آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-19, 03:27 AM   #381

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن عشر (الجزء الأول)
*******************
استمعت (شاهي) للنداء الذي تردد بالمطار ينبه الركاب للاستعداد لإقلاع الطائرة وتنهدت بأسى وهي تلتفت نحو (منذر) الذي ابتسم لها قائلاً
_"لقد حان الوقت"
ابتسمت وهي تهز رأسها وهمست
_"رحلة موفقة"
نظر لها ملياً قبل أن يقول بصدق
_"شكراً لأنكِ رافقتِني للمطار .. سأشتاق لكِ كثيراً عزيزتي"
همست بخفوت
_"وأنا أيضاً سأشتاق لك .. اهتم بنفسك هناك"
وعدها مبتسماً
_"سأفعل بالتأكيد"
فاجأها حين اقترب منها حتى كاد يلامس جسدها وتوترت مع نظرته التي شعرت بها تخترق قناع قوتها الذي وضعته خصيصاً لمقابلته .. كادت تشهق عندما رفع يده ليلامس خدها برقة وهو يهمس
_"وأنتِ اعتني بنفسكِ حتى أعود"
ارتجفت شفتاها وارتبكت نظراتها عندما شعرت بكفه تتحرك لتلامس عنقها الذي كانت تلف حوله وشاحاً رقيقاً وسمعته يواصل بغموض ويده تزيح الوشاح قليلاً لينظر لكدمة ملونة بالكاد كانت تظهر من أسفل الوشاح ويختفي معظمها تحت فستانها مع عشرات الكدمات الأخرى التي لونت جسدها
_"سأهتم بكل شيء حين أعود .. أعدكِ"
ازداد ارتجاف شفتيها وهي تقرأ كل ما اختفى وراء كلماته الغامضة وفهمت ما يعنيه وارتعش قلبها رغماً عنها في أمل وهزت رأسها وهي تنظر له بعينين دامعتين فربّت على خدها مرة أخرى بحنان قبل أن يتراجع للخلف قائلاً
_"إلى اللقاء (شاهي)"
همست بتحشرج
_"إلى اللقاء (منذر)"
راقبته وهو يتحرك ليغادر .. التفت لها قبل أن يدلف نحو صالة المغادرة ولوح لها مبتسماً فرفعت كفها تلوح له بابتسامة أخفت وراءها كل ما تشعر به من حزن وألم ولم يكد يختفي عن ناظريها حتى سقطت ابتسامتها ورفعت يدها تضبط وضع وشاحها وتحركت مغادرة واتجهت نحو سيارة (منذر) التي أسرع سائقها يفتح لها بابها لتدلف للمقعد الخلفي وارتمت للخلف مسندة ظهرها للمقعد وأغمضت عينيها تستعيد كلمات (منذر) .. سيساعدها عندما يعود .. لم تتوقع أن يعرض مساعدته قبل أن تطلبها .. لم تخبره بالعنف الذي تتعرض له على يد زوجها ولم تتقصد أن يرى أثر آخر عقاب له والذي تجاوز أكثر بكثير من مجرد تلك الكدمة التي لمح جزءاً منها .. شعرت بغصة شديدة بحلقها وهي تعود لليوم الذي عاد فيه زوجها من السفر .. تلك الليلة التي كانت فيها خارجاً مع (منذر) .. عاد قبل موعده المحدد ولا .. لم تسقط به الطائرة هذه المرة أيضاً .. زفرت بسخرية مريرة .. كما توقعت لم يقصر رجاله في نقل أخبارها له وكان عليها أن تواجه غضبه الجنوني .. لم تكد تدلف لغرفتها وتمد يدها لتضيء النور حتى تجمدت خطواتها وعيناها تقعان على جسده الممدد فوق فراشها يضع رأسه فوق ذراعيه المعقودتين على الوسادة وساقاه متقاطعتان وعيناه مسلطتان عليها بغضب بارد .. تجاوزت صدمتها سريعاً وتحركت للداخل وخلعت فردتيّ حذائها وركلتهما جانباً .. تحركت نحو المرآة وخلعت مجوهراتها في صمت وهي تحاول ألا تنظر في اتجاهه وكأنما لم يعجبه تجاهلها قال وهو يعتدل
_"لا زال الوقت باكراً يا هانم!!"
لوت شفتيها باذدراء وسخرية وواصلت ما تفعله في صمت لينهض فجأة وقد فجرت بركان غضبه المكبوت .. خلعت مشابك شعرها وألقتها فوق طاولة المرآة التي رأته عبرها يندفع نحوها ولم يمنحها فرصة واحدة للابتعاد حين وصلها في خطوتين وشعرت بقبضته القاسية تعتصر ذراعها .. فلتكن ملعونة لو سمحت له برؤية ألمها .. سمعته يردد بفحيح قاس
_"يبدو أنني تهاونت معكِ كثيراً في الفترة الأخيرة (شاهي)"
أشاحت وجهها بقرف عندما لفحتها رائحة الخمر بينما هزها بقسوة جعلت خصلات شعرها تغادر عقالها وتنسدل على كتفيها
_"ما الذي كنتِ تفعلينه خارج المنزل كل هذا الوقت ومن سمح لكِ بهذا؟"
قاومت ألمها واشمئزازها والتفتت إليه وقالت وهي ترفع حاجباً ساخراً
_"هه؟! .. من سمح لي؟ .. هل كان يجب أن آخذ إذن أحد لأغادر؟"
_"اللعنة عليكِ (شاهيناز) .. تعرفين أنّه طالما أنا لست هنا فغير مسموح لكِ بمغادرة المنزل، تعرفين أم لا؟"
دفعته بكل قوتها تبعده عنها وقالت ببرود
_"هذا كان قديماً يا سيد (مختار) .. أنا من الآن فصاعداً لن أنتظر أوامراً منك لأذهب لأي مكان .. عندما أحب مغادرة هذا المكان اللعين سأغادر كما يحلو لي ولا أحد سيمنعني"
ابتسمت بعبث عندما رأت عينيه تشتعلان غضباً وتنفس للحظات بجنون قبل أن يهتف
_"لقد فقدتِ عقلكِ حتماً .. هل تجرؤين على تحديّ (شاهيناز)؟"
_"نعم أفعل"
قالت بتحدٍ ليقترب وقد أعماه الغضب والخمر وأحاط شعرها بقبضته بقسوة كادت تنتزع خصلاتها وشدها إليه
_"يبدو أنكِ اشتقتِ لعقابي كثيراً"
أمسكت قبضته بيدها لتخفف من شده لشعرها وحدقت في عينيه بعينين مشتعلتين بغضب يفوق غضبه .. غضب كل السنين التي أذلها فيها وأذاقها المرار
_"أنت لن تجرؤ .. إن كنت تعتقد أنّني نفسها (شاهي) التي كانت تخاف منك وتتلقى عقابك وتصمت فأنت واهم .. أنت لن تجرؤ على أذيتي من جديد (مختار) .. أنت أضعف من أن تفعل .. أنت شخص ضعيف لا تملك إلا أن تظهر قوتك على من هم أضعف منك وأنا .."
ازدادت أنفاسها قوة بينما قبضته تعتصر شعرها أكثر وهتفت مكملة بقوة
_"وأنا لست أضعف منك ... لست كذلك ولن أكون أبداً"
شعرت بأنفاسه المحرقة فوق وجهها ولم تبعد عينيها عن عينيه رغم إحساسها أنها تمادت كثيراً وهو يبدو في غير حالة طبيعية .. شهقت عندما دفعها للخلف لترتطم بمرآتها بقوة بينما يضحك بجنون وهو يصفق يديه ليقول بعد لحظات وهو ينظر لها بسخرية
_"ما هذا؟ .. نسخة جديدة؟ .. ومن أين أتيت بهذه القوة يا زوجتي العزيزة؟ .. من (منذر صفوان)؟! .. آه يا (شاهي) الساذجة .. هل تعتقدين أنّني لا أعرف فيما تفكرين؟"
قطبت بحيرة ليقترب منها بطريقة وترتها ونظرة مجنونة تعتلي عينيه
_"أنا أعرفكِ أكثر من نفسكِ حبيبتي .. تعتقدين أنكِ ستقلبين خطتي ضدي وتستخدمين (منذر) لتهديدي .. أنتِ تفعلين هذا منذ فترة .. تأتين على ذكره لتمنعيني عن أذيتكِ"
رفع كفه يلامس خدها بنعومة
_"آه كم كان رائعاً التلاعب بكِ جميلتي عندما أتراجع في كل مرة وأتظاهر أنني خفت من تهديدكِ"
تنفست بقوة وهي ترمقه بحقد ليضحك أكثر
_"لا أحد .. لا أحد ولا حتى (منذر صفوان) قادرٌ على تخليصكِ مني (شاهي) ... لا أحد سيحرركِ مني سوى الموت"
قالت بتحدٍ
_"أنت واهم لو ظننت أنك ستخدعني بكلماتك هذه .. أنت لا شيء (مختار) .. أنت مجرد نكرة متسلق .. أنت لم ولن تصل لقوة (منذر صفوان) وتعرف جيداً ما هو قادرٌ على فعله .. أنا و(منذر) أكثر من أصدقاء الآن وكلمة واحدة مني ستجعله يضع رأسك في التراب"
عاد ليقبض على شعرها وشد رأسها للخلف ليجبرها على النظر إليه وردد بتهديد
_"لكنكِ لن تستطيعي أن تخبريه بأي شيء عزيزتي .. تعرفين لماذا بالطبع .. أنتِ لن تخاطري بحياة حبيب القلب، صحيح؟"
خفق قلبها بجزع لم تسمح له بالظهور في عينيها بينما يتابع بابتسامة قاسية
_"كلمة واحدة ستخرج من فمكِ الجميل هذا بخصوص علاقتنا وسينتهي أمره .. أنا أعرف مكانه ورجالي يراقبون أدق حركاته .. بكلمة واحدة مني ستنتهي حياته"
همست ببرود
_"افعلها"
قطب وهو ينظر إليها بتوجس
_"ماذا؟"
هتفت بعينين مشتعلتين
_"اقتله .. نفذ تهديدك"
هز رأسها لتعض شفتها بألم بينما يقول
_"ماذا قلتِ؟ .. هل تعتقدين أن تهديداتي فارغة ولن أفعلها؟"
قاومت نبضات قلبها المرتعبة وهي تهتف بجمود
_"وأنا قلت لك نفذ تهديدك .. هل تظنني أهتم لأمره حقاً بعد كل هذه السنين؟"
رمقها بشك لترفع أحد حاجبيها قائلة بسخرية
_"بالتأكيد سأحزن عليه قليلاً .. في النهاية .. لقد جمعتنا ذكريات لطيفة"
ردد ببرود أرسل رعدة مخيفة بقلبها
_"إذن أنتِ لا تهتمين لأمره؟"
رسمت أكثر ابتسامتها نعومة وهي تقول بعبث
_"هل تظنني أهتم لحب مراهقة أصبح من الماضي بعد أن قابلت رجلاً مثل (منذر صفوان)؟"
تلذذت برؤية النيران في عينيه لتزداد ابتسامتها عبثاً وهي تقول بينما تلامس شفتيها بلسانها
_"لابد أن تكون امرأة يا عزيزي لتعرف تأثير رجل مثل (منذر) .. إنّه رجل يمكنه في لحظة محو تاريخ أي رجل وذكرياته من عقل المرأة التي يسعدها حظها لتقع في حبه"
شعرت بقبضته تقسو على شعرها وهو يناظرها بعينين اشتعلتا بالغضب والشك ليهتف بعدها بغضب
_"ماذا تعنين بكلامكِ؟ .. أنتِ لم .."
ضحكت بقوة ولم تعرف أي شيطان تملكها في تلك اللحظات لتقول وهي ترفع أحد حاجبيها قائلة بصوتٍ لعوب
_"ماذا تعتقد؟ .. لو كنت أنت مكان (منذر) وهامت بك امرأة في مثل فتنتي .. ماذا كنت ستفعل؟"
تنفس بحدة وشعرت بجسده كله يتشنج لينفجر فيها
_"هل تجاوزت حدكِ معي؟"
زمت شفتيها بنعومة وهي تقول ببراءة مصطنعة
_"أوه .. وهل طلبت مني الالتزام بحد معين في علاقتي به؟ .. آسفة يبدو أنني لم أسمعك جيداً وقتها"
_"ما .. ماذا؟ .. هل فعلتِها حقاً؟"
مالت برأسها بنعومة ونظرت له بعبث تاركة له حرية التخمين .. لم تستمر صدمته سوى لحظات صرخ بعدها بكل قوته ولم تشعر سوى بيده التي نزلت على خدها لتطوحها أرضاً ولم يكد جسدها يلامس الأرض حتى كان يرفعها من شعرها مرة أخرى وهو يهتف
_"أيتها اللعينة .. أيتها الحقيرة .. هل تجرأتِ على خيانتي مع ذلك الوغد؟"
كان الغضب والكراهية قد تملكا منها لأقصى درجة ودفعا بالدم مشتعلاً في عروقها لتهتف
_"الوغد هو أنت لا هو .. الوغد هو من يبيع زوجته مقابل المال .. الحقير هو من يتسلق على أكتاف زوجته التي لا يخجل من عرضها أمام الرجال .. أما (منذر) فهو رجل حقيقي .. رجل لن تكونه أنت يوماً ... هل تسمعني؟ .. أنت لن تكونه أبداً"
صفعة أخرى دفعتها لتسقط على الفراش .. رفعت عينيها له وحدقت فيه وقلبها ينبض بخوف قاومته بكل قوتها .. وتبعته عيناها وهو يتجه نحو الباب ويغلقه بالمفتاح ويلقيه بأقصى الغرفة ويعود متجهاً نحوها بقسمات ملأها الشر .. لا .. هذه المرة لن تسمح له .. لن ينتصر عليها ويستمتع بضعفها وقلة حيلتها أمام عنفه .. تنفست بقوة وناظرته بتحدٍ وهي تعتدل بينما كان هو يخلع حزام بنطاله وهو يردد بأنفاس عنيفة
_"رجل لن أكونه يوماً ... ستعرفين من هو الرجل الآن"
أغمضت عينيها مع أول جلدة سقطت على جسدها من حزامه وعضت على شفتها .. لن تمنحه متعة توسلها أبداً .. تفضل الموت على أن تمنحه لحظة انتصار واحدة .. لم تتحرك من مكانها ولم تحاول الهرب .. لا مكان لتهرب إليه ولا أحد في هذا البيت الكبير سيحرك إصبعاً لنجدتها .. عضت على شفتها أكثر مع جلدة ثانية وثالثة ورابعة ليتوقف بعدها غضباً ازداد عندما هتفت
_"هل تظن نفسك رجلاً حقاً؟ .. أنت مجرد جبان ضعيف .. كل ما تفعله الآن لن يصل بك لمرتبة الرجال أبداً .. أنت حيوان .. هل تسمعني .. حيوان"
عاد يرفع حزامه فاستعدت للضربة لكنّه تراجع سريعاً وارتسم الشر مجسداً في عينيه وهو يقترب ليشدها إليه وقال بفحيح وهو يمزق ثوبها بعنف ويلقيها على الفراش
_"لا بأس .. أنا حيوان .. ولسوء حظكِ هذا الحيوان يكون زوجكِ ... لنرى أين ستذهب قوتكِ وتبجحكِ عندما أنتهي منكِ"
قاومت رعبها وهي تتذكر أول مرة عاقبها عندما حاولت الهرب .. كانت تعرف أنّه لن يمرر مخالفتها لأوامره أبداً وكانت تعرف مصيرها لا محالة لكنّه سيكون مخطئاً لو ظن أنّها ستكون لقمة سهلة هذه المرة .. أبداً .. فليفكر مرة أخرى .. تحركت بعنف تقاوم جسده القوي .. قاومت بشراسة وكأن حياتها تعتمد على هذا .. كان غافلاً عن يدها التي امتدت أسفل وسادتها بينما تواصل ضربه وركله لتمنعه من نيلها بالقوة .. ليس هذه المرة .. خفق قلبها بقوة عندما أمسكت قبضتها بضالتها أخيراً وهي تفكر .. لن تسمح له بأذيتها ولا بلمسها مرة أخرى ..
_"أبداً"
صرخت بها وهي ترفع يدها من تحت الوسادة وتطوح بها ناحيته .. تراجع صارخاً بألم وراقبت اللون الأحمر يتفجر أمام عينيها وتنفست بقوة وهي تعتدل في الفراش وترفع يدها القابضة على السكين في اتجاهه بينما يصرخ هو بجنون وهو يمسك بجرح ذراعه الكبير
_"ماذا فعلتِ أيتها اللعينة؟"
كانت تبدو كالمجانين وهي تجلس فوق فراشها ممزقة الثياب مشعثة الشعر وعيناها مشتعلتان بجنون وازي جنون أنفاسها وهي ترفع السكين هاتفة
_"المرة القادمة ستكون في قلبك مباشرة"
هتف وهو يلتقط منشفة ويضغط على جرحه
_"ستدفعين الثمن غالياً .. غالياً جداً"
رددت باشمئزاز
_"سبق ودفعت الثمن مقدماً لسنوات طويلة ... والآن حان وقت حسابي أنا"
رمقها بنظرة متوعدة وتحرك ليلتقط المفتاح من حيث ألقاه وفتح الباب هاتفاً
_"لن يمر ما فعلتِه مرور الكرام أبداً (شاهيناز)"
هتفت بتحد وهي تنهض من فوق الفراش
_"أعلى ما بخيلك"
ألقى عليها نظرة حارقة ليندفع بعدها مغادراً وجرت هي بعدها لتغلق الباب وأوصدته بالمفتاح لتستند إلى ظهره وجسدها ارتجف بقوة وتركت السكين تسقط من يدها أرضاً وتنفست بقوة .. شهقة باكية غادرت شفتيها لترفع يدها تكتم فمها .. لم تقاوم كثيراً وتركت ساقيها تنهاران لتجلس أرضاً وتنفجر في البكاء بخفوت .. لقد انتهى الأمر .. لقد غادر .. لن يستطيع أذيتها من الآن فصاعداً ..
_"سيدة (شاهيناز) .. سيدتي أنتِ بخير؟"
انتفضت على الصوت وفتحت عينيها تنظر بتساؤل للسائق الذي كلّفه (منذر) بمرافقتها لبيتها .. كان قد أوقف السيارة جانباً والتفت نحوها .. قطبت وهي تراه ينظر نحوها بشفقة وانتبهت للدموع التي لامست خدها .. أسرعت تمسحها بقوة وشعرت بالضيق لأنها استسلمت لضعفها أمامه .. عاد ينظر للأمام وقال بعملية
_"هل أوصلكِ للمنزل مباشرة سيدتي؟"
نظرت للخارج ولمحت المجمع التجاري الشهير بالقرب من مكان وقوفهما وتنهدت وهي تجيبه
_"لا .. أوصلني للمجمع التجاري .. يمكنك أن تعود لتقلني بعد ساعة"
أومأ برأسه وأعاد تشغيل السيارة متجهاً إلى حيث أشارت وخلال بضع دقائق كان يوقف السيارة لتنزل منها وتحركت نحو المجمع .. زفرت بقوة وهي تمر بين الأدوار تراقب السلع المختلفة بملل وقلبها المختنق جعلها تشعر بالوحدة رغم وجود كل هؤلاء الناس حولها .. تحركت في المكان بشرود وعقلها يجمح كل لحظة لتفكر في تهديد (مختار) .. هو لن يجرؤ على أذية (مراد) جزاء ما فعلت .. لقد باتت ليلتها تفكر في رعب في ذلك الاحتمال .. ماذا لو نفذ تهديده؟ .. يا الله .. لا تريد أن تفكر في هذا الاحتمال .. هي لم تصدق أصلاً عندما عرفت في اليوم التالي أنّه سيسافر في رحلة جديدة ستسغرق أياماً .. تتمنى فقط أن يعود (منذر) قبل هذا الوقت ليفي بوعده لها وبعدها لن يجرؤ (مختار) على فعل أي شيء .. كانت غارقة في أفكارها وهي تتحرك نحو السلالم حين اصطدمت بأحدهم فتراجعت معتذرة بحرج وكادت تمضي في طريقها لولا أن انطلقت صيحة فرح أفزعتها حين انطلقت فجأة من حلق الفتاة الشقراء التي اصطدمت بها .. قطبت لحظة بحيرة قبل أن تنتبه للاسم الذي نادتها به وابتسمت بخفوت .. لقد اعتقدتها الفتاة تلك الممثلة الأجنبية الشهيرة .. تعرف أنّ ملامحهما متقاربتان إلى حدٍ ما .. تحولت ابتسامتها الباهتة إلى ضحكة صغيرة حين هتفت الفتاة وهي تضرب جبينها بكفها
_"أنتِ لستِ هي، صحيح؟ .. بالطبع ماذا سيأتي بها هنا؟"
لسبب ما تلك الفتاة جعلتها تشعر برغبة غريبة في الضحك ورؤيتها لتلك الابتسامة الواسعة على شفتيّ الفتاة والشقاوة المطلة بعينيها عرفت أنّ روح تلك الفتاة الصغيرة تنشر عدوى الضحك بأي مكانٍ تذهب إليه .. لمعت عيناها بحنين وهي تنظر لها وعادت بعقلها لوقت كانت في مثل عمرها .. بريئة .. حالمة ومليئة بالحياة .. لم تمنحها الفتاة الفرصة لتغرق في حزنها وهي تصفق بيديها
_"أنتِ تشبهينها .. لابد أن الكثيرين أخبروكِ بهذا الأمر"
ابتسمت وهي توميء برأسها وقالت
_"تقريباً"
ولامست شعرها الكستنائي قائلة
_"لو تجاوزنا بعض الفروق الواضحة"
ضحكت وهي تهز رأسها ولم تلبث أن مدت يدها نحوها قائلة بابتسامة واسعة
_"مرحباً .. أنا (همسة)"
مدت يدها لتصافحها وهي تقول ضاحكة
_"مرحباً (همسة) .. أنا (شاهي) .. أعني (شاهيناز)"
_"تشرفت بكِ سيدتي"
تفاجأت بها تقترب وهي تخرج هاتفها المحمول ووقفت جانبها قائلة بحماس غريب
_"هل تسمحين؟ .. أريد أن ألتقط صورة معكِ"
اتسعت عيناها بدهشة وهي تنظر لها فغمزت لها
_"سأخدع بعض أصدقائي .. لن يصدقوا أبداً أنني التقيت بكِ"
ضحكت مرغمة وهي تقول
_"لكنني لست من تريدين يا آنسة (همسة)"
_"لا بأس لا بأس .. بعض التغيير البسيط بالصورة وسيصدقون على الفور .. لن يلاحظوا الفرق أبداً صدقيني"
لم تتمالك ضحكتها وقالت
_"حسناً .. سأسمح لكِ بأخذ صورة مع نجمتكِ المفضلة"
رفعت (همسة) الهاتف أمامهما لتلتقط صورة لهما وكادت (شاهي) تنفجر ضحكاً عندما ضمت (همسة) شفتيها معاً ومدتهما للأمام ورفعت يدها بإصبعيها السبابة والوسطى .. التقطت صورتين وأنزلت الهاتف فلم تتمالك (شاهي) ضحكتها وقالت
_"ما كان هذا؟"
نظرت لها بتساؤل فمدت بشفتيها مثلما فعلت لتهتف (همسة) وهي تعيد الحركة
_"آه .. تقصدين هذا؟"
أومأت لتقول (همسة) وهي تضحك
_"هذه وضعية تصوير شهيرة .. ندعوها "بوز البطة""
قالت بضحكة مكتومة
_"بوز ماذا؟"
_"البطة .. ألم تسمعي بها؟"
ضحكت وهي ترفع يدها لشفتيها قائلة
_"عذراً .. هذه أول مرة أسمع عنها"
هتفت قائلة
_"حقاً؟ .. أنا التي عشت بالخارج طوال عمري أعرفها وأنتِ لا .. أين كنتِ تعيشين كل هذا الوقت؟"
تنهدت وهي تقاوم شعورها بالأسى .. كانت تعيش في بئر مظلم لسنوات حبست نفسها داخلها بضعفها .. سمعت (همسة) تقول وهي تهز رأسها بأسى مصطنع
_"تخيلي ماذا كان سيحدث لو أنكِ لم تقابليني اليوم .. كنتِ ستظلين في جهل لبقية عمركِ"
رفعت يدها لشفتيها من جديد ووجدت نفسها تضحك من قلبها هذه المرة فغمزت لها (همسة) .. ما هذه الفتاة بالضبط؟ .. كيف تفعلها؟ .. كيف تمكنت من انتزاع ضحكاتها بهذه البساطة .. فتحت فمها لتسألها شيئاً لتجدها تنظر لنقطة ما خلفها وابتسامتها تتسع بشقاوة معدية وسمعتها تهتف وهي تلوح بيدها
_"(مراد)"
ارتجف قلبها مع الاسم وابتسمت بأسى .. ها هو اسمه يتردد ليذكرها من جديد بما تحاول أن تنساه .. سمعت (همسة) تهتف بالاسم مجدداً بحماس ولم تقاوم فضولها لترى إلى من تشير بكل هذا الحماس .. في اللحظة التي لفّت فيها اصطدم بها أحد الصبية بكل قوته وشهقت برعب وهي تدور حول نفسها وتعثرت في كعبها ووجدت نفسها تطير للخلف .. حاولت التشبث بأي شيء ولامست أصابع (همسة) التي مدت يدها نحوها والرعب يرتسم على وجهها .. أغمضت عينيها برعب متوقعة اصطدامها العنيف بالسلم وقد أيقنت أنّها لن تنجو من وقعة كهذه .. لم تدر ماذا حدث فجأة؟ .. كل ما شعرت به هو جسدها يتوقف عن السقوط ويلف من جديد ليستقر فوق جسد عضلي وتحت أذنها كانت تدوي طبول تقرع بقوة وسرعة .. لا .. ليست طبول .. هذه نبضات قلب .. قلب يخفق بجنون وصدر صاحبه يتحرك بأنفاس سريعة .. شعرت بقلبها ينبض هو الآخر بسرعة .. لا تدر من الخوف أو من شيءٍ آخر لم تعرف ماهيته لكنّها أحسته بأعمق أعماقها .. كان جسدها يرتجف بقوة وذلك الشعور الغامض أثار رعباً داخلها ولم تدر أنّها كانت تتشبث بقميص منقذها بكل قوتها .. لم تعرف كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه لكنّ صوته القوي الذي اخترق قلبها كصعقة برق وهو يسألها إن كانت بخير .. ابتعدت قليلاً ولم تترك قبضتاها قميصه ورفعت رأسها تهمس بامتنان
_"شكراً .. أنا بـ .."
توقفت الكلمات في حلقها وعيناها تلتقيان بعينين سوداوين عميقتين تتذكرهما جيداً وشعرت بقلبها يتوقف بين ضلوعها وأنفاسها تتحشرج في صدرها ومن بين شفتيها غادرت حروف اسمه مرتجفة
_"(مراد)"
**********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 03:28 AM   #382

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اندفع (مراد) خارج المكان كأنما تطارده الشياطين بينما (همسة) تجري خلفه وهي تهتف
_"هيه .. انتظر لحظة .. ماذا أصابك؟ .. هيه أيها الرجل الخارق توقف"
بدا أنّه لم يسمعها وهو يواصل طريقه لا يكاد يرى أمامه واتسعت عيناها وهي تراه يصطدم بالناس بعنف ولا يكلف نفسه عناء الاعتذار الذي اضطرت هي لتقديمه وهي تتبعه وتهز رأسها معتذرة لكل شخص ارتطم به
_"ما به هذا المجنون؟ .. كيف يصطدم بالناس هكذا ألا يرى حجمه؟"
ورفعت صوتها تهتف فيه
_"هيه يا رجل المستحيل .. انتبه في طريقك ليس لديّ المال لأدفع التعويضات لضحايا التصادم بك"
مطت شفتيها عندما لم يرد .. تباً .. ماذا أصابه؟ .. وتلك السيدة؟ .. لماذا انقلبت حالته بهذه الطريقة ما أن رآها؟ .. وهي أيضاً؟ .. بدا أنّ كلاً منهما قد رأى شبحاً ما أن وقعت عيناه على الآخر .. يبدو أنّهما يعرفان بعضهما ومن الواضح أنّها ليست معرفة سارة أبداً .. رمقت ظهره المبتعد بعينين ضيقتين .. له على الأقل .. تذكرت النظرة الأخيرة التي ألقتها على (شاهي) بينما تندفع خلفه .. كانت تقف مكانها مجمدة بوجهها الشاحب وعيناها معلقتان بجسده المبتعد .. لا يمكنها أن تنسى نظرة عينيها .. تلك النظرة اليائسة الغارقة بالحزن والألم قالت الكثير .. بالنسبة لـ(همسة) التي لا زالت تعاني آلام قلبها المكسور بعد فراق حبيبها, هي رأت ما يختفي وراء تلك النظرة .. لقد رأتها بقلبها .. عاشقة مفطورة القلب .. عادت تنظر له وهو يفتح باب السيارة فأسرعت تجري بكل قوتها لتلحق به ولهثت وهي تفتح الباب وتلقي جسدها بعنف بالمقعد المجاور لينطلق هو بسرعة جنونية قبل أن يمنحها الفرصة لتغلق الباب حتى .. تشبثت في مقعدها وتنفست بصعوبة وهي تنظر إليه ورددت
_"اهدأ قليلاً .. ستتسبب في حادث"
بدا غائباً عن وعيه تماماً ويداه انقبضتا حول المقود حتى ابيضت مفاصل أصابعه .. ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست داخلها بدعاء قبل أن تهتف بتوتر
_"اسمع .. أنا آسفة .. حقاً آسفة .. لم أقصد إغضابك لهذه الدرجة .. كنت أعرف أنك ستلحق بي سريعاً .. لا تغضب، حسناً؟"
أغمضت عينيها وزفرت بقوة عندما لم يرد واكتفت بترديد الدعاء في صمت أن يصلا بسلام .. فتحت عينيها عندما بدأت تشعر بسرعة السيارة تنخفض وتنفست بارتياح وهي تراه يقترب من الشارع الذي يقع فيه منزل (راجي) .. لهثت بقوة وهي تتحسس قلبها .. لا تصدق أنها نجت .. ذلك الوغد جفف الدم في عروقها .. ستجعله يدفع ثمن هذا .. انتفضت من أفكارها على صوته وهو يهتف بحدة
_"انزل حالاً ... أنا أمام البيت"
اتسعت عيناها وهي تراه يتحدث في الهاتف قبل أن يغلقه بحدة وهو يقترب بالسيارة من المنزل وأوقفها بحركة عنيفة دفعت بها للأمام فهتفت بحدة
_"تباً .. ما الذي تفعله؟"
لم يمنحها الفرصة لتواصل شجارها عندما غادر السيارة وأغلق بابه بقوة واندفع نحو بابها ليفتحه بطريقة جعلتها تنتفض وسرعان ما أحاطت قبضته بذراعها وأخرجتها بالقوة من مكانها لتهتف باعتراض وحنق
_"دع ذراعي .. تباً .. من تظن نفسك؟"
سمعت صوت (راجي) يهتف
_"(مراد) .. ما الذي تفعله؟"
هتفت باسم (راجي) وشهقت عندما تحرك (مراد) وهو يجرها خلفه حتى وصل لصديقه الذي كان ينظر له بعينين ذاهلتين ليقول بغضب مكبوت كان (راجي) يعرف جيداً عندما يتحدث بهذه الطريقة أنّه على وشك أن ينفجر في أي لحظة
_"استلم أمانتك"
قالها وهو يدفعها نحو (راجي) لتتعثر في خطواتها قبل أن تصطدم بجسد (راجي) الذي أمسك كتفيها يمنع سقوطها وهو يقول بقلق
_"(مراد) .. ماذا حدث؟"
التفتت بحدة لترمق (مراد) بنظرات غاضبة ماثلت تلك التي رمقها بها قبل أن يندفع لسيارته دون أي كلمة أخرى وينطلق بسرعته الجنونية تلك ولم تقاوم هتافها بحنق
_"ذلك الأحمق .. من يظن نفسه بالضبط؟"
قالتها واندفعت في اتجاه المنزل بخطوات عنيفة بينما توقف (راجي) مكانه ينظر في إثر سيارة صديقه .. رباه .. ماذا حدث؟ .. هو لم يره من قبل غاضباً بهذه الصورة .. ما الذي حدث وأثار جنونه هكذا؟ .. وماذا يفعل أصلاً مع (همسة)؟ .. ألم تغادر برفقة (عماد)؟ .. أين ذهب ذلك الأخير أيضاً؟ .. تنهد وهو يهز رأسه وتطلع نحو منزله حيث اختفت (همسة) .. هل هي سبب غضبه؟ .. يعرف أنّه متوتر منذ ظهرت (همسة) معيدة شبح زوجته لحياته ومثيرة كل مشاعر الألم والندم الذي يمزق روحه منذ موتها .. مهما كان كرهه لها فلن تفجر غضبه هكذا إلا إذا كانت ارتكبت خطأً جسيماً .. قطب متذكراً شعرها الأشقر وتحرك نحو البيت وهو يفكر .. ماذا فعلت تلك المتهورة الصغيرة هذه المرة؟ .. لم يكد يدخل من الباب حتى استقبلته عاصفة غضبها .. توقف مكانه يحدق فيها وهي تتحرك بعصبية في المكان ولا تكف عن توعد (مراد)
_"ذلك المستفز .. ذلك البارد عديم الأخلاق .. سيرى"
تنحنح وهو يتقدم نحوها فالتفتت نحوه بحدة .. انحنى يلتقط الشعر المستعار الذي طوحت به أرضاً وردد وهو يزم شفتيه بغير رضا
_"بالله عليكِ (همسة) .. توقفي عن تدمير شقتي .. ما ذنب المسكينة لتتحمل نتائج غضبكِ؟"
حدقت فيه بعينين متسعتين قبل أن تهتف
_"هل هذا وقت هوسك بالنظافة؟"
وضع الشعر جانباً وجلس على الأريكة قائلاً
_"أنا لا أفهم ماذا حدث بينكما .. هو غادر غاضباً كما رأيتِ وأنتِ لا تتوقفين عن التوعد ولا تهدأين قليلاً حتى أفهم منكِ"
تنفست بقوة وأغمضت عينيها لتقول بعد لحظات
_"أنا لم أفعل شيئاً"
رفع أحد حاجبيه مبتسماً لتزفر بحدة
_"حسناً .. لقد فعلت .. حاولت الانتقام منه قليلاً لأنه استفزني .. لكن لا شيء يستدعي كل هذا القلق .. لقد هربت منه وتركته عالقاً في المرور"
اتسعت عيناه وردد
_"وهذا شيء لا يستدعي القلق .. احمدي الله أنّه أعادكِ قطعة واحدة"
رمقته بضيق قبل أن تهتف
_"ليس هذا ما أغضبه .. كان طبيعياً حتى رأى تلك السيدة .. لقد أصابه الجنون كلياً وبدا كما لو رأى شبحاً"
اعتدل منتبهاً وسألها بتوجس
_"أي سيدة؟"
لوحت بيدها
_"سيدة لطيفة قابلتها في المجمع التجاري .. كنا نتحدث سوياً ونضحك قبل أن يقاطعنا هو ويقتل الوقت المرح كما كان يجب أن أتوقع"
لم تنتبه لملامح القلق والتفكير العميق على وجه (راجي) وهي تواصل
_"لقد أنقذها كأي بطل خارق وأنا صفقت له كالحمقاء .. لكنّه ذلك المستفز أفسد انبهاري في لحظة وهو .."
قاطعها قائلاً بتوتر
_"ما اسمها؟"
نظرت له بتساؤل
_"تلك السيدة ما اسمها؟"
انتبهت لحظتها لتوتره الشديد فقالت وهي تقترب منه
_"اسمها (شاهي) .. (شاهيناز) كما أخبرتني"
أغمض عينيه بقوة .. يا الله .. من بين كل النساء كانت هي .. اقتربت (همسة) تسأله بقلق
_"ما الأمر؟ .. هل هناك شيء يقلق بخصوصها؟ .. لقد كانت لطيفة للغاية"
وأخرجت هاتفها وعرضت له الصورة قائلة
_"انظر لقد كانت من اللطف لدرجة أن توافق على أن ألتقط لنا صورة معاً .. لم تبد لي سيئة أبداً"
حدق في الصورة بذهول .. إنها هي بالتأكيد .. تغيرت كثيراً لكنّها هي .. يا الله .. لقد كان يفكر قبل قليل في رد فعله إن أخبره أن (سؤدد) تخطط لاستخدامها .. كان يجب أن يعلم أنّه سينفجر بهذه الطريقة .. ما هذا الحظ يا إلهي؟ .. انتبه على صوتها وهي تحرك يدها أمام عينيه
_"هيه .. أين ذهبت؟"
ابتسم بتوتر وقال وهو ينهض متجهاً نحو الباب
_"لا شيء عزيزتي .. آه .. أنا يجب أن أغادر لأمرٍ هام .. اعذريني لأنكِ ستبقين بمفردكِ .. لكن لا تخافي .. المكان مؤمن جيداً ولا أحد يستطيع الدخول أو الخروج"
لوت شفتيها مع كلمته الأخيرة .. ليس الأمر وكأنها كانت ستخرج دون إذن (عماد) .. زفرت وهي تلقي بجسدها على الأريكة وراقبته وهو يندفع للخارج ويغلق الباب خلفه .. لقد هرب قبل أن تلح عليه بأسئلتها .. رفعت الهاتف لتنظر لصورتها هي و(شاهي) وتأملت وجهها وابتسامتها وعينيها اللتين يسكنهما حزن غريب كان هو ما دفعها لتقترب منها عندما وجدتها تتحرك في المكان بشرود وحزن واضح .. همست بخفوت وهي تواصل تمعنها في الصورة وتذكرت نظرة عينيها الأخيرة وهي تنظر في إثر (مراد) .. فكرة واحدة فقط تدور في رأسها .. هذه النظرات وكل هذا الألم الذي أحاط بهما لا معنى له سوى أنّهما كان عاشقين .. وربما لا زالا كذلك .. عاشقان مجروحان .. من أقدر منها على الإحساس بتلك القلوب المسكينة .. حركت يدها فوق الشاشة تحرك الصور لتوقفها على صورة (فهد) ونظرت إليه باشتياق وألم
_"اشتقت إليك كثيراً (فهد) .. كثيراً جداً حبيبي"
تراجعت لتفرد جسدها على الأريكة وضمت صورته لقلبها وهي تهمس بينما تغمض عينيها لترى خياله يرتسم أمامهما فهمست بحب
_"ليت كل هذا يكون حلماً واستيقظ لأجدك بقربي (فهد) .. لا ماضي ولا أي شيء يقف بيننا .. يا ليت يا حبيبي"
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 03:29 AM   #383

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلف (بيير) للشقة بهدوء وأدار عينيه في المكان بحثاً عنها ... تحرك نحو غرفتها وطرق الباب منادياً
_"(سيلينا) .. ألا زلتِ نائمة عزيزتي؟"
عندما لم يأته صوتها أدار مقبض الباب بتردد وقلبه يخفق بقلق ازداد عندما قابله سريرها المرتب .. أين هي؟ .. بالتأكيد لم تغادر دون أن تخبره .. هي لم تذهب لذلك الرجل .. لن تذهب دون أن .. توقف خطواته المندفعة نحو الخارج عندما لمح باب إحدى الشرفات موارباً فتحرك نحوها وفتحه ليتنهد براحة شديدة عندما وقع بصره عليها .. كانت تجلس على أحد المقاعد المريحة وعيناها معلقتان بالأفق البعيد .. كانت شاردة تماماً فلم تشعر بوقوفه ولا حتى باقترابه ليجلس بالمقعد القريب منه .. شعر بقلبه ينقبض وهو يرى نظرة عينيها الدامعتين .. لماذا تفعل هذا بنفسها وبه؟ .. حتى متى تستمر في تعذيبه؟ .. منذ عادت ذلك اليوم وهي متغيرة .. كانت متعبة تماماً حين رجعت للشقة وبدت كما لو كانت قد خرجت من معركة مميتة .. لم ترحم قلقه عليها وهي تبتسم بشحوب وتخبره أنها بخير وألا يقلق عليها .. بحق الله كيف لا يفعل؟ .. زفر بحرارة وهو يميل بجسده للأمام مقترباً منها ليهمس بخفوت
_"(سيلينا) .. أنتِ بخير؟"
انتفضت بخفوت مستفيقة من أفكارها والتفتت نحوه قائلة بدهشة
_"(بيير)!! .. أنت هنا؟ .. متى عدت؟"
اقترب منها ورفع يده ليمسح دمعة خائنة عن خدها وهو يقول
_"عدت للتو .. لماذا تبكين؟"
رفعت يدها بسرعة تمسح عينيها بقوة وهي تردد
_"ماذا؟ .. أوه .. أنا لا أبكي .. لقد دخل بعض التراب في عينيّ"
رفع أحد حاجبيه لتسرع قائلة تمنعه من قول أي شيء
_"ماذا فعلت؟ .. هل تم كل شيء؟"
تنهد متراجعاً للخلف وهز رأسه مجيباً
_"جواز سفركِ أصبح جاهزاً .. سنسافر بعد غد .. هل ستكونين بخير؟"
_"لا تقلق .. أنا بخير الآن"
ران الصمت عليهما للحظات قبل أن يقطعه قائلاً
_"هل حسمتِ كل شيء معه؟"
لم تفته رجفة جسدها وقطب حاجبيه في انتظار ردها .. هي لم تخبره بأي شيء بعد لقائها بذلك الرجل وهو يمنع نفسه من الذهاب إليه وتحطيم عظامه وبعدها يخبره أن يذهب إلى الجحيم ويبتعد عن حياتها، لكنّه يقاوم مشاعره من أجلها .. يكاد ينفجر قهراً وهو لا يعرف ما الذي انتهت إليه مقابلتهما ... قبض كفه بقوة مع صمتها وعاد يسألها بإصرار
_"(سيلينا) لماذا لا تجيبين؟ .. ألم تلتق به؟"
أخذت نفساً عميقاً وهمست بخفوت
_"التقيته .. لقد ذهبت لزيارة ابنتي"
اتسعت عيناه وهو ينظر لها بصدمة بينما تتابع بصوتٍ متقطع
_"لقد انتظرته هناك وهو أتى و .. أخبرته الحقيقة"
تنفس بقوة
_"وماذا كان رد فعله؟ .. هل صدقكِ؟"
ابتسمت بمرارة وهمست
_"ماذا تعتقد؟ .. لم يتجاوز صدمة حقيقة أنّ صغيرتنا قد .."
تهدج صوتها وانتهى بشهقة باكية ليهمس وهو يقترب ليحيط كتفها بذراعه ويسند رأسها لكتفه
_"لا بأس حبيبتي .. اهدأي"
ربّت على رأسها بحنان رغم كل الألم الذي شعره وهي تجمع بينها وبين غريمه في كلمة واحدة تصفعه بقسوة مذكرة إياه أنّ رابطاً أقوى من أي شيء قد جمعها بذلك الرجل .. سمعها تهمس بخفوت وهي ترفع رأسها
_"سأذهب لأرتاح قليلاً"
زفر وهو يتبعها بعينيه القلقتين قبل أن يضرب سور الشرفة بيده في قهر .. تباً لذلك الأحمق .. متى ستنتهي قصتها معه؟ .. أغمض عينيه متنهداً بقوة ... وحتى لو انتهت هل سيستطيع هو أن يحل محله في قلبها أو سيجبرها على رؤيته كرجل، لا كأخ وصديق كما تفعل منذ صغرها .. زفر بحرارة ويأس ودفن وجهه بين كفيه غارقاً في أفكاره وذكرياتهما معاً .. أفاق على رنة هاتفه والتقطه ليجيب بشرود دون أن ينظر للمتصل
_"مرحباً"
اعتدل منتبهاً فور سماع صوت سكرتيرته تحدثه وهتف بصدمة
_"ماذا؟ .. متى حدث هذا؟ .. حسناً .. شكراً لكِ (لويز) .. سنعود على أول طائرة"
ودعها وأغلق الهاتف وتطلع بعينين غائمتين نحو السماء قبل أن ينظر في اتجاه غرفتها بقلق .. كيف سيخبرها الآن وهي بهذه الحال؟ ... لا خيار أمامه .. هي ستعرف في كل الأحوال .. تنهد بقوة وهو ينهض من مقعده ويتجه نحو غرفتها التي كانت قد أسرعت إليها ما أن أحست أنّ رغبتها في البكاء ستغلبها ولم تكد تغلق الباب خلفها حتى سمحت لدموعها بالنزول في صمت وهي تستعيد من جديد تلك اللحظات القاسية في مواجهة (آدم) .. تحسست قلبها المتوجع من أجله وهي تتذكر نظراته الذاهلة والرافضة التي تعلقت بقبر صغيرتهما عندما سألها بعد أن تمالك نفسه وتذكر حقيقة وضعهما ليبعدها عن صدره قائلاً
_"كنتِ تنتظرينني؟"
أومأت برأسها ليردد من جديد
_"كنتِ تعرفين أنني قادم؟"
أومأت وهي تبلل شفتيها بتوتر، ليدير عينيه في المكان ويقول
_"مكان غريب للقاء .. هل تعتقدين المكان هنا مناسب لحديثنا (إيف)؟"
همست بخفوت
_"لا أنوي أن نتحدث من الأساس .. أعرف أنك غاضب وتنتظر تبريراً مني عن كل ما فعلته بحقك .. سنتحدث بكل هذا في وقته .. ربما حل كل الدوامة التي غرقنا بها يكون بالمصارحة لا أكثر"
رمقها بتدقيق وعاد يختلس النظر للقبر الصغير بتوجس
_"ومع هذا تقولين أنكِ لا تنوين الحديث الآن؟ .. أساساً ما الذي تفعلينه في مقابر عائلة (رضوان)؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وشعرت ببعض الدوار وهي تبحث بعقلها عن كلمات مناسبة تخبره بالأمر .. سمعته يقول بنفاذ صبر
_"لماذا لا تردين (إيفا)؟ .. سألتكِ لماذا أنتِ هنا؟ ... ولماذا انتظرتِ وصولي في هذا المكان بالذات؟"
رفعت إليه عينين دامعتين وهمست بخفوت
_"أردتك أن تقابلها"
قطب حاجبيه وارتجف فمه وهو ينظر لها بقلق
_"أقابل من؟"
عضت على شفتها ورانت منها نظرة للقبر وهي تهمس بألم
_"ابنتنا"
تراجع للخلف كأنما أصابته صاعقة وحدق فيها بذهول للحظات لتشيح هي بوجهها بعيداً عن نظرة عينيه الصارخة بتوسل أن تّكذب ما يفكر فيه
_"ابـ .. تقولين ابنتنا؟ .. ما الذي تتحدثين عنه؟"
لم تستطع مواجهته ووجدت نفسها ترتجف وهي تهمس
_"أنا آسفة .. آسفة"
_"ماذا قلتِ؟"
شهقت عندما أحاط عضديها بقبضتيه وهزها بقوة هاتفاً
_"ما الذي قلتِه؟ .. بحق الله انطقي .. ابنة من؟"
هتفت وهي ترفع عينيها المحمرتين إليه
_"ابنتنا .. ابنتنا التي تعتقد أنني أخفيها عنك .. ابنتنا التي كنت خائفاً من نشأتها معي"
ارتخت قبضتاه وهو يحدق فيها بعينين متسعتين فواصلت هتافها وهي تشير للقبر
_"ها هي أمامك .. أنا لم أخفِها عنك .. هي تركتني وذهبت للأبد"
سقطت ذراعاه جانباً وهز رأسه بذهول ونقل بصره بينها وبين القبر
_"ابنتنا .. هنا؟"
سالت دموعها بحرقة ولم تدم صدمته لحظة اندفع بعدها ليمسك كتفيها ويهزها بقوة
_"أنتِ تكذبين .. هل تعتقدين أنني سأصدق كذبتكِ هذه؟ .. أنتِ تحاولين خداعي لتمنعيني من البحث عنها .. أنتِ تكذبين"
صرخت فيه بحرقة وهي تضرب على قلبها
_"ليتني أكذب .. ليت كل هذا كان كذباً .. ليته كان ولم أخسرها .. ليتها كانت معي، لم يكن قلبي ليحترق بهذه الطريقة"
تراجع للخلف يحدق في انهيارها الشديد وهز رأسه برفض
_"كلا .. هذا غير حقيقي"
لم تحاول مسح دموعها وهي تنظر له ورفعت رأسها قائلة
_"يمكنك أن تسأل (هشام) وسيخبرك أنها الحقيقة"
ردد بحيرة
_"(هشام)؟!"
قالت بصعوبة شديدة
_"نعم (هشام) .. هو بنفسه تولى دفـ .. دفنها هنا"
تنفست بقوة تجبر نفسها على المتابعة
_"يمكنني أن أعطيك اسم المشفى الذي ولدتها به ويمكنك أن تتأكد بنفسك .. يمكنني كذلك أن أعطيك اسم الـ .."
قطعت جملتها فجأة ليقطب قائلاً
_"لماذا توقفتِ؟"
غامت عيناها بشدة وهمست
_"لا شيء يهمك"
هتف وهو يمسك ذراعها بقسوة
_"تباً (إيف) .. كل شيء يهمني .. أنتِ تدعين أن ابنتي .. ابنتي أنا قد ماتت وأنا لا أعرف عنها أي شيء .. أتت للدنيا وغادرت دون أن أعرف بأمرها أبداً .. أنا أعرف جيداً كم أنتِ مخادعة وممثلة بارعة .. لذا لن أصدق أي شيء تقولينه"
ضربت على صدره قبل أن تدفعه بقوة هاتفة
_"لا تصدق إذن .. لقد أخبرتك الحقيقة .. مهما كانت صورتي عندك ومهما بلغت حقارتي التي تتصورها فلن أكذب في شيءٍ كهذا"
لم تمنحه الفرصة لينطق وهي تضرب صدره براحتيها من جديد وهي تواصل
_"قلت لك تأكد من (هشام) وابحث عن سجلات المشفى ... أنا لن أدعي موت ابنتي .. أيها الأحمق .. لماذا سأفعل؟ .. حتى لا تسرقها مني .. ليتها كانت معي ما كان وصل بي الحال إلى هنا .. ليتها كانت معي كنت أعطيتك إياها حتى لو حرمتني منها كنت سأكون أفضل حالاً وأنا أعرف أنّها على قيد الحياة على الأقل"
تراجع للخلف مع ضرباتها المستمرة لصدره بينما تهتف بانهيار
_"ألم تسأل نفسك لماذا أنا هنا بينما كان يمكنني الهرب إلى حيث أخفيتها وأبقى معها ولم تكن لتعثر علينا مهما حاولت ... كان يمكنني أن أفعلها، لكنني كالحمقاء بقيت .. رفضت أن أهرب مرة أخرى وقررت مواجهتك وإخبارك بالحقيقة"
شهقت تأخذ نفساً قوياً ودفعته بكفيها للخلف لتواصل وهي تبكي بمرارة
_"لقد سأمت من كل ما يحدث .. لقد تعبت من هذه الحرب الغبية بيننا .. لقد خسرت ابنتي بسببها ولم يعد لدي ما أخسره سوى نفسي .. لقد أردت أن ننتهي من هذا كله .. أردتك أن تعرف الحقيقة مهما بلغت قسوتها .. أنا آسفة .. آسفة حقاً لأنني فقدت طفلتنا .. آسفة لأنني أبلغك بهذا الآن .. لم أعرف أبداً أنك اكتشفت حملي ولولا هذا لما أخبرتك عنها أبداً .. لكن الآن .. لا يمكنني أن أرحل وأنا أعرف كم ستتعذب انتظاراً لعثورك عليها .. أنا آسفة"
ران الصمت بينهما للحظات قبل أن ينظر لها بعينين غائمتين ويقول بخفوت
_"كم كان عمرها؟"
رفعت عينيها له بصدمة .. هل صدقها؟ .. ارتجف قلبها وهي تهمس بوجع
_"لقد ولدت قبل أوانها .. لم تصمد أكثر من أسبوعين"
أغمض عينيه متنفساً بقوة لتواصل
_"قال الأطباء أنّ هذا أفضل لها .. لم تكن لتصبح طفلة طبيعية أبداً"
انقبض قلبها أكثر مع الألم الذي غشي وجهه لا يفوقه سوى الألم الذي أحسته وقت عرفت بالخبر .. هزت رأسها لا تريد العودة لتلك الفترة من حياتها التي قضتها شبه غائبة عن الواقع ترفض استيعاب حقيقة موت طفلتها .. انتزعها من شرودها وهو يقول
_"لماذا لم تخبريني عنها؟ .. لماذا أخفيتِ عني حملكِ من البداية لو أنكِ لم تتعمدي حرماني منها؟"
تنفست بعمق وردت
_"لم أتعمد شيئاً .. لم أعرف بحملي سوى بعد .."
ترددت وهي ترى عينيه تظلمان لتكمل
_"بعد انفصالنا"
ردد بتهكم مرير
_"انفصالنا!!"
تجاوزت سخريته وواصلت
_"كنت مذعورة وقتها ولم أعرف ماذا أفعل .. كان الوضع كله مربكاً لي .. خفت أن ترفض الاعتراف بأنه طفلك نظراً .. نظراً للظروف التي افترقنا بها والكلام الذي قلته لك .. وعندما حسمت أمري كنت أنت قد سافرت"
قال باتهام
_"فقررتِ في أن تصمتي للأبد وتربي ابنتي بمفردكِ دون أن تعرف لها أباً .. أم أنكِ كنتِ ستنسبينها لأحد عشاقكِ الكثيرين؟"
أغمضت عينيها بوجع وسمعته يواصل طعناته الكلامية
_"بالتأكيد لم تكوني لتعدمي واحداً ... لم تفكري لحظة أن تأتي إلى هنا وتبحثي عني وتخبرينني لو أنكِ كنتِ صادقة كما تقولين"
هتفت بحرقة وهي تفتح عينيها تنظر له باتهام
_"لقد فعلت .. لقد أتيت لأبحث عنك .. أتيت لأخبرك الحقيقة وأتوسلك أن تسامحني على كل شيء"
نظر لها بتشوش وهز رأسه بعدم تصديق لتقول بمرارة
_"أتعرف شيئاً؟ .. ما كان يجب أن آتي خلفك منذ البداية؟ .. أنت السبب .. لولا أنني كالغبية ظننت أنه يمكن لثلاثتنا أن نكون معاً وأتيت أبحث عنك ما كنت فقدتها .. لو أنني بقيت هناك .. لقد خسرت طفلتي بسببك (آدم)"
قطب مردداً بحيرة
_"أنتِ أتيتِ هنا؟ .. متى؟ .. ولماذا لم تقابليني؟"
مالت برأسها جانباً وهي تنظر له بلوم من بين دموعها وهمست
_"لكنني قابلتك (آدم) .. ربما لم ترني لكنني فعلت .. لقد أتيت بحثاً عنك وأنا لا أعرف سوى اسمك والقليل جداً من المعلومات عن عائلتك لكنني كنت مصرة على إيجادك بأي طريقة .. ظننتني سأبحث طويلاً لكنني قابلتك أسرع مما كنت أتوقع"
صمتت لحظة وابتسمت بمرارة وهي تكمل
_"في الوقت الذي كنت أحلم فيه برؤيتك لأخبرك عن طفلتنا كنت أنت تقضي شهر العسل مع زوجتك"
اتسعت عيناه بارتياع لتضحك بخفوت وهي تمسح دموعها
_"أنا كنت هناك .. في تلك القرية ونفس الفندق الذي نزلتما به .. لا وانظر لسخرية القدر .. لقد اصطدمت بزوجتك وأثرت فزعها عندما ظنت أنّها آذت طفلي وكانت على وشك أن تناديك لتصحبني للطبيب"
لمحت وجهه يشحب بقوة وهو يحدق فيها
_"لقد هربت من هناك فوراً .. عرفت أنه لم يعد لي مكان بحياتك وأنني بالفعل كنت مجرد نزوة لا أكثر .. عرفت أنني كنت أجري خلف سراب وأنّ طفلتي لا مكان لها هي الأخرى في حياتك .. قررت أن أرحل بها بعيداً من جديد ولكن القدر لم يمهلني وهي ولدت مبكراً بسبب حالتي النفسية في ذلك الوقت"
ارتجفت شفتاه وهز رأسه وهو يقول بخفوت
_"هل تتهمينني أنني السبب؟"
أشاحت بوجهها ليخرج عن هدوئه وصدمته وهتف وهو يقبض على ذراعها بقوة
_"أنا السبب (إيفا)؟ .. من الذي تسبب بكل هذا من البداية؟ .. من الذي حطم علاقتنا وهرب بعيداً بعد أن طعنني في مقتل .. لقد فعلتِ بي ما لا يجرؤ على فعله عدو .. تقولين أنني تسببت بموت ابنتي؟ .. تباً .. هل كنت أنا من خان؟ .. أنا من دمر زواجنا وحبنا؟"
هتفت باتهام مماثل
_"نعم أنت .. أنت هو الخائن (آدم) .. أنت من حطم كل شيء .. أنت بدأت الخيانة وطعنتني في ظهري .. أنا فقط رددت لك الطعنة بأقسى منها"
_"ما الذي تتحدثين عنه؟"
فقدت كل تعقلها وهتفت بحرقة وهي تضرب صدره بقبضتها
_"لقد خنتني (آدم) .. من البداية كذبت عليّ .. قلت أنني حبيبتك .. أنني امرأتك الأولى والوحيدة .. والأخيرة .. أنا فقط ..لكنك كنت كاذباً .. كل شيء كان كذبة"
أمسك قبضتيها في كفيه وهتف
_"أنا لم أكذب في شيء"
ضحكت بمرارة
_"لقد فعلت .. أنت كنت خاطباً عندما تقابلنا"
رفع قبضتيه عنها وتراجع مبتعداً ليرتفع ركن شفتيها بسخرية وهي تكمل
_"لا تنكر الأمر .. لقد رأيتكما معاً .. ذلك اليوم الذي أتت فيه هي وشقيقتك وتحججت أنك ذاهب للقاء صديقك .. لقد سمعت مكالمتك مع شقيقتك .. لم أخبرك أبداً أنني أفهم العربية، صحيح؟ ... تبعتك لذلك الفندق الذي قابلتهما فيه .. لقد رأيتك وأنت تتحدث معها وسمعتها هي وشقيقتك وعرفت أنها خطيبتك وأنكما ستتزوجان فور عودتك من سفرك"
همس بخفوت
_"كنتِ تعرفين؟!"
_"أجل عرفت ما كنت تخفيه عني .. عرفت أنك كنت تخدعني من البداية وأنني لم أكن سوى تسلية لك في غربتك حتى تعود لخطيبتك"
هتف قائلاً
_"أنا لم أكذب في مشاعري نحوكِ .. كنت صادقاً في حبي ونيتي تجاهكِ .. وأنتِ ماذا فعلتِ؟ .. بدل أن تواجهيني بشكوكِ خنتِني مع رجل آخر .. اللعنة .. هل تتذكرين ماذا فعلتِ ذلك اليوم وماذا قلتِ؟ .. هل تتذكرين أي امرأة بلا أخلاق اعترفتِ أنكِ هي"
صرخت بحدة
_"لقد كذبت .. أنا لم أخنك مع أحد .. لقد ادعيت كل هذا لأرد لك خيانتك وطعنتك لي"
ران الصمت على المكان إلا من أنفاسهما المتسارعة وهما يحدقان ببعضهما لتقول هي بعد برهة وهي تأخذ نفساً عميقاً
_"هل تعرف شيئاً؟ .. ما عاد يهم من بدأ الخيانة منا ومن السبب في وصولنا لهذه النقطة .. لقد انتهى الأمر بيننا للأبد والخيط الوحيد الذي كان يربطنا انقطع بموتها .. أنا أعتذر عن كل شيء .. أعرف أنني قلت أنني لن أتوسلك المغفرة مهما فعلت بي، لكن الآن .. أنا ما عدت أريد سوى أن أرحل عنك بسلام .. أن نتوقف عن أذية بعضنا .. لذا .. أنا آسفة .. آسفة على كل شيء"
رأت شفتيه ترتجفان كأنما يريد أن يقول شيئاً وانتظرت لكنّه لم ينطق بحرف فقالت وهي تنظر لقبر طفلتها
_"لم أكن أريد لمواجهتنا هذه أن تتم هنا .. أمامها .. أردتك فقط أن تقابلها كما وعدتها .. لكن لا بأس .. هذا أفضل .. لا داعي لمزيد من الانتظار والعذاب"
ابتعدت عنه واتجهت لتجلس أرضاً ولامست القبر وهمست مودعة طفلتها وعندما رفعت عينيها له كان يطالعها بعينين غائمتين وقاومت حتى لا تلقي نفسها بين ذراعيه وتواسيه .. نهضت من مكانها وقالت وهي تلقي عليه نظرة أخيرة
_"وداعاً (آدم)"
تحركت بخطوات سريعة لتغادر وعندما اقتربت من البوابة الخارجية لم تقاوم توسل قلبها فالتفتت لتنظر خلفها وشهقت بوجع وهي تراه واقفاً يحدق في القبر قبل أن ينهار أرضاً على ركبتيه قبل أن يبدأ جسده بالاهتزاز فعرفت أنّه يبكي .. رفعت يدها لفمها تكتم شهقة باكية وقاومت بشدة أن تعود وتحتضنه ليبكيا معاً .. ظلت واقفة مكانها ودموعها تسيل بحرقة تواسي دموعه ولم تحتمل أكثر فالتفتت لتغادر بسرعة دون أن تلقي نظرة أخرى .
انتبهت على صوت هاتفها يرن بإصرار لينتزعها من ذكرياتها .. مسحت دموعها بقوة والتقطت الهاتف .. قطبت وهي ترى رقماً غريباً ورفعت الهاتف إلى أذنها لترد
_"مرحباً .. من معي؟"
أتاها صوت مألوف يقول بتساؤل
_"(سيلين)؟"
_"نعم .. (سيلين) معك .. من يتحدث؟"
وصلتها زفرة قوية تردد بعدها صوته قبل ثانية واحدة من إدراكها هويته
_"أنا (عاصي)"
اعتدلت بانتباه وهي تقول بقلق
_"(عاصي) .. مرحباً .. ما الأمر؟ .. هل كل شيء بخير؟ .. (هشام) بخير؟"
سمعته يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يرد بصوت بدا لها غاضباً بطريقة ما
_"أنا أتصل بكِ لهذا السبب"
ارتجف قلبها بتوجس
_"هل هو بخير؟ .. تحدث (عاصي) ..لا تقلقني هكذا"
وصلتها زفرة حانقة وسمعته يقول
_"(سيلين) .. (هشام) لا يعرف أنني أتصل بكِ .. لقد أخذت رقمكِ الجديد من هاتفه .. لو عرف أنني كلمتك سيغضب كثيراً .. لكن أنا مضطر .. هناك حد للغباء والعناد كما تعرفين"
هتفت بضيق
_"(عاصي) .. لا تتحدث بالألغاز .. سألتك سؤالاً واحداً .. هل (هشام) بخير؟"
_"لا ليس بخير"
شهقت بجزع
_"ماذا أصابه؟"
ردد بنزق
_"أنا أتصل لأسألكِ عن السبب (سيلين)"
_"ماذا؟ .. هل تمزح (عاصي)؟ .. أنت تقول أنه ليس بخير وتسألني عن السبب؟ .. لقد قابلت (هشام) قبل أيام وكان بخير و"
هتف بحدة
_"هذا هو السبب (سيلين) .. (هشام) تشاجر مع زوجته وغادر البيت"
شهقت هاتفة
_"ماذا تقول؟"
_"كما سمعتِ .. لقد تشاجرا معاً وهو الآن يقيم في شقتي ولا أحد بالمنزل يعرف بهذا .. لا أحد غيري يعرف بشجارهما .. لقد أخبر الجميع أنّه مسافر .. أنا لم أره بهذه الصورة أبداً .. يبدو أنهما سينفصلان هذه المرة .. (هشام) لا يخبرني أي شيء وتلك الحمقاء تعزل نفسها بشقتها منذ ترك البيت"
_"يا إلهي .. لابد أنّها أفقدته عقله في النهاية كما أرادت .. لكن مهلاً .. ما علاقتي أنا بالأمر؟"
ردد بحنق
_"أنا متأكد أنّ لكِ علاقة بشجارهما .. بطريقة ما أنتِ سبب الشجار وتلك المجنونة (راندا) يبدو أنّه قد فاض بها الكيل بسبب علاقتكما الغامضة أنتِ و(هشام) .. بحق الله .. لقد أخبرته أن يتوقف عن إثارة غيرتها ولا يتمادى في أمر صداقتكما أمامها"
_"مهلاً (عاصي) .. يبدو أن الأمور اختلطت عليك .. أنت قلتها بنفسك .. (راندا) مجنونة من الأساس وتعرف أنّها منذ البداية وهي تحارب (هشام) وتحاول إثارة جنونه لتجبره على أن يطلقها .. هل تقول أنني سبب شجارهما؟ .. الله أعلم ما الذي اخترعه عقلها الأحمق لتدفعه للشجار .. (هشام) المسكين .. كنت متأكدة أنّها ستدفعه للجنون بأفعالها .. لا أدري ماذا يرى فيها ليحبها بهذا الجنون؟"
هتف بذهول
_"حقاً (سيلين)؟! .. هذا ما تفكرين به .. أنا أخبركِ أن علاقتكِ أنتِ و(هشام) هي سبب جنونها وشجارها معه وهذا كل ما تفكرين به"
_"وماذا تريد يا (عاصي)؟ .. أن أتصل بها وأتوسل إليها لتصدق أنّه لا شيء مريب بيني وبين زوجها"
تنهد بقوة وقال
_"(سيلين) .. هي معذورة لو شعرت بالغيرة .. أي شخص سيراكما معاً ويرى مدى قربكما سيظن نفس الشيء"
هزت رأسها ورفعت يدها تدلك جبينها بإجهاد ورددت
_"اسمع (عاصي) .. لقد سبق وتحدثت مع (هشام) بهذا الشأن وهو وعدني أنّه سيتحدث معها ويصارحها بالحقيقة و .."
قاطعها بفضول مستفز
_"أيّ حقيقة؟"
زفرت بقوة
_"بالله عليك يا (عاصي) أنا متعبة حقاً .. (هشام) سيتحدث معها ويوضح لها سوء الفهم بخصوصنا"
صمت لحظات ليقول بضيق
_"لا تنوين إخباري بشيء أنتِ الأخرى؟"
_"(عاصي) .. أرجوك"
_"لا بأس .. لا بأس .. أعرف أنكِ نسخة من (هشام) ولا أحد قادر على انتزاع أي معلومة منكما .. سأنتظر حتى تخبراني بالحقيقة من نفسيكما"
ابتسمت بخفوت وقالت
_"حسناً (عاصي) .. ورجاءً لا تقلق بخصوص (هشام) .. سأتصل به ولو تطلب الأمر سأذهب بنفسي لأقابل (راندا) وأصحح لها سوء الفهم"
تنهد وقال باستسلام
_"هذا أفضل .. الوضع أصلاً لا يحتمل أي تعقيدات جديدة .. (هشام) يحتاج لكل تركيزه في مواجهة ذلك الوغد"
زفرت بضيق وحركت يدها تعيد خصلاتها وراء أذنها
_"هل لا زال (عماد اليزيدي) يحاول الانتقام لأخيه؟"
توقفت يدها فوق خصلاتها وهي تسمعه يهتف بضيق
_"لا .. شقيقه الحقير لم يمت من الأساس"
قطبت بتشوش وهمست وهي تعتدل بانتباه
_"مهلاً .. لم يمت؟ .. من؟"
_"من سيكون؟ .. ذلك الحقير (سامر اليزيدي) لا زال حياً"
شهقت بخفوت
_"لا زال حياً؟ .. ألم يمت في الحادث عندما كنت تطارده؟ .. أنت رأيت انفجار سيارته بعينيك، صحيح؟"
وصلها هتافه الغاضب
_"لكنني لم أر جثته بعينيّ .. اللعين .. لا زال يملك وقتاً .. لكن هذا أفضل .. هذه المرة سأرسله للجحيم بيدي"
تنفست بقوة قبل أن تقول
_"لا تتهور رجاءً"
سمعت ضحكته الخافتة وهو يقول
_"آه .. انظروا من يتحدث"
ابتسمت مرغمة ليقول بعد برهة
_"حسناً عليّ الذهاب عزيزتي .. لا تنسي ما اتفقنا عليه"
_"لا تقلق (عاصي)"
_"حسناً .. أراكِ قريباً"
_"أراك قريباً"
أغلقت الهاتف ولا زالت الابتسامة على شفتيها .. (عاصي) المجنون .. بطريقة ما اتصاله ساعدها قليلاً و أخرجها من غرقها في بؤسها .. ابتسمت وهي تفكر .. ابن عمها المتهور الغبي هو الآخر .. يتهم (راندا) بالحماقة والعناد وهو يفوقها حماقةً وعناداً .. لا بأس هي واثقة أنّ في انتظاره أياماً صعبة مع أختها .. بهتت ابتسامتها .. ابن عمها وأختها!! .. كم أصبح سهلاً في الأيام الأخيرة أن تنزلق تلك الحقيقة في خاطرها .. لطالما قاومت ذلك الاعتراف بحقيقة الدم الذي يربطها بهم .. لكن الآن بعد كل ما حدث لها ... هي تعترف بهم الآن .. حتى ولو لم يعرفوا حقيقة علاقتها بهم أبداً يكفيها أنّها تعرف ... هذه عائلتها وهي تحتاجهم حقاً
انتبهت على صوت طرقات (بيير) على باب غرفتها وهو يناديها فاعتدلت قائلة
_"تفضل (بيير)"
نهضت من مكانها ليدخل والتوتر مرسوم على وجهه .. قطبت بتساؤل وهي تراه يأخذ نفساً عميقاً وهو ينظر لها بتردد فهمست بقلق
_"ما الأمر (بيير)؟"
تنحنح قائلاً بصعوبة
_"حسناً .. (لويز) اتصلت بي لتوها وأخبرتني أن ..."
تنفست بقوة وهي تستحثه بنظراتها أن يتابع
_"حسناً .. إنه (كارل) .. هو قد .."
توقف عن الكلام ليشحب وجهها وهي تنظر له وتراجعت خطوة للخلف قبل أن تسقط على حافة الفراش وتتطلع له بذهول فأسرع يجلس أمامها والتقط كفيها قائلاً بحنان
_"(سيلينا)"
عضت على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها وراقبها تتنفس بصعوبة
_"لا بأس حبيبتي .. هوني عليكِ"
رددت بشفتين مرتجفتين
_"أنا بخير (بيير) .. أنا بخير"
رددتها بضياع غريب جعل قلبه يأن فضغط على كفيها مواسياً يعرف كيف تشعر بالضبط .. يعرف غرابة علاقتها بـ(كارل) ويعرف كيف تتمزق بين مشاعر متناقضة .. همس وهو يقترب ليضمها إليه بحنان وهو يقول بوعد
_"كل شيء سيكون بخير .. لا تقلقي .. أنا معكِ"
أغمضت عينيها وذكريات عديدة تهاجم عقلها .. موت والدتها الحقيقية التي لم تقابلها يوماً .. صورة مقتل والديها .. موت طفلتها الحبيبة .. والصورة الأخيرة التي فتتت قلبها تماماً وهي تستعيدها .. يوم وفاة والدها الحقيقي .. والآن .. الآن تصبح يتيمة من جديد .. اليوم رحل والدها بالتبني دون أن تحقق له أمنيته الأخيرة وتقابله .. ذلك الشيطان القاسي الذي أحبها بطريقته وكرهها بنفس الدرجة وبادلته هي نفس المشاعر .. لقد رحل للأبد تاركاً فجوة جديدة بقلبها .. أغمضت عينيها ليسيل خيطان من الدموع على خديها و(بيير) يواصل وعوده لها.
*******************
انتهى الجزء الأول من الفصل الثامن عشر
إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 03:36 AM   #384

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعا
معلش تأخرت عليكم ... النت فاصل عندي من كم ساعة وحاولت معاه كتير لحد ما تعبت
دي أول مرة أنزل الفصل عن طريق الموبايل ومش عارفة إن كان فيه أي خطأ بالفصل بعد التنزيل ولا كله تمام
إذا كان فيه مشكلة عرفوني ... أنا قلت أنزله بسرعة قبل الباقة ما تخلص
أنا قسمت الفصل على جزئين والجزء الثاني هينزل قريب .. ودعواتكم عشان عندي دور برد رهيب
الجزء ده طويييل بتمنى يعجبكم والنكد فيه قليل
قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 04:00 AM   #385

ABDELRAHMAN WAHEED

? العضوٌ??? » 292687
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 703
?  نُقآطِيْ » ABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond reputeABDELRAHMAN WAHEED has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

ABDELRAHMAN WAHEED غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 09:36 AM   #386

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

واخيييرا مصارحه بين سيلين و أدم
وجعني قلبي عليهم كثيررررر

شاهي و اخيراً رمت عباية الخوف و الضعف
هكذا أفضل من الاستمرار بهذا الوضع كل عمره غير معقول..

منذر و هل سيكون له دور في مساعدتها
أما سؤود و خطتها ؟؟


بيبر و حبه المستحيل ؟ و من هو بيبر ؟ مو قادره اتوقع من أي عائله هو
لكن الي فهمته أنه عربي ..

مشكووووره حبيبتي جزئيه بتجنننننننن

يسلموووووووووا


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 04:27 PM   #387

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بصراحة اكتر حد معذب بالرواية دى هو سيلين

اية كمية الالم دى من وقت كانت صغيرة لحد اخر لحظة

ادم ظالم ولا مظلوم!!! دخلها معادلة كانت واحدة تانية داخلة فيها وتسبب بكل الفوضى دى بسبب سوء الحظ والظن

بجد حاجة نكد جدااا الاتنين دول ومع ذلك متعاطفة مع ايفا اكتر منة لانة نال جزء من السعادة مع بنت عمة وعيالة حتى لو قلبة متالم بس قدر يستمر بحياتة

اما ايف كانت من وجع لوجع

-----


سؤدد اية البشاعة دى ال تعرضت لها

سؤدد متدمرة على الاخر وصعب جدا حد يقدر يوصل لقلبها ويديها الامان والثقة بعد مافقدتهم باقرب الناس لها

عماد طريقة صعب كتير

----

مرااد واسوء طريقة يقابل فيها شاهي وبدياة جديدة لمنعطف حياتهم الاتنين

----

اشتقنا لعاصى ومجنونتة

تسلم ايديك بجد الاحداث كل مدى بتتصاعد اكتر وتزيد تشويق


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً  
التوقيع
قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ
تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ
تَحْتَ التُّرابْ ..

رد مع اقتباس
قديم 21-01-19, 05:10 PM   #388

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مراد لقائه بشاهى اثر عليه كثير الى درجة انه هرب واغضب همسة وتركها عند راجى
شاهى اظهرت شجاعة منقطعة اانظير وواجهت مختار
سيلين اكثر شخصية عانت كثيرا
وبيير يا حرام بيحبها وهى لا تحبه
وموت كارل اثر عليها
يسلموووو وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 22-01-19, 12:04 AM   #389

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البارت رهييب سلمت يداكي حبيبتي ..مراد واخيرا التقى مع شاهي صدفة ورد فعله العنيف دليل انه لسة في مشاعر ناحيتها وهمسة حست ان الاتنين كانوا عشاق ولا زالوا هل بتحاول تقرب من شاهي بس كيف حتلتقيها تاني ..شاهي عجبني تصرفها مع مختار النذل داهية تاخذه السافل 🙅 احسن تتحرر من خوفها انه ممكن يموت مراد اصلا مراد قادر يحمي نفسه ده ياعم الرجل المستحيل 😂😂 واتمنى يلتقوا هي ومراد حرام الي راح من عمرهم ..سؤدد شفاءها هو عماد هو بالنسبة ليها الامان ..اما سيلين وجعتلي قلبي ومشهد المصارحة مع آدم كان رهييب 😩😩😩بكاني هي انظلمت وهو حبها صحيح بس كان متهور اتجوزها بالسر وكان خاطب ليه ماقالها كل شي هو اتهاون في حقوقها وفكر بس في بنت عمه وسيلين حست انها السر القذر الي مخبيه والي عملته قليل يستاهل وكمان الافندي زعلان يروح يتنيل 😤 ّكارل اتوفى قبل ماتشوفه سيلين مسكينة ..الفصل رووعة حبيبتي بارك الله فيكي واسعدك ودمتي بخير 😘😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-19, 04:29 AM   #390

hamossa

? العضوٌ??? » 342870
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 590
?  نُقآطِيْ » hamossa is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الرواية الجميلة

hamossa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.