آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree970Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-19, 02:41 PM   #871

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم
سلامتك يروحي ماتشوفي شر اهم شئ صحتك ولاتعتذرين احنا عائله واحده تهمنا صحتك وراحتك لا تضغطي ع نفسك احنا دائما متابعيك ومتابعين ابداعك 😘


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 09:16 PM   #872

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

أنا مش قدرة أخد نفسى
الاحداث مثيرة ومرعبة خايفة على الابطال كلهم
انتى ياميوش مبدع الاحداث فوق الخيال بجد
تسلم ايدك بس بالراحة على عماد الحقير سامر لعب لعبته
صح وسؤدد مش هتصدق عماد بسهولة يمكن لو قابلت والدها
واتكلمت معاه بصدق وصراحة تصدق عماد
شاهى اتعذبت كثير ياترى لسة لها امل مع مراد


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 10:46 PM   #873

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

من اول ما قرات المقدمة وانا تقريبا بدور علي مشهد سؤود وعماد
ده وهو بيقول لها سؤودي
بحبها جدا 😘 شخصية كدة روعة قوية وذكية وكثير عاطفية
فصل رائع لرواية روعة للكاتبة طبعااااا رائعة وموهوبة جدا
بحب جدا سؤود
لازم اقولها كل فصل


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 01:07 AM   #874

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأربعون (الجزء الثاني)
أغلق (فهد) حقيبته وألقى جسده فوق الفراش بقوة وتطلع أمامه للحظات شارداً بعينين غائمتين يتذكر لحظات وداعه لـ(همسة) .. رفع كفيه ينظر إليهما بألم مستعيداً عناقه لوجهها وجسدها الذي ضمه للمرة الأخيرة، قبل أن تبتعد كسراب وتتركه مسافراً في الصحراء لم تكف قطرات غيثها لإروائه لسفره الطويل دونها بل زادته عطشاً إليها .. دفن وجهه في كفيه وكلمات (عماد) القاسية تتردد في أذنيه
_"ما الذي كنت تعتقد نفسك تفعله بذهابك هناك يا (فهد)؟ .. هل فقدت عقلك؟"
صورة (عماد) بوجهه المنفعل الغاضب تمثلت حية أمامه بعد أن عرف بتصرفه الأحمق كما وصفه .. كيف يلومه؟ .. كيف لا يشعر به وهو في نفس موقفه؟ .. ألا يحترق ويتمزق وكل هذه الحواجز تقف بينه وبين حبيبته؟ .. هو كان محقاً .. لقد فقد عقله .. سيطرت عليه رغبته في رؤيتها ولم يحتمل .. ولم يهتم .. لم يعد يعبأ لتلك الخطة والانتقام اللعين الذي فرقهما .. انفعاله وغضبه كلها أخرجه في (عماد) وهو يصرخ فيه بحدة

_"أجل يا (عماد) .. فقدت عقلي .. كيف تريدني ألا أفقده؟ .. كيف تبقى أنت هادئاً بعد كل ما حدث؟"
صرخ مقابله

_"أنا لست هادئاً .. تباً يا (فهد) .. أنا أتمزق من داخلي .. أشعر أن العالم كله انهار فوقي .. خسارتي مضاعفة وفوق الاحتمال .. لم يعد بيدنا تغيير ما حدث بسببنا .. لكننا اتفقنا أن نصحح أخطاءنا يا (فهد) وما فعلته أنت يفسد الكثير .. لم يكن في صالحنا هذه الخطوة الآن"
ضرب بقبضته على الحائط بقربه وهو يرد
_"ماذا كنت تريدني أن أفعل؟ .. أستسلم .. أفقدها للأبد وبسبب ماضٍ لعين لم يكن لي يدٌ به؟"
هز رأسه قائلاً بتهكم مرير

_"وبسبب حاضر ارتكبنا فيه نحن أخطاءً بشعة بحقهم (فهد) .. هل تظنهم يفتحون لك أذرعهم ويرحبون بك في حياتهم ويعطونك ابنتهم أيضاً؟"
اتسعت عيناه وهو يهتف

_"ابنتهم؟ .. أنت من تقول هذا الآن (عماد)؟"
تنهد بقوة وهو يرمي جسده على حافة الفراش
_"أجل .. لم يعد هناك مجال لإنكار هذه الحقيقة .. (همسة) ابنتهم ومصيرها كان أن تعود لهم في النهاية"
اقترب يهتف برفض

_"(همسة) تنتمي لنا أيضاً (عماد) .. أنت ربيّتها .. هي لم تعرف والداً غيرك .. أنت حميتها وحافظت عليها وصنعت منها تلك الفتاة الرائعة في الوقت الذي لم يكونوا يعلمون فيه شيئاً عنها"
ابتسم بمرارة

_"ومن السبب في كونهم لم يعلموا عنها شيئاً؟"
_"لم نكن نحن (عماد) .. ليس ذنبنا"
هز رأسه مردداً

_"ولا ذنبهم .. نحن ببساطة ندفع ثمن أخطاء الكبار (فهد) .. أجل .. أنا ربيت (همسة) وهي كانت تنتمي إلينا دائماً لكن هذا لن يغير من الحقيقة التي كنت أنت قبل فترة قصيرة تحاول إقناعي بها .. (همسة) تنتمي دماً لعائلة (رضوان) وهذا أيضاً لن يغير من حقيقة أنّها تنتمي لنا بقلبها وروحها ولن تنسانا (فهد) .. هذا ما جعلني أهدأ ويطمئن قلبي .. مهما حدث سنظل جزءاً من حياتها .. أنا لن أسمح لهم بمسحنا من ذكرياتها وإبعادها عنا .. لكن أولاً .. علينا تصحيح ما يمكننا من الأخطاء التي ارتكبناها .. علينا تعويضهم"
أطرق لحظة صامتاً بألم ثم أكمل بمرارة
_"أعرف أنّ بعض ما ارتكبناه لا يُغتفر ولا يمكن تعويضه لكننا سنحاول .. لن أتراجع حتى أُكفر عن خطاياي (فهد) .. وأنت عليك التفكير عن الثمن الذي ستدفعه .. التضحية التي يمكنك تقديمها لتتمكن من كسر الحاجز الذي يفصلكما"
ورفع عينيه ينظر إليه مكملاً

_"وثمن (همسة) غالي جداً يا (فهد) .. هل ستستطيع تقديمه؟"
ترددت الجملة بصدى في عقل (فهد) وهو يعود من ذكرياته متسائلاً .. هل سيستطيع تقديم الثمن المناسب؟ .. هو يعرف الثمن الذي يمكن أن يكفر به عن ذنبه في حق أسرتها لكن هل سيصل إليه حقاً؟ .. يخشى أن تكون شكوكه مجرد أوهام .. يخشى أنّ يكتشف في النهاية أنّ أمها قد ماتت بعد ولادتها .. منذ عرف حقيقة ما جرى وهو يمني نفسه أن يعثر على (همسة العاصي) .. أن تكون على قيد الحياة في مكان ما من العالم .. فكر أنّه لو وجدها وأعادها لعائلتها سيكون قد عوّض (همسة) وعائلة (رضوان) كل شيء وكفر ولو شيئاً بسيطاً عن خطأه بحقهم .. ومع مرور الوقت كانت مخاوفه تزداد .. حتى اللحظة لم يعثر على أي معلومات أو طرف خيط يقوده إليها .. مع كل لحظة تمر يهتز اليقين والأمل داخله .. رفع رأسه ينظر جانباً إلى هاتفه قبل أن يمد يده ويلتقطه .. فتحه وقلّب فيه حتى توقفت عيناه على بضع صور قديمة استطاع الحصول عليها لوالديّ (همسة) وتأمل وجه والدتها ملياً يلتقط ملامح الشبه بينهما وقلبه ينبض بألم وهمس داخله برجاء .. ليتني أعرف .. ليتكِ تكونين على قيد الحياة .. قطب وهو يهز رأسه .. هل يكون أنانياً إن تمنى هذا؟ .. لا يريد أن يتخيل شكل الحياة التي عاشتها إن كانت بقيت على قيد الحياة بعد موت زوجها وانتزاع طفلتها منها .. لكن .. لو كانت لا تزال حية فهناك أمل .. هناك أمل لتستعيد حياتها وابنيها ولتحصل (همسة) على أمها التي حرمت منها دون ذنب .. رفع رأسه ينظر لأعلى وأغمض عينيه متنفساً بقوة .. لقد كان أنانياً حين قرر البحث عنها أول مرة .. والآن .. حتى لو لم تقبل عائلة (رضوان) علاقته بـ(همسة) فهذا لن يمنعه من البحث عن أمها وجمعهما ببعضهما لو كانت لا تزال في هذا العالم .. صوت طرقات ارتفع على باب الغرفة تبعه صوت (أحمد اليزيدي) يناديه
_"(فهد) بني .. هل يمكنني الدخول؟"
أسرع يمسح وجهه متخلصاً من أثر دموع خانته دون أن يشعر وقال بتحشرج

_"تفضل يا عمي"
انفتح الباب ليطل (أحمد) من خلفه وهو ينظر في اتجاهه وقال وهو يدلف للداخل وقد تعلقت عيناه بالحقيبة

_"هل لا زلت مصراً على السفر بني؟"
هز رأسه وأجاب

_"لم يبق لي ما أفعله هنا عمي .. سأسافر لأكفر عن ما ارتكبته .. لا أدري حقاً إن كان سيمكنني فعلها .. بعد كل شيء .. أنا و(عماد) ارتكبنا أشياءاً سيئة جداً بحق أبرياء"
ورفع عينيه المليئتين بالمرارة متابعاً
_"هل ترى أننا نستحق الغفران في النهاية بعد كل ما فعلناه عمي؟"
تأمله في صمت لبرهة وعقله شرد لسنوات بعيدة قبل أن يقترب ليجلس بجواره وربّت على كتفه برفق قائلاً
_"لا تحمل نفسك ما لا تطيق بني .. الندم مطلوب لنصحح أخطاءنا لكن لا يجب علينا الإغراق في اليأس .. وبالنسبة لسؤالك .. أعتقد أنني آخر شخص يمكن أن يعطيك إجابة صادقة لأنني لسنوات كنت أسأل ذات السؤال لنفسي دون إجابة"
ابتلع لعابه بصعوبة ثم ردد بمرارة

_"أنا أيضاً ارتكبت أخطاء أسوأ بكثير من أخطائك أنت و(عماد) .. كنت مجبراً أيضاً لكن هذا لم يكن ليمسح خطاياي التي ارتكبتها بعملي مع أبي وأخي .. كنت أبحث عن طوق نجاة في الوقت الذي كنت فيه مستمراً بعملي ذاك .. لقد شاركتهم بني ولا يمكنني حتى اللحظة مسامحة نفسي على السير في هذا الطريق ولو مجبراً .. (صفية) كانت طوق النجاة الذي أرسله لي القدر ليجعلني أستمر في صراعي من أجل النجاة .. تضاعف إصراري على هدفي من أجلها وأجل مستقبلنا معاً وظننت أنني استطعت تحقيق شيئاً لكن الماضي عاد لينتقم مني ببشاعة أنا وكل من وقف ضدهم .. أنا دفعت الثمن غالياً و(رؤوف) وزوجته دفعا الثمن من حياتهما .. والضابط الآخر الذي ساعدني دفع الثمن هو الآخر .. جميعنا دفع الثمن لكنني حتى بعد الثمن المؤلم الذي دفعته لم أستطع أن أغفر لنفسي .. استمريت لسنوات في عقاب نفسي وحرمتها حتى من نظرة واحدة لمن أحب"
مالت نظرات (فهد) بأسى وهو يسمعه بينما ابتسم (أحمد) مكملاً
_"لكنني مع هذا لم أفقد الأمل في أن أستعيدهم .. أن أحصل على غفرانهم حتى لو لم أغفر لنفسي .. أنا هنا لأحارب من أجلهم وأستعيد حقهم .. سأخوض معركتي الأخيرة حتى النهاية ولو كان الثمن حياتي وأعرف أنّهم عندها سيغفرون لي .. سيعرفون صدق مشاعري وحبي وأنني لم أكن بالسوء الذي اعتقدوني به .. كنت بشراً .. بشراً يخطيء ويصيب ويستحق فرصة ليتوب ويبدأ من جديد"
أطرق صامتاً ليدرك أنّ عقله شرد يفكر في أسرته وخاصةً (سؤدد) .. تنهد بقوة .. الجميع دفع ثمن معركة أجبرهم آخرون على خوضها .. معركة لم يعد واثقاً من نهايتها .. سمعه يقول بعد لحظات

_"مهما كان ما يقف في طريقك (فهد) ومهما كان القدر يخبيء في الغد أنت لن تتوقف وتيأس .. لن تتراجع عن السير في الطريق الصحيح ولن تتخلى عن الفرصة التي منحها لك القدر لتصحح أخطاءك .. من يدري ربما في نهاية الطريق تحصل على مكافاءتك"
وابتسم وهو ينظر في عينيه اللتين دمعتا
_"من يدري .. قد يمسح القدر على قلبك ويمنحك أغلى أمنياتك"
ارتجف قلب (فهد) مع كلماته .. تُرى هل يمكنه أن يأمل بهذا .. هز رأسه وهو يبادله ابتسامته بأخرى ارتجفت بأمل لتتسع ابتسامة (أحمد) ومد يده يربت على كتفه وهو يهز رأسه قبل أن ينهض قائلاً
_"سأتركك لتنتهي من تجهيز أغراضك بني"
أومأ برأسه وتابعه بعينيه قبل أن يهتف موقفاً إياه

_"عمي .. ألم تغير رأيك بعد بشأن إخبار أسرتك بوجودك؟"
شعر بالتصلب اللحظي في جسد (أحمد اليزيدي) قبل أن يلتفت إليه مبتسماً
_"ربما .. أشعر أنني سأراهم قريباً ربما أسرع مما كنت أخطط"
نظر له بحيرة ولم يمنحه (أحمد) الفرصة ليحلل كلماته وهو يعطيه ظهره ويغادر الغرفة متابعاً
_"سأذهب لأتصل بـ(عماد) وأرى لماذا تأخر هكذا؟"
قالها وغادر تاركاً (فهد) يحدق في إثره بشرود قبل أن يهز رأسه مبتسماً لتبهت ابتسامته رويداً وهو يعود لينظر لهاتفه حيث صور (همسة اليزيدي) وتنهد بقوة وعقله يفكر في تلك المعضلة .. لقد فشل الرجل في العثور على المعلومات ربما هو في حاجة لمساعدة شخص آخر .. شخص أقدر ولديه نفوذ يمكن أن يساعده في البحث خلف (توفيق الأغا) .. لمعت عيناه وهو يتذكر (جاك) الذي أخبره عنه (عماد) مسبقاً .. ذلك الرجل الذي ساعده هو و(سؤدد) .. ربما يكون قادراً على طلب مساعدته .. نهض من مكانه وقد عاوده الحماس .. يجب أن يتحدث مع (عماد) ليتواصل مع ذلك الرجل ويطلب منه مساعدته في البحث عن والدة (همسة) .. (أحمد اليزيدي) محق .. أياً كانت نتيجة معركته وأياً كان ما يخبئه له القدر لن يتوقف في منتصف الطريق .. ارتسم خيال (همسة) أمامه بعينيها الغامرتين بالحب وتنفس بأمل .. لن يفقد الأمل .. سيثق بقلبه وبها حتى النهاية.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 01:08 AM   #875

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

توقف (عاصي) متردداً أمام الغرفة وأخذ نفساً عميقاً وهو يمد يده ليطرق الباب قائلاً بتردد
_"(همسة) .. هل أنتِ مستيقظة؟"
انتظر لثوان قبل أن يأتيه صوتها ضعيفاً

_"أجل تفضل يا (عاصي)"
زفر بحرارة وهو يفتح الباب ودخل ليقطب وعيناه تتحركان في الغرفة بحثاً عنها لتتوقفا عند الشرفة التي كان الهواء يعبث بستائرها وتحرك ليجد (همسة) هناك .. كانت تقف بالشرفة وعيناها معلقتان بالأفق وشعرها العسلي يتطاير بفعل النسيم .. خفق قلبه بقوة وخيال (رهف) يتجسد أمامه مجدداً .. تنهد بقوة وهز رأسه يبعدها عن تفكيره .. يكفيها تلك الساعات الطويلة التي تعذبه فيها خيالاتها طيلة الليل .. يكفيها ذلك الألم الذي يعذب قلبه في كل لحظة وهو يتخيلها تمر بكل هذا بعيداً عنه .. تحرمه من كل اللحظات التي من حقه هو وليست من حق آخرين .. عادت في لحظة تلك الغيرة الساحقة التي التهمت قلبه عندما انزلق لسان (سلمى) وهي تتحدث عن أخبارها ليكتشف وجود ذلك الأجنبي المستفز معها .. تحرمه منها بينما ذلك الوقح الذي كان يغازلها أمامه بكل صفاقة هناك .. كان معها في تلك اللحظات التي خاضت فيها عمليتها وهو الآن معها وهي تتماثل للشفاء .. سيكون هو أول من يرى خطواتها الأولى .. خطواتها الأولى التي ستحرمه من رؤيتها أيضاً .. الألم ازداد حتى أصبح لا يُحتمل والنار اشتعلت أكثر بقلبه وهددت باتلاف أعصابه التي يحتاج لكل جزء منها ليستطيع التحدث مع شقيقته .. الكلمة التي ترددت بعقله رغم المرارة التي ولدتها أطفأت النار في ثوان ليعود ويتحرك نحوها بخطوات هادئة وابتسم بحنان امتزج بالوجع وهو يتأملها .. شقيقته .. لقد تأكد أخيراً .. مع كل يوم مر على وجودها هنا كان الشك يتلاشى والحقيقة التي يشعر بها داخله تتأكد لحظة بعد أخرى حتى لم يعد هناك أي مجال للشك بعد ظهور نتيجة التحليل .. هي شقيقته .. الذكرى الأخيرة من والديه .. هدية القدر التي رغم كل الألم الذي أتى برفقتها تخبره أنّه ليس وحيداً في هذه الدنيا .. لديه شقيقة من دمه .. جزء منه .. تلك المشاعر التي هدرت بقلبه لم يجد لها تعبيراً بالكلمات .. كاد يضحك من نفسه ساخراً .. (عاصي رضوان) الذي لا تخونه الكلمات أصبح عاجزاً عن النطق بما في قلبه .. كان عاجزاً عن إخبارها بما يشعر .. أن يرحب بها كما تستحق .. كما كان عاجزاً في ذلك اليوم الذي سقطت فيه على السُلم وسقط قلبه بين قدميه برعب جعله يتأكد من شعوره نحوها .. خشى أن يصيبها مكروه ويفقدها بعد أن أعادها القدر إليه .. الدقائق التي فصلتهم عن المشفى مرت عليه بعذاب جعله يعيش لحظات عذابه مع (رهف) مرة أخرى .. لم يهدأ قلبه حتى خرج الطبيب ليطمئنه هو و(هشام) على حالها .. استمع له بتشوش لحظتها وهو يخبرهم عن كونها تعرضت للإجهاد الجسدي والنفسي ولم يحتمل جسدها الأمر .. قضت اليوم تحت الملاحظة حتى تمكنت من الخروج .. لم يستطع التحدث معها .. كان عاجزاً على عكس (هشام) الذي كان يتصرف كشقيقها الكبير وهو يهتم بها ويتحدث معها حتى عادوا للبيت، لتعود هي وتعزل نفسها بالغرفة .. انتبه من أفكاره على التفاتها لتنظر له بتساؤل وحيرة وقد انتبهت لوقوفه بصمت فابتسم بارتباك واقترب ليقف بجوارها قائلاً بحنان
_"كيف حالكِ عزيزتي؟"
لمح الارتباك في عينيها وهي تشيح بوجهها هامسة
_"بخير"
مد يده بتردد ليمسك كفها ولم يفته إجفالها للحظة قبل أن تترك كفها بيده ليشدها لتجلس على أحد المقاعد بالشرفة وجلس مقابلها على الآخر قائلاً

_"ألا زلتِ غاضب مني (همسة)؟"
لمح الدموع تتسلل لعينيها لتهمس بعد لحظات
_"لا يحق لي الغضب منك أو لومك (عاصي)"
همستها وهي تتذكر باختناق ما سمعته من كلمات رددها بقسوة وهو يهدد بقتل (فهد) و(عماد) وجعلهما يدفعان الثمن .. كانت قد نزلت لتبحث عن (هشام) وتتحدث معه محاولة إقناعه بمنح فرصة لهما ليثبتا حسن نواياهما ورغبتهما في إصلاح أخطائهما عندما وقفت عند باب المكتب لتسمع صوته وهو يتوعدهما .. لم تحتمل الأمر فاندفعت عائدة للغرفة لكن ضعفها وحالتها جعلتها تفقد الوعي وتنهار وهي تصعد السلالم لتستفيق بعدها في المشفى .. قاومت الغرق في أفكارها المريرة لتتابع

_"أنا لم أعش ما عشته أنت و(هشام) والجميع .. لا حق لي في لومك على الألم والمرارة الذين تشعر بهما ولا رغبتك في الانتقام ممن آذاكم .. لا حق لي أبداً ولا يمكنني منعك"
ودمعت عيناها وهي تتجنب النظر إليه وتتطلع للسماء لكنّه التقط الدموع في تهدج صوتها وهي تكمل
_"أنا لم أستطع منع (عماد) قبل فوات الأوان .. لم أستطع منعه من إيذاء نفسه والآن هو يتعذب بسبب ما ارتكبه في حقكم"
قطب بضيق مع ذكر (عماد) وقبض على كفه يمنع نفسه من منعها عن الحديث واستمع لها مرغماً نفسه على الهدوء
_"لسنوات هو الآخر عاش أسيراً لوهم وأكاذيب ملأت والدته بها عقله .. كنت شاهدة على ما عاشه هو و(فهد) .. لقد عانيا الكثير و(ليلى) لم تكف عن تسميم عقليهما وقلبيهما بأكاذيب بشأن ما ارتكبته عائلتكم وعائلة (هاشمي) في حقهم .. أخبرته أنّ عمك .. عمي (فاروق) قد قتل والده وأنّه السبب في الجحيم الذي عاشوه لسنوات"
هتف بحنق
_"ما هذا الهراء؟"
ابتسمت بمرارة وهي تواصل كأنّها لم تسمعه

_"(عماد) كان أسيراً لأفكار والدته وهوسها بتحقيق انتقامها .. لقد تحطم عندما اكتشف الحقيقة"
لم يقاوم الصوت الساخر الذي انطلق من حلقه لترفع عينيها إليه فضغط على شفته بقوة فابتسمت بألم
_"ربما لا تصدق كلامي (عاصي) أو ربما شهادتي بحقهما ستكون مجروحة لكن هذا لن يمنعني من إخبارك بكل ما أعرفه عنهما .. لا تعتقد أنني أحاول تغيير رأيك .. أنا فقط لا أريد المزيد من الأخطاء ولا وقوع المزيد من الضحايا .. منذ عرفت بالحقيقة وأنا أحاول منع هذا"
تنفست بعمق وعادت تكمل
_"أتيت هنا وخاطرت بحياتي لأمنع (سامر) من إيذاء (رهف) عندما عرفت بخطته وهو ووالدته وحاولت منعه من فعل نفس الشيء مع (راندا) .. (عماد) غضب كثيراً من (سامر) عندما عرف بما فعله"
نهض قائلاً بعصبية

_"غضب؟ .. لو كان يحمل ذرة ضمير ما كان كل هذا قد حدث .. لو .."
قاطعته هاتفة بوجع
_"أرجوك (عاصي) .. دعني أنتهي مما لدي ثم احكم بما تريد .. أخبرتك أنّ لا نية لدي بتغيير قراراتك"
قطب صامتاً بضيق ثم عاد ليجلس فزفرت بتعب وعادت لحديثها
_"(عماد) مختلف عن (سامر) كُلياً .. أعرف هذا كما أعرف نفسي يا (عاصي) .. هو لم يخطط أبداً لاستغلال (رهف) أو أي فتاة .. ليس هو من يستغل شرف الفتيات لينتقم من أعدائه .. إنّه نزيه وصادق"
لمحت ملامحه تتمعض فابتسمت بمرارة

_"ربما لا تصدق كلمة مما أقول لكن .. أنا مدينة له بكل عمري .. لولاه ما كنت أنا هنا .. لولاه لكانت (ليلى) تخلصت مني ولما عرف عني أحد شيئاً .. لقد وقف لها وهددها عندما أرادت القائي في أحد الملاجيء .. هو رباني كأبي وأخي ونشأت وأنا لا أعرف أباً غيره (عاصي) .. لست وحدي مدينة له .. أنت أيضاً مدين له بهذا"
تنفس بقوة وهو ينظر لها باستنكار قبل أن يهتف

_"ومن كان السبب في هذا؟ .. من حرمني أنا وأنتِ من والدينا؟"
سالت دموعها بألم وتابعت
_"أنت محق .. لكن لم يكن (عماد) السبب .. والده وخاله هما السبب .. لكن هو .. هو رغم كل ما فعله من خطأ بحقكم هو أيضاً حافظ لكم على ابنتكم .. ستقول لو أنّه عرف أنني ابنة (رضوان) لما فعل لكن هذا لن يغير من حقيقة أنّه قد فعل، ولا يغير من حقيقة أنّه حتى بعد أن عرف بانتمائي لكم لم يتغير شيء بقلبه نحوي .. لم يحاول إيذائي بل حماني هو و(فهد) كثيراً .. أنقذاني من الموت عندما أراد (سامر) قتلي .. (سامر) الذي لم يتوقف عن إيذائي لسنوات مستغلاً اللحظات التي يكونان فيها بعيداً عني .. (عماد) كان دائماً مختلفاً عن (سامر) وعن أمهما .. لقد رباني هو و(فهد) على كل شيء جميل (عاصي) .. أنا لا أقول هذا لأمنعك من إيذائهما .. أنا أقوله لأنها الحقيقة التي أدين لهما بها وأريدك أن تعرفها .. وكما أخبرت (عماد) ودفعته للشك في حقيقة ما أخبرته (ليلى) سأخبرك أنت أيضاً لأنني أريد أن أوقف كل هذا الجنون"
صمتت لحظة تنظر لملامحه المتجهمة لتنهض مفاجئة إياه وهي تجلس أمامه قائلة برجاء ودموعها تسيل

_"أعرف أنّ الأمر صعب لكن .. ساعدني .. أريدك أن تساعدني أنت أيضاً (عاصي) .. أريد أن أوقف هذا الانتقام المجنون قبل أن يقع المزيد من الضحايا"
ردد اسمها وهو يقطب باعتراض لتمد يديها وتمسك كفيه وتواصل بحرارة
_"أتوسل إليك أخي"
خفق قلبه مع كلمتها ونظر لها بعينين ترقرقت بهما مشاعره الوليدة نحوها فشدت أكثر على كفيه مواصلة
_"أنا أريد العدالة فقط أخي .. لا الانتقام الأعمى .. أريدك أن تفتح قلبك وتزيل ستار الغضب عن بصيرتك أنت أيضاً ولا تسمح للغضب الأعمى بجعلك تزل أنت أيضاً نحو الوقوع في الخطأ .. لا أريدك أنت أيضاً أن تشعر بما يمر به (عماد) و(فهد) من ألم الآن .. لا يستطيعان مسامحة نفسيهما ولا الحصول على غفرانكم"

_"(همسة) .. أنتِ لا تعرفين عما تتحدثين"
هتف باعتراض لتهز رأسها بقوة هاتفة بتأكيد
_"لا (عاصي) .. أنا أتحدث بما شهدته .. هما شخصان جيدان لكنّهما أخطآ حين وثقا بالشخص الخطأ وصدقاه .. كل إنسان يخطيء أخي لكن .. الله يغفر لنا خطايانا فلماذا لا نستطيع نحن غفران الأخطاء أخي؟"
تنفس بقوة مجيباً
_"لأننا بشر (همسة) ولأن بعض الأخطاء لا تُغتفر .. من الصعب غفرانها عزيزتي"
هتفت بإصرار

_"لكنّه ليس مستحيلاً"
قطب بضيق ولمحت في عينيه رغبته في إنهاء الحوار الذي لم يعد يرضيه مساره فتابعت
_"لا أطلب منك أن تغفر لهما (عاصي) .. فقط .. امنحهما الفرصة ليصححا ما ارتكباه من أخطاء .. أنا أعرف أنّهما يحاولان .. يبحثان عن المجرم الحقيقي .. يحاولان إيقاف (ليلى) و(سامر) عن الاستمرار فيما يفعلان .. لا تمنعهما (عاصي) .. هما لن يعودا مجدداً لإيذائكم .. يمكنني أن أضمن لك هذا .. هما لن يحاولا إيذاء عائلتي الحقيقية بعد الآن أخي .. هما يعرفان أنّهما سيؤذياني أنا لو أرادا هذا"

شعرت بكفيه تشتدان على كفيها فنظرت لعينيه المظلمتين برجاء أكبر
_"رغم أن علاقتنا لا زالت ببدايتها (عاصي) وربما لا تصدقني لكنني بالفعل سأتأذى لو أصابكم مكروه .. ذلك الرابط بيننا لا يمكنني إنكاره حتى لو احتجت الوقت لأتقبله .. ربما هو الرابط نفسه الذي دون أن أشعر كان يربطني بـ(رهف) وجعلها تزورني في أحلامي لوقتٍ طويل حين كانت بغيبوتها الثانية"
ارتفع حاجباه بدهشة لتهز رأسها مبتسمة
_"شعرت أنّها تستغيث بي وهذا جعلني أتصل بـ(فهد) وأطلب منه الاطمئنان عليها وحين أخبرني أنّها دخلت المشفى لم أستطع البقاء هناك .. ليس وهي تستنجد بي في أحلامها كل ليلة .. لهذا سافرت إلى هنا وزرتها بالمشفى .. حين قابلت السيدة (سلمى) هناك .. كنت أشعر أنها تسمعني وتشعر بي وأردت أن أمنحها بعض القوة لتقاوم وتعود لعائلتها"
صمتت لحظة مفكرة ثم همست بخفوت

_"ربما أخدع نفسي لكنني حقاً أريد أن أصدق أنني كنت سبباً ومنحتها الأمل والقوة لتحارب وتعود"
رفعت رأسها بدهشة عندما شعرت بقطرة دمع تلامس كفها وارتفع حاجباها في تأثر وهي تنظر إليه لترى تلك الدموع التي تحكم فيها بصعوبة وخانته إحداها وسمعته يقول
_"شكراً لكِ"

ترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر له وارتجف قلبها بينما مال مستسلماً لمشاعره وطبع قبلة فوق شعرها لتحمر خجلاً وهو يتابع
_"حقاً .. لا أعرف كيف أفيكِ حق ما فعلتِه .. أنتِ لم تنقذي حياتها تلك الليلة (همسة) .. لقد أنقذتِ روحي أنا"
ارتفع حاجباها بتأثر أشد وهي تستوعب ما خلف كلماته وهمست
_"(عاصي) .. هل أنت .."

ابتسم بألم ومرارة وهو يتمتم
_"لقد أنقذتِها وأعدتِها لي مرتين (همسة) .. أعدتِ لي نور حياتي وروحي التي أوشكت على خسارتها للأبد .. أنا مدين لكِ بحياتي صغيرتي"
لم تستطع التحكم في دموعها وهي تبادله ابتسامته بأخرى مرتجفة وهمست بأمل
_"إذن .. هل يمكنني أن أطمع في أن تفتح قلبك لي وتفكر في كلامي؟"

نظر لها بلوم قائلاً
_"(همسة)"
اقتربت هامسة بتوسل
_"أرجوك .. فكر فقط في كلامي .. لا أريد منك سوى التفكير في كلامي (عاصي) .. هل تعدني أخي؟"
تأملها ملياً وعيناه تبحثان عن ملامح الشبه بينها وبين والدتهما وبينها هي و(رهف) بعد أن انجلى الشك عن بصره ليراها بوضوح .. مع كل يوم يمضيه معها يدرك أنّ (هشام) كان محقاً حين قال أنّها مختلفة وأنّها من تلك الأرواح التي تلامس قلبك بسهولة، ورغماً عنه وجد نفسه يهمس وهو ينظر في عينيها المليئتين بالرجاء
_"حسناً (همسة) أعدكِ"
اللمعة التي غمرت عينيها جعلت سكوناً غريباً وسعادة اشتاقها مؤخراً تلامس قلبه لتزداد وهو يرى ابتسامتها السعيدة التي ارتسمت لأول مرة على شفتيها منذ دخلت هذا البيت بينما تهتف
_"شكراً لك (عاصي) .. شكراً لك أخي"
وكانت هذه أكثر المرات التي شعر فيها بصدق ندائها له بكلمة أخي وأكثر المرات التي شعر فيها بثقل تلك الكلمة وحلاوتها بقلبه الذي ردد بيقين لم يستغربه، أنّه يمكنه فعل أي شيء من أجلها فقط ليسمع تلك الكلمة منها مرة أخرى ويرى تلك الابتسامة السعيدة في عينيها وعلى شفتيها.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 01:09 AM   #876

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلق (هشام) هاتفه بعد أن أنهى المكالمة وزفر بقوة وهو يتراجع في مقعده بحاجبين معقودين بحيرة
_"حبيبي .. ما الأمر؟ .. مع من كنت تتحدث؟"
التفت على صوت (راندا) ليجدها تقف بقربه وابتسم وهو ينهض ليتناول منها الصينية التي حملت فوقها كوبين من الشاي .. وضع الصينية فوق الطاولة الصغيرة وعاد ليتناول كفيها وقبّلهما بحنان جاعلاً قلبها يرفرف كعادته بقربه وهو يقول
_"سلمت يداكِ حبيبتي .. لماذا أتعبتِ نفسكِ؟"
ابتسمت بحب وهي ترد ضاحكة
_"إنّهما كوبان من الشاي (هشام) .. لم أكن أحارب في المطبخ"
بادلها ضحكتها وهو يشدها قبل أن تجلس على المقعد المقابل وشهقت بخفوت وهي تجد نفسها فوق ساقيه لتهتف ضاحكة

_"(هشام) .. ماذا تفعل؟"
قال وهو يداعب خصلات شعرها

_"ماذا أفعل؟"
ضيقت عينيها الضاحكتين

_"لماذا تجلسني على ساقيك؟ .. هناك كرسي آخر"
اقترب يلامس خدها بأنفه قائلاً بمشاكسة
_"لا حبيبتي .. أنا اشتقت لنحلتي كثيراً وأريدها بقربي .. لا أريد أي مسافة بيننا"
رفعت أحد حاجبيها وهي تحيط عنقه بذراعيها متمتمة
_"من يراك في العمل لن يصدق أبداً أي مغازل كبير أنت سيد (هشام)"
أحاط خصرها بذراعه يقربها منه قائلاً بعبث
_"هذه النسخة حصرية لكِ وحدكِ نحلتي"
رددت بتحذير مرح
_"وستظل حصرية لي فقط سيد (هشام)، مفهوم؟"
_"من دون تهديد يا نحلتي العنيدة .. قلبي ولساني لم يعرفا الغزل أصلاً إلا عندما رأيتكِ .. كان يكفي أن ألمحكِ بقربي وينطلق لساني دون إرادتي"
ضحكت وهي تتذكر لقاءهما الأول .. حسناً .. الأول بعد فراق سنوات طويلة جداً .. لا زالت تتذكر كل نظرة وكلمة تبادلاها .. لا زالت تتذكر رقصتهما ليلتها .. رغم عدد المرات التي أخبرها أنّه لأول مرة يتصرف بهذا الجنون وأنّه لا يعرف حقاً ما الذي دهاه، أياً كان ما أصابهما ليلتها فهي ممتنة له كونهما هنا الآن .. كونها تنعم بحب هذا الرجل .. رجلها هي .. قلبها تضخم بكل مشاعرها نحوه فهمست وهي تميل نحوه
_"أحبك (هشام)"
ارتفع صدره بنفس عميق ولمعت عيناه بشدة مع اعترافها الهامس واحتضن وجهها بحب مماثل وهمس وهو يقرب وجهها منه ليقبلها بكل الحب الذي يحمله بقلبه لها
_"وأنا أحبكِ أكثر يا قلب (هشام)"
أغمضت عينيها مستسلمة لعاطفتهما التي جعلت الدموع تتسلل من قلبها لعينيها بتأثر وارتجاف قبل أن يبعدها ليتطلع فيهما وابتسم أكثر وهو يرى مشاعرها تملع داخلهما فابتسمت وهي تدفن وجهها بعنقه وتركت يدها تلامس قلبه النابض بقوة وصمتت تستمتع بقربهما هكذا بعد كل الأيام الصعبة التي مرت عليهما مؤخراً .. كانت تنام بين ذراعيه كل ليلة وتضمه إليها برفق وهي تشعر بقلقه وحزنه تخبره دون كلمات أنّها معه دائماً ويمكنه أن يلقي قناع قوته جانباً ويركن إليها، لكن الآن الأمر كان مختلفاً وأعادها للأيام الأولى بعد خروجه من المشفى واعترافها له بحبها .. بعد رحيل طفلهما الحبيب كانت تشعر به متردداً في قربه منها كأنّه يعاقب نفسه بحرمانه من قربها .. كان يلوم نفسه .. الآن تشعر بالأمل يعود لقلبها قوياً .. تشعر أنّ الأيام القادمة ستحمل الخير لهم .. يكفي أنّ (همسة) بدأت تتقبل وجودها معهم وبدأت تغادر قمقمها وتتفاعل معهم ويكفي اطمئنانها على أخبار (رهف) ومعرفتها أنّها في طريقها للتحسن رغم إحساسها بالذنب والشفقة على (عاصي) الذي يتألم لحرمانها من وجوده معها في تلك اللحظات .. ويكفيها أن تلك الفتاة المجرمة التي قتلت صغيرها ستنال عقابها بعد أن سلمها (هشام) للشرطة .. لو كانت استسلمت لشيطان غضبها وحرقة قلبها، لتمنت لو أنّ (عاصي) نفذ تهديده وعذب تلك الفتاة حتى الموت لكنّ بقية من العقل داخلها جعلتها ترى أن (هشام) اتخذ القرار الصحيح بتدخله ومنعه لـ(عاصي) من ارتكاب خطأ سيندم عليه لاحقاً .. تنهدت بحرارة لتلامس أنفاسها عنق (هشام) الذي ابتسم وهو يمسح على ظهرها بحب
_"ما الأمر حبيبتي؟ .. فيما شردتِ؟"
رفعت رأسها تنظر له مبتسمة وهزت رأسها
_"لا شيء حبيبي .. كنت أفكر فقط في كل شيء حدث معنا الفترة الأخيرة"
غامت عيناه بحزن، وهو يحرك يده ليلامس بطنها بشرود ليخفق قلبها بقوة ورفعت كفيها تحتضن وجهه وترفعه لينظر في عينيها
_"حبيبي .. لقد اتفقنا أنّه كان قدراً .. الله سيعوضنا بالخير إن شاء الله"
همس بحرارة
_"إن شاء الله حبيبتي .. المهم عندي أنّكِ أنتِ بخير .. لا شيء آخر كان سيعوضني خسارتكِ أبداً"
ابتسمت بحب وهي تتحسس وجهه بكفيها
_"أعرف حبيبي .. وأنا أيضاً .. لا شيء يمكن أن يعوضني عنك .. نحن معاً الآن وهذا يجعلني أعرف أنّ الأيام القادمة ستكون بخير .. سترى حبيبي .. غداً تملأ السعادة أركان بيتنا وينتهي كل هذا الحزن"
أومأ برأسه موافقاً وردد وهو يقبل راحتها
_"أنا أيضاً أشعر بهذا حبيبتي"
ابتسمت دون أن تفارق عيناها عينيه وران الصمت لبرهة حتى شهقت قائلة
_"انظر .. لقد نسينا الشاي تماماً .. لقد برد"
ضحك مردداً
_"خسارة .. لقد صنعتِه بمعجزة"
رفعت أحد حاجبيها بنظرة مهددة ثم ابتسمت قائلة
_"هل تعرف؟ .. لن تنجح في استفزازي"
ابتسم بخفوت لتتأمله للحظات ثم همست
_"بالمناسبة حبيبي .. لم تخبرني بعد .. لماذا كنت قلقاً قبل قليل؟ .. مع من كنت تتحدث؟"
تنهد بحرارة وأجابها

_"لا شيء حبيبتي"
رددت اسمه بلوم ليبتسم مجيباً
_"كان جدي (رفعت)"
هتفت بدهشة
_"حقاً؟ .. لماذا لم تخبرني؟"
هز رأسه
_"لقد اتصل فقط ليطمئن علينا وأخبرني أنّه يريدني أن أذهب لرؤيته غداً"
ارتفع حاجباها وهي تتساءل
_"حقاً؟ .. هل طلب رؤيتك وحدك؟ .. لم يتحدث عني؟"
هز رأسه نفياً لتتابع
_"ألم يخبرك عن السبب الذي يريد رؤيتك من أجله؟"
تنهد وقال بشرود وهو يزيح خصلة من شعرها للخلف
_"لم يقل شيئاً .. أخبرني فقط أنّه يريدني في أمرٍ هام"
_"غريب"

ابتسم مردداً
_"لا تشغلي بالكِ أنتِ حبيبتي .. سأعرف غداً ما الأمر .. الآن دعينا نرتاح فقد كان يوماً شاقاً في العمل .. يبدو أن الفترة التي ارتحتها في البيت أصابتني بالكسل"
ضحكت وهي تنهض معه
_"أي كسل حبيبي؟ .. توقف عن التواضع هكذا .. أنت لم تترك العمل حتى وأنت بالبيت ورغم اهتمام (عاصي) بكل شيء فأنت كنت تصمم على متابعة كل شيء من هنا"
انقطعت جملتها بشهقة متفاجئة عندما حملها بين ذراعيه لتتعلق ذراعاها بعنقه بحركة تلقائية بينما ضحك قائلاً وهو يتجه للفراش
_"لقد أُصيبت عضلاتي بالخمول أيضاً والطبيب نصحني بحملكِ دائماً حتى أستعيد لياقتي"
_"والله؟"

هتفت وهي ترفع أحد حاجبيها ليهز رأسه قائلاً بجدية مفتعلة
_"يمكنكِ أن تتصلي به وتسأليه .. ألا تهتمين بصحتي؟"
هزت رأسها بقلة حيلة وضحكت

_"بالتأكيد .. يجب أن أقلق بشأن صحتك حبيبي .. أي زوجة أنا إذا لم أساعد زوجي على الاهتمام بلياقته؟"
قال وهو يضعها في الفراش وتمدد بجوارها وضمها إليه بحنان
_"أنا أكدت له أنّ زوجتي لن تقصر في هذا الأمر"
ضحكت وهي تضع رأسها فوق صدره تستمع لنبضاته بحب
_"حسناً .. اعتمد عليّ في هذا الأمر .. سألزمك بحملي كل يوم عندما أريد التحرك من مكان لآخر"
تبادلا نظرة مشاكسة قبل أن يضحكا معاً ودفنت هي وجهها في صدره وذراعها تلتف حول وسطه وأغمضت عينيها مبتسمة وقبل أن يغرق في النوم رفعت رأسها تنظر لجفنيه المغمضين وقالت

_"حبيبي .. ما رأيك لو أخبرنا (عاصي) بمكان (رهف)؟"
فتح عينيه ينظر لها بدهشة فزمت شفتيها قائلة
_"أنا أشعر بالذنب نحوه .. و(رهف) بعد أن تعود وتنتهي فورة غضبها منه ستشعر بالندم لأنّها حرمته من وجوده معها وهي تتعافى وهو لن ينسى هذا الألم أبداً .. سيظل يتذكر هذا الوجع لسنوات طويلة"
تنهد بقوة وهو يضم رأسها لتستقر فوق قلبه مرة أخرى

_"أنتِ محقة حبيبتي .. لكن .. أنا أنتظر فقط استقرار الأمور هنا وسأخبره .. ربما يجد صعوبة في ترك (همسة) والوضع المعقد هنا ويسافر .. ربما يتهم نفسه بالأنانية"
حركت يدها فوق صدره وهمست

_"أعتقد مما أرى أن (همسة) بدأت تتقبل وجودها هنا وعلاقتها مع (عاصي) ستتطور مع الوقت .. كما أنّك هنا وأنا معك .. يمكننا أن نهتم بباقي الأمور ولن نتهمه أبداً بالأنانية لو فكر بالوقوف مع حبيبته في هذا الوقت الصعب"
ابتسم وهو يميل ليقبل رأسها قبل أن يغمض عينيه

_"حسناً حبيبتي .. سأتحدث معه .. أعرف أنّ (رهف) ربما لن تسامحنا على هذا لكن .. أعتقد .. ستكون ممتنة في النهاية"
_"أنا أيضاً أعتقد هذا"
وصمتت لحظة تفكر قبل أن تهمس وهي تغمض عينيها

_"بعد كل هذا الوقت العصيب هما في حاجة لبعضهما .. ربما يجدان السعادة بمفردهما بعيداً عن الوضع المتفجر هنا"
_"أتمنى هذا حبيبتي"
همس بصوتٍ ناعس لتبتسم بحب وهمست مرة أخيرة قبل أن تستسلم للنوم مع الدفء الذي تسلل إليه من جسده

_"إن شاء الله حبيبي .. إن شاء الله"
همست بها وهي تضم نفسها إليه أكثر وقلبها يردد كلماتها بيقين وأمل في الأيام القادمة.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 01:09 AM   #877

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حركت (سديم) كرسيها الهزاز بحركة رتيبة وهي تجلس بقرب الشرفة تتطلع للسماء بنجومها المضيئة وتنهدت بحرارة وهي تغمض عينيها بعد لحظات .. لم تتخيل أن تتشابك كل الخيوط بهذه الطريقة .. لا تصدق حتى اللحظة أن (عماد) كان بهذا القرب من الجميع .. بعد الطريقة التي اختفى بها فجأة من فرنسا لم تتصور أن يكون هنا .. في آخر مكان قد يتوقعه فيه أحدهم .. كانت محقة عندما أدركت أنّه شخص خطير .. مطت شفتيها بأسى وهي تتذكر عودتها مع (آدم) إلى قصر (هاشمي) بعد أن كان قد اتصل ليطمئن عليها ويبدو أنّه التقط نبرة القلق والتوتر في صوتها لتجده بعد وقتٍ قصير يصل إلى فيلا عائلة (رضوان) بملامح غمرها القلق الذي تطاير فور أن اطمأن أنّها بخير هي وشقيقته رغم الصدمة التي تلقى بها خبر ظهور ابنة عم لها .. لكن الصدمة التي كانت في انتظارهما فور عودتهما للقصر كانت أصعب فقد كانت عمته (صفية) تبكي بحرقة وخوف وهي تهتف في ابنها أن يحاول مرة أخرى الاتصال بهاتف شقيقته .. شعرت بيد (آدم) تضغط على كفها بتوتر والقلق يعود لوجهه وهو يندفع نحو أفراد عائلته الذين اعتلى الخوف ملامحهم بالمثل
_"ما الأمر؟ .. ماذا حدث؟"
هتفت عمته وهي تنظر إليه باكية

_"(سؤدد) .. (سؤدد) يا (آدم) .. لقد أطلقوا عليها النار وهي في طريقها من العمل ولا نعرف أين هي الآن"
انقبض قلبها بعنف بينما شحب وجه (آدم) وهو ينقل عينيه بين الجميع هاتفاً
_"ماذا تقولين عمتي؟ .. من أخبركم بهذا؟ .. لابد أنّ هناك خطأ"
احتضنت (ثريا) عمته وربتت عليها وهي تقول لابنها
_"لا نعرف بني .. أحدهم اتصل قبل قليل على هاتف المنزل ورمى لنا الخبر دون حتى أن يعرف بنفسه"
ردد بتوتر
_"ربما يكون خدعة من أحدهم فقط لـ .."
قاطعته عمته هاتفة

_"كان من المفترض أن تعود (سؤدد) قبل ساعات .. هي لم تتعود أن تتأخر دون أن تتصل لتخبرني بهذا"
أغلق (سيف) الهاتف وزفر بقوة وهو يلتفت له

_"أحاول الاتصال بهاتفها لكنّه مغلق .. (آدم) .. صحيح .. لماذا لا تتصل بذلك الضابط الذي كان يساعدك أنت و(سؤدد) ربما نجد لديه أي معلومة"
التفت البقية بأمل نحو (آدم) الذي هز رأسه وهو يخرج هاتفه وأسرع يتصل بأحد الأرقام .. راقبته بقلب ينبض بتوتر وعقلها يعيد لها ذكريات لا تريد استعادتها مجدداً وسمعته بتشوش وهو يتحدث مع الضابط بحاجبين ازداد انعقادهما والقلق الذي انطبع على وجهه أكثر أكد للجميع مخاوفهم قبل أن يغلق الهاتف وهو يشكر محدثه ليلتفت بعدها قائلاً بتوتر
_"الأمر صحيح"
شهقت (صفية) بقوة وهي تنفجر بالبكاء أكثر

_"ابنتي .. ماذا أصابها؟ .. أريد ابنتي .. (سؤدد)"
اندفع نحوها هاتفاً
_"عمتي .. (سؤدد) بخير لا تخافي .. لقد أخبرني الرائد (شريف) أنّها وحارسها الشخصي تعرضوا بالفعل لإطلاق رصاص لكنهم أفلتوا من مطارديهم .. لا تقلقي .. هي ستكون هنا في أي لحظة وسترين بعينيكِ أنّها بخير"
بكت عمته أكثر فتنهد (سيف) بقوة وتحرك نحوها ليجلس بجانبها وجذبها من بين ذراعي (ثريا) ليشدها إلى صدره قائلاً
_"لا تبكي أمي .. (سؤدد) بخير .. ألا تعرفين ابنتكِ يا أمي؟"
تشبثت به كطفلة صغيرة وران الصمت على المكان إلا من شهقات بكائها حتى قطعه صوت حازم يهتف
_"ما الذي يحدث؟ .. لماذا تبكين يا (صفية)؟"
التفتوا جميعهم بخوف وارتباك نحو الجد الذي كان عائداً من الخارج لتوه وتبادل الجميع نظرات قلقة ليتحرك (آدم) بسرعة وهو يفكر في عذر يخبره الجد دون أن يخاطر بانفعاله قلقاً على حالته الصحية

_"حمداً لله على السلامة جدي .. هل كنت بالخارج؟ .. كيف تخرج بدون أن تأخذ أحدنا معك؟"
لولا الموقف لضحكت على محاولته المرتبكة التي جعلت الجد يرفع أحد حاجبيه وهو ينظر له بتعبير لخص كل الكلمات التي أراد قولها بينما يقترب بخطوات هادئة مستنداً على عكازه فيما أسرعت (صفية) تمسح دموعها ورسمت على شفتيها ابتسامة مرتبكة وهي تنهض

_"أبي .. لقد عدت .. لم أعرف أنّك .."
قاطعها قائلاً بصرامة
_"ماذا بكم؟ .. هل تحاولون خداعي؟ .. قلت ماذا يحدث هنا؟"
_"أبي .. الأمر فقط هو أن .."
لم تستطع التحكم في دموعها لتنفجر في البكاء من جديد فتنهدت هي بقوة واقتربت من الجد وقالت وهي تتناول يده قائلة
_"تعال لتجلس أولاً جدي وسنخبرك بكل شيء .. لا تقلق .. كان مجرد سوء فهم وتأكدنا من الأمر .. كل شيء بخير"
حانت منها نظرة لوجه (هاميس) التي رمقتها بنظرة حانقة وهي تضغط على فكها كأنما تريد أن تصرخ فيها أن تبتعد عن جدها فتجاهلتها وهي تجلس بقربه قائلة

_"هناك شخص سخيف اتصل قبل قليل وأخبر السيدة (صفية) أنّ (سؤدد) تعرضت لإطلاق رصاص"
وأسرعت تكمل وهي ترى عينيه تتسعان بصدمة
_"لا تقلق .. تأكدنا أنها بخير ولم تصب بأذى .. هي وحارسها بخير"
سمعت (هاميس) تهتف بغضب
_"أنتِ؟ .. ماذا تظنين نفسكِ تفعلين؟ .. هل تحاولين قتل جدي أم ماذا؟"
قبل أن ترد عليها ارتفع صوت (رجاء) قائلة بحزم
_"(هاميس) .. اصمتي تماماً"
تنفست (هاميس) بغضب بينما اقترب (آدم) من جده قائلاً

_"جدي .. لقد تحدثت مع الرائد (شريف) لتوي وأكد لي أنّ (سؤدد) بخير .. هي ستكون هنا في أي لحظة لا تقلق"
لم يكد يكمل جملته حتى سمعوا صوت سيارة بالخارج وانتبهت حواسهم بترقب وبعد لحظات قليلة ارتفع صوت خطوات تضرب أرضية القصر بعصبية وصاحبتها تندفع للداخل بينما تحركوا بسرعة نحو مصدر الصوت وشهقت (صفية) وهي ترى (سؤدد) التي دخلت بوجه متغير الملامح
_"(سؤدد) ابنتي"
انتفضت (سؤدد) بخفوت مع الهتاف الملتاع والتفتت لتجد أفراد أسرتها قبالتها فقطبت مرددة بنزق
_"ما بكم؟ .. لماذا تحدقون بي هكذا؟ .. هل ترون شبحاً؟"
رغماً عنهم ابتسموا مع كلماتها بينما اندفعت (صفية) لتحتضنها بقوة وهي تبكي

_"حمداً لله .. أنتِ بخير .. أنتِ بخير (سؤدد) .. الحمد لله"
قالت (سؤدد) بهدوء وهي تربت على ظهر أمها
_"أنا بخير أمي .. ما الذي سيحدث لي؟ .. ها أناذا أمامكِ بشحمي ولحمي"
قطبت وهي تنظر لعيني (سؤدد) ووجدت نفسها تهمس داخلها بقلق .. ليست بخير .. لم تكن بخير أبداً .. إحساسها يقول أنّ إطلاق النار ليس هو المشكلة .. هناك شيء آخر حدث .. التقت عيناها بعينيّ (سؤدد) ليتأكد إحساسها أكثر بينما أسرعت (سؤدد) تقطع نظراتهما وهي تبتعد عن حضن أمها قائلة
_"أنا بخير لا تقلقوا .. أنا فقط متعبة وأريد النوم بشدة"
وابتعدت راسمة ابتسامة غير حقيقية ألقتها للجميع وتحركت لتصعد إلى غرفتها بهدوء شديد وكأنّ قنبلة لم تتفجر في المكان بسببها قبل قليل وتعلقت عيناها بجسدها وهي تبتعد ليتأكد إحساسها من كونها تخفي شيئاً أكبر مما يعتقد الجميع ..
أوقفت (سديم) حركة كرسيها وفتحت عينيها وعادت تتطلع للسماء منتزعة نفسها من ذكرياتها .. يجب أن تتحدث مع (سؤدد) بشأن ما سمعته .. هي لم تتقصد أن تسمع كلامها مع جدها .. حين اتجهت لغرفتها في الصباح التالي تنوي التحدث معها بشأن اتفاقهما وتعاونهما ومن ناحية أخرى كان في نيتها معرفة حقيقة ما حدث معها لم تجدها وعندما بحثت عنها وعرفت أنّها في غرفة المكتبة ذهبت لتراها .. كانت على وشك طرق الباب حين سمعت هتاف (سؤدد) بحرقة وهي تتحدث مع جدها .. لم تنتظر لتسمع أكثر وتحركت لتعود لغرفتها ومن وقتها ولم تجد الفرصة المناسبة لتتحدث مع (سؤدد) .. زفرت بقوة وهي تنهض من مكانها وتحركت متجهة للفراش لترقد فيه وعيناها تنظران للساعة .. لقد تأخر (آدم) .. كل هذا يتحدث مع جده؟ .. فيما يتحدثان كل هذا الوقت؟ .. هل الأمر يخص (سؤدد) أم له علاقة بذلك الوغد (سامر)؟ .. انقطعت أفكارها مع انفتاح الباب فأسرعت تغمض عينيها وتدعي النوم وهي تشعر بخطواته تتقدم للداخل بعد أن أغلق الباب .. شعرت بحركة الثياب وهو يبدلها قبل أن يتحرك نحو الفراش الذي انخفض بقربها مع صعوده إلى جانبها وسمعته يهمس
_"أعرف أنّكِ مستيقظة (سديمي)"
التفتت له قائلة

_"أنا لم أقل أنني نائمة"
ضحك وهو يقترب ويشدها بين ذراعيه وأغمض عينيه بتعب

_"لكنّكِ كنتِ تدعين النوم حبيبتي"
زمت شفتيها ليتابع وهو يفتح أحد عينيه

_"هل لا زلتِ غاضبة؟"
هزت كتفها قائلة ببرود مفتعل

_"لا .. لماذا سأغضب؟ .. أردت التحدث مع جدك على انفراد لماذا سأغضب عندما تطلب مني الذهاب لغرفتي"
ابتسم دون أن يفتح عينيه لتزفر بضيق وصمتت لحظات قبل أن يغلبها فضولها
_"فيما تحدثتما؟"
لم يقاوم ضحكته فضربته في صدره

_"لماذا تضحك؟ .. هل قلت نكتة؟"
ضحك وهو يفتح عينيه
_"لا حبيبتي .. الأمر فقط أنّني تذكرت نظراتكِ .. وتدعين أنّكِ لستِ غاضبة"

مطت شفتيها وحاولت الابتعاد عن ذراعيه لكنّه شدها أكثر قائلاً
_"حبيبتي .. قلت لكِ أنّكِ لن تنامي بعيداً عني بعد الآن"
_"يا سلام .. ماذا لو قررت مخاصمتك والابتعاد قليلاً؟ .. أليس من حقي؟"

نظر لها بحنان من بين عينيه اللتين تكادان تغلقان من الإرهاق
_"من حقكِ حبيبتي .. لكنّكِ حتى وأنتِ تخاصمينني لن تنامي بعيداً عن ذراعيّ"
_"هذا استبداد"
رددت بنزق رغم الابتسامة التي جاهدت لترتسم على شفتيها ليبتسم هو ويضمها من جديد واضعاً رأسها على صدره

_"أنا مستبد حبيبتي"
همست اسمه ليتنفس بعمق وقال بتعب

_"نامي الآن حبيبتي .. أنا متعب جداً وغداً سأخبركِ بكل شيء .. أعدكِ"
أشفقت عليه وهي ترى ملامحه المجهدة فرفعت نفسها قليلاً لتقبل شفتيه بحب
_"حسناً حبيبي .. لكن لا تنسى وعدك عندما يأتي الصباح"
اتسعت ابتسامته وهو يغرق في النوم وبقيت هي لبعض الوقت تتأمله بحنان وحب قبل أن تقرر طرد كل أفكارها وقلقها وتستسلم للنوم هي الأخرى تاركة نبضات قلبه تهدهدها برفق حتى غرقت في النوم وهي تمني بغد أفضل للجميع.

*********************
انتهى الفصل الأربعون
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-19, 01:14 AM   #878

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. نزل الجزء الثاني من الفصل الأربعين بحمد الله ومعلش لو لقيتوه صغير .. هعوضكم بالفصول الجاية بإذن الله
بعتذر لأن النت عندي فاصل من الصبح وأنا داخلة من باقة الموبايل اللي بتودع
إن شاء الله أول ما النت يرجع بالبيت هرد على تعليقاتكم وتسلموا كتير على كلامكم الرقيق

أرق تحياتي وخالص حبي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 01:37 AM   #879

ronena
 
الصورة الرمزية ronena

? العضوٌ??? » 311459
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » ronena is on a distinguished road
افتراضي

ممكن تفرغين بععض الرسائل اللي عندك,حابة استفسر منك بالخاص

ronena غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:07 AM   #880

غادة وجيه

? العضوٌ??? » 397755
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 364
?  نُقآطِيْ » غادة وجيه is on a distinguished road
افتراضي

روايه مميزه وبالتوفيق دا ئما

غادة وجيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.