آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          77. متى تذوب الثلوج - سارة كريفن - دار الكتاب العربي (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          299 - اشواق مره - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree970Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-18, 02:38 PM   #251

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل جميل
سؤدد انتى وقعتى وما حدا سمى عليكى وعماد هل نسييته فعلا
بدليل غيرتها على مراد وتصرفه مع الخادمة والسلسة التى تذكره بحبيبته
همسة ونجاتها بفضل وصول مراد فى الوقت المناسب
ماذا يريد سامر منها الحقير
ادم وايف
اتمنى ما تموت ايف فادم لن يسامح نفسه
انجى وجدتها التى اعترفت بانها ام ماتيو
وقلق انجى على اخوها
يسلمووو وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 02:03 PM   #252

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


😂😂😂😂😂 المفروض اننا نصدق ان ايف ماتت و نوزع قعوة سادة على روحها و نقف مع ادم في العزا .... العبي غيرها يا مي و اطلعي بايف جهاز صدمات عمليات محاليل و مضادات خيوية و لو لزم الامر بتر للرجل و انجزي
همسه و المنقذ مراد نعم خير باذن الله هو الاخ مراد مش لاقي شغلانه غير التقطيع على عماد و فهد بصي سؤود انا مقتنعه انها لمراد و نفلسع عماد لكن فهد لهمسة و همسة لفهد قشطات
انجليكا شكل رحلتها لايطاليا هتبقى استراوش الجنزبيل و استرها علينا يارب



rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 06:10 PM   #253

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

أنت ممرمطه الراجل ليه نفسي افهم 😠هتخلصي علي ايفا وتتحولي علي مراد شويه سؤدد وشويه همسه وبعدين حبيبته ايلي رحلت ديه راحت فين البعيده ماتت يعني والا لسه عايشه
بصي بقي كل واحد ياخد حاجته فهد ياخد همسه وعماد ل سؤدد ومراد هاتيله واحده 😒مش كل شويه ينط علي حاجات الناس مش حرامي هوه
وانجيليكا يا عيني عرفيها بقي علي الزفت منذر تعبنالها البنيه مش عارفه تعالج اخوها يا شيخه بقي 😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 01:58 AM   #254

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعاً ... يا رب تكونوا بخير وسلام دايماً
إن شاء الله هنزل الجزء الأول من الفصل الحادي عشر وبإذن الله أنتهي من الجزء الثاني هنزله على طوله .. ممكن بوسط الأسبوع إن شاء الله

الجزء ده طويل وفيه مفاجآت وفيه مفاجأة أنا عارفة إنها هتعجبكم وكنتم منتظرينها من أول الرواية
إن شاء الله يعجبكم الفصل

وبعتذر لو متأخرة في الرد على تعليقاتكم لأني مضغوطة الفترة دي بس بإذن الله برد عليها خلال الأسبوع

أرق تحياتي لكم جميعاً



Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 02:01 AM   #255

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر (الجزء الأول)
توقف قلب (آدم) بين ضلوعه وهو يتطلع إلى وجهها الشاحب وهز جسدها المستكين بقوة وحرك رأسه رفضاً وهو يهمس بارتجاف
_"كلا (إيف) .. لا تذهبي .. لا تفعلي هذا بي .. أنتِ لن تتركينني (إيف) .. أنتِ لن تفعلي هذا بي .. لا"

جاوبه صمتها وشعر بقدميه تخذلانه فسقط أرضاً وهو يحملها وضمها إليه بقوة وهو يهتف بلوعة

_"لا يا (إيف) لا تفعلي هذا بي حبيبتي .. لا تتركيني .. لا ترحلي أرجوكِ ... لا .. ليس أنتِ أيضاً"

لم يشعر بدموعه التي خانته وقد شعر بقلبه يتفتت دون رحمة، ليدفن وجهه في عنقها ويبكي وهو يهمس بوجع شديد

_"أنا أحبكِ (إيف) .. لا تفعلي هذا بي .. أنا آسف حبيبتي سامحيني أرجوكِ .. لا ترحلي .. لا تذهبي وأنا سأغفر لكِ كل شيء .. أرجوكِ"

حاول النهوض معنفاً نفسه أن ينهض ويبحث عن النجدة وأنها لازلت تتنفس حتماً .. هي لن تتركه بعد أن وجدها أخيراً .. شعر أن جسده مكبلٌ، ولم يستطع سوى أن يحتضنها بكل ما يملك يتوسلها أن تفتح عينيها ليغفر لها .. ليغفرا لبعضهما وينسيا كل شيء، انتفض فجأة عندما أحس بها تحرك رأسها بضعف من جديد ليبعدها قليلاً وهو يهتف باسمها، ليجدها لا زالت مغمضة العينين لكنّ قلبه عاد ليبض بكل قوته وهو يراها تحرك رأسها مرة أخرى وشعر بأنفاسها تردد بضعف شديد فهتف وهو ينهض من مكانه بسرعة وقد عادت له أنفاسه

_"ستكونين بخير (إيف) .. ستكونين بخير .. لن أسمح لكِ بالرحيل أبداً، هل تسمعين؟ .. أبداً"

عاد مسرعاً ليدخل البيت وتحرك في اتجاه غرفته الخاصة ووضعها على الفراش واتجه مسرعاً نحو دورة المياه الملحقة بها وفتح الماء ليملأ حوض الاستحمام وعاد إليها وحملها ليضعها برفق في الماء ليتخلص من الحمى، فانتفضت بخفوت وهي تتأوه بضعف ليحتضنها وهو يردد

_"لا بأس حبيبتي .. لا بأس .. ستكونين بخير"

تحرك ليجلب هاتفه وضرب أحد الأرقام وجسده يرتجف بتوتر وخوف شديد ولم يكد يسمع صوت محدثه الناعس حتى قاطعه هاتفاً

_"(خالد) .. هل عادت زوجتك من السفر؟ .. هل هي معك الآن؟"

صمت (خالد) لحظة قبل أن يهتف بحدة ساخرة

_"هل تتصل في هذه الساعة لـ .. "

قاطعه هاتفاً بجنون

_"تباً (خالد) أعطيني زوجتك حالاً"

تنفس صديقه بقوة وقال بتوجس

_"ما الأمر (آدم)؟ ماذا فعلت بالضبط؟ .. هل .. "

قاطعه بصوت مرتجف وهو يصب بعض الماء على شعر (سيلين) التي كانت ترتعش لتزيد من رعبه

_"أرجوك .. أنا أحتاج مساعدة (سمر) ... أعطيها الهاتف أرجوك"

أدرك (خالد) أن الوضع أخطر مما يتخيل فهتف ينادي زوجته وسمع (آدم) بعض الأصوات على الجانب الآخر قبل أن يأتيه صوتها تسأله

_"مرحباً (آدم) .. خيراً ما الأمر؟"

هتف بسرعة يشرح لها حالتها ومدى سوء جرحها وقال وهو ينهي كلامه

_"لا أعرف إن كانت ستحتمل الطريق للمشفى ... أنا بالبيت الكبير بالبلدة والمشفى بعيدة جدا ولا أعرف ماذا أفعل؟"

هتفت فوراً بارتياح

_"أنت بالبلدة الآن!! هذا جيد جداً .. (كريم) يستطيع أن يساعدك إذن"

خفق قلبه بترقب وراحة وهو يتذكر ابن عمها الطبيب بينما تابعت

_"لحسن حظك (كريم) موجود بالبلدة الآن ... المسافة بينكما ستأخذ بضع دقائق و يمكنك أن .."

قاطعها وهو يلقي نظرة قلقة عليها واقترب قليلاً يحتضن رأسها المبتل إلى صدره ويمسح على شعرها يحاول تهدئة رجفتها

_"لا أستطيع أن أغادر بها الآن ولا يمكنني أن أتركها وحدها (سمر) أخشى أن ..."

قطع جملته وقلبه يخفق بألم لتقول بتفهم

_"حسناً (آدم) لا تقلق سأتصل به وأخبره بالوضع ... سيكون عندك خلال دقائق .. استمر أنت بخفض حرارتها وابحث في البيت قد تجد دواءاً خافضاً للحرارة"

_"حسناً"

سمع على الجانب الآخر صوت (خالد) يهتف في نزق

_"كنت أعرف أنه سيتسبب بمصيبة"

سمعها تهمس لصديقه تؤنبه وتخبره أن يصمت قليلاً، قبل أن تقول

_"حسناً (آدم) .. سأتصل بـ(كريم) وسألحق بكما أنا و(خالد)"

ودعته ليغلق الهاتف ويسرع ليخرجها من الماء ولفها بمنشفة كبيرة وجفف جسدها برفق قبل أن يحملها إلى الفراش ووضعها عليه برفق وجلس جوارها وتحسس جبينها بقلق .. لا زالت حرارتها مرتفعة .. اندفع خارجاً يبحث عن صيدلية الدواء التي اعتادوا الاحتفاظ بالأدوية بها رغم قلة تواجدهم بالبيت لكن تحسباً لحدوث أي طاريء .. يا إلهي وأي طاريء الآن!! .. عثر أخيراً على غايته وعاد إليها مسرعاً وقد جلب كوباً من الماء .. جلس جوارها ورفع جسدها إليه وأسندها لصدره وهو يقول بصوت مرتجف وهو يضع حبة الدواء بين شفتيها

_"(إيف) حبيبتي .. افتحي فمكِ حبيبتي .. هيا.. ساعديني"

بصعوبة استطاع وضع الدواء بفمها وساعدها على ارتشاف الماء ليشعر بها ترتجف من جديد وحركت رأسها بصعوبة فوق صدره وسمعها تأن بصوت ضعيف جداً وهي تهمس

_"برد .. أشعر بالبرد (آدم) .. احتضني أرجوك"

احتضنها بقوة وسمعها تهمس من بين هذيانها

_"لا تتركني (آدم)"

ضمها أكثر وهو يردد بألم

_"أنا هنا (إيف) .. لن أترككِ حبيبتي .. ستكونين بخير أعدكِ"

حرك كفيه يجفف جسدها جيداً بالمنشفة وأعادها لترقد على الفراش وتحرك يبحث في الغرف الخاصة بالفتيات عن ثياب بمقاسها .. التقط إحدى البيجامات وعاد إليها ليبدل لها ثيابها المبتلة وبيدين مرتجفين أزال الثوب القديم الذي سبق وألبسها إياه وتوقف لحظة ويداه تلامسان بشرتها العارية وابتلع لعابه في صعوبة حسناً هي لا زالت زوجته ولا حرج من أن يبدل ثيابها، صحيح؟! .. تبا (آدم) هل هذا وقته؟! .. تنفس بقوة وحركها ليصبح وجهها مدفوناً في صدره وتحركت يده للخلف ليفك سحاب فستانها، قبل أن يخفض الحمالات عن كتفيها ليصبح نصفها العلوي عارياً إلا من ثيابها الداخلية فأسرع يلبسها سترة البيجامة وعدل جسدها قليلاً ليتمكن من غلق الأزرار حين توقفت يده فجأة عندما استشعر الشيء المعدني الصغير الذي اصطدم بها وخفق قلبه قوة وهو يمسكه بيده ليرفعه لعينيه .. كانت السلسلة التي ترتديها حول عنقها والتي كان يختفي معظمهما أسفل الفستان لذا لم يكن قادراً على رؤيتها حتى الآن .. ازدادت نبضاته قوة وهو ينظر إلي كفه حيث استقر خاتماً كان يعرفه جيداً .. كان خاتم زواجهما .. ذلك الذي يحمل اسميهما والذي قدمه لها يوم اعترف بحبه لها وطلب يدها .. لماذا لا زالت تحتفظ به؟! .. بل لماذا ترتديه حول عنقها؟! .. هي أخبرته أنها لم تحبه أبداً وأن كل ما حصل بينهما كان مجرد لعبة من جانبها وأنها كانت تتسلى لبعض الوقت، ولم يعد هناك داعٍ لاستمرار هذه اللعبة بعد أن سأمتها .. أخبرته أن تلك كانت أكثر لعباتها متعة .. لماذا إذن لا زالت تحتفظ بخاتمه وتحمله قرب قلبها؟! .. إن كان لا يعني لها شيئاً .. عادت همساتها لعقله وهي تخبره أنها انتظرته طويلاً .. أكثر مما فعل هو .. ماذا يعني هذا .. هل كانت تقصد بانتظارها له الأيام القليلة الماضية أم .. السنوات الطويلة التي فرقتهما؟! ... يالله عقله يكاد ينفجر .. انقبضت كفه حول الخاتم بقوة قبل أن يتركه وهو يهز رأسه بقوة .. فليركز الآن على نجاتها وعندها سيكون بينهما حديث طويل جداً .. أكمل تغيير ثيابها ووضعها من جديد فوق الفراش وأسرع يحضر وعاءاً ملأه بالماء وقطعة قماش واصل تغييرها كل برهة وتمريرها على جبينها وذراعيها ليخفض حرارتها وعيناه تتأملانها بحزن شديد بينما يتذكر أياماً مماثلة كان يجلس قربها يرعاها أثناء مرضها .. همس لها بأسى

_"كيف وصلنا إلى هنا (إيف) .. ماذا فعلتِ بي؟ .. بل ماذا فعلنا ببعضنا؟"

تنهد وهو ينظر لساعته وهمس بقلق

_"تباً (كريم) .. لماذا تأخرت؟"

لم يكد ينتهي من كلماته، حتى سمع صوت سيارة بالخارج فاندفع بقلبٍ مرتجف ولم يكد يغادر الباب الرئيسي حتى قابله وجه (كريم) القلق وهو يحمل حقيبته الطبية وهتف ما أن رآه

_"مرحباً (آدم) .. لقد أخبرتني (سمر) عن الوضع .. أين هي؟"

أشار له وهو يرافقه للداخل

_"من هنا ... أعتذر يا (كريم) لإزعاجك بهذا الوقت المتأخر .. لم أعرف ماذا أفعل و(سمر) أول من خطر ببالي لذا .."

قاطع كلماته المتسارعة وهو يتحرك معه للداخل بسرعة

_"اهدأ يا (آدم) .. لا بأس .. هذا عملي يا رجل وجيد أنني كنت بالقرب .. دعني أرى ما يجب عمله"

تقدمه للغرفة التي ترقد بها وقال

_"إنها هنا .. حرارتها انخفضت قليلاً، لكنها لا زالت فاقدة الوعي"

لمح الدهشة على وجه (كريم) ما أن وقعت عيناه عليها والتي ألقاها جانباً بسرعة وعملية وهو يضع حقيبته فوق الفراش وأخرج أدواته الطبية ليقوم بعمله .. فحص معدلاتها الحيوية ثم جرحها الملتهب أمام أنظار (آدم) الذي كان يفرك يديه بتوتر شديد ازداد وهو يراه يقطب حاجبيه وهو ينظر للجرح .. شعر بأعصابه تكاد تفلت وهو يراقب ما يفعله واحتمل الدقائق التي مرت وهو يتعامل مع الجرح قبل أن يخرج من حقيبته جهازاً وريدياً وأمسك كفها ليركبه في وريدها وراقبه بترقب قبل أن ينتبه له وهو يشير إليه أن يحضر حامل الملابس الخشبي فأسرع ينفذ الأمر وتحرك (كريم) بعدها ليعلق علبة السائل المغذي بالحامل الخشبي وحقن داخلها بعض الأدوية وعاد ليجلس على المقعد المجاور للفراش وراقب للحظات الوتيرة التي تنساب بها قطرات السائل إلى عروقها قبل أن يلتفت لـ(آدم) الذي جلس جوارها على الفراش وأمسك يدها بين كفيه المرتجفين وراقبه باهتمام لبرهة قبل أن يقول

_"يجب أن تذهب للمشفى"

رفع عينيه إليه بفزع ليقول

_"ستكون بخير .. لكنها تحتاج للمشفى .. لو كنت تأخرت أكثر من هذا كانت ستموت حتماً"

لمح انتفاضة مرت بجسد (آدم) ورأى ارتعاشة كفيه اللتين انقبضتا أكثر على كفها، فتنهد قائلاً

_"جرحها للأسف كان يحتوي على قطع صغيرة من الأخشاب والزجاج وهذا تسبب في التهابه سريعاً وهو ما تسبب لها بكل هذا، لكن هذا ليس كل شيء"

صمت لحظة مرت على (آدم) المرتعب دهراً كاملاً قبل أن يقول وهو ينظر لها بأسف

_"حالتها الجسدية سيئة جداَ .. وعلامتها الحيوية كانت متردية .. بالنظر لوضعها فيبدو أنها لم تحصل على أي طعام أو شراب لأيام ... إنها معجزة أنها بقيت على قيد الحياة بوضعها هذا حتى اللحظة"

أطرق (آدم) رأسه وهو ينظر لها بعين معتمتين وغصة رهيبة تقف بحلقه وسمع (كريم) يقول وهو يراقب تعابير وجهه ملياً

_"(آدم) .. أعرف أنه ليس من حقي التدخل في حياتك، لكن .. (سمر) قالت أنها زوجتك .. هل هي زوجتك فعلاً؟"

تنهد بقوة وأومأ برأسه دون أن يرفع عينيه له ليقول (كريم)

_"حسناً .. هل لك يد في حالتها هذه؟"

ازدادت الغصة بحلقه ونظر له بعينين تحملان ذنباً رهيباً ليتنفس بقوة وكاد ينطق لولا أن تحركت شفتا (آدم) وهو يهمس

_"لن أعفي نفسي من الذنب .. أنا أوصلتها لهذه الحالة .. كانت وحدها ولم أعرف أنها أصيبت .. لقد وصلت لأجدها فاقدة الوعي وتحترق من الحمى .. ظننت لوهلة أنها ماتت وتركـ .."

قطعت جملته فجأة ليتنهد (كريم) مفكراً .. من الواضح أن الأمر أكبر مما يبدو أمامه .. متى تزوج (آدم) أصلاً بعد وفاة زوجته ... هو يعرفه منذ سنوات بحكم أن عائلتيهما تعودان لنفس البلدة وكان بين جده وجد (آدم) علاقة جيدة .. و(آدم) كان حلقة الوصل في زواج (سمر) بصديقه المقرب حين التقيا بحفل زفافه هو و(ربا) .. تنهد وهو يتذكر (ربا) بأسى .. كانت فتاة مميزة للغاية ولا زال يتذكر أن كل من يعرفونها بالبلدة بكوا من أجلها عندما وصلهم خبر وفاتها ... متى تجاوز (آدم) صدمته القريبة بوفاتها وتزوج من جديد .. لقد رأى بعينيه كيف كانت حالته يوم العزاء .. نظر له وهو يحتضن يد مريضته الغامضة بملامحها الأجنبية الواضحة ... حسناً هو هنا ليقدم المساعدة لا ليتدخل فيما لا يخصه خصوصاً أن علاقته هو و(آدم) ليست قوية .. تنهد وهو يهز رأسه وأمسك كفها يفحص نبضها من جديد ليسمع (آدم) يقول بتردد

_"هل .. هل يمكن أن أطلب منك معروفاً آخراً (كريم)؟"

أومأ بتأكيد ليزفر (آدم) بقوة ويقول

_"أرجو ألا يعرف أحداً بهذا الأمر .. أنت تعرف البلدة والشائعات التي يحلو للناس ترديدها"

_"ما الذي تقوله (آدم)؟ .. بالطبع يا رجل .. أنا لا أخرج أسرار مرضاي على أي حال"

قال معتذراً

_"أعتذر(كريم) .. ما قصدته فقط أن ..."

_"لا بأس أنا أتفهمك يا رجل"

زفر (آدم) بقوة وهو يقول

_"لقد أخطأت من البداية حين أحضرتها هنا ... لم أتصور أن كل هذا سيحدث"

بدا لـ(كريم) أنه قد شرد ونسي وجوده وهو ينظر لوجهها الشاحب وهو يهمس

_"كان يجب أن أعرف أنها عنيدة وستفعل أي شيء لتجعلني أندم حتى لو كان موتها المقابل"

قطب (كريم) في حيرة وهو يتأملهما ... يبدو آدم غارقاً في حب تلك المرأة .. لكنه يبدو حباً بائساً .. ذلك النوع من الحب الذي يحطم القلب لكنك لا تملك أن تنتزعه من قلبك وتتحرر من ألمه .. تنهد بأسف وهو يذكر نفسه من جديد أن يركز بعمله ولا يسمح لفضوله بالتدخل فيما لا يخصه .. انتفض الاثنان على صوت هاتفه فالتقطه مسرعاً وأجاب

_"نعم (سمر) ... أنا معهما الآن .. جيد .. أنا أنتظر قليلاً حتى تتحسن معدلاتها الحيوية لتتمكن من السفر .. لا .. لا أعتقد .. لا داعي لسيارة الاسعاف .. لن تحتاجها على أي حال .. فقط جهزي كل شيء لاستقبالها بالمشفى الذي تعملين به ... سنكون عندكِ خلال بضع ساعات .. حسنا عزيزتي لا تقلقي"

أغلق معها ونظر لـ(آدم) المترقب في قلق وابتسم قائلاً

_"لا تقلق (آدم) .. هي ستكون بخير وستحتمل الطريق حتى المشفى .. لقد حقنتها بمضاد حيوي ومسكن ومضاد للالتهاب والسائل المغذي سيعوض حالة الجفاف التي أصابتها نتيجة الجوع والعطش الأيام الماضية .. ستبقى تحت الملاحظة بالمشفى لأيام حتى تتحسن"

همس بخوف وهو ينظر نحو جرحها

_"ماذا عن الجرح؟ .. هل سوف يحتاج .. أعني هل سيـ "

تقطع صوته وابتلع غصته بصعوبة ليقول (كريم) بتفهم

_"لا تخف .. لم تصل الأمور لهذا الحد .. الجرح التهب صحيح لكنه سيحتاج علاجاً مكثفاً لا أكثر .. الحمد لله أنك وصلت قبل أن يسوء الوضع أكثر"

ردد داخله بندم شديد ... أكثر من هذا .. لقد كاد يتسبب بموتها .. ماذا جنى من رغبته اللعينة في الانتقام؟ .. هاهو يتجرع الألم أسوأ بكثير مما شعر حين تركته .. حين أخبرته أنه لم يكن أكثر من لعبة تسلت بها حتى سأمتها ... أكثر مما شعر حين سرقت قطعة منه وهربت ... أكثر حتى من طعنتها الأخيرة والأبشع حين أرسلت أولئك الرجال لقتله ووقفت بعيداً تراقبه وهو يموت بين أيديهم ... تنهد بقوة وهو ينظر لها ... كيف بعد كل هذا تقول أنها كانت تنتظره؟ ... كيف لا زالت تحتفظ بخاتمه؟ ... لم يعد واثقاً من أي شيء ... ما هو واثقٌ منه الآن هو أنه رغم كل ما فعلت لا زال يحبها .. وأنه لن يتركها تبتعد عنه مجدداً .. مهما كان ما ينتظرهما في الأيام القادمة ومهما كان ما ارتكبته بالماضي في حقه فهو لن يحررها أبداً .. هو يؤمن الآن أن قدريهما مرتبطان وأنهما رغم كل الغضب والكراهية والألم والطعنات التي وجهاها لبعضهما .. رغم كل هذا مصيراهما مرتبطان للأبد

***********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 02:05 AM   #256

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنهد (راجي) بقوة وهو يقلب صفحات الكتاب بشرود بينما عقله لا زال يفكر في صديقه الذي غادر منذ فترة بمجرد أن أوصل أخت صديقهما التي لم تتوقف عن ثورتها الجنونية منذ استيقظت لتكتشف أن (مراد) أحضرها إلى هنا بدلاً أن ينفذ طلبها منه ويوصلها لأسرة (رضوان) واتهمته أنه استغل غرقها في النوم بالسيارة وخدعها ليحضرها رأساً لهذا المكان ولم تهدأ إلا عندما تدخل هو بعد أن وجد (مراد) يكاد يفقد أعصابه مع صراخها المستمر وأخبرها أن (عماد) سيصل بعد قليل وأنه عرف أن (سامر) سيحاول التعرض لها مجدداً لذا أمر بحراستها وأن (مراد) تدخل في اللحظة الأخيرة لينقذها وعليها أن تكون ممتنة له وتنتظر حتى يأتي (عماد) ليتناقشا بعقلانية كما تريد .. ضحك بخفوت وهو يتذكر النظرة القاتلة التي وجهتها لصديقه قبل أن تزفر بحنق وتتحرك بخطوات عنيفة نحو الغرفة التي استيقظت لتجد نفسها بها .. تنهد وهو يشرد من جديد نحو صديقه الذي وقف للحظات ينظر حيث اختفت بعينين غائمتين جعلتاه يشعر بالقلق قبل أن يخبره أنه يجب أن يذهب .. فكر بأسى ربما ما حدث اليوم ذكره بجرحه الذي لم يندمل حتى اليوم .. (مراد) لم ينس ولا يعتقد أنه سيفعل يوماً وقطب مفكراً .. ربما صديقه في حاجة لامرأة تمحو بلمستها ذلك الجرح الغائر داخله .. التفت في اتجاه الغرفة التي ترقد بها (همسة) .. تلك الفتاة تشبه (سارة) كثيراً .. حسناً .. ليس شكلاً، لكنها تشبه روحها العنيدة والمليئة بالحياة والمغامرة .. من حديث (عماد) الدائم عنها ونبرة الفخر التي لطالما صبغت كلماته وهو يتحدث عن مغامراتها المجنونة وما رآه من جنونها قبل قليل جعله يدرك كم تشبه (سارة) .. حتى في رقتها الشديدة وجسدها الصغير .. ربما هذا ما ذكره بـ(سارة) الآن وجعله بائساً بهذه الطريقة .. ربما يمكنها أن تساعد صديقه ليتجاوز ألم فقده لـ(سارة) .. تنهد بحرارة قبل أن ينتبه لحركة المفتاح بالباب والتفت ليجد صديقه الآخر يدلف بوجه مرهق فنهض مبتسماً باتساع واتجه ليقابله بمنتصف الردهة الصغيرة واحتضنه بقوة وهو يقول

_"حمداً لله على سلامتك (عماد).. كيف كانت رحلتك يا صديقي؟"

تنهد (عماد) بتعب شديد وهو يقول

_"كما لك أن تتوقع .. مليئة بالمتفجرات"

ضحك بقوة ليضرب (عماد) كتفه قائلاً

_"بينما كانت رحلتك أنت مليئة بالإثارة أيها العابث"

ضحك وهو يغمز بعينه ليقول (عماد) وهو يهز رأسه

_"يوماً ما ستموت بجرعة زائدة من هذه الإثارة ... ترفق بنفسك قليلاً وتوقف عن العبث وابحث لنفسك عن فتاة لطيفة واستقر"

وضع يه على قلبه بطريقة مسرحية وقال

بمرح

_"لا يا رجل .. أنا سأحافظ على عذوبيتي حتى آخر حياتي"

هز (عماد) رأسه مبتسماً وهو يتحرك ليجلس على المقعد الذي كان يحتله (راجي) وقال وهو يلتفت بناظريه حوله

_"هل هي هنا؟ .. هي بخير؟"

أومأ مجيباً

_"إنها بخير .. لا تقلق .. لو رأيتها وهي تتشاجر مع (مراد) لعرفت أنها بخير تماماً"

سأله بقلق

_"تشاجرت معه؟ .. لماذا؟"

رمقه بنظرة مترددة قبل أن يجيبه

_"كانت غاضبة لأنه أحضرها هنا ولم ينفذ طلبها ويذهب بها إلى"

قطع جملته بتردد ليهتف به في نفاذ صبر

_"إلى أين؟ .. لماذا توقفت؟"

تنفس بقوة قبل أن يرد

_"إلى بيت (هشام رضوان)"

هتف بارتياع وعقله يسترجع كل حديثه مع (فهد) قبل ساعات

_"ماذا؟ .. (هشام رضوان) .. لماذا؟ .. ما الذي جعلها .."

قطع جملته وهو يفكر برعب .. هل عرفت أنها تنتمي لتلك العائلة .. لا كيف ستعرف .. (فهد) قال أن كل ما قاله (سامر) أنها ليست أختهما وأن (هشام) من ادعى أنها ابنة عمه .. تباً لهما .. كلاهما كاذبان .. لماذا صدقت (سامر) وهي تعرف أنه سيفعل أي شيء ليجرحها .. ربما يكون (هشام) من خطر بتفكيرها وهي تجد نفسها وحيدة بمدينة غريبة لا تعرف إلى من تلجأ بعد أن تخلت عن الشخصين الوحيدين اللتين يهتمان لها .. وبما أنها سبقت وساعدته ليصل لخطيبته فربما توقعت مساعدته بالمقابل ... جيد أن (مراد) وصلها قبل أن تذهب إلى عائلة (رضوان) و الأهم أنه أنقذها من أولئك الأوغاد ... تباً (سامر) لقد تجاوزت حدودك حقاً .. لقد تجرأت وآذيت (همسة) وأنت تعرف مكانتها عندي .. هذا الخطأ بالذات لن أغفره لك وحسابك سيكون عسيراً .. فلتنتظر قليلاً وسأجعلك تعض أصابعك ندماً أنك فكرت لحظة في أذيتها ... انتبه فجأة على صوت (راجي) يناديها فالتفت له وسمعه يقول

_"أنت بخير؟ .. ماذا يجري معك (عماد)؟ .. هل كل شيء على ما يرام؟"

هز رأسه وقاوم حرب الأفكار القلقة داخله وهو يسأله

_"أين (مراد) بالمناسبة؟ .. أخبرته أن ينتظرني لنناقش خطتنا القادمة"

تنهد (راجي) بطريقة جعلته يقطب في قلق

_"ماذا حدث؟ .. أين هو؟"

همس بأسى

_"قال أنه ذاهب لزيارة (سارة)"

اتسعت عينا (عماد) بقلق وهو يردد بخفوت

_"(سارة) .. ما الذي جعله يفكر في زيارتها الآن وبهذا الوقت المتأخر؟"

ونظر للتقويم متابعاً

_"ليست ذكراها السنوية حتى"

ردد (راجي) بأسف وهو يتذكر حالة صديقه حين غادر

_"هو لم ينسها يوماً (عماد) حتى ولو لم يأت على ذكرها أمامنا .. أعتقد أن إنقاذه (همسة) اليوم ذكره بها .. لا زال يُحمِل نفسه ذنب فشله في إنقاذها وأنها ماتت بسبب عمله بالشرطة"

تنهد (عماد) بقوة وهو يفكر في ذلك الحادث الذي دمر حياة (مراد) والذي فقد فيه زوجته بعد اختطافها من إحدى العصابات التى كان يتولى التحقيق بشأنها وعندما كاد يصل إلى ما سيقضي عليهم ويلقيهم جميعاً خلف القضبان اختطفوها ليساوموه بها لينتهي الأمر بقتلها أمام عينيه وكاد هو يلحق بها لولا أن وصل رفاقه في اللحظة المناسبة لنجدته .. زفر بأسى .. للأسف هو لم يكن معه حين حدث كل هذا ولم يكن بجواره حين قضى أشهراً غائباً عن الوعي وأشهراً أخرى يخضع للعلاج النفسي ليتجاوز صدمته بموتها ليعتزل بعدها عمله بالشرطة واعتزل الحياة بعدها تماماً في بيت منعزل ببلدة بعيدة عن العمران حتى وصل إليه بعد عناء وتحدث معه وبصعوبة تمكن من إعادته للحياة ولشغفه أو هكذا ظن .. لا زال (مراد) يغلق على قلبه ذلك الجرح البشع وتلك الواجهة المبتسمة التي يرسمها أمامهما .. زائفة

انتبه لصوت (راجي) يردد

_"أنت لم تر (سارة) يا (عماد)، لكنني فعلت ... كانت فتاة رائعة .. ربما لو قابلتها أولاً أو قابلت نسخة منها لتخليت عن عذوبتي من زمن طويل"

قالها وهو يبتسم بأسى

_"كانت مرحة وقوية ومليئة بالحياة والمرح ... لقد أعادت الحياة لقلب (مراد) بعد أن خانته حبيبته الأولى وتخلت عنه لتتزوج من شخص ثري .. (سارة) جعلته يستعيد ثقته بنفسه ويثق بها بعد أن أقسم أنه لن يثق بامرأة أبداً أو يفتح لإحداهن قلبه مجدداً"

استمع له بحزن وهو يتابع

_"كنت أراقب عودته لطبيعته وابتسامته من جديد وكنات ممتناً لها على ما تفعله من أجل صديقي .. موتها لم يكن صدمة له وحدها بل لي أنا أيضاً"

صمت محاولا التخلص من الغصة التي توقفت في حلقه.ليتابع بعدها

_"ليس سهلاً أن ينسى الرجل منا امرأة مثلها .. كنت أفكر قبل قليل أن (مراد) يحتاج لامرأة أخرى تعيد له الحياة لكن الآن بعد تفكير .. لا أعتقد أن إحداهن ستسطيع أن تحقق المعجزة"

عاد ذلك الكابوس الأحمق لعقل (عماد) فهز رأسه بقوة يطرده وهو يفكر .. هو أحمق ليفكر بشيء كهذا .. لا ذنب لـ(مراد) بمخاوفه اللا عقلانية .. هو يعرف سبب خوفه وتشتته .. رباه يشعر أن عقله سينفجر لو استمر في ما يفعله .. تنهد بقوة ليسأله (راجي)

_"أنت بخير؟ .. تبدو متعباً .. لماذا لا ترتاح قليلا؟ .. سأخبر (همسة) أنك ستتحدث معها عندما تستيقظ"

هز رأسه نفياً وقال

_"لا .. أنا بخير .. سأتحدث معها قبل أن أنام .. لن أشعر بالراحة قبل ذلك .. سأغتسل أولاً وأزيل كل هذا .. لا أريدها أن تراني هكذا وتفتح تحقيقاً لن أنتهي منه أبداً"

ضحك وهو ينهض قائلاً

_"حسناً .. سأطلب طعاماً للعشاء ريثما تنتهيان من حديثكما وربما يكون (مراد) قد عاد ونتعشى معاً"

ابتسم ممتناً وتركه متحركاً نحو غرفته الخاصة وراقبه (راجي) بعينين قلقتين وهو يلمح حركاته البطيئة وتنهد وهو يلتقط الهاتف ليطلب الطعام .. كلا صديقيه يحمل ألمه الخاص ولا يبدو أن أحدهما سيبرأ في القريب العاجل .. ردد قلبه دعاءاً خالصاً لكليهما أن تنتهي معاناة قلبيهما بعد كل هذه السنوات من الألم ... بعد دقائق قليلة كان (عماد) يغادر غرفته وهو يحمل منشفة صغيرة بيده يجفف بها وجهه وشعره وقال بصوت مجهد

_"ألم يصل الطعام بعد؟"

ضحك وهو يهز رأسه نافياَ وفتح فمح ليلقي بمزحة، لينتبه كلاهما لصوت الباب يفتح فالتفتا إلى حيث كانت (همسة) تغادر الغرفة وهي تتمتم بصوت ناعس

_"حتى متى ستحبسونني هنا؟ .. متى سيأتي (عماد) و .."

توقفت كلماتها واتسعت عيناها وهما تقعان عليه واختفي النوم من عينيها تماماً وهي تهمس اسمه بخفوت بينما يبتسم لها في حنان واندفعت نحوه هاتفة اسمه في اشتياق لتتوقف في منتصف المسافة وتتطلع إليه بألم شديد وهي تهمس داخلها .. لم يعد من حقك (همسة) .. لم يعد من حقك .. شهقت بقوة عندما قطع (عماد) المسافة بينهما في خطوتين ليشدها إليه بقوة وفي ثانية وجدت نفسها غارقة في حضنه القوي وسمعته يهمس براحة

_"أنتِ بخير أميرتي .. أنتِ بخير حمدا لله"

لم تكد تشعر بذراعيه حولها، حتى غشيت الدموع عينيها وهي متجمدة بين ذراعيه للحظات قبل أن تنفجر بالبكاء بعنف شديد ورفعت ذراعيها تحيط خصره تتمسك به بقوة .. يا الله .. لم تعرف أنها كانت تحتاجه هكذا .. كانت في حاجة لهذا الحضن .. اشتدت ذراعاها حوله بينما يضمها إليه بقوة أكبر هاتفا بألم

_" لا تفعلي هذا مرة أخرى (همسة) .. لقد كدتِ تقتلينني رعبا حبيبتي .. كنت خائفاً أن يصيبك مكروه وأنا بعيد عنك .. إياكِ أن تكرريها أبداً مرة أخرى"

ازداد بكاؤها وهي لا تتوقف عن ترديد اسمه مرفقاً بكلمة آسفة ولم ينتبها في حالتهما هذه لـ(راجي) الذي رمقهمها بشفقة قبل أن يتحرك نحو غرفته ليترك لهما بعض الخصوصية، بينما استمر (عماد) واقفا يحتضنها محتوياً انفجار مشاعرها وقلبه ينفطر لألمها دون أن يتوقف عن توعد (سامر) مراراً على كل هذا الألم الذي سببه لها ... أبعدها بعد لحظات بعد أن شعر بهدوء حدة بكائها وتحرك وهو يحيط كتفها بذراعه واتجه ليجلس على الأريكة وأجلسها على ساقه كما اعتاد أن يفعل وهي صغيرة وضم رأسها لصدره بينما يقول بصوت متحشرج من الألم

_"أنتِ بخير صغيرتي؟"

هزت رأسها بضعف وعادت دموعها لتسيل بخفوت ليشعر بدفء بللها على ثيابه فتنهد بقوة وربت على شعره بحب وهو يقول

_"كل شيء سيكون على ما يرام أميرتي أعدكِ .. و(سامر) سيعرف حسابه جيداً ليتعلم ألا يردد تلك الأكاذيب مرة أخرى"

رفعت رأسها تنظر له بعينين مذبوحتين ألماً وهي تردد

_"لم يكذب يا أخـ ... (عماد) .. هو لم .."

قاطعها لائماً

_"لماذا لم تكمليها (همسة)؟ ... قوليها .. أخي"

لكنك لس

هتف مقاطعاً إياها بحدة

_"أنا أخوكِ الكبير (همسة) .. انظري إلي .. أنا (عماد) .. أخوكِ وسأظل هكذا حتى آخر عمري ولا شيء أبداً سيغير هذه الحقيقة، هل تفهمين؟"

_"لكن أخي .. (سامر) قال .."

هتف بعنف

_"تباً له ... ذلك الكاذب"

انتفضت مع هتافه ليضمها إليه ويردد

_"آسف صغيرتي .. لم أقصد إفزاعكِ .. صدقيني (همستي) .. لقد كان يكذب عليكِ ليؤلمكِ فقط .. بالتأكيد عرف أنكِ ساعدت (هشام) ولذا كان يعاقبكِ بهذه الطريقة و"

قاطعته هامسة وهي تنظر في عينيه برجاء شديد

_"أريد إجراء تحليل الحمض النووي"

اتسعت عيناه وتجمد وهو يتطلع فيها بذهول لترتجف وهي تهمس

_"لن أرتاح حتى أتأكد"

خفق قلبه بعنف وهو يستوعب ما تطلبه .. لا يمكنها أن تطلب شيئاً كهذا .. (همسة) صغيرته .. ابنته التى رباها هو ونشأت على يديه .. هو وحده اعتنى بها وهي طفلة لم تتم بعد السنوات الخمس .. حاولت أمه التخلص منها بعد موت أبيه لكنه وقف لها بعنف وأقسم لها أنها لن تعرف له مكاناً لو مدت يدها لها بسوء ... طفلته التي كانت تبكي حتى يعود ويحتضنها لتتوقف عن البكاء .. لم تكن تنام براحة إلا في فراشه وتلجأ لحضنه بحثً عن الدفء .. هي لم تعرف لها أباً سواه .. لا .. (همسة) ليست أخته فعلاً .. هي ابنته .. ابنته هو ولن يغير أحدهم هذه الحقيقة أبدا .. ولا ألف تحليل ولا أي عائلة ستظهر من اللا شيء لتطالب بملكية مزعومة لها .. هو لن يتخلى عن ابنته أبداً ولا لأي شخص .. انتبه على لمستها لخده ويدها المرتجفة كصوتها الذي تردد هامساً برجاء أكبر

_"أرجوك (عماد) .. أنا أتمزق منذ أخبرني (سامر) بالحقيقة .. هو لم يقل أنني لست ابنة (عزت اليزيدي) فقط، بل قال أن من اعتقدته أبي دوماً وأحببته إنما هو في الحقيقة"

تهدج صوتها وصمتت لحظة بينما شتم هو بقهر وسمعها تتابع ببكاء شديد

_"هو قاتل أبي الحقيقي"

غرس أصابع كفيه في شعرها ليرفع رأسها لتواجهه وهو يردد من بين أسنانه بحزم

_"أخبرتكِ أنه كاذب .. هل سمعتِ ما يتهم والده به؟ .. هل هناك عاقل يردد هذا الهراء عن أبيه؟ .. كيف صدقتِه وأنت تعرفين أنه سيفعل أي شيء ليغضبكِ ويجرحكِ؟"

_"ليس بهذه الطريقة (عماد) .. لم يكن يكذب .. كان سيقتلني وكان سعيداً ليسمعني الحقيقة لأتعذب قبل موتي"

_"ذلك الوغد الكاذب .. (همستي) لا تصدقي ما .."

قاطعته بتوسل امتزج بتصميمها

_"إذن دعني أجري التحليل .. هذا سيثبت إن كان كاذباً أم لا"

_"(همسة) .. لا .. أنتِ .."

_"أرجوك (عماد) .. لن أطلب منك أي شيء آخر .. أنا أكاد أموت منذ عرفت ... أرجوك ساعدني لأرتاح أخي .. ساعدني لأعرف الحقيقة .. فقط لأرتاح"

هتفت آخر كلماتها وهي تنهار باكية ليتنهد بحرقة واحتضنها بقوة وهو يردد

_"حسناً صغيرتي كما تريدين .. سنجري ذلك التحليل"

وهتف بحدة وهو يحتضنها بتملك وحماية أبوية

_"لكن اعرفي أنه مهما كانت نتيجة ذلك التحليل اللعين .. هناك حقيقة واحدة لن تتغير .. أنتِ أخت (عماد اليزيدي) .. أختي وابنتي أنا، أفهمتِ؟"

شعر بها تهز رأسها موافقة قبل أن تهمس باختناق

_"شكراً لك .. شكراً لك أخي"

*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 02:08 AM   #257

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلف (عاصي) لمكتب (هشام) وهو يزفر بقوة بينما يسب داخله عائلة (اليزيدي) فرداً فرداً واختص (سامر) بدعوته أن يحترق بالجحيم للأبد .. تباً لهم .. تباً لهم جميعاً .. فليقعوا تحت يديه فقط وسيروا ما سيفعله بهم .. تبا .. يكفي أن ذلك الحقير أفلت من يده وخسر فرصة أن ينتقم منه بيديه .. تنهد بقوة وهو يطرد أفكاره الدموية بعيداً .. يجب عليه التركيز كما وعد (هشام) وألا يسمح لتهوره بإفساد كل شيء .. التحقيقات بالمخزن الذي حاولوا حرقه لا زالت جارية لكنه لا يهتم لما ستسفر عنه .. لقد سبق وفشلت الشرطة في الوصول بتحقيقاتها للفاعل خلف الحوادث التي جرت للشركة أثناء حياة عمه وما حدث لـ(رهف) أيضاً .. أبعد خيالها عن عقله بسرعة حتى لا يتشتت وتقدم بخطواته الهادئة نحو (هشام) الذي كان يسند مرفقيه لسطح المكتب وقد دفن رأسه بين كفيه بإرهاق واضح .. عاد يشتم بقهر .. لم يكتفوا بحريق المخزن بل تجرأوا على أذية (هشام) وكادوا يقتلونه لولا إنقاذ (سالم المنصوري) ورجال حراسته له ويبدو أن (هشام) لا زال متعباً منذ اعتدوا عليه خصوصاً أنه لم يرتح لحظة وسط كل الفوضى التي يمرون بها .. اقترب ليجلس على المقعد المقابل وهو يقول بقلق

_"هل أنت بخير (هشام)؟ .. تبدو مرهقاً .. لماذا لا تعود للبيت وأنا سأتولى بقية العمل؟"

رفع إليه وجهاً مرهقاً بشدة زاد من قلقه وهمس بخفوت

_"أنا بخير (عاصي) .. لا أستطيع العودة للبيت الآن .. لا زال علي متابعة التحقيقات و .."

قاطعه بحنق

_"تباً (هشام) .. انظر لنفسك .. أنت تكاد تفقد وعيك يا رجل .. هل تابعت الطبيب لتطمأن على نفسك؟ .. انتظر سأتصل بطبيب الشركة لـ"

هتف يمنعه من الاتصال

_"قلت أنني بخير .. لقد تابعت مع الطبيب أمس وطمأنني .. لا تقلق .. دعنا للمهم .. هل هناك جديد بالتحقيقات؟"

رمقه ببشك قبل أن يهز رأسه ويقول

_"كلا .. عامة نحن نعلم مسبقاً من وراء الحريق ونعلم أنهم كالعادة لن يتركوا خلفهم أدلة .. كل هذا لا يهم .. المهم الآن أننا تأكدنا من أنهم لا زالوا يملكون جاسوساً داخل الشركة"

هز (هشام) رأسه ليقول (عاصي) مقطباً بتفكير

_"وأنا أشك أيضاً أنهم يملكون جاسوساً بالبيت يا (هشام) .. شخصاً ينقل لهم أخبارنا أولاً بأول"

نظر له بقلق واستفهام ليخبره بما حدث في اليوم الذي احترق به المخزن وتصرف تلك الخادمة التي أثارت شكه وبدت كما لو كانت تتنصت على حديثه هو و(سلمى) وأطرق (هشام) مفكراً لبرهة من الوقت قبل أن يقول

_"حسناً (عاصي) ... اجعلها تحت المراقبة لبعض الوقت حتى نتأكد، وليس هي فقط ... الجميع .. خصوصاً من تم تعينهم بالفيلا خلال العام الماضي"

قطب (عاصي) بتفكير وقال

_"هذه الفتاة عينتها (سلمى) منذ أقل من عام .. وأنا وضعتها تحت عينيّ منذ شككت بها ولو تأكدت شكوكي وثبت أنها تعمل لحساب (اليزيدي) سأجعلها تدفع ثمناً غالياً"

ران الصمت للحظة قبل أن يقول (هشام) وهو يتناول أحد الملفات يعطيه له

_"يجب أن نستعد جيداً لأي تصرف .. وهذه المناقصة يجب أن نحصل عليها .. (منذر صفوان) ينافس عليها وهو ليس خصماً سهلاً أبداً .. لذا لا يجب أن نخسرها لصالحه بأي طريقة .. لا يجب أن تتسرب معلومة بخصوصها خصوصاً وأننا لم نتأكد بعد إن كان هناك أكثر من جاسوس بالشركة"

ردد (عاصي) باهتمام

_"لا تقلق أنا سأتولى الأمر بنفسي .. أحتاج للعمل بشدة هذه الأيام ولن يكون أمراً شاقاً بالنسبة لي

تنهد (هشام) وهو يدرك السبب خلف رغبة (عاصي) في أن يغرق نفسه بالعمل ... هو نفسه ممتن للضغط الذي يواجهه هذه الأيام فهو يجد خلاله منفذاً من التوتر الذي يسود علاقته هو (وراندا) .. لا يعرف ماذا يدور بعقلها هذه الأيام .. انتبه على صوت عاصي يسأله بقلق

_"بالمناسبة (هشام) .. لماذا أنت واثق أن (عماد اليزيدي) ليس السبب هذه المرة خلف احتراق المخزن .. لا أعداء لنا غيره"

هز كتفيه وهو يتذكر مواجهته لذلك الأخير بشقته وردد بشرود

_"لقد ذهبت لأواجهه بالأمر يومها وتأكدت من أنه ليس خلف الأمر"

هتف بذهول

_"ماذا؟ .. ذهبت إليه؟ .. لم يكف أنك صرفت رجال حراستك وكدت تتسبب بموتك وذهبت إلى ذلك الرجل لتواجهه .. حسناً أعتقد أنه لم يستقبلك بذراعين مفتوحين"

ابتسم (هشام) بخفوت وقال

_"اهدأ (عاصي) لم يحدث شيء .. كما أنني بت واثقاً بعد مواجهتنا تلك أن ذلك الرجل مختلف تماماً عن شقيقه الوغد"

قطب وهو يردد بتهكم

_"نعم مختلف .. (هشام) .. تلك العائلة حتى الآن أفعالهم معنا تقول أنهم لا يتخيرون عن بعضهم ... هل نسيت تهديد ذلك الوغد لك في حفل زفافك بعد موت أخيه .. بحق الله يا رجل هذا تصرف رجل مختل عقلياً .. ماذا عن السيارة التي طاردتكما أثناء سفرك أنت و(راندا) بشهر العسل؟"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة تراوحت بين الحنين والعبث ليهتف (عاصي) بنزق

_"رباه يا رجل .. ماذا تتذكر الآن؟ .. انظر فيما أحدثك بينما تغرق أنت في ذكرياتك مع زوجتك المجنونة"

ضحك بخفوت وقال

_"آسف .. تذكرت شيئاً مضحكاً"

وتنحنح محاولا استعادة جديته

_"أنا أعرف كل هذا (عاصي) .. لكن لا تنس أن أمهما موجودة أيضاً وهي تقريباً السبب وراء كل ما يحدث .. ما عرفته مؤخراً أنه ربما معلوماتنا بشأنهما كانت منقوصة بطريقة ما .. أعتقد أننا نواجه الآن شخصاً يدير الأمور من خلف ظهر (عماد) .. ربما والدته .. أو ربما شخص آخر له مصلحة ليتدخل في الصراع الدائر بيننا .. نوع من تصفية الحسابات مع الطرف الآخر وهو يدرك أن أول من سنتهمه هو (عماد اليزيدي)

تنهد بقوة وقال

_"تبدو واثقاً من كلامك (هشام)"

ردد بتأكيد

_"أنا لا أفشل بقراءة الأشخاص (عاصي) .. بمواجهتي الأخيرة مع (عماد) أؤكد لك أنه مختلف تماما عن (سامر) ذاك ... وكان صادقاً حين أخبرني أنه لم يكن وراء الحريق ولا وراء محاولة قتلي"

ردد (عاصي) بضيق

_"حسناً .. أنت أدرى .. أنا لا أعتقد أنني كنت سأحتمل رؤية أحدهم أمامي وأحتفظ بسلامة عقلي دون أن أقتله .. على أي حال .. سنرى قريباً إن كنت محقاً بشأنه"

وقال وهو يلتقط الملف وينهض

_"سأذهب لأتابع العمل"

نظر له ملياً قبل أن يشير له بسبابته آمراً بصرامة

_"وأنت .. حاول العودة للبيت وارتاح .. تبدو كما لو كنت ستنهار بأي لحظة"
ابتسم له وهز رأسه وهو يتابع خروجه ولم تلبث ابتسامته أن اختفت ما أن غادر وتنهد وهو يفكر في أسف ... ليته كان قادراً على إخباره بالسبب الحقيقي لزيارته لـ(عماد) .. ليته يستطيع أن يخبره عن (همسة) .. وقف من خلف مكتبه وتحرك باتجاه النافذة ينظر خارجاً وتطلع للأفق مفكراً بألم .. إنها هناك .. بمكان ما بهذه المدينة الواسعة .. يعرف أنها لم تسافر .. لقد طلب من أحد معارفه أن يبحث عن اسمها بقوائم السفر لكن اسمها لم يكن بينها ... أين ستكون الآن وهل هي بخير؟ .. لماذا وصل إليها متأخراً .. ألم تستطع أن تنتظر يوماً واحداً قبل أن تهرب؟ .. أين سيجدها الآن؟ .. غامت الدنيا أمام عينيه فجأة وشعر بجسده يخذله فاستند للحائط قليلاً قبل أن يعود ليجلس خلف مقعده وتحسس جبينه بتعب .. هل حرارته ارتفعت قليلاً أم أنه يتوهم .. عاد ألم جرحه ينبض ليخبره أنه لا يتوهم حتماً .. (عاصي) محق .. إنه ليس بخير ويحتاج ليزور الطبيب .. لقد انشغل بما يحدث وأهمل علاج جرحه .. يجب أن يعود للبيت .. تنهد وهو يدفن رأسه بين كفيه إرهاقاً .. هل سيعود بهذه الحال ليصطدم بزوجته في حالته المستعدة للشجار بأي لحظة .. لن يحتمل شجاراً جديداً وهو مريض هكذا .. لكنه لا يملك خياراً آخراً .. إن جلس هنا طويلاً سينهار حتماً .. تحرك ينوي النهوض حين أتاه صوت سكرتيرته المؤقتة تخبره عبر الاتصال الداخلى
_"سيد (هشام) .. هناك شخص يطلب مقابلتك لأمر هام .. يقول أن اسمه (بيير مالك)"

_"(بيير مالك)؟!"

همس الاسم بقلق وهو يتذكر صاحبه... إنه ذلك الرجل الفرنسي الذي كان صديق (سديم) لسنوات طويلة .. لماذا هو هنا؟ ما .. انتبه لصوت الفتاة المتسائلة فأخبرها أن تسمح له بالدخول وجلس ينتظره بترقب .. لا زال ممتناً له لوجوده جانبها في تلك الفترة العصيبة من حياتها .. تلك الفترة التي كان هو غافلاً عن وجودها من الأساس ولم يعرف بكل ما مرت به حتى وصلت إليهم .. لقد أخبرته كل شيء عنه ويعرف أنه كان يمثل لها الأخ الذي لم تعرفه وذلك كان كفيلاً بجعله يشعر بألم شديد لكونها كانت تتعذب وفي حاجة للحماية ولم يكن هو موجوداً لأجله بينما كان غريباً هو من يتولى الدفاع عنها وقدم حياتها علئ راحته وجياته هو شخصياً ومن جهة أخرى كان يشعر بالامتنان الشديد والاحترام له .. قطب حاجبيه فجأة حين انتبه للحقيقة التي غفل عنها ... (سديم) سافرت إليه .. لماذا هو هنا الآن؟ .. عادت مخاوفه للواجهة من جديد وقد تأكد الآن أنه كان محقاً في رغبته السفر ليطمئن عليها .. كانت الشكوك تلتهمه الأيام الماضية وقلبه يخبره بإصرار أنها ليست بخير أبداً

صوت طرقات هادئة ارتفع على الباب قبل أن تفتح سكيرتيرته الباب وتحييه بخفوت قبل أن تسمح لضيفه بالدخول لتغادر بعدها وتغلق الباب لتتركهما وحدهما ... وبنظرة واحدة لوجه (بيير) القلق عرف أن مخاوفه كانت حقيقية .. (سديم) ليست بخير ... ربما هي ليست في فرنسا من الأساس ... رباه .. أين ستكون؟ .. هل ضاعت هي الأخرى كما ضاعت (همسة)؟ .. لا يمكن أن يحدث هذا .. هو لن يخسرهما .. لقد وعد والده أن يلم شمل عائلته ويجب أن يبر بوعده مهما كان الأمر صعباً .. يجب أن يجدهما ويعيدهما للعائلة بأي ثمن وليرحمه الله إن كان قد أصاب إحداهما مكروهاً .. فليرحمه الله

********************
استيقظت (شاهي) بعد ليلة طويلة من الأرق انتهت بنومٍ مليء بالكوابيس .. اعتدلت بفراشها وهي تطلع أمامها بعينين مرهقتين انتفختا من البكاء طيلة اليوم واللية السابقة ... لم تتوقف عن البكاء لساعات وعقلها يسترجع رؤيتها لـ(مراد) بعد كل تلك السنوات ... رباه .. لقد تغير كثيراً .. بدا أكثر نضجاً عن الشاب الذي تذكره والذي وقعت في حبه .. ابتسمت بأسى وهي تتذكر تلك الفترة البريئة من عمرها المليئة بالحب والحياة حتى دخل (مختار) عالمها فدمر كل شيء جميل ... تباً له .. لقد أجبرها على أن تتخلى عن (مراد) .. شعرت بقلبها يأن بين ضلوعها من جديد وهي تتذكر صدمته في آخر مرة رأته فيها بعد خطبتها لـ(مختار) عندما مثلت أمامه دور الخائنة التي باعت حبه من أجل الثراء ... لقد قاومت بصعوبة رغبتها في أن تنهار باكية تحت قدميه وتعتذر له وتتوسله ألا يصدق أكاذيبها ويأخذها ويهربا بعيداً عن الجميع .. لقد ماتت روحها للأبد لحظة تركها ورحل بعد أن رماها بنظرة أخبرتها أنها قتلته تماماً بكلماتها المسمومة وبوصفها حبهما بلعبة مراهقين وتمادت لتطلب منه بعجرفة أن يستفيق من وهمه كما فعلت هي ويرى العالم على حقيقته ... أنها لن يمنحها أبداً المستوى المعيشي الذي تستحقه امرأة بجمالها .. لقد طعنته ببشاعة، لكنّ موت قلبه وكراهيته لها كان أهون من رؤيته مضرجاً بدمه كما توعدها (مختار) لتنهي كل شيء وتبتعد عنه ... نهضت من فراشها واتجهت لتنظر للمرآة وانقبض قلبها وهي ترى كيف تبدو كشبح امرأة ... رباه ... (منذر) سيحضر الليلة من أجل العشاء .. كيف تنوي استقباله وفتنته إن كانت تبدو بهذا المنظر البشع الذي سيجعل أي رجل ينفر من رؤيتها حتماً .. عاد الحقد ليشتعل بقلبها نحو زوجها الذي عاد ثملاً الليلة الماضية وكأنما كان ينقصها أن يأتي هو بجنونه ليكمل عليها ... لم تعرف كيف أتتها القوة بحالتها المذرية لتتحداه أن يؤذيها بلمسة .. لقد عرفت السلاح الذي ستملكه ضده ورؤيتها لـ(مراد) وزوجته جعلتها تدرك كم أجرم ذلك الرجل بحقها وجعلها تخسر تلك السعادة التي كانت يمكن أن تملكها مع (مراد) ... لقد أشعلت رؤيتها له كل كراهيتها وحقدها نحوه وعندما شدها من شعرها وكاد يصفعها كم اعتاد أن يفعل حين تتجرأ وتغضبه أو ترفض تلبية رغباته الحيوانية، لتدفعه عنها بكل قوتها وهددته أنه لن يرغب بالتأكيد برؤية (منذر) لآثار ضربه لها ولن يسر ذلك الأخير أن يعرف أي شخص حقير هو وربما يخسر أي فرصة قادمة ليعمل معه ويتسلق سلم المجد كما اعتاد أن يفعل بحقارة تستحق جائزة ... لمعت عيناها وهي تتذكر نظرة عينيه المتوعدة قبل أن يغادر غرفتها مترنحاً متخاذلاً وقد أدرك أنه لن يستطيع أن يفعل أي شيء ... رفعت رأسها وتنفست بقوة ومسحت عينيها بقوة تزيل آثار ضعفها ودموعها وعادت تتوعد وهي تنظر لصورتها بالمرآة
_"أنتِ لن تضعفي أمامه مرة أخرى (شاهيناز) ... أنتِ لن تسمحي له أن يكسركِ كما فعل لسنوات ... لقد حان الوقت لتتحرري"
أخذت نفساً أعمق وهي تضع يدها على قلبه الذي لا زال يتألم ورددت بإصرار
_"لم يفت الأوان لتنقذي القادم من حياتكِ ... أنتِ ستجعلينه يدفع ثمن عذابكِ لسنوات .. سيدفع ثمن روحكِ التي تمزقت وسعادتكِ التي قتلها .. غالياً جداً"
ونظرت بعمق عينيها اللتين امتزج داخلهما الألم بالإصرار واليقين لتتحرك بعدها لتستعد لاستقبال (منذر) الليلة ... ستتأكد من أنها في أبهى صورة حين يأتي .. ستتأكد من أنه لن يغادر إلا وقد ضمنته في يدها وعندها سيكون التخلص من (مختار) سهلاً ... حتى الآن كانت لعبة بيد الجميع .. تلاعبت بها الحياة والجميع .. أسرتها .. (مختار) و حتى (منذر) .. لا يريد سوى أن يلهو بها لبعض الوقت وربما يستغلها هو الآخر بطريقة ما ... من يدري .. الآن هي من ستتلاعب بهم جميعاً ... وستنتزع حقها من الحياة التي داستها لسنوات .. هي لن تخسر أبداً .. أبداً
*******************
انتهى الجزء الأول من الفصل الحادي عشر

إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم

قراءة ممتعة
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 08:44 AM   #258

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

مسكين مراد خسر زوجته وحبيبته فكرها خاينة لكن هي تركتوا بسبب تهديدات مختار طيب شاهيناز غبية جدا ما كان لازم تعيش هل الحياة حتى لو هددها بقتلها ان شالله تقدر تنتقم منو وتموتوا لترتاح ...يعني مراد لشاهي وهيك ببعد عن سؤدد😉😉
عماد ازعجني جدا لازم يعمل التحليل لحتى يخلي همسة تروح لعيلتها الحقيقية ...
بيبر وصل لهشام اخيرا يارب هشام يعرف انو ادم ورا خطف ايفا لحتى يعاقبوا ....
ادم غبي جدا جدا يعني لانو ايفا حكتلوا هيك كلام فحب ينتقم منها !!ما بكفي انو تزوج وجاب ولاد وهي ع ذمته !!هاد ما بعتبر انتقام
لازم سديم تتركوا بعد هل الموضوع وما تكون مخطوفة معو ...
هشام لازم يحكي لعاصي عن همسة ليدور عليها معو من حقه يعرف انو في عنده اخت ...


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 09:59 AM   #259

رشا الجميل

? العضوٌ??? » 420991
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » رشا الجميل is on a distinguished road
افتراضي

آدم قال ان سديم بعته حد يضربه و ده اكيد غلط
مين حاول يقتله🤔🤔🤔🤔
مراد صعبان على اوووووى
بس الفترة دى مش المفروض ان مراد مع سؤدد🤔🤔🤔🤔🤔


رشا الجميل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-18, 11:49 AM   #260

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل 💖💖💖💖💖💖💖💖

ادم وسديم ادم الغبي كان حيموت البنت بغباءه وجرحه متلوث لولا وجود الطبيب طب هو كريم ليه اتصدم لما شاف سديم 🤔🤔🤔🤔

وليه ادم قال خاينه وبعتت حدا يقتله وهي كانت تشوف غرقان بدمه وسابت وراحت مستحيل سديم تعمل هيك 😳😳😳😳😳😳😈
هلا اتاكدت في حدا لعب لعبه كبيره عليهم ووقع بينهم مين ياترى لا يكون الي اتبنى سديم 🤔🤔🤔

مراد.😭😭😭😭😭😭😭😭😭ياعيني خسر حبيبته وزوجته الي ماتت قدام عينه 😦😦😦😦😦😭😭😭😭
صعبه كتير
شاهي واضطراره لتكذيب ع مراد لتحميه يارب تنتقم من مختار القذر 😡😡😡😡😡😠😠😠😠
ومنذر
واخيرا عماد وافق يعمل تحليل
ياريت لو هشام يقول لعاصي عن همسه
عماد وخوفه لا سؤدد تحب مراد ياترى حيعمل اي


هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.