آخر 10 مشاركات
317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-19, 06:50 PM   #721

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلم ايدك ياعسل💕💕
على قد حزني بفقد الطفل على قد فرحتي بالواطي ورندا بتطعنو يستاهل ابن الواطيه سامر مجنون نفسياً وأمه زيو يخرب بيتهم من عيله
سديم وادم قطعو قلبي مساكين ذكرياتهم مؤلمه
سوؤدد وخطتها مع انجي الله يستر من الجاي ومراد المزززز الزيز ولا نقول عماد يختااااي المزززز المسيطر😂😂
رهف الغبيه متى تعقل وتفهم حرام عليها عم تستغل كنان لتقهر عاصي هبله هالبنت
بانتظارك ياعسل ونشوف القادم مع منذر اشتقنالو 😍😍


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:13 AM   #722

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون
تنفس (فهد) بصعوبة وهو يقابل نظرات (رفعت هاشمي) الثاقبة التي جعلت قلبه ينقبض بتوتر ازداد مع رؤية ابتسامته الهادئة وهو يقول بعد برهة تأمل
_"مرحباً بني .. لابد أنّك (فهد)، صحيح؟"
هز رأسه بصدمة وهو يحدق فيه بذهول، لتتسع ابتسامته وهو يقول
_"هل ستجعلني أقف طويلاً بني؟"
تراجع للخلف بحرج وهو يقول بارتباك مشيراً للداخل
_"بالطبع لا .. تفضل سيد (رفعت)"
دلف (رفعت هاشمي) إلى الداخل مستنداً إلى عصاه وتحرك بخطوات هادئة برفقته في نفس اللحظة التي كانت (همسة) تغادر فيها الغرفة وهي تفكر بدهشة في ردة فعل (أحمد اليزيدي) الذي بدا أنّ الروح دبت فيه فجأة ما أن أخبرته باسم زائره واعتدل في فراشه وملامحه تتألق بشراً وسعادة جعلتها رغم حيرتها تشعر بالسعادة لأجله لتسرع للخارج كما طلب منها وتخبر زائره أن يدخل .. وجدت (فهد) يقف بملامحه الشاحبة بقرب ضيفهم وقد بدا أنّ صاعقة ضربته .. شعرت بالقلق عليه وأدركت أنّ شيئاً مقلقاً يحدث معه .. اقتربت لتقف أمامهما وابتسمت عندما قابلتها الابتسامة اللطيفة على شفتيّه وهي تقول

_"تفضل سيد (رفعت) .. عمي (أحمد) ينتظرك بغرفته"

نظر لها بحنان

_"شكراً لكِ صغيرتي .. هلا رافقتِني إليه؟"
أومأت وتحركت لترافقه لولا أن أسرع (فهد) يقف أمامهما ويقول بسرعة

_"أنا سأفعل .. اذهبي أنتِ لغرفتكِ"

قطبت وهي تنظر له بضيق واستغراب وكادت تفتح فمها معترضة، لكنّه أسرع يقطع عليها تلك الرغبة وهو يشير نحو غرفة (أحمد اليزيدي) قائلاً

_"تفضل سيد (رفعت) .. من هنا"
ولم يمنحها الفرصة لتنطق بحرف فزفرت بحنق وهي تتابعهما بعينيها قبل أن تتحرك نحو غرفتها وهي تضرب الأرض بقدميها .. حسناً (فهد سليمان) .. أنت تصر على إغضابي أكثر .. أغلقت الباب خلفها بقوة وذرعت غرفتها بخطوات غاضبة وحاجبين مقطبين .. العنيد .. لم يعتذر لها حتى الآن وينتظر منها هي أن تعتذر .. حسناً .. في أحلامه .. هي لن تعتذر قط .. هو من عليه الاعتذار بعد كل ما فعله .. كان يجب أن تخنقهما معاً .. ويجرؤ على الغضب منها؟! .. فلنرى يا سيد (فهد) من منا سيعتذر أولاً .. انقطعت أفكارها عندما انفتح باب غرفتها فجأة لتلتفت خلفها وارتفع حاجباها بدهشة وهي ترى (فهد) يندفع لداخل الغرفة بملامح مكفهرة جعلتها تتراجع بقلق وهي تهتف
_"(فهد) .. ما الأمر؟ .. ما الـ .."

اندفع نحوها لتتراجع واصطدمت ساقاها بحافة فراشها لتسقط فوقها وهي تنظر لملامحه بارتباك وهي تكمل

_"لماذا أنت غاضب هكذا؟ .. ما الذي حدث؟"

لم يرد وهو يدير عينيه في غرفتها أمام نظراتها الحائرة ورأته يندفع بعدها ليلتقط معطفها الطويل من فوق المشجب وعاد ليلقيه نحوها قائلاً

_"ارتدي هذا .. سنخرج"

اتسعت عيناها وهي تنظر له كأنّه مجنون وانتفضت مع هتافه المتوتر

_"هيا انهضي"

هتفت بحنق

_"ما الذي تقوله؟ .. ألم تقل أنني معاقبة ولن .."

_"والآن قلت أننا سنخرج .. هيا"
قاطعها بنفاذ صبر وهو يشدها لتقف والتقط المعطف ليلبسها إياه قسراً فوق بنطالها الجينز وبلوزتها القطنية لتهتف بغضب

_"توقف (فهد) .. أنا لست طفلة صغيرة لتعاملني هكذا .. أنا لن أذهب لأي مكان معك .. أنا لا زلت غاضبة منك و.."

انقطعت كلماتها عندما أدراها لتواجهه وهو يكمل دون أن يبالي بكلماتها ودون أن ينتبه لتجمدها بصدمة وهو يضع كفيه خلف عنقها يرفع شعرها ويخرجه من المعطف ليتركه منسدلاً على ظهرها

_"لهذا سنخرج حبيبتي .. أنتِ غاضبة وأنا سئمت من خصامنا وأعرف كيف سأصالحكِ جيداً و.."
كان دوره ليتوقف عن الكلام وهو ينظر لوجهه المحمر وعينيها اللتين كانتا متسعتين بارتباك وخجل .. نظر لكفيه فوق شعرها وأسرع يبعدهما في حرج ويكمل
_"حسناً .. هذا جيد .. هيا ارتدي حذائكِ ودعينا نذهب في الحال"

حدقت فيه وهي تهز رأسها قبل أن تمط شفتيها قائلة بعناد

_"لن أذهب لأي مكان قلت لك .. ثم إن لدينا ضيوف ويجب أن أذهب لأرى إن كان عمي وضيفه يحتاجان لأي شيء"

شد يدها وجذبها خلفه وهو يقول بنزق

_"لقد عاد (مراد) لتوه وهو سيهتم بطلباتهما"

حاولت شد يدها من كفه لكنّه واصل جذبها للخارج حتى وصلا قرب الباب وأشار لدولاب الأحذية الصغير

_"هيا ارتدي حذائكِ الرياضي بسرعة"
كتفت ذراعيها قائلة بعناد

_"لن أفعل"
هتف فيها

_"هيا (همسة) وإلا أقسم سأحملكِ للخارج وأنتِ حافية"

_"لن تجرؤ"

رفع أحد حاجبيه محذراً وهو يقترب منها بتهديد

_"حقاً يا (همسة)؟ .. ألن أجرؤ؟"

ضربت الأرض بقدمها وهتفت وهي ترفع إصبعها في وجهه

_"حسناً أيها المستبد .. سأخرج معك ولكن لا تعتقد أنني سأصالحك بهذه البساطة .. لن تحصل على ابتسامة واحدة مني حتى، فهمت؟"

ردد بهدوء

_"حسناً فهمت .. هيا حتى لا نتأخر"

راقبته وهو يتحرك ليتحدث مع (مراد) الذي كان منشغلاً عنهما بشيء ما على حاسوبه المحمول .. رمقتهما بحنق وأسرعت ترتدي حذاءها الرياضي بينما تتوعده داخلها .. لن تصالحه بهذه البساطة .. هل يعتقد أنه سيضحك على عقلها بكلمتين وابتسامة من ابتساماته الحبيبة تلك؟ .. زفرت بحنق .. ما الذي تهذي به؟ .. حسناً فليحاول قدر ما يستطيع .. هي ستعرف كيف تقتص منه وتعاقبه ليتعلم ألا يغضبها مرة أخرى وألا يسمح لامرأة غيرها بمجرد الاقتراب منه .. هتفت بصوت عال وهي تكتف ذراعيها

_"ألن نذهب؟ .. كنت مستعجلاً قبل قليل"

هز رأسه وهو يقول شيئا أخيراً لـ(مراد) الذي أومأ بينما ينظر في اتجاهها واتسعت عيناها مع نظرته وشبه ابتسامته الساخرة التي رماها نحوها .. إذن فهو يستطيع أن يبتسم؟ .. ذلك البارد .. المستفز الآخر .. حركت قدمها فوق الأرض بحركة رتيبة تخبره بها عن نفاذ صبرها وزفرت بقوة وهو يتحرك أخيراً عائداً إليها .. قبل أن تهتف بأي شيء التقط كفها وهو يفتح الباب وسحبها خلفه مغادراً الشقة لتهتف فيه

_"دع يدي (فهد) .. لا تسحبني هكذا كالعنزة"

قطبت وهي تشعر بكفه تقبض على يدها أكثر يرفض تركها بينما يشدها في طريقهما للخارج حتى وصلا سيارته التي انطلق بها سريعاً فور أن استقلاها .. التزمت هي بالصمت وهي تجلس عاقدة ذراعيها ومقطبة حاجبيها تنظر عبر النافذة ولم يحاول هو التحدث معها وهو يقود السيارة بسرعة حتى نفذ صبرها فالتفتت لتسأله بحنق

_"إلى أين تذهب بالضبط؟"

حرك عجلة القيادة بهدوء لم يظهر ما يعصف داخله وعيناه تركزان على الطريق فتمتمت بضيق

_"(فهد) أنا أتحدث إليك .. هل هذه فكرتك عن مصالحتي؟ .. أن تستمر في تجاهلي ولا تمن على أسئلتي بإجابة؟"

تنهد بقوة وهو يلتفت نحوها قائلاً

_"اصبري قليلاً حبيبتي .. إنها مفاجأة"

قطبت هاتفة بنزق

_"لا تقل حبيبتي .. أنا لا زلت غاضبة منك"

ضحك مردداً

_"إذن أنا لم أعد حبيبك لمجرد أنّكِ غضبتِ مني .. نسيتِ حبكِ لي بهذه السرعة؟"

ضغطت على شفتيها ليكمل

_"إذن يفترض بي أنا أيضاً كلما غضبت منك أن أنسى أنكِ حبيبتي؟"

رددت بشفتين مزمومتين

_"لم أقصد هذا"

ابتسم في حنان وهو يرمقها بنظرة لم تنتبه للألم الذي غمرها قبل أن يلتفت للطريق .. فتحت فمها لتنطق لكنها صمتت عندما رفع أحد كفيه عن عجلة القيادة ومدها ليمسك كفها بإحكام .. شعرت بالحرارة تغزو خديها وهمست اسمه بخفوت ليقول برفق دون أن يلتفت

_"لا تتركي يدي أبداً حبيبتي .. مهما حدث ومهما غضبنا من بعضنا أو تشاجرنا .. لا تقولي أنكِ لستِ حبيبتي ولا تتخلي عن قلبي أبداً"

نظرت له بحيرة وقلق وهي تشعر بقبضة يده المحكمة وصوته الذي امتلأ بالأسى والخوف .. (فهد) قلق وخائف .. هل لا زال قلقاً بشأن عودتها لعائلتها الحقيقية في النهاية؟ .. هل يعتقد أنها ستنساه وتتركه بهذه البساطة مهما كان السبب؟ .. ضغطت يدها على كفه ليلتفت نحوها فابتسمت له بحب وهمست بوعد

_"أبداً"

رقت نظراته ولم يستطع سوى مبادلتها الابتسام قبل أن يهمس

_"إذن انتهى خصامنا؟ .. صافٍ يا لبن؟"

قطبت وحاولت سحب يدها لكنه شدد قبضته عليها قائلاً بمرح

_"لقد وعدتِ ألا تتركيها"

استسلمت دون أن تمنع لسانها من الهتاف بعناد

_"لا .. لم أصالحك بعد .. لقد أغضبتني وعاقبتني بحبسي في غرفتي وتجرأت على النظر لامرأة أخرى والسماح لها بالاقتراب منك .. لا .. لن أصالحك هكذا بسهولة .. عليك أن تتعب حتى تحصل على رضاي"

رفع حاجبيه وزفر مطولاً وهو يردد

_"رباه .. لقد أصبحتِ أكثر عناداً وطفولية عن ذي قبل (همس) .. يبدو أنكِ صرتِ تعرفين مقدار حبكِ بقلبي فصرتِ تتدللين عليّ .. حسناً .. يحق لكِ الدلال يا أميرتي"

قالها وهو يغمز لها بعينه مبتسماً فاحمر وجهها وأشاحت به خجلاً دون أن ترد فتنهد مبتسماً وهو يقول بينما يضغط على دواسة الوقود

_"حسناً .. أنا متأكد أنه قبل أن ينتهي اليوم سأكون قد حصلت على رضاكِ وابتسامتكِ الحبيبة"

ضغطت على شفتيها لتمنع بسمتها بصعوبة وهزت كتفها بدلال وهي تشيح وجهها تنظر للنافذة فلم تنتبه للنظرة التي ألقاها عليها مليئة بالأسى قبل أن يحاول التركيز على قيادته ليمنع نفسه من الغوص في أفكاره المقلقة .. هل سيشك (رفعت هاشمي) فيها؟ .. لا يعتقد هذا .. لكن .. ماذا لو تحدث عم (عماد) وأخبره بشأنها؟ .. هل يمكنه أن يفعل هذا؟ .. بعد أن كان يعترض على إخفاء (عماد) للحقيقة بدأ يخاف هو كلما اقترب الوقت .. لقد عارض (عماد) عندما أخبر عمه بشأنها .. صار يشعر أن فراقهما قريب جداً واليوم بعد زيارة عميد عائلة (هاشمي) أصبح متيقناً من هذا .. قريباً سيعرف الكل عنها .. قريبا ستطالب بها عائلة (رضوان)

شعر بحرقة في عينيه ولم ينتبه أنه في غمرة أفكاره ضغط بقوة على يدها فتأوهت والتفتت له هاتفة

_"(فهد) أنت تؤلمني .. ماذا حدث؟"

سألته بقلق ما أن لمحت وجهه المضطرب ليجيبها بابتسامة مصطنعة جعلتها تقطب بقلق

_"لا شيء حبيبتي .. تذكرت شيئاً مزعجاً .. أنا آسف"

طارت كل كلماتها عندما رفع كفها وطبع قبلة رقيقة على راحتها جعلت الدم يندفع إلى وجنتيها بقوة فهمست بخجل

_"لا بأس"

أطرقت بعدها رأسها وهي تفكر بقلق .. (فهد) بالفعل يتصرف بغرابة ويبدو أنه لا ينوي إخبارها بما يقلقه لهذه الدرجة .. تنهدت بحرارة مفكرة .. شيء واحد يمكنها أن تفكر به ويجعله بهذه الحال .. لا يمكنها أن تجعله يعذب نفسه هكذا حتى يحين موعد فراقهما .. التفتت تنظر له لبرهة ثم همست وهي تضغط على يده

_"ألم نتفق يا (فهد)؟"

التفت لها بتساؤل لتكمل بخفوت

_"ألم تعدني أن ننسى كل شيء ولا نفكر في الأيام القادمة ونصنع الكثير من الذكريات الجميلة سوياً؟"

لم تشعر به وهو يركن السيارة جانباً بينما عيناها وكل أفكارها تركزت عليه

_"ألم نتفق ألا نقلق بشأن الغد؟ .. لماذا لا زلت قلقاً هكذا؟"

ابتسم باصطناع وقال وهو يمسك كفيها معاً

_"لست قلقاً حبيبتي .. أنا فقط .."

قاطعته هامسة برقة ولوم

_"لا تكذب (فهد) .. أنا أعرفك جيداً"

سحبت إحدى كفيها ورفعتها لتلامس خده بحنان ورقت عيناها وهي تنظر له هامسة

_"أنا أحفظ كل لمحة صغيرة منك وأفهم مشاعرك دون كلمات يا (فهد) .. هل تظنني لن أفهم ما تشعر به الآن ولن أرى أنك تتصرف بتوتر وغرابة؟"

تنفس بقوة لتكمل بحنان

_"ما الأمر حبيبي؟ .. أخبر (همستك) ولا تخفي عنها شيئاً"

أخذ نفساً عميقاً وهو ينظر لها بتوتر .. ماذا يخبرها؟ .. أن الرجل الذي زارهما قبل قليل قريب لعائلتها وأنه على علاقة وثيقة بابن عمها؟ .. أنها لن تسامحه حتماً إن عرفت ما فعله هو و(عماد) بأسرة عمها؟ .. أنه على وشك فقدانها قريباً وللأبد؟

ابتلع لعابه بصعوبة وهو يجاهد ليبتسم قائلاً بمرح مصطنع وهو يدير السيارة من جديد منطلقاً بها تحت أنظارها اللائمة

_"لا شيء (همستي) .. كنت فقط أفكر إن كنت ستستمرين في عنادكِ ومخاصمتي وظننتكِ نسيتِ وعدنا أن نقضي أياماً سعيدة معاً ولا نفكر بالقادم، لكن حمداً لله .. لا زلتِ تتذكرين وهذا يعني أنكِ ستسامحينني سريعاً"

_"(فهد)"

همست اسمه بلوم ليقاطعها قائلاً بسرعة

_"اليوم سنصنع ذكريات جميلة وملونة .. الكثير والكثير منها"

والتفت ينظر لها بحب شديد وهمس بعشق

_"ذكريات ستلون قلبينا معاً اليوم ولن تستطيعي محوها من قلبكِ مهما حدث (همستي)"

وضم كفها إلى قلبه وهو يكمل داخله بحرقة

_"ذكرياتٍ أرجو أن تشفع لي يوماً عندكِ عندما يحين الفراق قريباً"

********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:14 AM   #723

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

خفق قلب (أحمد اليزيدي) بقوة وهو يرى (فهد) يدلف للغرفة وتهلل وجهه عندما رأى (رفعت هاشمي) يدخل برفقته .. لمعت في عينيه دموع حنين واشتياق له .. ذلك الرجل العظيم الذي كان له أكثر من أب .. سمع بتشوش (فهد) وهو يهتف مندفعاً نحوه

_"عمي .. لماذا نهضت من مكانك؟ .. لا تتحرك"

أشار له بكفه وعيناه لا تفارقان عينيّ حماه الذي ابتسم في حنان وهو يقترب منه ليسرع (أحمد) نحوه رغم تعبه ويردد بصوت متقطع

_"عمي (رفعت) .. مرحباً بك .. لماذا أتعبت نـ .."
قاطعه مبتسماً وهو يفتح ذراعيه

_"حمداً لله على سلامتك يا ولدي"
ارتجفت شفتاه وهو ينظر له من بين غشاوة دموعه قبل أن يقترب ويرمي جسده بين ذراعيه ويحتضنه بقوة واشتياق ليربّت (رفعت هاشمي) على ظهره بقوة وهو يكمل بصوتٍ غلبته مشاعره

_"الحمد لله الذي مدّ في عمري حتى أراك ثانية يا ولدي .. الحمد لله"

لم يشعرا بمغادرة (فهد) الذي كان مصدوماً بلقائهما الحار قبل أن يقرر ترك الغرفة ليتحدثا براحتهما وتركهما يتبادلان عناقاً قوياً يمسحان به ذنوب السنين التي فرقتهما قصراً حتى ابتعد (أحمد) ونظر لحماه بانكسار

_"كان يجب أن آتي إليك بنفسي عمي .. ما كان يجب أن تتعب نفسك و .."

ربّت على كتفه وهو ينظر له بلوم

_"لا تقل هذا يا ولدي .. أنت لا تعرف كم انتظرت رؤيتك من جديد"

ونظر بأسف إلى جسده وبالتحديد نحو مكان إصابته وتابع

_"حمداً لله على سلامتك ألف مرة بني"

ترقرت الدموع في عينيه وهو ينظر له وردد بمرح مفتعل

_"لا زال بالعمر بقية"

ابتسم بأسى ليبتلع (أحمد) غصة مؤلمة وقال وهو يتحرك مشيراً

_"تفضل بالجلوس عمي"

قالها وهو يرافقه ليجلسا على الأريكة الموضوعة بأحد أركان الغرفة وران الصمت قليلاً وهما ينظران لبعضهما يتأملان بأسى الآثار التي تركتها السنون على ملامحهما .. قطع الصمت وهو يقول

_"لم أتوقع أن تحضر بنفسك لزيارتي عمي .. ظننت أنني سـ .."

قاطعه قائلاً بلوم

_"ألم تكتف من تعذيب نفسك يا (أحمد)؟ .. لقد مر عمرٌ طويل بني"

تنهد بحرارة وقال

_"سنوات العمر كلها لا تكفي للتكفير عن ذنوبي عمي .. كان يجب أن أدفع بعضها على الأقل"
مد كفه يربّت على ساقه قائلاً برفق

_"من قال أنّك لم تدفعها بعد بني؟ .. لقد دفعتها .. والثمن كان فادحاً بني .. أكثر فداحة وقسوة من ذنوبك كلها .. ألم يحن الوقت لتغفر لنفسك؟"

ضغط على شفتيه بقوة ثم ردد بمرارة

_"ربما أفعل عندما أحصل على انتقامي كاملاً عمي .. عندما يدفع أولئك الشياطين الثمن وأقضي عليهم تماماً .. ربما عندها أغفر لنفسي"

تأمله ملياً بحزن ليبتسم (أحمد) ويقول

_"أنت سامحتني حقاً عمي؟ .. عندما زرتني تلك المرة في السجن وأخبرتني أنّك لا تصدق حرفاً من اعترافاتي وطلبت منك أن تسامحني على كل شيء .. أنت سامحتني فعلاً"

ردد بابتسامة حانية

_"لن تتوقف عن كلمة عمي هذه؟ .. ألم تكن تناديني قديماً بأبي يا (أحمد)؟"

شحب وجهه وهو ينظر له للحظة بألم قبل أن يهمس بخفوت

_"لقد فقدت الحق في قولها بعد كل ما حدث"

قال بلوم

_"أنت لم تفقد شيئاً يا ولدي .. لقد اعتبرتك واحداً من أبنائي ووثقت بك مثلهم تماماً .. كل ما حدث لم يغير من رأيي فيك شيئاً .. كنت أصدقك على طول الخط (أحمد) وسامحتك على كل شيء بني"

دمعت عيناه بشدة وضغط على شفتيه ليتحكم في دموعه وهو يسمعه يقول

_"عندما أخبرني (عماد) عن محاولتهم قتلك كاد قلبي الضعيف يتوقف"

هتف (أحمد) بجزع وهو يقترب ليمسك بكفه بقوة

_"بعد الشر عنك أبي .. لا تقل هذا .. أدامك الله فوق رؤوسنا جميعاً"

هز رأسه مبتسماً بأسى وهو يكمل

_"خفت أن يكون الأوان قد فات لأساعدك على تصحيح كل الأخطاء التي حصلت رغماً عنك .. حاولت التواصل معك مراراً لكنّك كنت عنيداً أيها الأحمق ورفضت أي محاولة منا للوقوف معك أو حتى زيارتك بسجنك .. كنت أعرف أنّك تعاقب نفسك لكنّك عاقبتنا نحن أيضاً في نفس الوقت"

أطرق (أحمد) رأسه بخجل وسمعه يتابع

_"لا ألومك الآن يا ولدي .. أعرف أنّك فكرت في صالح الجميع واعتقدت أنّك بهذا تحميهم .. كنت أعرف أنّك باعترافاتك الحمقاء تلك كنت تحمينا جميعاً وأولنا طفلاك و(صفية)"

ارتجف جسده مع ذكرهم ورفع رأسه هاتفاً

_"يكفي أنّهم بخير .. لو تعرف كم اشتقت إليهم"

_"أعرف بني .. أعرف"

تنفس مردداً باختناق

_"أعرف أنّ (سؤدد) بخير برفقة (عماد)، لكنني لا أتوقف عن القلق عليهما .. قلبي يؤلمني على حالتها يا أبي .. (عماد) أخبرني الكثير عنها و(عز الدين) أيضاً .. لكنّي وحدي أعرف حجم الجرح داخلها وأعرف لأي مدى هي منتهكة من الداخل ومحطمة .. (عماد) لا يعرف بعد ماذا أصابها وغيّرها لهذه الدرجة .. لا أعرف ماذا سيفعل عندما أخبره .. لن يسامح نفسه عندما يعرف أنّه آذى الرجل الذي أنقذها حتى ولو كان لم يتعمد هذا .. حتى وقد كان ضحية للعبة خداع حقيرة، لن يسامح نفسه أبداً عندما يعرف أنّه لولا (فاروق) لكانت (سؤدد) قد تدمرت تماماً وفقدناها للأبد .. كل شيء معقد ولا أعرف كيف سأحله"
صمت لحظة يتنفس بصعوبة ثم واصل بألم أشد

_"أدعي التماسك والقوة أمام (عز) وأمام (عماد) .. لكنّ العبء ثقيل جداً على كاهليّ أبي .. كنت في حاجة لوجودك معي لتمنحني القوة لأواصل معركتي لأستعيد حق الجميع .. لكنني .. كنت خجلاً من رؤيتك"

هز رأسه نفياً وهو يقول برفق

_"لا يوجد سبب يجعلك تخجل من رؤيتي بني .. كنت أعرف أنّك لن تحاول مقابلتي فأتيت بنفسي .. كان يجب أن آتي لأخبرك أنني بجانبك وأنني أعرف كل شيء وأثق بك .. ما أخرني عنك هو تعبي بعد الكثير من الصدمات التي تعرضت لها قريباً وآخرها (راندا) حفيدتي"

صمت واعتلت وجهه مرارة وألم شديدين ليسأله بقلق

_"ما بها (راندا)؟ .. هي بخير؟"
هز رأسه مجيباً بأسف

_"هي الأخرى تدفع ثمن انتقام أحمق لا ذنب لها فيه بني"

خفق قلبه بهلع وهو يهتف

_"لا تقل أنّها .."

قطع جملته بجزع ليجيبه بحزن شديد

_"لا .. لكنّه (سامر) ابن أخيك .. حاول إيذاءها مراراً .. لقد تقرب منها مسبقاً وحاول استغلالها للانتقام وعندما أبعدتها عنه وأصبحت زوجة لـ(هشام رضوان) لم يتوقف عن محاولاته ... آخر ما فعله أنّه حاول التخلص من جنينها وكادت تموت هي الأخرى لولا رحمة الله"

حدق فيه بعينين متسعتين بجزع قبل أن يهمس

_"(ليلى)؟"

أومأ برأسه ليتابع (أحمد) بحنق
_"(ليلى) لا تنوي التوقف عن محاولاتها الانتقام من (أمجد) يا أبي .. حاولت قديماً إيذاء (صفية) انتقاماً منه وظننت أنني أحميها بزواجي منها لكنّها لم تتوقف عن إفساد حياتنا والآن .. هي تحاول الانتقام من (أمجد) في ابنته"

تنفس بقوة وربّت على ساقه قائلاً بحزم

_"لهذا أنا هنا الآن يا (أحمد) .. أنا هنا لأن الوضع لم يعد يحتمل .. ذلك الجنون يجب أن يتوقف باي طريقة .. يجب أن نضع حداً لجنونها وانتقامها الأعمى هي وابنها"

نظر له بتردد وقال

_"(عماد) لم يعد في صفها .. هو .."
قاطعه قائلاً بهدوء

_"أعرف هذا (أحمد) .. (عماد) اعترف لي بكل شيء بكامل إرادته ودون أن يعرف أنني قد كشفت أمره مسبقاً .. وأنا أثق به مثلك تماماً بني .. ربما يكون ابن (عزت) لكنّه دائماً كان يشبهك أنت .. أنت ربيّته قديماً وغرست فيه قيمك لذا هو الآن في صفك .. رغم كل أخطائه التي ارتكبها تحت تأثير سموم أمه هو الآن يحاول إصلاح كل أخطائه .. لا تقلق .. لم أكن لأستأمنه على (سؤدد) لحظة واحدة لو أنني شككت في صدق نواياه ومشاعره نحوها"

ابتسم وهو يهز رأسه مفكراً أنّه هو الآخر كان يعرف قلب (عماد) الحقيقي ولهذا ترك له كامل الحرية منذ البداية ولم يحاول إبعاده عن طريق (سؤدد) وقد كان يعرف أنّه سيفعل أي شيء ليقترب منها .. نظر لحماه الذي بادله ابتسامته وردد ضاحكاً

_"أرجو ألا تكون قد أفشيت له السر وأخبرته أنّك كنت تعرف بحقيقته منذ البداية"

اتسعت ابتسامة (رفعت هاشمي) بغموض قبل أن يردد

_"ما يهم الآن هو أن تدعو له بصدق فأنا متأكد أنّه لن يستمر في خداعه لحفيدتي الغالية طويلاً .. لن يمر وقت قصير إلا وقد اكتشفت حقيقة قناعه المخادع وعندها لن يعجبه رد فعلها أبداً .. صدقني .. أنا أشفق عليه منذ أتى بقدميه لبيتي أول مرة لأكلّفه بحمايتها"

ابتسم (أحمد) بخفوت واكتفى بالدعاء لهما بقلبه .. ولداه الغاليان عانيا طويلاً وليتهما يجدان راحتهما معاً قريباً جداً .. هو سيتأكد من هذا مهما كان الثمن.

********************

انطلق (عاصي) بالسيارة بسرعة كبيرة محاولاً اللحاق بالسيارة السوداء التي غادرت المشفى بسرعة قبل أن يدرك أحدهم ما يحدث .. ضرب على المقود بحنق وهو يصرخ بغضب

_"تباً .. تباً .. تباً"

لقد حذرهم .. لقد فعل .. كان يعرف أن ذلك الحقير يخطط لشيء .. ها هو قد أفلت منهم مجدداً .. ولماذا؟ .. لأنهم ترددوا في إزهاق روحه وقرروا ترك الأمر للقانون .. تباً للقانون .. بماذا سيفيدهم الآن وذلك الوغد يعود حراً طليقاً يهددهم في كل لحظة؟ .. لقد أفلت من يده .. كان عليه على الأقل أن يقيده بنفسه حتى قدوم الشرطة .. من أين كان له أن يتوقع أن الرجال الذين ارتدوا زي أمن المشفى كانوا رجاله وأنهم سيسرعون في الهرب قبل أن يلحق بهم؟ .. لقد غادر خلفهم في الحال، لكنّ تلك اللحظات القليلة فرقت مع أولئك الأوغاد .. راقب المسافة تتسع بين سيارته وخاصتهم .. ضرب المقود بقوة أكبر وضغط على دواسة الوقود أكثر وهو يصرخ من تحت أسنانه

_"لن تفلت مني أيها الحقير .. لن أتركك تفلت أبداً"

كانت قيادة السيارة بهذه الطريقة ووسط السيارات الكثيرة بالشارع خطراً كبيراً لكنه كان مصمماً على اللحاق به ... راوغ السيارات الأخرى بصعوبة وهو يمسك بعجلة القيادة في إحكام شديد ومضت دقائق وهو يطاردهم .. رنين هاتفه لم يتوقف طيلة الوقت فزفر بقوة وهو يضغط على زر سماعته البلوتوث

_"نعم يا (هشام)"

وصله صوته متوتراً

_"(عاصي) .. أين أنت؟"

ردد بغضب

_"أين سأكون (هشام)؟ .. أنا أطارد ذلك الحقير .. لن أعود إلا بعد أن أتخلص منه"

هتف (هشام) بقوة

_"(عاصي) .. توقف وعد في الحال"

قطب بشدة وهو يهتف

_"أعود؟ .. (هشام) .. لقد أفلت ذلك اللعين من أيدينا بعد أن كدنا نقضي عليه .. لقد حذرتكم يا (هشام) .. أخبرتكم أننا سنندم لكنكم لم تستمعوا لي .. الآن أنا سأقرر .. لن أتركه أبداً مهما حدث"

هتف بحزم وغضب

_"(عاصي) تحكم بنفسك .. أنت تعرض نفسك للخطر .. عد رجاءاً وسنفكر في حل .. أنا لا أهتم أن ذلك الجرذ نفد بجلده حالياً .. سيقع في أيدينا قريباً جداً .. يكفي الآن أنه عاد بنفسه إلى هنا وأقسم لك لن يمض وقت طويل إلا وقد انتهينا منه تماماً"

ضغط على أسنانه بقوة وهتف

_"لا يا (هشام) .. أنا لن أنتظر حركة أخرى منه والله أعلم من سيؤذي منا المرة القادمة .. انظر ماذا حدث لزوجتك وطفلك (هشام) .. لن أنتظر حتى يعود ليؤذي أمي أو .. (رهف) مرة أخرى"

تحشرج صوته وهو يهمس بكلماته الأخيرة لتعود لرأسه الكلمات الحقيرة التي رددها (سامر) بشأن (رهف) لينبض قلبه بعنف وتسارعت أنفاسه بوحشية وهو يهتف

_"لا .. لن أعود .. عد أنت لزوجتك ودعني أنا .. سأصفي حسابي معه وآخذ بثأر زوجتي منه"

سمع (هشام) يهتف اسمه محذراً لكنه أسرع يغلق المكالمة واشتعلت عيناه بالنيران وهو يسرع بالسيارة وقد بدأ الطريق يخلو من السيارات الأخرى .. قطب وهو ينظر للطريق المؤدي لخارج المدينة متذكراً المرة السابقة التي طارده فيها واعتقد أنه مات في الانفجار .. ضاقت عيناه بشدة وهو يردد بفحيح غاضب

_"حسناً أيها اللعين .. تريد أن تكرر مطاردتنا الأخيرة .. لك هذا لكن أعدك .. ستكون الأخيرة فعلاً"

قالها وهو يسرع أكثر مقلصاً المسافة بينهما بينما يمد يده لدرج سيارته يخرج مسدسه ويقبض عليه بإحكام .. تنفس بقوة وهو ينظر للسيارة التي أصبحت على مقربة منه وقبل أن يتخذ أي فعل وجدها تتحرك لتقف بعرض الطريق وقبل أن يحاول تفاديها كانت إحدى نوافذها تفتح ليطل منها أحد الرجال وفي يده مسدس صوبه نحوه مباشرة وخفق قلب (عاصي) بقوة واتسعت عيناه والرجل يطلق الرصاص نحو سيارته التي أسرع يدور بها محاولاً تفادي الرصاصات التي انغرست بجسد السيارة وثقبت إحدى إطاراتها وهشمت زجاجها، وفي لحظة فقد السيطرة على عجلة القيادة لتنحرف السيارة عن الطريق ودارت حول نفسها بعنف قبل أن تنقلب على جانب الطريق والدخان يتصاعد من محركها وحالتها تنبيء الرائي أن قائدها ربما في حالة أسوأ .. أو ربما في خطر أكبر إن أردنا الدقة.

********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:16 AM   #724

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقلبت (سديم) في الفراش وهي تفتح عينيها ببطء .. تنهدت وهي تنظر لمكان (آدم) الخالي ومدت يدها تلامس الدفء الذي بدأ يختفي من مكانه .. لم يغادر الفراش إلا منذ برهة .. أغمضت عينيها من جديد وهي تفكر بألم تتذكر مواساته لها بعد أن عرفت بخبر فقدان (راندا) لجنينها .. لقد تجددت الذكرى والألم وهو كان يعرف هذا .. هو أيضاً كان يتألم .. لامست قلبها المتوجع .. متى سينسيان كل هذه الذكريات الأليمة؟ .. تعرف أنّ طريقهما طويل لكنّها تتمنى لو أغمضت عينيها وفتحتهما لتجد أنّ كل هذا قد انتهى وأنّهما بدآ طريقهما نحو السعادة والحياة .. تنفست بقوة وهي تحرك يدها تلامس بطنها بشرود .. هل يمكنها أن تنسى ذكرى طفلتها بأخرى تعوضها أمومتها المفقودة وتجعل جرحها يلتأم أخيراً؟ .. هل يمكن أن يكون هذا حلاً؟ .. تعرف أنّها لن تنسى طفلتها الأولى، لكن .. لماذا لا تفكر في هذا الأمر حقاً؟ .. طفلٌ آخر سيعيد السعادة إلى قلبيهما معاً، صحيح؟ .. قطبت بحيرة .. ماذا عن رأي (آدم)؟ .. هل سيوافق على أن يكون لهما طفلٌ آخر؟ .. انقبض قلبها بألم وهواجسها تهاجمها بشدة .. لا .. لن يرفض .. (آدم) يحبها ويريد أن يكملا حياتهما معاً وبالتأكيد سيريد طفلاً حتماً .. لقد أراد أن يستعيدا زواجهما .. لن يرفض .. تقلبت لتنام على جانبها الآخر وهي تواصل تفكيرها .. ما الذي تفكر فيه الآن؟ .. هل الوقت مناسب لتطلب منه طفلاً؟ .. خفق قلبها بقوة .. مهلاً .. كيف ستطلب منه طفلاً وهي لا زالت مترددة بشأن استعادة علاقتهما الزوجية؟ .. وليس الوقت مناسباً أبداً مع الظروف التي يمرون بها لتطلب منه ذلك .. زفرت بحرارة .. يكفي (سديم) توقفي عن أفكاركِ الحمقاء وترددكِ الغبي هذا .. لم تعد تعرف نفسها مؤخراً وتشعر أنّها قد فقدت زمام الأمور ولم تعد تسيطر على نفسها كما قبل .. ضعفها هذا بات يخنقها وهي تحتاج كل قوتها للأيام القادمة .. لا زالت تحتاج نفسها لتنتقم .. لا زال (هشام) يحتاجها هو وكل أسرتها في مواجهة عائلة (اليزيدي) .. لا زال (آدم) يحتاجها وهي أيضاً تحتاج قوتها في مواجهة عائلته التي تخشى أنّهم لن يتقبلوها ببساطة كما يتصور هو .. انقطعت أفكارها عندما شعرت بالباب يُفتح فأسرعت تدعي النوم بينما تشعر بـ(آدم) يدخل للغرفة بخطوات هادئة .. سكنت في صمت تستمع لحركاته الخافتة بجوارها كأنما يخشى إيقاظها .. فتحت عينيها بعد برهة عندما لم يعد لفراشهما وسمعت تمتماته الخافتة فاعتدلت تبحث عنه بعينيها اللتين أدراتهما في الغرفة حتى وقعتا عليه وخفق قلبها بقوة وهي تراه ساجداً .. نظرت للساعة بحيرة وعادت تنظر إليه .. لا زال الوقت باكراً على صلاة الفجر .. راقبته بعينين شاردتين وصدرٍ انقبض بشدة وهي تفكر بوجع بينما تراه يسجد .. كم مر منذ صلّت آخر مرة ؟ .. كم مر عليها دون أن تضع رأسها على سجادة الصلاة وتشكو كل أوجاعها لله؟ .. كم مر منذ فقدت نفسها في تلك الدوامة؟ .. منذ فقدت أسرتها وتلطمت بالملجأ لينتهي بها المطاف لدى (كارل) ليصنع منها امرأة أخرى .. كانت خجلة .. كانت تشعر أنّها ملوثة ولا تستحق أن تقف أبداً بين يديّ الله .. لا تستحق أن تسجد وهي ملوثة بذلك الماضي والخطايا الكثيرة وحتى اللحظة لا زالت تشعر أنّها لا تستحق .. لا زالت تغبط (آدم) أنّه يستطيع أن يقف هكذا دون خجل .. أن يرفع يديه للسماء ويطلب الرحمة ويدعو بقلبٍ موقن .. تحسست قلبها ولم تشعر بالدموع التي سالت على خديها ولا زالت عيناها معلقتين به وهي تسمعه يهمس بدعاء خاشع متوسل .. قلبها أخبرها بماذا يدعو ووجدت شفتاها تتحركان لتؤمِّن خلفه ودون أن تشعر وجدت نفسها تنهض ببطء لتتحرك على ساقين مرتجفتين حتى وقفت خلفه .. ركعت على ركبتيها خلفه وارتجف كفاها وهي تضمهما في حجرها واهتز جسدها بالبكاء .. لم تستطع التحكم في شهقاتها الباكية التي تعالت ليسمعها (آدم) فسلّم من صلاته والتفت خلفه في دهشة وهتف بجزع

_"(سديم) .. حبيبتي ما الأمر؟ .. لماذا تبكين؟"

لم تستطع النطق والبكاء يغلبها فتحرك بسرعة وضمها إلى صدره هاتفاً

_"ياالله .. ماذا حدث؟ .. أخبريني .. هل رأيتِ كابوساً؟"

هزت رأسها وهي تشهق بالبكاء فوق صدره ليمسح على رأسها بحب وهو يهمس

_"لا بأس .. لا تبكي .. سينتهي كل هذا الألم ولن تبقى غير الذكرى التي سنتذكرها بابتسامة وحب"
بكت أكثر وهي تتشبث بثيابه .. يعتقدها تبكي بسبب تذكرها لصغيرتهما .. هي تبكي كل شيء .. تبكي يتمها وضياعها وماضيها .. تبكي حبهما وفراقهما .. تبكي كل ذكرياتها وسنواتها الضائعة المليئة بالمرارة والضياع .. تبكي عجزها عن الصلاة والدعاء بقلب سليم دون أن تخجل من نفسها وماضيها الملوث .. تبكي (سديم) التي ضاعت منذ سنوات طويلة وباتت تخشى أنّها قد فقدت فرصتها في العودة .. همست وهي ترفع عينيها إليه بضياع

_"ألا أستحق يا (آدم)؟"

نظر لها بحيرة وقلق لتتابع بوجع

_"ألا أستحق القليل من السكينة؟ .. هل فقدت نفسي لتلك الدرجة التي لا أستطيع التراجع فيها واستعادة روحي؟"

همس بقلق

_"ماذا تقولين حبيبتي؟ .. أنا لا .."

تابعت كلماتها كأنّها لم تسمعه وهمس باكية بحرقة وهي تعيد رأسها على صدره

_"أشعر أنني ملوثة مهما فعلت يا (آدم) .. مهما حاولت أنت أن تقنعني بغير ذلك .. أشعر أنني لن أتطهر من تلك الخطايا التي لوثتني"
انقبض قلبه مع كلماتها ورفع رأسها يمسك وجهها بين كفيه وهي تواصل بحرقة

_"أريد أن أتنفس (آدم) .. أريد أن أستعيد روحي وطهري .. أريد أن أصلي مثلك (آدم) دون أن أخجل من وقوفي أمام الله"

همس اسمها بجزع لتشهق ببكائها وتردد

_"أعرف أنّه غاضبٌ مني بسبب كل ما فعلته .. لقد نسيت كل ما رباني عليه أبواي .. تركت نفسي وديني خلف ظهري ولمت قدري على كل ما أصابني .. لم أتوقف لحظة لأصحح مساري وعقيدتي .. استمريت فقط في ذلك الطريق حتى أغرقني الظلام .. حتى عندما أرسل الله لي منقذاً ونقطة نور علّي أهتدي وأستعيد طريقي وروحي استسلمت لهواجسي ومخاوفي وطردت ذلك النور وحاولت العودة للظلام لكنني فشلت حتى في استعادة (سيلينا) .. لم أستعد أيّهما .. بقيت في المنتصف من كل شيء .. مزيجاً من (سيلينا) العابثة المليئة بالظلام والخطايا و(سديم) الطاهرة التي تربت على الدين والقيم .. لم أكن أيهما .. أريد أن أعود (سديم) في كل شيء"

استمع لها بصمت وكلماتها تمزق قلبه وهي تنظر له من بين دموعها وترفع كفيها تمسك كفيه بتوسل

_"ساعدني (آدم) .. أخبرني أنّ الله سيسامحني على كل شيء .. أنّه سيغفر لي كل ما فعلته .. ساعدني لأقف أمامه يا (آدم) وأدعوه أن يعيد إليّ (سديم) بكامل روحها وطهرها .. أرجوك ساعدني"

هتف وهو يضمها إليه بقوة وجزع

_"هشش .. اهدأي .. كل شيء سيكون كما تريدين .. يكفي بكائك هذا وصدقكِ .. الله يعرف كل ما بقلبكِ حبيبتي"

همست بأنين

_"أنا ملوثة (آدم)"
ضمها أكثر وهو يهتف برفض

_"لا تقولي هذا .. أنتِ لست كذلك .. أنتِ في نظري أطهر وأرق روح عرفتها .. لقد حاربتِ طويلاً ورغم هذا لم تستسلمي للظلام .. لو فعلتِ لم نكن لنكون هنا معاً .. لم تكوني لتبكين بهذه الحرقة تطلبين المغفرة والقرب من الله .. صدقيني حبيبتي .. يكفي أن يرى الله صدقكِ ورغبتكِ في التوبة والعودة لحياتكِ النقية وسيساعدكِ"

رفعت رأسها تنظر له بأمل وهي تهمس

_"حقاً يا (آدم)"

قبّل رأسها بحب وردد بيقين

_"حقاً حبيبتي .. وأنا سأساعدكِ بكل قوتي"
وتنهد بقوة وهو يمسح على خدها بحنان

_"أنا أيضاً تخبطت كثيراً وتألمت .. أخطأت كثيراً ولكنني أعرف أنّ باب الله مفتوح لنا جميعاً .. أنتِ فقط ادعي من قلبكِ وكوني على يقين من رحمته .. اقتربي خطوة والله سيساعدكِ لتكملي كل الطريق حتى تستعدين نفسكِ حبيبتي .. قولي فقط يا رب"
همست وهي تضم نفسها إليه بقوة

_"يا رب .. يا رب"

واصلت تمتماتها الغامرة بالرجاء بينما يمسح عليها بحنان قبل أن يسمعها تهمس

_"لا تتركني أبداً (آدم)"

ضمها بحب مردداً بوعد

_"لن أفعل أبداً حبيبتي .. أبداً"

وتحرك بعد برهة عندما شعر باستكانتها ونهض وهو يجذبها معه برفقة قائلاً بحنان
_"دعينا نأخذ الخطوة الأولى معاً حبيبتي .. دعينا نسير الطريق حتى آخره سوياً"

نظرت له من بين دموعها وهزت رأسها وهي تتمسك بيدها بينما يشدها معه ليبدآ الخطوة الأولى بصلاة ودعاء سيبدآن بهما طريقهما في الحياة سوياً وحتى النهاية.

********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:18 AM   #725

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أطرقت (آنجيليكا) ودفنت وجهها بين كفيها وهي تجلس أمام غرفة شقيقها بالمشفى التي فوجئت بـصديقيها يأخذانها إليها بعد أن ظنت أنهم في طريقهم للبيت لتكتشف أنّ شقيقها تم حجزه بالمشفى بعد أن مرض قبل عودتها للبلدة بيومين وأنّه رفض تماماً أن يتسببوا في قلقها .. شعرت بأحدهم يجلس بجوارها قبل أن تسمع (ماريا) تقول وهي تربّت على كتفها

_"حبيبتي .. أنا آسفة .. (جوليانو) أقسم علينا ألا نتصل به وخفنا أن يسوء وضعه لو انفعل أكثر .. أنتِ أخبرتِنا أنّكِ ستعودين اليوم ولهذا لم نشأ أن"

قاطعتها وهي ترفع رأسها وتنظر لها بلوم

_"ماذا لو كان أصابه مكروه؟ .. ألم يكن من حقي أن أكون معه لو .."

تهدج صوتها فصمتت لتقترب (ماريا) وتحتضنها قائلة

_"لقد طمأننا الطبيب على وضعه حالياً (آنجي)"
همست بوجع

_"لكنّه قال أنّ الوقت لم يعد في صالحه .. أنا أفقده يا (ماريا) ولن أحتمل أبداً أن ..."

_"يكفي (آنجي) لا تكوني بهذا اليأس .. كوني قوية لأجله .. تفاءلي وكل شيء سيكون على ما يرام"

رددت بخفوت ورجاء شديد

_"يا رب .. يا رب .. أنا لا أريد شيئاً من هذه الحياة إلا هو .. سأفعل أي شيء ليكون بخير"
ضمتها لها بقوة وحنان

_"اهدأي .. لن يصيبه أي مكروه .. أنا واثقة من هذا .. لدي شعور أنّه سيتحسن قريباً جداً ويعود للبيت بكامل عافيته"

بكت فوق صدرها وهي تهمس بدعاء متوسل ويدها تقبض على قلادتها .. لقد وعدتهما أنّها ستفعل المستحيل لتحميه .. لقد أعطت كلمتها لـ(سؤدد) وهي وعدتها أنّ كل الإجراءات لعلاج (جوليانو) ستبدأ في الحال .. لا تعرف لماذا تثق بها رغم أنّها بقليل من التفكير ستجد أنّها قد ابتذتها لتوفق ووضعتها أمام خيار واحد هو حياة شقيقها .. لكنّها رغم هذا لا تشعر بأي نقمة نحوها .. لديها إحساس أنّ (سؤدد) كانت يائسة للغاية وأنّها هي الأخرى لم تملك خياراً آخراً عندما لجأت إليها .. انتفضت من أفكارها عندما سمعت (ماريا) تقول بقلق

_"(آنجي) .. الطبيب هنا"

رفعت رأسها بجزع لتنظر لطبيب شقيقها الذي اتجه لغرفة شقيقها فأسرعت تنهض من مكانها وتبعته للداخل تتابع فحصه لشقيقها الذي لوح لها مبتسماً رغم شحوبه وضعفه لتجاهد وترسم ابتسامة مرحة وتقاوم حتى لا تبكي أمامه .. سمعت الطبيب يقول بعد لحظات

_"جيد .. أنت رائع يا (جوليانو) وتلتزم بالعلاج كما أخبرتك ولهذا أنا هنا لأنقل لك ولشقيقتك هذا الخبر الرائع"

خفق قلبها وهي ترفع رأسها بوجل وترقب ليبتسم لها قائلاً

_"تهانينا آنستي .. لقد حصلنا على متبرع مناسب ويمكننا إجراء العملية خلال أيام"

هسمت بشحوب

_"لكن .. ماذا عن .."

ابتسم قائلاً

_"لا تقلقي بشأن المال .. أحد الأشخاص الخيّرين تبرع بكل تكاليف العملية كما أنّه تبرع للمشفى بمبلغ كبير امتناناً لرعايتنا لشقيقكِ وللأطفال الذين في مثل حالته"
كان قلبها ينبض بقوة وهي تستمع إليه ودمعت عيناها وهي تفكر .. لقد أوفت (سؤدد) بوعدها حقاً .. ستنقذ شقيقها .. سمعت (ماريا) تردد بحيرة اختلطت بسعادتها لأجلهما

_"حقاً؟ .. لكن كيف؟ .. ومن هذا الشخص؟"

ونظرت لملامح صديقتها التي تبدلت أكثر من مرة وهمست بتساؤل
_"هل تعرفين من هذا المتبرع الخيّر (آنجي)؟"

ارتجفت شفتاها وهي تنظر لشقيقها الذي كان صامتاً في غير تصديق وتركت دموعها تسيل بحرية وهي تندفع إليه وهتفت وهي تشده لصدرها

_"حمداً لله .. حمداً لله"
همس من بين دموعها وهو يرفع ذراعيه يضمها إليه بضعف

_"هل أنا أحلم (آنجي)؟"

رددت بصوتٍ مختنق بالدموع

_"لا حبيبي .. أنت لا تحلم .. ستجري العملية قريباً جداً وستتحسن .. ستكون بخير يا قلب (آنجي) .. آآآه .. حمداً لك يا رب .. الحمد لله"

عاد يهمس بذهول باكٍ

_"لكن .. كيف؟ .. من؟"

بكت بحرقة وهي تشعر بدموعه الصغيرة تبلل صدرها لتضمه أكثر وهي تهمس

_"لا يهم صغيري .. ألم أعدك أنّ شقيقتك ستفعل أي شيء لتحصل لك على الأمل؟ .. لقد فعلت حبيبتي .. حان الوقت لتعدني أنت أنّك ستتمسك بالأمل الذي أحضرته لك وتعود إليّ سالماً، حسناً؟"

هز رأسه لتميل وتقبل شعره مراراً وهي تردد داخلها بحرارة

_"ستكون بخير .. وأنا أيضاً سأكون بخير حبيبي .. سأقاوم وأبقى على قيد الحياة فقط من أجلك .. سأذهب وأعود من أجلك"

همستها داخلها بتصميم ويقين وهي تعد نفسها أنّها لن تستسلم وستفعل اللازم لأجلهما معاً.

********************

تقلبت (رهف) في نومها بقلق وقطرات العرق تغمرها بشدة وتسارعت أنفاسها كما سرعة السيارة التي كانت تنطلق في حلمها .. سيارة عرفت مَن قائدها دون أن تراه .. كان يطارد سيارة أخرى ومن اللا شيء ظهرت تلك السيارة الأخرى لتقطع عليه الطريق وتصطدم به لتصرخ برعب وهي تراه يفقد السيطرة على السيارة التي دارت حول نفسها قبل أن تنقلب بصورة مرعبة جعلتها تصرخ بكل قوتها وهي تناديه .. شهقت بقوة وهي تفتح عينيها وهتفت بفزع

_"(عاصي) .. لا"

اعتدلت في فراشها وهي تشهق بأنفاس سريعة متقطعة واسمه يغادر شفتيها بخوف وتوسل .. رفعت رأسها مع صوت (فاطيما) التي كانت قد اندفعت للغرفة مع صرختها

_"(رهف) .. ماذا حدث؟ .. أنتِ بخير؟"
تنفست بقوة وهي تنظر لها من بين دموعها قبل أن تهمس بخفوت

_"أنا بخير"

جلست بجوارها وقالت وهي تتأملها ملياً

_"لقد أخفتِني .. كنت بقرب غرفتكِ عندما سمعتكِ تصرخين .. كان كابوساً؟"
هزت رأسها وأطرقت وهي تستعيد تفاصيل كابوسها .. لماذا تشعر أنّه في خطر؟ .. طيلة اليوم تشعر باختناق لا تدري سببه والآن هذا الكابوس؟ .. ربما ضميرها يعذبها بسبب الطريقة التي غادرته بها وهي تعرف أنّها تؤلمه حتماً .. هو بخير بالتأكيد .. سمعت (فاطيما) تقول بخفوت

_"من (عاصي) هذا؟"

رفعت إليها عينيها بوجل وقلبها يخفق لتقول

_"كنتِ تنادين باسمه .. هل هو .. هل هو حبيبكِ؟"

تراجعت هاتفة

_"لا .. ليس حبيبي"

تهدج صوتها مع آخر حروفها وهي تشيح بعينيها عن نظرات (فاطيما) الثاقبة المدققة والتي قالت بعد برهة

_"(كِنان) أخبرني أنّكِ تحبين أحدهم .. أظنّه ابن عمكِ الذي كانت والدتكِ تتحدث معه، صحيح؟"

التفتت لها بحدة وهتفت

_"أمي تحدثت معه؟"

ارتبكت (فاطيما) من رد فعلها وقالت

_"لم أقصد الاستماع .. هي كانت تتحدث بقربي .. كانت تناديه (عاصي)"

ونظرت لملامحها التي شحبت بشدة وتابعت

_"هو من كنتِ تصرخين باسمه في نومكِ، صحيح؟ .. هو من تحبين؟"

قطبت حاجبيها وأشاحت وجهها بضيق دون أن ترد .. إذن أمها اتصلت به .. هل تُراها أخبرته عن مكانهما؟ .. لا .. لقد وعدتها .. انتفضت بخفوت على لمسة (فاطيما) التي قالت

_"(رهف) .. أعرف أنّ معرفتنا قصيرة وربما لا حق لي أن أتحدث معكِ بهذا الشأن لكن"
صمتت لحظة وأخذت نفساً عميقاً لتكمل

_"أنا لاحظت شيئاً .. أعني .. علاقتكِ بـ(كِنان) .. حسناً .. لا أعرف ماذا أقول .. اعذريني لو كنت توهمت .. هل أنتِ مهتمة به قليلاً أم أنّكِ فقط .."

قطعت جملتها وهي تنظر لها لترتبك (رهف) وتستعيد حديثها مع أمها .. لقد لاحظت (فاطيما) أيضاً تصرفاتها الغبية وبالتأكيد (كِنان) هو الآخر فهم ما تحاول فعله .. هو لم يلمح لها بشيء، لكنّه بالتأكيد عرف كيف تفكر ولم يشأ أن يحرجها .. تنهدت بقوة وهي تقول

_"(كِنان) صديقي فقط يا (فاطيما) .. لا داعي لتقلقي بشأنه"
قطبت وهي تتأملها وقالت

_"اعذريني (رهف) .. أنا أحب (كِنان) ولا أريده أن يتأذى لأي سبب لهذا سأتحدث معكِ صراحةً .. ربما أسأت فهم نظراتكِ وطريقة معاملتكِ معه وربما لا ، لكن .. (كِنان) لا يستحق جرحاً جديداً .. لا أعرف ماذا يحدث بينكِ وبين حبيبكِ، لكن لا تستغلي (كِنان) في معركتكِ معه .. هو لا يستحق هذا أبداً"

دمعت عيناها وهي تنظر لها باعتذار وهمست

_"(فاطيما) .. أنا .."

ابتسمت بحنان وهي تقاطعها قائلة أسى

_"لا تعتذري .. أنا أفهمكِ .. أعرف ما يمكن للقلب المجروح أن يفعله .. العقل والحكمة يُنحّيان جانباً ونتصرف باندفاع وأنانية دون أن ننتبه لمشاعر الآخرين الذين يهتمون لأمرنا .. لا أريدكِ أن ترتكبي نفس الخطأ .. أياً كان ما يحدث معكِ .. خوضي معارككِ مع من تحبين دون أن تدخلي أبرياء في حربكما، فهمتِني؟"
أومأت برأسها وهي تتأملها بحيرة صبغت كلماتها

_"تتحدثين كما لو كنتِ تعرفين هذا الشعور"

ابتسمت بهدوء وهي تهز كتفها دون رد لتنهض بعدها وهي تربّت على كتف (رهف) هامسة

_"ارتاحي قليلاً فستحتاجين كل قوتكِ غداً"

تنفست بتوتر وهي تفكر في اقتراب ميعاد علميتها وهزت رأسها

_"حسناً"

_"ليلة سعيدة (رهف)"

_"ليلة سعيدة"
همستها بخفوت وهي تتبعها بعينيها حتى غادرت الغرفة وأغلقتها فتنهدت بحرارة وهي تغمض عينيها تستعيد حديثهما وكلامها السابق مع أمها .. هما محقتان .. ما كان يجب أن تفكر حتى في استغلال (كِنان) للانتقام من (عاصي) .. هو كان محترماً معها لأقصى حد ويساعدها لتقف من جديد وتستعيد حياتها بل ويدعمها لتستعيد حقها من (عاصي) .. كيف فكرت في إيذائه بهذه الطريقة وهي تعرف جيداً في أعماقها أنّها لم تستأصل مشاعرها نحو (عاصي) وأنّها ربما لن تنساه مع غيره؟ .. سال خيطان من الدموع على خديها وهي تتحسس قلبها بوجع .. لماذا أصبحت هكذا؟ .. لماذا تسمح لجرح (عاصي) القديم أن يغيرها لهذه الدرجة ويجعل منها امرأة مريرة ومجنونة؟ .. تأوهت باختناق وهي تضرب على صدرها .. ألا يحق لها أن تشعر بكل هذا الغضب والمرارة منه؟ .. أليس من حقها أن تؤلمه بنفس القدر حتى ترتاح؟ .. لماذا تتألم أكثر مع كل محاولاتها لإيلامه؟ .. لماذا لا ترتاح ولا يُشفى غليلها منه مهما فعلت لتجرحه؟ .. عادت تفاصيل كابوسها تقتحم مخيلتها لتشهق بألم وقد فقدت السيطرة على دموعها ومشاعرها .. نظرت بجانبها نحو هاتفها الموضوع بقرب الفراش وحدقت فيه بتوتر .. ستندم حتماً .. لكن .. هي تريد أن تطمئن .. هي ليست طبيعية الآن وتعرف أنّها ستندم في الغد، لكنّها لا تستطيع مقاومة نفسها .. زفرت بحرارة وهي تمد يدها لتلتقط الهاتف وبأصابع مرتجفة كانت تضرب الرقم الذي تحفظ عن ظهر قلب .. نظرت للساعة .. لابد أنّه غارق في النوم .. قلبها كان يخفق بجنون وأنفاسها كانت تتسارع مع كل ثانية تمر وهي تسمع الرنين على الجهة المقابلة .. توقفت أنفاسها عندما أتاها صوته مجهداً يهمس بخفوت

_"مرحباً .. من معي؟"
ارتجفت شفتاها وهي تحاول النطق بأي حرف دون جدوى ليعيد السؤال قبل أن يردد برجاء عندما خانتها شهقة باكية خافتة

_"(رهف)؟ .. (رهف) .. أهذه أنتِ حبيبتي؟"

كلمته الأخيرة جعلتها تهتز بالبكاء الخافت فأبعدت الهاتف عنها قليلاً لتمنعه من سماع بكائها، لكنّ صوته المرتفع وصلها وهو يهتف بلهفة

_"(رهف) أرجوكِ حبيبتي .. أجيبيني .. هذه أنتِ؟"

عضت على شفتها وهي تحاول السيطرة على دموعها قبل أن تفتح فمها تنوي سؤاله .. لماذا؟ .. لماذا يعذبها هكذا حتى وهو بعيد؟ .. هل ذنبها أنّها أحبته؟ .. أرادت أن تشكوه إلى نفسه .. تلومه على كل لحظة أوجعها فيها .. على جرحه لها وهو يظن أنّه يفعل الصواب ويحميها .. أرادت أن تقول كل هذا، لكنّها وجدت نفسها تسأله

_"أنت بخير؟"
ران الصمت لحظات وسمعت أنفاسه المضطربة كأنما لم يتوقع هذا السؤال من شفتيها بينما هي عضت على شفتها تلوم نفسها على استسلامها لمشاعر خوفها عليه بعد ذلك الكابوس .. سمعته يهمس بصوتٍ مرتجف

_"لست بخير أبداً يا (رهف) .. لست بخير عسليتي"

أغمضت عينيها ودموعها سالت بمرارة مع كلماته وقاومت اختناقها بقوة وهي تسمعه يواصل بعد تنهيدة حارة

_"لماذا (رهف)؟ .. لماذا غادرتِ هكذا؟ .. لماذا تحرمينني من وجودي معكِ في أكثر وقت تحتاجين إليّ فيه؟"

ضغطت على قلبها بقوة وهمست بمرارة

_"متى كنت معي سابقاً حين احتجت إليك يا (عاصي)؟"

صمت مصدوماً بكلماتها قبل أن يردد برجاء

_"لا تقولي هذا (رهف) .. أنا .. أنا كنت معك دائماً .. ربما أخطأت في الكثير من تصرفاتي نحوكِ، لكنني كنت معكِ (رهف) .. كنت حولكِ في كل مكان تذهبين إليه .. كنت أحميكِ (رهف) .. أعرف أنني تصرفت بغباء شديد وأنا أعتقد أنني أحميكِ لكنني لم أكن لأتخلى عنكِ أبداً ولن أفعل يوماً"

همست بوجع

_"لكنّك لم تكن معي دائماً (عاصي) .. هل تعرف كم اتصلت بك تلك الليلة وكم صرخت باسمك علّك تأتي وتنقذني؟ .. لكنّك لم تأت (عاصي)"

تنهد بحرارة وهو يهمس

_"أنا آسف حبيبتي .. أقسم لكِ أنني .."

قاطعته هامسة بسخرية مريرة

_"كنت مع فتاة يا (عاصي)"

هتف اسمها بجزع واستنكار لتهتف
_"لا تكذب .. كنت ليلتها مع فتاة .. لم تسمع اتصالاتي لأنّك كنت مشغولاً مع أخرى"
_"(رهف) .. أنتِ لا .."

_"أعرف أنّك يومها ذهبت لإحدى فتياتك وفي الوقت الذي كنت أنا أحتاج إليك لتنقذني كنت أنت معها في شقتك، صحيح؟"
هتف برفض شديد

_"لا يا (رهف) أنتِ مخطئة .. لم أكن .."

هتفت باكية

_"أقسم أنّك يومها لم تقابل إحداهن يا (عاصي)"

الصمت المرتبك على الجهة الأخرى منحها الإجابة لتواصل بحرقة

_"أقسم أنّك لم تتعمد تجاهل اتصالاتي لتعاقبني .. لأنّك كنت سئمت تصرفاتي وسئمت مطاردتي في كل مكان كطفلة مدللة تلعب بالنيران، بينما أنا كالحمقاء كنت أحاول لفت نظرك .. كنت أتسول اهتمامك كالغبية وأنت .. أنت لم تقدم لي سوى الألم"

ردد بوجع

_"لا تظلميني يا (رهف) .. أقسم أنني لم أتعمد تجاهل اتصالاتكِ .. أقسم أنني لم أكن لأتأخر عنكِ حبيبتي .. كل ما فعلته كان لأجلكِ .. كنت أحمقاً لكنني ظننت أنني أحميكِ"

تنفست بقوة وهمست

_"وها أنا رفعت مسؤوليتي الثقيلة عن كاهلك (عاصي) .. لقد حررتك من القيود التي كنت أرغمك عليها لتبقى بقربي دائماً .. لم يعد هناك حاجة لتقلق بشأني أو تفعل أي تصرف قاس وأحمق بغرض حمايتي"
هتف بحدة وتصميم

_"لا (رهف) .. ليس من حقكِ .. أنتِ ليس من حقكِ أن تنتزعي نفسكِ من حياتي .. ليس من حقكِ أن تحرميني منكِ .. أنتِ حقي أنا .. حبيبتي ومسؤوليتي وعمري كله مهما حاولت الإنكار يا (رهف) .. لن أتوقف حتى أنتزع تلك المرارة من قلبكِ .. حتى أجعلكِ تؤمنين بحبي لكِ"

آهة طويلة خانتها لينخفض صوته وهو يواصل بحرارة

_"لن أتوقف حتى أستعيد حبكِ وثقتكِ بي .. حتى تسامحيني وتسامحي نفسكِ"

ارتجفت شفتاها ودموعها تبللهما قبل أن تسمعه يهمس بتوسل

_"حبيبتي .. لا تبكي .. وأرجوكِ .. أخبريني أين أنتِ .. لا تحرميني من وجودي إلى جانبكِ عسليتي"

شهقة باكية غادرت حلقها وهي تحاول النطق بينما يكمل برجاء أكبر

_"لا تعذبيني بهذه الطريقة (رهف) .. لا تكوني قاسية مثلي .. أنتِ تحتاجينني .. وأنا .. أنا أحتاجكِ إلى جانبي هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى .. لا تحرمينا من بعضنا وتحكمي علينا بهذا العذاب (رهفي)"

اختنقت بالبكاء وهي تردد

_"امنحني الوقت يا (عاصي) .. لقد ابتعدت لأنني أحتاج لأفكر بعيداً عنك"

همس بابتسامة مريرة

_"لكنّكِ لم تبتعدي (رهف) .. لا زلتِ معي وأنا لا زلت معكِ .. لهذا اتصلتِ الآن .. ألم تفهمي بعد؟ .. لا تكوني غبية مثلما كنت سابقاً .. مهما ابتعدنا عن بعضنا فنحن معاً"

_"أرجوك (عاصي)"
همستها بضعف لتأتيها تنهيدته الطويلة وهو يهمس

_"روح (عاصي) .. لا تعذبينا أكثر .. دعيني آتي إليكِ .. أمسك بيديكِ قبل أن تدخلي غرفة العمليات .. أنتظر كل لحظة أمام بابكِ حتى تستيقظي وتعودي لي بسلام"

شهقتها الباكية جعلته يواصل محاولاً هدم باقي جدران مقاومتها

_"أبقى بجواركِ كل لحظة وأنتِ تتعافين وأراكِ لحظة بلحظة وأنتِ تقفين على قدميكِ وتستعدين حياتكِ .. لا تحرميني منكِ يا نبضة قلبي"

عضت على شفتها وهي تبعد الهاتف عن أذنها وضمته لقلبها بقوة وهي تغمض عينيها وتبكي بضعف قبل أن تعيده لأذنها وتهمس وهي تضغط على قلبها المتوجع ليتحمل قسوتها عليهما معاً

_"سأكون بخير يا (عاصي) .. لا داعي لتقلق نفسك .. سأكون بخير وسأعود قريباً"
همس اسمها برجاء لتقطع الطريق على ضعفها وقلبها الذي يكاد يتوسله أن يأتي في الحال ليكون معها .. يضمها ويخبرها أن كل شيء سيكون بخير ويداوي الجروح التي تسبب بها متعمداً أو غير متعمد.

_"أراك قريباً (عاصي) .. كن بخير"

همستها وهي تغلق الهاتف وتضمه لصدرها وتبكي بحرقة شديدة وهي تردد اسمه بحرارة وتوسل بينماعلى الجانب الآخر أغلق (عاصي) الهاتف وضمه لصدره متنهداًبحرقة وهو يهمس

_"أكون بخير؟ .. كيف يمكنني أن أكون بخير وأنتِ بعيدة هكذا؟ .. كيف أكون بخير وأنتِ تصرين على نفي بعيداً عنكِ حبيبتي .. ماذا أفعل حتى تسامحيني يا قاسية؟"

ظل مكانه للحظات مغمضاًعينيه بصمت يتجرع مرارة كلماتهما قبل أن يتنهد بقوة وينهض من فراشه وتأوه بوجع وهو يتحسس جسده .. لم يشعر بكل هذا الألم في اللحظة التي انقلبت السيارة به أمس ولولا ستر الله لفقد حياته .. تحرك ببطء ليقف أمام المرآة وتحسس الضمادة التي تغطي جرح جبهته .. حمداً لله أن الأمر انتهى بجروح صغيرة وبضع خدوش .. اعتقد لحظتها أنه سيموت حتماً وعادت لعقله صورة (هشام) وهو يجده فاقد الوعي ينزف على جانب الطريق .. كان واثقاً أنّهم سيعودون للإجهاز عليه ولن يتركوا الأمر للصدفة كحادث (هشام) .. الوغد يتعلم من أخطائه .. مال يستند بقبضتيه لطاولة المرآة وهو يحدق في عينيه عبر المرآة بقسوة .. لن يرحمه في المرة القادمة التي سيضع فيها يده عليه ولو توسل له كل العالم .. لن يرحمه .. ضرب بقبضته فوق السطح الخشبي بقوة قبل أن يتحرك وهو يزفر .. جلس على حافة الفراش ومد يده للدرج مخرجاً أقراصاً مسكنة للألم تناول إحداها وعقله يستعيد محاولاته التحرر من السيارة المقلوبة وقلبه يخبره بانقباض أنّهم في طريقهم إليه .. كان يقاوم بصعوبة تلك الغشاوة السوداء التي تهدد بفقدانه الوعي بينما يده تفك حزام الأمان بصعوبة وهو يشعر بحرارة الدم السائل من جرح جبهته .. كاد يفقد الأمل في النجاة عندما ارتفع الصوت المميز لسيارة شرطة تقترب فأغمض عينيه واستسلم للظلام الذي سحبه إليه ليفتح عينيه بعد بضع ساعات ليجد نفسه بالمشفى و(هشام) يجلس بجواره بملامح قلقة لم تلبث أن غادرها القلق وهو يهتف باسمه ويسأله إن كان بخير .. أشاح عنه وجهه بغضب مكتوم مستعيداً كل ما حدث وسمعه يعتذر بخفوت وهو يربّت على كتفه برفق .. تنفس بقوة وهو يفكر .. لم يكن يجب أن يكون قاسياً هكذا مع (هشام) وهو يعرف ما عاناه من خوف على زوجته وبعدها عليه هو .. حسناً .. لقد لامه على هروب الحقير و(هشام) لامه على رفضه لأوامره وإصراره على مطاردة (سامر) وحده ولولا أنّه كان قد أبلغ الشرطة مسبقاً فور أن عرف بوجود (سامر) بغرفة زوجته حين كان يتحدث على الهاتف مع حماته قبل دخولها للغرفة وسمع كل شيء بينهم، وهذا ما جعله يسرع عائداً لغرفتها، بعد أن أدرك أنّ (سامر) خطط لإبعاده لوقتٍ طويل حتى ينتهي من اختطاف زوجته .. رجال الشرطة الذين وصلوا للمشفى فور هرب (سامر) ورجاله تحركوا خلفهما بسرعة واستطاعوا اللحاق به قبل فوات الأوان.

تمدد في فراشه وأغمض عينيه متنهداً بقوة ورفع ذراعه يغطي عينيه بينما عقله ينسحب إلى ذكرى أخرى لا زالت تثير شعوراً غامضاً وخانقاً داخله دون أن يفهم سببها .. من كانت تلك الفتاة؟ .. وذلك الرجل الذي سحبها بعيداً قبل أن يمنحها أي فرصة للرد عليه؟ .. لا زالت صورتها وهي تحدق فيه بدهشة منطبعة بعقله .. صورتها التي جعلته يقف مصدوماً محدقاً فيها بذهول وقلبه ينقبض بضيق غريب .. كان قد غادر المشفى غاضباً رغم استياء (هشام) الذي كان مصراً عليه البقاء حتى يطمئن على وضعه الصحي أكثر لكنّه كان يشعر باختناق شديد بعد ما حدث .. كان في حاجة للابتعاد .. كان في حاجة ليتنفس بعض الهواء النقي قبل أن ينفجر صدره .. غادر متجهاً لأول مكان يختلي فيه بنفسه ويتمالك غضبه ومشاعره .. قادته نفسه إلى تلك البقعة المطلة على النيل حيث جلس ذات يومٍ هو و(سيلين) حين كانت قد اختلت بنفسها هناك يومها .. جلس مكانه يتأمل المياه الصافية لوقتٍ لم يعرفه حتى شعر بالنسمات الباردة ولمح أشعة الشمس الذهبية تلامس صفحة الماء تعلن عن اقتراب الغروب فتنهد وهو ينهض مغادراً المكان ليسير بشرود لوقتٍ طويل، على امتداد الكورنيش وعقله لا يتوقف عن صفعه بلوم .. كان يدير عينيه حوله دون أن يرى شيئاً حتى توقفت عيناه عليها وخفق قلبه بقوة .. خصلات الشعر العسلية الطويلة التي لمعت تحت ضوء الشمس تبعث بها النسمات التي تهب من النيل .. قامتها الصغيرة .. جانب وجهها الذي لمح فوقه ابتسامة جانبية رقيقة وهي تتطلع للنيل .. ابتسامتها هي .. وجد نفسه يتحرك دون وعي وقلبه يخفق بجنون يهمس باسم واحد .. كان على بعد خطوة منها ورفع يده نحوها وهو يهمس بعقلٍ مغيب

_"(رهف)"

التفتت الفتاة نحوه بجزع واتسعت عيناها بخوف وهي تنظر لوجهه الذي كان لحظتها يبدو مثيراً للخوف بضمادته والخدوش التي ملأته ونظراته المتسعة بذهول وثيابه المجعدة الملوثة بالدم .. لابد أنّها ظنته مجنوناً .. نظرات عينيها المرتبكة الخائفة قالت كل شيء .. قطب لحظتها مفيقاً من غبائه وهو ينظر إليها بتدقيق .. ليست هي .. ليست فراشته العسلية .. هل هو أحمق؟ .. كيف للحظة فكر أنّها هي وأنّها تقف على قدميها أمامه وقد عادت إليه؟ .. تراجعت الفتاة للخلف بارتباك جعله يفيق لنفسه مدركاً أنّه أرعبها فردد بسرعة وهو يرفع كفه

_"آسف .. لم أقصد إفزاعكِ .. ظننتكِ شخصاً أعرفه"

قالها وعيناه تعودان رغماً عنه لتنظرا لملامحها وقلبه يصرخ بوجع مدركاً الشبه الكبير بينهما .. سمعها تهمس بخفوت وهي تبتعد للخلف

_"لا بأس .. لم يحدث شيء"

رآها تبتعد وانقبض قلبه بضيق لم يفهم سببه ووجد نفسه يهتف

_"مهلاً .. انتظري"

توقفت تنظر له بارتباك وقلق ليسألها بحيرة وعيناه تواصلان دراسة ملامحها

_"من أنتِ؟"

ارتجفت شفتاها وازداد اتساع عينيها الزيتونيتين اللتين جعلتا انقباض قلبه يزداد وهو يحدق فيهما وقبل أن يسمع ردها أو حتى اعتذارها كان ذلك الرجل يقطع المسافة بينهما ويمسك كفها ليشدها معه بسرعة مبعداً إياها عنه وكاد يندفع لينقذها منه لولا أن سمعها تهتف بارتباك وهي تنظر خلفها ترميه بنظرة أخيرة حائرة مرتبكة

_"(فهد) .. لقد أتيت؟ .. مهلاً .. لماذا .."

لم يسمع باقي كلماتهما وهما يبتعدان ليقف هو محدقاً في إثرهما بحيرة وكل الوقت الذي قضاه أمام النيل لينسى ضيقه ذهب سدى مع الضيق المضاعف الذي احتل كل خلية من صدره .. عاد من ذكرياته ورفع ذراعه عن عينيه ينظر لسقف غرفته بشرود .. من كانت؟ .. ولماذا يشعر بهذا الضيق من وقتها؟ .. لماذا لا يتوقف عن استعادة وجهها ومقارنتها مع (رهف)؟ .. من كان ذلك الرجل؟ .. لم يتمكن من رؤية وجهه فقد كان يعطيه ظهره وقد رفع قلنسوة سترته مخفياً معظم ملامحه فلم يره وهو يسحبها ويغادر .. تنهد بقوة وهو يتقلب في فراشه .. يكفي .. هتف في نفسه وهو يغمض عينيه محاولاً النوم .. ألا يكفيه كل ما يحدث ليعذب نفسه بأفكار غريبة ربما لا يجد لها إجابة؟ .. أو ربما .. تكون إجابتها على مقربة منه دون أن يدري.

********************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:19 AM   #726

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شردت (سؤدد) وهي تجلس أمام مرآتها تتأمل وجهها الشاحب ملياً ورفعت كفها تتحسس قلبها بألم .. ما الذي فعلته؟ .. كيف تركت نفسها تصل إلى هنا؟ .. متى كانت بهذا الضعف؟ .. ألم تكن قد أقسمت ألا تعود إلى ذلك الشعور الخانق بالعجز وقلة الحيلة؟ .. هل تريد أن تعود لتكون فريسة لأي شخص يراها ضعيفة؟ .. مالت لتسند مرفقيها على طاولة مرآتها ودفنت وجهها بين كفيها تستعيد ذلك الشعور المرير الخانق الذي شعرته وهي تجلس في مواجهته بعد أن وجه لها ذلك السؤال وعيناه لا تفارقان وجهها بحثاً عن إجابة سؤاله .. ماذا كان ينتظر منها أن تقوله؟ .. أن تعري جراحها الغائر وتكشف عارها الأسود له؟ .. انغرست تلك السكين التي تشعر بها في قلبها من لحظتها أكثر لتنهض من مكانها وهي تشهق بقوة واندفعت نحو شرفتها وفتحتها بعنف لتخرج إليها تحاول التنفس بقوة .. هل يعرف ذلك الأحمق المستفز كم أوجعها بسؤاله ذاك؟ .. لم يكن من حقه أبداً .. لم يكن من حقه أن يسألها مهما كان مبرره .. تنفست بقوة واشتدت قبضتاها على حاجز شرفتها وهي تنظر عبر الظلام .. يكفي (سؤدد) .. يكفي .. قاومت حتى لا تستعيد نظراته المليئة باللوم والخذلان وهو يتحدث عن مساومتها لـ(ملك) .. تباً .. ما يهمها إن شعر بالخذلان منها .. كانت نظرته تلك تضيف مزيداً من الوجع لقلبها وتزيد من غضبها من نفسها .. هتفت بحنق وهي تنظر لصورته التي ارتسمت في الظلام
_"اترك عقلي أيها الأحمق .. يكفي"

من الجيد أنّ هاتفه قاطعهما في تلك اللحظة منقذاً إياها من نظراته التي هددت تماسكها وأرعبها أن تجد نفسها على وشك أن تستسلم لتلك الرغبة الحمقاء داخلها أن تزيل ذلك الجدار وتعترف له بكل شيء .. لم يكد ينهض من مكانه ليرد على هاتفه وهو يخبرها بنظراته أنّه سيعود ليكملا حديثهما حتى اندفعت هي عائدة لغرفتها وتتأكد من إعداد حقيبتها لسفرهما الوشيك .. حبست نفسها هناك ولم يحاول هو اقتحام خلوتها وكأنما أدرك رفضها غير المباشر أنّ تخبره .. انتظرت حتى اتصل بها يخبرها بهدوء -كأنّها لم تتركه بطريقة فجة- أنّه ينتظرها في الأسفل ليغادرا قبل أن يتأخرا على موعد طائرتهما .. زفرت بقوة وهي تتحرك عائدة لغرفتها .. من الجيد أنّ الساعتين اللتين قضتهما وحدها هناك قبل سفرهما وفكرت فيهما ملياً جعلاها تتخذ القرار الذي سيرضي ضميرها رغم قسوته .. هي لم تفعل هذا بسببه .. هي فقط فكرت جيداً .. كلامه القاسي معها جعلها تدرك إلى أي مدى قد انحدرت وهي تركز على انتقامها ولم تفكر في أي شيء آخر سواه .. انتفضت على رنين الهاتف فنظرت للساعة بحيرة قبل أن تلتقطه وتنظر لاسم (جاك) قبل أن تجيبه بتوجس

_"مرحباً (جاك) .. ما الأمر؟ .. كل شيء على ما يرام عندك؟"

تنهد بقوة وهو يقول

_"لا تقلقي .. كل شيء بخير .. أنا فقط أتصل بخصوص (آنجيليكا)"
سألته بقلق

_"ماذا حدث؟ .. ألم تقم بكل شيء كما اتفقنا؟"

ردد بهدوء وعدم رضا

_"لقد فعلت كل شيء كما طلبتِ (سؤدد) رغم أنني لم أفهم بعد كل المعاناة والجهد الذي بذلناه لنصل إليها تتخلين عنها بهذه البساطة"

تنفست بقوة وهي تردد

_"أنا آسفة (جاك) .. أعرف أنني أتعبتك حتى .."
قاطعها متمتماً

_"ليس هذا ما قصدته (سؤدد) .. ماذا حدث حقاً لتغيري رأيكِ بهذه السرعة خلال وقت قصير؟ .. كنت قد بدأت تجهيز كل الأوراق اللازمة لها لكنني تفاجأت بكِ تخبريني أن أوقف كل شيء وطلبتِ فقط أن أفعل اللازم لأجل علاج شقيقها .. لم تخبريني عن سبب قراركِ الغريب هذا"

تنهدت بتعب وهي تجلس على الفراش

_"هل اتصلت الآن لتسألني هذا (جاك)؟"

وصلتها ابتسامته وهو يقول

_"لا عزيزتي .. اتصلت بسبب فتاتكِ العنيدة تلك"

قطبت تسأله بتوقع

_"من؟"
_"من غيرها؟ ... (آنجيليكا) .. لقد اتصلت مراراً على الرقم الذي كنتِ قد أعطيتِه لها لتتواصل معكِ عن طريقه وتركتِه لي لأتولى كل شيء يخصها ولم أعرف أنّكِ ستعذبينني به"

سمعت ضحكته في نهاية كلامه فابتسمت بخفوت وهي تسأله

_"ماذا حدث؟"

زفر بقوة وهو يقول

_"لقد اتصلت كما قلت لكِ .. أرادت أن تشكركِ على ما فعلتِه لشقيقها وسألتني متى ستلتقيان لتتحدثا بشأن التفاصيل ومتى ستبدأ تنفيذ الخطة .. لقد تفاجأت بسفركِ المفاجيء"
تنهدت بحرارة وهي تتذكر السبب المؤلم الذي جعله تغادر أبكر من موعدها وتسرع عائدة إلى عائلتها .. هزت رأسها تطرد صورة (راندا) الشاحبة الحزينة من عقلها لتركز مع كلماته وهو يكمل

_"وتفاجأت أكثر عندما أخبرتها أنّكِ تبلغينها تحياتكِ وأنّكِ لا تطلبين منها أي مقابل وأنّكِ تراجعتِ عن خطتكِ كلها ولا تحتاجين إليها"

أغمضت عينيها بقوة وهي تضغط على قلبها .. لا زالت تشعر بالمرارة والألم لتراجعها لكنّها اتخذت القرار الصحيح وليست نادمة .. يكفي تمادياً في الأخطاء .. ستخوض معركتها حتى النهاية لكنّها ستخوضها بعقل وستتوقف عن توريط الأبرياء .. سمعته يقول
_"مرحباً .. (سؤدد) أين ذهبتِ؟"

رددت بارتباك

_"أنا معك .. ماذا قالت؟ .. لا أعتقد أنّك اتصلت فقط لتخبرني أنّها تفاجأت"

ضحك قائلاً

_"بالتأكيد .. تعجبني سرعة بديهتكِ .. لقد تفاجأت بما أخبرته بها وظننتها سعيدة بالأمر لكنّها فجأة أخبرتني أنّها تريد مقابلتكِ والحديث معكِ ضرورياً"

قطبت وهي تعتدل في جلستها وتقول

_"تريد مقابلتي؟ .. ألم تؤكد عليها أنّها لا تحتاج لتدفع أي مقابل لقاء علاج شقيقها؟"
_"لقد فعلت، لكنّها اتصلت أكثر من مرة تتوسلني أن أوصلها بكِ وأنّها لو لزم الأمر ستسافر لتبحث عنكِ في كل مكان حتى تجدكِ وتقابلكِ بنفسها"
ازدادت تقطيبتها وهي تفكر بعمق .. لماذا تريد مقابلتها؟ .. ألا يجب أن تكون سعيدة لأنّ شقيقها سيكون بخير وأنّها لن تضطر لخوض تلك المعركة الخطيرة؟ .. سمعته يسألها

_"ماذا قررتِ (سؤدد)؟ .. إنّها لا تتوقف عن الاتصال بي والتوسل لي لأجعلها تقابلك أو حتى تتحدث معكِ هاتفياً"

تنهدت بقوة وهي تفكر لبرهة قبل أن تهمس

_"حسناً (جاك) .. دعني أفكر قليلاً .. لا .. لحظة .. أخبرها أنّك تنتظر ردي .. سأرى إن كان يمكنني أن أسافر إلى إيطاليا مرة أخرى قريباً لأقابلها .. أخبرها أن تهتم بشقيقها حالياً حتى نلتقي مجدداً"
ردد بهدوء

_"حسناً عزيزتي"
فتحت فمها لتودعه حين قال بغموض

_"بالمناسبة (سؤدد) .. أنا لم أوقف إجراءات استخراج هويتها الجديدة .. أنا على يقين من أنّها ستحتاجها قريباً"

ارتجف قلبها بشك .. هي أيضاً تشعر بهذا .. لو أرادت (ملك) شكرها فقط والتعبير عن امتنانها نحوها لاكتفت أن تطلب من (جاك) أن يخبرها هو .. هي تريد لقاءها لشيءٍ آخر .. زفرت بقوة وهي تقول

_"حسناً (جاك) .. افعل ما تراه صحيحاً"

_"أنا أفعل عزيزتي"
ابتسمت بخفوت وهي تودعه قائلة

_"حسناً .. أراك قريباً"
_"أراكِ قريباً عزيزتي"
كادت تغلق الهاتف حين سمعته يكمل ضاحكاً

_"أراكِ قريباً مع حارسكِ العاشق جميلتي"

توقف قلبها مع كلماته واحمر وجهها وهي تغلق الهاتف بحدة وتلقيه جانباً وهي تهتف

_"ما به ذلك الأحمق؟ .. بماذا يهذي؟"
نظرت نحو الهاتف بنزق وتحسست وجهها الساخن وهي تشعر بقلبها ينبض بغباء لتهتف

_"عاشق؟ .. تباً .. لماذا يقول شيئاً بهذا الغباء؟"

ألقت نفسها على الفراش تتطلع للسقف بشرود لترتسم أمام عينيها صورته ونظراته الأخيرة التي ودعها بها ما أن أوصلها للقصر وغادر .. نظرات مختلفة تماماً عن الأخرى اللائمة والمليئة بالخذلان .. أغمضت عينيها وكلمات (جاك) تلامس قلبها تفسر معنى نظراته وكلماته التي رغماً عنها باتت تهدد أمانها أكثر من ذي قبل وتشعر بها تخترق الجدار الثلجي حول قلبها وهذا خطر .. خطر لا يجب أن تسمح له بالاقتراب أكثر.

********************

انتهى الفصل الثالث والثلاثون

إن شاء الله ينال إعجابكم

قراءة ممتعة

أرق تحياتي :-* :-*


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-19, 01:31 AM   #727

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. اشتقت لكم كتير

نزلت الفصل الثالث والثلاثين إن شاء الله يعجبكم .. الفصل طويييل .. محدش يقول قصير .. ماشي؟؟
إن شاء الله هرد على تعليقاتكم على الفصل اللي فات بعد ما أرجع من الشغل بكرة بإذن الله لأني تعبانة جداً دلوقتي .. اعذروني

ميعاد الفصل الجاي هقولكم عليه قريباً إن شاء الله

بحبكم في الله
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-06-19, 04:03 PM   #728

صفاء عصام

? العضوٌ??? » 445742
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 71
?  نُقآطِيْ » صفاء عصام is on a distinguished road
Elk

رائعة موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

صفاء عصام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 09:10 PM   #729

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lina 91 مشاهدة المشاركة
فصل روعة جدا جدا جدا جدا جدا
حاسة كدة ممتعة جداً
بحب سؤود جدا 😉😍😍😍
استمررررررررررررررري👏👏👏👏👏👏

منوراني دايماً يا قمر

إن شاء الله تعجبك الأحداث الجاية أكتر

مبسوطة جداً إنّك بتحبي سؤدد الجميلة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-19, 09:19 PM   #730

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
في الاول حزنت على الاجهاض بس بعد ماجه الحيوان وكمان بكل برود عاوز يأخذها احسن طعنته بالمشرط بس لو كانت طعنته في قلبه عشان يموت ونرتاح من شره بدل ماهو عامل زي القطط بسبعة ارواح مش راضي يموت .اما سهى اتمنى يلاقيها عاصي ويحبسها في اوضة مليانة فئران عشان حقارتها ..الغلط كان من منال ماكان مفروض تسيب المطبخ طالما هشام امنها او كانت نبهت روحية الغبية ..البارت كان روووعة😍😍 عجبتني راندا وتقبلها موت طفلها بصبر وكمان مواساتها لهشام كان المشهد حزين جدا😢😢 ..اما رهف ياريت تكون عقلت بعد كلام مامتها وتبطل تستغل كنان ..منتظرين البارت الجاي بشوق اشوف جرى ايه للكلب سامر ولو اني حاسة مش حيموت بسهولة 😠😠

مساء الورد
راندا قوية وأكيد هي وهشام بيتجاوز الأمر بسرعة

سامر إن شاء الله شره بيلقى النهاية اللي يستحقها مهما طال الوقت

سهى أكيد عاصي مش هيسيبها غير لما يلاقيها ويدفعها الثمن
ههههههه عجبتني فكرة أوضة الفيران
رهف محتاجة تخرج من دائرة الإحساس بالذنب والماضي ولوم عاصي رغم اعترافها إنّها أخطأت بقدر ما هو أخطأ

إن شاء الله الأحداث الجاية كلها تعجبكِ

منوراني دايماً يا قمر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.