آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          [تحميل] حمقاء ملكت ماكرا للكاتبة/ منال ابراهيم ( جنة الاحلام ) "مصريه "( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-19, 09:58 PM   #611

حلا المشاعر
 
الصورة الرمزية حلا المشاعر

? العضوٌ??? » 403837
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » حلا المشاعر is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووووور

حلا المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-19, 11:06 PM   #612

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. كيفكم .. يا رب دايماً بخير .. اشتقت لكم كتييير
إن شاء الله الفصل الجديد هينزل الليلة .. أنا بكتب بآخر أجزائه وهراجعه على طول .. أول ما أخلص هنزله .. بإذن الله على الساعة 12 أو بعدها بقليل بتوقيت القاهرة بإذن الله
بعرف استحملتوني كتير بس خلاص هانت .. أخلص امتحانات وأرجع بأحداث أحلى وأقوى .. دعواتكم حبايبي

مش هتأخر عليكم بالفصل بإذن الله

أرق تحياتي لكم

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 01:11 AM   #613

Vlora

? العضوٌ??? » 382121
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Vlora is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير، مشتاقة ومتحمسة جدًا لجزء الليلة أتمنى أن يكون طويل

عزيزتي مي أريد أن اسألك هل ستتوقف الرواية في شهر رمضان المبارك أم أنك ستستمرين بالكتابة والتنزيل؟


Vlora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 01:54 AM   #614

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
استند (أحمد اليزيدي) إلى ذراع ابن أخيه الذي قال بقلق
_"هل أنت متأكد أنّك بخير عمي؟"
ربّت على كفه وهو يصعد معه السلالم ببطء

_"أنا بخير بني لا تقلق .. أنا أكره المستشفيات وما دمت بدأت أتحسن فلن أحتمل وجودي هناك أكثر"
تنهد بقلة حيلة وهو يساعده في الصعود ليسمع خطوات تندفع نحوهما وصاحبهما يهتف

_"انتظر (عماد) دعني أساعدكما"
ابتسم وهو ينظر لصديقه الذي كان قد فتح باب الشقة ليستقبلهما، وضحك قائلاً
_"بالله عليك يا (مراد) .. أنت تحتاج لمن يساعدك أصلاً"
ابتسم وهو يهز كتفيه ورغم كلمات (عماد) اقترب ومد يده لعم صديقه قائلاً بابتسامة مرحبة
_"لا تقلق أنا قوي يا صديقي .. مرحباً سيد (أحمد) .. حمداً لله على سلامتك سيدي"
استند إليه (أحمد) مستسلماً لتعبه وقال

_"شكراً لك بني .. اعذرني سأتعبك أنت أيضاً"
هز رأسه نفياً وساعده في صعود الدرجات الباقية حتى باب الشقة وما أن دخلوا حتى تحرك (عماد) في اتجاه غرفته قائلاً
_"سترتاح بغرفتي يا عمي .. لقد أعددت كل شيء وهناك ممرضة ستأتي للاهتمام بك حتى تُشفى تماماً"
ابتسم عمه وهو يتحرك برفقتهما للغرفة وقال وقد بدأ يلهث تعباً
_"حسناً بني افعل ما يريحك"
أوصلاه للفراش وراقبه (عماد) وهو يسترخي بتعب وبدأ عقله يلومه لأنّه استجاب لطلب عمه ورضخ له .. ماذا لو تعب أكثر؟ .. تنهد بحرارة ليقول (مراد)
_"لا تقلق (عماد) .. لو كان وضعه سيئاً لرفض الطبيب خروجه تماماً"

قال بخفوت وهو يتأمل عمه الذي غرق في النوم سريعاً
_"أرجو هذا يا (مراد)"
ربّت على كتفه مردداً
_"إن شاء الله سيكون بخير"
وفرد ذراعيه مازحاً

_"انظر لي .. ألم تكن قلقاً عندما صممت على ترك المشفى قبل أن أتم شفائي؟ .. ها أنا أمامك تحسنت سريعاً"
ابتسم (عماد) ولم يقاوم نفسه واقترب يضربه برفق شديد بقرب جرحه ليتأوه (مراد) ولامس مكان الجرح وهو ينظر له بذهول ليضحك (عماد) قائلاً
_"يمكنني أن أرى هذا"
تنهد (مراد) وابتسم مرغماً وتبعه لخارج الغرفة وهو يقول
_"لو أتعبني جرحي مجدداً فستكون أنت السبب"
هز كتفيه ضاحكاً وهو يتجه ليلقي جسده على أقرب أريكة ويتنهد بتعب قبل أن يعتدل منتبهاً وهو يدير عينيه في المكان من حوله
_"لماذا المكان هاديء هكذا؟ .. أين الجميع؟"
أجابه وهو يتحرك ليجلس قبالته وتناول جهاز التحكم ليقلب في قنوات التلفاز بملل

_"(راجي) غادر في إحدى مهماته الغامضة تلك أو ربما كان يكذب وذهب ليقابل إحدى الفتيات فقد كان متأنقاً للغاية"
ابتسم مرغماً وهو يهز رأسه قبل أن تبهت ابتسامته تماماً عندما أكمل (مراد) بعد تنهيدة ضيق

_"(فهد) غادر هو (وهمسة) بعد أن .."
لم يكمل كلماته و(عماد) ينهض هاتفاً بحنق
_"ماذا؟ .. غادرا البيت؟ .. أين أخذها ذلك الأحمق؟ .. كيف لم يخبرني عن .."
انقطعت جملته وباب الشقة ينفتح ليدلف (فهد) تتبعه (همسة) التي كانت تضحك وملامحها تشع بسعادة جعلت غضب (عماد) يتراجع قليلاً وهو يرى ابتسامتها الصادقة التي افتقدها كثيراً الفترة الماضية .. قطب وهو يُكتف ذراعيه ناظراً إليهما لتختفي ابتسامتيهما عندما رآياه وتوقفا مكانهما وابتلعت (همسة) لعابها بتوتر وهي تختلس النظر إلى (فهد) واحمر خداها وهي تسرع نحو (عماد) هاتفة بارتباك
_"أخي هل عدت؟"
نظر لها بلوم

_"لو أنّكِ كنتِ هنا لعرفتِ أنّني عدت قبل قليل يا (همسة)"
رددت بارتباك
_"أخي أنا فقط .."
قاطعها وعيناه معلقتان بصرامة بوجه ابن خاله الذي تنهد بقوة وهو يتحرك في اتجاههما
_"اذهبي لغرفتكِ صغيرتي وسنتحدث لاحقاً"
_"أخي أرجوك .. أنا .."

التفت إليها قائلاً بحزم
_"قلت إلى غرفتكِ (همسة)"
عضت على شفتها وهي تنظر له بألم ارتسم في عينيها، لكنّه كان حازماً وضغط على قلبه حتى لا يستسلم لمحاولاتها الأنثوية في التأثير على غضبه بينما نظرت هي نحو (فهد) بتردد وخجل ليبتسم لها في حنان وهو يهز رأسه مشيراً لها ألا تقلق بشأنه فأطرقت باعتذار خفيض وهي تتحرك مرغمة نحو غرفتها تاركة إياه في مواجهة أخيها الذي التفت إليه قائلاً بصرامة ولوم

_"ما الذي فعلته يا (فهد)؟ .. كيف تأخذ (همسة) للخارج ودون أن تخبرني حتى؟"
زفر (فهد) بتعب وهو يلقي جسده على الأريكة
_"(عماد) يكفي بالله عليك .. لم يحدث شيء لكل هذا .. أنت تضغط على (همسة) كثيراً هذه الأيام .. أتفهم قلقك، لكنّك تخنقها بحصارك .. أنت لا تعرف كيف كانت حالتها هذا الصباح"
قطب (عماد) بقلق وقد نجح (فهد) في إثارة قلقه عليها بينما يتابع
_"لقد وجدتها تبكي بغرفتها بحرقة .. لقد أرعبتني .. اضطررت للرضوخ لتوسلها لي أن آخذها للخارج .. كانت في حاجة لتتنفس بعيداً عن كل هذا التوتر .. هل تعتقد أنّها لم تنتبه لما يحدث معك وما يحدث حولنا هذه الأيام .. بالطبع فعلت .. أنت تكاد تخنقها بخوفك عليها"
زفر بحرارة وهو يجلس قائلاً بخفوت
_"أنا أخاف عليها بالفعل يا (فهد) .. أخشى من تهور (سامر) .. إنّه لا ينسى ثأره بسهولة وأنا متأكد أنّه ينتظر اللحظة التي سنغفل فيها عنها ويؤذيها وأنا لا أريد هذا"
_"(سامر) سافر قبل أيام يا (عماد) .. لا داعي لـ .."
قاطعه قائلاً
_"أعرف أنّه سافر، لكنّه بالتأكيد ترك خلفه رجالاً يراقبون تحركاتنا .. كن حذراً يا (فهد)"
أطرق (فهد) قاطباً حاجبيه وتمتم بخفوت
_"لا تقلق يا (عماد) .. أنا حذر تماماً وتعرف أنني أفضل الموت على أن أسمح بتعرضها لخدش .. ثم إنّك سبق وأمرتها ألا تغادر المنزل سوى مع حراسة .. حسناً .. أنا لم أتركها تغادر وحدها .. أم .. ربما تعتقد أنّ (مراد) أقدر على حمايتها مني؟"
التفت (مراد) نحوهما وارتفع ركن شفتيه بابتسامة صغيرة متهكمة وقد التقط رنة الغيرة في صوت (فهد) بينما زفر (عماد) بقوة
_"بالله عليك يا (فهد) .. هل هذا وقت غيرتك؟ .. أعرف أنّك تستطيع حمايتها، لكنّني لا أريد المخاطرة"
وقطب وهو ينظر إليه ليهتف مكملاً
_"ثم لا تجعلني أنسى الأمر المهم هنا .. أنا أخوها لو كنت نسيت هذا وكان يجب أن تخبرني عن ..."
تراجع (فهد) للخلف مكتفاً ذراعيه وقاطعه بنزق
_"يمكنك أن تخرج هاتفك الآن وتنظر لكم المكالمات التي فاتتك .. أنت لم ترد عليّ فكيف أخبرك؟ .. لقد تركت رسالة لك مع (مراد)"
أخرج هاتفه ينظر بدهشة لكل المكالمات التي لم ينتبه لها وهو مع عمه بالمشفى ليتنهد بقوة وهو يتمتم
_"حسناً .. حصل خير .. المهم ألا يتكرر هذا الخطأ .. نحن في وضع صعب هذه الأيام (فهد) ولا أريد لـ(همسة) أن تتأذى"
ونقل بصره بين (فهد) و(مراد) قائلاً
_"إنّها في حمايتكما معاً"
قطب الاثنان أحدهما في غيرة وتملك كاد يدفعه للضحك والآخر في اعتراض كتمه سريعاً وهو يتنهد قاطباً حاجبيه
_"كما تريد يا (عماد)"
بينما تمتم (فهد) باعتراض
_"أنت كلّفت (مراد) بحمايتها عندما لم نكن بجوارها يا (عماد) .. أنا هنا الآن ويمكنني حمايتها وحدي"
مط شفتيه بملل وهو يلتفت له
_"(فهد) ... أنت لن تكون بجوارها طول اليوم .. لا زال هناك عملك وستنشغل رغماً عنك .. لن أنتظر ليحدث ما حدث سابقاً .. لقد كنت معها يومها (فهد) ورغم هذا اختطفها رجال (سامر)"
شحب وجهه وهو يتراجع ليعض (عماد) على شفته ويقول باعتذار
_"لا أقصد لومك يا (فهد) .. كان حادثاً وأعرف أنّك لم تقصر ولن تفعل .. أنا فقط أتخذ احتياطاتي .. لقد كلّفت (مراد) من البداية لأنّه عمله في الأصل لذا هو سيواصل حمايتها أثناء غيابك، حسناً؟"
هز رأسه دون رضا بينما زفر (مراد) بقوة وهو ينهض من مكان وقال مجيباً تساؤلهما الصامت

_"لدي مشوار هام ويجب أن أذهب .. لن أتأخر"
هزا رأسيهما وتابعاه بناظريهما بقلق حتى غادر الشقة ليلتفت (فهد) نحوه قائلاً
_"هل أحضرت عمي (أحمد)؟"
أومأ برأسه لينظر (فهد) في اتجاه غرفة (عماد) وردد بقلق
_"هل هو بخير؟"
_"إنّه بخير .. الطبيب أخبرني أنّه يمكنه أن يغادر المشفى دون أي مشاكل وستأتي ممرضة لتعتني به"
ابتلع لعابه بتوتر وهمس
_"هل .. هل أخبرته بشأني؟ .. ماذا لو .."
قاطعه قائلاً بهدوء
_"لا تقلق يا (فهد) .. عمي لن يحملك وزر أبيك .. إنّه يعرف بشأنك كما أنّه يعرف أنّك أخي وصديقي المقرب وذراعي اليمين ويعرف أيضاً عن .."
قطع جملته فجأة ليسأله بشك
_"يعرف ماذا؟"
تأمله لبرهة بأسى ليجيبه

_"يعرف عن طبيعة علاقتك أنت وخالي من الأساس ومعاملته لك في السابق"
تراجع (فهد) للخلف بعينين غائمتين ليقول (عماد)
_"آسف يا (فهد) لو .."

قاطعه ببساطة
_"لا تعتذر (عماد) أنت لم تقل شيئاً مؤلماً .. هذا أفضل .. لا أريد أن يكرهني عمك ويحملني ذنب ما ارتكبه أبي في حقه .. أريده أن يعتبرني مثلك"
مدّ يده يربت على ساقه وهو يقول
_"عندما تتحدث معه ستعرف أنّه لا داعي لقلقك بهذا الشأن"
قطب (فهد) وهو ينظر له بقلق وقال
_"لكن ماذا عن (همسة)؟ .. ماذا ستخبره عنها؟ .. لا أعتقد أنّه يعرف بوجودها مسبقاً .. أذكر أنّ والدك أحضرها للبيت بعد مغادرة عمك وأسرته وانقطاع العلاقات بين أسرتيكما"
هز رأسه
_"بالفعل .. أذكر هذا اليوم .. لقد كادت أمي تصاب بالجنون عندما دخل أبي وهو يحمل (همسة) بين ذراعيه ليخبرها بكل بساطة أنّها ابنته"
شرد للخلف بأسى يتذكر تلك اللحظات ليتابع بخفوت وابتسامة حزينة على شفتيه

_"عندما رأيتها أول مرة لم أقاوم انجذابي لها .. كانت طفلة لذيذة وشعرت برغبة في حمايتها .. شعور الأخ الأكبر والحامي دفعاني للتشبث بها وحين مات أبي وحاولت أمي التخلص منها لنسافر دونها لم أستطع أن أتخيل أنّها قد تقسو لهذه الدرجة .. كانت مجرد طفلة صغيرة .. لا أحد لها سوانا .. صغيرتي المسكينة"
ابتسم هو الآخر في حزن متذكراً غضب (عماد) الجنوني وهو يواجه أمه التي كانت تقف بثوب حدادها تجمع حقائب سفرهم التي سرعان ما اندفع (عماد) ليطوح بها أرضاً صارخاً في أمه بغضب أن تحضر أخته الصغيرة في الحال .. كان هذا عندما أحضرتهم عمته فجأة من المدرسة الداخلية وعرفوا بما أصاب والده وزوج عمته، وفور أن استفاق (عماد) من صدمته عاجلته بأخرى تخبرهم فيها أنّهم سيسافرون للخارج وحينها اندفع (عماد) ليبحث عن أخته الصغيرة ليفاجأ باختفائها من منزلهم مع المربية التي كان والده قد خصصها لها .. يومها أقام الدنيا ولم يقعدها ويومها أيضاً رآه للمرة الأولى فاقداً لسيطرته على غضبه .. كاد يشعل البيت مهدداً أمه أنّهم لن يغادروا إلا على جثته وأنّه من الأفضل لها أن تعيد له أخته الصغيرة فلن يسافر من دونها أبداً .. لا يعرف كيف رضخت عمته في النهاية له، لكن ما يهم أنّها أحضرتها مرغمة ويومها لا ينس صورتها فور رؤيتها لـ(عماد) واندفاعها نحوه بخطواتها الصغيرة وسنواتها التي لم تكمل الخامسة بعد لتتشبث بساقيه وهي تهتف اسمه بطفولية ليرفعها إلى حضنه بأبوة مبكرة ويهمس لها أنّه آسف لأنّه تأخر عليها، وأنّه يحبها ولن يتركها وحدها أبداً .. ومن يومها أصبح (عماد) الأب والأخ لها .. لهذا يتفهم ألمه وقلقه عليها .. يتفهم وجعه الشديد وانتظاره المؤلم لتلك اللحظة التي ستختار فيها (همسة) بينه وبين أسرتها الحقيقية .. انتبه على صوت (عماد) وهو ينهض من مكانه قائلاً

_"سأتحدث مع عمي بخصوص (همسة) قبل أن أسافر .. لا تقلق بهذا الشأن"
نهض قائلاً بقلق
_"وهل سيصدق ببساطة أنّها ابنة أخيه؟ .. أعني .. ألن يلاحظ ذلك الشبه بينها وبين .. أخشى أن يشك وربما يتحدث بشيء أمامها وهي سوف .."
قاطعه متنهداً بقوة
_"لا تشغل بالك بهذا الأمر (فهد) ... سأبحث عن حل"
وأسرع يقول دون أن يمنحه الفرصة لمزيد من الأسئلة القلقة التي يراها في عينيه
_"سأذهب لأطمئن على عمي .. اذهب أنت لترتاح في غرفتك .. سيكون أمامك عمل شاق بعد أن أسافر .. استغل الفرصة الآن لترتاح كما تريد"
ابتسم في نهاية جملته مازحاً ليبتسم (فهد) بقلة حيلة ويهز رأسه وتحرك بالمثل متجهاً لغرفته بينما اتجه (عماد) نحو غرفته وهو يفكر فيما قاله (فهد) .. إنّه محق .. عمه لماح وذكي .. هل يأمل أنّه لا يتذكر ملامح (همسة العاصي) فهو يعرف أنّ (همسة) تحمل بعض الشبه منها؟ .. لا .. ربما لا ينتبه أو لا يتذكر بالفعل .. من أين سيتذكر ملامحها بعد كل تلك السنوات؟ .. لا داعي ليقلق بهذا الشأن .. حتى لو تذكر هو بالتأكيد لن ينتبه ولن يربط بين الاثنتين .. توقف عند باب الغرفة متسائلاً بتردد .. هل يخبره إذن بنفسه أنّها تكون ابنة (رؤوف رضوان)؟ .. لا .. ماذا لو أخطأ عمه أمام (همسة) أو ربما رأى أنّه من الواجب أن يعيدها لعائلتها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى .. تنهد بقوة وهو يتحسس جبينه بألم .. فليؤجل التفكير في هذا الأمر ... سيجد حلاً في وقتٍ لاحق .. فتح الباب ليدخل واقترب ينظر لعمه النائم وتنهد وهو يجلس بجواره على حافة الفراش والتقط كفه بين كفيه وهو يتأمل وجهه المرهق .. لا يصدق أنّه بخير أمام عينيه .. لا يصدق أنّه كاد يفقده .. ماذا كان سيفعل وقتها؟ .. كيف كان سيحتمل الأمر؟ .. قطب وهو يفكر في أمه .. بالتأكيد كادت تُجن من الغضب عندما عرفت بنجاة عمه .. ماذا لو عرفت أنّه أحضر عمه تحت نفس السقف وأنّه قرر الوقوف بصفه وحمايته بحياته لو لزم الأمر؟ .. مهما كان رأيها وما ستفعله، هو حسم قراره وانتهى الأمر .. لن يدعها تواصل ظلمها .. لو تركها تستمر في هذا الطريق فجميعهم سيدفعون الثمن .. لن يحتمل أن يظلم شخصاً آخراً .. يكفي ما ارتكبه حتى الآن .. يكفي أنّه لا يستطيع أن يسامح نفسه على ما فعله .. على الأقل ما سيفعله من الآن فصاعداً سيكون تكفيراً عن كل خطاياه في حق أولئك الأبرياء ... تنهيدة حارة مغموسة بالمرارة غادرت شفتيه وهو يغمض عينيه بألم ليفتحهما فجأة مع صوت عمه الهامس يسأله

_"ما الأمر بني؟ .. لماذا تتنهد بهذه الطريقة؟"
نظر له بأسى وابتسم قائلاً

_"هل أيقظتك عمي؟ .. آسف لم أقصد أن .."
قاطعه مبتسماً في حنان وهو يضغط على كفه
_"لا بني .. لا تقلق أنت لم توقظني .. المهم لا تغير الموضوع ... ما الذي يشغل بالك بني؟"

تنهد بحرارة وهو يجيب
_"كل شيء عمي .. كل شيء .. أشعر كأنّ جبلاً سقط فوق كتفيّ فجأة .. لقد أتيت هنا وأنا أعتقد أنني أحارب في معركة حق .. كنت أؤمن على طول الخط أنّني الطرف المظلوم .. الطرف الذي أخذوا منه كل شيء وانتزعوا منه والده وحياته ومستقبله وحتى حبيبته لأكتشف أنّني كنت الطرف الظالم عمي .. كل شيء تهاوى أسفل قدمي .. يجب أن أواصل الحرب لكن ضد أقرب الناس لي هذه المرة .. يجب أن أحمي من أحبهم وفي نفس الوقت أحارب آخرين من دمي .. أخشى من نهاية هذه المعركة عمي .. أخشى في كل لحظة من خطوة واحدة خطأ أو لحظة تشتت واحدة تجعلني أخسر كل شيء .. أنا أحارب في كل اتجاه الآن عمي"
ربّت على كفه قائلاً برفق
_"أنا معك الآن (عماد) .. أنت لن تحارب وحدك بعد الآن .. سأساعدك بني .. عليك أن تتأكد من أن معركتك من أجل الحق والعدالة ستمنحك القوة التي تحتاجها لتكمل الطريق .. أنت لا تحارب والدتك الآن (عماد) .. لا تفكر بهذه الطريقة أبداً .. أنت تحارب من أجلها هي أيضاً .. ما تفعله هو حمايتها من ارتكاب المزيد من الأخطاء .. من المزيد من الأذية والأهم هو منعها من دفع ثمن ربما لن تتحمله في النهاية لو واصلت انتقامها المجنون من أناس أبرياء .. هذا الطريق الذي تسير فيه (ليلى) نهايته ليست جيدة أبداً بني وأنت تعرف هذا .. أنت ستحارب لتنقذها من الضياع النهائي .. لو ترددت فأنت تحكم على نفسك وعليها هي أيضاً بخسارتها للأبد"
نظر له بأسى وابتسم بمرارة قائلاً
_"بعد كل ما فعلَتْه لا زلت تتحدث عن حمايتها عمي؟"
تنهد (أحمد اليزيدي) وهو يشرد للبعيد ويهمس
_"لقد عرفت (ليلى) قديماً يا (عماد) .. قبل حتى زواجها من أخي .. والدتك ضحية رغم كل شيء .. كانت ضحية لتربية جدك ومن بعده شقيقها .. لقد صنعا منها فتاة مهزوزة نفسياً وضعيفة .. كانت هشة جداً وأحياناً كان يُخيل إليّ أنّها لن تستطيع أن تنجو في هذه الحياة وحدها .. وللأسف كما توقعت .. الصدمات التي تعرضت لها لم تحسن التعامل معها وخالك زاد الطين بلة وبدل أن يحتويها جعلها تتحول لشخص مرير حاقد على الحياة والجميع .. زواجها من أخي كان ظلماً كبيراً لها .. لا أقول أنّني رفضتها لأنّها لا تصلح له .. أخي لم يكن يصلح لفتاة مجروحة وهشة مثلها .. هو الآخر ساهم في ظلمها وحولها لما أصبحت عليه .. لم أستطع إقناعه بعدم الزواج منها .. تمنيت لو أنّها هربت بعيداً ووجدت شخصاً يداوي جروحها ويمنحها السعادة .. أخي كان يعشق امرأة أخرى بجنون ورغم معرفة خالك لهذا زوجها منه بصفقة"
اسودت عينا (أحمد) وهو يتذكر شقيقته الصغيرة وكيف كان (عزت) يريدها اتماماً لتلك الصفقة اللعينة .. زفر بقوة وهو ينتزع نفسه بصعوبة من ذكرياته الأليمة، والتفت لابن أخيه قائلاً برفق
_"والدتك رغم كل شيء لا زالت تستحق فرصة لتنقذها قبل فوات الأوان بني .. أنا لم أكره (ليلى) رغم كل ما عرفته عنها وكل ما فعلته .. لطالما أشفقت عليها وحاولت معها وتحملت أنا وأسرتي في بيت العائلة كثيراً وأنت تتذكر هذا .. أنا معركتي مع خالك و(توفيق الأغا) فقط بني .. لقد ارتكبا جرائماً بشعة بحق أقرب الناس لي ولا أستطيع أن أغفر لهما أبداً"
رفع عينيه له بحيرة امتزجت بالخوف وكل ما خطر بباله (سؤدد) .. ما الذي أصابها؟ .. الطريقة التي تحاول بها الوصول لـ(توفيق الأغا) ولو كلّفها ذلك حياتها .. كراهيتها الجنونية للرجل ومحاولاتها الانتحارية لتصل إليه .. كلمات عمه الآن .. هل يقصدها هي بكلماته؟ .. كيف آذوها؟ .. همس بخوف بينما عقله يستعيد كل المرات التي انهارت فيها أمامه أو كادت
_"عمي ... (سؤدد) .. هل .."
لم يغب عنه انقباض فك عمه ولا اسوداد عينيه بالكراهية ووقع قلبه بين قدميه وانتفض مرتعباً وعقله يخبره بآلاف الأفكار المرعبة بينما أسرع عمه يقول مبتسماً بطريقة بدت له مفتعلة للغاية

_"كيف حالها؟"
تراجع للخلف مصدوماً وقد فاجأه السؤال وعمه ينتزعه بالقوة من أفكاره وتمتم بخفوت دون إرادة

_"إنّها بخير"
ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيّ عمه
_"اشتقت لها صغيرتي .. اشتقت لها كثيراً"
نظر بألم وشفقة لوجه عمه وهمس
_"ستجتمع بها قريباً عمي .. إن شاء الله ستنتهي كل هذه المعاناة وتراها قريباً هي و(سيف) والعمة (صفية)"
لمعت الدموع في عينيّ عمه وهو ينظر له ليهمس بحنين ووجع
_"كيف هي يا (عماد)؟ .. أنت رأيتها وعرفت كيف أصبحت .. كيف هي؟"
شرد (عماد) للحظات وغامت عيناه بمشاعره ورقة مذيبة ارتسمت داخلهما مع ذكرها جعلت ابتسامة تداعب شفتيّ (أحمد) بينما يسمعه يهمس بحب
_"خلابة"
ارتفع حاجباه بينما يتابع (عماد) بنفس النبرة الحانية
_"إنّها مذهلة .. أصبحت امرأة رائعة يا عمي .. تتعبني كثيراً وتصيبني بالجنون دون رحمة .. قاسية بنعومة وآسرة كعادتها .. كنت أعتقد أنّها أصبحت جليداً خالصاً، لكنّني في أعماقي عرفت أنّها لا زالت هناك"
ابتسم عمه أكثر وهو يرى كيف شرد مع خيالها وهو يواصل بنبرة حالمة
_"هي فقط تنتظر من يملك مفتاح قلبها ليذيب ذلك الجليد عنها ويعيد (سؤدد) الحقيقية المليئة بالحياة والدفء"
ابتسم عمه مداعباً ينتزعه من أحلام يقظته
_"إذن .. هل وصل صاحب المفتاح؟"
انتبه من شروده الحالم واحمر وجهه وهو ينظر لها .. غرس أصابعه في شعره مبتسماً بحرج سرعان ما استبعده مع رؤيته لابتسامة عمه الحانية ليهمس وعيناه تلمعان
_"وصل صاحب المفتاح والوعد يا عمي .. صحيح أنّ طريقه لا زال طويلاً وشائكاً، لكن لا تقلق .. إنّه أكثر من قادر على الوصول لملكة قلبه مهما حاربته وعاندته"
ربّت على كفه قائلاً بيقين
_"وأنا أثق أنّه كذلك بني .. لهذا منحته وعدي قبل سنوات وكنت أعرف أنّه سيحفظ هذا الوعد وسيحميها بحياته"
ضغط على كف عمه يبادله ابتسامته قبل أن يهتف بحبور
_"آه صحيح .. بما أنّك تشتاق إليها لهذه الدرجة .. أعتقد أنّ لدي علاجاً مؤقتاً لحالتك عمي الحبيب"
نظر له بتساؤل ليضحك وهو يخرج هاتفه من جيبه ويفتحه

_"يمكنك أن تُشبع عينيك كما تريد حتى يمن الله عليك برؤيتها في الواقع"
قالها وهو يمد يده بالهاتف نحو عمه الذي سرعان ما اختفى تساؤله وهو يلمح الصورة التي ظهرت على الشاشة ودمعت عيناه وهو يلتقط الهاتف ليملأ عينيه منها بينما (عماد) يهمس بحنان وهو يميل ليحرك إصبعه على الشاشة مظهراً صوراً أخرى لها .. نظر (أحمد) للصورة بذهول وقلّب فيها سريعاً .. كانت صور كثيرة في أوقات وأوضاع مختلفة .. اتفقت في شيء واحد .. (سؤدد) لم تكن منتبة أبداً حين الُتقطت هذه الصور .. رفع عينيه ينظر لابن أخيه الذي كان يتابع الصور معه بحنان ونظرته توحي أنّه يراها لأول مرة .. كأنّه لم يلتقطها بنفسه .. كأنّه لم يسهر كثيراً يحدثها ولم يتأملها آلاف المرات .. ابتسم وهو يخفض عينيه ينظر لصور ابنته الحبيبة يشبع عينيه وشوقه إليها بينما قلبه يخبره بارتياح أنّ (عماد) سيصل إلى قلبها ويداويه في النهاية .. لا شيء أبداً سيقف في طريقه ولا حتى جليد قلبها .. ابتسم داخله مفكراً .. ربما .. لو كان إحساسه صحيحاً فربما ذلك الجليد قد بدأ يذوب بالفعل وبقى القليل فقط حتى يعود قلبها الدافيء خالصاً ينبض بكل الدفء الذي تحمله داخلها.
*****************
تنفس (مراد) بألم وهو يمد يده ملامساً قبر زوجته الراحلة بحنان شديد امتزج بالحزن وهو يهمس
_"اشتقت لكِ حبيبتي .. اشتقت لكِ كثيراً .. سامحيني لأنني انشغلت عنكِ الأيام الماضية رغماً عني والله .. لن أفعلها مجدداً"

أطرق صامتاً يتأمل يديه المرتجفتين للحظات قبل أن يتابع
_"أنا بخير .. لا تقلقي بشأني .. تعرفين أنني سأكون بخير طالما ذكرياتكِ وكلماتكِ معي .. أنا لم أنس حبيبتي .. سامحي ضعفي وقت رحلتِ عني .. سامحيني لأنني استسلمت لبعض الوقت وأردت الموت لألحق بكِ .. أنني لم أبحث خلف من قتلوكِ حبيبتي واستعيد حقكِ منهم .. أعدكِ أنني سأصل إليهم جميعاً عن قريب حبيبتي وأقسم لكِ سأجعلهم يدفعون ثمن حياتكِ وآلامكِ مضاعفاً"
تحشرج صوته ليصمت لبرهة وهو يستعيد ذكرياتهما معاً وازدادت أنفاسه اختناقاً .. بصعوبة قاوم ألمه أمام (عماد) و(فهد) وأسرع يغادر البيت .. لا يريد أن يخبر صديقه أنّه يضغط عليه كثيراً .. لا يريده أن يعرف أنّه يتألم أكثر مع إصراره على تكليفه بتلك المهمة الثقيلة .. منذ ذلك اليوم الذي كّلّفه فيه بحمايتها بعد أن اختطفها شقيقه المجنون مرة وعرف (عماد) أنّها حتماً ستحاول الهرب من البيت ليأمره أن يكون على أهبة الاستعداد لتسللها وتوسله برجاء لم يملك أمامه سوى الامتثال لرغبة صديقه القلق بجنون على أخته الصغيرة .. منذ تلك اللحظة وهو يتعذب ورؤيتها تعيد له ذكرى زوجته في كل لحظة ... تذكره بتصرفاتها وجنونها واندفاعها .. وتعيد له ذكرى خوفه من فشله في حمايتها كما فشل في حماية (سارة) .. لا يريد أن يعرف (عماد) هذه الحقيقة .. لا يريد أن يخبره أنّه خائف .. أنّه يخشى من لحظة يغفل فيها عن (همسة) لتتكرر المأساة وعندها لن يسامح نفسه أبداً .. انتزع نفسه من أفكاره بصعوبة وهو يرفع رأسه ناظراً لشاهد القبر وضحك بقلة حيلة متذكراً
_"إنّها فتاة مجنونة وتشبهكِ كثيراً حبيبتي .. منذ اللحظة الأولى وهي تذكرني بكِ .. لا تخافي أنا لم أقع في حبها .. هي و(فهد) واقعان في الحب بجنون .. أعتقد أنّهما يشبهان بعضهما كثيراً .. مجنونان .. أو ربما هي حولته لذلك المجنون .. إنّه ينسى سنه تماماً وعقله معها"
ابتسم في حنان وهو يتذكر رؤيته لهما ذلك اليوم بالمطبخ وهما ملطخان بالدقيق وضحك وهو يكمل

_"لو رأيتِ شكل (راجي) وهو يرى الكارثة التي حلت بمطبخه العزيز حبيبتي .. رباه .. كاد يصاب بأزمة قلبية"
أطرق وابتسامته لا زالت على شفتيه وهو يتذكر المشهد من جديد قبل أن يرفع عينيه للسماء ويهمس بخفوت
_"أنتِ بخير حبيبتي، صحيح؟ .. أعرف أنّكِ في مكانٍ أفضل ورغم هذا لا أملك سوى الوجع والاشتياق .. أنتِ تسمعينني من مكانكِ .. تشعرين بي، أليس كذلك؟"
تنفس بقوة وهو يغمض عينيه كأنما يحاول استشعار روحها الحبيبة وخانته دموعه وهو يهمس بوجع
_"ليتكِ تعودين للحظة واحدة حبيبتي .. لحظة واحدة فقط ستكفيني .. اشتقت لكِ ملاكي .. اشتقت لكِ يا وجعي"
لامس الشاهد وهو يميل برأسه إليه يعانق طيفها الراحل مرة أخيرة قبل أن يودعها على وعد بلقاء جديد بينما يهمس لها واعداً وهو يطرد طيف امرأة أخرى من رأسه .. امرأة باعت قديماً وخانت وأعادها القدر الآن لتطارده في كل مكان .. امرأة لا زالت تحيا بعد أن قتلته بينما المرأة التي أعادت الحياة لقلبه انتزعها القدر منه .. المرأة التي تستحق الحياة .. تلك التي كانت الحياة تنبض بها ومنها ترقد الآن تحت الثرى .. طرد خيال الخائنة بعيداً بقسوة متذكراً كيف قاوم كراهيته ورغبته الشديدة في خنقها وكيف للمرة الثانية انتزع نفسه وهرب قبل أن تهزمه شياطين انتقامه
_"أنا لا زلت عند وعدي حبيبتي .. أنا لم أنس ولن أفعل أبداً"
وضرب على قلبه بقوة مرتين وهو يهمس بقوة ويقين
_"هذا القلب الذي أعدتِ له الحياة والثقة لا زال عند وعده ولن يتراجع أبداً ملاكي .. أبداً"
قالها وهو يمسح بيده بحنان مرة أخيرة فوق شاهد القبر قبل أن ينهض وهو يتطلع للسماء بدعاء صامت وهمسة حب لروح امرأة أشفق القدر عليه ذات مرة فأرسلها شفاءً له.

*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 02:02 AM   #615

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نظرت (شاهي) بشرود إلى مياه النيل التي تجري رقراقة تحت أشعة الشمس بينما تجلس على مائدة اختارها شقيقها في ركن هاديء بعيد عن إزعاج وازدحام رواد المطعم الواقع على النيل .. راقبت الموجات الصغيرة الهادئة وتمنت لو أنّ حياتها كانت تمر بنفس الهدوء دون تلك التخبطات والدوامات التي أضاعت منها عشر سنوات كاملة حتى استطاعت الوقوف على قدميها والعودة لنفسها .. تنفست بعمق وهي تسترخي في مقعدها في انتظار عودة شقيقها بينما تسترجع ما حدث بعد آخر زيارة لـ(منذر) لها .. لا تصدق أنّ ذلك الكابوس قد انتهى أخيراً .. هل أصبح الآن بإمكانها أن تتنفس بحرية .. أخذت نفساً عميقاً آخراً بينما لا زالت تحاول استيعاب تلك الحقيقة .. لقد نالت حريتها .. هل طلّقها فعلاً؟ .. هل ما وصلها أمس كان ورقة طلاقها بالفعل؟ .. حتى الآن تخشى أنّها لا زالت تحلم .. لكن اتصال (منذر) أكد لها أنّها لا تحلم .. كلام شقيقها وإصراره على خروجهما ليتناولا غداءً فخماً احتفالاً بحصولها على الطلاق وتحررها من ذلك الحقير يؤكد أنّها لا تحلم .. محضر عدم التعرض الذي وقع عليه (مختار) صاغراً قبل ساعات قليلة في مركز الشرطة يؤكد أنّه ليس حلماً .. تنفست بقوة ودمعت عيناها بشدة بينما تهمس لنفسها
_"ليس حلماً .. ليس حلماً يا (شاهي) .. أنتِ حرة أخيراً .. لقد أصبحتِ حرة"
قاومت رغبتها في البكاء ... لقد اكتفت من بكائها طيلة الليل منذ اللحظة التي استلمت فيها ورقة طلاقها .. صك حريتها .. لم تتوقف عن البكاء حتى ظنت أن قلبها سيتفتت .. كانت سعيدة .. لم تعرف أن دموع السعادة غزيرة ومؤلمة أيضاً لهذه الدرجة .. لا .. دموع الحرية .. تنهدت بحرارة وهي تردد
_"حمداً لله .. حمداً لك يا رب أن انتهى ذلك الكابوس .. أنتِ لن تعودي ضعيفة مرة أخرى (شاهي) .. لقد ولّى ذلك العهد .. أنتِ منذ اليوم (شاهي) أخرى .. (شاهيناز) جديدة لن تسمح لأحد أن يكسرها أو يجعلها تخضع مرة أخرى .. أنتِ حرة .. استعدتِ نفسكِ"
عادت تنظر للنيل وابتسمت بأسى ورغماً عنها تسللت وساوس الحزن تبتغي إفساد سعادتها تذكرها بما حدث قبل أيام قليلة حين أصابها إعياء شديد ودوار مفاجيء جعل شقيقها يهرع بها للمشفى .. حاولت عبثاً إقناعه أنّه بسبب إرهاقها وإهمالها لصحتها الأيام الماضية لكنّه أصر ورضخت هي تفهماً لقلقه .. وليتها ما فعلت .. غامت عيناها بالدموع وهي تتذكر اصطدامها بـ(مراد) مرة أخرى هناك وتذكرت شحوبه مصدوماً برؤيتها ولم تقاوم هي لهفتها وعيناها تدوران عليه تتفحصانه وتتأكدان أنّه سليم .. ذلك الحقير لم ينجح في إيذائه .. نسيت كل شيء سوى رؤيتها له سالماً وكادت ترفع يدها تلامسه ليطمئن قلبها لولا أن التقت عيناها المتلهفتان بعينيه اللتين غادرتهما الصدمة وسكنتهما القسوة والكراهية اللتان مزقتا قلبها مرة أخرى وجعلتاها تتراجع للخلف بشحوب بينما تجاهلها هو وكما فعل من قبل أسرع يغادر تاركاً إياها خلفه تنظر في إثره بقلبٍ محطم ولم تفق من ذهولها سوى على صوت شقيقها الذي كان قد تركها ليحجز لها في دخول الطواريء .. لا تتذكر سوى أنّها أخبرته بصوتٍ ميت أنّها أصبحت بخير ولا تريد أن تبقى في المشفى لحظة واحدة .. ودون أن تمنحه الفرصة ليعترض كانت تغادر بسرعة ليلحق بها مرغماً محاولاً إعادتها وتحت إصرارها الشديد أضطر للعودة بها للشقة .. تنفست بقوة وهي تقاوم دموعها .. ماذا كانت تقول لتوها؟ .. هي لم تعد تلك الضعيفة ولن تسمح لأحد بكسرها ولن ترضخ لأحد .. حتى لذكرى عزيزة وشخص كان يوماً كل شيء في حياتها .. يكفي .. يكفي (شاهي) .. تعرفين أنّه مزق تلك الصفحة وتابع حياته .. مزقيها أنتِ الأخرى وكُفي عن الألم كلما قابلته .. انتفضت بخفوت على صوت (محمد) يقول باعتذار
_"آسفة حبيبتي تأخرت عليكِ"
التفتت له وهزت رأسها قائلة
_"لا بأس حبيبي أنا لم أشعر بالوقت"
تأمل ملامحها الشاحبة وهمس بقلق
_"هل تشعرين بالتعب حبيبتي؟ .. هل تريدين أن نذهب للمشفى و .."
أسرعت تقاطعه
_"أنا بخير (محمد) .. أنا فقط شردت في ذكريات قديمة .. لا أصدق فقط أنني أخيراً انتهيت من ذلك الكابوس"
مد يده يحتضن كفها وقال بحنان
_"صدقي حبيبتي .. لقد انتهى بالفعل .. ذلك الرجل لن يتعرض لكِ مرة أخرى .. ولو حاول أن سأتصدى له"
ابتسمت وهي تنظر له بحب وهزت رأسها ليبتسم قائلاً وهو ينظر للطعام
_"لم تأكلي بعد؟ ... ألا يعجبكِ الطعام؟ .. لقد أسال لعابي من على بعد أمتار"
ضحكت بخفوت وقالت
_"كنت أنتظرك حبيبي"

التقط الشوكة وغرسها بقطعة من الدجاج ورفعها نحوها قائلاً بحنان
_"تذوقي هذه إذن من يدي"
نظرت حولها بارتباك ليضحك قائلاً
_"يدي تعبت يا (شاهي) .. هيا افتحي فمكِ"
فتحت فمها تلتقط قطعة الدجاج ومضغتها ببطء ليرتفع حاجباها بإعجاب بينما هتف منتظراً ردها
_"هه .. لذيذة، أليس كذلك؟"
هزت رأسها والتقطت ملعقتها وقد عاودتها شهيتها وحبها للطعام وهتفت
_"إنّها رائعة .. أعتقد أنّ باقي الأطباق لن تقل روعة .. يمكنني أن أعرف بشمة واحدة كيف هو مذاق الطعام الرائع"
ضحك وهو يتأملها بحنان

_"كنت أعرف أنّك لن تقاومي الطعام طويلاً .. هذه هي أختي حقاً"
بادلته ضحكته وبدأت تتناول الطعام بشهية بينما يتحدثان في ذكرياتهما القديمة وأخبار شقيقيهما المسافرين مع زوجتيهما وأطفالهما .. كانت تسمعه بحنين تسترجع معه (شاهيناز) القديمة البريئة التي اشتاقت لها كثيراً وحان الوقت لتعيدها للحياة .. كانا قد أنهيا الغداء وجلسا يكملان حديثهما بينما يتأملان المكان الهاديء ويحتسيان كوبين من العصير المنعش .. توقف شقيقها فجأة عن الكلام لتنظر له وقد فاجأها توتر ملامحه وعيناه اللتان غامتا بشدة وهما معلقتان بنقطة ما خلفها لتلتفت بتلقائية تنظر لما غيّر ملامحه بهذه الطريقة المقلقة .. ارتفع حاجباها وهي تلمح تلك الشابة الرقيقة التي جلست على إحدى الموائد المنزوية وانشغلت بقراءة كتابٍ ما .. سمعت صوت فتاتين تقتربان منها وإحداهن تهتف بمرح

_"(آية) .. توقفي عن القراءة قليلاً يا دودة الكتب .. لقد أتينا للترويح عن نفسنا قليلاً"
ابتسمت (شاهي) مع سماعها لذلك اللقب وتذكرت بحنين إحدى زميلاتها وهي تناديها بنفس اللقب .. راقبت الفتاة التي رفعت وجهها نحو صديقتيها وابتسمت برقة بينما تجلسان بجانبها .. اختلست النظر لشقيقها الذي لم يرفع عينيه عن الفتاة وقالت بمرح
_"من تكون تلك الجميلة هناك؟"
بدا غائباً عن العالم تماماً وهو يهمس مجيباً بشرود تام
_"(آية)"
رفعت حاجبيها مع النبرة الهائمة التي ردد بها الاسم وابتسمت قائلة
_"مممم (آية) .. إنّها آية بالفعل يمكنني أن أرى هذا"
التفت لها في ارتباك شديد واحمر وجهه في حرج لتتسع ابتسامتها وهي تنظر له في حنان وهمست
_"هل تحبها؟"
همس باعتراض كاذب
_"(شاهي) .. ما الذي تقولينه؟"
ضحكت بخفوت
_"لا تكذب .. أنت تحبها .. لا .. ربما تعشقها ... الصب تفضحه عيونه يا حبيبي"
قطب وغامت عيناه بحزن شديد وابتسم بمرارة قائلاً
_"وما الفائدة؟"
بهتت ابتسامتها وهي تهمس
_"ما الفائدة؟ .. أنت تحبها .. ما الذي يمنعك من الاعتراف لها والتقدم لخطبتها؟"
تنفس بقوة قبل أن يضحك بسخرية مريرة
_"هل تتحدثين بجدية (شاهي)؟ .. هل تعتقدين أنّني لم أفكر ألف مرة في هذا الأمر؟"
_"ما الذي يمنعك إذن؟"
أطرق لبرهة بأسى قبل أن يرفع عينيه ينظر في اتجاه فتاته التي كانت مشغولة بالضحك مع صديقتيها دون أن تدري ما تفعله ضحكاتها بقلبه المسكين وهمس وهو يعود بناظريه لشقيقته التي ناظرته بحيرة
_"هل تسألين يا (شاهي)؟ .. بصفتي من سأقترب منها وأُقدم على هذه الخطوة؟ .. هل تعرفين لأي أسرة تنتمي؟ .. إنّها من أسرة غنية وذات أصل محترم وشقيقها أستاذ بجامعتي"
_"وما المشكلة في هذا؟ .. ماذا يعيبك أنت؟"
رددت بشحوب رغم شكوكها التي سرعان ما أكدها لها وهو يردد بمرارة
_"يعيبني كل شيء (شاهي) .. وعلى رأس كل شيء .. أبي .. كيف يمكنني أن أجرؤ وأحلم على الاقتراب من فتاة مثلها .. كيف أذهب لشقيقها .. أستاذي .. وأخبره أنني أريد الزواج بشقيقته .. أنا .. بماضي أسرتنا وتصرفات والدنا المخجلة التي وضعت رؤوسنا جميعاً بالتراب .. بأي وجه سأفعل هذا (شاهي)؟"
شحب وجهها وهي تسمعه لتهمس بخفوت
_"أنت لا ذنب لك (محمد) .. أنت رجل رائع وتحبها .. المستقبل مفتوح أمامك و .."
قاطعها هامساً

_"وأنتِ ما كان ذنبكِ يا (شاهي) .. أنتِ أيضاً بسبب أبي دفعتِ ثمناً غالياً وتخليتِ عن أحلامكِ كلها .. أنتِ دفعتِ ثمن أفعال أبي وهو لم يتوقف ولا ينوي أن يفعل يا (شاهي) .. كيف ستقبلني أي أسرة تبحث لابنتها عن زوج من عائلة جيدة وأصل محترم؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر له عاجزة عن النطق بحرف ليتنهد هو بحرارة ويقول مبتسماً
_"كما أنّه لا داعي لكل هذا .. هي أصلاً تحب شخصاً آخراً"
اتسعت عيناها وهي تتراجع للخلف بشحوب أشد بينما غامت عيناه وهو ينظر نحو (آية) المبتسمة متذكراً بوجع نظراتها التي تعلقت بأستاذه وصديق شقيقها (زياد هاشمي) حين دافع عنها سابقاً .. هو يعرف .. يعرف لأنّه دائماً كان ينظر إليها .. لهذا يعرف أنّ عينيها دائماً كانتا تتطلعان لصديق شقيقها .. أفضل أساتذته وأكثر من يقدرهم .. تنهد بقوة وهو يتابع ناظراً لشقيقته التي لمعت عيناها بحزن
_"لا تحزني لأجلي حبيبتي .. من البداية عرفت أنّ هذا الحب ميؤوس منه .. يمكنني أن أحبها من بعيد حتى أجد الفرصة للابتعاد والشفاء .. ربما أفعل قريباً ما أن تنتهي الجامعة"
تأملته بوجع قبل أن تهمس

_"يبدو أنّه قد كُتب علينا أن نتألم بسبب الحب .. هل هو سوء الحظ أم أن قلوبنا من تنجذب للخيار الأكثر ألماً؟"
ابتسم وهو يلقي نظرة أخيرة نحو فتاته ليعود مرة أخرى لشقيقته قائلاً بمرح مصطنع
_"لماذا انقلبت لحظاتنا السعيدة إلى تراجيدية فجأة؟ .. لا تنسي أننا خرجنا لنحتفل بطلاقكِ حبيبتي"
ابتسم مرغمة مع ضحكته وهو يقول
_"يا الله لو سمعني أحدهم وأنا أقول هذا .. سيعتقد أننا مجنونان"
مد يده يضغط على يدها متابعاً
_"هيا هيا .. ارمي ذلك الحزن خلف ظهركِ .. لا فائدة منه .. دعينا اليوم ننسى كل الأحزان ونحتفل بصفحتكِ الجديدة مع الحياة يا شقيقتي الحبيبة"
تنفست بعمق وهي تبادله ابتسامته وتهز رأسها بقوة قائلة

_"دعنا نفعل يا شقيقي الحبيب .. دعنا ننسى كل شيء لليوم ونفتح صفحة جديدة"
قالتها وهي تطرد بقوة كل شعور بالألم وتدفنه داخلها حتى ينتهي اليوم .. ربما تسترجعه فيما بعد، لكنّها لليوم ستنسى وتحتفل بانتصارها وحريتها.
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 02:07 AM   #616

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زفرت (سؤدد) بتوتر وهي تحاول الاسترخاء في مقعدها وتطلعت عبر نافذة الطائرة وهي تفكر في الساعات التي تفصلها عن اللحظة التي انتظرتها طويلاً .. أخيراً ستراها وتبدأ ما خططت له لوقتٍ طويل .. قريباً جداً ستلف الحبل حول رقبة (منذر صفوان) .. الانفعال والتوتر كان يشعان من كل خلية منها ولم تغفل عنها عيناه اللتان كانتا معلقتين بها منذ خروجهما من القصر في طريقهما للمطار .. ابتسم وهو يقول
_"اهدأي قليلاً عزيزتي .. أخشى أن تتسببي في مشكلة لنا مع سلطات المطار"
التفتت ترمقه بنظرة قاتلة بينما يتابع
_"سيشُكون بكِ حتماً بسبب توتركِ هذا"
تمتمت بحدة
_"اهتم بشؤونك ودعني لحالي يا هذا"
ابتسم بطريقة أحرقت دمها وهو يردد بنعومة

_"أنا أهتم بشؤوني فعلاً"
وغمز لها بوقاحة جعلت عينيها تتسعان
_"أنتِ كل شؤوني جميلتي"
كزت على أسنانها وهي تهتف
_"لقد تماديت حقاً وأنصحك أن تتوقف عن استفزازي فلن يكون في صالحك"
اتسعت ابتسامته المستفزة لأعصابها وهو يتراجع ليسترخي بمقعده أكثر فزفرت بقوة وهي تشيح بوجهها وقد قررت تجاهله تماماً .. فلتحتمل حتى تنتهي رحلتها وعندها لن يكون له حاجة ولن تتراجع هذه المرة حتى تتخلص من وجوده المزعج في حياتها .. أغمضت عينيها وهي تردد دعاءاً متوسلاً داخلها أن يمر كل شيء كما تأمل .. لن تحتمل أن تفقد أملها بعد كل هذا الانتظار .. (جاك) بحث في خلفية تلك الفتاة وأخبرها بوضع شقيقها .. من ناحية سترغب حتماً في الثأر لأسرتها ومن الناحية الأخرى لن تتنازل عن فرصتها الوحيدة لعلاج شقيقها ... ستوافق حتماً .. يجب أن تفعل .. كانت غارقة في أفكارها حين سمعت صوتاً ناعماً يتحدث إليه ففتحت عينيها تنظر ناحيته وتنفست بقوة وهي ترى ابتسامته الواسعة التي منحها لتلك المضيفة الفاتنة التي كانت تتحدث معه .. لم تهتم لتعرف عما يتحدثان واكتفت برميهما بنظرة محرقة وهي تقبض على كفيها غافلة عن ابتسامته المتسلية .. أفاقت من أفكارها الدموية على صوته يسألها بسخرية واضحة

_"أين سرحتِ حبيبتي؟ .. إنّها تسألكِ عما تفضلين؟"
غضبها منعها من الانتباه لكلمته وهي تنتبه لوجبة الطعام الموضوعة أمامه ورفعت عينيها للفتاة المبتسمة دون تبرم رغم نظراتها المختلسة نحو حارسها لتحرق دمها أكثر فهتفت بعجرفة لا تعرف كيف صبغت صوتها وهي تخبرها أنّها لا تريد أي طعام .. لمحت ابتسامته المكتومة وهو يضغط على شفتيه فزفرت بحنق وأشاحت بوجهها ووضعت غطاء العينين تدعي رغبتها في النوم .. تباً له .. لم يرحمها ويتركها تتهرب بالنوم وهو يقول بتهكم

_"لماذا تغضبين على الطعام عزيزتي؟ .. شعوركِ بالغيرة لا يعني أن ترفضي الطعام و .."
قاطعته وهي تلتفت له بحنق بينما تزيل الغطاء عن عينيها هاتفة
_"ما الذي تهذي به يا هذا؟ .. أنا أغار؟ .. وعلى من؟ .. أنت؟ .. في أحلامك فقط"
ضحك وهو يرفع شوكته بقطعة لحم مشوية إلى فمه قائلاً ببساطة

_"متى قلت أنكِ تغارين عليّ أنا؟ .. ربما كنت أقصد أنكِ غرت من فتنة تلك المضيفة اللطيفة؟"
تنفست بقهر وهي تهتف
_"فلتذهب للجحيم أيها الوغد"
وزفرت وهي تشيح بوجهها وتغطي عينيها من جديد

_"تباً لك .. لماذا أتحدث معك أصلاً؟ .. الحل الأفضل للتعامل مع أمثالك هو التجاهل التام"
سمعت ضحكته الخافتة فسبّته داخلها قبل أن تقرر تجاهله كما قالت وتركز على مهمتها .. حاولت التركيز لكن عبثاً كانت تحاول فرغماً عنها انزلق عقلها مستعيداً ما حدث أمس وحاولت حتى اللحظة الادعاء بأنّه لم يحدث فالتفكير في الأمر كاد يدفعها للجنون، حين تفاجأت بوجوده بالقصر رغم أنّها لم تكن في حاجته .. كانت في طريقها للحديقة الخلفية لتحصل على بعض الخلوة لتستجمع أفكارها استعداداً لمهمتها في إيطاليا حين وصلتها تلك الضحكات بالقرب .. كانت مزيجاً من ضحكات طفولية تعرفت من بينها على صوت (رفيف) وصوت آخر كفيل بإثارة أعصابها فور سماعها له .. كان هو .. ذلك الوغد الذي لا زالت تحترق قهراً بسبب فعلته الأخيرة في غرفتها .. دون أن تفكر لحظة كانت ساقاها تقطعان الطريق نحو الأصوات بخطوات عنيفة لتتوقف متسعة العينين أمام المشهد الذي قابلها .. كان هو .. يجلس أرضاً دون أن يعبأ لثيابه الأنيقة وفوق ساقيه جلست (رفيف) .. الخائنة .. كانت تتحدث معه بطلاقة وحبور شديدين كأنّه صديق قديم وبجوارهما جلست الصغيرتان شقيقتا (حمادة) وعلى شفاههما ابتسامتين لا تقلان عن ابتسامة (رفيف) .. قطبت وهي ترى نظرات الصغيرات له بانبهار وهن يستمعن له بينما أيديهم الصغيرة منشغلة بصنع شيء ما .. تباً له .. ما الذي يفعله؟ .. ارتفعت ضحكات الصغيرات أكثر مع شيءٍ قاله وكزت هي على أسنانها .. تباً .. حتى الصغيرات لم يسلمن من تأثيره و .. تباً .. ما الذي تهذي به؟ .. أسرعت تقترب قاطعة على نفسها أفكارها الحمقاء .. انتبهت مع اقترابها لتيجان الورد التي زينت رؤوس الصغيرات وتوقفت مكانها قاطبة حاجبيها وتسارعت أنفاسها دون أن تشعر .. قلبها خفق بقوة دون أن تفهم السبب .. سمعت صوت (رفيف) تهتف اسمها بحبور فور أن انتبهت لها ليلتفت نحوها وغامت عيناه بشدة حين وقعتا عليها .. انتزعت نفسها بصعوبة من جمودها وهتفت وهي تقترب منهم

_"ما الذي تفعله هنا؟"
ابتسم دون رد بينما سارعت الخائنة الصغيرة تهتف

_"(سوو) انظري ماذا صنع لنا عمو (مراد)"
هتفت وهي تشير لتاج الورد فوق شعرها وشردت (سؤدد) وهي تنظر له وشعور غريب بالاختناق راودها لتهتف بضيق
_"تعالي هنا (رفيف) .. لا يصح أن تجلسي هكذا مع شخص غريب"
ابتسم هو بسخرية بينما هتفت الصغيرة بحنق طفولي
_"لا .. عمو (مراد) ليس شخصاً غريباً .. إنّه صديق الجد (رفعت) وصديقكِ أيضاً، صحيح عمو (مراد)؟"
فقدت أعصابها ونسيت أنّها تتحدث أمام طفلة

_"صديق من؟ .. أنت تحلم أيها الوغد"
هز كتفيه ببساطة وردد
_"أنا لم أقل شيئاً .. (رفيف) ذكية وهي لاحظت هذا بنفسها"
_"تباً لك أيها الو .."
قاطعها وهو يبتسم للصغيرة مزيحاً خصلة من شعرها للخلف في حنان

_"لغتكِ عزيزتي .. هناك أطفال"
قضمت على شفتها في حنق وهي تنظر بتجهم نحو الصغيرات اللاتي نظرن لها بقلق ودهشة وزفرت بقوة وهي تلتفت إليه لتقطب بينما تلمح شيئاً صغيراً في كفه .. هل هذا .. انتبه لنظرتها فأسرع يقبض على كفه .. رفعت عينيها تنظر إليه بحيرة، لكنّه كان قد أشاح وجهه وتوجه بحديثه للصغيرات وهو ينهض رافعاً (رفيف) ليوقفها على قدميها وهو يقول بحنان أثار أعصابها كثيراً

_"عمو (مراد) يجب أن يذهب الآن صغيراتي .. أراكن لاحقاً"
ودعنّه بابتسامات ونظرات مفتونة أشعلت دمها أكثر فهتفت وهي تندفع خلفه تاركة الصغيرات خلفها يعدّن للعبهن وسط الزهور

_"انتظر عندك"
توقف مكانه دون أن يكلف نفسه عناء الالتفاف نحوها لتضرب الأرض بعنف وهي تزفر وتجاوزته لتقف أمامه وكتّفت ذراعيها هاتفة

_"لم تجب عن سؤالي بعد .. ما الذي تفعله هنا؟ .. أنا لا أحتاجك اليوم .. ما الـ "
قاطعها مبتسماً ببرود ليقول

_"يؤسفني أن أخيب أملكِ عزيزتي .. أنا لم آت اليوم من أجلكِ"
قبضت على كفها بقهر مع كلماته وهي تهتف

_"تباً لك .. من قال أنّني أريدك أن تأتي من الأساس؟ .. لا أريدك هنا لأي سبب، فهمت؟"
هز كتفه متمتماً

_"للأسف لا أستطيع أن ألبي طلبكِ جميلتي .. أنا هنا لزيارة السيد (رفعت) هو من طلب حضوري .. يمكنكِ أن تذهبي إليه في الحال وتبلغيه رفضكِ"
قطبت وهي تنظر له بتمعن مرددة بشك

_"جدي من طلب حضورك؟ .. لماذا؟"
تمتم ببرود

_"شيء خاص بالسيد (رفعت) ولا يحق لأحد آخر معرفته .. هل هذه الإجابة شافية لفضولكِ؟"
_"تباً لك .. لماذا لا تحترم نفسك يا هذا؟"
ابتسم وهو يحني رأسه بتحية

_"سأحاول لكني لا أعدكِ .. اعذريني .. يجب أن أذهب الآن فأنا أريد أن أرتاح قبل سفري بالغد .. فالفتاة التي أحرسها عنيدة ومتعبة للغاية ويجب أن أكون منتبهاً لها في كل لحظة"
قالها وتحرك مغادراً دون أن يمنحها فرصة للرد أو لشتمه حتى .. زفرت بقهر وهي تتوعده في روتين أصبح ملازماً لها ويبدو أنّها لن تُشفى منه حتى بعد أن يغادرها ذلك الوغد .. ظلت عيناها معلقتين به حتى اختفى في طريقه للخارج وعادت لتنظر في اتجاه الصغيرات اللاتي ارتفعت أصواتهن بحماس طفولي وتحركت لترى ما يفعلون .. توقفت تراقبهن لبرهة بتوتر غريب وعيناها لا زالتا معلقتين بتيجان الورد .. هناك شعور مزعج تثيره داخلها رؤيتها لتلك التيجان .. شعور خانق لا تفهم لما .. انقطعت أفكارها فجأة حين أسرعت (رفيف) نحوها هاتفة وهي تمد كفها الصغيرة إليها

_"انظري (سوو) ماذا صنعت؟"
خفضت عينيها بشرود تنظر لما تحمله وتوقف قلبها للحظة وشحبت بشدة وهي تشعر بأنفاسها تغادر صدرها بينما عيناها معلقتان بذلك الشيء الذي تحمله في كفها والصغيرة تواصل بحماس
_"عمو (مراد) علّمني كيف أصنعه"
نقلت عينيها بذهول بين (رفيف) وبين الخاتم الصغير المصنوع من العشب والزهور الصغيرة وازداد اختناقها وترنحت وهي تشعر بالعالم كله يدور حولها وسمعت بتشوش الصغيرة تناديها بقلق

_"(سوو) .. ماذا حدث؟ ... هل أنتِ مريضة؟"
هزت رأسها نفياً وهي تتنفس بصعوبة وتحركت بتخبط عائدة نحو غرفتها وداخلها يردد دون توقف .. مستحيل .. مستحيل .. هي تهذي .. بالتأكيد .. هي تهذي .. لماذا تتذكر هذا فجأة؟ .. أسرعت نحو دولابها تبحث بارتجاف عن صندوق ذكرياتها بينما تحاول التمسك بصعوبة بخيوط وعيها .. تناولت الصندوق بيدين مرتجفتين وأسرعت تجلس على حافة فراشها .. قلبت وسط محتويات الصندوق بتوتر بحثاً عن ذلك الشيء وزفرت بحنق وهي تقلبه مفرغة محتوياته فوق الفراش بنفاذ صبر وبدأت تقلب وسطها وقلبها يخفق وعيناها بدأتا تدمعان .. توقفت أصابعها فجأة حين لامست ما تبحث عنه .. التقطت الغلاف البلاستيكي الصغير ورفعته أمام عينيها تنظر بألم للخاتم الصغير داخله وقلبها انقبض بوجع شديد بينما تتذكر ذلك اليوم الأخير الذي لم تر (عماد) من بعده حين أتى لزيارتها بينما كان في الحقيقة يودعها وللأبد .. لماذا احتفظت بالخاتم الذي صنعه لها؟ .. لماذا عجزت عن التخلص منه؟ .. ألأنّه طلب منها أن تحتفظ به حتى يعود ويعطيها واحداً حقيقياً؟ .. كيف وثقت في وعده؟ .. كيف لا زالت تحتفظ بالخاتم وهو نفسه أول من أخلف وعده لها؟ .. هل بأعماقها لا زالت تنتظر عودته حقاً؟ .. لا زالت تأمل؟ .. لا .. ستكون أكبر حمقاء .. هي لا تنتظر أحداً ولو عاد لن تسامحه .. أبداً لن تفعل .. هي لا تنتظره ولن تحتفظ بشيء يخصه بعد الآن .. لقد مرت سنوات طويلة .. لو أراد العودة لفعلها من قبل .. هو لن يعود أبداً .. انقبضت كفها على الخاتم وهي ترفع يدها تهم برميه بعيداً لترتجف يدها وتتوقف في الهواء .. تنفست بصعوبة والدموع تغشي عينيها أكثر .. لماذا؟ .. لماذا تعجز عن فعل هذا الشيء الصغير؟ .. خفضت يدها وضمتها لقلبها وسالت دموعها بعجز كرهته وعضت على شفتها بقوة .. ربما يوماً ما تجد القوة لتفعل .. ليس الآن .. أعادته للصندوق ولململت باقي الأشياء والصور تضعها داخله بشرود بينما عقلها بدأ يستفيق من صدمته ويفكر فيما غفلت عنه .. توقفت يدها وهي تمسك صورتها الأخيرة مع (عماد) وقطبت بحيرة .. لكن .. ماذا عن ذلك الخاتم الذي صنعته (رفيف)؟ .. تيجان الورد تلك؟ .. الخاتم الذي رأته في كفه وأخفاه عنها ما أن لمحته؟ ... هزت رأسها برفض وهي تنظر لصورة (عماد) .. ما العلاقة؟ .. لا .. لا علاقة .. هي تهذي .. تحسست جبينها بألم وصداع شديد بدأ يتسلل بخبث إلى رأسها .. انتفضت على صوت هاتفها فأسرعت تعيد الأشياء بسرعة في الصندوق وتحمله لتخفيه بعيداً عن ناظريها تماماً وعادت لترد على هاتفها .. مكالمة (جاك) في تلك اللحظة أنقذتها من الغرق في ذكرياتها المؤلمة وأفكارها الغريبة تلك .. تململت في جلستها وهي تقاوم رغبتها في الالتفات نحوه وسؤاله عما يؤرقها منذ أمس .. تخشى سؤاله وترفض أن يجعلها فضولها تتنازل وتتحدث معه .. لم تشعر بنفسها وهي تنزلق إلى النوم بعد ليلة مرهقة قضتها مع أفكارها المعذبة .. سرعان ما انتظمت أنفاسها وغابت تماماً عن العالم غافلة عن الجالس بجوارها والذي لم يكد يشعر بغرقها في النوم حتى التفت يتأملها بحنان وارتياح .. أراح رأسه للخلف بينما وجهه مقابل وجهها وعيناه تعانقان كل خلية منها وابتسامة عاشقة تسللت لشفتيه ولم يقاوم في النهاية رغبته في الشعور بها أقرب فمد يده يسحب رأسها إليه برفق وأسندها لكتفه ومال برأسه إليها وأغمض عينيه متنفساً رائحتها الحبيبة وقلبه المتعب يستكين أخيراً بين ضلوعه وقد شعر بقربها .. استسلم هو الآخر للنوم حتى شعر بها تتململ ففتح عينيه ينظر لها .. كانت تتنفس بصعوبة وأنين ضعيف غادر شفتيها ويدها تشبثت بذراعه ليخفق قلبه بخوف وهو يناديها هامساً بقلق
_"(سؤدد) .. حبيبتي .. استيقظي"
شعر بارتجافتها بينما يدها تزداد تمسكاً به وهي تأن بألم .. رفع يده يزيح غطاء عينيها فوق شعرها ليلمح تلك الدموع التي تسللت عبر جفنيها المغمضين .. هل تبكي وهي نائمة؟ .. ازداد خوفه عليها فربت على خدها برفق مردداً
_"(سؤدد) استيقظي حبيبتي .. أنتِ تحلمين"
التصقت به أكثر بطريقة وترته وأقلقته .. مزيجاً من القلق والسعادة انتابه .. حبيبته تحتاجه وتلجأ إليه في خوفها دون أن تشعر .. هل يمكنه أن يحلم بأروع من هذا؟ .. هز رأسه يأمر نفسه بالتفكير بعقلانية .. ليس هذا وقته .. عاد يربت على خدها لتتوقف يده مع همستها وهي تدفن رأسها أكثر في كتفه بينما يدها تركت ذراعه لتتشبث بقميصه فوق قلبه النابض بجنون تماماً
_"(عماد) .. (عماد) .. لا .. تذهب"
خفق قلبه بقوة وارتفع حاجباه وهو ينظر لها قبل أن ترق نظراته ومال ليقبل جبينها دون أن يشعر وقد غلبته مشاعره وردد باختناق
_"آه لو تعرفين ما تفعلين بي يا قاسية"
غالب مشاعره بصعوبة وهو يهتف برفق
_"(سؤدد) .. استيقظي هيا .. هذا مجرد حلم (سؤدد) .. (سو)"
انتفضت بخفوت مع هتافه الأخير وفتحت عينيها على اتساعهما وهي تشهق هاتفة دون وعي
_"(عماد)"
أخذت بضع لحظات لتستوعب وضعها ونظرت بحاجبين معقودين ليدها المتشبث بقميص رجالي لترفع رأسها بخشية وشهقت داخلها وعيناها تلتقيان بعينيه العاصفتين فأسرعت تخفض عينيها وهي تهمس داخلها
"هذا حلم"
هي الآن تحلم، صحيح؟ .. بدت أنّها فقدت القدرة على الحركة وحاولت انتزاع نفسها من صدمتها وساعدها هو حين همس بقلق
_"أنتِ بخير؟"
ابتعدت بسرعة وأشاحت بوجهها في ارتباك دون رد ليعيد سؤاله
_"هل كان حلماً مزعجاً؟"

شحب وجهها وهي تنظر له وعقلها يستعيد ذلك الحلم الغريب .. كان حلماً نسجته مخاوفها وأفكارها .. لا سبب آخر .. دارت عيناها بحيرة فوق وجهه وبدا أنّها لم تغادر حلمها بعد وفي عقلها استعادت تلك اللحظات التي كانت تقف فيها بينهما ... حارسها وذلك الغائب الحاضر داخلها .. كانا متواجهين وهي كانت بينهما حائرة تنقل عينيها بينهما بخوف وحيرة وشعور غريب لم تفهمه لحظتها كان يخيفها بينما تعجز عن تحديد موضع مخاوفها وشكوكها .. تلك اللحظة التي كان (عماد) يقف والألم يغمر ملامحه وهو ينظر لها قبل أن يدير ظهره ويتحرك مبتعداً لينتزع منها نداءً متلهفاً .. عضت على شفتها ... تباً .. ما الذي تهذي به؟ .. ما معنى ذلك الحلم الأحمق؟ .. وكيف تبكي لشيءٍ كهذا؟ .. ألم تقل أمس فقط أنّها لا تنتظره ولا تريد عودته؟ .. مهلاً .. تبكي؟! .. انتبهت في نفس اللحظة مع كلماته التي كانت تتسلل إليها في شرودها
_"لماذا كنتِ تبكين؟ .. هل أنتِ بخير؟"
مدت يدها بذهول تلامس الرطوبة أسفل عينيها .. كانت تبكي بالفعل .. ما الذي حدث لكل هذا؟ .. لماذا تبكي من أجله؟ .. لماذا تتذكره الآن؟ .. لكن مهلاً .. لا زالت تتذكر قبل أن تستيقظ .. لقد عاد ما أن نادته .. لقد التفت .. ما أن طلبت منه ألا يذهب .. عاد إليها .. ناداها .. ناداها كما تعود أن يناديها دائماً .. هي استيقظت في لحظتها .. مع ندائه .. لقد فعلت .. رفعت عينيها تنظر له بحيرة أكبر .. هل هو من ناداها أم (عماد) حلمها؟ .. هل سمعت جيداً؟ .. أم أنّها كانت لا تزال داخل حلمها حين فتحت عينيها؟ .. انتزعها من شرودها وقد أقلقه شحوبها فمال مقترباً منها هاتفاً بلهفة
_"أرجوكِ .. لا تقلقيني هكذا (سؤدد) .. لماذا لا تردين؟"

تحشرجت أنفاسها وهي تتراجع مبتعدة عنه تبحث عن مسافة آمنة وقد أربكها كل ما يحدث .. كل التخبط الذي تشعر به داخلها والأفكار غير المفهومة التي تعصف برأسها .. همست بشحوب
_"أنا بخير .. كان مجرد حلم .. أنا بخير"
لم تمنحه الفرصة لسؤال آخر وهي تأخذ نفساً عميقاً لتردد بخشونة
_"هل قاربنا الوصول؟"
تأملها لبرهة بعينين قلقتين قبل أن ينظر في ساعته ويتمتم بخفوت
_"لقد اقتربنا .. حوالي نصف ساعة إن شاء الله ونصل"
_"جيد"
هزت رأسها متمتمة بها وهي تشيح بوجهها عنه وتغمض عينيها تمنعه من محاولة التواصل معها بأي شكل .. لا تريد أن تسمع شيئاً ولا أن تفكر في شيء، لكنّها لا تستطيع .. تلك الأفكار لن ترحمها وربما يكون إحساسها ينذرها بشيءٍ ما .. شيء لا تستطيع فهمه أو رؤيته بوضوح في هذه اللحظة .. من يدري قد تراه بكل وضوح قريباً جداً.
************************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 02:08 AM   #617

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ارتجفت يدا (سديم) وهي تتشبث بيد (آدم) وتنفست بصعوبة ليهمس وهو يضغط على يدها
_"اهدأي حبيبتي .. كل شيء سيكون على ما يرام"
التفتت له بنظرة ضائعة ورددت بينما المصعد يرتفع بهما إلى الطابق المنشود بالفندق
_"أنا خائفة (آدم) .. لم أشعر بهذا التوتر في حياتي"
ضمها إليه برفق هامساً
_"لا تخافي أنا معكِ حبيبتي ... لو وجدتِ صعوبة في الاستمرار يمكننا أن نذهب متى أردتِ"

هزت رأسها وهي تتمتم بارتجاف وشحوب
_"لا .. أريد أن أنتهي من كل هذا .. لا أريد أن أستمر في الماضي"
ورفعت عينيها اليائستين له كأنها تبحث عن دعمه وتابعت
_"لو هربت مجدداً فلن أتوقف عن الهرب طيلة حياتي .. أريد أن أتوقف عن الهرب وأبدأ حياتي معك كما كان يجب أن أفعل منذ وقت طويل"
ابتسم لها في حنان ورفع كفها وقبّل راحتها قائلاً بحب
_"بالتأكيد حبيبتي .. لن تخسري شيئاً إن استمعتِ لهما .. هذا حقهما وحقكِ أيضاً .. يجب أن تغلقي تلك الصفحة وتداوي ذلك الجرح لتتمكني من متابعة حياتكِ"
أومأت وهي تبتسم بارتجاف وضغطت على يده هامسة بحزم خافت
_"سأفعل بالتأكيد"
قالتها وعادت تنظر أمامها وعيناها تتابعان الأرقام التي تقترب من هدفهما بينما تأملها هو في حنان ممتزج بشفقته وهو يتذكر كيف أقنعها بصعوبة أن توافق على مقابلة جديها .. لا يصدق ما عرفه بعد زيارة (بيير) لهما وطلبه للتحدث معها في أمرٍ شديد الأهمية .. لا يعرف كيف قاوم نفسه ولم يلقه خارج منزله وهو يجلس معهما وعيناه تشعان نيران غيرة حاول التحكم بها وهو يجلس مقابل خصمه الذي كان يخبر زوجته بأنّ جديها قدما من فرنسا لرؤيتها والحديث معها .. شحوب وجهها انتزع كل تفكير آخر داخله ونسى غيرته وهو يرى كيف حالتها التي انقلبت وارتجافها الشديد بينما تهمس بذهول

_"هذا مستحيل"
ردد (بيير) وهو يقطب حاجبيه

_"لماذا مستحيل (سيلينا)؟ .. أخبرتكِ بعد أن عرفتِ الحقيقة أنّهما يرغبان في رؤيتكِ .. لقد حضرا الجنازة خصيصاً ليرياكِ ولولا إقناعي لهما يومها لما انتظرا .. أنا طلبت منهما أن يمنحاكِ الوقت حتى تتجاوزي صدمة كل ما عرفته وتتمكني من رؤيتهما والحديث معهما .. أنتِ أسرعتِ بالهرب فور أن أخبرتكِ برغبتهما وهما رغم صعوبة الأمر أتيا ليقابلاكِ"
هتفت بحدة
_"أنا لن أقابل أحداً .. أخبرهما بهذا .. لم يكن هناك داع ليتعبا نفسيهما"
لامس كتفها قائلاً

_"اهدأي حبيبتي"
بينما هتف (بيير) بضيق

_"استمعي لهما (سيلينا) .. إنّه حقهما على الأقل"
وقفت هاتفة

_"حقهما؟ .. لا .. ليس حقهما .. لقد خسرا حقهما عندما تخليا عن ابنتهما وتركاها تحارب الحياة بمفردها .. لم يفكرا فيها عندما حاولا إرغامها على الزواج من ذلك الـ .. تباً .. ليس من حقهما بعد كل ما فعلاه"
هتف (بيير) وهو يقطب حاجبيه بشدة
_"لا تكوني قاسية (سيلينا) ولا تتحاملي عليهما دون أن تعرفي الحقيقة كاملة .. جدكِ كان مجبراً ووالدتكِ هي من هربت وتركتهما في وضع حرج أمام الجميع .. ألم تفكري في وضعهما وقتها؟ .. كان يمكن لـ(كارل) أن يؤذيهما انتقاماً لفعلة والدتكِ .. ضعي نفسكِ مكانهما .. لقد غضبا بالفعل منها عندما تخلت عنهما وعن كل شيء وعن ديانتها أيضاً وذهبت لتتزوج من رجل آخر دون وجودهما، لكنّهما نسيا كل غضبهما عندما عادت إليهما واحتوياها حتى لحظاتها الأخيرة وسامحاها على كل شيء .. أنتِ عانيتِ من الظلم طويلاً (سيلينا) فلا تظلمي أنتِ الأخرى .. قابليهما وتحدثي معهما وقرري بعد أن تعرفي كل شيء .. لا تقسي عليهما"
ارتجفت شفتاها بعجز وجلست ببطء بينما يتابع برفق
_"لقد عانيا كثيراً مثلكِ يا (سيلينا) فلا تزيدي معاناتهما .. لقد خسرا ابنتهما وهي شابة ولم يعرفا أنّ لهما حفيدة بقيت ذكرى منها وتألما كثيراً عندما عرف ما حدث لكِ في حياتكِ .. لقد تعذبا طويلاً ومن حقهما أن يرتاحا قليلاً بعد كل هذا العذاب .. جدكِ مريض ورغم هذا أصر على السفر لرؤيتكِ"
رفعت رأسها تنظر إليه بعينين غشيتهما الدموع ليبتسم
_"إنّهما ينتظرانكِ وقالا أنّهما لن يسافرا حتى تقرري مقابلتهما"
قطب وهو ينظر له وتلك الابتسامة أعادت استفزازه فرمقه بضيق ليبتسم (بيير) باستخفاف أشعل دمه أكثر .. تنفس بقوة وهو يلتفت إليها ليراها مطرقة برأسها تفكر .. يدرك صعوبة الأمر عليها .. ما فهمه من حديثهما وما أخبرته به سابقاً يجعله يعرف هذا .. إنّها تتألم وخائفة، لكنّه معها ولن يتركها تواجه كل هذا وحدها .. ناداها بخفوت لتلتفت له بحيرة فابتسم مربتاً على كتفها
_"لا تضغطي على نفسكِ حبيبتي .. خذي وقتكِ في التفكير"
قطب (بيير) في ضيق مع كلماته وردد بحنق
_"لماذا تدخل في الأمر؟ .. أنت ليس لديك أي فكرة عن .."
قاطعه ببرود وهو يلتفت إليه
_"كل ما يخص زوجتي يخصني وليس من حق أي شخص آخر أن يتدخل"
تراجع (بيير) للخلف وقد اعتمت عيناه بشعور منحه بعض الارتياح .. هذا أفضل من أن يستسلم لمشاعر كراهيته فيلكمه كما يتمنى .. يكفي أنّه تحمل وجوده في بيته من أجلها كل هذا الوقت .. سمعها تهمس بخفوت
_"أين هما الآن؟"
التفتا إليها ليتمتم (بيير) مجيباً
_"لقد نزلا في أحد الفنادق .. كانا يريدان المجيء معي لكنّهما خشيا من رد فعلكِ وأرادا منحكِ بعض الوقت حتى تقرري"
تنهدت وهي تتراجع مسندة ظهرها للأريكة وخفضت رأسها تنظر لكفيها المرتجفتين ليتنهد بحرارة ومد يده يحتضن كفها فرفعت وجهها له فهمس
_"أنا معكِ في أي قرار حبيبتي"
لم يحتمل (بيير) أكثر فقال وهو ينهض
_"حسناً (سيلينا) .. سأترككِ لتفكري في الأمر، لكن لا تنسي ما أخبرتكِ به .. لا تظلميهما أنتِ أيضاً"
نهضت بالمقابل ليقف هو بجوارها بتملك ما أن لمح نية (بيير) الاقتراب منها ليقول ذلك الأخير
_"سأنتظر اتصالكِ فور أن تقرري وآمل ألا تخذليني لآخر مرة"
قطب مع كلماته الأخيرة التي لامسها اليأس بطريقة أثارت ضيقه أكثر وتنفس بقوة وهو يمسك يدها بتملك أكبر ليرتفع ركن شفتيّ (بيير) وهو ينظر له بسخرية مريرة وتحرك بعدها ليغادر وحاولت هي التحرك خلفه لتودعه فضغط على كفها وهمس يخبرها أن تنتظر وهو سيوصله للخارج .. كانت متعبة لتجادل فتركته يفعل وذهب هو خلف (بيير) ليجده قد وصل إلى الباب الخارجي وغادر متجهاً لسيارته .. كان على وشك أن يناديه، لكنّه تراجع وراقبه وهو ينطلق بسيارته بسرعة فضحت انفعاله .. توقف هو مكانه للحظات قبل أن يعود إليها ليجدها ترتجف محاولة التحكم في دموعها التي سرعان ما تحررت فور أن أحاطها بذراعيه وضمها إليه .. تركها حتى تهدأ قبل أن يفتح معها الموضوع من جديد.
انتبه من أفكاره على ضغطة يدها حين انطلق صوت تنبيه المصعد يعلن عن وصولهما للطابق المنشود وانفرج الباب لتنظر إليه بتردد وقد عاودها توترها فاحتضن يدها بقوة وهو يتحرك ليغادرا المصعد

_"لا تخافي (سديم) .. أنا معكِ حبيبتي .. تذكري ما اتفقنا عليه .. ستستمعين لهما بهدوء حتى يخبراكِ بكل ما يريدان .. أنتِ هنا لتتجاوزي ألم الماضي، حسناً؟"
أومأت وهي تبتسم بارتجاف بينما يتابعان طريقهما نحو الجناح الذي أخبرهما (بيير) عنه ومع كل خطوة كان توترها يزداد بينما عقلها يسترجع صورتهما في المرة الوحيدة التي رأتهما فيها .. تنفست بقوة وهما يتوقفان أمام باب الجناح الذي طرقه (آدم) بينما يضغط على كفها بدعم وسرعان ما انفتح الباب ليطل (بيير) وابتسم ما أن رآها لتبهت ابتسامته فور رؤيته له وخفض عينيه ينظر لكفيهما المتعانقين ليرفع (آدم) أحد حاجبيه متحدياً فتنهد (بيير) بقوة وقال وهو يتراجع للخلف مشيراً

_"مرحباً (سيلينا) .. مرحباً سيد (آدم) .. تفضلا .. إنّهما بالداخل"
خطت بتردد إلى داخل الجناح ليتبعها (آدم) بعد أن رمق (بيير) بنظرة متجهمة قابلها ذلك الأخير بأخرى مماثلة وهو يزفر بحنق قبل أن يغلق الباب بقوة ويتبعهما.
زفرت (سديم) بحرارة وقلبها يرتجف بشدة وهي تخطو بجوار (آدم) وتوقفت خطواتها فجأة ما أن وقعت عيناها على الشخصين اللذين كانا يقفان أمامها في الغرفة الواسعة وملامحهما تعكس توتراً ماثل توترها الشديد .. أخذت نفساً عميقاً وهي تنظر نحوهما بارتباك وتوقفت عيناها على وجه جدتها التي نظرت لها بلهفة وعيناها ابتلتا بالدموع وهي تهمس اسمها بينما تستند لجدها من شدة التأثر .. تحركت نحوهما ببطء لتترك المرأة زوجها وتتحرك نحوها ودموعها بدأت تسيل فوق خديها حتى توقفت أمامها مباشرة وطافت عيناها على وجهها بلهفة وحنان شديدين ورفعت يدها المرتجفة لتلامس خد (سديم) التي ارتجفت بقوة وسمعتها تردد باكية
_"انظر يا (جوزيف) .. انظر .. إنّها صغيرتنا .. ابنة (إيفا) .. صغيرتي .. يا إلهي .. هل ترى كم تشبه صغيرتنا؟"
دمعت عينا (سديم) مع كلماتها بينما رفعت جدتها كلتا يديها لتعانق وجهها وعيناها تطوفان على كل خلية قبل أن تجهش بالبكاء وهي تضمها بين ذراعيها وهي تهتف
_"حبيبتي .. صغيرتي .. آه يا طفلتي المسكينة .. هل ترى يا (جوزيف)؟ .. آه يا حبيبتي"
سالت دموعها وهي تستسلم لعناقها بينما تسمع همسات جدتها تناجي ابنتها الراحلة وتخبرها أنّ طفلتها وصلت إليهما بأمان .. رفعت عينيها لتلمح جدها الذي وقف وعيناه الدامعتان بتأثر معلقتان بزوجته وبها .. عرفت أنّه يقاوم مشاعره بصعوبة ووجدت نفسها تمنحه ابتسامة صغيرة باكية ليقترب منهما ببطء حتى توقف بجوارهما ومد يداً مرتجفة يمسح على شعرها في حنان وهو يهمس بتحشرج باك
_"أنا أرى عزيزتي (كلارا) .. أنا أرى"
استسلمت (سديم) تماماً لحظتها ونسيت كل عنادها .. كل رغبة طفولية حانقة داخلها اختفت فور أن شعرت بحنانهما .. حضن جدتها الدافيء ودموعها ولمسة جدها الحانية .. أغمضت عينيها وتركت دموعها تسيل بينما يد جدها تواصل مسحها الحنون فوق شعرها وهمسات جدتها تتسلل لقلبها تداوي ألمه .. لقد تعبت من الهرب .. تعبت من قسوة ومرارة السنين الفائتة وعجزها عن الغفران لأقرب الناس إليها .. لا تريد أن تواصل هذا .. لن تعاند أكثر .. لا تريد أن تسمع أي مبررات .. هي لا تحتاجها .. لن تخسر شخصاً جديداً من دمها أو تتركه يتوسل غفرانها .. ليست وحدها من تألم هنا ... والدها تألم طويلاً وهي لم تر هذا في غمرة كراهيتها ونقمتها .. هما أيضاً تألما وندما وعانيا طويلاً .. يمكنها أن تشعر بهذا .. رفعت ذراعيها تحتضن جدتها بالمثل تشم فيها رائحة أمها الراحلة وتودع بها آلاماً وأحزاناً طالت لسنوات وحان لها أن تودعها أخيراً .. حان لهم أن يودعوها جميعاً.
*****************
مالت (راندا) تحتضن (رهف) وعيناها تدمعان بشدة بينما تهمس
_"سأشتاق إليكِ كثيراً حبيبتي .. اعتني بنفسكِ جيداً"
ابتسمت (رهف) وهي تُربّت على ظهرها هامسة من بين دموعها
_"وأنا سأشتاق لكِ كثيراً (رورو) .. اهتمي بنفسكِ وبأخي"
وابتعدت لتلامس بطنها بحنان
_"واهتمي جيداً بابن أخي الحبيب .. سأعود بإذن الله قبل أن يولد .. لن أغيب عن هذه اللحظة .. سأبذل كل جهدي لأتحسن بسرعة"
ومالت تهمس بقرب بطن (راندا) التي ضحكت على حركتها
_"لا ترهق ماما كثيراً يا صغيري .. عمتك ستشتاق لك كثيراً حبيبي"
ابتسم (هشام) الذي كان يقف بقربهما ينظر لها بحنان امتزج بالحزن واقترب حين رفعت عينيها تنظر له بنظرة مليئة بالأسى والاعتذار فمال ليحتضنها وهو يهمس بحنان
_"اهتمي بنفسكِ وبأمي حبيبتي ولا تقصري في العلاج .. إن شاء الله تعودين لنا بالسلامة .. أنتِ ستغادرين البيت الآن على كرسيكِ .. أريد أن تكون هذه هي المرة الأخيرة له هنا .. أنتِ ستعودين وتدخلين للبيت على قدميكِ بإذن الله تعالى"
همست وهي تحتضنه بقوة باكية

_"إن شاء الله أخي .. لا تغضب مني أرجوك .. أنت تعرف أنّني لم أملك خياراً آخراً .. لا تغضب مني وادع لي كثيراً"
ضمها بحب رغم شعوره بالألم لانحنائه والألم الذي ينخر بقلبه لأجلها ولأجل (عاصي)
_"لست غاضباً منكِ حبيبتي .. أنا أدعو لكِ دائماً .. تذكري أنّني معكِ بكل لحظة حبيبتي ... لا تهملي صحتكِ وتحسني وعودي لنا بأسرع وقت"
_"سأفعل أخي .. أعدك"
اعتدل مبتعداً بعد أن قبل رأسها بحب والتفت نحو أمه التي كانت تتأملهما باكية وتحرك ليحتضنها وتنفس بقوة يحبس رائحتها الحبيبة بصدره وهو يهمس
_"سأشتاق لكما كثيراً حبيبتي .. ليتني كنت بصحتي لأرافقكما"
مسحت على ظهره بحنان
_"لا تقلق علينا بني .. سنكون بخير .. لا تشغل بالك أنت وركز على التحسن بسرعة واهتم بنفسك وبزوجتك جيداً"
_"سأفعل حبيبتي"
ابتعدت تنظر له تتشبع من ملامحه ورفعت يدها تمسح على خده بحب وهمست بتحشرج

_"واهتم بـ(عاصي) أيضاً بني .. أعرف أنّه سيغضب كثيراً، لكن حاول أن تحتوي غضبه .. أنت أخوه الكبير وقادر على التحكم بغضبه ومشاعره .. أخبره أن يسامحني .. أنّني كنت مجبرة ولم أقصد جرحه أبداً"
تنهد بقوة وهو يفكر في (عاصي) الذي هو متأكد منذ اللحظة أنّه سيقيم الدنيا ولن يقعدها فور عودته حين يعرف بسفر (رهف) لوجهة لن يعرفها أبداً .. لقد وعدها بهذا ولم يكن أمامه خيارٌ آخر .. انتبه لابتعاد أمه حين اقتربت منهما (راندا) لتحتضنها مودعة واستمع لها بأسى وهي توصيها به وبجنينها .. دخلت إحدى الخادمات في نفس اللحظة لتقول
_"سيدة (سلمى) .. كل الحقائب في السيارة والسائق مستعد بالخارج"
شكرتها بابتسامة رقيقة قابلتها الفتاة بأخرى امتزجت بحزنها لفراق سيدتيّ المنزل قبل أن تتحرك في اتجاه المطبخ لتصطدم بزميلتها التي كانت واقفة جانباً تراقب الوضع بانتباه وبحاجبين معقودين فسألتها بحدة
_"(سهى) .. ما الذي تفعلينه هنا؟ .. لماذا تركتِ عملكِ بالمطبخ؟"
التفتت إليها الفتاة ترمقها بحنق وهتفت

_"ما الأمر يا (منال) هانم؟ .. كنت في طريقي لأحضر شيئاً من الخارج .. شردت قليلاً مع المشهد .. هل ارتكبت خطأً لا سمح الله؟"
رمقتها الفتاة بنظرة مليئة بالضيق وهزت رأسها وهي تهمس بينما تمر جوارها في اتجاهها للمطبخ

_"هداكِ الله .. فضولكِ هذا سيؤدي لطردكِ في النهاية"
رددت وهي تهز كتفيها بلا مبالة

_"اهتمي بشؤونكِ الخاصة ولا تقلقي بشأني"
رمقتها بحنق وزفرت وهي تواصل طريقها بينما تهمس بخفوت
_"يا لكِ من بغيضة وخبيثة .. فليقطع ذراعي إن لم تكن ورائكِ مصيبة ما"

همستها بصوتٍ لم يصل إلى (سهى) التي كانت بكل تركيزها مع أسرة (رضوان) وعيناها الحاقدتان معلقتان بـ(راندا) التي كانت غافلة عنها بينما تتبع زوجها للخارج خلف أمه وشقيقته وهي تمسح دموعها محاولة التحكم بمشاعرها لاقتراب الفراق .. وقفت بالقرب تنظر لهما و(سلمى) تفتح الباب وتأملت زوجها بحزن لأجله بينما ينحني رغم تعبه ليرفع شقيقته عن كرسيها ويضعها في المقعد ليميل ويقبل رأسها مرة أخيرة ويغلق الباب .. التفت بعدها ليعانق أمه قبل أن تجلس بجوار ابنتها وتراجع ليقف بجوار (راندا) يراقبان السيارة تبتعد بهما حتى غابت عن ناظريهما فمالت تسند رأسها لكتفه هامسة بنبرة باكية
_"يا الله .. أنا أشتاق لهما من الآن"

ابتسم بحنان وأسى وهو يضمها إليه ويشدها عائدين للداخل
_"أنا أيضاً حبيبتي"
همست بأسف
_"(عاصي) سيغضب جداً يا (هشام) عندما يعرف أنّك تعمدت جعله يسافر في ذلك العمل حتى لا يمنع سفر (رهف) .. ماذا ستفعل معه؟"
تنهد بقوة وهو يتحرك معها نحو السُلم متجهين إلى شقتهما
_"لا أعرف حبيبتي .. سأحاول معه .. لن يستمر في غضبه عندما يعرف أنّ هذا في صالح (رهف)"
سألته بقلق
_"ماذا لو أصر على معرفة مكانها؟ .. ماذا لو بحث بنفسه وعرف مكانها وأصر على السفر؟ .. أخشى أن .."

ربّت على كفها قائلاً
_"إن شاء الله سأتحدث معه بهدوء عندما يعود .. سأخبره أنّ هذا كان قرار (رهف) وأنّه لو أرادها أن تتحسن وتكمل علاجها لن يحاول البحث عنها أو السفر لها .. (عاصي) سيتفهم الأمر في النهاية ويرضخ له، رغم أنّ هذا سيجرحه كثيراً لو عرف أنّها ترفض وجوده معها في رحلة علاجها وأنّها اختارت الابتعاد عنه تماماً حتى تتعافى من جرحه لها ومن حادثها أيضاً .. هو سيفكر في صالحها وشفائها ولو كان هذا على حساب ألمه ورغبته في الوجود معها في هذا الوقت بالذات"
تنهدت وهي تفكر في (عاصي) مشفقةً عليه بعد أن سافر في الصباح الباكر دون أن يعرف أنّ زوجته ستسافر هاربةً منه .. تعرف أنّ (عاصي) يحب (رهف) كثيراً رغم كل غبائه السابق .. هو يشبهها وكلاهما ندم في النهاية على عناده وجرحه لشريك عمره ... اختلست النظر لوجه (هشام) الشاحب .. لقد أجهد نفسه كثيراً وحزنه لمغادرة والدته وشقيقته زاد من تعبه .. مدت ذراعها تسنده إليها قليلاً وهما يصعدان السُلم ليبتسم في حب وهو يسندها له بدوره في دعم واهتمام بينما يهمس
_"سيكون كل شيء على ما يرام حبيبتي .. لا تقلقي"
بادلته ابتسامته بمثلها وهي تهمس

_"إن شاء الله حبيبي .. إن شاء الله ... أنا لا يقلقني شيء ما دمت أنت بجواري .. هذا يكفيني لتختفي كل مخاوفي"
تابعا طريقهما نحو شقتهما وهما يستمدان الدعم والأمل من بعضهما غافلين عن العينين اللتين كانتا تتابعانهما منذ عادا لداخل الفيلا وحتى اختفيا في اتجاه شقتهما وصاحبة العينين تهمس بحقد
_"تمتعي قليلاً يا سيدة (راندا) .. قريباً جداً ستخسرين كل شيء .. قريباً جداً"
انتفضت بخفوت عندما سمعت صوت (منال) تهتف من داخل المطبخ
_"تباً يا (سهى) .. ماذا تفعلين عندكِ كل هذا الوقت؟ .. الطعام يكاد يحترق يا هذه"
تأففت بحنق وهي تهمس من بين أسنانها

_"اللعنة عليكِ أنتِ الأخرى .. لم يكن ينقصني وجودكِ أنتِ أيضاً"
رمت نظرة حاقدة أخيرة في الاتجاه الذي اختفت فيه (راندا) وعادت تتحرك نحو المطبخ وهي تتوعدها داخلها وتحسست هاتفها المحمول داخل جيبها وهي تفكر في (سامر) .. يجب أن تتصل به وتخبره بكل ما حدث وتعرف منه خطوته الجديدة .. هو أخبرها أن تراقب الأوضاع وسيخبرها باللحظة المناسبة لتتدخل فيها .. ستخبره ليقرر ماذا سيفعل .. البيت خال والفرصة سانحة .. ما الذي ينتظره؟ .. دخلت المطبخ لتجد (منال) واقفة أمامها وقد تخصرت لتزفر بضيق وتجاهلتها تماماً وهي تتجه لتنهي عملها وشيطانها يضيف تلك الأخيرة إلى قائمة الأشخاص الذين تتمنى التخلص منهم للأبد.
أنهت عملها بسرعة وتحججت برغبتها في الذهاب لغرفتها وما أن اختلت بنفسها حتى أسرعت تتصل به وتبلغه بكل ما حدث وحين أنّهت المكالمة كانت تتنفس بقوة وشحوب وهي تجلس فوق حافة الفراش تتطلع أمامها بقلق .. تحسست قلبها بخوف وهي تفكر فيما طلبه منها .. حسناً .. هي تعرف أنّه يريد الانتقام وتمنت أن تساعده في استرداد حقه والانتقام ممن آذوه .. لكن .. ما يطلبه منها الآن .. كيف .. كيف تفعله؟ .. كيف يريدها أن تفعل هذا بنفسها؟ .. وهي ماذا ستفعل؟ .. ماذا لو .. ماذا لو انكشف أمرها؟ .. نظرت لهاتفها بتردد وارتجفت وهي تفكر .. الأهم من هذا .. هل .. هل تجرؤ أصلاً على فعلها؟.
*****************
انتهى الفصل الثامن والعشرون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة للجميع

أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 02:19 AM   #618

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد والياسمين

نزل الفصل أخيرا .. سامحوني على التأخير واعذروني لو شعرتم إنّه قصير .. رغم إنّه طويل نسبياً بس ضغط الامتحانات قاتل للأفكار
إن شاء الله يعجبكم الفصل ومتحسوش إنه قصير .. بقول لتاني مرة
سؤال أخير حبايبي وعلى أساسه هحدد .. هل لو تابعت تنزيل الرواية برمضان ولو حتى فصل كل عشر أيام هتقدروا تتابعوا ولا تفضلوا إيه؟
أنا كنت ناوية أتابع وأنزل فصل طويل كل عشر أيام أفضل من إني انقطع عنكم تاني لفترة طويلة بس ترددت لأني مش عارفة فعلاً هتقدروا تتابعوا ولا لأ
مستنية رأيكم

ومتنسوش تدعوا لي كتييير

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 02:31 AM   #619

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Vlora مشاهدة المشاركة
مساء الخير، مشتاقة ومتحمسة جدًا لجزء الليلة أتمنى أن يكون طويل

عزيزتي مي أريد أن اسألك هل ستتوقف الرواية في شهر رمضان المبارك أم أنك ستستمرين بالكتابة والتنزيل؟



مساء الياسمين يا قمر نورتيني كتير
إن شاء الله يعجبكِ فصل الليلة وتحسي إنّه طويييل ومش قصير أبداً

كنت بفكر أتابع تنزيل الرواية بس مش عارفة لو نزلت فعلاً في رمضان هتقدروا تتابعوا معايا ولا لأ؟


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-05-19, 09:49 AM   #620

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

لا تتركينا برمضان، عادي نزلي جزء كل 10 ايام مو لازم كل اسبوع بس لا تتركينا 😢

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.