آخر 10 مشاركات
587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-18, 11:25 AM   #1

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي تاروت - جزء ملكة الدراهم - فصل: ورقة البرج


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا عضوه جديد و هذه رواية الأولى أتمنى الجميع يقرئها و أيضا أرجوا أن تعطوني رايكم فيها و شكرا, ملاحظة صغيرة هذا الأجزء الأول و الفصل الأول من الرواية.












تاروت
جزء ملكة الدراهم
ورقة البرج

أنا أسعى لتحرير ؤلئك الساكنين في البرج, لايمكنهم رؤية جمال هذا العالم وهم في الداخل.

بعد غياب دام سته اشهر, عادت بكامل قوتها وعزيمتها واصرارها وثباتها لتقف أمامي وتقول " أمي أنا تزوجت " بنبظرات برقت بالدهشه رفعت عيناي من ورق التاروت المصفوف فوق طاولتي الخشبيه المستديره المغطاة بمفرش أحمر مخملي . تبسمت ضاحكه من دقة نبؤتي . لتو كنت اسأل الأرواح حولي لأطمئن عليها و ما إذا كانت سوف تعود .
لقد عادت ملكة الدراهم عذرائي المجنونه, وعادت مع ملك الصولجان. اعدت النظر إلى الأوراق. هذا هو التفسير الوحيد لها . بطاقه الكأسان في الوسط تعني الشراكه العاطفيه. بطاقة ملكة الدراهم في المستقبل و ملك الصولجان فوق الكوبان. رفعت بطاقه الماضي لأرى ماذا تكون وهي تحدق بي, هه ياللمصادفه انها بطاقه المهرج تعني بدايه جديده لبلهائي الصغيره. ياترى ماذا تحمل أخر بطاقه؟ دعوني أخمن!. "هه" إنها أنا ألإمبراطوره في الوضع المقلوب .
بدأت أستشيط غضبا عندما بدأة تعابير الدهشه والذهول تزول و تحل محلها تعابير الصدمه و الغضب . رأيت نظرات الدهشه والأستغراب في وجوه أخواتها. من أين أتت بكل هذه الجرأة والشجاعه والوقاحه بعد هذا العمر. فتاتي التي لطالما كانت مثالا للبنت الناضجة المسؤولة الحكيمة و العاقلة ,كسرت الأن كل قيودها واصبحت اكثر جنونا من أخواتها.
قمت من على الكرسي وبراكين الغضب تتفجر في اعماقي, ارتسمت على وجهي نظرات العبوس وتجهت نحوها بثبات و قفت امامها وجها لوجه أحدق بعينيها الحازمتين وعيناي يتطاير منها شرارالغضب والقهر رفعت كفي وضربتها بعنف و لأول مره في حياتي أضربها بهذه الشراسه. ارتمت على الأرض من شدت الضربه . وهي ملقاة على الأرض تمنيت لو كانت بيدي سكين لقطعتها إربا إربا ولو كنت املك مسدس لقتلتها. افكار كثيره للقتل كانت تدور في رأسي وهي تحت قدمي تحاول ان تحمي نفسها من ضربات أخرى ربما تأتي .صددت عنها واتجهت لغرفتي وسط ذهول مخيف تجمدت بناتي ألأربع و اصبحن تماثيل مذهوله ماتت خوفا من قسوة ما رأت.
ذهبت إلى غرفتي لأحميها مني ومن نوبة غضبي الجارفة التي نفجرت وأحرقتني من الداخل. لم يكن يخطر ببالي قط انه في لحظه من اللحظات يمكن لأم ان تتمنى موت ابنتها بل أكثر تتمنى أن تقتل بنتها. وليست أي أبنة, الأبنة التي طالما احببتها واحتضنتها. الأبنة التي طالما كانت سندا وعونا لي. أنني غاضبه وحانقه عليها بعد كل هذا الغياب جائت بمصيبة جديدة. لقيت نفسي أقذف بالأثاث ناحية الحائط, أكسر كل ما كان أمامي . القيت بصورتها المجاورة لسريري على الأرض وصرت دوسها بكل قوتي عليني ادوس على ألمي وقهري. كيف أنقلب حال فتاتي المثاليه إلى الحظيظ.
حين سمعت الفتيات صوت تحطيمي للأشياء اسرعن إلى غرفتي, وقمن بالصراخ بشراسه." أمي أفتحي الباب أرجوك , لا تلحقي الضرر بنفسك" تعالت صرخات شمس بالشتائم وأخذت تلعن أختها جنا. أما قمر فلقد فجرت سيول من دموعها الجارفه و أخذت تبكي بحرقه. سما كانت وحدها تحاول أن تهدأني من خلف الباب بصوتها الحنون "أمي أرجوك أفتحي الباب, أرجوك أريد أن أطمئن عليك فقط , أمي هل تسمعينني"
أحسست بدوار شديد, وكأن الأرض تهتز من تحتي. لم أكن اعلم أن كانت قدماي هي التي تدور أم أن زلزالا هز البيت. اصبح رأسي مشوشا وصبحت الرؤية صعبه لاأرى ألا البياض . تذكرت أنني لم أأخذ حبوب الضغط اليوم ولكنني غير قادره على التركيز في كل هذه الفوضى العارمه. أرتمى جسمي على الأرض وبت في سبات عميق.



المصائب تغزونا على حين غفله, و تغتال سعادتنا و تهدم صرح الأمان الذي أسسناه. كنت على يقين أنني محميه و أن أسس بيتي متينه وقويه , لم يخطر ببالي أنني كنت أعيش وهم الأمان لا الأمان نفسه. هاهو الوهم يتلاشى, و أبقى أنا مذهوله من هول فاجعتي, هل يمكن أن يأتي شيء جميل من هذا القدر العاثر. كيف لي أن أثق بالحياه وهي تسبب لي كل هذا الدمار بأقدارها الملعونه, أبنتي أجتهدت في تربيتها و العنايه بها. زرعت فيها الحكمه و المسؤوليه و الأخلاق. ماذا جرى لها وكيف تبدلت أحوالها؟!. لعلني فعلا أحلم وهذا ليس واقعي, أنه فقط كابوس مرعب على وشك الأنتهاء. على الرغم من أن بصيص الأمل كان يطمئن روحي من غدر القدر , إلا أن قلبي كان يضمر من شده الألم الذي غزاه .أما عقلي فكان على يقين منذ زمن بعيد أن مابني على أساس خاطىء , سيأتي الوقت و القدر ليصححه.




Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 16-08-18, 05:44 PM   #2

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي

رفع رفع رفع رفع

Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 16-08-18, 06:16 PM   #3

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني
ورقة الشمس مقلوبه





الشمس هي الحياه, هي الصحه والقوه, هي الفرح و التفاؤل. الشمس هي رسول البدايات في كل مكان. ماذا لو غابت شمسنا اليوم؟! سيغيب معها كل ما يستحق الحياة.



وسط سيول دموع قمر العارمه و كلمات سما اللطيفة لأمي و شتائمي البشعه قامت البشعة جنا بوجهها المملؤ بالدماء بالهروب للمرة الثانيه بعد أن أحدثت مصيبة جديدة جائت بها من قعر جهنم واسقطتها فوق رؤسنا كالشهاب حارق وقع فوق رؤسنا و أذاب كل مافينا.
وفجأة!! ساد الهدوء غرفة أمي و سمعنا صوت سقوط على الأرض .
صرخت بقوة على الدمعة الساكبه قمر : يابلهاء سكتي .
ردت وعيناها تلألأت بالدموع : لقد حدث مكروه لأمي و الباب مغلق, ماذا عسانا نفعل.
سما التصقت بباب غرفة أمي و قامت تنادي بقلق وهي تطرق الباب ويداها ترجف: "أمي أمي ردي علي , أمي أمي ردي علي"
ذهبت مسرعة إلى المخزن و أخذت انظر إلى الأدوات و أخذت المطرقة على عجل و ركضت مسرعة إلى غرفة أمي و قمر مستمره في الصياح والنياح وسما تسأل أمي بإلحاح ان تفتح الباب.
قلت والغضب بدأ يلتهم صبري ويزيدني ثورة وجنون :أبتعدي.
رحت أضرب بكل قسوتي مقبض الباب المعدني وأنا اصب جام غضبي عليه إلى أن نكسر ونفتح الباب وهنا ..
صرخت قمر بأعلى صوتها فاغرة فمها و يديها تحجب نصف وجهها "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ� �ه " وكانت الكارثه أمي ملقاة على الأرض.
قالت سما بخوف و شفتاها ترتجفان من شدة القلق : يا إلالهي أأمي مغمى عليها, شمس اطلبي الأسعاف فورا. و أنتي ياقمر ساعديني لنضعها على الفراش هيا تحركي.
فجأه انفجر غضبي و شتعلت طاقاتي و أصبحت كعدائي الماراثون , أركض السرعه أسابق الوقت و أسابق الموت, ماذا لو كانت النهايه ماذا سنفعل؟! أمي هي كل الحياة, لن نسمح له بأخذها. تبا لهذه الأفكار السوداء التي تغزوني . لن تموت أمي اليوم سوف تقوم, هي مغمى عليها فقط,مغمى عليها فقط.. لن يأخذها الموت ليس الأن و لن يكون غدا حركت رأسي يمينا وشمالا رافضتا هذه الأفكار, احست بحراره دموعي تشق طريقها على وجنتاي , قلبي لا يحتمل حتى فكره هذه القدر,أشعر به بعتصر الألم و يضخ دمائي الثائره لجسمي المحترق بالقهر. وقفت بالقرب من طاوله أمي ورفعت الهاتف وطلبت الأسعاف لأمي. وأخبرتهم بحالتها و إنها أصيبت بنوبة غضب أفقدتها وعيها خاصة أنها مريضة بضغط الدم ولا تتحمل نوبات الغضب الجارف, أعطيتهم عنوان المنزل ثم ودعتهم . و اقفلت خط الهاتف . أخذت أنظر إلى ورق التاروت جنب الهاتف . نادتني الأرواح لأرفع البطاقه الأولى, لطالما تأملت تلك الأوراق لم أشعر يوما ببريقها لكن الآن .. في هذه اللحظه .. هاله بنفسجيه غامضه تحيط بها و تناديني لأرفع الورقه الأولى من الأعلى. أغمضت عيناي و أخذت نفسها عميقا " أممممم آآآآآه" ,و أخذت اتأمل لحوالي دقيقة و سألت بعمق تلك الأرواح الحاضرة "ماذا حدث ؟!". مددت يدي ورفعت التاروت ماهذا ؟؟ انها بطاقة الشمس مقلوبة وتعني تدهور في الصحه لحبيبتي أمي كله بسبب الحمقاء الجشعه. سوف أقتلها أن جائت بوجهها البشع إلى البيت مرة ثانيه.أغمضت عينَيْ للمره الثانيه ورحت أتأمل من جديد وانا منصته لصوت انفاسي و غارقه على الموسيقى التي كان يعزفها ايقاع قلبي موسيقى الخوف والقلق سألت مره أخرى ماذا "سيحصل لعائلتي بعد هذه المصيبه ؟" سحبت الورقة التاليه, اللعنه أنها القلعه هذا نذير سوء. القلعه تعني أقتراب مصيبه لايمكن الفرار منها. قلت لنفسي بأحباط وجزع ماهذا الطالع المنحوس ,أود ان أرفع بطاقة أخرى لكن شيئا من اليأس تسلل إلى نفسي و أخبرني أن لا أستعجل الهموم و أنتظر ماذا يحدث على أمل .
في هذه الأثناء وبعد خمسة عشر دقيقة من محادثتي الهاتفية للأسعاف جاء المسعفون ونقلو أمي إلى المشستفى وذهبت معها سما .أما أنا و قمرلحقنا بهم بسيارتي على الفور .
عندما وصلت مع قمر إلى المشستفى كانت أمي في غرفة الطوارئ تحت العناية المركزه. لم يسمح لنا بالدخول و جلسنا ننتظر غرفة الأنتظار المملة. الساعة الأن التاسعه ليلا و لا احد غيرنا في غرفة الأنتظار.
قالت قمر والدموع تحرق عيناها السمكية الكبيرة الواسعه وهي تتأمل القمر الأحمر العملاق ينير سواد الليل القاتم: اليوم البدر في برج العقرب والشمس في برج الثور. دئما ما أخبرتني أمي بأنه قمر انقلاب وأن الخسوف في هذا القمر يحدث انقلابات جذريه وهو ليس جيدا. انه قمر مشؤم بالرغم من انه كبير وعملاق.
أجابتها سما بوجه كئيب حزين أخذ القلق منه ملامح الراحه الحانيه: لطالما أمي صلت في ليالي هذا القمر و ستغرقت في التأمل لتحصننا. "من ماذا؟!" سألتها ذات مرة فقالت "من المشاعر السلبية والطاقات الشريرة , هذا القمر يضخم مشاعرنا و أحاسيسنا ويجعل عواطفنا عميقة وعنيفة كالبحر الهائج. ردات فعلنا لاتكون عقلانيه."
رددت بحماس شديد :هذا فعلا ما حصل اليوم لأمي لطالما ضحكت على مغامراتي العاطفية المجنونه ولم تبدي أي هتمام لعلاقتك بحسام مع انها تتوقع فشلها. ولم تبالغ في ردة فعلها عندما علمت ان جنا و عادل تطلقا. غضبت لكن لم تتأثر. أما انتي ياقمر فهي تعلم أنك على علاقه سريه بملك الدراهم ولكنها لم تخبرك.
أدارت المحتالة قمر عيناها كي لا تكشف وغيرت محور الحديث وقالت: "ألم تلاحظوا كيف كانت مشاعر أمي متلخبطه و مبهمه . كانت سعيدة وفوق السحاب لرؤيتها جوجو لكنها في نفس الوقت ثائرة و غاضبه بجنون لخبر زواجها السري"
قالت سماء : "لم ألاحظ ذلك كنت مشغولة بهاتفي النقال"
ولبرهه من الزمن عم الهدوء الغرفه, لا صوت سوا انفاسنا القلقة ودقات xxxxب الساعة وكأن ثقب أسود من الهموم و الأحزان بتلعنا و جعل الوقت يتباطئ من حولنا. يالهذا الليل الطويل الكئيب التعيس الذي بدأ ظلامه يتسلل إلى إعماق أرواحنا النورانيه ويبتلعها .
نظرت لهما و سألت "من منكم تريد بعض القهوة و الشكولاة انا ذاهبه لأشتري لي "
طلبت قمر قهوة نسكافيه كلاسيكية بدون منكهات ونوعها المفضل من جالكسي ذو الشوكلاتة السوداء الغامقه . أما ملكة الجمال المدلله سماء فطلبت كابتشينو ولم ترد شوكلاة لانها تتبع حمية غذائية لكن لو كان يوجد ماهو صحي احضريه ليه.ادرت عيناي بتهكم وقلت حسنا. كم اكره تلبية طلبات هذه الأنسانه. دائما مترددة ولا تعلم ماتريد .
جاء الطبيب الطوارئ المداوم بينما كنت اشتري القهوة من الألة الألكترونيه و أخبر أختاي بأن حالة أمي استقرت ولقد انحفض ضغطها ويمكننا رؤيتها بعد ان تنقل إلى غرفتها الخاصه. لقد اخبرنا بأنه سيتم نقلها في صباح الغد و أنه يمكننا العودة للبيت إن شئنا ولكننا فضلنا البقاء حتى تصحو أمي ونطمئن عليها.
احضرت القهوى والشوكولاته و اخذنا الحديث في ذلك الليل المعتم لساعات ولم نشعر بأن الوقت يمضي. اخذنا نتحدث ونتحدث كثيرا عن حياتنا و أخر ما حدث لنا و للحظه اكتشفت مدى بعدنا الكبير عن بعضنا بالرغم من رابطه الدم بيننا إلا انني بالكاد اعرف ما كان يجري في حياة اعز الأشخاص في حياتي . بدا واضحا انه يوجد فجوات في علاقتنا مع بعض . نسكن في نفس البيت لكن الظروف و المشاعر تجعلنا أغراب كثيرا. جائت هذه المصيبة لتشدنا قويا بالقرب من بعض كما تشد الشمس جميع الكواكب حولها هكذا اجتمعنا تلك الليله بعد ان انفجرت امي من القهر واطلقت قوى شدتنا ببعضنا و شدتنا بها أكثر و أكثر.

تحدثت عن معارض القصص و الروايات المصوره التي اطمح بالحصول على كرسي فيها لأنشر بعضا من قصصي الشخصيه, وعن معرضي الجديد في الجامعه الذي سوف يفتتح قريبا و عن أمنيتي بأن تكون أمي معي. قلت بحزن " كنت أخاف أن يأتي وقت المعرض و جنا لا تحضر لم يكن يخطر ببالي أن مصدر إلهامي و حبيبتي أمي هي التي ربما تكون غائبه".
طمنتني سما قائله " لا تخافي سوف تحضر أمي ونحضر جميعنا وسوف نكون فخورات جدا بكي, لطالما كنتي فخرا لنا "
تحدثت أيضا عن الحقوده صديقتي وكيف انها حاولت جاهده لتخريب علي المعرض , وكيف إنها ادعت بوجود علاقه بيني وبين لبرفسور لأنه دعم طموحي. قاطعتني قمر بغضب و نظرات الحقد تبرق و هي تعض على اسنانها :
"لطالما حذرتك منها ومن كرهها,أرى قلبها الأسود يفوح بالعفن و الأحقاد تجاههك كلما جائت لزيارتك , لكنك لا تصدقيني"
دائما ماكرهتها قمر وكرهت ذكرها . لكأنها تقراء ما وراء عينيها وترى وحش الغيرة و البغض الذي تخفيه تلك العدوة البغيضه. ولطالما هزأتني بسبب ماتسميه برائتي الزائده عن حدها لأنني من برج الحمل وأنا ساذجه وطيبة قلب ولايمكنني رؤية ما يخفيه الناس. و أحسب أن كل من حولي مثلي واضح وصريح ومباشر ولا يخفي اي شي.
بعدها تحدثت سما عن الهواجس والمخاوف التي تعيشها بسبب علاقتها العاطفيه الغير مستقره مع علاء, قالت وظلال الأكتئاب المعتمه تخيم على غرفة الأنتظار" سوف يكمل عامه الأربعون في فبراير القادم وهو يردد كلمة لست مستعد للأرتباط. أنا نفسي في الثالثه والثلاثون وبدأت أشعر بشبح العنوسه يحاول أفتراسي . أكره تلك النظرات من نساء العائله و زبوناتي خاصه الكبيرات في السن ينظرن لي بريبة, كم أكره تلك النظرات المقرفه! وكم اكره علاء على تردده الدائم بشأن علاقتنا. لا أفهمه انا مستعده نفسيا وماديا للأرتباط لدي مشروعي الخاص وهو في زدهار, هو أيضا على ستعداد تام للأرتباط سوف ينال شهادة الدكتوراة في الهندسه الطبيه نهاية هذا العام و لازال يعمل كمعيد في الجامعه لماذا كل هذا التردد لا أعلم ولا أفهم ؟!"
قلت لها بحزن " لعله ليس جادا في العلاقه ."
عبست قمر في وجهي و أخذت تهز رأسها يمينا وشمالا ثم قالت لي مؤنبة" أسكتي أنتي "
ادارت نظراتها بحنو نحو سما وقالت " لا عليك من سخافة شمس انها لا تعرف شيئا. علاء يحبك أنا اشعر بذلك لكن الظروف التي مر بها في طفولته جعلته هكذا يخاف الزواج . لاتنسي أن أبواه أنفصلا بعد زواج دام عشرين سنه وكان الطلاق عنيفا وشرسا و كان حديث البلد لأشهر عديده. والكثير من الشائعات لحقت أمه ولم تتركها حتى ماتت"
أومئت سما برأسها موافقه لما تقوله قمر و قالت بسخريه وهي تحاول أن تلطف الأجواء الكئيبة التي أحدثتها " كم أكره البلهاء جنا, لم تكمل عقدها الثالث و هاهي تتزوج للمرة الثانية ولم يمضي على طلاقها سوا سته اشهر"
بدأنا نقهقه في تلك الغرفة البائسه على ماقالته سما وقلت و فمي مملوء بضحكات تنتظر الخروج "أظنها خططت لزواجها الثاني قبل أن تخرج من زواجها الأول , فهي كما تعرفون مهووسه بالخطط"
كملت قمر قائله " إنها مجنونه, لاتتزوج بل تعقد صفقات مصلحه مع كل شخص ترتبط به. حدسي يقول لي ذلك "
"كم هي غريبه ! لاتتعامل مع الحياة بمشاعر تحاول دائما ان تحيا حياتها بمنطق و عقل"
وفجأه وسط ضحكاتنا الساخره المبطنة بالحزن والقلق على أمي خيم السكوت علينا و نظرات الدهشة طغت على وجوهننا و وسط ذهول جامح رأينا جنا ماثله أمامنا بكامل أناقتها بثوب أسود قاتم كسواد قلبها عبست في وجهها وتجاهلتني . سألت قمر بهدوء" كيف هي أمي؟!"
أجابتها " أنها بخير لقد طمئننا الطبيب وحالتها في تحسن يمكننا رؤيتها عند نقلها للغرفه"
قلت بعنف و أنا أحاول أن ضربها بأمواج قهري الناريه " لكن لن نسمح لك برؤيتها بعد الذي فعلته . كيف تجروئين على المجيء بعد الذي تسببته لأمي؟َ!"
أجابتني بهدوء قاتل" شمس عزيزتي رؤية أمي ليس قرارك هو قرارها الشخصي . ولن أخوض معك نقاشات تافهه في هذا الوقت الصعب. فمزاجي لايسمح لي بالخوض في السخافات"
ازداد غضبي ونفجرت في وجهها كالبركان " طبعا كل ما يحصل هنا سخافه و ليس قابل لنقاش بالنسبه لك . مرض أمي أنا وقمر و سما كلنا سخافات . لنفكر ماهو المهم في حياة جلالة الملكه جنا! أممم؟؟ هي و المال و اهدافها و مشاريعها و احلامها أما نحن لايوجد خانه لنا في قائمه خططها.
قاطعتني سما بهدوء " كفي عن ذلك هذا ليس وقت الأنفعال والعصبيه دعينا نفهم مايحدث." أدارت رأسها لجنا و سألتها " من أخبرك عن أمي؟"
ردت " الخادمه . ذهبت للبيت لأخذ ملابسي وحاجياتي وسألتها وأخبرتني ما جرى"
قالت سما بفضول " أعلم أنه ليس الوقت المناسب لمناقشة المشاكل لكن مالذي حصل ؟ لماذا هربت بعد الأنفصال ولماذا تزوجت بدون علمنا ؟ يحق لنا أن نعلم أليس كذلك؟!"
أخذت جنا نفسا عميقا و راحت عيناها الواسعتين ذات البريق الصافي تدور في اجواء الغرفه وقالت " أعتقد أنك على حق , يحق لكن أن تعلمن ما حدث"




************************************************** ************************



التعديل الأخير تم بواسطة رغد تبوك ; 29-08-18 الساعة 04:44 PM
Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 16-08-18, 06:27 PM   #4

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي






الفصل الثالث رواية تاروت --- مستمرة

لا تنظر إلى وجهي, أنظر إلى إنجازاتي كيف نمت وزدهرت.



أنا جنا ولدت في عائلة غريبة جدا كل ذلك بسبب طالع الدلو المنحوس الذي طلعت شمسي عليه لحظه ولادتي, هذا ماقالته أمي !.
إن عائلتي غريبة جدا أبي قبل ان يتوفى كان ساحرا إستعراضي, بينما أمي اصبحت قارئة تاروت وفنجان وطالع وحظ شهيرة بعد أن أتخذت قرارترك مهنة الطب النفسي بعد خمسه عشر عام من مزاولتها و أصبحت منجمه, هل تصدقون هذا ؟ تحول مجنون!
.في العائلة الكريمة "هه" صنفت امي الأشخاص حسب أوراق التاروت لديها بحسب ،أبراجنا الشمسيه.
لذلك فأنا ملكة الدراهم وعنصري الأرض و مولوده في برج العذراء و الدراهم في التاروت ترمز إلى الأرض. كذلك انا ثابته، وصلبه وعنيده كالأرض في قراراتي لكنني سهله ، بسيطه، وحنونه مع من يفهمني. أعشق المال والثروات و أعشق مهنتي فوق كل شي. من أجل المال طبعا. و لأنني كما تقول أمي ملكة الدراهم أنسانه ماديه.
منذ سته أشهر وبعد صراع في علاقة زوجية متأزمه انتهت بالطلاق ، قررت الهرب والبحث عن نفسي من جديد.
لم تكن الأمبراطورة "أمي" لتسمح لي بهذه الخطوة . خصوصا انها تعتمد علي في كل شي من جانب , ومن جانب أخر كانت سوف تسأل الأرواح و تفتح الطالع و تقرأ فنجاني لتأخذ قرار الموافقه أو الرفض وأنا لا اؤمن بهذه الخرافات . ولم أكن لأرهن حياتي لفنجان قهوة تركية .لاسيما وأني رهنت الخمس سنوت الفائته بكل غباْء وجهل لأوراق أمي وفنجان قهوتها, وآلت حياتي إلى دمار شامل. غيرني و اذهب ببرائتي وسعادتي العذريه الرقيقه.
لم اكلف نفسي عناء شرح قراري لأحد. خصوصا أنني فكرت بالموضوع طويلا قبل الطلاق . لذلك لملمت حقائبي على غفلة من امي و أخواتيوختفيت في عتمة الليل تحت ضوء قمر جديد في برج الجدي بشرني بحب جديد وبداية عاطفية جديده.

حرصت دائما أن أكون الأبنه الصالحه.لم أشاء يوما أن أجرح أمي لا قولا ولا فعلا. لكن بعد زواجي من عادل فور تخرجي من كلية الحقوق ,وهوأبن صديقة أمي , تغيرت علاقتي بها كثيرا. أحب أمي كثيرا و لطالما غيرت من نفسي لأرضي طموحها و مثاليتها. دوما ما دهست بشراسه على ذاتي التي كانت تصرخ بداخلي تريد الظهور في النورلكنني سجنتها في اعماقي وفي ظلمتي لأجل أمي . فور تخرجي من كلية الحقوق أصرت أمي على زواجي بالرغم من علمها برغبتي الشديدة في أكمال دراستي الجامعيه و تأسيس نفسي أولا قبل الخوض في الزواج و الحياة الروتينيه المملة.
أصرت بشكل كبير علي لأترك عني هذه التراهات ورددت كلمتها المشهوره الشهادات ليس لها قيمة أذا لم أبني لي عشا سعيدأ كباقي افراد مملكة الحيوان ! أقصد الأنسان.
في جميع الأحوال هي درست طالع هذه العلاقه وبشرت بنجاحها قالت لي وهي تحاول أقناعي أنت عذراء برج ترابي وهو سرطان برج مائي والتوافق بينكما كبير . ليس هذا فقط كوكب الزهره وهو كوكب الحب و الجمال في خريطة الرجل الفلكية يمثل الحب , زهرته في العذراء يعني أنه يبحث عنك وانتي تبحثين عنه لأن كوكب المريخ في خارطتك الفلكيه وقع في السرطان هذا التعاكس جيد و ينبأ بفال طيب.
فور انتهائها من قراءة الفنجان أمسكت بأوراق التاروت و بدأت بخبص الأوراق وهي تقول أن الطاقات حولها مفعمه بالأيجابيه وكل الطوالع تبشر بالخير و الإزدهار. رمقتني بنظرات حاده و قالت ساخره لا أعلم لماذا أنتي دائما محبطه لطالما لعبتي دور البومه المشؤمه في البيت لاترين سوى الجزء الفارغ من الكأس. أبتسمي ولا تكوني مشؤمه. أبتسمت مجامله لها لكن نظراتي الممله و المتملله فضحتني أنا فعلا محبطه و متشائمه من هذا الزواج.
بدأت بالتوتر و أمي تفترش ورقها على القماشه الحمراء المستفزه و كعادتي عندما أقلق بدأت لا شعوريا اقطع شعرات من رأسي . الف الشعره حول أصبعي و اسحبها بشده شعره بعد شعره و التوتر يقتلني. بقيت صامته و لبست قناع البرود واخذت استمع لأمي وهي تفسر الورقات. أنظري كم انتي محظوظه هذه ورقة الكؤس التسعه تعني الأستقرار العاطفي, هذا الزواج سوف يملئ حياتك حبا وشغفا, ثم قلبت الورقه الثانيه وقالت كم انت محظوظه هاهو ملك الكؤس يقدم لك كل حبه و احاسيسه , أنه عادل لا أعلم لما أنت مشككه و متردده. انظر لجمال هذا القراءه . ثم ظهرت بطاقة العشر قروش تلعثمت أمي قليلا وهي تقول هذه البطاقه تعني أنك سوف تستقرين ماديا لكن .. رددت بقلق وأنا مقطبه حاجبي لكن ماذا؟!. أجابتني أسمعي جنا أنتي من يقرر أسعاد نفسك عادل و أمه يريدونك جزء من عائلتهم السعيده, لكن انتي ربما تقفين في طريق هذه السعاده . هذه البطاقه تعني عائله ظاهرها مستقر لكن لا يوجد عائله بلا مشاكل . أترين هذا الشخص الذي يظهر بعيدا عن العائله.هذه أنت . أنك رافضه لأن تنتمي لها بسبب تشاؤمك. تفائلي وسوف تأتيك السعاده لكن بشكل عام كل البطاقات تدل على السعد و الحظ الوافر.
حنيت رأسي في يأس و أحباط .أعلم ان أمي لن تسمعني و أعلم يقينا أن رأيها سوف يمشي رغما عن أنفي, ولا جدوى من معارضتها و الدخول في نقاشات عقيمه معها. أن أمي عنيده جدا كصخره ضخمه صامده على طرف جبل لا شيء يهزها لا رياح عاتيه ولا صواعق متتاليه. لاتسمع إلا رئيها و هي عاجزه تماما عن فهم أي وجهه نظر مخالفه لها.
لا أعلم لماذا ستسلم لقرار أمي بلا معارضه أو ستنكار. علني كنت في حالة ضياع عاطفي أو بلأصح جهل عاطفي . لم أكن كباقي أخواتي أحلم بفارس أحلام يأتيني على فرس أبيض. ولطالما رفضت فكره خوض العلاقات العاطفيه العشوائيه و ركزت كل جهودي لبلوغ أهدافي و طموحاتي. لم أشاء أن أعيش نوبات المد والجزر التي كانت تنتاب مشاعر قمر مع كل علاقه عاطفيه . كانت تحاول جاهده أن تخفي مزاجيتها و مخاوفها العاطفيه لكنها دوما كانت تفشل. أخذت وقتا طويلا حتى بدأت افهمها عاطفيا. كل مره تدخل في حب ويتراقص قلبها و تظهر قوتها الحقيقة التي تخلق مع كل حب جديد, ثم يموت الحب وتكون في حالة ضعف مزريه, وترتدي قناع القوة والكبرياء لتخفي ضعفها العاطفي. كانت تنكب على عملها ليل نهار بعد كل فشل عاطفي وترفض الكلام و التعبير عن مشاعرها لكن تصاميمها للأزياء تفقد سحرها. هي دوما ما كانت تخيط حبها لا ملابسها , عندما تكون في حاله المد تبتهج ازياءها وتتلمع كلألئ البحر, وعندما تكون في حالة جزر عاطفي , تكتسي ثيابها غموض البحر و غضبه, تحاول جاهده أن تخفي زوابع حبها ولكن الحزن يتملكها ويخيط عنها. كانت تعلم أنها أسيرة لمشاعرها لكنها مؤمنه أن هذه الخضات العاطفيه هي ما يخلق شغفها ويميزها عن باقي مصممات الأزياء.
شمس في المقابل لاتدخل دورة عاطفيه, بل تخوض حروبا عاطفيه. في بداية العلاقه تتصرف شمس كالطفله . تدخل علاقاتها ببراءه خرافية وكأنه لم يسبق لها الحب من قبل ,وكأنه حب حياتها الوحيد. شمس المغرمه واضحه و مشرقه و صاخبه تتكلم ليلا و نهارا عن حبها الجديد وتنشر محاسنه وتتغاضى عن عيوبه , وتحارب كل من يرا تلك العيوب وينتقدها. لكن فور انتهاء الحب تبدأ حربا جديدة ضد الحب نفسه وتحارب عشيقها بتيار كره جارف تسخره لتقتل كل الأحاسيس التي تملكها تجاهه. عجبيه هي في طريق قتلها لحبها و لمشاعرها لحبيبها, تتخبط وتصبح كالعقرب الذي احس بالموت فصار ينفث سمومه على قاتله وعلى نفسه. غرورها الجارف يدفعها بجنون لتأليف الأكاذيب على حبيبها لتدمره نفسيها ,لكنها تكتشف في الاخير انها ضرت نفسها و أن السموم كلماتها اذابت قلبها في طريق خروجها من فمها. غضبها البركاني في الحب لايلبث ألا ان ينطفئ و تبدأ شمس تبحث عن حرب عاطفيه جديده تشعل حماسها وشغفها و تخلق من كل هذه العواطف لوحات فنيه شديدة الدفئ و فائقة الروعه تحكي عن حب بتدأ و أخر مات.



طليقي عادل لم يكن زوجا سيئا اطلاقا على العكس من ذلك هو أنسان جيد و طموح و زوج متفهم وحساس و يحب الحب و يعشق الرومانسيه لكن كان لديه عيب واحد فقط , كباقي رجال برج السرطان لم يكن لديه شخصية وأي رأي أمام أمه. لمرات كثيره كنت أِشعر أنني تزوجت خالة لطيفه لا عادل . كانت تدير حياتنا كالأطفال وهو يحب هذا. هو لا يريد أن يكبر و يخاف من النضوج كان سعيدا جدا أنه قد دخل العقد الثالث من عمره ولايزال يعيش في حضن أمه و في أعماقه هو بالأصل لم يولد. خمس سنوات قضيتها مع هذا الرجل لم يكن لي الحق في أن أختار ملابسه الداخليه لأن أمه كانت تعرف ذوقه. كان يطلب مني أن أخذها معي لتبضع هداياه في عيد ميلاده وعيد زواجنا لانه لا يعجبه إلا ذوقها و طعامها وشرابها. كان يصطحبها معنا في كل المواعيد في فتره الخطوبه بالرغم من وجود باقي أخوانه. أذكر أنه عاداني لمده اسبوع قطع عني الأتصالات و الزيارات لأنني فتحت معه موضوع أني أريد أن أختلي معه و أخبرته إذا كان يخجل من مصارحه امه سوف أصارحهها وستتقبل. لم يتقبل هو الفكره ودخل في قوقعته حزين , كئيب وفوق رأسه غيمه سوداء محبطه.
لم تكن علاقته بأمه طبيعيه كان يخبرها بكل أسرار علاقتنا الشخصيه و وصل به الغباء بأن يصارحها بما يجري أثناء علاقتنا الحميميه و يأخذ منها النصائح. لا أعرف كيف لم يقرف من هذا الفعل أنا أستحي من مصارحة أخواتي وصديقاتي مع أن قمر كانت تشجعني وتلقني دروس في ما يجب و ما لا يجب أثناء ممارسة الحب.
خلافاتنا الزوجيه أخذت بالتضخم و الأتساع يوما بعد يوم كثقب أسود في الفضاء و أخذت تبتلع نجوم حبنا الوليد في ثناياها. ضاع الحب في هاله سوداء من المشاكل و الهموم اليوميه المضجره و أصبحت حياتنا اليوميه بطيئه كئبه هربت فيها إلى العمل و هرب عادل إلى مخبئه حضن أمه. يوما بعد يوم كنت أطالبه بشراسه أن نجلس مع بعضنا ونناقش مشاكلنا لكنه كان ينكمش على نفسه كطفل و يبدأ بالتذمر والرفض والعناد و فور أنصرافي يلجأ إلى أمه ليناقش مشاكلنا معها .
مع مرور الأيام بدأت لا أطيق حساسيته المفرطه ولا طفولته المزعجه. مللت من محاولة أعادة تأهيله و تربيته ليفهم أنه في الثلاثينات ليس في الخامسه من عمره. مللت من تقلبات مزاجه و من تردد عواطفه في لحظه يكون محب هائم وفي لحظه اخرى يصبح عدو لدود لأنني لم أعد العشاء بالطريقه التي تعلمتها من أمه. كنت سأتحمل أي شيء في شخصيته , سوى نزعة الأنتقام الشديده لديه. لم يكن ناضجا كفايه ليجعل المشاكل التافهه تمر بسلام. كان يقف عند أي مشكله تخصه و أما المعالجه أو الأنتقام.......
جاء يوم وأفقت فيه من غيبوبتي العاطفيه و شاء القدر أن نفترق كلا في طريقه وبلا عوده.
************************************************** ***************



التعديل الأخير تم بواسطة رغد تبوك ; 29-08-18 الساعة 04:35 PM
Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 18-08-18, 11:03 PM   #5

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي




الفصل الرابع
ورقة العــــــــداله
العداله لا ترى الأشخاص, العداله ترى الحقيقة.
أكثر الدروس صعوبة هي تلك التي تعدها لنا الحياة, نخوض فيها تجارب عميقه تلامس ظلام أرواحنا.في اللحظه التي نشعر فيها أننا القضاة و الحكم بين يدينا ,نكتشف فيها أننا كنا محكومين و أننا أطلقنا الحكم لأنفسنا.
قبل عشر سنوات كانت الأرض تهتز مع دقات قلبي و أنا أسير متجهه نحو منصة التخرج لستلام شهادة الثانويه العامه. كنت بكامل جمالي وبكامل فرحي , قلقة قليلا و سعيده كثيرا لأنني أنهيت مرحلة رائعه و سأبدأ مرحله جديده مشوقه.
تراقص قلبي بهجة و أنا أرى نظرات الفخر في عيني أمي ,و ضحكات السعاده أرتسمت على وجوه أخواتي, كأنني أعيش في حلم وردي جميل. تلك اللحظه, كانت فعلا مثالية في نظري. لأول مره لم تلحظ عيني عيوب الحفل و ترتيباته ,و تجاهلت كل من كان يشتعل غيرة ويرمقني بنظرات البوم المشؤوم ويتمنى فشلي. أغمضت عيناي و فتحت قلبي و أخذت أستشعر الحب و النجاح و التفاؤل من حولي. أخذت أغرق في بحرأحلامي الورديه السعيده, اطير بأجنحه البهجه الذهبيه فوق سحاب نجاحي. مؤمنه ان تلك اللحظه كانت كامله السعاده ولو حاول الحزن التسرب إلى قلبي من باب الحنين.
عندما عدنا إلى المنزل طلبت من أمي أن تقرأ لي و ترى في أي مجال ستشرق شمسي المهنيه. جلست أمي خلف طاولتها وفترشت مفرشا أخضر فوقها لأنها كانت تشعر بالأزدهار و البهجه و الوفره و أشعلت شمعتها المعطره بزهور الياسمين و قربت منها الأحجار الكريمه و مسكت اوراق التاروت و قالت سوف أقرأ لك ورقتين . بدأت بالخبص و بتسامتها الدافئه الحنونه لاتفارق وجهها الباسم الجميل. لا أعرف لماذا تشعل أمي الشموع المعطره وتتناسى أن وجهها المشرق يغني عن شموع الدنيا و أنفاسها العطره كافيه لنشر رائحه السعاده في الحياة. أختارت أمي عشوائيا بطاقتان و وضعتهما بالوجه المقلوب على الطاوله و قالت لي بصوت مبتهج "هل أنتي مستعده؟!" أومأت رأسي بالأيجاب .
رفعت أمي بطاقه الحاظر و هي تحدق بي بسرور قالت "عجلة الحظ .عظيم! " ثم رفعت بطاقة المستقبل و قالت مبتسمه "أنها العدالة" أخذت أمي بحماس تفسر أن هذه الترتيب من الأوراق يعني أنني سوف أنجح في وظيفه ترتبط بالقانون و القضاء. قالت أن حظي سوف يزدهر وينمو في مجال قانوني وهذا ما تعنيه بطاقه العدالة و عجله الحظ تعني أن قدري يكمن في هذا الطريق . كانت مستبشره و متهلله و واثقه أنني سأنجح في حياتي المهنيه. لم تكن تعلم أن المستقبل سيكشف مدى خطأ تنبؤاتها. العدالة لم تكن تعني دراستي في كلية الحقوق, وقدري لا علاقة له بكوني محاميه.
في قاعات الجامعة درست المحاماة و لم أدرس العدالة. تعلمت كيف استخرج بذكاء ثغرات العقود المنطقيه و لم اتعلم كيف أستشعر الخدوش العاطفيه التي يتعرض لها الطرف الأخر. تعلمت أن أحتال بخباثه لأنتصر و أجني المزيد من المال و لم أتعلم أن أستسلم ولو لمرة لأستمع إلى نداء ضميري. في مضمار رحلة المحاماة فقدت جزء كبير من أنسانيتي و تعالت الأناء عندي . لماذا شائت لي الأقدار سلوك طريق سوف يغلي هويتي الأنسانيه. كان ذلك الطريق غامض و مخيف لكن لم أشعر بمدى الخوف إلا عندما تعريت تماما من مشاعري وعواطفي . بعدها أيقنت أنني جئت للمستقبل نصف مستعده. عقلك الذي حكم و أوجد الحلول بكل بساطه لكل موكليك يعجز اليوم عن إيجاد حل لضياعك العاطفي. كيف لعقلك أن ينجيك من شتاء أصاب قلبك. هو لا يملك لهيب الأحساس الدافئ ولا شمس المشاعر الذهبيه. كل ما يملكه هو المنطق و الحقائق و التحليلات القاسيه التي تزيدك شتاء قلبك صقيعا و بردا.

القيت بجسمي الهزيل البارد على الكرسي الأبيض القاسي لصالة الأنتظار, وعيني تتفحص تلك الغرفة الصماء الموحشه حيث وقف الزمن بي لسنة ونصف لا أعلم هل أتقدم و أقنع بقدري المؤلم و المر أم أنتظر الأمل بين دهاليز المشفى . أخذت بمرارة ولوعة أرمق بعيني أخواتي الاتي غرقن ببحر من الدموع قبل أن أنطق بشيء. فجأه شعرت بحريق يشتعل في قلبي, و ضيق في صدر وغصه سرقت من الكلمات , ولم أعي لدموعي الحارقه وهي تخرج مني ألا عندما رأيت وجهي ينعكس في عيني سماء الغارقه في الدموع وهي تسألني " ماذا بك؟ مالذي حصل؟!"
بعدها وعيت لأنني كنت غارقه في الدموع لبرهة طويلة حاولت أن أتمالك نفسي ,لكني لم أستطع خرج صوتي مبحوح وكلماتي أنطلقت تائهه متقطعه قلت بغبن و حرقة " أنا عقيم . ولا يمكنني الأنجاب"
صرخت شمس غير مصدقه " ماذا؟ ماذا تقولين أنتي ؟!!"
اشتعلت نار الغضب في داخلي وصرخت في وجهها " أنا عقيم , أنا عاقر , لأيمكنني الأنجاب" أنخفضت نبرة صوتي و أنا أردد ورأسي يهتز يمينا و شمالا" لا يمكنني الأنجاب, لن أكون أم , لن أعيش دفئ الأمومة , سأبقى تائهه في صقيع أنوثتي الغير مكتملة"
سألتني سما بعطف و كان الحزن صوتها:" متى علمتي أنك غير قادره على الأنجاب؟ "
جاوبتها" منذ سنة ونصف قررنا أن الوقت قد حان للأنجاب. كنا قد أجلنا موعد الأنجاب حتى نجمع المال الكافي للأستقلال بحياتنا بعد أن أنجب. لكن عندما راجعت طبيبتي قالت في البداية أنه توجد صعوبات في الأنجاب عندي بسبب أٍستخدامي لموانع الحمل . لسنة كاملة و نحن نجول بين أطباء النساء و الولادة نقوم بعمل التحاليل و دائما ما كانت التحاليل غير مبشرة بالخير. " تابعت بغصة قهر " لسنوات لم أشعر أن عادل مهتم بالأطفال . فور تبدل الأقدار من الأمل إلى اليأس بدأت أرى الحسرة في عينه. رفض أن يعبرعن مشاعره حيال هذا الموضوع ,لكن اليأس غزاه بمرور الأيام . أصبح كئيبا و فقد شغفه تجاه عمله و تجاه الحياة. سمعته يشكي ألمه لأمه يقول لا يوجد ما يستحق الحياة لأجله , ما فائده العمل و التعب أذا لم يبني بيتا لأولاده و أذا لم يشتري السعاده لصغاره. لم أخبره أن سهامه و خرقت قلبي " أكملت ساخرة من ألمي " لم أخبره أنني شعرت كألة تفريخ أطفال عاطلة عن العمل" ماذا عساي أن افعل هذه حقيقة يأسي القاتل.
قاطعتني سما موبخة " لا تقولي هذا . أرجوك"
أجبتها بجزم " هذا هو الواقع و أن كان جارحا. أنا لست كاملة في نظر المجتمع. لذلك أعفيته من ألم الأختيار بين سعادته و بين زواجنا. في النهايه سعادته تعني حياته أما زواجنا فهو علاقة قابلة للأنتهاء و التجديد" تعالت صيحاتي و أنا أفرغ مافي قلبي من ألم و أنزع سكاكين القهر واحدة تلو الأخرى من صدري. أقتربت أخواتي مني وضمنني بقوة و رأسي في صدر قمر و هي تمسح شعري و شمس تضع رأسها فوق رأسي و أخذن يقلن " لا تحزنني ستكونين بخير ,لا يوجد شيء مستحيل "
بعد أن هدأت نفسي أتفقت مع أخواتي بأن أعود للمنزل و ؤأجل رؤية أمي لليوم التالي. وسوف تشرح سما لها كل ماحدث . تركت المشفى و ركبت سيارتي عائدة للمنزل و الكثير من التساؤلات تغزوني و تسيطر علي.كيف؟ ومتى ؟ و لماذا وصلت ألى هذا الطريق المقطوع ؟ هل يمكنني أصلاحه ؟! كيف أصلح شي غير موجود ؟! يجب علي أن أشق طريقا جديدا من هذه النقطه.
تساقطت دموعي مجددا, و بدأت أسهم الأكتئاب تصوب على قلبي وتذكرني بكل ماحدث . باللحظه التي أنقلبت فيها حياتي رأسا على عقب بعد أن أصبحت على علم بعقمي, و أنقلبت الموازين ضدي . أصبحت محكومه بسجن مؤبد في شتائي العاطفي. تبدلت أحوالي في وظيفتي. فجأة صحوت من كابوس الظلم القاتم و صرت أنظر لقضايا الطلاق بعاطفه أكثر. هذا الحرمان الذي فرضه علي القدر, خلق في داخلي مشاعر أنسانية لاتنتمي لي بل تنتمي للعالم. كلما جائتني أمرأة تطالب برفع قضية طلاق سألتها " كم من الأطفال لديك؟" سؤال لم يكن ذا أهميه في السنوات الفائته. صار لب القضايا و أساسها. لا أعلم ما حل بي أنا محامية طلاق فجأة اصبحت مستشارة أسرة. كلما جائت أمرأة طالبه لطلاق ولديها أطفال, قمت بأستخدام قوتي في الأقناع لتغيير قرارها و أذا فشل العقل و المنطق قمت بالعب على مشاعرها. لم أكن أرى العالم من زاويتها و قررت أن أرى العالم من خلال أعين أطفالها. أنا اليوم أم و مسؤوله عن كل هؤلاء الأطفال الذين لم أنجبهم. حملت على عاتقي مسؤولية سعادتهم. مادام الأمر لم يتعدى الضرب و العنف لماذا نهدم البيوت.
ساء حالي في العمل كثيرا. أصبحت في وضع حرج مع رؤسائي, و زاد تأنيبهم لي لفشلي في تحقيق مطامعهم الماديه و أصبحوا في ريبة من يقظة ضميري المفاجئة. لم أنسى المدير حين صرخ في وجهي موبخا " ماذا حل بك نحن لسنا مصلحين أجتماعيين نحن هنا لننهي الزواج وحسب , أترين هذا الكرت الذي تملكين؟ كتب عليه محامية شؤون أسريه , و الطلاق شؤون أسريه " ثم اشاح بوجهه العابس عني و أكمل " ماذا حل بك ؟! أن بقيتي على هذا الحال سوف نغلق أبواب الشركه ونتسول . هل هذا ما تريدين؟!". لم أجد غير الصمت جوابا. كنت تائه في غفلتي ,و كانت نفسي مدفونه في مقابر الضياع. ماذا حل بي وكيف نقلبت حياتي هكذاّ! أنا أتنفس وقلبي يدق لكنني ميته. ذاتي محكوم عليها بالحبس في عالم بين الحياة و الموت. عالم فارغ من كل شي . لماذا لم تعد حياتي تعنيني؟! و لماذا تبدلت أهدافي وطموحاتي؟ متى وقف بي الزمن ؟ولماذا؟ لماذا أنا معلقه هنا في رأسي ؟ ولماذا لا يمكنني الهرب ؟ لم يكن لأسألتي أجوبه ولا لحياتي معنى . بين ليلة وضحاها اصبحت كالنباتات. الهدف من وجودي كان أحيائي فقط و كانت أحدى الوظائف الحيويه عندي معطوبه. أتنفس, أنمو, اتحرك, استجيب للمؤثرات البيئة ,لكن أنا لا أتكاثر. طوق الحزن رقبتي و أنا ضائعه في متاهات رأسي وخنقني, و أخذت دموعي الحارقه تنساب في وجهي كحمم البراكين المتفجره في أعماق البحار.
القدر من أشرس القضاه و لاتعرف عدالته الأشخاص بل تعرف الحقيقه وتحاسب بالأفعال, هاهي الكارما تخبرني بأنني حره لأتخاذ أي قرار في حياتي ولكنني لست حره في أختيار النتائج. كل شي في هذا الكون يدور والحياة عجلة تدور على الدوام لتعيد لنا كل ما أطلقناه في فضائها , فسهام الظلم التي نطلقها تعود لتطعن أجسادنا من الخلف على غفلة منا, و هاهي سهامي تعود لتردي روحي طريحه . شيء بداخلي مات , بسببي , و كنت أسوء الأعداء لذاتي .

************************************************** ****************
وصلت في الساعه الواحده صباحا وفتح لي الحارس باب القصر ونظرت لوجهي في المرآه لقد مسحت الدموع مستحضرات التجميل من وجهي قلت بقلق " باسل سوف يوبخني أن رأى وجهي كئيب. هو لا يحتمل الحزن و الكآبه " فتحت أحد أدراج السياره و أخذت أخفي ملامح الحزن لأصطنع الفرح أمامه. أخبرت نفسي و الحارس يفتح لي باب السياره" أنا أحب هذا الرجل لكن غروره يقتلني في أغلب الأوقات" . أدرت عيناي في سخريه و لقد فهم الحارس أبو أحمد ما اقصد. أخذ أبو أحمد السياره ودخلت أنا القصر وكان الملك جالس على عرشه يحتسي نبيذه الأحمر المفضل و يسمع موسيقاه المفضله .
أقترت منه و أخذ يدي وقبلها وقال بدفئ أزال عني كل التعب" أين كنتي ؟ لقد أشتقت لك ." جلست بجواره على حافة الأريكة وأجبته و أنا اتنهد فرحتي " ذهبت لأحضر باقي أشيائي من بيت العائلة" . قال بعجرفه وغرور كعادته " أية أشياء؟ّ انتي هنا لاتحتاجين أي شيء . أنا أعطيكي كل ماتريدين. أحرقي جميع أشيائك القديمه و أشتري أشياء جديده . حتى هذا الثوب أحرقيه أنه قبيح ولا يعجبني " قالها وهو ثمل و علت وجهي ضحكه وأنا أخبره " لكن أنت من أهديتني هذا الثوب" ضحك هو الآخر على نفسه وقال بغرور " مستحيل ! ماهي ماركة هذا الفستان؟!" أجبته فورا" مايكل كور "
" أن موضته قديمة, لا يعجبني بتاتا , أخلعيه , أبقي عاريه " أقترب من أذني وهمس " أنتي اجمل عندما تكونين عارية"
ضحكت بصوت منخفض وامسكت وجه أنا اطبع قبلة على خده الأيمن و أصابع يدي اليمنى تلعب بشعره الجميل و همست " هل تسمح لي أن أذهب للأستحمام ملكي الجميل ؟"
قمت من على الأريكه و اتجهت بتجاه المصعد الكهربائي و أذا بي اسمع خطواته بسرعه من خلفي . أحتضنني بشغف من الخلف و حملني هامسا " لدي فكره أفضل."


Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 21-08-18, 07:25 PM   #6

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي







الفصل الخامس
ورقة الناسك
رحلة البحث عن الذات
"أشعل المصباح لأضيء طريقي, هو أيضا يضيء طريق الباحثين عن الحكمه"

حدثتني سما من المشفى على هاتفي النقال وطمئنتني على أمي قالت أنها بخير و صحت في الساعه العاشره صباحا. "فور أستيقاظها من النوم سألتني عنك . لقد أخبرتها بما حصل, لكنها تريد أن تسمع ماجرى منك . " أنخفض صوتها وهي تقول " أمي مشتاقة لكي كثيرا , وتشعر بالحزن لأنها أنبتك طيلت الأيام الفائته ولم تقف بجانبك "
خنقتني عبرتي و أنا أحاول أخفائها " ماحصل كان مكتوب وليس لها ذنب في ذلك . أنا أيضا أشتقت لها سوف أزورها اليوم للأطمئنان عليها"
فجأه سمعت صراخ شمس وهي تقول " لاتودعيها يابلهااااااااء . أسأليها عن أسم زوجها" وفجأة خطف الهاتف من يد سما وجاء صوت شمس المفعم بالحياة " تعالي من هو زوجك ؟ ما أسمه ؟ و ما أسم عائلته ؟ و ماذا يعمل؟"
أجبتها و أنا أقهقه " أسمه باسل . باسل محمد البسام . يعمل في الأتصالات و مؤسس شركه "
ردت شمس بعجب" مااااااااااذا ؟! البسام عائلة ثرية . زوجك من الأثرياء "
أجبتها بهدوء" أعتقد ذلك . حسنا سأكملك لاحقا. أوصلي سلامي لأمي و قمر. وداعا"
ردت شمس " حسنا . وداعا. لكن ستخبرينا بكل شيء عندما تأتين "
أشاحت شمس بنظراتها لوالدتي وقالت " يالها من مخادعه لقد تهربت من الأجابه عن أسئلتي, أيعقل أن تكون أشاعات خيانتها لعادل حقيقة؟ لماذا تتهرب منا في كل مرة نسألها عن الحقيقة؟! كم هي خبيثه , لا شك عندي أنه زواج مصلحه"

غضبت أمي من كلماتها القاسيه ووبختها بعنف " أخرسي لا تتحدثي عن أختك بهذه الطريقه, أختك ليست خائنه ولا مخادعه. سننتظر ونسمع منها الحقيقة"



يوجد كهف في أعماق ذاتي, ظلمته موحشه , أرضه صلبة قاسية, صخوره مشاعري المتحجره المكبوته على مر السنين. البعد الزمني لهذا الكهف مختلف , هو خارج عن حدود عالمي الحسي , أنه مرتبط بعالمي الروحي, في هذا الكهف أكملت عامي الخمسين بالرغم من أني في العقد الثالث من عمري في الواقع. هنا شعري فضي شائب , وجهي مليء بالتجاعيد وذابل. هنا أنا متحرره من كل القلق و المخاوف, لاتهمني بهرجه الحياة و زينتها, لا تعنيني أقوال الناس و انتقاداتهم . هنا أنا بلغت من الحكمه مايكفيني, لأتقبل ذاتي و ؤمن بها. أشعلت قنديل الأمل بنار الأيمان ووقفت بجانب مدخل الكهف , أتأمل سماء ليلي القاتم . تلألأت منه نجوم تنتظرني لأجمعها و أضمها في صدري.
ستة أشهر مضت على اليوم الذي رفعت فيه أوراق طلاقي للمحكمه. أول شخص علم بالطلاق كان رئيسي بالشركة. تفاجأ بالأمر وفتحت له قلبي . دئما ماكان أبا روحيا لي نصحني قائلا " لا توجد نصيحه أقدمها لك, أنت محامية طلاق و تفهمين هذه الأمورأكثر من أي شخص . إذا رأيتي أن في طلاقك أنصافا لك و لزوجك و أنه لا وجود لحلول أخرى فهذه حياتك . لكن تذكري أنك تستحقين الحب و السعاده الزوجيه مع شخص يقبلك كما أنت "
أتفقت مع عادل على أن نلزم الكتمان هو يخبر عائلته و يمنع أمه من أخبار أمي و أنا أتولى أخبار أمي. في الحقيقة لم أكن قادره على مواجهة أمي و عائلتي لذلك فضلت الهرب .س
ماهذا المكان ؟ّ! أين أنا؟! كيف وصلت إلى هنا؟! مكان فارغ من كل شيء. جدران بيضاء تحيط بي من كل مكان. أخذت اتنقل بين الحجرات , لاشيء .. لاشيء سوا الجدران البيضاء. علني جننت . لحظه أحتاج للأسترخاء, ربما كنت أحلم. أغمضت عيني, و أخذت اتنفس بعمق, استطيع سماع شهيقي وزفيري . سأفتح عيني الأن. اللعنه !! بدأت أغضب لاأزال هنا محبوسه في اللا مكان. أنه مكان يشبه الجحيم , لا أنا مخطئه, فالجحيم أكثر أثاره و متعه من هذا المكان. ليتني كنت في الجحيم على الأقل سأكون محبوسه في مكان فيه أشياء و مخلوقات تشغل عقلي. هنا.. أنا وعقلي فقط .. أفكاري سوف تقتلني .. لا أرى أي شي أفكر فيه , لا أسمع أي صوت يشغلني عن صوت نفسي , لا توجد سوى الأفكار المجنونه التي تقلقني وتقتلني يوما بعد يوم.
"أصمتي قليلا" .. أتسعت حدقتا عيناي و أُصبحت مندهشه .. من أين جاء هذا الصوت؟! لا يوجد أحد سواي. هذا الصوت جديد علي. لا يمكن أن يكون صوت

أفكاري. نعم أنت صوت أفكاري أسمعك. لكن ماهذا الصوت الذي أمرني بالصمت!
وأنا في حيرة من أمري سمعت صوت نبضات قلبي.
"قلبي , أهذا أنت ؟"
"نعم أنا "
" لماذا لم أسمعك طوال هذه السنين"
" عقلك هو السبب"
"عقلي هو السبب! عقلي سوف يخرجني من هذا الجحيم و أنت هنا لتعاتبني وتلومني و لا وقت لدي لمناوشات عاطفيه تافهه بسببك"
" عقلك لا يمكنه أخراجك من هنا"
" ماذا تقول؟ يمكنني الخروج من أي مكان بأفكاري وعقلي "
" يمكنك الخروج ملا ن أي مكان ألا هذا المكان. اقصد الا مكان . هنا أنا المتحكم ولا شأن لعقلك "
"اللعنة أين أنا ماهذا المكان؟!" بدأت أغضب و بدأ صبري ينفد .
"أنتي في أعماق ذاتك "
"لماذا هي هكذا, بيضاء صماء ومملة"
" أنتي من جعلها هكذا, لم تحاولي يوما أن تملئيها بالمشاعر والأحساس. عندما كنتي طفلة كانت ممتلئة بالدفئ و السعاده, لكنك تخليتي عنها وهجرتها بل صرتي تأخذي كل العواطف الأجابيه لتنجحي أعمالك و مشاريعك وهذا جيد وجميل وسوف ترين نتائجه قريبا جدا ,لكن المشاعر السلبية وجهتها كلها بالتجاه عقلك و أخذتي تلومين و تنتقدين و تشكين من أي شخص لا يشاركك الأفكار و الأحساس"
" مشاعر سلبية , ضارة , ماكان يجب علي أن أفعل بها , أتركها تقتلني ؟َ! هذا المكان سوف يقتلني "
" كان من الممكن أن تحوليها إلى مشاعر عطف لمن هم أَضعف منك و ألى مشاعر التسامح مع أعدائك"
" تذكرين صباح يوم الخميس الفائت ؟ ماحدث بينك وبين عامل النظافة؟ شجار كبير لأنه نسي أن يمسح الغبار عن مزهريتك الذهبيه . رفعت شكوى لأدارة الشركة , كتبت فيها أنه لايقوم بوظيفته على أكمل وجه’"
" نعم حصل ولست نادمه, يستحق ذلك . لم يكن مخلصا في عمله "
"أعلم أنك لاتحبين سماع هذه الكمة لكنها الحقيقة أنتي مخطئة تعلمين لماذا؟"
" أولا لم تكن المزهرية الذهبيبة مشكلتك ذلك الصباح , كنت على خلاف مع عادل بعد نتائج الحمل ورفضت التعامل مع أحساسك السلبي لذلك صببت جام غضبك على المسكين , ثانيا لو أنصتي لي قليلا و أهتممتي بهذا المكان لشعرتي بألم عامل النظافة ذلك اليوم , نعم أنت علمت لاحقا أنه كان شارد الذهن لأن أحد أبنائة مريض.
الأبناء..
جرحك النازف ..
هو الذي سيعيد الحياة لهذا المكان "
بدأ الصدع يتزايد في رأسي, شعرت بألم شديد في رأسي , كأن دماغي بدأ يتضخم من قوة الجهد العصبي الذي بذله, و أنا غارقه في دموعي سألت نفسي " و ماذا عساني فعلت ؟ أنا لا أعرف سوى هذا الأسلوب في الحياة, هذه أنا وهكذا سأبقى"
"هذه ليست أنت . و هذه ليست حقيقتك .دعيني أساعدك لمعرفة ذاتك الحقيقية . أسمحي لي بأخذك ألى أن اصطحبك لأعماق نفسك . لتكتشفي جنا الحقيقية"
"أنا خائفة . لا تعجبني هذه الأحاسيس المكهربة"
" لا تخافي تعالي معي . أتبعي صوتي , سأريك مكان جميل"
لم يكن لي خيار آخر سوى أتباع صوتي الداخلي و أحساسي, خرجت من الحجرة البيضاء و أخذت أمشي في ممر أبيض طويل و بدأت أشعر بالضجر و الملل و اليأس لكن قلبي قال لي بأن أستمر بالبحث عن بوابة مدخل في سقف الممر هي الطريق الذي سوف يقودوني إلى العالم الحقيقي من جديد. مشيت و مشيت ومشيت, ثم بدأت بالجري و الجري والجري .لا فائده . أنا غاضبه و مقهورة , اليأس يحاول خنقي . وقفت يائسه قرب الجدار أصرخ, "أريد الخروج , أريد الخروج , لم أعد أستطيع الأحتمال, أخرجوني " صوتي مبحوح كان يخرج بقوة الأمل الذي كان يقاوم أيادي اليأس التي أحاطت بفمي محاولة أسكاتي . يداي تضرب الجدار بقوه
"خرجوني من هنا , لا أريد البقاء, أخرجوني , سوف أموت "
أدرت ظهري على الجدار و نزلقت قدماي على الأرض و أنا اتعرق باكية. رفعت رأسي و إذا بي أري الممر. "لقد وجدته ,أنه هنا , هذا هو المخرج" نظرت للمره الأخيره إلي الممر و أذا بي أرى الحجره البيضاء قريبه جدا مني, " كيف حصل هذا ؟! كنت أسيرهنا لساعات باحثة عن البوابة"
أجاب قلبي" لقد كتني تسيرين و تبحثين بعقلك, العقل هنا عاجز عن البحث, عيناكين الحسية المرتبطه بعقلك عاجزة عن رؤية الأشياء, هذا مكاني وحدها عيناي ترى ماهو موجود في هذا المكان. الأمل و الأيمان هما حاستا الرؤية و بهما تخلقين ماترين و تؤمنين بوجوده , هل فهمتي الدرس يا جنا ؟"
قلت و دموع الفرح تحرق وجهي " نعم فهمت "
" ماذا تريدين الأن ؟"
" أريد أن أتحرر"
" أفتحي الباب "
فتحت الباب و نزلق سلم من فوق السقف, بدأت أبصر النور, أشعة الشمس الذهبية أعادت السعادة لروحي, نسائم الهواء كم هي جميلة, أِشعر وكأنني أطير. صعدت على السلم و أذا بي أطل على حديقة خضراء واسعه وجميلة . أسوارها ذهبية و بها بركة ماء رائعه يتوسطها تمثال كتاب كبير يقرأه طفل صغير, تماثيل الأطفال التي تقرأ الكتب في كل مكان . دققت النظر في الأسوار كانت على شكل أٌقلام مكتوب تصل بين القلمين كلمات تحفيزية. بدهشة طفل بدأ لتوتعلم القراءه أخذت أقرأ الكلمات
" اقرأ, أكتب , تعلم , فكر , جرب , أبدع , تكلم , أنجح , أزدهر ، أنتشر,...."
قاطعني عقلي بسؤال "ماهذا المكان ؟! "
أسكته قلبي فورا " أشششش , أنصتي جيدا, أستخدمني لتسمعي "
"أنا أسمع صوت ضحكات اطفال , أسمع صوتهم يلعبون و يتقافزون في كل مكان , أنا أسمع صوت الفرح و الأمل " كان قلبي تراقص في صدري من السعاده .
"ما هذا المكان الجميل ؟!" تسائلت و الدهشه شقت وجهي ببتسامه عريضه كشمس مشرقة , تلألأت معها عيناي الحالمتان .
" هذا بستان الخير الذي زرعته طوال السنوات الفائته, منذ اللحظه التي وقعت بها عقدك مع شركه البيان القانونية, بعدها بشهر وقعت أول شيك لبناء هذه الحديقه الرائعة"
أغرورقت عيناي بالدموع و أنا أقول " أنت تعني الأموال التي قدمتها لدار الأيتام, أنا لا أصدق, كيف لشيء بسيط أن يَخْلق كل هذا الجمال"
أجابني قلبي " الخير كالضوء قليل منه يكفي لأنارة العالم, هناك أقمار في هذا الكون أشرقت لنعكاس خيرك عليها. "
هدأت نفسي القلقه أخيرا, و أحسست بروحي تتحرر من كل آلامي و وساوسي و مخاوفي . بزغت من بعيد شمس أمل جديده. علني كنت أما لأحدهم دون أن أعلم. هناك طفل يبحث عني و أبحث عنه.
عادت روحي إلى جسدي من جديد, فتحت عيناي بفزع و أخذت نفس عميق , كنت غارقه في نوم عميق.أبصرت نور غرفتي الخافت. كنت مرعوبه و العرق يبلل كامل جسدي . نظرتي ألى الطاولة التي بجانب سريري. أنها أدوية خافضه للحراره و الألم و يوجد مقياس حراره . يبدوا أنني كنت مصابة بالحمى . فجأه تذكرت منامي و تذكرت الأطفال...
"يا ألهي الأطفال بأنتظاري"
قمت على عجل من على السرير و أخرجت لي بعض الملابس من الخزانه و ذهبت
لأستحم . "نعم أنا من برج العذراء و مهووسه بالنظافه حتى في أقسى الظروف, أنت محقه يا أمي !!" حدثت نفسي بسأم و أستهزاء و أكملت حمامي بسرعه, و لبست ملابسي و أخذت مفاتيح سيارتي و خرجت بسرعه كبيره إلى مؤسسة سنابل الخير لرعاية الأيتام. أشغلت الراديو و تعالت أغنية Swedish House Mafia
There was a time
I used to look at my father’s eyes
In a Happy Home
I was a King with golden thorn
Don’t you worry Don’t you worry child
See heaven got plan for you
Don’t you worry don’t you worry now
Yaa
يالهذه الأقدار الغريبه, في ظاهرها ترى الدمار, لكنها في الواقع نجوم هدايه في فضاء ذاتي. نظن أن السعاده و البهجه و النجاح هي ما يجعلنا نهدتي لأنفسنا, لكن هذه الأشياء ماهي ألا زوارق وهميه تطفوا في بحور عواطفنا الحقيقية. هي لا توصلنا إلى العمق ولا حتى إلى النهايه هي فقط تعطينا القوة لنكمل الطريق. الألم و الفقدان و الخساره هي ركائز سفينتنا الحقيقيه المبحره في بحور المشاعر العاتيه.
أقود سيارتي متجهه لدار الأيتام
ويقودني حدسي لمعرفة نفسي
و تقودني الأقدار دائما ليظهر أجمل مافي ذاتي

وصلت إلى دار الأيتام في تمام الساعه السابعه عندما كانت مديرة الدار تفتح الأبواب, خرجت من السياره على عجل وانا ألوح بيدي و انادي بصوت تائه
" أستاذه رجاء, أستاذه رجاء "
أدارت ظهرها و رأت ملامحي الشاحبه المفزوعه أجابتني بندهاش
" أستاذه جنا صباح الخير . مالذي جاء بك في هذه الساعه ؟!"
أستندت على حائط الدار تحت درج الدار أخذ انفاسي, لقد ورمت قدماي من حذائي العالي بسبب الركض. لازالت مرهقه بسبب المرض. أجبت و أنا الهث
" هل لي بالحديث معك ؟!"
"بالطبع ! بالطبع ! تفضلي معي إلى المكتب"
تغير المبنى كثيرا عن آخر مره كنت هنا قبل ثلاث سنوات بعد ستلامي الوظيفه فورا, لاحظت مكتبه كبيره تطل على الحديقه .
قلت بسعاده " المكتبه جميله ."
اجابتني " نعم أنها جميله جدا, بناها أحد الأثرياء" وواصلت قائله " في الحقيقه أذكر انه جاء بعدك في نفس اليوم , منذ ذلك الحين الكثير من التبرعات أنفقت لتحسين مستوى التعلم لدى الأطفال. أنه شخص كريم جدا لم يكتفي بالمكتبه فقط بل تفكل بتأسيس مشروع لدعم الأطفال لأكمال دراستهم "
كنت منصته لها بعمق و مندهشه مما أسمع, قلت في نفسي " الثراء يحقق المعجزات لاشك في ذلك, لأدري أن كنت سأنفق كل هذه الأموال لو كنت ثريه, ربما هذا سبب من أسباب عدم ثرائي"
دخلنا المكتب ودعتني إلى كوب من القهوه قالت لي " طبعا لك كل الشكر والتقدير أستاذه جنا لاتظني أن ما تقدميه كل شهر قليل , على العكس تماما .عطائك يحدث تغيير في هذا الكون."
أجبت بحرج " لا على العكس تماما, أنا أرى ما أقدمه قليل جدا, بالطبع ليس بمقدوري أن أعطي كل هذا العطاء, لهذا جئتك لأسألك عن ما يمكنني فعله"
ردت محتاره :"ماذا تقصدين ؟!"
قلت وأنا مرتبكه ويداي ترجف من البرد" أريد أن انضم إلى حملاتكم التطوعيه في الخارج " سألتها بقلق " هل يمكنك مساعدتي ؟ أنا فعلا أحتاج لسفر تطوع "
لا أعلم كيف خرجت هذه الكلام من فمي ,هل أنا أهذي بسبب المرض؟. لأول مره أتخذ قرارغير عقلاني. قرار من قلبي . ربما كنت أحلم لا أدري.
اجابتني بأسف: " لا أعرف ماذا أقول. لكن توقفنا عن أرسال الحملات التطوعيه منذ ثلاث سنوات الماضيه وقررنا التركيز على الدار الأيتام وتطويرها"
أنزلت رأسي بأحباط و أسف وحدثت نفسي " حتى عندما قررت المساعده, القدريمنعني"
عندما رأت الأنسه رجاء غيمه سوداء تمطر الهموم فوق روحي قالت "لكن .."
رفعت رأسي بأمل " لكن ماذا؟! أرجوك أي شيء ساعديني "
"لكنني على أتصال بدور الأيتام الأخرى ولي علاقات مع منظمه حقوق الطفل يمكنني السؤال و المساعده"
برقت عيناي وأشرق الأمل في روحي" أرجوك تواصلي معهم و أخبريهم أني أريد المساعده, لكن لا أستطيع البقاء بالبلد, لدي ظروف عائليه . يجب ان أسافر".
واصلت بحماس " قومي بالأتصال الآن أرجوك, أرجوك"
أجابتني بتعجب " الآن ! لا أعتقد انه بالأمكان لدي الكثير من الشغل . أعدك أن أقوم بالأتصال اليوم فور أنتهائي من بعض الأعمال"
"شكرا لك على تفهمك, انتظر أتصالك بفارغ الصبر"
"لا تقلقي عزيزتي, سأبذل كل جهدي لمساعدتك, أنتظري هاتفي "
خرجت من دار الأيتام و ذهبت لمقهىً أعتدت على أرتياده كلما دخلت نوبه أكتئاب .
عند وصولي للمقهى نظرت إلى الكرسي الخلفي و أذا بي أجد كتاب أمي الذي صدر حديثا “الفلك و الحياة" , أخذت الكتاب معي لم يكن لدي ما أقرأه سواه, تذكرت كم كانت أمي فخوره بهذا الأنجاز وكم كنت سعيده لأشاركها لحظات توقيع العقد و تخليص جميع الأمور القانونيه لها. كل تلك اللحظات بين دور النشر و معارض الكتب و مؤتمرات و نوادي الفلكيين, كنت غريبه عن الجميع و سعيده بأمي . لطالما كنت مختلفه عنها كثيرا فأنا صوت العقل و هي صوت الحدس, أنا أرى الموجود و أمي ترى المحسوس, لي عينان و لها بصيره. كنا مختلفتين جدا مثل أقطاب المغناطيس لم نلتقي أبدا, بالرغم من أننا لم ننفصل يوما.

نزلت المقهى و شتريت قهوتي السوداء المفضله مع قطعه بسكويت الشوكلاته اللذيذ, جلست على طاوله صغيره في زاويه المقهى بجانب النافذه و أخذتني أفكاري بعيدا.أخذت أفكر بنفس الأفكار التي تراودني كل يوم زواجي , طلاقي , عقمي , و عملي و عائلتي . هذه الأفكار السلبيه اللعينه لازالت تحبسنيي ولا زلت سجينتها. لن أستسلم لها لقد جاء الوقت الذي أتحرر فيه من هذه اللعنه, جاء الوقت الذي أبصر فيه الواقع على حقيقته, وليس كما تصوره لي هذه الأفكار السوداء. فتحت الكتاب لأغير مجرى تفكيري لطالما حررتني القراءه من كل هذه الهموم والوساوس.
فتحت الكتاب لأول مره منذ صدوره , كانت جلدته قاسيه وجديده و أوراقه ملساء و ناعمه. بدأت القراءه من الفصل الأول وكان عنوانه القمر, أرتسمت على وجهي أبتسامه حنين , لطالما أحبت أمي القمر ليس غريبا أن تبدأ الكتاب به. فالقمر يعني الأحساس و الحدس, و القمر هو ساحر الكواكب ويلعب على المشاعريسبح بها في مده وجزره. كتبت أمي في كتابها
" يستقر القمر في كل برج يومين و نصف يوم و تتغير مشاعرنا و عواطفنا بتغير المنزل الفكلي ,أي البرج, للقمر. في نهاية هذا الفصل يوجد جدول لموقع القمر خلال هذه السنه يمكنك مراجعته بعد فهم المنازل الفلكيه و تأثير القمر عليك في كل منزل"
نقلني فضولي إلى الصفحه الأخيره من الفصل و أخذت أقرأ الجدول. اليوم هو اليوم الرابع من شهر يوليو والقمر اليوم في برج القوس و سينتقل إلى برج الجدي غدا. ماذا يعني هذا الكلام؟! رجعت إلى الصفحات الأولى لأقرأ التحليل.
كتبت أمي" القمر في برج القوس وهو المنزل الرابع لبرج العذراء يعني الأمومه و الوطن و البيت و العائله وكل مايخص هذه المفاهيم في حياتنا. أن تواجد القمر هنا يعني أن المشاعر سوف تتوجه نحو هذه القضايا.هو أيضا المنزل المسؤول عن الأستقرار النفسي و السلام الذاتي. أن وجود القمر في القوس و في المنزل الرابع يعني أنك سوف تبحثين عن هذه المفاهيم خارج بلدك الحقيقي وربما كان هذا أشاره على بناء بيت في بلاد بعيده أو ولاده في بلاد بعيده أو وجود الأستقرار في الخارج أكثر من الوطن "
تجمد عقلي للحظات ,ولوهله عميت عيناي عن الرؤيه, كانت الحياة مستمره أمام عيني , ولكنني كنت في قوقعتي الخاصه, حيث وقف بي الزمن مرة أخرى. كيف لأمي أن تتوقع دروس الحياة التي سأخوضها في المستقبل قبل حدوثها بسنه؟!.
فكرت فيما مضى خلال اليومين الفائتين, أمي و أنا و الأمومه. لايمكنني تقبل حقيقة أني لن أكون أم. لماذا عاقبتني الحياة هكذا؟! أنا لا أستحق كل هذا, حتى لو تسببت في هدم الكثير من الأسر, تلك كانت وظيفتي. أنا لم أختر لهؤلاء الناس الطلاق و هدم بيوتهم أنا فقط أنهيت الأمور القانونيه. صمت عقلي و صرخ قلبي أنا أكره عملي أكره كل ما حصل. لقد تسبت في بكاء الأطفال وأوجاعهم , وتسببت في تمزق أسر سعيده لقد قهرت الكثير من القلوب البريئه, كيف سيطرت بشاعة والجشع على روحي و جعلتني أقتل تلك الفرحة الوليده. أنا أستحق كل مايجري لي كم كنت قاسيه و جشعة ولئيمه.
هززت رأسي بحنق و غضب و قلت لنفسي مرة أخرى يسحبني شيطان الأفكار السلبيه لأعماق وحل الماضي القذر. أنا لست سيئة,أنا فقط لم أكن ناضجه أو حتى واعيه لما يجري نحوي. لكن الان أنا فهمت الدرس و سوف أغير من نفسي. لقد حكمت علي الحياة بقدر, صنعته أنا لنفسي من جراء أفعالي, ولن يتغير هذا القدر المشؤم إلا أذا غيرت من نفسي.
دوى صوت هاتفي المقهى الهادئ وأعتلى صوت رنينه و هتزازه على الطاولة , فأخرجني من قوقعة أفكاري القاسيه. كانت المكالمه من السيده رجاء. برقت عيناي من الفرح وتنهدت السعاده, كنت متفائله بشكل عجيب. أجبت على مكالمتها
" أهلا سيده رجاء , هل من جديد في موضوعي" لقد أنساني الحماس أبسط آداب الكلام, و هجمت عليها بشراسه. لامجال لليأس أنا حقا أحتاج هذه التجربه لتفكير عن شعوري بالذنب و لأربي نفسي على العطاء بعد سنين من الأخذ.
"أهلا جنا, لدي خبر سار . لقد تواصلت مع منظمه حقوق الطفل ولديهم رحلة قريبه إلى احد القرى الفقيره في الصين خلال الأسبوع القادم ولكن .." صمتت لبرهه,و صرخت بأندفاع..
"لكن ماذا؟! هل توجد مشكله "
" لا لا توجد أي مشكله, لكن رئيسه المظمه طلبت مقابلتك شخصيا, و بعد المقابله سوف تخضعين لدوره تدريبيه قبل الذهاب "
"حسنا. أنا موافقه, كيف يمكنني التواصل مع الرئيسه"
" سوف أملي عليك هاتف مكتبها. تدعى بالأنسه حياة, أتمنى لك التوفيق ياعزيزتي"
أمسكت يدي القلم و أخذت تكتب الأرقام, أذناي تسمع ما يملى عليها ودماغي يفتح ملفات الذاكره التي تخص الأرقام , و أصابعي تستجيب لما يمليه عليها الدماغ. كان جسدي كالروبوت يعمل ولكن أحلامي خطفت روحي. كنت أحلق في غيمه أحلامي و أسبح في سماء السعاده, أنا على بعد ساعات من شروق الأمل. تجربه جديده, بداية جديده و فرح قريب.


Mermaid3002 غير متواجد حالياً  
قديم 29-09-18, 04:51 PM   #7

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )




اشراف وحي الاعضاء



تم نقل الرواية لصفحات الرئيسية لمنتدى قصص من وحي الأعضاء لانه مكانها الصحيح...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 29-09-18 الساعة 05:28 PM
قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 28-10-18, 03:23 PM   #8

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.