07-01-19, 05:47 PM
| #351 | |||||||||
| عضو ذهبي
|  الفصل روووعة عماد اخيرا ظهر لسؤدد ياترى هل بيختفي اول ماتصحى وبعدين سؤدد اتعرضت للاغتصاب فعلا 😬😬 ومراد الي معجب بسؤدد وهو عارف ان صديقه عماد بيحبها بغض النظر عن ان القلوب ليس عليها سلطان بس هو ممكن يبعد ومايخون صديقه ..انجليكا هل حتقابل متذر في ايطاليا ويعجب بيها ومراد هل لسة بيحمل مشاعر ناحية شاهي الي اتجوزها مختار غصب عنها وراجي خايف ىيقول لمراد عشان عارف علاقته بيه ..ادم وسيلين طلعت بنتها ميتة 😢 ياحرام وحتواجه ادم بصراحة هو الي بدا وجرحها كان خاطب لربى وماقالها كان خايف على زعل ربى وخايف يقول لسيلين وفي الاخر خسرهم الاتنين ..السكرتيرة ياترى ايش بتدبر مع الزفت سامر الله يستر . الفصول والاحداث ساخنه ومشوقة بارك الله فيكي واسعدك ودمتي بخير وسعادة | |||||||||
|  |
|
08-01-19, 08:37 PM
| #353 | |||||||||||
| مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب  
| فصل طويل مؤلم سؤدد يبدو انها تعرضت للاغتصاب المسكينة وعماد ظهرامامها واحتواها لكن ماحكايته ادم وايفا يبدو ان طفلتهما ميتة والافضل ان يتصارحان بمكنونات قلبيهما ويرتاحان انجليكا كيف ستلتقى طرقها هى ومنذر يسلموووو وبانتظار القادم | |||||||||||
|
| |
|
10-01-19, 06:29 AM
| #354 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
| يخرب بيتك يا ايف يا موكوسه اتنين ايه الدماغ ديه يعني مانعه آدم من بنته ليه طيب سؤدد شافت اسوء كابوس ممكن بنت تشوفه لا وكمان في سن صغيره ده كويس انها كملت حياتها اصلا ومارفضتش انها تعيش من اصله الحقير الفريدو المعفن يارب انچي تفهمه وتكتشفه مراد يا مفتريه تعب مش هتسيبيه في حاله انا عارفه 😒 | ||||
|
| |
|
12-01-19, 01:47 AM
| #356 | ||||
 
| سؤدد ياالهي شو عانت بطفولتها وعلى ايد مين عمها الواطي يخرب بيته دمر حياه بنت اخوه 😒ابوها دخل السجن ظلم وهي مفتكره انه السبب عماد رح يختفي كمان مره شو وجعني قلبي عليها المشهد فضييع 😭😭 راجي وخوفه على صديقه مراد من شاهي والماضي انجي شو مصيرها وكيف رح تلتقي بمنذر وتدخل حياته الفريدو الواطي شكله بعرفها من زمان وناوي على بلاوي مشهد ادم وايف يختييي بحزن بحزن كتير 😭😭 بنتها طلعت ميته 😢😢 اتوقع اخته شافت ايف وهشام وفهمت غلط لهيك كانت تبكي الواطي سامر عم بخطط تسلم ايدك ياقمر فصل دسم ورائع❤❤ | ||||
|
| |
|
14-01-19, 01:38 AM
| #358 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء  
| مساء الورد على أحلى قراء يا رب تكونوا بألف خير  ميعادنا مع الفصل السابع عشر .. الفصل طويل وصعب  أنا عارفة الفصول يمكن نكد وحزن ورا بعضها .. معلش استحملوا شوية النكد ولا تقلقوا هيكونوا فيه فرح ونعنشة ومش هنكد على الأبطال على طول يعني  إن شاء الله يعجبكم الفصل الجديد قراءة ممتعة مقدماً  | ||||||||
|
| |
|
14-01-19, 01:48 AM
| #359 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| الفصل السابع عشر أي هرب ما دامت الأشياء تسكننا، وما دمنا حين نرحل هرباً منها نجد أنفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه. غادة السمان ***** "عمرو صبحي" ****************** أخذت نفساً عميقاً وهي تخطو إلى داخل المكان بجوار (هشام) الذي كان يختلس النظر لها في قلق وشفقة .. كانت ترتجف داخلها دون رحمة وأغمضت عينيها تتوسل بعض القوة لتسمع صوته يقول برفق وهو يحيط خصرها بذراعه يمنحها دعمه كأنما شعر أن ساقيها ستخونانها في أي لحظة _"(لينا) .. أنتِ بخير؟" هزت رأسها وهي تتنفس بصعوبة وابتسمت له بارتجاف وهي تنظر لعينيه اللتين طالعتاها بحنان وأسى وردد _"إن كان الأمر صعباً عليكِ فلا تجبري نفسكِ حبيبتي .. أنتِ متعبة الآن ولا أظن أنّ .." قاطعته وهي تقبض على كفه فشعر ببرودة كفها وارتجافها _"لا (هشام) .. أنا بخير .. يجب أن أفعل هذا .. لا تقلق سأكون بخير" مط شفتيه وهز رأسه مرغماً وقادها عبر المكان إلى حيث مقابر أسرته وفي كل خطوة كان يشعر برجفتها تزداد حتى وصلا إلى حيث يرقد والده الراحل وعمه وزوجته و .. ابنتها الرضيعة .. تنهد بقوة وهو يغمض عينيه .. لا يريد أن يتذكر تلك اللحظات الصعبة التي مرت بها ولا كيف شعرهو بينما يحمل ذلك الملاك الصغير ويودعها للأبد بينما أخته المسكينة ترقد بالمشفى ذاهلة العقل بعد أن خسرت طفلتها الرضيعة قبل أن تشبع منها قليلاً، ووالده الذي يتمزق ألماً على حالة ابنته الثكلى الرافضة لوجوده وقربه منها. فتح عينيه عندما شعر بقبضتها المرتجفة تشتد على كفه عندما وقعت عيناها على القبر الصغير .. قبل أن يواسيها بأي كلمة خذلتها ساقاها وترنحت لتسقط على ركبتيها أمام القبر .. أسرع يركع على ركبته وهو يهتف بقلق بينما يحيط بكتفيها _"(سيلين) .. يا الله" انزاحت غشاوة سوداء عن عينيها في تلك اللحظة التي وقعت عيناها على الشاهد الصغير بجوار القبور الثلاثة وفي لحظة واحدة عادت لعقلها تلك اللحظات المريرة التي عاشتها والتي دفنتها بالقوة بأعمق أعماقها وادّعت أنها لم تحدث أبداً .. لقد أجبرت عقلها أن ينسى أن جزءاً عزيزاً منها قد أتى للعالم ورحل عنه سريعاً .. أنّ جزءاً منها ومن حبيبها يرقد تحت التراب .. لقد تناست لأن المقابل كان أن تفقد عقلها تماماً بعد خسارتها لطفلتها التي انتظرتها بشوق .. الآن تستوعب وتجبر نفسها على رؤية تلك الحقيقة بكل وضوحها وقسوتها .. الآن تزور طفلتها للمرة الأولى منذ فقدتها .. شهقت بقوة وهي تدير وجهها لتدفنه في صدر أخيها وهي تبكي بحرقة .. ضمها إليه بقوة وهو يهمس _"لا بأس حبيبتي .. ابكي .. ستكونين بخير" انقبضت أصابعها على قميصه وهي تفرغ مرارة ذكرياتها بينما هو يربّت على شعرها بحنان وعيناه معلقتان بقبر والده وقاوم الغصة التي وقفت بحلقه وهو يردد _"هي في مكانٍ أفضل حبيبتي .. لا تفكري سوى في هذا" سمعها تشهق باكية وهي تقول _"أنا السبب (هشام) .. أنا السبب في موتها ... أنا السبب في كل شيء" _"لا .. لا تقولي هذا حبيبتي .. إنه القدر .. استغفري الله .. أنتِ لا ذنب لكِ أبداً .. كانت ستتعذب كثيراً .. هذا كان أرحم لها حبيبتي" استمرت في البكاء حتى شعر أنّ قلبها سينفلق وسمعها تهمس باسم صغيرتها وهي تتوسلها أن تسامحها .. لم يعرف كم مضى من الوقت وهي تبكي حتى هدأ بكاؤها فأبعدها ينظر لوجهها ويمسح دموعها وهو يقول _"أنتِ بخير الآن؟" هزت رأسها ونظرت جانباً إلى باقة الورود التي أسقطتها .. التقطتها وهي تقول _"أنا بخير .. شكراً (هشام)" مسح على شعرها وهو يبتسم لها في حنان وراقبها وهي تبدأ في وضع الورود واحدة بعد أخرى فوق القبر وهي تغمض عينيها وتهمس بشيء لم يسمعه .. قام متردداً من جانبها واتجه إلى حيث قبر والده وقرأ الفاتحة قبل أن يهمس داخله يخبره بأمل أنّه قارب على تحقيق وعده له .. ونقل بصره لقبريّ عمه وزوجته واتجه نحوهما ليقرأ لهما الفاتحة ويدعو لهما ويعدهما أن يجد ابنتهما الضائعة ويعيدها للعائلة مهما طال الوقت .. عاد بعدها ليجلس بجوار أخته التي كانت غارقة مع ابنتها بمشاعرها وقال بحنان _"يكفي هذا (سيلينا) ... تحتاجين للراحة .. تبدين شاحبة للغاية .. هيا لنغادر .. يمكنكِ أن تأتي بوقت آخر" التفتت له وهي تفتح عينيها وهمست وهي تهز رأسها _"لا (هشام) .. أنا سأبقى لبعض الوقت هنا .. يمكنك أن تذهب" _"ماذا؟ ... تبقين لبعض الوقت أين؟ .. هنا؟ .. وحدك؟" همست برجاء _"أرجوك (هشام) .. أحتاج لأبقى وحدي معها .. هناك ما يجب أن أفعله" قطب بقلق وشك لتتابع بتوسل _"أرجوك أخي .. لو كنت تحبني فعلاً فدعني أبقى هنا" _"(سيلين) .. كيف تريدينني أن أغادر وأنتِ بهذه الحالة؟ .. أنا لن أطمئن عليكِ و" قاطعته وهي تحتضن كفه وتنظر له بعينيها الدامعتين _"أرجوك .. من أجلي؟! .. أعدك سأكون بخير .. ولا تقلق .. سأتصل بك أو بـ(بيير) ليأتي أحدكما ويقلني" لم يرد وهو ينظر لها بضيق لتردد _"أتوسل إليك (هشام)" زفر بقوة _"حسناً .. لكنني سأترك أحد الحراس في الخارج .. أرجوكِ (سيلين) .. اعتني بنفسكِ" همست وهي تقترب لتحتضنه بقوة وامتنان _"سأفعل بالتأكيد" ضمها إليه مرة أخيرة وطبع قبلة فوق جبينها ثم نهض ليغادر تتبعه عيناها حتى اختفى تماماً وعادت بعدها تنظر لقبر صغيرتها وحركت الورود فوقه بشرود وهي تهمس _"أنا آسفة حبيبتي .. ماما آسفة جداً .. هل لا زلتِ غاضبة مني؟" أغمضت عينيها تستعيد صورة رضيعتها الصغيرة وهي تقاتل من أجل حياتها في تلك الحضّانة بعد أن ولدت مبكراً .. هي السبب .. حالتها البائسة ونفسيتها السيئة في ذلك الوقت كانت السبب .. استمرت في المسح فوق القبر بحنان وهي تتذكر سعادتها الممتزجة بخوفها وحزنها ما أن علمت بحملها .. كان خليطاً عجيباً من المشاعر .. كان مذهلاً أن تعرف أنها تحمل طفلاً من حبيبها .. ومرعباً أن تجد نفسها من جديد في نفس موقف أمها .. هل أحست أمها بنفس المشاعر وهي تجد نفسها تحمل طفلاً من حبيبها الخائن .. رغم مساعدة (بيير) وعرضه الزواج منها ليحمل معها مسؤلية الطفل أصرت على السفر بحثاً عن (آدم) بعد طول تفكير لم تستطع أن تفكر أن تمر طفلتها بما مرت به .. لا تعرف والدها الحقيقي .. محرومة من حنانه ورعايته .. قررت أن تسافر لتواجهه وتخبره أنّهما ينتظران طفلاً .. لو أنّه كان صادقاً في حبه فالبتأكيد لن يدع أي شيء يحول بين أن يجتمعوا معاً في أسرة سعيدة .. لا زالت تذكر ذلك اليوم الذي صدمها القدر مرة أخرى وحصلت على طعنة جديدة جعلتها تتأكد أنّها أتت تبحث عن سرابٍ ليس أكثر .. كانت قد قررت قضاء بعض الوقت في إحدى القرى السياحية الشهيرة ريثما ترتب أفكارها لحين مواجهتها مع (آدم) .. لم تعمل حساباً لتلتقيه هناك .. وليس وحده .. كان معها ... كانت تسترخي فوق أحد المقاعد أمام المسبح الكبير مغمضة العينين ويدها تلامس بطنها المنتفخ بحنان وهي تتخيل كيف سيكون لقاؤهما .. رد فعله عندما يراها بهذه الصورة .. كيف ستخبره أنها حامل بطفلته .. كيف سيسامحها ويستعيدان حبهما وكيف سيستقبلان طفلتهما التي ستأتي بعد شهور قليلة .. ارتسمت ابتسامة حالمة على شفتيها وهي تواصل أحلام يقظتها التي لم تعرف أنها بعد دقائق قليلة ستتحول لكابوسٍ مؤلم عندما نهضت لتعود لغرفتها .. كانت في طريقها لهناك وهي غارقة في أفكارها لتصطدم فجأة بأحدهم بقوة .. حاولت التوازن بصعوبة والتوى كاحلها وكادت تسقط أرضاً لولا أن أسرعت يدٌ تمسك بها في قوة وصاحبتها تهتف تراخت ساقاها ونزلت أرضاً وهي تمسك بطنها بحماية وتتنفس بسرعة وشعرت بقلبها يكاد يتوقف رعباً على طفلتها، لتسرع الفتاة وتركع جوارها وهي تسألها بلهفة بالإنجليزية وقد ظنتها سائحة أجنبية _"يا الله .. هل أنتِ بخير؟ .. أنا آسفة جداً" رفعت عينيها لها وهي تقول بابتسامة خافتة _"لا عليكِ .. أنا بخـ .." انقطعت كلمتها وعيناها تقعان على وجه الفتاة وتوقف قلبها بجزع وهي تراها أمامها .. ما الذي تفعله هنا؟ .. لماذا تظهر أمامها الآن؟ .. هنا؟! .. من بين كل الأماكن .. تصادفها هنا!! .. لابد أنها تحلم .. درات عيناها على ملامحها .. إنها هي بالتأكيد .. صحيح أنّ شعرها مغطى بحجابٍ الآن، لكنّها تتذكر وجهها جيداً .. لا يمكنّها أن تنساها أبداً .. عاد الألم لقلبها بقوة بينما (رُبا) تسألها بقلق _"أرجوكِ .. لو كنتِ تشعرين بأي ألم أخبريني" لم تشعر أنّ عينيها كانتا قد دمعتا وهي تنظر لها بذهول مغمور بالألم إلا عندما سمعتها تقول بجزع وقد بدأت عيناها هي الأخرى تلمعان بدموع الخوف _"هل تتألمين؟ .. هل الطفل بخير؟ .. يالله .. سامحيني .. لم أقصد أبداً" طفل؟! .. هل تعرف على طفل من هي قلقة الآن؟ .. تُرى لو عرفت هل ستشعر بهذا الخوف الذي تتحدث به؟ .. رددت باختناق _"أنا بخير .. لا تقلقي" مدت لها يدها وهي تقول _"دعيني أساعدكِ .. لابد أنه يوجد طبيب هنا .. هيا" هزت رأسها وقد شعرت أنّ قدرتها على التحكم في دموعها ستخونها وتنفجر أمامها باكية .. فتحت فمها لتشكرها وهي تأخذ يدها لتنهض لتأتي كلماتها التالية لتوقف قلبها تماماً وهي تقول وهي تنظر حولها _"دعيني أنادي زوجي ليذهب بنا للطبيب لتطمئني" حدقت فيها بأنفاس مختنقة .. زوجها .. لا .. لا يا الله .. لا تجعلني أعيش هذا الكابوس ... أرجوك لا ... ارتجفت وهي تدعو داخلها بحرقة وتواسي نفسها بأمل .. ربما تقصد شخصاً آخراً .. (آدم) لن ينساها بهذه السرعة .. لقد أقسم أنّه سيبحث عنها .. لينتقم صحيح .. لكن هذا أفضل من أن يكون قد نسيها .. أتت جملتها التالية لتنسف كل أملٍ داخلها وهي تهتف بينما تتطلع في المكان _"يا إلهي يا (آدم) .. أين اختفيت فجأة؟ .. آه .. ها هوذا" لا .. هي في كابوس .. يجب أن تستيقظ .. انتفضت مع جملتها الأخيرة وأدرات عينيها تتبع الاتجاه الذي تنظر إليه وانتفض قلبها وهي تلمحه واقفاً على بعد يتحدث مع أحدهم .. في ثواني عادت كل ذكرياتهما معاً لتدور بعقلها وقلبها الملتاع ترك صدرها واندفع نحوه يحتضن وجوده باشتياق رهيب .. سمعت (رُبا) تناديه وانتفضت بخوف .. يا إلهي .. لا .. لا يجب أن يراها الآن ... ليس وهي بهذا الضعف .. ليس في هذا الموقف .. تنهدت براحة عندما لم يسمعها وأسرعت تتحرك للخلف وهي تقول بتوتر _"لا داعي .. أنا بخير شكراً لكِ .. أنا يجب أن أذهب حالاً .. اعذريني" ولم تمنحها الفرصة لتتحدث وهي تعطيها ظهرها وتسرع مغادرة المكان .. لم تكد تبتعد عن أنظارهما حتى توارت خلف أحد الجدران ولم تقاوم أن تلقي نظرة أخيرة عليه .. قلبها توسلها أن تفعل بينما عقلها يصرخ فيه أن يرحم نفسه من طعنة جديدة برؤيتهما معاً .. سالت دموعها وشعرت باختناق شديد وهي تراها تسرع نحوه لتقابله في منتصف الطريق ليستقبلها هو بابتسامة .. راقبتهما وهما يتحدثان واعتُصِر قلبها وهي تراها تجاوره وتضم نفسها إلى صدره ليحيط هو خصرها بذراعه وهما يبتعدان .. تحولت أنفاسها لشهقات متتابعة وهي تتابعهما .. رأسها فوق قلبه .. حيث ظنت أنّ هذا مكانها هي .. أنّ امرأة أخرى لن تحتل هذا المكان أبداً .. وها هي أخرى تحتله ولم يمض على فراقهما سوى بضعة أشهر .. رحماكِ يا ربِ من هذا الألم .. تحركت بصعوبة لتعود لغرفتها ولم تكد تغلق الباب خلفها حتى انهارت أرضاً وانفجرت بالبكاء وعقلها يعذبها بصورتهما معاً .. تحاول استيعاب الحقيقة .. (آدم) تزوج امرأة أخرى .. أصبح لأخرى غيرها .. ترددت وعوده برأسها ممتزجة بصورته مع (رُبا) لتصفعها دون رحمة .. لقد كذب عليها .. وعوده من البداية كانت كذباً .. هي لم تكن تعني له أي شيء .. لقد تجاوزها سريعاً .. ضربت الأرض بقبضتها وهي تهتف داخلها .. وماذا كنتِ تنتظرين بعد ما فعلتِه به؟ .. بالتأكيد هو الآن يكرهكِ .. عاد شيطانها يوسوس لها أنّه ليس إلا خائن كوالدها تماماً ... تأوهت بألم عندما شعرت بتقلص لتلامس بطنها بخوف .. لم تستطع التحرك من مكانها وهي تشعر بالتقلصات تزداد .. بكت وهي تحتضن طفلتها .. ها هو القدر يصمم على إعادة نفسه .. طفلتها ستعيش نفس المصير .. لن تعرف والدها أبداً .. ستعيش محرومة منه .. نهضت بصعوبة لترقد فوق فراشها ومسحت فوق بطنها وفكرت برعب .. ماذا لو ماتت وهي تلدها .. لمن ستتركها؟ .. ازداد رعبها وهي تتخيل طفلتها تعيش كل ما عاشته .. ولم تدر متى انغلق جفناها وغرقت في النوم لتهاجمها الكوابيس من جديد .. | ||||||||
|
| |
|
14-01-19, 01:50 AM
| #360 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| استيقظت في اليوم التالي وسارعت تحزم حقيبتها وتغادر الفندق والقرية كلها في طريقها للمدينة حيث عرفت عنوان والدها بعد أن ساعدها (بيير) في البحث عنه .. عرفت أنّه رجل أعمال شهير ومعروف وكان سهلاً أن تصل إلى شركته .. لم تكن على استعداد لتذهب لمنزله ولا لمواجهته أمام عائلته رغم أنّ شيطانها كان يوسوس لها أن تتسبب في فضيحة له أمامهم وتحطم ما ضحى بها كي يحافظ عليه .. ربما أنكرها أمامهم واتهمها أنّها تحاول تخريب سمعتهم لصالح منافسيه من رجال الأعمال .. كان يجب أن تعود للخارج فور معرفتها بمصير علاقتها بـ(آدم) لكنّ عقلها لم يكن يعمل جيداً بعد صدمتها تلك .. لم تستطع طرد فكرة أنّ والدها هو سبب كل ما أصابها .. كل الوجع والآلام والظلم الذي عانته في حياتها كان هو سبب .. حتى فشل علاقتها بـ(آدم) كان هو سببها ... لو أنّه لم يترك ذلك الأثر اللعين داخلها لما حطمت حبها بيديها .. كان يجب أن تواجهه .. أن تعرف لماذا فعل بها هذا؟ .. لماذا حطم حياتها بهذه الطريقة؟ .. لماذا تخلى عنها؟ .. لا زالت تتذكر ذلك اليوم الذي دفعها فيه غضبها المجنون وقلبها المحطم أن تذهب إليه مفكرةً أنّها ستجرحه بقسوة وترد له بعض ما فعله بها .. كانت حرقة قلبها هي ما تحركه عندما ذهبت للشركة وطلبت مقابلته لتخبرها السكرتيرة أنّها لا يمكنها أن تقابله دون موعد مسبق .. لم تهتم لاعتراضها وهي تتحرك نحو ما خمنت أنّها غرفته وهي تخبرها أنّه لن يجرؤ على الاعتراض عندما يراها .. اقتحمت مكتبه مثيرة عاصفة من الغضب والمفاجأة بينما السكرتيرة تصيح خلفها أن تتوقف .. توقفت خطواتها بعد أن اقتحمت المكان لتقع عيناها على وجهه المصعوق الذي رفعه عن أوراقه ليراها أمامه .. كان يحدق فيها بصدمة بينما هي قلبها كان ينتفض بقوة وهي تراه ... هذا هو والدها، صحيح؟ .. هل هي الآن تراه بعد كل هذه السنوات؟ .. أرادت أن تصرخ فيه بكل قوتها .. أن ترمي في وجهه كل وجعها وكراهيتها له وتخبره برأيها فيه بوضوح .. رأته ينهض ببطء من مقعده وتحركت شفتاه بهمس خافت استطاعت قراءة حروفه الذاهلة _"(إيفا)" أغمضت عينيها وتنفست بقوة .. جيد أنّه لا زال يتذكر ضحيته .. عرفت أنّه سيعرفها حال يراها .. (كارل) سبق وأراها صورة لأمها وتعرف كم تشبهها ... (إيفا) .. أمها المسكينة سمعت سكرتيرته بشرود وهي تعتذر له ليصرفها بإشارة مبهمة لتغادر وهي تنقل بصرها بينهما بحيرة وتغلق الباب خلفها وتركتهما يحدقان ببعضهما وصخب المشاعر المختلفة يدور بفضاء الغرفة دون هوادة .. غادر من خلف مكتبه واقترب منها بذهول وهو يهمس _"سـ .. (سديم) ... مستحيل" عضت شفتها بقوة وتراجعت خطوة للخلف ليتوقف مكانه بينما قالت هي بابتسامة ساخرة مريرة _"ماذا؟ .. تبدو مصدوماً .. هل كانت مفاجأة سيئة؟" ارتجفت شفتاه وهو يردد _"لكن .. أنتِ .. كيف .. أنتِ ميـ .." قطع كلمته وهو ينظر لها بتردد، لتكملها بتهكم _"ميتة؟!! .. لسوء حظك لا زلت على قيد الحياة كما ترى" ورفعت أحد حاجبيها وهي تتابع _"ما الأمر؟ .. هل كنت تتمنى لو أنني كنت ميتة بالفعل؟" قطبت وهي ترى الدموع تغشى عينيه وتسيل على خده وجاهدت لتمنع ذلك الألم بقلبها بينما سمعته يردد وهو يقترب منها أكثر رافعاً يديه يريد لمسها _"رحماك يا الله .. إنها أنتِ بالفعل .. أنتِ لا زلتِ حية .. رباه لا أصدق .. (سديم) .. ابنتي .. أنتِ حية" صرخت وهي تتراجع للخلف _"توقف .. لا تقترب مني" همس بألم _"ابنتي" عادت تصرخ فيه _"لا تقل ابنتي" حاول أن ينطق لتواصل هتافها بحرقة _"أنت لا حق لك لتناديني ابنتي .. ليس من حقك .. كيف تجرؤ على نطقها بعد ما فعلته بي؟ .. كيف؟" رفع يده وقال وهو يحاول تهدأتها _"اهدأي أرجوكِ .. اجلسي لنتحدث" _"أنا لم آت بعد كل هذه السنوات لأتحدث معك .. جئت فقط لأسألك سؤالاً واحداً .. لماذا؟" نظر لها بحيرة وألم لتهتف بكل حرقة _"لماذا فعلت هذا بي؟ .. لماذا ألقيت بي جانباً كخرقة بالية؟ .. لماذا أتيت بي لهذا العالم إن كنت سترميني وتتركني للحياة تركلني دون رحمة؟ .. ألم تحمل بداخلك بعض الرحمة تجاهي؟ ... هل لهذه الدرجة كنت نقطة سوادء في حياتك أردت مسحها بأي طريقة؟ .. لماذا؟" ردد بصوتٍ متحشرج _"(سديم) .. أنتِ لا " قاطعته صارخة ودموعها تسيل _"لا تناديني بهذا الاسم أبداً .. (سديم) تلك ماتت .. ماتت مع الوالدين الوحيدين اللذين عرفتهما .. اللذين ألقيت بها لهما كأنها كانت عبأً ثقيلاً على كتفيك أزحته لتلقيه لهما وترتاح منه .. (سديم) ماتت بالنسبة لك يوم ركلتها فور قدومها للحياة كأنها قذارة ستلوث حياتك .. لا بل ماتت من قبل ذلك .. عندما خنت أمها ورحلت .. عندما تخليت عنها مرتين .. مرة وهي على قيد الحياة ومرة بعد موتها وأنت ترمي الجزء الوحيد الباقي من ذكراها" _"صغيرتي .. أنتِ لا تفهمين شيئاً .. دعيني أشرح لكِ" تراجعت مع اقترابه من جديد وهي تواصل _"قلت لك لا تقترب مني ولا تناديني ابنتك أبداً .. أنا ميتة بالنسبة لك، هل تفهم؟ .. أنا أتيت فقط لأجعلك ترى بعينيك مبلغ كرهي وحقدي عليك .. لأخبرك أنني لم أكره أحداً كما كرهتك وأنني لن أغفر لك أبداً كل الألم الذي تسببت له بي" وهتفت وهي ترى دموعه تنحدر على خديه _"لا .. لا تبكي .. لماذا تفعل؟ .. من أنا لتبكي من أجلي؟ .. أنا لا شيء" _"لا تقولي هذا يا ابنتي" صرخت فيه _"أنا سأغادر وأتركك تحترق بمعرفة أنّ جزءاً منك في هذا العالم يكرهك أكثر من أي شخص ويلعنك في كل لحظة و .." صوتٌ صارم قاطعها وصاحبه يهتف بغضب _"ما الذي يحدث هنا؟" التفتت نحو مصدر الصوت ليقابلها صاحبه الذي كانت عيناه تصبان عليها حمماً من الغضب وهو يتابع بحدة _"من أنتِ؟" لم تتأخر في إدراك هويته وهي تلتقط بعض الشبه بينه وبين والدها ولم يلبث أن أكد شكوكها وهو يسرع نحو والده هاتفاً وهو يرى وجهه الشاحب ودموعه _"أبي .. هل أنت بخير؟ .. ما الذي يجري؟" لم تترك عينا (فاروق) عن عينيها ليتابع (هشام) وهو ينقل بصره بينهما بقلق _"ما الأمر أبي؟ .. ومن هذه؟" لم ينطق والده بحرف وهو ينظر لها ولا زال تحت صدمة كلماتها الأخيرة لتبتسم هي بسخرية وقالت وهي تُكتِف ذراعيها أمام صدرها _"ما الأمر؟ .. لماذا لا تخبره من أكون يا سيد (فاروق)؟ .. هل أكل القط لسانك أم أنك أكثر جبناً من أن تخبر ابنك العزيز بهويتي" هتف (هشام) بغضب وهو يسند والده بعد أن شعر أنه لا يكاد يقف _"اصمتي .. أنا لا أسمح لكِ .. كيف تتحدثين مع أبي بهذه الوقاحة؟" ضحكت بسخرية وهي تنظر له رغم أنّ قلبها في تلك اللحظة كان يتمزق بينما تراهما قريبين و(هشام) يدعمه بقوة .. وعادت كلمات (كارل) لتتكرر في رأسها حين أخبرها أنّه تخلى عنها وعاد لزوجته وطفله .. شعرت بغيرة سخيفة امتزجت بوجعها وهي ترى بعينيها ما حرمها منه ووجدت نفسها تهتف بحدة _"من أنت لتسمح أو لا تسمح .. أنا سأقول ما أريد و هو .." قالتها وهي تشير له باشمئزاز متابعة بحقد _"هو لا يستطيع أن ينكر أي كلمة ولا يستطيع منعي من قول ما أريده أن يسمعه" والتفتت لوالدها الذي أسنده (هشام) وأوصله للمقعد ليجلس وهو ينظر لها بأسى بينما تواصل بكراهية شديدة _"لن يستطيع منعي من إخباره أنه السبب في تدمير حياتي .. أنني لن أسامحه أبداً على كل ما أصابني بسببه .. هل تسمعني سيد (فاروق) .. أنا أكرهك وأتمنى أن تقضي ما تبقى من عمرك تعض أصابعك حسرة حتى تموت" هتف (هشام) بغضب وهو يندفع نحوها _"يكفي يا هذه .. لقد تجاوزتِ حدودكِ حقاً وأنا لن أسمح لكِ بحرف زيادة" ولوح بذراعه نحو الباب هاتفاً بصرامة _"هيا غادري" خرج صوت والده ضعيفاً وهو يهمس _"(هشام) .. لا .. توقف بني" التفت له (هشام) بتساؤل بينما هي عضت على شفتيها بألم وهي تشعر بتقلصات بطنها تعود بصورة أشد .. رفعت يدها تضعها على بطنها وتنفست بصعوبة والألم يزداد .. يجب أن تذهب ... لقد انفعلت بما فيه الكفاية وهذا ليس جيداً على طفلتها .. انتزعها هتاف (هشام) من شرودها وهو يمسك بذراعها بقوة آلمتها _"من حرضك على أن تأتي لتفتعلي فضيحة هنا؟" انتزعت ذراعها من قبضته بقوة وهي تهتف _"لو أردت فضيحة لذهبت لبيتكم مباشرة أيها المحترم ولفضحته أمامكم جميعاً" والتفتت لوالدها هاتفة بحدة _"لا تظن أنني أشفقت عليك من تحطيم صورتك العظيمة أمام زوجتك وأولادك .. أنت لا تستحق ذرة من مشاعري .. حتى كراهيتي لا تستحقها" فتح (هشام) فمه ليعنفها من جديد عندما سمع والده يقول بألم _"(سديم) يا ابنتي" هتفت فيه _"ابنتك ماتت سيد (فاروق) ... وكما كنت ميتة بالنسبة لك لسنوات فأنت أيضاً ميت بالنسبة لي" لمحت (هشام) يتراجع مصعوقاً وهو يحدق فيها قبل أن ينظر لوالده وهمس _"أبي .. هل .." قاطعته بضحكة خافتة مريرة وهي تقول _"أخبره من أنا سيد (فاروق) .. أخبره كيف خنت والدته وخدعت أمي أيضاً وتركتها حاملاً بي ورميتني بعد موتها لصديقك ليربيني وعدت لزوجتك وابنك .. أخبره ليعرف حقيقتك القذرة" ازداد وجع بطنها لكنّها واصلت بكراهية _"أخبره أنّه في الوقت الذي كنت تغمره فيه برعايتك وأبوتك، كانت له أخت صغيرة بائسة ذاقت الأمرّين بسبب انكارك لها وأنّك تركتها وحدها في هذا العالم القاسي .. أخبره أنني أدفع ثمن خطيئتك وحدي حتى اللحظة .. هل ترى أين وصلت بي الحال؟ .. لقد أورثتني أنت وأمي إرثاً ثقيلاً" وضحكت بسخرية مريرة وهي تشير لنفسها _"حتى أنني ورثت حماقتها وسمحت لنفسي بتكرار خطأها وانتهى بي الحال مثلها تماماً ... لقد دمرت حياتي بسببك أنت .. أنت (فاروق رضوان)" اتسعت عيناه وهو ينظر لها وبدا أنّه قد انتبه لتوه لحملها وتجمدت عيناه لوهلة فوق بطنها قبل أن يرفعهما لعينيها وهو يهمس بذهول _"(سديم) .. أنتِ!!" ضحكت بمرارة وهي تشعر بحرقة الدموع في عينيها _"هل أنت متفاجيء؟ .. انظر جيداً فربما تعرف الآن كيف كانت أمي تشعر بعد أن تركتها وحدها وهي حامل بي .. لا أظنها غفرت لك أبداً (فاروق رضوان) .. أنا أشعر بنفس المرارة التي شعرت بها بعد خيانتك ولهذا أنا متأكدة أنّها لم تسامحك قبل موتها وكذلك لن أفعل أنا" ورمته بنظرة أخيرة أشد قسوة وهتفت _"لقد انتهيت مما جئت لأجله .. أتمنى ألا تقع عيناي عليك لآخر عمري" قالتها واستدارت مغادرة وهي تسمعه يناديها بينما (هشام) يهتف اسمه بجزع وقاومت أن تستدير لتعرف ما حدث له .. عادت للشقة الصغيرة التي كانت قد استأجرتها لتقيم فيها حتى تجد (آدم) ويعودا سوياً والآن لم يعد هناك مبررٌ لبقائها هنا .. ستعود لـ(بيير) .. كان يجب أن تسمع كلامه وأن تبقى هناك ... ها هي ستعود إليه محملة بالمزيد من الجراح كأنها لم تكتف .. تمددت فوق فراشها تبكي بحرقة وعقلها يسترجع مواجهتها مع والدها وأخيها .. أوجعتها الكلمتان أكثر وزادتا من حرقة بكائها وهي تفكر في الحقيقة المريرة التي تجعلها مجبرة على أن تنسى أنّ هناك من يحمل نفس دمها في هذا العالم وأنّ لها عائلة .. عائلة لا تعرف عنها شيئاً وأب لا يريدها .. اجتمعت كل أحزانها وذكرياتها لتهاجمها دون رحمة وهي تتقلب في فراشها .. استيقظت في اليوم التالي على ألم شديد بظهرها وعادت تقلصات رحمها من جديد وازدادت مع الوقت حتى لم تعد تحتمل الألم .. يجب أن تنهض وتذهب للمشفى .. هي ليست بخير .. طفلتها ليست بخير .. تأوهت بوجع شديد وهي تنهض بصعوبة من الفراش وهي تهمس بتوسل .. لا .. طفلتها لن يصيبها شيء .. هي لن تخسرها .. لن تخسر آخر ما تملكه في هذه الحياة .. كان الألم يزداد في كل خطوة تتحركها وانحدرت دموعها وهي تلامس بطنها هامسة برجاء _"ستكونين بخير صغيرتي .. ستكونين بخير" | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
989Likes
.png)
.png)
العرض العادي
