آخر 10 مشاركات
17- غدا يعود الماضي - فيوليت وينسبير (الكاتـب : فرح - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree895Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-19, 05:33 PM   #881

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الانوار ☘☘☘☘☘

فصل غايه في الروعه واخيرا عاصي ابعد كل شكوك واعترف بكل جوارحه انها اخته أبنت امه وأبيها

عماد وفهاد اكثر شخصين نتألم من اجلهم فعلا موقفهم صعب جدا
وهل تخلق لهم فرصه بتصليح مامضى

اتمنى ان تكون ام عاصي على قيد الحياة

احداث جميله سلمت اناملك وأفكارك النيره

تحياتي لك بعطر الياسمين 🌸🌸🌸🌸


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:02 AM   #882

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. جمعة مباركة للجميع ويا رب تكونوا بألف خير

للأسف النت فضل فاصل لحد اليوم .. أكتر من أربع أيام من دون نت .. ربنا يسامحهم بقى

الفصل طويل النهاردة ويا رب يكون تعويض عن التأخير
ربنا يستر والنت يكمل لحد ما انتهي من تنزيل الفصل

إن شاء الله الفصل يعجبكم

قراءة ممتعة مقدماً حبايبي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:06 AM   #883

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي والأربعون


آهٍ على قلبٍ هواهُ محكم
فاض الجوى منه فظلماً يكتم
ويحي أنا بحتُ لها بسره
أشكو لهـا قلباً بنارها مغرم
ولمحتُ من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها محرمُ
كانت حياتي فلمـا بانت بنأيها
صار الردى آه علي أرحـمُ.

****************
نفث (منذر) دخان سيجاره وتعلقت عيناه لثوان بالدخان الذي تبعثر ثم ذوى .. لماذا لا تتبخر همومه كهذا الدخان؟ .. لكم من الوقت عليه الانتظار حتى يشفي غليله ويرتاح؟ .. حتى متى عليه أن يواصل سيره فوق ذلك الحبل الرفيع المعلق فوق النيران؟ .. أخذ نفساً عميقاً من سيجاره لينفثه بقوة أكبر .. ليس هذا هو السؤال .. السؤال الحقيقي هو .. لماذا بدأ يشعر بالاختناق ونفاذ الصبر؟ .. لسنوات كانت هذه لعبته التي كان يلعب كل خطوة منها بحذر وبطء ولم يكن ليعباً لو أنّه انتظر ضعف السنين التي انتظرها ليحصل على ثأره .. لماذا الآن بات يشعر بالرغبة في الانتهاء سريعاً من كل هذا؟ .. لماذا سنوات العمر التي يخسرها باتت فجأة ذات أهمية؟ .. لماذا بات مهتماً أنّه لم يعش حياة حقيقية ولم يستمتع بحياته لحظة منذ رحلت أمه؟ .. أغمض عينيه متنفساً بعمق ونسيم الهواء الذي هب على الشرفة التي يقف بها وداعب وجهه جعل خيالها يرتسم في مخيلته ومجدداً عاد ذلك الشعور الغريب يعبث بنبضات قلبه .. منذ بدأ خيالها يطارده تجذر ذلك الشعور بالخواء وبدأت تلك الأفكار تتنازعه وقلبه الذي كان يظنه أجوفاً انتفض فجأة مطالباً بحقه الحياة .. يخبره أن تلك الأنفاس التي تتحرك داخله لا معنى لها وأنّه في الحقيقة .. ميت .. ميت بدأت بذرة الحياة تتململ داخله وتصرخ رغبة في البعث .. وانبعث معها ذلك الجوع المخيف داخله .. جوعٌ نحو شيءٍ مجهول يكاد يمد يديه ويلمسه فلا يستطيع .. لسنوات تجاهل ذلك الشعور الذي يأكله من الداخل لكن الآن .. أصبح يشعر به ينخر كالسوس في أعماقه .. تنتابه تلك الحاجة المرعبة لما يملأ ذلك الفراغ الموحش داخله .. انتزع نفسه بقوة من أفكاره وفتح عينيه يتطلع للأفق أمامه بقسوة هاتفاً في نفسه .. هو لا يستحق .. لا يستحق الحياة التي يفكر فيها .. الشياطين أمثاله لا حق لهم في النعيم .. لا يغفر لهم في النهاية ولا ينالون فرصة من القدر ليعيشوا الحياة التي يعيشها الآخرون .. لقد فقد ذلك الحق منذ أسالت يداه الدماء أول مرة وسارت قدماه في ذلك الطريق بإرادته حتى النهاية .. لماذا يضعف الآن؟ .. لماذا يسمح لتلك الأفكار بتعذيبه وتشتيته؟ .. بعد أن كاد يقترب من هدفه .. ألقى السيجار أرضاً ودهسه بعنف بينما يكز على أسنانه بوحشية لمعت في عينيه وعقله يسترجع حديثه مع أبيه الليلة الماضية بعد أن وصل إلى قصره الريفي وانتظر لساعات حتى وصل والده .. ولسوء حظه كان يرافقه (ريكاردو) الذي لمعت عيناه بعبث وهو يلقي إليه بنظرة ذات مغزى عرف أنّه يذكره بحديثهما الأخير .. مارس ضغطاً قوياً على نفسه ليحتمل تلك الدقائق التي قضاها برفقتهما على مائدة العشاء بينما (ريكاردو) يلقي بتلميحاته العابثة دون أن يعبأ بالنظرة الباردة التي رماه بها والتي ردها بابتسامة مستفزة وهو يقول بينما يرفع كأسه في الهواء
_"نخب هذه اللقاء العائلي اللطيف .. كم هو رائع أن نجتمع معاً أخيراً كعائلة سعيدة ومتحابة .. ما رأيك يا (منذر)؟"
نظر له ببرود وتناول كأسه متمتماً

_"أرى أنّك في حاجة لعرض عقلك على طبيب يا (ريكاردو) .. لا أذكر أننا كنا عائلة في يومٍ ما أصلاً"
مط شفتيه بأسف مفتعل
_"حقاً؟ .. لم أدرك هذا .. يا للأسف"
وتجرع كأسه مرة واحدة قبل أن يميل للأمام هامساً بغمزة عين

_"لا تتخيل حجم المعجزات التي كان يمكن أن نصنعها باتحادنا معاً"
اختلس (منذر) النظر نحو والده الذي كان يرتشف من كأسه بهدوء كأنما لا يصغي للحوار الدائر بقربه .. التقط (ريكاردو) نظراته فالتفت نحو والدهما ورفع صوته قائلاً بعبث

_"أليس كذلك يا أبي؟"
رفع (توفيق) رأسه ينقل بصره بين ابنيه بهدوء وتابع تناول مشروبه على مهل و(ريكاردو) يكمل بافتعال
_"لكن ماذا بيدي؟ .. لا يمكننا أن نظهر أمام العالم كعائلة واحدة وسعيدة .. وهذا يشعرني بالحزن حقاً .. ماذا نفعل؟ .. للأسف .. يستحيل أن يخرج أبي فجأة للعلن ويخبر الجميع أنّك من دمه .. ستفتح علينا أبواب الجحيم حرفياً ولن يتوقفوا عن النبش في ماضي أبي وعندها .."
قطع جملته فجأة وهو يضرب على الطاولة بكفه في إشارة لمقصده ليزفر بعدها بقوة
_"ستكون النهاية عندها"
رفع (توفيق) حاجباً محذراً وهو يردد اسمه بنبرة قاسية لتتسع ابتسامته وهز كتفيه

_"ماذا يا أبي؟ .. نحن نتحدث فقط .. (منذر) لم يغضب مني، صحيح أخي؟"
منحه ابتسامة ثلجية ومال قليلاً نحوه
_"لماذا سأغضب يا (ريك)؟ .. دعك من العالم فأنا لا أعبأ له .. حتى لو كانوا يجهلون الأمر .. هذا لن يغير حقيقة أنني أحمل دمه .. وأنت تعرف من بيننا يستحق إرثه عن جدارة لو أردنا الصدق .. بالتأكيد لا شك عندك على من سيقع اختياره لو قرر الاختيار بيننا يوماً"
لم يستطع (ريكاردو) السيطرة على نظرة الغيرة التي خانته قبل أن تختفي بسرعة فيما أكمل
_"لا تقلق يا أخي الصغير .. أنا لا أنوي الدخول في أي صراعات عبثية ولا أهتم بشأن من يفضل أبي بيننا أكثر"
والتفت ينظر لأبيه قائلاً بهدوء

_"لقد سبق وتقبلت إرثي الحقيقي من أبي .. لم أستطع الهروب منه كما أخبرني .. وأنا مكتف بهذا الإرث .. وحده سيوصلني لكل ما أريد في هذه الحياة، صحيح أبي؟"
ابتسم والده وعيناه تلمعان ليكز (ريكاردو) على أسنانه مقاوماً مشاعر غيرته وهو يرى نظرة والده له ليتمتم باستفزاز

_"لا يبدو أنّك قد ورثت كل شيء عن أبي (منذر) .. أبي لا يفضل نقاط الضعف وإن كنت أرى أن وجودك هو أكبر نقطة ضعف في حياته لكن لا بأس هو يفضل الاحتفاظ بك .. لكن ماذا بشأنك؟"
قطب وهو ينظر له بحدة ليبتسم بسخرية وهو يواصل
_"لقد ارتكبت أكبر خطأ قد يقع فيه رجل يعيش حياتنا .. لقد أحببت امرأة وصنعت لك نقطة ضعف خطيرة يا أخي العزيز"
تنفس (منذر) بقوة وقبضته تشتدد حول كأسه وسمع والده ينطق أخيراً
_"اصمت قليلاً (ريك) ودع أخاك يخبرني عن الأمر الهام الذي جعله يقرر أن يأتي فجأة"
ضغط على فكه وهو يبادل والده النظرات المتحدية ثم تراجع في مقعده وأخوه يردد
_"لا تقل أنّك لا تعرف لماذا أتى يا أبي؟ .. الأمر أكثر من واضح"
رمقه ببرود ومال ليضع كأسه جانباً
_"لا أعتقد أنّ لديكما فكرة عما أتيت من أجله"
_"ألم تأت من أجل عشيقتك تلك؟"

رددها باستفزاز لتشتعل النار في عينيّه مع الكلمة التي وصف بها علاقته بـ(شاهي)
_"انتبه لكلامك بشأنها (ريكاردو) .. أنا لن أتسامح بكلمة واحدة في حقها ولن أهتم أننا نحمل دماً واحداً"
_"حقاً؟ .. ماذا ستفعل؟"
هتف وهو يرفع أحد حاجبيه مستفزاً والتفت نحو (توفيق) الذي كان يرمقه بتفحص

_"هل تأكدت الآن يا أبي؟ .. هل رأيت بنفسك كيف أثرت عليه تلك المرأة؟ .. هل هذا هو (منذر) الذي تعرفه؟"
أخذ نفساً حاداً وهو يضغط على كفيه حتى لا ينهض ويخنقه بينما ردد (توفيق) أخيراً
_"إذن يا (منذر) .. أنت أتيت من أجل تلك المرأة .. اسمها (شاهي) كما أعتقد، صحيح؟"
رمق أخاه ببرود وهو يجيب والده

_"أجل .. لقد أتيت من أجلها"
ابتسم والده باستخفاف

_"ما الأمر؟ .. هل وقعت بحبها حقاً؟"
قطب حاجبيه بينما هز (توفيق) رأسه بأسف
_"لم أتوقع هذا منك (منذر) .. لقد خيبت ظني فيك .. ألم أحذرك مراراً من أن تلك أسوأ نقطة ضعف قد يملكها رجل .. انظر لنفسك الآن .. ها أنتذا قد أتيت لتتوسلني ألا أمد يدي لها بالأذى .. أليس هذا ما أيتت لأجله؟ .. أتيت لتتذلل لي من أجلها .. أنا والدك .. ماذا ستفعل إذن إن عرف بشأنّها أعداؤك؟ .. هل تنوي أن تركع أمامهم من أجل امرأة؟"
بصق بكلماته الأخيرة ليرفع (منذر) رأسه قائلاً ببرود

_"أنا لن أركع أمام أحد .. إن حاول أحدهم مد يدٍ لها بأذى سأقطعها قبل أن تصلها .. وبالنسبة لك فأنا لم آت لأتوسلك لتمنع عنها آذاك"
رفع (ريكاردو) حاجبيه بدهشة وهو ينظر إليه بينما قطب والده بحدة و(منذر) يتابع
_"لقد أتيت لأخبركِ بقراري فقط ولا أنتظر رأيك بشأنه .. يمكنك أن ترفض أو توافق لا يهم"
_"ماذا تقصد؟ .. أي قرار هذا؟"

أخذ نفساً عميقاً ليجيب بهدوء وهو يرمقه بتحد
_"سأتزوج منها"
تراجع أخوه في دهشة بينما ردد (توفيق) بجمود
_"ماذا قلت؟"
_"كما سمعت .. سأتزوجها"
تمتم والده بتوجس

_"ستتزوجها سراً، أليس كذلك؟"
ارتفع ركن شفتيه بتحد وهو يجيب ساخراً

_"بالطبع لا .. سيكون زواجاً رسمياً .. ستصبح زوجتي أمام العالم كله"
نهض (توفيق) هاتفاً بغضب
_"هل جننت؟ .. ستتزوج تلك الـ .. المرأة .. هل فقدت عقلك؟"
رمقه من مكانه ببرود وكتف ذراعيه

_"لماذا؟ .. لأنني سأتزوج؟ .. لم أسمع اعتراضاً على زيجاتي السابقة .. لماذا تعترض الآن؟"
هتف وهو يلتفت له بحدة

_"زيجاتك السرية هذه شيء وزواجك من تلك المرأة شيء آخر (منذر) .. كنت أعرف أن علاقاتك السابقة كلها مجرد نزوات وللمتعة لا أكثر .. كلها علاقات مؤقتة ستملها بعد بعض الوقت .. لكن أن تخبرني الآن أنّك ستتزوج من تلك المرأة بسمعتها تلك وبعد ما فعلته بزوجها السابق هل تعرف ماذا تفعل بنفسك؟"
_"لا أفهم ماذا يغضبك في الأمر صراحةً .. وبشأن سمعتها فلا أعتقد أنني أتخير عنها .. كما أنّه لا أحد سيجرؤ على الكلام بحقها بعد أن تصبح زوجتي .. إن كان هذا سبب اعتراضك فهو لا يشكل لي أي مشكلة"
هتف بغضب

_"أنا أعترض على الأمر كله .. أنا أرفض زواجك من تلك المرأة .. أرفض علاقتك بها كلياً"
أجابه بهدوء شديد
_"وأنا لم آت لآخذ رأيك يا أبي ولا أهتم لاعتراضك .. كما قلت .. أتيت لأبلغك بقراري وأيضاً لأحذرك"
ترك النار الباردة تلمع في نظراته لوالده وهو يقول بنبرة ثلجية صارمة
_"أنا لن أسمح لأي شخص بلمس شعر منها .. حتى لو كان أنت .. لقد أدركت أنت أهميتها عندي لذا تخيل ما يمكنني فعله لو مددت لها يدك بسوء"
_"هل تهددني يا (منذر)؟"
نهض واقفاً ليقول بتحد

_"أنا لا أهددك .. أنا فقط أضع أمامك الخيار .. إما أن تقبل زواجي منها وتبارك لنا أو على الأقل تبقى محايداً ولا تحاول أذيتها"
كان (ريكاردو) يراقب الحوار في صمت وملامحه لا تعبر عما يدور برأسه

_"هل تعتقد أنّه بعد كلامك هذا ستترك لي الخيار؟ .. لقد اتخذت نقطة ضعف لعينة يا (منذر) وأنا لا يمكنني أن أسمح بهذا"
قال مهدداً ليرد عليه

_"أنا وحدي من سيحدد إن كانت نقطة ضعف أم لا .. (شاهي) ستكون زوجتي .. ستنتمي لي وأنا لن أتسامح في حقها أبي"
_"تلك المرأة ستكون نهايتك يا (منذر)"

ابتسم بتهكم
_"لا تقلق بشأني .. أعرف كيف أهتم بأموري الخاصة وأنت تعرف هذا جيداً"
زفر والده بحدة

_"أنت لا تترك لي أي خيار (منذر) .. أنت أيضاً تعرف أنني لا أتسامح في هذا الأمر .. لن أسمح لك بهذا .. لن تدخل امرأة غريبة في حياتنا وتعرضنا كلنا للخطر .. تلك المرأة ستنتهي من حياتك وللأبد، هل تسمع؟ .. ستتركها تماماً إن أردت أن تحافظ على حياتها"
رفع أحد حاجبيه قائلاً بصرامة
_"هل تعدني أنّك ستبتعد عنها تماماً إن أنا تخليت عنها؟"
ضاقت عينا (توفيق) دون رد لوهلة ليبتسم هو بسخرية ويقول
_"كان يمكنك الكذب .. لكن على العموم لم يعد هذا الخيار متاحاً .. (شاهي) تحتاج إليّ وأنا لن أبتعد عنها .. وتهديدك لن يشكل أي فارق .. سأحميها منك ولو تأذت شعرة منها بتخطيط منك لن أهتم لأي شيء وسأهدم المعبد على الجميع"
_"لن تجرؤ يا (منذر) .. لن تجرؤ على تحديّ"
ضحكة (ريكاردو) الساخرة قطعت نظرات التحدي بينهما ليلتفت له الاثنان فنهض ليقف وهو يقول

_"لقد انتهى الأمر أبي .. لقد سقط وانتهى الأمر .. ماذا كنت تقول بشأنه؟ .. كنت تتبجح أنّه يشبهك .. أنّه شيطان بلا قلب .. ها قد امتلك الشيطان قلباً وصارت حياته في يد امرأة"
زفر (منذر) بقوة وهو يواجه والده الذي ردد بفحيح
_"(منذر) .. لا تجبرني على اتخاذ قرار لا أحبذه .. تعرف ما أنا قادر على فعله"
ردد بتهكم مرير
_"ماذا؟ .. ستقتلني أنا أيضاً؟"
ارتجفت نظرات (توفيق) بينما أكمل هو بتحد

_"هل تعتقد أنني أهتم لو فعلت؟ .. على الأقل لن أكون الخاسر بيننا .. أنت من تحتاجني أبي وأنت من سيخسرني بعد كل ما فعلته لتحصل عليّ معك وفي صفك"
ران الصمت لبرهة قبل أن يردد (توفيق) بقسوة
_"ستندم يا (منذر)"
هز كتفه بلا مبالة واقترب منه ليقول بهدوء

_"أبي .. أنا لم آت لأتحداك حقاً .. لماذا لا تفكر في الأمر بهدوء؟ .. هي لن تشكل أي خطر علينا لو كان هذا ما تخشاه .. ستصبح زوجتي وتنتمي إلينا ولن يجرؤ أحد على الاقتراب منها وهو يعرف أنّ حياته ستكون هدفاً لي"
ولمعت عيناه وهو يميل نحوه قائلاً وهو يلقي نظرة ساخرة نحو (ريكاردو)
_"سأجلب لك حفيدك المنتظر .. فكما يبدو أنّ (ريك) لن يستقر حتى وقتٍ طويل ويجلب لك حفيداً يكمل مسيرتك ويفتخر بإرثك .. أنا سأحقق لك أمنيتك الدفينة .. سأتزوج وأجلب لك حفيداً في القريب العاجل"
صمت والده للحظات ثم ردد بجمود
_"يمكنك الزواج من أي امرأة .. نساء العالم كله رهن إشارة منك .. إلا هذه"
ابتسم بسخرية ثم قال ببساطة

_"وأنا لا أريد نساء العالم يا أبي .. لقد اخترتها هي"
هز (توفيق) رأسه بيأس وهو يقول
_"إذن تكون قد اخترت نهايتك (منذر)"
_"أنا وحدي من أحدد هذه النهاية"

تنهد بقوة وهو يرد
_"لا تغتر بنفسك كثيراً يا (منذر) .. النهاية بدأت فور أن سمحت لامرأة أن تتملك قلبك .. الحب وكل هذا الهراء لا مكان له في عالمنا وأنت تعلم هذا جيداً"
لم يرد بكلمة ليكمل والده بجمود
_"تلك المرأة كانت على علاقة قديمة بضابط شرطة قبل زواجها يا (منذر)"
قطب وهو ينظر إليه بشك لتلمع عينا والده وهو يتأكد من أنّ (منذر) لم يهتم بالبحث في ماضيها جيداً فتابع بهدوء
_"(مراد الرافعي) .. هل تتذكر هذا الاسم؟"
اتسعت عيناه بصدمة لم يتمالكها وشحب وجهه وهو يتراجع للخلف ليقطب (ريكاردو) حاجبيه بترقب وهو ينقل بصره بينهما بينما ردد (منذر) بشحوب
_"لا .. أنت لا تقصد (مراد) ذاك"
ابتسم (توفيق) بخبث وهو يجلس بهدوء في مقعده

_"أجل هو .. كان حبها الأول قبل أن يفرق بينهما (مختار) .. هل تعرف أنّه كان يهددها دائماً بحياته وأنّها كانت تخضع لأوامره فقط لتحمي حبيبها .. هل ترى كم عانت لأجله؟ .. تخيل إذن ماذا يمكنها أن تفعل إن عاد وطلب خدمة صغيرة منها ليوقع بك؟"
ترك (منذر) جسده يسقط على مقعده بينما والده يردد باهتمام مفتعل
_"لا تقل أنّك أحببتها حقاً يا (منذر) .. للأسف يا بني .. هي تحب رجلاً آخراً وليس أي رجل .. رجل لديه ثأر مباشر معنا وربما كان يخطط طيلة السنوات الماضية لينتقم لزوجته .. هل تريد أن تخاطر بإدخال تلك المرأة حياتك ليستغلها هو في الوصول إليك؟ .. إلينا جميعاً؟"
نظر له (منذر) باختناق وهو يحاول التحكم في الكراهية حتى لا تغمر نظراته وضغط على فكه بقوة بينما والده يردد
_"لهذا رفضت علاقتك بتلك المرأة (منذر) .. لأنّها تشكل خطراً مباشراً بعلاقتها بذلك الضابط المتقاعد .. ربما دخولها حياتك من البداية كان لعبة ليصل إليك عبرها"
تنفس بقوة وهو يردد
_"لا .. أنا أعرف (شاهي) جيداً .. هي لا علاقة لها بذلك الرجل .. ربما قديماً .. لكن ليس الآن .. لو كان هناك علاقة بينهما حالياً لعرفت"
ابتسم والده بسخرية ليقول (منذر) بحدة
_"أنا لست ساذجاً ولست أحمقاً لأقع ضحية لعبة غبية كهذه .. ثم إن كل هذا لا يهمني الآن .. سبق ومنحتها وعداً ولن أتخلى عنها الآن .. هي تحتاجني"
هتف بنفاذ صبر
_"إذن فقد جُننت حقاً .. كيف تثق بامرأة لم تعرفها إلا من فترة قصيرة؟ .. تقول أنّك تعرفها جيداً؟ .. من الواضح أنّك تعرفها جيداً بدليل أنّك لم تفتش في ماضيها جيداً .. تحتاجك؟ .. لا تجعلني أضحك أرجوك .. دعها تذهب للجحيم مباشرة ولا تهدم كل مستقبلك وحياتك لأجل امرأة حقيرة مثلها"
تنفس بغضب وهو يهتف
_"لا تخطيء بحقها أبي .. لقد حذرتكما .. أنا لن أقبل أي خطأ بحقها .. ويمكنك أن تريح بالك .. أنا سأتخذ كل حذري لأمنع تواصل هذا الضابط معها .. ثم إنّها لن تصل لشيء إن حاولت أكثر مما وصل إليه من قبلها .. أنا أكثر من حذر ولا أحد يمكنه الوصول لطرف خيط عن طريقي .. كل رجال الشرطة الذين يبحثون خلفي لم يصل أحدهم لطرف خيط واحد إليّ .. هل تعتقد أنّها هي ستنجح؟ .. يمكنك أن تطمئن من هذه الناحية"
أغمض (توفيق) عينيه متنفساً بقوة قبل أن ينهض قائلاً بنبرة موزونة
_"حسناً .. لا تقل أنني لم أحذرك بني"
هتف في إثره
_"ولا تنس أنت أيضاً أنني حذرتك من مسها بأي أذى يا أبي"
التفت يرمقه بغموض ثم ردد
_"إن كانت فعلاً بريئة كما تقول ولا تعرف أي شيء عن حقيقتك فليتني أرى وجهها حين تعرف وجهك الحقيقي (منذر)"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو ينظر له ليواصل
_"أتمنى أن أرى أين ستذهب الثقة التي تتحدث بها الآن عندما تتخلى عنك فور أن تعرف بحقيقة رجل الأعمال النظيف (منذر صفوان) .. عندما تعرف أي رجل عصابات أنت وأي شيطان قاس يختفي خلف وجهك الوسيم هذا بني"
عادت هواجسه السابقة تهاجم قلبه مع كلمات (توفيق) ليهتف بلهجة قاطعة حارب بها أفكاره
_"لن يشكل هذا فارقاً لديها .. لا تشغل أنت بالك بهذا الأمر"
ضحك والده بقوة ثم قال بسخرية امتزجت بمرارة لا زال يحملها داخله من ماضيه
_"لا تكن واثقاً هكذا يا (منذر) .. حتى لو كانت واقعة بحبك .. كل حبها هذا سينقلب لكراهية فور أن ترى وجهك الحقيقي"
وقست عيناه وهما تشردان بعيداً ليدرك (منذر) أنّه يتذكر والدته بينما يكمل بقسوة

_"ستتخلى عنك في النهاية وستبيعك وتقف بعيداً تراقب سقوطك بكل تشفي"
قبض على كفيه بقوة حتى لا تخونه انفعالاته أمام قاتل والدته الذي أطرق صامتاً لبرهة ثم رفع رأسه ينظر له بعينين لمعتا بعبث وهو يقول
_"حسناً بني .. لقد انتصرت .. أنا موافق"
صيحة استنكار غادرت شفتي (ريكاردو) تذكرهما بوجوده بينما والدهما يكمل رافعاً حاجباً متحدياً
_"سأخاطر وأسايرك في لعبتك .. أنا موافق على زواجك منها وسأراقب حتى النهاية .. سأنتظر تلك اللحظة التي ستتخلى فيها عنك فوق أن ترى حقيقتك .. هذا إن لم تكن قد عرفتها مسبقاً"
قطب يرمقه بشك لتتسع ابتسامته وهو يقول
_"حظاً موفقاً بني"
قالها وغادر الغرفة تاركاً (منذر) يتنفس بحدة وبقلب خافق مدركاً لأي حد كان (توفيق) محقاً .. ألم يكن يخشى من هذا الأمر؟ .. ألم يكن يتساءل دائماً إن كان رأيها فيه سيتغير عندما تعرف الحقيقة؟ ..

انتبه على حركة (ريكاردو) الخافتة وهو يقترب منه حتى توقف بقربه تماماً ومال ليهمس في أذنه بسخرية
_"لا تثق كثيراً في كلامه .. أنت تعرف أنّه لا يستسلم بسهولة هكذا إلا إن كانت لديه خطط أخرى"
التفت يرمقه بحدة ليبتسم أخوه بخبث ويميل هامساً بصوت أكثر انخفاضاً
_"أنا لا زلت عند عرضي يا أخي العزيز .. أنا أثق في حكمتك وسأنتظر قرارك قريباً جداً"
ولمعت عيناه وهو ينقل بصره منه إلى الباب الذي اختفى والده خارجه وعاد يهمس بنبرة محذرة
_"هذا إن أردت أن تحمي كل من تهتم لأمرهم .. لأنه لا شيء أبداً ولا حتى تهديداتك الحمقاء ستحميهم إن أراد أبي العزيز محوهم من على وجه الأرض"
ضغط على فكه وهو يرمقه ببرود ليهز (ريكاردو) كتفيه ويتحرك ليتركه وحده
_"فكر في كلامي جيداً يا (منذر) .. لن تخسر شيئاً بل ستكسب كل ما تسعى إليه منذ سنوات ودون أي خسائر"
قالها وغادر هو الآخر تاركاً (منذر) يستعيد كل الحوار في عقله من جديد يفكر في كل ما سمعه وعرفه وقلبه أخبره أنّ الأيام القادمة لن تكون سهلة أبداً رغم كل محاولاته للتحكم في مجريات الأمور .. عادت كلمات والده تتردد في عقله
"لا تغتر بنفسك كثيراً يا (منذر)"
هل فعل حقاً؟ .. هل اغتر بنفسه الفترة الماضية وظن أنّه استطاع جمع كل خيوط اللعبة في يده وصار على مقربة من هدفه؟ .. تنفس بقوة وهو يهتف متوعداً .. لا .. لا يمكن أن يقبل بالفشل بعد كل هذه السنوات .. لن يقبل وسيفعل أي شيء لإيقاف والده عند حده وتحقيق انتقامه مهما كان الثمن الذي سيدفعه.
**********************
تململت (آنجيليكا) فوق الفراش الوثير وهي تمط جسدها بإرهاق قبل أن تقطب وكفها تتحسس الفراش لتنهض بسرعة وهي تحدق حولها .. تنهدت وهي تستوعب مكانها .. أجل .. لقد وصلت القصر الريفي الخاص بـ(جاك) .. ذلك الرجل الغامض الذي سيساعدها في كل الخطوات التي تسبق سفرها .. ستعرف كل التفاصيل اللازمة لتتمكن من القيام بدورها على أكمل وجه .. زفرت بحرارة وهي تنهض من الفراش وتحركت وهي تلتقط الروب الرقيق وترتديه فوق ثياب نومها وتحركت نحو الشرفة لتدخلها .. تطلعت بانبهار للمنظر من حولها .. السهول الواسعة الخضراء المحيطة بالقصر ونقلت بصرها تحدق في المباني الملحقة بالقصر الذي لم تتمكن من رؤيته جيداً حين وصلت بالمساء .. لكن رؤيتها للداخل جعلها تشعر أنّها انتقلت عبر الزمن .. ابتسمت وهي تتنفس الهواء بعمق وأغمضت عينيها .. تشعر الآن أنّها خفيفة للغاية .. ليت الهموم تتبخر تماماً وتصبح خفيفة كهذا النسيم الرقيق الذي يداعب وجهها .. خفق قلبها فجأة وخياله يرتسم بعقلها مع مداعبة النسيم لبشرتها ففتحت عينيها بسرعة ورفعت كفها تحدق فيه بشرود .. لقد حلمت به مجدداً أمس .. لكن الحلم كان هادئاً .. ناعماً ورقيقاً للغاية .. كان أكثر وضوحاً من أي وقتٍ مضى .. ودون أن تفهم .. امتزج خيال شيطان حلمها الوسيم بخيال ذلك الرجل الذي قابلته في المطار .. ضحكت بتوتر وهي تضرب على رأسها
_"غبية .. عقلكِ الأحمق هذا خلط الأمور ببعضها فقط .. أنتِ حتى لم تتمكني من رؤية وجهه جيداً"
تنفست بقوة وهي تهز رأسها .. يجب عليها حقاً أن تتوقف عن هذه الحماقة وتركز على مهمتها .. لا ينقصها سوى خيال رجل يطاردها في أحلامها ليزيدها خوفاً وهي تربط بينه وبين ذلك الرجل الذي كلّفتها (سؤدد) بمهمة دخول حياته .. هل ستتمكن حقاً من النجاح في هدفها؟ .. تحركت لتدخل الغرفة وهي تهمس لنفسها .. لا داعي للقلق .. هي هنا لتتأكد من أنّها ستنجح .. الجميع يعتمد عليها .. جلست على حافة الفراش وتجعدت ملامحها بألم وهي تتذكر وداعها لشقيقها وكم بكى وهو يرجوها أن تبقى معه قبل أن يتمالك دموعه عندما أخبرته أنّها ستنهي عملها وستعود سريعاً لتكون معه وطلبت منه أن يكون قوياً من أجلها حتى لا تقلق عليه .. أخبرها أنّه يثق فيها وسيكون قوياً حتى تعود .. لمست قلبها .. إنّها تشتاق إليه من هذه اللحظة لكنّها ستقاوم من أجله .. رغم هذا لا تستطيع منع نفسها من القلق .. ماذا لو عرف (سيزار) بطريقة ما اللعبة التي تُحاك للإيقاع برجله وبه من بعده؟ .. ماذا لو عرف بشأن شقيقها؟ .. لن تحتمل أن يتأذى بسببها .. ربما تستطيع إقناع (جاك) بإحضاره ليكون في مكان آمن ريثما تنتهي من مهمتها .. أجل .. لن يمكنها العمل إلا بعد أن تطمئن على سلامته .. صوت طرقات هادئة ارتفع على باب الغرفة تلاه صوت مديرة المنزل التي استقبلتها ببشاشة أمس
_"تفضلي"
هتفت تدعوها للدخول لتدخل المرأة بابتسامتها الحانية التي ذكرتها بالجدة (أنيتا) وقالت
_"صباح الخير بنيتي .. هل نمتِ جيداً؟"
ابتسمت قائلة بامتنان
_"أجل .. شكراً لكِ سيدتي"
بادلتها ابتسامتها وقالت

_"السيد (جاك) ينتظركِ في غرفة الطعام"
_"حسناً .. سأغتسل وأبدل ثيابي وأنزل في الحال"
هزت رأسها وهي تغادر تتبعها عينا (آنجيليكا) التي أسرعت بعدها تتحرك نحو الحمام وهي تهمس لنفسها بدعم
_"لا تقلقي (آنجي) .. ستنجحين .. أنتِ لم تستسلمي يوماً لأي فشل ولن تفعلي الآن"
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:07 AM   #884

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"أمي يكفي لقد شبعت حقاً"
هتفت (رهف) وهي تدفع بيدها صينية الطعام باعتراض لتقول (سلمى) ضاحكة
_"(رهف) لقد كبرت حقاً على تلك السنوات التي كنت أجري خلفكِ لتتناولي طعامك .. هيا لا أريدكِ أن تتركي لقمة واحدة من طعامكِ"
زمت شفتيها باعتراض طفولي
_"أمي"
رفعت لها حاجباً محذراً لتزفر (رهف) بيأس وهي تتناول ملعقة أخرى من طعامها لتبتسم أمها وتقول
_"تحتاجين للطعام لتتقوي (رهف) .. كيف تريدين أن تتحسني بسرعة إن أهملتِ طعامكِ؟"
_"حسناً .. يا إلهي .. لقد أصبحتِ مستبدة فجأة أمي"
ضحكت (سلمى) وهي تتأملها بحنان وتمتمت وهي تمسح على شعرها
_"لأنني أعرف أنّكِ ستهملين نفسكِ إذا لم أضغط عليكِ"
تنهدت (رهف) وقالت وعيناها تشردان قليلاً
_"لا تقلقي أمي .. لقد مضى ذلك الوقت .. أعرف أنني سببت لكم الكثير من الألم وأنا أهمل حياتي وأنغلق على نفسي لكن .. الآن .. لم يعد هناك داعي لقلقكِ .. لقد تحررت من أسر ماضيّ وأصبح لحياتي معنى من جديد وأنا .. لا أريد أن أضيع لحظة واحدة في الندم والبكاء على الماضي"
نظرت لها (سلمى) من بين الدموع التي ترقرقت في عينيها وتنهدت بحرارة وهي تنهض من مكانها لتجلس بجوارها على حافة الفراش وأزاحت الصينية جانباً لتحتضن (رهف) بحنان وهي تهمس
_"أعرف حبيبتي .. أعرف .. وجميعنا فخورون بكِ صغيرتي .. أنا أثق بكِ .. كلنا نثق بكِ (رهف) ونقف بجواركِ .. لا تنسي هذا أبداً"
بادلتها عناقها ثم ابتعدت تمسح الدموع التي خانتها وهي تردد بتحشرج
_"أنا أعرف يا أمي .. أعدكِ أنني لن أخيب ثقتكم بي أبداً"
مسحت (سلمى) على خدها بأمومة وحب وهي توميء برأسها قبل أن تقول وهي تنهض حاملة الصينية
_"بالمناسبة حبيبتي .. اتصلي بـ(راندا) فقد صدعت رأسي صباحاً وهي تؤكد عليّ أن أجعلكِ تحدثينها .. تقول أنّها اشتاقت لرؤية وجهكِ العابس ونظراتكِ القاتلة وأوصتني بأن أرسل لكِ تهديدها أنّها ستطاردكِ في أحلامكِ حتى تستسلمي وتتحدثي إليها"
ضحكت وهي تهز رأسها وتلفتت حولها تبحث عن هاتفها وهي تهتف
_"لا .. يستحسن أن أتصل بها إذن .. لن أحتمل مطاردتها لي في أحلامي"
ردت (سلمى) بضحكة مماثلة وهي تغادر الغرفة بينما التقطت (رهف) هاتفها لتتصل بـ(راندا) وأصغت للرنين على الجهة المقابلة حتى انتهى فعاودت الاتصال قبل أن تتنهد وهي تنزل يدها هامسة
_"ربما تكون نائمة"
نظرت إلى كرسيها القريب من الفراش والعكازين المستندين بالقرب وتنهدت بحرارة .. هي تبذل كل ما تملك لتتخلى عنهما في أسرع وقت .. تريد أن تعود لتقف على قدميها وتمشي دون الحاجة إليهما أو إلى أي شخص .. لا زال الأمر يرهقها لكنّها مصممة على مواصلة الطريق مهما كان صعباً ومؤلماً .. ستصل في النهاية لهدفها وستعود .. قبضت على يديها وخياله يرتسم أمام عينيها لتتنهد بيأس وعاد قلبها يؤنبها بقسوة وهي تستعيد كلماته وتوسلاته لها .. حتى متى ستقاوم اشتياقها إليه ورغبتها في وجوده جانبها؟ .. لا زال جزء منها يتلهف ليكون بقربها حين تسير أول خطواتها وحدها .. تريد أن تسيرها نحوه .. تلك الخطوات .. قطبت بضيق وهي تهتف في نفسها بغضب
_"متى ستتعلمين يا (رهف)؟ .. ألم تكتفي من كل هذا؟ .. هل ستعودين ضعيفة مجدداً؟"
قبضت كفيها فوق الفراش ودفعت بجسدها نحو الحافة لتلتقط العكازين واستندت إليهما بصعوبة حتى لهثت بعنف وهي تقف على الأرض مستندة إليهما قبل أن تقترب ببطء من مقعدها لتلقي جسدها عليه بترو وحركته في اتجاه الشرفة .. ارتفع رنين هاتفها قبل أن تبتعد فدارت لتلتقطه وابتسمت وهي تنظر للشاشة لتجيب سريعاً
_"مرحباً بزوجة أخي الحبيبة"

قاطع ترحيبها هتاف (راندا)
_"(رهف) .. أيتها الحمقاء .. كل هذا لتمني علينا بسماع صوتكِ .. حسناً .. انتظري فقط حتى تعودي هنا وسترين ماذا سأفعل بكِ؟"
ضحكت (رهف) وهي ترد
_"يا إلهي .. لم أعرف كم اشتقت لتهديداتكِ المجنونة وعصبيتكِ يا (راندا)"
أطلقت ضحكة متقطعة ساخرة وهي تقول
_"كاذبة .. لو كنتِ كذلك لكنت أخذت الهاتف مرة واحدة من ماما (سلمى) وتحدثتِ معنا لكن يبدو أن البعيد عن العين بعيد عن القلب فعلاً"
حقاً؟ .. لماذا لا يبتعد عنها خياله إذن ويصر على مطاردتها وبعثرة نبضات قلبها وإثارته ضدها؟ .. تنهدت بحرارة دون أن تنتبه لـ(راندا) على الجهة الأخرى حتى نبهتها ضحكتها وهي تقول بخبث
_"ممم .. هل يمكنني تخمين سبب هذه التنهيدة الحارة يا عسلية؟"
احمر وجهها بقوة وهتفت بحنق
_"هل اتصلتِ لتعكري مزاجي سيدة (راندا)؟"
رددت ببرود امتزج بخبث مكتوم
_"لا يا عسلية .. بعد الشر عنكِ .. لماذا تعكير المزاج؟ .. هل قلت شيئاً مزعجاً لا سمح الله؟"
هتفت بها
_"(راندا هاشمي) .. لا تجعليني أركب أول طائرة وآتي لقتلكِ"
جاوبتها ضحكتها وهي تقول
_"هل أحجز لكِ بنفسي على طائرة المساء؟ .. صدقيني هناك الكثير من الأشخاص المشتاقين لكِ هنا ويفكرون فيكِ ليل نهار .. يمكنني أن أؤكد لكِ أنهم يسهرون الليل يفكرون فيكِ يا قاسية"
احمر وجهها أكثر واضطربت نبضات قلبها لتتابع (راندا) بعبث أكبر

_"صددقيني .. ستفعلين معروفاً كبيراً بالقلوب المحرومة هنا وتنقذين روح أحدهم المعذبة"
عضت على شفتها وأنفاسها تتسارع بارتباك لتهتف
_يبدو أن أخي قد أفسدكِ تماماً يا (راندا) فعقلكِ أصبح يفكر في أمور غريبة خلاف عادتكِ"
كان دور (راندا) لتتنهد بحرارة وتهمس
_"(هشام) حبيبي يمكنه أن يفسدني كما يشاء أنا لا أمانع"
رددت
_"يبدو أنه لا فائدة من الحديث معكِ .. حسناً لا ألومكِ .. اللوم كله على أخي .. النسخة القديمة منكِ كانت أرحم"
ضحكت قائلة بمرح
_"هل تقولين الصدق يا (رهف)؟ .. أتذكر جيداً أن نسختي القديمة كانت تثير غضبكِ وتستفزكِ بجنون"
رددت بنزق
_على الأقل كانت أرحم من نسختكِ المنحرفة هذه"
_"أين الانحراف حبيبتي؟ .. هل قلت شيئاً منحرفاً لا سمح الله؟ .. لقد كنت أذكرك فقط ببعض الأرواح التي تتعذب هنا اشتياقاً لكِ يا معذبة"
_"(راندا) .. من الواضح أنّ هرموناتكِ مضطربة كثيراً هذه الأيام .. في هذه الحالة لا يمكنني لومكِ"

قابلها الصمت على الجهة الأخرى بينما واصلت ضاحكة
_"يبدو أن ابن أخي الحبيب هو المسؤول .. كيف حاله هذا المشاكس الصغير؟ .. لا زال يعذبكِ؟ .. أخبريه أنني أشتاق إليه كثيراً وسآتي بسرعة قبل أن يشرف بوصوله"
قابلها الصمت على الجهة الأخرى إلا من أنفاس مرتجفة قبل أن يأتيها صوت (راندا) وهي تهمس بخفوت
_"لحظة واحدة يا (رهف) .. ابقي معي على الخط .. (منال) تشير لي سأذهب لأرى ماذا تريد وسأعود سريعاً"
_"حسناً"
تمتمت ليقابلها الصمت ورفعت عينيها تنظر خارج الشرفة تتطلع للمساكن المقابلة وكلمات (راندا) تتسلل لقلبها بخبث .. هل يشتاق إليها حقا؟ .. ألم يمل انتظارها ويعود إلى ضلاله القديم؟ .. اشتعلت الغيرة بقلبها على استحياء قبل أن تتمكن منه أكثر مع عودة خيالات كل الفتيات اللاتي عذبها بعلاقاته بهن ليتوقف الشريط عند صورة (مايا) وهي تلتصق به كالعلقة، وتقبله في الحديقة شبه المظلمة ليلة زفاف شقيقها .. انقبضت يداها على مقبضي كرسيها وقلبها ينبض بقوة لتهتف داخلها بحدة .. هل لا زلت تشتاق له بعد كل هذا أيها الأحمق؟ .. هو لن يتغير .. عادت كلمات والدها تتردد بعقلها ممتزجة بحديثها مع (كنان( لتزفر بقوة وهي تهمس لنفسها باعتراف مستسلم
_"لكنكِ تحبينه يا (رهف) .. لقد تقبلتِ هذه الحقيقة وتعرفين أنه لا يمكنكِ تغييرها .. ليس بعد كل هذه السنين"
قطبت وهي تهز رأسها تطرد صور فتياته عن خيالها وهي تهتف برفض
_"إنه ملكي أنا .. هذا الوغد الأحمق لي أنا .. وحدي .. لن تأخذه امرأة أخرى مني .. كان عليه أن يدرك هذه الحقيقة باكراً .. سأجعله يدفع ثمن عبثه مع أخريات غالياً قبل أن أقرر العودة إليه .. هل يعتقد أنني سأمرر خيانته لي بهذه البساطة؟"
أجل .. حتى لو كان أحمقاً وأعمى ولم يدرك حقيقة مشاعره .. حتى لو كان غبياً وحاول الهرب من تأثيرها عليه بحجة حمايتها أو أي حجة حمقاء مثله فهذا لن يغير من حقيقة أنه قد خانها .. وهي ستجعله يعرف حجم الخطأ الذي ارتكبه في حقها .. انتبهت للهاتف في يدها فعادت ترفعه إلى أذنها وهي تهمس بخفوت

_"(راندا)"
قابلها الصمت لتتنهد بقوة وكادت تغلق الهاتف لتعيد الاتصال حين التقطت أذناها أنفاساً خافتة على الجهة الأخرى لتتنهد هاتفة بمرح

_"لقد اعتقدت أنّكِ نسيتِني على الهاتف وانشغلتِ عندكِ يا (راندا) .. هه أين كنا؟"
لم تلق رداً على كلامها فقطبت وأبعدت الهاتف عن أذنها تنظر له بحيرة قبل أن تعيده لأذنها وتهمس بتساؤل

_"(راندا)؟"
جاوبتها تلك الأنفاس الدافئة التي اتضحت أكثر وتسلل دفئها سريعاً إلى قلبه الذي ارتجف بكل قوته بينما الصوت الرجولي الذي اشتاقته بجنون يردد هامساً بأنفاس مرتجفة
_"(رهف)"

**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:08 AM   #885

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"ما الذي تقوله يا (هشام)؟ .. هل تمزح معي؟"
هتف (عاصي) جملته بحدة وهو يحدق في (هشام) بحاجبين معقودين ليجيبه في هدوء
_"لماذا سأمزح معك في هذا الأمر (عاصي)؟ .. لقد سألتك سؤالاً واضحاً .. هل تريد السفر لتكون مع أمي و(رهف) حتى عودتهما أم لا؟"
ازداد انعقاد حاجبيه وتمتم وهو يكز على أسنانه
_"حقاً؟ .. ولماذا هذا الرضا السامي فجأة؟ .. ألم يكن مكانهما سراً حربياً وعدت ألا تخبرني به؟ .. هل قررت فجأة أنني صرت جديراً بثقتك ولن أشكل خطراً على حياة شقيقتك؟"

نهض (هشام) من مقعده ليقترب منه قائلاً بحزم

_"لقد تحدثنا في هذا الأمر سابقاً (عاصي)، وتعرف جيداً أنه لا دخل لثقتي بك في هذا الأمر .. لقد كان خيار (رهف) ولم يكن بيدي شيء وهي تخيرني بين خضوعها للعملية وبين ذهابك إليها"
هتف بحدة
_"وهذا سبب كاف لأرفض عرضك الآن يا (هشام) .. (رهف) رفضت وجودي معها .. لقد نبذتني وكانت على استعداد لتتخلى عن فرصتها في استعادة حياتها الطبيعية مقابل ألا تراني بجانبها .. لذا .. لا.. شكراً لك .. أريد أن أبعثر كرامتي أكثر وهي تصر على نبذي بهذه الطريقة"
رفع (هشام) حاجبيه وقال
_"هل قررت التخلي عنها إذن؟ .. هل أبدأ بإجراءات الطلاق؟"
اتسعت عيناه وهو يحدق فيه مصدوماً قبل أن يهتف بغضب
_"طلاق؟ .. من الذي تحدث عن الطلاق يا (هشام)؟ .. من أعطاك الحق لتفعل أصلاً؟"
هز كتفيه مردداً باستفزاز
_"أنت .. ألم تقل أنّك لا تريد السفر إليها ولا بعثرة كرامتك أكثر بينما هي ترفضك .. ماذا أفهم من كلامك هذا سوى أنك قررت الانفصال عنها ولا تريدها في حياتك مستقبلاً؟"
اندفع ليمسك بياقته هاتفا بحنق
_"هل تمزح معي؟ .. متى قلت هذا الهراء؟ .. اسمع يا (هشام) .. هذه آخر مرة سأسمعك تردد كلمة طلاق هذه .. (رهف) زوجتي وستكون كذلك حتى آخر يوم في عمري وحتى بعد موتي هي لن تكون زوجة لغيري"
ابتسم وهو يزيح كفيه عن ياقته وردد بهدوء شديد
_"لكن هذا قد لا يكون رأيها عندما تعود يا (عاصي)"
اشتعلت عيناه بشدة وتسارعت أنفاسه بينما (هشام) يواصل
_"لقد ابتعدت لتفكر بهدوء بعيداً عن تأثيرك لكن كما تعرف .. البعيد عن العين بعيد عن القلب .. ربما تستطيع تجاوز تأثيرك عليها وهي بعيدة عنك .. ربما تجد حباً آخراً وتتجاوزك ببساطة .. من يدري؟"
تحرك صدره بأنفاس وحشية وهو يحدق فيه باستنكار وهو يكمل
_"وعندما تعود ستطلب هي الطلاق بنفسها"
هتف برفض
_"على جثتي (هشام) .. على جثتي أن أمنحها الطلاق .. (رهف) ملكي أنا ولن أتركها أبداً"
ضاقت عينا (هشام) وهو يقول بصرامة
_"سبق وأخبرتك يا (عاصي) .. (رهف) ليست شيئاً تتبجح بامتلاكه وزواجك منها لا يعني أن .."
قاطعه هاتفاً بتملك وحرقة
_"هي ليست شيئاً .. هي زوجتي .. حبيبتي الوحيدة .. أنا أحبها (هشام) .. أحبها ولم أحب في حياتي سواها ولن أتخلى عنها أبداً، هل فهمت؟"
ابتسم (هشام) بهدوء وأجابه
_"عليك أنت أن تفهم وتستوعب ما تعنيه هذه الكلمات يا (عاصي) .. ما معنى أن تحبها وتقدرها .. معنى أن تصبح هي مليكة قلبك وزوجتك .. كيف تقدر هذا الحب وكيف تحافظ عليه .. هل تستوعب حجم هذه الكلمة التي نطقتها؟ .. هل تستوعب حجم المسؤولية التي تتبع هذه الكلمات؟"
تنفس بقوة وهو ينظر له بصمت قبل أن يطرق برأسه متمتماً بصوت متحشرج
_"أفهمها يا (هشام) .. ربما فهمت الحقيقة متأخراً لكن هذا لا يعني أنني لا أعرف ما ينطوي خلف تلك الكلمة .. لقد فهمت وحاولت تعويضها لكنها أسرعت بالهرب بعيداً قبل أن أثبت لها جدارتي بها .. قبل أن أكفر عن أخطائي في حقها وأثبت لها أنني أستحق قلبها الذهبي"
تنهد (هشام) وتحرك ليربت على كتفيه بدعم وهو يقول
_وها أنا أمنحك الفرصة لتفعل يا (عاصي) .. لا أريدكما أن تندما على الوقت الذي يضيع منكما وأنتما بعيدان عن بعضكما في أكثر وقت تحتاجان لبعضكما فيه .. هي تحتاجك معها الآن ربما أكثر من اليوم الذي خضعت فيه لجراحتها .. وأنت أيضاً تحتاجها ليرتاح قلبك قليلاً"
نظر له بيأس وردد
_"كيف سيرتاح قلبي بعد كل ما حدث يا (هشام)؟ .. بل كيف تريدني أن أسافر وأبتعد عن هنا والوضع مضطرب كما ترى؟ .. ماذا عن (همسة)؟ .. وتهديدات أسرة (اليزيدي) لنا؟"
وصمت لحظة يبتلع لعابه بصعوبة وغامت عيناه وهو يتذكر شكوكه التي لا تتوقف عن النخر بقلبه دون رحمة
_"ماذا بشأن أمي؟ .. بعد كل ما حدث وبعد تأكدي من كون (همسة) شقيقتي .. أنا خائف أن تكون شكوكي حقيقية .. ماذا لو كانت لم تمت بعد ولادتها؟ .. ماذا لو كانت في مكان ما من هذا العالم؟ .. حية؟ .. عاجزة عن البحث عنا والوصول إلينا؟ .. يالله .. هل تستوعب حجم العذاب الذي أعيشه وآلاف الأفكار المخيفة تنتابني بشأنها؟"
ودمعت عيناه وهو يقاوم غصته بصعوبة
_"هل تعرف كم أتعذب عندما أجدني أتمنى لو أنها كانت ميتة خوفاً من هواجسي عن الحياة التي تعيشها لو كانت لا تزال حية .. رغم ذلك الجزء الأناني الذي يتمنى استعادتها ويشتاق إليها"
غصته انتقلت إلى قلب (هشام) الذي اقترب ليحتضنه ويربت على ظهره برفق
_"لا تخف .. لن يحدث إلا كل خير .. مهما كان ما كتبه الله لنا ولها سيكون خيراً يا (عاصي) .. لا تتشاءم أرجوك"
عض على شفتيه يحاول التحكم في دموعه وهز رأسه قبل أن يبتعد عن (هشام) ويقول بخفوت
_"لهذا لا يمكنني أن أسافر وأترك كل هذا خلفي (هشام) .. هناك الكثير لأهتم به وأبحث خلفه ولن يرتاح قلبي حتى ينتهي كل هذا وتستقر حياتنا من جديد"
تنهد (هشام) بقوة وأومأ قائلاً
_"أعرف يا (عاصي) .. لكن هذا لا يمنع من أنني أرى أنك في حاجة للابتعاد والراحة لبعض الوقت حتى تستطيع التفكير بهدوء وحكمة في خطواتك القادمة .. لقد مررت بالكثير مؤخراً ويمكنني أن أرى حجم الضغط الذي تشعر به ومشكلتك أنت و(رهف) تشتتك أكثر وتضغط على أعصابك"
فتح فمه ليقاطعه ليرفع (هشام) كفه ويكمل
_"لقد رأيت بنفسي تصرفاتك يا (عاصي) .. يكفي اختطافك لتلك الفتاة .. ماذا لو كانت قد ماتت بسببك؟"
هتف بحدة
_"لقد كانت تستحق"
_"لم تكن تستحق أن تضيع حياتك بسببها .. هي ستنال عقابها الذي تستحقه دون أن نتورط في الأمر ونعرض أنفسنا للمساءلة"

زفر بقوة دون أن يرد ليتابع (هشام)
_"لا تنكر أنك مشتت منذ سافرت (رهف) وكل ما حدث بعدها كان بمثابة القشة التي قسمت ظهرك .. أنت في حاجة ماسة للابتعاد ولو لأيام قليلة"
_"لا يا (هشام) .. لا يمكنني أن .."
قاطعه مربتاً على كتفه
_"لا تقلق بشأن الوضع هنا (عاصي) .. أنا سأهتم بكل شيء حتى تعود
لا (هشام) .. لن أتركك وحدك لـ"
عاد يقاطعه
_قلت لا تقلق .. أنا يمكنني الاهتمام بكل شيء كما أن (آدم) سيساعدني كما اتفقنا .. يمكنك أن تسافر وتحسم مشكلتك مع (رهف) قبل فوات الأوان وبعدها عد واهتم بباقي المشاكل"
قطب بتوجس وهو يلتقط نبرة التحذير بصوت (هشام) وسأله بتوتر
_"ماذا يعني قبل فوات الأوان هذه؟"
ابتسم (هشام) وهو يربت على كتفه قائلاً ببراءة مفتعلة
_"ألا تعرف أن ذلك الشاب .. (كنان) أقصد .. ألا تعرف أنه معها منذ سافرت وكل يوم يلتقي بها؟"
كز على أسنانه وهو يحدق فيه باستنكار بينما (هشام) يتابع بنفس البراءة
_"أمي تخبرني أنه يرافقها في كل جلسات علاجها ويدعمها أكثر من أي شخص هناك"

كان يعرف بعد زلة لسان أمه .. لكن أن يتخيله يلتصق بها طيلة الوقت فهذا فوق احتماله .. هتف بغضب
_"تباً .. ماذا يعني هذا؟ .. وكيف تسمح له أمي بهذا؟"
هز كتفيه ومط شفتيه ببساطة
_"هل تريد من أمي طرده جزاءاً للمساعدة البريئة التي يقدمها لهما؟"
_"مساعدة بريئة؟"
بصق بالكلمات بحدة قبل أن يهتف ويداه تنقبضان بغضب
_"(هشام) .. اتصل بشقيقتك وأبلغها أنها لو لم تبعد ذلك الأجنبي اللزج عنها سيكون لي شأن آخر معهما"
ابتسم بسخرية وهو يرفع أحد حاجبيه
_"حقاً يا (عاصي)؟ .. الشاب مهذب ولم يقم بأي سوء وأمي لن تسمح له بتجاوز حدوده مع (رهف) كما أن (زياد) و(وتين) يثقان به ولم يعترضا على وجوده ووقوفه بجانب أمي و(رهف) .. كيف تريدني أنا أن أرد له الإحسان بالإساءة؟"
اشتعلت دماء (عاصي) والغيرة نهشت مخالبها بقلبه ليهتف بقهر
_"هكذا إذن .. لا بأس .. أنا سأعرف حسابي معه ليتعلم أن يبتعد عما يخص غيره"
هتف بوعيده وهو يتحرك ليغادر الغرفة ليهتف (هشام) خلفه
_"فكر جيداً في رأيي يا (عاصي) وإذا حسمت قرارك فأخبرني لأعطيك العنوان"
رمقه بحدة وهو يغادر الغرفة تتبعه ابتسامة (هشام) المتسلية بينما تحرك هو بخطوات غاضبة لا يكاد يرى أمامه .. كان يردد دون توقف
_"حسناً يا (رهف) .. يبدو أنني تساهلت معكِ كثيراً وأنا أحاول كسب رضاكِ .. انتظري فقط حتى أضع يدي عليكِ .. سوف"
قطع كلماته حين وقعت عيناه على (راندا) التي كانت تتحدث على الهاتف وابتسامة عابثة ترتسم على شفتيها لم تلبث أن اختفت وحل محلها شحوب شديد جعله يقطب في قلق وهو يتجه نحوها بعد أن لمح ملامحها تتغير ويداها ترتجفان .. رأى شفتيها تتمتمان بشيء ما قبل أن تغطي سماعة الهاتف بكفها ورفعت الآخر تغطي شفتيها ليلمح بهلع الدموع التي بدأت تسيل على خديها .. تحرك نحوها في نفس اللحظة التي تركت فيها الهاتف على الطاولة ونهضت مبتعدة .. قاطع طريقها لتتراجع مجفلة فهتف بقلق

_"ما الأمر يا (راندا)؟ .. هل حدث شيء؟ .. مع من كنتِ تتحدثين؟"
قاطعت أسئلته الكثيرة المتسارعة وهي تمسح دموعها بأصابع مرتجفة
_"أنا بخير (عاصي) .. لا تقلق"

نظر في اتجاه الهاتف بقلق وهمس
_"مع من كنتِ تتحدثين؟"
ابتسمت رغم الحزن الواضح في عينيها ولمح رغبتها في الهرب بعيداً لتحتوي انهيارها وحدها
_"إنّها (رهف)"
خفق قلبه مع اسمها وردد
_"(رهف)؟ .. ماذا قالت لكِ لتبكي هكذا؟"
_"لم تقل شيئاً يا (عاصي) .. لا تهول الأمر .. اسمع .. إنّها تنتظرني على الهاتف"
عاد ينظر للهاتف بترقب لتغمز له بمرح مفتعل
_"انظر .. اعتبر هذه هديتي لك بعد مساعدتي في الانتقام من تلك الفتاة .. هيا اذهب وتحدث مع حبيبتك الهاربة"
ردد اسمها بخفوت لتبتسم قائلة
_"أعرف أنّك تشتاق لصوتها كثيراً .. هيا هيا يا رجل .. لماذا أنت واقف هكذا؟"
تابعها ببصرها لتلتفت بعد خطوة واحدة وتقول بحذر
_"(عاصي) .. أرجوك .. لا تخبرها أبداً أنني كنت أبكي .. فقط أخبرها أنني انشغلت مع (منال) في أمر ضروري"
أومأ برأسه وهو يتبعها بعينيه بقلق وقبل أن يتحرك نحو الهاتف لمح (هشام) يغادر الغرفة وملامحه أخبرته أنّه رأى وجه (راندا) المضطرب ورأى دموعها المكتومة فلم يلبث أن اتجه نحوها بسرعة وفي لحظات كانت (راندا) تستند لصدره وتترك دموعها تسيل بحرارة .. تنهد بقوة وهو يتساءل .. ما الذي قالته لها (رهف)؟ .. خفق قلبه وفكرة واحدة لمعت بعقله .. لا سبب آخر .. بالتأكيد ذكرت الطفل دون أن تعرف أنّ (راندا) فقدته .. زفر بألم وتحرك بتردد نحو الهاتف .. قبل لحظات فقط كان يتوعدها بغضب وغيرة والآن .. الآن يخشى أن يرفع الهاتف ويسمع صوتها .. لا يريد لصوتها أن يشتته ويغير من قراره .. إن سمع صوتها الآن فسيستسلم لرغبته الأنانية ويستجيب لرأي (هشام) ويسافر بسرعة ليكون معها .. لم يستطع مقاومة قلبه الذي دفعه دفعاً نحو الهاتف ليلتقطه .. تنفس بصعوبة وهو يرفع الهاتف لأذنه وأنصت في صمت حتى سمع صوتها على الجهة الأخرى ليرتجف قلبه باشتياق وهو يلتقط رنة المرح والسعادة في صوته .. يا الله .. منذ متى ولم يسمع صوتها سعيداً هكذا؟ .. يا الله كم اشتاقها واشتاق رؤية عينيها اللامعتين بالسعادة وابتسامتها الفاتنة .. تحشرجت أنفاسه ليسمعها تهمس بتساؤل قلق
_"(راندا)"
تنهد بحرارة ليلتقط شهقتها الخافتة فابتسم وهو يدرك أنّها أدركت هويته دون أن تسمع صوته .. همس اسمها بخفوت
_"(رهف)"
سمعها تتنفس بحدة على الجهة الأخرى وهتف بسرعة
_"لا تغلقي الهاتف يا (رهف) .. انتظري لحظة"
لوهلة اعتقدتها أغلقت المكالمة ليتنهد قلبه في ارتياح وأنفاسها المتوترة تتردد عبر الأثير ليعود ويردد بخفوت
_"كيف حالكِ (رهف)؟"
صمتت لبرهة اعتقدها لن تجيبه أبداً قبل أن تهمس بصوت منخفض
_"بخير"
تنهد قائلاً بحرارة

_"حمداً لله"
سمعها تهمس بعد لحظات بتوتر
_"(عاصي) .. أنا يجب أن أ .."
قاطع رغبتها في الذهاب قائلاً
_"اشتقت لكِ"
سمع شهقتها الصغيرة ليهمس مجدداً بحرارة أكبر
_"اشتقت لكِ كثيراً يا (رهفي) .. هل تعرفين كيف تمر عليّ الأيام في غيابكِ عسليتي؟ .. هل اشتقتِ لي بالمثل (رهف)؟"
لم ينتظر منها رداً عرف أنّها لن تمن به عليه فردد
_"أعرف أنّ قلبكِ اشتاق لي .. ربما تكونين قد تعلمتِ القسوة لكنّه لا زال ليناً مهما حاولتِ .. لا زال يحن إليّ كما أحن إليه أنا بجنون"
همست بعد لحظات برجاء

_"(عاصي) أرجوك .. يكفي .. لقد تحدثنا من قبل .. أخبرتك أن تمنحني الوقت .. لقد ابتعدت لأفكر بهدوء بعيداً عن كل التخبط والجنون الذي أشعر به عندما تكون بقربي .. أنا مشوشة ولا أعرف كيف أحكم على الأمور .. داخلي غضب شديد تجاهك ولا أستطيع السيطرة على مشاعري عندما تكون بالقرب .. ابتعادنا لفترة سيجعلني أهدأ وربما يحل كل شيء"
تنفس بقوة وهمس
_"إذن .. أنتِ بخير من دوني؟"
جاوبه الصمت قبل أن تهمس اسمه ليردد برجاء
_"هل أنتِ بخير من دوني (رهف)؟ .. ألا تفكرين في لحظة؟ .. تتمنين وجودي بجانبكِ .. أمسكِ بيديكِ وأنتِ تمشين خطواتكِ الأولى"
وصلته أنفاسها المرتجفة ثم همستها
_"أرجوك (عاصي) .. أنا متعبة .. أريد أن أرتاح"
_"أنا متعب أكثر يا (رهف) .. متعب وأحتاج إليكِ بشدة .. أشعر بالكون كله فوق كتفيّ وأحتاج لوجودكِ .. أريد أن ألقي برأسي فوق صدركِ وأغمض عينيّ لأحصل على بعض الراحة .. فقط بعض الراحة"
خانتها شهقة باكية ليهمس اسمها بحنان

_"لا تبكي حبيبتي .. أرجوكِ .. فقط قولي أنّكِ تشتاقين لي وتريدينني بجانبكِ .. أنّكِ تحتاجينني وسأترك كل شيء وأحضر إليكِ في الحال"
ترددت شهقاتها الباكية في خفوت ثم سمعها تأخذ نفساً قوياً وتقول
_"لا (عاصي) .. أنا .. لا أريدك أن تأتي .. عندما أعود سنتحدث كما تريد ونرى ماذا سنفعل في مشكلتنا .. حتى ذلك الوقت أنا لا أريدك أن .."
هتف مقاطعاً
_"لا يا (رهف) .. ليس من حقكِ أبداً أن تفعلي هذا بي .. ليس من حقكِ أن تختاري عني أيضاً"
همست اسمه بتعب أذاب قلبه وكاد يهمس بشيء يجعلها تسلم حصونها وتعترف بحاجتها إليه عندما سمع صوت (سلمى) خافتاً لكنّه التقط كلماتها بوضوح وهي تنادي (رهف)
_"(رهف) .. حبيبتي .. (كِنان) هنا لرؤيتكِ"
سمعها تهتف
_"حسناً أمي .. أنا قادمة"
هتف بحدة
_"(كِنان)؟ .. (رهف) .. ماذا يفعل ذلك الوغد عندكِ؟"
صمتت لحظة ثم قالت بجمود
_"(كِنان) ليس وغداً .. إنّه صديقي"
_"ما .. ماذا؟ .. صديقكِ؟ .. (رهف رضوان) .. ذلك الوغد سيغادر في الحال .. لا أريده قربكِ لحظة واحدة"
هتف اسمها عندما لم يأتيه ردها لتجيبه ببرود بعد لحظات
_"ليس من شأنك .. كما كنت ترفض تدخلي في علاقاتك بفتياتك التافهات فمن حقي أنا أيضاً أن أرفض تدخلك في علاقاتي الخاصة"
_"علاقاتكِ الخاصة؟"
ردد بذهول قبل أن يهتف بغضب
_"(رهف رضوان) .. لآخر مرة سأقولها .. ستطردين ذلك الأجنبي اللزج بعيداً وإلا لن يحدث لكما خير"
سمعها تزفر بضيق ثم تهتف بتحد
_"افعل ما تريد (عاصي) .. أنت لن تمنعني أبداً مما أختاره لحياتي .. أنا سأختار من أصاحب وعمن أبتعد .. أنت لن تتدخل أبداً"
_"(رهف)"
رددت بهدوء شديد
_"بعد إذنك عليّ الذهاب .. (كِنان) ينتظرني .. وداعاً"
هتف اسمها بغضب وهو يحدق في الهاتف وكاد يلقيه أرضاً بحنق لولا تذكر أنّه هاتف (راندا) ليزفر بحنق .. ينتظرها؟ .. اللعنة .. ماذا تعتقد أنّها تفعل؟ .. كيف تجرؤ؟ .. حسناً .. لن يكون (عاصي رضوان) إن سمح لأي وغد آخر بالاقتراب من زوجته .. هتف وعيناه تلمعان بقوة
_"يبدو أنّني دللتكِ كثيراً يا (رهف) .. حسناً .. أنتِ اخترتِ يا حبيبتي .. لنرى ماذا ستفعلين عندما أفسد لكِ كل خططكِ الحمقاء .. انتظري فقط"
ردد بكلماته المتوعدة وخيالها مع (كِنان) يرتسم أمام عينيه ويشعل غيرته بجنون ساحق دون أن يدري أنّه على وشك الوقوع في فخها وأنّها ستحاربه بذات السلاح الذي يحركه الآن ويحرقه دون رحمة .. الغيرة.
**********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 12:13 AM   #886

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لامس (عماد) الوسادة التي وضع رأسه عليها بشرود قبل أن يميل ليدفن وجهه فيها ويتنفس بعمق ليحبس بقايا عطرها الذي التصق بالوسادة علّ قلبه يهدأ قليلاً ويكف عن التوجع مفتقداً لها .. أغمض عينيه وعطرها الرقيق يغزل حول عقله المتعب غلالة وردية تسلل خيالها من خلفها مداعباً ومعذباً وعيناها تخبرانه أنّه سيتعذب كثيراً حتى يجدها من جديد، ليتنهد بحرارة وهو يستدير ليرقد فوق ظهره وأسند رأسه لكفيه المتشابكتين فوق الوسادة وتنهد بحرارة وهو يتطلع للسقف بشرود وعقله يدير للمرة الألف ربما ما دار بينهما .. لامس قلبه الذي لا زال يتوجع لفراقها .. لقد أفسد كل شيء .. هل ضيع فرصته حقاً معها؟ .. لقد رفضت كل محاولاته لإقناعها .. كل ما فعله ليرقق قلبها لم يجعلها تتخلى عن أسوارها الجليدية وتفتح قلبها له وتسمع الحقيقة منه .. كلما ظن أنّه اقترب من قلبها سارعت برفع جدرانها أعلى وفي النهاية .. انهارت وتحطم كل شيء وتسربت من بين يديه كسراب .. لماذا يلومها إن كانت لا تريد تصديقه؟ .. رغم كل شيء هو يستحق .. رغم الألم والمرارة التي تلتهم قلبه من الداخل لأنها لم تثق به وفضلت الإصغاء لأكاذيب أحدهم لا يحق له لومها بعد كل ما فعله .. عاد يتقلب في الفراش لتصطدم عيناه بباب الغرفة حيث احتجزها قبل أيام ليجبرها على الاستماع له .. غامت عيناه وهو يتذكر اللحظات التي مال فيها نحوها محاصراً إياها وقلبه كان يرتجف رغم ابتسامته وملامحه العابثة المتحدية .. أنفاسها المرتجفة التي لامست وجهه ونظراتها المرتبكة التي تعلقت بعينيه أصابته في مقتل .. نسى كل شيء عن وضعهما .. عن سبب إحضاره لها إلى شقته الخاصة .. عن كل ما يقف بينهما .. أخطاءه .. ماضيهما .. حياته التي انقلبت بعد معرفة الحقيقة .. نسى كل شيء إلا هي وتهديده العابث قبل ثوان فقط أن يمنحها سبباً إضافياً لكراهيته تبخر من رأسه في اللحظة التي نظرت له فيها بضعف واستسلام أذاب قلبه وارتجفت أصابعه بقرب شفتيها اللتين انفرجتا قليلاً بصدمة وخوف وهي تهمس اسمه ليرتجف قلبه بجنون ويميل نحوها تاركاً العنان لمشاعره وهو يغمض عينيه .. قبل أن ينغلق جفناه تماماً لمح رفرفة جفنيها وهما يوشكان على الانغلاق لينتفض قلبه بترقب واشتياق .. همس اسمها بعاطفة شديدة وهو يغلق المسافة بين شفاههما .. ثانية واحدة .. ثانية واحدة فقط فصلت بينه وبين أحلامه .. ثانية واحدة بالكاد مس فيها شفتيها لتنفجر نبضات قلبه أكثر وفي الثانية التالية انفجر الألم بقسوة في قدمه التي غرست فيها (سؤدد) كعب حذائها بكل قوتها ليبتعد متأوهاً بألم ولم تمنحه الفرصة ليستوعب ما فعلت وهي ترفع ساقها لتغرس ركبتها في بطنه وهي تهتف
_"كيف تجرؤ على لمسي أيها الوغد؟"
أمسك بطنه وهو يعض على شفتيه بألم ونظراته امتزج فيها الألم برغبة مجنونة في الضحك وهو لا يصدق ما فعلته .. لمح وجهها يحمر بشدة بينما ترفع كفها تلامس شفتيها بأصابع مرتجفة قبل أن تمسحهما بقوة وترمقه بنظرة قاتلة وتهتف
_"تباً لك (عماد) .. لن أسامحك أبداً"
اعتدل وهو يدلك بطنه قائلاً بابتسامة متوجعة
_"لقد سبق وقلتِ هذا حبيبتي .. أضيفي هذا للحساب إن أردتِ"
وتحرك نحوها وقد استعاد عبثه وقال وهو يغمز بعينه
_"ولو أنها لا تحتسب في الواقع"
اتسعت عيناها مع وقاحته وارتجفت شفتاها وهي تتراجع خطوة للوراء بينما يواصل
_"لا أحب صراحةً أن أحاسب على شيء لم يكتمل .. لو أردت إضافتها للحساب فيجب أن تكون قبلة حقيقية .. هل نعيدها؟"
ازدادت عيناها اتساعاً وقبضت على كفها بقوة وهي تهتف
_"أيها الوقح ما الذي تقوله؟"
عض على شفته بوقاحة زادت ملامحها صدمة بينما يقاوم رغبته في الضحك ولا يعرف أي شيطان تلبسه مثيراً رغبته في مشاكستها أكثر رغم أن الوضع لا يحتمل
_"أقول الحقيقة .. لا يمكنني أن أقبل بهذا الظلم حبيبتي"
صرخت بغضب
_"لا تقل حبيبتي هذه"
ابتسم بحب زادها غضباً بينما يقول بتسامح
_"لكنكِ حبيبتي فعلاً (سؤددي) ورفضكِ لهذا الأمر لن يغير من حقيقته شيئاً"
رفعت قبضتها في وجهها
_"توقف مكانك .. وإياك أن تفكر في تجاوز حدودك معي (عماد) .. لا تتصور أنني ضعيفة ولن أوقفك عند حدك لو حاولت أن .."
اقترب منها سريعاً بحركة أجفلتها
_"أعرف أنكِ لست ضعيفة أبداً (سؤدد) .. أنتِ أقوى وأروع امرأة عرفتها في حياتي .. بل .. أنا لم أر امرأة غيركِ طيلة عمري .. أنتِ حبيبتي الخارقة"
همس كلماته الأخيرة بحنان لتقطب وهي تتحرك متجاوزة إياه وتمالكت نفسها مرددة بجمود
_"لا تحاول معي (عماد يزيدي) .. أنت لا تعرفني من الأساس .. حاول الخروج من ذلك الوهم في أنك عرفتني يوماً أو أننا لا زلنا نفس الشخصين"
تراجع مستسلماً وتنهد بقوة ليقول
_"حسناً (سؤدد) .. أنا أستسلم"
قطبت بشك ليتابع وهو يتحرك ليجلس على حافة الفراش وزفر بيأس وهو ينظر إليها
_"أعرف أنني أخطأت يا (سؤدد) .. أخطأت حين اقتربت منك بهذه الطريقة .. أنا لم أقصد خداعكِ أبداً .. لم يكن أمامي سوى هذا الحل لأكون بجواركِ وأحميكِ"
رددت بحدة
_"توقف .. أنا أريد مغادرة هذا المكان"
نظر لها برجاء وهو يقول بصرامة مخالفة لنظراته بينما يرفع لها يده حاملة مفتاحاً لتقطب وهي تلتفت نحو الباب لتدرك أنّه أغلقه في غفلة منها
_"كما أخبرتك .. لن تغادري إلا بعد أن تسمعيني"
زفرت بحنق وهي تتراجع لتستند للباب المغلق ليبتسم بأسى وعاد ليردد
_"لسنوات .. كنت مكتفياً رغم عذابي، برؤيتكِ من بعيد .. كانت أخباركِ تصلني وأنا بالخارج .. كل شيء عنكِ .. أنا لم أنسكِ لحظة (سؤدد) .. لقد انتظرت حتى صار باستطاعتي الوقوف على قدمي والحضور بنفسي لأكون بقربكِ .. لم يكن بمخططي الاقتراب منكِ بالوقت الحالي من الأساس .. أعترف أنني كنت سأفعل في الوقت المناسب .. لكن .. عندما عرفت بما تخططين له أنتِ وزميلك الصحفي وسعيكِ خلف (منذر) ومن يقفون خلفه لم أستطع الوقوف بعيداً والتفرج .. كان علي أن أقترب لأتأكد من حمايتكِ بنفسي .. لقد غيرت خطتي وتركت أي شيء وأصبحت حمايتكِ هاجسي الأول .. كنت في الخارج عندما أخبرني صديقي الذي كلفته بمراقبتكِ وإبلاغي بكل ما يحدث معكِ وعندما عرفت بالتهديدات التي تتعرضين لها عدت سريعاً تاركاً كل شيء خلفي .. بدأت أراقبكِ بنفسي من بعيد دون أن تنتبهي .. كنت قريباً لدرجة أن أتدخل لو حدث شيء لكن ليس بالدرجة التي تجعلكِ تنتبهين لوجودي"
صمت يبتلع لعابه وتنفس بعمق وهو يراقب تعابيرها الصامتة وتساءل لوهلة إن كانت تستمع له من الأساس أم أغلقت أذنيها وتدعي الاستماع .. لا بأس .. هو سيخبرها بكل ما عنده ويترك الحكم لقلبها الذي يتمنى ألا يخذله مثلها .. عاد ليتابع وهو يشد جسده بحزم
_"ذلك اليوم الذي ظهرت فيه أمامكِ .. لم يكن لدي علم بالحادث الذي كاد يقع .. كنت أتتبعكِ كعادتي يومها حين انتبهت لتلك السيارة فجأة قبل حتى أن تنتبهي لها أنتِ .. لم أعرف كيف استطعت الوصول إليكِ بهذه السرعة .. لا أعرف حتى كيف تحركت من مكاني واندفعت نحوكِ دون أن أشعر .. كل ذرة في جسدي وقلبي كانت تصرخ باسمكِ في رعب"
خيل إليه أنه لمح رجفة بسيطة بجسدها ونظراتها لكنّها ظلت جامدة دون أي تعبير ليكمل بصوت متحشرج
_"كنت أصرخ داخلي لكن خيل إلي أن كل العالم قد سمع صراخي باسمكِ والزمن الذي كنت أتوسله أن يتوقف قبل أن أخسركِ خيل إلي أنه استجاب حين شعرت بكِ بين ذراعي وانتزعتكِ بعيداً عن براثن الموت الذي كاد ينتزعكِ مني"
ضحكة مرتجفة غادرت شفتيه وابتسم بأسى وهو يغمض عينيه بلوعة يستعيد تلك اللحظات التي شعر أنّ عمره قد تضاعف خلالها قبل أن يشعر بنبضها فوق صدره وبجسدها بين ذراعيه ليغمض عينيه متنهداً بارتياح وذراعاه تشتدان عليها بتملك وحماية .. شعر أنه كان في حرب طويلة وعاد لوطنه في النهاية .. انتصر على الموت وعاد لحبيبته .. تلك اللحظات التي قاوم فيها مشاعره التي كادت تفضحه أمامها وهي ساعدته يومها بانفعالها وصراخها فيه .. كل ذرة فيه كانت تنتفض سعادة لقربها وفرحا لًسلامتها لكنه قاوم ليرسم البرود والعجرفة على ملامحه وصوته .. فتح عينيه ينظر لها ليجد عينيها معلقتين به ومشاعر متخبطة خانتها ولمعت داخلهما ليبتسم في حنان فأشاحت بوجهها ليواصل
_"لم يكن باستطاعتي الابتعاد بعدها .. ليس وأنتِ مهددة بالخطر في كل لحظة .. كان علي التحايل لأبقى بجواركِ طيلة الوقت وأرافقكِ كظلكِ .. كنت قد استغليتِ اسم صديقي المقرب الذي يمتلك شركة الحراسات الخاصة تلك .. كان من المفترض أن أستغل أحدهم في الوصول لعائلتكِ والإيحاء لهم بحاجتكِ لحراسة شخصية وكانوا سيعرضون اسم الشركة وعندها أبدأ خطوتي نحوكِ .. لكن قبل أن أتخذ أي خطوة تفاجأنا في شركة الحراسة باتصال خاص من جدكِ يطلب فيه حارساً شخصياً لحفيدته وبعض الرجال لدعم الحراسة حول القصر"
ارتفع حاجباها في دهشة ليحصل على أول رد فعل حقيقي منها ليبتسم مكملاً
_"كانت فرصتي وأتت حتى عندي .. لم أتوقف لأسأل إن كانت صدفة قدرية أم لا .. كل ما كان يهمني أنني سأقترب منكِ وسأصبح حارسكِ الشخصي .. ذهبت للقاء جدكِ والتعاقد معه والتقينا مجدداً يومها وتعرفين الباقي"
تنهد بقوة مع نهاية كلماته وانتظر لبرهة أن تنطق بشيء لكنّها اكتفت برمقه بنظرات غامضة لا تعبر عن أفكاره ليقول بعد لحظات وهو ينهض ليقف أمامها
_"لم تكن نيتي سيئة أبداً حين قررت دخول حياتكِ بشخصية (مراد) يا (سؤدد) .. كانت الطريقة الوحيدة لحمايتكِ دون أن أخاطر بطردكِ لي بعد أن عرفت كراهيتكِ الشديدة لاسم (اليزيدي) .. خفت رد فعلكِ حبيبتي"
تشنج جسدها وضغطت على كفيها ليزفر بقوة ويتحرك نحوها ببطء
_"لو عاد الزمن بي مرة أخرى لفعلت نفس الشيء (سؤدد) .. كنت أعرف أنكِ ستغضبين وستكرهينني أكثر لكن حياتكِ كانت أكثر أهمية من أي شيء آخر"
توقف أمامها مباشرة ونظر في عينيها بكل صدق مشاعره وهو يهمس
_"أنا آسف .. آسف لأنني اضطررت للكذب عليكِ .. آسف لأنني عجزت عن مواجهتكِ وآسف لأنني انتظرت كل هذا الوقت قبل أن أخبركِ بالحقيقة"
تنفست بقوة وهي تتأمله ملياً ثم قالت بصوت مختنق
_"لماذا كذبت إذن؟"
نظر لها بحيرة لتكمل
_"لماذا قلت أنك لم تعد إلا من أجلي؟"
ردد بحيرة وتوجس
_"لكنني عدت لأجلك (سؤدد)"
قست نظراتها وهي تتقدم نحوه بحدة هاتفة
_"هل تنكر أنك عدت وأنت تنوي الانتقام من (فاروق رضوان)؟"
شحب وجهه وهو يحدق فيها وانقبض قلبه مع رؤيته للدموع التي تجمعت بعينيها
_"هل تنكر أنك عدت لتنتقم من أبي أيضاً؟"
فتح فمه لينطق لتقاطعه هاتفة بحرقة
_"إياك أن تكذب"
_"(سؤدد) .. أنا"
هتفت فيه بانفعال
_أقسم أنك لم تعد هنا إلا من أجلي وحدي .. أنه لم يكن برأسك أي نية للانتقام من أي شخص .. أقسم أنك لم ترتكب ذنباً في حق عائلة (رضوان) وأنك لم تحاربهم أبداً"
ارتجفت نظراته وشفتاه تحاولان النطق ليطرق مردداً بألم
_"لا يمكنني"
سمع شهقتها المرتجفة فرفع رأسه ينظر لوجهها الشاحب وهي تحدق فيه بصدمة وعيناها أخبرتاه بوضوح أنها لا تريد أن تصدق .. أنها كانت تتمسك بأمل خافت أن يكون كل هذا كذباً وسمعها تهمس بصوت أشد اختناقاً
_"هذا يعني أن لك يداً بالفعل فيما أصاب عائلة (رضوان) .. أنت سبب إفلاسهم .. أنت قتلت (فاروق رضوان)"
ازداد شحوبه وعاد الاختناق ليمسك قلبه بقبضة حديدية وهو يهمس اسمها برجاء وألم وعيناه تعلقتا بالدموع التي سالت على خديها بصدمة وهي تتراجع حتى التصقت بالباب وهي تهتف
_"أنت سبب ما حدث لـ(رهف) بعد أن قمت بـ"
رفع رأسه هاتفاً برفض قاطع
_"لا .. لا يا (سؤدد) .. إلا هذا"
الكراهية عادت لتتغلغل في نظراتها له ليكمل بوجع
_"إلا هذا يا (سؤدد) .. سأقبل بأي اتهام ترمينني به ولو كان كاذباً لكن ليس هذا"
رمقته بكراهية واشمئزاز جعل روحه تتلوى داخله مذبوحة وهو يسمعها تهتف
_"يكفي .. أنا لم أعد أطيق سماع صوتك .. لا أريد سماع أي كلمة أخرى"
هتف وهو يندفع يمسك بكتفيها
_"كلا يا (سؤدد) ستسمعينني .. أنتِ لن ترميني بهذا الاتهام الحقير وتذهبي دون أن أدافع عن نفسي"
ضربت صدره تحاول التحرر من قبضتيه اللتين اشتدتا عليها
_"ابتعد .. لا تلمسني بيديك القذرتين"
هزها هاتفاً بانفعال
_"أجل .. أنا فعلت كل هذا .. عدت لأنتقم .. خططت طويلاً .. حاربت (فاروق رضوان) حتى أفلس .. أجل .. أنا أحمل ذنب موته على عاتقي ولا شيء أبداً سيمحو خطيئتي في حقه هو وأسرته .. لكنني .. أبداً ... أبداً .. لم أمس ابنته بأذى .. مستحيل أن أفعل .. لم يكن أنا أقسم لكِ"
هتفت وهي تضرب صدره
_"كاذب .. لقد أكدت كل كلامه .. كان محقاً في كل كلمة قالها"
اشتدت قبضتاه على ذراعيه واشتعلت النار في عينيه وهو يهتف بالمقابل
_"من هو؟ .. ستصدقين كلمة شخص مجهول اتصل ليوقع بيننا ويؤذيكِ وترفضين تصديقي أنا"
ضربته مرة أخرى بكفيها وهي تصرخ
_"أجل .. سأصدق أي شخص ولا أصدقك يا (عماد) .. هل تعرف لماذا؟ .. لأنك كاذب وخائن .. كذبت علي قديماً وتكذب علي الآن .. لن أصدقك أيها الكاذب .. لن تخدعني .. لا تنكر أنك عدت وتقربت مني لتنتقم من أبي"
أحاط خصرها بذراعه ورفع كفه الأخرى ليمسك رأسها من الخلف وقربها منه لينظر في عينيها هاتفا بانفعال مماثل
_"أنتِ كنتِ خارج كل الحسابات (سؤدد) .. لقد وعدني عمي بكِ ذلك اليوم الذي ودعتكِ فيه .. أنتِ كنتِ لي في كل الأحوال مهما كانت علاقتي بعمي .. أنتِ كنتِ لي وعدت لآخذكِ يا (سؤدد) كما كان يفترض بي أن أفعل قبل سنوات إن لم يفرقنا القدر بهذه القسوة"
لمعت الدموع في عينيها أكثر وهي تهتف به
_"ليس من حقك .. لقد تخليت عني .. لم يعد من حقك أن تعود وتطالب بي"
اشتدت يده خلف رأسها تشدها إليه أكثر وهو يهتف بحرقة
_"لم يكن بيدي .. لم أترككِ بإرادتي .. لقد تعذبت لسنوات بعيداً عنكِ وتعذبت بعودتي إليكِ وأنا أقاوم مشاعري نحوكِ كل لحظة .. وأتعذب الآن مع كل كلمة قاسية واتهام منكِ لي":
ركلت ساقه بقدمها صارخة
_"أنت تستحق .. أنا أكرهك (عماد) .. أكرهك .. لقد دمرتني .. لقد خنتني قديماً وتأتي الآن لتكمل علي .. أنت لم تعد (عماد) صديقي .. (عماد) لم يكن يكذب .. لم يكن ليخدع أو ليقتل شخصاً بريئاً"
كان جنوناً وسيطر على المكان ومشاعرهما تحررت بكل طاقتها ولوعة وآلام السنين المكبوتة تفجرت بكل حرقة .. ركلته مرة أخرى مع نهاية كلماتها ليصرخ وهو يتراجع بها حتى اصطدمت بالحائط خلفها ليحاصرها بجسده
_"أنتِ محقة .. أنا أستحق .. أنا لم أعد (عماد)الذي عرفتِه قديماً .. هل لديكِ فكرة كم تعذبت السنوات الماضية؟ .. هل تعرفين شيئاً عني قبل أن ترمينني باتهاماتكِ القاسية؟ .. هل تعرفين حجم المرار الذي عشته بالخارج؟ .. لسنوات كنت أتعذب مع أشباح الماضي وبكاء أمي وحرقة قلبها التي لم تتوقف عن إشعالها بقلبي .. هل تعرفين كم تعذبت بعد مقتل أبي؟ .. كم عانيت من أجل إخوتي وأمي وأنا أحاول حمايتهم وإصلاح ما أفسده عمي و(فاروق رضوان)؟"
صرخت بحرقة وهي تفقد سيطرتها على مشاعرها بينما تضرب صدره بكفيها وتركل ساقه بقدمها
_"أبي لم يفعل شيئاً أيها الكاذب .. أبي أذنب بسبب عائلتكم اللعينة .. أنتم السبب .. أنتم دمرتم حياتنا .. خالك الملعون هو ووالدك هما السبب .. أبي لم يقتل أحداً .. لقد أتى فقط لإنقاذي .. كان يحاول الدفاع عني .. بسببهم .. بسببهم أنا .. أبي قد .."
تقطعت الكلمات وهي تتوقف عن مقاومته بينما تستوعب ما كشفته من جروحها الغائرة ولمح الشحوب يتسلل لوجهها وجسدها بدأ يرتجف كأنما تقاوم حتى لا تعود لتلك اللحظات بينما تهمس بانفصال عن الواقع
_"أبي أتى لينقذني .. أبي قتل لأجلي .. لقد دافع عني .. أتى لأجلي عندما .."
توقفت عن الكلام كأنما انتبهت لما تقوله وتجمدت نظراتها وبدأ الجليد ينساب إليها ولم ينتظر هو حتى تختبيء مجدداً خلف حصونها فهتف وهو يرفع كفيه يحتضن وجهها
_"أنا أعرف .. أعرف أنه لم يكن ذنبه (سؤدد) .. كان مرغماً .. لقد أخبرني الحقيقة كلها"
بدا أنها قد انفصلت تماماً عن الواقع وهي تحدق فيه بجمود قبل أن تهمس
_"أخبرك الحقيقة؟"
هز رأسه وهو يميل ليسند جبينه إلى جبينها ويهمس بحرقة
_"لقد قابلت عمي .. لقد عرفت كل شيء منه .. عرفت أنني ظلمته هو و(فاروق رضوان) .. عرفت البشاعة التي ارتكبتها في حق الجميع بتصديقي لأمي دون أن أبحث بنفسي عن الحقيقة .. عرفت كل شيء ولم أعد أطيق مواجهة نفسي .. أنتِ محقة .. أنا أستحق كل ما يحدث لي .. كل هذا العذاب أنا أستحق كل لحظة منه"
شعر بدموعها تلامس أصابعه فابتعد قليلاً ينظر لوجهها بجزع لتهمس بخفوت وارتجاف وجسدها ارتجف باشمئزاز واضح
_"عرفت كل شيء؟ .. عرفت بشأن .. بشأن ما .."
تمزق قلبه لأجلها وهو ينظر في عمق عينيها اللتين غمرهما الوجع وروحها المذبوحة أطلت بوضوح عبرهما ليردد بألم
_"آسف يا (سؤدد) .. آسف لأنني لم أكن معكِ .. لأنني لم أعرف قبل الآن .. آسف لأنكِ تعذبتِ ولم أكن هناك لأحميكِ"
شعر برجفتها تزداد وأنفاسها تحشرجت وهي تردد بانفصال
_"تعذبت؟"
همست الكلمة مرة أخرى وهي تبتعد لتنظر له بعينين ميتتين قبل أن يرتفع صوتها وهي تضرب صدره بكل قوتها
_"تعذبت؟ .. هل تقول تعذبت؟ .. أنا لم أتعذب هناك .. لم يعذبونني يا (عماد)"
أغمض عينيه بعذاب وهو يستسلم لضرباتها بينما تصرخ بكل حرقة
_"لقد قتلوني .. قتلوني بلا رحمة .. هل تسمع؟ .. قتلوني"
_"يكفي (سؤدد) يكفي"
هتف وهو يمسك كتفيها يهزها بينما واصلت ضربها له
_"قتلوني وأنت لم تكن هناك .. تخليت عني .. ناديتك حتى بح صوتي .. حتى قتلوني .. حتى ذبحوني و .. أنت .. أنت لم .."
لم يدعها تكمل جلمتها التي اختنقت بدموعها وهو يحيطها بين ذراعيه ويضمها بكل قوته هاتفاً بوجع ماثل وجعها
_"يكفي .. يكفي أتوسل إليكِ لا تذبحيني أكثر"
شعر بمحاولاتها التخلص من احتواء ذراعيه لها بينما تهتف بحرقة

_"دعني وشأني .. اتركني .. لن أسامحك .. لن أسامحهم"
ضمها بقوة ودموعه سالت لتلامس شعرها بينما يهتف
_"يكفي حبيبتي يكفي .. أنا آسف .. أقسم لكِ سأنتقم منهم جميعاً .. كل من لمسكِ بأذى سأنتقم منه .. كل دمعة ذرفتها سيدفعون ثمنها غالياً .. سآخذ بحقكِ منهم (سؤدد) .. أقسم لكِ .. لن أسامحهم"
شعر بمقاومتها تخمد وهي تهمس
_"أنت مثلهم .. أنت لا تفرق عنهم شيئاً .. لا أريد شيئاً منكِ"
همس اسمها بألم وذراعاه تسترخيان قليلاً مع توقف مقاومتها بينما تكمل
_"لا أريد انتقامك ولا أريد قربك مني .. أنت مثلهم .. مخادع وشيطان .. أنت قاتل"
هتفت بها وهي تدفعه بكل قوتها في صدره ليتراجع للخلف وراقبها تسترجع كل قوتها وتمسح دموعها بقسوة وعاد الجليد أكثر صلابة في عينيها وهي تواصل
_"لا أريدك قربي بعد الآن .. إن ظهرت أمامي مرة أخرى سأقتلك بيدي (عماد يزيدي) هل سمعت؟ .. سأقتلك"
حاول الاقتراب منها لتتراجع مشيرة للباب وتهتف
_"افتح ذلك الباب اللعين ودعني أغادر قبل أن تندم لبقية حياتك على احتجازي هنا"
تنفس بقوة وعيناه تتعلقان بعينيها وران الصمت على الغرفة إلا من صوت أنفاسهما المتسارعة بانفعال قبل أن يطرق برأسه متنهداً بتعب وتحرك نحو الباب لتتراجع هي بحذر لكنّه تجاهل حركتها وهو يخرج المفتاح من جيبه ويفتح الباب ويشير للخارج ولم تنتظر كلمة واحدة منه واندفعت تغارد نحو باب الشقة وتبعها هو لتهتف وهي تفتح الباب
_"لا تتبعني"
قطب بشدة لتسود عيناها وهي تهمس ببرود وتحذير
_"أنت لا تعرف بعد ما أنا قادرة على فعله (عماد) .. صدقني .. سترتكب خطأ عمرك إن حاولت اللحاق بي"
ألقت بتهديدها وتحركت بخطوات غاضبة لتغادر بعد أن صفعت باب الشقة بكل قوتها لينتفض قلبه بعجز وهو يتوسله اللحاق بها فتحرك بسرعة إلى حيث هاتفه والتقطه ليتصل بأحد الأرقام وقال سريعاً
_"لقد غادرت لتوها .. اتبعها بحذر حتى تصل للقصر بأمان"
أغلق الهاتف وزفر بقوة وهو يلقي بجسده على أقرب مقعد ودفن رأسه بين كفيه وهو يهمس بألم
_"لقد انتهى كل شيء يا (عماد) .. لقد أفسدت كل شيء في النهاية"
استرجع عقله شريط ما حدث بينهما مراراً لينقبض قلبه أكثر وهو يخبره أنّه لا يقبل باستسلامه وخسارته لها .. لا يقبل أبداً وعليه أن يجد حلاً ليعيد حبيبته إليه مهما كان الثمن.

صوت جرس الباب انتزعه من ذكرياته ليفتح عينيه معترضاً بزمجرة خافتة وهو يتقلب في الفراش .. استمر الرنين بازعاج لينهض متمتماً بنزق _"حسناً .. حسناً .. أنا قادم"

نهض بتثاقل متجهاً لباب الشقة وهو يهتف

_"من؟"

أتاه صوت (مراد) يقول بعصبية

_"هذا أنا يا (عماد) .. افتح يا رجل"

فتح الباب واستقبله بوجه متجهم ليدلف (مراد) للداخل وهو يهتف

_"ما بك؟ .. لماذا تغلق هاتفك وتنعزل عن العالم هكذا؟ .. هل تعرف كم حاولنا الاتصال بك؟"

زفر وهو يتحرك دون رد وألقى جسده على الأريكة وأغمض عينيه ليتأمله (مراد) بغير رضا وهو ينظر لوجهه المرهق ولحيته التي استطالت أكثر عن السابق وهتف فيه وهو يجلس مقابله

_"ماذا حل بك يا رجل؟ .. هل رأيت شكلك بالمرآة؟ .. تبدو مخيفاً"

ابتسم بسخرية ليميل (مراد) مقترباً منه ويقول بحزم

_"أين ذهب صديقي (عماد)؟"

هز رأسه وابتسامته الساخرة تتسع

_"صديقك (عماد) خسر كل شيء يا (مراد) .. خسر نفسه وروحه وحبيبته .. كل شيء .. اتضح كم كان غبياً وساذجاً .. هل رأيت ما فعل صديقك بنفسه؟ .. لماذا لا تقول "ألم أنصحك كثيراً يا (عماد)؟""

قطب قائلاً بهدوء

_"وما الفائدة من قولها الآن يا (عماد)؟ .. هل ستغير ما حدث؟ .. أنت بالأصل لم تخبرني بكل ما كنت تخطط له .. لو عرفت ربما استطعت منعك في الوقت المناسب لكن .. حسناً .. كان للقدر كلمته في النهاية .. هل ستبقى هنا تبكي على اللبن المسكوب؟"

تنهد بحرارة وهو يتراجع بظهره مسترخياً

_"أنا لا أبكي على اللبن المسكوب .. أردت الاختلاء بنفسي لأعيد حساباتي .. لأعرف من أين سأبدأ خطوتي القادمة .. أنا لن أتراجع عن وعدي بالانتقام .. هذه المرة ممن يستحق بالفعل .. سأحاول التكفير عن ذنوبي بأي طريقة رغم أنني أعرف أنني ربما لن أنال المغفرة .. لكن لا بأس .. أنا أستحق .. سأدفع ثمن أخطائي حتى النهاية"

تأمله ملياً ثم قال مشيراً إليه

_"لا يبدو لي هذا مظهر رجل يختلي بنفسه ليعيد حساباته .. هذا شكل رجل متشائم لو تركته يوماً آخراً سأعود لأجد رسالة انتحار أسفل جثته المعلقة"

لم يقاوم (عماد) ضحكته ليبتسم (مراد) بخفوت ومد يده يربت على ساقه ويقول

_"هيا يا صديقي .. انهض واغتسل وبدل هيئة المتسولين هذه وعد معي للبيت .. معي أمر صارم بإحضارك للضرورة"

نظر له بتساؤل ليقول

_"عمك يريدك .. حاولنا الاتصال بك لكنّ هاتفك مغلق .. يقول لك أنّك قد حصلت على خلوة كافية ويريدك أن تتخلى عن يأسك وتعود لتقاتل بكل قوتك كما وعدته"
تنهد (عماد) بقوة ارتجفت شفتاه بابتسامة مهتزة بينما تابع (مراد)

_"كما أن السيد (رفعت هاشمي) اتصل به وأخبره أنّه يريد لقائك لأمر هام"

نظر له بدهشة ليهز كتفيه ويقول

_"لا أعرف شيئاً عن الأمر .. هذا فقط ما قاله .. هو أيضاً حاول الاتصال بك ولم يستطع الوصول لك"

قطب (عماد) مفكراً .. هل يريده بخصوص ما حدث مع (سؤدد) أم هناك سبب آخر؟ .. تمتم بتساؤل

_"هل قال متى سيأتي لمنزل (راجي)؟"

هز رأسه نافياً وهو يجيب

_"لا .. هو لن يأتي بنفسه .. يريدك أن تذهب لقصر (هاشمي) وتقابله هناك"
ارتجف قلبه بقوة .. هل يريده هناك؟ .. حيث حبيبته الغاضبة التي منذ غادرت شقته وعادت لقصرها لم تغادر ولا لأي مكان .. هل سيراها؟ .. وماذا سيكون رد فعلها؟ .. نهض سريعاً وهو يقول

_"حسناً .. دعنا لا نتأخر عليه أكثر"

اتجه نحو غرفته بحماس وقلبه يرتجف أكثر .. لا يهم كيف سيكون رد فعلها ولا كم ستغضب إن رأته .. لا يهم حتى إن لم يرها .. يكفي أنّه سيكون قريباً منها .. للوقت الحالي هو يكتفي بهذا .. مجرد وجوده قربه بنفس المكان .. هذا كاف ليستعيد أنفاسه من جديد.
**********************
انتهى الفصل الحادي والأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 01:24 PM   #887

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

منذر هيتجوز شاهى كدة الامور هتتقعد اكثر
طيب وانجى ومراد كدة مفيش امل له هو وشاهى
عاصى شكله هيسافر لرهف وهنشوف من فيهم هيكسب المعركة
اعتقد رهف هى الاقوى وهتأخد ثارها من عاصى بسلاح الغيرة
عماد علاقته بسؤدد بتسؤء اكثر وأكثر بس حبيت المصارحة بينهم
دة بداية الطريق لعودتهم
ياترى لقاء عماد برفعت هاشمى هيكون فرصة ان عماد يخلص من ذنوبه
ويقرب من سؤدد


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 02:45 PM   #888

NuhaAlshamery

? العضوٌ??? » 441300
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » NuhaAlshamery is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
يسلمووو ميشوو ع الفصل الروووعه
لقاء منذر مع والده كان نارري
عاصي ورهف يعذبون ببعضهم البعض 💔ويلعبون ع وتر حساس في العلاقات وهو الغيره
معقوله عم ترتبي لقاء يجمع هشام وعماد برعاية رفعت هاشمي، وايه ممكن يترتب عليه هذا اللقاء.!
( هو سيخبرها بكل ما عنده ويترك الحكم لقلبها الذي يتمنى ألا يخذله مثلها ..)
يا قلبها..
يا من عرفت الحب يوما عندها
يا من حملت الشوق نبضا
في حنايا.. صدرها
إني سكنتك ذات يوم
كنت بيتي.. كان قلبي بيتها
كل الذي في البيت أنكرني
و صار العمر كهفا.. بعدها
لو كنت أعرف كيف أنسى حبها؟
لو كنت أعرف كيف أطفئ نارها..
قلبي يحدثني يقول بأنها
يوما.. سترجع بيتها؟!
أترى سترجع بيتها؟
ماذا أقول.. لعلني.. و لعلها
فاروق جويدة
تمثل حال عماد مع سؤددي (وع فكره وانا بقرا تعليقات الاعضاء غرت كثير كلهم بيحبوها قولي لهم هي محبوبتي انا من بداية الجزء الاول والله 🙁)

دمتِ بخير غاليتي 😘


NuhaAlshamery غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 10:36 PM   #889

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه رائعه لكاتبه اروع
قرأت الجزءالاول من الروايه وللحب فرص اخرى وكنت بانتظار الجزءالثاني بشوق وماعرفت انك نزلتيه الاقبل اسبوع تقريبا حبيبتي همس القوافي حكتي لي عن الروايه واول ماعرفت انهاالجزءالثاني للروايه اللي منتظره بشوق نزول الجزءالثاني منهاحتى سارعت بالمشاركه والقراءه
الان انامازلت في الفصل الثالث ان شاءاكمل واواصل معكم لنهاية
يسلمويداتك غاليتي موفقه باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 09:12 AM   #890

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ☘☘
الفصل نار مواجهات صادمه
سؤدد كانت قاسيه جدا على عماد صحيح هو مذنب وهي تعذبت

لكن تعطيه فرصه 🥺🥺اها كم هي فتاة قويه

رهف تعاند نفسها وتعذب عاصي

ابدعتي ابدعتي في هذا الفصل

تحياتي وحبي وتقديري 💕💕💕💕💕


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.