آخر 10 مشاركات
255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-19, 09:17 AM   #1191

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير..... تسجيل دخول بالانتظار فصل جديد 🌺🌺

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 03:39 PM   #1192

ام يوسف مالك

? العضوٌ??? » 435365
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » ام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل دخول متى موعد الفصل الجديد

ام يوسف مالك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 03:47 PM   #1193

انجى م

? العضوٌ??? » 343399
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » انجى م is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايددديكي خلتني بكيت انهارده💔

انجى م غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 05:44 PM   #1194

سهير99

? العضوٌ??? » 251782
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 806
?  نُقآطِيْ » سهير99 is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سهير99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 08:11 PM   #1195

نور الشفق

? العضوٌ??? » 410809
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 284
?  نُقآطِيْ » نور الشفق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مبروك على الجزء الثانى من هذه السلسله الرااااااائعه

نور الشفق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 03:32 AM   #1196

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن والخمسون (الجزء الأول)


انتفض (منذر) من مكانه هاتفاً
"ماذا قلت؟ .. هرب؟"
ردد أحد حراسه بشحوب

"نعم سيد (منذر) .. لقد أبلغني الرجال فور حدوث الأمر"
اشتعل الغضب نارياً داخل (منذر) وضرب بقبضته على الجدار بجواره في عنف وهو يهتف
"كيف يهرب؟ .. هل وظفت مجموعة من المهرجين؟ .. من المفترض أنّكم محترفون .. كيف يحدث هذا يا (يسري)؟"
هتف بسؤاله وهو يلتفت لحارسه الشخصي الذي أجاب بتجهم
"آسف سيد (منذر) .. لكن .. هناك من ساعده .. أحدهم فك قيوده وسلّمه سلاحاً .. لقد أصاب ثلاثاً من الحراس أثناء هربه"
تراجع (منذر) متنفساً بحدة وهو ينقل بصره بينهما قبل أن يشير برأسه للحارس الآخر أن ينصرف وقال محدثاً (يسري)
"أعثر عليه فوراً وأعده .. لن ينجو بفعلته ذلك الحقير .. وذلك الخائن الذي ساعده ستعرف من هو حالاً يا (يسري)، سمعت؟"
أومأ رأسه بعملية ليشير له بالانصراف،وتحرك (منذر) مقترباً من سور الشرفة الكبيرة للمشفى وشرد في الأفق وضاقت عيناه بقسوة قبل أن يردد
"لا يمكنك أن تخفي أثرك طويلاً سيد (توفيق) .. أنا متأكد من أنّك خلف ما حدث وقريباً جداً سأضيق الخناق حولك .. لقد اقتربت النهاية وصدقني لن تكون لصالحك أبداً"

ضرب على السور بقبضته بقهر وهو يتذكر كلمات (مختار) التي رماها في وجهه ساخراً غير آبه بغضبه ولا بكل الضرب الذي ناله من رجاله
"أنت غاضب، صحيح؟ .. يغضبك أن تكون خاسراً .. فلتذق قليلاً مما فعلته بي يا ابن (صفوان)"
أخرسه بلكمة أخرى على فكه واعتدل يتنفس بقوة
"لا تستفزني أكثر أيها الحقير .. أنا بالكاد أمنع نفسي عن قتلك"
أطلق (مختار) ضحكة عالية وبدا له كالمجنون وهو يواجهه هاتفاً
"افعل ما تريد يا (منذر) يكفي الحرقة التي أراك فيها .. اعتقدت أن قلتك سيكون شافياً لكن ما حدث كان أفضل مما خططت له .. يكفي رؤيتي لك تكاد تموت كمداً من أجل تلك الملعونة التي وقفت في .."
لم يدعه يكمل كلماته وهو يهوي على فكه بلكمة أكثر قسوة من سابقتها جعلت رأسه تدور جانباً قبل أن تسقط فوق صدره ويفقد وعيه فالتفت لرجاله قائلاً بصرامة
"أريد اعترافه بأي طريقة، مفهوم؟"
هزوا رؤوسهم باحترام فتحرك مغادراً إلى داخل المزرعة وهو يحاول التحكم في غضبه بصعوبة .. لا يمكنه أن يفكر في احتمال آخر .. (توفيق) وراء ما حدث .. هو يعرفه جيداً ويمكنه أن يشم آثاره في أي مصيبة تحدث .. اللعنة عليه وعلى دمه الذي يجري في عروقه ولا يملك منه خلاصاً .. دخل غرفة مكتبه وهو ينفخ بقهر وألقى بجسده على مقعده مسنداً مرفقيه فوق مكتبه ومطرقاً برأسه ولم يرفعه إلا حين سمع صوت (شاهي) تقول برفق

"ما الأمر (منذر)؟ .. هل عرفت أي شيء؟"
رفع وجهه بعد لحظات وتنهد بقوة

"لا شيء .. لا يريد الاعتراف بشيء"
مطت شفتيها بأسى بينما قال هو بخفوت
"متى وصلتِ؟"

اقتربت لتجلس قبالته
"وصلت لتوي ورأيتك تدخل البيت كالعاصفة فخشيت أن يكون قد حدث شيء"
هز رأسه نفياً ثم قال بعد لحظة صمت
"كيف حالها؟"

ردت بابتسامة حاينة
"إنّها بخير .. اطمأنيت من الطبيب على حالتها قبل أن أتركها"
هز رأسه دون رد فتأملته هي برهة ثم قالت وهي تنهض
"قم لترتاح قليلاً يا (منذر)"
"لا يا (شاهي) .. لا أستطيع الراحة الآن .. هناك الكثير الذي يجب .."
قاطعته بحزم رقيق
"(منذر) .. أنت لا ترى كيف تبدو يا عزيزي .. لن تستفاد شيئاً إن خسرت قواك .. تحتاج للراحة لتتمكن من مواجهة القادم، أليس كذلك؟"
نظر لها مبتسماً بمرارة .. ليتها تعلم كم هي محقة .. بل ليتها لا تعلم ماذا ينتظره حقيقةً في الأيام القادمة .. تحكم في أفكاره وقال

"حسناً (شاهي) .. اذهبي أنتِ عزيزتي وأنا سآتي بعد قليل"
أومأت مبتسمة وهي تغادر الغرفة وتابعها بعينيه اللتين ضاقتا بعد لحظة وهو يرى إحدى العاملات بالمزرعة تدلف في اللحظة التي غادرت فيها (شاهي) باب الغرفة .. قطب وهو يرى نظرة (شاهي) المتضايقة التي رمت بها الفتاة .. يعرف أنّ (شاهي) لا تطيق تلك الفتاة واشتكت منها ذات مرة .. نظر لـ(عزة) بجمود وهي تطرق الباب مستأذنة
"سيدي .. هل يمكن أن آخذ من وقتك دقيقة؟ .. إنّه أمر مهم"
أشار لها في صمت أن تدخل فاقتربت بخطوات مترددة لتقف أمامه بارتباك وصمتت للحظات فهتف بنفاذ صبر

"ما الأمر؟ .. تحدثي"
نظرت له بارتباك فقطب عينيه عندما رأى الدموع تترقرق في عينيها
"في الواقع يا سيدي .. هو ليس شيئا جيداً على الإطلاق .. الأمر يخص الآنسة (آنجِل)"
ارتجف قلبه بقوة وهتف فيها وهو يترك مكانه
"ماذا قلتِ؟ .. (آنجِل) .. ماذا عنها؟"
تراجعت بتوتر مع حركته نحوها وتحكم في نفسه بصعوبة حتى لا يصرخ فيها
"لقد .. إنها .."
لم يحتمل ترددها فهتف
"قولي ما عندكِ .. ليس لدي اليوم بطوله لأنتظركِ"
أسرعت تقول ودموعها تتساقط
"أنا آسفة سيدي .. أظنني ارتكبت خطأ فادحاً عندما لم أخبرك بشكوكي يومها .. لكن عندما وقعت تلك الكارثة فهمت ما سمعته منها .. يا ليتني أخبرتك .. أنا المخطئة"
اندفع يقبض على مرفقها بقسوة وهتف بنفاذ صبر
"اللعنة .. تكلمي .. ما الذي سمعتِه؟"
تأوهت وهي تحاول شد ذراعها وقالت بخوف
"آخر مرة خرجت فيها الآنسة (آنجل) من المزرعة كنت أنا أيضاً أتسوق في الخارج وتصادف أن رأيتها تتجه لأحد الفنادق بالمدينة المجاورة لنا وكانت .."
صمتت مرة أخرى بطريقة استفزتها قبل أن تتابع وصوتها يرتجف
"كانت مع رجل يا سيدي"
سقطت يده تاركةً ذراعها وتراجع بشحوب بينما أمسكت هي مرفقها تدلك مكان الألم وهي تواصل بتوتر
"لم أرتح له .. كان يبجو رجلاً سيئاً وخطيراً، لكنّها كانت تتعامل معه بأريحية شديدة وكانت تتعلق بذراعه بدون خجل .. لقد شككت في أمرهما وتبعتهما دون أن يشعرا بي .. استطعت التسلل بقربهما وسمعت بعض حديثهما"
ضاقت عيناه وهو ينظر لها بشك فتابعت وهي تخفض عينيها
"سمعتها تخبره أنّ الوقت قد اقترب وأنّها تأكدت من أن كل شيء جاهز ليضرب ضربته"

قطب بشدة وانقبض قلبه وهو يسمعها ولوهلة كاد يرميها خارجاً ويخبرها أنّها كاذبة لكنّه قرر التحكم في نفسه والاستماع للنهاية بينما هي تردف بصوتٍ متقطع بنبرة بكاء
"لم أفهم ماذا كانت تقصد .. والرجل قال أنّه سينتظر منها اتصالاً لتخبره في الموعد المحدد .. ونهضا معاً واتجها للداخل وانتظرت خروجهما لأكثر من ساعة لكنني خفت أن أتأخر وتعاقبني السيدة (اعتماد) و .."
قاطعها ببرود شديد
"حقاً؟ .. ولماذا لم تخبريني بكل شيء يومها؟"
ارتجفت بوضوح وهي ترفع له وجهاً شاحباً

"لأنني خفت أن أكون قد أخطأت في حقها .. ربما كان قريبها أو زوجها .. ربما أكون قد أسأت فهم حديثهما أو سمعت خطأً .. وهي قالت عندما لمّحت لها بالأمر أنّها كانت تقابل الرجل الذي يبحث لها عن والدها"
لم يتزحزح البرود عن نظراته وهو يتأملها بشك فرفعت يدها لفمها وهي تشهق باكية
"أنت لا تصدقني سيدي .. أعلم .. كان يجب أن أخبرك وقتها لتسألها بنفسك .. لم أعلم أنّهما كان يتحدثان عن إطلاق النار عليك و.."
قاطعها وهو يستند لمكتبه مكتفاً ذراعيه

"وما داما كانا يتحدثان عن قتلي .. لماذا وقفت هي أمام الرصاص؟"
أسرعت تهز رأسها قائلة
"هي قالت له أنّ يتوخى الحذر وألا يعرض حياتها للخطر وقتها"

رفع حاجباً ساخراً مع كلماتها لتابع بسرعة
"قالت له يا (مختار) إن لم تكن واثقاً فلا .."

اعتدل مقاطعاً إياها بهتاف مستنكر
"قالت له ماذا؟"

نظرت له بارتباك مستفهم فهتف فيه بعنف
"بماذا نادته؟"
تراجعت بخوف وقالت بصوت مرتبك
"قـ .. قالت يا .. (مختار)"

سحب نفساً قوياً ثم هتف وهو يندفع ليمسك ذراعها ويهزها بعنف
"من قال لكِ أن تخبريني بهذا الهراء؟ .. من أخبرك بهذا الاسم من الأساس؟ .. انطقي"
بكت بحرقة صادقة وهي تهز رأسها
"لا أحد سيدي .. لا أعرف عما تتحدث .. أنا أقول ما سمعته فقط .. أقسم لك هذا ما سمعتها تقوله .. لم أفهم وقتها لكن فهمت الآن .. ربما كان هذا الرجل هو من .."

صرخ وهو يدفعها بحدة
"اخرسي"
همست باكية

"سيدي .. أقسم لك أنا لا أكذب .. أنا .."
قاطعها هاتفاً بغضب
"اغربي عن وجهي .. اخرجي"
أسرعت تجري للخارج بينما وقف هو مكانه وجسده يرتجف باستنكار غاضب .. لا .. لن يصدق كلمة منها .. إنّها كاذبة لعينة .. بالتأكيد تكذب لسببٍ ما .. (ملك) لن تفعل شيئاً كهذا .. لا يمكنها .. هناك من دفع لها لتقول هذا .. تحرك مغادراً مكتبه بخطوات عنيفة .. لابد أنّ أحد الحراس أخبرها باسم (مختار) وهي اخترعت الباقي .. أسرع يغادر دون أن يلتفت إلى (شاهي) التي نادته بقلق .. لم يكن في حال يسمح له بالرد عليها .. اقتحم المخزن الموجود في أقصى مزرعته وهتف في رجاله بغضب ساحق

"من منكم أخرج خبر ذلك الرجل وأخبر العمال في المزرعة؟ .. ألم أنبه عليكم ألا ينطق أحدكم بكلمة؟"
تبادلوا نظرات حائرة وقال قائدهم
"لم نخبر أحداً يا سيدي .. لقد أحضرناه كما أمرت وحبسناه بالمخزن ولم نخبر شخصاً بالمزرعة أو الخارج عن هويته أو أي شيء يخصه"
نقل بصره بينهما متشككاً ثم صرخ بحدة
"اغربوا عن وجهي حالاً"

أسرعوا يغادرون المخزن بينما هتف خلف قائدهم
"انتظر أنت"
وقف الرجل وشد جسده باعتداد وانتظر هو حتى غادر الرجال وقال في صرامة
"هل اعترف بأي شيء؟"

هز رأسه نفياً
"لا سيدي .. إنّه بالداخل .. لا زال معانداً"
قال بحزم
"سينطق بأي طريقة، فهمت؟"
أومأ مجيباً

"فهمت سيدي"
أشار له بالانصراف وتحرك نحو الغرفة المغلقة وفتح بابها ليدلف وقابله جسد (مختار) الذي ازدادت كدماته وأصبح وجهه خريطة مجهولة المعالم .. اقترب منه بنظرات جامدة مليئة بالكراهية ووقف أمامه ليقول (مختار) بسخرية
"ما الأمر؟ .. هل حان موعد إعدامي؟"

تنفس بقوة وقال وهو يضغط على أسنانه
"لا يا (مختار) .. سبق وأخبرتك أنّ الموت أبعد مما ترجوه .. ستتمنى الموت على فعلتك الحقيرة تلك ولن تجده"

بصق الدم من فمه وقال بحقد
"لا يهمني .. سواء قتلتني أم لا فلا أهتم .. لقد أقسمت أن أجعلك تدفع ثمن ما فعلته بي .. سرقت امرأتي ومالي وتسببت في إفلاسي وأدخلتني السجن .. لو ظللت طول عمري أحاول الانتقام مما فعلته بي فسأفعل .. لا أحد سيوقني عن هذا .. ولعلمك .. أنا سأخرج من هنا .. سأخرج وفي أقرب فرصة سأنتزع قلبك من صدرك وأسحقه بيدي، هل سمعت؟"

نظر له ببرود ثم قال بفحيح ثلجي
"من ساعدك؟"
ابتسم ساخراً بشفاهه الممزقة ثم ضحك بصوت مرتفع

"في أحلامك لو أخبرتك"
اندفع إليه وقبض على رقبته بيده وضغطها بقسوة حتى شهق (مختار) بأنفاسه وازرق وجهه وهو ينتفض بمقاومة لم يسمح بها جسده المكدود بينما نظر إليه بعينين تغليان كبركان وقال بفحيح قاتل
"ستخبرني أيها الحقير .. إن كنت تحرص على حياتك اللعينة فستخبرني .. صدقني أنا يمكنني أن أنحدر لأقذر مستوى تتخيله .. انج بحياتك وأخبرني"
تحشرج صوته باختناق ليضغط (منذر) أكثر وهو يتابع

"انطق أيها الحقير .. من أخبرك؟"
هز رأسه وهو يحاول دفعه ليتنفس فتركه (منذر) فجأة وهو يدفع رأسه ليصطدم بالحائط
"تحدث"
أخذ يشهق الهواء بعنف ثم قال

"لقد ساعدني بعض رجالي في الهرب من السجن وأتيت لأقتلك بنفسي .. لم أكن لأسمح بغيري بفعله .. خططت لكل شيء بمساعدة إحدى عشيقاتي"
تنفس (منذر) بحدة وهو يسمعه رافضاً تصديق كلماته لكنّه واصل الاستماع له وهو يواصل
"لقد أرسلتها إلى هنا لتفتح لي الطريق .. أخبرتها أن توقعك في فخها وتلفت نظرك .. كنت أعرف أنّك تحب الشقراوات وأنّك ستقع في حبها"
ونظر له بسخرية عبر عينيه المتورمتين
"وكما أرى فقد نجحت في لعبتها"

كز على أسنانه واندفع يمسكه من ياقته
"ماذا تقول؟ .. عمن تتحدث؟"

ضحك بسخرية
"من؟ .. أتحدث عن (آنجِل) بالطبع .. إنّها عاشقتي السـ .."

صرخ فيه بقهر وهو يلكمه بكل ما يملك من قوة
"اخرس .. اخرس تماماً أيها اللعين .. اخرس"

لم يرد (مختار) سوى بضحكات مجنونة
"لقد سقطت يا (منذر صفوان) .. يكفيني ما وصلت إليه"
هزه دافعاً رأسه للارتطام بالحائط مراراً
"أنت كاذب لعين .. أنت كاذب .. إن كانت هي من ساعدك فلماذا تعترف وتعرض حياتها للخطر .. أيها الملعون"
ابتسم بحقد
"هل تظنني أهتم لحياة عيشقة حقيرة؟ .. مثلها مثل غيرها"

أخرسه بلكمة أخرى وامتدت يده إلى جيب بنطاله ليستل مسدسه وبحركة مفاجئة رفعه إلى صدغ (مختار) الذي حدق فيه ببرود ساخر وبدا أنّه قد فقد عقله كلياً ولم يعد يأبه لما يمكنه أن يفعل .. صرخ بكل الغضب في قلبه
"سأقتلك أيها الحقير .. لن أبقي عليك لحظة واحدة"
صرخ فيه بجنون
"افعلها .. أطلق النار لو كنت تستطيع .. هيا افعلها"
تحرك إصبعه على الزناد وكاد يضغطه لولا أن تردد صوت (يسري) خلفه

"لا سيدي .. لا تفعل"
تسارعت أنفاسه بجنون وارتجف جسده وهو يحاول التحكم في نفسه بينما اقترب (يسري) قائلاً برجاء

"لا تلوث يدك بدمه سيدي .. إنّه لا يستحق"
لم يتوقف صدره عن الحركة بعنف وهو يقاوم شيطانه بصعوبة، بينما (مختار) يزيد من استفزازه بنظراته الساخرة المتحدية
"سيدي"
قال (يسري) وهو يقترب منه بحذر ومضت لحظات موترة قبل أن يصرخ بكل القهر في أعماقه ويهوي بمسدسه على فك (مختار) ثم ابتعد ليغادر بعنف .. لم يسمع أي صوت حوله .. كان غضبه ساحقاً وهو يندفع لينطلق بسيارته بأقصى سرعته وشياطينه كلها تنطلق من عقالها .. يستحيل ما قاله ذلك الحقير .. يستحيل .. كان يهتف في نفسه دون توقف بينما قلبه يستدعي خيالها الرقيق محاولاً جذبه من الهوة التي يوشك أن تبتلعه دون عودة .. في وقت قياسي وصل المشفى وانطلق عبر أروقتها حتى وصل إلى الجناح الذي نقلوها إليه .. المبلغ الكبير الذي تبرع به للمشفى كان قادراً على فتح كل الأبواب له وقتما يريد .. دخل لجناحها واقترب من فراشها بحذر .. نظرة واحدة لوجهها النائم في سلام جعل كل الغضب والجنون يتبخر من داخله ومع كل خطوة يقتربها يراقب ملامحها الرقيقة كانت كل كلمة سمعها تنزوي في الخلف وصوت بأعماقه يهتف بيقين .. ملاكه لا يمكنها أن تفعل هذا .. أبداً .. جلس على المقعد بقربها والتقط يدها ليهديء من خفقاته المرتعبة وهمس اسمها بارتجاف وعيناه تمران عليها برقة فتململت في نومها ولم تستيقظ .. فقط همسات غير مفهومة غادرت شفتيها فابتسم بحنان وقال

"أعرف أنّكِ لم تفعليها أبداً ملاكي .. لن أصدق حتى لو اجتمع العالم كله وأخبروني أنّكِ فعلتِها .. لن أصدق"
همسة رقيقة حملت اسمه جعلت قلبه ينبض بقوة ومال ليهمس قرب أذنها
"أنا هنا ملاكي .. لن أذهب بعيداً .. أنا أنتظركِ"

همست اسمه مرة أخرى قبل أن تعود لنومها وبقى هو بجوارها لوقتٍ لم يقدره .. كان في حاجة لهذا الوقت بجوارها .. أيقظته الممرضة من نومه وهي تخبره بارتباك أنّه من الأفضل لو ترك المريضة لترتاح .. نهض مرغماً وترك قلبه خلفه لكنّه لم يستطع المغادرة .. بقى قرب جناحها ولحقت به (شاهي) بعدها .. حاولت معرفة ما جعله يغادر فجأة لكنّه لم يستطع إخبارها بالهراء الذي ردده طليقها الحقير واكتفى بتوعده هو والخادمة الحمقاء على أكاذيبهما .. سيعرف من دفعهما لقول هذه الأكاذيب.

"(منذر) .. ما الأمر؟"
انتبه من أفكاره على صوت (شاهي) التي قلقت لانصرافه المفاجيء من جوارها حين أتى (يسري) وبرفقته ذلك الحارس ليخبراه بهرب (مختار) .. التفت لها وهز رأسه قائلاً بجمود وهو يتحرك معها عائداً للجناح
"لا شيء"

قالت بقلق
"بل هناك شيء (منذر) .. لماذا تخفي عني ما حدث؟"
قطب بضيق فقالت
"ما الذي قاله لك (يسري)؟"

صمتت لحظة ثم اتسعت عيناها بخوف
"هل .. هل مات (مختار)؟ .. هل عذبه الرجال حتى مات؟"
أسرع يجيبها
"لم يمت يا (شاهي)"
تنهدت بارتياح
"كنت خائفة من هذا (منذر) .. مهما كان ما ارتكبه ذلك الحقير لا أريد أن تتلوث يدك بدمه .. فليذهب للجحيم .. كنت أفضل لو سلمته للشرطة أفضل من .."

قاطعها قائلاً بقهر
"لقد هرب"
"ماذا؟ .. هرب؟ .. كيف؟"

هتفت بتوتر
"لقد ساعده أحدهم .. لكن الرجال سيعثرون عليهما وسيحضرونهما لي"
قالت بقلق
"ليتك سلمته للشرطة (منذر) .. أخشى أن .."

أمسك كفها قائلاً بحزم
"لا تخافي .. لن أسمح له بالاقتراب منكِ .. لن يقترب منا مرة أخرى .. سأجده وسأجعله يندم على .."

هتفت مقاطعة
"لا يا (منذر) .. عدني ألا تفعل أي شيء .. سلمه للشرطة وهم يتكفلون به"

هتف بحدة
"لا يا (شاهي) .. يجب أن يعترف بكل شيء .. أريد أن أتأكد من أنّه فعل هذا بمساعدته"

رددت بتوتر وقلبها أخبرها بالإجابة قبل أن ينطقها
"بمساعدة من؟ .. من تقصد؟"

لمعت عيناه بكراهية
"لا أحد غيره يستطيع فعلها .. (توفيق الأغا)"
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 03:35 AM   #1197

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (ملك) عينيها ببطء ونظرت حولها لتقابلها جدران غرفتها البيضاء، ثم أغمضتهما مجدداً وهي تتنهد بارتياح .. كانت وحدها .. لم تعد تحتمل مواجهة أياً منهما .. لا هو .. ولا(شاهي) التي منذ أن استيقظت وهي تحيطها باهتمامها الشديد وحنانها .. كلما عاملتها (شاهي) بهذه الرقة كلما كرهت نفسها .. هل ستكرهها هي لو علمت بمشاعرها نحو زوجها؟ .. طردت صورته بصعوبة من مخيلتها تريد أن تنسى كل ما حدث .. لا زالت تردد داخلها دون توقف أنّ كل هذا كان وهماً .. هو لم يكن بقربها حين فتحت عينيها أول مرة .. هي لم تسمعه يعترف لها بحبه .. هو لم يضمها بتلك الطريقة كأنّها أغلى ما يملك في هذا العالم .. لم يحتضنها كأنّ العالم سيفنى بعد قليل وهذه لحظاتهما الأخيرة معاً .. بالتأكيد كانت تهلوس من أثر الدواء والإصابة .. عندما فتحت عينيها مرة أخرى لم تجده معها .. لم يكن بالمشفى من الأساس كما عرفت من (شاهي) التي كانت بجوارها تلك المرة .. لا تعرف إن كانت نظراتها قد فضحتها لتجيبها (شاهي) بهذه السرعة ودون أن تسألها تخبرها أنّه اطمأن عليها وذهب ليتابع التحقيق بشأن إطلاق النار .. اكتفت بإغماض عينيها وادعاء النوم لتتهرب منها .. لا تريد أن تواجهها وهي بهذا الضعف .. ليس وقلبها يتمزق خجلاً وندماً .. من (شاهي) ومن أسرتها هي .. تذكرت حلمها واعتصر الألم قلبها وهي تهمس لنفسها
"لقد خنتِ كل أسرتكِ .. بعتِ نفسكِ وبعتِهم وسلمتِ قلبكِ لعدوكِ بكل حماقة"
لا .. هي توهمت .. ظنت أنّها تحب لكنّها لا تفعل .. لا يمكنها أن تقع في حب رجل مثله .. رجل يمثل كل ما حاربه والدها ورباها على رفضه .. زفرة مليئة بالألم خانتها وهي تحاول الاعتدال .. نظرت بقربها حيث وضع كوب ماء ومدت يدها لتلتقطه .. آلمها جسدها من هذه الحركة البسيطة فعضت على شفتها تهمس لنفسها بحنق
"تستحقين أيتها الحمقاء .. هل كان يجب أن تقفي في طريق تلك الرصاصة؟ .. لو أنّكِ تركتِه يـ .."
توقفت عن الكلام مختنقة من مجرد مرور الفكرة برأسها ودمعت عيناها عجزاً .. هي لم تفكر عندما رأته يتعرض للخطر .. تحركت دون وعي لتفتديه .. لا تريد أن تفكر حقاً ماذا كان سيحدث لو أنّها لم تفعل .. حمقاء .. أنتِ حمقاء كبيرة .. همست لنفسها وهي تحاول التقاط كوب الماء لكنّ يدها توقفت في الهواء حين سمعت صوتاً يتردد بالقرب بنبرة مذعورة .. قطبت وهي تدقق السمع .. كان صوت (شاهي) .. سمعت اسم (منذر) بتلك النبرة الخائفة وانقبض قلبها بخوف مفاجيء .. هل حدث له شيء؟ .. هل هو بخير؟ .. لم تستطع أن تقاوم مشاعرها التي دفعتها لتنهض ببطء من فراشها بقدر ما سمحت إصابتها .. تحاملت على نفسها وتحركت بخطوات ضعيفة نحو باب غرفتها في الجناح الطبي الخاص الذي تم نقلها إليه فيما بعد .. استندت بضعف إلى الجدار وتحركت بمحازاته وهي تتنفس بصعوبة .. توقفت على بعد خطوات وخفق قلبها بارتياح عندما سمعت صوته .. إنّه بخير .. تنهدت براحة وهي تلامس قلبها وكادت تعود لفراشها لكنّها سمعت (شاهي) تهتف بقلق
"لكنّك لست متأكداً يا (منذر) وما دام (مختار) لم يعترف لك أنّ والدك من أمره فلا يمكنك أن تتهمه بهذا"
قطبت بتوجس وانقبض قلبها وهي تفكر .. عما تتحدث؟
"لا يا (شاهي) .. أنا متأكد وقريباً سأجد الدليل وأقسم سأجعله يندم غالياً على فعلته هذه"
"اهدأ يا (منذر) أرجوك .. لا تقفز باستنتاجك .. (مختار) بالتأكيد كان ينتظرني أنا .. ما دمت تقول أنّه هرب قبل أيام فالبتأكيد كان ينتظر فرصة ليصل إليّ لكن عندما وجدك أراد التخلص منك أولاً .. بالتأكيد فكر أنني سأكون ضعيفة من دونك، وربما ظن أنّه هكذا سينتقم مني عندما يقتلك"
تنفست بصعوبة .. هل يتحدثان عن إطلاق النار؟ .. لكن .. ما علاقة والده بالأمر؟ .. لماذا سيأمر بقتل ابنه؟ .. استندت للحائط بضعف وشيء ما بقلبها حذرها من الاستمرار في وقوفها .. شعرت بدوارها يزداد وجرحها بدأ يؤلمها من الوقفة .. أصغت لهما بخوف وفضول لم تقاومه
"لو كان والدك خلف الأمر فأنا متأكدة أنّه أراد التخلص مني أنا وليس أنت .. (مختار) هو من قرر الانتقام منك مستغلاً الفرصة"
سمعته يهتف بقهر
"وهذا الخطأ سيكلفه الكثير يا (شاهي) لقد حذرته من الاقتراب منكِ بأي أذى ولن أتسامح"
قاومت ألم غيرتها وهي تسمع كلامه وهمست لنفسها أنّ لا حق لها في هذه الغيرة .. سقطت دموعها دون إرادة بينما تردد صوت (شاهي) يتوسله
"اسمع .. لا أريدك أن تتهور قبل أن تتأكد .. والدك لن يأمره بقتلك يا (منذر) .. ماذا سيكسب من هذا؟ .. إنّه .."
قاطعها بقسوة
"أنتِ لا تعرفينه مثلي .. إنّه لا يعبأ لأحد مهما بلغت مكانته عنده .. لقد أصبحت تهديداً له كما يبدو .. و(توفيق الأغا) لا يحب هذا .. إنّه لا يملك قلباً .. ليس لديه غالٍ يا (شاهي) .. يمكنه أن يتخلص مني في أي لحظة إن اعتقد أنني أشكل خطراً عليه"
توقف قلبها والاسم يتردد بعقلها بصدى مرعب .. (توفيق الأغا) .. هل قال (توفيق الأغا)؟ .. أليس هذا نفسه الاسم الذي كانت (سؤدد) تطلقه على .. مالت بضعف وهي تمسك بقلبها بينما صوته يصل أذنها مشوشاً
"عاجلاً أو آجلاً سأجد الدليل على أنّه هو من ساعد (مختار) وأمره بهذا .. وعندما أتأكد من هذا أقسم .. لن أكون ولده إن لم أجعله يندم غالياً على فعلته هذه"
تسارعت أنفاسها واعتصر الألم قلبها بقسوة وهي تهز رأسها رفضاً .. لا .. هي لم تسمع شيئاً من هذا .. هذا أيضاً وهم .. هي نائمة وترى كابوساً .. (منذر) .. لا .. ليس ابن ذلك الشيطان .. لا يمكن أن يكون ابن قاتل أسرتها لا يمكن .. لكن اسمه مختلف .. لابد أنّ هناك خطأ .. لكنّه يقول هذا بلسانه .. تساقطت دموعها وتأوهت وهي تحاول الحركة لتعود لفراشها .. تباعدت همساتهما عن أذنيها لكنّ الأوان قد فات، فآخر ما كانت تريد سماعه، قد اخترق قلبها بلا رحمة .. ضغطت على قلبها بقوة وهي تشعر أنّه يكاد يتوقف من شدة الألم .. كانت في منتصف الغرفة عندما انتهت كل قوتها وسقطت أرضاً وهي تشهق بعنف تشعر بالاختناق وأنفاسها غادرت رئتيها في نوبة ذعر .. ما الذي فعلته بنفسها؟ .. ماذا فعلت؟ .. لم تسمع شيئاً مما حولها .. لم تشعر بهم .. فقط تركت الظلام يبتعلها إلى أعماقه ربما كان أرحم من واقعها بكثير.
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 03:38 AM   #1198

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقع قلب (منذر) بين قدميه وهو يندفع مع (شاهي) إلى الغرفة فور سماعهما صوت ارتطام (ملك) بالأرض وهتف اسمها بفزع حين وجدها ساقطة على الأرض تحاول التنفس بصعوبة وهي تمسك قلبها .. صرخ بلوعة
"(ملك) .. ماذا أصابكِ؟ .. (ملك)"
رفع صوته يصرخ منادياً الطبيب كما فعلت (شاهي) التي اندفعت بسرعة للخارج تستدعي طبيب وقد أرعبتها حالة (ملك) التي كانت غائبة عن الواقع تدفع (منذر) عنها بحركات هيستيرية وهي لا تكف عن شهقاتها المفزعة حتى سقطت فاقدة الوعي فأسرع يحملها بقلبٍ مرتجف يعيدها إلى السرير ومال عليها يربت على خدها بقلق

"(ملك) .. استيقظي أرجوكِ .. ماذا أصابكِ حبيبتي؟"
ابتعد عنها فور أن دخل أحد الأطباء ومعه إحدى الممرضات وطالبه أن يغادر حتى يعانيها .. تراجع بوجه شاحب فتحركت (شاهي) لتمسك يده وتسحبه برفق للخارج .. استند إلى الجدار وهو يشعر بساقيه لا تكادان تحتملانه بينما نظرت إليه (شاهي) مشفقة وهمست

"ستكون بخير لا تقلق"
نظر لها بدون رد ثم اتجه ليجلس على أقرب مقعد ودفن رأسه بين كفيه لتتابعه عيناها بأسى قبل أن تتجه إلى حيث رقدت (ملك) وتحدثت إلى الطبيب تخبره عما حدث واستمعت له باهتمام قبل أن تشكره وتتجه إلى (منذر) المطرق بشحوب جعل قلبها يؤلمها .. همست اسمه وهي تجلس بجواره

"إنّها بخير .. الطبيب طمأنني عليها وهي نائمة الآن وعندما تستيقظ ستطمئن عليها .. لا تقلق"
رفع وجهه لها

"ما الذي جعلها هكذا؟"
هزت رأسها بحيرة وقالت
"لقد كانت فزعة بطريقة غريبة .. عندما تستيقظ وتصبح أفضل يمكننا أن نتحدث معها ونعرف ماذا أفزعها هكذا"

تنفس بقوة ومرر أصابعه في شعره قائلاً
"لا أعرف ماذا أفعل يا (شاهي) .. كل شيء معقد من حولي .. لا أستطيع أن أتابع خطتي وأنا قلق بهذا الشكل .. لا أستطيع التركيز على شيء وأنا قلق في كل لحظة من أن يحدث لها شيء"
تنهدت وهي تربت على كتفه

"لا تقلق .. لقد أخبرتك أنني سأهتم بها .. يمكنك أن تطمئن وتركز في عملك .. ألم تقل أنّ كل هذا سينتهي قريباً؟"
أومأ برأسه وغامت عيناه بطريقة أقلقتها لكنّها كتمت قلقها عنه وهي تكمل
"إذن فلتحتمل قليلاً يا (منذر) .. أنا واثقة أنّ الأيام القادمة ستحمل لنا الأفضل .. ستكون سعيداً بعد كل السنوات التي تعذبت فيها وأنا أيضاً .. لقد تعلمت بالطريقة الصعبة لكنني عرفت طريقي إلى سعادتي"
همس بخفوت
"ليت لي نفس ثقتكِ يا (شاهي)"
ابتسمت بحنان
"ثق بكلامي (منذر) .. ستعيش وترى بنفسك .. سنعيش لنرى هذه الأيام يا صديقي"

منحها ابتسامة باهتة حاول بثها بعض الأمل الذي لا يملكه بينما يعرف جيداً إلى أين سينتهي طريقه .. هو قرر من البداية نهاية الطريق ولن يتراجع عنها أبداً .. رنين هاتفه أوقف أفكاره فأسرع يلتقطه وأجاب ما أن لمح رقم (يسري)
"ما الأخبار يا (يسري)؟"

نهض من مكانه هاتفاً بسخط
"ماذا؟ .. أنت متأكد؟"
استمع له وتسارعت أنفاسه بينما نظرت له (شاهي) بخوف تحاول تخمين ما حدث وأغضبه لهذا الحد .. أي مصيبة جديدة حصلت؟ .. سمعته يقول بحدة
"حسناً يا (يسري) .. تأكد من ألا يربط أحد بيننا وبين ما حدث له"

أغلق معها لتهب (شاهي) قائلة بخوف
"لا تقل أنّهم قد تخلصوا منه يا (منذر) .. أرجوك أخبرني أنّهم لم .."

قاطعها وعيناه تسودان بشدة
"لم يفعلوا .. لم يلحقوا أن يفعلوا شيئاً لا تخافي"
اقتربت منه هامسة بقلق
"ماذا يعني هذا؟"

قال ببرود قاس
"لقد مات"
شهقت بعنف وانسحب الدم من وجهها وهي تسقط على المقعد بينما يتابع بقهر
"لقد عثروا على جثته .. قالوا أنّ سيارة مسرعة صدمته ولم يكن قد استطاع الوصول حتى للمدينة المجاورة"
تنفست بصعوبة وأخذت بعض الوقت لتستوعب ما حدث .. هي لا تشعر بشيء .. لا شفقة ولا حزن .. هي فقط مصدومة .. لا تستوعب أنّ ذلك المتجبر قد رحل عن هذه الدنيا .. هكذا فجأة .. همست بارتجاف

"من؟ .. من فعلها؟ .. هل هو حادث عادي؟"
ضاقت عيناه وهو يقول
"لا أظن أبداً .. ليس حادثاً .. لابد أنّه أمر بالتخلص منه"
مسحت دمعة خانتها وقالت
"أرجو أن تكون مخطئاً يا (منذر)"
ردد بتجهم
"أرجو هذا أنا أيضاً .. على أية حال كل ما حدث يؤكد لي أنّه وراء كل ما حدث .. ويخبرني أيضاً أنّ شره قد وصل إلى المكان الوحيد الذي ظننته آمناً منه .. وهذا يعني أنّ عليّ أن أسبقه بخطوة"

تحرك نحو الشرفة وهو ينظر لهاتفه وشرد للحظات ثم قال
"يبدو أنّه لم يعد أمامي خيار آخر .. لم يعد هناك وقت للتأجيل أكثر"

وقفت في الخلف تنظر له بحيرة قلقة ثم سمعته يقول وهو يتصل بهاتفه
"لم أختر أن تبدأ النهاية سريعاً هكذا لكن يبدو أنّ القدر هو من قرر أخيراً"

قطبت بتوتر وقد زادت مخاوفها وبدأت تتساءل إن كانت خطة (منذر) تنضوي على شيء لم يخبرها به أبداً .. شيء هو وحده يعرفه وينتظره منذ وقت طويل .. قطعت أفكارها وهي تسمعه يقول
"مرحباً سيد (أحمد) .. كيف حالك؟ .. لقد اتصلت لأخبرك أنني موافق على عرضك"
ارتفع حاجباها بقلق بينما يكمل
"أجل .. سأنتظرك هناك .. لكن .. توخى الحذر .. ربما تكون أنت الآخر تحت مراقبة رجاله .. جيد .. لن أتأخر"

ودعه وأغلق الهاتف وبدأ يتحرك لتهتف من خلفه
"(منذر) .. إلى أين؟"
التفت لها قائلاً بهدوء
"أنا ذاهب لأقوم بعملي كما قلتِ يا (شاهي)"
لمع القلق في عينيها فابتسم واقترب منها .. ووضع يده على كتفها وقال
"اعتني بنفسكِ وبها .. سأبعث (يسري) ليكون معكما"

أومأت وهي تنظر له بعينين دامعتين بقلق فابتسم وهز رأسه
"لا تقلقي .. سأكون بخير"

همست له وهو يتحرك ليغادر
"اهتم بنفسك (منذر)"

هز رأسه يعدها وغادر وأنظارها القلقة تتبعه وثقتها بشأن الأيام السعيدة التي تنتظره تهتز وبشدة مع تزايد شكوكها.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 03:41 AM   #1199

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"ربما لا تكون فكرة سيئة يا (مراد)"
ردد (راجي) كلماته وهو يفرد ساقيه بإرهاق على الأريكة وينظر لصديقه المتجهم الذي لا زال غاضباً منذ أخبرهما (عماد) بفكرة عمه وميله لها .. بعد أن فقد أمله في أن تساعده (ليلى اليزيدي) صار الآن أمله الوحيد معلقاً بموافقة (منذر صفوان) على التعاون معهما .. هناك مثل شعبي أحمق يصف هذا الوضع لكنّه فضل ألا يخبر (عماد) به بينما يراه مستعداً للتشبث بأي فرصة تخرجهم من هذا الجحيم ولو كانت تلك الفرصة متعلقة بالذراع الأيمن لعدوهم .. سمع صديقه يهتف في حدة
"هل تمزح يا (راجي)؟ .. أي فكرة جيدة؟ وأي خير سيأتي بالتعاون مع ذيل الأفعى ذاك .. هل تظنه يختلف عن (توفيق الأغا)؟ .. إنه مجرم مثله .. من أين أتى (عماد) وعمه بذلك الهراء عن كونه مختلفاً وسيساعدهم؟"
دلك (راجي) جبينه بتعب ورد
"يا صديقي .. أنا أيضا لا أثق به .. لكن بالتأكيد السيد (أحمد) يملك دليلاً وإلا ما كان تحدث بهذه الثقة .. لا أريدك أن تتسرع بالحكم فقط لأنك تخلط الأوراق وتفكر بعاطفتك و .. "
قاطعه صارخاً بقهر
"أفكر بعاطفة لأنني أرفض التعاون مع قاتل زوجتي؟ .. لأنني أعرف أي مجرم هو؟ .. ذلك الحقير قاتل وشيطان .. (عماد) يدق مسامير نعشه إن فكر أن ذلك الوغد سيساعده"
تنهد (راجي) بنفاذ صبر وقال
"حسناً يا صديقي .. أنت محق .. لن أجادلك فيما تراه صحيحاً .. لكن بالله عليك .. هذا ليس وقت غضبك من (عماد) .. انظر .. لقد تركته يسافر وأنتما متشاجران .. إنه صديقنا يا (مراد) .. لا يمكنك أن تتخلى عنه مهما كان رأيك في قراراته"
قطب (مراد) بضيق فأكمل (راجي) برفق
"لقد ساعدناه من قبل وأنت وقفت معه رغم كل اعتراضاتك وقتها واقتناعك بخطأ ما يفعله لكنك وقفت في ظهره حتى لا يسقط حين يكتشف خطأ قراراته .. كنت معه يا (مراد) ولن تأتي الآن وتتخلى عنه بينما هو يائس لإصلاح ما أفسده لدرجة أن يتوسل العون عند مجرم كما تقول"
أطرق (مراد) كأنما يفكر في كلماته ثم زفر بقوة وهو يلقي بجسده على الأريكة
"لا أعرف .. ما عدت أعرف ما أفعل يا (راجي) .. أنت لا تدري بما شعرت عندما سمعت ما يقول .. هنا"
وضع يجه على قلبه مردفاً
"هنا نار اشتعلت .. حريق يا صديقي .. شعرت أن (سارة) تموت أمامي مرة أخرى وأنا عاجز عن إنقاذها .. كيف يريدني أن أتقبل بهذه السهولة تمسكه بيد قاتلها؟"
اعتدل (راجي) ومال بجسده مقترباً منه وربت على ساقه
"لقد مضت سنوات طويلة يا صديقي .. حان الوقت لتتجاوز ما حدث .. (سارة) لن تكون راضية وأنت تضيع عمرك هكذا"
هز رأسه مردداً بوجع
"لن أرتاح إلا بعد أن أستعيد حقها يا (راجي)"
"تذكر وصيتها لك يا (مراد) .. حان الوقت لتعيش حياتك التي أوقفتها .. حرر قلبك من ذكراها"
ابتسم بمرارة
"قلبي؟ .. قلبي يرفض الاستمرار يا (راجي) .. أتظنني لم أحاول؟ .. ذلك القلب مات مرة وهي أعادته للحياة .. هل يمكن أين يعود للحياة قلب مات مرتين؟ .. هل يحيا الثالثة؟"
مط شفتيه بأسى وأجابه
"ويحيا للمرة الألف لو لزم الأمر .. كل هذا في رأسك أنت .. أنت متشبث بذكرى (سارة) وترفض المضي قدماً .. إحساسك بالذنب نحوها يرفض أن يحررك من ذكراها ولطالما لا زلت ترفض تجاوز ذلك الشعور لن يعود قلبك للحياة حتى لو دخلت في حياتك امرأة ورغبت بكل قوتها أن تحررك"
ابتسم بمرارة
"تقول هكذا لأنك لم تحب يا (راجي) .. أنا جربت الحب مرتين .. الأولى قتلتني برحيلها وخلفت وراءها قلبا محطماً والثانية لملمت ذلك القلوب المحطم ومنحته من روحها لينبض من جديد وعندما رحلت أخذت روحها معها يا صديقي .. الآن لم يعد باقياً هنا سوى قلب ملصوقُ حطامه، لكنه لا ينبض"
تنهد بحرارة رداً عليه
"لا أدري ماذا أقول لك .. أنا بالفعل لم أجرب الحب لكن .. إن كنت أملك نصيحة واحدة أقدمها لك فهي أنه .. حتى القلوب المعطوبة يمكنها أن تنبض .. صحيح نبضاً ضعيفاً ليس كالقلوب الطبيعية لكنها تنبض .. يكفي أنها تجعلك على قيد الحياة وليس على هامشها كميت ينتظر ميعاد دفنه"
نظر له دون رد فربت على كتفه وقال برفق
"خذ بنصيحتي يا صديقي وصدقني .. عندما تتحرر من ذلك الذنب الذي يقتلك .. ستعود الحياة لتطرق بابك وهذه المرة أنت ستفتح لها وتستقبلها بذراعين مفتوحتين ويعود قلبك لينبض بكل قوته"
لم يمنحه أي رد سوى ابتسامة باهتة فنهض (راجي) وهو يقول
"لقد كان يوماً مرهقاً .. سأذهب لأرتاح قليلاً .. لدي شعور أن الأيام القادمة ستحرمني من الراحة لوقت طويل"
أومأ برأسه موافقاً وفتح فاهه ليقول شيئا لكنه توقف مع رنين هاتفه فالتقطه ليجبيب وارتفع حاجباه وهو ينظر لصديقه وهمس
"إنه (عماد)"
هتف به
"ماذا تنتظر؟ .. أجب"
تردد لحظة ثم أجاب بصوت أراده متجهماً لكنه خرج بنبرة اهتمام جعلت (راجي) يبتسم
"مرحباً (عماد) .. هل وصلت طائرتك؟"
اعتدل مقطباً وجذب انتباه (راجي) الذي تابعه باهتمام قلق
"ماذا؟ .. نعم (رامز) في مهمة .. سأرسل رجلاً آخراً ليعيدها .. لكن (عماد) .. حسناً"
تخاذلت نبرته الرافضة واستمع له لحظة ثم قال
"لا بأس .. لا تقلق سأبلغك"
أغلق الهاتف ونهض مسرعاً وهو يهتف
"هذا ما كان ينقصني .. حماقات الآنسة (سؤدد يزيدي)"
سأله بقلق
"ماذا حدث؟"
لوى شفتيه وهو يرتدي سترته ويلتقط مسدسه يضعه في جيبه
"كالمعتاد .. الآنسة (سؤدد) تصرفت من رأسها وعاندت مع (عماد) .. لقد ذهبت لتقابل تلك الفتاة الإيطالية في المشفى"
واتجه إلى الباب وأكمل
"وطبعاً صديقنا المسكين لم يجد سواي لأعيد له خطيبته المجنونة قبل أن تفسد خططه"
ضحك (راجي) وهو يرافقه للباب
"وتعجبون من رفضي لأن أقع في حب امرأة .. يا رجل .. انظر للجنون الذي تعيشون فيه"
اكتفى بابتسامة هادئة وقال
"ادع لي إذن أن ألحق مجنونة صديقنا قبل أن ترتكب مصيبة"
رافقته ضحكة (راجي) وهو يقفز السلالم مسرعاً ليستقل سيارته بينما تراجع صديقه مغلقاً الباب وبهتت ابتسامته وهو يدرك بقلق احتمالية أن يواجه (منذر) هناك ويرتكب هو مصيبة.
**********************
أسند (آدم) رأسه لمقعد سيارة الأجرة وعيناه تعلقتا بالطريق ينظر عبره بشرود وعقله لا يزال غارقاً في تفاصيل ما حدث خلال الأيام السابقة .. الصراع الذي كان يخوضه مع الوقت ليعرف طريق (سديم) ولم يخفف من معاناته معرفته أنّ (هشام) هو الآخر يبحث عنها .. كان يخشى أن ينفذ تهديده ويبحث عنها ثم يأخذها تحت جناحه .. زفر بحرقة وأغمض عينيه مسترجعاً اللحظات التي لا زال يشعر بطعم مرارتها في حلقه وغصتها في قلبه .. حديثه مع جده وخوفه من أن يكون محقاً في كلماته لم يعده للوجع الذي سحق فؤاده وهو يستمع لكلمات (كريم) الذي رفض تماماً الإفصاح بما دار بينه وبين (سديم) قائلاً أنّها جعلته يتعهد لها ألا يخبر أحداً عن الأمر وهو لا يستطيع إخراج سر مريضه وكاد يمسك في خناقه ويقتله من شدة غضبه لحظتها لولا أن تدخلت (سمر) وتوسلته أن يخبرهم لأنّ (سديم) هربت وهي لوحدها ولا يعلمون شيئاً عن حالتها أو ما تعانيه وأخبرته بكلمات صارمة أنّه سيكون وحده مسؤولاً إن أصابها أي مكروه وهي وحدها .. نظر له لحظتها متردداً .. ربما كانت كلماتها ما جعله يتنازل أو ربما هي النظرات اليائسة التي كانت مطلة من عينيه وهو ينظر له متوسلاً دون كلمات أن يخبره الحقيقة فتنهد مطولاً وقال بكلمات حاول جعلها مترفقة
"السيدة (سديم) تعاني من ورم بالمخ"
اختفت الأصوات من حوله وشعر بساقيه لا تكادان تحملانه وهو يحدق فيه وكلماته تتردد بصدى مخيف في رأسه .. ورم بالمخ .. (سديم) مريضة .. جده كان محقاً .. سقط على المقعد المقابل لمكتب (كريم) وهو يسمعه بذهول يخبره بتفاصيل مرضها وعن الطبيب الذي أرسلها لتتابع معه .. لم يهتم لأي شيء .. كل ما يقوله لم يكن يهمه .. زوجته مريضة ووحدها .. (هشام) كان محقاً .. لقد نسى كل شيء .. لم يهتم لغضبه وجرحه منها في تلك اللحظة .. فقط .. تمزق قلبه وهو يتخيل حالتها .. هل يمكن أن تكون قد ساءت حالتها وهي وحدها هناك .. لماذا هربت؟ .. لماذا لم تخبره؟ .. بجسد مرتجف نهض وهو يردد كلمات شكر باهتة لـ(كريم) الذي ناظره بأسى و(سمر) التي اقتربت تقول شيئاً ما لم يفهمه .. ربما كانت تواسيه أو تذكرت صديقتها التي التهم المرض ببطء زهرة حياتها وانتزعها منهم .. تماماً كما يريد أن يفعل الآن بـ(سديم) .. جبانة .. همس داخله بألم وهو يتحرك مغادراً ولم يشعر بنفسه إلا وهو أمام بيت عائلة (رضوان) .. قابلته شقيقته بنظراتها القلقة وهي تسأله عن حاله وإن كان قد وجد أي خبر عن (سديم) .. هز رأسه وهو يقاوم دموعه ولم يستطع أن يقاوم ألمه أكثر فانحنى ليحتضنها بقوة .. ضمته هي بحنان وهي تهمس بخوف
"ما الأمر (آدم)؟ .. ماذا حدث؟"
ارتجف جسده وهو يهمس
"لست بخير أبداً يا (راندا) .. لست بخير"
سمع صوت (هشام) يتردد خلفهما
"ماذا حدث يا (آدم)؟"

التفت له ليواجه وتحاشى النظر لعينيه القلقتين بينما يقترب منهما (هشام) وهو يقول
"هل عرفت مكانها؟"
هز رأسه نفياً وهمس
"لا .. ليس بعد"
نظر لوجهه بتدقيق وقال
"لقد تحدثت مع (بيير) وأخبرني أنّه سيبلغني إن عثر عليها في فرنسا"

هز رأسه دون رد
"أعطاني بعض الأسماء التي قال أنّها كانت تستخدمها كهويات مزورة ولديها جوازات سفر بها .. ما دام اسمها ليس موجوداً بقوائم السفر فلابد أنّها سافرت بإحداها"
رفع عينيه له بأمل وقال
"هل تأكدت من الأمر؟"
قال وهو يحرك الورقة في يده

"ليس بعد .. لكن خلال وقت قصير سنكون قد تأكدنا من إن كانت قد استخدمت إحدى تلك الهويات أو سافرت بهوية جديدة لا يعلم هو عنها شيئاً"
خفق قلبه برعب وهو يفكر في هذا الاحتمال .. هذا يعني أنّه من المحتمل ألا يعثروا عليها .. أفاق من أفكاره على صوت (هشام) يقول

"تعالى لترافقني (آدم) .. سيكون أسرع وأفضل لو تعاونا معاً"
أومأ برأسه ونظر لشقيقته التي كانت عيناها تلمعان بسؤال قلق لكنّه لم يستطع أن يخبرها به .. ليس الآن .. لا يمكن أن يخبرهم الآن .. غادر مع (هشام) ليواصلا بحثهما .. وفي نهاية اليوم كانا قد تأكدا من استخدامها لإحدى الهويات التي قال عنها (بيير) .. لم يكن يتصور أن يمتن له يوماً لكن في تلك اللحظة ما كان يهمه أي شيء ولا أي شخص إن كان سيعيد إليه حبيبته الغبية .. أفاق من شروده على صوت (هشام) يقول

"(بيير) ينتظرنا هناك .. لا أريد أي مشاكل معه يا (آدم)"
ابتسم بمرارة ساخرة وهو يواصل النظر إلى طرقات العاصمة الإنجليزية حيث اختارت (سديم) من بين كل البلاد أن تختبيء .. لماذا أتت إلى هنا بالذات؟ .. هل لأنّها توقعت أنّ فرنسا ستكون أول مكان يبحثون عنها فيه .. أم أنّ هناك سبب آخر؟ .. تنهد بقوة قاطعاً أفكاره وهو يقول دون أن يلتفت إليه
"لا تقلق .. ربما في فرصة أخرى سأفكر في التخلص منه لأرتاح"
قطب (هشام) بضيق ونظر في ساعته ثم زفر بقلق وهو ينظر للطريق الذي بدأ يزدحم قليلاً .. ران الصمت بينهما لبرهة قبل أن يقطعه (آدم) قائلاً بخفوت
"(سديم) .. مريضة"

لم يحتمل أن يكتم الأمر داخله أكثر .. التفت له (هشام) محدقاً فيه بعينين متسعتين بذهول ورفض .. قاوم (آدم) غصته بصعوبة لكنّ صوته خانه وارتجف وهو يكمل
"كانت متعبة منذ بعض الوقت ورفضت متابعة الطبيب .. أصررت عليها أن تفعل .. كذبت عليّ .. قالت أنّ كل شيء على ما يرام لكنّها .. كذبت"

همس (هشام) بصوت مرتجف رافض
"ماذا تقول يا (آدم)؟"
أخذ نفساً آلم صدره بشدة وهو يرد
"أنت قلتها يا (هشام) .. (سديم) لن تغادر هكذا دون سبب قاهر .. هذا هو السبب .. (سديم) مريضة"

هز (هشام) رأسه
"لابد أنّ هناك خطأ .. ربما .."
قاطعه قائلاً بمرارة
"لقد تأكدت .. ذهبت لطبيبها .. وللطبيب الآخر الذي أرسلها إليه .. أكدا لي الأمر .. هي أخفت عني كل شيء .. أخفت عنا جميعاً .. كانت تمثل أنّها بخير حتى هربت بعيداً عنا لتكون بمفردها .. لتموت وحدها"
لم يحتمل (هشام) الكلمة فهتف فيه
"توقف .. ما الذي تقوله؟ .. هل تمزح معي؟"

هز رأسه
"ليتني أمزح (هشام) .. ليت كل هذا يكون كذباً أو كابوساً أصحو منه .. لكنّه حقيقة .. (سديم) تعاني من ورم بالمخ"

سكيناً حاداً انغرست في قلب (هشام) وهو ينظر له وعقله يرفض أن يصدق ما يسمعه
"مستحيل"
"إنّها حقيقة .. أمها أيضاً عانت من نفس المرض لكنّها لم تجد الفرصة للشفاء .. أنا لن أدعها تكرر مصير أمها .. لن أدعها ترحل هكذا ببساطة"
وارتفع صوته برفض
"تلك الغبية تعتقد أنّها تفعل فينا معروفاً بهربها .. الآن أفهم تصرفها الغبي .. الآن يمكنني أن أرى أكاذيبها الحمقاء التي تركتها على الورقة .. تظن أنّها ترحمنا من معاناتنا معها ورؤيتنا لها تذبل أمام أعيننا .. قررت أن ترحمنا .. لابد أنّها خافت .. أنا غاضب منها كثيراً يا (هشام) .. غاضب لأنّها لم تثق بي ولم تخبرني لكنني حقاً لا أرغب في الشجار معها ولا أن أعاقبها .. الآن فهمت ما كنت تتحدث عنه"
أرجع رأسه يسنده للخلف وهو يغمض عينيه قائلاً بتعب
"لا أريد أكثر من أن أجدها وأعيدها إلى جانبي .. أن أعطيها من قوتي حتى تصبح بخير .. لا أريد سوى معانقتها وأن أهمس في أذنها أنني معها في كل لحظة .. في الضراء قبل السراء .. أنني لن أضعف وهي في حاجتي"

صمت لحظة محاولاً استيعاب مشاعره
"لا يهمني سواها الآن"
تنفس (هشام) بصعوبة وأطرق دافناً وجهه بين كفيه للحظات متمتماً بكلمات غير مفهومة قبل أن يرفع رأسه ويردد بصوتٍ متوجع خافت
"استغفر الله .. رحماك يا ربي .. ساعدنا أرجوك"
أمّن (آدم) على كلماته في قلبه وهو يغمض عينيه على صورتها يطلب منها أن تكون بخير حتى يجدها ويعيدها إلى أحضانه حيث يجب أن تكون .. كل شيء بعدها سيهون .. سمع (هشام) يردد بحزم بعد لحظات وقد تمكن من التحكم في مشاعره واستعاد قوته التي يعرف أنّ (سديم) ستحتاجها بشدة
"سنجدها يا (آدم) .. سنجدها وستتعالج وستكون بخير"

أومأ برأسه دون رد بينما تراجع (هشام) في مقعده وهو يواصل كلماته بيقين أكبر
"ستكونين بخير (سديم) .. لن أدع مكروهاً يصيبكِ"
**********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 03:43 AM   #1200

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اختلست (سؤدد) النظر من مكانها إلى حيث وقفت (شاهي) أمام الجناح تتكلم مع إحدى الممرضات بملامح قلقة قبل أن تتحرك برفقتها وانتظرت بفارغ الصبر حتى مرا بها فمالت جانباً تخفي نفسها عن (شاهي) التي كانت تتحدث إلى الممرضة بنبرة قلقة وأجابتها الأخيرة وهي تشير بيدها خفية إلى (سؤدد) تخبرها بإشارتها، أن تسرع في الدخول ريثما تعطل (شاهي) كما اتفقت معها .. زفرت بقوة وهي ترقب اختفائهما في نهاية الممر وتحركت من مكانها نحو الجناح الطبي
"جيد .. كل شيء يسير على ما يرام"

كانت على بعد خطوتين من باب الجناح حين قبضت يد على مرفقها وصوت يهتف اسمها بصرامة، وخفق قلبها بقوة وهي تلتفت بفزع وقد تخيلت لوهلة أنّ (منذر) قد عاد بعد أن رأته بعينيها يغادر بسيارته .. تنفست بارتياح وعيناها تقابلان وجهاً غريباً قبل أن تقطب بتوجس وهي تنتزع ذراعها منه
"من أنت؟ .. كيف تلمسني بهذه الوقاحة؟"
هتفت فيه بعنف فتراجع قائلاً ببرود
"مرحباً آنسة (سؤدد) .. أعتذر عن لمسكِ بهذه الوقاحة .. هلا تفضلتِ معي من فضلكِ؟"

ضغطت على أسنانها وهي تردد بغيظ
"أتفضل معك إلى أين؟ .. لم تخبرني من أنت أيها الوقح؟"

زفر بنفاذ صبر وتمتم بشيء من تحت أسنانه قبل أن يواجهها بنفس البرود ويقول
"أنا (مراد الرافعي) آنستي .. صديق (عماد) و .."

قطع جملته عندما لمح نظرة عينيها التي تغيرت من النفور والشك وتألقتا بلمعة غير مريحة بينما ارتسمت ابتسامة ظافرة على شفتيها وهي تنظر له وقالت بهزة رأس ساخرة
"قلت لي .. (مراد الرافعي) .. وأخيراً نلتقي سيد (مراد)"

لم يجد الفرصة ليرد عليها حين هوت بقبضتها على فكه بلكمة لم يتوقعها أبداً .. لم يتحرك وجهه طرفة لكنّه كز على فكه بغضب مكتوم، وحركت هي كفها في الهواء وقد آلمتها من شدة ما ضربته لكنّها أخفت توجعهها وهي تقول بسخرية
"لشد ما تمنيت مقابلتك"

مسح مكان قبضتها وقال ببرود
"هل لي أن أفهم سبب تصرفكِ هذا آنسة (سؤدد)؟"

كتّفت ذراعيها قائلة
"حقاً؟ .. اعذرني إذن سيد (مراد) .. لقد كانت هدية .. تعبيراً عن امتناني للرجل الذي سمح لابن عمي العزيز بانتحال هويته وساعده في خداعي"

لمعت عيناه بسخرية ورد
"هدية غريبة .. لكن شكراً على أية حال"

لوت شفتيها وأشاحت وجهها بترفع فابتسم داعياً لصديقه بصمت أن يعينه الله عليها، ثم قال
"ولو أنّه لم ينتحل شخصيتي كُلياً .. فقط استغل اسمي لا أكثر .. لكن لا بأس .. سأتحدث معه بشأن هديتكِ الرفيعة .. سنتحاسب فيما بيننا"
نظرت له من طرف عينها ثم قالت وهي تنتبه لمكانهما
"ماذا تفعل هنا على أية حال؟"

قال وهو يشير لها أن تتحرك بصحبته
"جئت لأرافقكِ آنستي .. لقد اتصل (عماد) بي من المطار خصيصاً تخيلي .. ليخبرني أن ألحق بخطيبته الـ .. المصون قبل أن تتسبب في .."
رمقته بنظرة قاتلة بينما تابع بسرعة
"خشى أن تحدث مشكلة معكِ وأنتِ دون حراسة"

"حقاً؟ .. أي مشكلة مثلاً؟"
قالت بتحد فأجاب بنفاذ صبر
"مثل أن يجدكِ (منذر صفوان) هنا ولا تجدي تبريراً تخبرينه به عن سبب وجودكِ"

قالت بترفع وهي تتركه وتتحرك نحو غرفة (ملك)
"أخبره ألا داعي لقلقه .. (منذر) ليس هنا من الأساس .. لقد تأكدت من أنّه قد رحل"
زفر بحنق وقال وهو يقف في طريقها
"آنستي لو سمحتِ .. أنا في مهمة محددة فأرجوكِ لا تصعبي الأمر عليّ"

رفعت أحد حاجبيها وقالت
"وماذا ستفعل إن صممت على تصعيب الأمر عليك؟ .. هل ستجرني قسراً من هنا؟ .. حاول إن استطعت"

قطب بغضب فأكملت بهدوء
"لو تركتني أكمل ما أتيت لأجله كنا قد انتهينا من كل هذا .. لو سمحت دعني أدخل الآن وأعدك سأعود معك بكل هدوء"

ضغط على فكه بشدة فابتسمت بسماجة وهي تقول
"اتفقنا؟ .. انظر لقد ضيعت من وقتي الكثير وتلك الممرضة لن تستطيع خداع زوجة (منذر) طويلاً"
لم تنتبه لارتباك نظراته لوهلة وهي تتابع
"سأطمئن على (ملك) بسرعة وأغادر معك"

التفتت له وهي عند الباب وقالت
"آه .. رجاءً .. حاول أن تعطل زوجته إن رأيتها قادمة قبل أن أغادر الغرفة، حسناً؟"

لم تنتظر رده ودخلت الغرفة بسرعة بينما وقف هو متجمداً للحظات ثم نظر نحو الممر الخالي بقلق .. هل قالت زوجة (منذر)؟ .. هل (شاهي) هنا هي أيضاً؟ .. ما الذي تفعله هنا؟ .. لم يتوقع أن تكون برفقة (ملك) أبداً .. زفر وهو يتراجع مستنداً للحائط وراودته رغبة في أن يدخل وينتزع (سؤدد) من الداخل ويجرها بالقوة لو لزم الأمر .. لن ينقصه أن تراه (شاهي) الآن فلا يعرف كيف يبرر وجوده بقرب جناح خادمتها .. تباً .. تمتم بحنق
"حسناً يا سيد (عماد) .. أرجو أن تكون راضياً بما أوقعتني فيه"
قالها وأدار وجهه نحو الممر بتوتر وترقب لظهورها في أي لحظة قبل أن يتحرك مقرراً الوقوف في مكان بعيد عن الجناح وفي نفس الوقت يمكّنه من رؤيتها إن هي كانت عائدة إلى حيث تلك العنيدة خطيبة صديقه.
*********************
قاد (منذر) السيارة بسرعة مبتعداً عن المشفى في طريقه إلى المدينة التي يقع فيها منزل والدته .. نظر لوجهه في المرآة وقطب .. عليه أن يوقف سيارته في مكانٍ ما ويغير ثيابه ويخفي وجهه جيداً .. لا يضمن أن يكون جواسيس والده خلفه .. لم يعد يثق في أي شيء .. تنفس بقوة ويداه تقبضان على المقود بشدة
"كل شيء سينتهي قريباً سيد (توفيق) .. قريباً جداً"
ردد بحقد وهو يسرع بالسيارة أكثر
"لقد تأخر الوقت كثيراً .. ما كان يجب أن أنتظر كل هذا الوقت من الأساس"

نظر في ساعته بقلق .. لا زال أمامه بعض الوقت حتى يصل إلى بيت والدته حيث ينتظره (أحمد اليزيدي) .. كان يجب أن يستمع له ولوصية أمه من البداية .. ما كان كل هذا سيحدث .. لا بأس لم يفت الوقت .. رنين هاتفه تصاعد داخل السيارة فقطب بقلق وهو ينظر للرقم الخاص .. من الذي سيتصل به من رقم خاص وعلى خطه المؤمّن .. لم يخطر بباله سوى شخص واحد .. لا غيره .. ضغط رفض الاتصال
"لا ينقصني أنت الآن"
واصل قيادته وهو يستجمع أفكاره محاولاً توقع الخطوات التي سيضطر لتعديلها في خطته بعد أن يبدأ التعاون مع (أحمد اليزيدي) والشرطة من خلفه .. زفر بقوة حين رن الهاتف من جديد فضغط على سماعة البلوتوث بجوار أذنه ورد بحنق

"مرحباً"
وصله صوت (ريكاردو) كما توقع
"مرحباً (منذر) .. هذا أنا"
"أعلم"

ردد بصبر نافذ فأسرع (ريكاردو) يقول بنبرة متوترة جعلته يقطب بتوجس
"أعرف أنّك لا تريد أن تسمع صوتي (منذر) لكن كان من الضرروي أن أتصل بك"
قال بهدوء وعقله يفكر بشك فيما يريده
"ما الأمر؟"
وصلته تنهيدة متوترة تلاها صوته وهو يقول
"كنت متردداً في اتصالي بك .. أعرف أنّك رفضت عرضي السابق بخصوص تعاوننا معاً .. أنا أتصل الآن لأكرر عرضي وأقدم لك دليلاً قوياً عن صدق نواياي ورغبتي في التعاون معك"
قطب بشدة وهو يقول

"لا وقت لدي (ريكاردو) .. ادخل في الموضوع مباشرة"
تنفس أخوه بقوة ثم رد
"حسناً .. أنا أعرف بشأن الحادث الذي تعرضت له قبل أيام"
ضاقت نظراته وهو يسمعه

"هناك من يساعدني وسط رجال أبي ويبلغني أولاً بأول بكل ما يهمني معرفته .. وقد عرفت بشأن إطلاق النار عليك كما عرفت أنّ أبي هو من أمر رجاله في بلدك بتهريب ذلك الرجل من سجنه"
تسارعت أنفاس (منذر) بوحشية وتألقت عيناه مع كلمات أخيه .. هذا هو التأكيد الذي كان يحتاجه .. أصغى له وهو يكمل
"عرفت أنّه كان يريد قتل زوجتك لكن يبدو أنّ الرجل خالف أوامره .. لقد أمرهم بالتخلص منه حتى لا يمنحك أي خيط يقودك إلى من وراءه"

قاطعه قائلاً ببرود قاس
"كنت أعرف أنّه وراء ما حدث .. شكراً لك (ريكاردو) .. كنت أريد هذا التأكيد"
أسرع أخوه يقول عندما استشعر نيته غلق الهاتف
"لحظة (منذر) .. هناك شيء آخر"
"ماذا هناك؟"
سأل بشك فأجابه
"إنّه يخص تلك الفتاة الإيطالية التي أنقذت حياتك"
اتسعت عيناه بشدة .. كان محقاً .. هناك من يراقبه عن هذا القرب .. هل علم والده حتى بهوية من أنقذت حياته؟ .. تباً .. الأمور أسوأ مما تخيل .. سمع أخاه يكمل كلماته التي نفست كل ما تبقى من أعصابه
"لقد أمر رجاله بالبحث خلفها .. كل من له علاقة بها .. إنّه يبحث خلفها بجنون يا (منذر) ويريدها بأي طريقة"

اختنقت أنفاسه بشدة وقال
"لماذا؟ .. ما مشكلته معها؟ .. لا يمكن أن يكون فقد عقله لأنّها أفسدت خطته و .."
قاطعه قائلاً
"لا يا أخي .. الأمر أكبر من هذا .. إنّه يعرف تلك الفتاة مسبقاً"
توقف قلبه بين ضلوعه و(ريكاردو) يتابع
"كانت تعمل في فندقنا بإيطاليا .. عرفت أنّها كانت تخطط لشيءٍ ما .. في البداية تعمل لدينا ثم تصل في النهاية إليك"

"ماذا تقصد من كلامك هذا؟"
هتف بحدة ليجيبه
"تلك الفتاة لم تصل إليك مصادفةً يا (منذر) .. هي تعرفك من قبل وتعرف أبي أيضاً .. وجودها أصاب أبي بالجنون .. ولهذا يريدها عنده بأي ثمن"
جحظت عيناه برعب واهتزت عجلة القيادة في يديه وكاد يصطدم بسيارة لولا أن تحكم بسرعة في قيادته وضغط الفرامل بحركة عنيفة تسببت في صرير مخيف لم يقل عن صوته وهو يهتف
"ماذا؟"

"أجل يا (منذر) .. لقد أعطى أوامره لرجاله عندك أن يحضروها له بأي ثمن"
همس بارتياع محدثاً نفسه
"لماذا؟ .. من تكون ليفعل كل هذا؟"
وصله صوت (ريكاردو) بعد لحظة قائلاً
"لا أعرف إن كان اسمها سيعني لك شيئاً .. اسمها (آنجيليكا) أو .. (آنجلا) .. هذا ما سمعته .. ولديها اسم عربي لكنني لا أتذكر بالضبط ما .."

همس بارتجاف
"(ملك)"

غادرت حروف الاسم فمه حاملة ارتجاف قلبه وصور عديدة تمر أمام عينيه اللتين اتسعتا بارتياع بينما (ريكاردو) يهتف قائلاً
"آه .. هذا هو الاسم الذي وصلني"
"لا .. لا يمكن"
هتف بارتجاف وهو يدير عجلة القيادة ويدور بعكس الاتجاه مخالفاً المرور ومخاطراً بحياته بينما ينطلق بأقصى سرعته عائداً للمشفى .. لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً .. لا يمكن أن تكون هي .. تسلل صوت أخيه لعقله وسط صخب الدم برأسه
"هل تعرفها؟ .. هل عرفت لماذا يريدها؟"
أجل عرف .. عرف وليته لم يعرف .. ليته .. ضغط على دواسة الوقود أكثر وهو يقول

"يجب أن أذهب (ريكاردو) .. سأتصل بك لاحقاً"
سمعه يردد قبل أن يغلق معه
"سأنتظر اتصالك .. اعتني بنفسك"
ودعه بكلمات لم يعيها وهو ينطلق بأقصى سرعة وقلبه يكاد يتجاوز تلك السرعة بنبضاته المرتعبة بينما شريط سنوات طويلة يمر أمام عينيه وفي لحظة انكشفت الحجب السوداء عن ذكرياته واسمها يتردد في رأسه .. (آنجلا) .. (ملك) .. (آنجيليكا) .. فراشة شقراء في قصر والده .. فراشة سرقت بصره وروحه دون أن يشعر في غرفة المكتبة الكبيرة .. محامي نزيه وعنيد يبحث عن العدالة .. أمل وجده في لحظة تخبطه بحثاً عن انتقامه .. أسرة بريئة دفعت الثمن من أرواح أفرادها .. (ملك) .. (ملك) .. لا يمكن أن تكون هي .. ليس هي من بين كل نساء الأرض .. ليس هي .. غادرت همسات مرتجفة شفتيه وهو يردد بقلب ينزف بغزارة
"(ملك الصباغ) .. لماذا؟ .. لماذا هي؟"

نظر للطريق الممتد أمامه بيأس وهو يلتقط هاتفه ليتصل بـ(شاهي) .. جاوبه الرنين ولا جواب .. لماذا لا ترد على هاتفها؟ .. إنّهما وحدهما .. (ملك) .. (ملك الصباغ) التي يبحث عنها والده منذ سنين .. (ملك) التي تحمل مفتاح النهاية لكل شيء .. هي هنا بقربه بعد كل هذه السنين .. هي هنا لكنّها في خطر .. قد يفقدها في أي لحظة .. لماذا لا ينتهي ذلك الطريق اللعين؟ .. لماذا يشعر أنّ بينه وبينها بعد المشرقين؟ .. إنّهما كذلك بالفعل .. ليس الطريق وحده ما يفصله عنها .. يفصلهما انتقام وماضٍ دموي .. يفصلهما دماء أسرتها وأرواحهم .. يفصلهما ظلامه .. كيف فكر أنّ هناك أمل؟ .. أسرع يتصل على (يسري) وهتف ما أن رد عليه
"هل وصلت للمشفى؟"
"لا سيدي .. أنا في طريقي إلى هناك"
شتم بقهر وهو يغلق معه وضرب بقبضته على المقود وهو يحاول العودة إليها بأسرع ما يستطيع وقلبه يتخيل أسوأ السيناريوهات .. إنّها بخطر .. والده عرف حقيقتها ولن يتوقف قبل أن يستعيدها
"على جثتي يا (توفيق) .. على جثتي .. لقد سبق وحرمتني من أمي .. لن تأخذها هي الأخرى .. لن تفعل"
هتف بتوعد وهو يسابق الزمن داعياً بحرقة وتوسل أن يحفظها الله حتى يصل إليها وعندها لن يتركها تذهب لأي مكان بعيداً عن عينيه .. لن تغادره أبداً ولو أرادت هذا .. لن يسمح لها أبداً.

*********************
انتهى الجزء الأول من الفصل الثامن والخمسين
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي
الجزء الثاني من الفصل مساء الغد إن شاء الله


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.