آخر 10 مشاركات
عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          22 - مغرور .... جانيت ديلى (الكاتـب : فرح - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          سلام لعينيك *مميزة * "مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-20, 01:18 AM   #1251

أمل كناكري

? العضوٌ??? » 442879
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » أمل كناكري is on a distinguished road
افتراضي


هاي الروايه لساتى بتنزل والا موقفه

أمل كناكري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 05:40 PM   #1252

~سهومة~
 
الصورة الرمزية ~سهومة~

? العضوٌ??? » 446927
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » ~سهومة~ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل كناكري مشاهدة المشاركة
هاي الروايه لساتى بتنزل والا موقفه
الكاتبة لساتها عم تكتب بالفصل الجاي وهي الفصول الأخيرة🌼


~سهومة~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 11:24 PM   #1253

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي

يا رب تكونوا بألف خير وسلام وإن شاء الله يا رب سنة جديدة وسعيدة ومثمرة بالطاعات والنجاح دايماً


الفصل الجديد هينزل مساء الغد إن شاء الله


بس الليلة جايبة لكم مشهد هدية بمناسبة السنة الجديدة وتصبيرة لحد ما أنزل الفصل الجديد
يا رب يعجبكم المشهد


قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 11:27 PM   #1254

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مشهد هدية


حركت (راندا) قدمها بعصبية وهي تنظر في اتجاه (هشام) بغيظ وضيقت عينيها وهي تزفر بقوة
"ما الأمر سيدة (راندا)؟"
انتبهت على صوت السيدة التي كانت تقف بجوارها في الحفل الخاص بأحد رجال الأعمال الذين يعرفهم (هشام) والذي اصطحبها إليه، وعلى عكس الماضي ورغم أنّها لا زالت لا تطيق تلك الحفلات وافقت على الذهاب معه، فهي لا تطمئن أبداً للنساء هناك وتعرف حتماً ما سيحدث إن تركته يذهب بمفرده .. لن تظل تحترق بالبيت وهي تتخيلهن يحمن حوله .. جاهدت لترسم ابتسامة على شفتيها وهي تلتفت لها قائلة
"لا أعرف .. شعرت بصداع مفاجيء .. أعتقد أنني سأضطر للاستئذان"

ودون انتظار أي كلمة استأذنت منها ومن الباقيات وأسرعت نحو (هشام) الذي كان قد تركها قبل بضع دقائق ليسلم على بعض المعارف .. تباً .. ما كان يجب أن تترك يده .. ما أن تدير عينيها عنه حتى تجد علَقة تظن نفسها امرأة فاتنة تقترب منه وتبتسم بطريقة تعتقد أنّها ستوقعه بها في فخها .. تباً لهن جميعاً .. ألا يعرفن من تكون زوجته وحبيبته الوحيدة؟ .. رباه .. ماذا تفعل أكثر من هذا؟ .. لم ينقص إلا أن تضع لافتة على صدره تقول أنّه ملك (راندا هاشمي) وعلى الأخريات الحذر من الاقتراب والتصوير .. قاومت بصعوبة ملامح الغضب على وجهها وهي تقترب وعيناها تصبان حمماً بركانية على المرأة التي وقفت أمامه تبتسم وتتمايل بميوعة وهي تتحدث بينما عيناها مسمّرتان على وجهه .. عديمة الحياء .. همست داخلها بغل وهي تنقل عينيها لوجهه وحمدت الله أنّه كان يغض الطرف لحظتها عن المرأة ويرسم الجدية الشديدة على وجهه، وإلا كانت ارتكبت جريمة في الحال ولكانت اندفعت لتغرس أظافرها في عنق تلك الوقحة وتعلمها ألا تنظر لرجل امرأة أخرى .. أخذت نفساً عميقاً وهي تقترب من مكانهم وفي اللحظة التي التفت (هشام) نحوها كانت قد ركلت جانباً كل تجهمها لترسم تعبيراً متألماً ومتعباً على وجهها وتحسست جبينها بضعف ليقطب هو حاجبيه وهو يترك مرافقيه بكلمات سريعة ويسرع إليها
"حبيبتي .. أنتِ بخير؟"
سألها بقلق وهو يحيط خصرها بذراعه فمالت إليه قليلاً وهمست بتعب مفتعل
"لا أعرف ماذا أصابني فجأة حبيبي؟ .. أشعر بتعب شديد"

ورفعت عينيها دامعتين إليه وقالت برقة وضعف
"هل يمكن أن نستأذن ونغادر؟ .. لن أستطيع التحمل أكثر"

أسرع يقول بحنان
"بالطبع حبيبتي .. تعالي"

تثاقلت في مشيتها تستند إليه وهي تتحرك معه نحو المجموعة التي غادرها وتغافلت هي عن سماع اعتذاره لصاحب الحفل بينما تحدج المرأة بنظرات قاتلة وشامتة تخبرها أنّه أبداً لن ينظر لغيرها وتدللت أكثر وهي تسند رأسها لصدره وتهمس
"هيا حبيبي .. لا أستطيع الوقوف أكثر"

قالتها وقلبها يتراقص مع ملامح الغيظ التي ظهرت على وجه الأخرى وسمعت (هشام) يقول بحب
"سلامتكِ أميرتي .. هيا بنا"

لم يلمح ابتسامتها الشامتة للمرأة، قبل أن يستدير بها ويتجها للخارج .. غادرا الفندق وهو يسندها، ولم يكد يصل بها إلى الباب الخارجي حتى توقف عند أول السلالم ونظر لها مبتسماً بعبث لتقطب هي بشك وقبل أن تحذره مما ينتويه كان قد حملها بين ذارعيه وأسرع ينزل السلالم فهتفت
"(هشام) ماذا تفعل؟ .. نحن في الشارع .. الناس .."
قاطعها مبتسماً
"لا شأن لهم بنا .. حبيبتي متعبة كيف أتركها تمشي وحدها؟"
مطت شفتيها وهي تقاوم ابتسامتها التي خانتها بعد ثوان لترفع ذراعيها وتشبكهما خلف عنقه ومالت تسند رأسها في زاوية عنقه تدعي التعب وهمست
"أنا متعبة فعلاً .. بالكاد أفتح عينيّ"
قال وهو يتجه بهما إلى حيث ركن سيارته
"لا تقلقي نحلتي .. سأذهب بكِ للطبيب حالاً لـ .."
فتحت عينيها بذعر وهتفت برفض
"طبيب .. لا"
رفع أحد حاجبيه وخفض وجهه ينظر لها بتساؤل فاحمر وجهها وهمست بخفوت
"لا داعي للطبيب حبيبي .. إنّه بعض الإرهاق لا أكثر .. لا شيء يستدعي كل هذا"
وقطعت كل رغبة لديه في المناقشة وهي تضع رأسها على صدره وتغمض عينيها
"لنذهب للبيت فقط وسأتحسن عندما أرتاح"
تنهد باستسلام وهز رأسه
"حسناً .. لكن إن استمر التعب سنذهب للطبيب"
"حسناً حبيبي .. كما تريد"
رددت بخفوت وهي تكتم ابتسامتها في صدره وسرعان ما مسحتها عندما شعرت به يفتح السيارة ومال ليضعها في مقعدها وابتسم بحب وهو ينظر لها ثم مسح على شعرها برقة وهو يقول
"أغمضي عينيكِ قليلاً حتى نصل للبيت"
أومأت وقلبها يرفرف مع نبرة الاهتمام والقلق في صوته ونظراته العاشقة ولامت نفسها على تصرفها الخبيث لكنّها طردت أفكارها بسرعة وهي تهمس لنفسها .. لم يكن أمامها خيار آخر .. نظرت له مطولاً حين احتل مقعده بجوارها فابتسم ناظراً لها بتساؤل
"ما الأمر؟"
هزت رأسها نفياً
"لا شيء حبيبي"
واقتربت منه لتسند رأسها إلى كتفه وهمست
"أنا فقط لا أعرف كم يمكنني أن أحبك بعد"
ابتسم لها بحب ثم التقط كفها وطبع قبلة عميقة في راحتها وهو ينظر في عينيها قبل أن يهمس
"أما أنا فأعرف أنّ حبي لكِ يكبر كل يوم أضعاف ما كان قبله"
رفرفات قلبها تراقصت داخل عينيها بسعادة وهي تبتسم بحب مماثل ثم همست بعد لحظات
"هيا .. لنعد لبيتنا الحبيب"
طبع قبلة أخرى في راحتها ورد وهو يشغل السيارة
"كما تريدين أميرتي"
احتضنت ذراعه بيديها وهي تغمض عينيها وتبتسم بينما أنغام الموسيقى الرقيقة تملأ السيارة من حولهما .. كانت تشعر بانتصار لسرقته من الحفل لكن ذلك الجزء اللائم داخلها كان يُنغص عليها سعادتها بنصرها ويلومها بشدة .. ماذا لو كان الأمر مهم لعمله وهي أفسدته بتدخلها؟ .. هو لا يستطيع أن يتحمل تعبها ويمكنه أن يترك أي شيء لأجلها .. لكن ماذا تفعل .. هل كانت تحترق بغيرتها أكثر؟ .. تنهدت بحرارة ليسألها برفق
"هل ازداد التعب حبيبتي؟"
هزت رأسها مجيبة
"أنا بخير حبيبي .. ما دمت معي أنا دائماً بخير"
شعرت بابتسامته وهي مغمضة بينما مد كفه يعانق يدها وواصل قيادته قائلاً بمرح
"في رأيي أن تصمتي حتى نصل للبيت سالمين حبيبتي"
ضحكت بخفوت
"حسناً .. ركز في قيادتك"
بادلها ضحكتها ومال برأسه قليلاً يلامس رأسها وهمس
"أحبكِ"
ضغطت على كفه هامسة
"أحبك أكثر"
صمتت بعدها تصغي لللحن المنبعث من المسجل وعقلها يسبح بهيام في ذكرياتهما معاً .. هل كانت تعرف أنّها ستقع في حبه بهذا العمق؟ .. أنها ستستسلم لغرقها فيه أكثر وأكثر كل يوم ودون أي ندم .. قلبها كان يعرف منذ البداية لكنّها من عاندت بكل غباء، حتى كادت تخسره .. أسرعت تطرد أفكارها السلبية لا تريد أن تصل لتلك الفترة من حياتها، وابتسمت داخلها وهي تحمد الله على الفرصة التي منحها إياها لتصحح خطأها في حقه .. لا تريد أن تتخيل حتى كيف كانت ستكون حياتها من دونه .. الآن وهي تفكر .. تعرف أنّها أبداً ما كانت لتشعر بهذه السعادة التي تسري في عروقها ولا بالفخر الذي تشعر به وهي تسير معه بأي مكان .. هل يمكن أن يحب أحد لهذه الدرجة؟ .. لا .. هي لا تظن أنّ أحداً غيرها في هذا العالم يشعر كما تشعر هي الآن .. لم تعرف متى ثقل جفناها وغرقت في سِنة من النوم لم تشعر بعدها إلا وهو يوقظها بلمسة رقيقة على كتفها هامساً بحنان
"(راندا) حبيبتي .. لقد وصلنا"
رفعت رأسها تنظر له بدهشة ورفرفت بعينيها وهي تنظر للخارج لتجد أنّهما متوقفان في ساحة الفيلا بينما قال ضاحكاً
"لقد غلبكِ النوم .. من الواضح أنّكِ كنتِ متعبة للغاية"
قطبت وهي تنظر له بشك .. هل هو يـ .. قبل أن تفتح فمها كان يغادر السيارة ويدور حولها ليفتح لها الباب لكنّه توقف عندما سمع الصراخ الطفولي يهتف باسمه ليبتسم بسعادة وهو يلتفت نحو المصدر بينما اتسعت عيناها بصدمة وهي ترى (رفيف) الصغيرة تنزل السلالم مسرعة وهي تفتح ذراعيها على اتساعهما وهي تندفع نحوه
"عمو (هشام) .. لقد أتيت أخيراً .. كنت أنتظرك"
كزت على أسنانها وهي تفتح باب السيارة وتغادر في اللحظة التي كان (هشام) ينحني ليلتقطها بين ذراعيه وهو يضحك
"(روفي) الجميلة .. اشتقت لكِ يا سكرتي"
احتضنت وجهه بكفيها الصغيرتين وقالت بشفتين مزمومتين بلوم طفولي
"لماذا تأخرت هكذا؟ .. بابا كان يريد الذهاب وأنا ترجيته كثيراً لننتظرك"
قبّل خدها بحنان وهو يرد
"حقاً صغيرتي؟ .. أنا آسف .. لم أعرف أنّكِ تنتظرينني وإلا كنت جئت بسرعة لأراكِ"
طبع قبلة على خدها الآخر وهو يواصل مبتسماً
"كم (روفي) عندي؟"
صفقت (راندا) باب السيارة بعنف جعل (هشام) يلتفت لها، فرمقته بغضب ثم رمت ابنة أخيها بنظرة ضيقة لتحرق الصغيرة دمها أكثر وهي تعرف جيداً أنّ عمتها تغضب عندما يدللها (هشام) فابتسمت بشيطنة وهي تحيط عنقه بذراعيها الصغيرتين وتميل لتدفن وجهها في عنقه وهي تقول
"هل تعرف عمو (هشام)؟ .. بابا كان يرفض أن أبيت معك الليلة"
ابتسم (هشام) بتسل وعيناه تلتقطان غيرتها المجنونة وهي تقترب منهما وعيناها تتوعدان الشيطانة الصغيرة التي أكملت ببراءة مغيظة عمتها أكثر
"لكن (سولي) قالت له أنّني يمكنني أن أبيت معك و .."
انقطعت جملتها بصرخة ألم عندما اقتربت (راندا) وقرصت خدها بغل وهي تتمتم
"تبيتين مع من يا قلب عمتكِ؟ .. أليس لديكِ بيت تنامين فيه؟"
هتف (هشام) اسمها بلوم، بينما طفرت الدموع من عينيّ الصغيرة وتعلقت بعنقه أكثر وهي تقول بشفتين مرتجفتين
"(رورو) شريرة يا عمو (هشام) .. هل رأيت ماذا فعلت؟"
مسح على خدها مكان القرصة ثم مال يطبع قبلة رقيقة هناك وهو يقول بحنان
"رأيت صغيرتي .. سامحيها فهي ليست بخير الآن"
رمقته بحدة وهتفت
"هكذا إذن؟ .. أنا لست بخير؟ .. حسناً .. ابحث عن مكان آخر تبيتان فيه .. لنرى من سيفتح لك الباب الليلة"
ألقت بتهديدها، واندفعت بخطوات عنيفة نحو الداخل ولم تفتها ضحكاته وهو يقول للصغيرة
"لنلحق بها بسرعة قبل أن تحبسنا في الخارج حقاً"
دخلت هي من الباب وهي تزفر بحنق ولم تكد تدخل حتى وصلتها أصوات الضحك من غرفة الجلوس وسمعت من وسطها صوت شقيقها فاتجهت إليهم بزوبعتها المجنونة واقتحمت جلستهم المرحة
"آه .. (رفيف) كانت محقة .. لقد وصلا بالفعل"
سمعت حماتها تقول ضاحكة لتبادلها (سديم) ضحكتها وتقول
"(رفيف) داخلها مستشعر حساس يلتقط قدوم (هشام) من على بعد"
قاطعتها (راندا) وهي تدخل هاتفة
"(آدم) .. خذ ابنتك المفعوصة تلك بالمستشعر الحساس داخلها قبل أن تسبب لي جلطة"
التفت الجميع لها بدهشة قبل أن يرد (آدم) ضاحكاً
"مساء الخير لكِ أنتِ أيضاً شقيقتي الحبيبة"
قطبت بضيق ثم ردت بشفتين مزمومتين وهي تنظر للجميع
"مساء الخير"
نظرت (سلمى) نحو الباب حيث كان (هشام) يدخل وهو يحمل (رفيف) يضحكان معاً وابتسمت وهي تنظر لزوجة ابنها المتجهمة وقالت
"لم تتوقف عن السؤال عنك طيلة الوقت يا (هشام)"
وضحكت وهي ترى ملامح (راندا) تزداد تجهماً
"أرى أنّه من الأفضل أن تبقياها معكما وهكذا توفران على (آدم) الصداع الذي تسببه له وهي تلح عليه أن يأتوا لزيارتنا"
هتفت (راندا) وهي ترمق شقيقها بحدة
"آه بالطبع .. هذا ما كان ينقصني .. شيطانة آل (هاشمي) الصغيرة تأتي لتقيم معنا للأبد .. سيكون جحيماً"
لوت الصغيرة شفتيها عابسة تدرك سخرية عمتها منها، بينما قال (آدم) لشقيقته ساخراً
"معكِ حق .. يكفي أسرة زوجكِ أن ابتليناهم بشيطانة آل (هاشمي) الكبيرة"
رمقته بغل بينما انفجر الجميع في الضحك وقالت (رهف)
"حالتكِ تزداد سوءاً يا (راندا) .. حقاً .. أرى أن تعرضي نفسكِ على طبيب"
تخصرت والتفتت لها تواجهها بعينين ضيقتين
"حقاً؟ .. لماذا لا تحتفظين بنصائحكِ الرائعة هذه لنفسكِ (رهف رضوان)؟ .. عندما تضعين نفسكِ مكاني وتجدين علقة ملتصقة بزوجكِ باستمرار أو عندما تذهبين معه في أي مكان فتتحلق النساء حوله، عندها تعالي وتحدثي معي"
ارتفع صوت (عاصي) من الخلف قائلاً
"سامحكِ الله يا (راندا) .. هل ينقصني غبائكِ الآن؟"
"ماذا تقول؟ .. احترم نفسك يا (عاصي)"
التفتت تهتف فيه بغضب بينما يدخل الغرفة فقال بحنق وهو يشير لوجه (رهف) الذي تغير
"احترم نفسي؟ .. بل احترمي نفسكِ أنتِ يا مصيبة (هشام) وعمله الأسود .. انظري ماذا فعلتِ .. ها قد أفسدتِ كل عملي وقلبتِها عليّ مرة أخرى"
لوحت بيدها في الهواء وهتفت
"آه .. هل هو خطأي الآن؟ .. لا تلعب بذيلك وتأتي لتلقي اللوم عليّ"
فغرت (رهف) فاهها وهي تنظر لهما فأسرع ليجلس بجوارها وأحاط كتفها بذراعه وشدها إليه
"حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا (راندا) يا بنت (هاشمي) .. هل تريدين قلبها عليّ بعد أن أصبحنا سمناً على عسل؟"
ومال على (رهف) قليلاً وهمس في أذنها
"لا تصدقي كلام تلك الحمقاء .. من الواضح أنّ الغيرة أفقدتها عقلها"
"أنا أسمعك بالمناسبة"
زمجرت مرددة بحنق فابتسم باستفزاز وهو ينظر إليها وقال ببرود
"أنا أعرف"
تنفست بقوة وفتحت فمها لتهتف فيه بغضب لولا أن ارتفعت ضحكة (رفيف) عالية، وقد أعجبها المشهد ولم تلبث عدوى ضحكتها أن انتشرت في المكان ليضحكوا جميعهم ما عداها .. رمقتهم بحدة والتفتت للصغيرة وقالت
"طبعاً .. تشعلين المكان وتضحكين في النهاية أيتها السوسة الصغيرة"
ناداها (هشام) بلوم
"(راندا) .. لا تكبري الموضوع"
هتفت بذهول
"أنا؟ .. أنا أكبر الموضوع يا (هشام)؟"
واتسعت عيناها وهي ترى (رفيف) تسند رأسها بنعومة عليه وتنظر لها بشقاوة ثم تخرج لسانها في خفية، فأشارت لها هاتفة
"أرأيت؟ .. تلك الوقحة تغيظني .. أنت تدللها على حسابي .. لن أسامحك (هشام)"
نهض (آدم) في تلك اللحظة وقال
"(راندا) .. لماذا تتصرفين بحساسية هكذا؟ .. (رفيف) تمزح معكِ"
"أنا أتصرف بحساسية؟ .. هكذا إذن؟ .. حسناً .. سأترك لكم المكان وأذهب لشقتي .. لا أريد أن أجلس معكم ما دمتم تسخرون مني .. أنا أخاصمكم جميعاً"
هتفت بطفولية وعيناها تدمعان واندفعت تغادر ليهز رأسه باستغراب بينما ضحك (هشام) وهو يناوله (رفيف)
"سأذهب لأرى ما بها تلك المجنونة"
وقال عندما نظرت له (رفيف) بحزن واعتذار
"(رورو) تحزن بسرعة هذه الأيام يا (روفي) .. لا تغضبيها بشقاوتكِ كثيراً، حسناً؟"
أومأت برأسها وهي تستسلم لحضن والدها وهمست بخفوت
"آسفة بابا .. هل (رورو) ستخاصمني؟"
قبّلها مبتسماً
"لا حبيبتي .. لن تخاصمكِ .. يبدو أنّها متعبة قليلاً وعندما ترتاح سنذهب لنصالحها"
قالها وهو ينظر في إثر (هشام) الذي أسرع خلف زوجته الغاضبة وعاد ينظر للجميع وهز كتفيه وهو يحاول بصعوبة أن يكتم ابتسامته التي خانته بعد ثوان ليقول ضاحكاً
"كان الله في عون (هشام) .. أنا أشعر بالأسف عليه حقاً لأننا ابتليناه بابتلاء شديد كهذا"
انفجر (عاصي) بالضحك بينما هتفت (سديم) بلوم وهي تضربه في خصره
"كيف تتحدث عن شقيقتك هكذا؟"
هز رأسه وهو يواصل الضحك قبل أن يقول
"هل أكذب حبيبتي؟ .. أنا أقول الحقيقة .. ألا ترين المسكين؟ .. قديماً تعذبه بعنادها وحماقتها والآن تعذبه بغيرتها الحمقاء .. أليست شقيقتي؟ .. لكنّها تأخذ جائزة الدولة في الغباء والنكد .. هل رأيتِ حالتها؟ .. إنّها تغار حتى من (رفيف) وأنا متأكد أنّها ستغار عليه من ابنتها هي شخصياً .. لو كنت مكانه لكنت .."
رفعت حاجباً محذراً وقالت من بين أسنانها
"كنت فعلت ماذا سيد (آدم هاشمي)؟"
أسرع يقول وهو يحيط خصرها بذراعه ويقربها منه
"وهل أجرؤ على الاعتراض (سديمي)؟ .. يمكنكِ أن تغاري عليّ كما تشائين لن أنطق بحرف واحد"
ردد (عاصي) لاوياً شفتيه بحسرة مفتعلة
"لنا الله .. نحن مساكين والله ومغلوبون على أمرنا"
رمقته (رهف) بنظرة جانبية متوعدة وقالت وهي تغرس كوعها بجنبه منتزعة منه آهة متوجعة
"مساكين حقاً .. يا ربي سأبكي من شدة المسكنة والغُلب الذي تعيشون فيه"
وغرست كوعها فيه مرة أخرى بقوة أكبر وهي تنهض واقفة وترمقه من عليائها وتقول بتوعد
"ابق مكانك يا مسكين ولترى من ستترفق بك وتحدد موعد الزواج"
نظر لها بذهول ثم هتف اسمها بينما ضحك (آدم) لتضربه (سديم) على كتفه وهي تضيق عينيها بلوم واندفع (عاصي) ليلحق حبيبته الغاضبة لكنّه توقف عند الباب ليرمق (آدم) بحنق ورفع سبابتيه للسماء وهو يهتف
"أليست شقيقتك؟ .. لكن رغم هذا .. ماذا أقول؟ .. فوضت أمري فيها لله .. لو حدث لي شيء فذنبي سيكون في رقبتها"
وغادر الغرفة وسط ضحكاتهم وهو يردد
"ليريني فيكِ يوماً يا (راندا) يا بنت (هاشمي) .. كنت أعرف أنّكِ ستسببين لي مصيبة حتماً"
تردد صوته من الخارج وهو يهتف منادياً (رهف) يترجاها أن تتوقف وتسمعه بينما عاد (آدم) بوجهه ينظر لطفلته التي مطت شفتيها تنظر له ببراءة ورفع أحد حاجبيه لها فهمست وهي تميل برأسها في حزن طفولي
"أنا لم أفعل شيئاً بابا .. (رورو) هي السبب"
ضحك وهو يضمها متبادلاً النظرات مع (سديم) و(سلمى)
"أجل صغيرتي .. هي السبب أنا أعرف"
ورفع عينيه للسقف كأنما يخترقه إلى شقة شقيقته وهمس داخله داعياً لزوجها المسكين أن يعينه الله على ما ابتلاه به.
*******************

m!ss mryoma likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 11:33 PM   #1255

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صفعت (راندا) الباب خلفها بعنف وخلعت حذائيها وطوحت بهما في ركن الشقة باتجاهين مختلفين وهي تندفع نحو غرفة نومهما وهي تردد
"أنا حساسة وأكبر الموضوع .. حسناً يا سيد (هشام)"

اتجهت للمرآة وهي تخلع قرطيها وتلقيهما فوق الطاولة وتتبعه بقلادتها وأسوارة يدها وهي تكمل تمتماتها الحانقة غافلة عن (هشام) الذي كان واقفاً عند باب الغرفة مسنداً كتفه إليه ومكتفاً ذراعيه فوق صدره ينظر لها باستمتاع شديد وابتسامة متسلية فوق شفتيه قبل أن يكسر صمته ويقول بتهكم
"أرى أن الصداع والإرهاق قد تبخرا"

التفتت ترمقه بحاجبين معقودين وهتفت

"بالطبع يجب أن يتبخرا بعد ما فعلتموه بي في الأسفل .. لقد حرقتم دمي"

ضحك وهو يعتدل في وقفته ثم يتحرك نحوها بتمهل
"وما الذي فعلناه بالأسفل بالضبط؟"
زمت شفتيها مرددة وهي تلتفت للمرآة

"أنت تعرف ماذا فعلتم"

قال مبتسماً بعبث
"حسناً وما الذي تسبب في الصداع منذ البداية؟"

قطبت بشك ولّدته نظراته وهو يكمل
"أليس البركان الذي اشتعل داخلكِ عندما اقتربت تلك السيدة الأنيقة لتتحدث معي؟"
اشتعلت عيناها وهي تلتفت له هاتفة
"سيدة أنيقة؟ .. إذن فقد نظرت إليها؟"
هز كتفيه وهو يحاول التحكم في ضحكته

"بالطبع ستنظر وأنا الغبية التي ظننت أنّك لن .."

انقطعت كلماتها بشهقة، عندما اقترب فجأة ليحاصرها أمام المرآة وهو يبتسم في عبث وتراجعت هي ملتصقة بطاولة المرآة التي أسند كفيه إليها ومال نحوها قائلاً

"ظننتِ أنني ماذا حبيبتي؟"
احتبست أنفاسها لثوان ثم هتفت بحنق
"إذن أنت لم تكن غافلاً عن نظراتي لكما؟"
ضحك مجيباً
"من سيغفل عن نظراتكِ حبيبتي؟ .. من اللحظة التي اقتربت فيها تلك السيدة منا، شعرت بالجحيم يشتعل في القاعة"

قطبت بشدة وهو يتابع ضاحكاً

"أراهنكِ أن كل الضيوف شعروا أنّ أبواب الجحيم انفتحت فجأة حولهم"

هتفت وهي تضربه في صدره

"لا تسخر مني"

ضحك مثيراً حنقها أكثر فدمعت عيناها وهي تهتف
"كنت تعرف أنني أراك ومع هذا لم .."

قطع كلماتها وهو يحيط خصرها بذراعه ويشدها إليه

"ماذا أميرتي؟"

قاومت مشاعرها وجاهدت لتبقي على غضبها وهي تقول بحنق

"لم تهتم لغضبي وبقيت تتحدث مع تلك الغبية .. وأيضاً لاحظت أنّها أنيقة .. ربما أيضاً .."

توقفت عن الكلام عندما شدها إليه أكثر ولمحت عينيه تلمعان بتسل فعادت تهتف

"أنت تتسلى بغضبي"

ضحك مجيباً

"لن أنكر"
عادت تضربه على صدره في حنق

"توقف عن الضحك"
"لا أستطيع"

زمت شفتيها وهي تنظر له بعينين لمعتا بالدموع فتوقف عن الضحك لتهمس هي بحزن
"أنت تسخر من غيرتي عليك"

ابتسم بحنان وهو يرفع وجهها إليه وينظر في عينيها بحب

"أنا أعشق غيرتكِ عليّ نحلتي"
قاومت ابتسامتها وهي تقول بدلال حزين
"هذا واضح .. بدليل أنّك لم تهتم لغضبي ووقفت مع تلك المرأة .. وتجرأت ونظرت لها أيضاً"

"من قال أنني نظرت إليها؟"

هتفت بحنق

"من أين ستعرف أنّها أنيقة إلا إذا كنت .."

قاطعها مردداً وهو يضحك
"بالطبع ستكون أنيقة في حفل كهذا .. لا أحتاج لأنظر إليها لأعرف هذه المعلومة"

ضربته بقبضتها

"لا تمدح امرأة أخرى"

أغرق في الضحك
"حبيبتي .. أنا لا أمدح أحداً .. حسناً .. كانت مجرد نظرة عابرة حين اقتربت منا ولم أكررها"

تململت تقاوم حصار ذراعيه اللتين شددهما أكثر يمنعها من الهرب وهو يواصل
"كما أنني لم أتحدث معها .. هي كانت تتحدث مع الجميع وأنا لم أعرها اهتماماً حبيبتي"

استكانت حركتها لكنّها استمرت على وضعية "بوز النكد" الشهيرة فضغط على شفتيه مقاوماً ضحكته بصعوبة لكنّها لمحتها في عينيه فعادت تهتف والدموع تتسلل لعينيها

"أنت تسخر مني .. أنت تتسلى على حساب غيرتي و لا تهتم أنني .."

أخرس كلماتها الحانقة بشفتيه بينما تفجرت نبضاتها بصخب وهي تحدق فيه بعينين متسعتين ولم يلبث أن ابتعد ناظراً لها بابتسامة واسعة

"أحبكِ"

تبخر غضبها مع كلمته وارتفعت نبضاتها للحد الأقصى لكنّها تمسكت بخيط واهن منه وهي تهمس بلوم ضعيف

"هذا لا يمنع أنّك .."

"أحبكِ"
قاطعها بها من جديد وهو يشدها إليه أكثر ويخبرها صدقه في قبلة عاشقة لتتمسك بكتفيه وتميل نحوه مستسلمة لمشاعرها التي ركلت شيطان غضبها جانباً .. أبعدها بعد ثوان وابتسم وهو ينظر لعينيها المغمضتين اللتين فتحتهما بعد لحظات لتتسع ابتسامته وهو يرى روحها صافية داخلهما ليهمس مجدداً
"أحبكِ نحلتي"

ارتجفت شفتاها بينما تحرك بها ليجلس على المقعد بقرب المرآة وأجلسها على ساقيه واحتضن وجهها متابعاً

"أحبكِ ولا أستطيع النظر لامرأة أخرى .. ببساطة لا يمكنني .. كنتِ معي أو كنت بمفردي لا أرى امرأة سواكِ .. أنا أعمى عندما يتعلق الأمر بباقي النساء أميرتي"

تسارعت نبضاتها وعيناها دارتا على وجهه بهيام ثم همست

"حقاً (هشام)؟"
قطب قائلاً بلوم
"هل تسألين حقاً يا (راندا)؟"
هزت رأسها نفياً وشعرت بالدموع تحرق عينيها فنظر لها بحيرة ورفع ذقنها بيده وسألها

"ما الأمر حبيبتي؟ .. ما الذي يحزنكِ هكذا؟ .. ألا تصدقينني؟"
عادت تهز رأسها

"لا (هشام) .. أنا أصدقك .. الأمر فقط أنني .."

نظر لها يحثها على الكلام فتابعت ودمعة تخونها
"لا أعرف ما بي .. أنا أغار بشدة (هشام) .. أحترق عندما تنظر لك أخرى وتقترب منك .. أشعر بنار تلتهم قلبي ولا أستطيع التفكير بعقلانية بعدها .. آسفة"
ابتسم بحنان وتفهم
"لماذا تتأسفين؟ .. أنا لا ألومكِ حبيبتي .. أنا أحب غيرتكِ عليّ"

همست بضعف
"أنت لا تفهم .. أشعر أنّ الأمور تفلت من يدي حقاً"

احتضن وجهها وقربها منه يقبلها برقة ثم أبعدها يقول بحنان
"الغيرة جيدة وهي ملح الحب .. هي دليل على أنّكِ تحبينني وتهتمين .. لكن إن زادت عن حدها وتحولت إلى شك فإنّها سـ .."

وضعت سبابتها على فمه وقاطعته بهزة رأس

"أنا لا أشك بكِ (هشام) .. أنا أثق بك لكنني .."

صمتت بعجز وسقطت دمعة أخرى هزت قلبه

"لكنكِ ماذا حبيبتي؟"
رفعت عينيها تنظر له بضعف

"أشك بنفسي"

ارتفع حاجباه بدهشة بينما تابعت هي بصوتٍ متهدج

"أشعر أحيانا أنني لا أثق بنفسي أنا"

ردد اسمها بحيرة فتمسكت به تكمل
"كل يوم يمر وأتعلق بك أكثر وأقع في حبك أكثر أشعر أنّ شيئاً يهتز داخلي .. أخاف"

"مما تخافين؟"
سألها بتوجس قلق فأجابت وهي تميل تسند رأسها لقلبه تستمع لنبضاته
"أن أكون غير جديرة بهذا الحب"
ارتفع حاجباه بدهشة بينما تتابع بحزن

"أخشى أن تكتشف يوماً أنّك أخطأت في اختياري"

خفق قلبه بقوة

"ما الذي تقولينه حبيبتي؟"
حاول أن يرفع وجهها إليه لكنّها رفضت وهي تواصل
"ماذا لو اكتشفت بعد فترة أنني .."
رفع وجهها إليه بعد مقاومة وابتسم بحب
"هل أنتِ حمقاء؟"
دمعت عيناها لتختفي ابتسامته وهو يدرك أنّ الأمر يؤرقها حقاً
"أنا حمقاء بالفعل"
"ما الذي تهذين به الآن (راندا)؟"
سألها بحنان فردت باختناق
"أنا حمقاء وعنيدة وأتصرف كثيراً بتهور ودون عقل .. لقد تسببت لك في كثير من المشاكل وأتعبتك كثيراً ولا زلت أسبب لك المتاعب بغيرتي وتصرفاتي الحمقاء"

قال ضاحكاً

"لن أنكر هذا"

اتسعت عيناها باستنكار وضربت كتفه بحنق
"لا تقل هذا"
هز رأسه

"لماذا حبيبتي؟ .. أنا أؤكد على كلماتكِ"
ارتجفت شفتاها بشبه بكاء وحاولت النهوض من فوق ساقيه لكنّه تمسك بها أكثر وضحك قائلاً وهو يضمها بقوة
"أنتِ حبيبتي الحمقاء الغبية ولا دليل على هذا خير من أفكاركِ هذه .. لكنني أحبكِ مع كل هذا"

استكانت في مكانها ثم تعلقت برقبته وهمست
"كيف تحب امرأة حمقاء وعنيدة مثلي؟ .. ألن تفكر يوماً أنّك أخطأت بالفعل في اختياري و .."
قاطعها واضعاً سبابته على شفتيها وهمس
"مشكلتكِ أنّكِ تفكرين كثيراً وتقلقين بشأن أشياء لم تحدث (راندا) .. تضعين احتمالات وتؤرقين نفسكِ وتتركين الشكوك تنتزع منكِ سعادتكِ بحياتنا معاً"
"لا أستطيع طرد هذا الخوف (هشام)"
أمسك بذقنها ونظر في عينيها بحزم رقيق
"انظري لي حبيبتي"
نظرت في عينيه بوهن ليكمل مبتسماً بحب
"لو نظرتِ بقلبكِ سترين نفسكِ فقط في عينيّ أميرتي .. لا امرأة أخرى تجرؤ على المرور عبرهما أصلاً .. منذ اللحظة التي ختمتِ فيها قلبي بعينيكِ هاتين ما عادتا تريان سواكِ .. لا تسأليني لماذا ولا كيف أحببتكِ ولماذا اخترتكِ أنتِ لأنني لا أستطيع منحكِ الإجابة التي تلخص شعوري نحوكِ"
أمسك يدها ووضعها فوق قلبه وهو يواصل
"هنا .. في اللحظة التي التقت فيها أعيننا .. عرفت الإجابة .. قلبي الذي استيقظ لحظتها وانتفض بصدري أخبرني الحقيقة الوحيدة التي أعرفها والتي لن أعرف سواها"

اختلج قلبها وارتجفت نظراتها له وهو يبتسم بعشق ويده تضغط كفها فوق قلبه
"أنتِ وحدكِ ملكة هذا القلب .. أنتِ من كان ينتظركِ طوال حياته .. لهذا .. لا تؤرقي نفسكِ بأسئلة لا معنى لها .. لا تكدري سعادتنا بوساوس غبية لم ولن تكون يوماً"

تهدجت أنفاسها وهي تهمس باسمه فمال نحوها مردداً بصدق

"أنتِ وحدكِ مليكتي وأميرتي وحبيبتي .. ضعي هذه الحقيقة برأسكِ العنيد هذا وآمني بها .. أنتِ روحي (راندا) فماذا تكون باقي النساء أمامكِ"

تسللت دمعة سعادة من عينها وهمست

"أحبك (هشام)"
مال يقبل دمعتها ويردد بحب
"أحبكِ يا قلب (هشام)"

عادت شفتاها تبتسمان بصفاء وقالت وهي تميل نحوه

"لكنني مع هذا لن أسمح لامرأة أخرى بالمرور أصلاً أمام شبكية عينينك"

مال برأسه ضاحكاً

"لا فائدة"

اقتربت من شفتيه وهي تنظر له بعينين مشاغبتين لتتسع ابتسامته بمشاكسة ولم يحرك ساكناً في انتظار قبلتها التي لم تجد الفرصة لها حين انتفضت بخفوت مع رنين جرس الباب .. نظرت له بتساؤل وضيق للمقاطعة فترددت ضحكته مجدداً وقال وهو يرفعها عن ساقيه

"لنرى من على الباب"

هتفت من خلفه بحنق

"ليكن من يكون .. اطرده وعد بسرعة"
التفت ينظر لها بحاجبين مرفوعين ثم قال غامزاً

"لا أصدق ما أسمع .. لقد انحرفتِ تماماً حبيبتي"
تراجعت شاهقة بوجه محمر

"لم أقصد ما فهمت أيها الوقح .. أنت هو منحرف التفكير"
وصلتها ضحكاته من الخارج وهو يبتعد ليفتح الباب ولم يلبث أن أتاها صوته يناديها فأسرعت تخرج لترى ما الأمر .. توقفت مكانها وهي ترى (آدم) يحمل صغيرته التي نظرت لها بحزن جعل قلبها يذوب من أجلها

"(رفيف) حزينة لأنّكِ غضبتِ منها وتريد أن تصالحيها قبل أن نغادر"
تحركت مسرعة إليهم في اللحظة التي أنزل فيها (رفيف) أرضاً لتطرق بوجه حزين وتمتمت
"أنا آسفة (رورو) .. لا تغضبي مني"
نزلت لمستواها وقالت

"لست غاضبة منكِ (روفي) .. أنا أحبكِ"

احتضنتها (رفيف) بقوة فضمتها لها وابتسمت وهي تنظر لشقيقها ثم لـ(هشام) قبل أن تبعدها وتقبل خدها فسألتها بتردد
"لن تغضبي مني مرة أخرى؟ .. مهما حدث"

هزت رأسها نفياً وقالت

"تعرفين أنني أحبكِ (روفي)، صحيح؟"

هزت رأسها مجيبة
"وأنا أيضاً أحبكِ (رورو)"

ابتسمت لها بحنان ثم نهضت لتقف بجوار (هشام) الذي ابتسم مثلها وهو ينظر لـ(رفيف) التي تراجعت لتكون بقرب والدها ولم تلبث أن قالت بشقاوة وهي تنظر لـ(هشام)

"لكنني أحب عمو (هشام) أكثر"
حدقت فيها بصدمة بينما ضحك الاثنان وقفزت (رفيف) متابعة بضحكة شقية

"وهو أيضاً يحبني أكثر منكِ"

هتفت (راندا) اسمها وهي تندفع نحوها بحنق فصرخت الصغيرة وأسرعت تجري للخارج بصرخات ضاحكة بينما أمسكها (هشام) من خصرها يمنعها من الجري خلفها
"اتركني (هشام) .. يجب أن أؤدبها تلك الفأرة الصغيرة"

لوح له (آدم) بكفه وهو يغادر خلف صغيرته
"كان الله في عونك يا (هشام) .. أنا آسف لك حقاً يا صديقي"
قاومت ذراع (هشام) وركلت في الهواء وهي تهتف

"تباً .. ماذا تقول يا (آدم)؟ .. تعال هنا .. ماذا تقصد بكلامك هذا؟"
ألقى خلفه نظرة ساخرة وأغلق الباب تاركاً إياهما بمفردهما وشعرت بجسد (هشام) يهتز بضحكاته المكتومة فتوقفت عن المقاومة وهتفت
"اضحك .. اضحك .. هذا يعجبك كثيراً، أليس كذلك؟"
أنزلها أرضاً وهو يقول

"كثيراً حبيبتي .. ألا تعرفين أنني كنت أحب أن أثير غضبكِ منذ التقينا لأنني أحب رؤيتكِ غاضبة .. تصبحين فاتنة عندما تغضبين هكذا"
زمت شفتيها ثم دفعته مبتعدة وهتفت
"تحب رؤيتي غاضبة .. إذن سأبقى غاضبة ولن أتحدث معك لشهر كامل"
قالتها وأسرعت نحو غرفتهما ليهتف خلفها
"ليس هذا الغضب (رورو)"

هتفت بحدة

"لا تناديني (رورو) .. لقد خاصمتك"

قال ضاحكاً

"أنتِ لن تحتملي خصامي لشهر كامل"


التفتت تنظر له بتحد وتخصرت قائلة
"بل يمكنني تحمل هذا .. جربني"
لمعت عيناه بعبث واندفع نحوها لتصرخ جارية نحو الغرفة وحاولت غلق الباب في وجهه لكنّه أسرع يضع قدمه يمنعها

"إذن أنتِ تخاصمينني"
فتح الباب بالقوة فتراجعت قائلة بنزق

"نعم سأخاصمك .. ماذا ستفعل، هه؟ .. أنت لا تستطيع أن .."

اندفع نحوها فجأة لتصرخ بضحكة وهي تبتعد عن قبضته لكنّه حاصرها ليمسكها في النهاية

"لنرى كيف ستتحملين خصامي لثانية واحدة سيدة (راندا)"

حاولت التحكم في ضحكتها لكنّها فشلت حين شعرت بأصابعه تدغدغها فصرخت وسط ضحكاتها
"أنا آسفة .. توقف .. كنت أمزح .. توقف"

"هل لا زلتِ تخاصمينني؟"
هزت رأسها نفياً وعيناها تطرفان بدموع ضحكها

"لا .. كنت أمزح .. أنا لا أخاصمك"

توقف يمنحها الفرصة تلتقط أنفاسها، وابتسم قائلاً

"كنت أعرف أنّكِ كاذبة فاشلة حبيبتي .. ناهيكِ عن شهر كامل أنتِ لا تطيقين البعد عني لحظة"
حاولت التحكم في تنفسها وهدأت ضحكاتها لتبتسم مرددة

"ولا أقل من لحظة حتى"

اتسعت ابتسامته العاشقة لكنّها محت خاصتها بسرعة وهي تقول بطفولية
"إياك أن تحب تلك المفعوصة أكثر مني، فهمت؟"
انفجر ضاحكاً وهو يهز رأسه بيأس منها ثم أحاط خصرها يقربها من صدره ليقول مبتسماً

"ألم تعرفي بعد لماذا أحبها كثيراً تلك الصغيرة الشقية؟"

زمت شفتيها ونظرت له باستفهام أجابه

"لأنّني أراكِ فيها دائماً نحلتي .. ألا تعرفين كم تشبهكِ؟ .. منذ أول مرة رأيتها فيها .. تشبهكِ شكلاً وشقاوة .. حتى مشاكستها وشيطنتها أخذتها منكِ .. حتى في تمثيلها وخدعها .. كلها تذكرني بكِ حبيبتي .. عندما رأيتها أول مرة تمنيت أن تمنحيني طفلة مثلها"

ارتجفت نظراتها ليتابع وهو يمسح خدها برقة
"طفلة ترث منكِ كل شيء ولا ترث مني إلا حبي لكِ"

تعلقت بعنقه هاتفة بسعادة وصوت متهدج
"أحبك (هشام)"
شدد ذراعيه حولها ورفعها عن الأرض هاتفاً

"أحبكِ يا نحلتي الغيورة .. أحبكِ بجنون"

تمسكت بكتفيه وخفضت وجهها له تهمس

"وستظل تحبني مهما كنت غبية وعنيدة وغيور"

هز رأسه وهو يخفضها ببطء لتتابع

"ومهما فعلت من مصائب وتسببت لك في متاعب"

ردد بحب
"أحبكِ"

عادت تسأل

"ومهما قابلت من هي أكثر ذكاءاً وعقلاً وحكمة وأنوثة مني"

"أحبكِ"
قالها وهو ينزلها لتلامس قدماها الأرض

"ومهما غضبت وانفعلت ولم أستطع التحكم في لساني الطويل"

ضحك مجيباً

"سأتكفل بلسانكِ الطويل وقتها لا تقلقي"
زمت شفتيها ثم تابعت

"وستحبني كل يوم أكثر من السابق حتى مع معرفتك أنني ربما أكون أكثر نساء الأرض عناداً وغباءاً و .."

ردد بتذمر وهو يشدها إليه بإحدى ذراعيه وكفه الأخرى خلف رقبتها تقربها منه

"وأكثر نساء الأرض ثرثرة"

"(هشام)"

هتفت اسمه باعتراض مستنكر ليهتف

"أووف .. لماذا تتحدثين كثيراً هكذا؟"
اتسعت عيناها بحنق امتزج بالضحك وهي تستعيد نفس الذكرى فابتسم وقال قبل أن ينحني ليكتم اعتراضاتها بالطريقة المناسبة
"اصمتي قليلاً وأحبيني نحلتي"
*********************

انتهى المشهد
قراءة ممتعة

m!ss mryoma likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-01-20, 01:26 AM   #1256

~سهومة~
 
الصورة الرمزية ~سهومة~

? العضوٌ??? » 446927
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » ~سهومة~ is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي ميوش أنا ماقريت المشهد لأنو بدي أسألك أول إذا هالمشهد رح يكون ضمن الفصل القادم بتعرفيني مابحب احرق المفاجأة😂

~سهومة~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-20, 09:45 PM   #1257

سنوءة

? العضوٌ??? » 435204
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » سنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond reputeسنوءة has a reputation beyond repute
افتراضي

من أروع الروايات التي قرأت.استمتاع لا مثيل له أشعر به و انا اتابع أحداث الرواية .و شخصياتها الجميلة.تهاني الحارة .نعم القلم و صاحبته.

سنوءة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-20, 10:10 PM   #1258

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

منتظرين الفصل بشوق 💃💃💃

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-20, 07:42 AM   #1259

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الورد


يا رب يكون المشهد الهدية عجبكم وإن شاء الله يعجبكم الجزء الجديد من الرواية



أنا هنزل نصف الفصل دلوقتي وهكمل بقية المشاهد وأنزل النصف الثاني أول ما أخلصه .. مش هتأخر بإذن الله



أسيبكم مع الأحداث الجديدة



قراءة ممتعة




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-20, 07:46 AM   #1260

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي والستون (الجزء الأول)


تسكنيني أعمق مما يجب
أكثر مما ينبغي
فوق ما أحتمل
تماماً كما أشتهي.
"أدهم شرقاوي"
*******************
"(همسة)"
انتفض (فهد) من نومه هاتفاً اسمها بفزع وتحرك صدره بأنفاس متسارعة وهو ينظر حوله ليجد نفسه في مكانه على الأريكة التي غفى عليها متعباً بعد يومٍ مرهق في التخطيط والتفكير بلا توقف .. تحسس صدره بيد مرتجفة .. ما كان هذا الحلم؟ .. لا .. إنّه كابوس .. لا زال يشعر بالألم حيث أصابته تلك الرصاصات .. ما كان هذا؟ .. خفض عينيه كأنما يتوقع رؤية الدم الذي أغرق ثيابه وزفر بقوة وعقله يعيد أحداث كابوسه .. لابد أنّه القلق الشديد الذي يشعر به كلما اقتربت اللحظة التي يخططون لها .. لا يمكنه أن ينكر أنّه يخشى ما ستحمله له الأيام .. يخشى أن يفشل في إنقاذ والدتها .. يخاف أن يحدث له شيء وهو بعيد عنها .. لا يملك الفرصة حتى ليودعها ويخبرها لمرة أخيرة أنّه يحبها .. رباه .. كم يريد أن يسمع صوتها الآن .. يريد أن يطمئن عليها .. صوتها سيجعل قلبه يهدأ ويمحو كابوسه المرعب من ذهنه .. أغمض عينيه يستدعي صورها الأخيرة التي أرسلها له (راجي) من تلك السهرة العائلية الخاصة بشقيقها و(رهف) .. كانت رقيقة وفاتنة أكثر من أي وقتٍ مضى وهي تتألق بفستان رقيق وزينة خفيفة منحتها رقة وزادتها نضجاً .. بقى في وضعه لدقائق طويلة يمسح بصورها مرارة كابوسه ويهمس لها دون صوت باشتياقه وخوفه وكل ما يؤرقه .. هل سيمنحه القدر فرصة رؤيتها مرة أخرى أم .. تنهد بقوة وهو يهز رأسه طارداً يأسه .. أطرق دافناً وجهه بين كفيه متنفساً بحرقة وهو يهمس
"ساعدني يا ربي .. ماذا أفعل؟ .. متى ينتهي كل هذا؟"
حديث (جاك) الأخير والتفاصيل التي عرفوها منه عن (توفيق) زادته قلقاً وجعلته يتأكد أكثر من ذي قبل أنّ ذلك الرجل ليس خطيراً فقط .. إنّه مجنون ومريض .. تذكر المعلومات التي أخبرهم بها (جاك) حين صدمهم بالحقيقة التي تخص (منذر) وعلاقته القديمة بوالد (ملك) وتخطيطه معه ضد أبيه .. عاد صوته يتردد بعقله وهو يقول رداً على سؤال (عماد)
"لا أعرف كيف التقيا ولا كيف بدأ التعاون بينهما لكنني عرفت من حديثي لاحقاً مع السيد (ماجد) بشأن هذا التعاون .. لم أكن مرتاحاً للأمر وخشيت أن تكون تلك خطة من (سيزار) للإيقاع به والتخلص منه"
أطرق مفكراً لوهلة ثم أكمل
"لكن السيد (ماجد) لم يكن في حاجة لتحذيراتي .. هو أيضاً كان يتعامل معه بحذر حتى اطمئن له"

قطب (عماد) سائلاً
"كيف وثق به؟"
هز كتفيه قائلاً

"(منذر) أخبره بأكبر أسرار حياته"
نقل نظراته بينهما وهو يتابع
"أخبره بحقيقة (سيزار) وعلاقته به وساعده في البحث عن الدليل الذي يثبت به كلامه"

نظر لـ(عماد) بتردد ثم قال
"عندما أخبرتكما أنّني عثرت مصادفة على معلومة تخص هوية (سيزار) الحقيقية وبحثت خلفها وعرفت بخصوص الجراحة التجميلية التي أجراها ليغير شكله وينتحل هوية جديدة .. في الحقيقة أنا لم أعثر على شيء"

نظر له (عماد) بحيرة أجابها قائلاً
"لقد عرفت بالأمر قديماً من السيد (ماجد) نفسه .. قبل فترة قصيرة من الحادث عرفت بشأن المستندات التي يحتفظ بها وقد ساعده (منذر) في الحصول عليها .. كانت الدليل الوحيد الذي يثبت هوية (سيزار) الحقيقية والإثبات على جريمة قتل ارتكبها بحق مواطن إيطالي"
تبادل مع (فهد) نظرة شك أثبته لهما (جاك) بكلماته وهو يردد
"كان هناك بالفعل شخص إيطالي يدعى (سيزار جيوفاني) وهذا الرجل ربما هو من ساعده في دخول إيطاليا حين فر من بلادكما .. ربما كان بينهما عمل أو علاقة قديمة أو ربما كلّفه أحد الأشخاص الذي يعمل معهم .. لا أعرف التفاصيل .. المهم .. (توفيق) ذاك كما تدعونه دبر الحادث الذي تخلص فيه من (سيزار) الحقيقي الذي احترقت جثته في الحادث لكن الأوارق الثبوتية معه كانت تخص (توفيق) وهكذا تم اعتباره ميتاً وإعادته إلى بلاده وقبلها كان (توفيق) قد أجرى الجراحة وظهر في الفترة التي وقع فيها الحادث على أنّه (سيزار) .. حصل على كل أوراقه وممتلكاته وانتحل هويته وسافر بعد فترة لفرنسا وبدأ أعماله هناك وتوسع فيها بسرعة وتنامت قوته ونفوذه"

مال (عماد) مستمعاً بتركيز ثم سأله
"كيف يترك رجل كـ(توفيق) دليل خلفه بهذه البساطة؟"
أجابه نافياً

"بالتأكيد رجل مثله سيتأكد ألا يترك دليلاً .. لقد تخلص بالفعل من الأدلة التي قد تقود إليه .. أخبر (منذر) السيد (ماجد) أنّ الجثمان الذي تم دفنه لوالده، قد نبش أحدهم القبر وسرقه واختفت الجثة تماماً ولم يعد هناك أمل أن يطالب بفحصها وإثبات أنّه ليس (توفيق) الحقيقي .. الطبيب والطاقم الطبي الذين أجروا الجراحة لقوا مصرعهم جميعاً في حوادث متفرقة واختفى معهم كل دليل يقود إليه، لكنّه لم يعمل حساباً أنّ أحدهم قد احتفظ بنسخة من سجل الجراحة .. ربما أراد تأمين نفسه لكنّه لم ينج بحياته رغم هذا .. بعد سنوات أحد أقارب ذلك الرجل عثر على الأوراق وحاول ابتزاز (سيزار) بها وعرف (منذر) بالأمر وأخبر السيد (ماجد) عنها .. استطاعا الحصول على المستندات قبل (توفيق) الذي تخلص كما هو متوقع من الرجل لمنعه من الكلام .. لقد أراد محو أي خيط يثبت أنّه ليس (سيزار جيوفاني) والجريمة التي ارتكبها في حق ذلك الرجل"
أخذ (عماد) نفساً عميقاً ثم قال بتوتر
"وتلك المستندات؟ .. هل وجدها (توفيق) بعد الحادث؟"
شرد (جاك) قليلاً وخُيل إليه أنّه رأى شيئاً من المرارة في عينيه قبل أن يهز رأسه نفياً

"لا .. لقد سُرقت تلك المستندات قبل أن يجدا الفرصة لتأمينها"
قال (عماد) مقرراً

"إذن هو وجدها بالفعل و .."
قاطعه قائلاً
"لم تصله المستندات .. ذلك اللص عُثر عليه غارقاً بالبحر ولم تكن بحوزته أي مستندات .. (سيزار) ظن وقتها أنّها كانت بالفعل مع السيد (ماجد) وقت الحادث وبحث عنها ولم يعثر على شيء .. كان أحد رجاله قد ساعد الأسرة في الهرب وتكفل بإنقاذ ولديه اللذين نجيا من الحادث لكنّ أمره انكشف .. تم تعذيبه حتى الموت ولم يعثر (سيزار) ولا رجاله على أي أثر لـ(آنجيلا) وشقيقها ولم يجدا المكان الذي أخفاهما فيه"
توقف شريط ذكرياته فجأة عندما شعر بحركة قربه وقبل أن يرفع وجهه سمع صوت (عماد) القلق
"(فهد) .. ما الأمر؟ .. لماذا تجلس هكذا؟"
رفع وجهه في اللحظة التي اقترب (عماد) منه وأسرع يجلس بجواره
"ماذا هناك؟ .. هل حدث شيء؟"

سأله مجدداً ليضحك (فهد) بحسرة
"وما الجديد الذي سيحدث يا (عماد)؟ .. نحن في ذات الوضع الذي غرقنا فيه ولم أعد واثقاً أنّ هناك أمل أنّ نخرج منه قريباً"

قطب وهو ينظر له ثم ربت على كتفه
"لا تيأس هكذا أرجوك .. أنا أعتمد عليك (فهد) .. نحن نحتاج لقوتنا معاً .. هل تظنني لا أصارع تلك الأفكار في كل لحظة؟"
تنهد بقوة ورد
"أعرف يا (عماد) .. أعرف"

وصمت لحظة ثم أردف بمرارة
"لكنني ما عدت أحتمل .. أنا أحترق يا (عماد) .. أحترق في كل لحظة وأشعر أنني أموت ببطء"

ورفع عينيه له هامساً باختناق
"أشتاق لها كثيراً يا (عماد)"
ارتفع حاجباه بتأثر وانقبض قلبه بينما (فهد) يواصل وهو يلامس قلبه وذكرى تلك الرصاصات تزيده اختناقاً
"أخشى أن يحدث لي شيء دون أن .."

قاطعه هاتفاً بحدة
"لا تقل هذا .. لن يحدث لك شيء"

ابتسم بمرارة وقال
"نحن لسنا ذاهبين في نزهة يا (عماد) .. لو شئنا الدقة فهي حرب .. لا نعرف إن كنا سنخرج منها سالمين .. هل تتوقع أن نذهب لنقتحم قصر (توفيق الأغا) المحصن بكل رجاله ونخرج دون أي مشكلة"

قطب (عماد) بضيق وصمت دون رد
"أنت تعرف جيداً ما سنواجهه وتعرف أنّه حتى مع الخطة التي نرسمها مع (جاك) أنّ نسبة الخطر كبيرة جداً .. ذلك الرجل لن يسمح لنا بالخروج من هناك أحياء إن اكتشف أمرنا .. هل تعرف؟ .. أنا واثق أنّه صار يعرف بأمرنا .. ربما يعد لنا فخاً هناك .. وتدري؟ .. مع علمي بهذا لا مانع لدي ولا أنوي التراجع أبداً"
زفر (عماد) مدركاً صدق كلماته فابتسم (فهد) مواصلاً
"لو أنني فقط أستطيع السفر إليها الآن .. أرى وجهها لآخر مرة وأخبرها أنني أحبها .. ظننت أنني ودعتها كفاية ذلك اليوم لكن .. الآن ومع كل لحظة اقترب فيها من الخطر أشعر بالرعب من فراقي لها .. أرغب في أن أطير لأكون معها في التو واللحظة .. أنت تفهمني (عماد)، صحيح؟ .. أنت تعيش نفس الشعور وتشتاق لها بجنون .. تخشى أنت الآخر أن يحكم القدر ضدكما .. ألّا تجد الفرصة لتخبرها كل ما بقلبك"

ارتجفت نظرات (عماد) مؤكدة كلماته .. نعم .. هو يعرف جيداً كيف يشعر .. لا يلومه أبداً .. ردد (فهد) بعد لحظات
"دعك من كل هذا .. إنّها مجرد ثرثرة لأتخلص قليلاً من الهم الذي يثقل قلبي .. أريد أن أتحرر من ذلك الثقل لأتابع طريقي دون تردد"

لم يرد (عماد) لبرهة وهو ينظر له بتردد حسمه سريعاً وهو يقول بحزم
"سافر إليها"

التفت له بدهشة
"ماذا؟"
سأله بحيرة فأكد (عماد)
"أقول لك سافر .. عد إليها وابق معها وأنا سأعيد (همسة العاصي)"

قطب هاتفاً بحدة
"ماذا تقول يا (عماد)؟ .. قلت لك إنّها مجرد ثرثرة فارغة لا أكثر .. لا تظن أنني أجبن أو أحاول التراجع عن .."
زفر بقوة وهو يرد
"لم أقل شيئاً من هذا (فهد) .. أعرف أنّك لست جباناً وأعرف أنّك مستعد للموت إن كان هذا سيعيد لـ(همسة) السعادة التي سرقناها منها"
"إذن لماذا تقول .."
نظر له بتردد ليقطب (فهد) بقلق
"ماذا هناك؟ .. هل تخفي عني شيئاً (عماد)؟"
هز رأسه

"لم أكن أريد إخبارك بشيء حتى أتأكد من شكوكي"
هتف بقلق أكبر

"ماذا هناك؟ .. أنت تقلقني؟ .. هل حدث شيء مع (همسة)؟"
أسرع يجيبه
"لا .. لم يحدث شيء"

وانخفضت نبرته بتوتر
"ليس بعد"
اعتدل في جلسته يواجهه هاتفاً

"ماذا يعني ليس بعد؟ .. لماذا تحرق أعصابي (عماد)؟ .. قل ماذا عندك"
زفر بتوتر وقال
"(منذر صفوان) اتصل بي .. ظننته اتصل كما أخبرني عمي لنتفق على الخطة ومتى سيأتي وهذه التفاصيل"
استحثه بنظراته بنفاذ صبر فواصل

"أخبرني أنّه قادم خلال أيام قليلة وسيتفق معي على كل شيء وسيساعدنا في دخول القصر بأمان وسرية .. لكنّه قال أنّه اتصل لسبب آخر يخص (سامر)"
قطب (فهد) بقلق شديد وانقبض قلبه متوقعاً مصيبة ما دام الأمر متعلقاً بابن عمته
"ماذا فعل (سامر)؟"
سأله بتوجس فأجاب بضيق
"لقد ذهب بنفسه لمقابلة (توفيق) في قصره"
"ماذا؟"
هتف بصدمة بينما أكمل (عماد)
"ذهب بقدميه وهو يعرف بأمر (توفيق) لرجاله بالبحث عنه والتخلص منه"
سأله بتوجس
"هل عرف لماذا قابله؟"

هز رأسه نفياً وأجاب
"لا .. جواسيس (منذر) هناك لم يعرفوا السبب الذي قابله لأجله لكنّهم قالوا أنّه كان واثقاً بشدة ولم يكن خائفاً من رد فعل (توفيق) بل تحداهم على لمسه قبل أن يقابل سيدهم ويخبره بما لديه"

ازداد انقباض قلبه وهو يستمع له ثم همس
"لست مطمئناً لهذا يا (عماد) .. ما الذي يخطط له بالضبط؟"
تنهد بقوة وردد
"لا أعرف ولست مطمئناً أنا الآخر لما يفكر فيه .. أشعر أنّه يخطط لمصيبة كبيرة .. أنت تعرف (سامر) .. لابد أن شيئاً مجنوناً يدور في رأسه وما دام (توفيق) تركه يغادر بسلام فلابد أنّهما اتفقا على شيء .. وحتماً ليس خيراً"

أومأ موافقاً ثم قطب بتوجس
"هل تعتقد أنّ (ليلى) أخبرته بما نفعله وهو ذهب ليبيعنا له مقابل أن يعفو عنه؟"
لمع الشك في عينيه قبل أن يقول مستنكراً
"لا .. لا أعتقد أن يصل به الحال إلى هذا"

ابتسم (فهد) بسخرية مريرة
"انظر لنفسك (عماد) .. أنت نفسك لست واثقاً من كلامك .. بالنسبة لي .. صرت أتوقع منه أي جنون وأي دناءة .. لن أستغرب أبداً لو فعلها"
صمت (عماد) مفكراً لبرهة ثم قال
"لا .. أعتقد أنّ الأمر أكبر من هذا .. (توفيق) لن يعفو عنه مقابل خبر كهذا .. لابد أنّه يخطط لشيء أكبر وهذا ما يخيفني أكثر .. أعتقد أنّ الأمر له علاقة بأسرة (رضوان)"
انتفض قلب (فهد) بقوة وهو ينظر له
"هل تعتقد هذا حقاً؟"
هز رأسه وقال

"(سامر) لا ينسى ضغائنه وهزائمه بسهولة .. كنت أتوقع أن يحاول العودة لينتقم من (هشام) وأسرته فور أن يهدأ الوضع .. لهذا تركت خلفه من يراقبه لكنّه للأسف استطاع في النهاية التخفي جيداً .. حتى أنّه سافر للخارج دون أي مشكلة"
صمت (فهد) يفكر في كلامه الشك والوساوس تتلاعب بعقله ثم قال بتردد
"(عماد) .. هناك شيء حدث .. اليوم .. (ليلى) اتصلت بي أكثر من مرة ولكنني لم أرد .. لقد أهلكت هاتفي باتصالاتها حتى اضطرتني لغلقه تماماً لتتوقف عن إزعاجي"

نظر له مقطباً
"ربما حاولت الاتصال عليك أنت الآخر ولم تستطع الوصول لك بعد أن غيرت رقمك .. هل اتصل (راجي) أو أحد من الشركة؟"
هز رأسه نفياً فأخذ (فهد) نفساً مرتجفاً وقال

"هل تعتقد أنّها كانت تحاول إبلاغنا بشيء ما؟ .. لا أعتقد أنّها ستتصل لتعيد المياه لمجاريها بعد مواجهتكما الأخيرة"
لم يحتمل تعذيب الأفكار له فأسرع لينهض وهو يقول
"سأرى ما .."

أسرع (عماد) يقبض على معصمه وهز رأسه رفضاً فهتف منتزعاً كفه
"لن أطمئن حتى أعرف ماذا كانت تريد يا (عماد) .. ربما كان هناك علاقة بين اتصالاتها وبين ما يخطط له (سامر)"

أسرع ليحضر هاتفه وفتحه بتوتر ليلقي نظرة على الرسائل التي أرسلتها .. ارتفع حاجباه ما أن انفتح الهاتف لتنهمر التنبيهات تشير لكم الاتصالات والرسائل التي وصلته .. انقبض قلبه أكثر وتبادل نظرة قلقة مع (عماد) الذي شعر أنّ الأمر أكبر من رغبتها في التواصل معهما مجدداً .. أسرع (فهد) يفتح أحد الرسائل واتسعت عيناه بجزع وانتفض واقفاً
"ماذا هناك؟"
هز رأسه برفض واستنكار
"مستحيل"

"ماذا حدث يا (فهد)؟"
هتف وهو ينتزع الهاتف منه ليقرأ الرسالة وتنفس بحدة وهو يقرأ الكلمات .. كان قادراً على استشعار صوت أمه ورعبها من خلال كلماتها وهي تبلغ (فهد) أن يعود في الحال لأنّ والده اختُطف من البيت .. أسرع يتفقد باقي الرسائل وقلبه يحدثه أنّها لا تكذب ولا تخطط لشيء حتماً .. لم يحتمل أفكاره أكثر وأسرع يضغط على رقمها ليتصل وانتظر بفارغ الصبر أن يأتيه صوتها والوساوس تلتهم قلبه .. لم ترد على الهاتف فأعاد الاتصال مراراً بينما (فهد) جلس على الأريكة ذاهلاً .. لا يمكن أن يكون ما قرأه حقيقياً .. لابد أنّها كذبة جديدة من (ليلى) لتخدعهما وتستدر عاطفتهما ليستمرا في لعبتها .. كانت نبضات قلبه تتسارع مع كل لحظة ونظر لـ(عماد) الذي شتم بقهر وهو يهتف
"لا ترد .. هل تتلاعب بنا الآن؟"

همس بتوتر
"اتصل على هاتف المنزل"

تنفس بتوتر وأسرع يتصل برقم المنزل واستمع للرنين بنفاذ صبر ولم يكد يسمع الصوت ويتعرف فيه صوت مديرة منزلهم حتى هتف
"أنا (عماد) .. أين أمي؟ .. أتصل بها منذ .."

هتفت السيدة بنبرة ارتياح امتزجت بالأسف
"آه يا سيدي .. لقد حاولنا الاتصال بكما كثيراً .. الوضع هنا في غاية السوء والسيدة الكبيرة ليست .."
هتف بتوتر
"ماذا حدث؟ .. أعطني أمي"

ردت بأسف
"لا تستطيع أن ترد عليك سيدي .. لقد أعطاها الطبيب حقنة مهدئة بعد أن .."
قاطعها هاتفاً
"أي طبيب؟ .. ماذا أصابها؟ .. وماذا يحدث عندكم؟"
صمتت لحظة بتردد ثم قالت بنبرة باكية
"سيدي إنّ والدتك .."

سمع صوتاً يقاطعها بحدة يسألها مع من تتحدث وقطب وهو يلتقط صوت شقيقه والذي سرعان ما انتزع الهاتف من يدها ورد عليه بحدة
"مرحباً بشقيقي العزيز .. غريب أن تتصل بنفسك .. هل تذكرت أخيراً أنّ لك أم وشقيق؟"
هتف فيه بنفاذ صبر
"ماذا يحدث عندك يا (سامر)؟"

أجابه متأففاً
"وهل تهتم بما يحدث معنا حقاً أنت وذلك الخائن الآخر؟ .. اذهبا وواصلا ما تفعلانه ولا .."
قاطعه صارخاً بحنق
"(سامر) تأدب وأنت تتحدث معي .. انطق حالاً .. ما الذي حدث لأمي؟ .. وما هذا الهراء الذي أرسلته لـ(فهد)؟"
ضحك بسخرية
"هراء؟ .. حسناً سيد (عماد يزيدي) دعني أوضح لك طبيعة الهراء الذي تتحدث عنه .. أمي كانت تتصل بك أنت والوغد الآخر لتستنجد بكما بعد أن اقتحم مجهولون بيتنا واختطفوا خالي .. هل ارتحت؟"
قال متمسكاً برمق أخير من الرفض
"أنت تكذب (سامر)، صحيح؟ .. هل هذه خدعة أخرى من أمي كي .."
صرخ فيه بغضب

"اللعنة عليك وعلى تفكيرك .. أقول لك خالك قد اختُطِف من البيت وأنت تقول لي خدعة من أمي .. تلك الملعونة (سديم رضوان) أرسلت عصابتها ليختطفوه"
تنفس بصدمة .. (سديم) فعلت هذا؟ .. وأي عصابة؟ .. هل يهذي هذا المجنون؟ .. سمعه يواصل بغضب شديد
"أمي منهارة بعد أن وصلنا خبر موته أيها الخائن وأنت كل ما يهمك أن .."
قاطعه مردداً بصدمة
"ما الذي تقوله؟ .. من الذي مات؟"
رفع (فهد) رأسه بشحوب منتبهاً مع كلمته وتنفس بصعوبة ازدادت و(عماد) ينظر له بعينين ذاهلتين ووجه شاحب قبل أن يسقط على الأريكة بصدمة وحاول (فهد) التقاط ما يقوله (سامر) الذي هتف بحدة
"خالك مات .. خالك (شوكت) قُتِل يا (عماد) .. قتلته تلك اللعنية .. هل ارتحت الآن؟"
هز رأسه مردداً برفض
"لا .. أنت تكذب .. هذه مجرد .."
عاد يقاطعه صارخاً بحقد
"ليست كذبة تباً لك .. أمي منهارة وكادت تموت من شدة بكائها والطبيب قال أنّها أصيبت بانهيار عصبي .. اسمع يا (عماد) .. احذرك أن تقترب من أمي .. انسها تماماً وابق حيث أنت .. إن ظهرت أمامي سأنسى أنّك شقيقي الكبير وسأقتلك، سمعت؟ .. أنا لم أسامحك على ما فعلته بها ولا على خيانتك لنا أنت و(فهد) .. لن أغفر لك أبداً ما جعلت أمي تعيشه .. لقد بعتنا (عماد) .. بعتنا ومددت يدك لأعدائنا ووقفت ضد أمي .. أنت السبب فيما تعيشه الآن"

"ما الذي تهذي به يا (سامر)؟"
هتف فيه بحدة فصرخ شقيقه بجنون
"لا تظن أن الأمر سيمر مرور الكرام .. أنت أيضاً ستدفع الثمن معهم (عماد) .. أقسم أنني لن أجعلك تنجح فيما تريد .. جميعكم ستدفعون الثمن .. لن أستثنيك أنت الآخر"
نهض من مكانه صارخاً

"لقد فقدت عقلك بالفعل يا (سامر) .. اخرس تماماً وتوقف عن جنونك هذا"
ضحك بقوة ورد
"أنت لم تر جنوناً بعد .. الجنون الحقيقي سيبدأ قريباً .. أولئك الأوغاد سيدفعون ثمن ما فعلوه بأمي وأنت لن تستطيع أن توقفني عن هذا يا (عماد) .. هل تسمع؟ .. إن كنت تخشى على حياتك الغالية فلا تظهر في طريقي أبداً"

قالها وأغلق الهاتف في وجه (عماد) الذي حدق فيه بصدمة أفاق منها على صوت (فهد) المرتعد
"ماذا حدث يا (عماد)؟ .. ما الذي يقوله ذلك الأحمق؟ .. من الذي مات؟"

نظر له بتردد وألم ليهتف فيه
"انطق .. هل هو أبي؟ .. لماذا لا ترد؟"

همس باختناق
"أنا آسف يا (فهد)"

ارتفع حاجباه وهو يهتف بذهول
"آسف؟ .. ماذا تقول؟"
جلس بجواره وأمسك كتفه قائلاً

"لست متأكداً مما قاله (سامر) .. هناك خدعة .. بالتأكيد .."
توقف عن الكلام وهو يسمعه يهمس
"أبي مات؟"
هزه قائلاً بقوة
"(فهد) .. استمع لي .. نحن لسنا متأكدين .. ربما هذا ما يخطط له (سامر)"

قاطعه مردداً بضياع
"أبي مات؟ .. أبي مات يا (عماد)؟"
حدق فيه بصدمة وأسى .. لماذا ظن أنّ (فهد) لن يتأثر بسبب رجل كان يتيماً بسببه منذ طفولته .. رجل لم يكن له أب في يومٍ من الأيام .. هزه بقوة هاتفاً
"(فهد) .. اصمد .. لا تفعل هذا"

أمسك وجهه بكفيه يجبره على النظر إليه
"(فهد) .. انس ما سمعته .. لسنا متأكدين .. فكر في (همسة) الآن"
نظر له بضياع وردد

"(همسة)"
هتف فيه وهو يواصل هزه بعنف أكبر
"أجل (همسة) يا (فهد) .. (همسة) في خطر"
ارتجفت نظراته وشعر أنّه بدأ يستفيق من صدمته فواصل بحزم وكفاه يضغطان أكثر على وجهه
"لسنا متأكدين من الخبر، حسناً؟ .. لكنني متأكد الآن أنّ (سامر) يخطط لشيء يتعلق بعائلة (رضوان) .. يقول أنّ (سديم) هي السبب وأنّه سينتقم منهم جميعاً"

نظر له بجزع فتابع (عماد) ضاغطاً على كلامه
"(سامر) الذي سمعته لتوي لم يكن طبيعياً أبداً يا (فهد) .. لقد فقد عقله وطريقة كلامه لم تريحني أبداً .. يجب أن تسافر إليها، هل سمعت؟"

هز رأسه موافقاً فكرر بتأكيد
"يجب أن تمنع (سامر) من أذيتها وأذيتهم جميعاً .. هي لن تحتمل أن يتعرضوا للأذى .. عدني (فهد) .. ستمنعه بأي ثمن وتحميها هي وأسرتها"

أومأ مردداً
"أعدك (عماد) .. أعدك .. لن يصل إليها ولو كان الثمن حياتي .. لا تقلق"

ربت على كتفه بقوة ودعم بينما عض (فهد) على شفتيه محاولاً التحكم في الوجع غير المتوقع الذي نخر في قلبه بلا رحمة .. كان يتيماً طيلة عمره واليوم فقط يرحل والده للعالم الآخر .. ومع هذا يتألم لأجله .. تباً لقلبه الأحمق .. تباً لبنوته الغبية .. تباً لكل شيء .. هز رأسه طارداً كل أفكاره وألماً ومركزاً على صورتها وحدها .. سيحميها وأسرتها بأي ثمن .. سيفعل حتماً.
********************

noor elhuda likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.