه تنظران لي على اتساعهما بينما يخبر المديرة أنّه لابد هناك سوء فهم وأنني لا يمكن أن أفعل هذا .. رغم أنّه كان يعرف داخله أنني قادرة على فعل أكثر من هذا"
هزت (رهف) رأسها ضاحكة بينما تستند إليها محاولة موازنة خطواتها
"وأنا التي ظننتني شيطانة .. بالمقارنة بكِ عزيزتي فأنا كنت ملاكاً في طفولتي"
ابتسمت وهي تساعدها في الالتفاف بممر آخر
"لا يمكنني تخيلكِ تشاغبين (رهف)"
ابتسمت مجيبة بحنين
"لا بل تخيلي .. لقد كنت أثير جنونهم بشقاوتي .. (عاصي) بالذات يمكن أن يخبركِ ما تعرض له بسببي"
مطت شفتيها قائلة
"أخي المسكين"
صمتت (رهف) لحظة ثم ابتسمت قائلة

"مسكين .. عزيزتي .. (عاصي) آخر شخص يمكن أن تطلقي عليه لقب مسكين .. صدقيني إنّه .."
ارتفع صوته يقول بنزق
"إنّه ماذا يا حبيبتي؟ .. أتحفيني برأيكِ اللطيف عني .. لم يعد يدهشني أي وصف منكِ يا عسليتي"
تنهدت بضيق مفتعل وهي تقول
"ليتنا ذكرنا مليون جنيه"

ضغطت (همسة) شفتيها تمنع ابتسامتها بصعوبة بينما تأوه هو بافتعال هاتفاً
"آه .. يا لكِ من قاسية (رهف) .. كيف تقولين هذا عن زوجكِ الحبيب؟"
هتفت بحنق وهي تحمر خجلاً أمام نظرات (همسة) المتسلية
"أنت لست زوجي بعد أيها الأحمق"
لم يهتم لوجود شقيقته ومال يهمس في أذنها بعبث
"قلت لكِ أنا على أتم الاستعداد لتغيير الوضع في الحال"
شهقت بقوة بينما احمر وجه (همسة) التي رمقته قائلة بلوم
"احترم وجودي على الأقل"
ضحك وهو يعبث في شعرها بكفه مبعثراً إياه فهتفت بتذمر وهي تبعد رأسها عنه
"أخي"
مال يقبل جبينها قائلاً

"يجب أن تقفي في صف شقيقكِ (همسة) .. حاولي أن تجعلي هذه العنيدة تترفق بي قليلاً"
هزت كتفيها قائلة
"أنت أخطأت بحقها ويجب أن تصلح أخطاءك أولاً قبل أن تسامحك"
رفع حاجبيه هاتفاً
"أنتِ معها أم معي؟"
ضحكت مجيبة
"أنا مع الحق"
كتف ذراعيه قائلاً بشر
"إذن فقد اتفقتما عليّ يا فتيات (رضوان) .. كان يجب أن أعمل حساباً لهذا وأمنعكما من الحديث معاً .. حسناً انتهى .. هذه الصداقة ستتوقف في الحال"
ابتسمت (رهف) بشماتة دفعته ليمنحها نظرات محذرة بينما مالت هي تستند لابنة عمها قائلة بخبث
"كل هذا لأنها تقول الحقيقة .. تعلم أن تتقبل آراء الآخرين (عاصي)"
لم يمنحها الفرصة لتتابع جملتها وهو يشدها إليه منتزعاً إياها من شقيقته التي هتفت معترضة فغمز لها بعبث وهو يحمل (رهف) بين ذراعيه

"لقد انتهت جلسة التدريب والنميمة يا جميلات .. والآن .. أريد زوجتي العنيدة قليلاً فقد اشتقت لها"
قالها وتحرك أمام أنظارها المذهولة بينما (رهف) تركل بساقيها في الهواء وهي تهتف
"أنزلني يا همجي .. ماذا تفعل؟ .. ألف مرة قلت لك لا تفعل هذا"
قال ببرود وهو يتجه بها نحو الفيلا

"لا حبيبتي .. أنا أعد الساعات منذ تركتكِ وذهبت للعمل .. هذا وقتي الآن"
"تباً لك (عاصي) .. من تظن نفسك؟ .. أنزلني حالاً"
ابتعد صوتهما عن (همسة) التي ابتسمت مع كلماته الخافتة التي وصلتها "عسليتي .. كيف أترككِ تلامسين الأرض القاسية بقدميكِ الناعمتين هاتين وأنا موجود؟ .. هذه إساءة بحقي"
بهتت ابتسامة (همسة) مع اختفائهما بالداخل، وتنهدت وهي تتحرك عائدة حيث كانت تجلس مع (رهف) وألقت جسدها على المقعد وشردت بناظريها نحو الورود التي كانت قبل دقائق قليلة تمنحها شعوراً بالجمال والسعادة سرعان ما اختفى مع رحيل (رهف) وعودتها لوحدتها التي قاومتها بقوة الأيام الماضية وقد ساعدها الجميع .. كانت تحاول قدر الإمكان ألا تختلي بنفسها حتى لا تهاجمها أفكارها اليائسة وآلام قلبها التي تنفرد بها بعد ذلك في ساعات النوم .. التقطت هاتفها وفتحته تنظر لصور (فهد) ككل يوم علّها تهدأ قليلاً من شوقها إليه
"متى يا (فهد)؟ .. متى ينتهي كل هذا العذاب؟"
تحاول هي أن تتمسك بالأمل رغم كل الدلائل التي تصرخ بها أن تفعل العكس لكنّها لا تملك خياراً .. الأمل يمنحها الرغبة في الاستمرار .. ينقذها من الغرق في آلام ستقتلها حتماً ذات يوم .. ابتسمت وهي تلامس بأصابعها وجهه في حنان وتنهدت وهي ترفع الهاتف لتقبل صورته هامسة

"اشتقت لك حبيبي .. اشتقت لك كثيراً"

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 02:47 AM   #1134

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صوت نحنحة خافتة بجوارها جعلها تشهق منتفضة وهي تلتفت لمصدر الصوت قبل أن تتنفس بارتياح مع رؤيتها لـ(راندا) التي ضحكت قائلة بعبث
"ماذا أرى؟ .. ما الذي تفعلينه (همسة)؟"
احمر وجهها وهي تغلق هاتفها بسرعة وتعيده لجيبها
"لا شيء"
اتسعت ابتسامة (راندا) الخبيثة وهي تغمز قائلة
"حقاً لا شيء .. لابد أنّكِ تحبين هاتفكِ إذن لتقبليه بهذه الرومانسية"
رمقتها بنزق ثم زفرت قائلة بحنق
"رباه يا (راندا) .. ألا يفلت أحد من لسانكِ أبداً؟"
ضحكت باستمتاع مجيبة
"مرحباً بكِ في صف الضحايا حبيبتي"
نظرت لها ثم هزت رأسها مبتسمة
"يعجبني تصالحكِ مع نفسكِ لهذه الدرجة"

هزت (راندا) كتفيها ببساطة قبل أن تختفي بسمتها وهي تعتدل راسمة الجد على وجهها
"لنتحدث بجدية قليلاً (همسة) .. أنا سعيدة أنّكِ تبذلين جهداً في المضي قدماً حبيبتي"
ومالت تلتقط كفها وتضمه في دعم
"تذكري دائماً أننا معكِ .. لا تظني نفسكِ وحيدة في معركتكِ"
منحتها ابتسامة ممتنة وهي تضغط على يدها
"أعرف (راندا) .. شكراً لكِ"
رقت نظرات (راندا) إليها وهي تردد
"يسعدني أيضاً أن أراكِ أنتِ و(رهف) أصبحتما قريبتين بهذه السرعة"
تنهدت بحرارة تجيبها
"أعتقد أننا نتشابه كثيراً"
"أنتما كذلك بالفعل"
قالتها (راندا) ضاحكة فأجابتها بضحكة وهزة رأس

"لا .. بعيداً عن الشبه الخارجي الذي بالمناسبة لا أستطيع رؤيته حتى الآن .. أنا وهي نتشابه في الكثير .. حتى في قصصنا ومعاناتنا نتشابه .. ربما هذا ما جعلنا نقترب بسرعة .. حقيقة أصبحت أشعر أنّها أختي الكبيرة أكثر من صديقتي"
مسحت (راندا) على خدها قائلة بحنان
"لهذا أنا أعرف أنّكما ستكونان عوناً لبعضكما (همسة) .. (رهف) كانت في حاجة لصديقة في نفس عمرها تشاركها أسرارها ومشاعرها .. وأعتقد أنّ مساعدتكِ لها في السابق وامتنانها لكِ جعلها تمنحكِ ثقتها بسرعة .. هذه فرصة جيدة لكما معاً حبيبتي"
همست بخفوت
"أرجو هذا"
ربتت على كتفها برفق
"بل ثقي بهذا"
وتراجعت مسترخية في مقعدها وهي تتنفس بعمق وراحة وابتسامة سعيدة ترتسم على شفتيها
"رغم كل ما حدث معنا .. أنا أشعر أنّ الأيام السعيدة قريبة منا"
كتمت (همسة) بصعوبة كلماتها اليائسة موشكة أن تخبرها أنّه ربما لا زال هناك الكثير من الألم والصعوبات قبل أن تأتي هذه الأيام لكنّها قاومت تفكيرها وأصغت لـ(راندا) التي يبدو أنّها رغم صمتها التقطت ما يختفي داخلها من كلام فقالت بابتسامة رقيقة

"لا زال هناك الكثير من الأشياء المعلقة ولا زال هناك أشخاص يهددون حاضرنا ومستقبلنا لكنني قررت ترك كل شيء للقدر ولثقتي بـ(هشام) أنّه سيفعل كل شيء من أجلنا لكن يجب أولاً أن نكون خلفه هو و(عاصي) .. يجب أن نجعلهما يشعران أننا أقوياء ونثق بهما"
أومأت برأسها بينما تقاوم شرود عقلها لـ(عماد) و(فهد) اللذين يحاربان على الجهة الأخرى ضد نفس الأعداء .. أعداء يحملون دمهما هذه المرة .. فتحت فمها لتقول شيئاً لكنّها توقفت وهي تلمح السيارة التي دخلت للفناء .. التفتت (راندا) هي الأخرى بتساؤل لم يلبث أن اختفى وهي تلمح من نزل من السيارة ونهضت مسرعة وهي تهتف
"ما هذه المفاجأة الجميلة؟ .. أنرتِ البيت (سديم)"
نهضت (همسة) مسرعة خلفها لترحب بابنة عمها التي عانقت (راندا) بحب قبل أن تبتعد مفسحة المجال لـ(رفيف) التي كانت تهتف من خلفها
"(رورو) .. أنا هنا أيضاً"
"آه .. و(روفي) أيضاً جاءت معكِ؟"
قالتها وهي تنحني لتلتقط (رفيف) وترفعها بين ذراعيها تقبلها بحب
"لماذا لم تخبريني أنّكِ ستأتين يا شقية؟"
ضحكت (سديم) وهي تحتضن (همسة) وأجابت
"لقد أصرت على القدوم معي عندما عرفت أننا سنأتي لبيت عمو (هشام)"
نظرت (راندا) بنزق إلى ابنة أخيها ورددت بحنق جعل (همسة) تضحك
"هكذا إذن .. أتيتِ لرؤية عمو (هشام) وليس (رورو)؟ .. الآن أنا حزينة"
رددت وهي تضعها أرضاً لتنظر لها الصغيرة بزمة شفتين ثم هتفت
"أنا أتيت لـ(رورو) أيضاً"
قرصت خدها وهي تقول عابسة
"يا مخادعة .. أنتِ تقولين هذا لتضحكي عليّ .. أخبريني إذن .. من تحبين أكثر؟ .. (رورو) أم العم (هشام)؟"
نقلت الصغيرة عينيها بين الوجوه الثلاثة المنتظرة إجابتها بترقب وعادت تركز نظراتها على (راندا) التي ابتسمت بثقة لم تلبس أن نسفتها (رفيف) وهي تهز كتفيها هاتفة ببساطة
"عمو (هشام) طبعاً"

انفجرت (سديم) و(همسة) ضاحكتين مع ردها بينما تريان الصدمة على وجه (راندا) التي تابعت الصغيرة بذهول
"تباً عرفت هذا .. هذه الشيطانة الخائنة لن تدخل بيتي مرة أخرى"
تابعت (سديم) بحنان قفزات (رفيف) وهي تجري في اتجاه الفيلا ثم التفتت لـ(راندا) المصدومة وقالت ضاحكة

"أنتِ لن تغاري على (هشام) من ابنة شقيقكِ يا (راندا)"
التفتت لها هاتفة بحنق
"بل سأغار .. أنتِ لا ترين كيف تلتصق به كالعلقة ولا نظراتها الخبيثة التي ترمقني بها عندما يدللها أمامي .. تباً .. تلك الفأرة الصغيرة تتعامل معي على أنّي ضُرتها لا عمتها"
هزت (سديم) رأسها وهي تتبادل نظرة ضاحكة مع (هسمة) التي تدخلت قائلة
"(راندا) تغار عليه من الهواء الطائر .. ألن تغار من غريمتها في قلبه؟"
التفتت لها ترمقها بنظرة شرسة جعلتها ترفع كفيها في الهواء باستسلام

"آسفة .. لم أقصد هذا المعنى"
تمتمت (سديم) وهي تتحرك مبتعدة عن (راندا)
"أنتِ حالتكِ ميؤوسة (راندا) .. حاولي أن تقللي من غيرتكِ وسيطرتكِ هذه قبل أن تحيلي حياة أخي لجحيم"
زمت شفتيها بنزق طفولي وهي تتحرك برفقة (همسة) تتبعها
"لا تقلقي على أخيكِ يا عزيزتي .. كل هذا على قلبه مثل العسل وأكثر"

التفتت تنظر لها ثم ابتسمت بخبث
"يكفي عسلاً وتلزيقاً يا نحلة"
اتسعت عيناها وهي تسمعها تناديها بالدلال الخاص بـ(هشام) وفتحت فمها تهتف بشيء عندما توقفت خطوات (سديم) واختفت ابتسامتها المرحة ليعلو الارتباك وجهها .. رفعت عينيها للاتجاه الذي تنظر إليه لتجد (سلمى) التي كانت تقف أعلى السلالم حاملة (رفيف) بين ذراعيها والشقية متعلقة بعنقها تهمس في أذنها ضاحكة بشيءٍ ما .. خفق قلب (راندا) بقوة وهي تنقل بصرها بينهما متذكرة حديثها مع (هشام) يخبرها أنّه قد أطلع (سلمى) على سر أخته من أبيه .. لم تتحدث مع حماتها في الأمر لكنّها لمحت أثره في عينيها وصوتها .. توقفت نظراتها على وجه (سديم) التي أطرقت بارتباك تتحاشى النظر بحرج لزوجة أبيها في خجل من ذنبٍ لم يكن لها يد به .. شعرت بـ(همسة) تميل على أذنها هامسة بقلق
"ماذا حدث (راندا)؟ .. لماذا أشعر بتوتر غريب في الجو؟"
همست لها بأسى وعيناها على وجه (سلمى) المختلط المشاعر
"لقد عرفت ماما (سلمى) بحقيقة (سديم)"
"ماذا؟"
هتفت كلمتها بصوتٍ مرتفع كسر الصمت المربك في المكان لتعض شفتيها بخجل قبل أن تهتف بتوتر وهي تتحرك نحو (سلمى)

"هاتيها عنكِ زوجة عمي .. تعالي معي (رفيف) .. ألا تريدين أن تلعبي معي أنا و(رهف) كالمرة الماضية؟"
أنزلتها (سلمى) التي لم تتحرك نظراتها من على وجه (سديم) بينما صاحت (رفيف) بحماس وهي تمسك بكفها وتنطلق معها للداخل
"أجل .. هيا بنا"
لم تتحرك (سلمى) خطوة واحدة ولا همست بحرف .. فقط ترقرقت عيناها بدموع دفعت بمثيلتها في عينيّ (سديم) التي تقدمت (راندا) منها، لتمسك كفها وهمست لها بدعم

"تعالي (سديم) .. لا تخافي من شيء"
ابتلعت غصتها بصعوبة وهي تتساءل عن المرأة القوية التي كانتها ذات يوم لكنّ قلبها رغم كل وجعه أخبرها بخفوت أنّها مع هذا تشعر بالحياة .. كل هذا الألم والتوتر والخوف .. كل هذا الضعف .. يجعلها حية .. يعني أنّها تشعر وتحيا .. أومأت وهي تنظر لـ(راندا) بامتنان ثم تحركت معها تصعد السلالم ودموعها تشتت رؤيتها لوجه (سلمى) التي وقفت جامدة حتى توقفت (سديم) قبالتها ورفعت عينيها لها بارتباك وخجل .. تركت (راندا) كفها وتراجعت مبتعدة قليلاً تتركهما في مواجهة بعضهما .. قطعت (سديم) الصمت وهي تهمس بشحوب بصوتٍ متحشرج باك
"أنا .. آسفة .. أنا حقاً آ .."

لم تكتمل جملتها حين تقدمت (سلمى) الخطوة التي تفصلهما واحتضنتها بقوة جاعلة إياها تحدق أمامها بعينين متسعتين مذهولتين وقلبٍ ارتجف بقوة قبل أن ينفجر كل شيء داخلها بعنف وهي تسمع (سلمى) تقول بحنان رغم صوتها المتقطع
"لا بأس عليكِ صغيرتي .. أنتِ هنا أخيراً .. لقد انتهى كل شيء"
ارتجفت شفتا (سديم) وهي تترك نفسها لحضنها الأمومي هذه المرة بحرية بينما قلبها لا يصدق أنّها تستقبلها بكل هذا الحب والحنان الدافيء .. رفعت ذراعين مرتجفتين وأحاطت جسد (سلمى) به تتشبث بثيابها كطفلة صغيرة عادت لحضن أمها وشهقت بالبكاء وهي تردد دون توقف
"أنا آسفة .. آسفة على كل شيء .. سامحيني"
بكت (راندا) وهي تنظر للاثنتين تبكيان وسمعت (سلمى) تردد بحنان اختلط بألمها الخاص
"لا تعتذري بنيتي .. ليس خطأكِ .. لم يكن خطأكِ .. أنتِ من يجب أن تسامحينا"
شاركتهما (راندا) البكاء بحرارة بينما قلبها ينبض بشعور فخر نحو (سلمى) التي لم تسمح لجرحها وشعورها بالحزن أن يجعلاها تظلم (سديم) أو على الأقل لا تستقبلها بهذه الطريقة .. راقبتها وهي تبعدها برفق لتحيط وجهها الباكي وتبتسم لها بحنان من بين دموعها وتميل لتقبل جبينها هامسة
"مرحباً بكِ في بيتكِ ووسط عائلتكِ (سديم رضوان)"
امتزجت شهقة (سديم) الباكية بآهة ارتياح عميقة كأنما انتزعتها (سلمى) بكلماتها واعترافها باسمها الكامل من أعماق محيط مليء باليأس والظلام .. ارتعشت شفتاها بابتسامة باكية وهي تلقي بنفسها بين ذراعيها تتشبث بها بقوة وامتنان
"شكراً لكِ .. شكراً لكِ كثيراً"
لم تشعر (راندا) في غمرة انفعالها بـ(هشام) الذي كان قد وصل لتوه ليفاجئه المشهد .. صعد السلالم بهدوء ليتوقف جوارها ينظر لأمه وأخته الباكيتين بحنان حزين وانتبهت هي لوجوده جانبها فالتفتت تهمس اسمه باكية فابتسم لها بحب .. مالت إليه ليضمها وتركها تذرف دموعها فوق صدره قبل أن يقول بصوت متحشرج
"توقفا عن البكاء أمي وإلا سأبكي معكما"
التفتتا إليه وضحكت (سديم) وسط بكائها بينما تركته (راندا) يتحرك نحوهما ليضم أمه الباكية ويفتح ذراعه الأخرى لأخته التي أسرعت تحتضنه باكية وتلف ذراعها حول عنقه
"شكراً لك (هشام) .. شكراً لك أخي"
ابتسمت (راندا) وهي تمسح دموعها وهمست بصوتٍ متأثر
"هل ستقفون عندكم كثيراً؟ .. هيا للداخل"
أومأتا لها وابتعدت (سلمى) أولاً وقالت بحنان وهي تشير لـ(سديم)
"هيا لندخل صغيرتي"
ردت بابتسامة وهي تبتعد عن (هشام) بعد أن منحته ابتسامة مماثلة مليئة بالحب والانتماء وتابعهما هو بعينيه بارتياح مردداً داخله براحة وهو يغمض عينيه
"حمداً لله .. لقد انتهى الأمر بسلام يا أبي .. ارتح حيث أنت يا حبيبي"
انتبه على قرب (راندا) ففتح عينيه ينظر لوجهها المبتسم رغم دموعها فوقه وابتسم فاتحاً ذراعيه لها فأسرعت تدخل بينهما وهي تهمس بحب
"هل تعرف كم أحبك (هشام رضوان)؟"
طبع قبلة على جبينها وهمس
"لا أعرف .. أخبريني أنتِ"
أحاطت خصره بذراعيها مجيبة بفخر وحب
"حتى أنا لا أعرف .. كلما اعتقد أنني وصلت لأقصى حد يمكنني أن أحبك فيه أكتشف في اليوم التالي أنني كنت مخطئة .. كيف يمكنني أن أغرق بحبك أكثر؟"
ضمها بحب واحتواء بينما تابعت وهي تطبع قبلة فوق قلبه
"شكراً لأنّ قلبك الكبير هذا اختارني ومنحني إياك"

ارتجف قلبه مع قبلتها له وهمس
"أنا من كان قدره سخياً ليمنحني إياكِ حبيبتي"
همس كلماته وهو يتحرك ضاماً إياها ودخل معها إلى بيتهما الذي بدأت السعادة خطواتها إليه من جديد .. صحيح أنّها لا زالت خطوات صغيرة مترددة لكنّها بدأت تعود وهذا هو الأهم.
**********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 02:49 AM   #1135

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هتفت (رهف) بحنق وهي لا تزال تركل بساقيها رفضاً بينما يفتح (عاصي) باب غرفتها ويدلف للداخل
"أيها المجنون .. إلى متى تستمر في تصرفاتك الفاضحة هذه؟"
"أي تصرفات فاضحة حبيبتي؟ .. أنا أحمل زوجتي التي أحبها ولا أحد يملك شيئاً ضدي"
قالها وهو يضحك، مثيراً جنونها أكثر بينما احمر وجهها غضباً منه وحرجاً من رؤية أمها و(راندا) لهما بعد دخولهما من الحديقة والصدمة التي اعتلت وجه (منال) ولم تلبث أن حلت مكانها ابتسامة خبيثة بينما قريبتها الخادمة الصغيرة تلك احمر وجهها وهي تنظر لهما بذهول بينما الأحمق البارد لا يبدو عليه أنّه فعل أي شيء مخجل وهو يحملها هكذا أمام الجميع .. هتفت وهي تضربه على صدره
"تباً لك .. هل تريد إصابتي بالجنون؟ .. لقد اتفقنا لكنّك تصر على مخالفة اتفاقنا دائماً"
همس برقة أذابت غضبها بينما يميل مقترباً من وجهها
"لا أملك قلبي يا عسلية .. هو من يعاندني ويتقافز في صدري ويدفعني إليكِ دفعاً يطالب بحقه فيكِ .. أخبريني كيف أقاومه"

تنفست بصعوبة وهي تنظر في عينيه اللامعتين ثم أشاحت بوجهها متمتمة بنزق تداري به ارتباكها
"لكنني على ما أذكر لم تكن تملك أي صعوبة في التحكم بقلبك البارد .. لم يكن يخرج على أوامرك قديماً، صحيح؟"
نظر لها رافعاً أحد حاجبيه قبل أن يزفر بيأس ويقول

"حقاً (رهف)؟ .. هل سنعيد نفس الكلام والاتهامات القديمة؟"
هتفت وهي تدفع يديها في صدره

"أجل سنعيدها ما دمت تصر على إثبات أنّك لا تزال الوغد الذي عرفته .. والآن أنزلني من فضلك"
لوهلة ظل معانداً يحدق في عينيها ثم تنهد بقوة وهو ينزلها برفق
"كما تريدين"
شعرت بالأرض هشة تحتها لثوان فمالت رغماً عنها تستند لجسده .. رفعت عينيها إليه بتوتر بينما يمسك كتفيها يدعم وقفتها ولم تلبث ابتسامة خبيثة أن ارتسمت على شفتيه كأنما يخبرها دون كلمات أنّها مهما ادعت من غضب لا تلبث أن تلجأ إليه وتثق به ليحتوي ضعفها .. قطبت بشدة وأجبرت جسدها وعضلات على التصلب لتدعم نفسها بنفسها وتحركت بخطوات طفل صغير نحو فراشها الذي يبعد بضع خطوات وتبعها هو في حماية ليسندها في حال خانتها قدماها .. تنفست بقوة وهي تميل جالسة على حافة فراشها وبقى هو واقفاً يتأملها برقة واهتمام ثم ابتسم مردداً وهو يتحرك ليجاورها
"صار بإمكانكِ التحرك دون عكاز (رهف)"

رددت بخفوت وهي تتحاشى النظر له
"قليلاً .. لا زال أمامي الكثير من الوقت والجهد لكن .. الحمد لله .. هذا أفضل بكثير مما كنت"
"بالتأكيد"
ردد مبتسماً في حنان وخانتها نظرتها إليه فتنهدت بحرارة وهمست

"لماذا لا زلت تعاند (عاصي)؟ .. أخبرتك أن تمنحني الوقت وأنا من نفسي سأخبرك عندما أشعر أني مستعدة"
أطرق صامتاً للحظات ثم أجابها
"لأنني خائف ربما؟"
نظرت له بحيرة دهشة
"أنت خائف؟"

قالتها كأنما لا تصدق أنّه قادر على الشعور بالخوف أبداً فابتسم بأسى وتحرك من مكانه ليجلس أمامها على إحدى ركبتيه مثيراً توترها من جديد .. لم يترك لها الفرصة لتبتعد بينما يهز رأسه ممسكاً بيديها بين كفيها
"ألا تصدقين؟ .. يحق لكِ أن تفعلي .. أنا نفسي لا أذكر أنني شعرت بالخوف هكذا من قبل .. لم أعرف الخوف بهذه الطريقة إلا بسببكِ (رهف)"
تركت كفيها يسترخيان في يديه بينما يواصل دون أن يرفع عينيه إليها وأصابعه ترسم حركات رقيقة فوق بشرتها مرسلة ذبذبات بنفس الرقة إلى قلبها الأحمق الذي استمع له بهيام
"قديماً كنت خائفاً بشدة من ذلك الشعور المبهم الذي يجذبني نحوكِ .. خفت من قوة ذلك الإحساس اللامنطقي نحو فتاة هي أختي الصغيرة كما كنت أردد دائماً .. خفت من نفسي عليكِ وخفت منكِ على قلبي حتى دون أن أعترف بسبب سلطتكِ عليه .. خفت وكدت أموت رعباً وأنا أظنني على وشك فقدانكِ بعد حادثكِ .. خفت من شعوري بالبرد حين طردتِني بعيداً عن دفئكِ (رهف)"
صمت للحظات تنفس خلالها بعمق ثم رفع إليها عينين تحملان كل مشاعره مردفاً
"والآن .. أنا خائف من فقدانكِ أكثر من أي وقت مضى .. خائف أن أخسركِ وأنا أواصل طرقي على باب قلبكِ يوشك أن يُفتح لي في أي لحظة وقبل أن يفعل .. يصفعني القدر بشيءٍ يجعلكِ تغلقين بابكِ أكثر في وجهي وتضعين فوقه أضعاف متاريسكِ القديمة"
همست اسمه بخفوت وقلبها يذوب أكثر لأجله وكأنه رأى كل هذا واضحاً في عينيها فتشجع أكثر ليميل نحوها متابعاً بعذاب وهو يرفع أحد كفيه يحتضن خدها
"خائف من نفسي ومن ذنوبي القديمة (رهف) أن تحرمني منكِ وأنا أوشك أن أضمكِ إليّ .. أكاد ألمس حلمي وأجعلكِ ملكي كما كان يجب أن تكوني من البداية"

مالت بخدها إلى كفه، وتهدجت أنفاسها وهي تنظر إليه .. ران الصمت إلا من أنفاسهما المفعمة بالمشاعر وآلاف الرسائل المتبادلة بين أعينهما في صمتٍ مفعم بالحياة لم تلبث أن قطعته وهي تهمس
"(عاصي) .. ما الذي تفعله؟"

ابتسم لها ببراءة شديدة بينما يميل نحوها أكثر
"ماذا أفعل حبيبتي؟"
كزت على أسنانها ونبرتها تعلو قليلاً عن الهمس
"ما الذي تفعله يدك هناك (عاصي)؟"
مال أكثر نحوها بينما يداعب خصرها برقة ملامساً بشرتها التي نافست نعومة بلوزتها
"أين حبيبتي؟"
هتفت بغل وهي تنتزع يده التي تسللت أسفل بلوزتها بخبث دون أن تنتبه في غمرة غرقها معه في دوامة مشاعرهما السحرية

"هنا أيها الوقح .. رباه .. أنت لا فائدة منك أبداً .. لماذا لا تتأدب قليلاً؟"
ضحك قائلاً
"أتأدب مع زوجتي؟"
"رباه .. أنا لست زوجتك يا قليل الأدب .. لقد اتفقنا على هدنة وأنت بتصرفاتك قليلة الأدب وتحرشك هذا تـ .."

شهقت قاطعة جملتها حين اقترب بدرجة خطيرة ونظرت في عينيه القريبتين بأنفاس محتبسة
"حبيبتي .. أنا حتى الآن أحترم نفسي معكِ .. لو تركت المجال لقلبي ونفسي .. صدقيني .. ستعرفين أنّ تصرفاتي هذه مؤدبة للغاية"
احمر وجهها بشدة وتراجعت للخلف بشفتين مرتجفتين وعجزت عن الرد لثوان قبل أن ترفع إصبعاً مرتجفاً هاتفة باتهام

"كـ .. كنت أعرف هذا"
قطب بتوجس من رد فعلها بينما تبدو على وشك البكاء

"استر يا رب .. ما الذي تفكرين فيه الآن؟"
طرفت دمعتان من عينيها بينما تحيط نفسها بذراعيها مرددة بنبرة كادت تدفعه للوقوع على ظهره ضاحكاً من شدة دراميتها وبؤسها
"كنت أعرف أنّك تفكر فيّ بهذه الطريقة المنحرفة"
اتسعت عيناه وهو يحدق فيها بصدمة قبل أن يتسلل الاستمتاع داخله وقاوم ابتسامته بينما تواصل بنفس الهلع

"أنت لا تريد مني إلا جسدي"
لم يحتمل أكثر وانفجر ضاحكاً بكل قوته فصرخت بقهر وهي تضربه على صدره
"توقف يا أحمق .. لا تضحك عليّ"
استمر في الضحك وهو يردد بكلمات متقطعة

"رباه .. لا أصدق .. أنتِ .. كيف تفكرين يا (رهف)؟ .. يا الله .. لا أستطيع التوقف عن الضحك"
"أيها الوقح .. لا تسخر مني"

هتفت وهي تضربه مرة أخرى لكنّه أسرع يمسك كفها في يده وهو يبتسم باستمتاع لمع في عينيه بينما يميل نحوها مردداً بعبث
"أنتِ من تتحدث بدون عقلانية عسليتي .. من قال أنّني أريد جسدكِ؟"
ارتبكت وهمست بشفتين مرتعشتين
"أنت كاذب .. نظراتك لي وتصرفاتك الوقحة و .."
قاطعها قائلاً وهو يحرك أحد حاجبيه
"أي تصرفات وقحة؟ .. هذه مثلاً؟"
اتسعت عيناها عن آخرهما وترددت شهقة قوية داخلها بينما يحتضن وجهها بكفيه ويميل كاتماً كل اعتراضاتها بشفتيه .. بقيت في صدمتها لثوان حتى ابتعد ناظراً لها بابتسامة امتزج فيها الحب بالعبث .. حدقت فيه بعجز بينما تحاول استيعاب صدمة قلبها الذي يرتعد في صدرها
"أنا لا أريد جسدكِ حبيبتي"

نظرت له بحيرة ليميل نحوها من جديد يغزوها بمشاعره ويستغل ضعف قلبها المشتاق لكل ذرة دفء من قلبه العاصي
"أنا أريدكِ كلك (رهف) .. روحكِ .. قلبكِ .. أنفاسكِ .. كل شيء .. جسدكِ يأتي فوق البيعة حبيبتي .. انا أريدكِ كلكِ عسليتي .. كما سأكون أنا لكِ كلي .. لكِ وحدكِ"
تقطعت أنفاسها أكثر بينما عقلها يصرخ داخلها أن تستفيق لنفسها لكنّ قلبها الأحمق كان يذوب أكثر مع كل كلمة ويداه اللتان تحتضنان وجهها انخفضتا لتعانقا رقبتها ثم أمسكا عضديها ليشدها إليه من فوق سريرها .. ضاعت تماماً وهي تتعلق به بينما يجلسها فوق ساقيه مواصلاً غزوه العاطفي الهامس

"تصرفاتي الوقحة كما تقولين .. مجرد وسيلة لأخبركِ دون كلمات .. كم أحبكِ .. كم أحتاجكِ وأريدكِ .. كم أنتِ جميلة وكم أعشقكِ"
مالت بوجهها مع لمساته الرقيقة لخدها بينما تشعر بيده تتحرك برقة فوق ظهرها فهمست اسمه وهي تنظر له بعجز وتوسل صامت للرحمة لم يستجب له وهو يقربها إليه أكثر مردداً وشفتاه تلامسان عنقها بعذوبة وقدسية
"رباه كم أعشقك .. كم أشتاق لكِ"
تنفس بقوة بين خصلاتها
"كيف لا تشعرين بي؟ .. كيف لا تفهمينني حتى الآن؟ .. كيف لا ترين أنّ (عاصي) لا يكتمل من دونكِ عسليتي؟"
أغمضت عينيها وتركت نفسها تغرق في الدفء الذي يغريها به فيما تهمس اسمه في ترنيمة لا تتوقف كما كان هو يردد اسمها مع كل قبلة عذبة منه تلامس قلبها مباشرة لا بشرتها
"(رهف) .. هل أنتِ .."

شهقة عالية جعلتهما ينتفضان من سحابتهما الوردية ويلتفتا بفزع نحو (همسة) التي هتفت وهي تدور بجسدها تخفي (رفيف) الصغيرة التي كانت على وشك دخول الغرفة خلفها
"أخي .. يا الله .. أنا آسفة .. لم .. آسفة"
اهتزت حدقتا (رهف) بارتباك وصدمة بينما اللون الأحمر يغزو وجهها بشدة واعتدلت ويداها تعدلان ثيابها بارتجاف بينما الوقح لم يحرك ساكناً وعلى شفتيه ابتسامة مستمتعة وقحة مثله، كأنما لم تضبطه شقيقته يرتكب فعلاً فاضحاً لتوه .. تباً له .. شتمته داخلها بحنق ثم هتفت
"دعني أنهض"
ترافق هتافها مع صوت (رفيف) تهتف باعتراض وهي تحاول إزاحة يد (همسة) عن عينيها
"لماذا تغطين عينيّ (هموس)؟ .. أريد أن أرى (رهف)"
اختلست النظر نحو (رهف) التي كانت غارقة في خجلها وشقيقها الذي بدا متسلياً بشدة لتهتف بارتباك
"لكننا سنلعب الغُميضة (روفي) .. يجب أن تغطي عينيكِ حتى تختبيء (رهف)، صحيح حبيبتي؟"
"صحيح"
هتفت الصغيرة بحبور فنظرت هي نحو شقيقها الذي لم يحرك ساكناً ليحرر (رهف) المسكينة من بين يديه فهتفت فيه
"بحق الله يا أخي هل هذا وقته؟ .. ألا ترى ما أنا فيه؟"
مط شفتيه بتأفف مفتعل ورمقها شذراً وهو ينهض رافعاً معه (رهف)

"أنتِ من أخطأت التوقيت آنسة (همسة) .. هذا أولاً"
ترك (رهف) تسقط بجسدها على الفراش متنفسة بقوة وتابع بسخرية

"ثانياً .. هناك شيء يُدعى الطرق على الأبواب قبل الدخول"
كزت على فكها ووجهها يحمر ثم هتفت وهي تزيح يدها عن عينيّ (رفيف)

"في المرة القادمة تأكدا من غلق الباب"
شهقت (رهف) بهلع وهي تنظر لها باستنكار بينما ابتسم شقيقها بعبث هازاً كتفيه ولم تلبث ابتسامته أن تحولت إلى ضحكة كبيرة حين اندفعت (رفيف) نحوه هاتفة اسمه
"جيد أنّك هنا .. كنت حزينة لأنّ عمو (هشام) ليس هنا"
استقبلها بين ذراعيه وحملها قائلاً بحنان وهو يقبل خدها
"مرحباً (روفي) الجميلة .. وأنا أقول لماذا بيتنا أنار فجأة؟ .. هل أتيتِ لزيارة العمة (راندا)؟"
زمت شفتيها بحزن مفتعل
"لا .. أنا غاضبة من (رورو) لأنّها لا تريدني أن أكلم عمو (هشام) .. أنا جئت مع (سولي) لأرى عمو (هشام) وأراك أنت أيضاً"
رفع عينيه بقلق نحو شقيقته فهمست بخفوت
"(سديم) هنا .. إنّها بالأسفل مع (راندا) و .."
قطعت جملتها بتوتر ليهتف
"(سديم) جاءت .. هل قابلت أمي؟"
هتفت (رهف) وهي تنقل بصرها بينهما

"(سديم) من؟"
ضاقت عيناها أكثر مع نظرة الارتباك في عينيّ (همسة) وهي تنظر لشقيقها فهتفت في غيرة

"هل هي إحدى فتياتك يا (عاصي)؟ .. انطق .. من هي ولماذا أ .."
قاطعها هاتفاً وهو يغادر الغرفة مسرعاً
"كنت أعرف أنّكِ ستشكين بي مرة أخرى"
"(عاصي رضوان) .. توقف عندك أنا أكلمك"
هتفت خلفه ليقول وهو يحمل (رفيف) مغادراً

"لا أعرف متى ستتعلمين أن تثقي بي قليلاً"
حدقت في إثره بحاجبين معقودين في ضيق لتتنهد (همسة) قائلة برفق
"إنّها (سيلين) يا (رهف)"
"ماذا؟"
أجابت سؤالها المندهش بهدوء
"(سديم) هو اسمها الحقيقي .. ليست إحدى فتيات (عاصي) كما تقولين"
حدقت فيها للحظات بصمت كأنما تحاول فهم ما تقوله ثم زفرت بقوة غارسة أصابعها في شعرها وهي تهتف

"يا الله .. أنا ما عدت أفهم شيئاً .. ماذا يحدث بالضبط؟ .. من أين يكون لها اسم حقيقي واسم غير حقيقي؟ .. ولماذا انقلب حاله هكذا؟ .. ليست أول مرة تزورنا على أية حال .. إلا إذا .."
نظرت لها (همسة) بتوجس قبل أن تتنهد بارتياح وهي تسمعها تواصل بشك
"إلا إذا كان ذلك الأحمق مرتبكاً بسبب لهفته لرؤيتها وها قد أسرع ليتابع غزله المعتاد معها"
رفعت أحد حاجبيها بطريقة جعلتها تشبه شقيقها في عينيّ (رهف) قبل أن تقول بسخرية
"أعتقد بعد المشهد الساخن الذي صدمني قبل قليل هذا آخر شيء توقعتكِ أن تظنيه"
شهقت بارتياع ثم ضربتها هاتفة بحنق

"احترمي نفسكِ (همسة) .. كيف تتحدثين هكذا؟ .. ألا تخجلين؟"
ضحكت وهي تنظر لخديها المحمرين
"من المفترض أن يخجل يا عسلية؟ .. انظري لحالتكِ"
"(همسة رضوان) .. اذهبي من أمامي قبل أن أقتلكِ وأذهب في الحال لأقتل شقيقكِ عديم الحياء"
هتفت فيها بنزق مقاومة توترها وخجلها لتضحك (همسة) وهي تغمز لها
"شقيقي هو عديم الحياء؟ .. أنتِ متأكدة؟"
ارتجفت شفتاها وهي تنظر لها بصدمة وعجزت عن الرد لثوان قبل أن تهتف وهي تتناول وسادتها
"وأنتِ عديمة الحياء مثله تماماً .. الآن تأكدت أنّكِ شقيقته .. أنتِ نسخة منه في كل شيء .. هيا اذهبي من هنا"
تفادت الوسادة وهي تمسك بطنها ضاحكة بشدة وقالت
"حسناً .. حسناً أنا آسفة .. كنت أمزح معكِ فقط"
وتحركت تجلس بقربها غير آبهة لنظراتها النارية وأحاطت كتفيها بذراعها قائلة
".. أخي يحبكِ كثيراً (رهف)"
رددت وهي تلوي شفتيها
"وأنا أكرهه"
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها
"آه لقد رأيت بعيني مبلغ كراهيتكِ له وأنتِ ذائبة في .."

قطعت جملتها بصرخة ألم عندما قرصتها (رهف) بشدة في خصرها وانتفضت مبتعدة
"يا إلهي .. ألا يستطيع الواحد أن يمزح معكِ قليلاً؟"
قالت ببرود مفتعل وهي تنهض ببطء
"لا .. لا أريد أن تمزحي يا وريثة (عاصي) في عدم الحياء .. المرة القادمة التي ستعيدين فيها الحديث عن هذا الـ .. الـ"
توقفت لحظة بارتباك جعل عينيّ (همسة) تلمعان بعبث فتحركت بحنق لتلتقط عكازها من جوار السرير متابعة
"سأكسر هذا العكاز على رأسكِ، مفهوم؟"
قاومت ابتسامتها بصعوبة وهي توميء رافعة كفها إلى شفتيها وحركتهما بإشارة توحي أنّها تغلقهما بمفتاح
"مفهوم"
رمقتها شذراً ثم أشارت بعجرفة مفتعلة
"هيا تحركي .. أريد أن ألحق ذلك الأحمق قبل أن ينهي وصلة عبثه الدنجواني"
تبعتها (همسة) وهي تهز رأسها هامسة بشفقة
"أخي المسكين"
وأسرعت جوارها متابعة بتوسل ضاحك
"ترفقي قليلاً بالمسكين (رهف) .. على الأقل دعيني أقضي قليلاً من الوقت الأخوي معه قبل أن تقتليه قهراً بعقابكِ له"
تحركت شفتا (رهف) بشبه ابتسامة محتها بسرعة وافتعلت التجهم والجدية قائلة
"شقيقكِ المسكين لم ير شيئاً بعد (همسة)"
لم تقاوم (همسة) الكلمات التي تقف في حلقها فتمتمت ساخرة
"بالنظر لما حدث قبل قليل فأنا أثق في كلماتكِ كُلياً"
التفتت لها بحنق فأسرعت تجري من أمامها قبل أن تضربها وهتفت
"لم ير شيئاً بعد؟ .. بالله عليكِ لو كنت تأخرت عليكما قليلاً لكان رأى كل شيء دون أن توقفيه"
شهقت باستنكار وهتفت وهي تحاول اللحاق بها
"(همسة رضوان) أيتها الوقحة .. يا عديمة الحياء عودي إلى هنا"
التفتت لها وأخرجت لسانها قبل أن تسرع نازلة السلالم لتواصل (رهف)
"حسناً .. انتظري حتى ألحق بكِ .. قليلة الأدب مثل شقيقكِ تماماً"
لوحت لها (همسة) من الأسفل فتنهدت بقوة وهي تتجه نحو مصعدها الخاص وتمتمت لنفسها بلوم
"لماذا تغضبين يا (رهف)؟ .. هل كذبت في شيء؟ .. ألم تري ما فعلتماه؟"
تحسست خدها الساخن وقطبت مواصلة تمتماتها الحانقة

"لقد ضحك عليكِ بكلمتين يا حمقاء وبلمسة واحدة عدتِ لتذوبي فيه .. تباً لغبائكِ"
تنفست بعمق وهي تتذكر ما حدث ولم تلبث ابتسامة حمقاء أن ظهرت على شفتيها
"حسناً .. ما حدث قد حدث .. أنتِ كنتِ راضية بما فعله"

عضت على شفتها وهتفت بحنق
"لكن هذه آخر مرة ستسمحين له بهذا .. يجب أن يعرف ذلك الأحمق أنّه لا يستطيع أن يتحكم في مشاعركِ كما يشاء .. حسناً؟"
همست لنفسها بخفوت وقلبها يخبرها ساخراً أنّها تضحك على نفسها لا أكثر وأنّ (عاصي) مع كل يوم يمضي عليهما يعود ليملك قلبها من جديد ويتحكم بإشارة واحدة منه بخفقاته ومشاعرها الحمقاء وأنّها لن تتمكن من مقاومة غزوه الحثيث إليها مهما قاومت.
**********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 02:50 AM   #1136

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقدم (توفيق) بخطوات هادئة واثقة وجسد مشدود ونظرات صارمة جعلت العاملين في خدمته يطرقون بخوف بدا أنّه يمنحه المزيد والمزيد من الإحساس بقوته التي عمل لسنوات طوال ليرسخها ويحافظ عليها .. رفع رأسه باعتداد أكبر بينما يشعر أنّ قدماه لا تلامسان الأرض بل هو قد بلغ بعد كل هذا الجهد والحرب المتواصلة عنان السماء ووازى بقامته الثريا في عليائها .. لم يكن ليسمح لأي شيء أن يعكر مزاجه هذه الأيام .. ولا شيء أبداً ولا أحد مهما فعل سيجعله ينزل من تلك القمة التي تربعها بعد المرارة التي أذاقها إياه حثالة البشر في ماضيه .. تقدم في الممر الطويل في قسم منعزل من أحد قصوره العديدة وبإشارة متعجرفة أمر الحارس عند باب القبو بالانصراف ليدخل هو بهدوء ويهبط السلالم المؤدية للجناح السري بأسفل القبو بعد أن أجرى الكثير من التعديلات على القصر القديم .. هذا القسم يحتوي على مخرج سري أيضاً لا يعلم به أحد كباقي قصوره .. من يدري ربما يحتاجه يوماً ما .. لم يتعود أن يترك أي شيء للصدفة حتى مع كل ثقته بخطواته وبنفسه .. ارتسمت ابتسامة ذئبية على شفتيه وهو يتقدم عبر الرواق إلى الباب الذي يخفي خلفه الجناح السري الذي يحتوي في هذه اللحظة بطاقته الثمينة التي احتفظ بها لسنين عديدة تحسباً لحاجتها .. كان يعرف أنّها ستنفع ذات يوم .. تنهد بعمق وهو يفتح الباب فجأة لتجفل الممرضة التي كانت جالسة في صمت كمريضتها النائمة في فراشها تعطيها ظهرها بينما الممرضة تقلب في مجلة ما بسأم ألقتها فور أن تفاجأت باقتحامه المكان .. وقفت أمامه بأنفاس مرتجفة هامسة
"سـ .. سيدي .. صباح الخير"
قاطعها بصرامة مخيفة
"كيف حالها؟"
أسرعت تقول بتوتر

"كما هي سيدي .. لا تتجاوب أبداً .. صامتة وشاردة طيلة الوقت"
أومأ برأسه وعيناه تضيقان بينما يراقب الجسد الساكن إلا من أنفاس تحركت بانتظام .. تأملها لبرهة قبل أن يقول للممرضة بجمود

"غادري"
أسرعت تطلق ساقيها للريح وكأنما حصلت على صك حريتها للتو بينما انتظر هو حتى أغلقت الباب وبقى مكانه لثوان ثم تحرك مقترباً من الفراش ليقف فوقها تماماً ينظر لوجهها الشاحب وعينيها المغمضتين بجمود .. مد يداً ليلامس خصلاتها الكستنائية التي تسلل الشيب إليها وتمتم بابتسامة ساخرة
"كأنّ السنين لم تمر عليكِ (همسة العاصي) .. لا زلتِ كما أنتِ"

تحركت يده لتلامس وجهها وهو يواصل
"ذلك الأحمق كان معذوراً لجنونه بكِ"
انتفضت مع لمسته لوجهها واعتدلت في فراشها تنظر له بعينين متسعتين بينما شعرها الحر الطويل متناثر حول وجهها وأنفاسها المتسارعة وعيناها المحدقتان فيه على اتساعهما جعلوها تبدو كامرأة مجنونة .. تراجعت بسرعة في الفراش حتى التصقت في الحائط وعيناها لا زالتا تحدقان فيه كأنما تحدق في شبح مخيف .. اقترب بخطوات هادئة لتتراجع أكثر فرفع يده يقول بحزم
"اهدأي"
خفضت وجهها تخفيه فوق ذراعيها المعقودتين على ركبتيها وبدأت تحرك جسدها بحركة رتيبة وقطب وهو يسمعها تهمس بكلمات غير مفهومة فمال قليلاً يحاول التقاط ما تقول ثم ابتعد مطمئناً لهذيانها غير المنطقي وطقطق بلسانه مردداً بأسى مفتعل
"هل كنتِ تتخيلين نفسكِ هكذا (همسة)؟ .. من طبيبة ناجحة بعملها وزوجة سعيدة وأم لصبي .. تنتظرين أنتِ وزوجكِ مولودة أخرى قريباً .. كنتِ تعتقدين أنّكِ في يومٍ ما ستخسرين كل شيء وتصبحين لا أحد .. امرأة مجهولة أصبحت في عداد الأموات .. لا أحد يعرف بوجودها ولن يسأل عنها"
تراجع متنهداً بحرارة وتابع بأسفه المصطنع
"لكن لا تلوميني عزيزتي .. زوجكِ هو من بدأ كل هذا .. لم يكن عليه أن يلعب معنا تلك اللعبة الخطيرة"
لم تمنحه إشارة إلى أنّها تصغي إليه أو حتى تفهم ما يقول بينما تواصل حركة جسدها للأمام والخلف برتابة دون أن ترفع رأسها فواصل دون اهتمام
"ظنّ نفسه ذكياً ليحاول القضاء عليّ .. كان عليه أن يفكر جيداً عزيزتي .. كان يمكنني أن أمنحه العالم كله عند قدميه لكنّه تمسك بنزاهة وتُرهات حمقاء مثله .. عندما تذهبين إليه في العالم الآخر أخبريه بهذا .. لوميه على ما أوصلكِ أنتِ وأولادكما إليه .. وبالطبع أبلغيه سلامي فلا أعتقد أنني سأستطيع إبلاغه بنفسي"
قالها بابتسامة ساخرة ونهض من مكانه ليغادر
"نحن لن نلتقي هناك على أية حال، أليس كذلك؟"
لم ينتظر منها رداً وهو يرمقها بنظرة مطولة يتأمل حركتها المتواصلة وهذيانها كأنّه ليس موجوداً من الأساس

"أتمنى أن تعجبكِ إقامتكِ في قصري يا ابنة (العاصي) ولا تقلقي الوضع مؤقت .. اصبري قليلاً حتى أدهس تلك الحشرات المزعجة التي تبحث عنكِ بغباء وبعدها نرى ما سنفعله بشأنكِ"
ردد كلماته بجمود وعيناه تسودان بتوعد وقسوة قبل أن يتحرك مغادراً الغرفة وتاركاً إياها خلفه في عالمها المنعزل .. مرت لحظات قليلة بعد إغلاقه الباب قبل أن يتوقف اهتزازها الرتيب لترفع رأسها ببطء تنظر أمامها حيث اختفى وراء الباب المغلق الذي تعلقت نظراتها به للحظات طويلة قبل أن تعاود خفضها فوق ركبتيها وقد توقفت حركتها وتمتماتها الغريبة وحل الصمت بالغرفة حاملاً معه أثقال سنين طويلة مضت في انتظار الغد الذي لا يأتي أبداً.
**********************
انتهى الفصل الرابع والخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 11:29 AM   #1137

eman hamid

? العضوٌ??? » 381937
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » eman hamid is on a distinguished road
افتراضي

واو همسه الام مش مجنونه هي بس مستنيه حد ينقذها أتمنى عماد وفهد يلاقوها ويقدرو ينقذوها اينجل ومنذر اتمنى الحياه تضحك ليهم بقي شاهي المتفهمه اعتقد يبقي ليها دور ف إنها تقربهم من بعض ابدعتي ك العاده

eman hamid متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 01:45 AM   #1138

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع يسلم ايدك

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-19, 04:28 AM   #1139

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل ولا اروع ابداع بحق سلمت اناملك السحرية اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم لاتطيلي الغياب بانتظار الفصل القادم عل 🔥🔥🔥🔥🔥🔥دمتي بخير

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-19, 12:47 AM   #1140

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

اسعدك الله حبيبتي على هذاالفصل الجميل
الرائع اجمل موقف كان حضن سلمى لسديم
اثرفيني كثيراكميةتسامح وحب خالص
يارب يوصل عمادوفهد لهمسة
اللتي اعتقدانهابخير ولاتعاني من شئ
بل تدعي حتى تنجوبنفسهامن مكرتوفيق
ابدعتي حبيبتي والله سلمت يداكي
موفقه باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.