آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-19, 09:39 PM   #591

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ربنا يوفقك حبيبتي مافي مشكلة اامهم دراستك وبااتوفيق يارب 😘😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 10:10 PM   #592

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للفصل الجديد
😳😉


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-19, 11:36 PM   #593

ichra9

? العضوٌ??? » 394420
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » ichra9 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور بالانتظار

ichra9 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 12:29 AM   #594

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي

مساء الانوار
حبيبتي الله يوفقك
اهم شئ تكوني بصحه جيده ولاتعبي حالك
وربنا يوفقك بامتحانك 😘

دمتي بخير


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 02:12 AM   #595

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير حبايبي
يا رب تكونوا بخير وشكراً كتير على اهتمامكم ودعواتكم

هبدأ بتنزيل الفصل الجديد

الفصل طوييل ورومانسي جداً مع شوية صدمات طبعاً
إن شاء الله يعجبكم

قراءة ممتعة للجميع

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 02:20 AM   #596

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع والعشرون
زفر (عاصي) دخان سيجارته بشرود وهو يقف في شرفة غرفته .. لا يتوقف عن اجترار ذكرياته ويأخذه عقله لساكنة قلبه العصية .. لا يعرف ماذا يفعل معها .. هي حتى لا تسمح له بمجرد اقتراب فكيف يمكنه أن يطمع في نيل غفرانها يوماً .. هل يحق له أن يلومها من الأساس؟ .. هو الأحمق الذي أفسد كل شيء وأضاعها من يده .. لا يلوم سوى نفسه .. زفر بحرقة وهو يضرب على قلبه بقوة ... ليته يهدأ قليلاً .. ليت تلك النار داخله تخمد ليفكر بتعقل في خطوته القادمة .. أغمض عينيه يستعيد مواجهتهما الأخيرة .. وكان خطأ فادحاً لأن النار التي تلتهم قلبه استعرت أكثر .. هل كان يظن أنّ كلمة آسف ستمحو كل شيء وتعيدها إليه؟ .. أحمق مغرور .. أنت أكبر أحمق ومغرور في هذا العالم يا (عاصي رضوان) .. كانت أمامك طيلة الوقت .. قدمت حبها لك خالصاً فماذا فعلت أنت؟ .. تأوه بحرقة وطيفها لا يتوقف عن تعذيبه بكل اللحظات التي كانت بقربه .. حبها الطاهر يزيد عينيها ألقاً .. عسليته التي أطفأ نور عينيها بجريمته .. كيف يمكنه أن ..
_"(عاصي)"
همسة رقيقة باسمه قاطعت أفكاره وكاد قلبه يتوقف في صدره وهو يلتفت بجواره حيث وقفت هي بابتسامة أرق من ورودها .. همس اسمها بذهول لتقترب منه دون أن تخبو ابتسامتها أو نظرة العشق في عينيها .. هو يهذي .. لقد أصبح يهذي حقاً .. لوت شفتيها بحزن وهي ترمقه بلوم قائلة
_"كم مرة سأقول لك لا تدخن يا (عاصي)؟ .. ألا تريد حتى أن تفعل هذا الشيء الصغير من أجلي حبيبي؟"
ارتفع حاجباه وهو يهمس اسمها مجدداً، لتقترب هي وانتزعت السيجارة من يده وألقتها بعيداً ورفعت ذراعيها لتحيط عنقه بهما واقتربت حتى لامست أنفاسها شفتيه ليتخبط قلبه بجنون
_"إن لم يكن من أجلي فمن أجل صحتك .. من أجل أطفالنا .. فكر جيداً .. هل هذا مثال جيد ليحتذوا به؟"
همس بصوتٍ مرتجف
_"أطفالنا؟"
اقتربت أكثر ليغمض عينيه بعذاب وهي تهمس

_"نعم أطفالنا حبيبي .. ألا تريد أن يكون لنا أطفال؟"
خفق قلبه مع كلماتها .. أطفالاً من عسليته! .. هل تسأله ألا يريد؟ .. هل هو مجنون ألا يفعل؟ .. أطفالاً يشبهونها .. حبيبته العصية .. حبيبته التي تكاد توقف قلبه بقربها وهمساتها و .. تأوه بألم وهو يفتح عينيه بينما يلقي عقب السيجارة التي أحرقت أصابعه وأفاقته في اللحظة المناسبة من أحلام يقظته .. وضع كفه على قلبه وهو يزفر بحرارة .. كان يهذي حقاً .. يالله .. سيفقد عقله حتماً بسبب خيالاته عنها .. دهس عقب السيجارة بقوة وتحرك مندفعاً ليغادر غرفته .. لن يحتمل هذا طويلاً .. يجب أن يجد حلاً .. لو ظل هكذا سيُجن .. فتح الباب وتطلع خارجاً في حذر قبل أن يتسلل بهدوء في طريقه إلى غرفتها .. تباً .. لماذا عليه أن يتسلل كاللصوص إلى غرفة زوجته؟ .. حسناً .. قريباً جداً سيستعيدها ولن يجعل أي شيء يقف بينهما .. كل العزم الذي كان يشعر به تبخر فور توقفه أمام باب غرفتها وعاوده التوتر وهو يمد يده ليفتح الباب في حذر .. من الأفضل أن تكون قد غرقت في النوم وإلا لن ترحمه وستتسبب له في فضيحة .. أخذ نفساً عميقاً وهو يطل عبر فتحة صغيرة للداخل وتوقفت عيناه على وجهها، وفي الضوء الجانبي الخافت استطاع رؤيتها غارقة في النوم .. دلف بهدوء على أطراف أصابعه مغلقاً الباب خلفه برفق واتجه نحو فراشها .. جلس بحذر محاولاً ألا يصدر أي صوت واقترب ليتأمل وجهها النائم في سلام وابتسم وهو يهمس داخله

"ما الذي فعلتِه بي يا عسلية؟ .. في النهاية خسرت معركتي ضدكِ وها أنذا آتي إلى أرضكِ مستسلماً ومسلماً كل راياتي .. ليتكِ تقبلين استسلامي وتغفرين كل حماقاتي"
مال نحوها يتأمل ملامحها الناعمة بقلبٍ خافق .. كيف قاومها بكل هذه الشراسة إن كان سيسقط في نهاية الأمر أسيراً؟ .. حبيبته .. فراشته العسلية .. غامت عيناه وهما تمران عليها بهيام ودون قيود .. هي حبيبته، وزوجته، وحقه .. طافت عيناه على خصلاتها العسلية التي لمعت تحت الإضاءة ولم يقاوم رغبته في لمسها فتخللها بأصابعه برقة ليلامس بعدها جبينها ورموشها .. قلبه كان يزداد ارتجافاً مع كل لمسة منه لملامحها ليرتعد مع شعوره بأنفاسها الدافئة تتردد بانتظام ملامسةً أصابعه .. لم يقاوم مشاعره وهو يقترب أكثر ليقبلها بحب قبل أن يبتعد محاذراً إيقاظها وقلبه يتوجع بألم وهو يتذكر كلماتها عن نفورها منه .. إن كانت ستمنعه من الاقتراب واللمس فسيكتفي بتلك اللحظات المسروقة حتى ترضى عنه وتعود .. تنهد وهو يرفع ساقيه عن الأرض ليتمدد بجوارها وأسند رأسه لذراعه دون أن يحيد بعينيه عنها يرتوي من ملامحها الحبيبة قبل أن تستيقظ فتحرمه منها .. دون أن يشعر اقترب منها أكثر ورفع يده يلامس خصلاتها ووجهها بحنان وتوقفت يده فجأة عندما شعر بها تتململ وخفق قلبه مترقباً استيقاظها، لكنّها لم تفعل .. فقط ابتسامة ناعمة ارتسمت على شفتيها اللتين همستا بعد لحظة
_"(عاصي)"
تنفس بقوة وهو يسمعها تهمس اسمه بهذه الرقة المذيبة وتنهد بحرارة وهو يقترب هامساً بحرقة

_"قلب (عاصي) .. أنتِ تقتلين (عاصي) عشقاً يا عسليتي"
همسة أخرى تركت شفتيها محطمةً مقاومته فمال ليقبلها بعشق .. قلبه ينبض بجنون وعقله يهتف فيه أن يتوقف قبل أن يوقظها .. ابتعد مرغماً واكتفى باحتضان كفه لوجهها واسناد جبينه لجبينها وأغمض عينيه محتضناً وجودها ودون أن يشعر غرق في النوم بعد خصامٍ طويل معه .. رافقته هي إلى أحلامه ليبتسم وهو يلتفت نحوها وكفه يحتضن كفها بينما يسيران معاً في طريق طويل يفصل حقلين واسعين من الورود يمتدان على مد البصر .. ردت ابتسامته بأروع منها وهي تنظر له بعينين لونهما العشق ليرفع كفها ويقبلها بوله .. احمر خداها وهي تشد يدها منه وأفلتت مبتعدة .. ناداها وهي تندفع وسط الورود وتجري مبتعدة .. خفق قلبه بخوف وهو يناديها بينما ظلام غريب بدأ يغيم على المكان من حوله .. ظلاماً كان يقترب منه كلما ابتعدت هي بنورها عنه .. هتف اسمها بقوة يناديها أن تعود بينما يحاول تحريك قدميه ليلحق بها لكنّهما كانتا مغروستين في الأرض بقوة .. ناداها مراراً وصدره يختنق بينما تقف هي على بعد تلوح له مبتسمة أن يلحق بها .. لا يستطيع .. إنّه مقيد .. لا يستطيع أن يلحق بها .. صرخ اسمها وهو يلمح ابتسامتها تختفي وخوف ملأ ملامحها بينما تتلفت حولها .. صوتٌ تردد بجانبه هامساً اسمه لتتوقف أنفاسه .. ذلك الصوت .. هو يعرفه .. إنّها .. التفت نحوها بعينين دامعتين وهمس بذهول
_"أمي"
اقتربت بابتسامتها التي اشتاق لها كثيراً ليتبدد الظلام من حوله وهمس بارتجاف
_"هذه أنتِ أمي .. لكن لا .. أنتِ لستِ هنا حقاً .. أنتِ"
ابتسمت وهي تقف أمامه تنظر لها بحنانها الغامر وهمست وهي ترفع يدها تلامس خده
_"بني .. لا تخف .. كل شيء سيكون على ما يرام"
سالت دموعه وهو يحتضن كفها فوق خده
_"أمي .. رباه .. اشتقت إليكِ كثيراً .. لو تعرفين ما أصابني بعدكما أمي .. أنا أحتاجكِ .. أحتاجكما كثيراً أمي"
_"أنا معك حبيبي .. تذكر دائماً أنني معك لن أذهب لأي مكان بني .. ستكون بخير بني .. فقط ثق بنفسك وقلبك وكل شيء سيكون بخير"
همس بوجع

_"لم أعرف كم أنا عاجز إلا يوم رحلتما أمي .. وعندما كادت تتركني هي أيضاً .. أنا خائف .. خائف ألا تسامحني .. أن تتركني كما تركتماني أنتِ وأبي .. لا أعرف ماذا أفعل أمي .. أخبريني"
هزت رأسها

_"أنا هنا حبيبي .. وهي أيضاً معك ولن تتركك .. امنحها الوقت وستعود من نفسها .. هي تحبك وستسامحك مهما طال الوقت"
تنفس بقوة .. يرغب في أن يصدق هذا حقاً لكن لا يملك خياراً سوى الانتظار والأمل .. شعر بكفها تلامس قلبه بحنان وهي تهمس
_"ثق بقلبك واستجمع قواك .. ستحتاج كل قوتك للأيام القادمة بني"
نظر لها بحيرة لتربت على قلبه
_"كن قوياً حبيبي وتذكر أنني معك في كل خطوة"

الحيرة ازدادت داخله وهو يحاول فهم ما تقصده وقلبه يخبره أنّها لا تقصد (رهف) فقط بكلامها .. شعر بها تبتعد فناداها لتبتسم مشيرة خلفه
_"اذهب إليها وأعدها إليك بني .. ستحتاجها جانبك ..إنّها قوتك وحصنك"
التفت خلفه ليجد (رهف) تلوح له وسمعها تناديه ليلحقها وعاد يلتفت إلى أمه التي ابتعد خيالها تماماً وصوتها وصله مع الريح وهي تخبره أن يكون قوياً .. صوت (رهف) ارتفع أكثر يناديه
_"(عاصي) .. استيقظ يا (عاصي) .. رباه ماذا أصابك؟ .. (عاصي)"
سمع أنيناً متألماً يغادر شفتيه بينما يتنفس بصعوبة وصوتها يتردد بإلحاح وشعر بكفها تضرب خده .. حاول جاهداً أن يفتح فمه ليرد بينما أنفاسه تزداد اختناقاً .. فتح عينيه شاهقاً بقوة مع هتافها الأخير وتحرك صدره بأنفاس عنيفة بينما ينظر بحيرة لوجهها المطل فوقه بجزع وقطب حاجبيه متسائلاً إن كان ما يراه في عينيها .. دموع .. خوف .. أجل .. كانت تنظر له بلهفة وخوف وعيناها تدوران على وجهه وسمعها تردد بقلق
_"أنت بخير؟"
خفق قلبه بقوة .. كانت (رهف) .. عسليته .. ليست الأخرى .. الباردة المتباعدة .. خفض عينيه ليجدها مستندة بكفها للفراش تحاول الاتزان بنصفها العلوي ويدها الأخرى كانت فوق خده وبدا أنّها لم تدرك وضعهما بعد .. لم يتمالك نفسه وهو ينهض بسرعة أخلت توازنها لكنّه في لحظة كان يعيدها إليه وهو يضمها إليه بقوة هاتفاً

_"لا .. لست بخير .. لست بخير أبداً حبيبتي .. كان حلماً مؤلماً .. لا تبتعدي .. لا تتركيني"
شعر بقلبها يضرب فوق صدره ليضمها أكثر وأغمض عينيه يتنفس رائحتها بقوة ليحبسها في صدره بينما يستعيد ذلك الحلم .. لقد كانت تبتعد .. لم يكن قادراً على اللحاق بها .. ذهبت بعيداً وهو كان مكبلاً .. رباه .. لا يريد هذا .. فلتحاربه كما تشاء ولتكرهه كما ترغب لكن لا تبتعد .. ضمها بقوة أكبر وهو يواصل

_"لا تبتعدي وتتركيني"
كان غارقاً في خوفه واضطراب مشاعره فلم يشعر بما يحدث معها هي .. جزء منها كان يحارب ليجعلها تستسلم لعناقه وتوسله .. يريدها أن ترفع كفها وتربت عليها وتحتويه .. لم يبد لها ضعيفاً أبداً كما تراه الآن .. كما رأته قبل قليل حين فتحت عينيها على صوت أنينه المختنق وهو يناديها بضعف قبل أن تسمعه يهمس منادياً أمه بتوسل أن تعود بينما يتشبث بثيابها هي .. دمعت عيناها وقلبها الأحمق نسي كل شيء فعله مع رؤيته يعاني بهذه الطريقة .. قاومت نفسها بصعوبة وهي تعض على شفتها متذكرة كلمات والدها .. لن يمكنها التحرر من ذلك الحب فهو متجذر بروحها لسنواتٍ طويلة .. لقد أدركت هذا ولم تعد تملك فراراً من هذه الحقيقة .. لكن كيف تسامح .. كيف تغفر؟ .. كيف تنسى كل هذا الألم؟ .. كيف؟ .. تنفست بقوة تتمالك مشاعرها .. لم يحن الوقت بعد .. لم تحصل على انتقامها .. ليس بعد .. ليس قبل أن تشفي غليل قلبها منه .. رفعت كفيها تدفع صدره بقوة كانت كافية لدفعه وهو في تلك الحالة وهي تهتف

_"ابتعد (عاصي) .. ما الذي تفعله؟"
ابتعد مترنحاً ورفع وجهه الشاحب إليها لتقبض على كفيها بقوة تأمر قلبها بالقسوة كي لا يضعف أمام نظراته الضائعة .. قلبها الأحمق الذي لا يريد شيئاً في هذه اللحظة سوى احتضانه مواسياً .. هتفت بغضب أشعلته تلك الرغبة الحمقاء
_"هل جُننت؟ .. كيف تجرؤ على التسلل لغرفتي وأنا نائمة؟ .. وتنام جواري أيضاً؟"
لم يرد عليها واكتفى بنظراته المستفزة لكل عصب بجسدها لتهتف بغضب أكبر
_"غادر غرفتي حالاً قبل أن أنادي أمي وإياك .. إياك أن تكرر فعلتك هذه مـ "
قاطعها وهو يضع سبابته على شفتيها
_"يكفي (رهف) .. ألم تتعبي؟ .. أنا لا أريد شيئاً سوى أن تسمعيني"
صفعت كفه تبعده وهي تهتف
_"لا أريد أن أسمع شيئاً منك .. لقد اكتفيت .. لم يعد هناك ما أريد سماعه منك .. لا أريد سوى أن تتركني وشأني، هل تفهم؟"
اقترب منها قائلاً برجاء

_"(رهف) .. حبيبتي أنا .."
هتفت مقاطعة بحدة
_"لا تنطقها .. إياك .. أنا لست حبيبتك (عاصي رضوان) ولن أكون أبداً"
_"(رهف) .. اسمعيني فقط"
وضعت كفيها على أذنيها هاتفة

_"يكفي .. قلت لك دعني وشأني .. لا أريد أن أسمعك .. ابتعد فقط عني"
همس بحرقة وهو يقترب ليحيط وجهها بكفيه

_"لا أستطيع .. لا أستطيع يا (رهف)"
ضحكت بمرارة وهي تنتفض محاولة الابتعاد ونزعت كفيه عن وجهها مرددة
_"حقاً؟ .. لكنك كنت تستطيع في الماضي كما أتذكر"
_"(رهف) .. أرجوكِ"

هتفت بوجع
_"أرجوك أنت .. ابتعد .. كما كنت تفعل قديماً .. ابتعد .. لقد فعلتها كثيراً من قبل .. تخليت عني وأبعدتني بكل قسوة .. لن تجد صعوبة في تكرار الأمر"
ارتجفت شفتاه وهو ينظر لها بألم تغاضت الالتفات إليه وهي تتمتم بسخرية مريرة
_"لم يتغير أي شيء (عاصي) .. لا زلت أنانياً .. تظن العالم كله يدور في فلكك وكل شيء سيسير وفق هواك .. دعني أخبرك أمراً جديداً .. أنا تغيرت .. لم أعد (رهف) الحمقاء ولن أعود بإشارة من إصبعك"
تنفس بقوة وهتف
_"لا تفعلي ... لا أريدكِ أن تفعلي هذا .. أنا أيضاً تغيرت يا (رهف) .. دفعت ثمن أخطائي و.."
قاطعته بسخرية
_"وماذا؟ .. أخطأت ودفعت الثمن وماذا بعد؟ .. تريد أن تحصل على كل شيء في النهاية .. الغفران والحب الذي رميته قديماً .. كأنك لم تفعل شيئاً، صحيح؟"

_"لا أريد سواكِ يا (رهف) .. أنتِ كل ما أريد حبيبتي"
لوت شفتيها بابتسامة صغيرة مليئة بالمرارة
_"للأسف .. لم يعد لدي ما أمنحك إياه سيد (عاصي) .. أنت .. استنزفت كل قطرة حب وعطاء داخلي .. لقد جعلتني خاوية .. قتلتني .. والموتى لا يشعرون .. لا يستطيعون الحب يا (عاصي)"
أغمض عينيه وعض على شفته بقوة وهو يسمعها تهمس بتقطع
_"لو أنّك أخبرتني هذه الكلمات قديماً لربما طرت من السعادة .. حين كنت أتسول الحب منك .. حين كنت أكتفي منك بنظرة أو ابتسامة"
فتح عينيه ينظر إليها وهمس بخفوت
_"كنت خائفاً"
ابتسمت وهي تهز رأسها
_"كنت خائفاً .. أجل .. كنت كذلك .. كنت خائفاً على نفسك مني .. لكنّك أبداً لم تخف عليّ .. لم تفكر بي .. لم تخف على قلبي الذي لم يكن يريد شيئاً في هذه الدنيا إلا حبك .. لم تخف أو تشفق عليّ .. حين كنت أتمزق مع كل رفض منك حتى وأنا أرى مشاعرك الحقيقية في عينيك .. كنت تمنحني الأمل وتنتزعه مني في اللحظة التالية .. لم تهتم لمشاعري وأنا أراك تبدل نساءك كملابسك .. وأنا أتخيلك معهن تمنحهن ما تبخل به علي"
قاطعها بألم
_"(رهف) .. توقفي أرجوكِ"
رددت بسخرية وألم

_"لماذا؟ .. هل تؤلمك كلماتي لهذه الدرجة؟"
تنفس بألم لتهتف وهي تضرب على قلبها

_"ليس أكثر مما آلمتني أنت .. ليس أكثر من طعناتك لي لسنوات .. ليس كما آلمتني تلك الليلة وأنت تفسد عليّ سعادتي يوم ميلادي وتمزق كل أحلامي معك .. ليس أكثر مما شعرت به وأنت تنبذني بعد أن عاملتني كفتاة بلا شرف ولا أخلاق .. ليس كما .."
تقطعت كلماتها وأغمضت عينيها برعب وهي تشعر بالدموع تكاد تهزمها لكنّها فتحتهما وقد قررت أن تريه إلى أي حد أوجعها وإلى أي حد لا يمكنها أن تغفر ذلك الوجع .. نظرت له بعينيها الدامعتين تريه عمق الجرح داخل روحها ليهمس وهو يقترب منها وهو جالس على ركبتيه في مواجهتها ومد كفيه يحتضن كفيها
_"سامحيني .. أنا آسف .. سامحيني (رهف)"
حدقت فيه بتبلد قبل أن تهز رأسها هامسة وهي تسحب كفيها منه
_"أسامحك؟ .. هكذا ببساطة .. تنطقها بسهولة كبيرة يا (عاصي) .. هي مجرد كلمة تتوقع أن تحصل بها على ما تريد .. كلمة تعتقد أنّها ستشفي جروحك الغائرة بروحي، صحيح؟ .. لكن لا .. أنا لا أستطيع .. صدقني حاولت لكنني لا أستطيع .. لم أعد أملك القدرة على الغفران يا (عاصي)"
أغمض عينيه متنهداً بحرارة بينما تتابع بابتسامة غمرتها دموعها التي هزمتها
_"لسنوات .. لسنوات وأنت توجه الطعنة تلو الأخرى لقلبي .. كل واحدة تترك شرخاً فوقه وأدعي أنّه لم يحدث .. كل طعنة أقسى من سابقتها وكل شرخ يتعمق أكثر من الذي قبله .. حتى أتت طعنتك الأخيرة لتحطم كل شيء .. قلبي تحطم إلى شظايا صغيرة يا (عاصي) .. شظايا لن تستطيع أبداً جمعها سوياً من جديد .. لو استطعت أن تفعل يمكنك أن تحصل على قلبي مجدداً .. سيكون لك .. سيكون هو وغفراني وأنا قبلهما لك .. هل تستطيع؟"
لمحت الدموع داخل عينيه لكنّها تجاهلتها ومرارة ذكرياتها وآلامها تعيدها لقبوها الثلجي فلم تؤثر فيها كلماته وهو يردد
_"سأفعل يا (رهف) .. امنحيني الفرصة فقط وسأشفي كل تلك الجروح .. سأفعل المستحيل"
همست بخفوت والبرود يحيط قلبها
_"فات الأوان يا (عاصي) .. فات الأوان .. ربما عليك أن تقتنع بهذه الحقيقة وتتوقف عن محاولتك بعث الحياة في قلبٍ ميت"
_"لم يفت الأوان يا (رهف) .. أنا أحبك وأحببتك دائماً .. منذ صغري .. ربما كنت جباناً وخائفاً لكنني أحببتكِ بصدق .. لم أحب امرأة غيركِ .. كنت أهرب منكِ مع كل الفتيات اللاتي عرفتهن لكن ولا واحدة فيهن أثرت بي ولا انتزعتكِ من داخلي .. لم يفت الأوان لأستعيدكِ .. أنا معترف بخطأي .. معترف بحماقاتي وبغبائي في حقكِ .. لم يفت الأوان لأعوضكِ عن كل شيء وسأفعل هذا .. رغماً عنكِ (رهف)"
نظرت له بحدة ليبتسم بحزن
_"لا تملكين أن تنتزعي حبي مني .. لا تملكين أن تمنعيني عن حبكِ أو تأمرينني بالتوقف .. رغماً عنكِ وعني أنا سأحبكِ دائماً فهكذا كان الحال دائماً .. كان قدراً وكُتب على جبينينا .. أنا سأحارب لأحصل على مغفرتكِ وحبكِ كما حاربت قديماً لأهرب من أسركِ .. لا تملكين انتزاع الأمل مني حبيبتي .. يمكنني أن أنتظر لسنوات حتى أتمكن من شفاء جروحكِ كلها وسأفعل لو لزم الأمر"
أغمضت عينيها لا تريد أن تسمعه .. لا تريد أن تصدقه ولا تريد أن تتأثر بكلامه .. شعرت به يقترب منها ففتحت عينيها وقبل أن تبتعد للخلف بسرعة كان يطبع قبلة رقيقة فوق جبينها ويبتعد هامساً بحرارة
_"قلبي كان ملككِ قديماً وسيبقى للأبد في انتظاركِ أميرتي"
أشاحت بوجهها ليبتسم بأسى ونهض من فوق فراشها وعيناه تعانقان وجهها مرة أخيرة وهمس وهو يتحرك ليغادر غرفتها
_"تصبحين على خير حبيبتي"
قالها وغادر دون أن يمنحها الفرصة لترد أو لتعنفه .. تركها تجتر آلامها التي جددها بقدومه .. لامست جبينها ودموعها تسيل وهمست

_"تباً لك (عاصي رضوان) .. تباً لك ولحبك ولقلبي الأحمق"
ألقت بجسدها على الفراش ودفنت وجهها في الوسادة تكتم دموعها وهي تشتمه داخلها بينما تستعيد مواجهتهما .. ضربت على قلبها بألم .. رباه .. إنّها تتحول مع الوقت لإنسانة مريرة حانقة على كل شيء .. لقد فقدت قلبها وقدرتها على الغفران .. لا تستطيع أن تفكر بحكمة ولا أن تتخذ قراراً بعيداً عن شعورها بالمرارة والألم .. يجب أن تبتعد عن هنا .. لأبعد مكان يفصلها عنه .. ربما تجد السلام .. ربما تجد نفسها قبل أن تضيع للأبد .. لم تشعر بمرور الوقت وهي غارقة في بكائها وأفكارها تحاول البحث عن حل .. سمعت هاتفها يهتز معلناً وصول رسالة .. التقطته بشرود وفتحته لتجد رسالة على موقع التواصل .. انتبهت كل خلايا عقلها ومسحت دموعها بقوة وهي تلمح الاسم .. نهضت معتدلة وهي تفتح الرسالة لتقرأ كلمات (كِنان) وتوقفت عيناها على آخر كلمات رسالته
_"هه .. ماذا قررتِ يا حوريتي؟"
تنفست بقوة وهي تفكر .. أجل .. لا حل آخر .. (كِنان) سيساعدها .. لقد كان محقاً .. هي في حاجة لكل قوتها إن كانت قررت مواجهة (عاصي) .. هي في حاجة أيضاً للابتعاد .. قبل أن تصبح انتقامها وشفاءه يجب أن تجد شفاءها أولاً .. (كِنان) يمنحها بعرضه الحل المثالي .. أجل .. لقد حسمت قرارها ولا شيء سيجعلها تتراجع عنه .. لا شيء أبداً.
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 02:45 AM   #597

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وضعت (سؤدد) آخر قطعة من ملابسها بحقيبة سفرها وزفرت بحنق وهي تغلق الحقيبة بعنف متمتمة
_"حسناً يا سيد (مراد) .. تريد اللعب معي .. أنا سأعلمك جيداً حساب لعبك معي أيها الوقح"
ألقت جسدها على الفراش بقوة وهي تتنفس بحدة .. ذلك الوغد كيف يجرؤ على التصرف معها بهذه الطريقة الوقحة .. جدها لن يصدق كلمة منها الآن ولو أقسمت له على أنّها تقول الحقيقة .. لا بأس .. هي ستأخذ حقها بيدها من ذلك الوقح مدعي الأخلاق .. حانت منها نظرة نحو باب غرفتها لتسوّد نظراتها واضطربت أنفاسها بينما تتذكر ما حدث يومها .. حين غادرت غرفة جدها بعد قراره الصارم ذاك وفشلها في إقناعه بطرد حارسها .. ذلك الوغد الذي لم تتوقع أن يلحق بها لتتفاجأ به خلفها يتمتم بعبث
_"يبدو أنني ربحت هذه الجولة في النهاية"
التفتت نحوه ترمقه بنظرات محرقة ورددت بكراهية
_"حسناً لا تستمتع بنصركِ كثيراً سيد (مراد) .. هذه ليست النهاية .. أنا سأجعلك تدفع ثمن كل وقاحاتك معي غالياً .. لا أحتاج لجدي أو لأي شخص آخر ليساعدني"
ابتسامته المستفزة أحرقت أعصابها وقاومت حتى لا تظهر ذلك بينما تتذكر كلمات (سيف) عن تأثيره فيها .. لن تسمح له باستفزازها أبداً .. تنفست بعمق محاولة الهدوء الذي حرمها منه وهو يردد باستمتاع وعيناه تلمعان بعبث
_"جيد .. أنا لا أحب أن يتدخل أي شخص في معركتنا .. لن أستمتع بها أبداً يا جميلتي"
اتسعت عيناها وعجزت لحظات عن الرد

_"أ .. أنت .. كيف تجرؤ؟ .. أنت .."
_"اهدأي قليلاً حبيبتي"
اشتعلت النار أكثر مع كلماته وهتفت وهي تلتفت حولها
_"تباً لك ما الذي تقوله أيها الوغد؟"
ردد بسماجة
_"ماذا؟ .. تقصدين حبيبتي؟ .. ألستِ .."
هتفت بحنق
_"اللعنة عليك .. هل صدقت نفسك؟ .. أنا لست حبيبتك أيها الأحمق .. اذهب من هنا هيا قبل أن أفقد أعصابي وأتسبب لك في فضيحة لن تنساها"
لم تمنحه الفرصة ليرد واندفعت نحو غرفتها وهي تسبه في كل خطوة .. حبيبته؟! .. كيف يجرؤ؟ .. تباً له .. إنّه يتسلى بها حتماً .. كانت غارقة في غضبها فلم تنتبه أنّه كان يتبعها حتى وصلت لباب غرفتها وما أن لمست مقبضه وأدارته، حتى سمعته يهمس خلف أذنها تماماً

_"أتشوق كثيراً لأرى كيف ستصنعين تلك الفضيحة جميلتي"
التفتت له في ذهول لم يدم كثيراً وهي تراه يتلفت حوله تحسباً لقدوم أي شخص وقبل أن تفهم كان يدفعها لداخل غرفتها ويغلق الباب خلفهما .. جمدتها المفاجأة لبعض الوقت فبقيت مكانها تنظر له ذاهلة .. لا تصدق ما فعله .. هو لم يدفعها لغرفتها لتوه ويغلقها عليهما .. هو لا يقف أمامها الآن ينظر إليها بعينين عابثتين تتألقان بطريقة مقلقة .. أفاقت من صدمتها لتهتف فيه بغضب
_"ما هذه الوقاحة بالضبط؟ .. ما الذي تعتقد أنّك تفعله؟"
تحرك نحوها بخطوات أقلقتها خاصةً مع الطريقة التي لمعت بها عيناه وابتلعت لعابها بتوتر وهي تشعر أنّ أنفاسها بدأت تختنق
_"ماذا تعتقدين أنني أفعل (سؤدد)؟"
تنفست بقوة وهي تسمعه يناديها باسمها مجرداً وهتفت وهي تتحرك نحو باب غرفتها
_"لن أسكت على وقاحتك هذه أكثر .. غادر غرفتي في الحال وإلا .."
شهقت بقوة عندما قطع عليها الطريق وأغلق الباب ما أن فتحته واستند إليه بذراعه وقال بعبث وهو يتقدم لتتراجع هي ملتصقة بالباب المغلق
_"وإلا ماذا؟ .. هل ستذهبين لتشتكيني لجدكِ؟ .. مرة أخرى؟"
همست من تحت أسنانها

_"ابتعد يا هذا"
واصل اقترابه ليحاصرها واتسعت عيناها وهي تتنفس بصعوبة بينما يهمس بتحدٍ

_"وإن لم أفعل؟ .. هل ستصرخين وتتهمينني بالتحرش بكِ؟ .. حسناً افعلي .. لقد اتهمتِني بالفعل أمام جدكِ وماذا كانت النتيجة؟ .. تخيلي إن عرفوا بوجودي بغرفتكِ الآن .. بماذا ستبررين الأمر؟ .. جدكِ لن يفعل شيئاً لتفادي الفضيحة سوى إعلان خطبتنا كما أخبركِ قبل قليل"
قبضت على كفها تحاول التحكم في ارتعاشها وكزت على أسنانها هامسة

_"قلت لك ابتعد عني .. ألم تسمع؟"
اقترب أكثر حتى كاد يلتصق بها وهمس

_"بلى سمعت .. لكن ماذا بيدكِ أن تفعلي عزيزتي .. أنتِ اتهمتِني بالتحرش بكِ وأنا صراحةً لا أحب أن أُتهم ظلماً .. لقد شعرت بالسوء لأجلكِ قبل قليل حين تبين كذبكِ أمام جدكِ .. أنا فقط سأتأكد من صدقكِ في المرة القادمة التي ستتهمينني فيها"
ارتجفت شفتاها وهي تحدق فيه بكراهية وقد ازداد اختناقها مع قربه لهذه الدرجة .. همست بفحيح
_"جدي قال هذا لأنّه عرف أنني أكذب لكن صدقني لو عرف بما تفعله الآن لن يكفيه دمك، هل تفهم؟"
ابتسم بطريقة تلوى لها قلبها واسودت عيناه أكثر وهو يهمس
_"لماذا لا تصرخين إذن؟"
ارتجفت نظراتها بحيرة لتتسع ابتسامته وهو يقترب من أذنها هامساً
_"أنتِ لا تريدين أن يعرف أحد بوجودي معكِ .. لماذا؟ .. هل .. تخافين عليّ ربما؟"
اتسعت عيناها أكثر وانقبضت كفاها إلى جانبها بينما تردد

_"أنت فقدت عقلك حتماً .. ابتعد قلت لك وإلا أنا سوف .."
قاطعها واضعاً سبابته على شفتيها لتتردد شهقة قوية داخلها
_"سوف ماذا جميلتي؟ .. أخبريني"

أنفاسها بدأت تتردد بصعوبة وهي تجاهد حتى لا يخونها عقلها ويستعيد ذكريات لا تريد العودة إليها أبداً .. لن تسمح له برؤية خوفها وضعفها مجدداً .. اشتعلت النار بقلبها وهي تواجهه بتحد وصفعت كفه بيدها هاتفة بحدة
_"أوقف جنونك هذا في الحال"
_"وإلا؟ .. هل ستنادين جدكِ حقاً؟ .. ماذا لو أصر على خطبتنا درأً للفضيحة؟"

نظرت له بكراهية وهتفت
_"قلت لك أنني لا أحتاج لأحدٍ يخوض عني معاركي الخاصة سيد (مراد) .. أنت تظن أنّك ستفلت بوقاحتك هذه معي لكنّك لم تعرفني جيداً .. أنا سأجعلك تندم غالياً على .."
انقطعت جملتها حين اقترب الخطوة الأخيرة التي تفصلهما لتشهق وهي تجد نفسها على بعد أنفاس من وجهه وعيناه تنظران في عمق عينيها المتسعتين، لترتجف بشدة وقد تبخرت الكلمات من عقلها ونسيت كل شيء وهي تحدق في الهوة السوداء الغريبة داخل مقلتيه .. تاهت في عمق تلك العاصفة التي هبت في عينيه لتعصف بأعماقها هي .. عاصفة تدور بها أشياء شتى .. أشياء تخشى فهمها أو حتى قراءتها ... استندت بوهن غريب للباب خلفها وهي تحاول عبثاً البحث عن قوتها التي خانتها فجأة .. ما الذي يحدث؟ .. ماذا أصابها؟ .. لماذا؟ .. سمعته بتشوش وهو يهمس بصوتٍ بدا لها يأتي من مكان بعيد

_"ما الذي تخافين منه (سؤدد)؟"
ما الذي تخاف منه؟ .. هل يسألها؟ .. هي لا تفهم ماذا يحدث معها من الأساس .. لماذا لا تصرخ؟ .. لماذا لا تحاول حتى إبعاده؟ .. غضبها من نفسها ازداد وشعورها بالكراهية نحوه دفعها لترفع رأسها تنظر له بحدة وتهتف
_"أنا لا أخاف شيئاً .. ابتعد هيا"
مط شفتيه قائلاً

_"لن أفعل .. أبعديني أنتِ"
ارتجفت شفتاها بقهر وهي تهمس بفحيح غاضب
_"اللعنة عليك .. كم أكرهك"
لمعت عيناه وابتسم بحنان غريب وقال
_"أنتِ لا تفعلين يا (سؤددي)"
هتفت بغضب

_"لا تناديني .."
قاطعها هامساً بعبث

_"سأناديكِ بما أحب ودعيني أخبركِ شيئاً .. أنتِ لا تكرهينني أبداً جميلتي"
فتحت فمها لتصرخ فيه ليوقفها وهو يميل ليهمس في أذنها

_"وخمني ماذا؟"
حبس أنفاسها أكثر مع شعورها بأنفاسه الدافئة قرب أذنها التي جعلتها ترتجف بشدة وسمعته يهمس وهو يبتعد لينظر في عينيها

_"أنتِ تحبينني (سؤددي)"
كلماته سقطت على قلبها كصاعقة لتحدق فيه بصدمة وحاولت النطق ليخونها صوتها هو الآخر .. انتفضت بخفوت على لمسة يده لخصلة شاردة من شعرها أعادها خلف أذنها ليلامس بعدها خدها بنعومة خلقت رفرفة مرعبة بقلبها .. شعورها بالرعب انتقل لكل خلاياها .. رعب يختلف تماماً عن ذلك الرعب الذي كان ينتابها عندما يقترب منها رجل .. رعب سببه شعورٌ مألوفٌ بـ .. بالأمان .. بالانتماء .. بالعودة للوطن بعد طول تيه .. همست دون وعي وهي تحاول التحرر من فخه
_"(مراد)"
لم تصدق أنّ هذا كان صوتها .. هي لن تهمس اسمه بهذه الطريقة أبداً .. قطب حاجبيه وهو يتنفس بقوة، وانقبضت كفه بجوار رأسها وخُيل إليها أن عينيه اسودتا أكثر وشعور غامض لمع داخلهما ... ضيق أو غضب لا تدري .. أياً كان فقد كان كافياً ليصفعها ويجعلها تستفيق من تلك الدوامة المرعبة التي كادت تضيع داخلها فهتفت وهي تمنع نفسها من الحركة بصعوبة حتى لا تلامس جسده
_"ابتعد أيها الوغد .. صدقني هذه المرة سأصرخ و"
اختفى ذلك الشعور الغامض وعاد العبث يحتل عينيه وهو يهمس
_"افعلي إذن ولكن لا تلومي سوى نفسكِ"
كلماته أثارت حيرتها وخوفها وهي تحدق فيه بارتباك ليغمز بعينه
_"هيا اصرخي حبيبتي وأنا سأستمتع بجعلكِ تصمتين"
تنفست بصعوبة وكلماته أخافتها أكثر وقربه المهدد جعل تحكمها في أعصابها يصل نهايته ففتحت فمها تصرخ بكل قوتها

_"ساعدوني .. إنّه يـ .."
انقطعت كلماتها حين أحاط فمها بكفه لتتسع عيناها بشدة وهي تهز رأسها محاولة التحرر ليبتسم وهو يقترب هامساً

_"للأسف لن أستطيع إخراسكِ بالطريقة التي أحب .. لم يحن الوقت بعد"
اتسعت عيناها أكثر بجنون وهي تهمهم بغضب مكبوت ليتابع

_"ماذا؟ .. هل خيبت أملكِ؟ .. هل كنتِ تفضلين لو فعلت؟"
رفعت كفيها تحاول رفع يده عن فمها بينما خشيتها من لمس جسده كبلتها عن محاولة المقاومة كما تريد، فاكتفت بدفعه في صدره وكان خطأً فادحاً فيدها استقرت فوق قلبه تماماً لتصدمها نبضاته الجنونية فرفعت عينيها تنظر لعينيه بحيرة وذهول .. نظراتها جعلت رقة غريبة تنبعث في عمق عينيه وابتسامته تغيرت من العبث لشيءٍ آخر جعل ذلك الضعف اللعين يتملكها أكثر .. سمعته يهمس بصوتٍ زادها تشتتاً
_"لا تنظري لي بهذه الطريقة (سؤددي) .. نظراتكِ هذه تضعفني .. تقتلني بنعومة وأنا .. أنا أرحب بالموت عندما تكون عيناكِ السبب"
لا .. ما يحدث جنون مطلق .. عقلها كان يصرخ متوسلاً إياها أن تفيق وعبثاً كانت تحاول الخروج من تلك الدوامة التي تسحبها دون رحمة بينما يقترب بوجهه منها .. شهقة قوية ترددت داخلها بعنف حين مال ليضع شفتيه فوق كفه التي تغطي فمها .. انفتحت الأرض فجأة أسفل قدميها وقلبها توقف لحظة مصدوماً قبل أن ينفجر في سباق جنوني .. ما الذي يفعله؟ .. أنفاسها احتبست في صدرها وشعور مرعب غزاها وهي تشعر كما لو كانت شفتاه تلامسان شفتيها مباشرة .. غزت الدموع عينيها وهي تنظر في عينيه العاصفتين وشعرت أنّها ستموت حتماً من عنف ما تشعر به .. ستموت بالفعل .. شعرت بالهواء ينسحب من رئتيها بعنف وبدأ العالم يدور من حولها لتغمض عينيها بضعف وخانها جسدها وكادت تسقط أرضاً لولا ذراعاه اللتان أسرعتا تلتفان حولها لتسقط فوق صدره وسمعته يهتف اسمها بجزع وهو يضرب خدها بكفه .. حاولت الابتعاد أو الصراخ دون جدوى وشعرت به يرفعها عن الأرض ويسرع نحو فراشها ليضعها فيه برقة وهو يواصل ندائه المتوسل وبينما كانت هي تنزلق إلى عالم اللا وعي شعرت بشفتيه دافئتين فوق جبينها بإجلال ونعومة أذهبت بالباقي من أنفاسها ووعيها وهمساته الرقيقة تسللت إلى أذنها ترافقها إلى الظلام وتمحو مخاوفها .. تنفست بصعوبة وهي تعود من تلك الذكرى وقطبت وهي تتحسس جبهتها بألم .. لا تتذكر ما حدث بعدها ولا تريد أن تتذكر .. الوغد اللعين .. كيف تجرأ؟ .. والمصيبة أنّه قابلها بعدها كأنما لم يفعل أي شيء، وادعى بكل براءة أنّه لا يعرف عما تتحدث وأنّها لابد كانت تحلم بل وتمادى ساخراً بعبث أنّه سعيد لأنّها أصبحت تحلم به .. الوغد الوقح .. الكاذب .. كيف يقول أنّ شيئاً من هذا لم يحدث؟ .. لا تستطيع أن تخبر جدها حقاً هذه المرة .. رفعت أصابعها تلامس شفتيها اللتين ارتجفتا مع الذكرى .. لم يكن حلماً .. لا زالت تشعر بقبلته غير المباشرة .. لا زال قلبها يرتجف بعنف كما فعل لحظتها .. نهضت بعنف عن فراشها وهي تصرخ في نفسها بغضب .. ما الذي تفكر فيه؟ .. كيف تسمح لنفسها بهذا؟ .. ذلك الوغد سيدفع ثمن وقاحته وما دامت لا تستطيع إخبار جدها أو أحداً من عائلتها فهي ستنتقم بنفسها .. تنفست بعمق مراراً تحاول استعادة هدوئها وأغمضت عينيها لبعض الوقت بحثاً عن سلامها النفسي حين ارتفع رنين هاتفها ففتحت عينيها دون أن تتحرك لبرهة نهضت بعدها مع استمرار الرنين والتقطت هاتفها ليتبخر كل غضبها وابتسامة سعيدة ارتسمت على شفتيها مع رؤية اسم المتصل وأسرعت تجيب
_"مرحباً حبيبتي .. كيف حالكِ (تينا)؟"
أتاها صوت (وتين) تهتف بسعادة

_"(سؤدد) .. كيف حالكِ حبيبتي؟ .. أنا بخير واشتقت لكِ كثيراً .. جداً"
ابتسمت وهي تجلس على الفراش ورددت
_"اشتقت لكِ أكثر (تينا) .. يا الله أشعر أنّكِ سافرتِ منذ سنين .. طمئنيني عنكِ حبيبتي .. وكيف حال زوجكِ المجنون؟ .. هل يعاملكِ جيداً؟"
ضحكت (وتين) وهي تقول بصوتٍ لمست فيه سعادتها
_"جيداً جداً .. إنّه (زياد) من تتحدثين عنه"
_"صحيح .. لماذا أسأل إن كنت أتوقع الإجابة مسبقاً؟"
سمعتها تضحك مجدداً لتبتسم لسعادتها وقالت

_"أخبريه أنني لن أرحمه لو جعلكِ تحزنين لحظة"
سمعتها تتنهد بحرارة وهي تهمس
_"(زياد) لا يستطيع .. وجوده فقط سبب سعادتي"
هتفت بنزق

_"رباه .. يكفي .. أنا أتحسس من هذه الرومانسية"
ضحكت (وتين) لتتابع هي

_"اعتقدت أنّ الزواج سيجعلكما تتعقلان .. ألم يهرب الحب من النافذة بعد؟"
هتفت (وتين)

_"بعد الشر .. من قال هذا الكلام الغبي؟ .. أنا و(زياد) لن نتوقف عن حبنا لبعضنا .. أنا أحبه كل يوم أكثر من الذي قبله"
ابتسمت وهي تهز رأسها .. أمرهما ميؤوس منه أصلاً .. قالت ضاحكة

_"لا فائدة منكما أصلاً .. أنتما لن تتعقلا أبداً"
_"أبداً"
قالتها بتأكيد لتضحك (سؤدد) دون أن تشعر ولم تنتبه سوى عندما سمعت (وتين) تقول
_"أنتِ تضحكين (سؤدد)"
بهتت ابتسامتها وهي تقول بنزق
_"ما بالكم جميعاً؟ .. لماذا تشعرونني أنني أتيت بأمرٍ خارق؟"
ضحكت (وتين) وهي تقول

_"إنّه كذلك بالفعل .. أنتِ تضحكين من قلبكِ .. يمكنني الشعور بهذا"
تنهدت وهي تمرر أصابعها في شعرها بتوتر لتتابع (وتين) كأنما شعرت بارتباكها
_"بالمناسبة .. كيف حال حارسكِ الهُمام؟ .. لم تقتليه بعد؟"
كزت على أسنانها وهي تهمس

_"ذلك الوغد"
ارتفعت ضحكة (وتين) وهي تقول

_"لا زال على قيد الحياة إذن .. يسعدني هذا"
_"(وتين) .. توقفي .. أنا في الأصل لا أحتمل سيرة ذلك الوغد .. لا تتحدثي عنه أنتِ الأخرى"
قالت بجدية

_"حقاً يا (سؤدد) .. هل هو يضايقكِ لهذه الدرجة؟ .. ظننت أنّ .."
قطعت جملتها لتقطب (سؤدد) وتردد بضيق
_"أنّ ماذا؟"
صمتت (وتين) لحظة قبل أن تهمس

_"أعني .. أنا رأيت كيف ينظر إليكِ .. كيف يهتم لأمركِ"
قشعريرة سرت بجسدها مع كلماتها تحولت لرجفة قوية عندما تابعت

_"نظراته تقول شيئاً واحداً (سؤدد) .. أنّه يحبكِ"
تنفست بقوة مع الكلمة .. تباً ما الذي تهذي به .. رددت بضيق
_"توقفي (وتين) .. أنتِ مخطئة حتماً .. هذا هراء لا أكثر .. ذلك الوغد لا يحبني وأنا حتماً لا أحبه .. أنا .."
قالت (وتين) بتسل
_"لكنني لم أقل شيئاً عن حبكِ له (سؤدد)"
عضت على شفتها بقوة .. تباً .. تلك الكلمات الغبية التي همسها ذلك اليوم .. تنفست بعمق وهي تقول
_"هل أسمع نبرة تسلية في صوتكِ سيدة (وتين هاشمي)؟"
ضحكت (وتين) مجيبة
_"أجل يا (سؤدد) هانم"
هتفت بحنق
_"(وتين) .. أنتِ .."

قاطعتها قائلة
_"يسعدني حقاً أن أعرف أنّكِ بخير كما تمنيت"
رددت بنزق

_"أنا بخير .. ولا أريد أن أسمع شيئاً عن أمنياتكِ تلك أو تحليلاتكِ الرومانسية الحمقاء"
_"حسناً لن أقول شيئاً .. آه .. لحظة .. يبدو أنّ (زياد) قد وصل"

قطبت وهي تلتقط بعض الحركة على الجانب الآخر قبل أن يأتيها صوت (زياد) يهمس
_"مع من تتحدثين (وتيني)؟"
لوت شفتيها وسمعت (وتين) ترد
_"إنّها (سؤدد) حبيبي"
سمعت صوته يهتف

_"آه .. مرحباً (سؤدد) ... كيف حالكِ يا صحفيتنا العظيمة وكيف حال تحقيقاتكِ المتهورة؟ .. آه صحيح .. هل قتلتِ حارسكِ أم ليس بعد؟"
سمعت ضحكة (وتين) بينما عضت شفتها بحنق .. تباً .. ما أمرهما وحارسها الأحمق؟ .. هتفت بحنق
_"ليس بعد (زياد) .. في الحقيقة أنت وزوجتك على رأس قائمتي .. عندما أتخلص منكما سأتفرغ له"
ضحكا بتسلٍ لتشتمهما بهمسة خافتة قبل أن تسمعه يقول
_"لماذا تتصلين وتزعجيني أنا وزوجتي يا (سؤدد)؟ .. لقد قلت أنني لا أريد مقاطعتكم لنا قبل عام من الآن على الأقل"
_"أيها الأحمق المستفز .. زوجتك هي من اتصلت بي وليس أنا .. ثم بالله عليك تعقل قليلاً .. ألم تكتف بسرقتها بعيداً ماذا تريد أكثر من ذلك؟"

شعرت بـ(وتين) تكبت ضحكتها بينما يقول
_"لا يمكنني إخباركِ بما أريد أكثر .. لا زلتِ صغيرة"
شهقت بقوة وهتفت
_"أيها الوقح قليل الأدب"
ضحك بقوة مردداً

_"أنتِ من أسأتِ فهم كلامي أيتها المؤدبة .. عقلكِ هذا منحرف"
شتمته وكادت تغلق الخط لولا بقايا تحكم قررت تجاهله لتودعهما كما يجب .. فتحت فمها لترد عندما سمعت بعض الهمسات على الجانب الآخر لم تستطع التقاطها جيداً لكنّها سمعت (وتين) تهمس بشيءٍ يشبه "تهذب يا (زياد)" أو شيء من هذا القبيل .. احمر خداها وهي تهتف بغضب

_"احترما نفسيكما قليلاً أنا لا زلت على الخط"
أتاها صوته قائلاً ببرود

_"إذن أغلقي الخط .. لم يقل لكِ أحد أن تتنصتي على زوجين عاشقين"
شهقت بينما تسمع (وتين) تهمس بلوم

_"(زياد) تأدب .. ما هذا الذي تقول؟"
_"ماذا حبيبتي؟ .. أنا اشتقت لكِ و .."
_"(زياد) .. احترم نفسك"
_"لكنني لا زلت محترماً حبيبتي .. (سؤدد) يجب أن تتفهم أنني كنت بعيداً عنكِ طول اليوم و.."
فاض الكيل بها فهتف بحدة
_"أيها الأحمق .. أنا المخطئة أنني رددت على الاتصال"
ردد ضاحكاً
_"جيد .. لا تفعلي مجدداً .. سأسمح لـ(وتيني) أن تتصل بكِ حين أشبع منها ولا أعتقد أنّ هذا سيحدث .. لذا حتى هذا الوقت احتملي فراق صديقتك، حسناً"
هتفت بغل
_"تباً لك (زياد) .. صدقني .. سأتأكد أن يزوركما خالي (مصطفى) في أقرب وقت ويحيل حياتك جحـ "
قاطعها قائلاً بضحكة مستفزة
_"حسناً ... حظاً موفقاً عزيزتي"
قبل أن تنطق بحرف سمعت صوت انقطاع الخط لتبعد الهاتف وتحدق فيه بذهول وتهتف
_"ذلك الأحمق .. الوغد .. حسناً يا (زياد) سأردها لك قريباً جداً"
ألقت الهاتف جانباً وهي تبتسم رغماً عنها قبل أن تتحول ابتسامتها لضحكة وهي تفكر في ابني خاليها المجنونين .. تراجعت لتلقي جسدها على الفراش ولا زالت قدماها تلامسان الأرض وابتسمت .. عاشقان مجنونان ويبدو أنّهما سيبقيان هكذا للأبد .. هنيئاً لهما ذلك الجنون اللذيذ .. غامت عيناها وهي تنظر للسقف بشرود وبهتت ابتسامتها وقلبها ينبض بضيق مفاجيء وعينان عاصفتان تقتحمان تفكيرها .. اختلت نبضاتها وهي تستعيد صوته يهمس في أذنها
_"أنتِ تحبينني (سؤددي)"
اعتدلت شاهقة بقوة وهي تهز رأسها وكلمات (وتين) تتكرر بعقلها لتهتف بحدة
_"لا .. هذا هراء .. أنا لا أحبه .. أنا لا أحب أي شخص"
ضربت على قلبها بقوة وهتفت فيه بحزم ... أنت لم تخلق لتحب .. أنت لم تعد تملك القدرة لتفعل .. لذا أياً كانت هذه الحماقة التي تشعر بها الآن .. هي ليست حباً .. ليست كذلك أبداً ولن تكون .. هي ستنتزع قلبها وتدوسه قبل أن يخفق لرجل .. خاصةً لو كان ذلك الرجل .. لن تفعل أبداً.
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 03:11 AM   #598

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقى (آدم) سترته فوق المقعد وهو يزفر بقوة ورفع يده يفك رباط عنقه ليخفف قليلاً من شعوره بالاختناق .. حانت منه نظرة متوترة لغرفة نومه .. هل لا زالت نائمة؟ .. لا زالت تبكي؟ .. لقد جرحها بالتأكيد بتصرفه الغبي .. لكنه لم يقصد أبداً .. لا يعرف ماذا حل به فجأة .. زفر بحرارة وهو يتحرك تجاه الغرفة بتوتر .. يجب أن يتحدث معها .. لكن ماذا سيقول وكيف سيعتذر؟ .. لابد أنها أساءت الفهم .. فتح الباب ودلف بهدوء ليتوقف مكانه عندما وقع بصره عليها غارقة في النوم .. اقترب منها وخفق قلبه بجزع وهو يلمح آثار البكاء على وجهها .. كما توقع .. لقد بكت في غيابه .. تباً لغبائه تباً .. كيف جرحها بهذه الطريقة؟ .. اقترب ليجلس على حافة الفراش ومد كفاً مرتجفة ليمسح أثر دموعها بحنان وهو يهمس داخله مكرراً اعتذاراته لها .. ارتعش قلبه بجنون ويده تتحرك بحرية تلامس بشرتها الناعمة وأغمض عينيه متذكراً بلوعة تلك اللحظات التي ضاع فيها تماما عن كل العالم ونسي كل شيء عداها .. حبيبته .. كانت بين ذراعيه أخيراً، ليحبها ويرتوي من نبع حبها الذي كاد يموت عطشاناً إليه .. كل تفكيره العقلاني وتحذيرات عقله أن يتأنى قبل أن يتخذ تلك الخطوة .. كلها تطايرت في الهواء فور أن شعر بها تذوب في عناقه .. كل سنوات الفراق تساقطت كأوراق خريف جافة فور أن قبّلها .. هوة الفراق السحيقة ردمتها تلك اللحظات التي انتزعاها من الزمن والعالم الذي توقف من حولهما وهي تستسلم له بعذوبة مهلكة وقبلاته طافت معانقة كل ذرة من وجهها الحبيب قبل أن ينتقل إلى عنقها مقبلاً ذلك النبض الصاخب ليفقد آخر ذرة من مقاومته وهو يسمع اسمه يتردد من بين شفتيها كأعذب ما سمع في حياته .. كان في الجنة أخيراً .. جنة دنياه صارت بين يديه .. نبضات قلبيهما العنيفة امتزجت فلم يعد يفرق أيّهما كان قلبه بينهما .. لم يعد مهماً .. هما معاً أخيراً و قد سقطت كل الحواجز .. سيبدآن صفحة جديدة بعيداً عن كل الأوجاع والجراح التي حان الوقت لتُشفى .. حان الوقت لينسيا كل ما وقف بينهما .. حان الوقت ليكمل سعادته معها وينسى كل الماضي الذي .. انقطعت أفكاره وتوقف قلبه مع الصورة التي اخترقت عقله فجأة لتجعله يبتعد شاهقاً بعنف .. ابتعد محدقاً فيها بجزع وصدره يتحرك بأنفاس عنيفة .. أغمض عينيه محاولاً طرد خيالها لكنه ارتسم بوضوح .. خيال (ربا) وهي تنظر إليه بابتسامة حزينة وعتاب .. انتفض مع لمسة رقيقة لخده ليفتح عينيه يتطلع إلى (سديم) التي كانت تنظر إليه بقلق وهمست اسمه بحيرة .. اتسعت عيناه وهما تدوران على وجهها المحمر وشعرها المشعث .. أنفاسها المتسارعة وثيابها التي انزاحت إثر عاصفة عاطفته الجنونية لتكشف عن بشرتها .. حاول التحكم بأنفاسه وابتلع لعابه بصعوبة وهو يسمعها تهمس بخفوت

_"(آدم) .. ماذا حدث؟"

تنفس بقوة وهو ينظر لها بعجز محاولاً النطق وشعوران مؤلمان يمزقانه بلا رحمة.. يريد أن يجذبها إليه في الحال وينسى كل شيء بين ذراعيها وذلك الآخر الذي ظهر فجأة من اللا شيء ليوقفه .. لماذا؟ .. ارتجف بقوة عندما شعر بلمستها لذراعه التي وقعت عليه كجمرات ملتهبة ونظرت هي في عينيه بجزع وهي تقرأ مشاعره كلها في عينيه .. همست بحزن غرس سكيناً بقلبه

_"(آدم)! ... ما الأمر؟ .. أنت .."

قطعت جملتها بألم لترتجف شفتاه وهو عاجز عن النطق بكلمة لتقترب هي هامسة برجاء

_"حبيبي .. أخبرني .. ماذا أصابك؟ .. هل ربما أنت لا .."

انتفض واقفاً مبتعداً عندما لامست صدره بيدها وتنفس بعنف بينما نظرت له بعينين ارتسم الجرح فيهما عميقاً وهي تحدق فيه ذاهلة .. مجروحة .. همست اسمه بصوتٍ متوجعٍ مذبوح ليهز رأسه بقوة وتراجع للخلف بخطوات مرتبكة

_"أنا آسف"

اعتذاره زاد الطين بلة واتسعت عيناها أكثر بألم ليتراجع للخلف أكثر ينوي مغادرة الغرفة ليبتعد عن صورتها المغوية .. يجب أن يغادر في الحال .. يجب.

لم يكد يصل إلى الباب حتى سمعها تصرخ باسمه وشعر بحركتها خلفه وقبل أن يلتفت شعر بذراعيها تحيطان خصره وهي تضم نفسها لظهره هاتفة بحرقة

_"لا تذهب .. لا تفعل أرجوك"

أغمض عينيه بعذاب وهو يهمس

_"(إيف) .. (سديم) .. أرجوكِ .. أنا"

هتفت بوجع

_"لا تتركني"

_"(سديم) .. لا يجب أن .."

سمعها تهمس باكية

_"لا تفعل شيئاً .. فقط لا تتركني وحدي .. ابق معي .. أرجوك حبيبي .. لا أريد أي شيء سوى أن تبقى معي .. أرجوك"

بكت بحرقة ليتنفس بقوة والتفت ليواجهها لتدفن وجهها في صدره باكية وتواصل

_"لا تتركني وحدي .. ابق معي (آدم)"

أغمض عينيه بعذاب وهو يضمها بقوة للحظات قبل أن يبعدها ويحتضن وجهها ينظر لها لدموعها بألم .. لماذا الآن؟ .. لماذا توقف؟ .. لماذا يمنع نفسه عنها؟ .. هل من حقه أن يفعل؟ .. تلك السعادة من حقه بعد كل ما فعله؟

أبعدها برفق وقادها للفراش وهو يهمس

_"نامي الآن حبيبتي .. أنتَ متعبة ولا بد أن"

أمسكت يده في رجاء وهي تنظر في عينيه .. ابتلع لعابه بصعوبة شديدة وهو يحاول تحاشي النظر لفتنتها المغوية .. لو بقى لحظة واحدة سيستسلم لمشاعره .. ابتعد للخلف مردداً بتوتر

_"هناك بعض العمل سأنهيه في مكتبي وأعود .. نامي أنتِ"

همست اسمه بألم وعيناها معلقتان به في لوم ورجاء فأسرع يتحرك مغادراً الغرفة وما أن أغلق الباب حتى استند إليه متنفساً بصعوبة .. وصلته شهقات بكائها فعض على شفته بقوة وهو يشتم نفسه .. ما الذي يفعله؟ .. رباه .. لماذا الآن؟ .. لماذا؟ .. أغمض عينيه ليطارده خيال (ربا) ويزيد من عذابه .. كل الألم الذي تسبب فيه لها وجرحه لها في كل مرة سمعته يهمس اسم حبيبته في نومه دون أن يشعر .. كيف يحق له أن يعيش تلك السعادة التي حرمها منها؟ .. كيف فكر في هذا؟ .. هل هناك حدٌ لأنانيته؟ .. رباه .. ماذا يفعل بنفسه وبها الآن؟ .. لماذا يعذبها معه؟ .. لكم الجدار بجواره بعنف وصوت بكائها يمزق قلبه .. تحرك مبتعداً عن صوت أنينها واستمر في الدوران حول نفسه مفكراً بغضب في كل ما حدث .. لماذا كتب عليه أن يعذب اثنتين من أغلى النساء إلى قلبه .. صديقة عمره وأم طفليه والآن يعذبها هي .. حبيبته التي حرم منها بسبب غبائه لسنوات طويلة ويأتي الآن ليضن عليها بحبه ويتركها وحدها تجتر ألمها .. ما الذي ستفكر فيه الآن؟ .. لابد أنها ظنته ابتعد لأنه لم يعد يريدها .. قلبه لامه بعنف ولم يستطع أن يقاوم أكثر .. هي لا تستحق هذا .. لا تستحق .. أسرع عائداً لغرفته وانتابه القلق عندما لم يسمع صوتها ودلف بسرعة ليجدها تحتضن نفسها كجنين نبذته الحياة بقسوة وبكاءها تحول إلى أنات مكتومة .. شتم نفسه مع رؤيته لحالتها ولم يقاوم مشاعره وهو يقترب ليصعد بجوارها .. شعر بانتفاضتها الخفيفة حين مد ذراعيه يشدها لصدره ودفن وجهه في عنقها هامساً بلوعة بين خصلاتها

_"أنا آسف (سديم)"

لم ترد لكنه شعر برجفتها تزيد مع بكائها ليهمس وهو يشدها إلى حضنه أكثر

_"أنا آسف .. لم أقصد .. آسف حبيبتي"

مضت لحظات وهي تبكي في صمت قبل أن تتململ بين ذراعيه وتلف لتواجهه وتدفن رأسها بصدره وهي تهتف باكية

_"لا تفعلها مرة أخرى لأي سبب .. لا تتركني وتذهب هكذا مرة أخرى"

ضمها إليه بإحكام وهمس بوعد

_"لن أفعل حبيبتي .. أنا آسف"

اقتربت منه أكثر وتشبثت بثيابه وببكائها يخفت مع تربيته الحاني عليها حتى هدأت أنفاسها .. نظر لوجهها بحزن ومال ليقبل جبينها وهو يهمس

_"سامحيني حبيبتي .. سامحيني"

لم يشعر بالوقت يمر عليه وهو مستمر في تأملها حتى غرق في النوم ليستيقظ قبل أن تفعل وأسرع يغادر إلى عمله بعد أن ترك لها ورقة بجوار الفراش يخبرها فيها بذهابه للعمل ويعدها أنه لن يتأخر .. فتح عينيه عائداً من ذكرياته عندما شعر بتململها ونظر لها بألم .. لابد أنها عادت للبكاء عندما وجدته تركها من جديد .. كان مضطراً .. كان في حاجة لبعض الوقت بمفرده .. بعيداً عن تأثيرها .. حتى متى يتخبط بأفكاره .. قديماً كان شبحها يقف بينه وبين (رُبا) .. هل سيقف شبح (رُبا) الآن وندمه بينه وبين حبيبته بعد أن استعادها أخيراً .. سمع صوتها يناديه بخفوت فانتبه لها وهي تنهض معتدلة

_"متى عدت؟"

ردد وهو يعتدل في جلسته

_"لقد عدت لتوي .. هل نمتِ كل هذا الوقت حبيبتي؟"

سألها بلوم لتهز رأسها نافية وقالت وهي تنظر لساعة الحائط

_"لا .. لقد استيقظت بعد مغادرتك، لكنني شعرت بالتعب بعد فترة ونمت مجدداً قبل ساعة تقريباً"

تأملها مليا قبل أن يقترب ليلامس خدها

_"إذن بكيتِ كل هذا الوقت؟"

أشاحت بوجهها ليمسك ذقنها ويجعلها تواجهه مكملاً

_"لم أتعودكِ بهذا الضعف حبيبتي ولا يليق بكِ .. أنتِ أقوى من هذا"

ترقرقت الدموع في عينيها بينما يواصل

_"أنا آسف لأنني غادرت صباحاً دون أن أوقظكِ .. كنت مضطراً ولم أحب أن أقلقكِ"

همست بضعف

_"لا بأس يا (آدم)"

احتضن كفيها قائلاً

_"لا زلتِ غاضبة مني حبيبتي .. أقسم لكِ أنا .."

رفعت عينيها الحزينتين إليه وهمست بوجع

_"هل ارتكبت خطأ ما؟"

هز رأسه بسرعة نافياً

_"لا حبيبتي .. أنتِ لم تفعلي شيئاً .. الأمر فقط أنني خشيت أن أتسرع بتلك الخطوة مستغلاً حالتكِ .. أريدكِ أن تكوني لي بإرادتكِ وليس تحت تأثير ألمكِ"

قاطعته بصوت مرتجف وهي تتحاشى النطر إليه

_"أنا .. ظننتك لا تريدني بعد الآن وأنك .."

رفع كفيها يقبلهما بعمق وهو يهتف من قلبه

_"رباه .. أنا أريدكِ بشدة حبيبتي .. بجنون .. كل كلمات العالم لا تعبر عما أشعر به وأنا أجاهد نفسي حتى لا أنسى كل شيء وآخذكِ"

سالت دموعها وهي تهمس

_"ظننتك تذكرت .. ما أخبرتك به .. أنني .. أنت قلت من قبل أن .. أن قمامة الغير لا .."

تقطع صوتها وشعر بطعنة كلماته في قلبه وشعور آخر بغيرة حارقة وألم مع تخيل ما تتحدث عنه .. ذلك الألم الذي ظل يطعنه لسنوات وهو يتخيلها مع رجالٍ آخرين .. تمسكت هي بكفيه وهي تنظر له بتوسل

_"أقسم لك (آدم) .. أقسم لك كل هذا كان قبل أن أقابلك ولم يزد عما أخبرتك به .. كنت ضائعة واحترق برغبتي في الانتقام .. لم أعد لذلك الطريق منذ افترقنا ولم يمسني رجل غيرك .. لو أن هذا هو السبب فسأتفهمك لكن .. أرجوك صدقني ولا تبعدني عنك .. أنا اكتفي بوجودك جانبي ولا أريد أي شيء آخر"

تناول رأسها ليقربها منه ووضعها فوق قلبه مباشرة لتسمع نبضاته تخبرها بما لا يستطيع البوح به وهمس

_"اهدأي حبيبتي ... انسي كل هذا .. إنه في الماضي ولا حق لي في محاسبتكِ عليه الآن .. نحن أبناء اليوم حبيبتي .. أقسم لك أنا لم أفكر في شيء مما تقولين"

_"حقاً يا (آدم)؟!"

أبعدها ينظر في عينيها هامساً بتأكيد

_"حقاً حوريتي .. ارمي كل شيء وراء ظهركِ ولا تفكري سوى أننا عدنا سوياً ولا شيء آخر يهم .. سنخطو في طريقنا بترو وكل شيء سيصبح على ما يرام .. أعدكِ"

نظرت في عينيه تبحث عن صدق وعوده قبل أن تضم نفسها إليه هامسة بحرارة

_"أصدقك (آدم) .. أصدقك حبيبي .. فقط عدني ألا تبعدني عنك مرة أخرى"

_"أعدكِ حبيبتي"

ران الصمت للحظات قبل أن يبعدها ويقول بمرح ليبعد الحزن المسيطر على الأجواء

_"هيا حوريتي .. انهضي واطردي هذا الكسل .. لقد أحضرت لنا غداء شهياً ستلتهمين أصابعكِ بعده كما يقولون"

ضحكت برقة ومسحت دموعها فنظر لها بحنان ومال ليقبل جبينها بعمق وابتعد قائلاً

_"هيا انهضي لتغتسلي وأنا سأعد المائدة"

قام من مكانه ممسكاً يدها ليشدها معه وقال وهو يدفعها في اتجاه دورة المياه

_"هيا بسرعة .. لديكِ عشر دقائق فقط .. لو تأخرتِ سآتي لأهتم بالأمر بنفسي"

احمر وجهها مع غمزة عينه الوقحة وأسرعت تتحرك مبتعدة تتبعها عيناه وابتسامته التي بهتت فور ابتعادها عن ناظريه ليتنهد بقوة ويهمس

_"يالله .. ساعدني أرجوك .. لا أريد أن أظلمها هي الأخرى بتعقيدات نفسي .. لقد تسببت في عذابها لسنوات .. ساعدني لأعوضها عن كل شيء"

لقد فات الأوان ليعوض (رُبا) عن جرحه لها لكن يمكنه على الأقل أن يفي بوعده الأخير لها .. أسرع يغادر الغرفة ليعد المائدة ويطرد كل أفكاره ومخاوفه التي تشتته.

كان قد انتهى من وضع الأطباق على المائدة عندما سمع صوت خطواتها تقترب منه فالتفت نحوها مبتسما لتبهت ابتسامته فور رؤيته لها .. تنفس بصعوبة بينما تقترب منه وعيناه تدوران عليها .. شعرها الرطب من أثر الاستحمام وزمرد عينيها اللامعتين وحمرة خديها .. فستانها الرقيق الذي زاد طلتها فتنة .. رباه هل تنوي قتله أم ماذا؟ .. هل رأت نفسها بالمرآة قبل أن تغادر؟ .. قاوم مشاعره وهو يبتسم قائلاً بمرح

_"هل تشمين هذه الرائحة الشهية؟ .. لقد سال لعابي لمجرد شمها"

اقتربت تتفحص المائدة باهتمام وقبل أن تنطق بكلمة تصاعدت أصوات معدتها لتلامسها في حرج وخداها احمرا بشدة ليضحك هو بقوة

_"عصافير بطنكِ بدأت تزقزق معترضة .. هيا حبيبتي فأنا أيضا جائع ووحوش معدتي تزأر منذ فترة .. وهذه الرائحة مغوية بشدة .. إنّها .."

بادلته ضحكته وهي تقترب لتجلس فوق الكرسي الذي أزاحه لها بأناقة ولم تكد تجلس حتى مال إلى جانب عنقها وتنفس بعمق ليكمل جملته بنبرة حسية

_"شهية"

همست اسمه بارتباك ليضحك وغمز لها ليتحرك بعدها ويجلس مقابلها ليتناولا طعامهما دون أن يتوقفا عن تبادل النظرات .. استمرا في الحديث لبعض الوقت في مواضيع عامة حتى صمت هو لبرهة مثيراً تساؤلها والتقطت تردده فهمست بقلق

_"ما الأمر (آدم)؟ .. أشعر أنك تريد أن تخبرني شيئاً"

تأملها للحظات قبل أن يردد

_"أنتِ محقة حبيبتي .. هناك أمر أريد إخباركِ به منذ فترة وانتظرت أن تتحسن حالتكِ .. لقد تأخر الأمر كثيراً وأعتقد أنه حان الوقت"

_"ما الأمر حبيبي؟ .. أنت تقلقني"

هز رأسه

_"لا تقلقي حبيبتي .. الأمر فقط أن جدي طلب مقابلتكِ وأكد علي أكثر من مرة"

شحب وجهها وهي تهمس

_"جدك"

أومأ برأسه لتتابع

_"لكن .. (آدم) .. لماذا فجأة؟ .. ولا .. حسناً .. لا أعرف ما .."

ابتسم لها بحنان وقال

_"ليس فجأة حبيبتي .. لقد أخبرت جدي عنكِ بالفعل منذ مدة طويلة وهو طلب مقابلتكِ لكن الأوضاع لم تسمح وقتها .. لا تخشي شيئاً .. جدي فقط يريد الحديث معكِ .. لا داعي لخوفكِ منه .. عندما تقابلينه ستعرفين أنه لا يوجد أطيب منه قلباً"

_"لكن (آدم) .. ماذا لو .."

مد يده يلتقط كفها وقال برفق

_"لا تقلقي حبيبتي .. أنا واثق أنه سيحبكِ وأنتِ أيضاً ستحبينه"

أطرقت للحظات مفكرة لتهمس بعدها بتوجس

_"وبماذا ستبرر قدومي معك لزيارة جدك؟ .. عائلتك سوف"

ابتسم بحنان يقاطعها

_"عائلتي ستعرف أنكِ زوجتي"

همست بشحوب

_"لكن أليس هذا مبكرا؟ .. ماذا لو .."

احتضن كفها بقوة

_"ماذا يقلقكِ حبيبتي؟ .. أنتِ زوجتي (سديم) .. أعتقد أننا تأخرنا كثيراً على إخبارهم بهذا الأمر ولا أنوي إخفاء الأمر أكثر"

دمعت عيناها وهي تهمس اسمه ليواصل بحب

_"أريد أن يعرف العالم كله أنكِ زوجتي (سديم) .. حبيبتي وحقي أنا .. أريد أن يتعرف عليكِ طفليّ"

ونظر حوله مبتسماً وهو يشدد على ضم كفها

_"سيكون هذا بيتنا الصغير أربعتنا وجنتنا السعيدة .. هل توافقين حوريتي؟"

همست بتحشرج

_"هل تسألني يا (آدم)؟ .. أي مكان معك سيكون جنتي .. أنا أكتفي بك عن العالم كله"

غامت نظراته لتهمس هي مواصلة بخفوت

_"لكن ماذا لو لم يتقبلوني؟ .. أنت تنوي أن تفاجئهم بوجود زوجة لك .. لن يتقبلوا الأمر بسهولة (آدم) وأخشى أن .."

قاطعها وهو يضغط على كفها

_"لا تقلقي .. لن يفعلوا وحتى لو اعترض بعضهم أو جميعهم هذا لن يغير من حقيقة أنكِ زوجتي .. لن يكون أمامهم خيار سوى أن يتقبلوا"

قطبت مرددة

_"بمعنى أنك تضعهم أمام الأمر الواقع، صحيح؟"

_"حبيبتي .. صدقيني لن يحدث ما تخشين منه .. سيحبونكِ .. جدي متحمس لرؤيتكِ وكلمني اليوم أيضاً لأخبركِ برغبته .. (رفيف) تموت شوقاً لتراكِ مجدداً ولا تتوقف عن السؤال عنكِ .. كما أنني أعتقد أن الجميع يشك في وجودكِ في حياتي"

قالها ضاحكاً وهو يتذكر نظرات (هاميس) وتلميحاتها المستمرة بخصوص غيابه المستمر ووصية (وتين) له قبل أن تسافر .. هي أيضاً رأتها معه وعرفت بوجودها في حياته .. بالتأكيد ستكون صدمة لعائلته، لكنّه لا ينوي التخلي عنها .. لقد دفع ثمناً غالياً لإخفاء الحقيقة قديماً ولا ينوي أن يفعل مجدداً .. نظر لها تفكر بقلق ليبتسم برفق وقال

_"تناولي طعامكِ الآن حبيبتي ولا تفكري في أي شيء .. لن يحدث إلا كل خير بإذن الله"

أومأت برأسه وهي تنظر له بأمل وعادت لتتناول طعامها بشرود تغلب عليه سريعاً وهو يأخذها لحديث مختلف.

انتهيا من الطعام فنهض ليحمل أطباقهما الفارغة إلى المطبخ وساعدته هي دون أن تمنحه الفرصة ليعترض وأصرت على غسل الأطباق ليقف هو مستنداً للحائط يتأملها بعمق مستعيداً تلك الأيام في شقتهما بفرنسا .. كأن كل السنوات التي مرت لم تكن .. كأنّهما لم يفترقا لحظة .. لمعت عيناه بشغف وهو يراقب كل حركة وساكنة منها بينما انشغلت هي بغسل الأطباق واقترب منها بهدوء حين وضعت آخر طبق مكانه وجففت يدها .. التفتت وهي تقول

_"هل تريد أن تشرب شيـ .."
انقطعت جملتها بشهقة خافتة حين التفتت لتجده خلفها تماماً .. همست بارتباك

_"(آدم) .. ما .."

اقترب خطوة لتتراجع للخلف ليوقف تراجعها حوض المطبخ فاستندت له بضعف انتابها فجأة مع نظراته .. تحاشت النظر له ليمسك ذقنها ويدير وجهها إليه هامساً

_"(آدم) مشتاقٌ بجنون يا حوريتي"

ارتجفت وهي تهمس محاولة الابتعاد وذكرى الليلة الماضية تعود لعقلها
_"لكنك قلت .."

قاطعها هامساً بحب وهو يميل نحوها

_"انسي ما قلته حبيبتي .. لقد كذبت .. لا أريد الانتظار أكثر"

_"(آدم) .. أرجوك أنت سوف .."

ضاعت كلماتها بين شفتيه وارتفعت يداها بتلقائية تتشبثان به في ضعف وأغمضت عينيها تستسلم بكل شغف لعناقه ضاربة بكل تحذيرات عقلها عرض الحائط .. لا شيء آخر يهم .. إنّه حبيبها وزوجها .. لن تندم أبداً على عودتها إليه .. مهما حدث لن تندم .. هو وطنها وقد عادت إليه أخيراً .. ابتعد (آدم) حين سمعها تتأوه بوجع عندما آلم حاجز الحوض ظهرها .. همس وهو يتنفس بصعوبة
_"آسف حبيبتي"

فتحت عينيها تنظر له بعينين عاصفتين بمشاعرها وهي تهمس

_"لا بأس حبيبي"

احمر خديها وهي تقابل نظراته وقالت وهي تتحرك مبتعدة

_"أعتقد أنني سمعت صوتاً .. ربما هاتفي يـ .."
جذبها من كفها يعيدها إليه لترتطم بصدره وهي تشهق .. ضحك وهو يضمها إليه

_"هل تهربين حقاً؟"

_"أنا لا أفعل"
تمتمت بارتباك ليرفع وجهها له في حنان ويغمغم

_"خجلكِ هذا يذكرني بليلة زواجنا .. كنتِ مرتبكة تماماً كما الآن، هل تذكرين؟"
همست اسمه واحمرار وجهها يزيد ليضحك وهو يتراجع للخلف بينما يشدها معه .. جلس على أحد مقاعد المطبخ وشدها ليجلسها فوق ساقيه وأحاط خصرها بذراعه بينما رفع الأخرى ليحيط رقبتها بكفه ويشدها إليه هامساً أمام شفتيها

_"أحبكِ (سديمي) .. أحبكِ وأريدكِ بكل ذرة مني"

نظرات عينيه أضاعت كل رغبة لديها في المقاومة واقتربت هي بإرادتها لتسلم له مقاليد أمرها وقلبها يردد بيقين .. لن تندم أبداً .. لن تفعل مهما حدث .. لم تعرف كم مر عليهما وهما غارقان في دوامة مشاعرهما الصاخبة لكنّها أفاقت على صوتٍ تسلل برتابة من بين الغيوم الوردية لتهمس وهي تحاول الابتعاد

_"(آدم) .. أحدهم يقرع جرس الباب"

شدها نحوه يعيدها لعناقه المحموم وهو يهمس

_"لا أحد مهم"
_"(آدم) .. هناك أحدهم بالفعل .. ألا تسمع؟"

تنفس بقوة وهو يبتعد ناظراً لها بنزق

_"لا أسمع شيئاً حبيبتي ... لا أحد من عائلتي يعرف طريق البيت أصلاً لذا لا أحد مهم"

_"لكن يا (آدم)"

زمجر بتذمر لتنظر له بدهشة قبل أن تضحك ليهتف وهو ينهض
_"لا تتهربي حبيبتي"
شهقت عندما حملها بين ذراعيه لتتعلق بعنقه بينما يغادر المطبخ في اتجاه غرفتهما

_"لن أسمح لكِ بالهرب أبداً"

كادت تردد بنزق تخبره أنّها تأمل ألا يهرب هو كالمرة السابقة لكنّها كتمت كلماتها ولم يمنحها فرصة للنطق وهو يقبلها دون أن يتوقف في الطريق لغرفتهما ولم يكد يدخلها حتى عاد الرنين يتردد بإلحاح ترافقه طرقات أكثر إلحاحاً ليرفع رأسه ناظراً لوجهها الضاحك وهتف بتذمر

_"تباً .. من هذا الوقح؟"

وضعها أرضاً وهو يتابع

_"سأذهب لأرى من هذا المزعج وأعود في الحال"

أومأت ليحتضن وجهها وقبّلها بقوة وابتعد هاتفاً

_"لا تذهبي لأي مكان"
ضحكت وهي تهتف من خلفه

_"وإلى أين سأذهب بالضبط؟"

ابتسم وهو يسرع نحو الباب وتوقف لحظة أمام المرآة المعلقة بالردهة بقرب الباب وعدل من ثيابه التي فقدت ترتيبها ومرر أصابعه في شعره بينما يبتسم .. اختفت ابتسامته في لحظة حين عادت الطرقات ليهتف بحنق

_"نعم .. نعم .. قادم"
ذلك الطارق المستفز .. لن يرحمه لو كان الأمر غير مهم .. اندفع نحو الباب وفتحه هاتفاً بحنق

_"نعم .. ما الأمر؟ .. لماذا .."

توقفت الكلمات في حلقه وهو ينظر مقطباً نحو الطارق الغريب الذي وقف بقامة مشدودة وحاجبين معقودين وملامحه الأجنبية الواضحة جعلت حقيقة هويته تصفعه بقوة رغم أنّه لم يتأكد بعد .. كلماته التي ترددت بالفرنسية أكدت له أنّه حتماً لم يخطيء وهو يسمعه يقول بتجهم
_"مرحباً سيد (آدم) ... أنا (بيير مالك) ... لابد أنّك تعرفني مسبقاً .. هل تسمح لي ببعض الوقت من فضلك؟"
كز (آدم) على أسنانه وشعور كاسح بالغيرة اشتعل في عروقه وعيناه تمران فوق جسد غريمه .. إنّه ذلك الوغد الفرنسي الذي يحب زوجته .. أراد بشدة أن يصفع الباب في وجهه .. جسده تحرك بتلقائية ينوي فعلها حقاً حين أسرع (بيير) يقف أمامه حائلاً بينه وبين رغبته وهو يقول

_"أنا لن أذهب من هنا قبل أن أنتهي مما أتيت بخصوصه"

قبض على كفه يرميها بشرر ناري وهو يردد من تحت أسنانه

_"ماذا تريد؟"
ردد (بيير) بضيق وغيرة وعيناه تتأملان هيئة (آدم) المشعثة وشعور خانق قبض على قلبه بقسوة وهو يحاول طرد تلك الفكرة المؤلمة من عقله بينما يقول

_"أريد أن أتحدث معك بشأن (سيلينا)"

قال بنزق وهو يتأفف

_"لا أعرف أحداً بهذا الاسم"
قالها وهو يحاول إغلاق الباب وكراهيته لذلك الرجل تزداد بينما أسرع (بيير) يضع قدمه يمنعه من إغلاق الباب

_"ماذا عن (سديم) إذن؟"

اشتعلت النار مع سماعه اسمها من بين شفتيه وهتف بحنق وهو يندفع ليمسك بياقته

_"تباً لك .. هل جئت لموتك يا هذا؟"

أمسك كفيه يزيحهما عن عنقه ودفعه للخلف بحدة وهو يهتف

_"أنا أريد (سديم) ولن أغادر قبل رؤيتها شئت أم أبيت"

قبل أن يهتف فيه غاضباً يأمره بالرحيل قاطعه صوتها يردد بقلق
_"(آدم) .. حبيبي .. من على الباب؟"

وقع قلبه بين قدميه وهو يلتفت نحوها لتشتعل عيناه بالغيرة المجنونة، بينما شحب وجه (بيير) وعيناه تقعان عليها .. دارتا فوق ملامحها باشتياق قبل أن تغيما بألم ساحق .. لغته العربية بائسة للغاية لكنّه يعرف منها ما يكفي ليعرف على الأقل معنى تلك الكلمة التي نادت بها ذلك الآخر كما أنّ عينيه العاشقتين اللتين تحفظان كل ذرة من ملامحها التقطتا حمرة وجهها ولمعة عينيها وتغيرها الواضح .. بدت كامرأة عاشقة يمكنه أن يخمن ببساطة ما كانت تفعله قبل لحظات .. تركتها عيناه لتتأملا غريمه الذي كانت هيئته تؤكد له أفكاره وابتسم بمرارة وهو ينقل عينيه بينهما بينما شحب وجه (سديم) وهي تهمس بخفوت

_"(بيير) .. هذا أنت .. كيف عرفت بـ .."
قاطعها (آدم) بصرامة
_"(سديم) .. عودي لغرفتنا رجاءً هذا الأمر لا يخصك"

تنفس (بيير) بقوة وهو يقبض على كفه وهتف

_"أنا هنا من أجلها هي وهي وحدها ستقرر إن كانت تريد الحديث معي أم لا"

اشتعلت عينا (آدم) وهو يتحرك ليقف بينهما ويحول بينه وبين رؤيتها كأنما يخبره بدون كلمات أنّه لن يسمح له بإبعادها عنه لأي سبب وأنّه سيحول بينهما للأبد .. كان يدرك قبل أن يأتي أنّه قد خسرها مسبقاً .. كان يجب أن يعرف أنّه لا أمل لديه أبداً .. منذ عرف أنّها عادت لتقيم في بيته وهو أدرك أنّه قد خسر أي أمل كان يملكه .. نظر لعينيّ (آدم) المتحديتين الممتلئتين بغيرة وتملك وقلبه همس بحسرة .. ما كان عليه أن يثق بقلبها أبداً بعد كل ما حدث .. تنهد بحرارة وهو يفكر .. لا بأس .. ألم يكن مستعداً لهذا؟ .. فلينهي المهمة التي أتى من أجلها وليغادر للأبد فلم يعد له مكان بجوارها بعد الآن .. لقد خسرها للأبد وانتهى الأمر.
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 03:26 AM   #599

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقّع (منذر) على آخر الأوراق التي قدمتها له سكرتيرته قبل أن يرفع عينيه إليها ويناولها الأوراق قائلاً
_"الغي باقي مواعيدي لليوم وابلغي أصحابها اعتذاري"
أومأت برأسها وقالت
_"حسناً سيدي .. لكن عذراً .. ماذا عن السيد (مختار) سيأتي بعد قليل و.."
قاطعها وهو يشير لها بالانصراف
_"لا بأس .. أنا أنتظره .. ابلغيني فور قدومه"
أومأت قبل أن تغادر ليتراجع هو في مقعده مفكراً .. لقد حان الوقت .. كان عليه أن يفعل هذا منذ فترة لكن ترددها جعله ينتظر .. أشعل سيجاراً وهو ينهض ليقف أمام الحائط الزجاجي لغرفة مكتبه وتطلع من الارتفاع الشاهق إلى الشارع البعيد ونفث دخان سيجارته وهو يغرق في أفكاره .. من الجيد أنّها حسمت قرارها .. تذكر لقاءهما الأخير حين زارها مقرراً إقناعها بتغيير رأيها بشأن التنازل عن حقوقها وسألها بهدوء كان يجاهد ليحافظ عليه

_"إذن .. هل لا زلتِ على موقفكِ يا (شاهي)؟"
ابتسمت بخفوت وهي تهز رأسها

_"لا (منذر) .. لا تقلق .. لقد كانت مجرد لحظة ضعف .. أنا لا أنوي التنازل عن حقوقي أبداً وسأجعله يدفع ثمن كل لحظة مريرة عشتها معه"
ابتسم وهو يتراجع في مقعده بارتياح

_"هذا جيد .. لم أكن أنوي من الأساس السماح لكِ بفعل هذا .. لو كنتِ قررتِ غير هذا لانتقمت لكِ منه بنفسي"
نظرت له بامتنان واضح وابتسمت مرددة

_"أعرف .. أنا فقط أردت أن أقف على قدميّ بنفسي .. إن لم أخض معاركي الخاصة بنفسي فلن يكون هناك أي معنى .. سأظل في حاجة للغير لآخر حياتي وأنا لا أريد هذا بعد الآن"
هز رأسه مردداً
_"أنتِ بالفعل وقفتِ على قدميكِ عزيزتي .. حين قررتِ الوقوف في وجه ذلك الرجل وطالبتِ بحقكِ .. حين صمدتِ أمامه بكل قوتكِ"
أخذت نفساً عميقاً واتسعت ابتسامتها وهي تقول
_"كان لك فضلٌ كبير في هذا (منذر) .. شكراً لك حقاً .. لقد ساعدتني كثيراً .. ساعدتني لأعثر على القوة داخلي وساعدتني عندما أرسلت (يسري) و(فرح) لمساعدتي وحمايتي .. لا أعرف كيف أرد لك كل هذا"
مال ليلتقط كفها بين كفيه وضمها برفق قائلاً

_"لا شكر بين الأصدقاء عزيزتي .. لقد فعلت واجبي نحوكِ فقط"
لمعت عيناها بمزيج من الامتنان والدموع لتهمس

_"أنا ممتنة للقدر حقاً لأنّه وضعك في طريقي (منذر) .. لقد أصبحت ملاكي الحارس"
انقبض صدره مع كلماتها وهو يفكر بألم .. ملاكها الحارس! .. تُراها تظل على رأيها فيه إن هي عرفت حقيقته .. إن رأت ذلك الظلام المهلك داخل روحه وعرفت أنّه أبعد ما يكون عن ملاك .. هو شيطانٌ بلا قلب تصادف فقط دخولها لحياته مثيرة ذكرى قديمة داخله ومستثيرة إحساساً غريباً بالحماية .. يعرف أنّه لم يحبها وشعوره نحوها لا يتجاوز الصداقة .. لكنّه يخشى من ابتعادها عنه .. أنّ يفقد الصديق الوحيد الذي وجد نفسه معه .. إن هي عرفت حقيقته هل ستبتعد وتكرهه وتتخلى عنه أم أنّها ستتقبله بكل ظلامه وعيوبه .. غامت عيناه بشدة وهو ينظر لها .. لماذا يخشى من هذا الأمر إن كان هو قد قرر الابتعاد عنها مسبقاً؟ .. هو منذ عمرٍ طويل كان يتحاشى أن يرتبط بأحدهم خشية خسارته .. يعرف جيداً معنى أن يصبح له نقطة ضعف قاتلة ولا ينوي أبداً أن يمتلك واحدة .. كل علاقاته النسائية السابقة كانت لغرض واحد وكان يعرف مصيرها النهائي وأعداؤه كان يعرفون .. أما هي فمختلفة .. لقد أصبحت خلال فترة قصيرة شخصاً غالياً عليه ولا ينوي أن يصبح خطراً عليها ولا أن تصبح هي خطراً عليه .. سيساعدها أن تتحرر من زوجها الحقير ويبتعد بعد أن تقف على قدميها .. سيبتعد قبل أن تتحول إلى نقطة ضعف يعرف جيداً أول شخص سيوجه نحوها الطعنة القاتلة .. شعر بيدها تشتد حول كفه وسمعها تهمس بقلق

_"ما الأمر (منذر)؟ .. تبدو قلقاً"
قاوم مشاعره وقال مبتسماً وهو يربت على كفها
_"لا شيء عزيزتي أنا بخير .. فقط بعض الأمور الخاصة بالعمل"

_"لا تقلق .. أعرف أنّك قادر على الاهتمام بكل مشاكلك"
صوتٌ تنحنح قربهما بشيءٍ من الغضب ليلتفت ويجد شقيقها يقف على باب غرفة الجلوس وينظر إليه بغضب مكبوت ورأى عيناه تحيدان ليديه الممسكتين بيد شقيقته لتسودا أكثر فابتسم ببساطة مستفزاً إياه قبل أن تسحب هي يدها وتنادي شقيقها ليقترب .. اتسعت ابتسامة (منذر) وهو يستعيد تلك الذكرى ونفث دخان سيجارته وهو يتطلع نحو الأفق وكلمات (محمد) تتردد بعقله بينما كان يودعه أسفل البيت
_"ما الذي تريده من شقيقتي بالضبط؟"
نظر له وقتها ببرود قائلاً
_"لا شيء سيء"
ضاقت عينيّ (محمد) وهو يقول من بين أسنانه

_"لا أريدك قرب شقيقتي .. أنت تسيء لسمعتها .. إنّها امرأة متزوجة و.."
قاطعه بصرامة
_"لن تكون قريباً"
قاوم ابتسامته مع رؤية الصدمة في عينيه وأكمل بهدوء

_"لقد وعدتها أن تتحرر من ذلك الوغد وأنت تعرف جيداً أنّها من الأساس قد أقامت قضية خُلع لتتخلص منه .. أنا فقط سأساعدها لتأخذ حقها منه"
كز على أسنانه وهو يسأله بفحيح
_"حقاً؟ .. وما مصلحتك من هذا؟"
رفع أحد حاجبيه قائلاً

_"وهل لابد من وجود مصلحة؟"
اقترب منه خطوة قائلاً بحدة

_"اسمع .. أنا رجل وأعرف جيداً كيف يفكر الرجال أمثالك"
قال ببرود ساخر

_"حقاً؟ .. وكيف يفكرون؟"
كان مستمتعاً برؤية كيف يحترق غضباً وهو يتمتم

_"هم لا يريدون سوى شيء واحد من المرأة حين يحاولون مساعدتها بكل لطف .. لا تحاول لعب دور الفارس مع شقيقتي ولا تظنها وحيدة فأنا هنا الآن لأحميها بنفسي"
ابتسم بهدوء ولمعت عيناه بتقدير وقال وهو يربت على كتفه

_"جيد .. وهذا يجعلني أطمئن عليها أكثر .. أعرف أنّها ستكون في أمان من الآن فصاعداً حتى وأنا غير موجود بجانبها"
قطب (محمد) في حيرة وهو ينظر له ملياً محاولاً فهمه

_"ماذا يعني هذا؟"
صمت برهة قبل أن يبتسم قائلاً
_"لا شيء .. فقط احميها دائماً وابقى بجوارها .. وأيضاً لا تقلق بشأني .. أنا لا أحمل لها أي نوايا سيئة .. (شاهي) صديقة عزيزة لي لا أكثر من هذا فاطمئن"
قالها وتحرك مغادراً بسيارته وشعور مؤلم يخنقه مع تذكره للطريقة التي تصدى بها الشاب من أجل شقيقته .. لقد كان طفلاً وحيداً دائماً ولم يكن له أي أشقاء ليشعر نحوهم بهذا الشعور بالحماية لكنّه كان يملك أماً كانت له الحياة كلها .. حديثه مع (محمد) جعله يشعر كم هو وحيد ولا يملك أحداً يخصه .. هو وحيد في هذا العالم رغم أنّ له والد وأخ غير شقيق، لكنّهما عدوان ولا يكره أحداً في العالم كما يكرههما .. تباً .. لابد أنّه فقد عقله .. فليتوقف عن هذا الضعف اللعين فهو ليس جيداً أبداً .. هو يعرف من البداية أنّه سيظل وحيداً حتى النهاية .. لن يملك أحداً يخصه وحده ولن يملك خلاصاً.

صوت سكرتيرته تردد عبر جهاز الاتصال الداخلي ينتزعه من عاصفة أفكاره
_"سيدي .. لقد وصل السيد (مختار)"
تنفس بقوة وهو يقول

_"أخبريه أنّني مشغول الآن وادخليه بعد نصف ساعة"
_"حسناً سيدي"
أخذ نفساً عميقاً من سيجارته ونفثه بحرارة ينفث معه غضبه وكراهيته .. فليتحمل ذلك الكائن اللزج قليلاً وليدعو الله أن يتمالك نفسه فلا يقتله كما يرغب .. فليدعو أن يمتلك ذلك الوغد بعض العقل فلا يدفعه لذلك الخيار .. تراجع نحو مكتبه وجلس خلفه يشغل وقته ببعض الملفات حتى مر الوقت فضغط على زر الاستدعاء

_"ادخليه الآن"
_"حسناً سيدي"
مضت بضع لحظات قبل أن ينفتح الباب وتدلف سكرتيرته وخلفها (مختار) الذي ابتسم بلزوجة أثارت اشمئزازه وهو ينهض من مكانه ليصافحه بقوة ما أن اقترب وهو يقول

_"كيف حالك يا (منذر) باشا؟ .. تبدو بخير كما .."
قاطعه بنزق وهو يشير له بالجلوس

_"تفضل بالجلوس يا (مختار) بك"
أسرع يجلس بارتباك وهو ينظر إليه ليقول (منذر)

_"كيف حال العمل؟"
_"على أفضل ما يرام بفضل توجيهات معاليك"
ها هي وصلة النفاق التقليدية ستبدأ .. أسرع يقاطعها قائلاً

_"جيد .. لكنني لم أطلب لقاءك للحديث في العمل يا (مختار) بك .. ولا وقت لدي لشيءٍ آخر لذا دعني أدخل في الموضوع مباشرةً دون إضاعة المزيد من الوقت"
تنفس الرجل بقوة ورأى في عينيه أنّ سبب اللقاء لابد قد خطر برأسه فتراجع في مقعده يتلذذ بإثارة قلقه أكثر واعتمت عيناه بطريقة مخيفة بينما يتأمل الرجل الخمسيني الذي يكبره بعشرين عاماً أو يزيد .. سمعه يردد بقلق

_"ما الأمر يا (منذر) باشا؟ .. هل حدث شيء ما؟"
رفع ركن شفتيه بابتاسمة باردة وهو يقول ببساطة
_"الأمر يخص زوجتك"

اتسعت عينا الرجل ومخاوفه تتأكد فقال بنبرة مهزوزة
_"يخص زوجتي؟ .. ما بها؟"
نهض (منذر) من مكانه وقطع أرض الغرفة بخطوات هادئة وعيناه لا تغادران خصمه الذي يعرف جيداً كم يحترق قلقاً في انتظار كلماته ليتوقف في النهاية ويرميه بنظرة سوداء قاسية وهو يقول بصرامة

_"أريدك أن تطلقها"
انتفض الرجل هاتفاً في ذهول

_"ماذا؟"
_"كما سمعت .. أريدك أن تطلقها"
هتف (مختار) بحدة

_"ماذا تقول؟ .. تريدني أن أطلق زوجتي؟ .. هل جُننت؟"
كز على أسنانه محاولاً التحكم برغبته في خنقه بصعوبة وهو يقول ببرود

_"الزم حدك معي سيد (مختار)"
_"الزم حدي؟ .. هل تخبرني أن ألزم حدي بعد كلامك؟ .. بأي حق تطلب مني هذا؟"
ضاقت عيناه وهو يقترب منه بطريقة مهددة

_"ستطلقها يا (مختار) بك .. ليس هذا وحسب .. سترد لها كل حقوقها كاملة وفوقها ستتنازل لها عن نصف ثروتك"
اتسعت عيناه وهو يصرخ

_"لابد أنّك جُننت حقاً .. كيف تجرؤ على .."
قست نبرته وهو يقول

_"أنا لحد الآن ملتزم الهدوء معك سيد (مختار) لا تجبرني على تصرف لن يرضيك"
هتف بغضب

_"هل تسمع نفسك؟ .. ما الذي يمنحك الحق لتطلب مني هذا الطلب يا سيد (منذر) ومن أخبرك أنني سأوافق على .."
قاطعه بهدوء
_"ستوافق يا سيد (مختار) .. ستوافق .. لأنّك لا تملك خياراً آخراً"
_"اللعنة .. من تظن نفسك؟ .. أنا سأعتبر نفسي لم أسمع شيئاً و.."

شهق بعنف حين اقترب (منذر) منه فجأة وبحركة سريعة أمسك ياقته بقبضتيه وشده نحوه بعنف وهو يقول بصوتٍ قاطع كسكينٍ حاد
_"إياك .. إياك أن تستفزني أكثر يا (مختار) وإلا أقسم لن تلوم سوى نفسك"
حدق في عينيه المشتعلتين بارتياع وشعور مخيف انقبض له قلبه بينما يسمعه يتمتم بتهديد مرعب
_"أنا لا أقول الكلمة مرتين وعندما أريد شيئاً أحصل عليه، هل فهمت؟"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو يردد

_"ما تطلبه مستحيل"
ابتسم بشر وهو يميل برأسه
_"ليس مستحيلاً أبداً"
هتف وقد بدأ شعوره بالتملك والكراهية يطغيان على خوفه
_"بل مستحيل .. إنّها زوجتي أنا .. ملكي .. ولا يحق لك أو لأي أحد أبداً أن يطلب مني طلاقها، هل تفهم؟"
لمعت عينا (منذر) بشدة وكلماته البغيضة حررت ذلك الغضب المكبوت داخله ليندفع به نحو الحائط ويضربه به بقسوة وهو يردد من تحت أسنانه

_"يبدو أنّك لم تسمعني جيداً يا (مختار) .. قلت لك ما أريده أحصل عليه بأي ثمن .. أنا حتى اللحظة لا زلت أحتفظ بتعقلي .. لا تجبرني على شيءٍ لن يعجبك أبداً"
_"أنت مجنون"
ابتسم بتهديد
_"جيد .. إذن تعرف أنني سأفعل أي شيء لأحصل عليها"
تنفس بصعوبة وهو يحاول التخلص من خناقه
_"لماذا؟ .. لماذا تريدها؟ .. هل أنتما .."
نظر له باشمئزاز وقال بفحيح
_"وما يهمك؟ .. أذكر أنّك عرضتها عليّ بكل صفاقة أم تظنني كنت غافلاً عن محاولاتك القذرة .. الآن .. أنا أقولها لك .. لقد نجحت فيما أردت .. لقد أعجبني عرضك كثيراً فلماذا تتراجع الآن"
_"اتركني .. أنا لا أعرف عما تتـ .."
قاطعه وعيناه تقسوان حتى شعر (مختار) أنّه يواجه شيطاناً أفلت من أسره في الجحيم ليطارده وشعر بقدميه ترتفعان عن الأرض ليحدق فيه ذاهلاً وقبضتاه تشتدان حول ياقته بينما يرفعه مردداً بفحيح شيطاني

_"أنت لم تعرفني بعد يا (مختار) .. صدقني .. أنا أتمالك نفسي بقوة حتى لا أستسلم لرغبتي الحقيقية بإزهاق روحك بيدي .. يمكنني أن أفعلها بكل سهولة بفركة إصبع ودون أن يرف لي جفن .. وثق بي عندما أنتهي منك، لن يعثر أحدهم لجسدك القذر على طريق .. لا تضطرني لذلك رغم أنّه لا أحب إليّ من تلويث يديّ بدمك القذر لكنني أفضل اللجوء للحلول السلمية"
حاول (مختار) التحكم في رجفة الخوف وهو يحدق في عينيه الغاضبتين تخبرانه أنّه قادر على فعلها بكل بساطة كما يقول .. شهق بقوة عندما تركه فجأة ليسقط أرضاً وتنفس الهواء بجشع بينما وقف (منذر) أمامه بشموخ يرمقه من علو وردد بقسوة
_"غادر الآن وأريد ورقة طلاقها أمامي في أقرب وقت وإلا أقسم لن تجد الوقت أبداً لتندم على رفضك"
نهض وهو يتنفس بصعوبة وتحرك ليغادر حين أوقفه منادياً اسمه فالتفت له وهو يبتلع لعابه بصعوبة شديدة لتواجهه عاصفة نار ثلجية وهو يتابع
_"لمعلوماتك .. طلاقك لها ليس النهاية .. إنّه أول شيء ستدفعه في كشف حساب طويل سأستمتع وأنا أصفيه معك .. بكل روية"
شحب وجهه بشدة وهو يتراجع ليبتسم له بشر ويشير بيده قائلاً
_"هيا .. اغرب عن وجهي"
تحرك (مختار) مغادراً بسرعة كأنما تطارده الشياطين بينما تراجع (منذر) ليجلس في مقعده متنفساً بقوة وهو يقبض على كفه بقوة .. اللعنة .. لم يكن بيده حل آخر .. مؤكد سيصل الخبر لوالده سريعاً، لكنّه سيتأكد أن يعرف أنّها لا تمثل له شيئاً .. أخذ نفساً عميقاً وعيناه تغيمان بشدة .. يجب أن يجد امرأة لتظهر معه في الصورة بأسرع وقت .. هذا وحده سيقنع والده أنّه لا يحب (شاهي) ولن يؤذيها في هذه الحالة .. يعرف أنّه ينتظر نقطة ضعفه تلك بتحرق .. يفهمه جيداً ويعرف أنّه يريد تكرار ما فعله حين قتل والدته .. يريد أن يقتل كل أمل داخله في الخلاص .. أن يحوله لنسخة كاملة منه .. نسخة لن تغادر الجحيم أبداً .. ابتسم بمرارة .. والده يعتقد أنّه لا زال يملك أي أمل .. لا يعرف أنّه لم يعد ينتظر ولم يعد يؤمن بأي خلاص .. لقد تخلى عنه ملاكه منذ ارتكب خطيئته الأولى ولم يعد يملك سوى شياطينه .. لن يمن عليه قدره بملاكٍ يطهره من خطاياه ويخرجه من ظلامه المهلك .. لا وجود للملائكة في عالمه .. ولو وجدت فلن يحتمل أي ملاكٍ أن يقترب بإرادته من ظلامه حيث لا مصير سوى الهلاك.

*****************
_"صباح الخير يا ملاك مطعمنا المتواضع"
التفتت (آنجيليكا) خلفها وابتسمت بحرج وهي تهمس بخفوت

_"صباح الخير سيد (ليو)"
تحاشت النظر لرفيق عملها الوسيم الذي تركزت نظراته على وجهها المحمر واقترب ليهمس بعبث

_"تبدين أجمل من الليلة الماضية .. تزدادين جمالاً عن كل يوم أراكِ فيه جميلتي"
أخذت نفساً عميقاً ورددت بتهذيب محاولة التخلص من مغازلاته الوقحة التي لم تتوقف منذ أتت لتعمل هنا بعد تركها لعملها السابق .. تباً .. بعد أن تخلصت من (ألفريدو) يظهر هذا الوغد الوسيم معتقداً أنّها ستستجيب لمحاولاته معها
_"سيد (ليو) .. لا أعتقد حقاً أنّك .."
_"(ليو) فقط عزيزتي (آنجي)"
قالها مقاطعاً وهو يقترب مستغلاً خلو المطبخ وقد أتيا مبكرين عن البقية لتتراجع هي للخلف وقلبها ينقبض بقوة .. تباً .. ما شأنها مبتلية بالأوغاد من الرجال؟ .. مديرها الأحمق في البلدة .. (ألفريدو) .. والآن هذا .. هتفت ببرود
_"لم أسمح لك بإزالة الكنية سيد (ليو) .. أرجو أن تلتزم حدودك معي فأنا لا أحب هذه التصرفات"
تراجع للخلف وكتّف ذراعيه قائلاً بعبث

_"لا بأس .. أحب تلك اللعبة"
قطبت في ضيق وتغاضت عن سؤاله عما يعني لكنّه تبرع بالإجابة وهو يكمل بغمزة

_"لعبة صعبة المنال .. إنّها ممتعة حقاً وأنا أفضلها .. في الواقع .. لا أحب الصيد السهل أبداً"
شتمته داخلها وهي تلتفت لتركز في عملها وتنهدت في ارتياح حين سمعت أصوات زملائها في المطبخ .. جيد .. لن تكون وحدها مع ذلك الوغد المغازل .. وهذا درس لها كي لا تأتي باكراً للعمل فقد يستغل وجودها بمفردها في المرة القادمة .. لقد تعلمت الدرس من (ألفريدو) ولن تثق بأي رجل .. تنفست بعمق وهي تنشغل بأفكارها بينما تعمل ونسيت كل شيء تماماً حولها .. غامت عيناها وهي تتذكر مكالمتها الأخيرة مع شقيقها .. رغم تأكيده وتأكيد جدتها و(ماريا) أنّه بخير لكنّ قلبها يأكلها قلقاً عليه .. تشعر أنّه ليس بخير هناك وتريد أن تترك كل شيء وتذهب لتطمئن .. ليتها تستطيع التخلي عن كل شيء وتعود لتكون معه لكنّها تعرف أنّ أمل شفائه يعتمد عليها .. فلتحتمل قليلاً حتى تجمع المال الذي تحتاجه من أجل عمليته .. تنهدت بقوة وقاومت رغبتها في البكاء بينما يشرد عقلها لحلمها الغريب الذي صار زائراً معتاداً .. لقد توقفت عن البحث عن تفسير لما تراه .. رفعت يدها تتحسس قلبها الذي نبض بقوة وقلق وخياله المتسربل بالظلام يرتسم أمام عينيها ساحباً أنفاسها .. وهمساته المتملكة تتردد داخلها بقوة .. دوار غريب اكتنفها بقوة وشعرت بجسدها يترنح وقبل أن تفقد توازنها وتسقط أرضاً أحاطت ذراعان بجسدها في حماية وصاحبهما يهتف
_"انتبهي"
أسرعت تبتعد واستندت للطاولة خلفها بينما يردد وهو يلامس خدها
_"هل أنتِ بخير (آنجي)؟"
ابتعدت عن لمسة يده وهي تهمس بخفوت
_"أنا بخير .. شكراً لك"
عاد يردد بإصرار

_"لا تبدين كذلك .. أنتِ شاحبة للغاية .. دعيني أساعدكِ"
رددت وهي ترفع عينيها إليه
_"شكراً لك سيد (ليو) .. سأكون بخير"
تحاشت النظر لعينيه اللتين ضاقتا باهتمام امتزج بالضيق وأشاحت بوجهها لتتوقف عيناها فوق الوجه المقابل وصاحبته ترمقها بعينين مشتعلتين بالكراهية لتزفر بضيق .. هذا ما كان ينقصها .. مغازل وقح وفتاة عاشقة غيور .. تحركت نحو الباب الخلفي للمطبخ وغادرت لتقف هناك وشهقت بقوة تحاول استعادة أنفاسها .. لقد أهملت طعامها الأيام الماضية وأهلكت نفسها بالعمل كما أنّ نومها لم يعد جيداً بسبب تلك الأحلام .. فلتحمد الله أنّها لا زالت واقفة على قدميها حتى اللحظة .. رفعت كفها تحتضن قلادتها وهي تفكر في الصدمة الأخيرة التي تلقتها حين استغلت وجودها هي و(تيو) بمفردهما وبحثت عن تلك الصورة التي أخفتها في الدرج وأسرعت تسأله ببراءة تخفي خلفها توترها
_"(تيو) حبيبي .. من هذا الشخص في الصورة؟ .. هل تعرفه؟"
نظر للصورة لحظة واحدة واتسعت ابتسامته وهو يجيبها ببساطة

_"طبعاً .. إنّه بابا"
الكلمة صفعتها بقوة وتجمدت للحظات تحدق فيه حتى أفاقها بسؤاله القلق لتبتسم بصعوبة وغامت عيناها بالدموع وهي تنظر إليه .. أي صدفة هذه؟ .. من بين كل الناس في إيطاليا يقودها القدر إليه .. تتعثر في (ليزا) وابنها .. (تيو) .. (تيو) يكون .. ابن العم (ماتيو)؟ .. كيف؟ .. هذا يعني أنّ (ليزا) تكون .. صوت خطوات خلفها تلاه صوت حانق ارتفع خلفها ينتزعها من أفكارها
_"ما اللعبة الحقيرة التي تلعبينها أيتها اللعينة؟"
التفتت خلفها لتجد تلك الفتاة التي كانت ترمقها بكراهية وتأففت بضيق .. هذا ما كان ينقصها بالفعل .. ماذا كان اسمها مرة أخرى؟ .. آه .. (كيارا) .. نظرت لها بملل وقالت

_"أي لعبة؟"
اقتربت منها هاتفة بتهديد وهي ترفع سبابتها في وجهها
_"لا تظني أنّكِ ستخدعينني بوجهكِ الملائكي هذا .. أنا أعرف جيداً ما تفعلينه .. اسمعي أنا أحذركِ .. ابتعدي تماماً عن (ليو) وإلا لن يحدث لكِ طيب"
زفرت بضيق وقالت
_"اسمعيني أنتِ يا هذه .. أنا لا شأن لي أبداً بـ(ليو) خاصتكِ ولا ألعب أي لعبة .. يمكنكِ أن تهنأي به لن أعترض طريقكما"
هتفت الفتاة بحنق
_"أيتها اللعينة أنتِ"
التفتت تنظر لها بعينين باردتين وقالت
_"لا تتحدثي معي بهذه الطريقة .. قلت لكِ ما عندي .. يمكنكِ أن تذهبي لحبيبكِ وتخبريه بنفسكِ أن يبتعد هو عني .. أنا لا أهتم لأمره ولست متفرغة لهذه التفاهات"
_"أيتها الـ .."

قاطعها صوت (ليو) يقول
_"ما الذي يحدث هنا؟"
رفعت عينيها ترمقه بضيق كأنما تخبره أنّه يسبب لها مشاكل هي في غنى عنها تماماً وتحركت تتجاوزه وهي تتمتم ببرود
_"لا شيء .. عن إذنكما لدي عمل كثير"
قالتها وتركتهما واقفين يحدقان في إثرها وعادت هي لتمارس عملها بتركيز بينما عقلها يبحث عن الوقت المناسب لتفاتح (ليزا) بما عرفته وتعرف منها حقيقة ما يحدث معها.
*****************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-19, 03:33 AM   #600

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتربت (راندا) بخطوات هادئة من (هشام) الذي كان يمسك هاتفه يحاول الاتصال بأحدهم بإلحاح ليلقي بالهاتف فوق الفراش وهو يزفر بقوة لتقول وهي تجلس بجواره

_"ما الأمر حبيبي؟ .. ما الذي يضايقك؟"

مد ذراعيه يشدها لصدره وهو يجيب بضيق

_"إنها (سيلين) .. أحاول الاتصال لكنها لا ترد .. ألم تريها حقا منذ زارتكِ هنا؟"

تملمت بين ذراعيه مرددة بمزق وهي تحاول الابتعاد

_"لا لم تفعل .. لماذا أنت قلق هكذا ألم تتصل بك و .."

قاطعها وهو يديرها لتواجهه وقال ضاحكاً

_"(راندا) .. هل تسمعين نفسكِ؟ .. هل تغارين منها؟ .. إنها أختي يا مجنونة"

لوت شفتيها مرددة

_"أعرف .. لكنني أنسى هذا الأمر كثيراً .. وأغار منها بالفعل"

_"تغارين علي من أختي؟"

هتفت بتملك وهي تحيط عنقه بذراعيها

_"أغار عليك من كل تاء تأنيث حبيبي ... أنت ملكي أنا"

ضحك بقوة قبل أن يقول وهو يقرص أنفها مداعباً

_"طبعاً أميرتي .. أنا ملككِ وحدكِ"

وشدها لتسقط فوق صدره وهو يكمل

_"وأنتِ ملكي وحدي مولاتي"

ابتسمت بنعومة وأسندت رأسها لقلبه تستمع لنبضاته بحب وتلامسه بأصابعها ليتنفس هو بعمق وغامت عيناها للحظات بألم وهي تؤكد لنفسها أنها لا تحلم بالفعل ولن يحرمها قدرها من هذه الحقيقة .. إنه معها ولن يتركها هي وطفلهما .. شعرت بأصابعه تمسح على شعرها بحنان واستسلمت لمشاعرها لبعض الوقت قبل أن تقرر قطع الصمت وهي تسأله بخفوت

_"(هشام)"

_"نعم حبيبتي"

رفعت رأسها تسند ذقنها لصدره وتنظر له من موضعها هامسة

_"ماذا تنوي بشأن ما أخبرتك به (رهف)؟"

تنهد بحرارة وران الصمت لبرهة وهو يفكر قبل أن يعتدل ويرفعها معه بينما يسند ظهره للوسادة وضمها إليه وهو يجيبها

_"لا أعرف حبيبتي .. إنها مصممة ولا يمكنني أن أرفض وقد وضعتني بين خيارين أصعب من بعضهما .. لا يمكنني بالتأكيد أن أمنعها وقد قررت أخيراً أن تخضع للعلاج"

هزت رأسها وهي تتذكر زيارة (رهف) لشقتهما مجدداً وهذه المرة بملامح مختلفة وبدت حازمة بشدة وهي تخبر (هشام) أنها اتخذت قرارها .. مطت شفتيها وهي تتذكر سماعها لذلك القرار بعد أن غادرت (رهف) ودخلت هي لتجد (هشام) غارقاً بأفكاره التي شاركها إياها حائراً لتعرف أن (رهف) قررت السفر من أجل علاجها وأنها اشترطت عليه ألا يعرف (عاصي) بمكانها أبداً حتى تقرر هي العودة من نفسها .. عبثاً حاول إقناعها لكنّها أصرت عليه وأخبرته أن هذا شرطها وإلا فهي لن تسافر أبداً وستتخلى عن أي فرصة للعلاج للأبد .. همست وهي تلامس وجهه بحب

_"تعرف أن هذا هو أفضل حل لكليهما (هشام) .. صدقني إنهما يعذبان بعضهما و(رهف) تتألم بشدة .. إن المرارة تقتلها ولن تحتمل هذا طويلاً .. هي تحتاج للابتعاد حتى تجد السلام وتستعيد نفسها وعندها ستقرر بحكمة ما تريده حقاً"

صمت مفكراً في كلماتها قبل أن يردد بمرح

_"ما هذا سيدة (راندا)؟ .. ما كل هذه الحكمة التي هبطت عليكِ فجأة؟"

رمقته بنزق وهي تلوي شفتيها وتمتمت

_"ماذا يعني هذا؟"

ابتسم مداعبا شعرها فتنهدت بقوة وهي تردد بشرود

_"تجربتي معك علمتني الكثير (هشام) .. كانت الصفعة التي وجهها لي القدر قاسية جداً لدرجة أنها أعادت لي عقلي وجعلتني في مواجهة مباشرة مع كل عنادي وحماقاتي .. أدركت أنّ ثمنهما قد يكون فادحاً قد يفوق كل احتمالي"

همس وهو يضمها إليه عندما شعر بالدموع تترقرق في عينيها

_"هشش اهدأي حبيبتي .. لا تفكري في أي شيء .. كل هذا كان في الماضي"

تنفست بصعوبة وهي تلامس قلبه الخافق

_"أحياناً أتصور أنني في حلم جميل وأخشى أن أستيقظ على واقع قاس يخبرني أنني خسرت كل فرصي معك حبيبي"

_"أنا هنا حبيبتي .. لن أذهب لأي مكان .. أنا هنا وهذا ليس حلماً .. نحن معاً حقيقة وهذا حقيقة أجمل من ألف حلم"

أومأت برأسها قبل أن تعيدها لصدره وهي تهمس

_"أجل حبيبي .. أجمل من أي حلم"

ابتسمت مع لمسات يده لشعرها برقة ومدت يدها تحتضن جنينها توصل له مشاعرهما معاً .. سألت بعد لحظات عندما لمحته شارداً من جديد وكأنما التقطت أفكاره المقلقة

_"ماذا عن (سديم) يا حبيبي؟"

ابتسم وهو يسمعها تدعو أخته باسمها الحقيقي وتمتم بحب وامتنان لاهتمامها لأمر أختيه

_"ماذا عنها حبيبتي؟"

اعتدلت جالسة على ركبتيها وقالت باهتمام

_"كنت قلقاً بشأنها .. كانت بخير عندما رأيتها آخر مرة لكن الأمر غريب فعلاً ألا تزورك حتى الآن وتكتفي باتصال واحد .. من الواضح أنها تحبك جداً وليس طبيعياً أن تبقى بعيداً كل هذا الوقت"

تنهد بقوة مجيباً

_"أعرف حبيبتي وهذا ما يقلقني .. (عاصي) يحاول الاتصال بها أيضاً دون جدوى ... أنا أعرف أنها عادت من السفر لكن لا أفهم ماذا يمنعها من القدوم لرؤيتي .. عندما تكلمنا كانت متغيرة .. هناك ما يؤلمها وهذا يشعرني بالعجز كثيراً وأنا لا أستطيع الحركة حتى لأبحث عنها بنفسي"

نظرت له بألم ومدت يدها تحتضن كفه هامسة

_"لا بأس حبيبي .. لابد أنها بخير .. إنها قوية"

غامت عيناه بألم غريب وهو يشرد قائلاً

_"قد تبدو قوية بعد كل ما مرت به لكنّها في أعماقها لا زالت طفلة هشة أخشى عليها من صدمة جديدة من الحياة تحطمها تماماً هذه المرة"

قطبت بحيرة مع كلماته الغامضة وألمه تسلل إليها فضغطت على كفه قائلة

_"يمكنني أن أبحث عنها"

قطب وهو ينظر لها وأطرق ناظراً لبطنها ليرفع عينيه لها قائلاً

_"لا تقولين أنكِ تنوين الذهاب لأي مكان بحالتكِ هذه"

زمت شفتيها وردت

_"أنا لست مريضة أو مقعدة (هشام)"

_"لا تفكري حتى"
قالها بحزم قاطع لتزفر بقوة وتمتمت

_"حسناً لن أذهب لأي مكان .. ما رأيك أن أطلب من (آدم) مساعدتنا"

همس بخفوت

_"(آدم)؟"

هزت رأسها بحماس

_"يمكنه أن يعرف أي معلومة عنها .. لديه اتصالات كثيرة وقد يجد أي خبر يخصها"

قطب يفكر قليلاً قبل أن يقول

_"حسناً سأفكر في الأمر .. سأنتظر ربما يجد (عاصي) أي خبر عنها"

هزت رأسها مبتسمة قبل أن تبهت ابتسامتها وهي تقطب مفكرة ليسألها بتوجس

_"ما الأمر حبيبتي؟"

هزت رأسها

_"لا شيء .. تذكرت فقط شيئاً قالته"

نظر لها بتساؤل لتمط شفتيها وتسأل بخشية

_"ما قالته عن عمي (فاروق) .. هو حقاً لم .."

قطعت جملتها ليقطب حاجبيه وفكرتها تصله دون مزيد من الكلمات وغامت عيناه بحسرة وهو يجيب سؤالها غير المنطوق

_"(سديم) أختي الشرعية يا (راندا)"

لمعت عيناها بارتياح

_"حقاً؟"

قال بضيق

_"هل سيفرق معكِ لو كانت غير ذلك؟"

أسرعت تقول

_"لا حبيبي .. أعرف أنّها ستظل أختك .. أنا فقط ارتحت لأنني تأكدت من ظني .. كنت أعرف أن عمي (فاروق) لا يفعل شيئاً سيئاً كهذا"

ابتسم يسألها

_"ولماذا؟ .. أنتِ لم تعرفي أبي لتتحدثي بهذه الثقة"

هزت رأسها قائلة وهي تنظر له بعمق

_"ما سمعته عنه من ماما (سلمى) و(رهف) كان كافياً .. كما أن شخصاً أنشأ رجلاً رائعاً مثلك لا يمكن أن يفعل هذا"

لمعت عيناه وهو ينظر لها وأكملت هي بحنان

_"لابد أنه كان رجلاً عظيماً"

همس بحنين

_"جداً .. كان أفضل أب في هذا العالم"

ابتسمت بحنان وهي تتأمله قبل أن تهمس بخفوت

_"لكنها قالت .."

تنهد بقوة وهو يرد

_"هي تظن أنّها ليست كذلك وتؤمن بهذه الحقيقة ولا تريد أن تصدق غيرها"

تمتمت بخفوت

_"لماذا لم يخبرها عمي؟ .. أليس هناك إثبات زواج أو شهادة ميلاد تثبت لها؟"
تنهد بحرارة ولمعت عيناه بمرارة ليهز رأسه بسرعة وقال وهو يشدها لتنام فوق صدره

_"الأمر معقد كثيراً حبيبتي .. معقد ومؤلم للجميع .. رغم أنني أتمنى أن تعرف الحقيقة وتدرك كم أحبها أبي وتألم لفقدانها بقدر ما أخشى من أثر هذه الحقيقة عليها .. عندما تدرك أنّها ظلمته وأنّه رحل دون أن تعرف حقيقة مشاعره وتسامحه وتطلب سماحه أيضاً"

خفق قلبها بقوة وهي تدفن رأسها في صدره ودمعت عيناها وهي تفكر في وضع (سديم) .. هي كانت في نفس المكان والقدر كان رحيماً بها .. ماذا كانت ستفعل لو رحل (هشام) وهو غاضبٌ منها .. لو رحل قبل أن تخبره بحبها وتتوسله ليسامحها .. تدرك جيداً كم هذا الشعور قاتل وتألم قلبها لأجل (سديم) ولأجل حبيبها الذي تعرف الآن كم يحمل فوق كاهليه من هموم ورغم هذا لم ينقص هذا من نبع حبه واهتمامه الذي يفيض منه على جميع من ينتمون له .. شعور جارف بالفخر غمر قلبها أنّها تنتمي لهذا الرجل .. هذا الرجل الرائع .. مالت تطبع قبلة عميقة فوق قلبه تشكره بصمت أنّه اختارها وأنّه ينتمي لها .. ضمها بحنان استجابةً لقبلتها لتهمس وهي تغمض عينيها بارتياح بينما عادت كلمات (سديم) تتردد بعقلها وهي تهتف فيها
_"بالتأكيد أحبه .. ونعم .. كنت أغار عليه منكِ .. إنّه أخي الوحيد .. سندي .. والوحيد الذي يمكنني أن أستند إليه وأغمض عينيّ وأنا أعرف أنّه سيحميني .. هو كل عائلتي الآن"

تبخر القلق من قلبها وابتسمت وهي تربت على قلبه بحب وتهمس برقة

_"لا تقلق حبيبي .. كل شيء سيكون بخير .. أنت قوي وستحمينا جيمعاً .. و(سديم) ستكون بخير لأنّها تعرف أنّها تنتمي لك وأنّك دائماً في ظهرها وستبقى سندها للأبد"

هز رأسه بينما يضمها إليه وقلبه ينبض مقابل قلبها بامتنان لوجودها معه وكلامها الذي أزال الكثير من قلقه بشأن عائلته ومنحه أملاً وقوة يعرف أنّه سيحتاجهما قريباً في حربه من أجل عائلته.
*****************
انتهى الفصل السابع والعشرون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.