آخر 10 مشاركات
أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree895Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-19, 12:10 AM   #771

ichra9

? العضوٌ??? » 394420
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » ichra9 is on a distinguished road
افتراضي


في انتظارك عزيزتي

ichra9 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 12:55 AM   #772

Vlora

? العضوٌ??? » 382121
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Vlora is on a distinguished road
افتراضي

لست حقاً ممن يهوون التعليق على الأجزاء، لكن أنتِ فعلاً مذهلة في أسلوب سردك وتستحقِ أكثر من أن يثنى عليك

Vlora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 01:19 AM   #773

مكيال

? العضوٌ??? » 447489
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » مكيال is on a distinguished road
افتراضي السلام

رواية رائعة طريقة السرد ولا اروع باختصار كاتبة متميزة

مكيال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 01:57 AM   #774

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

في انتظارك يااا مبدعة

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:43 AM   #775

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس والثلاثون
هتف (عاصي) بضيق وهو يلقي جسده على المقعد
_"حسناً (هشام) .. فيما تريد أن تتحدث معي؟ .. لو كنت ستتحدث بشأن ما .."
قاطعه (هشام) وهو يجلس على المقعد المقابل له
_"اهدأ أولاً (عاصي) .. انفعالك هذا آخر ما أحتاجه الآن"
زفر بضيق وهو يشيح بوجهه فتنهد (هشام) بتعب لمسه (عاصي) في صوته
_"أرجوك (عاصي) .. أعرف أنني أخطأت لكنني لم أملك أي خيار .. أنت أخي قبل أن تكون ابن عمي (عاصي) .. تعرف أنني أثق بك أكثر من نفسي وأنني لن أخفي عنك شيئاً إلا لظني أنني أحميك لا أكثر"
قطب مردداً بغير رضا

_"لقد جرحني بشدة ما فعلت بشدة (هشام) .. ضع نفسك مكاني"
مد يده يقبض على كفه قائلاً بأسف

_"أعرف وأنا آسف .. آسف بشدة (عاصي) لكن أرجوك .. تفهمني .. ضع نفسك مكاني أنت أيضاً .. لو كنت مكاني كنت فعلت الشيء ذاته"
قطب حاجبيه معترضاً ليسرع (هشام) قائلاً
_"أنا أثق بك وأعتمد عليك (عاصي) .. أسرتنا تمر بوقت عصيب وأحتاجك معي .. أنت كنت محقاً في أنني لا يجب أن أخفي شيئاً عنك وأنا .. أنا حقاً تعبت (عاصي) .. تعبت من حمل كل هذا وحدي .. تعبت من الحرب بمفردي"
ارتفع حاجباه بحيرة وهتف بقلق وهو يتأمل ملامحه المتعبة بشدة

_"أخي .. ما بك؟ .. لم أرك قبلاً بهذه الحال .. أخبرني ماذا يحدث؟ .. (هشام) أنا في ظهرك دائماً .. لماذا تحارب بمفردك؟ .. أخبرني كل شيء"
زفر (هشام) بحرارة وهو ينظر له برجاء كأنما يتوسله أن يتفهمه قبل أن يطرق قائلاً

_"أنا أعرف أنّك في ظهري ولهذا لا أحتاج لغضبك وتهورك .. أريدك أن تسمعني بتعقل وهدوء قبل أن تتخذ أي تصرف .. لا تؤكد لي أنني كنت محقاً في إخفائي لبعض الأمور عنك"
_"(هشام) ما الأمر؟ .. أنت تقلقني حقاً"

تنفس بقوة قبل أن يجيبه
_"حسناً .. هل .. هل تتذكر اليوم الذي سافر فيه عمي وزوجته في تلك الرحلة معاً؟"
تصلب جسد (عاصي) وانقبض قلبه بعنف وهو يستعيد تلك الذكرى بينما تابع (هشام) بصعوبة
_"ذلك الحادث الذي فقدناهما فيه"
لمعت عينا (عاصي) بدموع مكتومة وضغط بشدة على كفيه وهو يسمعه

_"كان مُدبراً يا (عاصي)"
رفع رأسه مجفلاً يحدق في وجهه بعينين متسعتين بالصدمة والرفض وهمس بعد لحظات باستنكار
_"ماذا تقول يا (هشام)؟ .. أي حادث هذا الذي كان مدبراً؟"
ضغط على شفته بقوة وردد باختناق
_"الحادث الذي رحل فيه والداك يا (عاصي) .. كان متعمداً .. أحدهم دبر الحادث ليتخلص من والديك"
تجمد جسده للحظات وهو يحدق فيه محاولاً استيعاب ما سمعه .. يشعر أنّه في كابوس .. هو في كابوس حتماً ويجب أن يستيقظ منه في الحال .. همس بآلية
_"من؟ .. من سيفعل هذا بهما؟"
ارتفع صوته تدريجياً حتى غادر شرنقة الصدمة هاتفاً بحرقة
_"من فعلها؟"
_"(عزت اليزيدي)"
اتسعت عيناه بذهول انقلب إلى وحشية وهو ينهض صارخاً
_"لا .. مستحيل .. لا"
أسرع (هشام) يقف ممسكاً بذراعيه وجذبه إليه

_"اهدأ (عاصي) واسمعني حتى النهاية .. الأمر معقد .. اهدأ"
نظر له عبر الدموع التي أغرقت عينيه وهتف

_"أهدأ؟ .. كيف أهدأ يا (هشام)؟ .. كيف تريدني أن أهدأ بعد ما قلته؟ .. كيف؟"
سقط في مقعده وآهة طويلة مغموسة بالألم غادرت حلقه بينما يضع رأسه بين كفيه ويضرب بهما عليها مردداً
_"كيف أصدق هذا؟ .. كيف؟ .. أبي وأمي .. ماتا غدراً .. قُتلا .. لا .. يا رب رحمتك .. يا رب"
اقترب (هشام) وجلس أرضاً بقربه وقال بألم
_"تمالك نفسك يا (عاصي) .. ستحتاج لكل قوتك حتى أخبرك بكل ما عندي"
رفع رأسه مردداً بمرارة ودموعه تسيل على خديه

_"هل لا زال عندك المزيد (هشام)؟ .. هل هناك ما هو أسوأ من هذا أخي؟ .. يا إلهي .. أشعر أنني سأموت"
هتف وهو يضرب على قلبه بقوة وقد انهار تماسكه فارتفع (هشام) بجسده قليلاً وشده إلى صدره يحتضنه بقوة محتوياً انهياره
_"لا بأس يا (عاصي) .. لا بأس .. سيكون كل شيء على ما يرام"
_"كيف؟ .. كيف يا (هشام)؟ .. من سيعيدهما إليّ؟ .. كل ذلك الألم والعذاب وحرماني منهما .. لقد انفتح جرحي مجدداً (هشام) .. انفتح بأسوأ طريقة .. لقد قتلهما .. قتلهما وأفلت من يدي بموته .. لماذا؟ .. لماذا؟"
كان يصرخ بكلماته الأخيرة بحرقة مبتعداً عن (هشام) الذي تأمله بألم قبل أن يبدأ في إخباره بكل ما أخبرته به والدته عن الحادث وعن جنون (عزت) وهوسه بـ(همسة العاصي) وتدبيره للحادث ليتخلص من والده .. قاطع (عاصي) حديثه وهو ينهض متحركاً في المكان كليث جريح وهو يهتف

_"ماذا تقول؟ .. ذلك الحقير كان مهووساً بأمي ولهذا قلتها هي وأبي؟"
تنهد (هشام) بقوة
_"أمي تشك أصلاً أنّ تكون والدتك قد ماتت فور وقوع الحادث يا (عاصي)"
شلال من الثلج سقط فوق روحه وهو يلتفت له بوجه شاحب وهمس بتحشرج
_"ماذا تقصد؟ .. ما .. ما الذي قلته الآن؟"
ابتلع لعابه قائلاً بصعوبة
_"أمي تشك أنّ والدتك لم تمت مباشرة في الحادث وأنّها ربما تكون قد بقيت لفترة على قيد الحياة .. قالت أنّ تلك الجثة التي دفنوها كانت مشوهة وربما لا تكون جثتها بالفعل"
قلب (عاصي) كان يرتجف بجنون كما فعل جسده وهو يقترب من (هشام) مردداً باهتزاز

_"ما الذي تقوله يا (هشام)؟ .. أمي .. أمي لم تمت"
أسرع يقول خوفاً عليه من أملٍ غير حقيقي

_"لا (عاصي) .. لم أقل هذا .. أمي فقط قالت أنّها ربما لم تمت في الحادث لكنّها قد تكون ماتت بعده وإلا كيف لم تعد بعد نجاتها"
انقبض قلب (هشام) بتخوف وهو يرى لمعة عينيه بالأمل الذي ولد رغم محاولته وأده وهو يندفع ممسكاً بذراعيه هاتفاً برجاء

_"هل يمكن هذا (هشام)؟ .. هل يمكن أن تكون شكوكها صحيحة وأمي لم تمت؟ .. ربما تكون فقدت ذاكرتها ولهذا لم .."
قاطع هذيانه وهو يهز كتفيه هاتفاً
_"(عاصي) تمالك نفسك .. لم نتأكد بعد من أي شيء من هذا .. خشيت أن أخبرك بهذا وأزرع فيك أملاً .. ولهذا السبب بالتحديد خافت أمي من إخبارنا بشكوكها وحاولت التأكد بنفسها قبل أن تنتزع منا الأمل .. وليتها أخبرتني قبل فوات الأوان"
نظر له بخشية وهمس

_"ماذا تعني بفوات الأوان؟ .. ماذا حدث؟"
أمسك كتفيه وقاده ليجلس على الكرسي وقال بحزم

_"اسمعني جيداً (عاصي) .. أنا لن أستمر في ارتكاب نفس الخطأ .. أمي لم تخبرني بهذا إلا قبل أيام من حادثي وأنا حاولت التأكد بنفسي قبل إخبارك لكن الحادث حال بيني وبين ما أردت .. أمي أخبرتني أن والدتك عندما سافرت في تلك الرحلة مع والدك كانت حاملاً"
تراجع للخلف بشحوب وصدمة بينما (هشام) يتابع ضاغطاً على كل كلمة
_"كانت تحمل شقيقة لك يا (عاصي)"
تسارعت أنفاسه وهو يحدق فيه بصدمة وقد غامت عيناه بدموع أشد وهز رأسه هامساً برفض
_"لا .. لا يا (هشام) .. مستحيل .. لا تقل هذا"
ضغط على كتفيه قائلاً بحزم

_"والدتك لم تخبر أحداً بهذا لكن أمي كانت متأكدة من الأمر .. قالت أنّ تلك الرحلة كانت احتفالاً بحملها وأنّها أعدتّها مفاجأة لتخبر والدك بحملها الذي انتظراه طويلاً"
عض (عاصي) على شفته بقوة يحاول التحكم في دموعه والألم يعتصر قلبه بشدة .. أمه كانت تحمل جنيناً .. شقيقاً له .. وهو الذي ظن أنّه سيكون وحيدهما طيلة عمره .. لكنّ ذلك الحقير قتلها وحرمها من سعادتها وحرمه من حنانهما .. سمع (هشام) يكمل بعد أن أخذ نفساً قوياً
_"أمي تعتقد أنّ (عزت) اختطف والدتك بعد الحادث وأخفاها بعد أن دبر جثة قريبة منها مشوهة المعالم ليخدع الجميع ويوحي لهم أنّها قد ماتت مع والدك في الحادث"
تسارعت أنفاس (عاصي) بوحشية وهو يهز رأسه برفض .. لا يريد أن يصدق .. لا يريد أن يصدق ما يسمعه .. مستحيل

_"مستحيل .. ما تقوله مستحيل (هشام)"
هز رأسه قائلاً بمرارة
_"كان يمكن أن أقول نفس الكلام لولا أنني كنت قد رأيتها كما فعلت أمي"
همس بتوجس
_"رأيت من؟"
أجابه وهو ينظر في عينيه بأسى ومرارة
_"(همسة)"
انتفض جسده مع الاسم بينما يتابع (هشام)
_"تلك الفتاة التي أخبرتني أنّها ابنة (عزت اليزيدي)"
_"ما الذي تتحدث عنه (هشام)؟ .. ماذا تريد أن تقول؟"
همس بخشية رافضاً تصديق ما تحويه كلمات (هشام) الذي أجابه بحزن
_"عندما رأيتها أول مرة انتابني شعور أنّني رأيتها من قبل .. كانت مألوفة بشدة .. ذكرتني بـ(رهف) .. لم أصدق أنّها ابنة ذلك الحقير .. شيء داخلي رفض التصديق .. كانت مختلفة عن (عماد اليزيدي) .. طيبتها ومساعدتها لي وكلامها جعلني أرفض تصديق أنّها تنتمي لتلك العائلة وبعدها .. بعدها بفترة .. قبل الحادث أخبرتني أمي أنّها قابلت نفس الفتاة في غرفة (رهف) بالمشفى .. يوم فقدت وعيها؟ .. هل تذكر؟"

هز رأسه بآلية وسمعه يكمل
_"أمي فقدت وعيها من الصدمة .. كانت قد رأتها وتحدثت معها وشعرت بنفس شعوري نحوها، وعندما ظهرت أنت أمامها ونظرت إليك عرفت السبب الذي جعلها تشعر أنّها رأتها من قبل"
صمت لحظة ينظر في عينيّ (عاصي) قبل أن يكمل بأسى

_"كانت تملك نفس عينيك (عاصي)"
تنفس بقوة وهو ينهض من مقعده هاتفاً برفض
_"لا أفهم ماذا تقول .. لا أفهم .. لا أصدق ما تريد قوله .. لا .. لا يمكن"
هز رأسه برفض أكبر وهو يلتفت إليه صارخاً باستنكار
_"ماذا تريد أن تقول (هشام)؟ .. أن تلك الفتاة التي رأيتماها أنت وأمي .. تكون .. تكون .. لا .. لا يمكن أن أصدق هذا .. مستحيل"

اقترب منه وأمسك بكتفيه ينظر له بحزم ورجاء
_"أنا أيضاً لم أرد تصديق الأمر .. ليته يكون كذباً (عاصي) لكن كل شيء فيها يقول أنّها الحقيقة .. تلك الفتاة التي تحمل اسم (اليزيدي) كذباً هي شقيقتك"
صرخ وهو يدفعه في صدره
_"لا .. لن أصدق .. مستحيل"
هتف فيه بحدة
_"وربما ليس مستحيلاً يا (عاصي) .. كل شيء يؤكد أنّ ذلك الرجل اختطف والدتك حتى وضعت شقيقتك ونسبها لنفسه .. منحها اسم والدتك ونسبها لنفسه وتربت هي في تلك العائلة بعيداً عنا"
_"لا يا (هشام) أتوسل إليك لا تقل هذا .. هل تعرف معنى ما تقول؟ .. بالله عليك لا تقل هذا"

هتف بحرقة وهو ينظر له، ليرفع (هشام) كفيه ويحيط وجهه الذي سالت فوقه دموع عجز وألم
_"كان يمكن أن أنتظر حتى أتأكد من فحص الحمض النووي لكنني قررت ألا أخفي عنك شيئاً (عاصي) .. لن أنتظر لأنني متأكد من الأمر .. إحساسي وكل الأدلة تؤكد أنّها ابنة عمي وبقى فقط إجراء ذلك الفحص"
_"لا يا (هشام) .. إنّها خدعة .. لا يمكن أن .."
ضغط براحتيه على وجهه يهز رأسه برفق وهو ينظر بحزم في عينيه
_"أريدك قوياً (عاصي) .. (همسة) عرفت حقيقة أنّها لا تنتمي لتلك العائلة وهربت واليوم فقط عرفت باقي الحقيقة .. عرفت أنّها تنتمي إلينا ولهذا هي هنا و"
اهتز جسده وتراجع هاتفاً بينما عقله يستوعب ما غفل عنه
_"هنا .. لا .. تلك الفتاة .. لا تقل أنّها .."
حدق فيه للحظة برفض وذهول قبل أن يندفع خارجاً وهو يهتف
_"لا يمكن .. مستحيل"
اندفع (هشام) خلفه هاتفاً
_"(عاصي) انتظر"
صعد السلالم بسرعة في اتجاه غرفة (رهف) التي اقتحمها بعنف جعل (راندا) تنتفض ملتفتة بفزع وهتفت وهي ترى ملامحه المنفعلة
_"(عاصي) ما الذي تـ .."
انقطعت كلماتها مع دخول (هشام) الذي هز رأسه لها فنظرت نحو (عاصي) بشفقة وألم وهي تتبع نظراته التي تسمرت فوق (همسة) الغارقة في النوم .. اقترب منها بخطوات مرتجفة حتى وقف أمامها بينما همست (راندا) بخشية
_"(عاصي) .. أرجوك لا"
قاطعها برفع كفه في وجهها أن تصمت ففعلت بينما اقترب (هشام) ليقف بقربها وسألها
_"ماذا قال الطبيب؟"
نظرت نحوها بشفقة وقالت

_"يبدو أنّها تعرضت لصدمة عنيفة ولم تحتمل الأمر فانهارت .. ستحتاج لبعض الوقت"
سمعها (عاصي) بشرود وقلبه ينتفض بين ضلوعه وعيناه تمران على ملامح (همسة) وشعرها العسلي متذكراً رؤيتها ذلك اليوم .. هو أيضاً شعر بصدمة حين رآها، حتى أنّه أخطأ وظنها (رهف) من بعيد .. دمعت عيناه وهو ينظر لها .. كيف يمكنه أن يصدق؟ .. كيف؟ .. بعد كل هذه السنوات يأتي (هشام) ليخبره أنّ له شقيقة ضائعة .. مسروقة .. شقيقة انتزعوها من رحم أمه التي لم يعد متأكداً من مصيرها .. شقيقة نشأت في كنف الأعداء .. ابنة لقاتل والده وربما والدته أيضاً .. أختاً لذلك الحقير الذي دمر حياة (رهف) .. ابنة لتلك العائلة التي قتلت عمه ودمرت حياتهم .. كيف يصدق؟ .. كيف يمكن أن يفعل؟ .. لو كانت هذه الحقيقة .. كيف يحتمل كل ما يترتب على تلك الحقيقة؟ .. كيف يتخيل ما مرت به أمه وشقيقته لو كان هذا حقيقة؟ .. كيف؟ .. آهة طويلة مريرة انطلقت من أعماق قلبه لتغادر حلقه وهو يسقط أرضاً على ركبتيه أمام الفراش، لتتسع أعينهما بفزع مع انهياره .. اندفع (هشام) نحوه بينما سالت دموع (راندا) وهي تحدق في زوجها وهو يحيط رأس ابن عمه بكفه ويضمه إليه مواسياً وداعماً بينما اهتز جسد (عاصي) بالبكاء وهو يهتف
_"كيف تريدني أن أصدق كل هذا (هشام)؟ .. هذا مستحيل .. لا يمكن أن تكون هذه هي الحقيقة يا أخي .. لا يمكنني احتمال هذا أبداً"
ربّت على رأسه برفق وهو يقاوم دموعه
_"لا بأس يا (عاصي) .. أنت قوي .. كل هذا سيمر .. سينتهي بخير"
هز رأسه هامساً باختناق
_"لا يا (هشام) .. أنا لست صخراً يا أخي .. لست صخراً .. لا يمكنني احتمال كل هذا .. يالله .. أكاد أموت .. قل أنّه كذب .. أنني أحلم وسأصحو من هذا الكابوس .. رحماك ياالله"
بكت (راندا) بحرارة مع رؤيتهما بهذه الحال .. لماذا يحدث معهم كل هذا؟ .. كيف يمكن أن يصل الشر بأحدهم ليرتكب كل هذا الأذى بهم؟ .. كيف يمكنهم أن يتجاوزوا كل هذا الألم؟ .. اقتربت من (هشام) وانحنت تلامس كتفه بدعم فرفع رأسه إليها ينظر لها بعينين دامعتين بينما يحتضن (عاصي) بكل قوته يدعمه لتحرك شفتيها بدون صوت تخبره أنّها معه وأنّ كل شيء سينتهي بسلام .. كلمات كان يرددها على (عاصي) وهو نفسه في أمس الحاجة لمن يخبره بها .. يحتاج لمن يؤكد له أنّهما قويان وسيتجاوزان بعائلتهما كل هذا الألم والعذاب قريباً وبأقل الخسائر .. جلست أرضاً تسند رأسها لكتفه وتربّت على ظهره بحنان ودعم تعرف كم يحتاجه ليحتوي انهيار (عاصي) .. نظرت من بين دموعها لـ(همسة) الغائبة عنهم وهمست داخلها برجاء
_"يا رب .. ساعدهم .. ساعدنا يا رب لينتهي هذا الكابوس بسلام"
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:47 AM   #776

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"اهدأي (هاميس) .. أنا لا أفهم ما تقولين"
رددت (وتين) بقلق وهي تتحرك بغرفة نومها وتابعت وهي تسمع لصوت (هاميس) المرتجف بالبكاء على الناحية الأخرى من الهاتف
_"حبيبتي .. توقفي عن البكاء قليلاً وأخبريني بهدوء .. ما به (آدم)؟ .. ماذا فعل؟"
وصلتها شهقة باكية تبعها صوت (هاميس) وهي تردد بانهيار
_"إنّه خائن يا (وتين) .. خائن .. أنا أكرهه .. لقد خان (رُبا)"

انقبض قلب (وتين) في صدرها وهي تجلس على حافة الفراش وتحسست عنقها بتوتر وهي تهمس
_"اهدأي أرجوكِ (هاميس) .. أي خيانة حبيبتي؟ .. (آدم) ليس .."
هتفت بحرقة
_"إنّه خائن .. لقد تزوج من أخرى وجاء بها للمنزل .. لقد رمى (رُبا) خلف ظهره وتزوج امرأة أخرى .. وجدي .. جدي يقف في صفه يا (وتين) .. لقد رحب بتلك المرأة في عائلتنا .. أنا أشعر باختناق شديد منذ عرفت .. أرجوكِ .. أريد أن أتحدث مع (زياد) .. أريده أن يأتي .. أنا أحتاجه"
تنهدت بقوة وهي تنظر بتوتر ناحية الباب تحسباً لدخول (زياد) وهمست

_"حبيبتي .. (زياد) مشغول الآن ولا يمكنه أن يتحدث معك .. أنا سأتحدث معه في الأمر .. أريدك أن تهدأي ولا تتسرعي في الحكم على الأمور .. أنتِ تثقين في جدي، صحيح؟ .. هو لن يقدم على شيء يؤذي أحفاده أبداً .. بالتأكيد لو عرف أنّ زواج (آدم) يضر بالصغيرين لم يكن ليوافق على .."
قاطعتها هاتفة
_"جدي سيوافق لأنّ (آدم) وضعنا أمام الأمر الواقع وتزوج تلك المرأة في السر .. إنّه خائن .. وأنا الذي ظننته سيكون وفياً لـ(رُبا) .. أنا أكرهه (وتين) .. أكرهه ولا أريد رؤيتهما معاً في البيت وإلا سأرتكب جريمة"

ضغطت (وتين) بين عينيها بتعب وقالت
_"(ميسا) حبيبتي .. أنتِ الآن منفعلة وتفكرين باندفاع .. لو هدأتِ قليلاً فستتعاملين مع الأمور بحكمة .. هذا الموقف لا يصح أن تتصرفي فيه بهذا الانفعال حبيبتي .. اسمعيني .. تحدثي مع جدي في الأمر أخبريه بشعوركِ وافهمي منه ما يجري .. ربما الأمر غير ما تتصورين حبيبتي"
_"لا يا (وتين) .. لا أريد أن أسمع أي تبريرات .. بماذا سيبرر خيانته لشقيقتي؟"
_"أعرف أنّكِ مصدومة الآن حبيبتي .. لكن .. لا يجب أن نتعامل مع الأمور هكذا .. لا تتعاملي مع الموقف من جانبكِ وحدكِ (هاميس) .. يجب أن تسمعي وتنظري من وجهة نظر الآخرين لتتعاملي مع الموقف بحكمة (ميسا)، فهمتِني حبيبتي؟"
وصلها صوت بكائها فتنهدت بحرارة

_"حبيبتي .. أرجوكِ .. لا تجعليني أشعر بالعجز لوجودي بعيداً وأنتم في حاجتي"
رددت (هاميس) بحزن
_"أنا آسفة (تينا) .. لم أقصد أن أقلقكِ أو أتعبكِ معي .. أنا فقط شعرت بحاجتي للحديث معكِ أنتِ و(زياد) .. لا أحد في البيت يريد الاستماع لي ويقولون أنني أُعمل من الحبة قبة .. هل تصدقين؟ .. حتى أبي وأمي .. حتى هما يتعاملان مع الأمر ببرود كأن الأمر لا يخص ابنتهما المسكينة"
تنفست (وتين) بعمق وأغمضت عينيها وخيال (رُبا) يرتسم أمامها
_"(ميسا) حبيبتي .. أنتِ اتصلتِ لتبوحي بما يؤلمكِ وتطلبي النصيحة، صحيح؟ .. إذن ستستمعين لي .. ابتعدي لبعض الوقت ولا تتحدثي مع أحد في الأمر حتى تهدأي .. اعتبري أنّكِ لم تعرفي شيئاً"
_"لكن (وتين) .. كيف أ .."
قاطعتها مرددة

_"عندما تهدأين ستعرفين كيف تتعاملين مع الموقف بحكمة ودون أن تخسري من تحبينهم حبيبتي، هل فهمتِني؟"
رددت بعد لحظات صمت وبدون اقتناع

_"حسناً سأحاول"
ابتسمت بأسى وهي تقول
_"اتفقنا حبيبتي إذن"
تمتمت بموافقة خافتة قبل أن تودعها بكلمات قليلة وتغلق الهاتف لتطرق (وتين) برأسها في حزن .. أغمضت عينيها تتذكر رؤيتها لـ(آدم) ذلك اليوم في المشفى بعد حادث (هشام) مع تلك الفتاة نارية الشعر .. (سيلين) تلك الفتاة التي تكرهها (راندا) وتغار منها بجنون .. لقد رأت كيف كان يحيط كتفيها بذراعه في احتواء وحماية وعيناه كانتا قصة أخرى .. تعرف تلك النظرات جيداً .. كانت نظرات عاشق لمعشوقته .. نظراته لتلك المرأة لم ترها يوماً في عينيه وهو ينظر إلى (رُبا) .. لا تشك أنّه أحب (رُبا) بطريقته .. حباً مختلفاً نبع من صداقتهما منذ الطفولة .. وعشرة الزواج بينهما ولدت حباً رقيقاً بينهما .. انهياره بعد مرضها ووفاتها كان صادقاً .. (آدم) أحب (رُبا) حقاً واهتم بها وأخلص لها، لكن ما رأته في عينيه نحو تلك الأخرى كان شيئاً أعمق وأكبر .. كان عشقاً .. كان ذلك النوع من العشق الذي يتملك كل ذرة من الروح والقلب .. مثل حبها هي و(زياد) .. تعرف كيف هي صعبة الصدمة على الجميع فهي نفسها لم تستوعبها وهي تراهما معاً، لكنّها تفهمت الأمر وتمنت السعادة لـ(آدم) وهي تفكر في أن (رُبا) نفسها كانت ستتمنى له الشيء ذاته بكل الحب الذي حملته نحوه .. حباً خالصاً لا أنانية فيه .. تلك اللحظة التي رأتهما فيها شعرت داخلها أنّ سعادة (آدم) في يد تلك المرأة وقلبها اطمأن وهي ترى كيف كانت تستند له بضعف وهو يسير برفقتها في اتجاه غرفة (هشام) بالمشفى .. كيف كانت تنظر له كأنه أمانها وقوتها وحياتها كلها .. عندها دفعت بصدمتها وإحساسها اللحظي بالخيانة نحو (رُبا) وعرفت لحظتها أنّ (رُبا) لم تكن ستتمنى له أكثر من هذا .. انتفض جسدها بخفوت عندما اخترق صوت (زياد) أذنها وهو يهمس بقلق
_"حبيبتي .. ما بكِ؟"
التفتت لتجده جالساً بجوارها على حافة الفراش ونظراته القلقة جعلت قلبها يرفرف فهمست بابتسامة رقيقة
_"لا شيء حبيبي .. أنا بخير"
تأملها بقلق وهو يقول
_"لا تبدين كذلك .. ناديتكِ مراراً لكنّكِ كنتِ شاردة للغاية"
رفعت يدها تحتضن خده بحب وهمست
_"أنت دائماً تقلق عليّ حبيبي"
احتضن كفها بكفه يضمها إلى خده أكثر وهو ينظر لها بلوم فابتسمت قائلة بتوتر

_"كل ما هناك أنني أشعر بالقلق بشأن (رهف) .. علميتها بعد بضع ساعات ويجب أن أكون معها هي والسيدة (سلمى)"
قطب قائلاً باعتراض

_"حبيبتي .. لو كان الأمر مؤلماً لكِ فلا تضغطي على نفسكِ .. (كِنان) و(فاطيما) معهما وأنا سأذهب لأطمئن على الوضع وأخبركِ .. لن يلومكِ أحد إن لم تذهبي"
_"لا حبيبي .. يجب أن أكون هناك بنفسي .. لقد أوصتني (راندا) بهما .. كما أنّهما أصبحا جزءاً من عائلتنا (زياد) لا يمكننا ألا نكون معهما في هذا الظرف"
ابتسم لها بحنان ومال يطبع قبلة حانية على جبينها وهو يقول
_"حسناً حبيبتي .. استعدي إذن لنغادر معاً"
بادلته ابتسامته ونهضت بسرعة قبل أن تغلبها ملامحها وتفضحها أمامه .. ابتعدت لتحضر ثياب خروجها بينما تابعها بعينيه في قلق مدركاً تهربها من إخباره بالحقيقة .. تنهد بقوة ونهض ليبدل ثيابه هو الآخر .. انتهى سريعاً وجلس ينتظرها وتعلقت عيناه بهاتفه بشك .. لماذا كانت تحمل هاتفه في يدها؟ .. ابتسم بشحوب .. لا يمكن أن تكون قد بدأت الشك فيه والتصرف كزوجة غيور تفتش خلف زوجها .. فتح الهاتف يقلب فيه، ليقطب بعض لحظات حين وجد اسم شقيقته في الاتصالات الحديثة .. هل اتصلت (هاميس) به وردت (وتين) عليها؟ .. لماذا لم تخبره إذن؟ .. انقبض قلبه بقلق .. هل حدث شيء هناك وخشيت إخباره؟ .. كاد القلق يدفعه ليتصل بشقيقته لولا أن عادت (وتين) للغرفة وهي تجفف شعرها .. راقبها وهي تقف أمام المرآة تصفف شعرها شبه المبتل وتعلقت عيناه بملامحها المتوترة وعينيها اللتين حملتا شروداً قلقاً .. ألقى الهاتف على الفراش ونهض وهو يتنهد بقوة واتجه نحوها .. تجمدت أصابعها على المشط وابتلعت لعابها بصعوبة حين وجدته يقف خلفها مباشرة .. تحشرجت أنفاسها عندما شعرت بكفيه على جانبيّ خصرها ومال ليسند رأسه لكتفها ويهمس
_"ما الأمر حبيبتي؟ .. هل تخفين عني شيئاً؟"
لم تغب عنه رجفة خافتة مرت بجسدها وهي تبتسم بتوتر قائلة
_"ماذا حبيبي؟ .. ما الذي سأخفيه عنك؟"
نظر لعينيها عبر المرآة للحظات قبل أن يتنهد وهو يديرها لتواجهه وهمس بلوم

_"ألم نتفق ألا نخفي عن بعضنا شيئاً (وتيني)؟ .. لا يمكنكِ أن تخدعي عينيّ حبيبتي .. أنتِ شفافة لي ملاكي"
ارتجفت شفتاها وهي تنظر له باعتذار ومالت تضم نفسها إليه وتهمس
_"آسفة حبيبي .. لم أقصد أن أخفي شيئاً عنك .. كنت سأخبرك فور عودتنا من المشفى .. الأمر ليس خطيراً .. (هاميس) كانت غاضبة من شيء ما حدث هناك وأرادت التحدث معنا قليلاً"
أبعدها ينظر في عينيها ملياً ثم قال بتوجس

_"ما الذي حدث معها؟ .. ماذا قالت لكِ؟"
ابتعدت عنه بتوتر وقالت وهي تكمل تصفيف شعرها

_"لا شيء خطير حبيبي .. دعنا لا نتأخر أكثر وسأخبرك عندما نـ "
قاطعها وهو يديرها نحوه قائلاً بحزم رقيق
_"(وتين) .. أخبريني في الحال ماذا حدث"
تنهدت بحرارة وقالت بتردد

_"حسناً ... أنا لا أريدك أن تغضب .. ما حدث قد حدث وانتهى ولا يمكننا أن نغيره .. لقد صار أمراً واقعاً"
_"(وتين) .. لا تتحدثي بالألغاز"

أخذت نفساً عميقاً وهمست
_"حسناً .. الأمر يخص (آدم)"

قطب بتوجس بينما تتابع
_"حسناً .. ليس الأمر خطيراً .. هو فقط .. حسناً .. هو فقط"
قاطع ترددها قائلاً بهدوء وهو يدرس ملامحها

_"تزوج؟"
اتسعت عيناها بصدمة وهتفت
_"ماذا؟ .. كيف عرفت؟"
هز كتفيه قائلاً بهدوء
_"(آدم) اتصل وأخبرني بنفسه"
قطبت حاجبيها وهي تنظر له قبل أن تزم شفتيها هاتفة بنزق

_"حقاً؟ .. (آدم) أخبرك ولم تقل شيئاً وتلومني الآن لأنني خفت أن أخبرك فتغضب"
ابتسم وهو يلتقط المشط من يدها وأدارها لتواجه المرآة وبدأ يصفف شعرها
_"كان أمراً يخص (آدم) حبيبتي .. لكن حسناً آسف .. لم أقصد إخفاء الأمر عنكِ .. لقد اتصل بي وأخبرني .. قال أنّه أرادني أن أعرف قبل أن يقابل العائلة .. كان خائفاً من رد فعلي"
نظرت له بترقب وهمست
_"لم تغضب منه؟"
تنهد بقوة مجيباً

_"ربما شعرت بالضيق عندما فكرت بـ(رُبا) لكنني دائماً شككت أنّ (آدم) يخفي شيئاً بقلبه .. كنت أعرف أنّه تغير منذ عودته من فرنسا"
ارتفع حاجباها وهمست
_"هل تقول أنّه يعرف تلك المرأة قبل سنوات"
هز رأسه قائلاً بابتسامة شاحبة وتابع

_"لقد وقع في حبها في الخارج وافترقا .. عندما عاد تزوج (رُبا) بقرار من جدي .. ثم بطريقة ما .. جمعهما القدر مجدداً بعد موتها .. لا أعرف ماذا حدث بينهما بالضبط لكن .. أنا لا يمكنني أن أشعر بالغضب من (آدم) .. أعرف معنى أن يقع في حب كهذا الذي وصفه لي .. كان يعتذر مني .. كان خائفاً أن أكرهه بسبب وقوعه في حب امرأة أخرى سوى (رُبا) .. لا يمكنني أن ألومه لأنّه قرر متابعة حياته مع المرأة التي أحبها دائماً .. ليس وأنا أعلم أنّ (رُبا) جلعته يقطع لها وعداً وهي على فراش الموت أن يبحث عن تلك المرأة ويستعيدها ويكمل معها حياته"
شهقت بخفوت وهي تلتفت له

_"(رُبا) فعلت؟"
أومأ برأسه وقال وهو يتابع تصفيفه لشعرها بهدوء
_"جدي أخبرني بهذا فقد تحدثت معه بعد اتصال (آدم) .. أردت أن أعرف رأيه بالأمر بعد أن أخبرني (آدم) أنّ جدي أصر على استقبالهما والترحيب بزوجته في العائلة .. هو أخبرني كل شيء"
همست بعد لحظات تفكير
_"لقد رأيتهما معاً بعد حادث (هشام)"
_"حقاً؟"
هزت رأسه وأخبرته بما رأت وتابعت بشرود

_"إنّه يعشقها يا (زياد) .. لم أره مغرماً بهذا الشكل قبلاً .. وهي أيضاً تعشقه .. أعتقد أنّهما يستحقان السعادة رغم كل شيء"
وتنهدت بحرارة وهي تكمل
_"يا الله .. لا أصدق أنّ (رُبا) طلبت منه هذا"
ورفعت عينيها تنظر لعينيه عبر المرآة متابعة
_"لا يمكنني تخيل أن أفعل مثلها أبداً"
تصلبت يده على شعرها وهو يسمعها تواصل
_"لو أنني على وشك الموت ربما لا أسـ .."
قاطعها بلوم وخوف هو يحيط خصرها بذراعيه ويضمها لصدره دافناً رأسه في عنقها
_"إياكِ .. لا تقوليها أبداً"
همست اسمه بحنان وهي ترفع يدها تربّت على خده بينما تنظر لصورتهما بالمرآة وهو يشدد ضمها إليه مغمضاً عينيه بينما يتابع برجاء
_"لا تكرريها أبداً (وتيني) .. أبداً"
ابتسمت في حب والتفتت تواجهه واحتضنت وجهه بكفيها هامسة
_"آسفة حبيبي .. لم أقصد"

ابتعد قليلاً ينظر في عينيها فاتسعت ابتسامتها وقالت
_"والآن .. هل يمكن أن تتركني أكمل ارتداء ثيابي حتى نلحق بـ(رهف) قبل أن تبدأ عمليتها"
ابتعد مرغماً وتحرك خطوة قبل أن يعودها ويحتضن وجهها ومال يقبلها بحب قبل أن يبتعد ويهمس

_"أحبكِ يا قلب (زياد)"
ابتسمت بحب مماثل واقتربت تهمس له بعينين لامعتين وتطبع على شفتيه قبلة رقيقة
_"وأنا أحبك يا روح (وتين)"
داعب خدها بإبهامه بحب قبل أن يبتعد ليرتدي سترته لتبتسم وتتحرك لتكمل ارتداء ثيابها ولم تنس أن تقول وهي تلتفت له
_"بالمناسبة حبيبي .. تذكر أن تتحدث مع (هاميس) فهي لم تتقبل الأمر ولم تتوقف عن اتهام (آدم) بالخيانة .. تحدث معها قبل أن ترتكب جريمة كما أخبرتني"
ابتسم بخفوت وهو يهز رأسه قبل أن يلتقط هاتفه ويضعه في جيبه قائلاً بمرح مفتعل

_"لو أخبرتها برأيي الآن ستأخذ أول طائرة وتأتي لترتكب أول جريمة هنا وتقتلني"
ضحكت بخفوت مع كلماته واقتربت تعدل رباط عنقه وهمست له برقة
_"ومن سيسمح لها حبيبي؟ .. دعها تقترب منك إنشاً واحداً وسترى"

تأوه بمرح وهو يشدها إليه قائلاً بغزل وهو يلامس خصرها بنعومة
_"ملاكي الحارس .. أعرف أنّه لا يمكن أن يمسني أحدهم بأذى وأنتِ معي .. هه يا ملاكي .. ما رأيكِ لو تأخرنا بعض الوقت؟ .. لن يشعروا بغيابنا .. أنا مشتاق كثيراً لملاكي الحبيب"
احتضنته بحب وضحكت قائلة وهي تبتعد عنه
_"ملاكك الحارس يقول أنّه يجب أن نذهب بعد قليل وإلا سنتأخر عن العملية وهذا سيحزنني كثيراً وأنت لا ترضى هذا لملاكك، صحيح حبيبي؟"
زفر بقوة وهو يرفع أحد حاجبيه قائلاً

_"حسناً .. لنرى كيف ستهربين مني ملاكي عندما يأتي الليل .. سأقيد أجنحتكِ حتى لا تهربي بعيداً"
ضحكت بخفوت وأرسلت له قبلة عبر المرآة وهي تقول
_"لا تقلق حبيبي .. ملاكك لا ينوي الهرب من الأساس .. لقد سقطت بفخك وانتهى الأمر منذ وقتٍ طويل"
لمعت عيناه بعشق ووعد جعل قلبها ينبض بقوة فأشاحت بوجهها وهي تبتسم بينما تهمس داخلها بدعاء أن يحفظه لها دائماً ويكمل سعادتهما وسعادة كل أحبابهم على خير ويبعد عنهم شبح الألم والحزن للأبد.
*********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:49 AM   #777

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلقت (هاميس) الهاتف وأغمضت عينيها بألم وهي تضم الهاتف لقلبها .. لا تعرف لماذا وعدت (وتين) وهي تعرف أنّها لن تستطيع فعل ما طلبته منها .. كيف تريدها أن تتفهم الوضع؟ .. كيف تريدها أن تسمع تبريرات (آدم)؟ .. ما الذي يمكن أن يبرر الخيانة؟ .. دوت الكلمة برأسها مراراً .. أجل هو خائن .. دمعت عيناها وهي تلتقط البرواز الموضوع بجوار الفراش .. تأملت صورتها و(رُبا) تحتضنها بحب وعلى شفتيها ابتسامتها الملائكية تلك .. تأوهت بحرارة وهي تضم البرواز لصدرها .. (رُبا) الحبيبة .. شقيقتها الملاك .. لم تستطع حتى الآن تجاوز فقدها .. طيلة الوقت تتعامل مع خسارتها برفض للواقع .. تتخيلها سافرت مكاناً بعيداً وترفض الاعتراف داخلها أنّها رحلت للأبد .. والآن .. الآن تشعر أنّها قد رحلت حقاً .. رؤية (آدم) وهو يمسك بكف تلك المرأة الصهباء جعل طعنة سوداء تنغرس بقلبها .. رؤيتها لـ(رفيف) تندفع نحوها وتلك المرأة تحتضنها بهذه الطريقة جعلت ناراً تشتعل بصدرها وصورة شقيقتها بوجهها الميت الشاحب ترتسم أمام عينيها تخبرها أنّها ماتت حقاً .. كيف يريدونها أن تتعامل مع الأمر بهذه البساطة؟ .. كيف يبرر لها نسيانه لشقيقتها بعد مرور هذا الوقت القصير على رحيلها؟ .. وهي الذي ظنته انهار بموتها وسافر لأنّه لم يحتمل رؤية مكانها خالياً .. التقطت أنفاسها بصعوبة وتحركت لتترك غرفتها ونزلت السلالم مسرعة .. ستختنق لو بقيت هنا .. يجب أن تخرج .. تريد بعض الهدوء والهواء النقي .. جميعهم خانوها بترحيبهم بتلك المرأة لتحل مكان شقيقتها .. كيف يفعلون هذا بها؟ .. كيف؟ .. كانت على وشك مغادرة القصر عندما لمحت والدتها تجلس بإحدى شرفاته الخارجية وتتطلع للخارج بشرود .. عضت على شفتها بعنف .. والدتها وحدها كان رد فعلها بحد ذاته صدمة لها .. لكن كيف يصدمها؟ .. منذ متى تصرفت والدتها نحوهم باهتمام؟ .. منذ متى تهتم لأمرهم وتشعر بحزنهم .. غيرت اتجاه أقدامها واتجهت نحو أمها بخطوات غاضبة .. وقفت أمامها وتأملتها بعينين حانقتين لترفع (رجاء) عينيها الشاردتين نحوها وقطبت قائلة وهي ترى ملامحها المكفهرة
_"ما الأمر (هاميس)؟"

تنفست بقوة وهي تهتف
_"ما الأمر؟ .. تسألينني ما الأمر حقاً؟"
ازدادت تقطيبة (رجاء) وهي تنظر إليها بينما تواصل بغضب
_"كيف أمي؟ .. أنتِ بالذات لم أتوقع تصرفكِ هذا .. كيف ترحبين بتلك المرأة؟ .. كيف نسيتِ ابنتكِ بهذه الطريقة؟"
قالت أمها بصرامة
_"(هاميس) كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة؟ .. هل جُننتِ؟"
_"لقد فعلت أمي .. لقد جُننت .. وهل تركتم لي عقلاً بتصرفاتكم؟ .. جميعكم خنتم (رُبا) وأولهم أنتِ وأبي"

_"(هاميس هاشمي) .. تهذبي وأنتِ تتحدثين معي"
مالت تسند كفيها إلى الطاولة أمام أمها وتقول بحرقة

_"لماذا أمي؟ .. ظننتكِ وحدكِ على الأقل سترفضين خيانته لابنتكِ .. ظننتكِ تغيرتِ أمي وصرنا نعني لكِ شيئاً لكن لا .. لا زلنا أنا وأخويّ لا نعني لكِ أي شيء"
تنفست (رجاء) بقوة وهي تغمض عينيها ثم همست بعد لحظات بمرارة
_"لأنني تغيرت يا (هاميس) .. لأنني عرفت الحقيقة التي رفضتها لسنوات"
قطبت وهي تنظر لها قبل أن تتراجع مجفلة مع رؤية الدموع تسيل على خديها وهي تقول بألم

_"ربما لو كنت عرفت بهذا الأمر قبل أشهر لكان رد فعلي جنونياً وسيئاً لكنني الآن لا أستطيع .. لا يمكنني أن أغضب .. أشعر بالألم لأجل ابنتي حقاً لكن .. لا يمكنني أن أحرم (آدم) من البحث عن سعادته .. ربما قديماً كنت كرهته من كل قلبي ولعنته لما فعله بعد رحيل ابنتي لكن الآن لأستطيع .. ليس بعد أن عرفت حقيقة الحياة .. ليس بعد أن انتصرت في معركتي مع أشباح الكراهية والظلام داخلي .. هل تظنين أنني لم أتألم لرؤية (آدم) مع زوجته؟ .. هل تعتقدين أنّ خنجراً لم ينغرس بقلبي لرؤيتهما وأنني لم أشعر أنّ ابنتي ماتت مرة أخرى؟"
سالت دموع (هاميس) وهي تسمعها

_"بل تألمت .. تألمت بشدة لكنني لم أعد تلك المرأة الأنانية التي لا تفكر سوى في نفسها فقط .. (آدم) تعب هو الآخر وتألم كثيراً .. أعرف أنّه أحب (رُبا) وأنّها حتى لحظاتها الأخيرة كانت سعيدة معه كما أخبرتني مراراً وهذا يغفر له الكثير عندي .. يشفع له عندي حبه واهتمامه بها وإسعاده لها .. يشفع له عندي الآن لأسامحه وأفكر أنّه هو الآخر يستحق السعادة .. والصغيران أيضاً يستحقان أماً تهتم بهما"
تجمدت دموع (هاميس) مع كلماتها الأخيرة وهتفت برفض

_"لا .. لا يمكن أن تكون أماً لهما .. لن تحل محل شقيقتي أبداً"
نظرت لها بأسى لبرهة ثم قالت بابتسامة حزينة
_"ليس من حقكِ (هاميس) .. ليس من حق أحدنا .. كما أن جدكِ أخبرني أنّ هذه كانت رغبة (رُبا) من الأساس"

تراجعت بحدة وهتفت
_"ماذا؟ .. مستحيل"
هزت كتفيها قائلة بهدوء

_"يمكنكِ أن تسأليه بنفسكِ وتعرفين أنّ جدكِ لا يكذب أبداً .. كان يمكنه ألا يخبرني أبداً على اعتبار أنّه لا يحق لي التدخل في حياة (آدم) الشخصية بعد موت (رُبا) لكنّه أراد أن يمحو الألم والغيرة من داخلي نحو تلك المرأة التي ستأخذ مكان ابنتي في حياة زوجها وطفليها"
هزت (هاميس) رأسها بعدم تصديق بينما تابعت أمها بعد تنهيدة طويلة

_"(رُبا) كانت تحب (آدم) كثيراً وفكرت في سعادته قبل أن ترحل .. لذا .. لا يمكننا نحن أن نكون من الأنانية لنحرمه من فرصته الجديدة ليجد الحب والسعادة هو والصغيران"
تغضنت ملامحها بالرفض والألم لتكمل (رجاء) بألم
_"(رُبا) رحلت يا (هاميس) وهذه حقيقة يجب ألا نتعامى عنها .. لقد رحلت وجميعنا أكملنا حياتنا من بعدها .. الحياة لا تقف عند أحد بنيتي مهما بلغ حبه في قلبنا"

تساقطت الدموع على خديها من جديد وهي تهز رأسها برفض وأمها تقول بابتسامة حزينة
_"انظري لنفسكِ (هاميس) .. أنتِ نفسكِ تابعتِ حياتكِ وأصررتِ على الارتباط بحب حياتكِ ووقفتِ أمامي لأجله وها أنتِ مخطوبة له وسعيدة الآن، وستتزوجين منه قريباً ستبنين سعادتكِ معه رغم كل شيء"
اتسعت عيناها وهي تنظر لها قبل أن تخفض عينيها إلى دبلتها الذهبية وانقبض قلبها بألم وهي تسمعها
_"لقد رحلت (رُبا) للأبد يا (هاميس) ونحن لن ننساها أبداً لكن هذا لا يعني أن حياتنا ستتوقف وبالتأكيد لسنا من الأنانية لنتابع حياتنا ونسعد من جديد ثم نرفض أن يفعل (آدم) المثل"

ارتجفت شفتاها وهي تبحث عن كلمات اختنقت في حلقها الذي صدرت منه حشرجة باكية وهي تنظر لأمها بعدم تصديق ولم تحتمل كل الألم الذي تشعر به في قلبها فاندفعت تغادر المكان تاركة أمها تحدق في أثرها بألم وقد عادت الدموع تسيل على خديها وأطرقت رأسها تبكي في صمت للحظات قبل أن ترفع رأسها مستشعرة وجوده بالقرب يراقبها .. التقت عيناها بعينيه وخفق قلبها بقوة وهي تشيح بوجهها .. لماذا يراقبها؟ .. لقد باتت تشعر به قربها دائماً هذه الأيام .. كان يراقبها في صمت مؤخراً .. لماذا؟ .. ألم يقل أنّ كل شيء قد انتهى بينهما للأبد .. تصاعدت غصة مؤلمة بحلقها وزادت حرقة الدموع في عينيها وألم قلبها يزيد .. لماذا تبكي الآن؟ .. لقد أضاعت فرصتها معه للأبد .. تذكرت كلمات (وتين) لها قبل سفرها وهي تخبرها أنّه لا زال يحبها وحزين لطلاقهما وأنّ عليها أن تحارب لتستعيده .. لكنّها جبنت .. هل يمكنها أن تحلم حقاً؟ .. لا .. إن كان يحبها بالفعل فلماذا لم يردها إذن؟ .. لماذا تركها حتى الآن؟ .. هو لم يعد يريدها في حياته فعلاً .. لقد قتلت حبها في قلبه كما قال .. كتمت آهة موجوعة من مغادرة شفتيها، لينتفض جسدها بخفوت عندما شعرت بلمسة يده على كتفها .. لمسة جعلت قلبها ينتفض بين ضلوعها بقوة ودفعت بالدموع أكثر إلى عينيها .. التفتت تنظر إليه وشعرت بيده تضغط على كتفها أكثر .. رفعت عينيها تنظر إلى عينيه اللتين لمحت بهما مشاعر كثيرة .. حزن .. ألم .. مواساة و .. حب .. هل هذا حب؟ .. تلك النظرة التي كانت تراها في عينيه قديماً قبل أن يتزوجا وتقتل حبهما بيديها .. تلك النظرة التي اشتاقتها كثيراً .. همست اسمه بارتجاف وهي تنظر لكفه التي مدها نحوها وسالت دموعها وهي تمد يدها بتردد ليقبض عليها بإحكام .. همست باكية وهي تنظر لعينيه
_"أنا آسفة (شاكر) .. سامحني .. أنا حقاً آسـ "
انقطعت جملتها بشهقة مصدومة حين قبض على كفها وشدها بقوة لتنهض من فوق مقعدها وفي لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه .. اتسعت عيناها وهي تجد رأسها فوق نبضه مباشرة وذراعاه تشتدان حولها وصوته يهمس في أذنها
_"أنا الآسف حبيبتي .. آسف لأنني تركتكِ تحاربين كل أشباحكِ بمفردكِ سامحيني"
شهقت بالبكاء وخفضت ذراعيها لتحيط خصره بهما وتضم نفسها إليه .. لا تصدق أنّها بقربه مجدداً .. أنّه يسامحها .. همست ببكاء حار

_"أنا آسفة .. سامحني .. آسفة يا (شاكر) .. سامحني على كل شيء"
ربّت على ظهرها بحنان وهو يغمض عينيه يضمها له برفق وحنان يستمع لبكائها واعتذارتها المتواصلة تتوسله أن يسامحها ويعيدها إليه .. تتوسله ألا يتركها لأشباحها أبداً حتى لا تهزمها في غيابه كما فعلت من قبل .. همس وهو يضمها إليه أكثر
_"يكفي حبيبتي .. لا تبكي .. أنا معكِ الآن .. لن أترككِ تحاربين وحدكِ أبداً .. سأكون معكِ في كل لحظة من الآن فصاعداً .. لقد انتهى ذلك الكابوس بسلام .. لقد عبرتِه بنجاح حبيبتي"


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:50 AM   #778

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دفنت (هاميس) رأسها بين ركبتيها وهي تجلس مستندة لجذع الشجرة حيث مكانها السري هي و(سيف) .. شهقت بالبكاء وعقلها لا يتوقف عن تكرار ذلك المشهد .. (آدم) الذي منحته دائماً مكانة الأخ بعد (زياد) وازداد حبها له بعد زواجه من شقيقتها التي كانت تعرف كم كان حبها له كبيراً .. (آدم) الذي ظنته أحب شقيقتها حباً مماثلاً وأنّه سيظل مخلصاً لها .. نسيها بهذه السرعة .. تزوج بأخرى وليس أي واحدة .. بل بتلك المرأة المتعجرفة التي كانت (راندا) تكرهها بشدة .. ماذا ستقول (راندا) عندما تعرف؟ .. هل عرفت بالأمر أصلاً؟ .. لقد خشيت أن تتصل بها وتتحدث معها وهي لم تخرج بعد من صدمة فقدان جنينها .. ربما سيُجن جنونها لو عرفت .. كيف يفعل هذا؟ .. كيف؟ .. اهتز جسدها بالبكاء الذي استغرقها فلم تشعر بالخطوات التي اقتربت منها بينما تنهد (سيف) بأسى وهو يقترب من حيث تجلس .. لا يعرف ماذا يفعل معها .. الجميع بطريقة أو بأخرى تقبل الأمر حتى والداها بينما هي تصر على موقفها .. لقد صار أمراً واقعاً وعليهم التعامل معه بواقعية .. وهي لا تفعل هذا أبداً .. يعرف كم كانت تحب شقيقتها ويؤلمها الآن أن ترى (آدم) يرمي بذكراها بعيداً ويواصل حياته كما تعتقد هي .. انقبض قلبه لرؤيتها بهذه الحال فاقترب يجلس بجوارها هامساً بحنان
_"حبيبتي تبكي وحدها هنا وأنا أبحث عنها في كل مكان"
خانتها شهقة باكية ولم تحاول حتى رفع رأسها لتنظر له فزفر بقوة ومد يديه يرفع رأسها إليه واحتضن وجهها بكفيه ينظر بحزن للدموع التي أغرقته وعيناها احمرتا من شدة البكاء .. همس بلوم

_"يا إلهي .. لقد أهلكتِ نفسكِ بالبكاء (ميسا) .. لماذا تفعلين هذا بنفسكِ حبيبتي؟"
أمسكت كفيه تبعدهما عن وجهها مشيحة به فزفر مجدداً وأمسك كتفيها يديرها لتواجهه قائلاً بحزم

_"(هاميس) .. لا تتصرفي كالأطفال هكذا"
هتفت باكية
_"لو كنت تراني أتصرف كالأطفال فاتركني وشأني رجاءاً"
أغمض عينيه متنفساً بقوة يستدعي كل صبره ليقول بحنان
_"حبيبتي .. أعرف أنّكِ غاضبة لكن أرجوكِ .. دعينا نتحدث بصراحة ونتعامل مع الواقع بنضج أكثر"
قطبت وهي تنظر له بغضب

_"كيف تريدني أن أتصرف يا (سيف)؟ .. لقد انتهى الأمر و(آدم) وضع الجميع أمام الأمر الواقع .. جميعكم تنظرون لي كأنني طفلة حمقاء .. لا تشعرون بي .. ضع نفسك مكاني (سيف) وأخبرني كيف ستشعر"
مط شفتيه وقال
_"لا تنفعلي فقط (هاميس) .. كل مشكلة لها حل .. أولاً (آدم) رجل ناضج ولا يحق لنا التدخل في الكيفية التي يدير بها شؤون حياته .. إن أراد أن يعيش حياته مع امرأة أخرى فلا حق لنا في منعه"
هتفت بحنق
_"بالطبع ستدافع عنه لأنّك رجل مثله"
رفع رأسه للسماء يزفر بنفاذ صبر وردد
_"يا بنت الحلال .. اهدأي قليلاً .. منذ بدأتِ الشك في (آدم) وأنتِ تتصرفين بطريقة غريبة (هاميس) .. لم أعد أعرفكِ"
عادت الدموع لعينيها وهي تقول
_"ألا حق لي في الغضب منه؟ .. هل ستمنعونني أيضاً من الحزن والتألم لأجل شقيقتي"
_"حبيبتي .. لا أحد يمنعكِ من هذا .. فقط لا تدعي مشاعركِ تسيطر على حكمكِ على الأمور .. لا أحد يملك قلبه إن وقع في الحب (هاميس) .. (آدم) أحب تلك المرأة وكما أرى هي أيضاً تحبه .. هل سنقف في طريقه ونحرمه من حبه بأنانية منا؟ .. هل كنتِ تنتظرين منه أن يترهبن بعد موت (رُبا)؟"

تنفست بقوة وهي تلتفت تنظر له باتهام
_"كنت أنتظر أن يخلص لها قليلاً لكنّه خذلني .. ويبدو أنّك لا تمانع أبداً ما يحدث"
مسح وجهه بكفيه وهو يردد

_"يا رب .. الصبر يا رب"
أشاحت هي بوجهها تتمتم بنزق
_"بالطبع .. أنت رجل وستقف بصفه .. من يدري؟ .. قد تفعل الشيء ذاته عندما أموت وأتركك"
_"(هاميس)"

هتف فيها بحدة جعلتها تنتفض لكنّها قاومت مشاعرها وهي تقول بعناد
_"ماذا؟ .. هل كذبت؟ .. أنت لا تلومه أبداً فالبتأكيد لا تمانع أنت أيضاً إن وقعت في حب امرأة بعد موتـ .."
وضع كفه على فمها يخرسها عن إكمال جملتها وضاقت نظراته
_"(هاميس) .. اصمتي تماماً .. سأقولها لكِ لآخر مرة .. تمالكي نفسكِ وإلا ستخسرين من تحبينهم بهذه الطريقة"
بدا أنّها أساءت تفسير كلماته فقد ازدادت الدموع في عينيها وأزاحت كفه عن فمها هاتفة

_"ما الذي أخطأت فيه الآن؟ .. إن كنت لا تحتملني في كل أحوالي يا (سيف) فدعني أريحك من إزعاجي تماماً وأوفر عليك عناء الاختيار فيما بعد"
قطب ناظراً لها بتوجس لتتسع عيناه وهو يراها تحيط دبلتها بأصابعها وتحاول نزعها هاتفة
_"سأرحمك من .."
لم يدعها تكمل الجملة ولا حتى وصلت دبلتها إلى منتصف إصبعها حين أوقفها قابضاً على كفها بعنف يمنعها من خلعها ومال يقول بنبرة ثلجية بعثت الخوف بقلبها
_"إياكِ .. إياكِ أن تفعليها (هاميس) .. هذه الدبلة وضعتها في إصبعكِ ولن تخرج إلا بموتي، هل فهمتِ؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر في عينيه اللتين اسودتا بشدة بينما دفع هو يدها باذدراء طعن قلبها بشدة ونهض وهو يكمل
_"لقد ظننت أنني أحببت امرأة قوية قادرة على الوقوف في وجه كل المشاكل التي تقابلها .. لكن يبدو أنني كنت مخطئاً .. سأذهب أنا وابقي أنتِ هنا كطفلة انتزعوا منها ألعابها"
قالها وتحرك مغادراً تتبعها عيناه واختنقت أنفاسها في صدرها وقلبها لامها على ما فعلته فنهضت بسرعة واندفعت خلفه وقبل أن يغادر كانت تحتضنه من الخلف وتحيط خصره بذارعيه وهي تهتف باكية
_"أنا آسفة .. آسفة يا (سيف) .. والله لم أقصد كل هذا .. لم أقصد"
وقف مكانه وأغمض عينيه متنهداً بقوة بينما اهتز جسدها بالبكاء وهي تواصل
_"لا أعرف ماذا أصابني .. أشعر باختناق رهيب .. لا أستطيع احتمال الوضع .. والله رغماً عني .. لا أعرف ما بي"
تنهد مرة أخرى قبل أن يدور ليواجهها دون أن يبعدها .. رفع ذراعيه يحيط جسدها الصغير ويضم رأسها لصدره هامساً بحنان
_"لا بأس حبيبتي .. أنا أفهم .. ابكي كما تريدين الآن .. كل شيء سيكون بخير صدقيني"
بكت فوق صدره بحرقة وهي تهمس
_"لا يمكنني أن أتوقف عن التفكير في (رُبا) .. لا أستطيع التعامل بعقلانية كما تقولون .. أحاول .. لكن الأمر صعب يا (سيف) .. إنّه مؤلم"
ربّت على شعرها بحنان

_"حسناً حبيبتي .. لن نجبركِ على شيء .. اغضبي واعتزلي الجميع وابتعدي عن (آدم) وزوجته حتى ينتهي غضبكِ تماماً .. من يدري ماذا سيحدث في الغد؟"
بكت لحظات قبل أن تهز رأسها وتعده بخفوت أن تفعل فابتسم بحنان ومد يده يلتقط كفها ورفعها أمام عينيه ينظر لدبلتها وهمس بلوم
_"ولا تكرري ما فعلتِه وقلتِه بشأن علاقتنا مرة أخرى، مفهوم؟"

خفضت وجهها بخجل وهزت رأسها هامسة
_"آسفة حبيبي .. لن تتكرر أبداً"
رفع كفها يلامس بها خده وعيناه تغمرانها بمشاعره التي لم يقاومها فمال ليقبل جبينها بحب وهو يقول
_"قلب (سيف) لا يحمل مكاناً لامرأة أخرى سواكِ (ميسا)"
ارتجف قلبها مع كلماته وهزت رأسها المنخفض وقد احمرت وجنتاها فاتسعت ابتسامته وأمسك كفها يشدها معه ليغادرا مكانهما السري وقلبه يعدها أن يكون معها دائماً حتى تصبح بخير .. أن يكمل معها الطريق نحو سعادتهما .. يمنحها ويستمد منها القوة دائماً.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:51 AM   #779

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تأملت (ليزا) صغيرها النائم بسلام في حضن جدته وتنهدت بحرارة وهي تتذكر لقاءهما الأول .. كيف بكت جدة (تيو) وهي تسمع (آنجيليكا) تخبره الحقيقة .. هي لم تكن في حاجة لتأكيد .. الجدة (أنيتا) قالت أنّه نسخة من والده في صغره .. نظرت لوجه العجوز التي كانت مبتسمة وهي نائمة وذراعيها تحتويان صغيرها بحب ولمعت الدموع في عينيها وهي تفكر .. كيف كانت ستحرمهما من بعضهما للأبد؟ .. تلك المرأة التي ردت فيها الروح برؤية حفيدها .. كيف بكت وكيف احتوته وهي تردد أنّ ابنها قد عاد أخيراً .. أنّه لم يمت .. شعرت بالمرارة وهي تفكر في أنانيتها .. لقد خاطرت كثيراً بـ(تيو) وهي تعتقد أنّها تفعل المستحيل ليكون بأمان وأنّه لو تركته لجدته لن يكون آمناً .. أجفلت على لمسة رقيقة على كتفها والتفتت لتقابلها عينا (آنجيليكا) الحانيتين وهي تقول
_"ما الأمر (ليزا)؟"
ارتجفت شفتاها وهي تردد بخفوت
_"لا شيء .. كنت أفكر في كل ما حدث وفي وضع (تيو) .. كنتِ محقة (آنجي) .. ما كان يجب أن أمنع (تيو) عن جدته"
شدتها نحو الصالة الصغيرة وجلست معها على الأريكة وقالت
_"لم يفت الوقت (ليزا) .. اتركي كل شيء وابقي هنا .. دعكِ من فكرة الانتقام تلك .. (تيو) يحتاجكِ .. لا تتركيه وتخاطري بحياتكِ"
نظرت لها بلوم وقالت
_"ولماذا لا تقولين هذا الكلام لنفسكِ؟ .. لقد أخبرتِني بنفسكِ عن تلك الخطة التي تنوين المخاطرة بحياتكِ لأجلها .. أليس (جوليانو) أيضاً بحاجتكِ؟"
تنهدت بحرارة وقالت
_"هناك فارق كبير (ليزا) .. أنا لم أعد أفكر في انتقامي من ذلك الرجل .. لقد قطعت وعداً مقابل إنقاذ حياة شقيقي ولا يمكنني أن أتراجع .. أنا فقط سأساعد في تحقيق العدالة .. بسقوط ذلك الشيطان سيكون تحقق ثأر أسرتي وثأر جميع الأبرياء الذين طالهم آذاه .. الانتقام الأعمى سيء ويدمر صاحبه أولاً .. هذا ما رباني أبي عليه وما حاولت التغاضي عنه وطمره أثناء بحثي عن الانتقام .. الآن أنا أعرف ما عليّ فعله ولماذا أفعله بالتحديد .. لن أدع عاطفتي تتحكم بي"
هزت رأسها وقالت
_"لا (آنجي) .. ما أراه هو أنّكِ تخدعين نفسكِ لا أكثر .. لا فرق بين ما تحاولين فعله وما فكرت فيه .. فكري بالأمر .. ما الفرق بيننا؟ .. تلك الفتاة تريد أن تزرعك في حياة ذلك الرجل وما فهمته من كلامكِ أنّها واثقة أنّكِ ستصبحين نقطة ضعفه وعن طريقكِ ستصل لنقطته القاتلة .. بالتأكيد المطلوب منكِ إيقاعه في حبكِ .. هل ستقدرين على هذا الأمر؟"
احمر خداها وهي تنظر لها وتسارعت نبضاتها بتوجس فيما أكملت (ليزا) بشرود وألم

_"وهل فكرتِ فيما سيحدث لو خسرتِ نفسكِ في محاولتكِ لإيقاعه في حبكِ؟ ... هل فكرتِ أنّه ربما تقعين أنتِ في حبه بطريقة ميؤوس منها؟ .. ستضيعين عندها وستقفين في المنتصف عاجزة عن التقدم .. عاجزة عن التراجع والنجاة بنفسكِ"
تنفست (آنجيليكا) بصعوبة وهي تسمعها وخيال شيطان أحلامها ترتسم أمام عينيها فهزت رأسها بقوة تطرده وجسدها كله يقشعر ونظرت نحو (ليزا) التي لمع الألم فيهما فعرفت أنّها تتحدث عن نفسها .. أمسكت كفها وضغطتها برفق هامسة
_"(ليزا) .. لهذا أخبركِ أن تتراجعي الآن قبل أن تتعقد الأمور .. علاقتكِ بـ(ريكاردو) خطر على حياتكِ .. إنّه شيطان كوالده تماماً .. يمكنني أن أرى هذا .. لا أرى أملاً فيه .. انسي أمره وابقي هنا لتعتني بـ(تيو) .. لو عدتِ له ربما لن يمكنكِ أن تغادري فخه بسهولة .. أوقفي لعبتكِ قبل فوات الأوان .. ربما لن تستطيعي التأثير على (ريكاردو) وتوقعين بينه وبين والده كما ترغبين"
تنفست (ليزا) بقوة ورددت

_"على الأقل سأكون حاولت .. لا يمكنني أن أتخلى عن هذه الفرصة (آنجي)"
قطبت قائلة باعتراض
_"وهل تظنين أن (سيزار) سيترككِ تدخلين حياة ابنه دون أن يبحث خلفكِ .. وبحثه سيقوده إلى هويتكِ الحقيقية"
نبض قلبها بعنف وهي تنظر لها وهمست
_"وأنتِ كذلك (آنجي) .. من قال أنّه لن يعرف بوجودكِ في حياة ذلك الرجل الذي تنوين الذهاب لعرينه بقدميكِ"
قطبت مفكرة للحظات ثم همست بتوتر

_"حسناً .. الخطر موجود في كل الأحوال .. لكن .. لا أعتقد أنّه سيكلف نفسه عناء البحث في حياة كل امرأة تقترب من رجله ذاك .. إنّه مجرد رجل من رجاله الكثيرين حتى لو كان رجله اليمين .. لكن (ريكاردو) .. (ريكاردو) يكون ابنه يا (ليزا) .. بالتأكيد سيفتش خلف أي امرأة تدخل حياته .. ربما بدأ البحث خلفكِ بالفعل ما دمتِ تقابلين ابنه من فترة"
ارتجف جسدها بقوة وهي تنظر بخوف تجاه الغرفة التي ينام بها صغيرها وهي تفكر .. أيمكن؟ .. هل يكون (سيزار) فعلاً بدأ البحث خلفها رغم كل الحذر الذي اتخذته؟ .. رغم تأكدها من بقاء علاقته بابنه سراً وتأكيدها على (ريكاردو) أن تكون علاقتهما سراً مدعية خوفها من والده الذي لن يرضى بعلاقته بامرأة تعمل بالملهى الليلي التابع لفندقه .. امرأة لا ترقى لمستواه .. تنفست بقوة لتربّت (آنجيليكا) على يدها برفق وهي تقول

_"فكري فيما قلته (ليز) .. اتركي كل شيء وابقي هنا .. اهتمي بـ(تيو) وبالجدة (أنيتا) و .. (جوليانو) .. سأضطر لتركه بعد أن يخضع لعمليته .. أريدكِ أن تهتمي به في غيابي أرجوكِ"
همست برجاء وهي تضغط على يدها فتنهدت بقوة وهي تنظر لها
_"حسناً (آنجي) .. سأفكر في الأمر أعدكِ"
ابتسمت لها ونهضت قائلة
_"حسناً اتفقنا .. سأذهب لأنام الآن فقد تأخر الوقت ويجب أن أكون مع (جولي) باكراً ليجري الفحوصات الباقية قبل العملية"
هزت رأسها وهي تنهض بالمثل
_"وأنا أيضاً سأذهب لأنام .. أحلاماً سعيدة (آنجي)"
ارتجف قلبها مع كلماتها وابتسمت بتوتر وهي تهز رأسها وتحركت نحو شقتها الصغيرة المقابلة لشقة الجدة (أنيتا) ودخلتها .. أغلقت الباب بإحكام وتحركت نحو غرفتها .. ألقت بجسدها فوق الفراش بشرود وتعلقت عيناها بالسقف .. تخشى أن تغرق في النوم فتراه وجزء منها يتلهف ذلك اللقاء .. ما الذي يحدث معها؟ .. لماذا تتلهف هكذا لتحلم به مجدداً رغم كل الظلام والخوف؟ .. لماذا باتت تشعر بخيبة أمل كلما نهضت من النوم دون أن تراه؟ .. أغمضت عينيها وقبل أن تنزلق في النوم وجدت قلبها يتسائل بلهفة .. تُرى هل ستراه الليلة أم سيخيب أملها مجدداً؟ .. ودون أن تمنح نفسها فرصة لمزيد من التفكير المقلق طردت كل أفكارها وركزت على موعد عملية شقيقها بعد أيام .. رسمت خيالاً سعيداً له وهو يلعب بحرية بعد استعادته لكامل صحته وارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيها وهي تكاد تلمس الصورة وتحولها حقيقة ودون أن تشعر كانت تغرق في النوم أخيراً دون أن تشغل بالها بالتفكير مرة أخرى إن كانت ستراه أم لا .. فقط قلبها أخبرها بهمسة صغيرة قبل أن تغيب في الظلام .. حتى لو لم تره بأحلامها فهي أكيدة أنّها ستراه قريباً حتماً.
*********************



may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 03:53 AM   #780

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (سديم) بحنان وهي تحرك كفها تمسح برقة على شعر (رفيف) التي غرقت في النوم بجانبها ونبض قلبها بنعومة وهي تتأملها .. لا تصدق حتى اللحظة كيف تعلقت بها (رفيف) .. اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر اللقب الذي أطلقته عليها لتستعيد لحظة رؤيتها لها هي وشقيقها لأول مرة .. لقد سرقا قلبها دون أن تدري وهذا يفسر شعورها الآن وهي تضمها بين ذراعيها بعد أن رفضت الصغيرة النوم بغرفتها وأصرت على النوم معها بالغرفة التي أمر جدها بإعدادها لها لتبيت .. تنهدت وهي تخفض رأسها لتلامس بأنفها شعر الصغيرة وأخذت نفساً عبق برائحتها الطفولية وهي تغمض عينيها اللتين أحرقتهما الدموع .. هل كانت صغيرتها ستشبهها لو عاشت؟ .. هل كانت لتكون بهذه النعومة والشقاوة؟ .. طبعت قبلة رقيقة على شعرها وتركت دمعة تخونها لتسقط على خدها .. من يصدق أنّها هنا الآن؟ .. في البيت الذي نشأ فيه حبيبها .. البيت الذي كان من المفترض أن تدخله قبل سنوات لولا أن حكم القدر بفراقهما .. وها هي تضم صغيرة من المفترض بها أن تكون ابنة غريمتها والمرأة التي شاركتها حبيبها ورغم هذا لا تحمل ذرة واحدة من الغيرة أو الضيق .. لا شيء سوى حب خالص غريب هي نفسها تتعجب شعورها به نحو الصغيرين .. مطت شفتيها بأسى وهي تتذكر (رامي) الذي رفض الاقتراب منها كلياً واكتفى بتأملها من بعيد بنظرات غامضة لا تحمل الرضا .. لقد ذكرها بوالده .. نفس الشبه والعناد .. تنهدت وهي تشد ذراعها حول خصر الصغيرة تضمها إليها بحب تتنشق رائحتها علّها تشبع شوقها لطفلتها الراحلة عبرها .. لم تنتبه لـ(آدم) الذي كان يقف بباب الغرفة مستنداً بكتفه لحافته عاقداً ذراعيه يتأملهما بحنان وقد دفعت رؤيتهما بهذه الصورة بدموع رقيقة لعينيه وخفق قلبه وهو يلمح الدمعة التي انزلقت على خدها مدركاً كيف تشعر .. تنهد بحرارة وهو يتحرك ليقترب منهما فانتبهت لوجوده .. رفعت وجهها تنظر إليه وابتسمت بحب رداً على ابتسامته وهو يهمس
_"هل نامت؟"
هزت رأسها وهمست وهي تضع إصبعها على شفتيها

_"لا توقظها .. لقد ذهبت في النوم قبل دقائق"
_"هل أرهقتكِ؟"
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر للصغيرة بحنان هامسة
_"لا .. لقد استمتعت بكل لحظة معها .. شعرت أنني أستعيد طفولتي معها وأنا أقص عليها الحكايات التي كانت تقصها عليّ أمي وأنا صغيرة"
جلس برفق على حافة الفراش وتعلقت عيناه بعينيها وهو يهمس بامتنان امتزج بالحب
_"شكراً لكِ حبيبتي"

نظرت له بتساؤل فالتقط كفها ورفعه لفمه يقبل راحتها وهو يتابع
_"شكراً لأنّكِ تقبلتِ الصغيرين بسرعة و.."
قاطعته وهي تضغط بأصابعه على فمه برقة
_"لا تقل هذا (آدم) .. أنا أحببتهما أصلاً قبل أن أعرف أنّهما طفلاك وبعد أن عرفت تعلقت بهما أكثر .. إنّهما رائعان .. وأنا أريد أن نكون معاً نحن الأربعة .. أسرة واحدة"
قبّل أصابعها مرة أخرى بينما ابتسمت بأسى وهي تكمل
_"لكن يبدو أنّ (رامي) لن يكون سهلاً أبداً .. لم يتقبلني كما فعلت (رفيف)"
ضغط على يدها برفق قائلاً
_"امنحيه الوقت حبيبتي .. سيحبكِ بالتأكيد .. إنّه فقط صعب المراس قليلاً"
ضحكت بخفوت قائلة
_"ألا يشبه أحدهم هنا؟"
ضيّق عينيه بتهديد مفتعل

_"هل تلمحين لشيءٍ ما مدام (آدم هاشمي)؟"
ضغطت على شفتيها وهي تهز رأسها فقال رافعاً أحد حاجبيه
_"هذا أفضل .. ظننتكِ تلمحين لشيء"
_"وهل أجرؤ؟"
همستها ضاحكة ليبادلها ضحكتها الخافتة قبل أن يمد يديه نحو (رفيف) ينوي حملها فهتفت بخفوت

_"ماذا تفعل؟"
_"ماذا؟ .. سآخذها لفراشها"
تمسكت بها برفق وهي تقول باعتراض رقيق

_"لا .. أريدها معي الليلة"
رقت نظراته إليها وقلبه نبض بحب قبل أن يهز رأسه ويعود ليجلس قائلاً باعتراض مصطنع
_"حقاً؟ .. وأين سأنام أنا؟"
رفعت حاجبيها قائلة
_"أين ستنام؟ .. ألم تسمع الجد؟"
قطب بتساؤل لتبتسم هي بخبث قائلة ببراءة مفتعلة
_"ألم يقل أننا سنعقد القران قريباً؟ .. كيف تريد أن تنام معي ونحن لم نعقد القران بعد؟"

مال برأسه هاتفاً باستنكار
_"نعم يا حبيبتي .. اسمعيني مرة أخرى"
أسرعت تضغط على شفتيه براحتها
_"هشش .. اخفض صوتك"
أمسك كفها وشدها نحوه برفق فشهقت وهي ترتفع لتقابله ليقول رافعاً حاجباً مهدداً

_"أسمعيني مجدداً ماذا قلتِ؟"
هزت كتفها بدلال
_"كما سمعت .. وجدي أخبرني أنني يمكن أن أطلب فترة خطبة وأنا فكرت في الأمر ووجدت أنني لم أحظى بخطبة .. لقد تزوجنا سريعاً ولم أستمتع بفترة خطبة، لهذا يا حبيبي .. نحن الآن مخطوبان، حسناً"
رفع كفه يمسك عنقها من الخلف وشدها نحوه هاتفاً
_"مخطوبان؟ .. أجل صحيح .. هذا فقط عند السيدة الـ .."
أسرعت تكتم فمه هاتفة
_"تهذب .. ما هذه السوقية؟"
تبادلا النظرات قبل أن ينفجرا في الضحك بصوت منخفض حتى توقف هو عن الضحك وغامت عيناه وهو يتأمل ضحكتها التي اشتاق لها كثيراً .. ضحكة من قلبها .. خفتت ضحكاتها وارتجف قلبها مع نظراته وشعرت بكفه خلف عنقها تشدها إليه أكثر فهمست اسمه بارتجاف وأنفاسها تتهدج .. توقف على بعد أنفاس من شفتيها وأسند جبينه لجبينها هامساً بحب
_"أنا مشتاقٌ لكِ بجنون وأنتِ تقولين فترة خطبة .. هل تريدين قتلي؟"

شهقت بخفوت وهمست
_"بعد الشر عنك"
ابتسم بعبث وهو يفتح عينيه ينظر لها هامساً
_"تخافين عليّ حبيبتي؟"
_"هل تسألني حقاً؟"
اتسعت ابتسامته العابثة وهو يهمس أمام شفتيها

_"اتفقنا إذن .. لا خطبة ولن تبتعدي إنشاً بعيداً عني حتى عقد قراننا الثاني"
ارتجفت أنفاسها وانخفض جفناها بتلقائية وهي تهمس
_"(آدم) .. ابتعد قليلاً .. (رفيف) سوف .."

أسكتها وهو يقرب جسدها منه
_"لا توقظيها إذن حبيبتي"
أغمضت عينيها وتعلقت بكتفيه مستسلمة لقبلته الرقيقة باشتياق لثوان قبل أن تدفعه برفق وتهمس
_"لسنا في بيتنا حبيبي"
رفع ذقنها بيده قائلاً بلوم
_"هذا بيتنا أيضاً (سديمي) .. لا أريدكِ أن تشعري بغير هذا"
ابتسمت قائلة
_"أنا شعرت أنّه بيتي منذ اللحظة التي رحبّ بي جدي هنا"
بادلها ابتسامتها وهو يلامس شفتيها بإبهامه بنعومة قاومت الاستسلام لإغرائها لتهمس
_"هل تعرف أنني أحببت جدك كثيراً؟"
رفع أحد حاجبيه قائلاً بنزق
_"بالطبع ستحبينه بعد اقتراحه ذاك"
ضحكت قائلة
_"لا تنكر أنّه يُحَب بسهولة ودون مجهود يذكر .. إنّ له هالة تجبر الشخص على احترامه وحبه في الحال"
ضيق عينيه قائلاً بتحذير مصطنع
_"سيدة (سديم) .. أنا هنا .. لا تنسي هذا"
ارتفعت ضحكتها قليلاً وهي تقول بخبث

_"هل ستغار من جدك أيضاً؟ .. لكنك محق في غيرتك منه .. لو قابلته قبلك لتزوجت منه في الحال"
ارتفع حاجباها ورمقها بنظرات نارية فلم تستطع التحكم في ضحكتها فاقتربت تدفنها في صدره الذي اهتز مع ضحكتها المكتومة فاستسلم لابتسامته وهو يرفع ذراعيه يضمها إليه
_"عندها كانت روح جدتي الحبيبة ستطاردكِ بلا رحمة"
رفعت رأسها تنظر له مبتسمة

_"لا .. لا داعي لإغضابها .. من الجيد أنني أحببتك أنت أولاً"
_"يا مجنونة"

همسها ضاحكاً قبل أن يبعدها عنه وينهض قائلاً
_"لقد تأخر الوقت كثيراً وبدأ النوم يغلبني وأمامي غداً يوم شاق بالعمل"
نظرت له بترقب
_"هل ستنام في غرفة (رامي)؟"
_"لا .. (رامي) أصلاً نائم بغرفة جدته"
قالها وهو يبتسم بعبث بينما يفك أول أزرار قميصه أمام عينيها اللتين اتسعتا بصدمة وهمست
_"ماذا تفعل؟"
قال ببراءة مفتعلة

_"كما ترين .. سأنام هنا"
_"لكن (آدم) .. جدي قال .."
رمى قميصه على أقرب مقعد وتحرك ليدور حول الفراش فتبعته نظراتها بتوتر حتى صعد ليجاورها وهو يقول
_"لم أسمع ما قال .. أنتِ زوجتي حبيبتي .. هل اعتقدتِ أنني سأترككِ وأنام في مكان آخر بعيداً عنكِ؟"
تخبط قلبها في صدرها وهي تنظر له بحب ليبتسم واقترب يضمها قائلاً
_"من الآن فصاعداً لن تنامي بعيداً عني يوماً واحداً (سديمي) .. مكانكِ هنا ولن تذهبي لأي مكان آخر أبداً"
اختنقت الكلمات في حلقها بتأثير العاطفة فهزت رأسها وأغمضت عينيها واستسلمت للنوم بينما تقرب (رفيف) لأحضانها ليضمهما (آدم) سوياً باحتواء وحماية ونبضات قلبه التي تلامس ظهرها تعهدها دون كلمات أنّه لن يتركها تذهب أبداً بعيداً عن موطنها بين ذراعيه.
******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.