آخر 10 مشاركات
527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-05-19, 03:54 PM   #661

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديمة دمدوم مشاهدة المشاركة
كتير حلوة هالرواية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديمة دمدوم مشاهدة المشاركة
ارجو ان تكون ممتعة متل الجزء الاول

تسلمي كتير يا جميل

إن شاء الله تحبيها وتستمتعي بها أكتر من الجزء الأول

منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-05-19, 06:14 PM   #662

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

اكسلنس مافيش كلام ...ربنا يوفقك ويزيدك ويفرحك بالنجاح والخير انت واحبابك

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-19, 04:28 AM   #663

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ايه الحماس و القفلة المرعبة دي يا ميووش😱
ههههه انزلي باللي بعده بسرعة الله يكرمك 🙆🙆

حادثة عماد فكرت سؤدد باللي حصل لعماد زمان و تقريبا هتعرف انه عماظ بقى
بس ايه النحس دا
كانت خطتها ايه عشان تهرب من عماد ؟؟
واضح ان توفيق مراقبها و سرق منها الفلاشة ...
بس مين اللي صورهم و هيستفاد ايه من الصور 🤔
و سؤدد هتكمل خطتها في الانتقام بعد اللي حصل ؟،


و عندنا انتقام تاني ..
ليزا .. و انا اللي كنت فاكرة ليزا زوجة ماتيو طلعت بتتنقم لاختها و خايفة على تيو ..
بس معقول واحد زي توفيق و ابنه هيسيبه ليزا تتدور وراهم و عايزة توقعهم و يسييوها و ميكونش عارفين 🤔🤔
يعني توفيق يتخاف منه و هو عارف بكل الخيوط اللي حواليه 😑

سديم هتعرف ايه من مذكرات امها 🤔
و هتقابل جد ادم امتى ؟؟

هههههههعه بيبر مستفززز مع ادم
بس صعبان عليا و انت لازم تراضيه 😔
متسبهووش كداا 😂


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:38 AM   #664

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فجر الخير حبايبي .. أخباركم إيه وعاملين إيه في الصيام
ربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال يا رب
إن شاء الله هبدأ تنزيل الفصل الجديد حالاً ودعواتكم النت ما يغدرش بي لحد ما ينزل الفصل بسلام
الفصل طويل وفيه مفاجآت وصدمات .. إن شاء الله يعجبكم

أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:39 AM   #665

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثلاثون
التقط (منذر) هاتفه فور أن وصله تنبيه الرسائل وقطب حاجبيه بقلق وهو يطالع الصور التي أرسلها رجله ليكز على أسنانه ويضرب على مكتبه بقوة وهو يهتف
_"تلك الغبية .. ماذا تعتقد أنّها تفعل؟"
إلى أي مدى ستخاطر بحياتها تلك الحمقاء؟ .. تباً .. لماذا يشغل نفسه بها أصلاً؟ .. لقد ذهبت للجحيم بقدميها .. كل ما فعله ليبعدها عن خطر والده ورجاله وليقنعه أنّها توقفت عن النبش خلفهم بعد إصابة زميلها، تذهب هي الآن لتضع نفسها أمام الخطر نفسه .. ضرب رقماً بسرعة وانتظر حتى سمع صوت محدثه ليقول بصرامة
_"اسمع .. واصل مراقبتك لها جيداً .. أريد أن أعرف ما الذي سافرت لتفعله هناك ... لا تجعلها تغيب عن عينيك وحاول إبعادها بقدر استطاعتك عن الخطر .. حسناً سأنتظر الأخبار"
أغلق الهاتف وألقاه جانباً وهو يزفر بحنق .. ما الذي تفعله تلك الحمقاء بنفسها؟ .. (توفيق) لن يتركها وشأنها هذه المرة لو ثبت له أنّها لا زالت تبحث خلفهم .. لن يرحمها .. وهو سبق وحذرها تلك العنيدة لكنّها لا تصغي أبداً .. تراجع في مقعده متنهداً بقوة وهو يتذكر رد فعل والده حين عرف بشأنها أول مرة .. كيف تألقت عيناه بنظرة يعرف معناها جيداً؟ .. كان يجب أن يعرف أنّه يتسلى بها ويراقب لعبتها باستمتاع صياد لعين .. ما الذي عليه فعله الآن؟ .. عاد يلتقط الهاتف ويتطلع للصور بتركيز وتركزت عيناه على صورة حارسها ليبتسم بقلة حيلة
_"ربما ليس عليّ فعل شيء في النهاية .. من الواضح أنّه سيعرف كيف يحميها جيداً"
هز رأسه متخيلاً رد فعل (ليلى سليمان) لو أخبرها ما يعرفه عن ابنها الأكبر .. منذ عرف بوجوده قرب (سؤدد) وفهم خطته وهو يقاوم رغبته في صفع (ليلى) بما يفعله ابنها العزيز الذي من الواضح أنّه تخلى عن انتقامها تماماً وغارق حتى أذنيه مع ابنة عمه الحبيبة .. لابد أنّها تعرف (عماد) جيداً ولهذا وضعت خططاً جانبية مع ابنها الآخر .. ذلك الأحمق .. اتسعت ابتسامته وهو يلقي نظرة أخيرة على الصور وتوقفت عيناه على وجه (سؤدد) .. يتمنى لو يرى رد فعل تلك العنيدة حين تكتشف ما غفلت عن رؤيته طوال الفترة السابقة وتدرك هوية حارسها الحقيقية .. سيكون مشهداً يستحق الرؤية بالتأكيد، لكنّه للأسف ربما لا يحالفه الحظ أبداً برؤيته .. استند لظهر المقعد وهو يغمض عينيه .. حسناً .. ربما كل ما عليه فعله الآن هو مراقبة الأمور فحسب ومن يدري ربما يتدخل من بعيد إن احتاج الأمر تدخله كما فعل من قبل .. فتح عينيه مع رنين هاتفه ومد يده يلتقطه ليتطلع ببرود نحو الاسم الظاهر فوق الشاشة .. زفر بقوة وهو يفتح المكالمة ليأتيه صوتها الناعم الذي زاد ضيقه مذكراً إياه بما هو مضطر لفعله
_"مرحباً حبيبي .. اتصلت لأذكرك بحفل الليلة .. لا زلت على موعدنا، صحيح؟"
تمتم بهدوء

_"لا تقلقي أنا لم أنس .. سيمر السائق ليأخذكِ في تمام الثامنة .. كوني مستعدة"
رددت بدلال مستفز لأعصابه
_"لكن حبيبي .. لماذا لا تقلني بنفسك؟ .. لا أحب فكرة .."
قاطعها بنفاذ صبر

_"كوني مستعدة في تمام الثامنة"
جاوبه الصمت لحظة واحدة قبل أن تهمس بحزن لم يقنعه لحظة
_"حسناً كما تريد"
_"أراكِ مساءً"
قالها بجفاف وأغلق الهاتف وزفر بحنق .. ما الذي يفعله بنفسه؟ .. تباً له (توفيق) .. بسببه هو مضطر لافتعال كل هذا واحتمال تلك الفتاة التي بدأت تلتصق به كالعلقة .. ما كان عليه أن يتسرع في اختيار أي واحدة ترافقه هذه الفترة لمجرد رغبته في إبعاد (شاهي) عن الصورة حتى لا يؤذيها .. يعرف أنّ (توفيق) يراقبه ولا بد أنّه قد وصلته أخبار آخر علاقاته النسائية .. لقد عمل على أن يظهر معها في كل مكان يذهب إليه تقريباً وباتت الأخبار تتحدث عن علاقته العاطفية بالوجه السينمائي الجديد مع إضافة الكثير من البهارات بالطبع .. لا بأس .. هذا جيد ما دام يبقي (شاهي) في أمان .. مط شفتيه بأسى وهو يتذكر اتصالاتها الأخيرة به والتي حاول كثيراً تجاهلها والمرات القليلة التي كان يحدثها فيها كان يتحجج بسفره وانشغالاته الكثيرة .. لا يستطيع أن يخبرها بحقيقة ما يحدث ولا اضطراره للإبتعاد لكنّه مدين لها بهذا ... ارتفع صوت جهاز الاتصال الداخلي ليسمع صوت سكرتيرته تقول
_"سيدي .. السيدة (شاهيناز الصاوي) هنا وتطلب مقابلتك"
ها هي قد أتت بنفسها لتواجهه بسبب تباعده عنها ومن الواضح أنّها لم تقتنع بحججه الفاشلة وقد أتت تطالب بالإجابة وجهاً لوجه
_"سيدي"
انتزعته سكرتيرته من شروده ليقول بهدوء
_"حسناً .. دعيها تدخل"
قالها وتراجع للخلف منتظراً دخولها وعقله يبحث عن سبب مقنع يجعلها تبتعد من نفسها دون أن يخسر احترامها ومكانته لديها .. بعد كل شيء .. هو لا يريدها أن تكرهه بعد أن تعرف حقيقته المظلمة.
******************
فتحت (ليزا) عينيها ببطء وهي تتنهد بنعاس لتقطب بعد لحظات في حيرة وهي تنظر للمكان حولها قبل أن تشهق بخفوت وهي تعتدل .. ما الذي تفعله هنا؟ .. هل نامت في شقة (ريكاردو)؟ .. في غرفته؟! .. ضغطت على جبينها تحاول تذكر ما حدث ونزلت بعينيها تنظر لثيابها بتوجس لتتنهد في ارتياح عندما رأت نفسها ترتدي كامل ثيابها وعاودتها ذكريات الليلة الماضية بوضوح .. (ريكاردو) هو من فقد وعيه من كثرة الشراب وهي ساعدته في ذلك .. تذكرت قرص المنوم الذي وضعته له في أحد الكؤوس العديدة التي احتساها .. لم تكن لتخاطر أن يبقى بوعيه ويطلب منها البقاء معه كما حاول من قبل .. دفنت وجهها بين كفيها لتنساب خصلاتها المبعثرة وتنهدت بحرارة وهي تستعيد كيف أسندته لتساعده في الذهاب لفراشه وكادت تتركه وتذهب حين تمسك بها وأخبرها بنبرته الثملة أن تبقى معه .. ارتجفت بقوة وهي تتذكر قبلاته التي غزت وجهها وشعرها بينما يتوسلها بحرارة ألا تتركه وتذهب هذه المرة أيضاً .. رباه .. لقد كادت تستسلم وتلك الفتاة الحمقاء التي دفنتها داخلها بقسوة عادت لتتململ داخلها .. كانت رحمة القدر بها أن فقد وعيه أخيراً تحت تأثير ثمله الشديد ومفعول قرص المنوم .. لولا هذا لا تعرف ماذا كانت ستفعل؟ .. لم تكن لتسامح نفسها لو استسلمت لعدوها .. شيطانها كان يخبرها أنّ هذا ثمن بسيط مقابل أن تحصل على انتقامها في النهاية .. لكنّها لم تستطع أن تفعلها .. هل يمكنها أن تنام مع عدوها ببساطة لتنتقم؟ .. دوت كلمات (آنجيليكا) في أذنيها وهي تخبرها أن ما تحاول فعله خطر .. ترقرت الدموع في عينيها وهي تفكر .. ألا تعرف هذا؟ .. منذ أتت إلى هنا قبل سنوات وبدأت التخطيط للعبتها وهي تشعر أنّها تسير فوق حبل مهتريء على ارتفاع شاهق .. كل خطوة تتقدمها تزيد من احتمالية سقوطها وتمزقها إرباً .. تنفست بقوة تبعد هواجس خوفها وهزت رأسها وهي تتحرك لتنهض .. يجب أن تعود قبل أن تستيقظ (آنجيليكا) وإلا لن تخلص من لومها وتحقيقها .. تعرف أنّها ستنتظرها لتكملا حديثهما لكنّها في الوقت الحالي لا ترغب في التحدث عن شيء .. قبل أن تتحرك إنشاً واحداً شعرت بقبضة تحيط كفها وفي اللحظة التالية شعرت بجسدها ينجذب لتسقط فوق الفراش .. انتفض قلبها بفزع عندما وجدت نفسها ملتصقة بـ(ريكاردو) وسمعته يهمس بصوتٍ ناعس
_"لا تذهبي (دونا) .. لا تبتعدي"
نظرت في عينيه الناعستين بهلع بينما ابتسم وهو يلامس خصلاتها الناعمة برقة مذيبة قبل أن يغمض عينيه ويغرق في النوم من جديد وهو يهمس
_"ملاكي الجميل"

اتسعت عيناها بهلع أكبر وتسارعت أنفاسها وهي تحدق فيه بصدمة .. وتجمعت الدموع في عينيها بينما تدرك المصيبة التي حلت بها ورفضت الاعتراف بها قديماً .. حين التقته أول مرة وانجذبت إليه كالحمقاء .. ربما هو لا يتذكرها من الأساس وقتها .. كان هذا قبل أن تعرف من يكون في الحقيقة وتدرك أنّه ابن عدوها قاتل شقيقتها .. سالت دمعتان حزينتان من عينيها وهما تدوران على وجهه الوسيم وتنهدت بوجع .. يبدو كملاك بريء وهو نائم، لكنّها تعرف أي شيطان أسود يختبيء خلف هذا الوجه الوسيم .. لم تقاوم نفسها وهي ترفع يدها تلامس جفنيه وعينيه لتنزل بعدها وتلامس أنفه ثم شفتيه تشعر بأنفاسه تتردد بانتظام أمام أصابعها .. شهقت بخفوت وهي تبعد يدها ونهضت مبتعدة وقلبها ينتفض بارتياع .. لا .. هي لن تسقط من جديد .. لقد دفنت ذلك الإعجاب الأحمق بعيداً منذ عرفت حقيقته .. لن تأتي الآن لتفسد كل شيء .. ستخسر انتقامها وقبله نفسها وقلبها إن لم توقف نفسها .. إن دخل قلبها في اللعبة فسيفسد كل شيء .. هل ستسطيع أن تكمل انتقامها وقتها؟ .. عادت كلمات (آنجيليكا) تتردد من جديد .. هذا خطر .. ألقت نظرة أخيرة عليه ونهضت هاربة ولم تكد تغادر غرفته حتى توقفت وسط الردهة تتأمل الفوضى التي صنعها أمس .. زجاجات الشراب والسجائر المتناثرة فوق الطاولة الصغيرة والأريكة التي كان يجلسان عليها .. أظلمت عيناها وهي تتذكر حالته بينما يشكو لها دون توقف .. هزت رأسها بعنف تطرد ذلك الشعور اللعين بالشفقة بينما تتذكر كيف بدأ يهذي بين ذراعيها يشكو لها ظلم أبيه وغيرته من أخيه الكبير الذي رغم كل ما يفعله لا زال والده يفضله عليه، بينما هي كانت تهدهده وتستمع لهذيانه المندفع وتضمه إلى صدرها كأم رؤوم وتربت فوق ظهره بحنان صادق .. اقتربت تلتقط حقيبتها من فوق المقعد وعيناها لا تغادران الأريكة وعقلها يسترجع كل ما سمعته منها لتتوقف كل أفكارها وفكرة واحدة تلمع فجأة بعقلها .. ربما كان هذا هو الحل الذي كانت تبحث عنه .. لقد منحها بنفسه السلاح الذي قد يساعدها في انتقامها .. ألم تقترب منه منذ البداية لتستغله في الوصول لما يمكنها من تدمير (سيزار)؟ .. ربما كان هذا هو الطريق بالفعل .. الآن تعرف ماذا عليها فعله .. (ريكاردو) سيكون سلاحها .. يمكنها أن تستغل تلك المرارة والكراهية التي يشعرها نحو والده وأخيه وعندها سينتهي كل شيء على يده هو .. أشاحت بوجهها عن الأريكة وهي تضغط على قلبها بقسوة تطرد خيال ذلك الطفل الذي لجأ إليها البارحة يطلب احتواءها ويشكو لها ما يؤلمه لتذكر نفسها فقط بالشيطان الذي يسكنه والذي سيستيقظ بعد قليل ناسياً كل ما حدث .. لا وجود لذلك الطفل إلا في مخيلتها أما الشيطان فواقع وهو من سينفذ لها انتقامها بيديه .. فقط بقليل من الوسوسة من جانبها هي وسيقوم باللازم .. رفعت رأسها وحملت حقيبتها وتحركت تغادر في حزم تاركةً قلبها مع الخيال الذي تبخر فور مغادرتها وهي تردد داخلها بحزم .. لن تضعف أبداً .. لن تبيع نفسها ولا قلبها للشيطان ولو كان الثمن أن تنزع قلبها وتسحقه بيدها.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:41 AM   #666

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انهمرت دموع (سؤدد) وجسدها كان يرتجف رعباً بينما عقلها لا يتوقف عن صفعها بالحقيقة المرة .. هي السبب .. سيموت بسببها .. بسبب خطتها الحمقاء التي دفعتها لافتعال ذلك المشهد الأحمق .. كانت غافلة عن كل شيء إلاه .. لم تسمع صوت سيارة الإسعاف التي تقترب ولا أصوات الناس من حولها .. فقط صوت أنينه الذي عاد يتردد قرب أذنها هو ما جعلها ترفع رأسها بسرعة وتنظر له بعينين متلهفتين بينما تشعر بذراعه تعود لتشتد حولها وسالت دموعها أكثر وهي تراه يفتح عينيه بضعف فهتفت بلهفة
_"(مراد) .. أنت بخير؟ .. هل تسمعني؟ .. أجبني أرجوك"
ضغط على جبينه بألم وهو يغمض عينيه متأوهاً قبل أن يحاول النهوض لتهتف
_"لا تتحرك .. أنت مصاب و .."
نهض رغم محاولتها منعه وهو يهمس بألم
_"أنا بخير .. لا تقلقي"
ودارت عيناه عليها بلهفة وهو يقول
_"هل أصبتِ أنتِ بأي أذى؟ .. هل تتألمين في أي مكان؟"
نظرت له من بين دموعها وارتجفت شفتاها وهي تهمس مقاطعة

_"أنت بخير"
لم يكن سؤالاً .. كان رجاءً ... سالت دموعها أكثر وبدت في حالة غير طبيعية وهي تردد جملتها من جديد بارتجاف
_"أنت بخير .. يا الله .. أنت بخير"
ودون أن تشعر هي أو يتوقع هو كانت تندفع لتحيط عنقه بذراعيها وتهتف باكية
_"الحمد لله .. الحمد لله .. ظننت مكروهاً أصابك .. أنا آسفة"
خفق قلبه بجنون وهو يشعر بها بهذا القرب .. تحتضنه وتبكي لأجله بهذه الحرقة .. لم يدم ذهوله سوى لحظة رفع بعدها ذراعيه ليضمها له بقوة وهو يدفن وجهه في عنقها هامساً براحة حُرم منها لسنين طويلة
_"أنا بخير .. أنا الآن بخير .. الآن فقط أصبحت بخير"
بدا أنّهما نسيا كل العالم ولم يوقظهما منه سوى صوت أحد رجال الإسعاف يعتذر منهما ليستفيقا بصدمة وابتعدت هي بسرعة وارتباك شديد تملّكها، كأنما انتبهت لتوها لما فعلت .. لم يسمع صوت الرجل وهو يتحدث معه بينما يحاول فحصه وتقييم إصابته .. عيناه تعلقتا بوجهها الذي كان يحترق خجلاً وشفتها التي كانت تعضها بارتباك وندم واضح على تصرفها المندفع .. أفاق على صوت الرجل يقول
_"سيدي ... هل تسمعني؟"
التفت له وهز رأسه ليبدأ الرجل بفحص معدلاته الحيوية قبل أن يقول وهو يشير لزملائه

_"سنذهب للمشفى في الحال لإجراء باقي الفحوصات و .."
قاطعه قائلاً وهو يحاول النهوض
_"لا داعي .. أنا بخير و .."
هتفت هي بحدة
_"لا داعي لماذا؟ .. ألا ترى نفسك؟ .. أنت مصاب وفقدت وعيك بعد الصدمة .. هيا سنذهب معهم"
تحسس جرح رأسه الخلفي النازف وقال ببرود
_"أنا أعرف أنني بخير .. إنه مجرد جرح صغير وخدوش بسيطة .. لا داعي لذهابي للمشفى و .."
صرخت تقاطعه
_"اللعنة على برودك هذا .. أنت تنزف أيها الأحمق .. لقد صدمتك سيارة للتو .. توقف عن هذا العناد .. قلت سنذهب للمشفى وستقوم بكل الفحوصات اللازمة، هل فهمت؟"
ارتفع حاجباه مع هجومها العنيف بينما التفتت هي تتحدث إلى رجال الإسعاف ليتنهد مستسلماً .. يشعر بالتعب الشديد ليجادلها .. من الواضح أنّها لن تتركه حتى تطمئن على سلامته .. ارتسمت على شفتيه ابتسامة رقيقة وهو يتأملها بكل روعتها وثقتها التي عادت إليها أخيراً وملامحها القلقة بوضوح عليه .. غامت عيناه فجأة بشيء من الحزن وهما معلقتان بها وشعور غريب بالمرارة بدأ يتسلل إلى قلبه .. من المفترض أن يكون سعيداً لكل ما حدث فها هي أخيراً تتحرر من جليدها وتسمح لأول مرة لمشاعرها نحوه بالتحرر، لكن من الغريب أن يشعر الآن بالعكس .. هو سعيد .. لكن .. هذه السعادة للأسف ناقصة .. ناقصة جداً ومُرة للغاية.

*****************
قلّب (توفيق) بغير رضا في الصور التي وصلته مؤخراً لابنه الكبير مع فتاة شقراء مصطنعة في علاقة نسائية جديدة كما تعود منه .. مط شفتيه بضيق وهو يلتقط إحدى المجلات المتخصصة بنشر الشائعات والتي تتحدث عن علاقة (منذر) بتلك الممثلة الصاعدة .. ما الذي يفعله ابنه بالضبط؟ .. هل تخلى بسرعة عن تلك المرأة التي انتزعها من زوجها وهدده ليطلقها غصباً؟ .. يعرف أنّ الأمر ليس بهذه البساطة .. هو يفهم ابنه جيداً .. سواء رفض (منذر) هذا أو أقره .. هو يشبهه كثيراً .. يعرف أنّه يهتم لأمر تلك المرأة حتى لو ابتعد عنها .. تلك المرأة مختلفة عن كل من سبقها من النساء لحياة ولده .. كان يعرف أنّ كلهن علاقات وقتية لم تتعمق علاقته بهن ولم يتورط قلبه مع إحداهن .. تلك المرأة مست شيئاً داخل ولده .. ربما لم يصل الأمر بينهما للحب، لكنّها بالتأكيد احتلت جزءاً من قلبه واهتمامه وإلا فلماذا يحميها ويدافع عنها بهذه الطريقة .. إنّها مهمة كثيراً له ورغم هذا ابتعد عنها، لذا هو لا يملك في الوقت الحالي سوى مراقبة الوضع والانتظار ليرى إلى أين ستصل الأمور بينهما وعندها سيتدخل .. لن يسمح لأي امرأة أن تفسد ما فعله طيلة السنوات الماضية .. لقد كادت واحدة أن تفعل من قبل وهو لن يخاطر بخسارة ابنه وصنيعته بعد كل ما فعله ليصل به إلى هنا .. إلى حيث يستحق أن يكون .. اسودت عيناه وهو يلتقط هاتفه ويقلب فيه حتى توقف أمام صورة شمسية قديمة لفتاة شابة شقراء تبتسم في رقة شديدة وعيناها تحملان كل حنان وسعادة العالم .. ظلت عيناه معلقتان بها وعيناها كما تعوّد دائماً تتمكنان بسهولة من أسره فيستعيد ذلك الشعور الذي تسلل إليه في خيانة قديماً .. ذلك الشعور الذي لم يشعر به مع امرأةٍ سواها .. وحدها كانت امرأته .. حبيبته .. الوحيدة التي أحبها بآخر ما يملك من قدرة على الحب وفي النهاية كان هو من قتلها .. ألقى الهاتف فوق مكتبه والتقط من علبة سجائره الفاخرة واحدةً وأشعلها يحرق فيها ذكرياته الخائنة .. كانت نقطة ضعفه الوحيدة .. نقطة ضعفه التي تخلص منها بعد أن انتزع منها ما هربت منه وحاولت حمايته بكل قوتها .. زفر الدخان بحرقة ليرتسم خيالها وسط الدخان وهي تهتف باكية
_"يكفي .. أنا لم أعد أحتمل .. أنت تقتلني .. لم أعد أحتمل .. أنا ما عدت أعرفك ولا أعرفني حتى ... لقد دمرتني .. لم أعد أحتمل ظلامك وظلمك .. لقد خيرتك قبلاً وهذه آخر مرة سأفعل .. إما أنا أو الحياة اللعينة التي تصر على العيش فيها وتصمم على تدميرنا بها .. ماذا تفعل بنا؟ .. إلى أين تريد أن تصل بنا؟ .. لقد دمرت كل شيء جميل بيننا .. أرجوك .. بحق الله .. حررني منك .. حررني واتركني لحالي قبل أن تقتلني عذاباً"
قست نظراته وهو يتذكر نفسه يصرخ فيها بتملك وهو يهزها بقوة قبل أن يضمها إليه
_"أنتِ لن تذهبي لأي مكان .. لن تتركيني ولن تتحرري مني أبداً، هل سمعتِ؟ .. لا مكان لكِ بعيداً عني (حياة) .. أنتِ ملكي أنا .. لقد أحببتِني وسلمتِني قلبك وحياتكِ ومن تلك اللحظة أصبحتِ ملكي .. لا يحق لكِ الآن أبداً أن تطلبي التحرر مني .. ستتقبلينني كما أنا وستعتادين على عالمي .. ستعتادين، فهمتِ؟"
ترددت صرختها الملتاعة في أذنه من جديد ترفض ما يفعله بها وما يطالبها به .. ترفض التغير والتخلي عن نفسها لأجله .. هو داس على قلبه لحظتها .. كان جنوناً .. حبه لها وعلاقته بها كانت قاتلة وجنونية .. حين سقطت الأقنعة وعرفت حقيقته انفطر قلبها .. لم تحتمل رؤية الحقيقة أبداً .. هي لم تحتمل ظلامه .. ظنت أنّها ستستطيع سحبه بعيداً عن ذلك العالم، لكنّها أتت متأخراً جداً .. سنوات طويلة من الظلم وقهر الناس والتلطم وسط مجتمعٍ لا يرحم ضعيفاً قتلت داخله طفلاً صغيراً كانه يوماً .. طفلاً لا أصل له ولا جذور كان الشارع ملجأه الوحيد ليدوسه الناس دون رحمة حتى لم يعد يفهم معنى الإنسانية ولا الضمير .. ربما لو أتت باكراً قبل أن يقتل كل ذرة من الإنسانية والرحمة داخله لاستطاعت العودة به من ذلك الطريق الذي لا رجعة منه أبداً .. لكنّها أتت متأخرة سنواتٍ كثيرة ورغم هذا حاربت على أمل .. ظنت أنّها ستحمل مصباحاً من النور لعالمه لكنّها استسلمت في النهاية وتخلت عن محاولاتها وأرادت الابتعاد .. لم يكن ليسمح لها أبداً .. هي توسلته أن يحررها قبل أن تكرهه كُلياً وهو أبى حتى أتتها الفرصة حين تم القبض عليه ومحاكمته بسنين طويلة في السجن لتقف هي وتطالب المحكمة بتطليقها منه .. يوم حصلت على طلاقها منه صرخ قهراً حتى بُح صوته وهو يتوعدها أنّها لن تتحرر منه أبداً وستظل ملكه حتى آخر يومٍ في حياتها وهي غادرت بعد أن منحته نظرة مطولة مريرة ودموعها على خدها .. كان يمكنه أن يسامحها .. كان يمكنه أن يغفر لو أنّها لم تفعل ما فعلته .. لو أنّها غادرت بعيداً وبقيت وحدها .. لو أنّها لم تهرب دون أن تخبره أنّها تحمل طفله داخلها .. لو أنّها لم تتزوج بآخر وتمنحه مكانة الأب لابنه الوحيد .. لقد خانته وهذا كان سبباً كافياً لانتقامه وحرمانها مما حاربت من أجله .. لقد حصل على ابنه وجعله مثله .. ما كرهته وأرادت حمايته منه أصبح مصيره الوحيد .. (منذر) ابنه البكر وأكثر من يستحق أن يحتل مكانته من بعده .. ربما لا زال يملك بعض آثارها داخله لكنّه يوماً ما سيجد نقطة النور تلك ويطفئها تماماً بأي ثمن، وعندها سيكون ابنه خالصاً له .. يعرف سبب علاقاته النسائية .. يعرف أنّه يبحث عن طيفها بينهن وربما يوماً ما يجد تلك المرأة التي ستحاول بعث النور داخله كما حاولت أمه من قبل .. هو فقط ليس متأكداً إن كان ظلامه سيهلكها كما فعل هو بأمه أم ستنقذه هي .. لا يريد أن يفكر في هذا ولا يمكنه أن يسمح للظروف بفعل هذا .. سيتخلص بنفسه من أي نقطة خطر تهدد المستقبل الذي أعدّه لابنه .. انقطع خيط ذكرياته فجأة مع رنين هاتفه فالتقطه بسرعة مجيباً
_"ما الأخبار؟"
أتاه الصوت قائلاً بارتباك

_"سيدي .. تلك الصحفية التي كلفتنا بمراقبتها"
قطب حاجبيه بتوجس وهو يسأل
_"ماذا حدث بشأنها؟"
تمتم الرجل بتوتر
_"لقد نفذنا ما أمرتنا به سيدي .. لقد قابلت أحد الرجال واستلمت منه فلاشة الكترونية و .."
ردد بنفاذ صبر
_"وماذا بعد؟ .. هل حصلتم عليها؟"
_"بالطبع سيدي .. المشكلة هي أن .."

هتف به في حنق
_"اللعنة عليك .. انطق ماذا حدث"
أسرع الرجل يجيب بخوف
_"الفلاشة يا سيدي .. المعلومات التي عليها لا تخص أي شيء عنا ولا تحمل شيئاً مهماً بالنسبة لنا"
قال بضيق

_"أنا من أحدد هذا .. ابعث لي بالملفات التي كانت عليها"
_"حسناً سيدي .. لكنّها ليست .."
قاطعه هاتفاً بحدة
_"قلت أرسلها وأنا سأعرف بنفسي إن كانت تستحق أم لا"
_"حسناً سيدي .. في الحال"
أغلق معه وانتظر حتى وصلته الملفات على بريده ليطالعها بدهشة وقلّب وسط الصور .. ما الذي تخطط له تلك الفتاة بالضبط؟ .. هذا ما أتت من أجله؟ .. لا يمكنه أن يصدق .. صحيح أن (منذر) أخبره أنّها تركت عملها بالجريدة لتنتقل لقسم الفن لكنّ هذا لم يدخل رأسه أبداً .. من تخدع بالضبط؟ .. نقل عينيه بين صور البعض من مشاهير الفنانين وفتح بضع ملفات تتحدث عن أشياء تخصهم وتخص بعض العلاقات السرية الخاصة بهم .. هل أتت من أجل هذه المعلومات التافهة حقاً؟ .. ابتسم وهو يغلق حاسوبه، وببطء اتسعت ابتسامته حتى تحولت لضحكة عالية .. هز رأسه وهو يقول بإعجاب

_"لعبة جيدة يا (سؤدد) .. من شابه أباه فعلاً ... دعينا نرى إذن آخرها معكِ يا بنت (اليزيدي)"
****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:42 AM   #667

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرت (سؤدد) الطبيب بعد أن اطمأنت منه على حالته وتحركت بتردد في اتجاه غرفته حيث كان يجلس بنزق بعد أن أرغمته تقريباً على الذهاب للفحص .. وقفت أمام الباب بتردد وشعرت بالدم يحترق في وجنتيها وبقلبها يرتجف .. كيف ستواجهه الآن؟ .. أي جنون أصابها تلك اللحظات لتفعل ما فعلته؟ .. كيف ستبرر له الأمر؟ .. زفرت بقوة وهي تشد قامتها .. لا بأس .. ستدعي أنّه لم يحدث أي شيء .. لن تعطيه الفرصة حتى ليسأل .. أخذت نفساً عميقاً ونفثته بتوتر وهي تفتح الباب ولم تكد تخطو للداخل حتى اتسعت عيناها وهي تراه واقفاً بقرب فراشه يرتدي قميصه بصعوبة واضحة .. هتفت وهي تندفع نحوه
_"ما الذي تظن نفسك تفعله؟ .. من سمح لك بالنهوض من فراشك؟"
رفع أحد حاجبيه وهو ينظر لها بينما يواصل غلق أزرار القميص لتهتف بحنق وهي تقترب لتدفعه للخلف

_"هيا عد للفراش .. الطبيب أخبرني أنّه سوف .."
قطبت حاجبيها وعيناها تتعلقان بشيءٍ ما وشيء من الشحوب والذهول بدأ يتسلل لوجهها، فخفض عينيه بسرعة ليجد طرف قميصه قد مال جانباً ليكشف عن جزء من بشرة بطنه فشتم داخله بقوة وهو يسرع في تغطية جسده بينما يهتف منتزعاً إياها بعنف من أفكارها
_"أنا لن أبقى هنا لحظة واحدة .. لقد أخبرتكِ أنّ الأمر ليس خطيراً .. لذا لا داعي لبقائي وقتاً أطول"
نظرت له بتخبط للحظة قبل أن تعود بعينيها إلى حيث كانت تنظر وهزت رأسها بقوة كأنما تدفع خاطراً أحمقاً بينما أسرع هو يتحرك من أمامها نحو الباب فهتفت مستفيقة من شرودها
_"انتظر عندك .. إلى أين تظن نفسك ذاهباً؟"
التفت لها ببرود مجيباً

_"لقد طمأنني الطبيب أنّ الفحوصات كلها سليمة .. لا داعي لـ.."
هتفت بحدة

_"اللعنة على غبائك .. لقد قال أنّك ستبقى لليوم لمتابعة معدلاتك الحيوية قبل أن تخرج تماماً .. ماذا لو حدث شيء بعد خروجك؟ .. ماذا لو ظهرت أعراض متأخرة للصدمة؟"
ابتسم بهدوء
_"حسناً .. سآتي عندما أشعر أنني لست بخير"
اقتربت تقف قبالته وعقدت ذراعيها أمام صدرها ترمقه بعينين ثاقبتين قبل أن تقول بلهجة ثلجية
_"أنت لن تذهب إلى أي مكان سيد (مراد) .. لقد سأمت من عجرفتك ووقاحتك فلا تزد عليهما غباءك رجاءً .. ستبقى هنا حتى يسمح لك الطبيب بالمغادرة تماماً"
تراجع يجلس على طرف الفراش بهدوء متطلعاً إليها من مكانه بطريقة وترتها فجأة وجعلت الدم يندفع من جديد لخديها قبل أن يقول بخبث
_"لم أكن أعرف أنّكِ تهتمين لأجلي لهذه الدرجة (سؤدد)"
اتسعت عيناها بارتياع مع كلماته بينما يتابع مبتسماً بعبث
_"شعرت أنّكِ كدتِ تموتين قلقاً عليّ"
حدقت فيه بعينيها المتسعتين وارتجفت شفتاها بارتباك قبل أن تهتف بحدة واستنكار
_"ما الذي تقوله أيها الأحمق؟ .. أنا لم أقلق عليك .. لماذا سأفعل؟ .. ها أنت ذا تجلس كالقرد في أحسن حال"
انفجر ضاحكاً مع كلماتها ليحمر وجهها أكثر وأسرعت تتحرك نحو الباب لتهرب بينما تواصل هتافها
_"لقد عدت لطبيعتك المستفزة بسرعة .. كان يجب أن أعرف أنّك كالقط بسبع أرواح"
لم تعرف متى تحرك من مكانه ليصل إليها بسرعة ما أن مست يدها مقبض الباب .. شهقت عندما شعرت به خلفها وصوته تردد قرب أذنها

_"مهلاً جميلتي .. لم ننته من حديثنا بعد"
التفتت تواجهه لتندم في اللحظة التالية حين وجدت نفسها قريبة جداً منه وابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر في عينيه اللتين ازداد عمقهما بغرابة .. حاولت أن تهتف فيه بغضب لكن أنفاسها ارتبكت وهي ترى ابتسامته تتسع بينما يميل نحوها هامساً

_"تقولين أنّكِ لم تكوني قلقة من أجلي؟! .. لماذا إذن كنتِ تبكين بحرارة خوفاً عليّ؟"
خفق قلبها بعنف وهي تتذكر ما فعلته بحماقتها ورعبها لحظتها وتشوشها بين الواقع وبين ذكرياتها .. حاولت الابتعاد بناظريها عنه لكنّه لم يمنحها الفرصة وتخبط قلبها بصدمة أكبر وهو يمسك ذقنها ويرفع وجهها إليه لتواجهه مواصلاً همسه
_"لماذا ألقيتِ بنفسكِ فوق صدري واحتضنتني بكل تلك اللهفة (سؤدد)؟"
وجدت نفسها تهمس بضياع
_"أنا .. أنا لم أ .."

وضع إصبعه على شفتيها قائلاً بحزم رقيق
_"ششش .. لا تكذبي .. عيناكِ تقولان عكس ما تريدين قوله (سؤدد) .. مشاعركِ غلبتكِ لحظة ظننتِ أنني في خطر .. لا تكذبي وتدعي عكس ما تشعرين حبيبتي"
أبعدت وجهها تحاول التخلص من قبضته وهي تهمس بضعف غريب عليها بينما تشتم نفسها داخلها بقهر غير مصدقة ما يحدث معها
_"ابتعد .. أنا لم أفعل ما .."
اتسعت عيناها بذعر حين اقترب بدرجة خطيرة مهدداً أمانها النفسي
_"بل فعلتِ (سؤددي) .. لقد خفتِ عليّ وبكيتِ لأجلي .. لماذا يا تُرى؟"
شعرت بالخطر يتهددها مع حصاره الشديد فهتفت وهي تدفعه في صدره بعنف شديد
_"قلت لم أفعل أيها الأحمق .. توقف عن وقاحتك هذه وإلا سأقتلك بنفسي هذه المرة حقاً"
تراجع للخلف مع دفعتها وتأوه وهو يتحسس صدره لتتوقف عن الهتاف وتعض شفتها بارتباك لكنّه سرعان ما ضحك وقال وهو ينظر لوجهها المرتبك
_"لقد أخرجتِ مخالبكِ فور أن شعرتِ بالخطر يا قطتي .. حسناً يمكنكِ أن تنكري كما تشائين لن يغير هذا من الأمر شيئاً"
هتفت بحدة وقد كرهت أن يطّلع على ما في نفسها

_"أنت تتوهم .. أنا فقط كنت خائفة من موتك بسببي .. لا أريد أن أتحمل ذنب موتك بسبب خطتي و .."
قاطعها وهو يرفع أحد حاجبيه
_"حسناً .. سأدعي أنّني أصدق هذا"
زفرت بحنق وهي تشيح وجهها ليقول
_"إذن ماذا سنفعل من الآن فصاعداً؟"
التفتت له هاتفة

_"ماذا يعني ماذا سنفعل؟ .. ما الذي تقصده؟ .. لا تعطي نفسك الكثير من القدر يا هذا .. لم يحدث أي شيء .. نحن .."
ضحك بطريقة استفزتها قبل أن يجيبها من بين ضحكاته

_"اهدأي قليلاً .. لم أقصد ما خطر برأسكِ .. كنت أتحدث بشأن سرقة ذلك الرجل للفلاشة"
توقفت عن الكلام للحظات بصدمة وكادت صورتها المصدومة تدفعه للضحك من جديد .. قطبت عندما لمحت نظراته المستمتعة بصدمتها وهتفت
_"ماذا سأفعل؟ .. هل تتوقع أن أتراجع وأعود دون أن أحقق هدفي؟"
رمقها للحظات بتدقيق قبل أن يبتسم وهو يكتف ذراعيه
_"إذن ما توقعته كان صحيحاً"
قطبت بتساؤل
_"ما الذي تتحدث عنه؟"
هز كتفيه يجيبها
_"كانت مجرد خطة منكِ .. كنتِ تريدين التأكد إن كان ذلك الرجل يعرف بوجودكِ ويراقبكِ .. تلك الفلاشة كانت طعماً لرجاله، صحيح؟"
أشاحت بوجهها وهي تقطب بضيق ليتابع
_"يجب أن أحييكِ حقاً لكن دعيني أقول أنّكِ بالغتِ قليلاً"
_"لماذا؟"
قال ببساطة

_"لأنّ ذلك الرجل بما عرفته عنه ليس سهلاً ولن يغفل عنه ما فعلتِه .. خصوصاً لو اكتشفوا أنّ الفلاشة لا تحمل شيئاً"
_"من قال أنّها لا تحتوي شيئاً؟ .. عليها معلومات مهمة بالفعل"
رفع حاجباً بشك وسألها

_"حقاً؟ .. أي معلومات؟"
ابتسمت بخبث وقالت

_"لا يهم .. ما يهم الآن أنني بالفعل أعرف أنني تحت أنظارهم ومقابلتي لتلك الفتاة سيكون خطراً وسيهدد بافتضاح خطتي قبل بدايتها لذا .. سأبحث عن خطة بديلة"
قطب بشدة ورغبة شديدة في ضربها على رأسها

_"خطة بديلة؟ .. إذن غيرتِ رأيكِ بشأن استخدام تلك المسكينة في خطتكِ؟"
رمقته بضيق وأجابت

_"بالطبع لا .. كل ما في الأمر أنني سأبحث عن حل لمقابلتها دون أن ينتبه من يراقبوننا"
_"حقاً؟ .. وكيف تنوين أن تفعلي هذا؟"
زفرت بضيق مع سؤاله الساخر ورددت ببرود

_"(جاك) سيساعدنا بهذا الخصوص .. أنا على اتصال به وأحد رجاله هو من قابلني اليوم ومنحني تلك الفلاشة خلسةً لنلفت أنظار أولئك المراقبين"
أغمض عينيه زافراً بقهر .. إنّه ذلك الرجل الذي جلس جوارها للحظات ونهض ليغادر من فوره .. رباه .. ستصيبه بالجنون حتماً قبل أن تنتهي مخططاتها الحمقاء .. سمعها تواصل
_"عندما يأتي ليرانا سنضع خطتنا لنتمكن من السفر في خفاء إلى المدينة التي تقطن فيها تلك الفتاة حالياً"
وشردت بعينيها قليلاً وبدا أنّها نسيت وجوده بينما تكمل بخفوت

_"سأقابلها مهما حدث ومهما كان الثمن .. لن تفشل خطتي بعد كل هذا الوقت لأي سبب .. لن أسمح بهذا"
رمقها من مكانه بقلق وهو يتساءل إن كان قد ارتكب خطأ فادحاً بالسماح لها بالمُضي قُدماً حتى وصلت لهذه النقطة؟ .. ربما كان عليه منعها ولو بالقوة من البداية .. الآن فات الأوان ولا يملك سوى الوقوف بجوارها وحمايتها كما فعل وكما أقسم أن يفعل دائماً.

*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:43 AM   #668

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فركت (سهى) كفيها المتعرقتين بتوتر شديد وهي تتجه للمطبخ وتحسست جيب مريولها حيث زجاجة الدواء التي أرسلها (سامر) مع أحد الرجال وتذكرت مكالمته الأخيرة التي حذرها فيه من خذلانه .. زفرت بقوة وهي تدخل المكان شاردة في كلامه .. لا تملك خياراً آخراً سوى إرضائه .. هي تحبه وتنتظره ليعود ويفي بوعوده لها ولو كان المقابل لذلك هو مساعدتها له في تحقيق انتقامه ليتمكن من العودة بأمه وإقناعها بزواجهما فلا حل آخر أمامها .. هي لا يمكنها أن تتخيل حياتها بدونه .. شيطانها تمادى في إقناعها لتتخلى عن ترددها بينما يرسم لها صورة وردية عن حياتها القادمة معه .. انتفضت مع صوت خطوات أحدهم فالتفت لتجد (منال) تدخل للمطبخ بوجه قلق فسألتها بخشونة
_"ما الأمر؟ .. تبدين كمن فقدت عزيزاً لتوها"
نظرت لها في حدة وتمتمت همساً من بين أسنانها بصوت لم يصلها

_"فأل الله ولا فألكِ أيتها المأفونة .. لن أستريح من لسانكِ أبداً أعرف هذا"
عقدت حاجبيها وهي تقول

_"ما الذي تتمتمين به؟ .. هل تشتمينني؟"
قالت ببراءة مفتعلة
_"وهل أجرؤ؟"

رمقتها بضيق لتتجاهلها (منال) وتتحرك في المطبخ لتبدأ بإعداد الطعام فلم تقاوم فضولها وهي تقول
_"ما الأمر حقاً؟ .. تبدين قلقة"
التفتت لها قائلة ببرود
_"لو تتوقفي عن فضولكِ هذا سيكون أفضل للجميع"
شتمتها في سرها وراقبتها لبرهة قبل أن تسأل من جديد
_"لمن تعدين الطعام؟ .. لقد تناول السيدان طعام الغداء بالفعل .. هل هذا للسيدة (راندا)؟"
نطقت جملتها الأخيرة بترقب شديد بينما رمقتها (منال) بنفاذ صبر وهتفت ربما لتتخلص من إلحاحها

_"أجل .. إنّه من أجلها .. هل ارتحتِ الآن؟"
لمعت عيناها بشدة وتسارعت أنفاسها وتحكمت ببراعة في انفعالاتها وهي تقول بشفقة مفتعلة
_"هل رأيتِ حالتها اليوم؟ .. كانت مريضة للغاية وهي ذاهبة للطبيب هذا الصباح"
أغمضت (منال) عينيها وهي تزفر بنفاذ صبر وتحركت شفتاها بتمتمات حانقة وتجاهلتها تماماً وهي تركز على عملها .. ادعت (سهى) الانشغال بترتيب المطبخ بينما تختلس النظر إليها بحثاً عن فرصة تتمكن خلالها من وضع الدواء في طعام (راندا) .. عضت على شفتيها بحنق .. تلك الحمقاء (منال) تقف لها كالعمل الأسود .. كادت تنتفض في سعادة حين رن هاتف تلك الأخيرة وردت عليه وسمعتها بعدها تنادي على إحدى الفتيات اللاتي استلمن العمل قريباً .. كانت إحدى قريبات (منال) لكنّها فتاة صغيرة وساذجة على عكسها .. قالت وهي تندفع نحوها

_"هل تريدين مساعدة؟ .. يمكنني أن أهتم أنا بالطعام و.."
قاطعتها ببرود شديد
_"شكراً .. لا داعي لهذا ركزي في عملكِ .. (روحية)"
نادت الفتاة التي أسرعت للمطبخ وهي تلهث لتخبرها بحزم
_"سأذهب للخارج لبضع دقائق .. أريدكِ أن تنتهي من الطعام وتحمليه لغرفة السيدة (راندا)، حسناً؟"
أومأت الفتاة برأسها فتحركت (منال) لتغادر دون أن تنسى أن ترمق (سهى) بنظرة حارقة لتشتمها في سرها من جديد والتفتت بعدها تنظر للفتاة التي بدأت تتابع إعداد الطعام وتنفست بتوتر وهي تقبض يدها على جيب مريلتها .. يجب أن تجد فرصة لتغافلها وتضع الدواء في الطعام قبل أن تحمله إليها وقبل عودة (منال) حتماً ... راقبتها بتمعن وهي تصب الشوربة في الطبق وتحركت بخفة لتزيح بقدمها مقعداً صغيراً وتضعه في طريق الفتاة التي غفلت عنها وهي تحمل الصينية وتحركت بسرعة دون أن تنظر أمامها وشهقت بفزع حين اصطدمت بالكرسي الصغير وزلت قدمها لتسقط بصينية الطعام وصرخت عندما سقطت فوقها الشوربة الساخنة لتهتف بقلق مصطنع وهي تندفع نحوها

_"يا إلهي ماذا حدث؟ .. هل أحرقتكِ الشوربة؟ .. قومي بسرعة واغسلي يديكِ بالماء البارد وبدلي ثوبكِ هذا"
نظرت الأخرى بيأس للطعام فهتفت بها بسرعة
_"سأصنع غيره .. قومي أنتِ بسرعة قبل أن يسوء حرقكِ"
نهضت الفتاة بتردد لتلمع عيناها بظفر وأسرعت تزيل ما وقع على الأرض وهي تراقبها من طرف خفي بينما تغادر المطبخ .. يجب أن تتحرك بسرعة قبل أن تعود ... أسرعت تصب الطعام من جديد والتقطت الزجاجة من جيبها ولمعت عيناها بكراهية وهي تفتحها هامسة
_"هل ظننتِ أنكِ ستسعدين طويلاً بحياتكِ أيتها الخائنة؟ .. هذه الهدية من أجلكِ أنتِ وزوجكِ العزيز"
راقبت قطرات الدواء وهي تمتزج بالشوربة وخفق قلبها وهي تتخيل ما سيصيبها بعد أن تتناوله ... هذه ستكون مهمتها الأخيرة في هذا البيت وعليها أن تختفي بعدها فهي تعتقد أن (عاصي) يشك بها ولن يمر القليل من الوقت إلا ويعرف أن الجاسوسة التي يبحث عنها في منزلهم ليست أحداً غيرها ... أخفت الزجاجة سريعاً وقلّبت الشوربة جيداً وهي غارقة في أفكارها لتنتفض بفزع مع صوت الفتاة التي عادت بعد أن بدلت ثيابها .. جاهدت لتتحكم برجفتها وقالت بابتسامة وهي ترفع صينية الطعام وتقدمها لها
_"تفضلي (روحية) .. وانتبهي هذه المرة .. هيا لابد أن السيدة (راندا) تنتظر الطعام .. لا تنسي أن الطبيب شدد على الاهتمام بطعامها ودواءها"
ابتسمت وهي تتناول منها الصينية وشكرتها وتحركت بسرعة تتبعها عيناها اللامعتان بترقب وشماتة ... أخيراً .. ستدفعين الثمن (راندا هاشمي) .. حان الوقت لتودعي سعادتكِ وطفلكِ المنتظر للأبد.
***************
جلس (هشام) على طرف الفراش يتأمل (راندا) النائمة بعينين قلقتين ومال نحوها متحسساً وجهها بقلق وهو يتذكر حالتها التي ساءت هذا الصباح .. عبثاً حاولت إقناعه ككل مرة أنّها بخير لكنّ شحوبها الشديد ودوارها وتقيؤها المخيف الذي جعله يصر على اصطحابها لطبيبتها .. لم تعد تحتمل لقمة أو شربة ماء واحدة في معدتها .. مسح على شعرها بأسى وهو يتذكر بكاءها صباحاً بينما يقف بجوارها في الحمام يسندها بدعم وتوسلها له أن يتركها وحدها .. كأنّه كان يستطيع أن يفعل هذا .. الحمقاء .. لقد أخبرته وهي تبكي بينما يمسح فمها ووجهها بالماء، أنّها لا تريده أن يقرف منها .. ابتسم في حنان وهو يميل ليقبل شعرها ومد يده ليداعب بطنها في رقة قبل أن يميل ليهمس
_"أنت تتعب ماما كثيراً يا صغيري .. ترفق بها قليلاً يا بطل"
اعتدل مع سماعه لجرس الباب فنهض ليفتحه قبل أن يزعجها .. فتح الباب ليقابله وجه الخادمة الجديدة تحمل صينية الطعام التي طلب من (منال) إعدادها .. سمعها تقول بارتباك وابتسامة خجولة
_"طعام السيدة (راندا) سيدي .. شفاها الله وعفاها"
قال بامتنان

_"شكراً لكِ (روحية) .. لكن أين (منال)؟"
أجابت بارتباك
_"لقد أعدت الطعام لكن أتاها اتصال مفاجيء فأخبرتني أن أحضر الطعام بنفسي للسيدة (راندا)"
تناول منها الصينية ونظر للطعام بحاجبين معقودين قبل أن يسألها بشك
_"(منال) هي من أعدت هذا الطعام؟"
أجابته في حيرة

_"أجل سيدي .. هي من أعدته"
هز رأسه قائلاً بابتسامة
_"حسناً .. شكراً لأنّكِ أحضرتِه (روحية)"
احمر خداها وهي تقول

_"العفو سيدي .. إن شاء الله تقوم لنا السيدة بالسلامة"
قالتها وغادرت ليتنهد بقوة وهو يؤمّن داخله على كلامها وأغلق الباب ليعود للغرفة .. اقترب من الفراش ليضع صينية الطعام جانباً وقال وهو يجلس جوار (راندا) ويلامس وجهها بحنان

_"(راندا) .. استيقظي حبيبتي .. (راندا)"
تململت في نومها قبل أن تفتح عينيها وتنظر له بضعف آلم قلبه ليتابع بحنان
_"حبيبتي .. هيا انهضي لتتناولي طعامكِ"
نظرت لعينيه الحانيتين ورفعت يدها تمسك كفه وقبلتها بحب وهي تهمس بعتب
_"لماذا أتعبت نفسك حبيبي؟ .. أنت لازلت مريضاً"
حاولت أن ترفع جسدها بصعوبة ليسرع ويضع ذراعه خلف ظهرها ويساعدها لتعتدل برفق قبل أن يسند جسدها إلى صدره وهو يقول بمشاكسة
_"من المريض حبيبتي؟ .. انظري لنفسكِ لا تقوين على القيام بمفردكِ .. أنا قوي أميرتي لا تخشي شيئاً .. المرض سأم مني وغادر"
رفعت عينيها الغامرتين بالعشق ولامست خده برقة وهي تهمس
_"أعرف أنك تتحسن حبيبي، لكن هذا لا يعني أن تجهد نفسك .. من أجلي حبيبي"
فاض الحب من عينيه وهو ينظر لها .. تلك النظرة التي تخبرها دوماً أنّ كل أحلامه صارت ملك يديه أخيراً .. همس وهو يضمها إليه ويعيدها لتستند بظهرها لصدره ودفن وجهه في عنقها يتنفس العطر من بين خصلاتها واحتضن يديها الموضوعتين فوق بطنها يحتضنان معاً طفلهما المنتظر
_"أفعل كل شيء من أجلكِ حبيبتي ..فقط تحسني أنتِ وكوني بخير لأجلي"
و تحركت يده فوق بطنها ولمعت عيناه بشوقٍ وهو يهمس بصوتٍ متحشرج
_"ولأجل طفلي الصغير ... لا تعرفين كم أنا متشوقٌ لأحمله بين يديّ حبيبتي"
دمعت عيناها وهي تدير رأسها تنظر في عينيه اللتين لمعتا بمشاعره واحتضنت يده وضمتها أكثر فوق بطنها تخبر جنينها أنهما معاً أخيراً وينتظراه بكل شوق .. ثمرة عشقهما الذي اكتمل أخيراً .. همست بعشق
_"وأنا أيضاً حبيبي .. أكثر مما تتخيل .. أشتاق لأراه وأخبره كم أحبه .. معجزتي الصغيرة التي ستربطني بحبيبي الوحيد للأبد"
ابتسم بسعادة وهو يضمها بكل حب وقلبه المتخم بالسعادة والعشق ينبض بتناغم مع نبضات قلبها التي تلامس صدره وطبع قبلة فوق خصلاتها وأغمض عينيه يستشعر نعمة وجودها هي وطفلهما بين يديه .. فتح عينيه مع سؤالها الهامس
_"لم تخبرني حبيبي .. ماذا تفضل؟"
ابتسم وهو يداعب خصلاتها
_"ما يعطينا الله خير ونعمة حبيبتي .. سواء كان بنتاً أو ولداً يكفيني أنّه منكِ أنتِ .. يكفي أنّه سيربطنا للأبد"
ابتسمت وهي توميء برأسها قبل أن تقول
_"وأنا كذلك أعتقد هذا حبيبي، لكن هل تعلم .. منذ اللحظة الأولى التي عرفت فيها بحملي .. تمنيته ولداً .. ليس لشيء إلا ليكون مثلك في كل شيء .. أريد ولداً يشبهك حبيبي"
شعرت بتسارع نبضاته أسفل وجنتها فرفعت وجهها تنظر له ليبتسم لها قائلاً بمشاكسة
_"يؤسفني أنّني لا أشارككِ نفس الأمنية حبيبتي ... في الواقع .. منذ وقعت في حبكِ وبدأت أتخيل حياتي معكِ لم أتوقف عن رؤيتكِ معي وحولنا صغار يشبهونكِ أنتِ"
تحرك معتدلاً ليجلس أمامها ويتأملها بعشق قبل أن يميل ويقبل بطنها جاعلاً قلبها يرفرف بجنون بينما يضيف
_"لذا أنا أتمنى طفلة صغيرة تشبهكِ .. عفريتة شقية مثلكِ"
ضحكت وهي تداعب شعره
_"هل أنت واثق من هذه الأمنية (هشام)؟ .. متأكد أنّك تريد نسختين مني؟"
رفع رأسه لها وادعى التفكير بقلق للحظات قبل أن يغمز قائلاً
_"أريد أكثر من نسخة في الحقيقة .. خصوصاً بعد التحديث الأخير لنسختكِ"
رمقته بنظرة محذرة ليضحك متابعاً
_"لا تقلقي سأعمل على ألا ترثن بناتي رأسكِ العنيد وتهوركِ الأحمق"
لوت شفتيها بطفولية ليضحك فابتسمت بقلة حيلة بينما هتف وهو يلتفت نحو الطعام
_"انظري .. لقد شغلتِني كالعادة عن كل شيء ونسيت طعامكِ"
نظرت للصينية وشعرت بالغثيان يعاودها فهمست بتعب
_"لا حبيبي .. لا أريد .. أشعر أنني سأتقيأ مرة أخرى"
ناظرها بقلق وهو يقول
_"(راندا) .. يجب أن تتناولي الطعام وتأخذي دوائكِ بانتظام كما قالت الطبيبة حتى تمر هذه الأشهر الصعبة"
ورفع يده بملعقة مليئة بالشوربة وقال بحنان
_"هيا أميرتي .. افتحي فمكِ"
نظرت له برجاء طفولي ليردد
_"هيا (راندا) .. من أجلي حبيبتي"
تنهدت بقلة حيلة وفتحت فمها لتتناول ملعقة الشوربة لتتسع ابتسامته الحانية ورفع أخرى رغم اعتراضها ليرفع حاجباً ويحرك الملعقة أمام شفتيها لتبتسم وتفتحهما .. تابع إطعامها لبضع دقائق حتى همست وهي ترفع كفها
_"يكفي حبيبي لقد اكتفيت .. لن أستطيع وضع لقمة أخرى في معدتي"
تنهد وهو يضع الطبق جانباً والتفت يمسح على شعرها بحب

_"لا بأس حبيبتي .. هيا ارتاحي قليلاً"
أرجعها للخلف لتستند لوسادتها وتابع مسحه على شعرها برفق بينما يتبادلان حديثاً صامتاً بين عينيهما قبل أن تغمض هي عينيها بتعب وخلال لحظات كانت قد غرقت في النوم من جديد .. استمر هو في جلسته بجوارها للحظات وشرد لبعض الوقت حتى سمع رنين هاتفه فأسرع يلتقطه ونظر لها بترقب قلق قبل أن يغادر الغرفة سريعاً إلى غرفة مكتبه .. قطب وهو ينظر للاسم المطل فوق الشاشة وأسرع يجيب بقلق
_"مرحباً ... هه .. طمئني ماذا لديك؟"
أنصت لمحدثه محاولاً التحكم في انفعاله الذي تحطم تماماً وهو يهتف

_"ماذا قلت؟ .. هل أنت متأكد من هذا؟"
قبض بقوة على الهاتف واشتعلت عيناه بغضب بينما يهتف من جديد
_"كيف؟ .. هذا مستحيل .. حسناً ... هل لديك العنوان؟ .. حسناً .. جيد"
أغلق الهاتف وهو يتطلع أمامه بصدمة امتزجت بالغضب .. لا يمكنه أن يصدق .. هذا مستحيل .. كيف يمكن هذا؟ .. لابد أنّ هناك خطأ ما .. أسرع يتحرك نحو غرفته ليرتدي ثيابه سريعاً وغادر بعد أن ألقى نظرة مترددة على (راندا) .. قاد سيارته بسرعة متجهاً للوجهة التي أخبره عنها الرجل وهو يردد داخله برجاء .. لا بد أن هناك خطأ .. هو لن يصدق ما سمعه حتى يرى بعينيه ويتأكد بنفسه.
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:45 AM   #669

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"(سديم)"
نادى (آدم) وهو يتلفت حوله بحثاً عنها عندما عاد من عمله ليقابله سكون البيت .. فتح باب غرفتهما ونادى مجدداً دون أن يجد رداً فقطب حاجبيه في قلق وانقبض قلبه فجأة بشعور خانق .. هي لم تقل أنّها ستذهب لمكانٍ ما .. أين تُراها؟ .. فتش في البيت والشعور القلق يزداد داخله ليتناول هاتفه وسيارة مفاتيحه ويغادر مردداً
_"أين ذهبتِ (سديم)؟ .. ما الذي حدث؟"
كان على وشك مغادرة البوابة الخارجية عندما سمع صوتاً يتردد من مكانٍ ما خلف المنزل فأسرع يبحث عن مصدر الصوت ليتوقف متنهداً في ارتياح عندما وجدها تجلس أرضاً في الحديقة الصغيرة وبجوارها صندوق خشبي صغير كانت تمد يدها داخله وعيناها تملأهما نظرة شديدة الحنان بينما تتحدث بصوتٍ منخفض .. دارت عيناه عليها برقة واشتياق وقلبه يتنهد براحة مع رؤيتها وقد غادرت حالة الحزن التي كانت عليها بعد رحيل جديها .. اقترب بهدوء حتى لا يفزعها، لكنّها شعرت به فرفعت عينيها إليه ولوهلة قرأ فيهما شيئاً من الألم قبل أن تهمس اسمه فابتسم بحنان وهو يقول

_"ماذا تفعلين عندكِ حبيبتي؟"
قالها وهو يقترب متطلعاً للصندوق ليرتفع حاجباه في دهشة وهو يرى أربعاً من القطيطات الصغيرة ترضع من أمها التي رقدت في الصندوق مستسلمة ليد (سديم) التي تربت على ظهرها في حنان وعيناها تتبعان حركات القطيطات المتخبطة بابتسامة رقيقة كان بها شيءٌ من الأسى .. سألها في دهشة

_"هل هذه هي القطة نفسها التي كانت تتبعك الأيام الماضية؟"
هزت رأسها وهي تبتسم مداعبة القطة وهمست
_"لقد سمعت صوتها هذا الصباح ووجدتها قد ولدت هذه القطيطات"
ورفعت إحداهن والتي كانت قد تحركت بعيداً عن أمها وضمتها لصدرها برقة وهي تواصل
_"انظر كم هي رائعة .. أليست فاتنة هذه الصغيرة؟"
قالتها وهي تمسح عليها بنعومة مغمضة عينيها وطعنة مؤلمة اخترقت قلبه وهو ينظر إليها تداعب القطة وتهمس لها بحب لبرهة قبل أن تعيدها بجانب أمها وظلت تتأملهم في صمت ..
تنفس بقوة محاولا السيطرة على غصة الألم التي وقفت في حلقه بقسوة واقترب يجلس جوارها في صمت يتأمل معها القطة الأم وصغارها قبل أن يلتفت لينظر لها هي .. همس بخفوت وهو يلامس كتفها

_"حبيبتي"

انتفضت بخفوت وارتجفت شفتاها دون أن ترد أو تلتفت إليه فتنهد بقوة والتفت ليحتضن وجهها ويديرها لتواجهه وخفق قلبه بعنف وهو يتطلع للدموع التي ترقرقت في عينيها ليهمس بوجع

_"(سديمي)"

سالت دمعتان على خديها وهي تهمس بألم

_"اشتقت لها كثيراً (آدم) .. قلبي يؤلمني جداً"

اختنق بغصته أكثر ولم يستطع سوى ضمها إلى صدره بقوة لتواصل بتقطع

_"ظننتني نسيت هذا الشعور .. كنت قد دفنت ذكراها داخلي وادعيت أنني نسيت لكن .. أنا أتمزق (آدم) .. لا زلت أتذكر رائحتها ونعومتها .. ظننتني نسيت وتجاوزت الأمر"

زفر بحرارة وسقطت دمعة يتيمة على خده وهو يضمها أكثر .. لا تدري كم تمزقه كلماتها .. كم يتألم هو الآخر لألمها ولأجله هو أيضاً .. هو الذي لم يجد الفرصة ليضم صغيرتهما إليه أو يشم رائحتها ولم يكن معها هي حين مرت بكل هذا .. همس وهو يشدد من احتضانه لها

_"يكفي حبيبتي .. يكفي .. إنه قدرها وليس بيدنا سوى التسليم لمشيئة الله .. سنجتمع بها يوماً على خير إن شاء الله"

سالت دموعها فوق صدره في صمت بينما تسترجع بألم ما شعرته بعد قراءتها لمذكرات أمها .. لقد عايشت ألمها من جديد وهي تقرأ ما كتبته أمها عن مشاعر شوقها وألمها لاضطرارها لفقدان صغيرتها .. لقد عاشت نفس الألم لكن الفرق بينهما أن طفلتها هي من رحلت بعيداً لكنّ أمها هي من تألمت في أيامها الأخيرة وقد زاد على آلام مرضها ألم ابتعادها عنها .. لقد تركت لها مذكراتها الأخيرة كأنها كانت تعرف أنها ستصلها يوماً لا محالة .. كل المذكرات كانت بالفرنسية وقد عاشت فيها تفاصيل حياة أمها كأنها معها .. كان طيف أمها يرافقها في كل لحظة كانت تقرأ فيها كلماتها ومشاعرها .. أمها التي اختارت مجال دراستها بالجامعة في الاستشراق لتقع في حب الشرق وتسقط أسيرة سحره .. لقد أخبرتها بهذا في مذكراتها الأخيرة التي كانت باللغة العربية كانت موجهة لها خصيصاً .. أخبرتها كيف عشقت كل شيء يخص ذلك الشرق وكيف تعلمت العربية وقرأت في كل ما يخص ثقافته حتى قابلت والدها .. كان هو تجسيد الشرق لديها .. كان يمثل كل ما حلمت به ودون أن تشعر وقعت في حبه .. كل لحظة كانت تمر عليها بقربه وتعرفها عليه أكثر جعلت حبها له أكبر حتى فاض فاعترفت به .. لم تهتم لما قرأته بشأن طبيعة الرجال الشرقيين وما يتوقعون منها كامرأة أن تفعله .. لم تكن تأمل أن يبادلها حبها رغم شعورها بميله لها لكنها خافت أن تكون قد أخطأت تفسير نظراته ومشاعره .. هي لم تكن لتتراجع خشية رد فعله أو رفضه لها .. هي أرادت فقط أن تعترف له وحين فعلت واعترف هو لها أنّه يبادلها حبها، شعرت أنها امتلكت الدنيا كلها بين يديها .. حين عادت لبيت والديها كانت تشعر أنها تطير بجناحين من سعادة وتمنت لو استطاعت مشاركة سعادتها تلك مع كل الدنيا لكنها لم تعرف ما ينتظرها في زيارتها تلك .. تنفست (سديم) بألم وهي تتذكر خطاب (كارل) الأخير وهو يخبرها كيف التقى أمها وأحبها بجنون وكيف اضطرت للهرب قبل زواجها منه .. نفس التفاصيل كانت بمذكرات أمها مع فارق وحيد .. جدتها كانت تعلم بمشاعرها فهي قد اعترفت لها ورغم اعتراضها على علاقتها برجل من عالم ودين مختلفين لكنها لم تملك سوى تفهمها واحتواءها وبالنسبة لها كان ارتباطها بذلك الرجل أرحم بكثير من عذابها مع (كارل)، لذا أخفت الحقيقة وساعدتها على الهرب بعيدا قبل الزفاف .. لم ترض أبداً أن تتعذب ابنتها مع (كارل) مهما كان الثمن .. جدتها المسكينة هي الأخرى احتملت فراق ابنتها على أمل واحد أن تحصل على السعادة فقط وقطعت أي تواصل معها كي لا يكتشف (كارل) مكانها ... تحسست قلبها وهي تفكر بأسى .. يبدو أنه قد كتب على كل نساء أسرتها أن يتعذبن بفراق صغارهن .. هي حتى لم تدرك كم تشابهت قصتها هي وأمها إلا حين عرفت كيف تركت والدها وهربت رغم زواجهما لتحميه من (كارل) وأعادهما القدر معاً بعد بضع سنوات .. لم يكن والدها قد توقف عن البحث عنها بكل قوته وحين وجدها أخيراً كانت حواجز كبيرة تقف بينهما .. حاجز زواجه من قريبته التي كان والده قد اختارها لها وأوصاه بها قبل موته ونزل هو عند رغبة والده والطفل الذي رزق به من زوجته الثانية ولا ذنب له أبداً في علاقتهما .. لم يكن بمقدورها أن تفرقه عن أسرته الجديدة .. فكرت بوجع .. أليس هذا ما فكرت فيه لحظة عرفت بزواج (آدم) وحين اجتمعا من جديد ورأت صغيريه وكانت تظن أن زوجته لا زالت على قيد الحياة؟ .. أمها بالمثل عرفت أنه لا مكان لها في حياة (فاروق رضوان) الجديدة حتى لو كانت هي وحدها من تملك قلبه .. اعترفت لها أنها كانت من الأنانية والعشق فلم تستطع أن تغادر حياته دون أن تأخذ منه ذكرى لحبهما .. لقد أخذتها هي .. ما أن عرفت أنها حامل بها حتى أخبرته أنها لا يمكنها أن تكمل معه وأنها لا تريد أن تظلم زوجته الأخرى وطفله .. هو رفض وأصر على أخذها معه لوطنه ومواجهة زوجته وعائلته بالأمر فلن يكون أول رجل يتزوج امرأتين .. أخبرها أن زوجته الثانية ستتفهم الأمر وهو لن يظلم أياً منهما أبداً .. لقد توسلها ألا تمزق قلبيهما بإصرارها على الفراق .. لم تخبره بحملها في الرسالة التي تركتها له تحمل اعترافاً بحبها له وكونها ستظل ملكه حتى آخر أنفاسها ... آثار الدموع فوق أوراق المذكرة أخبرتها مع كل صفحة كم تألمت أمها لحظة اضطرت لفراقه مرة أخرى تألمت من جديد وهي تستعيد تلك الذكريات لتكتبها لها .. ربما لم تنس ذلك الألم من الأساس كما لم تفعل هي حين تركت (آدم) .. رفعت رأسها من فوق صدره تنظر إليه عبر دموعها وهالها رؤية الألم فوق ملامحه ومدت أصابعها تمسح دمعته وهي تهمس

_"أنا آسفة حبيبي ... لم أقصد إيلامك .. أعرف أن الأمر يؤلمك أنت أيضاً"

أمسك كفها وقبلها في حنان قائلاً وهو يلامس قلبها

_"لا بأس حبيبتي .. مهما كان الأمر مؤلماً نحن معاً .. سنتذكرها معاً حبيبتي .. هي تسكن هنا .. بقلبكِ وبقلبي أيضاً"

هزت رأسها وهي تحاول التحكم في عبراتها ليبتسم في حب وقال وهو ينهض ويشدها معه

_"هيا حبيبتي .. دعي الأم الجديدة تنفرد بصغارها قليلاً، فأنا أريدكِ لنفسي بعض الوقت"

ابتسمت مرغمة وألقت نظرة أخيرة على القطط وتحركت معه وهي تقول

_"لا أريد أن أصدمك لكن أظن أنّها ستكون جزءاً من بيتنا هي وصغارها"

التفت لها بصدمة لتضحك مكملة

_"لا تقل أنّك لا تحب القطط (آدم) .. أنا أحبها .. كما أن هذه الجميلة لم تتوقف عن الالتصاق بي والتمسح بساقي طيلة الأيام السابقة وأعتقد أنّها أحبتني هي الأخرى .. لقد اختارت بيتنا من بين كل البيوت لتلد صغارها في حديقتنا أعتقد أنّها أحبت المكان"

ردد وهو يهز رأسه

_"هل تنوين الاحتفاظ بهم حقاً؟"
مطت شفتيها بحزن طفولي

_"هل تمانع هذا؟"
لم يستطع مقاومة ابتسامته وهو يقول ضاحكاً

_"بالتأكيد لا حبيبتي .. اطلبي عينيّ حتى لن أمانع"
قالت وهي تحتضنه بقوة

_"سلمت لي عيناك حبيبي"

وابتعدت تقول بحماس

_"سآخذهم للطبيب البيطري وأتأكد من سلامتهم وسأعتني بهم جيداً .. لن أجعلهم يسببون لك المشاكل اطمئن .. آه .. والصغيران سيحبانهم بالتأكيد .. (رفيف) بالتأكيد سوف .."

توقفت عن الكلام فجأة وبهتت ابتسامتها لتخفت ابتسامته الحنونة بالمقابل والتي ارتسمت على شفتيه وهو يراها تضم صغيريه لحياتها معه ... سألها بخفوت

_"ما الأمر حبيبتي؟ .. لماذا توقفتِ؟"
نظرت له بارتباك للحظات قبل أن تهمس

_"يبدو أنني تحمست كثيراً وبالغت في خيالاتي .. أنا لم أقصد .."

قاطعها واضعاً إصبعه على شفتيها

_"هل أنتِ حمقاء؟ .. أنتِ لم تبالغي في شيء .. قلت لكِ سنكون أربعتنا أسرة سعيدة"

ناظرته بعينين غشيهما الأسى للحظات لتردد بعدها بخفوت

_"لا أريد أنّ أرغم نفسي عليهما (آدم) .. أخشى أنّ هذا ليس من حقي .. ربما يرفضانني ويغاران عليك مني وعلى مكانة أمهما التي أخذتها .. سينظران لي على أنني سارقة و .."

قاطعها بحنان

_"لا تقولي هذا (سديم) .. أنتِ زوجتي وسنكون جميعنا معاً كأسرة .. حتى لو كان الأمر صعباً في البداية سيتقبلكِ الجميع وليس الصغار فقط .. أخبرتكِ أنّ (رفيف) تعشقكِ ولا تتوقف عن السؤال عنكِ .. لقد وقعت في حبكِ عندما قابلتكِ أول مرة .. ذكية كأبيها تماماً"

بادلته ضحكته وغمر الحنان نظراتها وهي تتذكر الصغيرين اللذين جذباها من أول لقاء وأثارا شعور الأمومة من جديد داخلها .. لقد وقعت في حبهما وتعترف بهذا وحبها لهما تضاعف الآن لأنّهما جزء من حبيبها .. كل لحظة تقضيها في هذا البيت تتخيل حياتها معه يكون الصغيران جزءاً منها .. انتبهت من شرودها على صوته يقول وهو يضم كفها ويتحرك معها نحو البيت

_"لماذا لا نذهب غداً لزيارة العائلة؟"

توقفت مكانها وهي تردد بارتباك

_"غداً .. هكذا بسرعة .. لكن .."

شدها من جديد وهو يقول برفق

_"أين السرعة حبيبتي؟ .. لقد مرت أيام منذ أخبرتكِ برغبتي .. لا داعي للخوف كما أخبرتكِ حبيبتي .. لقد تأخر الوقت كثيراً على هذا اللقاء .. لم أتحدث معكِ في الأمر الأيام الماضية لأنني أعرف أنّكِ كنتِ تحتاجين بعض الوقت بعد لقائكِ بجديكِ"
قادها إلى داخل البيت وأغلق الباب خلفه ليلتفت إليها ويتأمل ملامحها القلقة في حنان واقترب ليحتضنها بقوة

_"لا تخافي هكذا .. لا أكاد أعرفكِ (سديمي) .. أنتِ لم تكوني لتتردي في الحصول على حقكِ ولم تكن الثقة تنقصكِ في مواجهة أي شخص"

شعر برجفة خفيفة تمر بجسدها فضمها بقوة لتهمس

_"أنا نفسي لم أعد أعرفني (آدم) .. لقد تغير الكثير داخلي في الفترة الأخيرة .. كل الصدمات التي تلقيتها .. كل الحقائق التي انكشفت فجأة لتبين لي كم كنت ظالمة وحمقاء وعنيدة"
تهدج صوتها وهي تستعيد ظلمها لوالدها .. لا تستطيع أن تسامح نفسها حتى الآن ..
ومعرفتها لبقية الحقيقة من أمها جعلتها تعرف إلى أي حد ظلمته عندما ظنته تخلى عنها بينما هو في البداية لم يعرف أصلاً بحمل أمها لها حين تركته ورحلت واستمر في بحثه عنها وحين عرف بوجودها اضطر للتخلي عنها ليحميها كما أرادت أمها .. هي حتى اللحظة تظلمه حين تتردد في الاعتراف به لأقرب الناس إليها .. لا تعرف لماذا لا تستطيع أن تخبر (آدم) أنّها ابنة (فاروق رضوان) .. ما الذي يجعلها مترددة هكذا؟ .. هي ابنته الشرعية في النهاية ولا شيء يخجل في الأمر .. هو سيعلم في النهاية .. (هشام) نفسه سيعلم بعلاقتها بـ(آدم) عاجلاً أو آجلاً .. ما دام يريدها أن تقابل عائلته في الغد فهذا يعني أن (راندا) ستعرف بحقيقة زواجها من شقيقها وبالتأكيد (هشام) سيعرف .. شحب وجهها وهي تتخيل رد فعله عندما يعرف أنّ (آدم) كان هو المعني بالأمر .. تعرف أنّه كان يتوعد الرجل الذي آلمها ويتمنى لو وقع تحت يديه ليحاسبه على ما فعله بها .. ماذا سيفعل عندما يعرف أنّه ليس أحداً سوى صديقه وشقيق زوجته .. تنفست بصعوبة ومن بين أفكارها المضطربة سمعته يقول برفق

_"لا بأس حبيبتي .. لا تفكري في الماضي الآن .. أنا معكِ وأعرف أنّه رغم كل ما حدث أنتِ قوية وستتجاوزين كل شيء وتستعيدين قوتكِ وثقتكِ بنفسكِ"

ابتعدت تنظر له من بين دموعها وارتجفت شفتاها وهي تهمس

_"(آدم) .. هناك شيء ترددت كثيراً لأخبرك إياه .. لم أملك الجرأة لأفعل قبل الآن لكن ما دمنا سنقابل عائلتك ونبدأ حياتنا معاً أمام العالم فأعتقد أنّه من حقك أن تعرف هذا"
ناظر ملامحها المضطربة بقلق وسألها

_"ما الأمر حبيبتي؟ .. ما الذي يقلقكِ هكذا أخبريني؟"
أخذت نفساً عميقاً وهي تحاول البحث عن كلمات

_"حسناً .. تعرف أنّني لم أخبرك بكل الحقيقة عن .. حسناً .. عن ماضيّ و .. أبي الحقيقي و .. لا زال هناك ما يجب أن .."

عضت على شفتها وهي تشعر بالدموع تحرق عينيها بشدة وقطب (آدم) حاجبيه وقلقه ازداد

_"ما الأمر (سديم)؟ .. أنتِ تقلقيني هكذا .. تحدثي"

ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست وهي تتحاشى النظر إليه

_"حسناً .. إنّ الأمر يخص .. (هشام)"

اسودت عيناه وأطلت الغيرة واضحة منهما وشعرت بأنفاسه تتردد بحدة في صدره لتسرع قائلة

_"لا تغضب .. ليس الأمر كما تتخيل .. لا داعي لتغار من (هشام) .. أنا وهو فقط .."

توقفت عن الكلام حين دوى رنين هاتفها في المكان وبقيت مكانها للحظات تحدق في عينيه حائرة بين إكمال كلامها وبين الرد على الهاتف ليقول هو

_"هاتفكِ يرن (سديم) .. اذهبي لتردي ونكمل حديثنا بعدها"

وقفت بتردد لوهلة قبل أن تتحرك مرغمة وتندفع إلى غرفتهما حيث تركت الهاتف تاركة إياه واقفاً مكانه بملامح مكفهرة وهو يقبض على كفه بقوة .. ماذا تريد أن تخبره؟ .. وما علاقة (هشام) بالأمر؟ .. يعرف أنّه يعشق شقيقته لكن تلك العلاقة بينه وبين (سديم) تؤرقه وتنغص عليه حياته .. لا يملك سوى الاحتراق بالغيرة عليه من أي رجل .. لم يكد يشعر بالراحة بعد أن ابتعد ذلك الفرنسي الأحمق .. زفر بحنق وهو يلقي جسده على أقرب مقعد يتنفس بعمق محاولاً التحكم في هدوئه ليسمعها بحكمة ويركن إلى صوت العقل .. لم يكد يسترخي بمقعده ثوان حتى رن جرس باب البيت ليجعله ينتفض من شروده .. قطب بشدة عندما تردد الجرس من جديد بإلحاح وبطريقة مزعجة للغاية قبل أن تتصاعد الطرقات العنيفة .. من الذي يضرب الباب بهذه الطريقة كأنما حدثت مصيبة؟ .. زفر وهو ينهض بضيق ليرى الطارق ولم يكد يفتح الباب وتلتقي عيناه بعينيّ زائره ويرتفع حاجباه بصدمة حتى تراجع للخلف بقوة وترنح في ذهول وهو يتحسس ذقنه الذي سقطت عليه لكمة عنيفة شعر أنّها تكاد تطيح بفكه .. ردد بصدمة امتزجت بالغضب وهو ينظر لمهاجمه

_"(هشام) .. ما الذي تفعله؟ .. هل جُننت؟"
لم يمنحه (هشام) الفرصة وهو يندفع ليمسك بياقته ويشده إليه بغضب جنوني .. تأوه حين دفعه ليصطدم ظهره بالحائط بقوة شديدة بينما يصرخ (هشام) بغضب

_"أين هي؟"
هتف وهو يمسك بقبضتيه محاولاً إبعاده عنه

_"تباً (هشام) ماذا تفعل؟ .. ابتعد"
هزه بعنف وهو يهتف

_"أين هي؟ .. أين (سديم)؟"
اشتعلت النيران في عينيّ (آدم) وانفجر بركان الغيرة الذي حاول التحكم فيه قبل قليل ليهتف بحرقة وهو يدفع (هشام) بعيداً بقوة

_"وما شأنك أنت بها؟"

تنفس بغضب وهو يمسك بخناقه من جديد هاتفاً

_"أجبني (آدم) وإلا قتلتك .. أين هي؟"
ورفع رأسه هاتفاً بقوة وهو يتلفت حوله

_"(سديم) .. (سديم)"
انفجر (آدم) هاتفاً بقهر وهو يتخلص من قبضتيه

_"ماذا تريد من زوجتي يا (هشام)؟"

التفت له بصدمة وعينين متسعتين ليردد بشحوب

_"زوجتك؟"
دام ذهوله لحظة واحدة اندفع بعدها ليلكمه بكل قوته دافعاً إياه ليصطدم بالحائط وهو يهتف

_"أيها الوغد الحقير"
رفع قبضته ليلكمه مرة أخرى لتتوقف قبضته في الهواء وصوتها يتردد خلفهما

_"(آدم) ما الـ .. يا إلهي .. (آدم)"

هتفت اسمه وهي تندفع نحوه في لهفة لتتوقف في لحظة ما أن التفت (هشام) نحوها لتهمس بذهول
_"أخي .. ما الذي تفعله هنا؟"
كان (آدم) على وشك رد الضربة لـ(هشام) بكل الغضب والغيرة داخله حين اخترقت الكلمة أذنيه كصاعقة ضربت قلبه مباشرة ليتوقف في ذهول وينقل بصره بين صديقه الغاضب المصدوم برؤيتها خلفه كأنما كان يتمنى وهو في طريقه إلى هنا أن يخيب ظنه فلا يجدها، وبين زوجته التي وقفت شاحبة الوجه تطلع إليه باعتذار واضح أخبره أنّ ما سمعه لتوه ليس هلوسات سمعية أبداً.

*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 03:46 AM   #670

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.