آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree895Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-18, 05:22 PM   #231

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي


ياقلبي عليه لسديم وذكريات وحبه الضائع لادم انا انقهرت عليهم هنن الاتنين واحد عم يتخبط بمشاعره ووحده ضايعه بالالم 😭😭😭😭😭😭😭😭 وااضح انو سوء فهم كبير حصل بس ياترى مين سببو 🤔🤔🤔🤔🤨🤨🤨 جد ادم وحكمه ومعه حق بكل كلمه ادم واكتشافه انو هو لساته بيحبه لايفا يارب يلحقه لايفا كتير انقهرت عليه وهي تتمنى انو التقت فيه قبل كده قبل لاتخلتط بكل هالذنب 💔💔💔💔💔 شاهي ياشاهي عم تلعبي بالنار وانتي مش قده يعني اذا ماقدرتي ع مختار تقدري ع منذر وياترى مين هذا حبيبه لايكون مراد 🤔🤔🤨 انجي وماريا ياهيك الصداقه ولا بلاش ياعمري عليهم فهد ياوجعي عليه وع همسه ولسه لما يكتشف قذارة ابوه وخعمته والكل والخدعه والكبيره الي عاشو فيه حتى عماد

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-18, 10:01 PM   #232

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل دسم وطويل تسلم ايدك ياعسل 😘😘

ادم وايفا حب وذكريات وانتقام ياترى كيف ايفا خانت ادم
ربا شو وصيتها لادم ولي صعب ينفذها
ادم بعدو بحب ايفا وحس انها تعبانه هل ممكن يظل مصمم عالانتقام
شاهي لها ماضي وحب تخلت عنه مين ياترى🤔مختار حقير واطي
منذر حاسه مو صعب زي مافهمت وراه حكايا سوف نكتشفها بالفصول الجايه
انجي شو بتوجع قلبي اهلها كانو ضحيه شو مصيرها هلا


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 03:06 PM   #233

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

أنا هفضل ساكته 😒مش فاهمه ايه ايلي عملته يم لادن عشان يعمل فيها كده
يا بنتي هيه سديم ديه مرات ابو حد عزيز عليك 😂😂😂بتعذبي في امها يعني
الجد ده حكيم بس فاتت منه أنه يراعي ربا ويفكر كويس ازاي هتكون حالتها مع ادم هوه اتصرف علي أساس المصلحه معتقد أن هتكون ليهم الاتنين لكن هوه كان لازم يشوف ادم الاول ويتاكد أن ايلي بيفكر فيه هيحصل


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 04:52 PM   #234

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء السعادة
💃💃💃💃 و دة رد فعلي بعد ما جدو قفش ادم و معرفته دي اجبرته يجري جري لايف او سيلين او ام عباس
واضح ان العلاقة بينهم كان فيها طرف تالت خلت ايف اتاكدت من هيانة ادم و عرفت ادم حقيقة ايف
اوباااااا بقى انجليكا كلعت بنت الراجل اللي مات و بيدوروا عليها استر يارب
💃💃💃💃 و ده رد فعلي تاني لما عرفت ان عماد عارف مكان همسة و بيحميها من القذر سامر و ناوي يرجعها دبس كلام فهد صح لازم يتاكدوا من الحقيقة و هي مين و بنت مين و ازاي وصلت ليهم
حقايق كتير لسه مخفية ياترى هنعرفها امتى 🤔🤔🤔


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 06:59 PM   #235

سمر العز

? العضوٌ??? » 107923
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 391
?  نُقآطِيْ » سمر العز is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

سمر العز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 01:08 AM   #236

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعاً

إن شاء الله تكونوا بكل خير وسلام
هبدأ تنزيل الفصل العاشر .. يا رب يعجبكم كلكم

هنزل الفصل وإن شاء الله أبدأ رد على تعليقاتكم الحميلة

قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 01:13 AM   #237

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
وَرَحلْتِ عنِّي

وأخذتِ كلَ العمرِ مني

لكنْ برغم رحيل وجهكِ يا حياتي

فاطمئني

من بعدِ حبكِ

كلُ حبٍ

ليس أكثر من

صدى لحنٍ
"عبد العزيز جويدة"
*************
ألقت (سؤدد) فرشاة شعرها على طاولة المرآة بعد أن انتهت من تصفيف شعرها شبه المبتل وتنهدت وهي تنظر لصورتها قبل أن تنهض وتتجه إلى فراشها لتتمدد بتعب وقد اختلت بنفسها أخيراً لتسمح لجسدها أن يعبر عن إرهاقه بحرية بعد أن انتهى ترحيب عائلتها بعودتها من سفرها، ليتركوها بعدها تذهب لغرفتها لتحصل على حمام دافيء يخلصها من آثار السفر وبعض الراحة علّها تستعيد نشاطها للغد .. تنهدت وهي تغمض عينيها .. سيكون عليها غداً الحديث مع (وتين) التي تعرف أنها قلقة للغاية وكانت تنتظرها بفارغ الصبر لتعود وتطمئنها على خطتها هي و(آدم) وكيف سيتعاملان مع (منذر) .. زفرت بحرارة .. تعرف أن (وتين) ستظل قلقة مهما أخبرتها وأقسمت لها أن كل شيء يسير على ما يرام .. رباه لو عرفت حقيقة ما تخطط له لن تهدأ حتى تجعلها تقسم ألا تفعل أي شيء وبالتأكيد ستخبر جدها والذي حتماً سيمنعها من مغادرة القصر حتى ولو مع حراسة مشددة .. زفرت بحنق .. يكفيها ذلك الحارس المستفز الذي يضغط على أعصابها محاولاً دفعها لتتخلى عن حربها .. تباً له .. لقد كانت تنوي التخلص منه ما أن يعودا من السفر، لكنّها الآن بعد أن أثار شكوكها هي مضطرة لإبقائه جانبها حتى تصل إلى كل ما يخفيه .. قطبت وهي تتحرك بضيق في السرير ونامت على جنبها وشفتاها تتمتمان بتذمر بينما صورته الأخيرة تمثل أمام عينيها وعاودها الفضول لتعرف من اتصل به فجأة وهما في طريقهما للقصر .. ما الذي قلب حاله وجعله يقود السيارة بسرعة جنونية ليصل القصر في وقت قياسي ليودعها بكلمات جافة ويغادر بعدها بسرعة الصاروخ دون أن تجد الفرصة لتنطق بكلمة .. ما الذي أصابه وما الخبر المهم الذي جعله بغادر بهذه الطريقة كما لو كان في طريقه لمنع مصيبة ما .. عادت تزفر وهي تتحرك من جديد لتنام على ظهرها وتطلعت للسقف وهي تتذكر مواجهتهما في فرنسا وعاد صدرها لينقبض بضيق كما فعل وقتها ... ما الذي ضايقها لهذا الحد؟ .. هو لا يعنيها بشيء وقريباً ستتخلص منه .. ماذا يهمها إن كان لديه حبيبة غامضة؟ .. هذا لا يخصها إطلاقاً .. وحتماً حلمها الأحمق به هو و(عماد) لا يعني أي شيء .. رباه لقد جُنت حتماً، لكنّها لا تستطيع طرد ما حدث من رأسها .. تحركت من جديد بنزق قبل أن تزفر بحدة وهي تعتدل في فراشها بعنف وهتفت
_"اللعنة عليك .. لماذا لا تغادر رأسي أيها المزعج؟"
نهضت من الفراش وتحركت بعصبية وهي تحاول عبثاً طرد خياله من عقلها ... لا تستطيع التوقف عن استعادة ما حدث في فرنسا منذ استيقظت من جديد بعد نومٍ لم تعرف كيف انزلقت إليه وهي مستغرقة في التفكير بينما تنظر لتلك السلسلة كأنما ستنطق وتعترف من صاحبها .. كانت تتوعده داخلها وشكوكها كلها تتجه نحوه .. هل سيجرؤ على دخول غرفتها؟ .. عادت لعقلها تلك المرة أيضاً في الفندق عندما استيقظت لتجد الشرفة مفتوحة وقتها شكت أنها قد أغلقتها بالفعل، لكنّها الليلة كانت متأكدة أنها قد أغلقتها قبل أن تنام .. غرفته تقع بجوار غرفتها وفي الفندق أيضاً كانت الشرفتان متلاصقتان وذلك اليوم فاجأها بوجوده في شرفته في الصباح الباكر .. هل كان بغرفتها فعلاً ولهذا السبب حلمت به؟ ... شتمته بحنق وهي تتوعده من جديد .. ستتأكد من الأمر ولن ترحمه إن ثبت أنه فعلاً تسلل لغرفتها وهي نائمة .. أسرعت تنهض من الفراش لتستعد وخلال دقائق كانت تغادر الغرفة ونزلت السلالم الأثرية مسرعة وهي تتجه إلى غرفة الطعام الكبيرة حيث أخبرتها السيدة (مادلين) أنه و(جاك) ينتظرانها ... توجهت نحو الغرفة وقبل أن تطرق الباب الموارب لمحتهما يجلسان على إحدى الأرائك بالغرفة يتناقشان بجدية وبصوت منخفض لتقطب بشك .. هل يحاول إقناعه أن يضللها حتى تفشل خطتها؟ .. بالتأكيد .. هو سيفعل أي شيء ليمنعها من تنفيذ مخططها .. طرقت الباب ودخلت بسرعة ليتوقفا عن الحديث لتزداد شكاً .. رمقت حارسها بنظرة قاتلة جعلته يرفع حاجبيه باستغراب قبل أن يبتسم بسخرية انمحت تماماً عندما وقف (جاك) واتجه إليها مبتسماً ولم تنتبه في غمرة تركيزها مع (مراد) إلى أنه قد التقط كفها ورفعها لشفتيه مقبلاً لتتسع عيناها وقبل أن تحاول سحب يدها كان (مراد) قد نهض بعنف من مكانه واتجه نحوهما وهو يقول بضيق
_"لقد استيقظتِ أخيراً .. ظننت أننا لن نغادر اليوم"
ترك (جاك) يدها وهو يبتسم بعبث وتحرك نحو طاولة الطعام وتركهما واقفين يتبادلان النظرات الحارقة وقبل أن تتشاجر معه دخلت السيدة (مادلين) تتبعها خادمتان تحملان الطعام فعضت على شفتها وهي ترميه بنظرة أخيرة وتتجه نحو الطاولة وقبل أن تجلس نظرت نحوه بحاجبين مقطبين ويدها داخل جيب سترتها ونظرت بعدها للسيدة (مادلين) وأخذت نفساً عميقاً لتتوجه نحوها وقالت بابتسامة رقيقة وهي تخرج يدها التي تحمل السلسلة وقالت
_"سيدة (مادلين) ... لقد عثرت على هذه السلسلة واقعة على أرض الغرفة التي نمت بها .. هل تعرفين لمن هي؟"
قطبت السيدة وهي تلتقط السلسلة وتتأملها بتدقيق وهزت رأسها قائلة
_"ربما تكون لإحدى الفتيات وسقطت منها أثناء تنظيف الغرفة"
والتفتت للفتاة المتبقية بالغرفة والتي كانت على وشك المغادرة للمطبخ ونادتها لتقترب وقالت وهي تعطيها السلسلة
_"هل هذه لكِ عزيزتي؟"
هزت رأسها نفياً لتقول السيدة
_"حسناً .. اسألي بقية الفتيات إن كانت إحداهن فقدت سلسلتها وأعطيها لها"
هزت رأسها وانحنت باحترام وتحركت لتغادر الغرفة تتبعها عينا (سؤدد) التي كانت قبلها تحاول أن ترصد رد فعل (مراد) منذ أخرجت السلسلة ولكنّه كان هادئاً تماماً ... كادت تلتفت لتجلس للمائدة عندما شهقت الفتاة فجأة حين تعثرت فجأة وهي تمر جوار (مراد) والذي بحركة رشيقة أحاط خصرها بذراعه وشدها نحوه قبل أن تقع .. انفرجت شفتا (سؤدد) بشهقة مكتومة وهي تنظر للمشهد أمامها وقبضت على كفها وهي تنظر لذراعه المحيطة بخصر الفتاة التي احمر وجهها بشدة وعيناها تنظران لمنقذها لتكز (سؤدد) على أسنانها بحنق ازداد مع رؤيتها لابتسامته المثيرة التي جعلت الفتاة تحترق خجلاً بالدرجة التي احترق بها دم (سؤدد) وقبل أن تنفجر كان قد ابتعد عن الفتاة وذراعه حررتها ببطء شديد وهو مستمر في ابتسامته السخيفة .. تحركت هي لتجلس بعنف على مقعدها تحت أنظار (جاك) المتسلية التي نقلها بينهما .. رفعت عينيها نحو حارسها الذي ترك الفتاة تغادر وعاد ليجلس مقابلها كأنه لم يفعل شيئاً .. رفعت عينيها اللتين ارتسم الغضب داخلهما مجسداً ليبتسم لها ببراءة شديدة زادت من احتراق أعصابها وتابعت هي تناول طعامها في صمت بينما تابع هو و(جاك) حديثاً لم تلتقط منه حرفاً وعقلها لا يتوقف عن تكرير المشهد .. تنفست بقوة وهي تعد الدقائق حتى ينتهي الإفطار ولم يكد (مراد) يستأذن بعد مغادرتهم للمائدة ليجري اتصالاً هاماً حتى كانت هي تعتذر من مضيفهما وتبعته للخارج بهدوء ... راقبته من بعيد وهو يتحدث على الهاتف للحظات بإحدى الشرفات قبل أن يغلق الهاتف ليتطلع أمامه لبرهة قبل أن يستند للحائط وعيناه حملتا مسحة من الحزن والأسى بطريقة جعلت قلبها ينقبض بألم شديد ولم يلبث أن اختفى شعور المواساة تماماً وهي تلمحه يخرج يده من جيبه ومن مكانها لمحت جزءاً من السلسلة التي كانت قبل دقائق قليلة مع الخادمة .. اتسعت عيناها وهي تستوعب ما فعله قبل قليل وتحركت في اتجاهه والشياطين تتعارك أمام وجهها لتتوقف فجأة وخفق قلبها وهي تراه يرفع كفه التي تحمل السلسلة وأغمض عينيه وهو يقبلها بحب شديد جعل أنفاسها تحتبس في صدرها .. وضعت كفها على قلبها وشعور لم تعرف ماهيته لكنّه أخافها بشدة فهزت رأسها بقوة تستعيد تركيزها ولم تسمح لنفسها بمزيد من الانزلاق لذلك المجهول المرعب وتحركت بخطوات مسموعة في اتجاهه ولمحته يعتدل بسرعة ويده انقبضت تخفي السلسلة بينما يرمقها بنظرات لا تعبر عما يدور داخله .. نظرات هادئة باردة كواجهته التي استقبلها بها ليسألها بهدوء وهو ينظر في ساعته
_"متى سنغادر؟ .. أعتقد أن الوقت بالكاد يسمح لنا أن نعود للفندق ونجلب حقائبنا لنلحق بموعد طائرتنا"
قالها وهو يتحرك متجاوزاً إياها، لكنّه لم يكن قد يتجاوزها بخطوة واحدة حتى قالت ببرود
_"(مراد) .. لماذا دخلت غرفتي أثناء نومي؟"
لم ينطق بحرف لتتنفس بقوة ودارت لتواجهه بصرامة وهي تكمل
_"أعرف أنك تسللت لغرفتي ليلاً وربما لا تكون أول مرة .. هل أجد لديك تفسير مقنع لتصرفك الوقح؟"
بادلها النظر للحظات في صمت ملغم قبل أن يقول بهدوء
_"كنت أؤدي واجبي آنسة (سؤدد)"
تراجعت في حدة وقد فاجأتها إجابته
_"واجبك؟!"
وانفجرت بحدة تهتف
_"واجبك؟! ... هل واجبك أن تتسلل لغرفتي أثناء نومي؟ .. ألا تجد أنك تجاوزت حدودك كثيراً سيد (مراد) .. بحق الله .. هل يشمل عقد عملك أن تحرسني أثناء نومي؟"
رمقها بنظرة طويلة جعلتها تتململ بعدم ارتياح قبل أن يقول
_"لو فكرتِ قليلاً فستجدين أن واحدة بمثل تهوركِ وعنادكِ تحتاج للحماية حتى أثناء نومها"
شهقت بخفوت وهي تهتف
_"ما .. ما الذي تهرف به يا هذا؟"
ورفعت إصبعها في وجهه وهتفت
_"ثم هذا لم يجب على سؤالي .. لماذا تسللت لغرفة نومي؟"
كتف ذراعيه قائلاً ببرود
_"كما أخبرتكِ .. واجبي .. أعرف أنه خطأً مني، لكنني كنت في حاجة لأنك أتأكد أنكِ لا تخفين في جعبتكِ أي مفاجآت أخرى"
_"ماذا؟"
_"كما سمعتِ ... أعتذر ولكنني فتشت في أغراضكِ الشخصية"
هتفت بجنون
_"ماذا فعلت؟!"
هز كتفيه ببرود مستفز
_"أنا آسف حقاً، لكنكِ لم تتركي لي خياراً آخراً ... أنتِ مصرة على اقتحام الخطر وواجبي يحتم أن أحميكِ وأعيدكِ لعائلتكِ بسلام .. يمكنكِ أن تشتكيني لجدكِ لو أردتِ أو تطلبي منه طردي .. على الأقل سأكون متأكداً أنني قد أديت واجبي حتى النهاية"
رمقته للحظات بنظرات ثاقبة قبل أن تكتف ذراعيها ببرود مماثل وقالت
_"حسناً .. سأعتبر نفسي حمقاء لأصدق تبريرك الساذج"
واقتربت منه خطوة ومالت تهمس بتحذير صارم
_"لكن صدقني .. ما حدث لن يمر مرور الكرام سيد (مراد)"
بادلها النظر قبل أن يبتسم ويهز رأسه
_"حسناً آنسة (سؤدد) .. هل نذهب الآن؟"
قاطعت تحركه وهي تهتف
_"ليس بعد"
التفت لها بتساؤل لتقول
_"تلك السلسلة .. لمن؟"
لمحت رجفة بسيطة في عينيه وانقباض يده التي تخفي السلسلة وردد
_"السلسلة؟!"
_"نعم .. السلسلة التي وجدتها بغرفتي .. أعرف أنها سقطت منك أنت"
فاجأت نفسها قبل أن تفاجئه هو شخصياً حين اقتربت لتمسك قبضته بيدها وهي تقول
_"هذه السلسلة"
كانت تتحدث وهي تنظر لقبضته التي أرخاها مع لمستها واستسلم لأصابعها التي فتحت راحته وهي تتابع حديثها بينما تلامس السلسلة دون أن تنتبه أن يدها استقرت في راحته المفرودة
_"صدقني لم أر شخصاً بخفة يدك وسرعة بديهتك .. لقد سرقتها من الخادمة دون أن ينتبه لك أ .."
انقطعت كلماتها وهي ترفع عينيها إليه لتتسعا وهما تتعلقان بعينيه اللتين كانتا تنظران لها بطريقة غريبة .. لم تستطع أن تحيد بعينيها بعيداً وارتجف قلبها مع نظراته وما تقرأه داخلها وارتعشت كفها في يده التي انقبضت برفق تحتوي كفها .. لا تعرف كيف نسيت نفسها وكل مخاوفها من الرجال واقتربت منه ولمست يده بهذه الجرأة .. هي حتى لم تشعر بخوف نتيجة قربهما هذا حتى أنها لم تشعر بغرابة ولا برعب لاحتواء كفه ليدها .. كأنما وجود يدها في يده أمر طبيعي .. وذلك الدفء الذي يتسلل من يده إلى قلبها مباشرة ليس مرعباً إطلاقاً .. ليس كذلك .. لقد جُنت حتماً .. لماذا لا تستطيع الابتعاد؟ .. لم تشعر في غمرة تخبط مشاعرها لاقترابه أكثر ولا أن يده باتت تحتضن يدها كُلياً ولم تنتبه لنفسها إلا مع إحساسها بأنفاسه الحارة تلامس وجهها وهو يهمس اسمها لتتسع عيناها بفزع وشهقت وهي تنتزع يدها بعنف كاد يسقط السلسلة لولا أن أسرع يلتقطها ويقبض عليها بقوة وعيناه لا تفارقانها بينما ابتعدت تحاول التحكم في رجفتها وهتفت وهي تلتفت نحوه
_"هل جننت؟ .. كيف تقترب مني هكذا و..؟"
لم يمنحها الفرصة واقترب بطريقة خطيرة أرجعتها للخلف لتصطدم بالحائط خلفها فهتفت بصوت مرتعش لعنت نفسها عليه ألف مرة
_"ما .. ماذا تفعل (مراد)؟ .. ا .. ابتعد"
رفع ذراعاً وأسند كفه للحائط بقرب وجهها ومال قليلاً وهمس ببرود
_"جُننت؟ ... أنا؟! .. آنسة (سؤدد) ارجعي للخلف لحظات وستعرفين أنكِ من أمسكت بيدي"
_"أنا .. أنا لم أقصد ما .."
قاطعها وهو يميل أكثر لتقبض كفيها تحاول التحكم بجسدها الذي تشعر به سيخونها في أي لحظة .. رباه .. لا تريد أن تنهار أمامه .. عادت مشاعر خوفها من الرجال لتزيح ذلك الدفء والأمان الذي شعرته قبل قليل بينما سمعته يتابع
_"لم تقصدي ماذا (سؤدد)؟ .. لم تقصدي أن تمسكي يدي بهذه الطريقة؟ .. أم لم تقصدي سؤالي عن السلسلة وأنتِ تعرفين أن أمرها لا يخصكِ بشيء عزيزتي"
أغمضت عينيها وهي تشعر به قريباً لدرجة محطمة لأعصابها ويهمس بحرارة
_"أنا متلهف لأعرف حقاً .. لماذا سألتِني عنها (سؤدد)؟ .. هل كان هذا من قبيل فضولكِ الصحفي عزيزتي أم لسبب آخر؟"
ارتجفت شفتاها أكثر وشعرت بارتجاف الأرض تحت قدميها وهو يميل برأسه جانب عنقها حتى تنفست عطره بينما يهمس في أذنها
_"لا تلوميني (سؤدد) .. أنتِ بدأتِ وما فعلته كان رد فعل طبيعي .. أنا رجل في النهاية عزيزتي"
مع آخر كلماته كانت قد فقدت تحكمها بأعصابها واشتدت رجفتها وسمعته من بين الغيام الذي كان يهاجمها يهتف بجزع
_"(سؤدد) .. (سؤدد) ماذا حدث؟ .. رباه أنا آسف .. أنا لم أقصد .. هل تسمعينني؟ رباه .. أجيبيني (سؤدد) أرجوكِ"
شعرت بيده تضرب على خدها برفق وهو يناديها لتفتح عينيها وتجيبه بينما جسدها خذلها وعقلها ينسحب للظلام، آخر ما شعرته هو سقوطها فوق صدره ليحملها بين ذراعيه وغاب عنها العالم كله لوقتٍ لم تعلمه وحين فتحت عينيها وجدت نفسها راقدة بالغرفة التي قضت فيها ليلتها .. أدرات رأسها لتسمع (مادلين) تهتف بارتياح
_"آه لقد استيقظتِ صغيرتي .. حمداً للرب"
قطبت وهي تتحسس جبهتها بألم محاولة تذكر ما حدث بينما تتابع السيدة
_"لقد أرعبتنِا كثيراً بنيتي .. وهذا الشاب المسكين كاد يموت رعباً عليكِ"
انتبهت لإشارتها فالتفتت لتجده مستنداً للجدار ووجهه شاحب كأنه هو من فقد وعيه لا هي وعيناه تنظران لها باعتذار وندم شديدين .. انتفضت معتدلة في الفراش مع استيعابها لوجوده وأصابتها حركتها بالدوار من جديد لتهتف (مادلين) وهي تسندها
_"انتبهي صغيرتي .. لا تتحركي وأنتِ لا زلتِ متعبة هكذا"
نظرت نحوه وقد توقف في منتصف المسافة بينهما بعد أن اندفع نحوها برد فعل سريع .. نقلت السيدة الفرنسية نظرها بينهما والتمع شيء من التفهم في عينيها وهي تلمح النظرات بينهما والأسى الشديد في عيني (مراد) فنهضت من جوارها قائلة بابتسامة
_"سأذهب لأطمئن السيد (جاك) أنكِ استيقظتِ بخير"
لم تمنحها الفرصة لتعترض واختفت من الغرفة سريعاً تاركةً إياهما برفقة الصمت الملغم ولم تنتظر هي طويلاً وتحركت تنوي النهوض بينما تشتم نفسها على ما وصلت إليه .. لقد انهارت أمامه .. لقد سمحت لضعفها أن يظهر أمامه .. تباً .. شعرت بحرقة الدموع تتسلل لعينيها .. تباً .. لا يجب أن تضعف مرة أخرى .. لقد جعلت من نفسها حمقاء .. لم تشعر باقترابه ما أن رآها تحاول مغادرة الفراش، ولم تنتبه إلا حين شعرت بجلوسه قربها وهتافه بها
_"ماذا تفعلين؟ .. لا يجب أن .."
انتفضت مبتعدة عن يده التي لمست ذراعها بتلقائية وهو يحاول منعها من النهوض وهتفت بعنف
_"لا تلمسني"
رفع يده بسرعة وتراجع بعينين جريحتين بينما هي ازداد دوارها من جديد ليمنعها من الحركة فضربت الفراش بقبضتها وهي تهتف
_"تباً"
سمعته يهمس معتذراً
_"أنا آسف آنسة (سؤدد) .. أعتذر بشدة .. لم أقصد ما فعلته .. سامحيني"
رفعت عينيها إليه مجبرة تحت تأثير نغمة الألم في صوته وتنفست بقوة وهي ترى الندم الشديد والأسف في عينيه بينما يتابع
_"أقسم لكِ لم أقصد أن أفزعكِ بهذه الطريقة ... أنا فقط تصرفت دون وعي .. سامحيني أرجوكِ"
وخلل أصابعه في شعره بعصبية قبل أن يهمس
_"أنتِ .. أنتِ تستفزين كل عصب فيّ بطريقة معاملتكِ وما قلته وفعلته كان رد فعل لا أكثر .. لقد طلبت هدنة بيننا لهذا السبب .. نحن ننتهي دوماً إلى معاملة أحدنا الآخر باستفزاز وإفساد كل شيء .. أنتِ تعرفين أننا منذ التقينا ونحن نفعل هذا"
ورفع عينيه ينظر لها مبتسماً بحزن
_"أرجوكِ .. تقبلي اعتذاري .. على ما حدث وعلى كل شيء سبق .. لن يتكرر الأمر أعدكِ"
نظرت له للحظات قبل أن تهمس
_"لا بأس .. سأنسى ما حدث .. على العموم سينتهى كل شيء قريباً فور عودتنا .. كما اتفقنا ولن نلتقي مجدداً"
لمحت انتفاضة بسيطة في جسده كأنما فاجأته كلماتها ليقول بتشنج
_"صحيح"
ران الصمت ثقيلاً عليهما للحظات قبل أن يقطعه وهو يهمس بخفوت
_"كانت لحبيبتي"
رفعت رأسها مجفلة وانقبض قلبها فجأة وهي تنظر له بتوجس ليبتسم بحزن وهو يتابع
_"السلسلة كانت ملك حبيبتي"
همست بخفوت وبدا صوتها لنفسها كأنما يتردد من أعماق بئر سحيق
_"حبيبتك؟"
هز رأسه وخفض عينيه ينظر لكفه لتلمح تلك السلسلة وازداد انقباض قلبها وهي تنظر للحرف الفضي وآلاف الأسماء التي تبدأ به دارت برأسها وهي تحاول تخيل تلك المرأة بينما سمعته يردد
_"أجل .. لقد افترقنا قبل سنوات طويلة .. هذه كانت لها .. إنها من عمر سنوات فراقنا"
رددت بخواء
_"واحتفظت بها كل هذه السنوات؟!"
ابتسم بأسى ويده تلامس السلسلة لتقبض على كفها وهي تتذكر الطريقة التي كان يقبل بها السلسلة كأنها شيء مقدس وشعرت باختناق شديد وهي تهمس
_"يبدو أنك لا زلت تحبها حتى الآن"
انتفض بخفوت ولم يرد أو يرفع رأسه لتتراجع بظهرها بعد برهة وقد أدركت أنه لن يجيبها استندت للوسادة وأغمضت عينيها هامسة
_"أنا أشعر ببعض التعب .. أريد أن أستريح لبعض الوقت .. لا أظنني سأستطيع أن أسافر الآن .. هل يمكنك أن تحجز لنا على الرحلة التالية؟"
همس بقلق
_"هل أنتِ بخير؟ .. هل أطلب من (جاك) أن يحضر الطبيب؟"
رددت دون أن تفتح عينيها
_"لا .. أنا متعبة فقط .. سأكون بخير بعد وقتٍ قصير"
_"حسناً .. سأترككِ لترتاحي قليلاً"
شعرت به يتحرك مبتعداً ولم تفتح عينيها إلا عندما سمعت صوت الباب يغلق .. تطلعت بخواء للباب المغلق قبل أن تتنهد بقوة وتحركت لتنام على جنبها ورفعت كفها برعب عندما شعرت ببعض البلل على خدها لتكتشف بفزع أنها دموع .. شتمت نفسها بحنق وهي تمسح عينيها بقسوة .. ماذا أصابها؟ .. لقد فقدت عقلها حتماً .. تحسست قلبها الذي ينبض بألم شديد .. ماذا أصابها حقاً؟ .. لماذا تشعر بكل هذا الألم والاختناق؟ .. شعرت برغبة شديدة في البكاء فأغمضت عينيها وأجبرت نفسها على الغوص في أعماق ذاكرتها السوداء لتذكر نفسها وتعيدها لصوابها وتطرد منها هذا الهراء الذي تفكر فيه .. تباً .. لقد جُنت بالفعل لتلجأ لذكرياتها المرعبة لتطرد خياله من عقلها .. هدأت بعد بعض الوقت وشعرت بأنها بدأت تستعيد صوابها واستمرت في الترديد على نفسها بصرامة شديدة أنها لن تسمح لها أن تضعف مرة أخرى خصوصاً أمامه .. ويجب أن تتذكر دائماً هدفها الرئيسي وحتماً لا تنسى أبداً أنه لا مكان لرجل في حياتها .. رغم كل هذا فها هي الآن تستعيد مرة أخرى كل ما حدث بينهما ولا زال شبح تلك المرأة الغامضة يؤرقها .. تباً .. ما يهمها إن كان يملك حبيبة أو لا؟ .. سيفترقان قريباً جداً وستعمل ألا تتقاطع دروبهما مجدداً ... أجل .. ستتأكد من هذا .. هزت رأسها بقوة وأجبرت نفسها على العودة لفراشها وهي تجبر عقلها أن يفكر في معركتها القادمة وثأرها الذي قاربت الحصول عليه .. مع ذكر ثأرها اختفى كل تفكير من عقلها سوى خطتها التي ينقصها القليل لتبدأ وهمست لنفسها قبل أن تغرق في النوم
_"قريباً ستحصلين على ثأركِ كاملاً (سؤدد) ... قريباً جداً"

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 01:16 AM   #238

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (همسة) بشرود وسط الشوارع المليئة بالناس ودون أن تشعر كانت تحرك عينيها بين الجميع كأنما تبحث عن أي شبه يجمعها بأحدهم .. كانت تعرف أن ما تفعله مجرد عبث .. ليس مسلسلاً درامياً لتحدث معجزة ويوقفها شخصٌ من أسرتها الحقيقية ويخبرها أنها تشبه قريبته الضائعة .. كادت تضحك على الصورة التي ارتسمت بعقلها، لولا أنها كانت صورة تدعو للبكاء أكثر منها للضحك ... نظرت لقدميها المتعبتين بارهاق وقد أنهكهما السير طول اليوم ... منذ غادرت شقة (فهد) وهي لم تتوقف عن السير بين الشوراع كالمشردين حتى تنهار تعباً فتجلس لتستريح قبل أن تواصل السير من جديد .. أخذتها خطواتها لمنطقة سكنية هادئة واتجهت نحو سور الكورنيش لتقف أمامه بصمت تتأمل المياه الرائقة تجري أمام عينيها بسكون تمنت لو أن تصيبها عدواه وتلتقط منه بعض السكون الذي افتقدته روحها مؤخراً ... ابتسمت بأسى وهي تتذكر أنها كانت دوماً تميل للمغامرة وترهق (عماد) و(فهد) وحتى صديقتها المقربة بالمدرسة الداخلية بمغامراتها المجنونة وشغفها بالتحقيقات السرية ... كانت تعشق الحركة والإثارة والغموض، لكنّها الآن وبعد أن انقلبت حياتها فجأة لتصبح فيلماً سينمائياً لا تظن أنها لا زالت تملك نفس الرأي ... رفعت ذراعيها وكتفتهما فوق السور ومالت تستند بخدها فوقهما وسمحت لدموعها أن تسيل في صمت بينما عيناها لا زالتا معلقتان بمياه النهر وقرص الشمس الذي بدأ يميل للمغيب ... همست اسم (فهد) بألم وقلبها يتوسلها أن ترحم نفسها وتتخلى عن كل هذا التعب وتعود إليه .. لقد تعبت كثيراً ولا تعرف كيف تتصرف وحدها في هذه المدينة الكبيرة وأين تذهب ... لقد تصرفت دون تفكير تحت تأثير صدمتها .. شعرت أنها ستختنق لو بقيت لحظة واحدة هناك ووجدت نفسها تنهض لتأخذ حقيبتها وبعض المال من (فهد) الذي ودعته وهي تتمزق .. لو أنها استسلمت لقلبها لكانت أيقظته وألقت بنفسها بين ذراعيه وبكت حتى تنتهي دموعها ولأخبرته أنها موافقة أن تهرب معه بعيداً عن كل هذا الجنون الذي لا ذنب لهما فيه ... التصقت بالسور أكثر وحاولت كتم دموعها وجسدها بدأ الارتجاف وهي تخبر نفسها للمرة الألف أنه ما عاد من حقها أن تفكر فيه ... ليس من حقها مهما كانت تشعر الآن بالضعف أن تلجأ إليه أو إلى أخـ .. إلى (عماد) .. أين تذهب الآن؟ وإلى من تلجأ ليساعدها لتبحث عن أسرتها الحقيقية ... رفعت رأسها فجأة عندما ظهرت صورة (هشام رضوان) أمام عينيها .. أجل .. لماذا لم تفكر فيه قبل الآن؟ .. من سواه يمكن أن يساعدها في هذا البلد .. وحده سيعرف كيف يساعدها في البحث عن عائلتها .. هي متأكدة أنه لن يرفض أبداً .. الدقائق التي قضتها معه والطريقة التي عاملها بها رغم كونها أخت الرجل الذي دمر حياة شقيقته جعلتها تتأكد من أنه انسان جيد ولن يردها أبداً حتى لو كانت من صف أعدائه .. فكرت بوجع .. حسناً هي ما عادت من صف الأعداء،لذا لن يجد أي غضاضة في مساعدتها .. هي الآن مجرد فتاة مسكينة اكتشفت أن حياتها الماضية كلها كانت كذبة .. فتاة تحولت في لحظة إلى مشردة تبحث عن عائلة لا تعرف أصلاً هل لا زالت على قيد الحياة أم لا .. تنفست بقوة ومسحت دموعها من جديد وقد اتخذت قرارها .. ستذهب لبيت آل (رضوان) وتطلب مساعدتهم .. والدته الطيبة أيضاً لابد أنها ستتذكرها ويمكنها أن .. انقطع خيط أفكارها وجسدها ينتفض مع الصوت التي تردد جانبها بخشونة وصاحبه يقول بوقاحة
_"لماذا يبكي الجميل وحده؟ .. هل تريدين صدراً تبكين عليها يا عصفورة؟"
رفعت رأسها ومسحت دموعها بقوة وهي تشتم نفسها .. لقد لفتت لها الأنظار بوقفتها في هذا المكان وحدها .. قبل أن تلتفت للرجل انتفض جسدها برعب عندما شعرت بلمسة يده لظهرها وصرخت قافزة للخلف مبتعدة عنه ونظرت لوجهه بعينين متسعتين بينما يقترب الخطوة التي ابتعدتها
_"أخبريني يا عصفورة ماذا يبكيكِ؟"
هتفت بغضب امتزج بخوفها
_"ابتعد يا هذا"
لم تمنحه الفرصة ليمد يده واندفعت تجري بسرعة مبتعدة عن المكان كله وقلبها يخفق بعنف .. ما الذي تفعله بنفسها؟ ... وجودها بمفردها في الشارع ليس آمناً وخصوصاً إن حل الليل دون أن تجد مكاناً مناسباً لتبيت فيه .. يجب أن تذهب لعائلة (رضوان) بسرعة ... التفت للخلف وقلبها يرتعد تحسباً لوجود ذلك الرجل خلفها، لكنّها توقفت بعينين متسعتين عندما رأته مكوماً على الأرض والناس يمرون جانبه دون اهتمام يرمقونه بنظرات شامتة.. ماذا حدث؟ .. يبدو كما لو كان .. انتبهت على صوت يقول
_"يستحق ما أصابه"
_"أجل .. هل رأيتِ كيف ضربه؟ .. واو .. كان مذهلاً"
التفتت للفتاتين اللتين مرتا بجانبها وسألتهما
_"لو سمحتما .. ذلك الرجل ماذا حدث له؟"
التفتتا لها وابتسمتا وقالت إحداهما
_"آه .. هذه أنتِ، صحيح؟"
قطبت بتساؤل وتوجس لتتابع الأخرى
_"لقد رأينا ذلك الرجل يتحرش بكِ وعندما هربتِ حاول تتبعكِ، لكن أحدهم أوقفه ولقنه درساً قاسياً"
ارتفع حاجباها بدهشة ... متى حدث هذا؟ .. هي لم تلتفت سوى لثوان قليلة .. سمعت الأولى تتنهد بحالمية
_"هل رأيتِ ماذا فعل؟ .. لقد أطاح به أرضاً في ثوان قليلة وذهب فوراً"
سألتهما بلهفة
_"هل يمكنكما وصفه لي لو سمحتما؟"
هزت إحداهما رأسها بأسف وقالت
_"للأسف لقد كان معظم وجهه مختفياً بسبب قلنسوة سترته الرياضية"
شكرتهما بابتسامة مرتجفة وتحركت بخطوات بطيئة شاردة وعيناها تتلفتان حولها .. من يكون يا تُرى؟ .. هل هو مجرد عابر طريق ساعدها من منطلق الشهامة؟ .. أم أن إحساسها السابق كان صادقاً حين شعرت أنها تحت مراقبة أحدهم؟ ... لم تستطع التخلص من تلك الفكرة وما حدث الآن جعلها تشك أكثر .. لا .. ليس (سامر) أو أحد رجاله الذين اختطفوها من قبل .. لو كان هو ما كان سيساعدها بالتأكيد .. هزت رأسها .. حسناً هذا لو فرضت أن الشخص الذي ضرب المتحرش كان شخصاً يتبعها بالفعل .. زفرت بقوة .. أياً كان .. هذا ليس وقته أبداً .. لا يجب أن تنتظر أكثر حتى يحل الظلام .. المسافة بعيدة عن بيت عائلة (رضوان) ويجب أن تصل هناك قبل أن يتأخر الوقت أكثر .. تسارعت خطواتها وهي تعبر الطريق بحثاً عن سيارة تقلها ... تنبهت فجأة على صوت خطوات تتبعها فقطبت بقلق وتوقفت لحظة التفتت بعدها للخلف لكنها لم تجد أحداً .. تنفست بعمق وهمست لنفسها .. اهدأي (همسة) .. أنتِ تتوهمين فقط .. عادت تتحرك وهي تشعر أن كل شعيرات جسدها انتصبت خوفاً بينما عادت الخطوات تتردد .. هذه ليست خطوات لشخص واحد .. هذه الخطوات لعدة أشخاص .. لم تجرؤ على النظر للخلف من جديد .. تمسكت بذراعيّ حقيبة ظهرها وعدلت وضعها لتتحرك بعدها بخطوات سريعة حركها الخوف الشديد الذي تصاعد مع ارتفاع الأصوات خلفها والتي تسارعت تتبعاً لها .. يا الله .. ماذا تفعل؟ .. دمعت عيناها وهي تنظر حولها لمجموعة العمارات العالية والشوارع الخالية تماماً في هذا الوقت من النهار ... كيف وصلت هنا؟ .. يالله .. أين تذهب؟ .. هل تدخل إحدى تلك العمارات وتختبيء فيها أو تستنجد بسكانها أم تواصل الجري حتى تصل للشارع الرئيسي من جديد .. صوت الخطوات خلفها أصبح أوضح فالتفتت ببطء لتتسع عيناها وهي تلمح رجلين يتبعانها وقد غطى كل منهما فمه ونصف وجهه بلثام أسود بينما أعينهما ارتسم فيها الشر مجسداً... ابتلعت لعابها بصعوبة وعادت تلتفت للأمام وأطلقت ساقيها للريح تحاول الهرب منهما ولم تكد تدخل شارعاً جانبياً حتى شهقت بارتياع وتعثرت قدماها ما أن قاطع طريقها آخران اتخذا منعطفاً آخراً ليقطعا عليها الطريق ويحاصراها .. وقعت أرضاً وعيناها تعلقتا بهما في هلع وهي تراهما يقتربان وبأيديهما أسلحة بيضاء وتجمد قلبها وأحدهما يزيح لثامه مبتسماً بشر قبل أن يعيده لوجهه مرة أخرى وهو يقول
_"التقينا مرة أخرى يا صغيرة"
إنه هو .. هو من اختطفها قبل أيام بأمر من (سامر) .. نظرت للخلف بعينين دامعتين وارتجفت شفتاها وعقلها يؤنبها بقسوة .. لماذا غادرت؟ .. لماذا تركت أمانها مع (فهد) وهربت؟ .. ماذا تفعل الآن؟ .. سمعت ضحكاتهم العالية وارتجفت أكثر وهم يقتربون منها وأيقنت أنها هالكة حتماً .. ارتسمت صورة (عماد) و(فهد) أمام عينيها وهمست اسميهما بألم وهي تغمض عينيها بينما سمعت زعيمهم يقول
_"هذه المرة سأتأكد أنه لا أخطاء أبداً"
ستموت .. سيقتلونها حتماً .. (سامر) بالتأكيد أمرهم بقتلها هذه المرة .. لماذا (سامر)؟ .. أنا لم أؤذك بشيء أبداً .. لقد اعتبرتك أخي دوماً حتى مع كراهيتك لي .. لماذا؟ .. سالت دموعها بضعف وهي تفكر بألم .. ستموت قبل أن تعرف من أهلها .. قبل أن تعرف من تكون .. انتفضت على صوت شهقة متألمة ففتحت عينيها بسرعة لتجدهم يلتفتون خلفهم ويصيحون بغضب بينما أحدهم يمسك يده بألم وقد سقطت منها المطواة التي كان يحملها .. نقلت عينيها إلى حيث ينظرون واتسعت عيناها في ترقب وخفق قلبها بقوة وهي تراه يقف بقامة مشدودة وجسد رياضي لا يمتلكه سوى مقاتل بينما اختفى وجهه خلف قلنسوة رياضية انسدلت لتغطي عينيه بينما لثام أسود غطى فمه ونصف وجهه السفلي .. خفق قلبها بانبهار وعيناها تمران فوقه وقد اتخذ وقفة قتالية وبيده كان يمسك عصا قتال حركها جانب قدمه بحركات عشوائية ورفع يده الأخرى يخفض قلنسوته على عينيه أكثر .. هل هذا هو؟ .. انتبهت على تحفز الرجال بغضب شديد وتحركهم من جانبها نحو الرجل، فتراجعت زحفاً وعيناها معلقتان بالمشهد واستندت لكفيها اللتين امتلأتا بالخدوش إثر سقوطها ونهضت ببطء ... ماذا سيفعل؟ .. كيف سيتخلص منهم جميعاً؟ حتى لو كان قد ضرب ذلك المتحرش هذا لا يعني أنه سيتمكن من التخلص منهم جميعاً وكل واحد منه يبدو قوياً وضعف حجمه ويمكنه أن يطيح به في قبضة واحدة .. ليس رجل المستحيل ليقوم بـ .. شهقت بقوة وتراجعت للخلف بعينين متسعتين مع سقوط أول مهاجميه أرضاً بضربة واحدة من عصاه التي استقبله بها ما أن هجم عليه .. وضعت قلبها على يدها وهي تراقب ما يحدث بانبهار .. حسناً .. هذا مذهل .. نسيت وضعها تماماً وهي تراقب بشغف القتال الذي يدور أمامها .. مذهل .. ذلك الرجل مذهل .. راقبته يتفادى الضربات التي وجهها إليه الرجال الثلاثة بمهارة شديدة وتابعت بحماس ركلاته وضرباته المحكمة ولم يمض سوى دقائق قليلة إلا وقد افترش الأربعة الأرض أسفل قدميه .. لم تتمالك نفسها وصفقت بحماس شديد ليرفع رأسه نحوها فابتسمت بحرج وعضت على شفتها بينما هو نظر لها للحظات من مكانه قبل أن يتناول هاتفه ويتحدث فيه وعيناه تتأملان ضحاياه ... أنهى المكالمة أمام ناظريها وتحرك نحوها بخطوات شديدة الهدوء وهو لا زال يحمل عصاه، لتبتلع لعابها بصعوبة وهي تفكر بقلق .. لحظة واحدة .. ليس معنى أنه تخلص من مطارديها أنه قد لا يكون هو الآخر أيضاً يريد أن .. يا إلهي .. ربما هو الآخر يطاردها .. ماذا لو .. انقطعت أفكارها تماماً حين انتبهت لوقوفه أمامها ورفعت عينيها إلى قامته الطويلة التي جعلتها تبدو أمامه كطفلة صغيرة قبل أن تتراجع خطوة للخلف بقلق وهي تهمس بارتجاف
_"أ .. من .. من أنت؟ .. أ .. أنا لم أفعل شيئاً و .."
قطعت جملتها وعيناها تلتقيان بعينيه السوداوين العميقتين حين رفع القلنسوة قليلاً عن وجهه وصمتت وهي تحدق فيه ولسبب ما استكان قلبها تماماً ورحل خوفها ولسبب ما أيضاً تذكرت (عماد) وهي تنظر إليه وهمست اسم أخيها دون وعي، لتشعر بابتسامة خفيفة خلف لثامه لمحتها في عينيه قبل أن يخفض اللثام وابتسم بهدوء وهو يقول بصوت قوي واثق بث المزيد من الطمأنينة في عروقها
_"مرحباً آنسة (همسة) ... (مراد الرافعي) في خدمتكِ آنستي"

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 01:18 AM   #239

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم يعرف (آدم) كيف وصل بسلام بعد قيادته المتهورة التي جعلته بقطع المسافة الطويلة للبلدة في نصف الوقت تقريباً .. وداعاً لسجل قيادته النظيف، لابد أنه سجل عشرات المخالفات .. على الأقل ليحمد الله أنه لم يتسبب في حادث ... كانت أعصابه كلها تحترق والآف الأفكار المرعبة تمر بعقله ... كان الظلام قد سدل ستوره حين وصل البلدة أخيراً .. أوقف السيارة بعنف وغادرها ليندفع داخل المنزل وجرى عبر الرواق المظلم وقلبه يهدر داخل صدره بعنف وعقله يكاد ينفجر ... ما الذي أصابه؟ .. لماذا لا يستطيع التحكم في تلك الرجفة التي تكاد توقف قلبه ولا ذلك الضيق الذي يعتصر صدره اعتصاراً ... ألم يقسم أنه لن يضعف؟ .. ألم يقسم أنه سيذيقها من نفس الكأس الذي أذاقته إياه لسنواتٍ طوال؟! .. ألم يقسم لها أنه حين يجدها لن يرحمها وسيجعلها تركع فوق ركبتيها تتوسل الموت وأنه لن يشفق عليها للحظة ... لماذا الآن يرتعب لمجرد فكرة أنها قد تكون في خطر .. توقفت خطواته أمام باب الغرفة التي حبسها داخلها لأيام .. وحيدة .. ببيتٍ مهجور منعزلٍ .. رباه ... ما الذي فعلته به؟ .. إلى ماذا حولته؟ .. ابتلع لعابه بصعوبة ويده تفتح الباب وهو يحاول التحكم في رجفته الشديدة بينما ذكرياتهما معاً مرت بسرعة أمام عينيه حتى انتهت إلى اللحظة التي سقطت فيها رأس (رُبا) فوق صدره واستكان جسدها بين ذراعيه بعد أن انتزعها الموت من بين يديه وانتفض قلبه أكثر وهو يدفع الباب ليلفحه تيار شديد البرودة فقطب حاجبيه وهو يدلف للغرفة المظلمة الباردة ومرر عينيه بسرعة ليلمح النافذة المفتوحة على مصراعيها ولولا القضبان الحديدية لظنها هربت منها .. نقل عينيه نحو الفراش وعلى الضوء الخافت المتسلل من الخارج لمحها غارقة في النوم و خصلاتها الحمراء تخفي وجهها وتنفس بارتياح شديد وهو يلمح جسدها يتحرك مع أنفاسها .. زفر بقوة وهو يتحرك بسرعة ليغلق النافذة لتصطدم قدماه بشيء على الأرض فخفض رأسه مقطباً حاجبيه ليرى حُطام الطاولة من الخارج ولمح صينية الطعام الملقاة جانباً، تحرك نحو مدخل الغرفة ليضيء النور حين انتبه أنه لم يعد التيار الكهربي للمنزل، فألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يسرع للخارج للحظات ويعود سريعاً .. أضاء النور وعيناه تتجهان نحو الفراش حيث كانت نائمة وقطب بشدة ما أن رآها في الضوء وكز على أسنانه وهو يلمح جسدها المكشوف وقد تخلصت من بلوزتها ونامت بفستانها الخفيف بحمالاته الرفيعة .. ما الذي تعتقد أنها تفعله؟ .. كيف تنام بهذه الطريقة وتترك النافذة مفتوحة؟ .. هل قررت الانتحار بالموت برداً؟ .. تحرك نحوها ببطء وعيناه تتحركان فوق جسدها وذكرياتهما معاً تعود حية تمزق عقله دون رحمة .. أي لعنة أصابتك بها (آدم هاشمي)؟ .. كيف تسللت كسمٍ زاعفٍ إلى داخل روحكِ فلم تتمكن كل هذه السنوات من أن تطهرك منها؟َ! .. اقترب منها ببطء وعيناه تمران فوق جسدها .. تُرى كم عرفت بعده من الرجال؟! .. كم ساذجٍ أوقعته في فخ فتنتها وأطبقته عليه لتتلاعب بقلبه وتدمر حياته؟! .. كم هوية انتحلتها؟ وكم اسماً زائفاً حملته؟! .. نيران غضبه عادت تشتعل وبدا كما لو أن شيطانه قد استيقظ من جديد بعد أن تأكد من أنها بخير واقترب تمزقه رغبتان متناقضتان كضدِ الموتِ والحياة .. ليته يستطيع أن يستجيب لشيطان انتقامه ويحيط عنقها بيديه ويتخلص من لعنتها للأبد، بينما ذلك العاشق الذي كاد يموت رعباً عليها طيلة الساعات الماضية يتحرق ليستجيب لنداء اللهب في خصلاتها ليحرق أصابعه التي تشتاق لملمس خصلاتها النارية حتى ولو عني ذلك أن يحترق للأبد ... لم يشعر بنفسه وهو يجلس على حافة الفراش ولا بأصابعه التي امتدت دون إرادته مستجيبةً لإغواء النار ليزيح خصلاتها يكشف عن وجهها وينظر لجفنيها المغمضين يخفيان خلفهما زمردتيها الثلجيتين .. توقفت عيناه فوق شفتيها اللتين فقدتا نعومتهما وتوردهما وتشققتا تعبران بوضوح عن سوء الحال التي وصلت إليها، وعاد يدير عينيه على وجهها الذابل وقلبه يتوسله أن يضمها إلى صدره ويحميها من شيطانه ويغفر لها كل شيء، لكن كيف؟! .. كيف يسنى وكيف يغفر؟! .. انقبض قلبه فجأة وهو ينتبه للحمرة الغريبة التي تعتلي وجهها ولأنفاسها التي تتردد بسرعة وضعف .. اتسعت عيناه قلقاً وهو يضع كفه فوق جبينها لتصعقه حرارتها المرتفعة بجنون وهدر قلبه برعب وهو يحتضن وجهها المشتعل بالحُمى ويهزها هاتفاً
_"(إيفا) استيقظي .. (إيفا) .. اللعنة ماذا حدث؟"
حرك يديه يلامس ذراعيها بخوف شديد .. جسدها كله يشتعل بالُحمى .. رفعها عن الفراش وهو يناديها لتفتح عينيها لتتوقف عيناه بهلع فوق بقعة الدم فوق الفراش .. وخاطر مرعب مر بعقله وهو ينظر باتجاه الحطام والزجاج فوق الأرض وبقع الدم التي لم يلمحها في الضوء الشاحب .. ماذا فعلت؟ .. ماذا فعلت بنفسها؟ ... عاد يتحسس جسدها المستكين واتسعت عيناه وهو يلامس قطعة قماش مليئة بالدم التفت حول منتصف فخذها و أسرع يفكها بأصابع مرتجفة ليشهق بجزع وهو يرى الجرح البشع أسفلها .. جرحها الذي لم تستطع أن تعتني به وأصيب بالتلوث .. رفعها بين ذراعيه وقلبه يخفق بجنون وهزها بقوة وهو يهتف بينما كفه تربت على خدها
_"(إيفا) .. افتحي عينيكِ (إيفا) .. ماذا فعلتِ بنفسكِ؟ .. (إيفا)"
عقله صرخ فيه بالحقيقة الواضحة أمامه .. انها تموت .. حالتها سيئة للغاية .. لقد تسممت ووضعها لا يبشر بخير .. إنه على وشك أن يخسرها .. في أي لحظة .. سيخسرها من جديد .. المرأة الوحيدة التي عشقها بكل ذرة من روحه والتي كرهها بكل ذرة عشقٍ حمله لها يوماً .. لا لن تذهب .. لن تتركه مجدداً .. وضع جسدها برفق وتحرك بسرعة نحو الخزانة الصغيرة في ركن الغرفة وانتزع ثوباً منها وأسرع ليلبسها إياه وهو يواصل هتافه المتوتر
_"أنتِ لن تموتي (إيفا) .. هل تسمعين؟ .. افتحي عينيكِ .. اللعنة"
مرر ياقة الثوب عبر رأسها الذي عاد يستكين فوق كتفه بطريقة زادت رعبه وأكمل مهمته وهو يردد
_"لا تحلمي أنني سأجعلكِ ترحلين بهذه السهولة .. ليس مجدداً.. أنتِ لن تتركيني مرة أخرى"
شعر برأسها تتحرك بضعف قبل أن يأتيه صوتها الهامس
_"(آدم)"
تجمدت أصابعه ورفع عينيه لتقابله زمردتيها اللتين كانتا تنظران إليه من بين دموع ألمها وشعر بقلبه يتوقف بين ضلوعه وهو يشعر بكفها الذي رفعته بضعف شديد لتلامس لحيته القصيرة وهي تهمس بصعوبة شديدة كأنما تنتزع كلماتها انتزاعاً
_"لقد أتيت أخيراً .. هل تعرف كم انتظرتك؟"
كلماتها سددت سهماً قاتلاً إلى قلبه وهو يفكر .. لقد تركها وحدها لأيامٍ حبيسة غرفة صغيرة في بيتِ مهجور بمعزلٍ عن الناس .. لقد أصيبت بجرحٍ بالغ ولم تجد من يمد لها المساعدة .. لم يكن بالقرب ولا ترك بقربها من يمكنه أن يهتم بها .. لقد تركها للموت حرفياً .. يا الله .. إلى أين أوصله هوس انتقامه منها؟ .. كلماتها الهامسة انتزعته من أفكاره وهي تردد بتهدج من بين هذيان الحُمى
_"لقد .. انتظرتك طويلاً .. طويلاً .. أكثر مما تتخيل (آدم) .. أكثر مما فعلت أنت"
انتزع نفسه بصعوبة من تجمده وأكمل إلباسها الثوب قبل أن يحملها برفق ويتحرك مغادراً الغرفة وتحركت ساقاه بسرعة في الرواق الطويل وهو يسب داخله بقهر مفكراً في الطريق الطويل الذي يفصلهما عن أقرب مشفى .. إحدى ذراعيها التفت حول عنقه والأخرى استقرت كفها فوق نبضات قلبه الهادرة بجنون ليلمح ابتسامة ضعيفة ترتسم فوق شفتيها وسمعها تهمس
_"قلبك ينبض بجنون (آدم) .. هل أنت خائف؟"
كز فوق أسنانه وهو يسرع في ردهات المنزل الكبير بينما يشعر أن الطريق للخارج لا ينتهي أبداً .. سمعها تواصل بسخرية ضعيفة
_"هل أنت قلق من أجلي؟ .. هل تخشى أن أموت؟"
هتف فيها بقوة
_"اخرسي"
ضحكة ضعيفة للغاية غادرت شفتيها لتسعل بعدها بضعف لتتهالك رأسها بعدها فوق كتفه
_"لماذا (آدم)؟ .. لا تقل أنك لم تكن تتمنى موتي كل يوم .. بأبشع ميتة"
صرخ بعنف
_"اخرسي (إيفا) .. اخرسي"
صمتت لحظة بينما أسرع هو يهبط السلالم الخارجية متجهاً إلى حيث سيارته لتهمس هي من جديد
_"أنا آسفة (آدم)"
جمدته كلماتها في مكانه والتفت ينظر لعينيها المغمضتين بتهالك لتواصل بشحوب
_"آسفة لأنك لن تستطيع أن تكمل انتقامك .. آسفة لأنني رغماً عني سأنتزع انتقامك .. سأحرمك منه مرة أخرى"
ظنها لوهلة ستعتذر له عن خيانتها وطعنتها له قبل سنوات .. تعتذر عن الكأس المرير الذي تجرعه بسببها لسنواتٍ طوال، أغمض عينيه يحتوي الألم الذي غمرهما قبل أن يفتحهما وعاد يتحرك نحو سيارته لتهمس بصوتٍ لا يكاد يسمعه
_"لقد وصلنا لنهاية الطريق (آدم) .. هذه المرة سأذهب إلى مكانٍ بعيد لن تستطيع أن تلحقني إليه"
وفتحت عينيها تنظر إليه بصعوبة وشعر بأصابعها تكاد ترتخي قبضتها على قميصه وهي تواصل بألم
_"هذه المرة (إيف) ستذهب إلى حيث لن يلحقها (آدم) ولن يجدها أبداً"
انقبض قلبه في صدره وتوقف مكانه على بعد خطوات من سيارته وهو يرى ابتسامتها الشاحبة وأمام عينيه ارتسمت صورة (رُبا) وهي تذوي بين ذراعيه لافظةً أنفاسها الأخيرة .. لا .. ليس هي أيضاً .. هز رأسه وهو يهمس بينما يراها تفتح عينيها بصعوبة وأنفاسها تزداد ضعفاً
_"كلا (إيف) .. أنتِ لن تذهبي لأي مكان .. لن تهربي مني مرة أخرى .. لن أسمح لكِ أن .. "
قاطعته وهي تضع سبابتها المرتجفة فوق شفتيه وهمست بينما دمعتان انزلقتا فوق خديها
_"آسفة (آدم) .. هذه المرة ليست بيدي .. وليس بيدك .. هذه المرة سأرحل رغماً عني .. سامحني"
فتح فمه ليصرخ فيها أن تصمت لأنه لن يسمح لها بالرحيل أبداً، لكنّ الكلمات ماتت على شفتيه حين ارتخت قبضتها فوق قميصه لتسقط ذراعاها جانباً واستكانت رأسها فوق صدره .. همس بخفوت وهو يهز جسدها المرتخي
_"(إيفا) .. أجيبيني .. افتحي عينيكِ .. (إيف)"
جاوبه صمتها هذه المرة وجسدها الذي سكن تماماً بين ذراعيه وقلبه الذي توقف في صدره أخبره أنها رحلت وتركته مرة أخرى وهذه المرة للأبد.
*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 01:21 AM   #240

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلقت (آنجيليكا) باب غرفة شقيقها برفق بعد أن ألقت عليه نظرة أخيرة وهو غارق في نومه .. تحركت نحو غرفتها وقلبها مثقل بالهموم وقد تخلت أخيراً عن قناع قوتها الذي كانت ترتديه أمام الجميع وبدأت الدموع تغزو عينيها وهي تواجه الواقع من جديد ... ألقت بجسدها على الفراش وتطلعت أمامها بعينين غشيتهما الدموع ويدها انقبضت على سلسلة عنقها بقوة وهي تهمس
_"لا أعرف ماذا أفعل يا أبي ... كل شيء تعقد ولا أعرف كيف سأتصرف ... أنا خائفة أبي .. خائفة ولا أعرف ماذا يخفي لي الغد"
التقطت الصندوق الذي تحتفظ به بأوراقهم الخاصة وبالمال الذي حاولت جمعه .. ليس كافياً أبداً .. رغم مساعدة صديقيها هي لا تملك المال اللازم لشفاء شقيقها تماماً .. لا تملك ثمن الأمل الذي سيمنحه حياة جديدة وطبيعية .. انهمرت دموعها وعيناها تقعان على أوراقهم الثبوتية والتقطت هوية شقيقتها الراحلة التي كان والدها قد أعدها لها هي الأخرى ضمن بقية هوياتهم التي طلب من العم (ماتيو) أن يجهزها لهم ليهربهم من كورسيكا بعيداً عن الخطر، لكنّها لم تنج لتهرب معهما .. هذا كل ما بقي منها .. لامست صورة شقيقتها بحنان وهمست اسمها بألم وشهقت ببكائها الشديد وهي تحتضن الأوراق بقوة إلى جانب سلسلتها التي تحمل صورة والديها أغمضت عينيها تستشعر وجودهم جميعاً قربها يحيطونها بدعمهم ويحتضنونها وهمست ببكاء
_"لماذا لم تأخذونا معكم؟ .. لماذا تركتمونا وحدنا ورحلتم؟ .. أنا تعبت .. تعبت حقاً ولا أعرف كيف سأحميه ... أنا سأخسره لو غادرت وسأخسره لو بقيت .. ماذا أفعل؟"
عقلها لم يتوقف عن تعذيبها منذ أخبرها (ألفريدو) عن ذلك العمل الذي وجده والذي يتطلب منها السفر لإحدى المدن الإيطالية القريبة من العاصمة ... العرض مغري والأجر جيد جداً وخلال وقت وجيز ستتمكن من جمع المال ولن تكتفي بذلك العمل بل ستبحث عن أكثر من وظيفة باليوم .. ستتعب قليلاً أجل، لكنّها ستجمع المال أسرع فالطبيب أخبرها أن حالة (جوليانو) لن تنتظر طويلاً .. لكن .. كيف ستخاطر وتسافر معرضة انكشاف هويتها الحقيقية؟ .. لقد رفضت عرض العمل السابق لنفس السبب .. عاد عقلها يهمس لها أن عملها كعارضة أزياء كان سيجلب لها الشهرة والأضواء وستكون المخاطرة أكبر .. لكنّها ستعمل الآن في مطعم عادي هناك والخطر موجود لكنه بالتأكيد سيكون أقل .. هي يمكنها بالقليل من أدوات الزينة أن تغير شكلها قليلاً ولن ينكشف أمرها، صحيح؟! .. هزت رأسها بخوف .. كلا .. كيف ستترك (جوليانو) وتسافر؟ .. حتى مع وجود (ماريا) والجدة (أنيتا) هي لا يمكنها أن تتركه كل هذه المدة وتسافر .. ستكون هذه أول مرة يفترقان فيها منذ هربا من كورسيكا إلى هذه البلدة المنعزلة .. كيف سيطاوعها قلبها حتى ولو كان هذا في صالحه؟ .. رفعت عينيها للسماء وهمست بدعاء ليلهمها الله الاختيار الصحيح بعد أن أنهكها عقلها البشري القاصر ... بالتأكيد سيلهمها بأي طريق تسير ولن يتخلى عنها .. والدها أخبرها دائماً أن تثق أن الله سيساعدها حتماً أن أخلصت النية والدعاء له وأنها ما دامت حافظت على قلبها سليماً نقياً فحتماً لن يخذلها الله .. وهي الآن لا تدعو سوى من أجل شقيقها .. هل لا تريد أي شيء من هذه الدنيا سوى أن يحفظه الله لها ... لم تشعر بهدوء حدة بكائها الذي تحول لدموع تتساقط بصمت مسحتها ما أن سمعت الطرقات على باب شقتها وأعادت الأوراق والصندوق لمكانه ونهضت لتجيب الطارق والذي لم يكن سوى جارتهما السيدة (ماريانو) والتي هتفت ما أن لمحت بقايا الدموع في عينيها
_"حبيبتي هل كنتِ تبكين؟"
همست بابتسامة ضعيفة
_"لا جدتي (أنيتا) .. أنا بخير لقد كنت فقط .."
تهدج صوتها ولم تتمالك دموعها وعاودت البكاء وهي تلقي نفسها في حضن السيدة العجوز التي هتفت بجزع وهي تراها تنهار وتتخلى عن قناع قوتها .. تحركت لتغلق الباب احتصنتها بحنان وربتت على شعرها وهي تقودها لغرفتها بعيداً عن الصالة الصغيرة التي قد يتسلل منها صوت بكائها ليوقظ (جوليانو) وجلست على الفراش وواصلت تربيتها على ظهرها برفق وهي تهمس لها بكلمات مواسية تهدهدها حتى هدأت دموعها ورفعت عينيها تهمس
_"شكراً جدتي .. شكراً لوجودكِ دائماً جانبنا أنا و(جوليانو) .. مهما حاولت رد معروفكِ لن أستطيع"
ربتت على خدها بحنان وهي تنظر لها بعينين دامعتين
_"ماذا تقولين صغيرتي؟ .. أي معروف؟! .. أنتما لا تعرفان ماذا تعنيان لي أنتِ و(جولي)"
وضمت رأس (آنجيليكا) لصدرها ومسحت على شعرها وهي تهمس من بين دموعها
_"أنتما أعدتما لي طعم الحياة من جديد وكنتما الأمل الذي جعل تلك السنوات تمر عليّ بسلام بعد أن خسرت ولدي الوحيد"
رفعت (آنجيليكا) ذراعيها تحيط بخصرها وهي تدفن رأسها بصدر العجوز التي واصلت
_"تقولين معروف؟! .. أنتِ لا تعرفين بما أنا مدينة لكما به صغيرتي .. مهما فعلت لن أف بديني لكما ولا لوالدكما"
تجمدت (آنجيليكا) وتوقف قلبها للحظة مع كلماتها قبل أن ترفع ذراعيها وتبتعد قليلاً لتنظر للسيدة العجوز بتوجس وهمست بارتجاف
_"أبي؟"
ربتت على كفها بحنان وهي تردد باكية
_"نعم صغيرتي .. والدكِ أسدى لي صنيعاً وأنقذ حياة ولدي سابقاً"
_"ولدكِ؟! .. جدتي لابد أنكِ مخطئة .. إن أبي لم .."
قاطعتها وهي تكمل
_"لست مخطئة صغيرتي .. ابني (ماتيو)، أنتِ تعرفينه جيداً"
شهقت (آنجيليكا) بعنف وتراجعت بارتياع وهتفت
_"ماتـ .. العم (ماتيو) .. (ماتيو ماريانو)؟!"
هزت رأسها وهي تبكي لتهتف من جديد بذهول وهي تستوعب أنهما يحملان نفس اللقب
_"العم (ماتيو) كان ولدك؟! .. كيف؟ .. لا أفهم .. ولكن .. هذا يعني .. أنتِ تعرفين الحقيقة جدتي .. أنتِ تعرفين من أنا و(جوليانو) في الحقيقة؟"
هزت رأسها من جديد وقالت
_"أعرف صغيرتي .. أعرف منذ حضرتما لهذه البلدة وأنا أعرف .. لقد أخبرني (ماتيو) عنكما وأوصاني بكما"
حدقت فيها بعينين متسعتين امتلأتا بالدموع ونهضت من مكانها وهتفت برفض
_"لماذا لم تخبريني بالحقيقة؟ .. لماذا جدتي؟"
رددت بألم
_"لم أستطع بنيتي .. لقد كنتِ خائفة صغيرتي .. كنتِ خائفة من أن يعرف أي شخص هويتكما الحقيقية و(ماتيو) أوصاني أن أجعلكما تتجاوزان الماضي وتتصرفان بطبيعية ... لم أخبركما لأجعلكما تعيشان حياتكما بهويتكما الجديدة كما أوصاني ولدي قبل أن يرحل"
أطرقت (آنجيليكا) مصدومة بما سمعت قبل أن ترفع رأسها تهتف باكية
_"هذا يعني أن تكرهينا جدتي لا أن تعطفي علينا .. أنتِ فقدتِ العم (ماتيو) بسببنا ... هو أخبرني أنه ما لم يتصل بي من جديد فهذا يعني أنه رحل عن هذا العالم .. وأنا أعرف أنهم قد قتلوه بعد أن هربنا أنا و(جوليانو) ... بحق الله أي دين قصدتِه ونحن من حرمناكِ من ابنكِ الوحيد .. كان يجب أن يكرهينا جدتي (أنيتا)"
مدت يدها تجذبها لتجلس جوارها وضمتها إليها وبكت وهي تقول
_"صحيح أنني خسرت ابناً يا (آنجي)، لكنّه منحني حفيدين غاليين قبل أن يرحل .. (ماتيو) كان يعتبركما ولديه صغيرتي .. كان مديناً لوالدكما وأنا أيضاً .. والدكِ أنقذ حياة ابني قديماً ... كان (ماتيو) قد انحرف بحياته وانضم لتلك العصابات اللعينة حين قابل والدكِ الذي غير حياته للأفضل ... كنت قد فقدت الأمل في هداية ولدي، لكنّ والدكِ حقق المعجزة ... ولدي كان سيموت حتماً كمجرم إن واصل عمله مع تلك العصابات، لكنّه بفضل والدكِ عاش ومات بطلاً ... أنا لهذا السبب مدينة لوالدكِ أنه منح ابني فرصة ليحيا بشرف ويموت كبطل لا كمجرم ... (ماتيو) كان يرد دينه بإنقاذكما .. كنتما أغلى عنده من حياته .. لا تعرفي كيف تألم لأنه لم يستطع إنقاذ الجميع .. أنا لست ناقمة ولا .. لست أكرهكما صغيرتي .. أنتما من بقي لي من ذكراه"
بكت (آنجيليكا) بحرقة وهي تحتضنها لتبكيا معاً تتذكران أحباءهما الذين رحلوا .. همست بحرقة وهي تتشبث بها
_"أنا آسفة جدتي .. أنا آسفة"
ربتت عليها بحنان وابتسمت من بين دموعها وهي تهمس
_"هششش .. اهدأي صغيرتي .. لا تتأسفي .. أنا أخبرتكِ فقط لتعرفي أنكِ لستِ وحدكِ ... أنا لست مجرد جارة عجوز تدعينها جدتي تهذيباً .. أنا جدتكِ حقاً صغيرتي وأريدكِ أن تعتبريني كذلك فعلاً .. لا تعتبري أنكِ و(جوليانو) يتيمين ... أنا معكما .. أنا عائلتكما حبيبتي"
هزت رأسها وهي تدفن نفسها بحضنها وهتفت باكية
_"نعم جدتي .. شكراً لكِ .. شكراً لوجودكِ جوارنا دائماً .. أحبكِ جدتي .. أحبكِ كثيراً"
_"وأنا أيضاً صغيرتي .. أحبكِ أنتِ و(جولي) كثيراً"
همست بألم
_"هل سيكون بخير جدتي؟ .. هل سيبتسم لنا القدر قريباً؟"
ربتت على ظهرها وقالت بيقين
_"أنا أؤمن بهذا صغيرتي .. صدقيني .. قريباً سيبتسم لكما القدر وستتأكدين بنفسكِ .. كل شيء سيكون بخير والرب سيساعدكما لأنكما تستحقان صغيرتي"
همست بضراعة
_"يا رب"
أغمضت عينيها وهي تضم نفسها لأحضان السيدة التي حملت لها رائحة عائلتها الراحلة ولأول مرة منذ سنوات تغمض (آنجيليكا) عينيها براحة شديدة وهي تشعر بالأمان وداخلها تردد صوت يخبرها بيقين .. قريباً سيبتسم لهما القدر حتماً وسيستجيب الله لدعائهم.
***********************
انتهى الفصل العاشر
إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم وتعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.