آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-15, 09:08 PM   #1

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 تهت في الظلمات/بقلمي*مكتملة *


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي روايتي الأولى..

نوع الرواية:

دراما-عائلية-شريحة من الحياة..

روايتي تتحدث عن الصداقة وحب الدين والعائلة..

روايتي تحكي معاناة جون...

مم يعاني؟؟

سأترك الاحداث تكشف لكم ذلك..

سيحكي لكم جون قصته بلسانه..لتعيشوا معه حزنه وفرحه..

لتغوصوا معه في عالم أفكاره..

لتعيشوا معه رحلته في البحث عن السعادة..




أتمنى أن تنال اعجابكم



روابط الفصول



noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-12-15 الساعة 03:12 PM
esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-15, 09:10 PM   #2

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول:حياة جديدة


اصوات الموسيقى تملأ الاجواء..
الجميع حولي يرقصون ويضحكون..
كنت انتفض بشدة...أود الصراخ بأعلی صوتي
أشعر أنني سأنفجر بأي لحظة
كان كل شيء يدور حولي..
وضعت يدي علی أذني وصرخت بأعلى صوتي:يكفيييي
توجهت الانظار نحوي...
وضع ستيف يده علی كتفي:جون هل أنت بخير
كنت التقط انفاسي بصعوبه..
يكاد قلبي يخرج من جسدي
خرجت راكضا محاولا الهرب
كنت ابكي بشدة..
انه هو …
نفس الكابوس الذي يطاردني..
الكابوس الذي حرمني النوم..
لقد تعبت...تعبت..
الی متی سأتحمل هذا العذاب؟
.
.
.

قبل ستة أشهر

أمريكا- ولاية اوريغون (بورتلاند)

جلت ببصري في انحاء الغرفة….لا بأس بها ..كانت أفضل مما توقعت..

يتخلل الغرفة ضوء خافت من خلال النافذة الموجودة أمام الباب..وقد استقر تحتها سرير صغير..

في يمين الغرفة توجد خزانة للملابس تحوي درفتيها علی مرآة طويلة..

أما في اليسار يوجد مكتب للدراسة وكرسي خشبي صغير ..

زميلي في السكن يدعی ستيف...لدينا غرف نوم منفصلة ولكننا نتشارك في الحمام وغرفة الجلوس..

توجهت نحو النافذة..كانت تطل علی الحديقة المجاورة للسكن...فتحها واخذت نفسا عميقاً:هاقد بدأت حياة جديدة..

أخرجت هاتفي من جيبي وقمت بالاتصال علی هاتف جدتي…

وماهي الا ثوان قبل أن يصلني صوتها الحنون…

-اوه جوني ياعزيزي وأخيراً اتصلت لقد قلقت عليك..

-أنا آسف لقد وصلت لتوي..

-هل أنت بخير…

-نعم كل شيء بخير..

-عزيزي هل تشعر بالجوع..

-ههه جدتي لا تقلقي لقد أكلت..

سمعت صوت جدي وهو يسألها:ليلي هل اتصل جون...اعطيني اياه لأكلمه..

-جوني جدك يريد التحدث إليك..

ابتسمت:حسنأ

-مرحباً جوني هل كل شيء بخير…

-نعم بخير ولكني افتقدكم..

-اوه يا عزيزي هل غرفتك مريحة؟

-نعم لدي غرفة نوم منفصلة..

-اوه هذا جيد...حسناً يابني اريدك أن تجتهد في دروسك…

والآن لابد أنك متعب اذهب لترتيب اغراضك ثم اخلد للنوم...حسناً…

-حسناً إلی اللقاء. .

-إلی اللقاء…

أغلقت السماعة ثم توجهت نحو حقيبتي لأقوم بترتيب أغراضي..

فتحت الحقيبة ووجدت بداخلها كتاب رفعته ونظرت إليه بابتسامة:إنه لجدتي..

فتحت أول صفحاته ووجدت رسالة من جدتي…

عزيزي جوني..
احترت كثيرا فيما أقدمه لك كهدية. .
ولم أجد هدية أفضل من كتابي هذا..
اجعله رفيقك الدائم..
وحين تشتاق الي أو تشعر بالوحدة…
إقرأ صفحاته لتتذكرني…
أتمنی لك التوفيق..

حملته ووضعته علی المكتب...وبعد أن انتهيت من ترتيب أغراضي ألقيت بجسدي المنهك علی السرير وغططت بنوم عميق…
.
.
.
.
في داخل القاعة كنت أحاول مقاومة النوم بصعوبة...مر شهر علی بداية الدراسة…
كان السيد ويليام صارم جداً ..
طلب من كل شخص منا إحضار دفتر خاص به…
يبذل جهده في ايصال المعلومة وفي نهاية كل محاضرة يسألنا سؤال ليتأكد من مدی استيعابنا للدرس..

-جون لماذا لاتكتب..

نظرت إليه وابتسمت بإحراج…

فتحت دفتري..

-هيا بسرعة اكتب...كيف يبدأ المحرك الحثي بالعمل؟

كتبت السؤال وانتظرت حتی يبتعد السيد ويليام...تلفت حولي...يا إلهي الجميع يكتب…

نظرت إلی السؤال..اففف لم أكن منتبها للشرح..

اصبحت اكرر كلمة الحثي مراراً وتكراراً. ..ثم بدأت أرسم بعض الرسومات حتی يظن السيد ويليام أنني أكتب...فعلی كل حال أنا لا أنوي إعطاءه دفتري…

نظر السيد ويليام إلی ساعته ثم قال: انتهی الوقت...جيمي اجمع الدفاتر..

ادخلت دفتري داخل الحقيبة بسرعة...ثم استأذنت من السيد ويليام للذهاب للحمام…

وما إن خرجت من القاعة حتی شعرت بالراحة...في الحقيقة لم أكن أريد الذهاب للحمام ولكني خفت أن يسألني عن دفتري…

تجولت حول القاعة قليلاً ثم عدت للجلوس…

نظر ستيف إلي:جون لقد نسيت أن تعطي السيد ويليام دفترك..

-كلا لقد اعطيته اياه..

-لا يبدو أنك نسيت.. لقد رأيتك وأنت تضعه في حقيبتك...ولكن لا تقلق لقد اعطيته اياه…

نظرت اليه بفزع:ماذا تقول!!

قال بارتباك:اااا...الدفتر...لقد أعطيته الدفتر…

وضعت يدي علی وجهي بإحراج:لا ستيف لم فعلت هذا لم أكن أنوي اعطاءه اياه…

كان السيد ويليام يقوم بتصحيح الدفاتر...وكلما اقترب من دفتري كانت دقات قلبي تزداد أكثر…

حين وصل لدفتري...بدأ يقلبه بيديه:دفتر من هذا…

أصبح ينظر إلی الدفتر ثم ينظر إلي:جون ما هذا ألم تكن منتبها للشرح…

تمنيت أن تبتلعني الأرض من شدة الاحراج. ..ابتسمت ببلاهة…

-حسناً ياجون ستقوم بنسخ طريقة عمل المحرك الحثي مئة مرة سأعطيك مهلة حتی الاسبوع القادم…

نظرت إلی الارض: حسناً

همس ستيف:آسف. .

أما أنا فقد تمنيت أن أقتله في تلك اللحظة..

خرجت من القاعة بسرعة…

لحق بي ستيف:هي جون مهلا أنا آسف لم أكن أعلم أنك لا تريد إعطاءه الدفتر…

قلت بغضب:لقد رأيتني وأنا أضع الدفتر في حقيبتي...لماذا تتدخل….من سمح لك بفتحها...ها.

بدأ يضحك ضحكته البلهاء:ههههه...حقاً جون ينتابني الفضول ما الذي كتبته…

تجاهلته وتوجهت مسرعاً نحو محاضرتي..

-هي جون انتظر...

لم ارد عليه ...لا أريد رؤيته...من الجيد انه لن يكون معي…


ولكن ازعاجات ستيف لم تتوقف عند هذا الحد..ففي الأسبوع التالي …

جلست في غرفتي علی المكتب لنسخ طريقة عمل المحرك الحثي..انشغلت كثيراً طوال الاسبوع ولم أتمكن من الانتهاء منه…

يجب أن أنهيه اليوم..

فتح ستيف الباب:هي جون ما الاخبار..

نظرت إليه بغضب : ما الذي تريده الآن….لماذا لم تطرق الباب...ألم يعلمك أحد آداب الاستئذان…

-اوه اوه اهدأ يافتی لماذا تصرخ الآن...وأنا الذي فكرت أن آتي لتسليتك..

-ستيف أخرج لو سمحت بفضلك الآن علي أن أنسخ هذا ولم أنتهي بعد..

-هل تبقی الكثير..

-تبقی أربعين مرة..

-تمنيت أن أساعدك ولكنه سيلاحظ اختلاف الخط..

-لم أطلب منك مساعدتي دعني وشأني فقط..

وقف ستيف وخرج من الغرفة..تفاجأت في الحقيقة ..ولكن ماهي إلا دقائق قبل أن يفتح الباب من جديد…

-افففف ستيف ماذا الآن..

نظر إلي بابتسامة:أحضرت لك كوبا من القهوه…

-اوه شكراً…

-العفو..

وضع الكوب علی الطاولة ثم ذهب للجلوس علی سريري..

نظرت إليه بغضب…

نظر الي ببلاهة:ماذا؟

تجاهلته وعدت للكتابة...فلا فائدة من الحديث معه..
.
.
.

في الصباح التالي...استيقظت علی صوت ستيف وهو يجلس فوق رأسي..

-جون جون جون جون جون جون جون جون جون جون جون جون جون جون..

يا إلهي اشعر بالنعاس لم أستطع النوم مبكراً بالأمس بسبب النسخ. ..

اففف مازال ستيف يحاول ايقاظي…

جلست وصرخت بغضب:أصمت أيها المزعج لقد صحوت….افففف مالذي تفعله بغرفتي منذ الصباح..

نظر الي وهو يكتف يديه علی صدره:وتصرخ أيضاً ...يجب أن تشكرني….انظر إنها السابعة والنصف ستتأخر عن المحاضرة…

قفزت من السرير بفزع:يا إلهي أخرج بسرعة لأجهز نفسي…

قمت بتبديل ثيابي وأخذت حقيبتي...ولكن لحظة...أين هاتفي..أنا متأكد أنني تركته علی المكتب…

خرجت من غرفتي:ستيف هل رأيت…

ذاب الكلام في لساني وتغير صوتي لنبرة غضب:مالذي يفعله هاتفي في يديك…

لم انتظر جوابه أخذت الهاتف من يده:هيا بسرعة قبل أن نتأخر..

إنها المحاضرة الوحيدة التي أحرص علی عدم التأخير فيها...لا أريد المزيد من الاحراجات مع السيد ويليام..

وصلنا قبل بدأ المحاضرة بخمس دقائق..

جلست علی مقعدي وتنهدت براحة…

نظر ستيف إلي :لقد قمت بحل الواجب أليس كذلك..

علت وجهي ملامح الاستهزاء:هه لن تستطيع خداعي هذه المرة..

-جون أنا لا أمزح ألم تقم بحله حقاً. ..

لم أهتم لكلامه فهذه ليست المرة الأولی التي يحاول بها ستيف خداعي ...فأنا أحاول أن أبذل جهدي أمام السيد ويليام..

وقد استغل ستيف هذا فأصبح يقول لي في كل مرة أن هناك واجب حتى يرى ملامح الارتباك في وجهي فينفجر بالضحك…

-جون أنا حقاً لا أمزح…

دخل السيد ويليام:صباح الخير يا شباب ...كيف حالكم اليوم..

-صباح الخير سيد ويليام...

نظر السيد ويليام بابتسامة:ها هل قمتم بحل الواجب…

التفت الی ستيف بفزع..

-أرأيت أخبرتك..

وقفت وصرخت بأعلی صوتي:ستيييييييييف

توجهت الانظار إلي...وضع ستيف يده علی فمه ليمنع نفسه من الضحك..

نظر السيد وليام إلي بغضب:جون باركر لماذا تصرخ…

ابتسمت بإحراج:آسف سيدي لن أكررها..

-حسناً يا جون أخبرني ماهو جواب سؤال الواجب..

انفجر ستيف بالضحك..

نظر السيد ويليام إليه:ستيف اصمت…

وضع ستيف يده علی فمه مرة أخری..

-هيا ياجون بسرعة…

نظرت إلی الأرض بإحراج:سيدي أنا...أنا لم أقم بحل الواجب. .

-اوه حسناً إذا ستقوم بنسخ الإجابة مئة مرة وتسلمها الاسبوع القادم..

نظرت إليه بصدمة…

أما ستيف لم يتمكن من تمالك نفسه أكثر وانفجر بالضحك مرة أخری..

نظرت إليه بغضب ودست علی قدمه بقوه..

غضب السيد ويليام وصرخ:جون ...ستيف ...اخرجا حالا…

-ولكن ياسيدي..

-قلت اخرجا..

توجهنا نحو الباب ..وقبل أن أخرج قمت بإعطاء دفتري للسيد ويليام:سيدي لقد قمت بنسخ طريقة عمل المحرك الحثي…

نظر السيد ويليام إلی الدفتر ثم نظر الي وزفر:جون...أتمنی أن تركز بدراستك أكثر اتفقنا..

نظرت الی الأرض:اتفقنا..

-هيا عودا الی مقاعدكما..

عدنا للجلوس ...وحاولت جاهداً التركيز بالدرس...ولكن في داخلي كنت أغلي….

أشعر بالغضب من ستيف كثيراً. ...أود قتله….يا إلهي لماذا يحرجني مع السيد ويليام دائماً ..

بعد انتهاء المحاضرة ...خرجت من القاعة للتوجه لمحاضرتي…

لحق ستيف بي وهو يضحك:هي جون مهلاً يا فتی…

التفت اليه وانفجرت بالصراخ:ستييييف ابتعد عن وجهي حالاً….أتعلم أرغب بقتلك بكل جدية….ابتعد…

-هههه جون لماذا تغضب الآن….ليس ذنبي أنك لم تقم بحل الواجب…

-نعم ليس ذنبك هل ارتحت الآن...هيا ابتعد عن طريقي…

قلتها وركضت متجهاً نحو القاعة..

-هي جون رد علي...سأخبرك شيئاً….جون ستندم إن لم ترد علي…

تجاهلته وأكملت طريقي…
.
.
.
دخلت إلی القاعة جلست علی المقعد وبدأت الاستماع..كنت أحاول جاهدا التركيز مع السيد كارل…

اففف لماذا يمر الوقت بطيئا في الحصص المملة
...كنت انظر إلی ساعتي في كل دقيقة...بدأت أشعر بالملل.. فالسيد كارل صوته منخفض للغاية…

فجأه عم القاعة صوت طفل صغير يضحك بشكل هستيري…

انفجر الطلاب بالضحك…

التفت السيد كارل:من أين يخرج هذا الصوت..

نظرت إلی حقيبتي بارتباك...إن الصوت يخرج من هاتفي…

توقف الصوت...ولكن ماهي إلا ثوان قبل أن يبدأ الصوت من جديد….

أخرجت هاتفي بسرعة...كان ستيف يتصل….أقفلت الخط ووضعت هاتفي في وضع الصامت…

نظر السيد كارل إلي:جون باركر..هل هذا الصوت يخرج من هاتفك..

نظرت اليه بإحراج:نعم أنا آسف لقد أغلقته الآن..

اهتز هاتفي علی أثر رسالة أرسلها ستيف...فتحتها:

(أخبرتك أنك ستندم إن لم ترد علي)

لم أستطع منع نفسي من تخيل ضحكته البلهاء...إذاً هذا ما فعله بهاتفي هذا الصباح…

ابتسمت بهدوء:أحمق…

رغم أن ستيف يزعجني كثيرا إلا أنه الشخص الوحيد الذي يستطيع رسم الابتسامة علی وجهي...

وضعت الهاتف في حقيبتي...ولكني كنت أشعر به وهو يهتز بداخل الحقيبة:اففف ستيف لقد تماديت هذه المرة حقاً. ..

بعد انتهاء المحاضرة...خرجت من القاعة ثم أخرجت هاتفي من حقيبتي...ولكن كانت بطاريته قد نفذت:اففف أحسنت ياستيف فعلاً أحسنت…

-جوووون…

قالها ستيف وهو يركض باتجاهي..

-أهلا أهلا أتيت بنفسك….انظر مالذي حصل بسبب سخافتك….لقد نفذت البطارية..

-هههههههه...ما رأيك هل أعجبتك ...أنا أجزم أن جميع الطلاب قد ضحكوا هههههههه

-وتضحك أيضاً. ...ألم تفكر كيف سيكون موقفي أمام السيد كارل…

رفع حاجبه باستهزاء ثم قال:اها تريد اقناعي الآن أنك تهتم لهذا….لقد أخبرتني بنفسك أنك تشعر بالملل في محاضرته ففكرت بتغيير الروتين…

فلتت مني ضحكة سريعة ولكنني تداركت نفسي وادعيت الغضب

-اها لقد ضحكت...كنت أعلم أنها أعجبتك ….لا تدعي الغضب ...لا تجيد التمثيل...هههههههه..

انفجرت بالضحك:ههههههههههه ولكن حقاً ههههههه أنا حقاً غاضب منك ههههه…
-أرأيت أجعلك تضحك حتی وأنت غاضب مني….عليك الاعتراف أنني صديق رائع…

مسحت دموعي التي بدأت بالنزول من شدة الضحك ثم أخذت نفسا عميقاً:حسناً قد تكون صديقا رائعا….

ولكن في نفس الوقت أنت أكثر شخص مزعج قابلته في حياتي

أتعلم...مازلت غاضبا بسبب إحراجك لي أمام السيد ويليام…

-يا إلهي. ..وما أدراني أنك لم تقم بحل الواجب….لو كنت أعلم لكنت ذكرتك بالأمس ...ولكنني رأيتك تكتب فظننتك حللته..

ولكن لتعلم كم أنا نادم ...أطلب مني ماتريده وسأقوم بتنفيذه…

وضعت يدي علی ذقني بتفكير...ثم طرأت في بالي فكرة:حسناً إذا ...أن أردت مني مسامحتك..

لدي امتحان بالغد...كل ما أطلبه ألا تقوم بإزعاجي..اتفقنا…

-فقط ...حسنأ إذا لم تطلب شيئاً. ..اتفقنا.
.
.
.
أقفلت الكتاب الذي كان بيدي:انتهيت أخيراً. .

انتهيت من المذاكرة...نظرت إلی الساعة..إنها الثامنة والنصف مساءً...لم يعد ستيف بعد..

في الحقيقة تفاجأت كثيراً...لم أتوقع أن يستجيب ستيف لرغبتي...خرج من السكن حتی لا يزعجني ولم يعد حتی الآن...

توجهت نحو سريري لأنام….أشعر بالتعب….

اوه لقد نسيت أن أقوم بشحن هاتفي..

وضعت هاتفي علی الشاحن ثم توجهت نحو سريري وغططت بنوم عميق…
.
.
.
في الصباح التالي…

صحوت علی صوت المنبه معلنا عن الساعة السادسة…

أردت الاستيقاظ مبكراً هذا الصباح…

قررت أن أذهب لأفطر ثم أراجع للامتحان…

نظرت إلی نفسي بالمرآة برضی..

وضعت هاتفي في جيبي ثم خرجت من غرفتي…

نظرت إلی غرفة ستيف...مازال نائمًا. ..

طرأت في بالي فكرة ابتسمت علی إثرها ووضعتها فورًا في طور التنفيذ…

فتحت غرفة ستيف بقوة وجلست علی سريره وصرخت:ستيييييف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف ستيف..

استيقظ ستيف بفزع:ماذا ...ما الأمر ….ماذا هناك…

حاولت جاهداً أن أمنع نفسي من الضحك:هيا استيقظ ستتأخر عن الجامعة..

نظر ستيف إلی الساعة:ولكن الوقت مبكر جدًا إنها السادسة والربع الآن...لا يوجد لدي محاضرة قبل التاسعة..

قلت بابتسامة:أوه حقاً….أنا آسف إذاً. ..هيا عد للنوم..

نظر إلي بغضب:كنت تعلم أنه ليس لدي محاضرة...تعمدت إزعاجي أليس كذلك…

خرجت ضاحكًا وأغلقت الباب…يستحق هذا...أريده أن يشعر بإحساسي حين يزعجني..

-سأريك يا جون...تذكر هذا سأريك…

انفجرت بالضحك...أخرجت هاتفي من جيبي وفتحته…

نظرت الی الشاشة...و...و..

بدأ قلبي يخفق بشدة….ما الذي حدث يا تری؟؟

noor elhuda likes this.

esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-15, 09:12 PM   #3

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

ماهو الكابوس الذ يطارد جون؟؟

مارأيكم بشخصية كل من جون..ستيف؟؟

ماهو الكتاب الذي اهدته الجده لجون وماهو دوره في القصة؟؟

مالذي رآه جون في هاتفه وأخافه؟؟

بالنسبة للفصول ان شاء الله حتكون ثلاث فصول في الاسبوع لكن لسى ماحددت الايام

بشوف الوقت اللي افضى فيه واحدد ان شاء الله

اتقبل النقد البناء بصدر رحب

مع كل ودي واحترامي


esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 05:18 PM   #4

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم بحمد الله انهيت كتابة فصول روايتي..

وبهذه المناسبة قررت أنزل 3 فصول اليوم

ويصير من بكرة انزل يوميا السعة 5 باذن الله

عالعموم روايتي مو مرة طويلة 12 فصل بس

يعني خلال هذا الاسبوع تكون نزلت كاملة في المنتدى


كنت افكر انزلها كاملة بس قلت اخلي فرصة للي يحبوا يعلقوا

ومن جد اتمنى القى ردود حتى لو نقد عشان اقدر اطور نفسي اكثر..

وسلامتكم

اتركم مع الفصول..


esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 05:21 PM   #5

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني: لا تتركني...أرجوك..


ما أصعب أن تبكي بلا " دموع" .. وما أصعب أن تذهب بلا رجوع! ..
وما أصعب أن تشعر بالضيق! .. وكأن المكان من حولك يضيق ..
ما أصعب ان تتكلم بلا صوت!... أن تحيا كى تنتظر الموت...


فتحت هاتفي...ونظرت إليه بصدمة...بدأ قلبي ينبض بشدة...كان هناك خمسة عشر مكالمة من جدي...وست رسائل بأوقات مختلفة…

ما الذي حدث ياتری؟؟

فتحت الرسائل لاقرأها:
(جون لماذا لاترد علی هاتفك...إذا رأيت رسالتي اتصل فوراً)الساعة (9:50صباحا)

(جون هاتفك مغلق ما الأمر يابني هل كل شيء علی مايرام) الساعة (11:15) صباحاً

(جون بدأت أقلق يابني لماذا لم تتصل) الساعة (4:30) مساءً

(جون هل كل شيء علی مايرام ...لماذا لم تفتح هاتفك بعد) الساعة (6:00) مساءً

(يا إلهي ياجون...أقلقتني كثيراً. ..أرجوك اذا رأيت رسالتي قبل أن تنام اتصل علي حتی لو كان الوقت متأخراً. ..سأنتظر اتصالك) الساعة (9:25) مساءً

(جون لماذا لم تتصل حتی الأن...ألم تفتح هاتفك بعد ...مازلت انتظر اتصالك) الساعة (5:40) صباحاً

يا الهي ما الذي فعلته...إذاً لم يكن ستيف من اتصل بالأمس ...كان جدي…

اتصلت عليه بسرعة..وبعد عدة ثوان شعرت بأنها ساعات ..وصلني صوته الحنون :جون يابني هل أنت بخير..

قلت بسرعة:جدي أنا آسف لا أعرف كيف أعتذر.. ولكن كنت في محاضرة وقت اتصالك...ثم نفذت بطاريتي...وحين عدت للمنزل انشغلت بالمذاكرة للامتحان ..ولم أفتح الهاتف إلا الآن...أعتذر...أعتذر كثيراً…

-حسناً لابأس يابني هل ذاكرت جيداً. .

-نعم..هذا الأسبوع ملئ بالامتحانات...تمنی لي التوفيق..

-بالتوفيق يابني ولكن تذكر ألا تهمل دروسك..

صمت قليلاً ثم قلت بتردد:جدي...كل شيء علی مايرام..أليس كذلك؟؟

-ااا...نعم لاتقلق يابني كل شيء بخير…

ازدادت نبضات قلبي.. صوته ليس طبيعياً. .وكأنه كان يبكي…

-جدي أرجوك لا تكذب علي...صوتك غريب..

-كلا يابني كل ما في الأمر أنك اقلقتني..

-اها. ..حسناً أين جدتي هل أستطيع التحدث معها…

لم يرد...بدأت انفاسي تتسارع...كنت متأكداً أن شيئاً قد حدث…

-جدي ما الأمر هل جدتي بخير؟؟

-اااا.في الحقيقة يا جوني إنها مريضة جداً. ..إنها في العناية المشددة..أرادت التحدث معك بالأمس ...ولكنك لم ترد…

تزاحمت الدموع في عيني:وكيف هي الآن ...هل أستطيع التحدث إليها..

-ها ..كلا كلا ...إنها نائمة...أعطاها الطبيب بعض المهدئات...لن تستيقظ الآن..

اسمع يابني ...ركز في امتحانك الآن...وحين تستيقظ سأتصل عليك اتفقنا..

قلت بحزن:اتفقنا سأنتظر اتصالك..

اغلقت الخط...ومسحت دموعي...يا الهي لماذا لم أرد...كله بسبب ستيف…

توجهت نحو قاعة الأمتحان...لم يعد لدي رغبة في الأكل..

وبعد أن انهيت الحل ...خرجت من القاعة...وجلست تحت أحد الأشجار..

أريد استنشاق بعض الهواء….

أشعر بالضيق...أفكر بجدتي..

تبقت نصف ساعة قبل بدأ محاضرتي..هل أتصل الآن؟؟.

لم يدم تفكيري طويلاً قبل أن يرن هاتفي معلناً مكالمة من رقم غريب..

نظرت إلی الشاشة وعقدت حاجبي...غريب ...من يكون..

أجبت علی المكالمة ووضعت السماعة علی أذني…

وما إن سمعت صوته حتی بدأ الحقد يشتعل في قلبي من جديد..

-اا..مرحباً جون. ..كيف حالك يابني…

صرخت بغضب:ما الذي تريده...أخبرتك أنني لا أريد سماع صوتك…

وبصوت أعلی:ألا تفهم…

-جون يابني لاتقل هذا...أنا والدك…

-ششش لست والدي أتفهم...لقد مات والدي منذ زمن طويل…

زفر بعمق ثم أجاب:اسمع يابني أعلم أنك غاضب مني ولكن...أريد الاعتذار...صدقني لم أعلم بوفاتها إلا الآن...وإلا كنت حضرت لجنازتها...أنا آسف حقاً...سأحاول المجئ اليوم...بلغ تعازي لجدك..

لم أرد...شلت الصدمة لساني عن الكلام...ما الذي يقوله...من التي توفيت…

-جون...هل تسمعني..

أجبت بصوت متهدج:ما الذي تقوله...من هي التي توفيت...ليست جدتي أليس كذلك….أخبرني جدي أنها في المستشفی….وسأكلمها بعد قليل…

صرخت:أنت تكذب…

-ااا...جون...الم تكن تعلم..

أقفلت الخط علی وجهه واتصلت علی جدي بسرعة…

-مرحباً جوني...كيف كان امتحانك..

أجبته بصوت متهدج:أريد أن أتحدث مع جدتي الآن…

-ولكن جوني مازالت نائمة…

ازداد بكائي:إلی متی كنت تنوي اخفاء هذا الامر عني...متی توفيت..

زفر بعمق ثم أجاب:توفيت في صباح الأمس...اتصلت عليك لتحضر جنازتها...ولكنك لم ترد..

اجبت بهمس:إذا لقد ماتت حقاً. .

-جون يا عزيزي..تمالك نفسك..

اخذت نفسا عميقاً في محاولة مني لايقاف بكائي:جدي سآتي إلی آشلاند..

-كلا كلا لا تأتي...لا يوجد أي داع لقدومك...لقد تم دفنها وانتهی الأمر...كما أنك قلت أنه لديك امتحانات هذا الأسبوع…

-لا يهم سأعيد امتحانتي فيما بعد..

-كلا يا جون..لا تأتي...إن كنت تحبني حقاً لا تأتي...أعلم أن مصروفك بالكاد يكفيك...لا تاتي هل فهمت؟

-ولكن…

-قلت لا...انتهی النقاش..

قالها جدي ثم أغلق الخط...وضعت رأسي علی ركبتي وبدأت بالبكاء...لماذا يحدث هذا معي...توفيت جدتي ولم أكن بجانبها…

شعرت بيده علی كتفي:جون مالأمر لماذا تبكي..

دفعت يده بقوه:ابتعد عني ...لا أريد رؤيتك….كل مايحدث لي بسببك...ابتعد..

ضرب ستيف وجهه بيديه ثم صرخ:يا الهي ألهمني الصبر...ماذا ...ما الذي فعلته الآن….لقد وصلت لتوي….لقد نفذ صبري...ما هذا كل مصيبة تضعها فوق رأسي...كما أنني…

قاطعته بسرعة:بسبب مزاحك السخيف توفيت جدتي دون أن أعلم….هل تعلم...كان جدي يتصل بالأمس ولم أرد عليه..

هل تعلم لم لم أرد….لأن شخصاً سخيفا قام بتغيير نغمة هاتفي وجعلني أغلقه ولم أرد…

والآن جدي لايريدني حتی أن أعود إلی آشلاند لابقی إلی جانبه..

صرخت:كله بسببك..

لم يرد…


طبعاً لن يرد…

ما الذي يستطيع قوله…

يعلم أنه مخطئ…

نظر إلي بصدمة ثم ابتعد عن نظري...هل جرحه كلامي؟؟

لا يهمني...كان يجب أن يوقفه أحد عند حده..

بعد دقائق ..عاد وبيده قارورة ماء وجلس أمامي:جون..خذ ...أنا آسف جداً. .صدقني لم أقصد..

أخذتها من يده وهمست:شكراً...ستيف..لقد غضبت قليلاً. .لاتؤاخذني...

-اه كلا لامشكلة...اسمع جون...عد إلی السكن لترتاح..

-حسناً..ولكن أرجوك لا تؤاخذني يا ستيف..

-لا تقلق لقد نسيت الأمر...هيا يا جون...لدي محاضرة الآن لا أريد أن أتأخر..أراك لاحقاً. .

خرجت من الجامعة و توجهت لغرفتي…

جلست علی سريري…

أشعر بالوحدة...أتمنی لو كنت بكابوس مزعج...

لابد أنني أحلم..سأستيقظ الآن ويكون كل شيء قد انتهی..

كان الهدوء فضيعا...بدأت أسمع صوت دقات الساعة وهي تتحرك...لماذا يمر الوقت ببطء…

بدأت انزعج من صوتها...

وضعت يدي علی أذني...بدأت عيناي تدمع:جدتي..لماذا رحلتي. .

لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر...مسحت دموعي ثم وقفت من السرير وتوجهت نحو الخزانة…

أخرجت حقيبتي ...وضعت بها بعض الثياب…

سأذهب إلی آشلاند..إنها التاسعة والنصف الآن...إن تحركت الآن سأصل إلی هناك حوالي الساعة الثالثة..
أنا قادم يا جدي...
.
.
.
آشلاند-الثالثة والربع مساءً..

طرقت الباب بتردد...سيغضب جدي بالتأكيد…

فتح الباب.. نظر إلي بصدمة ثم فتح يديه ليحتضنني..

أحتضنته بشدة وانفجرت بالبكاء:أنا آسف ياجدي….لم أستطع الاحتمال أكثر...شعرت باختناق..أرجوك سأبقی هنا ليومين فقط ثم أعود..

-حسناً يابني لابأس...ادخل الآن..

-جون..أنت هنا..

نظرت إليه باشمئزاز...ثم نظرت إلی جدي:ما الذي يفعله هذا الرجل هنا..

أنبني جدي:جون...أظهر بعض الاحترام...إنه والدك..

قبلت رأسه متجاهلا وجود والدي:أنا متعب يا جدي سأذهب للنوم..

توجهت نحو غرفتي..

ولكن..حين رأيت غرفة جدي وجدتي غيرت وجهتي فوراً ودخلت إليها..

ألقيت بجسدي علی السرير..

اعتدت النوم بجانبها حين أشعر بالضيق…

لقد كانت أمي تنشغل بعملها دائماً وتتركني عند جدتي...

كانت أقرب إلی قلبي من أمي حتى...

سأفتقدها كثيرا.ً..

سمعت صوت الباب وهو يفتح...ثم أتاني صوته الهامس...كم أكرهه:جون هل نمت..

تجاهلته مدعيا النوم…

سمعت صوت خطواته وهو يقترب من السرير..

قام بوضع البطانية علی جسدي...ثم جلس بجانبي وبدأ يتحسس شعري..

شعرت برغبة بالبكاء...نعم...أنا أفرح كثيراً حين أشعر باهتمامه بي…

هناك طفل صغير بداخلي يصرخ...أبي... لا تتركني..ابق بجانبي…

ولكنني أحاول جاهداً إسكات صرخاته...لن أبكي من أجله أبداً …

إنه لا يريدني…

إنه لا يستحقني...

اقترب مني ثم بدأ يهمس بأذني بكلمات لم أفهمها…

ولكن دون أن أشعر بدأت الدموع تنزل من عيني…

أرجو أن لا يكون قد لاحظ ذلك..

بعد أن انتهی...سمعت صوت خطواته وهو يبتعد عني…

خرج ثم أقفل الباب خلفه بهدوء..

جلست علی السرير..ومسحت دموعي...كنت أريده أن يبقی بجانبي أكثر...لا تتركني...أرجوك...

noor elhuda likes this.

esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 05:23 PM   #6

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث :بداية الضياع

تهت وتعثرت خطوتى

تهت ومحيت ابتسامتى

تهت وماتت ضحكتى

تهت وتاهت عنى أفكارى

تهت وما عرفت اجيد قرارى




عدت اليوم إلی بورتلاند مرة أخری...دخلت إلی غرفتي...بحثت عن ستيف ...ولكنه لم يكن موجوداً. ..

جلست علی الأريكة...وضعت يدي علی رأسي...اففف ستيف أين أنت….أخبرتك أني سآتي اليوم…

لا أريد أن أبقی وحدي...أشعر بالوحشة..

وقفت وتوجهت نحو غرفتي...نظرت إلی الساعة...إنها الرابعة والنصف مساءً. ..هذا غريب … أين يمكن أن يكون…

جلست علی المكتب...وضعت يدي علی خدي بضجر. ..اففف لم أعد أحتمل الهدوء…

فتحت الدرج... وجدت الكتاب الذي أهدتني أياه جدتي…

أخرجته وفتحت أول صفحاته لاقرأ رسالتها…

قرأتها مراراً وتكراراً. ..بدأت الدموع تتجمع في عيني:جدتي أشتاق إليك كثيراً....

فكرت بذلك الوقت ...مادمت أشعر بالوحدة...لم لا أقرأه..

بدأت أفكر...أنا في حياتي كلها لم أقرأه…

كنت أكتفي بسماعه من جدتي...أو بقراءته مع القس كل أحد…

إذا كان الكتاب المقدس هو كلام الرب إلينا...لماذا لا أقرأه لأری ما الذي يريد الرب قوله لي…

نعم...هذا ما اهدتني اياه جدتي...الكتاب المقدس..

قد تستغربون هذا ولكن جدتي قامت بتربيتي علی الماثودية (طائفة من طوائف النصرانية)..

وقد كانت شديدة الالتزام...اعتدت علی الذهاب معها الی الكنيسة يومي الاحد والاربعاء…

وهذا يعد التزاما شديداً في المسيحية…

في صغري..كنت احضر مدرسة الاحد...وقد كنت استمتع كثيراً بالاستماع لقصص الانبياء..

فتحت الكتاب وبدأت القراءة..

بدأت اقرأ سفر التكوين وقرأت قصة ادم وخروجه من الجنة ثم بدأت اقرأ قصص الانبياء التي أعرفها مسبقاً ..

ولكن…

كان هناك جانب من تلك القصص قرأته لأول مرة وصدمني بشدة!!

حين قرأت قصة النبي نوح كتب عنه أنه شرب من الخمر فسكر وتعرى ، ورأى ابنه عورته فلعنه ولعن أبنه ـ أي حفيد نوح !!!!!

استوقفني هذا الأمر لوهلة..

قلت في نفسي اذا كان نوح مدمنا للخمر..كيف عرف أنه يوحی إليه!!

قد يأتي أي شخص بعد أن يسكر ويقول أن الرب تحدث معي بالأمس…

أنا أعني أن شرب الخمر يجعل الشخص فاقداً للمصداقية..

حاولت أن أبعد هذه الافكار عن راسي واكملت القراءة..

و حين وصلت لقصة النبي لوط..
كتب عنه أن ابنتيه اسقينه خمرا وسكر ثم زنى بهما وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!!!

اتسعت عيناي بدهشة!!

نبي يزني ..ومع من!!

ابنتاه!!

اصبحت اتجاوز كل شيء و أبحث عن قصص الأنبياء فقط...

وصلت إلى قصة النبي اسرائيل(يعقوب)


كتب عنه أنه صارع الرب وكاد يغلبه!!

مهلا لحظة..كيف لنبي أن يصارع الرب ويكاد يغلبه؟؟

أليس للرب القوة المطلقة؟؟

في المسيحية يعد السؤال عن مثل هذه الأمور إثما..

لهذا كنت كلما قرأت أمرا كهذا أتغاضی عنه واكمل القراءة..

وحين وصلت لقصة موسی وهارون كتب أنهما لم يقدسا الرب بين شعب إسرائيل كما أمرهما ..

أما هارون فقد قام بصناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه من دون الله ..

وأحد أكثر القصص التي صدمتني واثرت في نفسي ...هي قصة النبي داوود..

حيث أنه رأی زوجة جاره وهي تستحم فأعجبته وزنا بها..فحملت منه...فقام بتدبير مؤامرة لقتل زوجها ليغطي علی جريمته..ثم تزوجها وانجب منها سليمان!!

هذه القصص التي أقرأها هي لمجرمين خطيرين...وليس لأشخاص ممكن اتخاذهم كقدوة…

فداوود كما قيل زان وقاتل …

وابنه سليمان تزوج من نساء أجنبيات مخالفا الشريعة وأملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام وأقام لها معبدا..

و من الأنبياء من مات منتحرا ، ومن اتخذ امرأة زنا بأمر ( الرب ) وقتل الأطفال وشق بطون الحوامل ، ومن تعصب مع الرب وتطاول عليه . ونبي يكذب ،ونبي يذهب لعرَّافة كي تحضِّر له روح نبي آخر ، ونبي يتسبب في قتل صاحبه . ونبي أحمق يمنعه من الحماقة ( حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقاً بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. )

صدمت كثيراً...فإذا كان الأنبياء والرسل الذين اصطفاهم الله عصاة ولا ينفذون التعاليم التي يدعوننا لها، فهل مطلوب منا نحن البشر العاديين أن نكون أحسن من الأنبياء والرسل؟!

اغلقت الكتاب بضيق...جلست علی الكرسي لدقائق دون أن أتحرك...كان من الصعب علي تقبل الأمر..

نظرت إلی الساعة..إنها الثامنة مساءً…

يا الهي هل استغرقت كل هذا الوقت في القراءة!!

اففف لماذا لم يعد ستيف حتی الآن…

وضعت الكتاب في الدرج...قررت أن أتجول في الحديقة المجاورة للسكن في محاولة مني لنسيان ما قرأته…

عدت إلی السكن بعد نصف ساعة...ولكن للأسف لم أستطع التوقف عن التفكير…

جلست علی الأريكة وفتحت التلفاز…

كنت أقلب القنوات بضجر…

رأيت فلما يعرض..فبدأت أتابعه…

لقد رأيت هذا الفلم من قبل ولكني أبحث عن أي شيء يقتل الصمت بداخل الغرفة..

اغلقت التلفاز و توجهت نحو سريري لأنام..

حاولت النوم..لا أعرف كم مر من الوقت وأنا أتقلب في فراشي...يا الهي لماذا لم أعد أتحمل الهدوء..

أخيراً بدأ النوم يتسلل لجفوني..

دخل إلی الغرفة ضوء خافت بسبب فتح ستيف للباب..

فتحت عيني بتثاقل…

دخل ستيف وهو يمشي علی أطراف أصابعه و وضع شيئاً علی المكتب ثم خرج وأقفل الباب بهدوء..

انتابني الفضول لأعرف مالذي وضعه..

وقفت بسرعة وأشعلت الضوء ثم توجهت نحو المكتب..

إنه دفتري الخاص بالسيد ويليام..

فتحته وفتحت عيني بدهشة…

لقد قام بنسخ الواجب الذي طلبه مني السيد ويليام…

تزاحمت الدموع في عيني…

خرجت من غرفتي بسرعة متوجهاً لغرفته..

فتحت الباب بقوة واشعلت الضوء…

قفز ستيف من سريره ووضع يده علی عينه:جون ماهذا اقفل الضوء...لقد أفزعتني..

توجهت نحو سريره وجلست بجانبه:أتعلم...أنت أفضل صديق علی وجه الأرض….أين كنت يافتی شعرت بالوحدة..

-أولاً. ..احم...أنا أعرف أنني رائع..
ثانياً. .أعلم أنك لاتستطيع العيش بدوني..
ثالثاً..لقد كنت أنسخ لك الواجب وقد كنت أشتم السيد ويليام بداخلي بفضله الان أشعر بألم بكتفي كما أنني متعب وأريد أن أنام..

انفجرت بالضحك:ههههه تستحق هذا..

نظر إلي بصدمة:انظر إلی ناكر الجميل...اين الدفتر أعطني أياه لأمزقه حالاً…

-ههههههههههههههههه

-مالمضحك الآن أتكلم بجدية إن لم تخرج من غرفتي سأقوم بتمزيق دفترك..

نظرت اليه بابتسامة..وجود الأصدقاء في حياتك نعمة عظيمة...لا أعرف كيف يتمكن من ادخال السرور إلی قلبي بكل سهولة...إنها المرة الأولی التي اضحك بها منذ وفاة جدتي..

-لماذا تنظر إلي هكذا...حسناً حسناً...أعلم أنك معجب بي هيا الآن أخرج حتی أنام قبل أن أفعل شيء لن يسرك..

-ههههه حسناً. .أي شيء إلا غضبك يا سيدي…

-احم هيا اخرج واغلق الباب…

خرجت من غرفته ثم توجهت نحو غرفتي ونمت براحة…
.
.
.
مرت عدة أيام..ولكني لم أستطع التوقف عن التفكير
في ما قرأته...فحين كنت صغيراً. .كنت أقول لجدتي أنني أتمنی أن أعيش مع الأنبياء حتی أصدقهم وأساندهم في دعوتهم...أما الآن ..فقد أصبحت أشك في كونهم أنبياء أصلاً. ..

لقد قررت أن أذهب لسؤال القس...لا أستطيع السكوت أكثر…

بدأ الناس يخرجون من الكنيسة..

أما أنا فقد كنت شارذ الذهن...لا أعلم كيف أبدأ بسؤال القس..

-بني هل هناك مشكلة…

أعادني صوته إلی الواقع..وقفت بسرعة ثم نظرت إلی الأرض وقلت بتردد:في الحقيقة..لدي بعض الأسئلة…

نظر إلي باهتمام:حسناً. .تفضل واسأل..

كنت أنظر حولي بتوتر:اااا...لقد كنت أقرأ الكتاب
المقدس منذ عدة أيام…

-حسنأ هذا جيد..

-نعم..ولكن في الحقيقة لقد قرأت أشياء سيئة عن الأنبياء...وفي الحقيقة...لم أستطع التوقف عن التفكير بها...أعني...هؤلاء الرجال قد فعلوا أشياء سيئة للغاية...كيف من الممكن أن نتخذهم كقدوة...لا أعلم ولكن الأمر ضايقني كثيراً...

قلتها ثم نظرت إليه بتوتر..

-اوه هل انتهيت..

-نعم..

-حسناً اسمع يابني..ما اسمك؟

-جون..

-حسناً ياجون اسمع نصيحتي...لاتجعل قلة المعرفة لديك تلوث إيمانك...لا تهتم بهذا الأمر كثيراً. .

كما أننا نقوم باتباع العهد الجديد...وما كنت تقرأه هو العهد القديم...وقد أنزل علی بني إسرائيل وهم أناس همجيون وقد ارتكبوا الكثير من الاخطاء..

ابدأ بقراءة العهد الجديد...ستری أن الأمور قد أصبحت أفضل..

في الحقيقة شعرت بالاحباط...كان هناك أمل في داخلي أن يكون هذا الكلام مجرد افتراءات…

لم أستطع تقبل الأمر أبداً..

-هل هناك سؤال آخر ياجون..

-اا..كلا..أشكرك كثيراً..أنا متأسف لازعاجك..

-علی الرحب

خرجت من الكنيسة وعدت إلی السكن...ولكن لم يتغير شيء..لازلت مصدوما…

قررت أن قرأ العهد الجديد...ربما أشعر بالتحسن…

كانت هناك عدة اشياء تعلمتها من العهد القديم...ولكن أهم ماتعلمته...أن الرب واحد ولا يضاهيه شيء..

وقد كان هذا مخالف لما تعلمته في صغري بأن الرب هو الاب والابن وروح القدس...اله واحد ولكن ثلاثة أقانيم..

كانت جدتي تقول لي أن الأمر مثل البيضة بها صفار وبياض وقشرة ولكنها في النهاية بيضة واحدة...وهكذا يكون الرب…

في الحقيقة كان كثيراً مايسبب هذا الأمر الارتباك بالنسبة لي…

ولكن جدتي كانت تقول لي أن الرب لامحدود ولن أستطيع فهم هذا بعقلي المحدود...وأن علي أن أؤمن فقط..

حين بدأت القراءة...كنت أركز علی كلام يسوع (عيسی) فقط…
وماوجدته كان مدهشا…

فيسوع لم يقل لمرة واحدة أنني إله فاعبدوني..

بل علی العكس كانت هناك مواضع قد سجد فيها يسوع ودعا ربه ..

كما أنه حين سأل عن اعظم وصية قال اسمعوا يا اسرائيل إن الرب الهكم اله واحد…

صحيح أنه كان يقول انه ابن الله ولكن كلمة الابن في الكتاب المقدس كانت تطلق علی كل الانبياء ولا يقصد بها بنوة حقيقية…

فتح ستيف الباب:مرحباً جون أين أنت يافتی ما الذي تفعله…

نظرت إليه بحيرة:ستيف أود أن أسألك شيئا. .

-ماذا..

-ماهي عقيدتك في يسوع…

ضحك ستيف:ههههه جون أنا أسوأ شخص يمكن أن تسأله عن المسيحية…

-لماذا ألست مسيحياً ..

-لست متأكداً من ذلك…

-مالذي تقصده هل أنت ملحد؟؟

-كلا أنا أؤمن بوجود إله...ولكن بالنسبة ليسوع فأنا أعتبره رجلاً عظيماً ..ولكن لا أؤمن بأنه إله…

-هل تعني بإنه نبي..

-لا أعلم من الممكن أن يكون نبياً...جون لا أحب النقاش بهذه الأمور صدقني إذا بقيت معي سألوث تفكيرك إذا أردت أن تسأل أحداً اذهب لسؤال القس..

-لا حقاً أتعلم أنت محق…

-ماذا تقصد..

-أعني أن يسوع لم يقل لمرة أنه إله بل علی العكس...كلامه يثبت أنه نبي…

ابتسم ورفع حاجباه:اوه حقاً حسناً إذا أنا مسيحي هههه..

قلت بضيق:أما أنا فقد أصبحت أشك حتی بكونه نبي…

-ما الذي تقصده..

-أتعلم ياستيف مالذي يعنيه صلب يسوع؟؟

-ماذا؟

-كتب في العهد القديم ملعون كل من علق علی خشبة...وهذا يعني أن يسوع ملعون إذاً لم يكن نبياً والا لكان الرب أنقذه..

-جون ماهذا الذي تقوله…

تابعت حديثي:أنا أتكلم بجدية هذا ما يقوله الكتاب المقدس...أتعلم أيضاً. ..لقد قام الأنبياء بفعل أشياء شنيعة جداً لا أجرأ حتی علی قولها..

نظر إلي بشك:إذا؟؟

زفرت بعمق:ستيف...لم أعد أستطيع أن أؤمن بالمسيحية بعد الآن..

نظر إلي بدهشة:هل تفكر بالإلحاد؟؟

-كلا ولكن سأبحث عن الدين الحق ..إذا كان هناك دين منزل من عند الرب يجب أن يكون كاملاً لأن الرب كامل...ألا تتفق معي في هذا؟؟

وضع يده علی رأسه وقال بتفكير:لا أعلم يا جون أنت حر في اعتقادك..ولكن إذا أردت رأيي..لا تتعجل الأمر...إذهب لسؤال القس…

-أنا لم أستعجل...لقد استغرق الأمر مني ثلاثة أشهر حتی أصل لهذا القرار..ولكن سأجرب أن أسأل القس لآخر مرة...أتمنی أن أجد جواباً شافيا…

ذهبت في اليوم التالي لسؤال القس...أخبرني وقتها أنني بدأت أسأل في أمور خطيرة..وأخبرني أن هذه الاشياء لا يمكن تبريرها بالعقل...إنها تبرر بالإيمان فقط..

ولكن لا...لم أستطع الاقتناع بكلامه..قلت في نفسي...إذا كان الرب يريدني أن أؤمن فقط لماذا أعطاني العقل...أعطاني الرب العقل لسبب…

إن لم يكن يريد مني التفكير لكان أبدلني إيماناً بدل العقل..

في ذلك اليوم..اتخذت أصعب قرار في حياتي…

لقد تركت المسيحية. ..إلی الأبد...



esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 05:27 PM   #7

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع:كلها أكاذيب

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

هل أنا حر طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود

أتمنى أنني أدري ولكن

لست أدري


ايليا ابو ماضي

مرت عدة ساعات وأنا أتقلب في فراشي...لا أستطيع النوم...أشعر بالضياع..

لقد قررت أن أبحث عن دين..ولكن من أين أبدأ…
نهضت من الفراش وتوجهت نحو المكتب..أخذت دفترا وقلم...ثم فتحت هاتفي وبدأت البحث…

كنت أبحث عن الاديان وكتبهم المقدسة…

فقد قررت أن أقيم كل دين من خلال كتابهم المقدس…

بعد ساعات من البحث...أعددت قائمة بالكتب المقدسة التي سأقرأها...وقد كانت كالتالي:

"القانون البالي" للبوذية
"افستا "للديانة الزادشتية
" گِنزاربا" الكتاب المقدس لديانة الصابئة المندائيون
"القرآن "للمسلمين
"غرنته"السيخيه
كتب الهندوس المقدسة، وهي اربعة:
الوبدا -قوانين(منو)-مهابهارتا - كيتا - بوجاواسستها - راما

نظرت إلی القائمة ثم وضعت الدفتر بجانبي وعدت لمحاولة النوم..

في الصباح التالي...جلست في كافتيريا الجامعة أشرب كوبا من القهوة…

أشعر بالارهاق...لم أستطع النوم جيداً بالأمس..

أخرجت الدفتر ونظرت الی القائمة بضجر…

يا الهي من أين أبدأ..

كيف سأعثر علی هذه الكتب..

سحب ستيف الدفتر من يدي:ماهذا

اخذته منه بسرعة وصرخت:لا تتدخل..

-مالأمر لماذا غضبت الآن..

قالها ثم جلس أمامي…

-لاشيء لست غاضبا..

نظر إلي وقال بشك:جون هل أنت جاد بشأن بحثك عن دين..

زفرت بعمق:نعم..

-حسناً إذا أعطيني الدفتر لأری ربما أستطيع مساعدتك..

لم أتردد في إعطاءه الدفتر فأنا فعلاً بحاجة للمساعدة..

نظر إلی القائمة ثم علت وجهه ملامح الاستهزاء:اوه هل ستقرأ عن الإسلام أيضاً. .

-نعم هل تعرف شيئاً عنه..

ضحك ثم قال بثقة:ههه نعم أنا أعرف كل شيء عن الإسلام..

-اوه حقاً. ..وماذا تقول عنه..

وضع يده علی ذقنه بتفكير ثم قال:باختصار إنه أسوأ دين علی وجه الأرض..

عقدت حاجبي:لماذا..

-احم من أين أبدأ..
أولاً:إنهم يعبدون القمر ويقومون بتقبيل الأرض خمس مرات في اليوم..
ثانياً:يقومون بقتل كل شخص لايؤمن بدينهم حتی يذهبون إلی الجنة ثم يحصلون علی سبعين حورية..

ممم وماذا أيضاً. .نعم إلههم يعيش في داخل صندوق أسود وسط الصحراء..

نظرت إليه بصدمة:ستيف هل أنت جاد..

-ههههه انظر إلی وجهك هههه إن كنت لاتصدقني سأثبت لك..

قالها ثم بدأ يبحث في هاتفه وبعد عدة ثوان وضع الهاتف أمامي:ها انظر إنهم يسمونها الكعبة..

نظرت إلی الصورة بصدمة...كانت صورة لرجال يلتفون حول هذا الصندوق الأسود الذي يسمونه الكعبة…

هل يصدقون فعلاً أن الإله الذي خلق هذا الكون يعيش بهذا الصندوق الصغير!!

أخذت الدفتر من يد ستيف وشطبت الإسلام من قائمة الأديان الخاصة بي…

مرة عدة شهور وأنا أبحث...قرأت كل كتاب وقع في يدي…

ولكن بمجرد أن أجد أشياء لا أتقبلها أترك الكتاب وأبحث في كتاب آخر..

وقد كنت أدون في دفتري كل ما أستنتجه…

كانت جميع الأديان متفقة علی أن الرب واحد ولا مثيل له..كما أن جميع الاديان متفقة علی أن عباد الله يسجدون ويركعون لعبادته…

لهذا كنت في هذه الفترة أركع وأسجد يومياً وأدعو الإله بأن يرشدني إلی الطريق…

ولكن في الحقيقة لقد تقبلت المسيحية أكثر من غيرها من الأديان..

لا أعلم ربما لأنني تربيت عليها…

أستمر بحثي في الأديان لستة أشهر تقريباً. .

وفي تلك الفترة..نسيت طعم النوم..
.
.
.
كنت أتقلب علی سريري بتعب...أشعر بالنعاس...عيناي تحرقانني...جسدي يؤلمني.. وأشعر بثقل في رأسي..

ولكن لا أستطيع النوم…

جلست علی سريري وبدأت أبكي بتعب..

نظرت إلی المكتب....وقفت من السرير وتوجهت نحوه بسرعة..

أخرجت الدفتر من الدرج وألقيت به علی الأرض بقوة…

فتحته وبدأت أمزق صفحاته بهستيريا...كل مايحدث لي بسببك…

بعد أن انتهيت من التمزيق بدأت أشعر بالراحة..

نظرت حولي ...كانت الغرفة ممتلئة بالأوراق..

جمعتها ثم ألقيت بها في سلة المهملات..

توجهت نحو النافذة...نظرت إلی النجوم وهمست:إلهي ها أنا أبحث عنك ولا أستطيع أن أجدك...لماذا تتركني؟؟

بدأت الدموع تنزل من عيني...كلها أكاذيب…

ربما لا وجود للدين أصلاً...

نعم...انه من اختراع البشر..

إذا كان الرب موجوداً لما تركني وحدي..

نعم...كلها أكاذيب..

في ذلك اليوم...توقف بحثي عن الأديان تماماً..
.
.
.
مر أسبوع علی قراري هذا…

لدي امتحان بالغد…

جلست مع ستيف في غرفته لأشرح له بعض المسائل…

رن هاتفي للمرة العاشرة...ولكنني كنت أقفل الخط في كل مرة…

زفر ستيف بغضب:اففف جون رد عليه ربما يكون شخصاً يحتاجك..

-كلا لا تهتم..

رن من جديد..

صرخ ستيف:جون إذا لم تكن تريد الرد أقفل هاتفك لقد أزعجني..

كان والدي يتصل..لم أكن أريد الرد...ولكن في نفس الوقت لا أريد إقفال هاتفي…

لا أعلم لماذا.. كنت استمتع وأنا أراه يتصل في كل مرة دون يأس..

وصلت رسالة من أبي إلی هاتفي..

فتحتها..وبدأ الحقد يشتعل في قلبي..

بدأت يدي ترتجف…

نظر ستيف إلي :جون مابك .هل أنت بخير؟

-لا أعلم أشعر بالتعب قليلاً. .سأذهب للنوم..

وقفت متوجهاً إلی غرفتي…

دخلت واغلقت الباب ...ثم جلست علی السرير..

نظرت إلی رسالته مرة أخری…

كانت صورته وبيده طفلة صغيرة...وقد كتب تحت الصورة..

(جون...لقد رزقت بإخت اليوم...كنت أود أن تعطيها اسما..أفكر أن أسميها ليلي علی اسم جدتك...مارأيك؟؟)

نظرت إلی الصورة بتمعن نظرت إلی الطفلة وتذكرت نفسي حين كنت طفلاً..

*********************
كان عمري سبع سنوات..

كنت أجلس علی الأرض أقلب ألبوم الصور..

-جوني ما الذي تفعله..

التفت إلی أمي بعينين دامعتين:إنه غير موجود. .

عقدت حاجبيها باستغراب:من هو؟

قلت بصوت متهدج:أبي..أنا لا أجده...لقد قال والد هارولد أن أبي لم يمت...لقد تركني...إنه لايريدني…

بدأت بالبكاء:أمي هل أنا طفل سيء؟؟
لماذا يكرهني؟؟

صرخت أمي بغضب:جون امسح دموعك حالاً. .

حاولت أن أمسح دموعي بيدي الصغيرتين...ولكنها كانت تعاندني...كان بكائي يزداد..

جلست أمي أمامي وأمسكت وجهي بكفيها وبدأت تمسح دموعي..

-جون انظر إلی عيني..

نظرت إليها بحزن..

همست أمي :جون أريدك أن تعدني ألا تبكي من أجله أبداً…

إنه لا يستحق فتی رائع مثلك..

إنه لايستحقك …هل فهمت..
***********************
شعرت بنار تحترق بصدري...هل غرت منها؟؟

ربما..

رميت هاتفي بقوة وصرخت بغضب:أكرهك..

ارتطم هاتفي بالجدار ثم سقط علی الأرض وتفككت أجزاء…

وضعت يدي علی رأسي...أشعر بصداع فضيع…

فتح ستيف الباب:جون ما الأمر سمعت صراخك..

نظر إلی هاتفي:يا إلهي انظر إلی هاتفك المسكين لقد حطمت رأسه..

إنحنی إلی الأرض ليرفع هاتفي..

نظرت إليه وصرخت:اتركه لا ترفعه..

قلتها ثم انفجرت بالبكاء…

اقترب ستيف مني وجلس أمامي:جون ما الأمر مالذي حدث..

-ستيف...لقد تعبت يا ستيف..

ازداد بكائي..

-جون أخبرني ما الأمر ربما أستطيع المساعدة..

مسحت دموعي ونظرت إليه:هل تعلم...أنا لا أستطيع النوم منذ فترة...مر شهر تقريباً من دون أن أنام...لقد تعبت..

زفر ستيف ثم قال:اسمع ياجون...كنت أريد أن أخبرك بهذا منذ فترة ولكني خفت أن تغضب مني..

جون لقد تغيرت كثيراً في آخر فترة..انظر إلی وجهك كيف أصبح شاحبا..

جون ياعزيزي يجب أن تذهب إلی طبيب نفسي صدقني سيساعدك كثيراً…

نظرت إليه وزفرت...هل سيتمكن طبيب نفسي من حل مشكلتي ياتری؟؟

noor elhuda likes this.

esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 05:33 PM   #8

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

نهاية الفصول

انتظر اراءكم ...وتوقعاتكم

ايش المشكلة مع جون وابوه

هل جون راح يرضى يروح لطبيب نفسي

مين حبيتوا أكثر جون ولا ستيف

ملاحظة: يوم كتبت عن الانبياء لم أقصد الاساءة إليهم رضي الله عنهم أجمعين ولكن..

جون ليس مسلماً والكلام في الرواية على لسانه فأرجو ألا يساء فهمي في هذه النقطة

انتظروني في الفصل القادم غداً ان شاء الله بعنوان(صوت من الجنة)

توقعاتكم



esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-15, 12:39 PM   #9

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس:صوت من الجنة

لا لست وحيداً
أنا هنا وسط أحزاني..
كم فقدت من عمري
وأنا لازلت أجهل أين أمضي..
هل ستنتهي الحياة وأنا هنا ؟؟
إلى أين الطريق؟؟

جلت ببصري في أرجاء الحديقة..لدي الكثير من الذكريات الجميلة هنا..

أمام هذا الباب سقطت وتعثرت..

وتحت تلك الشجرة ركضت ولعبت..

وبحانب هذا الجدار كنا نجتمع للشواء..

كم كنت سعيدا…

نظرت إلی باب البيت...تزاحمت الدموع في عيني…

لقد اشتقت لهذا المكان كثيراً. ..

اشتقت لكل تفاصيله..

غرفه...جدرانه...أثاثه…

ولكن أكثر شيء افتقده... راحة البال التي كنت أنعم بها..

لماذا وصلت لهذه الحال؟

وقفت أمام الباب وطرقته…

وصلني صوته الحنون:حسناً حسناً أنا قادم .

فتح الباب ثم نظر إلي بصدمة:جوني!!

احتضنته بشدة:اشتقت إليك كثيراً ياجدي..

ابتعدت عنه وقبلت رأسه...ولكنه لازال مصدوما

-جون مالأمر لماذا لم تخبرني بقدومك هل هناك مشكلة؟؟

نظرت إليه بابتسامة:كلا لايوجد مشكلة لقد أردت أن تكون مفاجأة..

-حسناً تعال واجلس يابني…

دخلت وجلست علی الأريكة..

توجه جدي نحو المطبخ:سأذهب لأحضر لك شيئاً تأكله لابد أنك جائع..

-كلا كلا...تعال واجلس جانبي فقط. ..أشتاق إليك كثيراً…

جلس جدي بجانبي…

-جون هل كل شيء بخير …

-نعم أخبرتك كل شيء بخير..

-إذا لماذا أتيت….ماذا عن دراستك؟؟

-إنها عطلة نهاية الأسبوع..سأعود غداً...أشتقت إليك فقط

أمسك وجهي بيديه ونظر إلی عيني…

لقد اعتاد أن يفعل ذلك ليعلم إن كنت أكذب عليه..

لا ألومه علی عدم تصديقي...فأنا لم أتي في اجازة منتصف السنة…

لهذا استغرب قدومي في عطلة نهاية الأسبوع..

نظرت إلی الأرض بتوتر..

-جوني أنظر إلی عيني..

شعرت برغبة بالبكاء...أود أن أخبره بكل شيء...جدي لقد نسيت طعم النوم...جدي أنا أعاني كثيراً..سبب قدومي هنا أني أصبحت أفكر بالانتحار بكل جدية..

-جون قلت لك انظر الی عيني..

نظرت إليه بعينين ممتلأتين بالدموع..

عقد جدي حاجبيه وأمسك بكتفي:لم أكن مخطئاً. .هناك ما يضايقك حقاً…

وضعت يدي علی رأسي و انفجرت بالبكاء…

همس جدي:جون لن أجبرك علی الكلام…ستخبرني بالأمر حين تكون مستعداً…

مسحت دموعي وقبلت رأسه...شعرت ببعض الراحة...علی الأقل لن أضطر لاخفاء بكائي…
.
.
.

أصوات الموسيقی في كل مكان..
جلس ستيف أمامي وهو يتمايل مع أنغام الموسيقی..
-هي جون هل تريد الرقص. .

-كلا أنا مرتاح هكذا..

وقف ستيف:حسناً...سأذهب لأحضر شيئا أشربه...هل أحضر لك معي؟؟

-كلا أشكرك..

شعرت بدوار شديد..ثم بدأت أشعر بالغثيان…

وضعت يدي علی فمي بقوة..

وضع ستيف يده علی كتفي:جون هل أنت بخير…

تحولت ملامح ستيف للفزع:جون هناك دم يخرج من فمك!!

نظرت إلی يدي. .كانت ممتلئة بالدم…

وفجأة...بدأ الدم يتدفق من فمي وأنفي بشدة…

بدأت أشعر بالدوار...أغلقت عيني بقوة…

أشعر أن روحي بدأت تخرج من جسدي ..

فتحت عيني ببطء. .

كان الظلام شديداً…

مالذي حدث لي...هل مت؟

لاح لي من بعيد ضوء خافت…

زحفت علی بطني محاولا الوصول إليه…

ولكن كلما اقتربت منه كان يبتعد أكثر..

بدأت أصرخ وأبكي بشدة:انقذوني...لاتتركوني هنا…
.
.
.

استيقظت من نومي بفزع…

كنت أتعرق بشدة…

دقات قلبي مرتفعة…

أنفاسي متسارعة..

أغلقت عيني وأخذت نفسا عميقاً كان كابوسا.ً.

في الحقيقة إنها ليست المرة الأولی التي يراودني بها هذا الكابوس…

انه يراودني كثيراً هذه الفترة...وبسببه أصبحت أخاف النوم..

تلفت حولي...أوه أنا في غرفتي بمنزل جدي..

خرجت من الغرفة وتوجهت نحو المطبخ…

شربت كوبا من الماء ثم عدت لغرفتي..

أشعلت الضوء...وجلست علی السرير..

نظرت إلی الصورة الموجودة بجانبي..

كانت صورتي وقت تخرجي من الثانوية...التقطها لي جدي وأنا أقوم بتقبيل رأس جدتي..

ياااه كم كنت سعيدا..

نظرت إلی نفسي في المرآة...لقد تغيرت كثيراً….

فقدت الكثير من وزني في هذه الفترة…

أصبح وجهي شاحبا...برزت عظام فكي...عيناي جاحظتان...وتحيط بهما هالات سوداء…

حملت الصورة ونظرت إليها بحزن:

جدتي أين أنت..لقد تهت من بعدك..

جدتي أنا لم أعد جوني السعيد...أنا لا أستطيع النوم…

تراودني الكوابيس في كل ليلة…

أفكر بالانتحار دائماً..ولكني أفكر بجدي..

حين رأيت جدي وخوفه علي...تراجعت عن فكرة الانتحار..

سأعمل بنصيحة ستيف...يجب أن أذهب لطبيب نفسي..

أعدت الصورة إلی مكانها وتوجهت نحو غرفة جدي وجدتي..

فتحت الباب بهدوء...ثم مشيت علی أطراف أصابعي كي لا أوقض جدي..

وصلت إلی السرير..استلقيت عليه بهدوء..وأغلقت عيني بحثاً عن الراحة…
.
.
.
استيقظت باكراً هذا اليوم...لقد قمت بحجز موعد مع طبيب نفسي …

إني انتظر هذا الموعد منذ أسبوع…

أتمنی أن يجد لي حلا. .

دخلت إلی العيادة وجلست في غرفة الانتظار...

كنت أشعر بالتوتر..

نادت الممرضة اسمي...دخلت الی الغرفة..

استقبلني الطبيب بابتسامة:تفضل واجلس يابني…

جلست أمامه علی الكرسي..ونظرت إلی الأرض بتوتر...

أمسك الطبيب بقلمه ثم نظر إلي:ما اسمك يابني..

اجبت بارتباك:جون...جون باركر..

-حسنا كم عمرك يا جون…

-ثمانية عشر سنة..

اخذ نفسا عميقاً:هيا ياجون ابدأ…

نظرت إليه ثم نظرت إلی الأرض مرة أخری:اااا...لا أعرف من أين أبدأ ..

-حسنا إذاً أريدك أن تخبرني أولاً لماذا تشعر بأنك بحاجة لطبيب نفسي…

شعرت برغبة بالبكاء...لم أقاوم هذا الشعور وبدأت أبكي...نظرت إليه ومسحت دموعي بسرعة:ااا...أنا أسف ...لم أقصد…

-كلا لا بأس ابكي اذا كان البكاء يريحك..

زفرت بعمق:دكتور أنا أشعر أني سأجن...أصبحت أفكر بالانتحار حتی ارتاح...لا أستطيع النوم أبداً. ..

نظر إلي باهتمام: متی بدأت هذه المشكلة…

-ااا...منذ ستة أشهر تقريباً…

بدأ يدون بعض الملاحظات ثم نظر إلي مرة أخری:حسناً ياجون أريدك أن توضح الأمر أكثر...مالذي تقصده بأنك لا تستطيع النوم...هل تعاني من صعوبة في الدخول الی النوم...ام أنك تنام لساعات قليلة...أم ماذا..

قلت بعد تفكير:في البداية كنت أعاني من صعوبة الدخول إلی النوم ولكن حين أنام أشعر براحة...ولكن منذ شهر تقريباً لم أنم أبدأ. ..استلقي علی سريري واسمع كل شيء حولي...وبمجرد أن أبدأ الدخول في النوم أستيقظ بفزع…
في الحقيقة يا دكتور أصبحت أخاف من وقت النوم لم أعد أريد أن أنام…

-لماذا؟!

-هناك كابوس يراودني دوماً. ..لهذا أصبحت أحياناً أقاوم النوم خوفاً من أن يعود مرة أخری... وكلما شعرت أنني سأنام أشعر وكأن شيئا يطرق رأسي ويوقضني..

-حسنا هل بدأت مشكله الأرق بعد وجود أى مشاكل نفسيه...أعني هل كنت تعاني من بعض الضغوطات في دراستك...أو بعض المشاكل العائلية ؟

زفرت بعمق:ليت همي كان يقتصر علی بعض الضغوطات..

نظر إلي باهتمام:لماذا ماهي مشكلتك؟؟

نظرت إلی الأرض وابتسمت باستهزاء:ستصاب بالاكتئاب إن أخبرتك ..

-اوه هل مشكلتك صعبة إلی هذه الدرجة…

-علی الأقل بالنسبة لي…

زفر الطبيب بعمق ثم قال:اسمع ياجون..كل مشكلة مهما كانت صعوبتها لابد لها من حل...يجب أن لا تفكر بالتهرب من مشاكلك عن طريق الانتحار..يجب أن تواجهها…

نظرت إليه بعينين دامعتين:ولكن مشكلتي ليس لها حل..حسناً سأخبرك بكل شيء واحكم بنفسك…

أخبرت الطبيب قصتي في البحث عن الاديان...كان ينظر إلي باهتمام بالغ..مما شجعني علی اخباره بكل شيء:وبعد كل هذا البحث فكرت بأن أترك الاديان كلها وألجأ للالحاد...ولكن المشكلة لم تنتهي...بل علی العكس...لقد تفاقمت أكثر….لم أعد أدري ماذا أفعل...أخبرني أنت ما الحل؟..

لم يرد...نظرت إليه وابتسمت بحزن:جعلتك تحتار أيضاً أليس كذلك…

نظر الي بابتسامة:كلا...في الحقيقة أنا معجب بك..توقعت أن تكون مشكلتك مثل بعض المراهقين...ههه...لا أدري قلت ربما تخلت عنك حبيبتك...أو شيء من هذا القبيل...ولكن فعلاً أهنئك ياجون...أنت فتی ناضج جداً. .

أتعلم..برأيي ياجون أن الرب لم يتخلی عنك….ولكنك لم تبحث عنه في الطريق الصحيح..

فتحت الممرضة الباب:دكتور المريض التالي ينتظر دوره..

-اوه حسنأ. ..

التفت إلي:للأسف لقد انتهی الوقت...كان الحديث معك ممتعا جدا...تمنيت أن تطول الجلسة أكثر...سأصف لك بعض الحبوب لتساعدك علی النوم…وانتظر لحظة أريد أن أعطيك شيئاً. .

وقف ثم توجه نحو مكتبه...فتح الدرج ...أخرج منه كتابا ثم اقترب مني:خذ ياجون. اتمنی أن تعطيه بعضاً من وقتك..

أخذت الكتاب ونظرت إليه..القرآن الكريم...أليس هذا الكتاب المقدس للمسلمين؟؟
نظرت إلی الطبيب وابتسمت مجاملة له..

ابتسم الطبيب:أنا متحمس لأعرف رأيك في الجلسة القادمة إن شاء الله…

همست:لن يكون هناك جلسة قادمة..

عقد حاجبيه:لماذا؟؟

ابتسمت باحراج...لم أتوقع أن يسمعني:ااا ...كلا في الحقيقة أنا أنشغل بدراستي كثيرا لهذا لا أظن أنني أستطيع القدوم مرة أخری ههه..


اردت أن أعيد له الكتاب..

-اوه كلا لابأس اعتبره هدية مني..ولكن حاول أن تأتي مرة أخری حسناً. .

شكرته ثم خرجت من العيادة...نظرت إلی القرآن باستهزاء:لقد تأخرت كثيراً يادكتور..

دخلت إلی السكن...نظر ستيف إلی:جون كيف كانت الجلسة..

ضحكت باستهزاء:انظر ماذا أعطاني…

اقترب مني وأخذ القرآن من يدي:ماهذا..القرآن الكريم؟؟

-انه الكتاب المقدس للمسلمين..

-اوه صحيح. ..هل قرأته؟؟

ابتسمت باستهزاء:لم تعد هذه الأمور تهمني...اخذته مجاملة فقط...لن أذهب لموعده مرة أخری…

أخذت القرآن من يده ووضعته داخل الدرج مع باقي الكتب...من يعلم ربما يأتي يوم وأقرأه من باب التسلية…

خرجت من الغرفة وجلست مع ستيف أمام التلفاز..

التفت ستيف إلي:اوه جون حقاً لقد تذكرت شيئاً...كيفين يود أن يقيم حفلة بغرفته...وقد دعانا للقدوم ما رأيك هل نذهب؟

-حسناً ولم لا..

في المساء ذهبت مع ستيف إلی حفلة كيفين..

كانت أصوات الموسيقی تملأ الأجواء…

شعرت بشعور غريب…

أشعر أن هذا الموقف مألوف بالنسبة لي..

بدأت أشعر بالخوف….مالذي يحدث لي…

التفت ستيف إلي :جون سأذهب لأحضر شيئاً أشربه هل تريد شيئاً…

نظرت إليه بابتسامة:كلا …

ثم اتسعت عيناي بخوف...إنه نفس الكابوس الذي يراودني…

ما الذي يحدث...هل أنا أحلم؟؟

وضعت يدي علی رأسي:كلا ياجون لاتفكر بالأمر...إنه مجرد حلم…

ولكن لا ...لم أستطع ابعاد هذه الكابوس عن رأسي..

كنت انتفض بشدة...أود الصراخ بأعلی صوتي..

أشعر أنني سأنفجر بأي لحظة…

كان كل شيء يدور حولي..

وضعت يدي علی أذني وصرخت بأعلى صوتي:يكفيييي

توجهت الانظار نحوي…

وضع ستيف يده علی كتفي:جون هل أنت بخير

كنت التقط انفاسي بصعوبه..

يكاد قلبي يخرج من جسدي...

خرجت راكضا محاولا الهرب...

كنت ابكي بشدة..

انه هو …

نفس الكابوس الذي يطاردني..

الكابوس الذي حرمني النوم..

لقد تعبت...تعبت..

الی متی سأتحمل هذا العذاب؟

دخلت إلی غرفتي وأقفلت الباب بالمفتاح…

لم أشعل الضوء حتی…

جلست علی سريري...واخذت نفسا عميقا في محاولة مني لتهدئة أنفاسي المتسارعة. ..

أشعر أن هناك شيئا ثقيلا يجثو علی صدري…

شعرت برغبة قوية بالسجود…

لم أقاوم هذا الشعور ..سجدت بسرعة وانفجرت بالبكاء:

إلهي...إلهي. ...أنا لست سعيداً. …

ازداد بكائي…

إلهي….لقد تعبت...هل أنت...تعاقبني لاعراضي عنك..

إلهي ...أنا أبحث عنك ولكن...لا أستطيع أن أجدك..

إلهي...إذا كنت موجوداً...أرشدني….

أنا لا أعرف ماذا أفعل…

أرجوك أرشدني…

لقد تهت...تهت...

تهت في الظلمات…

لا أعرف كم مضی من الوقت وأنا أبكي…

ولكني حين جلست...بدأت أشعر ببعض الراحة..

سأعود للبحث من جديد...وحتی ذلك الوقت...سأحاول أن أكون عبدا صالحاً...

سأسجد دائما واطلب من الاله أن يرشدني…

بدأ ستيف يطرق الباب:جون...جون.. هل أنت بخير .

جون...رد علي…

مسحت دموعي...لا أريد أن أرد عليه...سيبدأ بالاستجواب وأنا لا أرغب في الكلام...أريد أن أبقی لوحدي فقط…

أصبح يطرق الباب بقوة:جون...هل أنت بخير…جون إن كنت تسمعني رد علي…

جون ...إن لم تفتح الباب سأقوم بكسره..

افف يبدو أنه لن ييأس…

توجهت نحو الباب وفتحته. ..

نظرت إليه وصرخت:ماذا….مالذي تريده ها...ألا أستطيع أن أنعم ببعض الخصوصية...دعني وشأني قليلاً. ..

كتف يديه علی صدره:لماذا تصرخ الآن...هل هذا جزائي...تركت الاحتفال معهم من أجلك...خفت أن يكون هناك شيء قد حدث لك…

زفرت بغضب :لم أطلب منك تركهم...عد إليهم…

صرخ بغضب:أتعلم...أنت لا تستحق أن أتحدث معك حتی…

-نعم أرجوك لاتتحدث….أتمنی أن يأني يوم دون أن تتتحدث...ولكنك لاتستطيع...تتدخل في كل شيء...

اتسعت عيناه بدهشة:تقول هذا إذاً. ..حسناً سأريك يا جون...لن أتحدث معك بعد الآن…

-هذا أفضل..

ابعد نظره عني وتوجه نحو غرفته وأغلق الباب بقوة…

واو يبدو أنه غاضب فعلاً. ..انها المرة الأولی التي أراه بها غاضبا لهذه الدرجة…

لا بأس سأعتذر منه في الغد...أما الآن...فأنا لست مستعداً لاستجواباته..

في الصباح التالي خرجت من غرفتي باكراً. ..

إنها الساعة السادسة…

لم تطلع الشمس بعد…

توجهت نحو الجامعة…فجو السكن يشعرني بالاختناق...

لم أنم البارحة….لقد أعطاني الطبيب حبوب منومة...ولكني لم أرغب في استخدامها بالأمس…

لقد خفت أن يعاودني الكابوس مرة أخری…

جلست خلف مبنی كليتي...كلية الهندسة…

خلف المبنی توجد الكثير من الأشجار…

جلست تحت شجرة و أخرحت كتاباً لأقرأه قبل بدأ المحاضرة…

بدأت شمس الصباح بالإشراق...وكانت أصوات العصافير تصدح بالأجواء...داعبت وجهي نسمات رقيقة جلبت لقلبي الارتياح…

أغلقت عيني بهدوء...تردد إلی أذني صوتا جميلا يشفي الجراح…كان صوتاً رقيقا يعيد الحياة للأرواح...من أين أتی...ماذا يقول...لا يهمني…

شعرت أن هذا الصوت موجه إلي...شعرت أنه يناديني...شعرت بإنه صوت من الجنة ...

noor elhuda likes this.

esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-15, 12:42 PM   #10

esra-soso
 
الصورة الرمزية esra-soso

? العضوٌ??? » 358222
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 717
?  نُقآطِيْ » esra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond reputeesra-soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس:الملاك الحزين

مالي ارى الحزن في عينيك تبكـي مـن الدمـع مـدرارا
الدمـع سـال علـى خديـك يجـري علـى الخـد انهـارا

فتحت عيني بتثاقل..ولكن..
لم أكن بغرفتي..
اين أنا؟؟

تلفت حولي ووقفت بفزع..
سقط الكتاب الذي كان بيدي علی الارض..

اوه..تذكرت ..لقد كنت اقرأ هذا الكتاب في انتظار ان تبدأ المحاضرة..

فتحت عيني بذهول..أنا لقد كنت نائما..
أيعقل!!

فتحت حقيبتي واخرجت هاتفي لانظر الی الساعة…
انها الثانية عشرة..ضحكت بعدم تصديق:ههه لقد نمت ..نمت حقا!!

نمت ست ساعات متواصلة بدون استعمال الحبوب..

وقفت بسرعة وصرخت بفرح:لقد نمت حقا. .اوه يالهي..
في تلك اللحظة تذكرت دعائي بالأمس..

وبدون شعور مني سجدت بسرعة:اشكرك يالهي..أشكرك كثيرا..
ً
وقفت ومسحت دموعي..ولكن هذه المره كانت دموع فرح
لم اشعر بهذه الراحة منذ وقت طويل..

لاحظت بعض الطلاب ينظرون الي بدهشة..

صرخت بفرح:هه اتعلمون...انا انا...كنت نائماً منذ الصباح..

لم اكن اعي ما اقوله من شدة فرحي ...كنت اريد ان اخبر الجميع بفرحتي..

قد يعتقدون انني مجنون..ولكنهم لم يفهموا شعوري وقتها..
ان تستطيع النوم بمجرد ان ينتابك النعاس نعمة عظيمة جداً ..لايدركها الا من فقدها..

تخيل ان تكون مرهقا بعد يوم طويل..
عيناك تحرقانك..
جسدك منهك..
تتقلب الساعات علی فراشك بحثاً عن الراحة ولكن..دون فائدة..

وحتی ان تمكنت من النوم توقظك الكوابيس….
إن تخيلت فقط ..وقتها..ربما قد تتفهم شعوري..
فهذا ماكنت اعانيه منذ اشهر….

شعرت ببعض الجوع..خرجت من الجامعة لأ شتري شيء اكله..

فعلی كل حال لقد فوت محاضراتي لهذا اليوم..
وجدت كشك لبيع النقانق..اشتريت شطيرة ..

لم استطع المقاومة بدأت اكل منها وانا في طريقي الی السكن..

دخلت الی غرفتي..وجدت ستيف يجلس علی الاريكة..يتابع احد البرامج علی التلفاز:مرحباً

لم يلتفت الي ..

وضعت يدي امام عينيه وبدأت الوح يمنة ويسرة:هي مرحباً الی اين وصلت..

ابعد ستيف يدي بهدوء ولم يرد

-هي ستيف مالامر

نظر الي بحدة ثم اعاد نظره الی التلفاز..

-اااوووه ..فهمت لقد قلت انك لن تتحدث معي..

اومأ برأسه بالايجاب بدون ان ينظر الي..

-هههههه ستيف حقاً توقف هذا سخيف..

ولكنه لم يرد..في الحقيقة لقد ادهشني لم اتوقع يوماً ان ستيف قد يتوقف عن الكلام:اف ستيف لا تختار السكوت الا في هذا اليوم بالتحديد..اليوم بالذات اشعر بسعادة كبيرة واريد ان يستمع الي احد..

نظر الي بفضول..ولكنه ابعد نظره بسرعة ليظهر اللامبالاة..

اكملت حديثي:اتعلم ياستيف لقد تمكنت من النوم اليوم..
انتظرت ردة فعله..ولكن شعرت باحباط . ..

انه يتجاهلني تماما..

-ستيف اقول لك انني نمت لست ساعات متواصلة دون استعمال الحبوب..

همس:هذا جيد اهنئك..

ابتسمت بفرح..اعلم انه الوحيد الذي يفهم ما اعانيه..واعلم انه يشعر بالسعادة بقدري..

ولكنه يكابر..لايريد ان يتنازل بسهولة ...حسناً ياستيف انا اعلم كيف اجعلك تتحدث..

-اتعلم مالذي جعلني انام...لن تصدق..
كنت اتكلم وانا انظر اليه بترقب..لاری ردة فعله علی ماسأقوله..

-هل تعرف تلك المنطقة المليئة بالاشجار خلف مبنی كليتنا..

صمت قليلاً ثم أردفت:لم استطع النوم البارحة فجلست تحت احد الاشجار انتظر المحاضرة..وفجأه سمعت صوتاً جميلاً. .

رد باستهزاء بدون ان يلتفت:اها وماكان ذلك الصوت..
-لا اعلم حقاً. .لم افهم كأنه صوت فتاة ..

-وماذا كانت تقول...
-لا اعرف لم افهم كان الصوت بعيداً بعض الشيء كما انني لاظن انه باللغة الانجليزية...ولكن لا اعلم..عند سماع صوتها شعرت براحة عجيبة..نمت بدون ان اشعر..وكأنها تهويدة ماقبل النوم..

وقف ستيف ونظر الي وقال بسخرية:اوه حقاً ياعزيزي هل هذا ماكنت تريده لتنام ….هل ماتعانيه طوال هذا الوقت لانك تريد ان تغني لك امك تهويدة ماقبل النوم..
كنت اخبرتني بهذا منذ البداية. .لم يكن هناك داع لكل هذا الدراما التي افتعلتها..

شعرت ان نارا تحترق بداخلي...استفزتني كلماته بشدة...كنت اعتقد انه يفهم معانتتي...ولكن لا..

لا احد يفهمني …

صرخت بغضب :اتعلم انها غلطتي..كنت اريد ان تشاركني فرحتي...ولكن احسنت...لقد عكرت مزاجي
لم استغرب... فهذا هو انت...لا يهنأ لك بال ان لم تنغص علي فرحتي..

دخلت الی غرفتي واقفلت الباب بغضب ..جلست علی سريري...لا اشعر اني بخير...هناك الم شديد في صدري….قلبي يخفق بشدة...ولا استطيع التقاط انفاسي..
مالذي يحدث لي…

بدأت تسري قشعريرة بجسدي...إلهي ما الذي أصابني..
اختبأت تحت بطانيتي...اغمضت عيني بقوة.. اريد ان أنام..

لا أشعر بالنعاس ولكني لا اريد ان تسوء حالتي اكثر..فالالم في صدري بدأ يصل الی رقبتي واكتافي ونبضات قلبي بدأت تزداد اكثر فأكثر..

فتحت الدرج واخرجت الحبوب المنومة اخذتها وعدت لمحاولة النوم..

استيقظت بعد نومي بساعة...لقد زال الالم..هذا جيد..لقد كنت خائفاً جداً..

امسكت هاتفي وبدأت ابحث عن أسباب الام الصدر..
وما وجدته اخافني..إن ما أعانيه يرجح احتمال إصابتي بذبحة صدرية…وقد يؤدي تكرر حدوثها الی حدوث نوبة قلبية..

حاولت ابعاد هذه الفكرة من رأسي...لا لا انا بخير..انني صغير بالسن ولا اقوم بالتدخين..لذا احتمال ان ما اصابني ذبحة صدرية ضئيل جداً..

اغلقت الهاتف واخرجت كتابي لاذاكر..ولكن لم استطع التركيز ...كان التفكير بالصوت الذي سمعته يشغل تفكيري…

قررت ان اذهب في صباح الغد لاعرف مصدر الصوت..
تذكرت ماقاله ستيف..شعرت بالغضب...لم يكن يريد ان يكلمني...اما الان انا لا اريد ان اكلمه…

في الصباح التالي خرجت من السكن في نفس الوقت الذي خرجت به في الامس واتجهتً لنفس المكان...وقفت بجانب الشجرة التي نمت تحتها...انا متأكد انني سمعت شيئا بالامس..لم اكن اتخيل…

انتظرت لعدة دقائق. .وفجأه سمعت صوتاً. ..

ولكن هذه المره كان صوت بكاء..

في الحقيقة شعرت ببعض الخوف..

مشيت باتجاه الصوت بهدوء..

ثم رأيتها…

كانت تجلس علی العشب في مكان منعزل قليلاً..يكسوها البياض من كل مكان…

لم يظهر منها سوی عينيها الممتلأتين بالدموع.
يديها متجهتين نحو السماء وتبكي بحرقة..

شعرت ببعض الحزن..كنت أود ان أسالها...أن اعرف سبب حزنها..

مسحت دموعها واخرجت كتاباً من حقيبتها وبدأت القراءة..

انها هي...انها هي حقا…

نفس الصوت الذي سمعته بالأمس..

عندما سمعت صوتها اهتز كياني ..
ارتعد قلبي وعجز لساني..

مشيت نحوها بهدوء...الفضول يتملكني..
اريد ان اعرف مالذي تقرأه..

-جووووووووووووون
التفت نحو الصوت بفزع..
كان ستيف يركض ويصرخ باسمي

التفتت نحوي بفزع..
اغلقت الكتاب الذي بين يديها ووقفت بسرعة. واسرعت في خطواتها لتبتعد عن انظاري..

التفت الی ستيف بغضب :ماذا ….مالذي تريده ها….من الذي سلطك علي لتنغص حياتي….

-افففف مالذي فعلته الان فعلا لقد فاض الكيل ياجون...كل ما افعله لا يعجبك

-لان كل شيء تفعله يجلب مصيبة فوق رأسي..ثم مالذي جاء بك الان ها...الم تكن غاضبا مني ولاتريد الكلام معي...مالذي جاء بك

-اففف اتعلم أحيانا اشعر انك تبحث عن الاسباب حتی تغضب...وانا الذي قضيت طوال الليل افكر كيف اعتذر لما قلته بالامس...وفكرت ان نخرج لنفطر معا. .ولكن حقا...انت لا تستحق ان افكر بك..

-ولم اليوم بالذات...اففف ...اسمع...ارجوك ان اردت ان ترضيني...لاتتدخل في حياتي ابدا

ابتسم بخبث:لهذه الدرجة غضبت لانها ذهبت..اعترف من هذه الفتاة..

-اذا لقد تعمدت ان تصرخ بهذا الشكل

انفجر ضاحكا...ابتعدت عنه بغضب...في كل مرة اعتقد فيها انني ظلمته يعود لاغضابي مجدداً. .لم اعد اطيق مزاحه الثقيل…
.
.
.
مر اسبوعين منذ أن رأيتها...لا استطيع التوقف عن التفكير بها..صرت اذهب الی ذلك المكان كل صباح..ولكن لم ارها مجددا..

يبدو ان رؤيتها لي ذلك اليوم اخافتها...لابد انها شعرت انني اراقبها...اففف كله بسبب ستيف..

انتهت المحاضرة أخيراً. ..

خرجت من القاعة مع ستيف ..

كنا نمشي باتجاه الكافيتيريا..

ثم تصلبت بمكاني..إنها هنا...تقف أمامي..

-إيمييي..

قالتها احدی الفتيات وهي تتجه نحوها…

إيمي...اسمها إيمي إذا...

اعطتها الفتاة كتاباً وهي تشكرها..

حين أمسكت الكتاب لاحظت شيئا…

هناك وشم صليب في يدها..

هل هي مسيحية؟؟

تعجبت من لباسها.. إنها المرة الاولی التي اری بها مسيحية تقوم بتغطية وجهها.

-هي جون اين وصلت

-اشششش اصمت ياستيف ارجوك

نظر الی حيث انظر وابتسم:اوه فتاتك هنا

ذهبت الفتاة التي كانت تحدثها ثم ذهبت هي واتجهت نحو الممر الموجود بين الكافتيريا و مبنی العلوم..

هممت باللحاق بها….أريد أن أتكلم معها..

-إلی أين تذهب؟؟

التفت الی ستيف:ستيف ارجوك اتركني هذه المرة فقط رجاءاً..

ابتسم بخبث:ههههه حسنا حسنا لا تقلق لن الحق بك ..

غمز بعينه :هيا اذهب.

مشيت مسرعاً وذهبت باتجاه الممر وحين وصلت لنهايته تلفت يمنة ويسرة...أين ذهبت يا تری..

لاحظت وجود مكان منعزل علی اليمين خلف مبنی العلوم..فهناك شجرة كبيرة بجانب جدار المبنی…

مشيت ببطء وأنا افكر كيف أبدأ الحديث معها هل اعتذر لمراقبتي لها ذلك اليوم….كلا كلا سيكون سخيفا...افففف ماذا سأقول …

اقتربت من الشجرة كانت هناك حقاً ..

ولكن حين رأيتها ...فتحت عيني بصدمة...غير معقول..
هل يمكن أن تكون…

شعرت بألم في صدري وازدادت نبضات قلبي…

وضعت يدي علی صدري ...لقد عاد الألم من جديد…

ما الذي يحصل لي ابتعدت بهدوء...الألم يزداد اكثر..بدأت ارتجف.

نظر الي ستيف واتجه نحوي بفزع:جون ما بك ما الذي حصل..

نظرت اليه وانا التقط انفاسي بصعوبة…

جلست علی الارض بتعب..

-جون ما بك...هل رأيت هذا ما يحصل حين ابتعد عنك..

-ستيف لا أستطيع التنفس..

-جون لنذهب إلی الطبيب

خرجت إيمي من ذلك الممر نظرت الي ثم نظرت إلی الأرض بسرعة ..

أسرعت بخطواتها إلی أن ابتعدت عن نظري…

هل يمكن أن تكون...




noor elhuda likes this.

esra-soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.