آخر 10 مشاركات
أنت دائى ودوائى (1) .. *متميزه و مكتملة*سلسلة داء العشق (الكاتـب : امانى الياسمين - )           »          الطابق 13 - نوفيلا [حصرياً]للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز*الخاتمة*مميزةو مكتملة+الروابط* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-18, 09:14 PM   #321

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي


حبيبتي سلامتك ما تشوفين شر و قدامك العافية إن شاء الله


ارتاحي و حنا بنبقى ننتظرك


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-18, 01:05 AM   #322

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

هوه الجدع مراد ده ملوش واحده تلمه 😒مش هينفع كده الراجل طول بعرض وكل شويه عقله ينط علي واحده
لا والاتنين محجوزين 😂هيتقتل الراجل ده علي ايدك


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-18, 01:00 AM   #323

ام رنومة

? العضوٌ??? » 331559
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » ام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond reputeام رنومة has a reputation beyond repute
افتراضي

سلامتك وشكرا على تعبك لتنزيل الفصل انا اقدر معاناتك لانني مصابة بنفس المرض تماما وادرك صعوبة جلوسك على الحاسوب للوفاء بوعدك للقراء متعك الله بالصحة والعافية سامحينا على تعبك وفقك الله

ام رنومة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 06:04 PM   #324

Emy-warda

? العضوٌ??? » 334644
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 291
?  نُقآطِيْ » Emy-warda is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامة لك حبيبتي. الله يشفيك والله يرزقك الصحة والعافية. قصة رائعة.

Emy-warda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 09:02 PM   #325

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامتك الف سلامة
ماتضغطيش على نفسك فصحتك اهم شيء
واحنا هون بانتظارك باى وقت
وفصل جميل
ايفا اخطات بتصرفها فهى هربت مع بيير وجرحت ادم باسواءطريقة
هل هى النهاية لايفا وادم
همسة وقلقها على فهد
عماد وشروده
مراد وسؤؤد
يسلمووو وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 27-12-18, 08:36 PM   #326

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الورد
نجحت ايفا بالهروب بمساعدة بير
الهوضوع له ابعاد كبيرة و ربا كانت عارفة لكن ادللاسف ايفا مكنتش تعرف حاحة عن ربا و ده اللي خلاها تهرب
سؤود مستمرة بخطتها و ربنا يستر
همسة صعب توصل للحقيقة طالما هي مع عماد
اما انجي ابوها و امها و تلحيان جولها في المنان عشان تبعد بس الغباء له ناسه و هتتنفه نفخة السنين ربنا يستر


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 09:32 PM   #327

Vlora

? العضوٌ??? » 382121
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Vlora is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
أبهرتيني بعودتك الاسبوع الماضي أتمنى ما تبخلين علينا الاسبوع هذا أيضاً♥


Vlora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-18, 02:56 AM   #328

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد أعزائي .. إن شاء الله تكونوا بخير وسلام

انتهيت للتو من مراجعة الفصل الخامس عشر وهبدأ التنزيل حالاً
الفصل طوييييل ... وبه قنابل .. إن شاء الله يعجبكم

قراءة ممتعة مقدماً
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-12-18, 03:01 AM   #329

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر


"لعلنا خُلِقنا لنظل هكذا .. خطيّن متوازيين يعجزان عن الفراق وعن التواصل، ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما"
***********
"لم يعد الفراق مخيفاً .. يوم صار اللقاء موجعاً هكذا"
***********
كان عليّ أن أغادرك ..
كي أغادر موتي بك


"غادة السمان"
********************
تحسست الوشاح الرقيق الذي أخفى شعرها الناري بأصابع مرتجفة قبل أن تعدل وضع النظارة السوداء التي أخفت معظم وجهها وهي تنزل من سيارة الأجرة وتنقد السائق أجره .. رفعت عينيها للفندق الشهير لتعيدهما من جديد لهاتفها حيث تشير شاشته إلى وجود (آدم) بالقرب .. تقدمت بثقة للداخل بينما قلبها لا يتوقف عن ارتجافه، يخبرها أنها على وشك أن تكتشف شيئاً لن يسرها أبداً أن تعرفه ... لم تدرك كم كان قلبها محقاً إلا عندما وقعت عيناها على (آدم) يجلس على مقربة يتحدث مع فتاة لم تتبين ملامحها .. تحسست قلبها بألم وهي تهمس لنفسها أنها ربما تكون شقيقته .. لا يجب أن تتسرع .. راقبت خفية ملامح وجهه ولم يغب عنها حركة أصابعه فوق المائدة .. تحفظه جيداً لتدرك كم هو متوتر ومنزعج الآن .. دقائق قليلة وانضمت لهما فتاة سوداء الشعر لم تتبين ملامحها جيداً من مكانها وبالنظر للطريقة التي التصقت فيها به عرفت أنها شقيقته .. إذن تلك الأخرى هي (رُبا) تلك ... لم تعرف كيف احتملت مراقبتهم حتى نهض (آدم) ليغادر بعد أن احتضن شقيقته وهو يحدثها بشيءٍ ما قبل أن يبتسم للأخرى مودعاً لتتابعه هي بعينيها حتى اختفى .. كانت تعرف أن عليها أن تعود للبيت حتى لا يكتشف غيابها ولكنّها لم تستطع .. لم تكن لترحل هكذا دون أن تتأكد .. يجب أن تتعرف على تلك الفتاة بأي طريقة وعندها ستعرف ما العلاقة بينهما ... نهضت مسرعة عندما رأتهما تغادران وانتوت أن تقطع طريقهما .. لن تجد فرصة أنسب من هذه .. أسرعت خلفهما بخفة وهي تُعمِل عقلها بحثاً عن الطريقة المناسبة .. لحقت بهما عند أحد المنعطفات لتتوقف خطواتها عندما رأتهما تتوقفان فجأة جانباً وارتفع صوت شقيقته تهتف بحدة
_"(رُبا) ماذا تقولين؟ .. لابد أنكِ فقدتِ عقلكِ حقاً"
أسرعت تتوارى خلف أحد الأعمدة الرخامية تتسمع حديثهما قبل أن تطل برأسها في حذر محاولةً رؤية ملامحهما .. كانت (راندا) تعطيها ظهرها فلم تر سوى شعرها الأسود الطويل بينما استطاعت رؤية صورة جانبية لوجه (رُبا) الذي ارتسم الألم عليه وهي تقول
_"أرجوكِ (راندا) .. اخفضي صوتكِ .. لا تجعليني أندم أنني أخبرتكِ بما أشعر"
هتفت فيها بحنق
_"وأنا أقول أنكِ فقدتِ عقلكِ .. كيف تفكرين في (آدم) بهذه الطريقة؟"
ضغطت على شفتيها وتراجعت برأسها قليلاً عندما تحركت (رُبا) لتكون في مواجهتها ولمحت لثانية واحدة عينيها المغرورقتين بالدموع وهي تردد بصوتٍ مختنق

_"وبماذا تفسرين رد فعله، هه؟ .. أنا لن أعرف (آدم) الآن يا (راندا) .. أنا أحفظه كراحة يدي ومتأكدة أنه يخفي شيئاً .. أنا أعرف هذا .. هل رأيتِ كيف انفعل عندما أخبرتِه أننا كنا سنذهب رأساً لشقته وكيف رفض ودون لحظة تفكير فكرة مبيتنا هناك رغم أنكِ كنتِ تمزحين بخصوص ذلك"
_"بالله عليكِ (رُبا) ... أنتِ أسأتِ فهم الأمر .. نحن قدمنا دون أن نخبره كما أنه قال أن صديقه يقيم في شقته ونحن لن نطرده من أجل ليلة واحدة و.."
اتسعت عيناها مع كلمات (راندا) ... هل قال صديقه؟ .. صديقه يقيم معه بالشقة؟ .. لماذا لم يخبرهما الحقيقة؟ .. هي زوجته وهو قال أنه سيعرفها على عائلته .. انتبهت على صوت (رُبا) تهتف بوجع
_"لا (راندا) .. هناك أمر خاطيء .. قلبي يخبرني بهذا .. (آدم) ليس على طبيعته .. ربما .. ربما يكون فعلاً على علاقة بامرأة هنا وهي من تقيم معه في .."
_"أنتِ تتوهمين (رُبا) .. أخي لا يمكن أن يفعل هذا .. هو أبداً لا يمكن أن يرتكب إثماً كهذا ... كيف تصورتِ هذا بالله عليكِ؟ .. آه .. لا تبكي الآن"
سمعت شهقة بكاء فأطلت قليلاً لترى وجه (رُبا) الشاحب وعينيها الباكيتين وهي تردد
_"لا أعرف .. أنا .. قلبي يؤلمني ... هناك امرأة أخرى (راندا) .. أنا أشعر بهذا .. أنتِ لن تشعري بما أشعر به .. هو .. هو لم يستطع مواجهة عينيّ طيلة الوقت .. كان يبدو كما لو .. كما لو أنه آسف أو مذنب .. يُخفي شيئاً عني .. لا أدري .. لا أعرف كيف أصف لكِ ما أحسسته"
احتضنتها (راندا) بقوة لتبكي بحرقة وهي تواصل هذرها
_"(آدم) يحب أخرى يا (راندا) .. لقد رأيتها في عينيه .. لقد تغير .. ليس هذا (آدم) الذي ودعته قبل أشهر .. ليس هو"

استندت للحائط وهي تتنفس بصعوبة ولم تعرف لم بدأت الدموع تتسلل إلى عينيها وهي تسمع بكاءها .. إنها تحبه .. تعشقه .. هذه الفتاة غريمتها في حب (آدم) .. لكن لماذا لا تشعر بكراهيتها؟ ... هي فقط تشعر بالألم والشفقة ... هي تحب (آدم) .. ماذا عنه؟ .. اعتدلت منتبهة بقلبٍ منقبضٍ .. هل هو الآخر كان .. شعرت بالأرض تهتز تحت قدميها عندما سمعت (راندا) تقول بحنان
_"حبيبتي أنتِ تتوهمين فقط وتغارين من لا شيء .. (آدم) يحبكِ أنتِ .. هو لن يخونكِ أبداً .. أنا أعرف أخي .. هو فقط متحفظ كثيراً ولا يعرف كيف يعبر عن مشاعره .. وأنا أعرف أنه مخلصٌ في حبه وعندما يقع في الحب فإنه يعطي قلبه بأكمله ولا يمكن أن ينظر بعدها لامرأة أبداً .. هل تعتقدين أنه كان يمكن أن يطلبكِ للزواج لو أنه لا يحبكِ؟ .. هيا .. هذه كلها مخاوف لاقتراب موعد زواجكما لا أكثر .. ستتأكدين بعد الزواج أن كل هذا كان هراء"
شعرت أن جدران بهو الفندق وسقفه العالي بدأت تقترب لتطبق على صدرها وتسحب أنفاسها ودوار عنيف بدأ ينتابها .. ما الذي تقوله؟ .. يحب من؟ .. زواج من؟ .. هل تتحدثان عن (آدم)؟ .. عن رجلها هي؟ .. حبيبها وزوجها؟! .. قبضت على قلبها بألم شديد .. هي تتوهم .. هي لم تسمع شيئاً من هذا .. هي يجب أن تبتعد .. يجب أن تذهب من هنا .. لم تعرف كيف تحركت من مكانها ولا كيف غادرت ولا كيف عادت لشقتهما بسلام .. كل ما حدث بعدها كان أطياف مرت بعقلها دون أن تدركها .. عادت لتكتشف أنه حاول الاتصال بها مراراً ولم تعرف كيف وجدت القدرة لتجيبه بخواء تخبره أنها لم تسمع الهاتف وأنها بخير .. أخبرها أنه سيضطر للتأخر لأن صديقه يحتاج إليه، فأدركت أنه لابد عاد إليهما .. سيقضي معهما اليوم بالتأكيد .. تركها لساعاتٍ طوال مع شياطينها تعيد مراراً ما رأته وسمعته .. غلبها النعاس في نهاية الأمر لينتقل الصراع إلى أحلامها التي اختلطت فيها صورتها بصورة أمها منبوذة وحيدة تتوسل حبيبها أن يعود .. رأت والدها يرحل مانحاً إياهما ظهره ويلتقط كف امرأة أخرى ويحتضنها، ليلتفت بعدها فترى بدلاً منه .. وجه (آدم) المكفهر وقد اختفى الحب من عينيه وحلت القسوة محله وهو يلوح لها من بعيد ويصرخ بلا كلمات، لكنّها سمعت بوضوح

_"اذهبي من هنا .. أنتِ لا شيء (إيفا) .. أنتِ كنتِ نزوة لا أكثر .. هذه حبيبتي وامرأتي .. أنتِ لا شيء"
حركت رأسها برفض وهي تصرخ
_"لا .. لا تتركني (آدم) .. لا تكذب عليّ أرجوك .. أنا حبيبتك .. أنا كل شيء"
عاد صوته يتردد بكراهية
_"أنتِ حُثالة (إيف) .. أنتِ امرأة بلا أخلاق .. وطفلي سآخذه منكِ .. لن أتركه لامرأة مثلكِ"
همست بذهول

_"طفلك؟!"
تسارعت دقاتها وهي تحدق فيه بارتياع لترفع يدها وتتحسس بطنها بارتجاف .. اتسعت عيناها وهي تطرق لترى بطنها المنتفخة وعادت ترفع عينيها الذاهلتين إليه لتراه يقترب والشرر يتطاير من عينيه
_"نعم طفلي .. لا يمكن لامرأة مثلكِ أن تكون أماً لطفلي .. أنتِ لا تستحقينه"
سيأخذه منها؟ ... كل ما تبقى لها .. الشيء الوحيد الذي ينتمي لها؟ .. هذا الطفل هو كل عائلتها الآن .. قطعة منها .. نبضة من قلبها منحها القدر إياها ليعوضها عما عاشته .. وهو سيحرمها منه .. لا .. لا يمكنها أن تسمح له .. لا

كان يقترب منها ومد يديه لتصرخ بفزع ورفض وهي تطلق ساقيها للريح
_"لا .. لا .. أنت لن تأخذه مني (آدم) .. أنت لن تحرمني منه .. لن أسمح لك"
لم تدر كيف كانت تجري بهذه الخفة رغم ثقل حملها ولكنّها رغم ذلك شعرت أنها لا تبتعد .. كان يقترب أكثر ليزداد خوفها وبكاؤها .. تعثرت أرضاً لترتطم بطنها بالأرض بقسوة وصرخت في ألم .. اعتدلت لتتحسس برعبٍ بطنها الخاوي وآثار الدم فوق ساقيها ورفعت رأسها تنظر له يحمل طفلتها بين يديه لتزحف بضعف نحوه وهي تمد يديها له متوسلة بانهيار
_"لا تأخذها مني (آدم) .. لم يعد لي غيرها .. لا تأخذها مني .. أرجوك .. انتقم مني بأي طريقة لكن لا تأخذها مني .. أعدها (آدم)"
رمقها بقسوة وكراهية وقال وهو يحمل طفلتها ويبتعد
_"ليست لكِ (إيفا) .. أنتِ لا تستحقينها .. أبداً"
صرخت خلف خياله المتباعد بحرقة
_"لا .. ابنتي .. لا يا (آدم) .. اتوسل إليك .. إلا ابنتي ... (آدم) .. لاااا"
انتفضت بصرخة ملتاعة فوق فراشها وهي تتحسس بطنها وهي تواصل هتافها
_"طفلتي .. لقد أخذها .. أين ذهبت؟ .. طفلتي"
انتشر النور فجأة في الغرفة وتبعه صوت (بيير) يهتف بجزع

_"(سيلينا) .. ماذا حدث؟"
تجمد لحظة وهو يرى حالتها قبل أن ينتبه على هتافها الباكي وهي تتحسس بطنها بينما عيناها المغمضتان أخبرتاه أنها لا زالت عالقة في كابوسها واندفع نحوها هاتفاً وهو يمسك كتفيها

_"(سيلينا) .. افتحي عينيكِ حبيبتي .. هذا كابوس .. استيقظي .. لم يحدث شيء"
رفست بساقيها فوق الفراش وهي تصرخ بانهيار أكبر
_"(آدم) .. أعد صغيرتي .. أعدها لي .. (آدم)"
هزها بقوة وهو يصرخ فيها بقوة

_"افتحي عينيكِ (سيلينا) .. (آدم) ليس هنا .. هو لم يأخذ طفلتكِ .. افتحي عينيكِ .. هذا كابوس"
هزها بقوة أكبر لتفتح عينيها شاهقة وحدقت فيه بعينين متسعتين مليئتين بالألم غرستا خنجراً بقلبه ليهمس وهو يضمها إليه

_"كان كابوساً حبيبتي .. أنتِ بخير الآن"
شعر برجفتها وسمع شهقتها الباكية التي انتهت ببكائها وتشبثها به بقوة وهي تهمس منادية صغيرتها ليربت على ظهرها بحنان وهو يردد
_"لا بأس حبيبتي .. اهدأي .. أنا معكِ الآن .. لن يؤذيكِ أحد .. ستكونين بخير"
استغرقت بعض الوقت حتى هدأ بكاؤها فأبعدها قليلاً لينظر لوجهها الباكي ومسح دموعها قائلاً
_"أنتِ أفضل الآن؟"
أومأت برأسها ليبتسم في حب ويربت على خدها وقال وهو ينهض من مكانه

_"سأحضر لكِ مشروباً مهدئاً"
عدّل وضع الوسادة وأعادها لتسند ظهرها إليها مكملاً بحنان
_"سأعود بسرعة"
تابعته عيناها حتى غادر الغرفة فتنهدت وهي تدير عينيها في الغرفة وشردت بأسى تفكر في وضعها هي و(آدم) .. كيف حاله الآن؟ .. لابد أنه غاضب .. لابد أنها أعادت له ذكريات هروبها الأول .. هل سيفتقدها؟ .. هل كان صادقاً عندما قال أنه لا يمكنه أن يفقدها مرة أخرى؟ .. شعرت بحرارة دمعاتها فأغمضت عينيها بألم وهي تتحسس قلبها .. ما الفائدة من تفكيرها الآن؟ ... لقد اتخذت قرارها .. من أجلهما معاً .. لا شفاء لهما من تلك اللعنة .. الألم في بعدهما وقربهما سواء .. ربما هذا هو الحل الأفضل لكليهما .. لقد انكسر كل شيء في ذلك اليوم الذي عرفت فيه بوجود امرأة أخرى في حياته .. امرأة كانت تنتظره ليعود ويتزوجا ... انقبض قلبها بأسى .. امرأة لم تعد على قيد الحياة، لكنّها ستظل بينهما للأبد .. امرأة منحته طفلين يشبهانه وتركتهما دليلاً لحبها يمشي على الأرض .. طفلين منحهما حبه ورعايته لسنوات .. سالت دموعها أكثر وهي تتحسس بطنها .. كان مع أسرته الأخرى بينما هي وطفلتها حُرِمَتا من حبه وحنانه ... همست بلوعة وهي تحيط جسدها بذراعيها كأنما تحتضن خيال طفلتها
_"سامحيني صغيرتي .. سآتي لرؤيتكِ قريباً جداً .. ماما لم تنسكِ"
حاولت إبعاد صورتها التي رأتها في كابوسها ورسمت أخرى لها وهي تضمها لصدرها وتشم رائحتها بحب شديد وابتسمت للحظة من بين دموعها لتقفز صورة طفليّ (آدم) إلى مخيلتها فجأة طاردة خيال طفلتها الحبيب ليحتلا هما ذراعيها، فشهقت تفتح عينيها بجزع وأمسكت قلبها بألم .. ما كان هذا؟ .. لا .. هما لن يأخذا أبداً مكان طفلتها وهي لن تقترب منهما ولن تحل مكان أمهما أبداً .. لا وجود لها وسطهم .. قصتها مع والدهما لا مستقبل لها .. لكنّها مع هذا لا تستطيع أن تكرههما .. لقد أحبّتهما قبل أن تعرف حتى أنهما طفليه .. تلك الدقائق القليلة معهما لامست قلبها بشعور رقيق .. اخترقا بسهولة ذلك الغلاف الجليدي القاسي حول قلبها .. تلك الصغيرة الشقية ذكرتها بطفلتها الحبيبة .. طفلة حلوة كالسكاكر تجعل الألوان والفراشات تحل أينما تحركت .. وشقيقها لم يفرق عنها .. لم تستطع أن تقاوم مشاكستهما والتخلي عن قناعها أمامهما .. سالت دموعها أكثر ويدها تربت على قلبها وهي تدرك الآن أنهما أثارا عاطفة أمومتها التي أجبرها القدر على دفنها عميقاً كأنها لم تحصل عليها يوماً .. تعرف الآن أنها لو انتظرت أكثر لربما استسلمت لقلبها وخطفتهما إلى حضنها
انتفضت على صوت (بيير) يردد
_"يا إلهي (سيلينا) .. هل عدتِ للبكاء؟"
رفعت رأسها ومسحت دموعها بسرعة وهي تهمس باختناق
_"آسفة .. أنا لا أعرف ماذا أصابني"
اقترب بالصينية التي يحملها ووضعها جانباً وجلس على حافة الفراش وهو يقول

_"حبيبتي ماذا قلنا؟ .. لقد انتهى الأمر وأنتِ الآن في أمان .. هو لن يستطيع أن يؤذيكِ بعد الآن"
واحتضن كفها بحنان متابعاً
_"سيكون جواز سفركِ جاهزاً خلال بضع أيام ستكونين خلالها قد تحسنتِ وسنسافر .. لا تقلقي .. سنعود معاً وستبتعدين عن هنا كما تريدين"
همست بشرود
_"أتساءل إن كان ما فعلته صحيحاً .. في النهاية .. يبدو أنني لا أجيد مع (آدم) سوى الهرب في كل مرة تتعقد فيها الأمور"
تجمدت أصابعه التي كانت تداعب يدها وقطب في ضيق وهو يحدق فيها مصدوماً ليردد بعدها
_"ألا زلتِ تفكرين فيه بعد كل ما فعله؟ .. هل تتساءلين بعد الحال التي أوصلكِ إليها إن كان هروبكِ منه صحيحاً أم لا؟"
همست بضعف

_"(بيير) .. أنا فقط .."
انتفض واقفاً وهو يهتف بغضب
_"أنتِ ماذا (سيلينا)؟ .. أنتِ ماذا؟ .. بحق السماء لا تأتي على ذكر ذلك الحقير مجدداً لأنني أمنع نفسي بصعوبة من الذهاب إليه وقتله"
ضحكت بخفوت وحزن وهي تهمس
_"أليست هذه نفس الكلمات التي قلتها عندما عدت إليك باكية قبل سنوات؟"
تنفس بقوة وردد بضيق
_"ولم يتغير شيء بعد كل هذه السنوات (سيلينا) .. لا شيء .. لا زلتِ تحبينه رغم كل ما سببه لكِ من ألم وجروح .. أنتِ تهربين الآن كما فعلتِ قبل سنين وتحملينه معكِ أيضاً ولا شيء سيتغير إن كررتِ نفس الشيء"
صمتت لحظات تفكر .. تستعيد من جديد حديث تلك الطبيبة .. لقد حاولت إقناعها ألا ترحل قبل أن تتحدث إلى (آدم) ويحلا مشكلتهما أياً كانت سوياً، فالهرب لن يفعل شيئاً سوى تعقيد الأمور .. تعرف أنها مُحقة، لكنّها لم تستطع أن تتخلى عن فرصةٍ ربما لن تتاح لها مجدداً .. ما الجدوى من الحديث وفتح كل الجروح التي انغلقت على صديدها إن كان لن يتغير أي شيء .. حتى ولو تطهرت تلك الجروح فستبقى للأبد داخل قلبيهما وروحيهما .. لا شيء سيتغير إن كررت نفس الشيء؟ .. هل هي تخطيء الآن عندما ترحل مجدداً وهي تحمل ذات الثقل فوق كاهل روحها المتعب؟ .. وكأنما أدرك ما تفكر فيه كان يقول في ذات اللحظة
_"إن قررتِ المُضي قُدما (سيلينا) فعليكِ أن تلغي ذلك الرجل من حساباتكِ وتخرجيه من قلبكِ كُلياً .. لا تدّعي كالسابق أنكِ تجاوزتِه .. افعلي هذا حقاً .. عليكِ أن تتوقفي عن تعذيب نفسكِ به كأنكِ تعاقبين نفسكِ على ذنب وقوعكِ في نفس الخطأ الذي ارتكبته أمكِ"
هل هذا ما تفعله حقاً؟ .. هل هي من تتشبث بذكراه لتعذب نفسها؟ .. هل هي من تتوهم أنّ لعنته حقيقية وهي لهذا لا تستطيع التحرر منه؟ ... أتُراها يمكن أن تنساه لو أرادت؟ ... لا .. (بيير) لا يعرف عما يتحدث .. هو محقٌ في بعض ما قال، لكنّ ما بينها وبين (آدم) وحدها تعرف حقيقته .. رفعت رأسها تردد بخفوت
_"ربما يكون من الحماقة فعلاً أن أهرب بهذه الطريقة دون أن أحسم الأمور"
ونظرت له بعينين يائستين
_"أنا لا أعرف ماذا أفعل (بيير) .. أنا حائرة .. خائفة من مواجهته .. خائفة من أن أخسر فرصتي في الابتعاد .. خائفة من الحديث معه وفتح تلك الجراح الملوثة حتى ولو كان فيها شفائي .. في النهاية .. لا تنس أن ما فعلته به قديماً كان أسوأ بكثير من خيانته وكذبه عليّ .. ما فعلته كان قاتلاً لرجولته"
زفر بضيق وهتف

_"لا زلتِ تدافعين عنه"
ابتسمت بأسى

_"لا تنكر يا (بيير) أنك لو كنت مكانه كان انتقامك ليكون أسوأ بكثير .. كما أنني أعرف أنه ما كان ليستطيع أذيتي كما توعد .. ما أصابني كان حادثاً فقط"
لوى شفتيه بتهكم

_"لماذا لا ترسلي له برقية شكر بالمرة لأنه كاد يرسلكِ إلى الحياة الأخرى؟"
رمقته بلوم وهمست

_"لا تكن قاسياً هكذا"
زفر بحنق ومرر أصابعه في شعره ليردد بيأس وهو يجلس جوارها
_"ماذا تريدينني أن أفعل (سيلينا)؟ .. كيف تريدينني أن أكون؟ ... أكثر من ست سنوات وأنتِ تتعذبين بسبب ذلك الوغد .. كل مرة بكيتِ فيها وتألمتِ بسببه كنت أتألم معكِ"
التقط كفها ورفعه ليضعه فوق قلبه واقترب قليلاً ليهمس بوجع
_"كل مرة كنتِ تتحدثين عن حبكِ له كنتِ تمزقين قلبي وكنتُ راضياً .. كل دمعة سقطت من عينيكِ بسببه كانت تسقط جمراً ملتهباً فوق قلبي (سيلينا) .. كيف تريدينني أن أشعر بعد كل هذا؟ .. ألا تشعرين بي ولو قليلاً؟ .. ألا تمتلكين بعض الرحمة من أجلي؟ .. قليلاً من الحب الذي منحتِه إياه بسخاء وهو لا يستحقه؟"
كانت الدموع تملأ عينيها مع كل كلمة كانت تمزق قلبها .. تعرف أنها ظلمته معها كثيراً ولا زالت تفعل .. لقد هربت قديماً لتحرره منها وتجعله يبحث عن الحياة التي يستحقها بعد كل السنين التي كبّل نفسه بها، لكنّه لم يفعل .. ظل متمسكاً بها حتى في بُعدِها كأنما كان يعرف أنها ستلجأ إليه في كل مرة تطعنها الحياة .. في كل مرة ستحتاجه لينقذها .. نظرت له بألم وسالت دموعها وسحبت يدها منه لتغتم نظراته، لكنّها سارعت تلامس خده بحب وتهمس
_"أنت تعرف أنني أحبك (بيير) ... أنا آسفة لأنني لم أستطع أن أبادلك ذلك الحب الذي تريده .. آسفة لأنني عذبتك معي ولا زلت أفعل ... آسفة لأنني كنت لعنة في حيا .. "
قاطعها وهو يضع يده على شفتيها
_"اصمتي .. ماذا تقولين؟ .. أخبرتكِ مسبقاً وسأقولها دائماً .. أنتِ أغلى شخص أملكه في حياتي ولا أحد .. لا أحد أبداً سيحتل مكانتكِ بقلبي (سيلينا)"
رفع يده يمسح دموعها متابعاً
_"ربما كنت راضياً في السابق لمجرد وجودكِ في حياتي، لكن الآن سامحيني .. لا أستطيع أن أرضى بهذا .. لا يمكنني أن أقف جانباً وأراكِ تدمرين حياتكِ وقلبكِ من أجل شخص لا يستحق .. أنا سأحارب قلبكِ نفسه (سيلينا) وسأطالب بحقي فيه"
همست وهي تهز رأسها
_"(بيير) ... لا .. أرجوك .. أنت"
_"هشش .. لا تقولي شيئاً .. كل مرة جرحكِ فيها وحاولت تعويضكِ كنتِ ترفضين ثم تفردي جناحيكِ وتهربي بعيداً عني .. دعيني أداويكِ هذه المرة (سيلينا) .. دعي حبي لكِ يشفي قلبكِ"
_"لا (بيير) .. أنت لا ذنب لك في .."

رفع راحتها إلى شفتيه ليطبع قبلة عميقة ملأها بكل مشاعره وهو ينظر في عينيها ويهمس
_"لا تبعديني هذه المرة (سيلينا) ولا تهربي مني .. ربما كل ما تحتاجينه لتتخلصي من تلك اللعنة هو .. حب جديد وقلب مخلص"
أغمضت عينيها وقلبها يرتجف بقوة بين ضلوعها .. تريد أن تصدقه .. تريد أن تصدق أنّ حباً جديداً بالفعل يمكنه شفاءها من حبها القاتل لـ(آدم) .. تريد أن تصدق أن لديها القدرة حقاً لتنساه وتحب شخصاً آخراً .. لماذا يتمزق قلبها إذن لمجرد الفكرة؟ .. (بيير) لا ذنب له أبداً بمشاعرها المضطربة وتخبطات ماضيها .. لا ذنب له ليحصل على قلبٍ مشوه وحبٍ غير متكافيء ... هي منحت (آدم) كل شيء .. ماذا تبقى له لتمنحه إياه؟ .. شعرت بكفه تنقبض على يدها أكثر ففتحت عينيها تنظر له بأسى ليبتسم بأسى مماثل وقال
_"لا أقول أنني أريدكِ أن تقعي بحبي حالاً (سيلينا) .. أعرف أنكِ تحتاجين وقتاً طويلاً لتتجاوزيه ولتقعي بحبي .. أنا سأمنحكِ الوقت لكنّني هذه المرة سأكون إلى جانبكِ .. سأساعدكِ لتنسيه"
أرادت أن تخبره أنه يبني قصوراً في الهواء لا أكثر، لكنّه لم يمنحها الفرصة لتعترض وقال بسرعة وهو يتناول الصينية من جانب الفراش
_"دعينا من كل هذا حبيبتي وتناولي طعامكِ لتتحسني سريعاً ونستطيع السفر بسرعة"
تتطلعت للأكل وانقبضت معدتها وقالت
_"لا شهية لدي"
رفع ملعقة مليئة بحساء الخضراوات وقال بحزم وهو يقربها لشفتيها
_"لا اعتراض .. لقد نزفتِ الكثير من الدماء وتضرر جسدكِ كثيراً وعليكِ أن تتناولي الطعام لتستعيدي صحتكِ"
ارتشفت الحساء قبل أن تقول وهي تتناول الملعقة
_"حسناً سأتناوله بنفسي .. لست طفلة كما تعرف"
ابتسم وهو يضع الصينية فوق ساقيها لتبدأ بتناول الطعام أمام ناظريه اللذين تابعاها في حنان وران الصمت لبضع دقائق لتقول بعدها
_"بالمناسبة (بيير) .. لم تخبرني بعد .. ما الأمر العاجل الذي أرادني (كارل) بشأنه؟ .. لماذا يلح بهذه الطريقة؟"
لم تنتبه لتجمد ملامحه بينما تتابع

_"ألم نتفق أن ينسى أمري تماماً وألا يفكر في الاقتراب مني أبداً .. ما الذي .. "
قطعت جملتها عندما وقعت عيناها على وجهه والتقطت تعبيره المرتبك لتقول

_"ما الأمر؟ .. ما الذي تخفيه؟"
هز رأسه وهو يفكر كيف يخبره بالأمر واستحثته بعينيها ليتنحنح قائلاً

_"لا تقلقي .. هو لم ينس اتفاقنا (سيلينا)"
تنهدت بضيق ورفعت الملعقة لفمها وهي تقول
_"جيد .. أخبره إذن كما اتفقنا أن ينسى أنني كنت يوماً ابنته بالتبني ... و أنني لن .."
قاطعها قائلاً بخفوت
_"(كارل) يُحتضر يا (سيلينا)"

تعلقت يدها في الهواء وقشعريرة باردة مرت بعمودها الفقري وشعرت ببعض التشوش للحظات .. وضعت الملعقة في الطبق ورفعت عينيها له لتجيبها عيناه أنه لم يكن يمزح .. شهقت بخفوت وهي تتراجع للخلف
_"يا إلهي"
تناول الصينية ليضعها جانباً والتقط كفيها واحتضنهما في دعم كأنما يتفهم مشاعرها وقال
_"كان مريضاً منذ سنوات .. المرض ازداد شراسة بالأشهر الأخيرة حتى أقعده تماماً .. الأطباء منحوه بضع أشهر أخرى ولا أعتقد نظراً لما رأيته أنه سيكمل لنهاية الشهر الحالي"
شعر برجفة كفيها بينما تحدق فيه وقال بشفقة
_"لهذا كان يتوسل رؤيتكِ .. يريد أن يراكِ قبل أن يموت"

يموت!! .. (كارل) يموت .. ذلك الرجل القوي .. ذلك الشيطان الذي لا يقف شيء فيه طريقه .. يموت .. لا تفهم هل يجب عليها أن تفرح .. هل يجب أن تبكي؟ .. لا تعرف .. ما يحدث داخلها الآن غريب .. تريد أن تبكي بحرقة .. جزء آخر منها يريد أن يضحك شامتاً .. لطالما كانت علاقتها بـ(كارل) غريبة .. حتى في معاملته لها كان يبدو كما لو كان يعاني من ازدواجاً في شخصيته .. لم تفهم أبداً معاملته التي تتأرجح بين الحب والكراهية .. بين القسوة واللين .. بين إحساسها برغبته في قتلها أحياناً وخوفه عليها من نسمة الهواء .. ذلك الجنون الذي نقله لها كما يبدو فما عادت تعرف كيف ينبغي أن تشعر الآن .. سمعت (بيير) يهمس اسمها بشفقة لتنتبه لحرارة فوق خديها فرفعت أصابعها بذهول تلامس دموعها التي سالت دون وعي .. نظرت له بحيرة وعجز ولمع التّفهم في عينيه لتهمس بعد لحظات برجاء
_"أريد أن أبقى بمفردي قليلاً (بيير) .. أرجوك"
أومأ برأسه ونهض قائلاً
_"بالطبع حبيبتي"
وانحنى يقبل شعرها بحنان وهو يتابع
_"سأكون بغرفتي إن احتجتِ لأي شيء"
وتركها ليغادر تاركاً إياها تجتر ذكرياتها المريرة وتخبط مشاعرها نحو رجلٍ مثّل في حياتها كل التناقضات لسنوات طويلة .. رجلٍ تقف في المنتصف بين كراهيته والانتماء له .. بين حزنها عليه وشماتتها فيه .. رجلٍ ترك داخلها وشماً تعرف أنها لن تنساه يوماً.
**************************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-12-18, 03:03 AM   #330

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسم (منذر) وهو يُزيح بحركة أنيقة المقعد لتجلس فوقه (شاهي) التي منحته ابتسامة رقيقة بالمقابل وتحرك هو بعدها ليجلس مقابلها على المائدة التي اختارها بأحد الأركان الهادئة بالمطعم الراقي الذي دعاها للعشاء فيه .. قال ما أن استقر في مقعده
_"وهذا يا سيدتي الجميلة مطعمي المفضل"
دارت بعينيها في المكان من حولها وقالت بابتسامة صادقة
_"يبدو رائعاً .. والمكان هنا جميل جداً"
ابتسم قائلاً بغزل
_"ليس أجمل منكِ عزيزتي"
احمر وجهها كمراهقة تسمع الغزل لأول مرة بينما أكمل وهو يلتقط قائمة الطعام
_"دعيني أطلب لكِ الليلة على ذوقي"
ورفع حاجباً وهو يتابع بمرح
_"أم أنكِ من النساء اللاتي يفضلن الامساك بزمام الأمور في حياتهن واخيار حتى أصغر الأشياء بأنفسهن؟"
ضحكت مجيبة

_"لا بأس .. سأحب بالتأكيد أن أجرب ذوقك في الطعام .. أنا واثقة أنه سيعجبني كالمطعم تماماً"
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لها وفتح القائمة وهو يقول
_"حسناً .. دعينا نرى ماذا لديهم الليلة"
تأملته وهو مشغول بالقراءة وشردت في نظرها إليه بينما عقلها يفكر ملياً فيما يحدث معها .. لماذا تشعر أن خيوط اللعبة انسحبت من يديها تماماً ودون أن تشعر كانت قد نسيت كل هدفها مما تفعل .. كل ما تفكر فيه أنها صارت تقضي وقتاً ممتعاً مع (منذر) .. أنها لأول مرة منذ سنوات عادت تتنفس .. تعيش من جديد شعور أن يكون لديك صديق مقرب تشاركه هواياتك وأفكارك .. لم تعرف كيف تغير كل شيء ووجدت نفسها تتعرف على ذلك الجانب الآخر منه .. جانباً بعضه يشبهها .. جانبه الذي جعلها وللغرابة تتقبل حتى ذلك الجانب الشيطاني منه والذي لم يعد يظهر أمامها

انتبهت على صوته يسألها
_"أين ذهبتِ (شاهي)؟"
ضحكت بتوتر
_"آسفة .. يبدو أنني شردت قليلاً"
مط شفتيه بأسف مصطنع وقال
_"قولكِ هذا يجرحني بشدة .. سأفكر أنني أثير مللكِ ولا تفضلين صحبتي"
هتفت بسرعة

_"بالطبع لا .. ماذا تقول؟ .. تعرف أنني أستمتع كثيراً بصحبتك .. لو كنت أشعر بالملل لم تكن لتجدني هنا"
_"ربما لا تستطيعين أن تكوني صريحة معي .. قد لا تريدين جرح شعوري على اعتبار أن عمل زوجكِ مرتبط بي .. ربما تخشين أن يؤثر غضبي عليه"

قطبت بضيق مع ذكر زوجها وفي داخلها تمنت بحرقة أن تسقط به الطائرة أثناء عودته من السفر ويموت محترقاً داخلها .. لماذا يذكرها به وهي لم تكد تشعر ببعض الحرية وصارت تتنفس دون قيوده اللعينة .. حتى أنها صارت تخرج يومياً وتسهر بالخارج لوقتٍ متأخر كأنها تحاول تعويض نفسها عن كل السنوات السابقة .. قديماً حين كان يسافر كان يحذرها من مغادرة المنزل وكانت تخشى من عقابه إن أخبره رجاله بخروجها من سجنه بعد أن ذاقت عقابه بضع مرات كانت أسوأهم حين حاولت الهرب .. الآن ما عادت تعبأ بما ينتظرها عندما يعود .. هذه المرة ستعرف كيف توقفه .. لقد صارت تملك السلاح الذي يجعلها تُخرِسه بكلمة واحدة .. هي لا تهتم حتى إن فقد السيطرة على غضبه وترك آثار ساديته على جسدها .. ذلك الحقير حتى لم يمانع عندما أخبرته أن (منذر) دعاها للعشاء بعد أن زارها بالمنزل بضع مرات والتقيا بالنادي مرات أخرى في وجوده وفي غيره .. لا فارق أصلاً .. هو غير موجود في الحالتين .. ما يهمه هو أن تفتح له الطريق ليستفيد .. اللعنة عليه ذلك الوصولي الـ
_"لا .. أنتِ الليلة لستِ معي .. لقد شردتِ مرة أخرى"
انتفضت بخفوت واحمر وجهها وهي تقول بعد أن ارتشفت بعض الماء
_"آسفة .. كنت أفكر فيما قلته بخصوص (مختار)"
نظر لها بتدقيق جعلها تتابع بضيق
_"أعقتد أننا تجاوزنا تلك النقطة التي تجعلك تعتقد أنني سأخشى على عمل زوجي إن أسأت التصرف معك أو كنت صريحة زيادة عن اللازم"
ابتسم بخفوت
_"أنتِ على حق .. أعتذر منكِ"
اقترب النادل في تلك اللحظة ليضع الأطباق ولمعت عيناها بسعادة مع رؤية الطعام وسال لعابها .. ضحك هو عندما رآها تمرر لسانها على شفتيها كطفلة صغيرة وتعبيرات وجهها السعيدة التي لم تتحكم بها، لتنتبه هي لحركتها واحمر وجهها وتنحنحت في حرج ولم يكد النادل ينصرف حتى انفجر (منذر) ضاحكاً وهو يقول
_"يبدو أن الطعام أثار شهيتكِ .. أتمنى أن يعجبكِ طعمه كما أعجبكِ منظره"
ابتسمت في خجل وهي تردد
_"منظره لا يُقاوم .. و صراحةً .. أنا أحب الطعام كثيراً"
_"لاحظت هذا"

ازداد خجلها وخفضت عينيها وبدأت تناول طعامها بسرعة ليشرد هو هذه المرة في مراقبتها بابتسامة هادئة بينما تتناول الطعام بشهية مفتوحة بعد أن تغلب جوعها وحبها للطعام على ارتباكها .. كانت تختلف عن المرة الأولى التي تناولا فيها العشاء معاً في منزلها تلك الليلة ... تلك المرة كانت متكلفة متصنعة، لكنّها الآن تبدو على طبيعتها تماماً كتلك اللحظة التي تغيرت فيها نظرته لها حين انتهيا من العشاء بعد انصراف ذلك الأحمق زوجها والذي يظنه غبياً حتى لا يفهم ماذا يخطط بالضبط ولا غرضه من عرض زوجته أمامه بهذه الطريقة المبتذلة .. كان يعرف عنه الكثير وما وصله عنه لم يكن جيداً أبداً، لكنّه كان مضطراً للتعامل معه بسبب أوامر والده اللعينة وهذا كان سبباً آخراً يجعله يبغض ذلك الرجل المنافق .. المعلومات التي وصلته جعلته متأكداً من أنه سيستخدم زوجته ليحصل على بعض الامتيازات و .. حسناً هو كان قد قرر الاستمتاع باللعبة قليلاً قبل أن يلقنه درساً مقابل استخفافه به .. رغم كل مساوئه وعلاقاته النسائية فهو لم يتورط أبداً مع امرأة متزوجة .. ربما بقايا مباديء داخله .. لا يدري .. لكنّه هذه المرة قرر التغاضي عن مبادئه ليتسلى بهما قليلاً، فهي لم تكن تختلف في رأيه عن زوجها .. كان يعرف أنها ستحاول إغواءه كما فعلت قبلاً مع غيره من الرجال الذين استغلهم زوجها عن طريقها .. لذا لم يجد غضاضة في أن يتسلى بها قليلاً، لكن تلك الليلة حين تحدثا عرضاً عما تفعله لتمضية الوقت فعرضت عليه أن تريه مكانها الخاص الذي كان منقذاً لها من الموت مللاً .. لم يتوقع لحظتها عندما تقدمته بحماس شديد وفتحت إحدى الغرف أن يقابله ذلك المشهد .. مكانها الخاص كان مكتبةً منزلية كبيرة تحتوي على الكثير من الكتب التي كانت بمثابة كنز لشخصٍ عاشقٍ للكتب مثله .. أول ما خطر بباله أن وجود تلك المكتبة هنا مجرد استعراض لثقافة لا وجود لها كما يفعل الكثيرون من الأثرياء هذه الأيام .. يضعون الكتب كنوع من الوجاهة الاجتماعية لا أكثر .. أخبرته أن زوجها لا يهتم بالكتب وربما أصلاً لا يعرف بوجود تلك الغرفة فالقراءة آخر اهتماماته ... مثلها تماماً .. هي أيضاً في آخر اهتماماته وقد لا يتذكرها أصلاً .. اعتقدها تواصل محاولة تمثيل دور الزوجة المهجورة التي تعاني من اهمال زوجها لتجذبه إليها .. لم يعتقد للحظة أن امرأة جميلة مثلها تبدو لمن يراها كواحدةٍ لا يشغل عقلها إلا آخر صيحات الموضة وكم يبلغ رصيدها البنكي والتسوق .. امرأة جميلة فارغة كأغلب من عرفهم من النساء .. ذلك الظن نسفته تماماً عندما بدأت تناقشه فيما قرأت لتثير دهشته وعندما بدآ يتبادلان النقاش واندمجت هي في الحديث سقط ذلك القناع الذي كانت تضعه طيلة الوقت ورآها على حقيقتها .. حماسها وتألق عينيها وشغفها الواضح وهي تتحدث عن الكتب أزال الستار ليرى الحقيقة .. امرأة مرهفة الحس والخيال .. امرأة رقيقة تتخفى وراء قناع ليس لها لسببٍ ما .. عقله لم يتوقف عن جمع التفاصيل التي التقطها معاً ليحللها ليصل لمعظم الصورة وليفهم تقريباً ماذا يحدث معها .. هي لم تمنحه الفرصة ليشرد كثيراً بينما تجذبه بحديثها المليء بالحياة إلى أحاديث مختلفة ودون أن يشعرا كان الوقت قد مرّ بسرعة .. لم تفته نظرة الكراهية التي أطفأت الحياة في عينيها عندما عاد زوجها ولا تشنجها مجدداً عندما اقترب ليقبِل خدها .. لم يكن مخطئاً عندما عرف أنها لا تطيقه .. هي مجبرة على البقاء معه .. لكن ما يجبر امرأة بعقلها وثقافتها وجمالها أن تظل مع رجل مثله كل هذه السنوات .. أهو المال حقاً؟ .. لكن هذا السبب لا ينطبق مع الصورة التي توصل إليها بخصوصها
_"يبدو أنني لست وحدي من يشرد هذا المساء .. هيه ... أين ذهبت (منذر)؟"
استفاق من أفكاره على صوتها وانتبه إلى أنّ أنظاره كانت معلقة بها طيلة الوقت ولم يكن يتناول الطعام لتقول هي بتساؤل
_"ما الأمر؟"
ابتسم وهو يتناول ملعقته وهز رأسه ليقول

_"لا شيء .. شردت بتفكيري قليلاً"
_"لا أدري لماذا أشعر أنّ لشرودك علاقة بي .. كنت تنظر إليّ كأنك تريد أن تسألني شيئاً ما .. أخبرني ما الأمر .. اتفقنا أننا أصدقاء، صحيح؟"
تنهد وهو يُقلِب طعامه بهدوء قبل أن يردد
_"بعض الأسئلة علقت برأسي منذ تناقشنا بمكتبتكِ تلك الليلة .. وكلما تعرفت عليكِ أكثر كلما ازدادت رغبتي في معرفتها"
وضعت سكينها وشوكتها على المائدة وتراجعت في مقعدها وقالت بابتسامة رقيقة
_"يمكنك أن تسأل ما شئت (منذر) وسأجيبك بصراحة .. وسأكون صريحة معك أيضاً وأقول أنّ نظرتي لك تغيرت كثيراً عن المرة الأولى التي قابلتك فيها .. لا أنكر أنني خفتك كثيراً وشيئاً داخلي حذرني منك ... لا تغضب مني الآن لكنّني ما عدت أخاف منك .. لقد فاجأتني حقاً عندما اكتشفت أنك تعشق القراءة مثلي"
ابتسم بخفوت وقال
_"أنا تفاجأت بالمثل"
ضحكت قائلة
_"لم أتوقع صراحةً أنّ شخصاً مثلك يحب القراءة واعذرني أنت تعطي الإيحاء بأنك .."
ردد ببساطة
_"رجل أعمال شرير .. أو ربما .. رجل عصابات دون قلب، صحيح؟"
اختفت ابتسامتها وهي تنظر لتعبير وجهه شديد الجدية ليغمز قائلاً بعبث
_"شعرتِ بالخوف، أليس كذلك؟"
زفرت بتوتر ولوحت بيدها وهي تضحك بارتباك

_"مزاحك ثقيل حقاً"
ضحك بخفوت ولم تفتها نظرة عينيه التي قرأت فيهما شيئاً من المرارة والأسى وران الصمت للحظات قبل أن يقول بخفوت
_"أمي هي من علمتني حب الكتب .. كانت مثلك .. تعشق الكتب والقراءة كما لم أر أحداً يفعل ... كانت لدينا مكتبة صغيرة بالبيت ومكتبة تبيع فيها الكتب .. كانت تعشق رائحتها وملمسها خاصةً الكتب القديمة والأثرية .. كنت أحب الجلوس فقط ومراقبتها وهي تقرأ .. كان يمكنني أن أفعل ذلك لساعات دون أن أشعر بالملل"
شرد مع كلماته متذكراً تلك الأيام التي كانت أمه تقرأ له فيها .. ليالي الشتاء التي كانا يجلسان فيها بقرب المدفأة حين كانت تجلسه في حضنها وتقرأ له بالكتب .. وقوفه معها لبيع الكتب للناس واستماعه لها وهي تناقش من يشترون منها الكتب أو يستعيرونها .. كانت تخبره أن القراءة تفتح الآفاق لعالمٍ أوسع وأكثر وتسمو بالإنسان .. انقبض قلبه وحاول ألا ينزلق بتفكيره لما أصبح عليه بعدها .. أنقذه صوت (شاهي) وهي تهمس بإعجاب
_"تبدو والدتك امرأة رائعة للغاية .. أتمنى أن أقابلها يوماً و"
قاطعها بجمود وبصوتٍ ثلجي دفع قشعريرة بجسدها
_"إنها ميتة"
فغرت فاهها بصدمة قبل أن تقول بحزن واعتذار
_"أوه .. أنا آسفة"
_"لا بأس .. لقد مضت سنوات طويلة جداً"
ران الصمت الحرج للحظات لتقطعه هي محاولة تغيير الموضوع

_"أخبرني إذن .. ما تلك الأسئلة التي تحيرك بشأني؟"
رفع عينيه لها وأسند ذقنه لقبضته ليقول
_"بما أننا اتفقنا على الصراحة دعيني أسألكِ .. ما الذي يجعل امرأة جميلة ومثقفة مثلك ومليئة بالحياة تضيّع عمرها مع رجل مثل (مختار)؟ .. لا تخبريني أنكِ تحبينه فمن الواضح للأعمى أنكِ تشعرين نحوه كما تشعرين نحو أفعى زاحفة"
ابتسمت بتهكم مجيبة
_"بالعكس يمكنك أن تقول أنني أحب تلك الأفعى وأفضلها عليه"
_"لماذا تزوجتِه إذن؟"
هزت كتفها قائلة ببساطة
_"من أجل المال"
صدمته إجابتها كأنما لم يتوقع صراحتها لتبتسم بمرارة وتكمل

_"أهلي باعوا وهو اشترى ودفع الثمن .. هكذا ببساطة"
وأسرعت تقول باختناق
_"هل يمكن أن نؤجل الحديث عن هذا الأمر لوقت لاحق؟ .. أنا لا أريد أن نفسد الليلة في الذكريات الحزينة لكلينا"
هز رأسه متفهماً وقال مبتسماً
_"بالتأكيد .. كدت أنسى أنني دعوتكِ لتروّحي عن نفسكِ"
منحته ابتسامة حاولت بث بعض السعادة بها وقررا طرد كل أفكارهما السيئة والحزينة وتبادلا بعض الأحاديث المختلفة بينما يكملان عشائهما واكتفيا باستمتاعهما بصحبة أحدهما الآخر .. انتهى العشاء ليغادرا في سيارته ليوصلها لمنزلها .. أوقف السيارة وقبل أن تنزل قالت بابتسامة واسعة
_"شكراً (منذر) .. لقد استمتعت كثيراً الليلة"
بادلها الابتسامة
_"العفو عزيزتي .. أنا ممتن كثيراً لأنكِ وافقتِ على مرافقتي وسعيد لأنكِ قضيتِ وقتاً ممتعاً .. سأفتقدكِ كثيراً عندما أسافر"
بهتت ابتسامتها وقالت
_"هل أنت مسافر؟"
أومأ قائلاً
_"سأسافر في نهاية الأسبوع .. لديّ بعض الأعمال في إيطاليا .. سأنهيها وأعود سريعاً"
صمتت لحظة لتبتسم بعدها قائلة بصدق
_"أتمنى لك رحلة موفقة إذن"
_"شكراً عزيزتي"
فتحت الباب لتغادر بعد أن منحته أرق ابتساماتها ليوقفها منادياً اسمها .. التفتت له بتساؤل لينظر لها متردداً فاستحثته بنظراتها المتسائلة ليهز رأسه أخيراً قائلاً بابتسامة
_"لا شيء ... سأفتقدكِ كثيراً"
ارتفع حاجباها واحمر خداها لتبتسم قائلة
_"أنا أيضاً .. إن شاء الله تعود سالماً"
ابتسم لها بامتنان وراقبها وهي تغادر السيارة ولوحت له مودعة قبل أن تختفي داخل الفيلا وتعلّقت عيناه بمكانها الفارغ للحظات وهو يفكر .. لقد أوشك أن يسألها أن ترافقه في رحلته .. من الجيد أنه تدارك الأمر .. بأي مبرر ستسافر معه وكيف فكر في هذا من الأصل؟ ... هي امرأة متزوجة حتى ولو كانت تبغض زوجها .. هو لا يمكن أن يتورط معها بعلاقة عاطفية .. ما يجمعهما صداقة وليدة وسيعمل على ألا تتطور لأكثر من هذا .. كما أنه لا يريدها أن تتورط أكثر في عالمه الخفي .. لم يخف عليه رد فعلها عندما تحدث عن كونه رجل عصابات .. تُرى لو عرفت حقيقته هل ستظل مشاعرها كما هي .. بالتأكيد لن تُبقي على صداقته لحظة واحدة .. من الأفضل إذن أن يبقيا على مسافة آمنة فالمزيد من الاقتراب لن يجلب لهما سوى المشاكل .. تنهد بقوة وهو يدير محرك سيارته وعقله يخبره أنه اتخذ القرار الصحيح .. ليركز الآن على رحلته لإيطاليا .. وجوده هناك سيساعده كثيراً في خطته القادمة .. يجب أن يستعد جيداً لكل الاحتمالات فحدسه يخبره أن الكثير سيتغير الأيام القادمة.
***********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.