آخر 10 مشاركات
493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-19, 10:30 PM   #891

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الورد حبايبي
كل عام وأنتم بألف خير
إن شاء الله الفصل الجديد هينزل بكرة وبإذن الله مش هتأخر عليكم
معلش معرفتش أرد على تعليقاتكم الأيام اللي فاتت بسبب سوء النت أول ما يتظبط هرد عليها كلها
دعواتكم حبايبي
وربنا يتقبل صالح أعمالكم بالأيام المباركة
أرق تحياتي وخالص حبي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:16 AM   #892

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني والأربعون


يا رب قلبي لم يعد كافياً
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحداً غيره
يكون في مساحة الدنيا

*******
حبكِ يا عميقة العينين
تطرفٌ
تصوفٌ
عبادة
حبكِ مثل الموت والولادة
صعبٌ بأن يعاد مرتين

****
عُدي على أصابعِ اليدينِ ما يأتي
فأولاً، حبيبتي أنتِ
وثانياً، حبيبتي أنتِ
وثامناً، وتاسعاً، وعاشراً
حبيبتي أنتِ

"نزار قباني"
***************
اعتدلت (سؤدد) في فراشها وزفرت بقوة وهي تتحسس قلبها الخافق بجنون قبل أن تدفن وجهها بين كفيها وهي تهمس بخفوت مرير
_"يكفي .. يكفي .. توقف عن مطاردتي .. لقد تعبت"
رفعت رأسها تنظر حولها لبرهة بعينين غائمتين بالدموع التي تجسدت من حلمها مباشرة وتنهدت بقوة وهي تنهض بتثاقل من فراشها وتحركت بخطوات بطيئة نحو المرآة لتتوقف أمامها لترتجف شفتاها بمرارة وهي تنظر لصورتها .. من هذه؟ .. من أنتِ؟ .. همست لنفسها وهي ترى أخرى غريبة تنعكس في مرآتها .. رفعت كفها تتحسس وجهها الشاحب والسواد أسفل عينيها الذابلتين ونظرت لعينيها المحمرتين من السهر والبكاء .. من هذه الغريبة؟ .. كيف سمحت لنفسها أن تصل لهذه الحالة؟ .. ما الذي يستحق أن تفعل بنفسها هذا؟ .. سقطت فوق مقعدها وأسندت مرفقيها لطاولة المرآة ودفنت وجهها بين كفيها وهي تردد
_"أنتِ تخسرين نفسكِ بسرعة (سؤدد) .. لا .. أنتِ خسرتِها بالفعل"
عادت ترفع وجهها تنظر لإنعاكسها وتكمل همسها المرير
_"ما الذي أصابكِ؟ .. كيف تسمحين له؟ .. كيف تستسلمين؟"
نظرت لعينيها اللتين عكستا حالتها للأيام الماضية .. منذ غادرت شقته تلك الليلة .. لا تعرف حتى كيف عادت بسلام مع حالتها المذرية ليلتها .. كيف صمد قناعها أمام الجميع وهي تدخل القصر لترى ملامحهم القلقة؟ .. كيف قاومت بصعوبة رغبتها في الانهيار بين ذراعيّ أمها حين ضمتها؟ .. أرادت أن تبكي بحرقة وتحتضنها تتوسلها حنانها واحتواءها الذي حرمت نفسها منه لسنوات .. لكن يكفيها انهيارها أمامه هناك .. لا ينقصها أن تنهار مجدداً وأمام الجميع .. بصعوبة غادرتهم لغرفتها وهي تشد جسدها لتوصل لهم رسالة مختصرة لكونها بخير وكانت تعلم أنّه ربما كذبتها لم تطل عليهم .. حين أغلقت عليها باب غرفتها سمحت لقناعها بالتحطم لشظايا وانهارت من جديد .. بكت وبكاؤها كان يشتد عندما تتذكر كيف سمحت له برؤية ضعفها وانهيارها .. كيف بكت أمامه واستسلمت لعناقه للحظات وهو يتأسف لها ويقسم لها أن ينتقم لها ممن آذوها .. كادت تصدقه .. كادت تستسلم لرغبة قلبها وتسامحه على كل شيء لكن ألمها كان أكبر وأوجاع روحها لم تساعدها على ردم كل الماضي ومسامحته هكذا ببساطة .. ما الذي ظنه عندما أتى؟ .. اعتقد أنّها ستنسى كل شيء فور رؤيتها له؟ .. لا .. لا يمكنها أن تفعل .. هي لن تصدقه .. ليس بعد أن خدعها هكذا .. ليس بعد أن عرفت بكل ما فعله وارتكبه .. إنّه شخص آخر .. ليس (عماد) خاصتها .. لقد أصبح مثل والده وخاله .. مجرد مجرم تحركه شهوة الانتقام
"أجل .. أنا فعلت كل هذا .. عدت لأنتقم .. خططت طويلاً .. حاربت (فاروق رضوان) حتى أفلس .. أجل .. أنا أحمل ذنب موته على عاتقي ولا شيء أبداً سيمحو خطيئتي في حقه هو وأسرته"
شهقت بدموعها أكثر وكلماته تتردد في عقلها .. كيف تتقبله وتسامحه بعد كل هذا؟ .. لقد مات (عماد) الذي عرفته قديماً .. هذا الشخص الآخر لا تعرفه .. لا تريد أن تعرفه أو تراه أبداً .. انتبهت لصورتها في المرآة والدموع تسيل على خديها في صمت وشعرت بانقباض عنيف في قلبها الذي اعترض بشدة على قرارتها المجحفة في حقه لكنّها ضغطت عليه بعنف ليتوقف عن تعذيب نفسه بهذا الوهم .. لا مكان لـ(عماد) أو لأي شخص من أسرة (اليزيدي) في حياتها من جديد .. رغماً عنها تحول تفكيرها للشخص الوحيد من تلك الأسرة التي لا يمكنها بتر علاقتها به مهما فعلت .. والدها .. كل السنوات التي غضبت فيها منه وكرهته بعد ما عرفته عنه .. كلها تطايرت فجأة .. مواجهتها مع (عماد) فتحت جروحها لكنّها أزالت ستار الغضب والحنق الطفولي عينيها لترى الوجه الآخر للحقيقة فجأة .. عادت إليها صور باهتة من تلك الليلة التي أتى والدها فيها لإنقاذها ورغم حالتها وغياب عقلها لحظتها لكنّها تتذكر .. تتذكر رؤيتها لما حدث كأنّها تطل عليهم من عالم آخر وترى ما يحدث .. مهما كان ما ارتكبه والدها سابقاً وأوصلهم لتلك اللحظة فهو لم يتخل عنها .. لقد وصل في النهاية .. وصل وقتل ذلك المجرم الذي أذاقها الويل وانتهك جسدها بلا رحمة .. دافع عنها وانتقم لها .. لقد قتل من أجلها .. أغمضت عينيها وهي تهز رأسها .. لقد شعرت بالألم الرهيب وكاد قلبها يتوقف عندما أخبرها ذلك المتصل المجهول بتعرضه لمحاولة قتل .. قلبها هتف فيها أنّ هذا كذب .. شعرت أنّها ستموت لو اكتشفت أنّ والدها قد أصيب بمكروه .. أنّه رحل عن هذا العالم قبل أن تلقاه مرة واحدة وتسامحه .. تتوسله أن يسامحها على كراهيتها له السنوات الماضية .. مهما فعل .. كان والدها .. حصنها الذي ضاع قديماً وضاعت من بعده .. انسحب عقلها للصباح التالي لمواجهتها هي و(عماد) واستدعاء جدها لها في غرفة المكتبة .. لم تكن راغبة في الحديث مع أي شخص .. أرادت الانعزال في غرفتها حتى تتمالك نفسها، لكنّها لم تستطع رفض طلب جدها وكلمات (عماد) بشأن تواصل جدها مع شركة الحراسة جعلت فكرة مجنونة تولد بعقلها وأرادت التأكد منها .. هل كان جدها يعلم الحقيقة؟ .. تذكرت ذلك اليوم الذي انفرد فيه جدها مع (عماد) وتحدثا وأصيب بعدها بوعكة بسيطة .. شكها بدأ يتزايد مع كل لحظة لتقرر حسمه بمواجهة جدها .. قضت بعض الوقت أمام المرآة تحاول إخفاء آثار إرهاقها وبكائها طيلة الليل ثم غادرت غرفتها وتحركت نحو غرفة المكتبة بسرعة محاولة تجنب لقاء أي فرد من عائلتها.
ألقت نظرة أخيرة على صورتها في المرآة ونهضت لتتحرك نحو الشرفة لتتنفس بعض هواء الصباح النقي ووقفت هناك تاركة عقلها يسترجع أحداث ذلك الصباح حين طرقت الباب واستأذنت لتدخل على جدها الذي التفت لها بابتسامة حنونة رغم ملامحه المتعبة بوضوح جعلها تبتلع رغبتها في الانفجار .. تقدمت حين أشار لها لتجلس بقربه فوق الأريكة .. جلست وهي تسمعه يسألها بحنان
_"كيف حالكِ اليوم حبيبتي؟"
تمتمت بخفوت

_"بخير يا جدي"
ربّت على ساقها وهو يقول برفق

_"ألن تخبريني بما حدث معكِ؟"
قطبت وفتحت فمها لتنفي حدوث أي شيء ليقاطعها متابعاً
_"ولا تقولي أنّ شيئاً لم يحدث لأنني أعرف أنّ الكثير حدث أمس"

نظرت له بتوجس متسائلة عن مقدار ما يعرف بالضبط والنظر لعينيه أعاد لها شكوكها كونه كان يعرف الحقيقة مسبقاً فتمتمت بشك
_"هل كنت تعرف أنّ حارسي الشخصي هو (عماد اليزيدي) يا جدي؟"
لم يجفل جدها دهشة أو تهتز نظراته ليؤكد لها إحساسها قبل أن يهز رأسه لتتسع عيناها وتهتف
_"كنت تعرف؟ .. كيف؟ .. متى؟"
نظر لها بهدوء وقال
_"كنت أعرف منذ البداية (سؤدد)"
همست بشحوب
_"منذ البداية؟ .. كيف؟ .. عرفت منذ البداية ومع هذا تركته يدخل هذا البيت؟ .. تركته يقترب مني؟"
أخذ نفساً عميقاً وردد بهدوء
_"لهذا السبب تحديداً (سؤدد) سمحت له بدخول هذا البيت .. ليكون قربكِ"
هزت رأسها مرددة بذهول
_"ما الذي تقوله يا جدي؟ .. هل تقول أنّك تعمدت جعله هو بالذات حارسي الشخصي؟"
أومأ قائلاً
_"كما سمعتِ (سؤدد) .. كنت أعرف من البداية أنّ (عماد) سيعود وسيحاول الاقتراب منكِ بأي طريقة .. وعندما قصت عليّ (هاميس) ما حدث في المرة التي كادت تلك السيارة تصدمكِ فيها تسللت الشكوك إليّ بشأن ذلك الرجل وبمساعدة بسيطة من شخصٍ موثوق كان يجلب لي أخبار (عماد) تأكدت مما أريد معرفته وبعدها كان كل شيء سهل .. منحته الفرصة ليأتي بنفسه .. سبقته بخطوة وتأكدت من أنّه لا يشكل أي خطرٍ عليكِ"
حدقت فيه بذهول قبل أن تنهض هاتفة بحدة
_"لا يشكل أي خطر عليّ .. أنت من تقول هذا جدي؟ .. أنت تفعل بي هذا؟ .. كنت تعرف أنّ ذلك الرجل هو (عماد) ومع ذلك منحته فرصة لينتحل صفة حارسي الشخصي ويرافقني في كل مكان .. منحته الفرصة ليحقق هدفه ويحاول الانتقام مني ومن أبي .. كيف تفعل هذا جدي؟"
رفع جدها عصاه ليضرب بها الأرض برفق حازم وقال
_"اهدأي قليلاً واسمعي كل شيء قبل أن تنفعلي هكذا (سؤدد)"
_"اهدأ؟ .. كيف تريدني أن أهدأ بعد أن عرفت كل هذا؟ .. كيف سمحت له بخداعي؟"
نظر لها بتدقيق وقال
_"ليس أنا من سمح له بخداعكِ .. أنتِ من فعل (سؤدد) .. أنتِ من تغافل عن ملاحظة كل شيء .. تفاصيل كثيرة بالتأكيد مرت عليكِ وأنا متأكد أنّكِ شككتِ بأمره طويلاً لكنّكِ أغلقتِ على ذكرياتكِ وحبستها بأعماقكِ فتعاميتِ عن رؤية الحقيقة الواضحة"
هزت رأسها باستنكار ولمعت دموع القهر في عينيها وهي تتمتم
_"كان يمكنك أن تخبرني جدي .. لكنك ساعدته فيما يريد .. لماذا؟ .. ما الذي كنت تهدف إليه؟"
تنفس بقوة وأجابها
_"كنت أحتاج لشخص أثق به لحمايتكِ .. شخص أعرف أنّه سيحميكِ بحياته لو لزم الأمر ومنحت الفرصة لـ(عماد) حين أتى ليقابلني أول مرة .. تأكدت عندما دخلتِ أنتِ .. نظراته لكِ فضحت كل مشاعره وعرفت أنّه لن يؤذيكِ أبداً حتى ولو كانت والدته قد لوثت عقله برغبتها في الانتقام لكن مشاعره نحوكِ لم تتأثر أبداً .. ما رأيته في عينيه حين دخلتِ الغرفة جعلني أدرك أنّه سيحميكِ بحياته ولن يدع أي مكروه يصيبكِ وقد أثبت بالفعل أنّه كان يستحق ثقتي"
كلماته عن مشاعر (عماد) نحوها هزت قلبها وأعادت إليه ذلك الضعف غير المرغوب فتنفست بقوة وهي تهتف

_"ثقتك؟ .. إنّه كاذب جدي .. مخادع وقاتل أيضاً .. هل تعرف ما فعله منذ عاد وكيف انتقم من أناس أبرياء لا ذنب لهم .. كيف تثق به؟ .. أنا لا أصدق .. كيف صدقت تمثيله وخداعه؟ .. كيف .."
قاطعها قائلاً
_"(عماد) اعترف لي بكل شيء من نفسه (سؤدد) .. اعترف حتى قبل أن يكتشف بأنني أعرف حقيقته من البداية"
همست بشحوب وعيناها تتسعان بصدمة
_"اعترف لك؟"
هز رأسه
_"اعترف لي واعتذر عن تصرفه وأنّه لم يكن يملك خياراً آخراً عندما عرف أنّ حياتكِ في خطر واعترف لي بما فعله تحت تأثير الأكاذيب التي لوثت بها أمه قلبه .. اعترف لي وطلب مساعدتي لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها .. (عماد) كان ضحية مثلكِ تماماً يا (سؤدد)"
هتفت
_"ضحية؟ .. ضحية مثلي؟ .. لا يا جدي .. هو ليس ضحية .. هو مثل أبيه .. مثل كل عائلته .. لقد كان يعرف جيداً ما يفعل .. أنا لن أصدق خدعته التي يلعبها الآن ليخدع الجميع أنّه قد تغير ويريد التوبة .. الآن بعد كل ما فعل؟"
مط شفتيه قائلاً بأسف
_"للأسف يا (سؤدد) أنتِ تستسلمين لمشاعركِ ومرارتكِ مجدداً .. تتعامين عن رؤية وجه الحقيقة الذي لا يوافق هواكِ أو لأنّكِ خائفة منه .. خائفة من السماح لقلبكِ برؤية الحقيقة وتصديقها فتنالين صدمة أخرى"
تنفست بحدة وهي تنظر له من بين دموعها وهي تقول بخذلان
_"لقد خذلتني جدي"
انخفض جفناه بأسى والحزن الذي ارتسم على وجهه طعن قلبها لكنّها تابعت بألم

_"أنا وثقت دائماً بحكمتك جدي لكن .. أنت .. تركت ذلك الرجل يقترب مني .. تركته يخدعني ويتلاعب بمشاعري .. تركته يقترب خطوة من انتقامه من أبي .. ألم تشك أنّه عاد يريد الانتقام من أبي أيضاً؟"
قطب قائلاً بابتسامة حزينة
_"وهل تهتمين حقاً لأمر والدكِ (سؤدد)؟"
تراجعت للخلف بصدمة بينما يواصل

_"حسب ما أعرفه أنتِ لا تهتمين له ولا يهمكِ إن أصابه مكروه أو مات"
انغرست كلماته كطعنة بقلبها الذي نزف وهي تتذكر ما سمعته في الاتصال
_"أنتِ لم تتركي فرصة واحدة تعلنين فيها كراهيتكِ واحتقاركِ لوالدكِ .. لقد تبرأتِ من اسمه وانتزعتِه من حياتكِ .. ما الذي يهمكِ الآن لو أنّ (عماد) عاد لينتقم منه اعتقاداً أنّه قاتل والده؟ .. ما الذي سيفرق معكِ لو أنّه نجح أو قتله حتى؟"
نظرت له بعينين متسعتين بصدمة وألم رهيب وهمست
_"لا .. أنا .. أنا لم .."
انقطعت كلماتها وهي تستعيد كل كلماتها القاسية بشأن والدها وارتجفت شفتاها وقلبها يختنق بينما تفكر .. ماذا لو صح كلامه؟ .. ماذا لو كانوا قد قتلوه حقاً بعد مغادرته السجن .. رددت وهي تنظر لجدها بضعف وقد عادت دموعها تسيل في صمت
_"أنا لم أقصد .. لم أقصد هذا .. كنت مجروحة .. لكنني .. أنا .. لا أريد أن يصيبه أي مكروه"
نهض ليمسك كفها ويشدها لتجلس على الأريكة فطاوعته ومشاعرها لا زالت تسيطر عليها وعاد يجلس بجوارها وضمها إلى صدره لتنتفض محاولة الابتعاد لثانية واحدة استسلمت بعدها لذراعه التي اشتدت حولها ليضمها أكثر فتركت دموعها تسيل بحرارة وهي تهتف

_"لم أقصد جدي .. أنا .. لست سيئة .. لا أريده أن يموت .. لا .. أريد هذا .. أنا أسامحه جدي .. أنت كنت محقاً .. مهما فعل هو سيظل أبي وأنا .. لا أريد أن يصيبه أذى"
شعرت بيده تمسح على شعرها بحنان ربّت على قلبها لتبكي أكثر وهي ترفع يدها إلى صدره وتمسك بثوبه كطفلة صغيرة
_"ذلك الرجل .. قال .. قال أنّه غادر السجن و .. وأطلقوا عليه الرصاص .. لقد .. قتلوه .. لا .. ربما لم يفعلوا"
شعرت بتشنج جدها لتردد بتوسل
_"قل أنّهم لم يفعلوا جدي .. قل أنّه لم يغادر سجنه وأنّه لا زال بخير"
تنهد بحرارة وضمها إليه برفق وهو يقول
_"لا تبكي صغيرتي .. إنّه بخير .. أنا متأكد"
رفعت رأسها تنظر في وجهه وهي تسأله بأمل ورجاء
_"هل أنت واثق جدي؟ .. هو بخير، صحيح؟"

هز رأسه قائلاً بحنان
_"(أحمد اليزيدي) بخير صغيرتي .. لقد حاولوا التخلص منه بالفعل لكن لم ينجحوا بفضل الله وهو قد غادر سجنه بالفعل"
ارتفع حاجباها وهي تهمس
_"غادر السجن؟ .. كيف؟ .. ألم يكن .."
قاطعها قائلاً
_"لقد صدر بحقه عفو وغادر السجن قبل فترة قصيرة .. وهو الآن حر"
رددت وقلبها منقبض

_"غادر منذ فترة ولم يحاول رؤيتنا مرة واحدة"
ابتسم وهو يرفع أحد حاجبيه قائلاً
_"حقاً يا (سؤدد)؟ .. أنتِ بالذات تسألين هذا السؤال؟"
خفضت عينيها بارتباك بينما تابع

_"كما أنّه كان مصاباً بشدة وبقى بالمشفى حتى تجاوز الخطر وبعدها احتاج للاختفاء في مكان آمن حتى يكتمل شفاؤه"
تنفست بقوة وهي تتخيل وضع والدها وجدها يكمل
_"(عماد) هو من تولى رعايته وحمايته ممن أرادوا قتله"
ابتعدت عنه وهي تهتف
_"(عماد) .. مستحيل"
هز رأسه
_"لا صغيرتي .. قلت لكِ أنّ (عماد) عرف الحقيقة كلها وهو الآن يقف في صف والدكِ"
_"مستحيل .. لا أصدق"
هتفت بإصرار ليتنهد بقوة

_"لا تصدقي (سؤدد) لكن هذا لن يغير من حقيقة الأمر .. (عماد) ترك صف والدته ويقوم الآن بحماية والدكِ ومساعدته بكل ما يملك .. لن يغير من حقيقة أنّ (عماد) صادق في محاولة تصحيح كل أخطائه والتكفير عنها ويرغب في فرصة جديدة"
هزت رأسها وهي تنهض من جواره

_"فرصة؟ .. وبماذا ستفيد الفرصة جدي؟ .. هل ستغير شيئاً من الماضي؟ .. هل ستعيد لعائلة (رضوان) كل ما خسروه بسببه؟ .. هل ستبرر له ما فعله معي لكي .."
توقفت كلماتها وهي تعض شفتها بقوة .. لا .. هي من كانت عمياء .. هي من سمحت له بالتغلغل إلى قلبها من جديد .. قلبها الذي كان مبصراً ورآه .. شعر به من جديد حين عاد رغم أنّها هي كانت عمياء عن رؤيته .. قلبها رآه وعاد لينجذب إليه مرغماً .. تباً .. كيف بعد كل ما حدث لا زالت تشعر نحوه هكذا ولا زال قلبها الأحمق يبحث عن مبررات له .. انتبهت على صوت جدها يقول
_"كل بني آدم خطآء يا (سؤدد) .. من نحن لنحكم بأنّ شخصاً لا يستحق التوبة والله قد فتح بابها لكل مخطيء وهو يغفر لعباده .. من نكون نحن لنمنع شخصاً من التوبة يا بنيتي؟"
ارتجفت شفتاها وهي تطرق بألم وهمست
_"هذا يعني أنّه لو عاد ذلك الحقير الذي دمر حياتي وطلب التوبة سيغفر له .. لن ينال عقاب ما فعله بي .. هل تلومني لو قلت أنني لا أستطيع الغفران لمن دمروني وحطموا كل أسرتي جدي"
نظر لها بألم مماثل وردد

_"لا أقول لكِ أن تغفري لهم حبيبتي .. فقط أطلب منكِ أن تفتحي عينيكِ وقلبكِ ولا تساوي بين (عماد) وبين أولئك الوحوش الذين ارتكبوا تلك الجريمة في حقكِ .. أطلب منكِ أن تحكمي بالعدل فقط صغيرتي ولا تسمحي لظلام الماضي والكراهية والنقمة داخلكِ أن تمنعكِ من رؤية صدق (عماد) ورغبته الصادقة في التوبة .. (عماد) مختلف عنهم وأنتِ تعرفين هذا جيداً بأعماقكِ .. هو مختلفٌ عن أخيه الذي لم يتوان عن تجاوز كل الحدود وانحدر به الحال لاستغلال الفتيات البريئات لتحقيق انتقامه .. آذى (رهف) مسبقاً وحاول فعل المثل بـ(راندا)"
تجمد قلبها وشلال من الثلج سقط على روحها وهي تهمس
_"هل .. هل كان (سامر) من .."
هز رأسه مجيباً
_"لقد كان الله رحيماً بالصغيرة ونجت منه لكن ذلك الحادث وقع لها والصدمة كانت شديدة على قلب (فاروق) المريض ولم يحتمل .. أنا لا أستثني (عماد) من اللوم في كونه حارب (فاروق) حتى كادت شركته تفلس وأضعفه لكن ما قتل (فاروق) حقاً كان مُصاب (رهف) .. لذا (سامر) من يحمل إثم موت (فاروق) رحمه الله"

سالت دموعها وهي تردد
_"لكن (عماد) شارك في الإثم جدي .. لقد آذى الشخص الذي خاطر بحياته قديماً وأنقذني"
ردد اسمها بأسى لتهمس

_"أنا أذكر .. رغم تشوش تلك الصور بذكرياتي لكنني أتذكر .. كان مع أبي .. أنقذ أبي من الموت حين حاصروه وهو يحاول الهرب بي من هناك .. وأبي سلّمني له وأمره بالهرب من المكان قبل أن ينهار .. هو أخذني لبيته واعتنى بي هو وزوجته .. لم أكن بوعي لكن تلك الصور بقيت داخلي وعندما توقفت عن الخوف من ذكرياتي ومحاربتها حتى لا أنهار .. تذكرت .. تذكرت ما فعله هو .. ما فعله أبي .. ما ضحى به لحمايتي وأنا .. أنا فقط .. لمته على ما أصابني .. لمته على كونه سبباً أوصلني لهناك وجعل أولئك القتلة يرغبون بإيذائي في المقام الأول .. كنت محقاً حين قلت أنني تركت ألمي ومرارتي تعميني عن رؤية الوجه الباقي من الحقيقة"
رفع كفه يمسح على وجهها بحنان وهو يقول
_"لا تلومي نفسكِ صغيرتي .. لقد كان الأمر شديداً عليكِ ولولا حالتكِ بعد الحادث ونصيحة الطبيب بعدم ذكر الأمر أمامكِ لكنت واجهتكِ بما عرفت عن والدكِ .. والدكِ لم يخدعنا .. لم يخدع والدتكِ ولم يمثل شخصيته المثالية تلك .. كان هو .. نفس الشخص الذي رباكِ على القيم والمثل .. هو لم يكذب .. الجانب الآخر من حياته كان مجبراً عليه وحارب ليتخلص منه ويبدأ حياة نظيفة كما أراد دائماً ولهذا انتقموا منه وآذوه فيكِ"
نظرت له بوجع وهمست
_"لقد ظلمته كثيراً يا جدي .. لقد قسوت عليه .. هل تظنه يسامحني يوماً؟"
مسح على خدها
_"هو لم يلمكِ لحظة (سؤدد) بل كل لحظة كان هو من يتمنى لو أنّكِ تسامحيه .. لم تمر لحظة لم يشتق لكِ فيها ولوالدتكِ و(سيف) .. كان يعاقب نفسه طيلة السنوات الماضية بحرمانه من رؤيتكم وحتى الآن هو يخشى أن يظهر أمامكم ويصر على حرمان نفسه منكم .. يخاف من رؤيتكم ويخشى رد فعلكِ أنتِ بالذات"
ارتفع حاجباها وهي تنظر له من بين دموعها وتحشرج صوتها وهي تهمس
_"هل .. هل قابلته جدي؟"
ابتسم بحنان وهو يهز رأسه وقال
_"أجل صغيرتي .. زرته بضع مرات بعد خروجه من المشفى بعدما أخبرني (عماد) بنجاته من الحادث"
غامت عيناها مع ذكر (عماد) وعاد قلبها لينقبض بتشتت بين رغبتها في الاستماع لنصيحة جدها وبين ألمها وشعورها بالخذلان والخيانة منه .. قاومت مشاعرها وقالت
_"كـ .. كيف هو؟"
_"رأيته أمس أيضاً وهو بخير صغيرتي .. بخير ولا يتوقف عن السؤال عنكم والاشتياق لكم"
ابتلعت لعابها بصعوبة وقلبها ينتفض اشتياقاً له لكن .. كيف تخطو تلك المسافة الشائكة بينهما وتمسح تلك السنوات التي فرقتهما .. كل مشاعرها وكلماتها القاسية .. كيف يمكنها أن تواجهه بعد كل هذا؟ .. سمعت جدها يردد بحنان وهو يضم وجهها ويقربها ليقبل جبينها
_"لا تفكري في أي شيء الآن حبيبتي .. يمكنكِ أن تختلي بنفسكِ لبعض الوقت حتى تهدأي وبعدها فكري بهدوء وأنا واثق أنّكِ ستصلين لبر الأمان وتعرفين القرار الصحيح الذي يجب أن تتخذيه بحق والدكِ وبحق (عماد) أيضاً .. وتذكري صغيرتي .. افتحي قلبكِ وبصيرتكِ وضعي نفسكِ مكانهما قبل أن تحكمي عليهما"
هزت رأسها ومسحت دموعها بأصابع مرتجفة وهي تعده أن تفعل .. نسمة باردة هبّت على الشرفة لتثير داخلها قشعريرة وتفيقها من ذكرياتها التي عادت منها سريعاً وتطلعت للشمس التي بدأت تشرق في الأفق .. لقد وعدت جدها ببعض الخلوة مع نفسها حتى تهدأ نفسيتها لكن ما الذي فعلته سوى اجترار ذكرياتها مع (عماد) وآلام صدمتها للمرة الثانية فيه .. تلك الصدمة كانت أبشع من وقع صدمة طفولتها بتخليه عنها .. كيف تسامحه؟ .. ضغطت على قلبها بقوة وهي تهمس بألم
_"ما الذي فعلته بي يا (عماد)؟ .. لقد أفسدت قلبي عليّ .. كنت تعرف هذا وعدت وأنت تعتمد عليه ليساعدك في الوصول إليّ"
أغمضت عينيها لترتسم صورته يبتسم بعبث وتحد يخبرها أنّها في النهاية ستستسلم لإغواء قلبها وتمنحه كل شيء .. حبها وغفرانها وكل شيء.
************************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:18 AM   #893

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيّ (همسة) امتزجت بحزنها وهي تنحني لتشم الورود المزروعة في الحديقة وأغمضت عينيها وهي تسمح لعبيرها الناعم بالتغلغل إلى صدرها علّه يمسح قليلاً من آلام قلبها المسكين قبل أن تفتح عينيها تتأمل الورود للحظات لتميل عليها هامسة بكل ما يعتمل بقلبها .. تقص عليها حكايتها واشتياقها لحبيبها الذي أقصته عنها وأمرته ألا يعود مرة أخرى .. همست بحزن
_"هذا من أجله .. لا أريده أن يتأذى أبداً .. لا أعرف متى أحببته بهذا الجنون .. أشعر أنني أحببته منذ أول لحظة لي في هذه الحياة"
وابتسمت بأسى ومرارة
_"هذا جنون، صحيح؟ .. لكن هذا ما أشعره .. أشعر أنّه لم يمر عليّ يوم واحد لم يكن فيه معي .. لم يمر يوم لم أحبه فيه .. هل كنت قاسية معه؟ .. هل فعلت الصواب؟"
تنهدت بحرارة وهي تهمس

_"أجل .. فعلت الصواب ولم يكن هناك حل آخر .. يبدو أنّه قد كُتب علينا في النهاية أن نعيش قصة حبٍ مستحيلة أنا وهو"
صمتت للحظات وغامت عيناها وهي تتذكر كل كلامها له ثم نظرت للورود وهمست بألم
_"هل تعتقدن أنّه سينساني يوماً؟ .. هل سيتجاوزني وينسى حبي المستحيل؟ .. هل سيجد امرأة أخرى .. امرأة حقيقية ناضجة تنسيه (همسة) الصغيرة التي عشقته بمشاعر امرأة وهي بعد مراهقة صغيرة؟"
تشوشت رؤيتها بالدموع مع الغيرة التي اعتصرت قلبها وهي تتخيله مع امرأة أخرى غيرها
_"لا .. أنا لا أريد .. لا أريده أن يرى امرأة أخرى .. لا أريده أن يكون لامرأة غيري"
هسمة صغيرة ترددت بعقلها تخبرها أنّها أنانية فهمست بوجع

_"أجل أنا أنانية .. أنانية ولن أحتمل وجود أخرى في حياته حتى لو لم نكن معاً .. لن أحتمل حقيقة أنّه قد ينساني يوماً ما"
أغمضت عينيها تتنفس بقوة .. لا .. لا يجب أن تفكر هكذا .. هي فقط .. تريده سعيداً .. ما دامت لا تستطيع أن تكون معه فهي تريده أن يكون سعيداً بأي طريقة حتى لو كان على حساب قلبها .. يكفي أن تعرف أنّه بخير وسعيد و .. تحشرج صوتها وهي تهمس بكلماتها للورود قبل أن ينتفض جسدها بخفوت وهي تسمع (راندا) تقول
_"لوهلة تخيلت أنّ (رهف) قد عادت وتتحدث مع ورودها"
اعتدلت تمسح عينيها بسرعة والتفتت نحو (راندا) التي اقتربت منها بهدوء وهي تبتسم برقة قائلة وهي تشير للورود

_"كانت عادةً لديها أن تختلي بورودها وتهمس لها بكل مشاعرها"
مالت عينا (همسة) بأسى وهي تنظر للورود بينما ابتسمت (راندا) بحنان وهي تواصل
_"أرى أنّكما ورثتما الكثير من الصفات المتشابهة"
وصمتت لحظة وهي تنظر لأثر الدموع الذي لم تنجح في إخفائه تماماً وقالت بأسى
_"حتى في مشاعركما وقصة حبكما"
ارتجف جسدها وهي ترفع عينيها لها بوجل لتربّت على كتفها برفق
_"لقد رأيت ذلك الرجل .. (فهد) هو اسمه، صحيح؟"
اهتز قلبها مع ذكر اسمه بينما (راندا) تتابع
_"لقد رأيت مشاعره نحوكِ ورأيته في مواجهة (عاصي) ورأيت كم يتشابهان .. يمكنني أن أخمن أن ذلك الرجل قد عذب قلبكِ قليلاً قبل أن يعترف بمشاعره وينفجر بكل هذا التملك الذي رأيته يوم أتى لرؤيتكِ"
عادت الدموع تتسلل لعينيها وهي تبتسم بحزن .. لقد عذبها كثيراً بالفعل، لكنّه كان عذاباً حلواً وهي تحارب لتحطم حصونه وتصل لقلبه لتجبره على الاعتراف بها وبحبه لها .. تنهدت بقوة وهمست بمرارة
_"وما الفائدة؟ .. لقد انتهى كل شيء .. لقد انتهت قصة حبي ولم تكد تبدأ حتى .. لا أعتقد أنّ قصتي تتشابه مع قصة (رهف) في شيء ولو فعلت فلا أعتقد أنّ قصتها تنتهي لمثل نهايتي .. (عاصي) يحبها كثيراً ويبدو أنّها كذلك ولا شيء يعوق اكتمال حبهما .. على الأقل ليس مثلي أنا و(فهد) .. بيننا حاجز مستحيل"
صمتت (راندا) لبرهة ثم هزت رأسها وقالت برفق
_"ربما تكونين محقة .. لكن .. (رهف) تعذبت كثيراً حتى يعترف (عاصي) بحبها وحين فعل كان الوقت قد تأخر كثيراً وها هو يحاول بكل طريقة أن يستعيد حبها ويجعلها تغفر له .. هو يخشى أن يكون الأوان قد فات وترفض العودة إليه .. صراحةً أنا أيضاً صرت أشك في نهاية قصتهما .. (رهف) تصر على الانتقام لنفسها من (عاصي) وربما يصل العناد بها لتحطيم قلبيهما معاً في سبيل جعله يشعر بالندم أكثر"
نظرت لها بحيرة قبل أن تردد

_"هل أخطأ في حقها كثيراً لهذه الدرجة؟"
هزت رأسها تجيبها
_"كثيراً جداً .. أحياناً أتساءل لو كنت مكانها لربما كنت حطمت رأسه من البداية .. (عاصي) كان أحمقاً وحارب مشاعره نحوها طويلاً واستمر في إقناع نفسه أنّها أخته الصغيرة لا أكثر حتى استيقظ ذات يوم مصفوعاً بصدمة خسارتها"
تماماً كما فعل (فهد) .. حارب مشاعره نحوها كثيراً بحجة كونها أخته الصغيرة .. أضاعا الكثير من الوقت حتى فرقهما القدر للأبد بحاجز لا يمكن أن يتحطم .. فتحت فمها لتنطق بسؤالٍ ما حين وقعت عيناها على أحد الحراس وهو يتحرك نحو مدخل الفيلا وهو يحمل حقيبتيّ سفر وقطبت حاجبيها وهي تنظر لإحدى الحقيبتين وخفق قلبها بقوة وهي تتعرف عليها .. إنّها حقيبة سفرها الخاصة .. حقيبتها التي تركتها خلفها حين هربت مع باقي متعلقاتها الشخصية .. انتبهت (راندا) لنظراتها فتبعتها بعينيها باستفهام بينما أسرعت هي نحو الحارس تنادي عليه ليقف .. تبعتها (راندا) لتسمعها تسأله بلهفة وعيناها معلقتان بالحقيبتين
_"هذه الحقيبة؟"
أجابها مشيراً للخارج
_"لقد تركها ذلك السيد وطلب منا إيصالها لكِ آنستي"
همست بارتجاف

_"أي سيد؟"
_"ذلك السيد الذي أتى لرؤيتكِ قبل أيام آنستي والسيد (عاصي) قام بـ "

توقف عن الكلام بينما اتسعت عيناها وتهدجت أنفاسها وهي تنظر في اتجاه البوابة .. (فهد) هنا .. أتى؟ .. هل هو في الخارج؟ .. التفتت لتسأل الرجل حين رأته يرفع ظرفاً بيده وهو يقول
_"لقد ترك لكِ هذا آنستي وقال .."
لم تنتظر ليكمل جملته وهي تنتزع الظرف من يده وسارعت تفتحه وهي تبتعد قليلاً عنه هو و(راندا) التي قطبت وهي تنظر لها بقلق قبل أن تشير للرجل أن يدخل الحقيبتين ويطلب من (منال) وضعها في غرفة (همسة) التي كانت تفض الظرف بلهفة وتفتح الورقة لتتعلق عيناها الدامعتان بخطه الأنيق ودارتا بحنان تعانقان كل حرف من كلماته قبل أن تقطب وهي تصطدم بتلك الكلمات التي جعلتها تعيد قراءة الخطاب بتركيز وقلب واجف لتختنق أنفاسها مع كل كلمة لتهتف اسمه مع نهاية الخطاب واشتدت قبضتها عليه وهي تندفع بلهفة نحو بوابة الفيلا وهي تهتف
_"(فهد) .. لا .. لا يمكنه .. لا"
هتفت (راندا) خلفها
_"(همسة) .. توقفي (همسة) أين تذهبين؟"
لم تتوقف لحظة وهي تقطع المسافة التي تفصلها عن الخارج بجسد مرتجف ورؤية شوشتها الدموع بينما تهمس رفضاً

_"لا .. لا يمكنك أن تفعل هذا (فهد) .. لن أسمح لك"
شعرت أنّ الصحراء تفصل بينهما وهي تحاول اللحاق به .. هل غادر؟ .. هل ذهب دون أن يودعها على الأقل؟ .. وصلت للبوابة ليمنعها الحراس من الخروج فهتفت فيهم
_"ابتعدوا عن طريقي .. أريد الخروج"
ردد أحدهم باعتذار
_"آنستي .. السيد (عاصي) أمرنا أن .."
هتفت بحدة والخوف يأكل قلبها دون رحمة .. لا .. يجب أن تراه قبل أن يرحل .. يجب أن تمنعه
_"قلت دعوني أمر"
_"(همسة) توقفي .. ماذا تفعلين؟"
هتفت (راندا) التي لحقت بها في الحال لتلتفت إليها قائلة بتوسل وهي تمسك كفيها

_"أرجوكِ ساعديني .. أريد أن أراه لآخر مرة .. يجب أن أمنعه .. يجب أن .."
تهدجت أنفاسها واختفت كلماتها مع شهقتها الباكية بينما نظرت لها (راندا) بأسى وهمست
_"لكن يا (همسة) .. لا يمكنني أن .."
_"أرجوكِ .. أريد أن أراه ولو من بعيد .. على الأقل دعيني أرى إن كان ذهب بعيداً"

نظرت لها بعجز قبل أن تشير للرجال فهتف قائدهم
_"سيدتي لا يمكننا أن .."
قاطعته بحزم رقيق
_"سأكون معها .. لن نذهب بعيداً"
_"لكن سيدة (راندا)"
قالت وهي ترى لهفة (همسة) وعينيها المعلقتين بالخارج بلوعة
_"فليرافقنا بعضكم حتى الخارج .. لن نبتعد عن نطاق الفيلا"
زفر بقلة حيلة وهو يشير لرفاقه بالابتعاد وأعطى الأوامر لاثنين بمرافقتهما لتندفع (همسة) في الحال لتعبر البوابة وقلبها يرتجف بقوة ودارت بعينيها في الشارع لتتوقف أنفاسها وهي تكتشف خلوه .. لا سيارته موجودة ولا هو كان بالقرب .. سالت دموعها وارتجفت شفتاها بشدة وهي تهمس
_"لماذا (فهد)؟ .. لماذا حبيبي؟"
انتفضت على لمسة (راندا) لكتفها

_"يبدو أنّه قد ذهب يا (همسة)"
نظرت حولها بلهفة وهي تردد برفض
_"لماذا فعل هذا بي؟ .. لماذا يعذبني هكذا؟ .. لقد رحل دون أن يودعني"
_"(همسة) .. ألم تطلبي منه المرة السابقة ألا يـ .."

قاطعتها هاتفة بحرقة
_"لم يكن أمامي خيار .. لكن أن يأتي ليخبرني أنّه سوف .."
توقفت عن الكلام ويدها تنقبض على الخطاب بقوة واهتز جسدها بارتجافة عنيفة وكوابيسها السابقة بشأن تعرضه للخطر تعود حية لعقلها .. أحاطت (راندا) كتفيها بذراعها وقالت بحنان
_"تعالي حبيبتي .. لا فائدة من وقوفنا هنا .. هيا لندخل"
تحركت معها بخطوات ميتة ويدها تنقبض أكثر على الخطاب وكلماته تتردد داخلها دون رحمة .. رفعت رأسها مرة أخيرة وحين أوشكت أن تشيح وجهها لمحته بعيداً .. خفق قلبها بعنف وهي ترى شبحه المختبيء خلف جذع شجرة بعيدة عن الفيلا .. تردد اسمه على شفتيها كصلاة مرتجفة وتحركت قدماها دون إرادة لتندفع في اتجاهه غافلة عن صوت (راندا) وخطوات الحرس التي لحقتها .. خشيت أن يكون سراباً حين تصله .. كانت تهمس برجاء أن يكون حقيقة .. وكانها .. رأته يخرج من مكانه وعيناه تحملان كل مشاعره وآلامه ولمحت شفتاه تهمسان اسمها .. توقف مكانه لتندفع هي نحوه بكل قوتها .. لم يقاوم مشاعره وفتح ذراعيه ليستقبلها بينهما ليشعر بها مرة أخيرة .. مرة واحدة وسيرضى بأي كلمة يقررها القدر بعد ذلك .. لم تمنحه أمنيته الأخيرة وهي تتوقف قبل خطوة واحدة من قلبه المشتاق لها وقبل أن ينطق بكلمة هتفت وهي تضرب صدره بكفها
_"كيف تجرؤ؟ .. كيف تفعل هذا بي؟"
همس اسمها بألم لترفع وجهها تنظر له من بين دموعها وعادت تضرب صدره بقبضتها الممسكة بالخطاب
_"كيف تأتي وترمي لي بخطابك الأحمق هذا ثم ترحل هكذا ببساطة؟ .. كيف تعذبني بهذه القسوة؟"
أمسك ذراعيها يشدها إليه وهو يهتف اسمها لتصرخ بانهيار ودموعها تغرق عينيها
_"هل تراني سعيدة للغاية بابتعادك لتأتي الآن وتخبرني بقرارك الأحمق؟"
_"(همسة) حبيبتي .. اسمعيني فقط"
انتزعت نفسها من بين ذراعيه وهي تهتف ملوحة بالخطاب

_"من طلب منك أي تعويض؟ .. من طلب منك أن تلقي بنفسك في الخطر؟ .. لقد تركتك تبتعد لأحميك .. لأنني لا أريد رؤيتك تتأذى، وتأتي الآن لتقول أنّك ستذهب لتصحح أخطاءك في حق عائلتي بأي طريقة؟ .. لتعوضني؟"
مالت نظراته بألم لتضرب صدره بقبضتيها مرة أخرى وهي تصرخ بحرقة
_"تأتي لتطلب مني أنّ أغفر لك لو فشلت في سعيك ولم تُكتب لك العودة؟ بل وتذهب حتى دون أن أراك أيها الأحمق .. هل أردت قتلي بهذه الطريقة؟ .. ألم تجد طريقة أفضل لتعذبني بها؟ .. هل تنقم عليّ لهذه الدرجة؟ .. هل تكرهني لدرجة أن .."
كتم جملتها وهو يشدها ليدفن رأسها في صدره هاتفاً
_"سامحيني .. لم أقصد جرحكِ حبيبتي .. لم أستطع السفر دون توديعكِ ولو برسالة حمقاء .. لم أستطع التحرك من هنا انتظاراً لألمح خيالكِ قبل أن أذهب بعيداً .. سامحيني لأنني لا أملك خياراً آخراً سوى هذا"
بكت وهي تقاومه دون أن تتوقف لكماتها لصدره وهي تهمس
_"أنا أكرهك .. أكرهك يا (فهد) .. كيف تقسو عليّ هكذا؟ .. أنت تقتلني"
ضمها إليه وعيناه تدمعان بينما يردد بخفوت
_"سامحيني يا عمري .. أنا يائس .. أبحث عن أي حل يكسر الحاجز بيننا لنجتمع في النهاية"
توقفت مقاومتها له ورفعت وجهها تنظر له ليمسح دموعها بحب
_"لا أستطيع تقبل فراقنا للأبد (همسة) .. لا أستطيع أن أتوقف عن الحرب حتى آخر أنفاسي من أجلكِ .. على الأقل سأتسامح مع نفسي عندما أبذل كل ما أملك لأصل إليكِ .. لكن لا تطلبي مني التخلي عن أي أمل يمكن أن يساعدني في الاقتراب منكِ ولو خطوة"
ارتجفت شفتاها باسمه وتشبثت كفاها بقميصه وهي تهمس بتوسل
_"لا تفعل .. أنا لا أريد .. لا أريد أي تعويض .. لا أريد أن تعرض حياتك للخطر لأي سبب .. أنا لا أعرف ماذا تنوي أن تفعل وتقول أنّك قد لا تعود بسببه .. أياً كان ما تنويه لا تذهب .. أنا راضية .. أنا أسامحك (فهد) .. حتى إن لم تتقبلك عائلتي ولم يكتب لنا القدر أن نكون معاً أنا راضية .. سأنتظرك حتى آخر عمري .. سأكتفي فقط بمعرفة أنّك بخير في هذا العالم ولو كنت بعيداً عني .. يمكنني احتمال كل شيء إلا أن تعرض حياتك للخطر لأي سبب يا (فهد)"
رفع كفيه يحتضن وجهها ومال يطبع قبلة طويلة على جبينها وهمس
_"لن أستطيع الحياة مع ذنوبي (همس) .. لا أستطيع التسامح مع نفسي حبيبتي .. أنا أتعذب .. أتعذب كثيراً من فراقكِ ومن وجع الضمير .. لا أملك خياراً آخراً"
نظرت له بعينين متسعتين بالألم وهزت رأسها رفضاً ليميل مسنداً جبينه لجبينها
_"سامحيني حبيبتي .. لا يمكنني أن أسافر دون أن تسامحيني"
دفعته في صدره وهي تهتف باكية

_"إذن لا أسامحك أبداً"
_"(همسة)"
همس بألم لتهتف فيه بحرقة
_"لا أسامحك يا (فهد) .. لو ذهبت وخاطرت بحياتك لا أسامحك أبداً"
سقطت يداه إلى جانبه وهو ينظر لها بوجع نخر بقلبها وتراجع للخلف بضع خطوات لتتسع عيناها أكثر بينما يردد
_"إذن لم يعد هناك داع لوجودي هنا حبيبتي .. سأذهب وسأدعو الله أن ترافقني دعوات قلبكِ حتى النهاية"
تسارعت أنفاسها وهي تنظر له بذهول قبل أن تندفع لتقطع الخطوات التي ابتعدها وتتعلق به في لوعة وتبكي
_"لا تذهب .. أتوسل إليك لا تفعل هذا بي .. لا تقتلني .. سأموت كل لحظة وأنا أفكر أنّك في خطر .. ابق يا (فهد) .. أنا .. أنا تحدثت مع (عاصي) .. هو .. لقد وعدني أنّه لن يتعرض لكما بأي أذى .. بالله عليك لا تقتلني .. لا .. لا تفعل هذا بي"
نظر لها بعينيه الدامعتين وهو يلوم نفسه على أنانيته واستسلامه لرغبته بتوديعها وإخبارها بحبه مرة أخيرة قبل أن يرحل وهو لا يعرف إن كان سيكتب له النجاة أم لا .. هي محقة .. كيف كان سيرحل ويتركها تتعذب بعد ما قاله .. كم أنت أحمق يا (فهد) .. قاوم أفكاره وضمها بين ذراعيه ومال بجسده ليصل إلى طولها وأسند رأسه إلى رأسها وهو يردد
_"حسناً حبيبتي .. كما تشائين"
شعر بأنفاسها تتوقف لحظة قبل أن تبتعد تنظر في عينيه وتسأله بلهفة
_"لن تذهب؟"
ابتسم وهو يزيح خصلاتها التي التصقت بوجهها للخلف وهو يهز رأسه لتمسك كفه قائلة برجاء
_"عدني إذن"
احتضن وجهها ومال يقبل جبينها مرة أخرى وهو يهمس
_"أعدكِ حبيبتي"
وأغمض عينيه يكمل وعده المبتور داخله .. أعدكِ أن أفعل المستحيل لأعود بسلام من أجلكِ .. سمعها تهمس اسمه بخوف وكأنها لا تصدق .. كأنها سمعت بقية كلماته التي أقسمها في روحه .. ابتعد ينظر لوجهها يعانق ملامحها مرة أخيرة يتشبع منها وهمس
_"كوني بخير حبيبتي وتذكري أنني معكِ دائماً"
أومأت وهي تتطلع إليه باكية ليرفع عينيه وينظر نحو (راندا) التي وقفت بالقرب تنظر لهما بأسى بعد أن أوقفت الحراس خلفها ومنعتهما من الاقتراب لإبعاده عن (همسة) كما تقضي أوامر شقيقها .. ابتسم باعتذار وابتعد عن (همسة) ليقترب منها ليحني رأسه قائلاً بخفوت
_"أنا آسف"

نظرت له بدهشة وقد فاجأها باعتذاره
_"آسف عن كل شيء تعرضتِ له بسبب أسرتنا .. آسف لأجل عائلتيكِ .. ربما فات الأوان على طلب السماح لكن .."
صمت لحظة يتنفس بقوة ثم تابع
_"لكن .. لو كان هناك فرصة .. أمل ضئيل لأمسح كل ما حدث لفعلت"
ونظر خلفه لـ(همسة) التي نظرت له بألم ينبض بقلبه وعاد يلتفت لـ(راندا) متابعاً برجاء
_"أرجوكِ .. اعتني بها .. أنا أتركها أمانة لديكِ .. لديكم جميعاً"
نظرت (راندا) لعينيه الدامعتين وخفق قلبها بوجع لأجله وهزت رأسها بوعد صامت ليبتسم بامتنان وتحرك عائداً لـ(همسة) ورفع كفها يقبل راحتها بعمق وهمس
_"كوني بخير دائماً"
همست
_"كن بخير لأجلي دائماً (فهد) ولا تنس وعدك"
ابتسم بأسى أخفاه سريعاً وتحرك بخطوات سريعة ليغادر المكان تتبعه عيناها اللتان حاولت بصعوبة منع الدموع من غزوهما أكثر حتى لا تشوه صورته .. شهقت بالبكاء مع اختفاء جسده في نهاية الشارع لتقترب (راندا) وتحتضنها بحنان تحتوي شهقات بكائها وهي تردد
_"لا تبكي .. كل شيء سيكون بخير .. لقد وعدكِ"
هزت رأسها وعيناها لا زالتا معلقتين حيث اختفى وهمست باكية
_"لا .. لقد كان يكذب .. كذب عليّ وذهب .. أنا أعرف"
_"(همسة)!"

رددت وهي تضغط على قلبها
_"الأحمق .. نسى أنني أحفظه عن ظهر قلب .. أعرف أنّه سينفذ ما برأسه"
ضمتها لها وتحركت معها لتعودا للفيلا

_"لا تقلقي .. سيكون بخير"
همست بلوعة
_"لقد كذبت أنا أيضاً .. أنا أسامحه .. أنا أسامحه وقلبي سيدعو له في كل خطوة"
دمعت عينا (راندا) وهي تضمها أكثر لتواصل همسها برجاء
_"سيعود لي .. سيكون بخير وسيعود لي .. سيفعل المستحيل ويعود لي بسلام .. لقد وعدني"
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:21 AM   #894

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادر (آدم) دورة المياه وهو يجفف شعره بمنشفة بينما يهتف
_"(سديم) حبيبتي .. ألن تستيقظي؟ .. لقد أشرقت الشمس منذ .."
قطع جملته وقطب حاجبيه وهو ينظر للسرير الفارغ ونظر حوله بحثاً عنها قبل أن ينتبه للشرفة المفتوحة فتحرك في اتجاهها وهو يلقي بالمنشفة على أقرب مقعد وناداها بتساؤل .. توقف عند باب الشرفة وابتسم وهو يراها واقفة في الخارج وتحرك ليقترب منها حين سمعها تتنهد قائلة
_"حسناً (بيير) .. سأحاول القدوم بأقرب وقت لا تقلق .. لا .. ماذا؟ .. ولماذا سيعترض (آدم)؟ .. لا لن يفعل"
قطب والغيرة تشتعل بقلبه وهو يلقي نظرة على الساعة المعلقة بداخل الغرفة وكز على أسنانه هامساً داخله بغل .. ذلك الوغد يتصل بها في هذا الصباح الباكر .. تنفس بقوة وهو يسمع صوتها الناعم .. لابد أنّه أيقظها من النوم باتصاله .. اشتعلت دماؤه أكثر وهو يتذكر كيف يكون صوتها الناعس وهي تستيقظ لتوها من النوم .. هل سمع بحتها الناعمة المغوية؟ .. تباً تباً ما الذي يفكر فيه؟ .. تنفس بقوة وهو ينتبه لها تضحك برقة أشعلت غيرته أكثر وسمعها تقول
_"حسناً عزيزي .. لن أتأخر أعدك .. حسناً .. نعم؟"
لمح ثغرها يتسع بابتسامة رقيقة وقبل أن يخمن ماذا يخبرها سمعها تهمس برقة
_"وأنا أيضاً اشتقت لك كثيراً عزيزي .. أراك قريباً"
استند بكتفه لباب الشرفة وعيناه لا تفارقان جسدها الذي التف بعد برهة لتواجهه .. تراجعت للخلف خطوة بإجفال وهمست بارتباك وهي ترى عينيه قاتمتين
_"(آدم) .. هل انتهيت من استحمامك؟"
ازدادت تقطيبته وهو يتأملها بنظرات محطمة للأعصاب فابتسمت بتوتر وهي تتحرك للداخل
_"سأذهب أنا أيضاً لكي .."
أوقفها ممسكاً بمرفقها فالتفتت له بتساؤل مرتبك ليديرها إليه قائلاً وهو ينظر لهاتفها
_"لماذا اتصل بكِ؟"
ارتفع حاجباها قبل أن تقطبهما قائلة
_"ما الأمر (آدم)؟ .. (بيير) اتصل ليخبرني بأمر هام .. هل هناك مشكلة؟"
قطب قائلاً

_"ألا ترين أي مشكلة في اتصاله بكِ؟ .. وأي أمر هام هذا يتطلب اتصاله في الصباح الباكر؟"
هتفت وهي تنتزع ذراعها من قبضته
_"مهلاً .. هل أسمع نبرة اتهام في صوتك الآن؟"
ألقت بجملتها ورمقته بحدة واندفعت للداخل بخطوات غاضبة فزفر بحنق وقال وهو يتبعها للداخل
_"(سديم) .. لا تغيري الموضوع وأخبريني في الحال ماذا كان يريد منكِ ذلك الـ .."
قاطعته قبل أن يشتمه وهي تقول بينما تلتقط ثيابها من الدولاب بحدة
_"ولو أخبرتك أنّه ليس من شأنك أن تعرف هل سترضيك هذه الإجابة"
ضغط على فكه وهو ينظر لها بغضب وغيرة مكبوتة واقترب ليلتقط ثيابها ويلقيها نحو الأريكة بقوة
_"لا .. لا ترضيني .. لأنّ هذا من صميم شأني اللعين"
تنفست بقوة وهي تنتزع ذراعها منه مرة أخرى
_"لا يا (آدم) .. ليس من شأنك ولن أخبرك حتى تتوقف عن الشك بي طيلة الوقت"
ارتفع حاجباه بصدمة وتراجع للخلف هاتفاً

_"أنا لا أشك بكِ أبداً (سديم)"
التفتت إليه هاتفة والدموع تتسلل لعينيها
_"بل تفعل .. أنت لن تتوقف عن الشك بي (آدم) .. في كل مرة سأتحدث فيها مع رجل .. في كل مرة سيقترب فيها رجل مني ستشك بي وتستعيد تلك الذكريات اللعينة .. مهما فعلت لن يتغير شيء وستظل تـ"
اندفع ليمسك بكتفيها وهزها هاتفاً
_"تباً (سديم) توقفي .. أنا لا أشك بكِ .. افهمي هذا مرة وضعيه حلقة في أذنيكِ .. أنا فقط أغار .. أغار بجنون فلا تلوميني .. لا أستطيع التعامل مع فكرة أنّ ذلك الرجل كان أقرب إليكِ مني يوماً .. لا أستطيع تقبل وجوده في حياتكِ وأنّه لا زال على اتصال معكِ"
نظرت له من بين دموعها ورددت
_"وسيظل جزءاً من حياتي (آدم) .. (بيير) لديه مكانة أخي (هشام) تماماً وكان لسنوات طويلة جزءاً من حياتي لا تطلب مني طرده ببساطة لأنّ الأمر لا يعجبكِ"
تنفس بحدة واشتدت قبضتاه على ذراعيها فعضت على شفتها بألم
_"لا يا (سديم) .. الأمر لا يعجبني ولا أقبل به .. لأنّكِ لستِ أخته (سديم) .. ربما تنظرين له على أنّه أخوكِ لكنّكِ لستِ كذلك بالنسبة له .. إنّه يحبكِ (سديم) .. بحق الله هو يحبكِ .. كيف تريدينني أن أتقبل وجوده بقربكِ أكثر؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست
_"هل لو طلبت منك أن تنسى (ربا) ستفعل؟"
شحب وجهه وسقطت ذراعاه عنها وهو يحدق فيها بصدمة لتكمل
_"لو أخبرتك أنني لا أحتمل وجودها في ذكرياتك وحياتك ولا أحتمل قربها منك ولو بتفكيرك فقط .. هل ستنساها لأجلي؟"
هتف ب
_"ما الذي تقولينه؟ .. كيف تساوين بين الأمرين؟ .. (رُبا) كانت .."
سالت دموعها وهي تصرخ بوجع
_"كانت زوجتك .. أم طفليك .. كانت صديقة طفولتك وصباك .. ربما كانت حبك الأول كذلك ولم تدرك هذا الأمر .. لقد عرفتها طيلة عمرك بينما أنا وأنت لم تكمل علاقتنا عاماً واحداً وما ربطنا السنوات الماضية كان هاجس انتقام لا أكثر وحتى عودتنا معاً كانت مبتورة .. هناك دائماً شيء ناقص .. شيء يفرقنا .. عدنا وكأننا لم نعد بعد"
استمع لها بذهول بينما واصلت هتافها بلوعة
_"هي كانت زوجتك لست سنوات .. منحتها جزءاً غالياً من روحك حتى دون أن تشعر بينما أنا .. أنا كنت مجرد امرأة عرفتها لفترة قصيرة وجمعك بها شيء مجنون .. سمِه حباً .. عشقاً .. سمِه نزوة .. أي شيء .. ربما حتى الآن لا زلت تحت تأثير ذلك الجنون الذي جمعنا يوماً .. ربما لولا الطريقة المؤلمة التي افترقنا بها كنت نسيتني تماماً .. أما هي ستبقى جزءاً غالياً منك للأبد .. ستبقى المرأة التي أحبتك وعوضتك عن طعنة خيانتي لك ومنحتك طفلين رائعين .. لا يمكنني أن أطلب منك انتزاعها هي وذكرياتها من داخلك .. لذا لا تطالبني بما لا تستطيعه (آدم) .. حتى لو كذبت وقلت أنّك لم تحبها كحبك لي وأنّها كانت صديقتك فقط وما كان بينكما مجرد عشرة فسأرد لك كلماتك نفسها .. هي كانت تحبك"
هتفت جملتها الأخيرة بحرقة وسالت دموعها أكثر
_"هي كانت كل شيء في حياتك وأنا كنت العشيقة السرية .. النزوة التي لم تكتمل .. المرأة التي جرحتك وطعنتك وكرهتها طيلة السنوات التي فرقتك عنها .. ربما ما بيننا ليس حباً من الأصل .. ربما كان القدر يحاول تنبيهي عندما انتزع مني طفلتنا لكي .."
كتم كلماتها بكفه التي غطت فمها بقوة وهو يهتف
_"اخرسي .. اخرسي تماماً (سديم)"
سالت دموعها على كفه وعيناها الزمرديتان تطلعتا له بوجع اخترق روحه قبل أن تزيح كفه عن فمها وتهتف
_"لماذا؟ .. هل كلامي يؤلمك؟ .. هل كذبت في أي شيء؟ .. أنا أيضاً أغار .. أغار ولا أستطيع منع غيرتي وأنا أسوأ حالاً منك .. أنا أغار من امرأة ميتة .. أغار وأنا أعيش تحت نفس السقف الذي عشت تحته معها لسنوات عمرك كلها .. تهاجمني آلاف الخيالات بشأنكما .. أقاوم حتى لا أفسد حياتنا بغيرة حمقاء وأقول لنفسي أنني الآن حاضرك .. لكن هذا لن يغير حقيقة أنّها تعيش هنا"
هتفت كلمتها وهي تضرب بيدها على قلبه ونظرت له بنظرات مذبوحة
_"ربما حتى ما كنت بحثت عني لولا أنّها قيدتك بوعدها .. ما أدراني؟ .. ربما أعدتني إليك فقط لتحقق وصيتها الأخيرة و .."

قاطعها صارخاً
_"قلت اخرسي تماماً"
فتحت فمها لتهتف بشيء ما حين شدها إليه ليكتم شفتيها بفمه لتتسع عيناها الدامعتان بشدة وضربته بقبضتها الحرة فوق صدره لثوان، قبل أن تغمض عينيها وتستسلم لاجتياح قبلته الغاضبة .. بكت بحرقة وهي تتشبث به تبادله قبلته بتملك وغيرة وكل الأفكار التي عذبتها الأيام الماضية بعد دخولها قصر (هاشمي) .. رؤيتها لصوره هو و(رُبا) وطفليهما وسماعها لبعض الأحاديث الجانبية من الخدم بشأنهما وهم يعتقدون أنّها لا تسمعهم وتحسرهم على السيدة الراحلة التي عشقته بكل قلبها ليخون ذكراها سريعاً بزواجه من امرأة أخرى .. سماعها لحكايات (رفيف) الصغيرة عن أمها .. معرفتها بأنّ (رُبا) طلبت منه أن يبحث عنها ويستعيدها .. كانت تعذب نفسها بتلك الأفكار حتى انفجرت فيه بكل ما بقلبها .. تخشى أن يكتشف فجأة أنّ ما جمعهما كان نزوة لا أكثر وأنّه لم ينسها فقط لأنها تركت داخله جرحاً بشعاً .. اهتز جسدها بالبكاء ليبتعد عنها وأمسك وجهها بين كفيه هاتفاً بقوة
_"أنا أحبكِ، هل تسمعين؟ .. ما بيننا حقيقة .. منذ أول يوم رأيتكِ فيه .. كل ما جمعنا كان حقيقة .. أنتِ حبيبتي .. امرأتي وحب عمري"
ضربت على قلبه بقوة وهي تبكي أكثر ليحيط خصرها بذراعه ويشدها نحوه وهو يغرس أصابعه في شعرها بقوة ويهتف
_"تلك الوساوس المجنونة لا أريد أن أسمعكِ ترددينها مرة أخرى (سديم)، فهمتِ؟ .. لن أسامحكِ لو ظلمتِني بشكوكِ مرة أخرى أو اتهمتِني أنني لا أحبكِ .. ووساوسكِ الحمقاء هذه علاجها عندي"
شهقت بالبكاء وارتجفت شفتاها وأنفاسه الحارة تلامس وجهها وعيناه تصبان حمم مشاعره فوق قلبها دون رحمة ليقربها إليه أكثر وهو يلصق جبينه لجبينها مردداً بحرارة
_"ما كان يجب أن أنتظر كل هذا الوقت لأي سبب .. ما الذي كنت أفكر فيه؟ .. ما كان عليّ أن أعذب نفسي بقربي منكِ كل ليلة دون أن ألمسكِ .. دون أن أخبركِ بطريقة لا تقبل أي شك .. كم أحبكِ"
همست اسمه بارتجاف ليتابع وهو يقترب ليقبلها مرة أخرى بكل حبها داخله .. يهمس بكل كلمة بين قبلة وأختها
_"كم أريدكِ .. كم اشتقت إليكِ .. كم تعذبت من دونكِ .. أخبركِ أنّك حبيبتي .. امرأتي .. عمري كله"
ارتجفت فوق صدره وانهمرت دموعها وقلبها يهدر باشتياق ولوعة بينما تشعر بأوراق السنين تتساقط بينهما كأوراق الخريف الجافة لتعيدها لذكريات حبهما الأولى .. رباه .. كم اشتاقت له .. كم تعذبت من دونه .. كيف احتملت كل هذه السنوات بعيداً عنه؟ .. لم تتوقف شفتاها عن ترديد اسمه في ترنيمة عشق بعمر الخلود وشعرت به يفك رباط روبها ليسقط أسفل قدميها ليداعب النسيم البارد القادم من الشرفة بشرتها في تناقض واضح لحرارة عشقه .. أغمضت عينيها تستسلم لقبلاته التي غمرت وجهها وعنقها بنعومة تتوسل غفرانها عن سنوات الجفاء والاشتياق .. عن عذابها بسببه .. تسلل البرد إليها مع ابتعاده لتفتح عينيها تنظر له بتساؤل من بين عينين اسود زمردهما بمشاعرها الهادرة ليبتسم هو ابتسامة جعلت قلبها ينتفض بقوة بينما يداعب خدها بكفه فمالت برقة تستند لكفه بينما يقول
_"هل أخبركِ (هشام) فيما كان يتحدث مع جدي؟"
نظرت له بحيرة وهزت رأسها لتتسع ابتسامته وهو يميل ليقبلها برقة
_"أراد أن يحدد معه موعداً ليعقد قراننا من جديد أمام الناس .. ليعرف الجميع أنّكِ زوجتي أنا .. حبيبتي"
ارتفع حاجباها وكادت تهمس بشيء ما لتغادر شفتيها شهقة بدل الكلمات وهو يرفعها فجأة عن الأرض قائلاً بعبث وابتسامته جعلته أكثر وسامة أمام عينيها العاشقتين
_"(آدم) .. ماذا تـ .."
قاطعها سؤالها وهو يتجه نحو الفراش ليضعها فوقه برفق

_"كنت أقول لا بأس بالانتظار لبضع أيام أخرى .. كنت أواسي نفسي بضمي لكِ كل ليلة .. أنّه لا بأس باحتمال العذاب أكثر لبعض الوقت لكن .. لا .. لقد غيرت رأيي .. لن أنتظر أكثر .. ما دام الانتظار سيجعل الشكوك والوساس المجنونة تتلاعب بكِ وتعذبني أكثر .. لا مزيد من الانتظار (سديمي)"
خفق قلبها بحب وهي تنظر لوجهه المطل فوقها وذابت في عمق عينيه العاصفتين بحبه ورفعت ذراعيها تحيط عنقه ودموعها تسيل بسعادة هذه المرة .. سعادة تشعر أنّها تكاد توقف قلبها بين ضلوعها .. همست بصوتٍ مختنق بالمشاعر
_"وأنا لا أريد الانتظار أكثر (آدم) .. أريد أن أشعر بحبك .. أن نعود كما كنا في الماضي .. أريدك أن تخبرني أنّك تحبني .. أنني حبيبتك"
حركت أحد كفيها لتلامس خده بحب وهي تواصل
_"لا بأس إن لم أكن الأولى .. لا بأس إن لم أكن الوحيدة .. سأكتفي بكوني الأخيرة ولن .."
ماتت بقية كلماتها بين شفتيه وضاعت هي في قبلته، قبل أن يبتعد ويمسك كفها يطبع قبلة في راحتها ويهمس بحرارة
_"أنتِ كل شيء .. أنتِ (سديمي) وعالمي .. أنا لم أتوقف عن حبكِ لحظة واحدة .. حتى في كراهيتي لكِ كنت أعشقكِ .. أنتِ لم تكوني يوماً نزوة ولا جنوناً أصابني وسأشفى منه يوماً .. أنتِ حياتي (سديم) .. روحي"
سالت دموع عشقها برقة بينما أكمل وهو يلامس قلبه بكفها
_"ربما تكونين محقة بشأن (رُبا) .. هي ستبقى جزءاً غالياً مني لا أستطيع انتزاعه من داخلي .. سأكون كاذباً ومنافقاً إن أنكرت هذا ولن أكون (آدم) حبيبكِ الذي تعرفينه"
تسلل الأسى لعينيها ليميل ويقبلهما برقة شديدة
_"وأعرف أنّكِ لن تطلبي مني التخلي عن ذكرياتها حتى والأمر يؤلمكِ .. أعرف أنّكِ ستتقبلين ذكرياتها وأنّها كانت جزءاً من حياتي وستحبين طفليها كأنّهما جزء منكِ .. أنا أرى هذا في نظراتكِ لهما .. تشعرين أنّهما طفلاكِ أنتِ"
رقت نظراتها مع ذكر الصغيرين وهزت رأسها بابتسامة حانية جعلت الدموع تلامس عينيه امتناناً لقلبها وحبها .. تشابكت أصابعهما فوق قلبه بينما داعب بيده الأخرى شعرها الذي تناثر فوق الوسادة بفتنة ومال يقبل دموعها بحب
_"أحبكِ (سديم) .. أحبكِ"
شدته إليها وهي تهمس بعاطفة خنقتها الدموع
_"أحبك (آدم) .. أنت حبيبي وروحي .. أنا ولدت قديماً عندما قابلتك ومت عندما افترقنا"
وتجسدت مشاعرها كلها بعينيها وهي تهمس
_"وبُعثت من جديد عندما عدت إليّ حبيبي .. أنت روح (سديم) وتجسدت في رجل يا (آدم)"
تنهد بحرارة وهو يهمس بعشق
_"أحبيني (سديم) .. أذيبي جليد السنين الماضية حبيبتي .. أذيبيني في حبكِ وذوبي معي يا "سديم عشقي" .. كوني لي (سديمي)"
همست مرة أخيرة قبل أن تستسلم لطوفان عاطفتهما
_"أنا لك (آدم) .. لك فقط .. (سديمك) أنت وعشقي لك وحدك"
*********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:25 AM   #895

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنهدت (شاهي) وهي تتقلب في الفراش وعقلها مستمر في تعذيبها دون أن يساعدها أن ترسو على بر .. اعتدلت في الفراش وهي تزفر بحدة .. حتى (محمد) لم يساعدها أبداً رغم أنّه أبدى اعتراضه، لم يستطع أن يمنع نفسه من إخبارها بأنّه أخبرها مراراً أن تبتعد عن (منذر) قبل أن تضرر سمعتها بسببه .. ماذا تفعل؟ .. لقد منحت (منذر) موافقتها بعد أن حاول إقناعها ووعدها أنّ زواجهما سيكون صورياً لكن منذ سافر وهي تفكر إن كانت قد تسرعت .. هل يجب يستحق الأمر أن يربط نفسه بامرأة لا تربطه بها سوى الصداقة؟ .. ما كان الداعي ليكذب بشأن زواجهما؟ .. بسبب الناس؟ .. فليذهبوا للجحيم .. لا أحد شعر بها وهي تتعذب لسنوات تحت سادية زوجها واستغلاله لها بأبشع الطرق .. هي وحدها تألمت ودفعت ثمن ضعفها واستسلامها .. كان يمكنها أن تنتقل من هذه الشقة .. كان يمكنها أن تترك البلاد كلها وتسافر للخارج .. كان هناك حلول أخرى لماذا اختار هذا الحل؟ .. لماذا استسلمت هي سريعاً واقتنعت برأيه؟ .. ارتجف جسدها وفكرة جديدة تمر بعقلها .. هل لا زالت ضعيفة لتفضل الاختباء وراء ظل رجل وعدها بتقديم الحماية لها؟ .. دمعت عيناها وهي تهز رأسها ورفعت ساقيها تضم ركبتيها لصدرها وأحاطت ساقيها بذراعيها وهي تهمس لنفسها
_"لا يا (شاهي) .. لا تعودي للوراء .. أنتِ قوية .. لماذا تحتاجين لرجل؟ .. أنتِ يمكنكِ أن تكملي حياتكِ وتدعمين نفسكِ .. لا أحد سيقف في ظهركِ حقاً لو أنّكِ لم تسندي نفسكِ"
أسندت رأسها لركبتيها وأغمضت عينيها تستعيد خيالات الرجال الذين مروا بحياتها .. أولهم كان يفترض أن يكون حصنها لكنّه كان أكبر خيباتها وقاتلها .. لم يكن يستحق أن يكون والداً .. طردت صورته بسرعة، لتحل محلها صورة (مراد) وانقبض قلبها بشدة وهي تتذكر نظرات الخذلان التي رمقها بها في المرة التي مثلت أمامه الخيانة .. نظرات الكراهية التي رمقها بها عندما جمعهما القدر قبل فترة قصيرة .. شعرت بالألم يزداد بقلبها وهي تتساءل .. من منهما خذل الآخر أكثر؟ .. هي؟ .. أم هو عندما صدق تمثيلها؟ .. عندما لم ير حقيقتها ولم يثق بها أكثر .. لقد صدق كذباتها كأنّه كان ينتظرها ليسكن ضميره ربما ويبتعد عنها دون أن يحمل هو ذنب تخليه عنها .. هل أخطأت في حقه عندما تركته لتحميه، أم في حق نفسها عندما استسلمت للعذاب لتحمي رجلاً سرعان ما نسيها وتزوج امرأة أخرى؟ .. هزت رأسها تمنع نفسها من اجترار مرارة ذكرياتها .. لا تريد أن تظلمه بتشتت عقلها .. هي لم تعد تعرف نفسها مؤخراً .. تُرى لو عاد بها الزمن هل كانت اختارت نفس الطريق؟ .. لا تعرف .. هل كانت مجبرة حقاً أم كانت ضعيفة لا أكثر؟ .. لن تعرف أبداً .. نبض قلبها بكراهية وصورة (مختار) تمر بعقلها حاملة معها كل الآلام والعذابات التي أذاقها إياها لسنوات وأسرعت تطرده .. لا يجب أن تسمح له بالعيش حتى في ذكرياتها .. ستمزق تلك الصفحات من حياتها للأبد .. ستعتبر تلك السنوات لم تحدث .. همسة ساخرة ترددت داخلها تخبرها أنّها لا تستطيع أن تنساها لتخبر نفسها بحزم أنّها على الأقل لن تسمح لها بإيقافها في طريقها .. لن تسمح لها بإضاعة الباقي من عمرها .. تلك التجربة كانت النار التي كان يجب أن تحترق فيها لتخرج أقوى .. لتخرج امرأة قادرة على مواجهة السنوات القادمة من حياتها بكل ما سيخبئه لها القدر مهما كان .. رفعت رأسها بحزم ونظرت للأمام عبر الدموع التي شوشت عينيها ليطل من بينها وجه (منذر) لتهدأ نبضات قلبها ويعود السلام فجأة لعقلها .. ذلك الرجل الغامض الذي اقتحم عالمها .. أو للأدق .. هي اقتحمت عالمه بسبب طليقها الملعون .. في النهاية تبين أنّه ليس ذلك الشيطان عديم القلب الذي اعتقدته بالبداية .. كان الوحيد الذي رأى عبر قناع تمثيلها .. وحده تجاوز القناع ورأى حقيقتها بينما لم يفعل الجميع .. وحده الذي رأت فيه مرآتها والذي منحها صداقته رغم قصر المدة التي عرفها فيها .. لم يتخل عنها بعد كل ما حدث .. ساعدها لتجد القوة داخلها وترفض وضعها المذري .. ساعدها لتتخلص من (مختار) .. واجه والدها وقدم عرضاً شهماً لها ليحمي سمعتها التي تضررت بسبب أقرب الناس إليها .. هو ساعدها لتقف على قدميها وتبحث داخلها عن (شاهي) التي يمكنها أن تقف في وجه العالم دون الحاجة لرجل بعد الآن .. تنفست بعمق .. أجل .. هي يجب ألا ترهقه بحملها أكثر .. لقد قدم لها الكثير .. لا يمكن أن تستغل شهامته وصداقته أكثر .. زفرت بحرارة وهي تردد داخلها
"هذا هو القرار الصحيح (شاهي) .. عندما يعود ستخبرينه به وهو لن يعترض"
سترفض عرضه وتسافر بعيداً .. بعيداً عن كل شيء .. والدها وماضيها والمجتمع الذي يحاكم المرأة دائماً باعتبارها الجاني حتى ولو كانت الضحية .. هي ستصنع حياتها بنفسها و(منذر) سيكون ممتناً لها فيما بعد عندما يعثر على المرأة التي ستمنحه قلبها وحبها وسيبادلها هو نفس الحب .. لا ذنب له أن يعلق حياته بها ولو لبعض الوقت .. صوت جرس الباب ارتفع منتزعاً إياها من أفكارها فنهضت مسرعة لترتدي روبها فوق ثيابها المنزلية واتجهت نحو الباب .. نظرت عبر العين السحرية بتوجس لتجد أحد رجال الأمن ففتحت الباب وأطلت من خلف السلسلة المغلقة وهي تسأله
_"ما الأمر؟"
قال وهو يمد يده لها بظرف

_"سيدتي .. هذا المظروف وصلكِ قبل قليل"
التقطت المظروف وهي تهز رأسها
_"حسناً .. شكراً لك"
أغلقت الباب خلفه وهي تنظر للمظروف بحيرة .. من قد يكون المرسل؟ .. انقبض قلبها وهي تفكر في (مختار) .. هل يمكن أن يكون هو؟ .. هل أرسل لها تهديداً مختلفاً .. أسرعت تفض المظروف لتجد داخله ورقة مطوية ومدت يدها لتخرج فلاشة الكترونية تأملتها في كفها بدهشة وتوجس قبل أن تفتح الورقة وتقرأ المكتوب فيها
_"كثيراً ما تخدعنا المظاهر وقد تخدعنا أبصارنا فنرى الأسود أبيضاً والعكس"
قطبت حاجبيها بحيرة بينما تهمس الكلمات بخفوت
_"وأحياناً كثيرة تستهوي الشياطين اللعب بالبشر .. ربما لا تعرفين هذا الأمر عنهم لكنّكِ ستتأكدين بعد قليل أن بعض الشياطين تهوى ارتداء أقنعة الملائكة وتتقن انتحال شخصياتهم"
مطت شفتيها وهي تفكر في الكلمات قبل أن تقع عيناها على الجملة الأخيرة لتقرأها
_"مشاهدة ممتعة يا جميلتي"
انقبض قلبها بشعور سيء وهي تنظر للفلاشة بيدها وابتلعت لعابها بصعوبة وهي تفكر فيمن قد يكون قد أرسل هذا لها .. رددت ويدها تنقبض على الفلاشة بقوة
_"أي مزحة سخيفة هذه؟"
همست بها وهي تقاوم ذلك الشعور الذي يهمس داخلها أنّ ما ستجده داخل الفلاشة ربما لن يسرها أبداً وربما لن تعود حياتها بعده كما كانت من قبله.
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:28 AM   #896

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادرت (سؤدد) غرفتها بخطوات متثاقلة وهي تتنهد بقوة .. لقد اكتفت من خلوتها هذه .. عضت على شفتها تشتمه ما أن ظهر خياله أمام عينيها .. لقد أضاعت الكثير من وقتها وخذلت نفسها بموقفها الضعيف ولن تستسلم لمزيد من الضعف .. ستبلغ جدها اليوم رفضها لطلبه أن يواصل (عماد) حمايتها .. ذلك المخادع لن يقترب منها مجدداً .. توقفت خطواتها وقطبت حاجبيها وهي تلمح أمها بالأسفل تدور في المكان كنحلة قلقة .. ماذا يحدث؟ .. أسرعت تتحرك نازلة السلالم وسمعت (سيف) يقول محدثاً أمهما
_"أمي .. اهدأي .. ماذا أصابكِ فجأة؟"
تنفست أمها بقوة وهي تهتف ويدها تلامس قلبها
_"لا أعرف .. أشعر بشيء غريب .. قلبي يكاد يتوقف"
أسرعت (سؤدد) نحوها وقالت بقلق
_"أمي .. هل أنتِ بخير؟ .. هل تشعرين بأي ألم بصدركِ؟"
التفتت تنظر لها بشرود وهزت رأسها لتهمس باختناق
_"أشعر بألم لكن .. ليس ذلك الألم .. أنا فقط لا أعرف ما أصابني فجأة .. قلبي ينبض بسرعة ويؤلمني بطريقة غريبة"
نظرت لـ(سيف) بقلق ليقترب منها

_"أمي .. دعينا نذهب للمشفى و .."
قاطعته وعيناها تلتفتان نحو باب القصر تتطلعان عبره بشرود غريب كأنما تنتظر شخصاً ما
_"لا .. أنا بخير .. أنا فقط .. لا تقلقا"
همست وهي تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تتركهما وتتحرك لتجلس في غرفة الجلوس حيث بقية أفراد أسرتهما وتركتهما يتبعانها بأعينهما في قلق .. همست تسأل (سيف)
_"ما الذي حدث؟"
هز كتفيه قائلاً بجمود
_"علمي علمكِ"
قطبت وهي تنظر له ليبادلها نظرات متبرمة فكتفت ذراعيها أمام صدرها وقالت رافعةً أحد حاجبيها
_"ما بالك يا (سيف)؟ .. إن كان لديك كلمة واقفة بحلقك فألقها"
رمقها شذراً قبل أن يقول بحنق
_"على أساس أنّكِ تهتمين لما يشغلني أو يفرق معكِ ضيقي أو غضبي"
نظرت له بدهشة وفكت ذراعيها لتمسك بذراعه قبل أن يتحرك ويتركها
_"ما الأمر (سيف)؟ .. هل أنت غاضب مني؟"
أزاح يدها هاتفاً بضيق
_"هل يهمكِ حقاً؟ .. هل تعتبرينني شقيقكِ حقاً (سؤدد) أم أنّكِ لا زلتِ ترينني طفلاً صغيراً؟"
_"(سيف) ما الذي حدث لكل هذا؟"
ضحك بسخرية مريرة

_"أتسألين حقاً؟ .. لا تعرفين حقاً ماذا حدث؟ .. لماذا لا زلت أتفاجأ؟ .. هل تفكرين في أحد غيركِ يا (سؤدد)؟"
تراجعت بصدمة وهي تحدق فيه بألم بينما يردد بغضب مكبوت
_"لم يتغير شيء .. لا زلتِ تغلقين على نفسكِ وتنزوين مع آلامكِ ولا تسمحين لي أو حتى لأمي بالاقتراب"
همست اسمه بألم وهي تهز رأسها ليتابع بصوتٍ مجروح وهو ينتزع ذراعه منها
_"قلت لكِ اعتمدي عليّ .. أنني بجانبكِ دائماً .. قلت لكِ أنا كبرت وسأكون في ظهركِ واعتقدت أنّكِ تثقين بي لكنّكِ في النهاية أثبتِ لي قدر سذاجتي"
_"(سيف) أرجوك أنا .."
هتف بصوت منخفض حتى لا يلفت انتباه عائلتهما
_"أنتِ ماذا (سؤدد)؟ .. هل تعرفين كم آلمتِنا أنا وأمي وأنتِ تغلقين على نفسكِ الأيام الماضية وكلما سألناكِ أو حاولنا اختراق عزلتكِ قلتِ أنّكِ بخير"
اقتربت تمسك بذراعه فلم يلتفت لها وهو يقول بحزن
_"لا أعرف إلى متى ستستمرين في إبعاد كل من يحبونكِ بعيداً عنكِ (سؤدد)"
دمعت عيناها وهي ترفع كفيها لتحتضن خده وتجبره على النظر إليها وهمست بأسف
_"أنا آسفة (سيف) .. لم أقصد أبداً .. أنا فقط لم أتعود .. أحتاج للوقت (سيف) .. لسنوات كنت منغلقة على ذاتي وجروحي .. لقد أخطأت عندما فعلت هذا وأجبرتكم على الابتعاد لكنني أحاول التغير (سيف) .. ربما أتغير ببطء لكنني أحاول .. سامحني لو كنت آلمتك حبيبي .. تحملني قليلاً .. أنا لا أراك صغيراً (سيف) .. أنت رجلي أنا وأمي في غياب أبي .. آسفة لو كنت أسأت لك دون أن أقصد"
ارتفع حاجباه وهو يسمعها وكأنما لم يتوقع رد فعلها هذا وصدمته أكثر حين اقتربت لتضع رأسها على صدره وتحيط خصره بذراعيها هامسة
_"شكراً لوجودك في حياتي (سيف) .. شكراً لأنّك تفكر في وتقلق عليّ دائماً .. شكراً لأنك أخي وسندي"
تنفس بقوة وهو يرفع ذراعيه مقاوماً دهشته ليحيطها بهما في حنان بينما تقول
_"هل سامحتني (سيف)؟"
ابتسم مرغماً وهو يقبل شعرها في حنان غير مصدق أنّها عانقته من نفسها وفتحت قلبها لتعتذر له

_"سامحتكِ حبيبتي"
ابتعدت تبتسم برقة لينبض قلبه مع رؤيته لابتسامتها التي اشتاقها لسنوات وشعر فجأة أن الزمن عاد به للخلف وأنّ كل شيء يعود لمساره الطبيعي كأنما لم يتغير شيء .. إنّها تتغير بالفعل .. حتى ولو ببطء هي كانت تتغير وستعود لشقيقته الحبيبة كما كانت منذ سنوات بعيدة .. أمسك كفها قبل أن تبتعد وسألها
_"ما الذي حدث (سؤدد)؟"
قطبت بتساؤل ليتابع

_"ما الذي حدث ذلك اليوم؟ .. لقد عرفتِ شيئاً قلب حالكِ .. لم أعرف فيما تحدثتما أنتِ وجدي لكنني رأيتكِ تغادرين غرفة المكتبة بعينين دامعتين .. وقبلها اقتحمتِ غرفتي لتوقظيني من منتصف نومي وتسألينني ذلك السؤال الغريب"
غامت عيناها بطريقة أقلقته فسألها
_"ما الذي يحدث معكِ (سؤدد)؟ .. طمئنيني حبيبتي"
أخذت نفساً عميقاً ثم ابتسمت وهي تربت على خده
_"سأخبرك حبيبي لكن ليس الآن .. في المساء سأخبرك بكل شيء"
قطب بشك لتهز رأسها مبتسمة وتحركت لتغادر حين توقفت مكانها مع صوت الخطوات التي تصاعدت عند المدخل لتقطع الردهة واختفت ابتسامتها وهي تلتفت نحو مصدر الصوت بتوجس .. اتسعت عيناها مع رؤيته للجسد الطويل الذي تقدم نحوها وتوقف قلبها بين ضلوعها قبل أن ينبض بسرعة .. التفت (سيف) مع رؤيته لتوقفه المصدوم وقطب وهو ينظر للرجل الذي تحرك بخطوات هادئة نحوهما .. تأمل ملامحه بشك وتوجس وقبل أن ينطق بشيء كانت (سؤدد) تنتزع نفسها من صدمتها برؤيته أمامها .. بقامته الطويلة وجسده القوي .. شعره الأسود وذقنه الحليق بعد أن حلق لحيته التي ساعدته في إخفاء ملامحه عنها .. عينيه الخضراوين .. كان هو .. (عماد) بوجهه الحقيقي دون قناعه الغبي الذي نجح في خداعها .. دارت عيناها عليه بذهول وقلبها يخفق بقوة وهو يحتضن رغماً عنها ملامحه وعينيه اللتين عانقتاها بنعومة .. انتزعت نفسها بالقوة من مشاعرها الحمقاء واندفعت نحوه وهي تهتف

_"أنت؟ .. ما الذي تفعله هنا؟ .. كيف تجرؤ على المجيء بقدميك إلى هنا؟"

صدمها بابتسامة حنونة هزت قلبها وهو يجيبها برفق

_"كيف حالكِ (سؤدد)؟"

تنفست بقوة وهي تنظر إليه ثم هتفت وهي ترفع يدها مشيرة للباب

_"غادر"

لم تهتز ابتسامته ولا نظراته لتهتف

_"لقد حذرتك .. لا أريدك قربي وإلا سأقتلك بيدي .. هيا اخرج من هنا"

مال نحوها قائلاً بهدوء

_"لا يمكنكِ طردي حبيبتي"

اشتعلت النار في عينيها بينما قاطع (سيف) انفجارها وهو يقف بينهما

_"ماذا هناك؟ .. من .."

توقفت الكلمات على شفتيه وهو ينظر لعينيه ووجهه ونزل بعينيه يتفحص جسده وترددت الإجابة في عقله في نفس اللحظة التي هتفت فيها (سؤدد) بغضب

_"اللعنة عليك .. ستغادر بيتي في الحال (عماد يزيدي) وإلا سآمر رجال الأمن بطردك في الحال"

_"(سؤدد)"

انطلق الهتاف القلق من خلفها بصوت أمها التي اندفعت على صوتها العالي .. لم تلتفت نحوها وعيناها معلقتان بعينيّ (عماد) الذي أسرع يقطع نظراتهما ينظر لـ(سيف) المصدوم بشحوب ونقله لوجه (صفية) التي حدقت فيه بصدمة مماثلة وقد التقطت كلمات (سؤدد) .. ردد بصوت هاديء لامسته نبرة اعتذار

_"مساء الخير"

قبضت (سؤدد) على كفها وهي تندفع نحوه لتوقفها يد (سيف) الذي أمسك ذراعها وأعادها خلفه يقف بينها وبين (عماد) ليقول بحدة

_"هل يمكن أن أفهم ما الذي يحدث هنا؟ .. هل أنا أحلم الآن، أم أنني حقاً لم أتخيل صوت (مراد) حارس شقيقتي .. من تكون بالضبط؟"

هتفت (سؤدد) بحنق من خلفه وهي تحاول التخلص من قبضته التي اشتدت على ذراعه

_"ما الذي تنتظره؟ .. غادر في الحال أنت لست مرغوباً بك هنا .. هل سمعتني؟"

_"انتظري (سؤدد) .. أريد أن أفهم"
هتف (سيف) لتضحك بمرارة وهي تنظر لـ(عماد) الواقف بصمت واستسلام

_"ما الذي تريد أن تفهمه (سيف)؟ .. ألم تتعرف على ابن عمنا العزيز؟ .. هل تريد أن تعرف كيف خدعني وتسلل لبيتنا منتحلاً شخصية رجل آخر؟ .. هل تريد أن تعرف ما الذي كان يريد فعله بي و"
قطب (عماد) مقاطعاً إياه بحدة

_"(سؤدد) .. يكفي .. لقد أخبرتكِ كل شيء .. سواء صدقتِ هذا أم لا هذا لن يغير هذا من الواقع شيئاً"

فتحت فمها لتهتف فيه بغضب أن يغادر لولا أن سمعت أمها تهمس بصدمة

_"(عماد)؟!"

رفع عينيه نحوها بخجل وارتباك وقال بتوتر

_"مساء الخير يا زوجة عمي"

تنفست (سؤدد) بحدة وهي تخلص كفها من يد شقيقها وتندفع نحوه

_"إياك أن تتحدث مع أمي و .."

انقطعت جملتها بشهقة عندما تعثرت في اندفاعها نحوه لينتهي تعثرها بسقوطها بين ذراعيه حين اندفع ليحميها من السقوط .. رفعت عينيها تنظر لعينيه القلقتين وهو يهتف بلهفة

_"انتبهي"
تنفست بصعوبة وخفضت عينيها لتجد كفيها تقبضان على ذراعيه وانقبض قلبها وهي تتذكر بمرارة كل المرات التي انقذها فيها من السقوط لينتهي بها الأمر هكذا .. بين ذراعيه .. انتزعت نفسها من فوق جسده وابتعدت تهتف بحدة

_"لا تلمسني قلت لك ألف مرة"

توترت ملامحه بضيق قبل أن يلتفت بقلق نحو وجه (صفية) الذي شحب بشدة وهي تنظر له بينما اقتربت (هاميس) منها تقدم لها كوب ماء لترتشفه وهي تربت على كتفها برفق واختنق قلبه بألم .. لم يكن يريد مواجهتهم بهذه الطريقة .. انتبه على هتاف (سؤدد)

_"اللعنة .. لا زال واقفاً مكانه .. (عماد يزيدي) .. أقسم إن لم تغادر فوراً سوف .."

_"(سؤدد)"

ارتفع الهتاف بصرامة لينتفض قلبها وهي تلتفت نحو جدها الذي كان يهبط السلالم مستنداً لعصاه وذراعه الأخرى تستند لخالها (أمجد) .. ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تردد بخفوت

_"جدي .. أنت .."

قاطعها وهو ينظر في اتجاه (عماد) الذي نظر له بابتسامة حزينة متأسفاً

_"كيف تعاملين ضيفي بهذه الطريقة الوقحة؟"

هتفت بذهول

_"ضيفك؟ .. جدي ما الذي تقوله؟"

اقترب من مكان وقوفهم وهو يقول

_"أنا دعوت (عماد) إلى هنا لتصحيح سوء الفهم وتعريفه بالعائلة بطريقة صحيحة"

شحب وجهها وهي تتراجع للخلف

_"تعريفه بالعائلة؟ .. ماذا يعني هذا؟"
والتفتت مشيرة لـ(عماد)

_"هو لا مكان له هنا أبداً .. مهما حاولت إقناعي والتبرير له لن أسامحه ولن أسمح له أو لأي شخص من عائلته اللعينة بالاقتراب من أسرتي أبداً"

_"ولا حتى أنا يا (سؤدد)؟"

توقف قلبها مع الصوت الذي ارتفع من خلفها مترافقاً مع شهقة أمها وصوت الكأس الزجاجي الذي انزلق من يدها ليتحطم إلى شظايا فوق الأرض ليتوقف الزمن تماماً .. ارتجفت شفتاها وتبعثرت أنفاسها في صدرها وهي تشعر بدموع غير مفهومة تندفع من روحها إلى عينيها اللتين ارتفعتا نحو وجه أمها الذي ازداد شحوباً وهي تنظر إلى مصدر الصوت خلفها كأنما ترى شبحاً وتحركت شفتاها بعد لحظات بحروف اسمه التي صعقت قلب (سؤدد) ليعاود النبض دون رحمة يكاد يحطم ضلوعها .. أرادت الالتفات .. أرادت بشدة أن تلتفت وتراه لكنّها شعرت برعب شديد وجسدها ارتجف بشدة .. لم تنتبه لصدمة (سيف) وهو يحدق بالمثل في وجه صاحب الصوت وشعرت بالعالم يدور من حولها فمالت تستند لأقرب شيء .. رفعت عينيها الدامعتين لتجد (عماد) بقربها فحدقت فيه بعقل مغيب وهزت رأسها وهي تحاول التحكم في نفسها وابتعدت عنه بأنفاس ضعيفة، لتنتبه لحركة أمها البطيئة المذهولة وهي تتجه نحو باب القصر .. التفتت عندها بقلبٍ واجف تنظر إليهما .. عينا والدها لم تكونا عليها .. ربما كانت بالبداية .. ربما لم يرها أو ير أي شخص آخر فعيناه كانتا معلقتان بأمها التي كانت تتحرك نحوه بخطوات مرتجفة حتى توقفت أمامه .. تراجعت تستند لـ(سيف) بضعف وكأنها شعرت بحاجته هو الآخر لمن يدعمه ويأخذ دعمه بالمقابل وسمعته يهمس بارتجاف شديد

_"أ .. أبي .. إنّه أبي يا (سؤدد)"

ارتجفت شفتاها وهي تغمض عينيها ودون أن تفتحهما كانت قادرة على رؤية كل شيء .. (صفية) وهي تقف أمام (أحمد اليزيدي) بعينين ذاهلتين دارتا على وجهه الذي رسمت السنون فوقه ملاحمها وشعره الذي غلب الشيب سواده قبل أن ترفع يدها المرتجفة لتلامس وجهه بأنفاس محتبسة وهي تهمس اسمه بذهول ولوعة .. لا تصدق أنّه هنا .. أمامها .. بعد كل هذه السنين .. لا تصدق أنّ القدر كان رحيماً بها ومنحها فرصة رؤيته قبل أن يفرقهما الموت .. إنّه هنا .. حبيب عمرها .. زوجها .. الرجل الوحيد الذي منحته قلبها وروحها وعمرها كله .. همست بصوتٍ متحشرج

_"أ .. (أحمد) .. (أحمد) .. هذا أنت .. أنت هنا"
لم يستطع مقاومة دموعه وهو يراها أمامه ويشعر بكفها تلامس وجهه تمسح عنه قسوة السنين التي فرقتهما وهمس بلوعة مماثلة

_"أنا هنا (صفية) .. أنتِ .."

انقطعت كلماته بشهقة باكية منها انتهت بآهة طويلة ملتاعة حملت كل عذابها لسنوات وهي تندفع لتقطع الخطوة الفاصلة بينهما وتحيط عنقه بذراعيه وتتعلق به كطفلة عادت لوالديها بعد أن اعتقدت أنّها فقدتهما للأبد .. تراجع للخلف مع قوة اندفاعها قبل أن يتمالك نفسه والتفت ذراعاه حولها بتلقائية دون أن يفكر لحظة في وضعهما ولا حقيقة كونهما ما عادا زوجين منذ سنوات طويلة .. همس اسمها بلوعة وحرقة وهو يدفن وجهه في عنقها وجسده يشعر بارتجاف جسدها من شدة البكاء وشهقات بكائها العالية تخترق قلبه وتذيبه ليهمس بلوعة مماثلة

_"لقد عدتِ يا (صفية) .. عدت يا حبيبتي .. سامحيني يا عمري"

لم ترد إلا بالتعلق به أكثر والبكاء بحرقة أكبر ليبكي معها عمرهما الضائع وحبهما المغدور ونسى كل من حوله وهو يضمها يبحث فيها عن وطنه وعمره الضائع .. يتنفسها ويسترد معها روحه وحياته من جديد.

*****************

انتهى الفصل الثاني والأربعون

إن شاء الله يعجبكم

قراءة ممتعة

أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 12:36 AM   #897

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي

نزل الفصل بحمد الله بعد ما كان قرب يحصل لي حاجة بسببه
الفصل طويل وإن شاء الله يعجبكم
إن شاء الله الفصل الجاي يوم الجمعة لأن عندي متابعة عند الطبيب يوم الخميس عشان حالة فقراتي وذراعي ساءت أكثر عن الأول وربنا يسترها .. دعواتكم


يا رب أحداث الفصل تكون تعويض مناسب عن التأخير وتستمتعوا بها كلها

قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 01:21 AM   #898

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا الله قد ايه كنت مستنية لقاء صفية واحمد والحمد لله ما خاب ظني..

الاحداث في تصاعد وكل واحد بحاول يكفر عن ذنبه وبحاول يصلح الأمور اللي يقدر عليها... واكيد الطريق لسه طويل ليصلوا لبر الأمان..

اللقاء الثاني اللي انا متحمسة ليه هو لقاء ملك ومنذر.. طبعا بعد الاقتباس انا عايزة اللقاء من وجهة نظر منذر لما يتأكد ان احلامه اتجسدت ع ارض الواقع وان ملاكه فعلا موجودة..

انا بحب صداقة منذر وشاهي وَيَا ريت ما كانت خربت من اخوه الزفت... بس اكيد ما بتمنى يتزوجوا... معقول الأمور انتهت فعلا بين شاهي ومراد؟؟؟


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 01:24 AM   #899

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

في جمال كدة في الدنيا
مش قادرة اقولك كمية السعادة اللي انها فيها اول ما افتح
ويكون الفصل نزل
بيبقي ناقص ارقص والله
فصل روعة كالعادة
وكالعادة اعشق سؤود 😘😘😘😘😘😘


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-19, 02:39 AM   #900

همس القوافي

نجم روايتي وراوي القلوب .. أيقونة كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية همس القوافي

? العضوٌ??? » 439514
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,318
?  نُقآطِيْ » همس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
وعشر مباركات باذن الله
سلمت ايدك على كل ماخطت وابدعت
كل مرة اجد نفسي عاجزه عن التعبير
امام هذا الابداع والتالق ما شاء الله
احاسيس جياشة تخترق القلوب
تجعلنا نعايشها لجمالها ولصدقها عزيزتي
بانتظار المزيد والمزيد من تألقك
دمت بود عزيزتي ميوش


همس القوافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.