آخر 10 مشاركات
لا اجيد العتاب (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          242 - أطياف - شارلوت لامب (الكاتـب : monaaa - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          232 - سيدة اللعبة - اليزابيث دوك (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree975Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-19, 03:47 AM   #671

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وضعت (آنجيليكا) أطباق الطعام التي تحملها فوق المائدة وتمتمت محدثة زبائن المطعم باحترام
_"بالهناء والشفاء ... أرجو أن تستمتعوا بوجبتكم"
قالتها وتحركت مبتعدة عائدة في طريقها للمطبخ حين أوقفها نداء أحدهم فالتفتت إلى الطاولة التي يجلس إليها بعض الشباب وبدا من هيئتهم أنّهم بعيدين كلياً عن أي تهذيب .. زفرت بضيق ورسمت البرود على وجهها وهي تتجه نحوهم لترى ماذا يريدون .. نظراتهم الوقحة التي مرت على جسدها جعلتها تشعر بالتقزز والاختناق ورغماً عنها استعادت محاولة (ألفريدو) الاعتداء عليها .. تحكمت بصعوبة في مشاعرها وهي تسألهم ببرود عما يطلبون ليتمتم أحدهم وعيناه تلتهمان مفاتنها بصورة مقززة
_"لدينا هنا احتفال صغير يا فاتنتي كما ترين .. لماذا لا تشرفيننا بحضوركِ بيننا؟"
ابتسمت بتشنج وهي تردد من تحت أسنانها
_"لا أظن هذا ممكناً أيها السيد .. هذا ليس من صميم عملي .. لكن على أية حال أتمنى لكم احتفالاً سعيداً"
قالتها ببرود وهي تتحرك مغادرة ليتوقف قلبها حين أحاطت قبضته برسغها ليشدها نحوه قائلاً بعبث

_"هل أنتِ قلقة بشأن مديركِ؟ .. لا تقلقي هو لن يمانع عندما .."
هتفت وهي تنتزع يدها منه بكل قوتها
_"ما هذه الوقاحة بالضبط؟ .. قلت لك عملي لا يتضمن الجلوس وتسلية الزبائن .. بعد إذنكم"
أسرع يقف في طريقها وتمادى وهو يمد يده ليلامس خصرها بوقاحة ومرر لسانه على شفتيه بتلذذ

_"لكنّ عملكِ يتضمن تقديم الحلوى، صحيح؟ .. وفي الحقيقة لا أجد هنا حلوى أشهى منكِ و .."
لم تتركه يكمل جملته ولا لمساته الوقحة وهي ترفع كفها لتنزل على خده بصفعة عنيفة تردد صداها في المكان ليحدق فيها الرجل مذهولاً كما الجميع بينما تهتف بغضب
_"هذا سيعلمك أن تتوقف عندما تخبرك إحداهن (لا) أيها الحقير"
كادت تتحرك عندما استفاق هو من ذهوله ليهتف بغضب وهو يمسك بذراعها يمنعها الابتعاد بينما يرفع ذراعه عالياً ينوي رد الصفعة لها لولا أن توقفت كفه الضخمة في الهواء .. التفتت بدهشة لتجد زميل عملها (ليو) يقف حائلاً بينهما ممسكاً بمعصم الرجل وعيناه تلمعان بغضب وفي لحظة كان يدير ذراع الرجل خلف ظهره بقوة جعلته يصرخ ألماً بينما التفت لها قائلاً برفق
_"اذهبي للداخل عزيزتي .. أنا سأهتم بما يجري هنا"
والتفت للرجل قائلاً بسخرية
_"أنا سأهتم بتقديم نوع أفضل من الحلوى لهذا السيد المحترم"
نقلت بصرها بتردد في المكان لتجد الناس قد بدأوا يتابعون الأمر باهتمام شديد وشعرت بالاختناق يتملكها .. لن يمر الأمر بسلام .. بالتأكيد سيلومها المدير على التسبب في هذه الجلبة .. لم تستطع تحمل الوقوف فأسرعت نحو المطبخ وعيناها غارقتان بالدموع .. قابلتها أعين زملائها بداخله بتساؤل فتحركت نحو الباب الخلفي واندفعت للخارج بسرعة وتوقفت تشهق الهواء النقي بقوة .. تراجعت تستند للحائط بضعف ونظرت للسماء المظلمة التي تشوشت بفعل الدموع وهمست بألم
_"لقد تعبت .. تعبت حقاً"
كل لحظة تمر عليها ترهق قلبها أكثر .. تشعر أنّ كل شيء يتعقد من حولها .. لقد اختنقت والخوف صار يلازمها أكثر من الأول .. حديثها مع (ليزا) وما عرفته من حقائق وخطتها الجنونية الأخيرة التي أخبرتها عنها جعلتها حائرة .. لا تعرف أين يأخذهما هذا الطريق .. لم يكن الأمر يخصهما وحدهما من البداية لتخاطرا بحياتيهما بهذا الجنون .. كل واحدة منهما تمتلك شخصاً عزيزاً هو كل ما تبقى لها في العالم فكيف تخاطران بحماقة .. لمن ستتركانهما إن أصابهما مكروه .. ماذا لو تعرض شقيقها و(تيو) الصغير للخطر بالمثل؟ .. زفرت بحرقة ودموعها تتساقط على خديها .. لقد تعبت ولم تعد ترى الطريق أمامها بوضوح أبداً .. تريد أن ينتهي كل شيء وتعود لصغيرها .. لكنّها مجبرة على البقاء من أجله .. والآن .. يبدو أنّها ستفقد عملها الجديد بسبب ذلك الحقير .. انتفضت على صوت (ليو) يهمس بقلق
_"(آنجي) .. هل أنتِ بخير؟"
مسحت دموعها بقوة والتفتت إليه قائلة بتهذيب

_"شكراً لك مساعدتك سيد (ليو) .. لم أكن أريد التسبب لك في المشاكل"
رمقها بنظرة مهتمة جعلتها تتململ في ضيق بينما يقول

_"أي مشاكل عزيزتي؟ .. نحن في الخدمة دائماً"
أشاحت بعينيها وقالت بخفوت

_"ما الذي حدث؟"
_"لا تقلقي .. لقد انتهى الأمر .. كان على أحدهم أن يلقنهم درساً قاسياً"

_"شكراً سيد (ليو)"
قاطعها بلوم رقيق

_"سيد مجدداً؟"
تجنبت النظر إليه وهمست بخفوت وهي تبتعد قليلاً

_"أنا .. لو سمحت .. أريد البقاء وحدي قليلاً سيد (ليو)"
_"لكن (آنجي) .. أنتِ .."
قاطعته وهي تلتفت له بنظرة متوسلة
_"أرجوك"
تأملها لبرهة بقلق قبل أن يردد

_"حسناً كما تشائين .. سأكون في الجوار لو احتجتِ أي شيء"
لم ترد فزفر بقوة وتحرك عائداً للمطبخ لتعود هي لأفكارها وتحطم حاجز دموعها من جديد وعادت تستند للحائط لتبكي في صمت وهي تغطي وجهها بذراعها .. لم تعرف كم مضى عليها في هذا الوضع لكنّها انتبهت على صوت خطوات يقترب منها وصوت تعرفه جيداً يردد بكراهية
_"يبدو أنّكِ مصممة على أن تتعلمي بالطريقة القاسية أيتها .. الحلوى الباردة"
التفتت تنظر بعينين باردتين نحو (كيارا) التي ظهرت أمامها ترمقها بعينيها المليئتين بالكره .. مسحت وجهها بقوة وهي تبتعد تنوي ترك المكان لها لتتوقف أمامها قائلة بشراسة
_"قلت لكِ ستبتعدين عن رجلي وإلا لن يحدث لكِ طيب"
زفرت بنفاذ صبر وهي تردد

_"وأنا أخبرتكِ من قبل أن تخبريه هذا بنفسكِ .. أنا لا نية لي أبداً في الاقتراب منه"
قالتها وتحركت لتنصرف فأمسكتها الفتاة وأدارتها بعنف
_"توقفي هنا أيتها اللعينة من تظنين نفسكِ"
ولم تمنحها الفرصة للرد وهي تواصل دفعها بكل قوتها حتى اصطدمت بالحائط بينما تواصل صراخها الحانق
_"هل تظنينني عمياء؟ .. هل تظنينني غافلة عن محاولاتكِ التافهة لإغوائه ببراءتكِ المزيفة؟ .. أنا أعرف خططكِ القذرة جيداً ولن أسمح لكِ في النجاح بها أبداً"
نظرت لها (آنجيليكا) بجمود .. هذه الفتاة ليست طبيعية أبداً ومجنونة بالغيرة .. ليس من الجيد لها أن تبقى في مكانٍ واحد معها أو تستفزها .. رددت بهدوء وهي تحاول الابتعاد
_"(كيارا) .. سأخبركِ للمرة الأخيرة .. أنا .. لا أهتم البتة لأمر حبيبكِ .. أنا لدي ما يكفيني من مشاكل .. هيا ابتعدي عن طريقي لو سمحتِ .. يجب أن أعود لعملي"
لم تكد تعطيها ظهرها حتى شعرت بقبضتها القوية تمسك بشعرها بعنف شديد وهي تشدها للخلف فتأوهت (آنجيليكا) بقوة وهي تحاول التخلص من قبضتها بينما تصرخ (كيارا) بجنون

_"من أين خرجتِ لي يا هذه؟ .. حتى بعد أن جعلت المدير يكلفكِ بترك المطبخ وخدمة الزبائن افتعلتِ هذا المشهد لتجعليه يسرع لنجدتكِ .. متى سأتخلص منكِ أيتها اللعينة؟"
هتفت وهي تحاول عبثاً التخلص من قبضتها

_"اتركيني أيتها المجنونة .. هل فقدتِ عقلكِ؟"
جذبتها بعنف إلى نهاية الممر المظلم وقد ساعدها جسدها الذي يفوق حجم (آنجيليكا) التي واصلت هتافها
_"دعيني .. توقفي يا مجنونة"
قالتها وهي تضرب ساق (كيارا) بكل قوتها لتصرخ تلك الأخيرة وتتركها فركضت مبتعدة ليقطع طريقاها جسدان كبيران .. لوهلة ظنتهما ذلك الرجل وأحد رفاقه أتى لينتقم منها لتكتشف أنّهما ليستا إلا فتاتين يبدو في ملامحهما الشر وعلى شفاههما ابتسامة صياد حصل على فريسة شهية .. نظرت لهما بقلق وحاولت تجاوزهما ليقطعا الطريق عليها .. اندفعت فجأة للخلف مع شد (كيارا) لها من شعرها لتسقطها أرضاً فصرخت بقوة طلباً للنجدة لتكتم صرختها وهي تهتف بغل
_"لن يأتي لنجدتكِ هذه المرة فقد تركته مشغولاً في أمر هام بالداخل"
اقتربت الفتاتان لتنظر لهمن بخوف وقد أخبرها قلبها أنّهن لا ينتوين لها خيراً أبداً .. صرخت بألم حين فاجأتها (كيارا) بضربة مؤلمة في معدتها جعلتها تتلوى وتفجرت دموعها في ألم ولم يمنحنها الفرصة لتجتر ألمها فقد أمسكت إحداهن بشعرها بقبضة قاسية بينما الأخرى وجهت صفعات قوية لخديها .. ركلة أخرى من (كيارا) التي هتفت بكراهية مجنونة

_"هذا سيعلمكِ ألا تتطلعي لما يخص غيركِ"
صرخت مرة أخرى مع ضربة جديدة في بطنها بينما اشتدت قبضة الفتاة على شعرها .. أوشكن على ضربها من جديد حين توقفن ودققن السمع لتهتف (كيارا) بقلق
_"يبدو أنّ أحدهم قادم .. هيا بسرعة"
أسرعتا بالمغادرة بينما هي ألقت نظرة أخيرة على (آنجيليكا) التي كانت تبكي بألم وتوقفت عيناها فجأة على القلادة التي تألقت تحت نور القمر لتهتف وهي تنتزع بقسوة لتكسر قفلها وتدمي عنق (آنجيليكا) التي صرخت برفض وحاولت انتزاع القلادة منها .. لتضربها بكل قوتها في بطنها وهي تهتف
_"لاحظت أنّكِ تعتزين بهذه القلادة الحقيرة كثيراً .. عليكِ أن تودعيها للأبد"
قالتها وأسرعت تبتعد لتصرخ خلفها وهي تحاول النهوض تمنعها إصاباتها

_"لا .. أعيديها .. ليس قلادتي .. أعيديها"
ضربت الأرض بقبضتيها في عجز وهي تبكي بعنف .. رفعت رأسها للسماء وهي تردد ببكاء حار

_"يا رب .. يا رب .. لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل كل هذا"
انحنت على نفسها فوق الأرض الصلبة وهي تواصل بكاءها وقلبها يصرخ بوجع شديد .. لقد اكتفت .. تريد أن تتوقف عن الحرب مع هذه الحياة وتستريح .. تريد من يمد لها يده ويربت عليها أو يخبرها أنّها ليست وحدها وستتجاوز كل هذا .. لقد تعبت من الحرب بمفردها .. شهقاتها الباكية ارتفعت في الزقاق شبه المظلم يطغى عليها صخب الأصوات القادمة من المطعم .. وضعت يدها فوق مكان قلاتها الخالي وبكت بعنف أكبر .. ليت هذا العالم ينتهي .. ليتها تموت وتلحق بأبويها .. لقد اكتفت وتعبت .. توقف جسدها عن الارتجاف وتجمدت الدموع وأذناها تنتصبان بانتباه مع صوت الخطوات الهادئة التي تقدمت نحوها .. خشيت أن ترفع رأسها فتواجهها مصيبة جديدة فيبدو أن الحياة لا زالت تتدخر لها المزيد .. سالت دموعها بصمت قبل أن تعود لتتجمد حين سمعت الصوت الأنثوي الغريب الذي تردد فوق رأسها تماماً وصاحبته تهمس
_"(ملك)"
توقف قلبها بين ضلوعها للحظات ورأسها يرتفع قليلاً في انتباه كأنما تحاول التأكد مما سمعته .. ذلك الاسم .. عاد الصوت يتردد بنفس الاسم لتحرك رأسها بخوف وتوقفت عيناها على حذاء أنثوي أنيق اعتلاه بنطال أسود حريري .. خشيت أن ترفع رأسها أكثر .. من يعرف هذا الاسم؟ .. كم سنة مضت منذ سمعته؟ .. سالت دموعها وعاد قلبها ينبض بألم لتسمع صاحبة الصوت تقول بلهجة تقريرية
_"(ملك ماجد الصباغ)"
هذه المرة انتفاضتها كانت عاتية وهي ترفع رأسها لأعلى ليقابلها وجه لم تلمح ملامحه جيداً بفعل النور الخافت لكنّ هذا لم يمنعها من رؤية العينين اللتين أطلتا عليها باهتمام غريب ودون أن تفهم شعرت بقلبها يسكن في صدرها بشعور غريب من الراحة مع رؤيتها لتلك العينين اللتين لمعت داخلهما ابتسامة رقيقة جعلتها تشعر بالأمان وسرعان ما انتقلت الابتسامة من عينيها إلى شفتيها اللتين تحركتا لتردد بلغة عربية اشتاقت أذناها لسماعها من أحدهم
_"أخيراً التقينا"
من تكون؟ .. همست السؤال داخلها دون أن تملك القوة على نطقه وبدا أن الفتاة قد فهمتها دون كلمات .. لمحتها تمد لها يدها كأنّها تنوي مساعدتها على النهوض ليخفق قلبها وهي تفكر فيما تمنته قبل لحظات .. أن يرسل الله لها يداً تساعدها وتخبرها أنّها ليست بمفردها .. تلك الفتاة ودون كلمات بعثت فيها ذلك الشعور كاملاً .. همست بخفوت وهي تتطلع لليد الممدودة نحوها بحذر
_"من أنتِ؟"
اتسعت ابتسامة الفتاة وهي تقول بينما تفرد راحتها أمام عينيها
_"صديقة يا (ملك)"
اتسعت عينا (آنجيليكا) وتجمعت الدموع فيهما سريعاً وهي تنظر لما تدلى من يد الفتاة الغامضة .. قلادتها الحبيبة كانت تتأرجح أمام عينيها وتعلقت عيناها للحظات بالحروف الثلاثة التي تشكل اسمها متعانقة فوقها .. نقلت بصرها بين القلادة وبين الفتاة التي ابتسمت لها في حنان وهي تنزل على ركبة واحدة أمامها وتمسك راحتها لتضع فيها القلادة وتغلقها عليها بإحكام وتربت فوق كفها بينما تنظر لها (آنجيليكا) في ذهول وحيرة وفي قلبها ترددت الكلمات التي قرأتها في عينيّ تلك الغريبة القريبة تخبرها في صمت .. أنّها ربما لم تعد وحدها بالفعل .. لم تعد كذلك أبداً.
*******************
انتهى الفصل الثلاثون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
الفصل القادم بإذن يوم الأحد مساءً
أرق تحياتي

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 04:14 AM   #672

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. نورتيني كتير حبيبتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 04:39 AM   #673

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 8 والزوار 3)
‏mansou, ‏Ghada Ragab, ‏supermumy, ‏أسـتـر, ‏angle_bhrn, ‏نور الهدى 5, ‏pearla, ‏غائبة101


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-19, 05:49 AM   #674

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

خواتيم مباركة💝💝 ..الفصل كان رهييب وفيه مفأجأت زي ماقلتي اخيرا ادم عرف ان هشام اخوها ياترى حيكون ىد فعل الاتنبن ايه هشام الب حيصدم ان اخته كانت متجوزة ادم وادم الي عرف ان جوز اخته يبقى اخو مراته ..يهى الحقيرة الب حطت الدواء عشان تجهض راندا وروحية المتخلفة الي اما سألها مين الي عمل الشوربة قالت منال اعتقد ان هشام شاكك بيهى عشان كدة بيخلي منال الي تعمل الاكل بس اتمنى يكونوا كشفوها حراام بليز ميلو ماتضري راندا وابنها 😖😖..انجليكا اامسكينة وكيارا المتنمرة والي لحقتها وعارفة هويتها اكيد سؤدد بس كيف قدرت تهرب من مراقبة توفيق وياريت تكون ضربت كيارا علقة سخنة قبل ماتسترجع القلادة😏😏 ..توفيق مستني ان منذر ييأس ويرجعله غبي فاكر ابنه زيه بعد ماقتل امه ممكن يسامحه .وربكاردو الي شكلها ليزا وقعت في غرامه⁦☹️⁩⁦☹️⁩ بس هو نسخة عن ابوه ولا ممكن يتغير ..الفصل رهيب وروووعة🌹🌹 متشوقة للفصل الجاي بشوق حبيبتي سلمت يداكي ودمتي بخير وعافية 😍😍

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-19, 05:21 AM   #675

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
ميشووو كالعاده مفاجأتك لا تتوقف فصل روعه
بدايه من مواجهة انجليكا وليزا ومفاجئتي انها خالت تيو وهل ستكونان في طريق واحد للانتقام من توفيق؟
قرار سديم بقراءة مذكرات والدتها ومعرفت ماضيها منها هي عين الصح
ولقاء بيير وادم حسسوني كانهم ضراير 😂😂
رهف وما تخبئه رحلتها لها؟
وكنان ايش حكايته ومين البنت الي كان حابها وبنت عمو مش مطمنالها
عاصي كسرتي قلبي عليه 💔
الله يكسر ايدو الي سرق الفلاشه من سؤدد ضيع تعبها كلو ومين المتطفل الي بيصور من بعيد
عماد كن بخيـــر 💜
مراد فيييين؟

دمتي بخير وموفقه بامتحاناتك 😍


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-19, 01:22 AM   #676

همس القوافي

نجم روايتي وراوي القلوب .. أيقونة كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية همس القوافي

? العضوٌ??? » 439514
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,318
?  نُقآطِيْ » همس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
خواتيم مباركه للجميع
وبلغنا الله وإياكم ليله القدر
وجعلنا من عتقاء شهره الفضيل
حبيبتي ميوش مبدعه ومتألقه كما عودتنا
فصل يحمل الكثير من الأحداث
والقفلات حابسه الأنفاس

وبشوق لما تحمله الأحداث القادمة
وبالتوفيق والنجاح لك في امتحاناتك عزيزتي


همس القوافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-19, 06:21 AM   #677

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الورد حبايبي

كل عام وأنتم بألف خير .. ربنا يا رب يتقبل صيامكم وصالح أعمالكم

عيد فطر مبارك عليكم جميعاً وعلى كل أحبابكم ويا رب يعود عليكم بالخير والبركات دايماً


معلش النت كان فاصل عندي طول الليل ولسه واصل حالاً .. هحاول أنزل الجزء الجديد بسرعة وربنا يسهل

إن شاء الله يعجبكم الجزء الجديد
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-19, 06:24 AM   #678

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي والثلاثون (الجزء الأول)
حل (عماد) أزرار قميصه ببطء بينما يتحرك ليقف أمام المرآة في غرفته بالفندق الذي نزلا فيه لتوهما بالمدينة التي سافرا إليها سوياً لمقابلة الفتاة .. زفر بقوة وهو يزيح القميص جانباً ليكشف عن جسده .. تحسس مكان أثر جرحه القديم وهو يتنهد بقوة مستعيداً نظرات (سؤدد) الذاهلة وهي تحدق في مكان الأثر الخالي .. كان يعرف أنّها قد لمحت الجرح في المشفى وأنّها لن تُفوّت الأمر دون شكوك أو أسئلة .. لا بد أنّها تذكرت الحادث القديم .. من الجيد أنّه تنبه للأمر وتمكن من إخفائه قبل أن تسأله عنه .. ابتسم وهو يخلع قميصه ويلقيه جانباً وبدل ثيابه، ليتحرك بعدها ويلقي جسده على الفراش بتعب وأغمض عينيه يسترجع اليوم التالي بعد خروجه من المشفى حين أتت إلى غرفته، لتخبره أنّ (جاك) سيحضر بعد قليل ليقابلهما في غرفته وأنّها ستنتظر برفقته .. لمح التوتر في عينيها ونظراتها المختلسة ورغبتها في السؤال والتي لم تستطع مقاومتها كثيراً وهي تسأله بنبرة تدعي اللامبالة
_"كيف حالك اليوم؟ .. هل تشعر بأي ألم أو أعراض جديدة؟"
أجابها بابتسامة هادئة وهو يهز رأسه نفياً
_"أنا بخير شكراً لاهتمامكِ"
ابتسم عندما عضت على شفتها بقوة وصمتت لحظات في ارتباك قبل أن تعاود الحديث بنفس اللا مبالة
_"يبدو أنّها ليست أول مرة تُصاب .. بالنظر لمجال عملك أعتقد أنّك تعرضت للكثير من الإصابات المماثلة، صحيح؟"
تأملها بنظرات مدققة دفعت الدم لخديها وزادت توترها وابتسم مجيباً بغموض
_"تقريباً"
لمح نظراتها المختلسة في اتجاه أثر جرحه القديم وهي تتمتم بفضول وتوتر
_"من الواضح أنّك فعلت .. ذلك الجرح .. هل كان إصابة عمل قديمة أم .."
قطعت جملتها وهي تتنفس بتوتر وكتم ابتسامته بصعوبة وهو يفكر أنّه يمكنه من مكانه أن يشعر بنبضات قلبها المتسارعة بينما تنتظر إجابته التي أسرع يمنحها إياها بنفس الغموض
_"أي جرح؟"
قطبت بقوة وهي تشير نحوه
_"ذلك الجرح المائل الممتد من أسفل صدرك وحتى بطنك"
كان يعلم أنّها لم تر الجرح كاملاً حين كشف القميص عن جزء بسيط منه، لكنّها وصفت جرحه القديم تماماً كما تتذكره .. رفع حاجبيه بدهشة مفتعلة
_"لا أعرف عما تتحدثين حقاً .. أنا لا أملك جرحاً كهذا في جسدي"
هتفت وهي تقف

_"لا تكذب .. لقد رأيته بعينيّ"
ابتسم بهدوء
_"لماذا تنفعلين هكذا؟ .. لماذا سأكذب بشأن شيءٍ كهذا؟ .. لا أملك جرحاً كالذي وصفتِه .. لا بد أنّكِ توهمتِ الأمر"
ازدادت تقطيبتها وهي تتمتم من تحت أسنانها

_"يا إلهي .. لا أصدق أنّك تكذب بهذه الصفاقة و .."
قطعت جملتها وتراجعت للخلف بتوتر حين نهض فجأة واقفاً لتحدق فيه بدهشة تحولت لانتفاضة فزعة وهي تتراجع هاتفة بارتباك
_"ما الذي تفعله؟"
هتفت وهي تراه يفك أزرار قميصه بسرعة وابتسم بسماجة وهو يقول
_"أثبت لكِ صدق كلامي حبيبتي"
تمتمت بارتباك

_"قلت لك لا تقل حبيـ .. اسمع .. توقف عن .."
ماتت الكلمات على شفتيها وهي تحدق بذهول في جسده الخالي من أي جرح وتوقفت أنفاسها للحظات حتى ظنها تحولت لتمثال شمعي قبل أن تهمس وهي تهز رأسها برفض
_"لا .. كيف .. أنا متأكدة أنّه كان هنا و .. كيف؟"
رفع أحد حاجبيه قائلاً كأنّه يحدث طفلة
_"قلت لكِ أنّكِ تتوهمين"
نهضت هاتفة بحدة
_"أنا لم أتوهم ... لقد رأيته بالفعل و .."
اقترب منها لتقطع كلماتها بتوتر وابتلعت لعابها بصعوبة وهي تهمس
_"ماذا؟ .. ما الـ .."
قاطعه مبتسماً بعبث
_"هل تريدين أن تلمسيني وتتأكدي بنفسكِ؟"
تراجعت شاهقة بحدة واحمر وجهها بصورة ممتعة جعلته يبتسم في حنان بينما هتفت وهي تحاول التحكم في ارتباكها
_"ما الذي تقوله أيها الأحمق؟"
رفع حاجبيه بعبث واضح زادها ارتباكاً فأشاحت بوجهها وعضت على شفتها وكان متأكداً أنّها تشتمه داخلها .. أعاد غلق أزرار قميصه وعيناه لا تفارقان وجهها المحمر وابتسم وهو يحمد الله أنّه تمكن من إخفائه بمهارة باستخدام حقيبة أدواته التي يحملها معه دوماً .. ليس الوقت مناسباً أبداً ليكشف الحقيقة لها .. حسناً .. هو كان يحاول مع الوقت أن يترك لها دليلاً هنا أو هناك .. إشارة أو تلميحاً يذكرها به علّها تشعر به قريباً وتتقبله بسرعة في حياتها، لكن لا يريد للقناع بأكمله أن يسقط الآن في هذا الوقت الحرج .. لا يعرف بعد إلى أين ستقودهما رحلتهما الخطرة هذه .. زفر بقوة وهو يوقف شريط ذكرياته وينهض معتدلاً في الفراش .. من الجيد أنّ (جاك) قاطعهما لحظتها مانعاً عليها رغبتها في إلقاء المزيد من الأسئلة التي كانت تدور برأسها .. كان ممتناً بشدة لمقاطعته وانشغاله بالتفكير معه في طريقة تتمكن خلالها من تجنب الرجال الذين يراقبونها وتذهب للقاء الفتاة .. الخطة التي أعدها (جاك) كانت جيدة ومناسبة لتشتيت انتباه مراقبيهم واستعان به في تنفيذها .. يشعر أنّه سيندم حتماً على كشف هذا الجانب بخصوصه .. اعتدل جالساً على حافة فراشه وأطرق برأسه يستعيد تفاصيل الخطة وهو يتساءل بتوتر إن كانت فعلاً كافية لتضليل أولئك الرجال وإن كانوا قد تمكنوا بالفعل من التخلص منهم .. لم يكن أمامهم خيار آخر .. رفع رأسه ينظر في اتجاه الباب المغلق الفاصل بين جناحيهما وابتسم في شرود .. ستقتله حتماً إن عرفت أنّه تعمد حجز غرفتين بباب متصل .. نهض من مكانه وهو ينظر في ساعته .. هل ستكون غارقة في النوم الآن؟ .. تحرك بخطوات هادئة ليقف بجوار الباب وألصق أذنه محاولاً التقاط أي صوت وتنهد بتوتر وهو يحرك المفتاح ويفتح الباب ببطء مزيحاً الستار الذي يغطي الباب .. أطل برأسه بهدوء شديد ونظر عبر المكان ولمح النور الجانبي الخافت بجوار الفراش .. دخل على أطراف أصابعه وهو يفكر في رد فعلها لو رأته بغرفتها في هذه الساعة المتأخرة من الليل .. ابتسم وهو يتجه نحوها بقلبٍ خافق يستعيد تلك المرات القليلة التي تسلل فيها لغرفتها دون أن تعرف ليراقبها في نومها ولم تعرف هي أبداً سوى في تلك المرة بقصر (جاك) الريفي حين أسقط السلسلة في غرفتها .. تسارعت نبضاته وعيناه تقعان على وجهها النائم وملامحها المسترخية في سلام وأنفاسها المنتظمة وتحرك بهدوء شديد حتى جاور فراشها .. راقبها للحظات وارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه قبل أن يهبط بجوار الفراش جالساً على ركبتيه .. أسند ذراعيه إلى حافة الفراش وأسند رأسه إليهما وبقى يراقبها ملياً بعشق يُشبع قلبه المشتاق إليها .. يمكنه أن يجلس هكذا للأبد ينظر إليها فقط .. كم تبدو رقيقة وفاتنة في نومها بعد أن أسقطت قناع برودها وقسوتها .. رفع يداً مرتجفة وقربها من شفتيها يستشعر أنفاسها المنتظمة الدافئة وهمس بخفوت

_"هل تشعرين بي يا قاسية؟ .. هل تشعرين بحالي من دونكِ؟ .. قريباً منكِ حد الألم .. بعيداً عنكِ بحجم السنين التي فرقتنا وجعلت قلبكِ قاسياً وبارداً هكذا"
تنهد بحرارة ويده تتحرك دون إرادته لتعيد بعض خصلاتها للخلف برقة وهو يتابع بهمس شديد
_"حبيبتي .. لو تعرفين كم انتظرت وكم اشتقت إليكِ .. كم تعذبت في هذه السنوات التي فرقتنا؟ .. كم أتلهف لتلك اللحظة التي أسقط فيها كل أقنعتي أمامكِ وأعترف لكِ بكل شيء؟ ... هل تعرفين كم أخشى هذه اللحظة بقدر ما أتمناها؟"
صمت وغامت عيناه بمشاعره وهما تتشبعان من ملامحها وتبثانها عشقه اللا منتهي .. لا زال يلوم نفسه على خطته الحمقاء لكنّه لم يكن يملك خياراً آخراً ليقترب منها .. كانت سترفضه وتبعده بقسوة عنها إن عاد إليها بوجهه واسمه الحقيقي .. لم يكن أمامه حل سوى أن يصبح شخصاً آخراً ليكون بقربها ويحميها .. خانته أصابعه ولامست خدها بنعومة بينما يتذكر المرة الأولى التي قرر فيها التوقف عن مراقبتها من بعيد والتدخل .. تلك المرة التي أنقذها فيها من الموت حين كادت تصدمها تلك السيارة .. ارتجف وهو يتذكر شعوره لحظتها .. لم يصدق أنّه كان على وشك فقدانها حتى كاد قلبه أن يتوقف من شدة الرعب، وبعدها صدمته حقيقة وجودها بين ذراعيه .. كانت أخيراً بين ذراعيه بعد كل هذه السنين .. كان في حاجة لمعجزة تجعله يستفيق من حالته وإلا لم يكن ليفلتها من عناقه المحكم بينما كان يضمها في حماية وقوة .. حمد الله أنّها كسرت بنفسها تعويذة السحر التي أحاطته وأخرجته من حالته باندفاع لسانها الحاد .. ابتسم في حب وهو يتأملها قبل أن يمد يده لجيبه ويخرج السلسلة التي تحمل أول حروف اسمها .. لم تنتبه أن الحرف لها هي ولا انتبهت للتصميم الذي تعانقت فيه فروع رفيعة تحمل وردات صغيرة تلتف حول أول حرف من اسمها .. تصميماً يشبه ذلك الخاتم الذي منحها إياه قبل سنوات .. قبّل السلسلة بعشق بينما ينظر لها هامساً
_"أنتظر اليوم الذي سأضعها فيه حول عنقكِ حبيبتي .. كانت ملككِ دوماً منذ افترقنا .. كنت سأعطيها لكِ في عيد ميلادكِ لولا ما حدث .. لم تكن لامرأةٍ سواكِ (سؤددي) .. لم تكن لي حبيبة غيركِ"
وقفت غصة بحلقه بينما يعيد السلسلة لجيبه يمني نفسه بقرب اليوم الذي سيُلبِسها إياها كما كان يجب أن يفعل قبل سنوات طويلة .. استمر في جلسته لبعض الوقت يقاوم بصعوبة رغبته في البقاء جوارها حتى تستيقظ .. قبل أن ينهض شعر بتغير وتيرة أنفاسها وتصلب جسده متوقعاً استيقاظها فجأة لكنّها لم تفعل .. فقط أنين متألم غادر شفتيها مسبباً رجفة بقلبه الذي نبض بعنف بينما يسمعها تهمس بأنين
_"(عماد) .. لا .. لا تذهب .. لا تذهب .. عد .. (عماد)"
اتسعت عيناه وهو يراها تتقلب بعدم ارتياح في فراشها فاقترب منها أكثر بينما يسمعها تواصل همسها المتوسل .. مد يده يضعها على شعرها في حنان وهمس بخفوت
_"أنا هنا حبيبتي .. أنا معكِ ولن أذهب لأي مكان"
سمعها تأن من جديد وانقبض قلبه عندما وجد دمعة تسيل عبر جفنيها المغلقين وهي تهمس بعذاب
_"لقد تركتني .. أنت ذهبت"
مال بلوعة يقبل دمعتها وقد هزمته مشاعره ولم يهتم لحظتها لو أنّها استيقظت ووجدته جانبها

_"لن أفعلها مجدداً حبيبتي .. لن أترككِ وأذهب أبداً حتى لو طلبتِ أنتِ .. أبداً"
شعر باستكانتها وكأنما أدركت صدق وعده وسمعها تهمس مرة أخيرة
_"لا تبتعد (عماد)"
_"لن أفعل أبداً يا قلب (عماد)"

منحها وعداً من القلب وهو يمسح على شعرها بحب لمرة أخيرة وينهض ليغادر الغرفة سريعاً وقلبه يؤلمه بقسوة .. لو ترك لمشاعره العنان فلن يذهب أبداً قبل أن يوقظها ويعترف لها بكل شيء ويتوسلها أن تتقبل حبه ووعوده .. عاد لغرفته وألقى بجسده فوق الفراش وعبثاً حاول النوم .. مضى الليلة كلها يتقلب على فراشٍ من أشواك وقلبه يعذبه شوقاً إليها .. كان يفقد قدرته على المقاومة مع مرور الوقت .. يعرف أنّه قريباً جداً لن يملك المزيد من الصبر ولا التحكم بمشاعره .. لن يصبر حتى يجعلها ملكه من جديد وبإرادتها .. تنهد بحرارة وهو يهمس
_"رحماك يا الله من هذا العذاب"
رددها بحرقة وهو يدعو أن تمر الليلة بسلام فأمامها في الغد يوم طويل ومهم .. لم يعرف متى غرق في النوم لكنّه استيقظ فجأة على صوت طرقات على باب غرفته وأسرع ينهض بفزع ما أن سمع صوتها تردد

_"(مراد) .. هل استيقظت؟"
كاد يندفع ليفتح الباب حين انتبه أنّه لا يرتدي عدساته اللاصقة .. أسرع يغسل وجهه سريعاً وفي لحظات كان قد ارتدى العدسات وألقى نظرة متأكدة على وجهه وتحرك ليفتح لها الباب بسرعة جعلتها تتراجع للخلف بارتباك .. اتسعت عيناها المرتبكتان وهما تمران على شعره المشعث ووجهه الذي حمل آثار النوم بوضوح .. نظرات عينيها أربكته وجعلت قلبه ينتفض سريعاً بين ضلوعه محاولاً تفسير نظراتها إليه .. همس بحشرجة محاولاً التخلص من أسر نظراتها
_"صباح الخير .. هل نمتِ جيداً؟"
أومأت برأسها وخفق قلبه بقوة وهي تتحاشى النظر نحوه وتشيح بوجهها المحمر .. سمعها تهمس بخفوت
_"كنت ذاهبة للتجول حول المدينة قليلاً وتناول الفطور .. هل تذهب معي؟"

ارتفع حاجباه وهو يتأملها في ذهول .. هل تسأله حقاً؟ .. من هذه؟ .. ألن تحاول الهرب بمفردها كما تعودت؟ .. قطب حاجبيه ينظر لها باستغراب قبل أن ينتبه فجأة لما ترتديه وانتفض قلبه بذهول وعيناه تتحركان فوق جسدها .. تسارعت نبضاته وابتلع لعابه بصعوبة وهو يراها ترتدي فستاناً لأول مرة .. رباه .. كان فستاناً ناعماً بنصف كم انساب برقة وأنوثة ليحيط بجسدها حتى قدميها اللتين احتواهما حذاء بكعب مرتفع .. رفع عينيه إلى وجهها بذهول ليقابله احمرارها الفاتن ولينتبه لحظتها لشعرها الذي حررته لينساب خلف ظهرها وتحرك الهواء ليعبث بخصلاته برقة حبست أنفاسه في صدره .. قطب فجأة مع شعور الغيرة المؤلم الذي انتابه بينما يتخيل غيره يراها بهذه الفتنة والنعومة .. غير مسموح .. غير مسموح أبداً .. سمعها تهمس بخفوت وقد انتبهت لتغير ملامحه

_"ما الأمر؟"

تنحنح بخشونة وتحرك نحوها لتتراجع خطوة بارتباك بينما ردد هو بتحشرج مشيراً لشعرها

_"أعيدي ربطه"

هتفت بدهشة

_"ماذا؟"

تمتم بخشونة وهو يقاوم رغبته في غرس أصابعه في شعرها

_"اربطي شعركِ كما اعتدتِ"

لامست خصلاتها بارتباك وهي تردد

_"لماذا؟ .. هل يبدو سيئاً لهذه الدرجة؟"

أوقفت قلبه بكلماتها الحمقاء وجعلته يحدق فيها مصدوماً .. ماذا أصابها فجأة؟ .. لماذا تتصرف معه بهذه الطريقة؟ .. لماذا تبدو بهذه النعومة والدلال هذا الصباح؟ .. هل قررت تغيير خطتها وقتله بطريقة مختلفة؟ .. إن كانت هذه خطتها فهي تنجح بالتأكيد .. رفع يده إلى فمه وتنحنح مجدداً وقال

_"لا .. ليس سيئاً .. لكن .. أعتقد أن تصفيفته الأولى أفضل"

حسناً .. هو كاذب لكنه سيكون أحمقاً لو أخبرها بغير ذلك وتركها تظهر أمام الناس هكذا .. سمعها تقول بخفوت وطاعة جعلته يتأكد من شكوكه .. إما أنها أصيبت بالجنون أو أنه يحلم أو أنها بالفعل قررت تغيير استراتجيتها معه

_"حسناً سأربطه"

قالتها وهي ترفع يديها ببساطة لتلملم خصلاتها وتربطها فوق رأسها في كعكة شبه محكمة وابتلع هو لعابه بتوتر بينما يقبض على أصابعه بقوة مقاوماً تلك الرغبة من جديد في غرسها بشعرها وجذبها إليه في عناق مجنون .. رباه .. ستفقده عقله حتماً

_"هل هكذا أفضل؟"

هل تسأله أيضاً؟ .. وجد صعوبة في النطق بكلمة فهز رأسه دون رد لتبتسم بطريقة أوقفت قلبه وقالت

_"حسناً .. هل نذهب؟"

سعل بقوة قبل أن يجيبها

_"هل يمكنكِ أن تنتظريني في غرفتكِ ريثما أستعد؟"

أومأت بحماس جعله يعقد حاجبيه في شك أكبر وهو يتابعها بعينيه تتحرك بسرعة نحو غرفتها وهي تهتف

_"حسناً لكن لا تتأخر كثيراً"

هز رأسه وهو يتابعها بعينين ضيقتين وهمس مفكراً

_"ما الذي تخططين له بالضبط يا (سؤدد)؟"

تحرك وهو يهز رأسه ليعود لغرفته ولم يكد يغلق الباب خلفه حتى توقف مفكراً بقلق .. تُرى .. هل يمكن أن تكون قد سمعته أمس؟ .. هل كانت مستيقظة؟ .. هز رأسه .. لا .. لو كانت قد فعلت لكان رد فعلها مختلفاً .. كانت ستقتله حتماً .. زفر بقوة وطرد أفكاره حتى يستعد بسرعة ويلحق بها .. حسناً .. سيجاريها فيما تفعله حتى يعرف ما الذي تخطط له .. خلال دقائق كان يقف أمام باب غرفتها ويطرق الباب وسرعان ما فتحته بوجه منفعل وأنفاس سريعة قبل أن تبتسم بترحيب قائلة

_"جيد .. لم تتأخر .. كنت سأذهب من دونك لو تأخرت"

تحاشى النظر إليها وادعى الجدية وهو يتحرك متقدماً إياها

_"ما كنتِ تستطيعين"

هتفت وهي تلاحقه وتسير بجانبه قائلة بمشاكسة

_"حقاً؟ .. ولما أنت واثق هكذا؟"

لم يحتمل أكثر وتوقف مكانه ملتفتاً لها وقال بتجهم

_"ماذا أصابكِ بالضبط؟"
قالت بحي
رة كان متأكداً من افتعالها

_"ماذا؟"

تمتم بخشونة

_"هل أنتِ بخير؟ .. يُخيل إليّ أنّكِ صدمتِ رأسكِ بقوة أمس .. لماذا تتعاملين معي بهذه الرقة؟ .. لا أفهم .. أشعر بالخطر لو أردتِ الصراحة"
ضحكت بنعومة لتتسع عيناه أكثر وسمعها تجيب وهي تتابع سيرها نحو مطعم الفندق
_"لا داعي لكل هذا القلق .. أنا لم أصدم رأسي أو شيء من هذا القبيل .. أنا فقط فكرت ملياً الليلة الماضية"

قطب وهو يسير بجوارها وسألها

_"فكرتِ في أي شيء؟"

ابتسمت له مجيبة

_"فكرت بشأننا .. حسناً .. نحن متورطان معاً شئنا أم أبينا .. لذا فكرت .. لماذا لا نعقد هدنة قصيرة؟"
رفع أحد حاجبيه متمتماً بعدم تصديق

_"هدنة قصيرة؟ .. نحن؟"
أومأت برأسها ليتابع باستنكار

_"أنتِ فكرتِ في هذا؟"
_"لقد فعلت .. هل هذا شيء غريب؟"
هز كتفيه قائلاً

_"بالتأكيد ... حتى البارحة كان من الواضح أنّكِ تريدين قتلي .. فجأة هذا الصباح تأتين لتعرضي عليّ الفطور مع نزهة في المدينة وتتحدثين عن هدنة أيضاً .. كيف يمكنني أن أصدق؟"

التفتت تنظر إليه بغموض قبل أن تبتسم وتعاود النظر أمامها

_"بل صدق .. لقد فكرت جيداً .. بما أننا في وضع خطر سوياً فسنعتمد على بعضنا ونثق ببعضنا أكثر لنتمكن من تجاوز الأمر بأقل نسبة من الأضرار والعودة بسلام بعد أن ننهي المهمة"
كانا قد وصلا إلى المطعم واتجهت هي نحو طاولة في ركنٍ منعزل .. أسرع يجذب لها المقعد لتبتسم له في نعومة فتنفس بقوة وأشاح بوجهه وتحرك ليجلس قبالتها وقال بجدية متغاضياً لعبتها الغريبة

_"حسناً .. بخصوص المهمة .. ألم تتوقعي أن يعرفوا بوجودنا هنا أيضاً .. كيف سنذهب للقاء فتاتكِ الغامضة؟"
هزت كتفيها ببساطة بينما تشير للنادل

_"بنفس الطريقة التي أتينا بها إلى هنا وأفلتنا من مراقبتهم"

ولمعت عيناها وهي تبتسم له بجزل متابعة

_"سنتنكر مرة أخرى"

لم ينطق بحرف عندما حضر النادل ليأخذ الطلبات وتعلقت عيناه بها بتجهم بينما يتذكر خطة (جاك) التي ساعدتهم في ترك المدينة بعد أن ذهبا إلى أحد المولات المزدحمة وبدلا ثيابهما وغيرا معالم وجهيهما جيداً وساعدهما أحد رجاله في التسلل للخارج بينما اختار رجلاً وامرأة قريبين منهما في الجسد ارتديا نفس الثياب وتنكرا بهيئة قريبة منهما وغادرا بنفس السيارة التي أتيا بها .. رجال (جاك) ساعدوهما ليغادرا المدينة وتأكدوا من عدم تعرضهم لأي مراقبة أو تتبع أي سيارة لهم .. انتبه للنادل يسأله ماذا يطلب فأسرع ينظر للقائمة ويطلب أول ما خطر بباله ولم يكد النادل ينصرف حتى التفت لها وهي تقول بنبرة ذات مغزى وعيناها تدوران على وجهه

_"بالمناسبة .. لم أعرف أنّ لديك أصابعاً سحرية وتملك موهبة مذهلة في تغيير الملامح لهذه الدرجة"
توقف قلبه بين ضلوعه .. جيد .. ها هو ما كان يخشاه .. نظر لها بجمود بينما تبتسم مكملة

_"لم أصدق عينيّ وأنا أنظر في المرآة .. لولا أنني رأيت بنفسي لما صدقت أنّ هذه كانت أنا"
ضغط على فكه بقوة وهو يشتم نفسه .. لقد اضطر .. اضطر ليفعل حتى يتمكنا من مغادرة المدينة طبقاً لخطة (جاك) .. هل هذا سبب ما تفعله الآن؟ .. هل بدأت تشك به؟ .. تباً .. ردد بجمود

_"إنّه جزء من عملي لا أكثر"
رفعت حاجبيها بدهشة مفتعلة
_"حقاً؟ .. هل يتلقى الحراس الشخصيون تدريبات على إتقان التنكر؟"
أجابها بعملية بينما كل خلية من أعصابه تحترق

_"بالتأكيد .. نحن نحتاج لهذا في عملنا .. لا تنسي أنّه أحياناً نُكلف بحماية شخصيات مهمة جداً وأحياناً التنكر يكون جزء من عملية الحماية"

هزت رأسها باهتمام وجده مفتعلاً .. يقسم أنّ ما يدور في عقلها الماكر شيءٌ آخر لكنّها تكون واهمة لو سمح لها بإرباكه .. عاد النادل بعد لحظات ليرحمه من أسئلتها ووضع أطباق الطعام قبل أن يتمنى لهم وقتاً طيباً وغادر تاركاً إياهما يتبادلان النظرات الغامضة التي قطعتها وهي تبتسم بنعومة

_"لماذا تنظر لي هكذا؟ .. ألست جائعاً؟ .. هل جربت الطعام الإيطالي من قبل؟ .. يبدو شهياً .. صحيح أنّني لم أتعود تناول هذا الطبق على الفطور لكنني اشتهيته فجأة ولم أقاوم رؤيته في القائمة"

بصعوبة تخلى عن أسر عينيها وخفض عينيه لطبقه ورفع شوكته ينوي البدء في تناول طعامه وحانت منه نظرة للطبق الذي تحدثت عنه، ليتوقف قلبه فجأة وعيناه تقعان على ما يحتويه واتسعتا بفزع وهما تتحركان مع شوكتها التي رفعتها إلى فمها تحمل قطعة من الجمبري .. رآها تحرك لسانها فوق شفتيها بتلذذ قبل أن تفتح فمها لتأكلها، لكنّها قبل أن تصل لفمها نهض من مكانه وقبض على معصمها هاتفاً بحدة

_"ما الذي تفعلينه؟ .. هل جُننتِ؟"

_"ماذا تفعل أنت؟ .. دع يدي أنت تؤلمني"

تأوهت مع ضغطة يده التي ازدادت بعنف جعلها تُسقط شوكتها بينما يواصل هتافه المندفع

_"تباً لكِ (سؤدد) هل تُريدين الموت؟ .. هل نسيتِ أنّ لديكِ حساسية لعينة من الجمبري؟ .. هل .."

لم يكد ينطق جملته حتى انتبه بفزع لما نطقه ورفع عينيه إليها لتقابله عيناها اللتان لمعتا بشدة وهي تنظر له بانتصار وخفق قلبه بقوة وهو يدرك أنّها أوقعت به في لحظة واحدة دون أن يشعر.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-19, 06:28 AM   #679

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تراجع (هشام) بشحوب متخلياً عن خناق (آدم) وعيناه معلقتان بها وهمس اسمها بخفوت وأسى وهو يستوعب وجودها أمامه .. انقبض قلبه بقوة وعيناه تدوران على ملامحها الشاحبة .. كانت مختلفة كثيراً عن المرة الأخيرة التي رآها فيها .. كانت أبعد ما تكون عن (سديم) التي يعرفها .. هذه كانت أخرى .. حتى في آخر مرة انهارت فيها أمامه لم تكن هكذا .. نظر لوجهها الشاحب وعيناها اللتان سكنهما حزن واضح وأحاطتهما الهالات .. بدت هزيلة كما لو كانت فقدت وزنها خلال أيام .. تحرك نحوها بسرعة وهتف وهو يرفع كفه يلامس وجهها

_"(سديم) .. يالله .. هل أنتِ بخير صغيرتي؟"

دمعت عيناها مع سؤاله الحاني وهمست

_"أنا بخير (هشام) لا تقلق"

هتف وهو يضمها إليه بقوة

_"لا تبدين كذلك أبداً (سديم) .. لست كذلك أبداً"

استكانت بين ذراعيه بتعب وسالت دموعها وهي تدرك كم كانت في حاجة مؤلمة إليه الأيام الماضية .. كانت في حاجة لتخبره بكل ما حدث معها وتسمعه يخبرها أن كل شيء سيكون بخير وأنه كما كان دائماً معها ولن يصبها سوء وهو معها .. تشبثت به وبكت بحرارة لتوقع قلبه أكثر وهو يسمعها تهتف بوجع

_"أنا آسفة (هشام) .. آسفة أخي"

لم يعرف عن أي شيء بالضبط كانت تعتذر، لكنّه لم يهتم .. يكفي أنها أمام عينيه وأصبحت في أمانه .. ضمها إليه بقوة وحماية وهو يلتفت بعينين غاضبتين نحو (آدم) الذي وقف جانباً يتأملهما في صدمة تراجعت رويداً مع النيران التي عادت تشتعل بجنون في قلبه وهو يرى كيف التجأت إلى (هشام) تبكي بين ذراعيه في حرقة وهو يضمها بطريقة أشعلت الدم في عروقه .. تسارعت أنفاسه وضغط علي أسنانه بقوة بينما هتف (هشام) بغضب شديد

_"ما الذي فعلته بها؟"

وتحرك ينوي الاندفاع نحوه لولا أن تمسكت به (سديم) وهي تهتف

_"لا أخي .. اهدأ .. (آدم) لم يفعل أي شيء"

التفت يحدق فيها بصدمة ونقل بصره بينهما وهو يتنفس بغضب ليهتف

_"(سديم) .. بحق الله .. أنا أتمالك نفسي بصعوبة حتى لا أقتله .. ما الذي يحدث هنا أخبريني؟"

والتفت ينظر له بحدة متابعاً

_"أنت؟ .. أنت يا (آدم)؟ .. آخر شخص كنت أتوقع أن يتصرف بهذه النذالة"

هتف (آدم) بغضب

_"(هشام) .. أنا لا أسمح لك"

اندفع (هشام) ليمسك بياقته من جديد وهو يهتف

_"لا تسمح؟ .. وهل تجرؤ على التبجح أمامي (آدم) بعد ما فعلته؟ .. كيف جرؤت؟"

اندفعت لتمسك بيديه تحاول ابعادهما عن بعضهما

_"(هشام) .. اهدأ أرجوك .. أنا بخير .. اهدأ قليلاً لنتحدث بهدوء"

حدق فيها بغضب قبل أن يزفر بقوة ويدفعه ليسقط على الأريكة خلفه وقبض على يده بعنف عندما وجدها تندفع نحو (آدم) هاتفة

_"هل أنت بخير؟"

هتف فيها

_"(سديم) .. ابتعدي عنه"

نظرت له بألم وهمست

_"أخي أرجوك"

_"هيا (سديم) .. ستأتين معي في الحال"

نظر له (آدم) بتحد وأمسك كفها بتملك يمنعها الابتعاد بينما يقول بحدة

_"زوجتي لن تذهب لأي مكان"

قاطعت انفجار (هشام) وهي تنظر له من بين دموعها

_"(هشام) أرجوك .. دعني أشرح لك"

زفر بقوة لتلتفت نحو (آدم) قائلة وهي تمسح على فمه تزيل بيدها آثار الدم

_"أنا آسفة (آدم) .. أنا السبب فيما حدث .. كان يجب أن أخبرك بالحقيقة قبل الآن"

تنهد بحرارة وهو ينظر لها قبل أن يرفع عينيه نحو (هشام) وقال بتساؤل

_"إذن أنا لم أكن أتخيل؟ .. أنا لم أخطيء السمع الآن، صحيح؟"

هزت رأسها نفياً وخيطان من الدموع يسيلان على خدها وتحشرج صوتها ليتابع

_"(هشام) .. أخوكِ؟"

أومأت وهي تنظر لأخيها الذي كتف ذراعيه ناظراً لهما بغير رضا ليضحك (آدم) بصدمة ويكمل

_"(هشام رضوان)؟ .. أخوكِ؟ .. ماذا يعني هذا؟ .. أنا أحلم بالتأكيد"

أمسكت كفه وهمست بارتجاف

_"أنا آسفة .. لم أستطع إخبارك .. أنا .. هذه الحقيقة كنت أرفضها دائماً .. كان صعباً أن أعترف بها بعد كل السنوات التي رفضتها فيها"

رفعت عينيها الدامعتين نحو (هشام) الذي قطب بتوجس بينما تكمل

_"بعد كل السنوات التي نبذتهم فيها بقسوة .. لم أكن أستحق"

_"(سديم)؟!"

همس (هشام) اسمها بخفوت وتساؤل بينما يفك ذراعيه وهو ينظر لها بقلق لتكمل

_"كيف يمكنني بعد كل ما فعلته .. بعد كل قسوتي وظلمي ورفضي أن أعترف بانتمائي له الآن؟"

نقل بصره بينهما في حيرة للحظات قبل أن يتمتم مقاطعاً نظراتهما

_"أنتِ ابنة (فاروق رضوان)؟"

التفتت نحوه وأومأت برأسها ليهتف

_"كيف؟ .. متى؟ .. أعني كيف لم .."

رددت بتهدج

_"لقد أخبرتك عن حياتي السابقة وعن أبي وأمي (آدم) .. الرجل الذي التقته أمي في فرنسا ووقعت في حبه وتزوجته كان (فاروق رضوان)"
قطب (هشام) وخفق قلبه بقوة مع كلماتها .. هل عرفت؟ .. عرفت الحقيقة؟ .. كيف .. ناداها بقلق

_"(سديم) .. أنتِ .."

التفتت له وقالت باختناق

_"أنا آسفة أخي .. لم أستطع مواجهتك بما عرفت .. لم أستطع مواجهة نفسي من الأساس"

تراجع ليتهاوى على أقرب مقعد وهو يحدق فيها ... لا يصدق أنّها عرفت أخيراً .. لهذا هي بهذه الحال المذرية .. كان يعرف أنّها لن تحتمل معرفة حقيقة أنّها ظلمت والدهما .. تنفس بصعوبة وهو يراها تبكي باختناق ولم يحرره من جموده سوى رؤيته لـ(آدم) وهو يحيطها بذراعه ويشدها إلى صدره يحتضنها .. انتفض من مكانه هاتفاً وهو يندفع ليشدها منه

_"إياك أن تلمسها"
في لحظة وجدت نفسها بعيدة عن صدر زوجها ومضمومة لصدر (هشام) الذي ضمها إليه بحماية وهو يوجه نظرات قاتلة نحو (آدم) الذي هتف

_"ليس من حقك أن تمنعني .. إنّها زوجتي"
_"اخرس تماماً يا (آدم) .. أنا أمنع نفسي من قتلك بصعوبة فلا تدفعني لارتكاب هذه الجريمة .. أنت؟ .. أنت من دون الناس جميعاً تفعل هذا بأختي أنا؟"
همست باختناق

_"(هشام) أرجوك .. أنت لا تفهم .. ليس الأمر كما تعتقد"
أبعدها قليلاً وأمسك كتفيها
_"ما الذي لا أفهمه؟ .. تختفين دون أي كلمة وتثيرين قلقي ثم أكتشف أنّكِ هنا .. معه؟ .. لم أصدق طيلة طريقي إلى هنا .. كنت أقول أنّ ما سمعته خطأ بالتأكيد .. أنتِ لن تفعلي هذا أبداً (سديم) .. ليس أنتِ .. والآن .. أكتشف أنّكِ تزوجتِه أيضاً .. دون علمي .. في السر يا (سديم)؟ .. وتريدين مني أن أهدأ وأفهم؟"
_"أخي صدقني .. الأمر ليس كما تعتقد و.."

هتف بحدة
_"لماذا (سديم)؟ .. كيف فعلتِ هذا؟"
سالت دموعها وارتجفت شفتاها وحاولت الكلام دون جدوى ليهتف (آدم) وقد أوجعت قلبه رؤيتها بهذه الحال

_"لا تتحدث معها (هشام) .. كلامك معي أنا"
حدجه بنظرات جامدة ليترك أخته ويتجه نحوه قائلاً ببرود

_"بالفعل .. كلامي معك أنت .. لا تظن أنّ صداقتنا قد تجعلني أتجاوز عن خطأك في حق أختي و .."
قاطعه هاتفاً بقهر

_"كانت زوجتي قبل أن تكون أختك (هشام) .. لا أعتقد أنّك كنت تعرف بوجودها حتى عندما تزوجتها أنا"
قطب قائلاً بتوجس

_"ماذا يعني هذا؟"
قالها وعقله يحلل الأمور ويربطها معاً مسترجعاً عشرات الكلمات والتفاصيل ليلتفت لأخته قائلاً
_"(سديم) .. لا تقولي أنّه .."
صمت بتردد لتبلتع لعابها بصعوبة وتوميء برأسها هامسة
_"لقد كان هو دائماً .. (آدم) هو من أخبرتك عنه .. والد طفلتي"
استغرقت صدمته لحظة واحدة اندفع بعدها ليمسك بياقة (آدم) ويهزه بعنف هاتفاً بوحشية
_"كان أنت يا (آدم)؟ .. كان أنت؟ .. تباً .. كيف فعلت هذا أيها الوغد؟ .. كيف؟"
اندفعت هاتفة بوجع
_"يكفي أخي أرجوك .. (آدم) لا ذنب له"
التفت لها بذهول

_"لا ذنب له؟ .. هل جُننتِ (سديم)؟ ... إنّه يستحق القتل .. هل نسيتِ كل ما أصابكِ بسببه؟ .. هل نسيتِ ما أخبرتِني به؟ .. خيانته و .."
هتفت بحرقة

_"لقد ظلمته .. كان سوء فهم (هشام) .. سوء فهم وأنا ظلمته وطعنته بقسوة دون تفكير .. لو أنّه أراد قتلي انتقاماً مما فعلته به لم أكن لألومه .. كنت مجروحة منه ولم أفكر سوى في رد طعنة خيانته التي ظننتها"
نظر لها بضيق امتزج بالوجع لأجلها بينما تتابع وهي تمسك كفه بيد مرتجفة

_"كل هذا كان في الماضي أخي .. لقد قررت أن أنسى كل شيء وأتابع حياتي من جديد .. أريد أن أنسى أخي .. أنت لا تعرف ما حدث معي .. ما عرفته .. لقد تعبت .. والله تعبت وأريد أن أنسى كل شيء .. تعبت يا (هشام)"
تهاوى قلبه ألماً حين مالت لتضع رأسها على صدره وتبكي بوجع شديد ليحيطها بذراعيه هاتفاً
_"رباه (سديم) .. ماذا أصابكِ حبيبتي؟"
بكت وهي تهمس

_"لقد عرفت كل شيء (هشام) .. عرفت الحقيقة كلها .. عرفت كم كنت ظالمة .. رباه .. أردت أن أموت (هشام) .. أبي .. أبي لن يسامحني أبداً .. كيف كنت بهذه القسوة؟ .. كيف لم تخبراني الحقيقة؟"
همس اسمها بألم وأحرقت الدموع عينيه بينما يضمها بقوة وهي تتابع
_"لماذا لم يصفعني ويخبرني بالحقيقة ويجبرني على تقبله؟ .. كيف يمكنني أن أسامح نفسي (هشام)؟ .. كيف؟ .. لابد أنّه كرهني كثيراً"
انقبض قلب (آدم) بقوة وهو يحدق فيها بصدمة وألم ورفع عينيه نحو (هشام) ليصدمه التعبير العاجز والمتألم على وجهه وأشفق عليه بينما يسمعه يهمس

_"لا تقولي هذا حبيبتي .. أبي أحبكِ دائماً .. هو .. لم يكرهكِ أبداً ولم يتخل عن أمله في أن تسامحيه يوماً وتتقبليه .. أنتِ كنتِ بباله دائماً حبيبتي .. لقد جعلني أقطع له وعداً ألا أترككِ تضيعين مرة أخرى وأن أعيدكِ لعائلتنا مهما طال الوقت"
بكت بحرقة ووجع شديد ليردد
_"لا تبكي حبيبتي .. لا تبكي .. أنا هنا الآن .. لا تبكي"
مضت لحظات قبل أن تتحول شهقاتها العالية إلى نهنهات ضعيفة ليبعدها بحنان واتجه بها ليجلسها على الأريكة وهمس برفق وهو ينظر نحو (آدم) الذي وقف بملامح شاحبة متألمة
_"الآن .. لنتحدث بشأن علاقتكما .. أريد أن أعرف كل شيء و .."
قاطعه رنين هاتفه ليلتقطه بينما جلس (آدم) بجوارها واحتضن كفها بدعم لتنظر له من بين دموعها .. انقطع تواصل عينيهما وانتفضا مع هتاف (هشام) الفزع
_"(راندا) .. ماذا حدث؟"
نهض (آدم) بفزع وهو يهتف
_"ما الأمر؟ .. ما بها (راندا)؟"
لم يرد (هشام) وهو يندفع ليغادر الشقة هاتفاً

_"اهدأي حبيبتي .. أنا قادم .. لن يحدث شيء .. لا تخافي"
هتف (آدم) خلفه

_"(هشام) .. انتظر .. ماذا حدث؟ .. ما الذي أصاب (راندا)؟"
لم يرد عليه وهو يندفع خارج البيت بطريقة أثارت رعبهما أكثر ليهتف (آدم) محدثاً (سديم) التي ارتجف قلبها بخوف

_"ابقي هنا حبيبتي .. سأذهب مع .."
قاطعته هاتفة

_"لا .. سأذهب معك"
لم تمنحه الفرصة لينطق واندفعت تحضر معطفها وارتدته بسرعة ولحقت به للخارج وهي تهتف

_"لن أستطيع البقاء هنا في قلق .. دعنا نلحق به"
قالتها وهي ترافقه بسرعة نحو سيارته التي استقلاها ليندفع بها محاولاً اللحاق بسيارة (هشام) التي قادها بسرعة جنونية أخبرته أنّ شقيقته ليست بخير أبداً .. أمسكت (سديم) بكفه تدعمه بينما تحاول هي نفسها السيطرة على ارتجافتها وقلبها يردد دعاءً متوسلاً أن تكون (راندا) بخير.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-19, 06:35 AM   #680

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تأوهت (راندا) وهي تفتح عينيها .. شعرت بروحها تنسحب بقوة وشهقت بألم وهي تتحسس بطنها .. ما الذي يحدث؟ .. حركت يدها تلامس الفراش جانبها بحثاً عن (هشام) وهمست بوجع وهي تتحسس المكان الخالي
_"(هشام) .. (هشام) أين أنت؟"
حاولت رفع صوتها بينما التقلصات بدأت تزداد بصورة مرعبة .. اعتدلت في الفراش وحاولت التحرك بصعوبة وتسارعت نبضاتها وأنفاسها وشعرت بقطرات العرق تتسارع فوق بشرتها .. هتفت من جديد تناديه ليجاوبه الصمت ودمعت عيناها وهي تتحرك لتنزل من الفراش .. صرخت بألم وهي تمسك ببطنها وخفق قلبها برعب .. لا .. إنّها مجرد تقلصات .. هذا لا شيء .. طفلها بخير .. لن يصيبه أذى .. مجرد تقلصات عادية .. الطبيبة أخبرتها أنّ كل شيء على ما يرام .. حاولت التنفس بانتظام لكنّ الألم المتزايد منعها ورفعت صوتها تنادي (هشام) بخوف

_"(هشام) .. أين أنت؟ .. ساعدني"
تضاعف رعبها مع الصمت الذي غمر المكان .. أين ذهب؟ ... تحركت بخطوات مرتجفة وهي تحتضن بطنها بذراعها وجسدها يكاد ينحني من شدة أوجاعها وشعرت بالدوار يكتنفها .. تنفست بصعوبة وهي تواصل نداءها له .. بحثت عن هاتفها وهي تشعر أنّ وعيها يكاد يذوي وأنفاسها تنسحب بشدة .. بعينين غشيتهما الغيوم التقطت هاتفها وبصعوبة كانت تضرب رقم (هشام) واستمعت للرنين بنفاذ صبر وهي تهمس بوجع
_"أجب يا (هشام) .. أجب أرجوك"
أتاها صوته يهتف

_"(راندا) .. ما الـ .."
شهقت بالبكاء وهي تمسك ببطنها
_"(هشام) .. أين أنت؟"
_"حبيبتي .. أنا ذهبت في مشـ .."

قاطعته بصرخة ألم شديدة أوقعت قلبه بين قدميه وبكت بحرقة وهي تنزل أرضاً على ركبتيها بينما يصرخ هو بخوف
_"(راندا) .. ماذا حدث؟"
عضت على شفتها وهي تتأوه بقوة ليهتف

_"(راندا) .. ما الذي أصابكِ؟"
همست باكية وهي تضغط على بطنها

_"الحقني يا (هشام) .. لا أعرف .. ماذا يحدث .. أشعر .. يا إلهي .. ألم رهيب .. أنا .. أموت يا (هشام) .. تعال أرجوك"
سمعته يهتف وهو يلهث بقوة
_"اهدأي حبيبتي .. أنا قادم .. لن يحدث شيء .. لا تخافي"
رددت بتقطع وهي تحاول النهوض
_"أرجوك (هشام) .. بسرعة .. أنا أتألم .. لا أستطيع أن .."
دارت بها الدنيا واسودت لتسقط أرضاً ويسقط الهاتف من يدها وغابت عن الوعي وصوت (هشام) يتردد صارخاً بفزع

_"(راندا) .. (راندا) أجيبيني .. رباه .. (راندا)"
لم تسمع صرخاته المتوسلة بينما الظلام يسحبها وهمست بتقطع قبل أن تغيب
_"لا .. طفلي .. يا رب .. ليس هو .. لا تحرمني منه"
لم تشعر بما حولها حتى تسلل إلى أذنيها صوتٌ مألوف وصاحبته تهتف بجزع

_"يا الله .. سيدة (راندا) .. سيدتي ماذا أصابكِ؟ .. افتحي عينيكِ"
كان صوت (منال) التي انقبض قلبها عندما أجابت على رنين هاتف المنزل الذي دوى بإلحاح ليأتيها صوت سيد المنزل وهو يهتف فيها بتوتر يأمرها أن تذهب في الحال لتطمئن على زوجته حتى يصل إليها .. أسرعت بخوف شديد وهي تدعو برجاء ألا يكون قد أصابها مكروه ولم تتخيل وهي تفتح باب الشقة بمفتاحها الاحتياطي وتندفع للداخل وهي تنادي (راندا) دون أن تسمع أي صوت، لم تتخيل أن تجدها واقعة أرضاً فاقدة الوعي والعرق يتصبب منها بينما تتنفس بصعوبة .. اندفعت نحوها برعب وتحسستها بخوف وهي تناديها أن تستيقظ .. نهضت بسرعة مندفعة للخارج وهتفت بقوة

_"(روحية) .. يا (روحية) .. تعالي بسرعة"
اندفعت الفتاة بخوف نحوها بينما أطلت (سهى) بحذر لترى (منال) واقفة بالأعلى وملامحها تنبيء بما حدث وخفق قلبها بترقب وسرعة وتحركت لتلحق بالفتاة .. تنفست بقوة وهي تتوقف عند مدخل غرفة النوم وتسارعت أنفاسها وهي ترى (منال) وقريبتها يسندان (راندا) الغائبة عن الوعي ويرفعانها للفراش .. تراجعت بشحوب وهي ترى حالتها وسقط قلبها برعب وهي تسمع أناتها .. تبدو كما لو .. كما لو كانت تموت .. يا إلهي .. ماذا لو تسببت بموتها وليس موت الجنين فحسب؟ .. ما الذي فعلته؟ .. يا الله .. ماذا فعلت؟ .. سمعت (منال) تهتف بتوتر
_"(روحية) .. هاتي زجاجة العطر من هناك بسرعة"
اندفعت الفتاة لتحضرها لها فقربتها (منال) من أنف (راندا) وهي تهتف

_"سيدة (راندا) .. افتحي عينيكِ سيدتي .. ستكونين بخير"
فتحت عينيها بضعف وهمست باكية

_"(هشام) .. أين (هشام)؟ .. أريده .. (هشام)"
سالت دموع (منال) وهي تمسك كفها بدعم

_"اهدأي سيدتي .. إنّه قادم لا تخافي"
تأوهت وهي تمسك بطنها وتلوت على نفسها مثيرة رعب الاثنتين بينما الثالثة وقفت بعيداً بوجه يزداد شحوباً وحانت منها نظرة إلى حيث استقرت صينية الطعام التي وضعت فيها الدواء .. رباه .. سوف يقتلها (هشام رضوان) بالتأكيد إن أصاب زوجته مكروه .. ماذا تفعل؟ .. ماذا لو عرف أنّها السبب؟ .. تراجعت للخلف واندفعت تغادر الغرفة وقد غفلت عنها الاثنتان
_"سيدتي .. هل تسمعينني؟ .. ابقي معنا .. لا تفقدي الوعي أرجوكِ .. لن يحدث لكِ مكروه"
همستها (منال) وهي تبكي بخوف وهتفت في الفتاة الصغيرة المرتعبة بدورها

_"(روحية) .. اذهبي ونادي أحد رجال الأمن من عند البوابة .. لن ننتظر أكثر .. سنرافقها للمشفى"
اندفعت الفتاة وهي توميء برأسها وتركتها تمسح العرق عن وجه (راندا) التي تحشرجت أنفاسها وازدادت تأوهاتها وسمعتها تهمس باكية
_"(هشام) .. طفلي .. ليس طفلي .. ليس هو"
مسحت على شعرها هامسة من بين دموعها
_"ستكونان بخير .. يا رب .. يا رب ساعدهما"
انتبهت لثياب النوم التي ترتديها، فأسرعت نحو دولاب الملابس والتقطت بعضها بعشوائية واندفعت تلبسها إياها وهي تواصل دعواتها بارتجاف .. قبل أن تعود (روحية) بالنجدة كان (هشام) يندفع بأنفاس لاهثة بعد أن قطع المسافة بسرعة جنونية خطرة ليصل في دقائق معدودة .. انتفضت (منال) عندما اندفع للغرفة وهو يهتف

_"(راندا) .. ماذا أصابها؟ .. رباه"
هتفها بفزع وعيناه تقعان عليها وأسرع نحوها

_"يا الله .. ماذا أصابكِ حبيبتي؟"
التقطها بين ذراعيه لتستفيق مع صوته وهمست بتقطع

_"ساعدني (هشام) .. طفلنا"
هتف وهو يحملها مغادراً بسرعة

_"اهدأي .. أنا هنا .. ستكونين بخير"
همست باكية ورأسها يقع على صدره

_"طفلنا ليس بخير (هشام) .. سأموت لو أصابه مكروه .. أرجوك .. لا تجعله يذهب .. لا أريد خسارته"
هتف وهو يهبط السلالم بسرعة وقلبها يخفق بجنون

_"لن يصيبكما شيء حبيبتي .. لا شيء .. اهدأي أرجوكِ"
_"أنا أتألم (هشام) ... الألم يقتلني"
_"يا الله ساعدنا"
هتف بحرقة وعاد ينظر لها وهو يندفع بها إلى سيارته وهمس بارتجاف
_"ستكونين بخير .. ستكونان بخير .. لن يصيبكِ أذى حبيبتي .. لن أسمح بهذا .. أنا هنا"
وضعها برفق وأغلق الباب والتفت ليركب السيارة في نفس اللحظة التي سمع (آدم) يهتف بخوف
_"(راندا) .. ما الذي أصابها؟"
لم يرد واستقل السيارة واندفع دون أن يمنحهما الفرصة لاستيعاب ما يحدث فهتف (سديم) وهي تندفع عائدة للسيارة

_"هيا (آدم) .. دعنا نلحق بهما .. لا تخف ستكون بخير"
تحرك بسرعة وهو يهز رأسه محاولاً طرد صورة (راندا) بوجهها الشاحب وأنفاسها الضعيفة بينما (هشام) يحملها للسيارة .. شقيقته ليست بخير .. ليست بخير أبداً .. ضغط على دواسة الوقود أكثر محاولاً اللحاق بـ(هشام) الذي كان يختلس النظر إليها ويزيد سرعته أكثر وأكثر وهو يهتف محدثاً إياها بتوتر
_"ستكونين بخير .. ستكونين بخير .. يا ربي .. يا رب رحمتك"
بسرعة قياسية كان قد وصل لأقرب مشفى ليندفع بها إلى الداخل وهو يهتف طلباً للمساعدة .. لم يعرف كيف تركها لهم بعد أن أجابهم بارتباك على بعض الأسئلة السريعة .. تراجع بشحوب شديد ليستند للحائط وحدق في يده التي تشبثت بها بتوسل وهمست باكية
_"طفلنا يا (هشام) .. لا أريد أن أخسره"
ارتجفت يداه بقوة وتحشرجت أنفاسه وأحرقت الدموع عينيه اللتين اتسعتا بخوف بينما يستعيد صورة مشابهة لـ(سديم) وهي تتمسك بيده متوسلة إياه أن ينقذ حياة جنينها .. يا الله رحمتك .. شعر بساقيه ترتجفان بقوة ولم يسمع صوت (آدم) وهو يناديه .. همس بارتجاف وقد هزمته دمعتان وخذلته ركبتاه ليجلس أرضاً
_"ستكون بخير .. لن أفقدها .. لن أفقدها"
سمع صوت (آدم) يهتف فيه بقوة وهو يهزه من كتفيه

_"(هشام) .. تمالك نفسك .. (هشام)"
التفت له بوجه شاحب وهمس

_"لن أفقدها .. ستكون بخير"
بكت (سديم) وهي تجلس بجواره بينما (آدم) يهتف بصوتٍ حاول به إقناع نفسه قبل أن يقنعه هو

_"لن يصيبها مكروه يا (هشام) تمالك نفسك"
همست هي بوجع
_"لا تخف يا (هشام) .. سيكونان بخير يا أخي .. لا تخف"
شده (آدم) بقوة
_"انهض يا رجل .. هيا .. كن قوياً لأجلهما"
قاده لمقاعد الانتظار أمام غرفة الطواريء التي اختفت داخلها (راندا) يحاول الأطباء إنقاذ حياتها وصغيرهما .. عض على شفته بقوة .. لقد تركها وحدها .. لم يعرف أنّ هذا سيحدث .. كانت بخير .. ما أن أدار ظهره وتركها وحدها حتى أصابها هذا .. كيف حدث هذا فجأة؟ .. كانت بخير عندما تركها .. الطبيبة طمأنتهما على حالتها هي والجنين .. قالت أنّها فقط تحتاج للراحة والاهتمام .. كيف إذن أصابها هذا فجأة؟ .. شعر بيد (سديم) تضغط على كفه بدعم وسمعها تهمس

_"لا تخف حبيبي .. الطبيب سيخرج ليطمئننا عليها .. أنت فقط لا تخف"
همس بارتجاف
_"ما كان يجب أن أغادر وأتركها وحدها .. لقد اتصلت وهي تتألم .. الله أعلم كم ظلت تتألم قبل أن تتصل بي .. رباه .. لن أسامح نفسي أبداً لو أصابها مكروه"
_"(هشام) .. لا تقل هذا .. تفاءل بالخير أرجوك .. إن شاء الله ستكون بخير هي والطفل"

دفن وجهه بين كفيه وأطرق برأسه يتنفس بارتجاف بينما نظرت هي نحو (آدم) الذي وقف بجوار (هشام) مسنداً ظهره للحائط محدقاً في الباب المغلق بخوف واضح ونهضت لتقف جواره .. ضمت نفسها إليه تمنحه الدعم الذي تحتاجه هي نفسها .. رأته يخرج هاتفه بتوتر محاولاً الاتصال لتمسك يده وهزت رأسها قائلة
_"لا تتصل بأحد .. لا تقلقهم أرجوك"
همس بتحشرج
_"يجب أن يعرفوا"
_"لا حبيبي .. انتظر حتى يخرج الأطباء على الأقل .. لا تقلقهم الآن"
تنفس بقوة وهو يفكر للحظات قبل أن يعيد الهاتف لجيبه وعاد لينظر لباب الغرفة المغلق يدعو بتوسل لشقيقته .. صوت خطوات مندفعة جعلهما يلتفتان بينما صوتٌ مألوف يهتف
_"(هشام) .. ماذا حدث؟"
همست (سديم) بدهشة
_"(عاصي)"
نظر لها بدهشة مماثلة هي و(آدم) للحظة واحدة وتجاوز استغرابه برؤيتهما معاً وهو يندفع نحو (هشام) هاتفاً
_"ماذا حدث (هشام)؟ .. عدت للبيت لتوي وأخبرتني (منال) بالأمر .. كيف هي (راندا)؟"
التفت له بنظرات ضائعة جعلت قلبه ينقبض بقوة
_"ليست بخير .. لا أعرف ماذا حدث لها فجأة .. اتصلت بي وهي تتألم بشدة .. لا أعرف .. كانت بخير قبل ساعات قليلة"
قبض على كف (هشام) بقوة وهو يردد
_"لا تقلق .. ستكون بخير إن شاء الله"
ورفع عينيه نحوهما وسأل

_"هل طمأنكم أي طبيب؟"
همست بخفوت
_"لم يخرج أحدهم بعد .. خيراً إن شاء الله"
ران الصمت لحظات وقلوبهم معلقة بداخل الغرفة التي انفتح بابها بعد دقائق معدودة وغادرها أحد الأطباء لينهض (هشام) بانتباه وقلب يخفق بجنون .. انتبه بقيتهم في انتظار كلمات الطبيب الذي سأل عن زوج المريضة فتحرك نحوه هاتفاً بتوتر
_"أنا هو زوجها .. كيف حالها؟ .. هي بخير، صحيح؟"
نظر لهم بملامح جادة قبل أن يردد وهو يشير جانباً

_"نحن نقوم باللازم وستكون بخير إن شاء الله .. لكن .. هل يمكننا الحديث لحظة لو سمحت؟"
قالها وهو يتحرك ليلحق به (هشام) بقلب خافق متوتر بينما تبعته أعينهم بخوف شديد وتبادلوا النظرات فيما بينهم قبل أن يركزوها على (هشام) الذي كان يستمع للطبيب بانتباه وتوتر قبل أن يتراجع فجأة للخلف بوجه شديد الشحوب وسقطت قلوبهم بين أرجلهم وهم يرونه يحدق في الطبيب بصدمة وقد بدا أنّ ما أخبره به لتوه ليس جيداً على الإطلاق.

******************
هتف (سامر) بقسوة عبر الهاتف وهو يسمع صوت (سهى) الباكي
_"أنتِ لن تذهبي لأي مكان يا (سهى) .. لن تذهبي قبل أن أتأكد من نجاح مهمتكِ، فهمتِ؟"

همست بتحشرج
_"أنا خائفة .. أعتقد أنّهم يشكون بي من الأساس يا (سامر) .. السيد (هشام) لن يرحمني لو عرف أنني من سممت زوجته"
ردد بنزق ونفاذ صبر
_"أنتِ لم تسمميها .. هذا الدواء سيجلعها تفقد الجنين فقط .. أنتِ ستنتظرين عندكِ .. لن تذهبي لأي مكان حتى تخبريني أنّها فقدت ذلك اللقيط، فهمتِ؟ .. فور أن تبلغيني بهذا يمكنكِ أن تختفي في أي مكان"
شهقت بالبكاء وهي تهتف بارتجاف
_"أنت .. أنت لم ترها .. كانت تموت .. أشعر أنّها ستموت بسببي .. لن يرحموني أبداً .. سيقتلني"
كاد يهتف فيها بغضب أنّه سيقتلها قبله لولا أن تمالك أعصابه وقال ببرود

_"لن يحدث أي شيء .. لن تموت بسبب بضع قطرات من ذلك الدواء .. ستفقد الجنين فحسب و .."
سمعها تتمتم بخوف
_"بضع قطرات؟ .. أنا لم .."
سقط قلبه في ارتياع بين قدميه وصمت لحظة قبل أن يهتف فيها بحدة
_"ما الذي فعلتِه؟ .. أخبرتكِ أنّكِ ستضعين بضع قطرات في طعامها وهي كافية لإجهاض الجنين .. كم وضعتِ بالضبط يا (سهى)؟"
صمتت بارتباك وخوف ليصرخ فيها وقد أوقفت قلبه بصمتها

_"ماذا فعلتِ؟ .. انطقي"
هتفت بخوف

_"نصف الزجاجة .. وضعت نصف الزجاجة"
توقفت أنفاسه وشحب وجهه بشدة وهو يتراجع ليسقط فوق حافة فراشه محدقاً أمامه بصدمة وهمس
_"نصف الزجاجة؟ .. مستحيل"
رددت باكية

_"لم أنتبه .. لقد نسيت .. يا إلهي .. هل ستموت؟"
صرخ فيها بجنون
_"اللعنة عليكِ .. هل جُننتِ؟ ... اللعنة .. اللعنة"
شهقت بحدة مع صراخه وتجمدت الدماء في عروقها بينما يصرخ فيها
_"أنا من سأقتلكِ لو أصابها مكروه يا (سهى)، فهمتِ؟ .. لن يكون (هشام رضوان) من يقتلك عقاباً على ذلك .. أنا من سأفعلها"
_"(سامر) .. أنا لم .."

صرخ وهو يلقي الهاتف ليضرب به عرض الحائط
_"اللعنة .. اللعنة على غبائكِ"
لا يصدق .. لا يصدق أنّها قد فعلت هذا .. ما كان عليه أن يعتمد على تلك الغبية .. ما الذي سيحدث لـ(راندا)؟ .. هل ستحتمل ذلك الدواء اللعين؟ .. لن تفقد طفلها فحسب .. حياتها نفسها معرضة للخطر .. لا .. مستحيل .. هو لن يفقدها .. هو لم يفعل كل هذا ليفقدها هي في النهاية .. لا .. لا يمكنها أن تموت وتتركه .. لن يسمح لها .. ماذا سيحدث له من بعدها؟ .. كيف سيعيش بعد رحيلها .. لن يسمح لها بالموت أبداً .. ليس الآن .. ولا أبداً .. تسارعت أنفاسه بوحشية امتزجت بذلك الرعب الذي ارتجف له قلبه .. رعباً لم يعرفه من قبل .. هو الذي لم يهتم لروح مخلوق قبلاً .. هو نفسه الذي يرتجف الآن رعباً من احتمالية فقدها .. حبيبته الخائنة .. حبيبته التي لم يعشق سواها في هذا الكون .. ستموت بسببه .. لا .. ليس بسببه .. اشتعلت عيناه بحرقة وجنون .. ليس بسببه .. بل بسبب ذلك الملعون الذي سرقها منه .. يقسم .. لو أصابها مكروه .. لو ماتت وتركته .. يقسم أن يجعله يحترق في الجحيم قبل أن يرسله إليه في العالم الآخر .. سيقتله شر قتلة انتقاماً له ولها .. لن يرحمه أبداً.
******************
انتهى الجزء الأول من الفصل الحادي والثلاثين
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.