آخر 10 مشاركات
الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-19, 12:03 AM   #741

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع والثلاثون
تراجع (عماد) بوجه شاحب وهو يحدق في عمه الذي ألقى قنبلته القاتلة لتنفجر مباشرة في قلبه .. سقط فوق الأريكة وهو يردد بشحوب
_"ما الذي تقوله عمي؟ .. هذا مستحيل .. أنا لا أصدق"
أطرق (أحمد) رأسه وهو يزفر بمرارة وهمس
_"هذا لن يغير شيئاً مما سمعت (عماد) .. أنت طلبت الحقيقة مهما بلغت قسوتها"
ارتجفت شفتاه واحترقت عيناه بدموع مكبوتة كانت صدى لدموع قلبه الذي يرفض تصديق أي حرف سمعه .. هذا مستحيل .. بالتأكيد هناك خطأ ما .. عقله أخبره بمرارة أنّه لا يتوهم وأنّ كل الشواهد تشير لصدق عمه .. ليته ما سأل .. لا .. بل ليته مات قبل أن يعرف الحقيقة .. ليته مات .. شعر باختناق شديد في صدره وهو يتذكر وجه (سؤدد) الذي شحب بشدة وهو يسألها عن سبب كراهيتها لـ(توفيق) ورغبتها في الانتقام منه .. حديثهما الذي لم يكتمل ورعبه من شحوبها وتهربها الواضح من مواجهته دفعه ليأتي بعد ليلة طويلة قضاها يفكر بقلق وخوف ليسأله عن شكوكه .. أراده أن يدفع بتلك الشكوك بعيداً لا أن يؤكدها بكلماته القاتلة تلك .. هتف وهو ينهض من مكانه بعنف
_"كلا .. لا يمكنني أن أصدق هذا عمي .. لا يمكنني"
_"(عماد) .. أخبرتك أنّك لن تحتمل سماع الحقيقة .. أنا أخبرتك قشورها فقط ولم تحتملها بني .. ما حدث لـ(سؤدد) أبشع بكثير"

اختنق صوته بدموعه وتعلقت عينا (عماد) به في هلع بينما عقله يسترجع كل مرة كان وجهها يشحب وأنفاسها تنسحب عندما يقترب منها .. تشنجها الواضح عندما يقترب منها رجل ولو مصادفة .. المرات التي فقدت فيها وعيها أو كادت عندما أخافها باقترابه الشديد .. والمرة التي انهارت فيها وقاومته بشراسة .. كلماتها وصراخها واستنجادها به لينقذها .. لا .. لا يمكن أنّه يقصد ما فهمه .. لا يمكن أن يكونوا قد فعلوا بها هذا .. انقبض قلبه بعنف وهو يهمس بارتجاف
_"ماذا تعني بأنّ ما حدث لها أبشع .. ماذا فعلوا بها؟ .. لا .. لا تقل أنّهم قد"
عيناه توسلتاه ألا يقتله بتلك الكلمات .. سيتحمل فقط ما سمعه بالبداية .. أنّها اختُطفت فقط وعذبوها انتقاماً منه .. لن يحتمل أن يكون أصابها ما يعتقده .. صمت عمه ووجهه المنخفض جعل قلبه يسقط بين قدميه مؤكداً مخاوفه فأسرع نحوه وركع على ركبتيه أمام فراشه وأمسك كفه هاتفاً بحرقة
_"أرجوك عمي .. لا تكذب عليّ .. لا تقلتني بكلامك"
أغمض (أحمد) عينيه بوجع قبل أن يفتحهما وينظر في عينيّ ابن شقيقه الدامعتين تتوسلانه بلوعة فهمس بألم يحكي له كل ما حدث وكل كلمة ينطقها كانت تسقط كالسوط على قلب (عماد) الذي كان يحدق فيه برعب وصدمة يهز رأسه رفضاً مع كل كلمة بينما صورة (سؤدد) المقيدة للحائط بجسدها الصغير العاري تمزق قلبه دون رحمة وصدى صرخاتها يتردد في عقله محرقاً كل خلاياه .. لم يحتمل فنهض يدور كليث جريح في الغرفة بينما عمه يواصل كلامه
_"كل لحظة فصلت بيننا وبين العثور على مكانها كانت تقتلها .. كنت أعرف أنّهم لن يرحموها .. (توفيق) أراد قتلي بتحطيمها هي .. كنت أعرف أنّه قادر على تنفيذ تهديده .. هو لا يملك ذرة رحمة واحدة بقلبه .. أخبرني أنّه سيبيعها في سوق الرقيق الأبيض"
عض (عماد) شفته بقوة وهو يغرس أصابعه في كفيه حتى أدماهما وكل كلمة تنتزع منه الحياة أكثر
_"لم يرحموها لحظة .. كانت كالجثة الهامدة حين وصلت إليها .. عرفت أنّها انتهت وأنا أفك قيودها لتسقط بين ذراعيّ متهالكة خاوية الروح ومنتهكة بأبشع الطرق .. صغيرتي المسكينة .. لم يرحموا ضعفها ولا براءتها"
تسارعت أنفاس (عماد) بوحشية والقهر يمزقه إرباً .. أين كان هو بينما حبيبته تتعرض لهذا العذاب .. تخيله لها وهي تصرخ مستنجدة به كان يمزقه أكثر وشعوره بالعجز كان يقتله ألف مرة .. كان بعيداً .. كان أبعد ما يكون عنها وهي تستنجد به .. لا يحق له لومها على كراهيتها له ولكل عائلتهما .. هو نفسه يشعر بكراهية عنيفة تجاه نفسه .. لن يسامح نفسه أبداً .. أبداً .. سمع عمه يردد بحرقة
_"للحظة هناك تمنيت لو أنّها ماتت لأنني عرفت أنّها لن تحتمل ما أصابها .. وعندما ضممتها لصدري وشعرت بأنفاسها الضعيفة تمنيت لو أنني كنت من مات قبل أن يحدث كل هذا .. أنا السبب .. لا ألومها على كراهيتها لي .. لا ألومها أبداً"
نظر له من بين دموعه المكتومة وهو يحاول التحكم في بركان الغضب والقهر داخله .. لا يلومها هو أيضاً .. لو كان مكانها لكره الجميع .. حبيبته المسكينة .. ردد بوحشية وهو ينهض من مكانه
_"سأقتلهم .. أقسم أنّهم سيدفعون الثمن .. كل دمعة وكل لحظة ألم سيدفعون ثمنها"
تنهد (أحمد) بقوة وقال

_"لقد قتلت الرجل الذي اعتدى عليها يا (عماد) .. كدت أن أنتقم من بقيتهم لولا أنهم كانوا قد لعبوا لعبتهم جيداً واستطاعوا الإفلات"
التفت إليه سائلاً بخوف ورجاء

_"أبي .. أبي كان يعرف؟ .. هل ساعدهم في اختطافها؟"
زفر عمه بقوة وأجاب بعد لحظة عذبته أكثر
_"لا .. والدك لم يعرف بنية خالك و(توفيق) اختطاف (سؤدد)"
همس بشحوب
_"خالي؟ .. خالي أيضاً؟"
ابتسم (أحمد) بمرارة ونظر له بشفقة قائلاً
_"خالك انتقم مني في أقرب الناس إليّ (عماد) .. لم يرحمني .. كان انتقامه أقسى من جرمي في حقه إن كان يمكن اعتبار ما فعلته جرماً"
نظر له بحذر وتوجس .. يخشى المزيد من الصدمات وسمعه يقول
_"قديماً .. عندما تزوج والداك أراد خالك بالمقابل أن يتزوج من شقيقتي (رقية)"
قطب وهو يستمع إليه وعقله يسترجع صورة باهتة رآها ذات مرة لعمته التي كان ذكرها محرماً تماماً في البيت وكان والده يقول أنّها ميتة
_"كنت أعرف أنّها تحب رجلاً آخراً ولم أكن لأسمح لخالك أيضاً بالزواج منها وأنا أعرف أي شيطان هو .. لذا .. زوجتها من الرجل الذي تحبه وهربتهما بعيداً عن أيدي والدك وخالك"
همس بارتجاف

_"لهذا كان أبي يقول أنّها ميتة وأمي كانت تقول عنها .."
عض على شفته يمنع الكلمات القاسية التي كانت تصف بها والدته عمته (رقية) .. أومأ (أحمد) وهو يكمل
_"مرت سنوات كثيرة على هروبهما ولم أتوقع أن يعثرا عليهما بعد كل هذه السنوات .. كنت أعتقد أنّ (توفيق) قد لقى حتفه أثناء هربه للخارج لكنّه عاد فجأة .. عاد ليتبجح أمامي ويهددني .. أخبرني أنّهم قد بدأوا انتقامهم مني وبداية الخيط كانت شقيقتي"
اتسعت عينا (عماد) بذعر بينما تابع عمه بألم رهيب

_"أخبرني أنّ شقيقي و(شوكت) وصلا لـ(رقية) وأسرتها وأنّ (عزت) قد .. أنّه قد غسل عاره بيديه وقتلها"
هز رأسه برفض وهو يهتف

_"لا .. لا يمكنني أن أصدق .. أبي لن يفعل هذا"
تنفس (أحمد) بعمق وصمت لحظة قبل أن يقول

_"هذا ما أخبرني به (توفيق) .. أنا أيضاً لم أصدق أن أخي يفعل هذا .. عرفت أنّ (شوكت) هو من قتلها هي وطفلتها وجنينها وأحرقهم جميعاً، انتقاماً لرفضها له وهربها منه قبل زفافهما .. واجهت أخي الليلة التي سبقت موته .. أقسم لي أنّه لم يفعل وأنّه فقط .."
صمت فجأة مثيراً قلق (عماد) الذي اقترب وجلس أمامه هاتفاً
_"أنّه فقط ماذا؟ .. ماذا فعل أخبرني؟"
شحب وجهه وهو يقول بتردد

_"قتل زوجها أمام عينيها وغادر .. خالك أخبره أنّها انتحرت بعد موت زوجها"
أغمض (عماد) عينيه بألم وهو يتراجع للخلف بشحوب ... هل لا زال هناك المزيد من الصدمات؟ .. لماذا يستغرب ما سمعه الآن؟ .. ألم تكن الحقيقة التي بحث عنها من البشاعة بحيث لا تشكل أي معلومة جديدة صدمة له؟ .. والده كان مجرماً .. خاله كان مجرماً .. كلاهما قتل مع سبق الإصرار والترصد .. لم يرتجف جفناهما ولم يشفقا على ضحاياهما .. انتزعه صوت عمه وهو يقول بشفقة
_"بني .. أنا آسف .. لم أكن أرغب في إخبارك بكل هذا"

فتح عينيه وابتسم بمرارة
_"لا .. اليوم يجب أن أعرف كل شيء .. اليوم يجب أن ينزاح القناع .. يكفي .. لن أقبل البقاء في الظلام أكثر من هذا ... يكفي كل ما حدث .. يكفي .. لقد تعبت حقاً"
قالها وهو يقترب ويسند رأسه إلى ركبتيّ عمه هامساً بحرقة ويد عمه تلامس رأسه برفق أثار رغبته في البكاء

_"لقد تعبت وأريد أن أرتاح يا عمي .. أخبرني كل الحقيقة عمي .. أريد أن أرتاح"
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:10 AM   #742

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقلبت (همسة) في فراشها بقلق وهي تتنهد بحيرة .. قلبها منقبض بضيق غريب لا تستطيع طرده وعقلها لا يتوقف عن استرجاع ما حدث معها أمس .. ظنت أنّ (فهد) سيفجر بها كل غضبه بعد هربها منه في منتصف موعدهما .. شتمت تلك المرأة التي أفسدت متعتها بعد أن كانت قد قضت ساعات مليئة بالمرح والسعادة برفقته في كل الأماكن التي ذهبا إليها بدءاً بالملاهي التي فاجأها بها والدمى اللطيفة التي كسبها من أجلها لتستعيد ذكريات عيد ميلادها الخامس عشر الذي قضته كاملاً برفقته وحده ثم بعدها المول التجاري الكبير الذي رافقها إليه وختاماً بالمطعم اللطيف الذي دعاها للغداء فيه .. كان كل شيء يسير على ما يرام لولا ظهور تلك اللعينة .. نفس المرأة التي قال أنها عميلة للشركة .. بدا كما لو أنها كانت تراقب تحركاته لتهبط عليهما فجأة كعمل السوء .. تباً لها .. بسببها فسد يومها وغلبها شيطانها وغضبها منه ودفعها للهرب انتقاماً منه، لكنّها لم تكد تبتعد عنه حتى آلمها قلبها وهي تفكر كم سيقلق من أجلها وكادت تعود إليه لولا تذكرها لحديثه مع تلك المرأة اللعوب بتهذيب أثار غيرتها وغضبها أكثر .. قادتها قدماها إلى كورنيش النيل لتقف هناك تتأمل غروب الشمس الذي أثار شجونها وأعاد إليها حقيقة واقعها الذي كانت لأيام طوال تحاول تجنب تذكره .. مهما تهربت وأجلت المواجهة سينتهي الأمر بها وجهاً لوجه مع ما تهرب منه .. تقلبت لتنام على جانبها وشردت عيناها تتذكر بقلب مرتجف الرجل الذي قاطع خلوتها فجأة وأثار ذعرها بهيئته المشعثة والدم الذي لوث ثيابه .. صوته ونظرات عينيه قتلا رغبتها في الهرب وجعلاها تطمئن إليه بطريقة غريبة .. عيناه اللتان حملتا ألماً وأملاً غريبين جعلتاها تشفق عليه .. قطبت وهي تتذكر ما ناداها به .. (رهف) .. قشعريرة مرت بجسدها .. لا .. عشرات الآلاف من الفتيات يحملن نفس الاسم .. هو بالتأكيد لم يقصد (رهف) تلك .. نهضت من الفراش وجلست على حافته وانقبضت يداها فوق الحافة وهي تفكر .. لماذا تصرف (فهد) بهذه الطريقة؟ .. لقد انتزعها من أمام الرجل دون أن يمنحها فرصة للرد أو للاعتذار حتى .. تصورته غاضباً في البداية بسبب هربها، لكنّها شعرت برجفة كفه وهو يشدها نحو سيارته وينطلق بها في سرعة جنونية .. حين حاولت الكلام صرخ فيها أن تسكت تماماً فقطبت حاجبيها بغضب وأشاحت بوجهها وهي تقسم أنها هذه المرة لن تصالحه مهما فعل .. غامت عيناها بحزن وهي تفكر .. لم تعرف أنها ستنسى كل غضبها بعد برهة قصيرة حين وصلا للشقة التي دخلها وهو يجرها خلفه .. صرخت فيه لحظتها بغضب
_"اتركني (فهد) .. لا حق لك في معاملتي بهذه الطريقة .. أنا لست جارية عندك"
لم يرد وهو يشدها معه نحو غرفته فاتسعت عيناها بذهول وحاولت شد يدها منه .. إنّه ليس في حالة طبيعية .. ماذا سيفعل؟ .. عادت تهتف بعنف
_"قلت لك توقف (فهد) .. أنت لا حق لك في الغضب مني بعد ما فعلته و"

توقفت الكلمات في حلقها كما توقف قلبها في صدرها فجأة واتسعت عيناها حين التفت لها وضمها إليه بكل قوته .. فتحت فمها لتعترض مصدومة لولا أن هتف برجاء حار
_"تزوجيني (همس)"
شهقت بقوة ليضمها أكثر حتى ضاقت أنفاسها وكاد قلبها يتوقف من عنف نبضاته بينما يتابع بتوسل
_"تزوجيني حبيبتي .. تزوجيني وارحلي معي بعيداً عن هنا .. دعينا نهرب وحدنا بعيداً عن كل شيء .. لا أريد خسارتكِ (همس) .. لا أريد"

_"(فهد)"
صوت (عماد) انطلق حاملاً اسمه بغضب شديد وصدمة، لينتفض الاثنان والتفتا نحوه لتشهق هي مع رؤية وجهه الغامر بانفعالات شتى .. غضب .. خذلان وصدمة .. همست بهلع وهي تنتزع نفسها من بين ذراعي (فهد) الذي كان يحدق في (عماد) بدوره بعينين خاويتين كشخص فقد كل آماله في الحياة ولم يعد ما يملكه
_"أخي"
لم يحد بعينيه عن عينيّ (فهد) وقسى صوته وهو يقول
_"اذهبي لغرفتكِ (همسة)"
_"أخي أرجوك .. لم يحـ"
قاطع توسلها بصرامة شديدة
_"قلت اذهبي لغرفتكِ حالاً"
ألقت نظرة مشفقة على (فهد) الذي تهدلت كتفاه وغمر اليأس نظراته إليها وسالت دمعاتها وهي تندفع مغادرة الغرفة إلى غرفتها لتحبس نفسها فيها طيلة اليوم .. لم تفتح الباب لـ(عماد) حين أتى ليتحدث معها .. لم تستطع مواجهته ولم تكن لتستطيع الدفاع عن نفسها وعن (فهد) ولا حتى أن تحتمل كلمة لوم واحدة منه .. زفرت بحرارة وهي تغادر ذكرياتها وضغطت بألم على جبينها تحاول التخفيف من الصداع الذي لازمها بعد فشلها في النوم طيلة الليل .. لم تعرف ماذا حدث بينهما بعد تركها للغرفة لكنّها عرفت من (راجي) هذا الصباح أن (فهد) قد ترك البيت عائداً لشقته .. ضغطت على قلبها بوجع وهي تتحرك نحو باب غرفتها وغادرتها وهي تتحرك بخواء .. قابلها صمت المكان فتنهدت بقوة .. هل غادر الجميع ؟ .. نظرت في اتجاه غرفة (عماد) بتردد قبل أن تحسم قرارها وتتحرك إليها .. يجب أن تتحدث معه .. ما كان عليها أن تتهرب .. يجب أن تحسم كل هذه الحيرة داخلها .. ما الذي حدث وجعل (فهد) ينفعل بهذه الطريقة؟ .. ماذا حدث بينهما وجعله يغادر البيت؟ .. والأهم .. يجب أن تصل لنهاية لكل التخبط الذي يحدث حولها .. طرقت الباب مرتين دون أن يأتيها الرد ففتحت الباب ليقابلها الفراغ فزفرت وهي تغلق الباب من جديد .. لقد غادر هو الآخر .. حسناً لقد تأجلت المواجهة لبعض الوقت .. تركت مكانها وقررت التوجه لغرفة عمها لتطمئن عليه وترى ما يحتاجه .. كانت على وشك طرق الباب حين تهادى لسمعها صوت (عماد) خافتاً لم تلتقط ما قاله لكنّها التقطت نبرة صوته الحزينة الحائرة فاقتربت تلصق أذنها بالباب علّها تلتقط حديثهما وشعور سيء راودها بشأن ما تفعل .. التنصت سلوك سيء بالتأكيد لكن شعورها كان أسوأ وقلبها يتوسلها أن تبتعد قبل فوات الأوان .. تجاهلت شعورها واقتربت أكثر تستمع لحديثهما الخافت ومع كل كلمة سمعتها كانت أنفاسها تتسارع وقلبها انقبض بقوة مؤلمة .. لم تشعر بدموعها التي سالت على خديها وهي تتراجع للخلف بعينين متسعتين معلقتين بالباب المغلق يفصل بينها وبين الحقيقة التي كانت عمياء عنها .. تراجعت بارتجاف نحو غرفتها وأغلقت الباب وهي تتنفس بصعوبة .. سقطت على ركبتيها بضعف وارتجف جسدها بشدة .. هذا كذب .. ما سمعته كان كذباً .. كله كذب .. لا .. بل هي في حلم الآن .. هي في كابوس ستستيقظ منه في الحال لكن الوقت مر وهي لم تستيقظ .. لم تعرف كم مر قبل أن تنتفض من مكانها على صوت (عماد) يناديها
_"(همسة) .. حبيبتي .. هل يمكنني الدخول؟"
رفعت رأسها المدفون بين ركبتيها منتبهة للعالم حولها وعاود قلبها الانقباض .. لا .. لا يمكنها رؤيته الآن .. سمعت صوته مليئا بالألم والمرارة وهو يتابع
_"حبيبتي ..هل لا زلتِ غاضبة؟ .. افتحي الباب (همس) ودعينا نتحدث"
دفنت وجهها بين ركبتيها وتركت دموعها تسيل بصمت .. عما سيتحدثان؟ .. المزيد من الأكاذيب؟ .. لا .. هي لا تريد أن تسمع شيئاً .. لا تريد أن ترى أحداً .. تريد أن تغمض عينيها وتنتظر حتى ينتهي هذا العالم .. كم مرة ستؤلمها الحياة حتى تكتفي؟ .. انتفضت بخفوت مع صوت مقبض الباب يتحرك و(عماد) يقول برجاء
_"(همسة) .. لا تفعلي هذا .. افتحي الباب حبيبتي"
حمدت الله أنها أغلقت الباب بالمزلاج دون أن تشعر .. لم تكن لتستطيع مواجهته .. ليس الآن
_"(همسة) .. صغيرتي ...لا تفعلي هذا بي .. صغيرتي .. أنا متعب فلا تزيدي تعبي حبيبتي"
صوته المليء بالوجع، جعل قلبها ينقبض بألم وتحرك دون وعي لتفتح له لكنّها ما كادت تمس المقبض حتى توقفت .. خفضت يدها وتهدلت كتفاها بضعف ومرارة قبل أن تتحرك نحو فراشها وتلقي بجسدها فوقه والدنيا تسود من حولها .. جسدها ارتجف ببكاء عنيف حاولت كتمه عن (عماد) الذي لا زال واقفاً يترجاها بينما هي تهمس بمرارة ودون توقف
"لقد انتهى كل شيء .. انتهى كل شيء"
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:11 AM   #743

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسارعت أنفاس (آنجيليكا) وهي تجري بأقصى سرعتها دون أن تنظر خلفها .. كل ذرة فيها تتوسلها أن تهرب قبل فوات الأوان .. توقفت فجأة عندما ظهر خياله في نهاية الطريق التي تهرب إليه .. كان هو .. زائر أحلامها المعتاد .. نظرت خلفها إلى حيث أشباح ماضيها ونقلت بصرها بينهم وبينه .. قلبها يخبرها أن تلك النهاية تحمل لها النجاة والهلاك معاً .. نظرت حولها فوجدت كل الطرق باتت مسدودة .. فقط الطريق الذي يقودها إليه كان مفتوحاً .. هل يمكنها أن تعتبرها إشارة أخرى من قدرها؟ .. لكن إن واصلت ذلك الطريق فأي النهايتين ستكون مصيرها؟ .. النجاة أم .. ضياعها للأبد .. اتسعت عيناها عندما شعرت بابتسامة تضيء وجهه الغارق في الظلام رغم عدم قدرتها على رؤية باقي ملامحه .. خفق قلبها مع رؤيتها ابتسامته وتعلقت عيناها بيده التي ارتفعت نحوها في دعوة مغوية بالاقتراب .. تحشرجت أنفاسها في صدرها وتلك الرغبة المرعبة تزداد داخلها تشدها نحوه .. هذه المرة كانت تشعر بنفسها تنجذب له بإرادتها .. تختار الذهاب إليه بنفسها وهي تعرف أنّها ربما لا تعود .. تحركت دون أن تشعر وعيناها معلقتان به واختفى كل شيء من حولها وهي تتحرك كالمسحورة نحوه .. هذه المرة اختفت الهمسات التي كانت تتوسلها كل مرة ألا تذهب ولم يأت والدها ليحذرها .. هل خذلته أم أنّه بات يثق في قراراتها؟ .. ضربات قلبها كانت تزداد مع كل خطوة تقتربها منه وعاودتها مخاوفها، لكنّها تجاهلتها وهي تسمعه يهمس
_"ملاكي"
كيف تستجيب كل خلية في جسدها لصوته بهذه الطريقة المرعبة؟ .. همسته وحدها شدتها نحوه أكثر حتى توقفت أمامه ورفعت يدها إلى كفه الممدودة لها والتي سرعان ما انقبضت حول أصابعها ليشدها إليه .. شعوران كان يقتسمانها بقوة .. شعور كاد يدفعها أن تغمض عينيها وتترك رأسها فوق صدره هكذا للأبد وشعور آخر كان يتوسلها أن تدفعه وتهرب لتختبيء منه في نهاية العالم .. كيف يجتمع الأمان والخوف في شخص واحد؟ .. شخص لا تعرفه حتى .. رفعت عينيها تحاول رؤية ملامحه التي تسربلت بالظلام دون جدوى ولما فشلت نظرت له بعينين لائمتين حزينتين فابتسم وأحاط رأسها بكفه وقبل أن تنطق بحرف وجدت رأسها فوق صدره يلامس نبضاته .. تنفست بارتباك أصاب نبضها هو الآخر ووجدت نفسها تبتسم وتغمض عينيها مستسلمة للسلام الغريب الذي انتابها فجأة .. لماذا تشعر أنّها في وطنها أخيراً؟ .. شعرت بذراعيه تلتفان حولها واستسلمت بكامل إرادتها له وقلبها يهمس داخلها ملقياً كل شعور بالحذر خلف ظهرها .. يمكنها أن تبقى هنا حتى ينتهي الكون .. لا تريد أن تتركه أبداً .. شعرت بأنفاسه الحارة بقرب أذنها وارتجف قلبها مع همساته
_"لقد أتيتِ ملاكي .. أتيتِ إليّ بنفسكِ .. بإرادتكِ الكاملة .. لقد اخترتِني وستبقين معي مهما حدث .. أنتِ لن تتركيني أبداً"
رفعت رأسها بتوجس مع كلماته ونظرت إليه .. فتحت فمها لتقطع وعداً بأنّها لن تتركه مهما حدث لكنّ الكلمات توقفت في حلقها وهي تنظر حولها .. كانت دائرة من النار ارتفعت حولهما .. نفس النار التي كانت تحاصرها كل مرة يضمها فيها .. أفاقت لنفسها وانتزعت نفسها منه وحاولت الابتعاد ونظرت حولها في هلع .. كانت النار تحاصرها تماماً ولا تترك لها فرصة للنجاة .. عادت تنظر له بخوف .. حتى النار لم تفلح في إزاحة الظلام عن وجهه وبدا أنّها لا تؤثر فيه ولا تخيفه .. كما لو كان منشأها هو .. تراجعت للخلف ودمعت عيناها بعجز ليرفع يده نحوها مرة أخرى فهزت رأسها رفضاً وهي تهمس
_"لا .. لا أريد .. لا يجب أن أبقى هنا .. هذا ليس مكاني"
همس بحزم
_"لقد وعدتِ (ملاك) .. أنتِ لن تتركيني"
سالت دموعها وهي تنظر للنار

_"أنا لم أفعل .. لم أعد بشيء"
اقترب منها لتتراجع للخلف خطوة أخرى بينما يردد
_"قلبكِ وعد يا (ملاك) .. لقد سمعته"
همست بارتجاف

_"من أنت؟ .. لماذا تطاردني؟ .. ماذا تريد مني؟"
اقترب أكثر وهو يردد
_"أنتِ من أتيتِني بقدميكِ (ملاكي) .. أنتِ ماذا تريدين؟"
ماذا تريد؟ .. هي من أتت بقدميها؟ .. أجل .. هي أتت .. لكن .. هو من يظهر في أحلامها أم .. أم أنّها هي من تزوره في عالمه .. نظرت حولها للنار .. هي في عالمه بالفعل .. يجب أن ترحل .. نظرت له لتراه على بعد خطوة واحدة وعادت تنظر للنار خلفها .. ربما لن تؤذيها النار لو هربت عبرها .. أو ربما تقتلها .. ألن يكون أرحم من وقوعها بين يديه؟ .. إنّه شيطان .. هي متأكدة الآن .. هي لا يمكنها أن تبقى لحظة واحدة برفقته .. والدها كان محقاً .. رمقته بنظرة حزينة وأعطته ظهرها لتقفز عبر النار .. خطوة واحدة اقتربتها من النار التي لفحها حرها قبل أن تجد نفسها مشدودة للخلف وملفوفة بذراعيه في حماية وهو يهمس بتملك

_"أنتِ لي ملاكي .. لن تذهبي بعيداً عني .. أبداً"
حاولت الصراخ لكنّها شعرت بصوتها مختنق بحلقها فهمهت باختناق وهي تحاول التحرر منه بينما النار حولهما تزداد حتى غمرتهما معاً
_"(آنجي) .. (آنجي) .. استيقظي"
شهقت بعنف وهي تفتح عينيها على اتساعهما وتنفست بسرعة وهي تنظر حولها بفزع قبل أن تتوقف عيناها على عينيّ شقيقها المليئتين بالخوف وشعرت بكفه فوق كتفها ترتعد وهو يهمس بقلق

_"ماذا حدث؟ .. رأيتِ كابوساً؟ .. لقد كنتِ تصرخين في نومكِ"
ارتجفت شفتاها وهي تنظر له من مكانها فوق المقعد المجاور لفراشه حيث غلبها النوم وهي تجلس بجواره .. سمعته يسألها برجاء خائف
_"(آنجي) .. هل أنتِ بخير؟ .. هل كان كابوساً مخيفاً لهذه الدرجة؟"
اختنق صوتها بدموعها فنهضت من مكانها وجلست بجواره واحتضنته بكل قوتها دون أن تشعر أنّها تكاد تخنقه وهمست
_"أنا بخير حبيبي لا تقلق .. أنا بخير"
شعرت بكفه الصغيرة تربت على ظهرها وهمس

_"أنا معكِ (آنجي)"
ابتعدت تنظر لوجهه واحتضنته بحب وهي تردد مبتسمة من بين دموعها
_"أعرف حبيبي .. أعرف .. لهذا لا يمكن لأي شيء أن يخيفني"
ابتسم لها دون أن يختفي القلق في عينيه فقالت بضحكة مفتعلة وهي تنظر حولها متجنبة نظراته
_"انظر إلى كل هذه الورود .. إنّهم يدللونك كثيراً .. هذا وأنت لم تجري العملية بعد .. سيقلبون لك الغرفة لحديقة بعد أن تجريها بالتأكيد"
ابتسم بخفوت وهو ينظر لها مدركاً محاولتها إدعاء أنّها بخير .. ردد بعد لحظات بخفوت

_"أنا خائف (آنجي)"
التفتت إليه وقد بهتت ملامحها وهمست وهي تحتضنه
_"أنا هنا يا قلب (آنجي) .. كل شيء سيكون على ما يرام .. العملية سهلة كما قال الطبيب وتحتاج فقط إلى شجاعتك وقوتك لتتحسن بسرعة"
قالتها وهي تحاول التحكم في نبرة القلق في صوتها .. هي نفسها خائفة عليه .. خائفة جداً من أن تخوض تلك التجربة مرة أخرى وتقف خارج غرفة العمليات تنتظر خبراً يطمئنها عليه .. تنفست بقوة وابتعدت تقول بحنان
_"لقد وعدتني حبيبي أنّك ستبذل كل جهدك .. أريدك معي دائماً .. لا تضعف وتتركني وحدي، حسناً؟"
_"حسناً (آنجي)"

قالها وهو يهز رأسه لتميل وتقبل جبينه بحب واحتضنته وهي تفكر بقلق في حلمها الغامض .. تشعر أنّها بدأت تفهم تلك الرسالة التي يحذرها منها عقلها الباطن .. بعد لقائها بـ(سؤدد) واستماعها لها تعرف الآن معنى ذلك الحُلم .. ارتجف قلبها وهي تحاول ألا تستعيد خيال ذلك الرجل بينما عادت كلمات (سؤدد) تتردد في عقلها وهي تخبرها أنّها وحدها تملك المفتاح إلى قلب الشيطان .. أيكون هو شيطان أحلامها؟ .. تذكرت مكالماتها مع ذلك الرجل الذي أخبرتها (سؤدد) أنّه سيتكفل بكل شيء حتى تسافر إليها .. حين أخبرها أنّ (سؤدد) تراجعت كانت على وشك التنهد في ارتياح لكنّها لم تستطع .. كيف يمكنها أن تتراجع وهي مدينة لها بحياة شقيقتها .. (سؤدد) نفذت وعدها وأبلغتها أنّها لا تنتظر مقابلاً، لكنّها لا يمكنها أن تتخلى عن مساعدتها .. كيف تتركها تحارب وحدها بعد أن منحتها الأمل في إنقاذ شقيقها؟ .. عادت كلماته إلى عقلها وهو يخبرها أنّها أتت بقدميها لتسري قشعريرة بجسدها نبّهت (جوليانو) فابتعد ينظر إليها بقلق وفتح فمه ليسألها ما بها لولا أن ارتفعت طرقات على الباب الذي انفتح ببطء فالتفتا نحوه وارتفع حاجبا (آنجيليكا) في دهشة وهي تهمس
_"(ليزا)"
ابتسمت لها بشحوب وهي تدخل فنهضت من مكانها متجهة إليها وهي تهتف بدهشة
_"(ليزا) أنتِ هنا؟ .. لابد أنني أحلم"
اقتربت منها وهي تردد بابتسامة مرتجفة
_"لستِ تحلمين (آنجي) ... أنا هنا حقاً"
احتضنتها بقوة قبل أن تبتعد مع استماعها للصوت الصغير يهمس باسمها وهتفت بحبور وهي تنظر لـ(تيو) الصغير
_"(تيو) صغيري .. اشتقت لك"
نزلت على ركبتيها واحتضنته بحنان

_"أنا أيضاً اشتقت لكِ (آنجي)"
نهضت من مكانها وأمسكت بكفه تتحرك به نحو شقيقها الذي يتابعهم بفضول
_"تعال لأعرفك على شقيقي الصغير (تيو) .. (جوليانو) حبيبي .. هذا هو (تيو) صديقي الذي أخبرتك عنه .. لقد أتى لزيارتنا أخيراً"
والتفتت لصغير الذي التصق بها في خجل
_"(تيو) .. هذا (جوليانو) شقيقي .. لقد سألتني عنه من قبل، صحيح؟ .. ها هوذا .. هيا صافحه لا تخف"
راقبتهما يتعرفان على بعضهما في ارتباك قبل أن ترفع عينيها إلى صديقتها الشاحبة التي كانت تراقبهما بتوتر وعيناها تدوران في المكان كل حين كأنما تتوقع أن يظهر أحدهم فجأة .. تحركت نحوها وتركت الصغيرين سوياً ليزيلا الحواجز بينهما واقتربت منها قائلة بخفوت
_"ما الأمر (ليزا)؟ .. هل أنتِ نادمة أنّكِ أتيتِ؟"

نظرت لها وتنهدت بقوة وهمست
_"لقد فكرت في كلامكِ معي قبل سفركِ .. فكرت كثيراً (آنجي) .. أنتِ محقة .. ما دمت أخوض تلك المعركة فلا يجب أن أخاطر وهو معي .. ربما يكون في أمان هنا .. مع .. مع جدته"
همستها بتوتر فربّتت على كتفها برفق وقالت

_"العم (ماتيو) أخبرني من قبل أنّ هذا المكان آمن .. المهم أن تكوني اتخذت حذركِ"
هزت رأسها قائلة
_"لا تخافي .. منذ بدأت هذه اللعبة وأنا حريصة لكل خطوة أخطوها .. لكنّني بت أخشى من الأيام القادمة .. أخشى من نفسي وأخشى من"
تحشرج صوتها لتسألها في قلق
_"ما الأمر؟"
رفعت إليها عينين حائرتين وهمست
_"لم أعد أعرف إن كان قراري صائباً أم لا .. (ريكاردو) يخيفني .. بت أخاف من نفسي قربه .. أخشى ألا أستطيع أن أكمل خطتي معه .. أعتقد أنّ وجودي هنا لبعض الوقت سيعطيني فرصة للتفكير في خطوتي القادمة، صحيح؟"
هزت رأسها مبتسمة دون أن تسمح لمخاوفها بالظهور على وجهها .. كلمات (ليزا) دون أن تدري أشعلت قلقها هي ومخاوفها بشأن خطتها التي قررت خوضها حتى النهاية .. حتى وهي تعلم أنّها قد تُلقي بها إلى التهلكة .. لم تخبر (ليزا) بعد عن قرارها لكن بما أنّها قد أتت واستمعت لنصيحتها فربما يجب أن تطلب منها العون والنصيحة بالمقابل.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:12 AM   #744

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أدار (آدم) عجلة القيادة بهدوء وعيناه تتنقلان كل برهة بين الطريق محاولاً التركيز عليه وبين (سديم) التي شردت بنظراتها للخارج وتنهد بقوة مستعيداً ما حصل الليلة الماضية ورقت نظراته لها بحنان .. كيف بكت كالأطفال في صلاتها وبعد أن أنّهيا الصلاة لم تتوقف عن البكاء حتى غرقت في النوم وبقى هو ساهراً يتأمل وجهها الغافي فوق صدره مبللاً بدموعها .. خفق قلبه بقوة وهو يستعيد همساتها الأخيرة قبل أن تغرق في النوم
_"أريد طفلاً منك (آدم)"
أوقفت قلبه بكلماتها تلك ثم نامت بسلام غافلة عن الحرب التي أشعلتها في نفسه .. هل كانت تتحدث بوعي وعن رغبة حقيقية، أم أنّها كانت تهذي؟ .. لن تهذي بشيء كهذا إلا لو كانت فكرت فيه مراراً بينها وبين نفسها .. هل كانت تعلم أنّها تنطق بنفس الأمنية التي راودته طويلاً .. أنّه مؤخراً بات يحلم بطفلٍ صغير منها يعوضهما سعادتهما المبتورة وطفلتهما الراحلة؟ .. أراد أن يستعيدا زواجهما، لكنّه أدرك ترددها وخوفها من اتخاذ الخطوة كما أنّ الظروف التي مر بها الجميع لم تسمح له بالحديث في هذا الأمر .. الآن وهما في طريقهما لزيارة عائلته وإعلان زواجهما للجميع يتخذان خطوة جديدة نحو حياتهما التي رسماها معاً قديماً وحان الوقت لإكمالها .. مد أحد كفيه يمسك كفها ويضغطها برفق، فالتفتت له بتساؤل ليبتسم لها بحب ورفع كفها مقبلاً راحتها، مستمتعاً بالحمرة التي صبغت خديها معيدة إياها لحبيبته التي عرفها قديماً .. همس بحب
_"لا تقلقي حبيبتي .. كل شيء سيكون بخير"
زفرت بتوتر وشعر بارتجافة يدها في كفه وهي تهمس
_"تبدو واثقاً أكثر من اللازم (آدم)، لكنّني لا أستطيع التوقف عن القلق .. أعرف أنّ الأمر لن يمر ببساطة"
هز رأسه قائلاً
_"لم أقل أنّ الأمر سيكون سهلاً (سديم) .. بالطبع سيأخذ الأمر وقتاً حتى يتقبله الجميع .. جدي يعرف بقدومنا وهو سيتكفل بكل شيء .. لا تقلقي"
تنفست بقوة وهي تهمس برجاء
_"يا رب .. أنا .. لا أريدهم أن يكرهوني أو يظنوا أنني .."
قاطعها برفق
_"لا تفكري هكذا حبيبتي .. لن يحدث إلا كل خير"

ابتلعت لعابها بتوتر وعادت تنظر للخارج وران الصمت لبرهة قبل أن تقول بتساؤل وهي تلتفت له
_"هذا الطريق؟ .. لماذا .."
ابتسم مجيباً سؤالها المبتور
_"(راندا) عادت لبيتها بسلام"
هتفت بحبور

_"حقاً .. حمداً لله"
ابتسم لها بحب وأكمل
_"لهذا سنمر عليها هي و(هشام) قبل أن نذهب للقاء عائلتي .. فكرت أنّكِ ربما تحتاجين الحديث مع (هشام) قليلاً ربما يمنحكِ بعض القوة والدعم"
لمعت عيناها بامتنان وهي تنظر له وهمست وهي تشعر بالدموع تتسلل إليهما

_"شكراً لك حبيبي .. لو تعرف كم كنت أحتاج إليه الآن بالفعل"
_"أعرف حبيبتي"

قالها بحب فابتسمت بحب مماثل واقتربت تسند رأسها لكتفه وكفها يعانق كفه بقوة وهمست
_"أحبك (آدم)"
رفع كفها يطبع قبلة أخرى وهمس
_"وأنا أحبكِ يا قلب (آدم)"
أغمضت عينيها وتركت ابتسامتها تزين شفتيها طوال الطريق إلى بيت (رضوان) .. لا تصدق أنّ ذلك البيت الذي عاهدت نفسها يوماً ألا تعترف به بيتاً لها، هي الآن تشعر أنّه لم تمر لحظة واحدة لم يكن بيتها .. لا تصدق أنّها الآن تشعر أنّها عروس جديدة تعود مع زوجها لبيت عائلتها في أول زيارة بعد الزواج .. شعورها هذا جعل سلاماً غريباً يملأ قلبها ويُذهِب بتوترها وكأنّما شعر (آدم) بما يعتمل في نفسها ابتسم وهو يرمقها بنظرة حانية وقد انتقل شعورها إلى قلبه مانحاً إياه ثقة في مواجهة عائلته بعد قليل .. ران الصمت عليهما حتى وصلا إلى بيت عائلتها وأسرع أحد الحراس يفتح البوابة ليدلف بالسيارة للداخل وعيناه ترمقان الحراسة .. يبدو أنّ (هشام) ضاعف الحراسة بعد ما حدث بسبب (سامر) .. ضغط على أسنانه متوعداً إياه وهو يسترجع مكالمته هذا الصباح مع الرجل الذي كلّفه بالبحث خلف (سامر) ومراقبة خطواته .. لن يمنحه الفرصة ليؤذي أي شخص من عائلته مرة أخرى .. قريباً سيجعله يدفع ثمن ما فعله بشقيقته .. انتبه على صوتها يهمس بقلق
_"حبيبي .. ما الأمر؟"
انتبه لشروده وقد أوقف السيارة وسط الساحة الخارجية للفيلا فالتفت لها مبتسماً

_"لا شيء حبيبتي .. تذكرت شيئاً .. هيا .. (هشام) ينتظرنا لقد اتصلت به وأبلغته قبل خروجنا"
أومأت وغادرت السيارة برفقته وأسرعت تمسك بكفه وتتحرك معه نحو مدخل الفيلا .. ضغط على كفها وهو يبتسم بينما يصعدان السلالم، ليدخلا من الباب الكبير .. ما كادا يدخلان حتى قابلتهما (منال) وارتفع حاجباها بدهشة وهي تنظر لهما وتنقل بصرها بينهما باستغراب .. ابتسمت (سديم) وهي تلمح نظراتها الحائرة التي تعلقت بكفيهما المتشابكين وزادتها دهشة وهي تقول مبتسمة

_"مرحباً (منال) .. كيف حالكِ؟"
لمحت اتساع عينيها وهي تنظر لها بذهول كأنما ترى كائناً فضائياً قبل أن تسرع قائلة بارتباك
_"بخير .. تفضلي سيدة (سيلين) .. كيف حالكِ؟"
لم تصحح لها اسمها وهي تجيبها برقة دفعت بمزيد من الذهول في عروق المرأة التي تراها لأول مرة بهذه الحال وقد بدا أنّها تبدلت كُلياً
_"بخير (منال) شكراً لكِ"
قاطعهم صوت (هشام) المرحب وهو ينزل درجات السلالم سريعاً
_"وصلتما أخيراً .. (منال) .. من فضلكِ أحضري الضيافة إلى شقتي"
ووصل إليهما مبتسماً وصافح (آدم) بقوة
_"مرحباً (آدم) .. كيف حالك؟"
_"بخير .. كيف حالك أنت (هشام)؟"
_"بخير والحمد لله"
والتفت إلى (سديم) قائلاً بحب وهو يداعب شعرها

_"مرحباً حبيبتي .. أنرتِ بيتكِ"
لم تقاوم نفسها واندفعت لتلقي نفسها فوق صدرها هامسة
_"شكراً أخي"
قاوم (آدم) شعوره الأحمق بالغيرة بينما يرى دموعها تسيل بخفوت فيما ترفع عينيها إلى (هشام) تسأله بقلق وعيناه تدوران على ملامحه

_"أنت بخير؟"
ربّت على شعرها بحنان وهو يجيب
_"بخير حبيبتي .. لا تقلقي"
ابتعدت قليلاً وهي تقول

_"و(راندا)؟ .. كيف هي الآن؟"
لمع الألم في عينيه وهو يهمس
_"حمداً لله .. إنّها قوية وستتجاوز ألمها سريعاً"
وهز رأسه يقاوم مشاعره وهو يقول
_"تعاليا ... لقد أخبرتها أنّ لديها زواراً لكنني تركت هوية الزوار مفاجأة"
قالها مبتسماً فتبسما بخفوت وهما يتبعانه للأعلى حيث شقته و(راندا) وعادت هي تمسك بكف (آدم) كأنّما تسأله دعمه فضغطها برفق وهو يدخل معها الشقة وسمعا (هشام) ينادي من عند باب الغرفة
_"(راندا) حبيبتي .. لقد وصل ضيوفنا"
_"حسناً حبيبي .. أنا .."

لم يمنحها الفرصة لتكمل وهو يفتح الباب ويدخل قائلاً
_"لا تنهضي من مكانكِ حبيبتي .. لا أحد غريب هنا"
وأشار لهما بالدخول ففعلا .. ابتسمت (سديم) بحنان وأسى وهي تنظر لها وهي تجلس في الفراش الذي كانت على وشك النهوض منه بينما أسرع (هشام) نحوها ليعيدها مكانها برفق
_"لا تتحركي حبيبتي .. إنّهما (آدم) و(سديم) فقط"
همست اسم شقيقها بخفوت وهي تنظر لهما بحيرة ليسرع (آدم) نحوها قائلاً
_"حمداً لله على سلامتكِ صغيرتي"
ابتعد (هشام) قليلاً ليجلس (آدم) بجوارها ويحتضنها بحنان مكملاً
_"أنتِ بخير صغيرتي؟"
أومأت برأسها وهي تحاول التحكم في دموعها وابتعدت تنظر له بابتسامة رقيقة

_"أنا بخير حبيبي .. تعرف أنني قوية ومهما كان الأمر صعباً سأتجاوزه بسرعة"
ورفعت عينيها إلى (هشام) مبتسمة بحب وهي تكمل
_"كما أنّ (هشام) معي .. لذا لا تقلق عليّ"
ابتسم (هشام) لها بحب مماثل وحرك شفتيه بهمسة حب رقيقة قبل أن يلتفت لأخته التي وقفت على مقربة تراقب الوضع بتوتر فتحرك نحوها متفهماً حالتها وقد أدرك ما تشعر به .. أحاط كتفها بذراعه قائلاً بمرح
_"تعالي (سديم) .. أعرف أنّكِ قلقة من (راندا) .. لكن صدقيني لقد تغيرت .. لم تعد تعض"
هتفت (راندا) اسمه باعتراض وتذمر مفتعل بينما اقتربت منها (سديم) مبتسمة بقلة حيلة وقالت

_"كيف حالكِ (راندا)؟"
_"بخير .. شكراً لكِ"
نقلت بصرها بينهم في حيرة وتعلقت عيناها بذراع (هشام) فوق كتف أخته قبل أن تخفضهما نحو (آدم) وقطبت وهي ترمي (هشام) بنظرة تُلمح لوجود شقيقها فابتسم لها بسخرية زادت حيرتها وقال
_"لا تقلقي حبيبتي .. (آدم) يعرف كل شيء ويتفهمه، أليس كذلك؟"
نقلت بصرها بينهما ولمحت تقطيبة شقيقها المنزعجة فهمست بقلق
_"يعرف كل شيء؟"
لوى شفتيه قائلاً بتهكم
_"هل أخبرها أنا أم تفعل أنت يا .. صهري؟"
تراجعت (راندا) تحدق فيهم بصدمة بينما ابتعدت (سديم) عن أخيها قائلة بلوم
_"(هشام) .. لماذا تتصرف بهذا اللؤم مع (آدم)؟"

رفع حاجبيه ناظراً لها بدهشة وقال
_"هل ستدافعين عنه ضد أخيكِ الآن؟"
زفرت بحنق وتحركت نحو (آدم) وشدته من ذراعه أمام نظرات شقيقته الذاهلة وقالت وهي تجلس بجوار (راندا)

_"يمكنكما أن تذهبا لأي مكان وتتشاجرا براحتكما"
والتفتت لهما وابتسمت وهي ترى ملامح الضيق على وجهيهما وأكملت
_"لن نذهب من هنا حتى تُصفيا كل خلافاتكما وتسترجعا صداقتكما مجدداً .. لن أقبل أن تفسد صداقتكما بسببي"
هسمت (راندا) وهي تنظر لوجهيهما بدورها

_"ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"
زفر (آدم) بقوة وقال وهو يشد (سديم) رغم اعتراضها لتقف بجواره وضم كفها بقوة

_"(راندا) .. هناك أمر يجب أن تعرفيه .. أردت أن تعرفيه قبل باقي العائلة .. في الحقيقة .. أنا و(سديم)"
توقف لحظة عن الكلام بينما لوى (هشام) شفته وهو ينظر له بشماتة فرماه بنظرة حانقة قبل أن يكمل وهو يشد على يد زوجته
_"أنا و(سديم) متزوجان"
لم تنطق بحرف وبدا أنّها تجمدت تماماً .. مرت لحظات وعيناها متجمدتان فوقهما بذهول واضح سرعان ما انتهى وهي تهتف
_"ماذا؟"
تبادل الاثنان نظرة متوترة قبل أن يبتسما وهما يسمعانها تهتف من جديد
_"ماذا؟ .. متى؟ .. كيف؟ .. أنا لا أفهم ... متى تزوجتما؟"
زفر (آدم) مطولاً وهو يقول

_"إنّها قصة طويلة"
قطبت حاجبيها وهي تنقل عينيها بينهما وكتفت ذراعيها قائلة
_"حسناً .. لدي كل الوقت"
هز (هشام) كتفيه وقال مبتسماً بشماتة
_"حسناً (آدم) .. أخبرها .. هيا"
_"(هشام)"
هتفت (سديم) بنزق وشدت على كف زوجها بينما يقول (هشام)

_"هذا تدريب جيد يا (آدم) .. سيساعدك في مواجهة عائلتك الليلة"
زفر بقوة والتفت له هاتفاً بحنق
_"أنت لا تساعد أبداً"
رفع أحد حاجبيه هاتفاً بالمقابل

_"لا أريد أن أساعد صراحةً .. في الواقع كل ما أريد فعله هو لكمك حتى تفقد القدرة على النطق"
لمس فكه قائلاً بمغزى
_"على ما أتذكر فقد فعلتها قبل أيام"
_"حسناً لكنني لم أكتف بعد و.."
قاطعتهما (سديم) بحنق وهي تدفعهما بكفيها

_"لا .. يكفي .. ماذا أصابكما؟ .. هل أنتما طفلان؟ .. تشاجرا بعيداً لو سمحتما؟"
_"(سديم)"
هتف الاثنان اسمها باعتراض، بينما تواصل دفعهما أمامها وهي تواصل
_"كما قلت لكما .. اذهبا وتحدثا كرجلين ناضجين وأنهيا كل هذا الموقف الأحمق وإلا سآخذ (راندا) ونذهب بعيداً ولن تعثرا لنا على مكان"
لم تتوقف عن دفعهما ولم تبال لهتافاتهما المعترضة حتى أخرجتهما خارج الغرفة وأغلقت الباب خلفهما بعنف والتفتت نحو (راندا) التي كانت تراقب المشهد بعينين متسعتين في ذهول بينما هتفت وهي تزفر بقوة
_"الرجال"

ابتسمت بحرج وهي تنظر لـ(راندا) التي هزت رأسها في محاولة منها لاستيعاب ما حدث للتو وسمعتها تسألها بتوجس
_"هل .. هل ما سمعته الآن حقيقي؟ .. أنا لا أحلم، صحيح؟"
ابتسمت بقلة حيلة وهي تجلس بجوارها وتأملتها بأسى وهي تفكر في كلمات (هشام) .. فلتعتبر هذا تدريباً صغيراً قبل مواجهة العائلة كاملة .. همست بخفوت وهي تمد يدها تلتقط كف (راندا)
_"(راندا) .. أريدكِ أن تسمعيني بقلبكِ .. انسي أنّ (آدم) شقيقكِ .. انسي أنني تلك المرأة التي كنتِ تكرهينها والتي كانت تثير غيرتكِ على (هشام) دون أن تعرفي أنّها أخته .. أريدكِ أن تعتبريني صديقتكِ وأتت تعترف لكِ بسرها .. تماماً كما فعلت ذلك اليوم حين أخبرتكِ حقيقة ماضيّ التي لم يعرفها أحد سوى أبي و(هشام)"
قطبت وهي تنظر لها بحيرة قبل أن توميء برأسها وهي ترى نظرة اليأس والرجاء في نظرات (سديم) التي تابعت
_"أريدكِ أن تستمعي لكل شيء دون أن تتسرعي في الحكم عليّ، حسناً؟"
هزت رأسها وهمست
_"حسناً .. أخبريني"
أخذت نفساً عميقاً وهي تسترجع شريط ذكرياتها لتعيد قصه على (راندا) من جديد تخبرها كل شيء مع تجاوز بعض التفاصيل المؤلمة الخاصة بماضيها الأسود .. قصت عليها حكايتها هي و(آدم) وقلبها يأمل أن يجد في (راندا) أول حليف يدعمها في علاقتها بعائلة (آدم) .. حسناً .. ربما الحليف الثاني إن صح ما قاله أن جده يدعم زواجهما وسيساعدهما.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:13 AM   #745

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (سهى) عينيها ببطء وحركتهما حولها في حذر تنظر للمكان شبه المعتم ولم تلبث أن انتفضت بخوف وهي تفيق كُلياً .. تلفتت حولها وتحركت بعنف لتكتشف بذعر أنّها مقيدة في المقعد الذي تجلس عليه .. امتلأت عيناها بالدموع وهي تهز رأسها بخوف والشريط اللاصق على فمها يمنعها الصراخ .. قطبت وهي تتذكر برعب ما حدث قبل أن تستيقظ لتجد نفسها هنا .. الشقة الصغيرة التي كانت تختبيء فيها بعد هربها في إحدى الحارات الفقيرة بعيداً جداً عن قبضة عائلة (رضوان) أو الشرطة إن كانوا قد أبلغوها .. ظنت أنّهم لن يعثروا عليها أبداً حتى تتمكن من الهرب لمكان أبعد أو تصل لـ(سامر) الذي ما عاد يرد على اتصالاتها بعد ما حدث .. لم تتوقع حين ارتفعت طرقات على باب الشقة القديمة أن ينتهي هربها بهذه السرعة .. لم تفتح الباب .. لم تكن لتخاطر .. لقد تحطم بعنف ليندفع رجلان ضخما الجثة للشقة ودون أن تجد الفرصة لتصرخ كانا قد كمماها وحملاها كجوال قمامة وغادرا في الظلام بعد أن أفقداها الوعي لتستيقظ الآن وتجد نفسها هنا .. لقد انتهت .. بالتأكيد من وجدها هو أحد اثنين .. (هشام) أو (عاصي رضوان) ولا أحد غيرهما .. لو كان (سامر) لم يكن ليحضرها بهذه الطريقة .. سالت دموعها بخوف .. لكنّه تجاهل اتصالاتها تماماً وذلك الوسواس الذي لم يتوقف طيلة الفترة الماضية يخبرها أنّه قد نفض يديه منها .. بالتأكيد كان يستخدمها حتى يصل لهدفه .. اللعنة .. كانت حمقاء .. تحركت مكانها بعنف تحاول التخلص من قيود تعرف أنّها لن تنفك أبداً قبل أن تتوقف عن الحركة مع صوت الباب القديم يُفتح بصرير مخيف وتخلل القليل من الضوء المكان .. نظرت بهلع نحو الظل الذي وقف بالباب وقلبه ارتجف برعب .. كما توقعت .. هذا الخيال ليس إلا لـ .. همست داخلها بخوف .. (عاصي رضوان) .. همست اسمه وهي تراه يدخل والضوء الخافت خلفه يحيله إلى كائن مخيف أسطوري فابتلعت لعابها بصعوبة والرعب يزداد داخلها .. لقد انتهت حقاً.
اقترب (عاصي) منها وهو يقبض على كفه بقوة محاولاً السيطرة على شيطانه حتى لا يفتك بها .. تلك اللعينة القاتلة .. توقف أمامها يرمقها بنظرات قاتلة والرعب في عينيها منحه بعض التشفي .. لا بأس .. قليل من العذاب والرعب سيكون جيداً لأمثالها .. لقد أقسم أن يجعلها تتمنى الموت قبل أن تجده .. أمال رأسه بحركة زادتها ارتجافاً وزادت عينيها اتساعاً برعب بينما يردد
_"مرحباً يا (سهى) .. ما رأيكِ في مكان إقامتكِ الجديد؟ .. أرجو أن يكون قد أعجبكِ "
تحركت في مقعدها بعنف فرفع كفه نحو فمها وهو يقول بسخرية
_"ما الأمر؟ .. لا تحبينه؟ .. يؤسفني أنّكِ ستضطرين إلى حبه لأنّكِ لن تغادريه أبداً .. أعني على قيد الحياة بالطبع"
ازدادت حركتها عنفاً وهي تهمهم برفض فابتسم بشر وهو يمسك باللاصق فوق فمها ويشده بعنف دفع بصرخة ألم عنيفة عبر حلقها بنيما يتابع بتوعد وهو يميل نحوها
_"ماذا؟ .. هل أسمع أي اعتراض؟"

بكت بعنف وهي تهتف بتوسل
_"دعني أرحل .. أنا لم أفعل شيئاً .. لماذا اختطفتني؟ .. والله لم أفعل شيئاً .. فكني ودعني أرحل أتوسل إليك لا تؤذيني"
رفع أحد حاجبيه
_"لم تفعلي شيئاً؟ .. حقاً؟ .. هل تتوقعين مني أن أصدق تمثيلكِ؟"
هتفت بحرقة
_"أنا بريئة .. لم أفعل شيئاً"
شدها من شعرها بقسوة وهو يهتف
_"لم تفعلي شيئاً؟ .. لماذا هربتِ من البيت إذن أيتها اللعينة؟ .. أخبريني"
رددت بخوف

_"لم أفعل شيئاً .. لقد .. لقد سمعت (منال) تتحدث مع قريبتها وعرفت أنّهما سممتا السيدة (راندا) وسمعتهما يخططان لاتهامي فهربت .. خفت أن تعتقدوا أنني فعلتها فهربت .. لم أفكر جيداً"
كز على أسنانه بقوة وهو يغمض عينيه قبل أن يفتحهما وينظر لها بقسوة ارتجفت لها أوصالها وردد بفحيح مرعب

_"غبية .. خسرتِ فرصتكِ الوحيدة .. لو أنّكِ اعترفتِ بخطأكِ ربما كنت سامحتكِ وأطلقت سراحكِ"
صمت ينظر في عينيها يبث المزيد من الرعب في عروقها قبل أن يتابع وهو يشد شعرها بقسوة أكثر دفعت بمزيد من الدموع على وجهها
_"لكنّكِ حمقاء ملعونة .. ترمين بجريمتكِ على غيركِ وتعتقدين أنني بهذه السذاجة لأصدق إدعائكِ"
صرخت مع شده لشعرها أكثر حتى كاد ينتزع خصلاتها وهو يتابع
_"أيتها الغبية .. هل تظنين أنني لم أكشف أمركِ من البداية؟ .. تعتقدين أنني لم أعرف أنّكِ لعبة في يد ذلك الحقير (سامر اليزيدي)؟ .. كان يمكن أن أترككِ وشأنكِ بعد أن أصل إليه لكنّكِ ارتكبتِ غلطة عمركِ عندما فكرتِ في إيذاء فردٍ من عائلتي .. لقد أقسمت أن تدفعي الثمن غالياً جداً"
صرخت باكية بحرقة
_"أرجوك .. أتوسل إليك .. لا تؤذيني .. أنا كنت مجبرة .. لقد أجبرني على ذلك .. أقسم لك .. لم أكن أملك أي خيار .. كان يهددني"
خفف ضغط يده عن شعرها وهو يقول
_"كان يهددكِ؟"
هزت رأسها بسرعة ولمع الأمل في عينيها أن يصدقها وهتفت
_"أجل .. لقد هددني بالقتل لو أنني لم أفعل .. كما أن .. كما أن لديه صور خاصة بي هددني بابتزازي وفضحي بها أمام أسرتي الفقيرة"
تهدج صوتها ببراعة وهي تنظر له بعينين دامعتين بتوسل
_"وأسرتي لا تملك سوى شرفها سيدي .. كانوا سيقتلونني .. لم أملك خياراً آخراً"
تراجع خطوة للخلف وفرد قامته وهو يتأملها بعينين مبهمتين وكل الأمل الذي شعرت به تطاير في لحظة مع كفه التي سقطت على خدها بصفعة قاسية كادت تسقطها أرضاً .. رفعت عينيها تحدق فيه برعب شديد وارتجفت شفتاها بينما هتف وهو يقترب منها مرة أخرى ويشدها من شعرها
_"أنا لم أضرب امرأة في حياتي أيتها اللعينة .. لكنّني سأستثنيكِ أنتِ لأنّني لا أراكِ كذلك .. المرأة التي تقتل جنيناً بريئاً لامرأة أخرى لا تستحق لقب امرأة .. المرأة التي تضع السم لامرأة أخرى وتحاول قتل أحدهم دون أن يرتجف جفناها لا يمكن أن يُطلق عليها لقب امرأة .. أنتِ شيطانة يا هذه، سمعتِ؟ .. شيطانة لعينة تظن أنّ بإمكانها خداعي والنجاة بفعلتها"
عضت على شفتها بألم واستسلمت لبكائها بينما يتابع وهو يضرب خدها برفق مخادع
_"حقاً؟ .. هل تعتقدين (عاصي رضوان) ساذج لهذه الدرجة؟ .. اعتقدتِ أنني سأصدق كذبتكِ الجديدة هذه عن أسرتكِ الفقيرة ذات الشرف؟ .. أي أسرة تقصدين؟ .. حسب ما وصلني من معلومات عنكِ فليس لديكِ عائلة أصلاً"
اتسعت عيناها وهي تنظر له بذعر ازداد وهو يتابع
_"آه .. لحظة .. لديكِ عمة وحيدة هي التي اعتنت بكِ قبل أن تهربي منها .. عمتكِ الشريفة تلك، هل تذكرتِها؟ .. ماذا كانت تعمل تلك الشريفة؟"
التوت شفتاه بابتسامة شريرة وهو يميل ليهمس في أذنها بسخرية وشر

_"هل تريدين أن أخبركِ ماذا تعمل عمتكِ التي لا تملك سوى شرفها؟"
أغمضت عينيها بمرارة وبكت بحرقة وهي تلعن نفسها وعمتها والأيام التي أوصلتها إلى هنا .. ابتعد قليلاً ينظر لوجهها الغارق بالدموع قبل أن يدفع رأسها بقرف لتتهدل فوق صدرها وابتعد عنها وهو يراقب بكاءها بعينين ميتتين قبل أن يقول ببرود قاس
_"أين هو ذلك الوغد؟"
رفعت رأسها له وتوقفت دموعها فجأة وارتجفت وهي تجيبه بعد لحظات

_"لا أعرف"
ضاقت عيناه بتحذير فهتفت بحرقة

_"أقسم لا أعرف .. والله لا أعرف .. لو كنت أعرف لأخبرتك بمكانه .. لقد تخلى عني .. أقسم لك .. لم يعد يرد على اتصالاتي حتى "
اقترب منها خطوة ولمحت في عينيه نيته في إيذائها فصرخت بتوسل صادق
_"أنا لا أكذب هذه المرة أقسم لك .. لا أعرف أين هو .. كل ما أعرفه أنّه مسافر .. كان يحدثني من الخارج .. لا أعرف حتى كيف أصل إليه .. قال أنّه سيعود لكنّه كذب عليّ .. كان يخدعني .. أقسم لك بأغلى شيء عندك .. لا أعرف أين هو"

تنفس بقوة ويده تنقبض بعنف فواصلت وهي تنظر له بتوسل
_"أقسم لك بحياة الآنسة (رهف) لا أعرف مكانه"
لم تدر أنّها بكلماتها أشعلت فتيل بركانه إلا عندما اندفع نحوها هاتفاً وهو يمسك بفكها بعنف
_"اخرسي .. لا تنطقي اسمها على لسانكِ اللعين، فهمتِ؟"
هزت رأسها برعب ليترك فكها ويبتعد هاتفاً
_"هاتي الرقم"
_"ماذا؟"
صرخ فيها بقوة

_"قلت هاتي رقم هاتف ذلك اللعين .. هيا"
أسرعت تمليه الرقم بارتجاف وهمست وهي تراقبه يسجله في هاتفه
_"لقد أخبرتك كل شيء .. أرجوك .. ارحمني .. أنا لم أقصد إيذاءها .. لم أقصد .. لقد خدعني .. دعني أذهب أتوسل إليك بكل غالي"
رمقها بقسوة وردد ببرود وهو يعيد هاتفه لجيبه
_"أخبرتكِ أنّكِ لن تغادري هذا المكان أبداً .. ستبقين هنا حتى تتعفنين"
صرخت برفض
_"لا .. أتوسل إليك .. لا تفعل هذا بي .. لا يمكنك .. أرجوك .. لا تتركني هنا .. لا يمكنك"
ابتسم بشر وهو يقترب منها وأعاد الشريط اللاصق وهو يقول ببرود
_"بل يمكنني .. استمتعي بإقامتكِ وسط الفئران قدر استطاعتكِ يا جميلة .. وداعاً"
راقبته بهلع وهو يبتعد وسالت دموعها وهي تتحرك بعنف هز كرسيها وصرخاتها تدوي داخل صدرها وقلبها يخبرها برعب بينما الباب ينغلق خلفه مبعداً النور تماماً .. أنّها انتهت .. لقد انتهت تماماً.


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:17 AM   #746

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زفر (عاصي) بقوة فور مغادرته للغرفة والمكان كله كأنما تطارده الشياطين .. توقف عند باب المخزن المهجور الذي كان تابعاً لشركة عمه قبل سنوات طويلة وتنفس بعنف قبل أن يركل الباب بكل قوته وهو يصرخ مفرغاً كل غضبه وإلا استسلم لشيطانه وعاد ليخنقها حتى الموت .. تحرك نحو سيارته التي ركنها بعيداً وهو يشير للحارسين اللذين كلّفهما بإحضارها ومراقبتها وقال بحزم
_"راقباها جيداً .. لا أريد أي خطأ .. لن تهرب من هنا ولن يدخل إليها أحد حتى أقول غير هذا، مفهوم؟"
هز رأسيهما بعملية

_"مفهوم سيد (عاصي)"
تركهما وتحرك ليستقل سيارته وينطلق بها بسرعة عائداً للفيلا .. لا بأس .. غداً يسقط ذلك الملعون في قبضته هو الآخر وعندها لن يوقفه أي شيء عن تمزيقه إرباً .. رفع عينيه ينظر لضمادة جبينه بغضب .. سيدفع الثمن .. ضغط أكثر على دواسة الوقود يقطع الطريق إلى الفيلا بسرعة يريد أن يصل إليها ليختلي بنفسه هناك .. في غرفة حبيبته حيث بات يقيم منذ سفرها .. هناك يتخلى عن كل شيء ويسمح لعطرها وخيالاتها التي تركتها خلفها أن تربّت عليه وتمسح كل غضبه وألمه وتعيد السلام لقلبه المضطرب .. تنهد وهو يمني نفسه بنومٍ عميق فوق فراشها حيث سيصحبه عطرها الحبيب الذي تحمله وسادتها إلى حيث تنتظره كعادتها في أحلامه .. ابتسم بشحوب وهمس
_"ستفقد عقلك حتماً حتى تعود إليك يا (عاصي)"

لامس قلبه الخافق بقوة وأكمل
_"لا بأس .. سنحتمل يا صديقي .. ستعود لنا قريباً أنا واثق .. لا يمكنها أن تعيش دوننا"
هدأت نبضاته قليلاً وهو يسترجع اتصالها الأخير .. لقد شعرت به .. عرفت أنّه ليس بخير ولم تقاوم اتصالها به رغم كل عنادها وتشتتها .. ابتسم في حنان .. اتصالها رغم أنّه زاد اشتياقه لها اشتعالاً منحه أملاً في قرب خلاصه وعودتها إليه .. أسند ظهره لمقعده وتابع قيادته وطيفها يرافقه مبعداً كل شياطينه.
وصل للفيلا أخيراً وركن سيارته وهو يقطب حاجبيه عندما وقعت عيناه على السيارة المألوفة .. غادر سيارته وعيناه مثبتتان على السيارة الأخرى وتحرك بسرعة يعتلي السلالم ودخل إلى الفيلا وهتف منادياً (منال) التي أتت سريعاً من ناحية المطبخ وهي تمسح يديها في مريولها وتقول
_"مرحباً سيد (عاصي) .. هل أردتني في شيء؟"
قال مشيراً نحو الخارج
_"هل لدينا ضيوف؟"
هزت رأسها مجيبة
_"السيد (آدم هاشمي) والسيدة (سيلين) أتيا لزيارة السيدة (راندا) يا سيدي"
رفع حاجبيه .. الاثنان أتيا معاً؟ .. هل تصادفا طريقهما أم؟ .. تذكر بشك رؤيتهما بقرب بعضهما عندما كانت (راندا) بالمشفى .. هل هذه صدفة أخرى؟ .. هز رأسه يطرد أفكاره والتفت إليها قائلاً
_"هل هما بالأعلى؟"
_"السيدة (سيلين) فقط بالأعلى مع السيدة (راندا)"

وأشارت في اتجاه غرفة المكتب
_"السيد (هشام) رافق السيد (آدم) إلى غرفة المكتب قبل قليل"
هز رأسه

_"حسناً (منال) .. شكراً لكِ .. آه .. هل يمكنكِ أن تعدي لي شيئاً للغداء؟"
ابتسمت باحترام قبل أن تتجه للمطبخ ويتحرك هو نحو المكتب متمتماً

_"ما الأمر؟ .. هل قررا التخطيط معاً للإيقاع بذلك الحقير أم ماذا؟"
هز رأسه وهو يقترب من الغرفة التي كان بابها موارباً ومد يده ليفتح الباب لكنّها تجمدت فوق المقبض وهو يسمع (آدم) يهتف بحنق
_"تباً يا (هشام) .. هل سمعت أياً مما قلت؟ .. كل ما حدث بيني وبين (سديم) في الماضي كان سوء فهم وقد تجاوزناه .. لماذا أنت غاضب الآن؟"
(سديم)! .. (سديم) من؟ .. عما يتحدثان ولماذا (هشام) غاضب؟ .. كاد يدفع الباب لولا أن أتاه رد (هشام) دافعاً بالمزيد من الحيرة في عروقه
_"ضع نفسك مكاني يا (آدم) .. لو كنت أنا من فعل هذا بشقيقتك .. تزوجتها بالسر ولم أخبرها أنّ لديّ خطيبة ثم تركتها تعاني وحدها من خيانتي وعدت لأتزوج امرأة أخرى وأنجب منها .. ماذا كنت فعلت بي؟ .. كنت ستقتلني، صحيح؟ .. لا يمكنني أن أتجاوز حقيقة أنّك فعلت هذا بأختي أنا (آدم)"
تراجع (عاصي) للخلف بشحوب وسقطت ذراعه جانباً .. أخته؟ .. عما يتحدث (هشام) بالضبط .. ماذا فعل (آدم) بأخته؟ .. لا .. بالتأكيد هناك خطأ .. ما علاقة (آدم) بـ(رهف) من الأساس؟ .. أي زواج وأي خيانة؟ .. عمن يتحدثان بالضبط؟ .. سمع هتاف (آدم) يردد برجاء امتزج بالغضب
_"تباً (هشام) .. أنا لم أخنها .. لقد أحببتها بصدق وهي أيضاً أحبتني .. لم نفكر لحظة ونحن نقرر الزواج ببعضنا .. لم نفكر في أي شيء أو أي نتائج .. كل ما حدث كان سوء فهم بغيض .. كلانا أخطأ في الماضي بإخفاء أسرارنا عن بعضنا .. هي أخفت عني حقيقة عائلتها وأنا خفت أن أخسرها لو أخبرتها عن خطبتي لـ(رُبا) .. كنت أنوي العودة معها لهنا ومواجهة عائلتي لكنّها هربت وتركتني .. لم أعرف أنّها أتت إلى هنا وهي تحمل طفلتي ولا أنّها فقدتها إلا قبل أسابيع قلائل .. هل تظنني كنت أتخلى عن زوجتي وابنتي بهذه النذالة؟ .. هل تتخيلي شعوري أنا؟ .. هل تتخيل عذابي كل هذه السنين وأنا أبحث عنها معتقداً أنّها خانتني واختطفت صغيري لتنتقم مني؟ .. (هشام) .. أنا أتفهم غضبك هذا لكنني أقسم لك أنني أبداً لم أكن لأؤذيها .. لقد عشقتها يا (هشام) .. عشقتها بكل نبضة مني لكن .. كلانا أخطأ وحدث ما حدث .. كان قدراً .. ليس بيدي شيء لأغيره، لكنني سأعوضها كل شيء .. لقد أتيت بها اليوم قبل أن آخذها للقاء عائلتي لتمنحها بعض الدعم .. أنت أخوها وأعرف أنّها تحتاج إليك الآن أكثر من أي وقت مضى .. وأنا .. أعتذر لك صدقاً عن كل ألم أصابها بسببي وأعدك أنني سأعوضها عن كل شيء .. أنت تعرفني منذ سنوات (هشام) وتعرف أنني لست بالنذالة التي تعتقدها .. لا أريد أن أخسر صداقتك ولا أريد أن تقف (سديم) حائرة بيني وبينك .. هذا سيؤلمها كثيراً .. هي تحتاج كلينا معها"
شعر (عاصي) بالدوار يزداد من حوله مع كل كلمة يسمعها .. تباً .. ما الذي يهذيان به؟ .. تسلل إلى أذنيه عبر الضباب صوت (هشام) يقول بعد لحظات بحزم
_"حسناً (آدم) .. أنت محق لكن .. تذكر أنّها أختي قبل أن تكون زوجتك ولو أنّها أتتني في أي يوم تبكي بسببك فأنا سـ .."
لم يحتمل (عاصي) أكثر فدفع الباب ودخل إلى الغرفة بحدة ليقطع (هشام) كلماته وهو يلتفت مع (آدم) نحوه واتسعت عينا (هشام) وهو يهمس اسمه بخفوت ليهتف وهو ينقل بصره بينهما
_"أكملا حديثكما .. لماذا توقفتما؟ .. لا أحد غريب هنا"
قطب (آدم) وهو ينظر نحو (هشام) الذي تنفس بقوة وقال بهدوء مفتعل
_"(عاصي) .. متى عدت؟ .. هل .."

قاطع محاولته لخداعه وهو يهتف بصرامة
_"لا داعي للالتفاف حول الأمر (هشام) .. لقد سمعت كل شيء .. أريد أن أفهم الآن"

ابتلع (هشام) لعابه بتوتر بينما حرك (آدم) قدمه فوق الأرض بارتباك ليهتف بحنق
_"ما هذا الهراء الذي سمعته قبل قليل؟ .. أي زوجة وأي أخت؟ .. ما الأمر لماذا لا ينطق أحدكما؟ .. هل فقدتما النطق فجأة؟"
تمتم (هشام) وهو يتحرك نحوه
_"(عاصي) .. اهدأ .. ليس الأمر كما تظن"
قاطعه مبتعداً عن كفه في حدة

_"ليس كما أظن؟ .. لا .. لقد فهمت الأمر جيداً .. أعرف أنّكما لا تتحدثان عن (رهف) .. من (سديم) هذه (هشام)؟ .. من أختك هذه التي لا أعرف عنها أي شيء؟"
_"(عاصي) .. اهدأ قليلاً لأشرح لك"
هتف وهو ينظر نحو (آدم) الذي أطرق في صمت
_"اهدأ؟ .. اللعنة .. ما الذي يحدث هنا؟ .. من (سديم) هذه التي تتحدثان عنها؟ .. ما الذي يفعله (آدم) هنا وما علاقته بـ .."
توقفت الكلمات في حلقه وهو يجمع القطع سوياً واتسعت عيناه وهز رأسه يرفض مجرد مرور الفكرة برأسه .. فتح فمه لينطق بما يدور برأسه عندما اندفعت (سديم) إلى الغرفة وهي تقول مبتسمة
_"(هشام) .. إن (راندا) تريدك أن .."

ماتت الكلمات على شفتيها وهي ترى (عاصي) الذي وقف أمامها مصدوماً ونقلت عينيها إلى وجهيّ (آدم) و(هشام) المرتبكين وهمست بخفوت
_"ماذا يحدث هنا؟"
ابتسم (عاصي) بسخرية وهو ينظر لها وقال بنبرة تمثيلية
_"آه ها قد أتت بطلة العرض .. مرحباً سيدة (سديم)"

شحب وجهها بشدة وهي تتراجع للخلف تمنحه الإجابة التي كان ينتظرها فتنفس بحدة والتفت نحو (هشام) الذي تراجع ليجلس على المقعد ببطء .. نقل (عاصي) بصره بين الجميع بسخرية وهمس بمرارة
_"إذن سيدة (سديم) .. بما أنّهما قد فقدا صوتيهما ربما تمنين أنتِ عليّ بإجابة .. أو ربما تزيلين سوء الفهم عن عقلي .. هذا المحترمان هنا يقول أحدهما أنّكِ زوجته بينما"
صمت لحظة وهو يرمق (هشام) بمرارة ويكمل
_"بينما أخي .. وابن عمي العزيز يقول أنّكِ أخته"

تنفست بصعوبة وهي تنظر له بارتباك وتسللت الدموع لعينيها مع رؤيتها للمرارة والشعور بالخيانة في عينيه
_"صححي لي ما فهمت رجاءاً .. أخبريني أنّني أسأت الفهم وأنّ (هشام) لم يقصد المعنى الحرفي للكلمة"
همست بخفوت
_"(عاصي) .. أنا .."
صمتت بارتباك ليهتف بعنف جعلها تنتفض
_"أنتِ ماذا؟ .. أنتم ماذا؟ .. هل هذا جزء من مسرحية لعينة أخبروني؟ .. هل تريدون إصابتي بالجنون؟"
اقتربت منه خطوة وهي تهمس برجاء
_"(عاصي) .. أرجوك .. اهدأ قليلاً واسمعني .. سأشرح لك"
صرخ بعنف
_"أنتِ أيضاً تقولين اهدأ؟ .. ماذا ستشرحين أيضاً؟ .. أن ما يحدث حولي الآن حقيقة لعينة وأنني كنت أحمقاً لا يدري ما يدور حوله .. ماذا ستشرحين؟ .. أنّكِ ابنة عمي حقاً؟ .. أن عمي كانت له ابنة سرية لا نعرف عنها شيئاً"
والتفت نحو (هشام) قائلاً بخذلان
_"أنّ أخي العزيز الذي اعتقدت أنّه يشاركني كل أسراره وأفكاره يخفي عني هذا .. أنّ له أختاً لا أعرف عنها شيئاً"
زفر (هشام) وهو يتراجع للخلف بوجه متعب جعل (سديم) تهتف بألم
_"أرجوك (عاصي) أنت لا تفهم شيئاً .. (هشام) لا ذنب له .. أنا .."
هز رأسه ضاحكاً بمرارة كأنما لم يسمعها وتركزت نظراته على (هشام)
_"لا ذنب له؟ .. لقد أخفيت عني سفر (رهف) وخدعتني حتى تسمح لها بالهرب والآن .. هذا .. أخت سرية!"
قالها مشيراً نحو (سديم) قبل أن يهمس بوجع شديد
_"والله أعلم ما الذي تخفيه عني أيضاً (هشام)؟"
شحب وجه (هشام) بشدة مع كلماته وهو يحدق فيه بصمت ليزفر هو بقوة وقال وهو يتحرك ليغادر
_"كم مرة ستثبت لي أنني كنت أحمقاً يا (هشام)؟ .. كم مرة؟"
اندفعت (سديم) خلفه وهي تهتف اسمه ليمسك (آدم) كفها يمنعها اللحاق به فنظرت له برجاء عبر دموعها
_"أرجوك (آدم) .. أحتاج لأفعل هذا .. إنّه ابن عمي ويحتاجني .. يجب أن أخبره الحقيقة"
تراخت كفه لتبتسم له بحب واحتضنت كفه هامسة
_"انتظرني .. لن أتأخر"

تابعها بعينيه قبل أن ينظر بقلق نحو (هشام) الذي أطرق مكانه واقترب منه قائلاً
_"أنت بخير (هشام)؟"
هز رأسه

_"أنا بخير .. الحق أنت بهما (آدم) .. (عاصي) متهور وأخشى أن .."
لم ينتظر أن يكمل كلماته وهتف بقلق
_"أنت محق .. ربما يجب أن أكون معهما .. اهتم أنت بنفسك ولا تقلق بشأنهما"
تابع (هشام) اندفاعه خارج المكتب بعينين شاردتين وتراجع في مقعده يتنفس بتعب .. كيف تعقدت الأمور هكذا؟ .. (عاصي) لن يسامحه بسهولة .. "ما الذي تخفيه عني أيضاً (هشام)؟" .. أغمض عينيه بألم .. إن كان (عاصي) لن يسامحه بشأن (سديم) فماذا سيفعل عندما يعرف عن شقيقته الضائعة؟ .. أطرق يدفن وجهه بين كفيه وهو يزفر بحرارة ومضت بضع دقائق وهو على هذا الحال قبل أن ينتبه على صوت (راندا) يناديه بقلق

_"(هشام) .. حبيبي .. ماذا حدث؟"
رفع عينيه المجهدتين ليراها تندفع للغرفة فنهض من مقعده واندفع نحوها هاتفاً
_"(راندا) .. كيف غادرتِ فراشكِ ونزلتِ إلى هنا؟ .. هل جُننتِ؟"
دمعت عيناها وهي تنظر لوجهه الشاحب وعينيه المتعبتين وهمست
_"قلقت عليك (هشام) .. أخبرت (سيلين) أن تناديك من أجلي لكنّك تأخرت وأنا شعرت بالقلق .. لا أعرف لماذا و.."
أسكت كلماتها فوق صدره وهو يضمها له هامساً بخفوت
_"أنا بخير حبيبتي .. أنا بخير ما دمتِ إلى جانبي"
ضمته إليها بجزع وهي تلتقط نبرة الألم في صوته .. ماذا حدث؟ .. هل تشاجر هو و(آدم) حقاً؟ .. رفعت رأسها تنظر لوجهه واحتضنته بين كفيها هامسة

_"هل تشاجرت مع (آدم)؟"
هز رأسه نفياً لتقول بخفوت
_"إذن لماذا أنت حزين هكذا؟"
ردد بخفوت
_"(عاصي) سمع حديثنا وعرف الحقيقة"
ارتفع حاجباها بتفهم بينما يتابع بأسى

_"لقد شعر بالخيانة .. لم أقصد أن يحدث كل هذا"
أمسكت يده وضغطت عليها برفق وهي تهمس
_"لا تقلق .. أنت تعرفه ينفعل بسرعة ويهدأ بسرعة .. تحدث معه بهدوء عندما يهدأ وأخبره بكل ما بقلبك وأنا متأكدة أنّه سيتفهمك حبيبي"
نظر لها بأسى لحظات قبل أن يقول بحب وهو يقبل يدها
_"شكراً حبيبتي .. لا أعرف ماذا كنت أفعل من دونكِ"
احمر وجهها وهمست
_"أنا معك دائماً حبيبي"

تنهد بحرارة قبل أن يستسلم ليدها التي شدته نحو الخارج
_"تعال الآن لنرتاح ولا تقلق .. كل شيء سيكون على ما يرام"
ابتسم بخفوت وهو يتحرك معها نحو السلالم عائدين لشقتهما ليوقفهما صوت (منال) تقول
_"سيد (هشام) .. أحد رجال الأمن يريدك"
التفت نحوها وتجاوزتها عيناه نحو الباب حيث وقف الرجل .. ترك يد (راندا) واتجه إليه قائلاً
_"ما الأمر؟"
قال الرجل بارتباك
_"سيد (هشام) .. هناك شابة صغيرة، تصر على مقابلتك وتقول أنّها من معارفك و"
قطب (هشام) بقلق مع كلماته بينما اقتربت (راندا) منه بفضول ووقفت بقربه وتعلقت عيناها بملامحه التي انفعلت بطريقة غريبة بينما يردد بتوتر ولهفة واضحة
_"أين هي؟"
تحرك الرجل جانباً ليظهر الجسد الصغير خلفه ليتوقف قلب (هشام) وعيناه تقعان عليها بينما قطبت (راندا) بشك وقلق ازداد وهي تسمع (هشام) يهمس بصدمة
_"(همسة)"

تركته عيناها لتنتقلان إلى الفتاة التي تجاوزت رجل الأمن وتحركت نحو (هشام) بخطوات بطيئة مرتجفة .. هذه (همسة) .. (همسة) التي كان يهذي باسمها وهو محموم .. مرت عيناها فوق وجهها الشاحب المجهد وعينيها المحمرتين وشعرها المشعث وثيابها التي لم تقل تشعثاً كأنها سارت أميالاً إلى هنا .. ارتجف قلبها بقلق وهي ترى (هشام) يتحرك نحو الفتاة هاتفاً بارتياح بالغ كشخص حصل لتوه على كنز كان يبحث عنه طويلاً
_"(همسة) .. يا الله .. هذه أنتِ حقاً؟"
توقفت (همسة) أمامهما ونقلت عينيها المتعبتين بينهما وازداد انقباض قلب (راندا) وهي تنظر لعينيها ووجهها .. تلك الفتاة مألوفة بشدة .. تذكرها بأحدهم .. تذكرها بـ .. توقفت أفكارها مع همسة الفتاة وهي تقترب من (هشام) مرددة بارتجاف وقد بدأت دموعها تسيل
_"هل كنت تنتظرني؟ .. أنت .. كنت تعرف حقيقتي، صحيح؟"
قطبت بغيرة وشك فيما شحب وجه (هشام) يمنحها إجابتها لتكمل (همسة) بوجع شديد وهي تنظر حولها بمرارة
_"هل كنت تبحث عني ربما؟"
اقتربت (راندا) تمسك بكف (هشام) بتملك وهي تنظر له باستفهام فضغط على يدها وهو يلتفت قائلاً
_"(همسة) أنتِ .."
ابتسمت من بين دموعها التي انهمرت
_"يبدو أنّه لم يعد لدي مكان أذهب إليه سوى هنا، صحيح؟"
سألته برجاء تتوسله بغير مباشرة أن يخبرها أنّها مخطئة وأنّ هذا ليس مكانها .. أنّ كل هذا كذب وهي لا تنتمي إلى هنا .. ولا إلى هذه العائلة .. همس بتحشرج وهو يقترب منها
_"إنّه بيتكِ صغيرتي .. أنتِ في أمان الآن"
وكأنما كانت تنتظر كلماته تلك لتستسلم تماماً .. ارتجفت ابتسامتها الباكية وهي تنظر لهما بألم أشد، قبل أن تغمض عينيها وتخونها آخر ما تملك من قوى فمال جسدها والظلام يبتلعها بقوة .. قبل أن يسقط جسدها أرضاً كان (هشام) قد اندفع ليلتقطها بين ذراعيه أمام عينيّ (راندا) اللتين اتسعتا بهلع و(منال) التي كانت تراقب الموقف دون فهم .. نظر بعجز نحو (راندا) قبل أن يهتف وهو يضرب خد (همسة) برفق
_"(همسة) .. استيقظي صغيرتي .. افتحي عينيكِ"
حملها بين ذراعيه وهو يهتف بـ(راندا) أن تلحق به وتحرك بها نحو غرفة شقيقته وقلبه ينتفض بقوة .. لقد تعقدت الأمور أكثر .. وأسرع مما يعتقد .. هز رأسه وهو ينظر لـ(همسة) التي غابت تماماً عن الوعي ودموعها تغرق وجهها وقد بدت أنّها خاضت معاناة قاسية حتى تصل إليهم .. لا يهم كم تعقدت الأمور أو كم سيغضب (عاصي) منه عندما يخبره بالأمر .. المهم أنّها عادت إليهم .. هي الآن في أمان ولا شيء آخر يهم.
******************
انتهى الفصل الرابع والثلاثون
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة
أرق وخالص حبي للجميع


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 12:29 AM   #747

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي وجمعة مباركة عليكم جميعاً .. إن شاء الله تكونوا بألف خير ويا رب دايماً منوريني بوجودكم

الحمد لله نزل الفصل الرابع والثلاثون بسلام وإن شاء الله الجزء الجديد قريب قوي

الفصل طويل وملغم .. إن شاء الله يعجبكم

مع خالص حبي وتحياتي للكل

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 02:09 AM   #748

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ياعسل فصل رائع ودسم ومليئ بالاحداث😍😘😘
اخيراً عماد عرف الحقيقه وكم وجعني قلبي عليه وعد بالانتقام منهم
سهى وهشام ولقاء المنتظر وعاصي الي شعر بالخيانه الله يستر من الجاي
انجي وعمليه اخوها ياترى رح تنجح والحلم الي براودها شو مصيرك ياانجي
بحزن عليها كتير 😢😢
بانتظارك عااانار ياقمر♥♥


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 10:47 AM   #749

Roramory

? العضوٌ??? » 438482
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 390
?  نُقآطِيْ » Roramory is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك بجد فصل رائع ملئ بالأحداث المثيره منتظريين الأحداث التاليه

Roramory غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 04:03 PM   #750

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
مرحبا ميشووووو 💜
الفصل اكثر من روووووووووعه ومتحمسه جداً للفصل القادم وبتمنى يكون قريب
الاحداث عم تمشي بسرعه والامور تتعقد اكثر مع ابطال الروايه كان يجب تسميه الفصل ب كشف الحقائق 🙃
حزنت كثير ع عماد وعلى ماعرفه ولكن لا يزن بقليل عما عاشتهُ سؤدد وتتعايش معهُ
فهدومدى يأسه عَجل النهايه
مسكينه همسه يارب تتقبل الامر وترتاح موقفها وعاصي جداً صعب
عاصي بعتقد هالمره مش هيسامح بسهوله 💔لان الحقائق اكثر من صادمه هو موضوع سديم وكيف انفعل فما بالك ان توجد لهُ شقيقه وهو لايعلم واين كانت تعيش في بيت غريمهُ .
كيف هي فتاتي الفولاذيه لم تظهر،
اما لقاء سديم بعائله هاشمي سيؤجل ع مااعتقد لان ضروف عائلتها لاتسمح ابدا
وقلبي مع عماد كيف سيتصرف بعد قفلتك للفصل
وسؤدد فين؟ ضروري تكون بكل فصل لان شكلك بتعجلي النهايه 😔
وانا اريد ان اشبع منها 😍
وشكراً

دمتي بخير 😘


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.