آخر 10 مشاركات
و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-19, 09:04 PM   #751

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي


wooooooooooow

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-19, 09:11 PM   #752

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه سلمت اناملك بشوق كبير للاحداث القادمه عاصي ماذا سيكون ردة فعله من هشام وانجليكا كيف ستبدأ مع منذر سؤدد ماذا ستفعل وعماد الكثير الكثير من الاحداث ننتظرها🔥🔥🔥بانتظارك كاتبتنا المبدعه دمتي بخير

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-19, 12:29 AM   #753

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

أحلي حاجه أن عاصي قفش البنت القبقاب ديه 😂 بس الجبلاوي كلها عماله تتكشف واحده ورا التانيه 🙄ياله خلينا نخلص بقي 😂
راندا الموكوسه هتفضل تغير كده كتير 😂😂😂😂أحسن طلعت عينينا في الجزء الاول
همسه المسكينه الدنيا قلبت في وشهاب قابله سوده الصراحه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-19, 02:25 PM   #754

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ياويلى

تخيلى انا من امبارح بقرا الفصول ال فاتتنى اكتشفت ان واقفة من اول الفصل 28

لك ان تتخيلى كم الصدمات والعياط والخبطات والمفاجات والاحباطات ال مريت بيهم

نبدء بسديم وادم

لو عملت حصر للمرات ال بكت فيها سديم وانهارت زمانها قربت تتعمى من كتر العياط يا بنت ارحميها شوي

انت ساحلاها من اول الرواية صدقاا بجد والله مشوفتش كدة البت مش قادرةتاخد نفسها

ادم بيدعمها وحاسس بتخبطها وكويس ان هشام عرف

مبسوطة على اللكمات ال كانت من نصيب ادم

حزينة على بيتر جدا اتمنى تعوضية مع ال بتحبة ال شغالة مع كارل

اما هشام ورندا

فدول تانى ثنائى متشلفط معاكى من حادثة لتسمم لخناق لاجهاض ودوخينى يا لمونة

هشام رهيب شايل حمل جبال فوق راسة واكتر شئ كان صعب اتهام عاصى له بخيانتة وخذلانة منة وهتكمل بظهور همسة هلا

سؤدد وعمااد مجنونها ال بتحبة وقرب يجيب لها انفصام ويجيب لنفسة شيزوفرنيا
مصارحتة مع احمد يزيدى قمة بالالم والوجع

مشاعرها بتكتبيها بشكل خرافى الاتنين دول بالذات

مشاعرهم بتتمكن منى جدا جدا

انجليكا احلامها بتقول انها قريبا هتقع بمنذر ياترى ضوئها هينتشلة ولا ظلامة هيغرقها ويحرقها

فهد صعبان عليا رعبة وخوفة من ضياع همس

وغالبا هيا بحالة صدمةمش هتسامحهم بسهولة

كلهم حالتهم بؤس بجد

سامر الحقير مفش فايدة بيك وبشياطنتك انت وامك المختلة دى

تسلم ايديك يا مي الاحداث كل مرة بتتصاعد وبتزيد توتر

متتاخريش علينا وتحرمينا من ابداعك


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً  
التوقيع
قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ
تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ
تَحْتَ التُّرابْ ..

رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 12:44 AM   #755

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس والثلاثون (الجزء الأول)
لم يلق بالاً لهتافها الغاضب وهو يشدها من يدها .. قلبه المرتعب يخفق بجنون وعقله لا يستوعب أن كل شيء في طريقه للنهاية .. يرفض أن يصدق .. كل ما فعله لا يكفي ليحارب قدرهما .. لا شيء سيغير القدر .. لم يعد يملك حلاً .. ربما لو .. التفت إليها في اللحظة التي كانت تهتف فيه بغضب
_"قلت لك توقف (فهد) .. أنت لا حق لك في الغضب مني بعد ما فعلته و"
لم يسمع ما قالته وهو يفعل ما أملاه عليه قلبه لحظتها مدفوعاً برعبه من فقدها الوشيك ووجد نفسه يهتف بحرقة
_"تزوجيني (همس)"
شقهتها المصدومة جعلته يضمها إليه أكثر وقلبه يخفق بجنون يدفعه ليتوسلها أكثر .. لا يمكنه أن يتركها هنا .. لا يمكن أن يخسرها .. كل ما قاله سابقاً عن تقبله لفراقهما وصنعهما للذكريات حتى يحين الوقت، كان هراءً .. هو لن يحتمل .. والله لا يستطيع .. لا يمكنه أن يتركها لهم .. سيتزوجا ويهرب بها بعيداً عن كل هذا .. عن كل الجنون الذي لا ذنب لهما فيه .. لا يريد خسارتها .. لا يريد .. همس بكلماته بكل الحرقة التي تعتمل بقلبه لينتزعه هتاف (عماد) الغاضب من ضياعه ولتنتزع هي نفسها من بين ذراعيه بفزع وهي تلتف لـ(عماد) الذي أخبرته نظراته إليه أنّه يشعر بالخذلان منه، لكنّه لا يهتم .. في تلك اللحظة لم يعد أي شيء مهم بالنسبة له .. لا شيء .. بعينين يائستين تابع انصرافها المخذول إلى غرفتها بعد أمر (عماد) الصارم بينما قلبه يكاد يحطم صدره وهو يصرخ فيه بجنون أن يضرب بكل شيء عرض الحائط ويلحق بها ليسرقها من الجميع ويرحل بعيداً .. لم يجد الفرصة ليفعل فلم تكد تختفي خارجاً حتى اندفع (عماد) ليمسك بياقته ويهزه بعنف شديد وهو يهتف
_"ما الذي تعتقد أنّك تفعله (فهد)؟ .. هل جُننت؟ .. هل هذه هي الأمانة التي أمنّتك عليها؟ .. كيف جرؤت على .."
قاطعه صارخاً بحرقة وهو يدفعه في صدره
_"يكفي .. أي أمانة (عماد)؟ .. لم تعد أمانتك .. (همسة) لم تعد أمانتك ولا أمانتي حتى .. لقد انتهى كل شيء .. لم يعد لأينا حق فيها"
شحب وجهه وهو يردد
_"ما الذي تقوله (فهد)؟"
ضحك بمرارة
_"آسف لو صدمتك .. لقد حان الوقت لتواجه الحقيقة أنت الآخر .. يجب أن تضع درع الأخ الحامي هذا فهو لم يعد من حقك"
اندفع يمسك بخناقه ويهزه بغضب
_"ما الذي تهذي به؟ .. توقف عن الحديث بالألغاز .. ما الذي حدث؟"
تمتم بألم
_"لقد انتهى كل شيء .. انتهى"
قطب محدقاً فيه بقلق بينما غامت عيناه وهز رأسه قائلاً برفض
_"لكن لا .. لن أدع الأمر ينتهي عند هذا الحد .. (همسة) لي أنا .. لن أتركها لهم .. أجل .. سآخذها وأرحل .. لن أتركها لأي شخص"
كان يتحدث بضياع وهذيان بدا واضحاً في عينيه جعل (عماد) يقطب بقلق أكبر
_"لن ينتهي كل شيء بيننا .. لن أسمح بهذا .. لن يسرقها مني"
اشتعلت عيناه مع آخر كلماته وتحرك خطوة مندفعاً لتوقفه قبضتا (عماد) يشده إليه هاتفاً
_"توقف هنا .. ماذا أصابك؟ .. هل جننت؟"
هتف به وهو يدفعه بعيداً

_"ليس بعد، لكنني سأجن إن أخذها مني .. سأجن لو اختارتهم عليّ .. لا يجب أن أسمح له .. لا"
اندفع يمسك كتفيه بقوة ويهزه ليفيق من هذيانه

_"يكفي .. أفق لنفسك .. هل فقدت عقلك؟"
ارتفع حاجباه وهو ينظر لعينيه المحمرتين بدموع مكبوتة
_"دعنا نذهب (عماد) .. بالله عليك .. دعني آخذها وأذهب بعيداً عن هنا .. سنندم جميعاً"
_"رباه يا (فهد) .. تمالك نفسك .. ماذا يحدث معك؟"

هتف بحرقة وهو يبتعد عن قبضتيه
_"لقد رآها .. بالتأكيد عرفها .. قريباً جداً سيأتي بحثاً عنها و .."
ردد بشحوب
_"عمن تتحدث؟"
كز على أسنانه وقلبه يرتجف بقوة
_"(عاصي رضوان) .. قابلها .. لو رأيته وهو ينظر إليها .. سيعرف من هي .. سيأتي"
هتف بغضب

_"تباً (فهد) .. اهدأ قليلاً .. لن يحدث شيئاً مما تقول"
وصمت لحظة مفكراً قبل أن يقول بألم
_"ثم إنها في النهاية ستعرف الحقيقة .. لقد تحدثنا في هذا الأمر قبلاً .. أنا أنتظر فقط اللحظة المناسبة لأعيدها إليهم و"
قاطعه بشراسة وهو يندفع ليمسك بخناقه
_"لا .. لن يحدث .. على جثتي يا (عماد) .. هل تسمع؟ .. ستعيدها لهم على جثتي"
نظر في عينيه وأفزعه ما يراه ليهمس بقلق

_"(فهد) .. أنت لست طبيعياً .. ماذا أصابك؟ .. هذه أول مرة أراك فاقداً لسيطرتك بهذه الطريقة .. ألم تكن أنت من نصحني مراراً بهذا الأمر؟ .. لماذا الآن .."
همس يقاطعه بوجع
_"الكلام شيء ومواجهة الحقيقة شيءٌ آخر (عماد) .. هل تعرف من كان هنا صباحاً؟ .. (رفعت هاشمي) .. أصابني الفزع لحظتها وأنا أراه لأدرك أن اللحظة اقتربت أكثر مما ظننت وقبل قليل عندما"
تحشرج صوته باختناق قبل أن يتابع
_"اليوم وأنا أرى (عاصي) بقربها .. نظرة عينيه الحائرة وهو يتأملها بحثاً عن إجابة لسؤال حائر داخله جعلتني أفقد عقلي (عماد) .. لم أشعر بنفسي .. كل ما فكرت فيه سابقاً كان هراء .. هناك حقيقة واحدة هي"
صمت برهة يحاول التحكم في غصته ودموعه التي لمعت أكثر في عينيه ثم تابع بمرارة
_"هي أنني لن أحتمل ضياعها مني أبداً (عماد) .. لن أحتملها أبداً أخي"
اتسعت عينا (عماد) مع رؤيته بهذه الحال وهتف وهو يقترب ليضمه إليه بقوة ويربت على ظهره

_"اهدأ .. لن تضيع منك .. لن نخسرها .. (همسة) لن تتخلى عنا حتى لو عادت لهم .. لن يحدث هذا .. كل شيء سيكون على ما يرام"
أغمض عينيه بقوة و(عماد) يضرب على كتفه برفق مهدئاً بينما قلبه هو كان منقبضاً بألم يخبره أنّ كل ما يقوله (عماد) الآن مجرد أمنيات ساذجة .. الواقع يقول شيئاً آخر .. (همسة) ستضع بنفسها ألف حاجز عندما تعرف الحقيقة كاملة .. ربما حان الوقت ليعدا نفسيهما لهذه اللحظة.
صوت طرقات عنيفة على الباب أيقظت (فهد) الذي كان غارقاً في اجترار تلك اللحظات دون توقف لساعات منذ ترك شقة (راجي) عائداً لشقته .. زفر بحرارة وهو يتقلب في نومته ليدفن وجهه في وسادتها بحثاً عن بقايا رائحتها التي رحلت هي الأخرى تضن عليه ببعض المواساة والراحة .. رفع رأسه ينظر في كل ركنٍ من الغرفة بحثاً عن خيالاتها وعقله يسترجع كل موقف حدث بينهما هنا ليبتسم بحنين وألم .. عادت الطرقات بعنف أشد كاد يحطم الباب فزفر بقوة مقرراً تجاهل الطارق أياً كان لولا أن ارتفع صوت (عماد) يناديه بصوت يكاد يوقظ الموتى فانتفض من فراشه وأسرع خارجاً والقلق ينهش قلبه .. هتف يقاطع صياح (عماد) وهو يفتح المزلاج الذي أغلقه من الداخل

_"حسناً .. حسناً .. لحظة"
لم يكد يفتح الباب حتى اندفع (عماد) للداخل هاتفاً بحدة
_"أين هي؟"
قطب سائلاً بتوجس
_"من؟"
تحرك يبحث في الشقة وهو يهتف
_"(همسة) .. هل أتت إليك؟ .. أين أخذتها؟"
اتسعت عيناه بارتياع وهتف وهو يندفع نحوه

_"(همسة) .. هل تركت البيت؟ .. أين ذهبت يا (عماد)؟ .. كيف تركتها تغادر وحدها؟"
هتف بانفعال

_"ليست هنا؟ .. أنت لم تأخذها .. هربت إذن من نفسها؟"
_"تباً (عماد) .. هل تعتقد أنني كنت سأنتظر لحظة واحدة هنا لو كنت هربت بها؟"

سقط على أقرب مقعد ودفن رأسه بين كفيه بيأس ليقترب منه هاتفاً
_"ماذا تفعل؟ .. دعنا نذهب ونبحث عنها في كل مكان .. هل سنتركها هكذا؟ .. ماذا لو .."
قاطعه هاتفاً بيأس
_"ماذا أفعل؟ .. بحثت كثيراً دون جدوى .. الرجال يبحثون في كل مكان .. لا يمكنني أن أتعقبها .. تركت هاتفها وسلسلتها في غرفتها .. لا فائدة"
غامت عيناه وهو يردد بشحوب
_"هل بحثت عنها هناك؟"
رفع عينيه له وقد أدرك ما يعنيه ويخشاه أكثر من أي شيء

_"بعض الرجال يتقصون هناك"
تمتم بشرود
_"لماذا هربت فجأة؟ .. هل؟"
صمت لحظة يفكر قبل أن يلتفت هاتفاً بخشية

_"هل تعتقد أنّها سمعت حديثنا؟"
قطب لحظة مفكراً ثم هز رأسه

_"لا .. لقد أخبرني (راجي) أنّها غادرت غرفتها هذا الصباح وسألت عنا ثم عادت لتحبس نفسها بالغرفة .. لم يبد عليها أي شيء يشير إلى أنّها عرفت شيئاً .. كما أنها كانت بغرفتها عندما ذهبت لأتحدث معها بعد أن .."
توقف فجأة عن الكلام وتنفس بقوة وهو يفكر .. لا .. لا يمكن أن تكون
_"ما الأمر (عماد)؟ .. هل تذكرت شيئاً؟"
هز رأسه بتوتر وهو يهمس
_"لا يمكن أن تكون سمعت حديثنا أنا وعمي .. هذا وحده يبرر هروبها"
هتف بحدة

_"ما الذي تحدثتما فيه (عماد)؟ .. هل ذكرت شيئاً عن عائلة (رضوان) وعلاقتها بهم؟"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو ينظر إليه قبل أن يوميء ليتراجع (فهد) مغمضاً عينيه بقوة ليهمس بعدها
_"لقد انتهى كل شيء هذه المرة بالفعل"
ارتفع رنين هاتف (عماد) ليلتقطه بتوتر واستمع لمحدثه للحظات وقد غامت عيناه ليغلق الهاتف بعدها وارتخت ذراعه جانبه ليهمس (فهد) بتوقع
_"ذهبت إليهم، صحيح؟"
تسللت دموع مؤلمة لعينيّ (عماد) وهو يهز رأسه بصمت .. كيف حدث كل هذا بسرعة هكذا وبهذه الطريقة؟ .. كان يبحث عن اللحظة المناسبة .. الآن .. بعد ما سمعته لابد أنّها أساءت فهم كل شيء .. لابد أنّها مصدومة بشدة ولن تستمع لأي تبريرات .. لن تستمع لأي شيء ولن تسامح .. لقد خسرها للأبد .. رباه .. كيف تخلى عن حذره؟ .. كيف نسى أنّها بالقرب وقد تسمع؟ .. كان ممزقاً وتائهاً بعد ما سمعه من عمه بشأن (سؤدد) وجرائم أبيه وخاله .. لم ينتبه .. لم يعرف
_"لم أعرف .. لم أعرف أن كل هذا سيحدث"

همس باختناق ليبتسم (فهد) بمرارة وهو يلقي جسده بقربه ويقول
_"لقد تأكدت أنّه لا يمكن لنا محاربة القدر مهما حاولنا (عماد) .. انظر إليّ .. أخذتها بعيداً بعد زيارة (رفعت هاشمي) ومن بين كل الأيام وكل الأشخاص تلتقي وجهاً لوجه بـ(عاصي) بعد أن تركتني وحدي وذهبت غاضبة .. فهمت الآن أنّ هذا كان سيحدث شئت أم أبيت .. مهما حاولت لأغيره في النهاية لم يحدث سوى القدر"
ردد (عماد) بشحوب
_"لن تسامحني أبداً يا (فهد) .. كلتاهما لن تسامحني أبداً على ما فعلت .. لقد خسرتهما معاً"
أطرق (فهد) بصمت وبرد شديد يتسلل لقلبه .. بعد كل ما فعله ليستعد لتلك اللحظة تبين أنّه لا أي استعدادات كانت كافية ليستوعب كل هذا الألم الذي يشعر به الآن .. هذا الألم والبرد الذي يبدو أنّه أصبح مقدراً له لسنين طويلة قادمة خالية منها.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 12:48 AM   #756

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (شاهي) ببطء وشرود ترتب ثيابها القليلة في الحقيبة .. حان الوقت لتغادر إلى شقتها الجديدة .. زفرت بحرارة وهي تنظر للغرفة التي قضت بها الأيام الماضية ببيت صديق شقيقها بعد إنقاذه لها من بيت (مختار) .. ذلك البيت الذي صار ملكها .. ابتسمت بسخرية .. لا يمكنها بعد كل ما حدث أن تدعوه بيتها ولا أن تعود إليه حتى بعد أن صار مسجلاً باسمها .. ألقت بآخر قطعة من الثياب في الحقيبة وهي تزفر بقوة ثم جلست على حافة الفراش وأطرقت رأسها بقلب مثقل تستعيد زيارتها الأخير لـ(منذر) .. كانت قد شعرت به ينسحب بهدوء غريب عن حياتها .. لا تفهم ماذا حدث؟ .. بدأ فجأة يتحجج بعمله وسفره .. بدا الأمر غريباً جداً .. هل تراها أساءت تقدير الأمور؟ .. هل بالغت في الارتكان إليه وحملته أكثر مما يمكنه أن يمنح أحداً في حياته؟ .. لكنها لم تطالبه بشيء .. لقد اكتفت بوجوده جانبها كصديق .. صديق فقط .. هي لم تفكر فيه كرجل .. ربما بالبداية انجذبت إليه كما قد تفعل أي امرأة تجذبها تلك الهالة الغريبة من القوة والغموض لكن عندما اقتربت منه وجدت فيه مرآة لذاتها وصديقاً يمكنها الاعتماد عليه .. وهي اعتقدت من معاملته لها أنه فكر في الشيء ذاته .. هي متأكدة أنه منحها تلك الصداقة النادرة .. ابتسمت بسخرية وهي تتذكر كلام (محمد) وهو يخبرها برفض أنه لا توجد صداقة بين رجل وامرأة .. لا يمكن أن توجد صداقة خالصة بريئة .. أحقاً؟ .. أيكون هذا هو السبب الذي جعل (منذر) يبعد عنها تدريجياً؟ .. هل خشي أن تتحول تلك الصداقة لشيء آخر؟ .. تنهدت بأسى .. لماذا لا يخبرها صراحة إذن؟ .. حانت منها نظرة للمجلة الملقاة بقرب الفراش .. تلك المجلة التي وجدت داخلها إجابة أسئلتها أو هكذا ظنت .. كانت هناك صورة له مع ممثلة شابة ترافق مقالاً يتحدث عن الوجه الفاتن الجديد في حياة (منذر صفوان) .. الكثير من البهارات التي أضيفت للمقال أثارت غثيانها وضيقها .. تلك المجلة التي حملتها معها ذلك اليوم وهي تزوره في مكتبه حيث استقبلها ببشاشة لا تقول أبداً أنه يحاول الخروج من حياتها بلباقة .. استفزتها ابتسامته لحظتها لتقول دون مقدمات ودون حتى الرد على تحيته

_"لماذا يا (منذر)؟ .. ما الذي فعلته؟"

رددت بلوم ليقطب حاجبيه سائلاً

_"ما الأمر (شاهي)؟ .. هل كل شيء على ما يرام؟ .. اجلسي عزيزتي"

وجدت الدموع تندفع إلى مقلتيها وهي تنظر له بلوم قبل أن تجيبه باختناق

_"لماذا تتجنبني؟"

ارتبكت نظراته لحظة واحدة تماسك بعدها مردداً

_"أنا لا أتجنبكِ عزيزتي .. من أين جئتِ بهذا الكلام؟"

تأملته لبرهة بعينين غائمتين ثم قالت

_"يبدو لي الأمر واضحاً (منذر) .. أنا امرأة والمرأة تعرف جيداً متى يبدأ الرجل بالتباعد"

_"عزيزتي أنتِ .."

قاطعته بهدوء

_"بالطبع لا أعني شيئاً أعمق بكلامي .. قصدت أنني يمكنني أن أشعر أن صديقي الذي كان إلى جانبي دائماً بدأ يبتعد عني تدريجياً"

ضغط على الزر فوق مكتبه وهو يقول

_"ماذا تشربين (شاهي)؟"

_"لا أريد شيئاً .. شكرا"

قالتها بنزق، فابتسم برفق متجاهلاً كلماتها تماماً وهو يطلب لها كوباً من العصير لتحدجه بنظرات مغتاظة لتتسع ابتسامته وهو يتراجع في مقعده قائلاً بهدوء

_"أعصابكِ متوترة (شاهي) .. اشربي العصير واسترخي وسنتحدث كما تريدين"

تنفست بقوة وهي تخرج المجلة
_"هل هذا هو السبب؟"
نظر للمجلة باستفهام لتفتحها وترفع الصفحة المقصودة أمام عينيه قائلة بحدة

_"هل تخشى على مشاعر امرأتك الجديدة؟"
اسودت عيناه بضيق وهو ينظر للصورة قبل أن يزفر بقوة ويقول
_"إنّه أمر تافه (شاهي) .. لا تكبري الأمور .. لا تدعي أنّكِ لم تكوني تعرفين شيئاً عن حياتي الخاصة مسبقاً"
قطبت بضيق وهي تنظر له .. بالطبع كانت تعرف كل شيء عن سمعته وعلاقاته بالنساء .. تمتمت بنزق
_"أعرف .. أعرف بالطبع"
_"(شاهي) .. ما الأمر الآن؟ .. ما الذي يضايقكِ حقاً؟ .. هل .. تشعرين بضيق لعلاقتي بتلك المرأة؟"

نظرت له بحدة عندما التقطت أذناها التوجس في صوته .. هل يخشى أن تكون مشاعرها نحوه أكبر من مجرد صداقة .. أسرعت تقول
_"لو أردت الصراحة .. أجل .. أنا أشعر بالضيق .. عندما أرى صديقي العزيز يرتبط بامرأة ملونة وتافهة مثلها يجب أن أشعر بالضيق .. ربما لا يحق لي التدخل في حياتك الخاصة (منذر)، لكنني حقاً أتمنى لك السعادة مع امرأة تستحقك وتحبك بصدق .. وإن .. إن كنت قلقاً بشأني، فليس هناك ما تغير ناحيتك .. ما بيننا صداقة فقط .. لكن يؤلمني حقاً أن أراك تقرر من نفسك أن ترمي تلك الصداقة جانباً دون حتى أن تبرر لي"
منحها ابتسامة لم تشعر بصدقها وهو ينهض ليجلس قبالتها في اللحظة التي طُرق الباب لتدخل فتاة تحمل العصير واقتربت تضعه على المكتب وتراجعت تقول
_"هل تطلب شيئاً آخراً سيد (منذر)؟"
_"لا شكراً .. اذهبي أنتِ"
انتظر حتى غادرت المكتب والتفت لـ(شاهي) المقطبة في ضيق وقال
_"(شاهي) .. أنتِ تبالغين .. أنا لم أفكر في شيء من هذا .. أنا فقط انشغلت كثيراً عنكِ"
نظرت له بلوم وعدم تصديق ليتنهد بقلة حيلة
_"حسناً .. أعترف .. ربما كان كلام شقيقكِ معي سبباً في تنبيهي لما تغافلت عنه"
همست بدهشة
_"(محمد) .. ماذا قال؟ .. هل ضايقك بشيء؟"
_"لا .. كان محقاً في كل كلمة .. أنا فقط كنت أنانياً وفكرت في نفسي وراحتي في الحديث معكِ والحصول على صديق مثلكِ ولم أعمل حساباً لكلام الناس (شاهي) .. لقد رأيتِ بنفسكِ"
أشار للمجلة بضيق مكملاً
_"الصحافة الصفراء وما تنشره .. لا أريد أن تكوني مادة لهم أنتِ أيضاً عزيزتي و"
قاطعته بهدوء
_"سمعتي سبق وتأذت لسنوات (منذر) ولم أعد أهتم لما يقوله الناس بشأني .. بالنسبة لهم سأظل تلك المرأة التي كان زوجها يستغلها ليحقق مكاسب شخصية .. أعرف أن خيالهم ذهب لأبعد من هذا بشأني .. لن يكون خبراً كعلاقتي بك أسوأ من كل ما فكروا فيه سابقاً"
اقترب يلتقط كفها ويربت عليه برفق

_"حان الوقت لتهتمي عزيزتي .. انسي الماضي كله .. أنتِ ولدتِ من جديد وعليكِ بدء حياة جديدة بعيدة عن ظلال الماضي .. أنتِ ستبنين حياتكِ ومستقبلكِ وستصنعين (شاهي) جديدة لا يجرؤ أحدهم على التفكير بإيذائها ولو في خيالهم"
أطرقت بحزن بينما يتابع
_"أنتِ قوية (شاهي) .. أعرف أنّه حتى بدون وجودي أو وجود شقيقكِ ستقاومين كل العالم وتنجحين .. ستتحدين كل من يسخر منكِ أو يشير لكِ بالسوء وستصنعين اسماً نظيفاً وهذا الاسم لا يمكنني أن أسمح لأحد بتلويثه من الآن فصاعداً"
نظرت له بامتنان ليبتسم لها بدعم قبل أن ينهض ويتجه إلى مكتبه .. أخرج ملفاً وعاد إليها ومد به يده .. نظرت له باستفهام فقال
_"لقد وعدتكِ أن آخذ لكِ حقكِ كاملاً من ذلك الوغد"
التقطت الملف بحذر وفتحته تقلب في الأوراق والعقود وقطبت بشدة .. رفعت عينيها إليه وهمست
_"ما هذا؟"
أجابها بهدوء

_"هذه عقود بأملاككِ الجديدة .. أولها البيت الكبير .. أصبح باسمك"
هتفت باختناق
_"لا أريده .. لم يعد بيتي .. لم يكن كذلك يوماً .. لا يمكنني أن أعود إليه"
ردد بهدوء
_"لا تفعلي إذن، لكنّه سيظل ملككِ .. افعلي به ما شئتِ .. بيعيه أو تخلصي منه .. كما تشائين"
وابتسم بحنان وهو يتابع
_"أعتقد على الأقل ستحبين الاحتفاظ بمكتبتكِ الغالية"
نظرت له بأسى وابتسمت بشحوب وعادت تنظر لبقية الأوراق ليكمل
_"باقي العقود تخص بعض الxxxxات والأراضي التي أثق أنّكِ لم تعرفي عنها أي شيء والشركة أيضاً"
انقبضت يدها وهي تردد بحنق
_"هل تعتقد أنني سأشارك ذلك اللعين و.."
قاطعها بهدوء
_"لا عزيزتي .. لن يكون شريكاً لكِ .. الشركة في الأساس لم تعد له .. إنّها ملككِ الآن"
اتسعت عيناها وهمست
_"كيف فعلت هذا؟"
هز كتفيه ببساطة وردد بغموض
_"سر المهنة"
تطلعت إليه بحيرة ثم سألته بتوجس
_"ماذا عنه؟ .. كيف حدث و.."
عاد يقاطعها مبتسماً
_"لا تشغلي بالكِ عزيزتي .. لقد وعدتكِ أن أهتم بأمره .. المهم الآن أنّ كل حقوقكِ عادت إليكِ"
نظرت للأوراق بأسى ليسألها بقلق

_"ما الأمر؟ .. لا تبدين سعيدة"
مطت شفتيها بحزن ورددت
_"لا أدري .. أتساءل إن كان الثمن يستحق .. هل سيعيد لي كل هذا سنواتي التي ضاعت معه (منذر)؟ .. كل ما عشته .. كل ما خسرته"
تأملها لبرهة قبل أن يجيب
_"كما أخبرتكِ (شاهي) .. لا تفكري في الماضي بعد الآن .. ستبدأين من جديد .. انظري الآن .. لقد تحررتِ منه وانتزعتِ كل شيء حققه على حساب عذابكِ .. ابدأي من اللحظة ولا تفكري في أحد سوى (شاهي) .. (شاهي) وفقط، فهمتِني؟"
أومأت برأسها ويدها تقبض على الملف بقوة وقلبها يتساءل بقلق إن كانت تفعل الشيء الصحيح الآن .. ماذا عن (مختار)؟ .. ماذا حدث له؟ وهل ابتعد عنها تماماً؟ .. ألن يعود لينتقم منها بعد أن انتزعت منه كل شيء؟ .. تنهدت بقوة وهي توقف شريط ذكرياتها وأفكارها وعادت تنهض من الفراش .. غادرت الغرفة لتتأكد من تنظيف الشقة قبل أن تغادرها صباحاً إلى شقتها الجديدة هي وشقيقها .. ابتسمت بسعادة لامست قلبها محاولة تشتيت سحب الحزن عنها وهي تفكر أنّها ستبدأ مع شقيقها وستفتح صفحة جديدة مع الحياة .. هي قوية وستنجح حتماً .. لم تشعر بالوقت وهي تتابع عملها في انتظار عودة شقيقها .. كانت تقف في المطبخ تغسل بعض الأطباق حين بدأت الآلام تنتابها .. تجمدت يداها على حافة الحوض ومالت قليلاً تتنفس بصعوبة وهي تعض على شفتها .. ذلك الألم الذي تكرر بضع مرات الأيام الماضية وكانت تتجاهله بعد أن تأخذ مسكناً .. حاولت تجاهله لبعض الوقت لكنّه كان يزداد سوءاً مع الوقت فأسرعت تتناول أحد الأقراص المسكنة ورقدت في الفراش وهي تتحسس بطنها بألم .. سيذهب .. سيختفي بعد قليل كما تعودت .. أغمضت عينيها تحاول الاسترخاء .. راحت في سنة من النوم استيقظت منها على وجع أشد جعلها تعتدل صارخة بألم وهي تمسك بطنها ودموع الألم طفرت من عينيها .. نهضت من الفراش ببطء وهي تشعر بدوار شديد وشحوب واستندت بكفيها للفراش تحاول النهوض لتبعد يدها بسرعة وتحدق برعب في الدم الذي لوث يدها وعادت بناظريها تحدق في الفراش بفزع تضاعف وهي تنقل عينيها بخشية إلى أسفل لتتسعا وهي ترى الدم على ملابسها .. أمسكت بطنها بوجع شديد وهي تبكي
_"ماذا يحدث؟ .. يا الله .. ماذا يحدث لي؟"

هل هذا ميعاد عادتها الشهرية؟ .. ربما .. لا تعرف .. لقد اضطربت الأمور في حياتها فلم تعد تنتبه إليها .. خفق قلبها برعب وهي تلتقط هاتفها بضعف وتضغط رقم شقيقها .. لن يكون شيئاً سيئاً .. إنّها عادتها الشهرية فقط .. لا شيء آخر .. لا تخافي (شاهي) .. كانت تهمس لنفسها بخوف وألم وهي تسمع الرنين على الجانب الآخر .. كاد اليأس يستولي عليها وهي تحاول مرة أخرى إلى أن أتاها صوته لتهتف باكية قبل أن ينطق بحرف
_"(محمد) .. ساعدني .. تعال بسرعة"
هتف بهلع
_"(شاهي) .. ماذا حدث؟ .. أنتِ بخير؟"
بكت بحرقة

_"لا أعرف .. أنا أنزف .. أشعر بألم شديد ولا أستطيع الحركة .. تعال أرجوك بسرعة"
ردد بسرعة وتوتر
_"أنا قادم حبيبتي لا تخافي .. لن أتأخر"
ألقت الهاتف وحاولت النهوض من مكانها بصعوبة وشعرت بالعرق يغمرها وبرودة شديدة تنتابها .. استندت للحائط بضعف ونظرت أسفلها لساقيها اللتين كشف عنهما ثوب نومها القصير وبكت أكثر مع رؤيتها للدم الذي لوثهما .. جرس الباب ارتفع مانحاً إياها الأمل فتحركت نحو الخارج بخطوات ضعيفة تستند لكل ما يقابلها من جمادات .. كانت على مقربة من الباب حين توقف الجرس وحل محله طرقات عنيفة .. أمسكت بالمزلاج وأزاحته بضعف وفتحت الباب بسرعة متوقعة رؤية شقيقها ليتوقف قلبها مع الصوت الصارم الذي هتف بحدة
_"تباً يا (شاهد) .. لماذا تغلق الباب من الدا.."
توقف كل شيء من حولها كما توقفت الكلمات في حلقه وهو يحدق فيها مصدوماً .. تراجعت بشحوب تمسك بالباب بضعف كأن حياتها تعتمد عليه .. كان معظم جسدها يختفي خلف الباب بينما تحدق بخوف في العينين السوداوين اللتين غادرتهما الصدمة وحل محلهما غضب شديد وهو يندفع للداخل هاتفاً
_"من أنتِ وماذا تفعلين في شقتي؟"
تمسكت بالباب أكثر وهي تمنع نفسها بصعوبة من توسله أن يساعدها .. ليس هو .. لماذا هذا الرجل بالذات يأتي في أسوأ لحظات حياتها؟ .. لم يعرفها .. بالتأكيد لن يتذكرها وهي في هذه الحالة .. اشتعل غضبه أكثر وهو يرى ثوب نومها بفتحته الدائرية وحمالاته القصيرة التي كشفت ذراعيها أمام عينيه ليشيح بوجهه مستغفراً بقوة ثم يهتف بغضب أشد
_"(شاهد) .. (شاهد) أيها الوغد .. اخرج .. موتك اليوم على يدي"
همست بضعف وصوت متقطع
_"(شاهد) ليس هنا .. إنّه .."
كأنّه نسى وجودها للحظة التفت نحوها هاتفاً بعنف
_"من أنتِ يا امرأة؟ .. ماذا تفعلين هنا؟ .. انطقي"
_"أرجوك .. أنا لست .."
توقفت عن الكلام وهي تراه يعقد حاجبيه بشدة محدقاً في وجهها بحيرة كأنما يحاول تذكر أين رآها وازداد ذعرها .. لا .. يا رب لا تجعله يتذكر .. لا ينقصها خزي أكبر .. انقبض قلبها بخيبة أمل وهو يهتف
_"لحظة .. أنا أعرفكِ .. من أنتِ؟ .. لقد رأيتكِ من قبل .. أنتِ .."
اتسعت عيناه تؤكدان تذكره لها بينما يردد بصدمة ورفض

_"لا .. مستحيل .. إنّها أنتِ .. أنتِ تلك المرأة .. أجل .. أنتِ زوجة ذلك الـ .. "
أغمضت عينيها بألم وهي تسمع سبته، وشحب وجهها أكثر والدوار يكتنفها بشدة ولم تعد تهتم لشيء .. لو فقدت وعيها وسقطت أسفل قدميه لن تكون مذلة أكبر من مذلتها القديمة أمامه ولا مذلة كلماته وهي تسمع كيف يصف زوجها السابق ويصفها ولا نظراته المليئة بالاحتقار .. اندفع نحوها بغضب ليشدها من خلف الباب هاتفاً باشمئزاز
_"ما الذي تفعلينه هنا يا هذه؟ .. هل غيرتِ نشاطكِ مؤخراً وتحولتِ من اصطياد الأثرياء وصرتِ الآن تصطادين طلبة الجامعات؟"
لم ينتبه في غمرة غضبه لحالتها وشحوبها الذي يزداد بينما يهزها بعنف

_"هل أتيتِ لتنقلي آذاكِ وقاذوراتكِ اللعينة هنا أيضاً؟ .. في بيتي"
هتفت بآخر ما تملك من قوى
_"توقف سيد (شهاب) .. أ .. أنت لا تفهم شـ .."
_"اخرسي .. لا تنطقي اسمي على لسانكِ القذر .. أقسم سأجعلكِ تندمين على أنّكِ .."
لم تمنحه الفرصة ليكمل وهي تهمس بضعف
_"أرجوك .. سـ .. ساعدني .. أرجوك سـ"
قطب حاجبيه للحظة دون فهم، لتتسع عيناه فزعاً وهو يراها تتهاوى بين ذراعيه فاقدة الوعي
_"أنتِ .. ما الذي .."
ماتت الكلمات على شفتيه حين انخفضت عيناه لينتبه فجأة للدم فوق ثيابها وساقيها
_"يا الله .. ما هذا؟ .. ما بكِ؟"
شعر بجسدها مرتخي تماماً يعلن عن غيابها التام فتنفس بحدة وقلبه يضرب في صدره بتوتر وأسرع يسندها ويخلع معطفه بصعوبة وألبسها إياه ليغطي ما ظهر من جسدها وحملها بسرعة مندفعاً للخارج وهو يهتف
_"يا الله .. هذا ما كان ينقصني .. يا رب"
هتف بها بانفعال وهو يهبط درجات السلالم بسرعة ليغادر المبنى إلى حيث سيارته ليضعها بها ويقودها مسرعاً إلى أقرب مشفى بينما يختلس النظر كل لحظة للمرأة التي بدا أنّ الحياة تغادر جسدها رويداً رويداً.
***********************



may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 12:49 AM   #757

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ضيّق (منذر) عينيه محاولاً اختراق حجب الظلام التي أحاطت به من كل جانب بينما يجري بكل طاقته عبر الطريق الذي كان يشعر به يضيق كلما تقدم فيه .. أنفاسه تتردد بصدى غريب يزيد قلبه انقباضاً .. أين هو؟ .. ضاق صدره والطريق غير الممهد تحت قدميه يهدد بتعثره مرة بعد أخرى بينما يزداد ضيقه مع كل خطوة .. توقف فجأة وعيناه تتسعان بفزع مع حائط النيران الذي ارتفع فجأة قاطعاً الطريق أمامه وتراجع عندما لفحه لهبها بقوة .. رفع ذراعه يحمي وجهه قبل أن يخفضها ويحدق أسفله بعينين متسعتين في الجرف المشتعل كالجحيم .. تسارعت أنفاسه وهو يحدق في ألسنة اللهب التي ارتفعت نحوه ولم يستطع أن يبتعد عنها .. مرت لحظات طويلة وهو يحدّق فيها بخواء قبل أن يتحرك بجمود نحوها .. كانت تناديه .. جحيمه الذي لا يملك منه تحرراً .. هو يتقبل مصيره دون اعتراض .. خطوة واحدة فصلته عن السقوط في الهاوية السحيقة .. خطوة واحدة وبعدها ينتهي كل شيء .. قبضة رقيقة أمسكت رسغه فجأة مع توسل هامس مرتجف
_"لا تذهب"
توقف مكانه والتفت ينظر خلفه .. لم ير أحداً .. خفض عينيه ينظر لرسغه وقطب بشدة وهو يرى أثر نور مكان اللمسة حدّق فيه بدهشة ثم سارع يغطيه بيده وهو ينظر حوله في الظلام بحثاً عنها .. إنّها هي، صحيح؟ .. لكن أين تختفي .. ابتعد عن النار التي بدأت ألسنتها المستعرة تهدأ كأنما مستها يدٌ ساحرة .. حركة خافتة إلى جانبه دفعته للالتفات بسرعة ليقابله الخواء وانقبض قلبه بضيق ويأس .. أين هي؟ .. ولماذا تختفي كل مرة كالسراب قبل أن ينجح في الامساك بها؟ .. فقط للحظات .. لحظات وتتحول بين يديه لنثرات نور تتطاير مبتعدة عن عالمه ليعود الظلام أشد سواداً من قبل .. نظر لرسغه ورفع كفه واسودت نظراته وهو يرمق النور يبهت شيئاً فشيئاً حتى اختفى تماماً .. مثلما تفعل هي .. رفع رأسه وهتف بحدة
_"توقفي عن التطفل على عالمي واذهبي بعيداً .. لا مكان لكِ هنا"
زفر بقوة وهو يلمح طيفها يتحرك .. يظهر ويختفي بنعومة كأثر فراشة .. لا بأس .. يعرف كيف يعيدها .. تحرك عائداً إلى الحافة وتوقف أمامها مباشرة وانتظر لبضع ثوان يتطلع للنار التي استعرت من جديد .. خفق قلبه بقوة عندما شعر بلمستها الرقيقة وهمستها
_"لا تذهب"
تنفس بقوة وهو يلتفت بسرعة ليمسك يدها قبل أن تهرب .. حاول اختراق الضباب الذي يمنعه من رؤية ملامحها جيداً .. همس بحيرة وهو يشد على كفها يقربها إليه أكثر

_"من أنتِ؟"
لم تجبه بحرف ولدهشته هذه المرة لم تحاول شد يدها والهرب .. تركت يدها في كفه وخفق قلبه بقوة وهو يلمح ابتسامتها الملائكية تلمع بينما تقترب منه وباتت تفصلهما مسافة نفس مرتجف، كالذي توقف داخل صدره وهو يحدق مبهوتاً فيها والضباب ينزاح قليلاً عن عينيها اللتين حملتا سلاماً غريباً إلى روحه، فوجد نفسه يهمس دون شعور
_"ملاكي"
لمع النور في ابتسامتها أكثر وهي ترفع يدها لتلمس موضع قلبه برقة وتركت يدها هناك ليرتجف قلبه بلوعة ونورها يتسرب داخله ليتشربه بلهفة واشتياق غريب .. لمح الذعر والألم يتسللان فجأة لعينيها لتتراجع وهي تسحب كفها عن قلبه الذي انقبض رفضاً لابتعادها .. مد يديه يمسك بجسدها قبل أن تبتعد أكثر وضمها لصدره يرفض ابتعادها وهمس
_"لا تذهبي .. لقد أتيتِني بنفسكِ .. لا تتركيني"
لمعت عيناها بدموع عجز ولمح صراعاً داخلهما فتمسك بها أكثر هامساً دون وعي
_"أنتِ لي ملاكي .. لا تتركيني"
أمسك كفها التي احترقت بعد لمسها له .. طبع قبلة فوق راحتها المحترقة، وأعادها فوق قلبه المرتجف بلهفة لترتجف هي بقوة وهي ترى النيران تحيط بهما، ليحيطها هو بذراعيه في حماية وتملك .. لا يريدها أن ترحل أبداً .. قلبه وعدها دون كلمات .. أنّ ناره لن تؤذيها أبداً .. ضمها بين ألسنة اللهب وشعر بها تستسلم فوق صدره ربما بعجز .. أو بحب .. لا يدري .. فقط قبل أن تلامسهما النار رفعت عينيها الدامعتين إليه وهمست برجاء ضعيف
_"لا تحرقني (منذر)"
لا تحرقني .. ترددت الكلمات من حوله بصدى مرعب بينما يتحول جسدها في لحظات لشهاب من نور عانق ناره وامتزج بها، ليشهق بقوة وهو يفتح عينيه وينتفض فوق الأريكة متنفساً بسرعة والعرق يغمره .. تطلع حوله إلى جدران شقته الباردة بخواء قبل أن يمسح وجهه بكفيه ثم أطرق برأسه غارساً أصابعه في خصلاته ... أي حلم أحمق هذا؟ .. ماذا أصابه مؤخراً؟ .. لقد بدأ يفقد عقله مؤكد .. أي حلم هذا؟ .. نفس الحلم الغريب الذي كان يستيقظ مؤخراً محاولاً تذكر أي تفصيلة منه .. كان يستيقظ ناسياً كل شيء .. فقط عيناها وابتسامتها ولا شيء آخر .. اليوم كان أوضح ولسبب ما لا زال يتذكره بالتفصيل .. خفض يده يلامس قلبه النابض بعنف وقطب بضيق .. لابد أنّه يتوهم ذلك البرد الذي يشعر به مكان لمستها .. آهة حانقة غادرت حلقه وهو يضغط على رأسه وينهض من فوق الأريكة
_"أي جنون هذا؟"
اندفع نحو غرفته ومنها إلى حمامه الكبير ... انتزع ثيابه سريعاً وغمر نفسه تحت الماء البارد وتنفس بقوة وهو يصفع وجهه بالماء مراراً علّه يفيق لعقله .. تباً .. هل سيفقد عقله من أجل حلم أحمق؟ .. إنّها أضغاث أحلام .. مجرد أضغاث أحلام وستذهب لا محالة .. لابد أنّ التوتر والضغط النفسي الذي يرزح أسفله هذه الأيام هو السبب .. تباً .. بعد كل النساء اللاتي مررن بحياته سيأتي الآن خيال إحداهن ليُفقده صوابه بُحلم ناعم .. ضرب الحائط بقبضته في حنق وردد
_"تباً (منذر) .. ركز .. لا تنس واقعك وما ينتظرك .. لن تسمح لبضعة أوهام بتشتيتك"
تنفس بعمق وأكمل استحمامه وهو يحاول طرد خيالها ونظرة عينيها الأخيرة عن عقله ودون وعي وجد نفسه يلامس قلبه بيد مرتجفة .. انتبه لنفسه ليزفر بضيق وأسرع يغلق المياه وتحرك ليجفف نفسه وغادر إلى غرفته يبدل ثيابه قبل أن يغادرها إلى الصالة ويتجه للبار .. صب لنفسه كأساً من الشراب ورفعه لشفتيه بتوتر

"لا تحرقني (منذر)"
ترددت همستها المتوسلة بعقله
_"اللعنة"
هتف بحنق وهو يبتلع شرابه دفعة واحدة ليحترق حلقه وسعل بقوة وهو يضع الكأس بعنف .. رنين هاتفه أنقذه من الجنون الذي انتابه فأسرع يلتقطه ويجيب بسرعة مع رؤية الرقم المتصل
_"ما الأمر؟"
قطب حاجبيه بقلق وهو يستمع لمحدثه وتحرك بسرعة إلى غرفته وهو يهتف
_"ماذا تقول؟ .. أي مشفى؟"
أنصت له وهو يتجه لدولابه ويلتقط ملابسه متمتماً
_"حسناً أنا قادم .. ابق بقربها حتى أصل"
أغلق الهاتف وأسرع يبدل ثيابه وقلبه ينبض بقلق وتوتر .. رمى كل أفكاره خلف ظهره وهو يندفع مغادراً شقته ليلحق بها للمشفى وقد نسى كل شيء حتى قراره بالابتعاد عنها ليحميها من والده .. هي تحتاجه الآن وهذا هو المهم.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 12:50 AM   #758

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رددت (سديم) بخفوت وهي تنظر لوجه (عاصي) المقطب بشدة بينما يقود بسرعة جنونية سيارته التي قفزت إليها في اللحظات الأخيرة قبل أن ينطلق بها
_"(عاصي) .. اخفض السرعة قليلاً أرجوك .. أنا خائفة"
ضغط بيديه على المقود أكثر بينما يقول بسخرية
_"خائفة؟ .. لا يليق بكِ الخوف سيدة (سيلين) .. آه عذراً .. سيدة (سديم) .. لم يكن للخوف مكان في حياتكِ سابقاً كما اعتقد .. أم أنّ كل ذلك كان تمثيلاً لا أكثر"
رددت بضيق
_"لا داعي للسخرية (عاصي) .. دعنا نذهب لمكان هاديء وسأخبرك بكل شيء .. أرجوك"
رمقها بنظرة حادة ثم مال بسيارته جانباً ليتوقف على جانب الطريق والتفت لها هاتفاً
_"تحدثي إذن سيدة (سديم) .. اتحفيني بمبرراتكِ العبقرية التي ستقنعني أنني لم أكن في نظركم جيمعاً مجرد أحمق"
زفرت بقوة قبل أن تردد
_"(عاصي) .. أريدك أن تهدأ فقط .. تهورك هذا وانفعالك لن يفيد بشيء .. ما حدث قد حدث .. لا نستطيع أن نغير الماضي .. كل ما أريدك أن تفهمه أن (هشام) لا ذنب له أبداً وأنّ كل شيء حدث بسببي"
هتف بحدة وهو يضرب مقود سيارته
_"لن يمكنكِ أن تشعري أبداً بما أشعره الآن .. هل تعرفين كيف أشعر وأنا أراني أحمقاً مخدوعاً أقرب الناس إليه وصديق عمره يخفي عنه شيئاً كهذا وليس صديقه فحسب بل الجميع وأولهم عمه الذي كان في مقام والده"
انقبض قلبها بألم وهي تهمس
_"بل أفهمك جيداً (عاصي) .. لا أحد في هذا العالم يمكنه أن يشعر بك في هذه اللحظة قدري .. أنا التي عشت عمري كله في خدعة كبيرة واستيقظت على حقيقة بشعة لأكتشف أنني أنا نفسي كنت كذبة كبيرة وكل حياتي كانت مبنية على كذبة"

قطب ينظر لها بحيرة بينما تابعت بعد تنهيدة يائسة
_"لم يقصد أحدنا أن يسيء إليك أو يشعرك بعدم الثقة (عاصي) .. الأمور أعقد مما تبدو .. لكن صدقني .. (هشام) لم يخف عنك الأمر لأنّه لا يثق بك .. أنا هددته ومن قبله أبي .. هددتهما إن أخبرا أحداً بالحقيقة سأغادر ولن يعثرا عليّ أبداً وهما لم يملكا خياراً آخراً"
_"لماذا؟"
سألها بضيق وحيرة لتنظر له فأكمل

_"لماذا فعلتِ هذا؟ .. وكيف حدث كل هذا أصلاً؟ .. لا أصدق أن عمي (فاروق) قد يفعل شيئاً كهذا .. هو لن يخون زوجته أبداً ولن .."
قاطعته هامسة بألم
_"هو لم يفعل .. أخبرتك أن الأمر معقد (عاصي)"
كتّف ذراعيه قائلاً ببرود
_"لدي الوقت الكافي لأسمع .. أخبريني كل شيء"
نظرت له بتردد ثم أخذت نفساً عميقاً وبدأت تحكي له كل شيء وهو يستمع له في صمت .. خانتها دموعها وهي تصل لختام قصتها هامسة
_"لهذا رفضت أن يعترف بي .. كنت أظنني أعاقبه وأنا أطعنه بقسوة وأعلن له رفضي لاسمه ونسبه وأنني أكرهه وفي غنى عنه مثلما تخلى هو عني لسنوات .. في النهاية كنت أعاقب نفسي أنا .. في النهاية رحل قبل أن أعرف الحقيقة .. قبل أن يسامحني أو حتى قبل أن أستمتع بأبوته وحضنه"
رمقها بشفقة بينما ابتلعت لعابها بألم وهي تواصل

_"بعدها واصلت تهديدي لـ(هشام) .. لكنني كنت قد اعترفت به داخلي أخاً .. لم أستطع أن أغادر وأتركه هو و(رهف)"
ونظرت له لحظة بأسى
_"وأنت أيضاً (عاصي) والسيدة (سلمى)"
التوت شفته بشبه ابتسامة ساخرة لتبتسم بحزن مكملة
_"كنت راضية بوجودي جانبكم بهويتي تلك .. حتى بعد أن عرفت الحقيقة لم يكن بإمكاني أن أطلب بتغييرالواقع .. لا يمكنني أن أسبب جرحاً لتلك السيدة اللطيفة التي عاملتني كابنتها .. لا يمكنني بعد كل هذه السنوات أن أصدمها في زوجها وفي حقيقة وجود ابنة له من زواج آخر لم تعرف عنه شيء أبداً"
صمت برهة محاولاً هضم كلامه ثم قال بمرارة
_"وهل تعتقدين أنّها لم تعرف؟"
قطبت تنظر له بحيرة وقلق ليتابع بسخرية مريرة
_"من قال لكِ أنّها لم تعرف أو تشك؟ .. إنّها امرأة في النهاية والمرأة بالتأكيد تعرف إن كان هناك أخرى في حياة زوجها أم لا"
ارتجفت مقلتاها وخفق قلبها بتوجس وهي تتذكر (سلمى) .. نظراتها لها ومعاملتها الغريبة لها .. حنانها الغريب .. هل تُراها تعرف شيئاً؟ .. لا .. لم تكن لتعاملها بتلك الأمومة البالغة لو عرفت أنّها ابنة غريمتها في قلب زوجها .. لم تكن لتفعل .. انتبهت على صوت (عاصي) يكمل
_"إذن هذا يبرر كل شيء .. الآن أرى كم كنت غبياً وأعمى .. لطالما شككت في طبيعة علاقتكِ بـ(هشام) لكن لم يكن يخطر كل هذا ببالي .. هذا يفسر إذن كل شيء .. يفسر إنقاذكِ للشركة بمالكِ الخاص ووجودكِ إلى جانب (رهف) في كل لحظة احتاجت لعائلتها فيها .. الآن يبدو كل شيء واضحاً"
مدت كفها تمسك يده وتضغطها هامسة برجاء
_"(عاصي) .. أقسم لك لم يكن في نيتي جرح أي واحدٍ منكم .. لم أعترف بها قبلاً لكنني داخلي كنت أعرف هذا دائماً .. وأقوله لك الآن .. أنتم عائلتي .. دمي الذي رفضته طويلاً .. أنتم أغلى عندي من أن أسبب جرحاً صغيراً لأحدكم ولو كان بقائي في الظل كافياً لإبعاد الجرح والشعور بالخيانة عنكم جميعاً سأفعله عن طيب خاطر"
زفر بقوة وأرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه لتسحب هي يدها وتطرق برأسها .. ران الصمت عليهما للحظات قبل أن تسمعه يهمس بخفوت
_"أنا آسف"
التفتت له بدهشة ليبتسم بأسى قائلاً
_"آسف لانفعالي عليكِ .. آسف لكل الألم الذي عشتِه بعيداً عنا .. لا أعرف ماذا أقول لكن"
أطرق لحظة برأسه ثم نظر لها وهز كتفيه بقلة حيلة وردد
_"مرحباً بكِ في عائلتنا (سديم)"
غلبتها دموعها وهي تنظر له ليهتف بمرح مفتعل

_"رباه .. لا تبكي الآن .. أنتِ تخيفينني .. أشعر أن امرأة أخرى تجلس برفقتي .. ليس (سيلين) الباردة المخيفة تلك"
ابتسمت من بين دموعها هامسة بحزن
_"لقد ماتت (سيلين) يا (عاصي) .. ذهبت إلى حيث يجب أن تكون .. الآن لا يوجد سوى (سديم) .. (سديم) فقط"

مط شفتيه وهو ينظر لها بأسف ليبتسم بهدوء قائلاً
_"أعتقد أنني سأحب (سديم) أكثر .. (سيلين) تلك كانت تثير جنوني ببرودها القاتل"
ضحكت بخفوت وشعرت بذلك الجبل ينزاح قليلاً عن قلبها وتأملته ملياً ثم قالت
_"شكراً لك (عاصي) .. لكن .. أريدك فقط أن تعذر (هشام) .. أنت تعرفه .. هو لا يفكر سوى في مصلحة الجميع ويحاول بكل طاقته إبعاد الأذى عنهم حتى لو عنى أن يتألم هو وحده وهو يحمل ذلك الهم عن كاهلهم .. (هشام) لن يخفي عنك أو عن أي فرد من عائلته شيئاً إلا وهو يعرف أنّه يحميهم من ذلك الشيء .. أعرف أنّه ورث هذا عن أبي لهذا أريدك أن تتفهمه مهما حدث لاحقاً .. مهما تبين لك أنّه يخفي عنك بعض الأسرار المؤلمة فهو لم يفعل هذا لأنّه لا يثق بك، بل لأنّه أراد حمايتك من الألم وفضّل أن يحمل ذلك الألم عنك حتى النهاية"
قطب بحيرة وهو ينظر لها لتبتسم له وربّتت على يده برفق

_"والآن .. هل يمكن أن تعيدني لزوجي؟ .. لدينا موعد عائلي لا يمكننا أن نتأخر عنه مهما حدث"
ضرب على جبينه هاتفاً

_"لقد نسيت تماماً .. أحقاً أنتِ متزوجة من (آدم هاشمي)؟"
ابتسمت بخفوت وهزت رأسها قائلة
_"هذه قصة أخرى سأقصها عليك لاحقاً .. الآن هل يمكن أن .."
قطعت جملتها عندما ارتفعت طرقات نزقة على نافذة بابها فالتفتت بدهشة لتجد (آدم) واقفاً يتململ بضيق .. فتحت الباب هاتفة بدهشة
_"(آدم) .. كيف أتيت؟"
ردد بضيق وهو ينظر نحو (عاصي) بغيرة واضحة كادت تدفع ذلك الأخير ليبتسم
_"لقد لحقت بكما فور مغادرتكما .. كنت أنتظر على مقربة انتظاراً لانتهاء حديثكما الذي طال أكثر مما يجب"
نظرت له بلوم عندما هتف بجملته الأخيرة في حدة ليبتسم (عاصي) بسخرية بينما قالت

_"لقد انتهينا حبيبي و(عاصي) كان على وشك أن يعيدني للفيلا"
قال بتململ
_"حسناً لم يعد هذا ضرورياً .. لقد جئت بنفسي"
ابتسمت بقلة حيلة وأومأت وهي تترجل من السيارة

_"حسناً .. لقد وفرت علينا وقتاً كثيراً .. أراك لاحقاً (عاصي)"
هز رأسه وهو يرمي (آدم) بنظرة باردة وتابعهما وهما يتحركان للخلف حيث سيارة (آدم) ليتنفس بحدة ولم يقاوم شعوره الذي دفعه ليفتح الباب ويغادر السيارة هاتفاً
_"لحظة واحدة (آدم)"
التفتا نحوه بتساؤل ليقترب منهما بهدوء
_"هناك شيء لا يمكنك أن تذهب دون أن أعطيه لك"
قطب (آدم) بحيرة وشك ليرتفع ركن شفتيّ (عاصي) وهو يقف أمامه وقبل أن ينطق بحرف رفع قبضته ليلكمه بقوة جعلت (سديم) تشهق بحدة
_"(عاصي) ماذا تفعل؟ .. هل جُننت؟"
أغمض (آدم) عينيه بقوة وكز على أسنانه بينما (عاصي) يردد بهدوء
_"آسف (سيلينا) .. أقصد (سديم) .. هذا فقط شيء تحت الحساب"
دلك (آدم) فكه وهو يرمقه ببرود لتهتف (سديم) وهي تزيح يده وتلامس فكه بحنان
_"آسفة حبيبي .. هل تؤلمك؟"
ردد ببرود وهو ينظر لـ(عاصي)
_"لا حبيبتي .. لم أشعر بها إطلاقاً"
رفع (عاصي) أحد حاجبيه بسخرية لتهتف فيه
_"ما بالك (عاصي)؟ .. ما الذي فعله (آدم) لك أنت أيضاً؟"
_"آسف عزيزتي .. لم أستطع منع نفسي بعد ما سمعته هناك .. كان يجب أن أفعل هذا قبل أن أفكر إن كنت سأقبل حقيقة زواجه منكِ"
هزت رأسها هاتفة
_"لا فائدة"
لوح لهما وهو يبتعد عائداً لسيارته
_"أراك قريباً (آدم) وسيكون لنا حديث مطول يا صهرنا العزيز"
زفر بقوة وهو يتابعه بعينيه قبل أن يلتفت على ضحكتها وقال بلوم
_"تضحكين؟"
هزت رأسها وقالت وهي ترفع نفسها على أطراف أصابعها وتقبل فكه المصاب

_"أجل .. أضحك لأنني سعيدة"
_"سعيدة لأن أخاكِ وابن عمكِ العزيزين لكماني انتقاماً لكِ"

هزت رأسها نفياً وهمست
_"سعيدة لأننا معاً رغم كل شيء .. رغم اعتراض الجميع ووقوف الحياة أمامنا مراراً ورغم خوفي من تقبل كل عائلتك لزواجنا، نحن معاً"
واحتضنت كفه بحب وأكملت
_"غضبهما منك لا يعني أنّهما لا يتقبلان وجودك في حياتي .. ورؤيتي لوقوفك معي رغم كل غضبهما وحدتهما معاً يمنحني القوة التي سأحتاجها في مواجهة عائلتك .. لدي أمل كبير في أنّهم بعد كل شيء ومهما كان اعتراضهم سيتقبلون علاقتنا في النهاية"

ضغط كفها وهو يعود معها إلى سيارته
_"سيفعلون حبيبتي .. مهما طال الوقت سيفعلون"
ركبا السيارة لينطلق بها في اتجاه قصر عائلته دون أن يترك كفها لحظة وقلباهما يتمتمان دعاءً متوسلاً أن يمر اللقاء بخير .. استغل المسافة يحدثها أكثر عن أفراد عائلته كأنما يحاول قدر الإمكان بث الألفة في قلبها ناحيتهم حتى لا تتفاجأ برؤيتهم بينما كان قلبها مع كل دقيقة تمر تقربها من اللحظة المرتقبة يرتجف أكثر .. همست لنفسها برجاء .. سيمر الأمر بسهولة ودون أي خسائر .. تنفست بقوة عندما سمعت (آدم) يقول برفق
_"لقد وصلنا حبيبتي"
رفعت عينيها إلى البوابة الكبيرة التي أسرع الحارس يفتحها ليقود (آدم) السيارة للداخل بعد أن منح الرجل ابتسامة هادئة رداً على تحيته .. نظرت للساحة الخارجية للقصر وعادت إليها ذكريات ليلة حفل (هشام) و(راندا) وابتسمت بأسى وهي تتأمل المكان بينما تقترب السيارة من القصر الكبير الذي وقف بشموخ كأنما يتحداها .. أخذت نفساً عميقاً عندما توقفت السيارة والتفتل لها هامساً في حنان
_"هيا بنا حبيبتي؟"
أومأت رأسها بتوتر وتركت كفه لتغادر السيارة .. تحركت في اتجاهه ليمسك كفها وابتسم رداً على نظراتها المترددة وضغط على كفها
_"لا تتركي يدي أبداً"
ابتلعت لعابها بتوتر وهما يصعدان درجات السلالم الخارجية وتوقفا أمام الباب الكبير لتبتسم بارتجاف رداً على ابتسامته وهو يفتح الباب ويدخل .. نبض قلبها أكثر وهي تدخل معه للردهة الواسعة .. اشتدت كفه على يدها عندما شعر بارتجافتها بينما أصوات صاخبة وصلتها من إحدى الغرف القريبة ليتجه (آدم) نحوها
_"الجميع هنا على ما يبدو"
همسها وهو يدير عينيه من بعيد على أفراد عائلته الذين جلسوا يتحدثون سوياً .. لمحت والديّ (آدم) يجلسان إلى جانب بعضهما وحماتها يعتلي وجهها بعض التعب والأسى يضمها زوجها إليه في حنان وهما يتأملان حفيديهما الصغيرين بحنان امتزج بالأسى .. انقبض قلبها وهي تفكر .. لابد أنّهما يفكران في طفل (راندا) المفقود .. كادت الدموع تطفر من عينيها .. كيف لو عرفا أنّهما سبق وفقدا حفيدة أخرى من ابنهما .. تحركت بخطوات بطيئة لتقترب منهم أكثر لترى بقية العائلة .. هذا (سيف) الذي كان يتحدث بصوتٍ عال معترضاً على شيءٍ ما يتحدثون فيه وبالقرب جلست شقيقته (سؤدد) تقلب بهدوء في صفحات مجلة ما وبقربها والدتها الصامتة بحزن غريب .. دارت عيناها في المكان بسرعة تلمح (هاميس) ووالديها كما تتذكر وارتجف قلبها بقوة .. هؤلاء بالذات من تخشاهم أكثر من الجميع .. أسرة زوجته الراحلة .. لن يتقبلوا أن ينسى ابنتهم بهذه السرعة .. بل لن يتقبل أحدهم فكرة أنّها كانت زوجته في السر قبل أن يتزوج من ابنتهم أساساً .. رباه .. الآن يبدو الأمر أسوأ أمام عينيها .. كيف ستتمكن من إيلام كل هؤلاء؟ .. كيف أتت تطلب بحقها في هذه العائلة وهذا الرجل الممسك بكفها قبلهم جميعاً؟ .. دارت كل الأفكار بعقلها في لحظات وهما يقفان عند باب الغرفة .. أغمضت عينيها لحظة لتفتحهما مع صوت (آدم) يتنحنح قائلاً بمرح مزيف

_"مرحباً .. يبدو أنّ الجميع هنا .. أرجو أننا لم نتأخر كثيراً"
قالها وهو يشد على كفها عندما حاولت سحبها وتحرك يشدها معه إلى غرفة الجلوس الكبيرة لتتوقف أنظار الجميع عليهما في صدمة واضحة قبل أن تتركز على كفيهما المتشابكين .. شعرت بأنفاسها تنسحب بتوتر بينما ترى (هاميس) تنهض من مقعدها بوجه شاحب وعيناها تتسعان وهما تحدقان في كفيهما قبل أن ترفعهما لتنظر لوجه (آدم) باستنكار وصدمة تسأله دون كلمات أن يشرح ما تراه .. طيور الصمت التي حطت على رؤوس الجميع حلقت فجأة بفزع عندما هتفت (رفيف) بحبور شديد وهي تقفز من مكانها على الأرض
_"حورية النار"
هتفتها وهي تندفع نحوها بابتسامة واسعة وعينين لامعتين .. دون أن تشعر بنفسها فتحت لها ذراعيها تستقبل اندفاعها نحوها وهي تنزل أرضاً على ركبتيها لتضمها بقلب تنهد في ارتياح وأمل .. لمعت عيناها بالدموع وهي تضمها بقوة وحب صادق أمام أنظار الجميع المصدومة .. (رفيف) الصغيرة لا تعرف ماذا فعلت بها بهذا الترحيب .. لا تعرف ماذا فعلت بقلبها .. ابتعدت الصغيرة وهي تتمسك بكنزة (سديم) وتهتف وهي تتقافز بسعادة
_"لقد أتيتِ أخيراً كما وعدتِ"
التفتت تنظر لـ(آدم) بتساؤل ليبتسم لها بحنان بينما الصغيرة تهتف وهي تتمسك بكف والدها

_"شكراً لك بابا .. لقد أحضرتها كما قلت لي"
رفعها بين ذراعيه وقبّل خدها قائلاً
_"بالطبع أميرتي ألم أعدكِ؟"
رددت بسعادة
_"لن تتركنا وتغادر مرة أخرى، صحيح بابا؟"
_"صحيح حبيبتي"
همسها وهو ينظر نحو أفراد عائلته الصامتين بطريقة مقلقة قبل أن يهتف (سيف) بمرح مفتعل قاطعاً الصمت المحرج وهو يقترب منه
_"أهلاً سيد (آدم) .. عاش من رآك أخيراً يا رجل .. لقد أخبرنا جدي أنّك ستأتي اليوم، لكن لم يقل لنا أنّك ستصحب معك ضيوفاً"
ونقل بصره لـ(سديم) التي احمر وجهها بخجل مع نظراته المدققة بينما قطب وهو يتأمل هيئتها البسيطة المختلفة كلياً عن تلك المرأة الجريئة التي رآها بحفل الزفاف .. ملابسها المحتشمة بكنزتها الطويلة الأكمام وبنطالها الجينز وشعرها الذي لملمته في تصفيفة بسيطة ووجهها الخالي من الزينة .. بدت امرأة مختلفة تماماً .. تمتم بابتسامة متوترة
_"مرحباً سيدتي"
قبل أن ترد تحيته ارتفع صوت (هاميس) تهتف بحدة وهي تندفع نحوهم
_"ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ .. من هذه يا سيد (آدم)؟"
_"(هاميس)"
هتف والدها بغضب وهو يقف بينما والدتها نقلت بصرها بتوجس بين زوج ابنتها الراحلة وبين المرأة الغريبة التي دخل بها عليهم يمسك كفها بتملك واضحة وطريقة لا تدع مجالاً للشك .. التفتت (هاميس) نحوهم هاتفة
_"ماذا أبي؟ .. ألا ترى بعينيك؟ .. كنت أشك أنّه يخفي عنا شيئاً وها قد ظهر كل شيء .. كيف؟ .. كيف تفعل هذا بنا (آدم)؟ .. أنت؟ .. لا أصدق أنّك .."
هتاف صارم انطلق حاملاً اسمها لتلتفت نحو جدها الذي وقف عند مدخل الباب مرتكزاً على عصاه .. لمحت (سديم) التوتر الذي ساد المكان مع الهتاف الذي انطلق من خلفها والتفتت بسرعة نحو مصدر الصوت لتلتقي عيناها بعينين مليئتين بالطيبة والحنان كانتا معلقتين بها وحدها وارتجف قلبها بقوة وعيناها تتحركان فوق وجهه المألوف بشدة ومع ابتسامته التي ارتسمت على شفتيه بحنان وهو يقترب ليقف أمامها همست بإدراك وارتباك وهي تتذكره
_"هذا أنت؟"
قطب (آدم) وهو ينظر لها بحيرة بينما اتسعت ابتسامة جده الحانية وهو يرفع يده المليئة بالتجاعيد ويربت على رأسها بحنان أبوي أزاح الكثير من خوفها وهو يردد بحب
_"مرحباً بكِ يا ابنة الغالي"
ارتفع حاجباها ولمعت الدموع في عينيها وهي تحدق فيه بينما تابع وهو يدير عينيه بين أفراد عائلته المصدومين خلفها
_"أهلاً بكِ في عائلتكِ الثانية (سديم)"
*********************
انتهى الجزء الأول من الفصل الخامس والثلاثين
قراءة ممتعة
أرق تحياتي للجميع :-* :-*


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 12:58 AM   #759

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. يا رب تكونوا بخير
نزل بحمد الله الجزء الأول من الفصل الخامس والثلاثين وقريباً بينزل الجزء الثاني وإن شاء الله الفصل التالي هيكون مساء الأحد القادم

لا تنسوا للي لسه مش عارف .. الفصل الرابع والثلاثين نزل يوم الجمعة .. لا تنسوا تقرأوه
إن شاء الله الأحداث الجديدة تعجبكم
أرق تحياتي للجميع

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-07-19, 06:58 PM   #760

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

كلمة مبدعة لا تصفك، كل جزء تبهريني فيه اكثر من اللي قبله
ولو اني احياناً اتمنى اني قرأت روايتك بعد ما تنتهي عشان ما احترق من الحماس و الفضول.


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.