آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          125 - الضوء الهارب - جينيث موراي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          73 - شاطئ الجمر - سالي وينتوورث (الكاتـب : فرح - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-18, 05:01 AM   #221

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صباح الورد إن شاء الله تكونوا بألف خير

معلش تأخرت عليكم كتير .. الفصل طويل وفيه أحداث مهمة إن شاء الله يكون تعويض عن التأخير وبإذن الله مش هتأخر في الفصل الجديد

أرق تحياتي



Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 05:06 AM   #222

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
ترحالكِ ضَيّع أيامي
إن ضاع العمرُ فهل يرجع؟
أنا أسأل نفسي أحياناً
من فينا ضاع، ومن ضَيّع؟
أنا بعدكِ حلمٌ مجروجٌ
أنا نهرٌ تاه عن المنبع
سفني في عينكِ راحلةٌ
تنتظر وداعكِ
كي تقلع
"عبد العزيز جويدة"
******************
حركت رأسها بصعوبة وهي تهمس بضعف
_"(آدم) ... أين أنت؟ .. أنا أشعر بالعطش الشديد .. أريد القليل من الماء"
كانت تشعر بحلقها شديد الجفاف وجسدها يشتعل بالحرارة كأنها في أتونٍ مشتعل وخفقات قلبها تتردد بضعف وسرعة بين ضلوعها .. شعرت بخيطين من الدموع يسيلان على خديها وهي تواصل همسها لطيفه الذي يقف بعيداً ... لماذا تركها فجأة؟ .. ألم تكن قبل قليل قد أغمضت عينيها وهي بين ذراعيه؟ .. لماذا يقف بعيداً ولا زال ينظر لها بلوم وكراهية
_"لماذا تعاقبني (آدم)؟ .. أنت من خان أولاً حبيبي .. لقد أحببتك (آدم) .. أنا لم أحب رجلاً قبلك ولا بعدك (آدم) .. هل تعرف أنني عدت من أجلك؟ .. لقد عدت لأكون معك للأبد أنا وطفلتنا .. لكنك كنت قد مضيت بطريقك ونسيتني ... لقد أثبت لي بالفعل أنني كنت لا شيء في حياتك .. أنا كنت مجرد نزوة ومغامرة عاطفية قصيرة تسليت بها في غربتك .. لقد عدت لتكمل حياتك مع أخرى .. تماماً كما فعل هو قبلك ... كلاكما خانني .. هو خان أمي وتخلى عني من قبل وأنت فعلت مثله .. أنت خنتني وتلاعبت بقلبي (آدم) .. ماذا كنت تنتظر مني أن أفعل؟ .. كان يجب أن أجرحك بعمق جرحك لي"
سالت دمعاتها أكثر وهي تهذي بارتجاف
_"كنت أتخبط ذبيحة بسببك (آدم) وكان يجب أن أذبحك بنفس خيانتك .. لماذا تعاقبني الآن؟ .. لا تقل أنك تنتقم لقلبك .. أنت لم تحبني يوماً .. أنت تنتقم لكرامتك وجرح كبريائك حبيبي ... لا تنظر لي هكذا .. أنت ذبحتني قبلاً ... أنت ذبحت (إيف) وأعدتها لنقطة الصفر .. لقد حطمتني"
رفعت يدها عندما وجدت خياله يخفت أمامها مبتعداً
_"لا .. لا تذهب .. ابقى هنا واكرهني كما تريد، لكن لا ترحل .. ابقى معي (آدم)"
هبت نسمات الهواء لتلامس جلدها المشتعل من الحُمى ليرتجف جسدها بضعف وفي أحلامها عصفت الريح لتسحبها بعيداً من جديد، أغمضت عينيها مع عصف الريح قبل أن تفتحهما وهي تشعر بنسمات الهواء الرقيقة على بشرتها واتسعت عيناها وهي تستوعب المشهد من حولها ... كانت هناك في سيارة (آدم) التي يقودها مسرعاً في طريق محاط بسهول الريف الفرنسي .. لمعت عيناها وهي تتذكر ذلك اليوم .. أجل .. قبل لحظات كانت تعترف له بحبها .. اختلست النظر لوجهه المبتسم بسعادة لينظر لها بحب ورفع كفها لشفتيه، فأغمضت عينيها ما أن شعرت بشفتيه فوق راحتها ودمعت عيناها وقلبها يذوب مع نظراته لها ومالت تستند برأسها لكتفه وأغمضت عينيها تستمتع بوجودها قربه ... لم تدر كيف غلبها النعاس حتى أفاقت على صوته يهمس في أذنها
_"(إيف) .. استيقظي .. لقد وصلنا"
فتحت عينيها وتطلعت له بتساؤل اختفى فوراً وهي تغرق في عمق عينيه اللتين غمرتها بكل مشاعره .. اعتدلت تتطلع حولها بانبهار ليقول مبتسماً
_"ما رأيك في المكان؟ .. إنه ملك لصديقي المقرب وقد عرض علينا قضاء بضعة أيام هنا في هذا الريف الساحر"
هتفت بانبهار
_"إنه مذهل .. خلاب .. لقد أحببته .. شكراً حبيبي"
واندفعت تحيط عنقه بذراعيها وهي تهتف
_"أحبك (آدم) ... يا إلهي لو تعرف كم أحبك"
شعرت بجسده يتشنج مع عناقها وسمعته يتنحنح بحرج فابتعدت بخدين محمرين ونظرت له ببراءة شديدة وهي تعض على شفتها باعتذار صامت ولم تلبث شفتاها أن انفرجتا بارتجاف وهي تنظر في عينيه اللتين أظلمتا بالمشاعر التي وجدت لها صدى بقلبها فهمست اسمه بتهدج، ليتنفس بصعوبة وهو يرفع كفه يلامس خدها برفق شديد ويزيح خصلة شاردة خلف أذنها بينما يميل نحوها ببطء لتجد نفسها تقترب نحوه كالمنومة وهي تهمس اسمه من جديد وانخفض جفناها لينغلقا ببطء وقلبها يخفق بترقب وكادا يستسلمان لمشاعرهما لولا أن ارتفع صوت يتنحنح معتذراً قربهما فانتفضا مبتعدين والتفتا نحو السيدة الفرنسية التي وقفت بخدين محمرين وهي تشيح وجهها جانباً بينما تعتذر لمقاطعتهما .. ضحك (آدم) وهو يغادر السيارة واندفع نحو السيدة التي رحبت به في حماس ورأته يشير نحوها وهو يقول شيئاً ما لتلتفت نحوها السيدة بترحيب شديدة وعيناها تقييمانها بتقدير لتهمس بشيءٍ ما في أذن (آدم) ليحمر وجهه بحرج وهو يختلس النظر لها لتبتسم واقتربت لتقف بقربه وصافحت السيدة التي شدتها في عناق مرحب وهمست تخبرها أنها سعيدة من أجلهما ... كان قلبها يرتجف من شدة السعادة ومشاعرها كلها تألقت بعينيها اللتين كانتا معلقتين به طول الوقت .. استسلمت له تماماً وهو يدور بها في المكان لتشاهده بينما كان كل ما يهمها هو وجودها بقربه وكفها لا يفارق كفه ... رغم أنه لم يخبرها بعد أنه يحبها هي واثقة من أنه يبادلها مشاعرها، يمكنها أن تراها في عينيه .. مشاعره كلها مرتسمة في عينيه وفي لمسة كفه التي تحتضن يدها بتملك .. شبكت أصابعهما معاً وهي تتطلع نحوه بهيام بالغ ليبتسم لها بعشق ومال يهمس في أذنها
_"أريد أن أريكِ شيئاً مميزاً .. أكثر ما أحبه في هذا المكان"
لمعت عيناها بحماس ليشدها برفق وتحرك مسرعاً لتسرع خطواتها معه ونظرت حولها لتتسع عيناها بانبهار مع رؤية اسطبلات الخيول لتهتف بسعادة
_"خيول"
ابتسم لرد فعلها وقد أسعده أنها هي أيضاً تحب الخيل وقال
_"هل تحبين الخيل؟"
أومأت برأسها ليسألها
_"أتجيدين الركوب إذن؟"
_"بالطبع .. أنا أعشق ركوب الخيل"
قربها إليه بطريقة مفاجئة لتشهق بخفوت وهي تجد نفسها تكاد تلتصق به وحدقت في عينيه اللتين لمعتا بعبث توقف له قلبها قبل أن يميل ليهمس في أذنها
_"لا أريد أن أسمعكِ تجمعين بين كلمة "تعشقين" وبين أي شيء أو شخص آخر"
ارتجفت مع همساته ليعتدل وينظر في عينيها المتسعتين ويتابع
_"سواي"
اتسعت عيناها أكثر ليغمز لها بعينه لتتخبط نبضاتها من جديد ولم يمهلها فرصة لتنطق بينما يتحرك نحو أحد الخيول التي كان السائس قد سرجها له وشده من لجامه وعاد إليها قائلاً
_"حان الوقت لمفاجأتكِ الأصلية"
عادت عيناها لتلمعان بفضول وحماس وهي تتلفت حولها ليقول ضاحكاً وهو يقترب منها
_"ليست هنا .. سنذهب على ظهر الخيل"
سألته
_"أين حصاني إذن؟ .. هل .."
شهقت فجأة عندما أحاط خصرها بكفيه ورفعها ليضعها فوق السرج ودون لحظة أخرى كان يقفز بمهارة ليجلس خلفها وأمسك اللجام وهو يميل ليهمس بأذنها
_"وماذا يفعل فارسكِ الهُمام أميرتي؟ .. هل تريدين أن تمتطي جواداً بمفردكِ في وجوده؟ ... هل يرضيكِ هذا؟"
هزت رأسها نفياً ليهمس من جديد
_"إذن هل نذهب أميرتي؟"
اعتدلت لتواجهه ورفعت رأسها تنظر في عينيه اللامعتين ولم تقاوم مشاعرها فاقتربت أكثر منه ودفنت رأسها في صدره وأحاطت خصره بذراعيها تتمسك به في إحكام وهمست
_"أميرتك ستذهب معك إلى آخر العالم لو طلبت يا فارسي الحبيب"
شعرت بنبضات قلبه تتسارع أسفل خدها لتبتسم بسعادة أكبر وأغمضت عينيها وهي تشدد من تشبثها به وشعرت بالهواء يعصف بينما (آدم) ينطلق بالجواد بمهارة فارس محترف ... كانت داخلها تقسم أنه لا توجد امرأة الآن تشعر بالسعادة التي تشعرها وهي مع حبيبها وحدهما بعيداً عن العالم كله ... يحملها بين ذراعيه فوق جوادٍ ينطلق بحرية فوق السهول الخضراء الشاسعة ... لا .. لا يوجد امرأة بمثل سعادتها لأنه ببساطة .. فارسها لا يوجد مثله في هذا العالم .. هذا الرجل نسخة واحدة فقط .. و هي وحدها تملكه .. تسمع اعتراف قلبه الذي يدوي بصخب تحت أذنها .. اتسعت ابتسامتها وهي تضم نفسها إليه أكثر وشعرت بارتجافته قبل أن تسمعه يميل ليهمس
_"ترفقي بقلبي يا ناريتي ... لا أعتقد أنني يمكنني أن أقاومكِ سحركِ طويلاً"
رفعت وجهها والتفتت تنظر في عينيه بإغواء ممتزج بالبراءة
_"وأنا أخبرتك ألا تفعل"
لمعت عيناه بشغف بينما ينظر لخصلات شعرها التي حركها الهواء بفتنة بينما تتابع بهمس
_"لا تقاوم"
ولم يقاوم أن يرفع إحدى يديه ليرجعها للخلف وتباطأت سرعة الجواد تدريجياً ليتوقف تماماً وسط الخضرة الشاسعة حاملاً راكبيه اللذين انفصلا عن العالم كله بمشاعرهما وهما يحدقان في عينيّ بعضهما يتبادلان آلاف الرسائل التي ستستغرق دهوراً لتنطقها ألسنتهما ... ابتسم وهو يقطع تواصل عينيهما بينما يخرج شيئاً من جيبه وارتفع حاجباها في دهشة وهو يغمز بينما يرفع الوشاح الحريري الرقيق قائلاً
_"هل تثقين بي أميرتي؟"
تهدج صوتها وهي تهمس
_"أكثر من نفسي (آدم)"
رقت عيناه بحب شديد وقال وهو يرفع الوشاح ليغطي عينيها
_"إذن اسمحي لي"
ربط الوشاح خلف رأسها وتأكد من وضعه أمام عينيها ليتأكد أنها لا ترى شيئاً وضم خصرها إليه بذراع بينما يمسك اللجام بالآخر وينطلق من جديد وهو يقول
_"لحظات قليلة ونصل أميرتي .. انتظري قليلاً فقط"
مالت على صدره هامسة
_"أنا يمكنني أن أنتظر أبدية من أجلك (آدم)"
أحست به يأخذ نفساً قوياً بينما تتسارع دقات قلبه أسفل أذنها وران الصمت عليهما للحظات بينما تشعر بالهواء يداعب بشرتها وشعرها قبل أن تشعر بسرعة الجواد تقل حتى توقف من جديد وشعرت بـ(آدم) يتحرك خلفها لينزل أرضاً قبل أن تشعر بكفيه على خصرها لينزلها برفق من فوق الجواد وشهقت بخفوت وهي تضع قدميها على الأرض وتستند إليه بينما لا زالت معصوبة العينين .. أمسك بكفها يقودها برفق وهو يقول
_"تعالي معي أميرتي .. لقد وصلنا"
كانت قادرة على الإحساس باختلاف الأرضية التي تسير عليها واختفاء العشب لتدرك أنها تسير فوق أرضٍ ممهدة وخفق قلبها بفضول وترقب شديد بينما يتابع حديثه وهو يقودها في المكان حتى أوقفها وشعرت به يرفع يده ليفك الوشاح وهو يقول
_"انتظري .. لا تفتحي عينيكِ الآن أميرتي"
أزاح الوشاح برفق لتبقي عينيها مغمضتين تنتظر إشارته والحماس يتدفق في عروقها ليأتيها صوته
_"الآن يمكنكِ أن تفتحي عينيكِ (إيفي)"
فتحت عينيها ببطء وأدراتها لتبحث عنه وما أن التقت عيناها بوجهه المبتسم واطمأنت لوجوده حتى بدأت تدير عينيها في المكان لتتسعا بانبهار وبدأت الدموع تتجمع فيهما وهي ترى ما حولها ... خفق قلبها وهي تجد نفسها واقفة أسفل شجرة كبيرة وارفة الظلال والمكان حولها أحاطته أعمدة تجاور كل اثنين منهما والتقيا في قوسٍ مرتفع تعلقت به أوشحة حريرية داعبها الهواء بنعومة والتفت الأعمدة في دائرة حول الشجرة بينما تناثرت الورود بمختلف ألوانها من حولها وعلى الطريق الذي قادها عبره كانت هناك سجادة من ورود حمراء افترشت الأرض حتى انتهت إلى حيث تقف .. سالت دمعاتها بخفوت وهي تعود بعينيها إليه وهمست اسمه بارتجاف ليتحرك نحوها ببطء ويده تشد خيطاً ما وهو يبتسم واتسعت عيناها مع الصوت الخافت الذي انطلق فوق رأسها لتنظر لأعلى واتسعت عيناها أكثر ووجهها يستقبل شلال من بتلات الورود الناعمة التي انهمرت من أعلى وتطاير بعضها مع النسمات الرقيقة .. رفعت كفيها وهي تضحك بسعادة شديدة وحركت يديها تلامس البتلات التي غمرتها كمطر رقيق حتى شعرت به يقترب ليقف مقابلها لتغمرهما الورود معاً .. التفتت تنظر له من بين دموع سعادتها وهمست
_"يا إلهي (آدم) .. لا أصدق .. هذا رائع .. هل كل هذا من أجلي؟"
لم يرد للحظات وعيناه تستوعبان منظرها الساحر والبتلات الحمراء لا زالت تنهمر تلامس وجنتيها وشعرها بفتنة وصمتت هي الأخرى تبادله النظر حتى توقف انهمار البتلات ليقترب الخطوة التي تفصلهما وهمس وهو يرفع يده يزيل بعض البتلات التي علقت بشعرها قبل أن ترتفع يده التي تمسك بوردة حمراء لامس بها خدها وهو يقول
_"لو استطعت أن أحضر كل كنوز العالم وأضعها أسفل قدميكِ لن أتأخر أميرتي"
سالت دموع سعادتها وهي تنظر في عينيه بينما يتابع وهو يلامس خصلاتها بعشق
_"أحبكِ (إيفا) ... أحبكِ يا ناريتي"
همست اسمه ودموعها تسيل أكثر ليتابع وهو يحتضن وجهها بكفيه
_"أحببتكِ منذ التقينا وسأظل أحبكِ حتى آخر العمر حبيبتي"
هتفت ببكاء
_"وأنا أحبك (آدم) وحتى آخر لحظة من عمري سأفعل"
مال يسند جبينه لجبينها وهمس
_"تزوجيني إذن (إيفا)"
_"(آدم)!!"
مسح دموعها بأصابعه وهو يهمس بحرقة
_"تزوجيني (إيف) .. أريحي قلبي حبيبتي وقولي أنك توافقين .. تزوجيني"
شعرت بقلبها يكاد ينفجر وهي تهمس بسعادة من بين دموعها
_"بالطبع أوافق يا (آدم) .. أنا موافقة"
ابتعد قليلاً ينظر لها بعينين تشعان بالسعادة التي تفجرت في ضحكته وشعرت بارتجاف كفيه حول وجهها ولم تتمالك تخبط المشاعر بقلبها واقتربت أكثر منه لتهمس بكل كيانها
_"أحبك (آدم) .. أحبك"
ودون أن تفكر لحظة واحدة كانت تستسلم لمشاعرها واقتربت منه أكثر وأغمضت عينيها تمنحه قلبها كله في قبلة عاصفة بالمشاعر، استقبلها بصدمة لوهلة قبل أن يستسلم هو الآخر لعمق مشاعرهما ويبادلها قبلتها بشغف أكبر .. ارتجف قلبها بقوة كما فعل جسدها وشعرت بمطر رقيق ينهمر داخلها ليمسح في لحظة كل ما عاشته قبله .. شيءٌ ما تولد بقلبها لينتشر في كل خلاياها مثيراً رغبة عارمة في البكاء ... لقد كانت تولد من جديد .. لأول مرة تشعر هكذا ... لم تشعر أنها محبوبة ونقية كما تشعر الآن .. تضخمت رغبتها في البكاء أكثر وهي تشعر كما لو أنها تستعيد طهرها ونقاءها بقبلة .. سالت دموعها وهي تتشبث به أكثر تحاول طرد ذلك الأسى الذي احتلها فجأة وخيال (سيلينا) تمثل شامتاً لحظتها يذكرها أنها لا يحق لها أن تعيش قبلة بهذه المشاعر ولا بهذا السمو .. عادت تضع أمام عينيها خيالات عشرات الرجال الذين مروا بحياتها .. تذكرت المرة الأولى التي انتهك أحدهم حرمة شفتيها .. أحد المشرفين بالدار حين حاول أن يفرض نفسه عليها وهي بالكاد في منتصف ربيعها الرابع عشر، لقد أنقذها (بيير) يومها وانهال ضرباً على الرجل حتى كاد أن يقتله لولا أن أنقذوه من يده، لكنّ الأمور انقلبت عليهما والرجل اتهمهما أمام الجميع أنه ضبطهما في وضع غير أخلاقي وأنهما يدعيان عليه ليفلتا بفعلتهما .. كانت كلمته مقابل كلمتهما وبالطبع من سيصدقهما .. ارتجفت أكثر بين ذراعي (آدم) وهي تستعيد عقابها .. الغرفة المظلمة .. شعرها الذي أمرت المديرة بقصه عقاباً لها على انفلات أخلاقها واستخدامها لفتنتها في إغواء رفاقها .. لقد شعرت أنها تموت مرة أخرى وهي ترى خصلاتها الجميلة تتساقط أرضاً .. تشبثت بـ(آدم) أكثر وهي تغمض عينيها بقوة تريد أن تحتفظ بهذه المشاعر التي منحها إياها في قبلة .. تريده أن يمحو كل ذكرياتها ويطهرها من الدنس الذي لحق بها .. يطهرها من لمسات الرجال الذين تلاعبت بهم لتدمرهم .. تريد أن تستعيد نقاءها .. لماذا لم تقابله قبل أن تتدنس؟ .. لماذا؟ .. شعرت بيديه تشتد حول وجهها وهو يبعدها برفق وينظر بجزع لدموعها ليسألها بقلق
_"حبيبتي ... أنتِ تبكين؟!"
انفجرت أكثر في البكاء ليضمها إلى صدره وقد أفزعته دموعها وجلس أرضاً مستنداً لجذع الشجرة واحتواها بين ذراعيه يهدهدها ويمسح دموعها .. ليتها قابلته قبل أن يحدث كل هذا .. ليتها كانت بالطهر الذي يظنه .. يا ليت .. عصفت الريح من جديد لتغمض عينيها وفتحتهما لتلمح صورتها هي و(آدم) متعانقين تلتهمها النيران حتى اختفت تماماً وعادت للظلام لتهمس باكية
_"ليتني قابلتك في زمانٍ آخر (آدم) ... ربما كان كل شيء قد تغير .. ربما ما كنا وصلنا لهذه اللحظة .. أو ربما كان من الأفضل لو أننا لم نلتق أبداً يا حبيبي .. ليتنا لم نلتق"
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 05:09 AM   #223

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (آنجيليكا) وهي تقف بباب غرفة شقيقها بالمشفى وهي تراه يضحك على دعابة ألقاها (بيدرو) وتأملته في حنان وهو يتحدث معه هو و(ماريا) التي التفتت ما أن انتبهت لوجودها وأشارت لها قائلة
_"أين اختفيتِ فجأة (آنجي)؟"
ابتسمت بخفوت وهي تتقدم نحوهم وقالت
_"كنت أتحدث مع الطبيب لأعرف متى سيستطيع (جوليانو) العودة للمنزل"
انتبه شقيقها بترقب لتبتسم له في حب
_"غداً سيكون بإمكانك الخروج حبيبي وكما اتفقنا لن ترهق نفسك وستلتزم بتعليمات الطبيب، حسناً؟"
أومأ برأسه في حماس واقتربت هي لتجلس بقربه وحاوطته بذراعها وأسندت رأسها لرأسه بينما تأملهما صديقاها بحنان وقالت (ماريا)
_"أنا واثقة أنكِ لن تمنحينه الفرصة ليفعل (آنجي)"
ضحكت وهي تهز رأسها ليأتيهم صوت السيدة (ماريانو) جارتهما العجوز وهي تقول
_"صباح الخير يا صغاري .. كيف حالك (جولي)؟"
هتف بتذمر
_"جدتي ليس أنتِ أيضاً"
ضحكت وهي تقترب لتجلس قربه على الناحية الأخرى وانتزعته من حضن شقيقته لتضمه بحب وعيناها دمعتا وهي تقول
_"حمداً للرب على سلامتك يا صغيري .. لا تعرف كم أرعبتني"
ربت على ظهرها وهو يقول
_"أنا بخير جدتي .. لا تقلقي"
مسحت (آنجيليكا) دمعة غافلتها وقالت بصوت متحشرج
_"لماذا أتعبتِ نفسكِ جدتي؟ .. أخبرتكِ أن ترتاحي بالبيت وأنا سأطمئنكِ عليه"
_"ماذا تقولين يا طفلتي؟ .. هل هناك عندي أغلى منكما؟ .. كيف تريدين مني أن أجلس قلقة بالبيت؟"
ابتسمت لها في امتنان شديد وهي تمسح دمعاتها لتقول (ماريا) بمرح وهي تغمز لخطيبها
_"ماذا هناك؟ .. هل حضرنا هنا لنشاهد عرضاً درامياً أم ماذا؟"
ضحك (بيدرو) وقال وهو يحيط خصرها بذراعيه
_"يبدو هذا ... دعوني أخبركم شيئاً مضحكاً بدلاً عن هذا البكاء .. لقد عرفت أن حبيبتي الرقيقة هذه لقنت مديركم الوغد درساً لن ينساه .. آه ليتني كنت هناك ... لقد سمعت أنها لكمته بقسوة حتى أدمته"
لمعت عينا (جوليانو) بحماس وهو يسمعه بينما عضت (ماريا) على شفتيها واحمر خداها ليكمل ضاحكاً قبل أن يميل ليقبلها بحب
_"يبدو أن تدريباتي التي كنتِ تشكين منها قد أتت بنتيجة مذهلة حبيبتي"
شهقت (آنجيليكا) وهي تضع كفها فوق عينيّ شقيقها وقالت بخدين محمرين وهي تهتف
_"تهذبا قليلاً ... لا تفسدا أخلاق شقيقي البريء"
ضحك الجميع بينما هتف (جوليانو) وهو يرفع كفها
_"(آنجي) .. أنا لم أعد صغيراً"
اتسعت عيناها بارتياع جعلهم يعاودون الضحك لتهتف وهي ترفع سبابتها في وجهه
_"ماذا؟ ... ماذا يعني هذا؟ .. أنت لا زلت صغيراً بالفعل ... اسمع أنا لن أقبل بأي سلوك مشين ... يالله لم يعد باقياً إلا أن تجلب فتاة للبيت وتقول أنها حبيبتك"
لم تكد تكمل كلمتها حتى سمعت طرقاً خافتاً على الباب الذي انفتح لتطل فتاة صغيرة بعمر شقيقها همست بخجل
_"هل يمكنني الدخول؟"
راقبت بعينين متسعتين شقيقها وهو يعتدل بسرعة رغم مرضه وابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيه بينما انفجرت (ماريا) و(بيدرو) ضاحكين وقالت الجدة وهي تنهض متجهة نحو الفتاة
_"تعالي صغيرتي ... لابد أنكِ صديقة (جوليانو) التي أخبرني عنها .. أنتِ (صوفيا) صحيح؟"
أومأت الفتاة بخجل شديد بينما (آنجيليكا) لا زالت ترمقها بذهول وهي تنقل بصرها بينهما قبل أن تميل نحو شقيقها وتهمس
_"(جولي) هل ما أراه حقيقياً؟"
همس بتذمر وحرج
_"لا تناديني (جولي) مرة أخرى (آنجي) .. أنتِ تحرجينني"
والتفت نحو الفتاة بوجه مشرق
_"مرحباً (صوفيا) .. شكراً لزيارتكِ"
اقتربت الفتاة من سريره ووقفت بقربه بخجل وهمست
_"حمداً لله على سلامتك (جوليانو) .. أرجو أن تشفى سريعاً"
شهقت (آنجيليكا) بقوة عندما مالت الفتاة لتقبل خد شقيقها الذي احمر خجلاً بينما ضحكت (ماريا) وهي تقترب من صديقتها وقالت وهي تشدها من ذراعها
_"حبيبتي الخجولة .. اهدأي قليلاً .. تكادين تأكلين الفتاة بعينيكِ"
تحركت معها وهي لا زالت تحدق في الصغيرين بذهول ولم تشعر إلا وهي تقف خارج الغرفة وأفاقت على ضحكة (ماريا)
_"يا إلهي .. انظري لنفسكِ (آنجي)"
أشارت بإصبع مرتجف
_"هل رأيتِ ما حدث؟ .. (جولي) صغيري .. كيف؟ .. ومتى حدث؟"
ضحكت وهي تحتضنها
_"يا إلهي .. توقفي قليلاً عن التصرف كالدجاجة الأم .. أنتِ تنظرين لشقيقكِ على أنه طفلكِ الصغير، لكنه يكبر حبيبتي .. دعيه يعيش عمره كبقية الصبية"
غامت عيناها وهي تهمس بحزن
_"ليتني أستطيع أن أجعله يعيش حياة طبيعية (ماريا) .. أنا خائفة من أن يكون كل ما أفعله هو محاربة طواحين الهواء .. لا أريد أن أفقد قوتي فهو يحتاج إليّ بشدة"
ربتت على ظهرها وقالت بتشجيع
_"سيكون بخير حبيبتي وأنتِ كذلك ستكونين كما عهدتكِ دائماً .. قوية ومحاربة شجاعة ... أنا لم أقابل شخصاً رائعاً مثلكِ (آنجي) وأنا واثقة أنكِ ستتجاوزين هذه المحنة .. نحن جميعاً بجواركِ"
مسحت دمعتها بأصابع مرتجفة وهمست
_"شكراً حبيبتي .. لا أعرف ماذا كنت سأفعل من دونكم ولا أدري كيف سأرد لكم ما أدين لكم به"
قاطعتها بلوم
_"ماذا تقولين يا حمقاء؟ .. أي دين؟"
_"لا (ماريا) ... يكفي أن (بيدرو) هو من دفع تكاليف المشفى التي لم أستطع تغطيتها كلها و أنتِ أيضاً خسرتِ عملكِ بسببي .. لقد كلفتكم الكثير وأنتم في حاجة للمال من أجل زواجكما"
حاولت (ماريا) مقاطعتها، لكنها هتفت بحزم
_"لا تقولي شيئاً .. أنا سأبحث عن عمل بأسرع وقت وسأرد لكم المال .. لقد اتصل بي (ألفريدو) وأخبرني أنه سيساعدني على إيجاد عمل براتب مرضي"
قطبت بضيق وهي تقول
_"(ألفريدو)؟! .. ذلك الوغد الذي كان يعمل معنا بالمطعم ... (آنجي) ذلك الشاب ليس جيداً .. إنه شخص وقح ولعوب .. لم تعجبني نظراته نحوكِ أبداً .. نصيحة مني حبيبتي .. لا تتحدثي معه أبداً وأي عمل سيخبركِ عنه ارفضيه .. قد يستغل حاجتكِ للمال من أجل رغباته القذرة"
شحب وجهها وقالت
_"لكن هو لديه صديقة .. أعتقد أنكِ أسأتِ الفهم (ماريا) .. لا تقلقي أنا سأعرف كيف أتعامل مع أي موقف"
قطبت باعتراض لتسارع (آنجيليكا) قائلة
_"صدقيني .. لو أحسست بأي خداع من طرفه أو وجدت أن ذلك العمل غير مناسب سأرفض فوراً"
تنهدت بحرارة وهي تهز رأسها وكادت تتحرك لتدخل الغرفة عندما تذكرت شيئاً ما فالتفتت لها هاتفة بحماس
_"ماذا عن عرض العمل الذي عرضه عليكِ ذلك المصور؟" .. هل تتذكرينه؟"
شحب وجهها وابتلعت لعابها بصعوبة وهزت رأسها لتهتف صديقتها بإصرار
_"(آنجي) .. أنتِ تعرفين عما أتحدث .. ذلك المصور الذي رآكِ بالمطعم وتوسلكِ من أجل صورة واحدة وأنتِ رفضتِ بتصميم شديد كما رفضتِ عرضه بشدة وبصراحة أنا لا زلت حتى الآن لم أفهم سبب تعنتكِ الغريب"
لم يغب عنها شحوب وجه صديقتها ونظراتها التي زاغت وأنفاسها التي تسارعت فقالت برفق وهي تشدها لتجلسا جانباً على مقاعد الانتظار خارج الغرفة
_"حبيبتي .. أنا صديقتكِ الوحيدة منذ سنوات وأنا منذ عرفتكِ وأنا احترمت رغبتكِ في الاحتفاظ بأسراركِ الخاصة لنفسكِ .. لقد لاحظت تصرفاتكِ منذ البداية وتحفظكِ من اقامة صداقات مع الآخرين وبصعوبة حصلت على ثقتكِ .. كنتِ تتصرفين بغموض وقلقة دائماً كأنكِ خائفة من شيء ما .. علاقتكِ وارتباطكِ الشديد بـ(جوليانو) وخوفكِ الدائم عليه .. لقد فهمت قليلاً عندما أخبرتني عن الحادث الذي فقدتِ فيه أسرتكِ .. لكن عندما أراكِ رغم رعبكِ الشديد من فقدكِ لشقيقكِ ترفضين فرصة نادرة لتحصلي على المال الذي يمكن أن يخلصكِ من أزمتكِ فلابد أن أفهم ما يجري معكِ"
لمحت الدموع تتجمع في عينيّ صديقتها التي كانت تعض على شفتها تحاول منع ارتجافها فاحتضنت كفها وقالت بحنان
_"حبيبتي .. تعرفين أنه يمكنكِ أن تأتمنيني على سركِ .. أريد فقط أن أطمئن عليكما وربما أقدم لكِ النصيحة الأفضل"
سالت دموع (آنجيليكا) وهي تنظر لها بألم وارتجفت وهي تهمس بخفوت
_"لم يكن حادثاً"
مالت قليلاً قائلة بحيرة
_"ماذا؟"
هزت رأسها وارتفع صوتها قليلاً محملاً بكل آلام ماضيها وهي تسترجع تلك اللحظات المرعبة التي عاشتها وكل الألم الذي مرت به منذ استيقظت لتستوعب الواقع من حولها وتكتشف أنها قد فقدت كل أسرتها وعلى وشك أن تخسر الفرد الوحيد الباقي منها
_"لم يكن حادثاً .. لم أفقد أسرتي في حادث"
قطبت صديقتها بتخوف وهي تحدق في حالتها المقلقة وشحوبها المخيف وسمعتها تتابع وهي تنفجر باكية
_"لقد كان اغتيالاً"
شهقت في ارتياع وهي تتراجع بينما تابعت (آنجيليكا) وهي ترتجف من شدة البكاء
_"لقد كان حادثاً مدبراً للتخلص من أبي ومنا جميعاً"
_"يا إلهي .. (آنجي) ماذا تقولين؟ .. من سيفعل شيئاً كهذا؟ ولماذا؟"
هزت رأسها وهي تقول
_"لأن أبي كان رجلاً شريفاً لم يمكنهم شراءه بأي ثمن وكان يقف في وجههم كان عليهم أن يتخلصوا منه ومن أسرته كلها انتقاماً .. أبي دفع ثمن نزاهته ووقوفه في صف الحق والعدالة"
ارتجفت (ماريا) وهي تنظر لها بخوف وهمست بتوجس
_"من هؤلاء؟"
_"رجال المافيا في كورسيكا"
_"يا إلهي!! .. يا إلهي!! ماذا تقولين (آنجي)؟"
مسحت دموعها بقوة وهي تقول
_"كما سمعتِ (ماريا) .. هذا السر الذي أخفيته عنكِ كل هذه السنوات .. لقد نجوت من الحادث بمعجزة وصديق أبي استطاع تهريبنا من كورسيكا إلى إيطاليا .. كان (جوليانو) لا يزال في غيبوبة وكان أمله في النجاة ضئيلاً جداً .. لقد عشت شهوراً طويلة في رعب وأنا استيقظ فزعاً من أنهم قد عثروا علينا .. كنت أتلفت حولي خوفاً طيلة الوقت أن يتعرف عليّ أحدهم .. لقد كنت أتخفى أثناء خروجي لفترة طويلة وكنت أتعمد تغير ملامحي .. رغم أن العم (ماتيو) الذي ساعدنا في الهرب أخبرني أن هذه البلدة آمنة تماماً ولا أحد أبداً سيعثر علينا هنا وأنه أجاد إخفاء آثارنا، لكنني استمريت في خوفي ومع الوقت بدأ خوفي يتراجع وبالمقابل انشغلت مع مرض (جوليانو) .. كنت أتعذب بين نارين .. أنا آسفة لأنني أخفيت عنكِ هذه الحقيقة .. كنت أحاول أن أتناساها وأعيش حياتي بطبيعية"
حدقت فيها للحظات بألم قبل أن تهمس وهي تقترب لتحتضنها بقوة
_"يا إلهي (آنجي) .. لم أعرف أنكِ كنتِ تتعذبين لهذه الدرجة كل هذا الوقت.. لابد أنكِ تألمتِ كثيراً حبيبتي"
بكت بشدة بين ذراعيها لتربت على ظهرها بحنان
_"لا بأس .. أنتِ قوية .. لقد مررتِ بكل هذا ولا زلتِ تقفين على قدميكِ .. أنا واثقة الآن أن كل شيء سيكون على ما يرام .. فتاة بمثل عزيمتكِ وقوتكِ يمكنها أن تتجاوز كل ما تضعه الحياة أمامها من عثرات"
بكت للحظات بين ذراعيها قبل أن تبتعد ومسحت دموعها وهي تهمس
_"هل عرفتِ الآن لماذا رفضت ذلك العرض؟ .. كان هذا يعني أن أسافر إلى روما وعملي كعارضة بالتأكيد سيكشف هويتي ويعرض حياتي أنا و(جوليانو) للخطر .. كانوا سيصلون إلينا"
تأملتها في أسى قبل ان تربت على خدها وهي تهز رأسها
_"فهمت حبيبتي ... لا بأس .. ستجدين حلاً أفضل .. أنتِ فتاة طيبة ونقية (آنجي) وأنا واثقة أن الرب بالتأكيد سيقف بجواركِ"
رفعت عينيها للسماء وهمست برجاء
_"يا رب ... فقط من أجل (جوليانو) .. ساعدني يا رب"
ابتسمت صديقتها في حنان وهي تربت على كفها قبل أن تغمز لها بعينها وتقول بمرح تطرد كل الحزن الذي غمر قلبيهما
_"دعينا ندخل لنرى فيما يتحدثون كل هذا الوقت .. يبدو أن (صوفيا) هذه ستسرق ابنكِ الحبيب منكِ"
قطبت في تذمر وهي تمسح عينيها تتأكد من عدم وجود دموع حتى لا تقلق شقيقها وقالت
_"لا تذكريني .. فلينتظر فقط (جوليانو) .. يظن أنه قد كبر ومن حقه أن يصاحب .. لم يبق إلا أن يحضر لي فتيات بالبيت .. فلينتظر فقط"
ضحكت (ماريا) وهي تدفعها للغرفة لتضحك بقلة حيلة وهي تدخل وخفق قلبها بسعادة وعيناها تقعان على وجه شقيقها المبتسم رغم شحوبه وعينيه اللتين كانتا تلمعان بسعادة بينما يتحدث مع الجميع بحيوية وأغمضت عينيها تشكر الله وتدعو من جديد أن يحفظ ابتسامة شقيقها الحبيب ويديم هذه السعادة التي تراها في عينيه
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 05:12 AM   #224

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحرك (آدم) بتوتر نحو غرفة جده وقد غادرته ثقته تماماً بعد الموقف الذي حدث مع ابنته ... قلبه لا زال يعتصر في صدره بقوة .. ليته يملك القوة ليبترها من داخله .. لو كان باستطاعته لما كان يتعذب حتى اللحظة .. لاستطاع نسيانها تماماً ولكان منح قلبه خالصاً لزوجته ... تنهد بحرقة .. لقد التصقت به كلعنة سوداء وطعنتها اللعينة جعلتها وشماً أبدياً بقلبه .. (ربا) كانت تستحق الأفضل .. لقد كانت رفيقة طفولته وصديقة صباه، كانت تستحق رجلاً يمنحها قلبه كاملاً لا رجلاً مات قلبه بسبب امرأة مخادعة .. كان يخبرها دوماً منذ صغرهما أنه لن يسامح أبداً أحداً يجعلها تبكي وسيحطم رأس أي رجل يجعل قلبها يتألم، وياللسخرية .. تبين في النهاية أنه كان هذا الرجل .. لقد كانت تتألم في صمت طيلة سنوات زواجهما .. كانت تعرف من أول يوم .. لقد هذي باسم (إيفا) أثناء نومه .. رباه لا يريد أن يفكر كيف تمزق قلبها ليلة زفافهما وهي تسمعه يهمس باسم امرأة أخرى .. لم يعرف الحقيقة سوى بعد فوات الأوان .. لم يعرف أنه كان يهذي باسمها لوقت طويل وهي احتملت في صمت .. لم تخبره إلا عندما عرفت أن أنفاسها في الدنيا باتت معدودة .. أخبرته فقط لتجبره على أن يعدها أن يبحث عن المرأة التي تملك قلبه .. عبثاً حاول إخبارها أن تلك الأخرى لا شيء وأنه طردها من قلبه .. أنها لا تستحق وأنها أبدا لن تحل مكانها، لكنها أخبرته أنها متأكدة أن قلبه لن يخطيء الاختيار أبداً وسيقع في حب امرأة مميزة .. أن قلبه لن يخدعه أبداً .. كانت تمزق روحه دون أن تدري .. كان يلعن نفسه في كل لحظة وهو يدرك كم ظلمها وكم تألم قلبها النقي بسببه ... لقد خانها حين وقع بحب امرأة أخرى وهو يعلم أن جده قد قرر زواجهما .. لقد كانت في حكم خطيبته ويعلم أن جده أراد أن يتم زواجهما قبل سفره لولا تحججه أنه لا يمكنه أن يتزوج ويسافرا معاً لينشغل عنها تماماً في بعثته .. ضحك داخله بمرارة .. وأين ذهب إصراره وحججه كلها عندما تزوج من (إيفا) .. أين ذهب عقله وهو يغرق بجنون في حبها .. بحق الله لم يمر شهر على معرفتها إلا ووجد نفسه يعترف لها بحبه ويطلب منها الزواج ... أغمض عينيه وقلبه يخفق بألم بينما يتذكر رد فعلها المجنون حين طلب يدها للزواج .. تذكر ضحكتها الفاتنة وبتلات الورود تغمرها بنعومة لا تقارن بنعومتها هي .. لمعان الزمرد بعينيها اللتين كانتا تنظران له كأن العالم كله يتلخص به .. زفرة حارة غادرت صدره وعقله يستعيد المشهد الذي لا زال يعذب نفسه به ليتذكر كم كان أحمقاً .. كان يعتقد أنه لابد فقد عقله كلياً عندما التقاها ولم يستطع أن يطردها من خياله لحظة واحدة بعدها، لكنه في اللحظة التي قفزت فيها بسعادة ما أن اعترف لها بحبه لتتعلق بعنقه وتسرق أنفاسه بقبلة ناعمة مثلها، أدرك لحظتها أنه لم يكن قد فقد عقله بعد .. هي أطاحت بالمتبقي منه بقبلتها .. رباه .. لقد شعر أن الأرض كلها اهتزت تحت قدميه، لكنه اكتشف أن أعماقه هي التي كانت ترتجف وآلاف الألعاب النارية تتفجر داخله .. رغم تأنيب عقله ولومه الشديد لم يستطع أن يقاوم .. ذلك الرجل الذي لم يعرف أنه داخله تحرر كلياً ما أن شعر بها بين ذراعيه .. لقد تغيب عقله تماماً خلف غيامة سحرية لم يفق منها إلا عندما شعر بطعم دموعها التي لامست شفتيه وشعر بارتجافها الشديد بين ذراعيه، فابتعد لينظر لوجهها المحمر الذي بللته الدموع فاحتضن وجهها بكفيه وهمس بقلق شديد

_"حبيبتي!! .. أنتِ تبكين؟!"

وكأنما منحها الإذن بالبكاء أكثر بكت بحرارة ليأخذ نفساً عميقاً وجذب رأسها إلى صدره وهو يجلس على الأرض ببطء واستند لجذع الشجرة وقال وهو يضمها بين ذراعيه

_"ما الأمر حبيبتي؟ ... هل أخطأت بشيءٍ ما؟"

حركت رأسها فوق رأسه نفياً قبل أن ترفعها وتنظر إليه بعينيها الدامعتين وهمست

_"لا شيء حبيبي .. أنا فقط سعيدة (آدم) ... سعيدة جداً ولا أستطيع التحكم بقلبي"

ابتسم وهو يمسح خدها بحنان ويعيد شعرها خلف أذنها بينما يسمعها تتابع

_"ليتني قابلتك منذ وقتٍ طويل (آدم) .. أشعر أنني ولدت الآن فقط .. لا اريد أن أتذكر كيف كانت حياتي قبلك"

ورفعت كفيها تحتضن وجهها وهي تنظر في عمق عينيه هامسة بتوسل

_"لا تتركني أبداً (آدم) .. لا تمنحني كل هذا الحب وتعيدني للحياة ثم تقتلني مرة أخرى .. أرجوك .. لا تتركني أبداً"

هتف وهو يشد رأسها إلى صدره واحتضنها بقوة

_"أنتِ روحي (إيف) .. روحي التي عادت لي أخيراً .. كيف تظنين أنني أتخلى عن روحي في يومٍ من الأيام"

شعر بجسدها يرتجف ودموعها بللت قميصه ليضمها أكثر يهدهدها بحنان

_"لن أترككِ أبداً يا روح (آدم) .. تذكري هذا دائماً .. سنتزوج وتعودين معي لبلدي وستبقين إلى جانبي حتى آخر عمري حبيبتي"

وربت على ظهرها وهو يشعر ببكائها يتحول إلى تنهيدات رقيقة ومال ليقبل رأسها بحب وهو يهمس بصدق

_"لن أترككِ أبداً ناريتي ولو هربتِ يوماً لآخر العالم سألحق بكِ وأعيدكِ لأحضاني حيث تنتمين .. أعدكِ"

عاد من ذكرياته فجأة ليجد نفسه متوقفاً أمام غرفة جده فتنهد بقوة وهو يستعيد ما أتى من أجله، فليطرد كل ذكرياته بعيداً حتى يعرف فيما طلبه جده وليدعو الله ألا يكون الأمر ما يدور في رأسه .. طرق الباب وانتظر صوت جده يأذن له بالدخول ففتح الباب ودخل بخطوات هادئة لا تشي بالتوتر الذي يشعره .. تقدم إلى حيث كان جده يجلس على مقعده المريح بقرب الشرفة ولمح فوق ساقيه ألبوماً لصور العائلة .. اقترب ليقف بقربه وقال وهو يميل ليقبل رأسه

_"كيف حالك جدي؟"

تمتم جده وهو يقلب صفحات الألبوم

_"بخير بني .. اجلس"

جلس على المقعد المقابل وابتلع لعابه بصعوبة وردد

_"لقد طلبتني جدي .. خيراً إن شاء الله؟!"

هز الجد رأسه دون أن يرفع رأسه فقطب (آدم) بقلق لكنّه انتظر بصبر وانخفضت عيناه ليرى ما ينظر له جده وخفق قلبه بقوة وهو يرى الصورة التي ينظر لها ويلامسها بيده في حنان وغامت عيناه وهو يرى صورة (رُبا) ... قاوم مشاعره ورغبته في أن يهرب بعيداً .. منذ رحيلها وهو كان يحاول تجنب النظر لصورها ... خيالها وحده لا يتوقف عن تعذيبه .. تعلقت عيناه بصورتها وعينيها اللامعتين بالحياة وابتسامتها الغامرة بالسعادة وعاد خيالها الشاحب وجسدها الذي أنهكه المرض ليهاجم عقله فأغمض عينيه بألم قبل أن يفتحهما على صوت جده يقول بحزن

_"كيف حالك الآن بني؟"

نظر له مجفلاً ليجده يتطلع له ملياً فأطرق هامساً

_"بخير جدي"

هز رأسه وعاد ينظر للصورة للحظات قبل أن يقول بدون أي مقدمات

_"هل حققت لـ(رُبا) وصيتها الأخيرة (آدم)؟"

انتفض متراجعاً في مقعده وهو ينظر له بشحوب بالغ وسمع جده يتابع وهو يرفع عينيه المدققتين له

_"هل وفيت بوعدك لها (آدم) أم لا؟"

تنفس بصعوبة وهو يردد

_"وعد!!"

أجابه بهدوء

_"لقد أخبرتني (رُبا) قبل رحيلها أنها طلبت منك وعداً وتوسلتني أن أتأكد من أنك ستفي بوعدك لها .. هل فعلت؟"

انقبضت كفاه وأنفاسه تحركت بصعوبة شديدة في صدره وكز على أسنانه وهو يشعر بحرقة الدموع في عينيه .. لماذا يا (رُبا)؟ .. لماذا؟ .. هي لم تتوقف في أيامها الأخيرةعن توسله أن يمنحها وعده ولم يستطع أن يمنحها إياه إلا في لحظاتها الأخيرة لتتنهد بارتياح وترحل مبتسمة ما أن أخذت كلمته .. لم يتوقع أنها قد أخبرت جده بالأمر، لكن هل أخبرته بكل شيء و .. قاطع جده أفكاره كأنما أدرك فيما يفكر وهو يقول

_"لم تخبرني بتفاصيل هذا الوعد .. فقط طلبت مني أن أتأكد من أنك ستنفذه .. هل فعلت؟!"

أخذ نفساً عميقاً وقلبه يهدأ قليلاً ليقول

_"جدي .. أنا أحاول أن أفعل ... (رُبا) أرادتني أن أكمل حياتي من بعدها وهأنذا أحاول"

رمقه بنظرة متفحصة وقال

_"هل هذا كل شيء؟"

لم ينظر في عينيه فهو يدرك أنه سيكشف كذبه من نظرة ولم يفت هذا جده فقال

_"تعرف أنك تكذب يا (آدم) ... عامة أنا لم أحضرك هنا لأجبرك على شيء .. فقط تذكر أنك قد وعدت (رُبا) الغالية ويجب أن تفي بكلمتك .. ليس فقط لأنك وعدت بل لأن هذه كانت وصيتها الأخيرة ... صغيرتي الغالية توسلتني لأطمئن على أنك لن تتراجع"

لم يتمالك مشاعره وتحشرج صوته وهو ينظر له بألم

_"ماذا لو كانت وصيتها مستحيلة جدي؟ .. ماذا لو كانت هي لم تعرف ما تتحدث عنه وأنا منحتها وعدي مجبراً لترحل في سلام؟ .. ماذا لو أن ذلك الوعد الذي كبلتني به يمزقني تمزيقاً منذ رحلت لأنني لا يمكنني أن أنفذه أبداً؟"

قطب جده وهو يرى الألم الذي ينبع من كل كلمة ينطقها حفيده ... كان متأكداً من أن (آدم) يتعذب .. ليس منذ وفاة (رُبا) بل قبلها بكثير .. (آدم) تغير منذ سنوات .. وهو يعرف تحديداً منذ متى .. منذ سفره لفرنسا .. الكل أدرك أنه تغير وهو لم يجبره على أن يعترف بما يحرق قلبه ... ظن أن زواجه هو و(رُبا) سيطيب جرحه وسيجعله يقبل على الحياة من جديد .. كان واثقاً من أن قلب (رُبا) بحبها اللامحدود وعشقها لـ(آدم) سيداويه ويمسح أي جرح تعرض له في الخارج ... لكنّه اكتشف أنه كان مخطئاً .. قلبه اعتصر بألم وهو يتذكر حفيدته .. لم يغب عن عينيه اختفاء لمعة عينيها بعد زواجهما، ليدرك أنه أخطأ ... لقد انتهى الأمر بقلبين جريحين يعيشان معاً .. تحدث مع (رُبا)، لكنّها أكدت له أنهما بخير وأنه مهما كان ما يخشاه فهو لا شيء وأنها سعيدة لكونها مع (آدم) أخيراً ولا تريد أكثر من هذا .. قالت أن حبها سيكفيهما معاً .. وكانت محقة فـ(آدم) مع الوقت عاد لابتسامته وإن كان لم يعد كلياً لطبيعته، لكنه على الأقل كان يتعافى على يديها ولمعة عينيها عادت لكنها كانت ممتزجة بمسحة رقيقة من الحزن الذي لم تسمح له بإفساد حياتها مع (آدم) ... هز رأسه وهو يلمح جسد (آدم) يرتجف بينما يحاول التحكم في مشاعره وقال بهدوء

_"هل تعرف لماذا لم أقرر زواج (زياد) و(وتين) وتركت الأمر لهما؟ .. حتى عندما قررت (وتين) الموافقة على خطبتها لآخر لم أجبرها على العودة لـ(زياد) .. لماذا لم أجبر أياً منكم بعدها على أي اختيار؟ .. هل تعرف السبب؟"

نظر له في صمت وقد كان يدرك الجواب

_"لقد ندمت على قرار زواجك من (رُبا) وقررت وقتها ألا أجبر أحداً منكم مجدداً على اختيار خصوصاً ما يتعلق بقرار الزواج ... يكفي أنني أخطأت مرة .. لقد ظننت قراري صائباً وقتها ... هل تعرف يا (آدم)؟ .. أنت كنت أكثر أحفادي شبهاً بي و(رُبا) كانت تشبه (عائشتي) كثيراً ... وكانت تحبك وأنت أيضاً .. أنت أيضاً كنت تحبها بطريقتك .. كانت رفيقة طفولتك وصباك .. كنتما تشكلان زوجاً رائعاً وظننت أن زواجكما سيكون ناجحاً كزواجنا أنا وجدتكما .. لأول مرة يخونني ذكائي"

قاوم (آدم) مشاعره واقترب ليحتضن كف جده قائلاً

_"أنا لست نادماً على زواجي من (رُبا) جدي .. كنت أحبها بطريقتي كما قلت وهي منحتني حباً غير مشروط .. منحتني بيتاً سعيداً وطفلين يفخر بهما أي أب .. أرجوك لا تشعر بالندم ولا تقل أنك أجبرتنا على شيء"

وهمس داخله بوجع .. أنا من يجب أن يندم لأنني لم أمنحها الحب الذي تستحق .. لأنني ظلمتها معي .. ولم يمنحني القدر الفرصة لأعوضها وأمنحها ضعف السعادة التي منحتها لي ... قاطع الجد حديثه مع نفسه وهو يقول

_"قلت لك أنك أكثر من يشبهني من أحفادي (آدم) ... يمكنني أن أرى بوضوح عبر عينيك .. ألن تخبر جدك ما الذي يمزق روحك ويؤلمك بهذه الطريقة؟"

قبض على كفيه وهو يقول

_"أنا بخير جدي"

قال بحزم

_"أنت لست بخير أبداً (آدم) ... الأعمى يمكنه أن يرى ذلك .. يمكنني أيضاً أن أخبرك أن حالتك أصبحت أسوأ منذ زفاف (راندا) و(وتين)"

التقطت عينا الجد الذكيتان ارتجافة جفنيه فتابع

_"ما الذي حدث في حفل الزفاف (آدم)؟ .. بالأحرى .. من الذي قابلته بالحفل وقلب حالك هكذا؟ أو بالأحرى .. من التي قابلتها؟!"

اتسعت عيناه وهو يتطلع له بجزع قبل أن يأخذ نفساً قوياً وقال

_"جدي لا شيء مما تفكر فيه .. صدقني .. أنا بخير .. سأكون بخير .. لا داعي لقلقك .. أنا رجل ناضج جدي ويمكنني الاهتمام بشؤوني ومشاكلي جيداً وثق بي عندما أحتاجك مساعدة ستكون أنت أول من ألجأ له"

أغمض الجد عينيه متنهداً بقلة حيلة وهو يهز رأسه لينهض (آدم) وينحني أمامه ليقبل يده وهو يقول

_"أنت ستظل دوماً فوق رأسي جدي، أعدك أنني سأخبرك بكل شيء في أقرب وقت ما أن تستقر أموري"

قالها وتحرك ينوي الابتعاد ليوقفه صوت جده قائلاً بصرامة

_"ما الذي تفعله في البلدة هذه الأيام (آدم)؟"
تجمد مكانه وخفق قلبه بقلق شديد ليأتيه صوت جده أشد حزماً

_"ما سبب زياراتك المتكررة للبلدة وماذا تفعل ببيت جدتك الكبير يا (آدم)؟"
تسارعت أنفاسه وحاول التحكم بمشاعره بصعوبة وهو يلتفت له ليقول بتردد

_"ما الأمر جدي؟ ... هل هناك مشكلة في ذهابي هناك لو أردت الاختلاء بنفسي قليلاً؟"

رفع حاجباً متهكماً

_"تختلي بنفسك هناك؟ .. غريب .. ظننتك اكتفيت من خلوتك بنفسك في فرنسا .. ومن يريد الخلوة يقطع الطريق ذهاباً وإياباً ليقضي بعض الوقت ويعود"

_"جدي أرجوك الأمر ليس .."

قاطعه بحزم

_"ولماذا لم تخبرنا (آدم)؟ .. هل كان يجب أن يتصل بي المشرف على أراضينا هناك ليخبرني؟"

هتف بحدة

_"وما شأنه هو لينقل أخباري؟"

_"(آدم) .. الرجل قام بواجبه .. إنه يهتم بمتلكات العائلة هناك .. لقد اتصل عندما أحس بالقلق خصوصاً بعدما تناقله بعض الفلاحين"

قطب (آدم) بتوجس وقلبه نبض بخوف

_"ما .. ماذا يقولون؟"

تأمل ملامحه بتدقيق شديد وقال

_"لقد أخبرني أنهم لمحوك تذهب للبيت الكبير في أوقات غريبة وتقضي بعض الوقت وتغادر البلدة مجدداً وهذا أثار تساؤلات الناس في المنطقة بالطبع"

_"بحق الله وما شأنهم؟ .. رجل يزور بيت جدته .. في أي وقت ولماذا هذا لا يخص أحداً"

هز الجد رأسه وهو يتأمله في لوم

_"ليس هذا كل شيء (آدم) .. لقد أخبرني أن اثنين من الفلاحين الذين كانوا يقومون بحرث الأرض المجاورة قد سمعوا صوتاً يستغيث وعندما انتبهوا توقف الصوت فجأة ... لقد هرعوا نحو النافذة التي سمعوا منها الصوت"

ابتلع (آدم) لعابه بصعوبة شديدة وأعصابه كلها كانت تحترق وكل خلجة من خلجاته كانت فريسة لنظرات الجد التي تلتقط كل شاردة وواردة وهو يقول باتهام واضح

_"والتي بالمناسبة إحدى غرف جناح الخدم القديم، أنت تذكره، صحيح؟"

ارتجفت شفتاه بوضوح وهو يشيح بعينيه وقد أدرك أن جده في أي لحظة سيحصل على اعترافاته كاملة .. يجب أن يذهب في الحال ... يجب أن يتحجج بأي شيء .. لا يستطيع أن يواجه جده .. ليس وضميره لا يتوقف عن وخزه منذ تركها وحدها هناك وقلبه يلومه دون رحمة ويخبره دون توقف أنها ليست بخير هناك، يتوسله أن يذهب إليها .. جده لن يرحمه لو عرف بما فعله .. لن يحتمل أن ينظر له جده باحتقار ... رباه .. ماذا سيفعل به لو عرف ما فعله بامرأة مهما كانت تلك المرأة ومهما ارتكبت بحقه .. تبقى امرأة .. رباه .. ليست أي امرأة .. إنها زوجته .. زوجته .. ترددت الكلمة بقلبه بصدى مرعب وكل شيء انقلب في عقله رأساً على عقب وهو يسمع جده يكمل

_"لقد اتجه الرجلان نحو مصدر الاستغاثة .. يقسمان أنه كان صوت امرأة تستغيث للنجدة، لكنّهما لم يجدا أحداً عندما وصلا نحو الغرفة .. لقد ناديا بأعلى صوتهما ولم يرد أحد ... قالا أنهما ناديا كثيراً وعادا في وقتٍ لاحق لكنهما لم يحصلا على أي رد فاعتبرا أنهما توهما الأمر"

وقع قلبه في قدميه والكلمات تصفعه دون رحمة واتسعت عيناه بارتياع وهو يجد مخاوفه تتحقق ... لماذا لم ترد .. لقد كانت فرصتها ليعثروا عليها وينجدوها .. لم تكن لتضيع هذه الفرصة .. لا .. بالتأكيد لم تكن لتهتم بسمعته أمام الناس .. لم تكن لتترك الفرصة لتنتقم منه وتتهمه باختطافها وتلقي به خلف القضبان ... لا .. لا بد أن ما حدث شيءٌ آخر .. هي ليست بخير .. ليست بخير أبداً .. قلبه لم يكذبه .. لم يدر أن وجهه كان شاحباً كالموتى أمام جده الذي ناده بقلق ليفيق منتفضاً كأنما يستفيق من كابوس

_"(آدم) .. هل أنت بخير بني؟"

ليس بخير .. هو ليس بخير ولن يكون حتى يطمئن عليها .. بدا كما لو أن ستاراً أسوداً انزاح من أمام عينيه ليتضح كل شيء فجأة والحقيقة التي أنكرها طويلاً تصفعه بقوة ... لا زال يحبها .. (جاك) كان محقاً .. هو لا زال يعشقها .. قلبه الذي يرتعد رعباً الآن يخبره .. هو لا زال يعشقها رغم طعنتها له .. رغم رغبته اللعينة في الانتقام منها .. رغم كل شيء .. رباه ماذا فعل .. ما الذي فعله؟ .. هز رأسه رفضاً وتنفس بقوة وهو يندفع مغادراً بسرعة كبيرة دون أن ينتبه لنداء جده الذي تابع انصرافه بقلق شديد ليدرك أن الأمر بالفعل أخطر مما كان يظن ... (آدم) ليس بخير أبداً ويخفي سراً خطيراً قد يحطم حياته تماماً وهو لن يسمح له بفعل ذلك أبداً.. لن يتركه يتخبط طويلاً مدعياً أنه يستطيع الاهتمام بشؤونه .. عندما يعود سيجبره على الاعتراف بكل شيء.
************************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 05:13 AM   #225

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادرت (شاهي) المول التجاري الكبير بعد جولة تسوق سريعة، إحدى المرات النادرة التي يسمح لها فيها ذلك الوغد زوجها بالتجول بمفردها بحرية وبدون حراسة مزعجة في كل مرة يسمح لها بالخروج ليتأكد من أنها لن تحاول الهرب .. كأنها ستحاول مجدداً .. تباً .. لقد تعلمت درسها جيداً .. هي لن تهرب .. لقد قررت المواجهة، يكفيها كل هذه السنوات التي ضاعت من عمرها ... صحيح أنها ستلجأ للخديعة لتتخلص منه، لكن ليس بيدها سلاح غيره .. هو يحاول أن يلف الحبل حول عنق (منذر) ويزيحه عن الطريق، لكنّها ستتأكد من أن ذلك الحبل سيلتف حول عنقه هو ... تتمنى لو أنها كانت تملك الجرأة لتذبحه بيدها .. لا بأس .. فلتبقي يديها نظيفتين وتحتمله قليلاً من الوقت حتى تتحرر منه تماماً .. تنهدت بحرارة وعقلها يشرد في منحى آخر .. تستعيد مقابلتها الأخيرة مع (منذر) .. ذلك الشيطان الغامض .. زيارتها لمكتبه أثارت فيها الكثير من الخوف والتردد نحو ما هي مقبلة عليه .. نظراته لها وهي تدلف لمكتبه جعلت قلبها يرتعد بين ضلوعها وهو يخبرها أنها ترتكب خطأً فادحاً وأن ذلك الرجل لن يكون سهلاً أبداً خداعه .. نظراته التي اخترقتها جعلتها تشك أنه قرأ نواياها منذ خطت لغرفة مكتبه .. قاومت خوفها وهي ترسم ابتسامة فانتة على شفتيها وهي تقترب منه وألقت بكفها الناعمة في كفه التي امتدت لمصافحتها، لترتجف ابتسامتها الواثقة عندما رفع كفها لشفتيه وطبع قبلة طويلة عليها وهو ينظر في عينيها بعينين غامضتين لامعتين بعبث وارتجف قلبها أكثر وقاومت حتى لا تشد يدها فزعاً وتدور على أعقابها وتهرب ... انتظرت حتى رفع رأسه وابتسم مرحباً بها ومتسائلاً عن سبب تشريفها بزيارته ... أخذت نفساً تبحث داخلها عن بعض الثقة وذكرت نفسها بخطتها ورسمت أمام عينيها خلاصها من زوجها لتعود وترفع رأسها بثقة وابتسامتها تعود لشفتيها وتحركت بأنوثة متعمدة أمام عينيه لتجلس فوق المقعد القريب من مكتبه ورفعت ساقاً فوق أخرى لترتفع تنورتها قليلاً وتكشف عن ساقين ناعمتين وقاومت رجفة خوف جديدة مع نظراته المستكشفة وهي تقول
_"لقد أتيت لأعتذر عن سوء الفهم الذي حدث تلك الليلة سيد (منذر)"
أجابها وهو يتحرك ليجلس مقابلها
_"أي سوء فهم سيدة (شاهي)؟! ... لا أتذكر أنه حدث أي سوء فهم بيننا"
حركت كتفها بدلال قد يبدو غير متعمداً وهي تقول
_"لقد أسأت فهمي سيد (منذر) واعتقدت أنني غير سعيدة بوجودك بحفلنا .. في الواقع أنا فقط كنت أمر بحالة نفسية سيئة ذلك اليوم ولم أتعمد أبداً أن أوحي لك بهذا الشعور .. لكن أعتذر على أي حال"
مال نحوها قليلاً ونظر في عينيها لحظات بتفحص قبل أن يتراجع ليستند لظهر مقعده
_"وأنا لست مستاءاً أبداً عزيزتي .. حقيقةً أنا ممتن لسوء الفهم هذا، فبسببه تشرفت بزيارتكِ لمكتبي المتواضع"
أدارت عينيها في المكتب الفخم وابتسمت داخلها بتهكم قبل أن تقول وهي ترسم أكثر ابتسامتها سحراً
_"في الواقع أنا هنا لسبب آخر سيد (منذر) ... أنا أتيت لأدعوك للغداء في منزلنا غداً كاعتذار مني وأيضاً لأشكرك على دعمك لزوجي والذي لولاه لما كنا حصلنا على تلك الصفقة الرائعة"
فتح فمه لينطق لولا أن أسرعت تقاطعه وهي تضع كفها فوق كفه وتحرك أصابعها تلامسه برقة وهي تقول برجاء من الصعب أن يصدق أنه مفتعل
_"أرجوك ... لا ترفض .. لقد وعدت (مختار) أنك ستوافق على الغداء معنا .. رجاءاً لا تردني خائبةً، اتفقنا؟!"
ابتسم بطريقة مثيرة تدير رأس أي امرأة ووضع كفه الآخر يحتجز يدها بين كفيه وهو يقول

_"إن ترجتني فاتنة مثلك سيدة (شاهي)، كيف يمكنني أن أرفض؟"
_"آه .. شكراً لك كثيراً سيد (منذر)"
رفع يدها يقبلها مجدداً وهو يهمس
_"لا تشكريني عزيزتي .. يشرفني بالطبع أن ألبي دعوتكِ، لكن اعذريني لن أستطيع غداً .. لديّ الكثير من الأعمال هذا الأسبوع .. يمكنني أن أتفرغ في نهاية الأسبوع لزيارتكما بالتأكيد"
تحكمت في نفسها بصعوبة حتى لا تظهر خيبة الأمل على وجهها، وابتسمت برقة وهي تقول
_"بالطبع لا بأس .. أعرف أنك كثير الأشغال سيد (منذر) ويسعدني أن تجد لنا القليل من الوقت وسط جدول أعمالك المزدحم"
وسحبت يدها من كفه ببطء ونهضت برقة من مكانها وهي تقول
_"اسمح لي بالانصراف إذن، لقد أخذت الكثير من وقتك"
نهض مبتسماً وصافحها مودعاً وقال وهو يتحرك معها
_"وقتي كله تحت أمركِ عزيزتي"
انتفض جسدها بخفوت عندما شعرت بيده خلف ظهرها وهو يرافقها حتى الباب وفتحه لها لتلتفت نحوه مرة أخيرة ندمت عليها عندما وجدت نفسها قريبة من وجهه كثيراً، لتتوقف أنفاسها وهي تحدق في عينيه ولم تدر أن قلقها وخوفها كله ارتسم في عينيها وهو رأى كل شيء ليبتسم لها بغموض ومال ليهمس في أذنها مثيراً قشعريرة في جسدها
_"أنا متشوق من الآن لرؤيتكِ مجدداً ..أقصد .. متشوق لتناول الغداء في منزلكما سيدة (شاهي)"
هزت رأسها بشرود ليقول
_"لا تنسي أن تبلغي تحياتي للسيد (مختار)"
زفرت بحرارة وهي تعود للواقع وهزت رأسها بقوة، بينما تتجه نحو سيارتها ويداها مشغولتان بحقائب مشترياتها وفتحت الباب لتلقيها داخلها بعنف وتغلق الباب بعنف أكبر وهي تشتم نفسها داخلها واستندت لباب سيارتها وتطلعت أمامها بعينين غائمتين قبل أن تغرس أصابع كفيها في خصلاتها بقوة وهي تتنهد بقوة وهمست لنفسها
_"أنتِ حمقاء يا (شاهي) .. حمقاء وتلعبين بالنار وأنتِ تدركين أنها ستحرقكِ حتماً"
لكن هل تملك خياراً آخراً .. في كل الأحوال هي ستحترق، فلتختر إذن في أي نار ستحترق وبإرادتها .. فتحت باب سيارتها وألقت بنفسها خلف مقعد القيادة وهي تهمس من جديد
_"إما أن تحترقي في نار (منذر صفوان) أو تتعفني في سجنكِ اللعين وتتحملي ما يفعله بكِ ذلك القذر ... لا أظن على أي حال أنكِ تفضلين الخيار الأخير يا (شاهي) هانم"
قادت سيارتها بسرعة بطيئة نسبياً كأنما تؤجل عودتها لذلك السجن الخانق الذي تحيا به وصدرها كان يختنق أكثر كلما كانت تشعر باقترابها، عضت على شفتها وهي تضغط على الفرامل توقف السيارة مع رؤيتها لإشارة المرور وتنهدت بحرارة وهي تعيد رأسها لمسند المقعد وهي تنظر بشرود عبر نافذتها تتأمل الطريق في الخارج وتنهدت بتعب وهي تكاد تغمض عينيها إرهاقاً .. كانت تتطلع بشرود للخارج حين توقفت إحدى السيارات بجانبها في انتظار الإشارة ونظرت لركابها بعينين شاردتين قبل أن تشيح بوجهها وتنظر للأمام ... عقلها حلل الصورة التي مرت عبر عينيها في لحظة واحدة ليرسل الإشارات لقلبها الذي توقف عن النبض وعيناها تتسعان بينما تدير رأسها بسرعة نحو السيارة التي انشغل سائقها في حديث على الهاتف ورأته يدير وجهه نحو الفتاة التي تحتل المقعد المجاور له ويبتسم وهو مستمر في حديثه .. قلبها عاد للنبض بصخب وعيناها المتسعتان تعلقتا بوجهه وبابتسامته .. لا .. ليس هو .. حتماً ليس هو .. ليس بعد كل هذه السنوات .. ليس هو .. شعرت برؤيتها تتشوش وأنفاسها تحركت بصدرها بصعوبة شديدة .. همست اسمه بوجع شديد وصورته تعيد لرأسها آلاف الذكريات التي ظنتها ماتت ودُفنت في أعماقها قبل سنوات .. رأته يهز رأسه متنهداً وهو ينظر للفتاة التي غرقت في النوم ومالت رأسها بطريقة غير مريحة ليمد يده ويعدل من وضع رأسها برفق شديد وعيناه تأملتها لبرهة قبل أن ينظر للأمام ويعيد تشغيل السيارة وينطلق دون أن تنتبه هي إلى أن الطريق قد فُتح ... هل هذه زوجته؟! .. لابد أنها هي .. لقد تابع حياته من بعدها بالفعل .. هي أيضاً تابعت حياتها .. وتجاوزت حبها له .. لقد مات حبه في قلبها .. لكن لماذا إذن .. لماذا تشعر بقلبها يكاد يتفتت لمجرد رؤيتها له من جديد؟ .. لماذا تشعر أن صدرها خلى تماماً من انفاسها وأنها ستموت؟ .. انتفضت بعنف على صوت أبواق السيارات التي ارتفعت خلفها بانزعاج تنبهها إلى أنها تتوقف بمنتصف الطريق، لتنتبه لحظتها أن دموعها كانت تسيل على خدها دون أن تدرك .. بيدين مرتجفتين أعادت تشغيل السيارة وانطلقت في طريقها وهي لا تستطيع التحكم في ارتجافها ودموعها بينما ذكريات حبها القديم تعود حية لتحتل كامل خلايا عقلها وتفكيرها.
*******************
وضع (فهد) آخر قطعة من ملابسه بحقيبة سفره وقبل أن يغلقها توقف لحظة ونظر لإطار الصور الموضوع بجانب فراشه وتنهد بحرقة وهو ينظر لصورتهما معاً وابتسم بوجع وهو يتحرك ليلتقط الصورة وألقى بجسده على حافة الفراش وهو يرفع الصورة أمام عينيه هامساً بألم
_"صار بيننا حاجزاً مستحيلاً (همستي) .. ليس باستطاعتي عبوره ولا يحق لي أن أطالب بكِ لو صح كل ما قاله .. لقد انتهى كل شيء قبل أن يبدأ وخسرتكِ للأبد ... لقد أضعتكِ من يدي .. صار حبنا مستحيلاً حبيبتي"
رفع الصورة ليقبل وجهها وهو يغمض عينيه بألم شديد
_"ليته يكون كاذباً حبيبتي .. ليت كل هذا يكون كابوساً واستيقظ لأجدكِ جواري .. ليتني لم أكن ابن (شوكت سليمان)"
مسح دمعة كادت تطرف من عينه وتنفس بقوة وهو ينظر لها مرة أخيرة ليضع بعدها الصورة في حقيبته برفق ويضع معها رسالتها قبل أن يغلقها بإحكام ويحملها ليغادر غرفته .. تحرك نحو الصالة ليتوقف بقرب (عماد) الذي كان يجلس فوق الأريكة دافناً رأسه بين كفيه وما أن شعر بوجوده حتى رفع إليه وجهاً شاحباً بعينين احمرتا من الإرهاق والانفعال .. منذ رمى في وجهه القنبلة التي فجرها (هشام رضوان) قبل ساعات وهو لا زال على نفس الحالة .. لا زال يرفض أن يصدق الأمر .. لا زال مصراً على أن (هشام) يكذب وأن (همسة) أخته مهما قال هو أو (سامر) الأحمق .. هو يعرف أين سيعثر على الحقيقة كلها .. سيعرف كيف ينتزع الحقيقة من والده .. رغم وضعه الصحي هو لن يرفق به لو لزم الأمر .. لم يعاني بسببه طيلة عمره ليأتي الآن ويدفع ثمن جرائمه ويخسر بسببه الفتاة الوحيدة التي أحبها في حياته .. انتبه لصوت (عماد) المرهق
_"هل ستسافر الآن؟"
_"لا أستطيع الانتظار أكثر .. يجب أن أقابل أبي بأسرع وقت"
تنهد (عماد) بقوة وهو يقول
_"ألا زلت مصراً على تصديق ذلك الهراء؟!"
رمقه بخواء وهو يقول
_"هذا شأني (عماد) .. إن لم ترد أن تصدق هذا شأنك أنت، أنا لن أغمض عينيّ الآن وأترك أحدهم يوجهني كالأعمى ... أنا سأبحث عن الحقيقة بنفسي"
اهتزت نظرات (عماد) وهو يتذكر كلمات عمه وسمع (فهد) يردد
_"كما أخبرتك (عماد) .. حاول أنت أيضاً أن تفعل .. الشكوك التي داخلك ابحث جيداً وتأكد منها .. ربما استطعنا انقاذ ما يمكن انقاذه ولربما نجدنا أنفسنا قبل فوات الأوان"
أطرق دون رد لييتسم (فهد) بأسى وتأمله لحظة قبل أن يهمس دون أن يقاوم رغبة أخيرة لقلبه
_"هل هي بخير حقاً؟"
رفع رأسه ينظر في عمق عينيه وابتسم بسخرية .. كم كان أعمى .. أو ربما (فهد) هو من كان يجيد إخفاء مشاعره حتى عن نفسه هو .. وها هو بعد فوات الأوان يسمح لمشاعره أن تتحرر .. من كان يظن أن (فهد) واقع في حب (هسمة) وبهذا الجنون الذي رآه وهو يواجهه معترفاً بمشاعره بل وصل الأمر إلى أنه أخبره أنه كان ينوي الهرب بها بعيداً عن كل شيء .. انتبه لصوت (فهد) القلق يتوسله أن يريح قلبه
_"لماذا لا ترد (عماد)؟ ... أنت متأكد أنها في أمان؟"
_هي بخير (فهد) وفي أمان تام .. (سامر) لا يستطيع الوصول لها .. اطمئن"
تنهد بحرارة قبل أن يهز رأسه والتقط الحقيبة ليتحرك مغادراً وسأله قبل أن يغادر
_"هل قررت ماذا ستفعل معها؟"
_"لا شيء .. ستظل تحت حمايتي حتى ينتهي كل شيء ونسافر للمنزل معاً"
هز رأسه بيأس وقال
_"لا اعتقد أن (همسة) ستعود معك بعد كل ما عرفته"
هتف بحنق
_"ستسافر معي رغماً عنها .. هي أختي ومكانها معي ولن أسمح بكلمة زائدة في هذا الأمر"
وضع الحقيبة واقترب ليحتضنه بقوة وقال برجاء
_"أرجوك .. اهتم بها (عماد) ... لا تقسو عليها وحاول أن تتفهم مشاعرها .. هي في صدمة الآن .. كما أنها سترغب في التأكد من نسبها قبل أن تقرر إن كانت ستعود معك أم تبقى لتبحث عن أسرتها الحقيقية"
شعر بتشنج جسد (عماد) فربت على ظهره بقوة متابعاً بتوسل
_"أرجوك يا أخي .. لا تجعلها تتأذى .. احميها من أجلي أرجوك"
خفق قلب (عماد) وهو يسمع (فهد) يتوسل لأول مرة في حياته وصوته المغمور باليأس والألم طعنه بقسوة فاحتضنه بقوة وهو يقول بتأكيد
_"سأفعل .. وسترى قريباً سأعود بها وستتأكد أن كل ما سمعته كان وهماً"
وضرب بقبضته على قلب (فهد) من الخلف وهو يكمل بيقين
_"لا تخف .. (همسة) ستظل جزءاً من عائلتنا للأبد .. أعدك بهذا"
*********************
انتهى الفصل التاسع
إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 06:37 AM   #226

حنان الرزقي

? العضوٌ??? » 315226
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 755
?  نُقآطِيْ » حنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حنان الرزقي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 03:08 PM   #227

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل طويل جميل
ايف وادم وذكرياتهما وحبهما لذى لا زال مستمرا
ايف هل هى بخير
ادم ادرك بعد فوات الاوان بانه لا زال يحب ايف وهرع اليها
فهد وبحثه عن الحقيقة
سلمتى يا مايلو
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 03:09 PM   #228

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 6 والزوار 2)
‏قمر الليالى44, ‏رنوشة82, ‏ام عبدالسميع, ‏business student, ‏وﻻء نادر, ‏loulouys


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 04:59 PM   #229

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميييييل يا جميله

ادم و ايفا و التخبط بين الانتقام او الحب

هي تريد الانتقام لعائلتها

و هو يريد الانتقام منها

كيف خانة أيفا أدم ؟

سيلين واضح انها ذهبت وراءه لبلده و علمت بزواجه
أو ما هي خيانته بالظبط ؟؟؟

يا ظالمه الأن البنت لها اسبوعين مريضه و كمان بتزوديها اسبوع

مرررره كان ودي اشوف أدم و هو يشوفها مريضه

شوكت سليمان و اليزيدي خطفوا همسه
و شردوا سيلين

حسبي الله فيهم

شاهي مين حبيبها نحنا نعرفها او باقي ما ظهر للان

ننتظر و نشوف ..

يسلموا ياااا قمرررر فصل رائع


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 05:22 PM   #230

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 7 والزوار 4)

‏موضى و راكان, ‏شاكرة, ‏ريما الشريف, ‏samam1, ‏ام عبدالسميع, ‏هازان محمد, ‏الياسمين






شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فصل ممتع



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.