آخر 10 مشاركات
شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          17- غدا يعود الماضي - فيوليت وينسبير (الكاتـب : فرح - )           »          بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree895Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-19, 01:29 PM   #1151

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل رهيب سلمت يداكي حبيبتي ويعطيك الف عافية😍 ..بليز ماتموتي ملك هي شعاع النور بالنسبة لمنذر ..ضحت بنفسها لما شافت ممكن حد يأذيه وونسيت كل زعلها وقهرها منه ومنذر بعد كدة اعتقد حيفوق لنفسه ويراجع نفسه ..اما شاهي فقمة في الرقي والاخلاق عجبتني كيف اتعاملت مع منذر وكيف حاولت تساعده يظهر مشاعره لملك ..اتمنى تلاقي هي كمان الحب الحقيقي في الجزء القادم لانها عانت كثير وتستحق السعادة 😖..عماد مسكين امه مصره على تدميره ونجحت ياترى حتعمل ايه ياعماد ..سامر الكلب طلع هو الي وراء ابتزاز ليزا ياترى امتى حتخلصينا منه قرفنا منه المعفن يغور هو وامه 😠..بىغم اني حسيت بشوية تعاطف مع ليلى هي انسانة مش طبيعية وزوجها واخوها دمروها بس هي ماتركت حد الا وسببت له الاذى ..منتظرين الفصل الجاي بشوق ودمتي بخير وعافية 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-19, 02:59 PM   #1152

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

رائع جدا جدا فعلا صعب تقفليه القفلة الشريرة دي..... اعجبتني جدابرفَوووو حبستي انفاسي بانتظار الجزء القادم عل🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥دمتي بخير بانتظارك لا تطيلي الغياب 🌸

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-19, 06:32 PM   #1153

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,389
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

جميل جدا هذا منذر لغز كبير أبكاني هذا الفصل كثيراً

Rima08 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 12:56 AM   #1154

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت شاكك بس متاكد 😒هتموتي البنت ولو ماتت مش هيبقي فيه منذر
هيبقي فيه إعصار وهيتحول لوحش متيقن أنه مش مسموح ليه يعيش حياه سعيده أو أنه حتي يلمح السعاده
ف ارحمي بقي وخليك جدعه 😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 11:27 AM   #1155

eman hamid

? العضوٌ??? » 381937
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » eman hamid is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع صحيح القفله شريره لكن اعتقد كتير اوي هيتغير بعد إنقاذ ملك ل منذر وعلاقتهم هتقوي حتي بعد مايعرف حقيقة وجودها ف بيته اخيرا رهف وعاصي اجتمعوا
الفصل الي فات لما سألتك عن سامر وانه مختفي وقولتي إنه ظهر ف الفصل الي قبله ومن وقتها وانا بفكر ظهر أمتي ويمكن فيه مشهد نسيته لكن كده وضحت الأمور اتمنى يلاقي جزائه هو كمان


eman hamid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 09:54 PM   #1156

Marwa Nassma

? العضوٌ??? » 449623
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 255
?  نُقآطِيْ » Marwa Nassma is on a distinguished road
افتراضي

لم افهم شيء . كثيييييييييير اسماء

Marwa Nassma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-19, 02:47 AM   #1157

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس والخمسون
"لا نرى مدى عمق الحب إلا وسط ألم الفراق"
جورج إليوت
"أسوأ ما يحدث ألا نعرف قيمة من نحب إلا بعد الفراق"
جاين أوستن

****************
تطعلت (سؤدد) عبر الشرفة إلى الخارج بترقب بينما تنتظر قدوم (عماد) لمقابلة والدها كما أخبرته في الليلة الماضية .. تحركت بخطوات متوترة وهي تزفر بحرارة .. لم تستطع النوم طيلة الليل بعد لقائهما ولا زال قلبها يتألم بعد ما سمعته منه .. رؤيتها له بهذه الحالة كانت مؤلمة للغاية لكنّها مع ذلك تنهدت ارتياحاً وهي تراه يهبط من السيارة بينما كانت تنتظره أمام باب المطعم .. أسرعت نحوه وعيناها تتفحصان جسده بحثاً عن أي أذى .. كان ارتياحها جزئياً فهي تعلم أنّ الأذى في قلبه وروحه .. أسرعت إليه تهتف اسمه بلهفة
"أنت بخير؟ .. ماذا حدث؟"
ابتسم لها بشحوب ونظر لفستانها الأنيق قائلاً

"من المفترض أنّ أُبدي إعجابي بأناقتكِ حبيبتي بينما أحمل لكِ أخباراً سعيدة، لكنني مع الأسف أقطع احتفالكِ مع عائلتكِ لأشغلكِ بهمي"
اقتربت تمسك بكفه وهمست باحتواء

"لا تقل هذا يا أحمق .. من سينشغل بهمومك إن لم أفعل أنا؟"
نظر في عينيها للحظات ليوجعها الألم الشديد المطل عبرهما ممتزجاً باعتذراه لها .. ابتسمت بمرح مفتعل وهي تشير للمطعم
"(همسة) بالداخل .. هل تريد أن تسلم عليها؟ .. لا بد أنّك مشتاقٌ لها"

ازدادت دكنة الحزن في عينيه وهز رأسه قائلاً
"لا (سؤدد) .. لا أستطيع أن أقابلها وأنا بهذه الحال .. ليس الآن"
ضغطت على يده مبتسمة بتفهم
"لا بأس حبيبي"

"هل نذهب؟"
قالها وهو يتحرك معها نحو سيارته لتوميء برأسها بينما فتح لها الباب لتجلس في مقعدها .. تابعته باهتمام عبر الزجاج وهو يتحرك أمام السيارة قبل أن يجاورها وينطلق ثم سألته بخفوت
"أين سنذهب؟"
رد بشرود
"لمكان هاديء نكون فيه وحدنا"
تأملته قليلاً ثم همست وهي تمد يدها إلى كفه

"ألن تخبرني ماذا حدث معك؟ .. ماذا فعلت في سفرك؟"
تنهد بقوة وأجابها
"سأخبركِ بكل شيء (سؤدد) .. دعينا نصل أولاً .. لا أثق في نفسي إن بدأت بالحديث الآن .. أنا بالكاد أتمالك نفسي"
لمع الأسى في عينيها لكنّها ابتسمت له بحنان

"حسناً حبيبي"
ران الصمت عليهما وهي تنظر للطريق وقلقها يزداد وعقلها يواصل تخميناته التي تزيدها قلقاً .. كانت تختلس النظر إليه تراقب تعابيره بقلبٍ مثقل ولم تنتبه إلا حين أوقف السيارة عند بقعة هادئة من الكورنيش .. التفتت له بتساؤل فقال وهو يترجل من السيارة
"لقد وصلنا"
تبعته وهي تنظر للمكان الهاديء ثم للنيل التي تحركت أمواجه هذه الليلة بهدوء .. شعرت بقشعريرة برد فضمت ذراعيها لها وانتبه هو فاقترب منها قائلاً
"هل تشعرين بالبرد؟"
هزت رأسها نفياً قبل أن تضحك مجيبة بصدق
"قليلاً"
نظر لها بأسى وهمس وهو يمسك يدها يقودها لنزول السلالم الحجرية
"آسف حبيبتي .. لم أكتف بمقاطعة سهرتكِ السعيدة فأحضرتكِ هنا في هذه الليلة الباردة"
توقفت مكانها وقالت بلوم
"توقف عن الاعتذار (عماد) .. أنا لست متضايقة لأنّك قاطعت سهرتي وبالتأكيد لا أهتم لشعوري بالبرد بينما أنا أراك أخيراً بعد كل تلك الأيام التي كاد القلق يقتلني فيها"
ارتجفت نظراته وهو يتطلع في عينيها ورأت داخلهما صراعاً شديداً قبل أن يصعد الدرجة التي تفصلهما وهمس لها

"لم أستطع إلا التفكير بكِ (سؤدد) .. اسودت الدنيا أمامي ووجدت نفسي أقود سيارتي دون توقف لأراكِ .. أردت أن أدفن كل وجعي وهمومي بين يديكِ .. لم أستطع الذهاب لأي شخص آخر"
رقت عيناها وهي ترفع كفيها تحتضن وجهه وهمست مبتسمة
"فعلت الصواب (عماد يزيدي) .. كنت سأقتلك لو فكرت أن تبحث عن المواساة عند غيري"

حاول الابتسام لكنّ ابتسامته خرجت مرتجفة مشوهة بالألم وعجز عن النطق فهتف وهو يشدها إليه يحتويها بشدة وخرجت زفراته محرقة بكل ما يشعر به قاطعة كل ترددها لتشد ذراعيها حوله باحتواء وعيناها تدمعان
"آه يا (سؤدد) .. أنتِ لا تعرفين ما بي .. مهما حاولت أن أصف لكِ ما أشعر به لن أقدر .. رباه .. أحتاجكِ بشدة .. أحتاجكِ بيأس حبيبتي .. أتمزق لدرجة الموت (سؤدد) .. أكاد أموت"
هتفت بلوعة وهي تبتعد لتنظر في وجهه وعينيه اللامعتين بدموع مكبوتة
"بعد الشر عنك (عماد) .. لا تقل هذا .. كل مشكلة ولها حل حبيبي .. كل شيء يهون"
قاطعته قبل أن ينطق بشيء
"ما دمت أراك سالماً أمامي كل شيء آخر يهون (عماد)"
وخانتها دمعتان وهي تهمس محتضنة وجهه
"وأنا معك دائماً .. مهما كان الأمر سيئاً سنتجاوزه معاً، حسناً؟"
أومأ برأسه وهو يرفع يداً مرتجفة يمسح بها دموعها قبل أن يمدها ليمسك كفها ويقول وهو يعاود نزول الدرجات

"تعالي حبيبتي"
رافقته إلى حيث جلسا على إحدى الأرائك الخشبية المقابلة للنهر ولم يترك يدها وهو يجلس متطلعاً للنيل كما فعلت هي مستعيدة سهرتهما الخاصة فوق اليخت النيلي .. التفتت إليه وقالت بحنان
"ها نحن وحدنا (عماد) .. لماذا لا تخبرني ما حدث معك وأحزنك هكذا؟"
زفرة حارة غادرت شفتيه بينما تتردد الكلمات في الخروج لتواصل

"لن ترتاح إلا إن أخبرتني بما يؤلمك (عماد) .. تحدث حبيبي .. مهما كان الأمر صعباً سأكون قوية وسأواجهه معك"
همست كلماتها الواثقة رغم القلق الذي ينهش قلبها رعباً مما يخفيه .. شعرت بيده تضغط على كفها بتوتر قبل أن يهمس بمرارة
"يؤلمني أن أكتشف أنني كنت ساذجاً وأحمقاً أكثر مما ظننت (سؤدد) .. اليوم تعثرت بحفرة سوداء أخرى من ماضيّ .. لكنّها كانت قاتلة"
انقبض قلبها بشدة لكنّها قاومت وهي تصغي له يقص عليها كل ما حدث معه .. أفرغ كل جراح روحه بين يديها وصوته يتقطع مع كل كلمة ينزف بها أوجاعه .. ينفعل تارةً ويتهدج صوته تارةً أخرى حتى انتهى من حديثه ليحل الصمت ضيفاً عليهما .. يحاول هو أن يتمالك نفسه خلاله وتحاول هي أن تستوعب صدمتها وتسيطر على ذكرياتها التي انطلقت مثيرة غثياناً مع ذكره للشيطان الذي انتزع منها أغلى سنوات عمرها وحطم ببشاعته أسرتها .. انتزعها من أفكارها مردداً بمرارة
"لا أدري هل ما زال هناك بجعبتهم المزيد .. أشعر أنني مهما تعمقت لن أصل لقاع ذلك الماضي الأسود يا (سؤدد) .. أي أسرة هذه التي أنتمي إليها؟ .. أي أم أتت بي لهذه الحياة؟ .. هل هناك أم تفعل هذا بأولادها في سبيل انتقام مجنون؟"
تنهدت قائلة برفق

"أعتقد أنّ العالم فيه أبشع من هذا (عماد)"
هز رأسه يرد باختناق
"لكنّها ألقتني في هذا العالم البشع يا (سؤدد) .. تركتني أحارب تلك السنوات وأنا أظن نفسي أفعل شيئاً .. هل كان كل هذا لا شيء؟ .. كل ما وصلت إليه كان سراباً .. نجاحي هذا كان بسبب ذلك الـ .."
"لا"
هتفت بحزم وهي تمسك بكفيها وجهه وتديره لها
"لا (عماد) .. أنت لست مديناً بنجاحك لأحد"
حاول أن يعترض لكنّها شددت عليه وهي تنظر في عينيه بإصرار

"نجاحك يعود بعد توفيق الله إليك أنت (عماد) .. أنت من تعب وبذل جهداً ليصل لهذا النجاح .. لولا مثابرتك وعقلك وإخلاصك لما حققت شيئاً .. فلتذهب وساطته للجحيم .. لو أنّك لم تكن قدر المستوى الذي يجبر من عملت معهم على الاعتراف بقدراتك والاستفادة منك لم يكن شيء ليجبرهم على استمرارهم في توظيفك .. لا تفكر أبداً أنّك مدين لذلك الحقير بشيء (عماد) .. لا تفكر إلا في أنّك حاربت بصدق وفعلت المستحيل من أجل أسرتك .. كنت صادقاً وأميناً ومثابراً وأخلصت في كل عمل قمت به حتى وصلت لمكانتك الآن"
همس باختناق
"لكن يا (سؤدد)"
حركت رأسها نفياً وهي تهز رأسه بكفيها في حزم
"لا يوجد لكن (عماد) .. أخبرني .. ألم تكن مخلصاً ومتقناً في عملك؟ .. قل لي .. ألم تقم بواجبك كما يجب؟"
أومأ برأسه فابتسمت
"إذن لا تفكر في أي شيء آخر .. انس أي شيء قالته والدتك .. اعتبر أنّك لم تعرف أو تسمع شيئاً .. ثم .. ألم يقل أبي أنّ ذلك اللعين سرق عمي واستولى على كل ماله قبل أن يتخلص منه إذن .."
أمسك كفيها يبعدهما عن وجهه وهتف
"كان مالاً حراماً يا (سؤدد) .. لذا هذا سيعني أنني أيضاً .."
قاطعته بسرعة
"لم أقصد هذا (عماد) .. هذا المال أنت حصلت عليه مقابل عملك وجهدك بصرف النظر عن تدخل ذلك الرجل في حصولك على الوظيفة أم لا .. يبقى هذا حقك .. وأنا أعرف نزاهتك حبيبي وأعرف أنّك لن تقبل مالاً حراماً، أليس كذلك؟"
أومأ موافقاً فاتسعت ابتسامتها الحانية وهي تردف

"ما أردت قوله فقط أنّ ذلك الوغد هو من تسبب في معاناتك أنت و(فهد) وتشتتكم في الغربة .. سرقته لكم وقتله عمي .. لذا حتى وإن تدخل وقدم مساعدة غير مشكور عليها وأعرف أنّك كنت تفضل الموت على أن يقدمها لك .. لكن .. هذا يبقى ثمناً قليلاً يدفعه مقابل جريمته في حقكم .. اعتبره هكذا حبيبي .. أريدك أن تنسى تماماً ما سمعته ولا تسمح لوساوسك أن تعود لتسيطر عليك مجدداً بسبب شيء كهذا، حسناً؟"
نظر لها دون رد فأعادت سؤالها بحزم ليوميء برأسه موافقاً وهمس بخفوت
"حسناً"
وصمت قليلاً وهو ينظر لوجهها المبتسم برقة وتفهم ليرفع بعدها كفه ويلامس خدها هامساً
"لا أعرف ماذا كنت سأفعل إن لم تكوني معي"
ضحكت وهي تهز كتفها قائلة بمرح مفتعل
"هذا لتعرف قيمتي"

لم يضحك على مزحتها لكنّ نظراته ازدادت عمقاً وامتناناً وهو يردد
"ولماذا تظنينني تمسكت بكِ بيدي وأسناني (سؤددي)؟"
انسحبت ضحكتها إلى ابتسامة رقيقة بينما يواصل
"أليس لأنني أعرف كم أنتِ غالية وقيّمة وأعرف أنّ روحينا لا تكتملان إلا ببعضهما"
رقت نظراتها وهي توميء ليبتسم بحب
"لهذا تقودني قدمايّ إليكِ دون شعور فور أن تظلم الدنيا في عينيّ .. أهرب إليكِ عارفاً أنّ ملجأي سيحتويني وسيعيدني أقوى وأصلب"
أمسكت كفه تميل بخدها عليه وهي تهمس
"هذا صحيح (عماد)"
وضحكت برقة وهي تردف

"وغير هذا خطأ تعاقب عليه"
ومع ضحكته عاد قلبها يتنهد باطمئنان يعده في صمت أن تظل ملجأه حين توجعه الحياة أو تشتد ضربات القدر.
انتبهت من أفكارها مع رؤيتها لسيارته تدلف إلى ساحة القصر وأشرق وجهها حبوراً وأسرعت تنزل السلالم لتستقبله بلهفة لم تبال إن رآها أحد من عائلتها أو الخدم .. لم يعد يهمها أي شيء منذ تحررت .. إنّه حبيبها وخطيبها وقريباً جداً ستكون زوجته .. لم تقاوم الابتسامة التي ارتسمت على وجهها مع مرور الفكرة برأسها .. لهثت بقوة وهي تقف أمامه ليبتسم قائلاً بحب

"حبيبتي .. هل كنتِ في انتظاري؟"
أومأت وهي تشده من يده للداخل
"أنا أنتظرك منذ أمس"
ابتسم بخفوت وهو يرافقها للداخل وقال
"هل نمتِ جيداً ليلة أمس؟"
هزت رأسها ونظرت له باهتمام وقلق
"وأنت؟ .. هل أنت أفضل اليوم؟"
ضغط كفها بحب

"أنا بأفضل حال منذ تحدثنا أمس .. لقد أزلتِ حملاً كبيراً عن قلبي حبيبتي"
لمعت عيناها بحنان بينما ارتسمت ابتسامة مشاكسة على شفتيها وهي تقول

"نحن في الخدمة سيد (عماد)"
لم تكتمل ضحكته على كلماتها مع صوت (سيف) يقول بضيق
"مرحباً (عماد) .. أي رياح ألقت بك علينا اليوم يا ابن العم؟"
نظر لـ(سؤدد) بيأس وقال

"إن فقدت أعصابي وخنقته لن يلومني أحد، صحيح؟"
ضحكت قائلة
"إنّه يغار فقط حبيبي"
تركها واقترب من (سيف) وأحاط كتفه بذراعه قائلاً بهدوء

"(سيف) حاول أن تتقبلني قليلاً يا رجل .. صدقني لن تخسر شيئاً .. أنا لم آت لأسرقك شقيقتك منك .. هل تعرف؟ .. لقد سمعت أنّ (زياد) كان يضيق ذرعاً بسبب قربك من شقيقته .. التي هي خطيبتك بالمناسبة، صحيح؟ .. لذا لن أقول لك ضع نفسك مكاني وتفهمني .. أنت في مكاني بالفعل يا رجل .. لذا ارحمني رجاءاً من غيرتك الأخوية هذه، حسناً"
لوى شفتيه دون رد وتابعتهما هي بعينيها مبتسمة، قبل أن تنتبه لوالدها الذي ينزل السلالم بهدوء مبتسماً بترحيب وعيناه تقعان على ابن أخيه الذي أنزل ذراعه جانبه وهو يعتدل باحترام ليرحب بعمه
"مرحباً (عماد) .. كيف حالك بني؟"
"بخير عمي .. شكراً لك"

تعانقا بقوة وربت (أحمد) على ظهره وهو يقول
"من الجيد أنّك عدت .. كنت أريد الحديث معك في أمرٍ ضروري وما صدقت أن أخبرتني (سؤدد) أمس حتى طلبت منها إخبارك بضرورة مجيئك"
هز رأسه يرد بأسى
"وأنا أيضاً كنت أريد الحديث معك عمي .. لقد تعقدت الأمور كثيراً ولا أحد غيرك يمكن أن يساعدني .. أحتاج عونك ونصيحتك عمي"
ربت على ظهره وقال وهو يقوده نحو المكتبة
"وأنا معك في أي شيء بني .. تعال لتخبرني كل شيء بالتفصيل"
تابعتهما (سؤدد) بعينيها في قلق بينما مال (سيف) عليها قائلاً باهتمام
"ألن تذهبي معهما؟"
قطبت في ضيق وقالت
"أبي أخبرني أنّه يريد الحديث معه على انفراد"

هز رأسه باستغراب ثم سألها بقلق
"ماذا لو كان يخططان لشيء خطير؟ .. ألا يجب أن نعرف؟ .. ماذا لو .."
قاطعته وهي تحاول التحكم في مخاوفها
"أبي يعرف ما يفعله يا (سيف) .. لن نستطيع أن نقف في طريقه ولا يمكننا أن نظل قلقين ونسبب له هو وأمي القلق أكثر .. هو أيضاً يخشى أن نتدخل بطريقة تفسد خططه أو تتسبب في أذانا"

استمع لها في صمت غير راض بينما هي في أعماقها كانت لا تصدق كلماتها وقلبها يخبرها أنّ (عماد) لم يخبرها بكل شيء وربما كان يخفي عنها ما هو أخطر.
*********************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-12-19, 02:51 AM   #1158

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اندفعت (شاهي) عبر طرقات المشفى وقلبها ينبض بجنون وصدرها يتحرك بأنفاس سريعة بينما تبحث بعينيها عن (منذر) وخلفها تماماً كان (يسري) الذي رافقها حارساً بعد أن أصرت على مغادرة المزرعة واللحاق به فور معرفتها بما حدث .. همست بارتجاف
"يا رب .. أرجوك يا رب"
غشيت الدموع عينيها وهي حتى اللحظة لا تصدق ما حدث .. كيف؟ .. ومن سيفعل شيئاً كهذا؟ .. لا تستطيع أن تفكر في أي احتمال سوى أنّ عدواً لـ(منذر) كان يترصده وأطلق النار بعد مغادرته للمزرعة دون حراسة .. لقد جف الدم في عروقها حين سمعت أصوات الطلقات النارية بالخارج واندفعت تغادر غرفتها لتجد الفزع بين الخادمات لتهتف اسم (منذر) بجزع وهي تنطلق للخارج لتتفاجأ بالخبر .. من فعلها؟ .. رفعت كفها إلى جبينها وهي تشهق بالبكاء
"يا رب .. كن معهما"
دارت بآخر الممر حيث أخبرتها عاملة الاستقبال وتجمدت مكانها بجزع وهي ترى (منذر) يجلس مطرقاً على أحد مقاعد الانتظار لا يهتز له ساكن ويده قابضة على شيءٍ ما بقوة بينما ثيابه غارقة في الدم .. لم تعرف إن كان دمها وحدها أو أصيب هو الآخر .. اقتربت منه بسرعة وهي تهتف باسمه لكنّه لم يرفع رأسه وبدا أنّه لم يسمعها .. لمست كتفه هاتفة باضطراب
"(منذر) .. أنت بخير؟ .. هل أصبت بأي أذى؟"
رفع إليها عينين أوقفتا قلبها وهو ينظر لها بضياع فهمست اسمه بتوجس
"(منذر) .. أنت تقلقني .. تحدث أرجوك"
ورفعت عينيها نحو غرفة العمليات المغلقة والمصباح المشتعل فوقها ورددت بخوف
"هي بخير، أليس كذلك؟"
لم يرد عليها وازدادت يده انقباضاً على ما يحمله وارتفع حاجباها وهي تلمح طرف القلادة التي يتمسك بها بقوة .. جلست بجواره ووضعت يدها على كتفه هامسة بترفق
"ستكون بخير .. لا تخف"
شعرت برجفة تمر بجسده وهو يرفع رأسه ينظر نحو باب الغرفة حيث ترقد بين الحياة والموت ثم أدار وجهه إليها لتقابلها عيناه المحمرتان بينما يردد باختناق
"أخذوها مني يا (شاهي)"
سالت دموعها وهي تنزل يدها لتحيط بها كفه وهمست
"ستنجو .. هي ستكون بخير .. لن يصيبها شيء"
هز رأسه قائلاً بمرارة
"أنا السبب .. لقد أخذت الرصاصة بدلاً عني .. أنا السبب"
تنفست بصعوبة وهي تقول
"ليس ذنبك يا (منذر) .. أنت لم تعرف أن .."
هتف وهو يغرس أصابعه في شعره
"لو أنني لم أجبرها على الهرب .. لو أنني لم أرعبها لهذه الدرجة لما حدث كل هذا .. أنا السبب"

"(منذر) أرجوك .. لا تفعل هذا بنفسك .. انظر .. تفاءل .. لا يجب أن تيأس .. ادع لها الآن (منذر) .. هي في أمس الحاجة لدعواتنا الآن"
أطرق ينظر للقلادة في كفه وضغط عليها حتى كادت تدميه وضحك بمرارة شديدة وهو يرد
"وهل تظنين أنّ مثلي يُستجاب له دعاء يا (شاهي)؟ .. أرأيتِ؟ .. أخبرتكِ أنني بلاء على كل من عرفني .. كل من سيقترب مني سيتأذى .. لقد آذيتكِ .. والآن هي"
مسحت دموعها وهي تهتف
"لا تقل هذا (منذر) .. لا ذنب لك فيما حدث .. إنّه قدرها وهي ستنجو .. كن قوياً"
تراجع في مقعده وهو يزفر بحرقة وصمتت هي قليلاً قبل أن تهمس بتردد
"هل عرفت من فعلها؟"
نظرت إليه بتوجس عندما تحاشى إجابة سؤالها وتسلل الشك لقلبها فقالت
"(منذر) .. سألتك هل عرفت من أطلق الرصاص؟ .. سمعت الرجال يقولون أنّهم أمسكوه .. (يسري) رفض أن يخبرني بأي شيء .. ما الأمر؟ .. من كان يا (منذر)؟ .. هل .."

صمتت بتردد ثم تابعت
"هل والدك خلف الأمر؟"

لم يفتها ضغطه بقوة على فكه وتسارع أنفاسه فهتفت في جزع
"هو فعلها؟"
أجابها بجمود

"(مختار) هو من أطلق الرصاص"
تراجعت شاهقة بارتياع بينما أكمل
"لقد استطاع الرجال الإمساك به بعد أن تمكنوا من إصابته"
ارتجفت شفتاها وهي تبحث عن كلمات بينما تنظر في عينيه تتوسله أن يكون كذباً
"كـ .. كيف؟ .. هذا مستحيل .. ألم تقل أنّه في السجن؟"
أغمض عينيه متنفساً بقوة وغلب الغضب المكبوت نبرة صوته

"كان بالسجن .. لقد تأكدت من أنّه سيقضي هناك سنوات طويلة لكنّه هرب .. أحدهم ساعده على الهرب"
سألته والدموع تعود لعينيها
"من؟"
كز على أسنانه وعيناه تسودان أكثر
"أشك في شخصٍ .. سأتأكد قريباً"
تأوهت باكية بمرارة
"إذن ففي النهاية تبين أنني السبب يا (منذر) .. ليس أنت .. لقد كان يترصدك .. أتى لينتقم منك بسببي .. أنا من .."
قاطعها بحزم
"الرجال يستجوبونه الآن وسأعرف من دفعه لفعل هذا .. هناك من حرضه وسأصل إليه عاجلاً أو آجلاً وعندها أقسم أن أذيقهم مرارة تلك اللحظات التي عشتها"

عضت على شفتها قائلة
"ربما لم يحرضه أحد يا (منذر) .. (مختار) شخص خطر ومجنون .. لا بد أنّه أراد الانتقام لنفسه"
ضغط بين عينيه بتعب وهو يرد
"لا أعرف يا (شاهي) .. عقلي يكاد ينفجر"
دفنت وجهها بين كفيها وهي تبكي .. إذن (آنجِل) في الداخل بين الحياة والموت بسببها هي .. (مختار) أتى ينتقم منها والمسكينة تورطت في انتقام لا شأن لها به .. همست وهي ترفع عينيها له
"ألم يخرج أحدهم ليطمئنك؟"
هز رأسه نفياً دون رد لكنّها لمحت جسده يرتجف وانقبض قلبها شفقة عليه .. تعرف كيف يشعر .. اقتربت لتحتضن كفه بمواساة بينما زفر هو بحرقة ولمحت هي بلوعة قطرة دمعة تخونه فهمست اسمه بألم

"أنا معك"
همست وهي تشد على كفه فأومأ ومال برأسه ليسند رأسه إلى كتفها وأغمض عينيه متنفساً بحرقة وشعرت به يكتم بصعوبة رغبة عارمة في البكاء .. نظرت إلى حيث كان (يسري) يقف بعيداً وأشارت له بعينيها أن يتركهما وحدهما ففعل وباتا وحدهما في الممر الخالي أمام غرفة العمليات .. شعرت بجسده يهتز فتنفست بقوة وهي تستدير نحوه وترفع ذراعيها لتضمه بينهما بحنان وهي تهمس في أذنه
"ابك (منذر) كما تريد .. لا تقاوم"

هز رأسه نفياً وهو يقاوم بقوة أكبر لكنّها مسحت على ظهره بحنان أقرب للأمومة وسالت دموعها وهي تواصل
"ابك أرجوك .. لا تقتل نفسك هكذا .. ابك لترتاح"
اهتز جسده بشهقة بكاء خانت قوته وتمسك بها مردداً

"أنا آسف يا (شاهي)"
خفق قلبها بقوة بينما يتابع

"أنا .. لا أعرف ما بي .. لا أفهم لماذا أشعر هكذا .. لا أريد أن أجرحكِ بأنانيتي أكثر"
ربتت على ظهره وهي تبكي معه
"لا تقل هذا .. أنا أفهمك (منذر) .. والله أفهمك ولا ألومك أبداً .. أنت تحبها .. أنا أعرف هذا

شعرت بحرارة على ثيابها فعضت على شفتها مدركة أنّه رغم كل مقاومته لم يستطع كتمان دموعه
"لا أعرف متى حدث هذا .. لا أفهم كيف ولماذا .. لماذا هي؟"
ابتسمت في حنان وهي تمسح دموعها بيد وتمسح على شعره بالأخرى
"هذه الأمور لا تسأل فيها كيف ولماذا (منذر) .. قلبك أحبها ولم يهتم لوقت أو مكان .. لا يمكنك أن تلومه"

ران الصمت لثوان قبل أن تسمعه يهمس بحرقة
"كنت أحلم بها .. قبل أن أراها بكثير"

ارتفع حاجباها بدهشة وحاولت أن تبعده لتنظر لوجهه لكنّه تمسك بها كأنما يخجل من أن يصارحها بمشاعره نحو أخرى وهو ينظر في عينيها وسمعته يردف بحيرة
"لم أفهم ماذا يحدث معي .. لم أعرف من هي ولماذا تطاردني هكذا في أحلامي .. تقولين أنّكِ سمعتِني أهذي باسمها .. هذا صحيح .. لابد أنني كنت أحلم بها كالمعتاد .. وصدقيني (شاهي) .. كان هذا حتى قبل زواجنا"
"أصدقك (منذر) .. أصدقك"
همست بخفوت وهي تربت عليه ليقول باختناق

"كانت تطاردني في أحلامي ثم تحاول الهرب .. كنت أمسكها وأمنعها من الابتعاد عني لكنّها كانت تتبخر فور أن ألمسها .. تتحول لذرات من النور وتطير بعيداً تتركني في ظلامي .. الآن فهمت .. كانت أحلامي تحذرني .. كانت نذيراً لما يحدث الآن .. ها هي فور أن اقتربت منها وعندما عرفت ماذا أريد منها فردت جناحيها وتكاد تطير مبتعدة يا (شاهي) .. كان يجب أن أعلم أنّ ظلامي لن يسمح لأي نور بالاقتراب مني .. لا أنتِ ولا هي يا (شاهي) .. أنا لا أستحق أياً منكما .. أنا لن أمنحكما سوى الأذى والظلام (شاهي)"
"لا تقل هذا أرجوك .. أنت منحتني الكثير يا (منذر) .. مهما قلت أو فعلت لا يمكنني أن أرد لك ما أدين لك به .. وبالنسبة لها .. أنا أعرف من تكون .. هي توأم روحك .. المرأة التي كنت تبحث عنها في كل مكان دون أن تشعر .. كنت تراها في أحلامك قبل أن تقابلها .. لم يكن هذا نذيراً يا عزيزي ..روحك كانت تشعر بقربها .. كانت تعرف أنّك ستراها قريباً وستعرفها فور أن تراها .. هذا كل شيء"
رفع وجهه وهو يمسح دموعه بقوة
"وما الفائدة الآن يا (شاهي)؟ .. أنا سأخسرها قبل حتى أن يبدأ أي شيء"

هزت رأسها بحزم
"أنت لن تفعل .. تفاءل أرجوك .. سترى .. هي ستفيق وستعود بخير و .."

ردد بجمود
"وعندها سأتركها تفرد جناحيها وتحلق بعيداً عني .. بعيداً عن ظلامي والهلاك الذي ينتظرها معي (شاهي)"

حدقت فيه بحيرة وعجز وفتحت فمها لتهمس بشيء لكنّها صمتت عندما شعرت بالباب ينفتح من خلفهما ونهض (منذر) سريعاً وشعرت بيده المرتجفة تشتد على يدها ووجهه يشحب بشدة بينما ينظر للطبيب الذي غادر الغرفة .. ربتت على كفه وهي تسرع نحو الطبيب قائلة بخوف
"كيف حالها؟ .. هي بخير، أليس كذلك؟"
نقل بصره بينهما وشعرت خلال اللحظة التي مضت على جوابه أنّ (منذر) يكاد يسقط ميتاً رعباً من الإجابة
"لقد استخرجنا الرصاصة وأوقفنا النزيف حمداً لله"
تنهدت في ارتياح بينما لم يعد اللون لوجه (منذر) كأنّه لا زال ينتظر كلمة لكن وما سيتبعها
"وهي؟ .. كيف حالها؟ .. لم يتضرر أي عضو بسبب الرصاصة؟"
سألته بقلق ليهز رأسه
"حمداً لله .. لم تكن إصابتها قاتلة أو في أي عضو حيوي .. لقد فقدت الكثير من الدم فقط وستحتاج للبقاء تحت الملاحظة الطبية حتى تفيق .. لكنّها عامةً قد تجاوزت الخطر لا تقلقا"

تنهدت بارتياح وهي تلامس قلبها وقال وهو ينقل بصره لـ(منذر) الصامت
"حمداً لله على سلامتها"
قالها وتركهما لتهتف (شاهي) بسعادة وهي تبكي
"هل سمعت؟ .. هي بخير .. لقد قال أنّها بخير"
نظر لها بتعابير مبهمة فابتسمت له من بين دموعها وهتفت وهي تحتضنه باكية
"والله قال أنّها نجت وستكون بخير .. صدقني .. ستراها عندما تفيق وتطمئن بنفسك عليها"
تردد وهو يرفع ذراعيه قبل أن يحيطها بهما مستسلماً لعناقها الرقيق وهو يسمعها تواصل تأكيدها له تخبره مراراً أنّه لا يحلم وأنّ ملاكه البريء لم يرحل .. لم يختطفه الموت ويحرمه منه عقاباً على خطاياه .. ربما بعد كل شيء ظلامه ليس بتلك القوة ليطرد الملائكة من حياته.

*********************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-12-19, 02:54 AM   #1159

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ضرب (توفيق) بكفه فوق مكتبه بغضب وهو يهتف في رجله الذي وقف أمامه مطرقاً بتوتر
"ماذا قلت؟ .. أطلق النار على من؟"
ابتلع الرجل لعابه بتوتر أشد وهو يردد

"على السيد (منذر) يا سيدي"
نهض من خلف مكتبه واندفع ليمسك بخناقه يهزه بعنف وقد اشتعلت عيناه بشدة
"من أخبره أن يفعل هذا؟ .. لقد كانت أوامري محددة"
همس وعيناه تزوغان

"آسف يا سيدي .. هذا ما أبلغني به الرجال .. لقد نفذوا ما أمرت به تماماً وساعدوا ذلك الرجل في الهرب وأبلغوه رسالتك دون أي خطأ"
نفضه بعنف حتى كاد يسقط أرضاً وكز على أسنانه قائلاً
"قلت أنّ السيد (منذر) نجا من الرصاص؟"
"أجل سيدي .. الرصاصة أصابت شخصاً آخراً .. هناك فتاة تلقت الرصاصة عنه"

ضاقت عيناه وسأل بشك
"هل هي زوجته؟"
هز رأسه نفياً بسرعة

"لا سيدي .. ما وصلنا أنّها فتاة تعمل في مزرعته وكانت معه وقت إطلاق النار عليه وهي افتدته بنفسها"
ارتفع أحد حاجبيه ولمعت عيناه وعقله يعمل بسرعة بينما يهمس
"افتدته بنفسها؟ .. هل عرفتم من تكون؟"
"لا .. ليس بعد .. كل ما عرفناه أنّها تعمل لديه"
ابتعد بهدوء ليجلس على مقعده ونظر لرجله بصرامة
"حسناً .. أريد أن أعرف من تكون وكل شيء عنها .. أريد كل التفاصيل في الحال .. لا تعد إلا بأخبار جيدة وإلا ستدفعون الثمن جميعكم .. وتأكد أن ذلك اللعين لن ينطق بأي حرف يجعل (منذر) يشك في علاقتكم بالأمر، مفهوم؟"
أومأ الرجل رأسه وأسرع يفر من أمامه ليضرب (توفيق) المكتب بغضب أكبر وهو يصرخ
"اللعنة .. اللعنة على غبائكم"

لا .. هو المخطيء .. ما كان يجب أن يستخدم ذلك الأحمق .. اللعنة .. لم يعمل حساباً لهذا .. لقد أرسل رجاله ليبلغوه بعرضه .. يساعده في النجاة من السجن الذي تسبب فيه (منذر) ثم الهرب خارجاً، مقابل أن يتخلص من تلك العلقة التي التصقت بابنه وقلبته عليه .. تذكر بقهر آخر زيارة لـ(منذر) التي أبلغه فيها بصرامة أكبر أنّه لن يتسامح في إزعاج زوجته أكثر .. لقد شعر بتغيره .. ولو سمح لتلك اللعينة بالاستمرار في حياة ابنه أكثر فسيخسره حتماً .. سيخسر ما صنعه به ليجعله ما هو عليه الآن .. نسخة منه .. صحيح أنّها نسخة حاقدة ويعرف جيداً أنّه لم يسامحه على موت أمه ويحاول أن ينتقم لكنّه كان يتلاعب به .. يراقب في صمت ما يفعله ليثبت له في النهاية أنّ ما يريده هو ما سيكون وأنّه لن يخرج عن الطريق الذي رسمه له بيده قبل سنوات .. لكنّها .. تلك اللعينة تسللت كالسم الزاعف إلى قلب ابنه وبدأت تغيره .. كان لابد أن يتخلص منها للأبد .. لم يعرف أنّ طليقها الأحمق سيفقد عقله ويطلق النار على ابنه بدلاً عنها .. كيف وقع في هذا الخطأ الذي كاد يفقده ابنه؟ .. سيجعله يدفع الثمن ذلك الغبي .. سيندم على أنّه فكر أن ينتقم من ابنه بدلاً من أن يقتل زوجته الخائنة .. تراجع في مقعده متنفساً بقوة وهو يحاول التحكم في غضبه .. ارتفع رنين هاتفه فالتقطه مجيباً بهدوء
"نعم .. تحدث"
استمع لمحدثه لبرهة وضاقت عيناه وهو يأمره بحزم
"لا .. اكتف بمراقبتهم وحسب .. دعهم يظنون أنّهم آمنون ريثما نعد لهم المفاجأة التي تليق بهم"
أغلق الهاتف وعيناه تلمعان بينما يهمس
"هكذا إذن يا (ليلى) .. تظنينني غبياً وسأصدق كذبتكِ .. أنا أعرفكِ جيداً لحسن الحظ .. لو أنّكِ صارحتِني أن ابنكِ الغالي هو من يبحث عن (همسة) لربما منحته فرصة لينجو بحياته أما وقد عرفت بنفسي فلا تلومي سوى نفسكِ وابنكِ الأحمق"
ألقى هاتفه جانباً وأخرج سيجاراً غالياً ليدخنه ويحرق فيه انفعاله وتوتره في انتظار الأخبار التي سيأتي بها رجاله .. لو أنّه اتصل بـ(منذر) فربما أثار شكوكه نحوه .. الانتظار هو أفضل ما يفعله الآن .. وإن كان يتمتع بفضيلة وحيدة فهي الصبر .. لقد أجادها لسنين وسنين ولن يضيره بعض الصبر الآن.
لم تمض بضع ساعات حتى عاد رجله بوجه متغير ونظرات مترددة لم ترحه بينما يحمل ملفاً في يده .. أشار له بكفه أن يقترب ففعل وهو يقول بتوتر
"لقد وجدنا شيئاً مهماً يا سيدي أعتقد أنّك تحتاج لتعرفه"
قطب بشدة وهو يسأله
"ما الأمر؟ .. هل للأمر علاقة بإطلاق النار على (منذر)؟"
تنفس الرجل قائلاً بتردد
"في الواقع يا سيدي .. لقد عرفنا شيئاً بخصوص الفتاة التي أصيبت بدله"
"ماذا هناك؟ .. انطق في الحال"

قدم له الملف قائلاً بسرعة
"إنّها فتاة إيطالية سيد (سيزار) .. لم تلتحق بالعمل عنده إلا منذ فترة قصيرة وهي"

فتح الملف وقلّب فيه بسرعة لتقع عيناه على بعض الصور التي التقطت من بعيد لـ(منذر) بقرب مزرعته وتقف معه فتاة شقراء لم يتبين ملامحها جيداً وسمع الرجل يتابع
"لقد تذكر أحد الرجال أنّه رآها قريباً"
رفع إليه عينين ضاقتا بحذر يأمره أن يتابع
"كانت تعمل قبل أشهر في فندقك الكبير في روما سيدي"
اتسعت عيناه بترقب
"كانت تعمل عندي؟"
أومأ برأسه وأشار إلى الملف قائلاً
"لقد عملت هناك قبل أشهر وتحديداً في الفترة التي سبقت الاجتماع السنوي الذي أقمته سيادتك هناك .. كما أن الرجال في بحثهم وجدوا أنّها .."
صمت بتوتر فهتف فيه
"أنّها ماذا؟ .. انطق"
أسرع يجيب وهو يدعو الله ألا يعاقبهم على تقصيرهم
"اسمها (آنجيليكا) وصلت روما قبل أشهر وعملت في الحال في الفندق ثم تركت العمل فجأة وعملت في أحد المطاعم و .."
انصت له (توفيق) باهتمام وهو يكمل المعلومات القليلة التي جمعوها عنها خلال تلك الساعات وتنفس بقوة وهو يعود لينظر للصور التي التقطها رجاله وكانت إحداها تظهر وجه الفتاة بوضوح واهتز شيء ما داخله مفجراً شكوكه قبل أن ينظر لصورة أخرى وقال رجله مشيراً لها
"تلك الصور أخذناها من كاميرات المراقبة بالفندق .. هي أوضح ما حصلنا عليه و .."

قاطعه بإشارة من كفه وهو يتأمل وجه الفتاة وشكه يزداد ثم هز رأسه هامساً برفض
"مستحيل .. ليست هي حتماً"
"سيدي"
همس الرجل بتردد لكنّ (توفيق) تابع كأنما لم يسمعه
"تشبهها كثيراً .. ليس إلا شبه .. لقد ماتت منذ سنوات .. لا يمكن أن تكون قد استطاعت الاختفاء تلك السنوات بعيداً عن ناظريّ .. لا يمكن"
(آنجيليكا) .. (آنجيلا) .. (ملك) .. ترددت الأسماء في ذهنه بدوي مزعج بينما أسرع يقرب حاسوبه المحمول إليه وفتح بعض الملفات يبحث خلالها حتى توقف عند صورة للمحامي الذي تسبب له في الكثير من الصداع حتى تمكن من إخراسه بقتله هو وعائلته، وذلك الخائن (ماتيو مارياني) الذي ساعده أنزل عليه جام غضبه حتى يعترف بمكان من نجا من أسرة (ماجد) .. لقد تأكد من أنّه لم يمت إلا وقد أكد له موتهما .. لا يمكن أن يكون ذلك الحقير قد خدعه قبل موته .. لن يفعل هذا وحده .. لابد أنّ هناك آخرون ساعدوه ليزيف موت تلك الفتاة إن كانت هي بالفعل وشقيقها قد نجيا .. كز على فكه ونظراته تزداد اشتعالاً بينما تتوقفان على صورة الفتاة .. تلك الصغيرة التي قابلها ذات مرة في حفله حين أتت مع والديها .. الصورة التي على حاسوبها كانت بالكاد في السابعة عشر من عمرها لكنّ الشبه واضح .. وضع الصورتين بقرب بعضهما .. إنّها هي .. وضع صورتها بقرب صورة أمها ليصفعه الشبه بينهما .. لا شك أنّها هي .. همس بذهول وهو يتراجع في مقعده
"ابنة (ماجد) .. (ملك الصباغ)"

لا زالت على قيد الحياة وهذا يعني أنّ الخطر الذي تركه (ماجد الصباغ) خلفه لا زال قائماً .. تلك الفتاة التي بحث عنها طويلاً كانت قريبة منه كل هذا الوقت دون أن يدري والآن .. الآن هي بقرب ابنه .. تنفس بقوة وهو يفكر دون توقف .. ما الذي تفعله هناك؟ .. هل تسعى خلفه؟ .. استمر عقله في جمع الخيوط معاً دون أن يصل سوى لنتيجة واحدة .. تلك الفتاة تسعى خلف انتقام أسرتها ولهذا سعت خلف (منذر) أولاً .. نظر لرجله بوجه متجهم وقال بصرامة وهو يضرب على الملف بقوة
"أريد كل المعلومات عنها .. ابحثوا خلفها .. أريد أن أعرف أين كانت تلك السنوات وأين شقيقها .. كيف وصلت إلى هنا ومن ساعدها في الالتحاق بالعمل في فندقي دون أن يتحرى جيداً خلفها"
هز الرجل رأسه، وقد شحب متيقناً أنّ زعيمهم لن يرحم تقصيرهم كل هذا الوقت

"لا تترك معلومة صغيرة تخصها إلا وستأتون بها، مفهوم؟"
"مفهوم سيدي"
وصمت متردداً ثم سأله
"لكن ماذا عنها؟ .. هل .."
لمعت عيناه بقوة وهو يقول
"لا .. حسابها سيأتي في الوقت المناسب .. أريد أن أعرف أولاً ما هي علاقتها بـ(منذر) وماذا كانت تفعل في مزرعته .. وفي اللحظة المناسبة سأحصل عليها وعندها سينتهي كل هذا"
أنهى كلماته وأشار له بصرامة لينصرف وما أن أغلق الباب حتى تراجع في مقعده وعيناه معلقتان على شاشة حاسوبه حيث أطل وجه (ماجد الصباغ) وعيناه المليئتين بالحزم والثقة تقابلان عينيّ (توفيق) بتحدٍ كأنما يخبره أنّه حتى بعد موته لا زال يمسك بخيوط اللعبة ولن تنتهي إلا بانتصاره .. أغلق الشاشة بعنف وهو يدور بمقعده ليواجه الشرفة ويشرد بعينيه للبعيد مردداً
"الخيوط كلها بيدي يا (ماجد) .. لا تظن أنّك ستنجح بعد موتك فيما فشلت فيه وأنت حي .. وابنتك الحمقاء تلك ستلحق بك قريباً .. لابد أنّك اشتقت لها كثيراً"
وأردف وهو يضغط على كلماته
"قريباً ستشرفني بنفسها وسأتأكد هذه المرة من أنني أرسلتها خلفك .. قريباً جداً"

*********************
استمع (أحمد اليزيدي) لحديث ابن أخيه باهتمام حتى أنهى (عماد) حديثه بزفرة حارة وهو يتراجع في مقعده متمتماً باختناق
"لا أعرف ماذا أفعل الآن عمي .. أشعر أنني وصلت لطريق مسدود"

أغمض عينيه بمرارة وهو يقول
"لا أصدق .. بعد كل هذه السنوات .. أنت متأكد من هذه المعلومات بني؟"
"أجل عمي .. لقد تأكدنا من كل شيء وبقى فقط أن نصل إليها"
غامت عيناه بالحزن وهو يردد
"مسكينة يا (همسة) .. لقد دفعت ثمناً غالياً .. أكثر منا جميعاً .. كيف مرت عليها تلك السنين؟"
والتفت يسأله بتوتر

"هل حالتها سيئة للغاية؟ .. تغيرت كثيراً"
تنهد بقوة وهو يوميء

"بالتأكيد لم يكن ما مرت به سهلاً عمي .. إنّه شيء لا يتحمله أحد فما بالك بامرأة مثلها .. كل ذلك العذاب وفقدان زوجها وابنتها .. وبعدها تلك السنين وحيدة في حكم الموتى .. ستكون أقوى امرأة عرفتها في حياتي إن هي تجاوزت كل هذا وعادت كما كانت"
أطرق (أحمد) بأسف وهو يفكر في (همسة العاصي) وآخر مرة رآها فيها قبل الحادث .. هل مرت عشرون عاماً بالفعل؟ .. أخرجه (عماد) من تفكيره المرير وهو يقول
"فكرت أنّه يمكن أن نجد حلاً معاً .. كما أخبرتك فالسيدة (ليلى سليمان) رفضت مساعدتي بل واختارت صف (توفيق) الأغا .. الوغد الذي تظن أنني مدين له بكل شيء في حياتي .. لقد تركت (فهد) هناك وعليّ اللحاق به لفرنسا حيث يخفي (توفيق) السيدة (همسة) في أحد قصوره الحصينة هناك .. حتى اللحظة نحن عاجزون عن إيجاد ثغرة ندخل بها هناك .. وإن دخلنا فلا نعرف كيف سنخرج وإياها سالمين"
صمت (أحمد) قليلاً يدير الأمر في ذهنه بينما سأله (عماد)
"قلت أنّ لديك خطة لمواجهة (توفيق) لكنني لم أعرف بعد ماذا تنوي أن تفعل فظننت أنّه ربما تكون لديك طريقة تصل بها لعقر داره"

نظر له مقطباً للحظات ثم قال
"أظنني أعرف شخصاً قد يساعدنا لكنني في انتظار إجابته لأتأكد من قراره .. إن وافق على طلبي فاعتبر أنّ وصولك لـ(همسة العاصي) أصبح مسألة وقت"
خفق قلب (عماد) بقوة وهو ينظر لعمه بأمل قبل أن يهمس بخفوت وشك وهو يلمح نظرة عينيه الغامضة

"هل يمكنني أن أعرف من يكون هذا الشخص بالضبط؟"
صمت عمه مطولاً قبل أن يصدمه بجوابه
"(منذر صفوان)"
اتسعت عيناه في صدمة وهتف بعد ثوان
"ماذا؟ .. (منذر) .. عمي كيف .."
انقطع سؤاله مع اندفاع (سؤدد) للغرفة ووقع قلبه بين قدميه وهو يرى حالتها .. ظنها لوهلة سمعت حديثهما لكنّه انتبه على صوتها الباكي وهي تندفع نحوهما وتهتف اسمه
"(سؤدد) .. ماذا حدث يا ابنتي؟"
سألها عمه لتهتف باكية وهي تتمسك بذراعه

"لقد .. إنّها .. مصيبة يا (عماد) .. ساعدني أرجوك"
قبض على ذراعها مهدئاً
"اهدأي .. ماذا حدث؟"
بكت وهي تنظر له ثم لوالدها والندم يقتلها

"لقد أطلق أحدهم النار على (منذر صفوان)"
اتسعت عينا (أحمد) بجزع وسقط على مقعده بغير تصديق بينما تابعت (سؤدد) بحرقة وهي تتمسك بـ(عماد)
"لم يُصب بأذى لكن .."
"لكن ماذا؟"
هتف بها في توتر فشهقت بالبكاء وهي تجيبه
"(ملك) تلقت الرصاصة بدلاً عنه"
كان دوره لتتوسع عيناه بصدمة وأدرك سبب بكائها المرير وصدمتها بينما تواصل
"إنّها بالمشفى ولا يعرفون إن كانت ستنجو أم لا .. حالتها خطيرة"

ربت عليها برفق
"اهدأي .. لن يحدث شيء .. ستكون بخير"

هزت رأسها
"أنا السبب يا (عماد) .. أنا من ورطها في كل هذا .. كنت محقاً عندما قلت أنني أنانية ولا أفكر سوى في خطتي اللعينة .. ما كان يجب أن .."

قاطعها بحزم
"اهدأي .. توقفي عن لوم نفسكِ .. لا فائدة من كل هذا"

استمرت في البكاء ووالدها ينظر لها بشفقة قبل أن ينهض ويشدها من (عماد) ليضمها إليه باحتواء
"لا تخافي حبيبتي .. لن يحدث لها مكروه"
"أنا السبب يا أبي .. أنا السبب .. لن أسامح نفسي أبداً إن حصل لها مكروه"

تبادل نظرة آسفة مع (عماد) الذي أخبره بصمت أنّه ربما (منذر صفوان) الآن يكون آخر شخص يمكن أن يطلبا مساعدته .. مسح (أحمد) على شعر ابنته بحنان وهو يقول
"اهدأي أنتِ .. سنجد حلاً لكل هذا"
قالها وهو ينظر لـ(عماد) ويهز رأسه بحزم يؤكد له ألا يقلق .. مهما تعقد الوضع فهو سيجد حلاً وسيتأكد من أنّ (منذر) سيختار قريباً جداً في أي جهة سيحارب .. وكان بداخله يقين لا يهتز في الجهة التي سيختارها (منذر) في النهاية.

*********************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-12-19, 02:59 AM   #1160

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"بابا .. لقد عدت"
هتفت (رفيف) بجملتها وهي تندفع نحو (آدم) الذي فتح لها ذراعيه والتقطها في أحضانه يقبلها بحب
"لقد عدت يا قلب بابا .. هل اشتقت إليّ؟"
قبلت خده بقوة في الوقت الذي اندفع نحوه ابنه
"كثيراً يا بابا .. بحجم السماء"
قبلها مرة أخرى ، ثم أنزلها ليحتضن صغيره الذي ابتسم قائلاً بنضج
"حمداً لله على سلامتك بابا"

ربت على رأسه في حنان ثم أدار عينيه في المكان كأنما يتوقع ظهورها في أي لحظة .. شدته (رفيف) من يده قائلة بحماس
"هل أحضرت لي هديتي بابا؟"
مسح بيده على خدها مجيباً

"بالطبع أحضرتها حبيبتي .. وأنت أيضاً يا (رامي) أحضرت ما طلبته مني"
تهلل وجه الصغيرين وتقافزت (رفيف) بسعادة بينما ارتفعت ضحكة (ثريا) وهي تقترب لترحب بابنها قائلة
"الهدايا سبقتكما إلى غرفتكما يا مشاغبيّن .. هيا اذهبا لتريا ما أحضره بابا"

أسرعا يجريان نحو غرفتهما بينما تقدم (آدم) مبتسماً واحتضنها
"اشتقت لكِ أمي .. اشتقت لكِ كثيراً"

احتضنته قائلة بخبث
"حقاً؟ .. كل هذا الشوق لي أنا؟ .. أنت متأكد؟"
ابتسم هازاً رأسه لتربت على خده
"حمداً لله على سلامتك حبيبي .. هل كان عملك موفقاً؟"
أومأ قائلاً بسعادة
"الحمد لله أمي .. كان الأمر صعباً لكننا نجحنا في الحصول على العقد لصالحنا"

"هذا رائع .. مبارك بني"
شكرها مبتسماً ثم عاد ينظر حوله باستغراب .. لابد أنّها سمعت بوصوله .. لماذا لم تظهر حتى الآن؟ .. هل تنتظره بغرفتهما أم ربما تكون .. خفق قلبه بهاجس قلق وهو يتذكر تعبها الفترة الماضية .. لكنّها طمأنته على الهاتف أنّها بخير وقالت أنّ الطبيب طمأنها على كل شيء .. لا .. ربما هي فقط .. انقطعت أفكاره مع صوت أمه تقول بخبث

"عمن تبحث؟"
رفع أحد حاجبيه وهو ينظر لها فتابعت ضاحكة
"ربما عن الشخص الذي اشتقت له أكثر من أي شخص آخر في هذا البيت؟"
ضحك يجيبها
"آه أمي .. أنتِ من اشتقت لها أكثر"

قرصت خده
"أنت تكذب .. لكنني سأدعي أنني أصدقك .. هيا اذهب إليها"
تحرك في اتجاه غرفتهما لتمسك يده ضاحكة
"إلى أين؟"
نظر لها باستفهام فغمزت
"إنّها هناك في بيتكما .. عندما عرفت أنّك قادم اليوم أصرت على الذهاب هناك"

وصمتت لحظة ثم تابعت مبتسمة
"وأنا أظن أنّها تخطط لشيء .. مفاجأة ربما .. أو حفلة خاصة بمناسبة عودتك"
احمر وجهه مع غمزة أخرى منها

"أمي .. ماذا تقولين؟"
دفعته قائلة
"هيا اذهب .. أرى كم تحترق لهفةً لرؤيتها .. لا تشغل بالك بالبقية يمكنك أن تسلم عليهم لاحقاً"
أومأ ضاحكاَ وغادر، لينطلق بسيارته نحو بيته وقلبه المشتاق يسبقه إليها بينما عقله يتخيل المفاجأة التي تعدها لاستقباله .. ضغط على دواسة الوقود أكثر وشوقه يدفعه ليصل في أسرع وقت .. خلال دقائق معدودة قطع المسافة إلى بيتهما الخاص وبصبر يكاد ينفذ أوقف سيارته أمام الباب وغادرها مندفعاً ليعبر البوابة متنفساً عبق الورود المنتشرة بالحديقة وانتبه لقطرات الماء فوقها، فبحث بعينيه عنها متوقعاً رؤيتها تسقي الورود لكنّه لم يجدها .. دخل إلى المنزل متحركاً على أطراف أصابعه وعيناه تواصلان بحثهما المحموم عنها .. لولا رائحة الطعام الشهية بالبيت لظنه خالياً منها .. كاد يتجه إلى غرفة نومهما لولا أن توقفت عيناه على خيالها الواقف بالشرفة فابتسم وتوقف لحظة يمر بعينيه فوق جسدها الذي انساب فوقه فستان ناعم قصير جعل أنوثتها تتألق بطريقة معذبة لقلبه المشتاق .. اتجه بخطوات متسللة إلى حيث تقف ولم تشعر هي بقدومه بينما تقف مستسلمة للنسمات التي عانقت وجهها وشعرها بحنان وعيناها شاردتان في الأفق لا يعرف فيهما تفكر .. لم يكد تفصلهما خطوة حتى هتف وهو يحيط خصرها بذراعه ويرفعها عالياً
"حبيبتي .. لقد عدت"
صرخت متفاجئة قبل أن تتنفس بقوة وهتفت وهي تصفع كفه فوق بطنها
"يا إلهي .. لقد أفزعتني (آدم)"

ضحك وهو ينزلها برفق حتى لامست قدماها الأرض وهمس وهو يدفن رأسه في عنقها متنفساً رائحتها التي اشتاقها بجنون
"رباه كم اشتقت لكِ .. لو تعرفين كم مرت عليّ هذه الأيام حوريتي"
لم تنطق بكلمة ليأخذ نفساً عميقاً من عطرها ويواصل دون أن يديرها لتواجهه
"رغم أنّ خيالكِ كان يرافقني طيلة الوقت، لكنّه كان يعذبني أكثر .. لقد فعلت المستحيل لأعود لكِ بسرعة"
أنهى جملته وأدراها نحوه وهو يردف
"كنت مستاءاً لأنني لم أجدك عند وصولي .. لكن هذه المفاجأة كانت .."
توقف عن الكلام حين لمح الدموع في عينيها فسألها بقلق
"كنتِ تبكين؟ .. ماذا حدث؟"
هزت رأسها بسرعة ومسحت دموعها

"لا .. أنا فقط سعيدة للغاية لأنّك عدت أخيراً بعد كل هذه الأيام"
وابتسمت مواصلة بلوم وهي تضربه على صدره برقة
"كما أنّك أفزعتني وتسببت في بكائي خوفاً"

ابتسم في حنان معتذراً
"آسف حبيبتي .. لم أقصد هذا"
همست وهي تدفن وجهها في صدره تخفي دموعها
"لا تكررها"
ضحك مجيباً

"حسناً حوريتي"
تابعت همسها باختناق وهي تضم نفسها له أكثر
"اشتقت لك كثيراً"

رفع وجهها إليه وضمه بين كفيه ناظراً في عينيها بعشق
"وأنا أكثر يا عمري .. لا كلمة يمكنها أن تصف مبلغ شوقي لكِ"
ارتجفت ابتسامتها وهي تنظر إليه فأردف وهو يرفعها بين ذراعيه ضاحكاً

"لكن هذا أيضاً لن يتكرر .. لن أسافر مرة أخرى دون أن ترافقيني"
ضحكت وهي تتعلق بعنقه ليتحرك داخلاً من الشرفة
"والآن .. دعيني أرتوي قليلاً لأطفيء بعضاً من عطشي إليكِ أميرتي"
همس وهو يقترب ليقبّل شفتيها، لكنّها أسرعت تضع سبابتها على شفتيه قائلة بدلال
"ليس الآن"
رفع أحد حاجبيه قائلاً بتهديد مصطنع
"ماذا قلتِ؟ .. ليس الآن؟ .. أقول لكِ مشتاقٌ بجنون تقولين ليس الآن .. هل تريدين قتلي يا امرأة؟"
ضحكت قائلة وهي تتململ محاولة النزول

"بعد الشر عنك حبيبي .. أنزلني لو سمحت"
عاندها قائلاً بتجهم
"لا لن أفعل إلا بعد أن تصالحيني .. لقد جرحتِ قلبي ببرودكِ هذا"

عقدت كفيها خلف عنقه ومالت تنظر في عينيه
"حقاً؟ .. هذا إثم كبير إذن .. وكيف يريدني سموك أن أصالحه؟"
مط شفتيه مدعياً التفكير لثوان وهي تنظر له بابتسامة مكبوتة ليقول هو غامزاً
"لا أعرف .. أريني أنتِ ولأرى إن كان اعتذاركِ مرضياً"

لمعت عيناها بمكر وهي تقترب منه أكثر لتقبله لكنّها عوضاً عن هذا ضربت جبينه بجبينها وتملصت منه لتنزل على قدميها وهي تقول ضاحكة
"لن أدعك تضيع تعبي ووقوفي في المطبخ من أول اليوم"
دلك جبينه وهو ينظر لها بغضب مفتعل

"هل الطعام أهم من زوجكِ المسكين الذي يكاد يقتله الشوق لكِ؟"
اقتربت لتطبع قبلة على خده وهي تجيبه
"وزوجي المسكين ألا يريد أن يقدر قليلاً تعبي من أجله؟"
زفر بقوة وقال مغلوباً على أمره
"حسناً يا مستبدة .. سنتحاسب على هذا لاحقاً"
منحته ابتسامة لم يشعر بها، فتأمل وجهها ملياً ليقول وقد اختفى المزاح من وجهه
"أنتِ بخير حبيبتي، أليس كذلك؟"
اتسعت ابتسامتها وهي ترد
"أنا بأفضل حال"
قطب حاجبيه وشيء ما في ردها أو ابتسامتها لم يطمئنه
"ماذا قال الطبيب بشأن تلك الأعراض التي كانت تصيبكِ؟"

قالت وهي تتحرك نحو المائدة ترتب الأطباق المرتبة من الأساس
"لقد أخبرتك حبيبي .. أخبرني أنّني أرهقت نفسي مؤخراً ولم أهتم بصحتي"
"(سديم)"
ناداها بحزم عندما شعر أنّها تتعمد ألا تواجه نظراته فواصلت دون أن تترك ما تقوم به

"قمت ببعض التحاليل وللأسف عندي نسبة أنيميا هي التي تسببت في نوبات الدوار تلك"
تحرك من مكانه وجذبها من يدها يديرها نحوه

"لماذا لا تنظرين في عينيّ وأنتِ تتحدثين؟"
رفعت حاجبيها ونظرت في عينيه كما أراد تواجهه بهدوء وهي ترد بدهشة

"لماذا سأفعل (آدم)؟ .. ما الذي تفكر فيه؟"
ضاقت عيناه وهما تمران على وجهها وتقفان على عينيها اللتين شعرا لوهلة أنّهما عادتا كما كانتا قبل أشهر .. تخفيان روحها خلف أسوار عالية بعيدة عن متناوله .. همس وشعور بالبرد ينخر روحه فجأة
"أقسمي لي أنّكِ بخير (سديم) .. ليس هناك ما يجب أن أقلق عليه و .."

ابتسمت بحيرة
"ما بك (آدم)؟ .. قلت لك أنا بخير أقسم لك .. كل ما هناك أنّها بعض الأنيميا وصداع من الإرهاق .. تعرف .. لقد مررت بالكثير الشهور الماضية وكل هذا سبب لي ضغطاً كبيراً"
ربتت على خده عندما استمر في نظراته المشككة ثم ضحكت وهي تبتعد عنه متجهة للمطبخ
"هيا حبيبي .. لا تقف عندك هكذا .. تعال وساعدني أنا لن أعمل لوحدي ما دمت قد عدت"
خلع سترته وقد قرر تأجيل نقاشهما لوقتٍ لاحق ورفع صوته قائلاً بنزق مفتعل

"آه .. ها قد بدأنا بتحكمات حواء المعتادة .. أنا رجل البيت حبيبتي لا تنسي هذا"
غادرت المطبخ وقالت وهي تضع طبقين على المائدة

"حقاً؟ .. وأنا سيدة البيت لا تنس هذا"
واقتربت منه وهي ترفع أحد حاجبيها
"كما لا تنس أنّ سيد القوم خادمهم حبيبي"
تبعها نحو المطبخ مدعياً قلة الحيلة .. ناولته طبقين آخرين ثم حملت دورق المياه واتجهت معه للخارج
"أرأيت؟ .. كان الأمر بسيطاً للغاية"
ضحك معها ووضع الطبقين ثم اتجه ليزيح لها المقعد بأناقة فابتسمت متمتمة

"جيد .. أنت تتعلم بسرعة"
شد خصلة من شعرها فتأوهت بحنق

"لا تتعودي هذا الدلال .. سأخلص حسابي منكِ لاحقاً"
زمت شفتيها ثم هزت كتفيها بلا مبالة بينما اتجه ليجلس قبالتها وبدآ يتناولان طعامهما في صمت قاطعته هي بعد قليل وهي تسأله باهتمام
"لم تخبرني بعد .. هل كانت رحلتك موفقة؟"
أومأ برأسه مجيباً

"الحمد لله .. استطعنا أنا و(خالد) أن نحصل على الاتفاق لصالح شركتنا"
هزت رأسها مبتسمة

"كنت أعرف أنّك ستفعل .. مبارك لك حبيبي"
ابتسم لها وتابعا حديثهما يسألها عن آخر التطورات فأخبرته عن ما حدث مع عائلتها وواصلت تحكي له عن حفل (رهف) و(عاصي) الذي فاته

"لقد استمتع الصغيران كثيراً ليلتها .. آه .. و(رفيف) بكت وهي تصر على الذهاب مع (هشام)"
قالت ضاحكة فضحك مردداً
"لا بد أنّ (راندا) كادت تقتلها"
أومأت ضاحكة

"أنت محق .. أعتقد أنّ عليك أن تخشى على (رفيف) منها .. من يدري ما قد تفعله في نوبة غيرة مجنونة"
ضحك قليلاً ثم قال مبتسماً وهو ينظر لها
"أنا أعتمد عليكِ في حمايتها من شقيقتي المجنونة .. كما أرى .. (رفيف) ترافقكِ وتلتصق بكِ أنتِ أيضاً أكثر من أي شخص آخر"

بهتت ابتسامتها قليلاً واهتزت يدها بالملعقة لكنّها تماسكت سريعاً قبل أن يلاحظ
"البركة فيك حبيبي"
قالتها وغيرت حديثهما إلى مجرى آخر وواصلا الحديث حتى أنهيا طعامهما ونهضت هي لتنظف الطاولة فساعدها وهو يقول ضاحكاً
"سأساعدكِ قبل أن تبدأي تعنتكِ الأنثوي (سديمي)"

ابتسمت له وتابعته بعينيها وهو يتجه للمطبخ لتبهت ابتسامتها في بطء ومالت تستند للمائدة متنفسة بعمق وهي تلامس قلبها، قبل أن تعتدل بسرعة حين أتاها صوته من الداخل
"أنا لن أغسل الأطباق بمفردي سيدة (سديم)"
مسحت دمعة انزلقت على خدها وحملت بقية الأطباق وهتفت بمرح مصطنع

"أنا قادمة سيد (آدم) .. آه من الرجال .. لا يستطيعون فعل شيء وحدهم"
وضعت الأطباق في الحوض وتراجعت لكنّه أسرع يمسك بخصرها ويشدها إليه

"هذه حقيقة (سديم) هانم .. نحن الرجال لا نستطيع فعل شيء بدونكن"
رفعت رأسها باعتداد مبتسمة بغرور مفتعل
"هذا لتعرفوا قيمتنا في حياتكم .. أنتم بدوننا لا شيء"
ضحك وهو يشدها إليه أكثر
"لا أعرف عن باقي الرجال حبيبتي .. لكن بالنسبة لي .. حياتي لا تكتمل من دونكِ"

اهتزت ابتسامتها وهي تنظر في عينيه بينما يتابع همسه بعاطفة
"آدم لا يكتمل بدون حوائه .. أنتِ نصفي ومكملتي .. حياتي دونكِ لا يكون لها طعم (سديمي)"
غرقت في عينيه وهي تلامس بكفها خده وهمست
"لا تحبني كثيراً هكذا (آدم) .. ربما لا يكون قراراً حكيماً"
رفع أحد حاجبيه

"حبي لكِ قرار غير حكيم؟ .. من الأحمق الذي قال هذا؟"
همست بضعف
"قد تندم يوماً"
أحاط وجهها بكفيه واقترب يهمس

"حبي لكِ .. لقائي بكِ .. كان أحلى هدايا القدر لي .. إن كنت سأندم على شيءٍ واحد فهو أنني انتظرت كل هذه السنوات حتى وجدتكِ"
دمعت عيناها، فابتسم بحب قبل أن تلمع عيناه بعبث وهو يمرر يده على خصرها برقة شديدة
"اسمعي حبيبتي .. الأطباق لن تبكي إن انتظرت في الحوض، صحيح؟"

ابتعدت تنظر له بعينين ضيقتين وقبل أن تنطق معترضة حملها قائلاً بحزم
"هل تعرفين شيئاً؟ .. فلتذهب الأطباق للجحيم"
هتفت اسمه بتذمر فقاطعها بقبلة رقيقة
"اصمتي قليلاً (سديمي) .. هناك ما هو أهم من تلك الأطباق السخيفة"
رفعت حاجبها قائلة بنزق
"حقاً؟ .. لا أعتقد أنّ هناك ما هو أهم"

غادر المطبخ متجهاً بها إلى غرفة نومهما وهو يقول بتهكم
"لا تقلقي .. سأخبركِ حالاً أيتها المتغابية"
ضحكت وهي تشبك خلف عنقه ثم همست وهو يتجاوز الباب

"اشتقت لك (آدم هاشمي)"
أنزلها برفق فوق الأرض وطافت عيناه على ملامحها باشتياق شديد
"وأنا اشتقت لكِ أكثر (سديمي)"
أزاح خصلاتها للخلف كاشفاً عن عنقها وهمس وهو يطبع قبلة رقيقة هناك
"ليتكِ تعرفين كم اشتقت لكِ"

ارتجفت وهي تستسلم له يضم جسدها بين ذراعيه بعشق، واستمعت لهمساته الرقيقة وهو يخبرها مبلغ حبه وعذابه في الأيام القليلة التي افترقا فيها
"لو تعرفين كم كان قاسياً بعدي عنكِ ..لن أفترق عنكِ مجدداً (سديمي) .. أبداً"
أغمضت عينيها وذراعاها تشتدان حول خصره بينما كسرت دمعتان حصار عينيها المحكم لتسقطا على خديها في عجز وألم .. ضمته إليها أكثر واستسلمت تمنحه نفسها وروحها كما لم تفعل قبلاً.

*************************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.