آخر 10 مشاركات
ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          عودة من الجحيم - ج2 ندبات الشيطان - قلوب زائرة - للكاتبة::سارة عاصم *كاملة & الرابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد (الكاتـب : تدّبيج - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-18, 09:24 PM   #21

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي


استمتعت بقراءة تكهناتك وقد استعين ببعضها لأتم القصة
أمزح.. ولكن ربما

شكرا على متابعتك فهي تعني لي الكثير..

تحياتي،،




أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 15-08-18, 09:47 PM   #22

الكاتبة الزرقاء

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية الكاتبة الزرقاء

? العضوٌ??? » 268688
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,693
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل القادم حبيبتي
تسعدني متابعة روايتك و لا يهمك
استعيني بها ههههه مسموح لك


الكاتبة الزرقاء غير متواجد حالياً  
قديم 16-08-18, 09:23 PM   #23

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

- الجزء السابع -

جاسم وهو يشع جاذبية وحيوية: لقد خُيل لي أني رأيتك البارحة ولكني لم أكن متأكداً... كيف حالكِ يا عزيزتي؟
أماني: الحمدلله بخير. مستمتعة بأجازتي.
جاسم بابتسامة شقية: أصبحتِ أُم من؟
أماني بكل جدية: أم بطريق
انفجر جاسم ضاحكاً وأردفت أماني قائلة: فديته بطروقي حبيبي صاير هالطول.
جاسم وهو يمسح دمعة من زاوية عينه ويحاول أن ينهي ضحكته: لما أسميتهِ بطريق. هذا حرام!!
أماني: ماذا عنك؟ أصبحت أَبو من؟
جاسم: يبدو أن كلانا لم يتزوج.
أماني: قلت أن ليس لدي أطفال. لم أقل أني لم أتزوج.
جاسم: مبروووك.. أتمنى لكِ.....
قاطعته أماني: ولكني بالفعل لم أتزوج.
ضحك جاسم وقال، إنه أمر رائع أن أصادفكِ هنا. تبدين سعيدة. لطالما خطرتِ على تفكيري. لازلت لا أفهم سبب استقالتك ِالمفاجأة.
ثم قال بأسلوب هجمي ليلطف الموضوع ويتجنب إحراج أماني الخجولة بجديته بالسؤال عنها: لماذا استقلتِ أصلاً؟؟!!
أماني: يا إلهي، مضى على هذا الموضوع خمسة أعوام. إنني لا أذكر السبب حتى.
جاسم: أرجوكِ أخبريني. الفضول يقتلني. هل كنت أنا السبب؟ هل هو شيء فعلته بغير قصد؟؟
أماني: لا تكن سخيفاً، استقلت لأسباب لم تكن لها علاقة بالعمل.
وفي قرارة نفسها تود أن تصفعه لأنه هَشَّم قلبها عندما وعدها بترقية ثم أعطاها لمنافستها الشرسة واللئيمة، حتى وهي تحطم جسدها بالعمل لإرضائه. فعلها معاقباً لها بكل برود وأمام الجميع وهو سيد العالِمين بهذا.

كانت الكيمياء بينهما قوية جدا في ذلك اللقاء، والجميع كانوا يسترقون النظرات لابن بلدهم الوسيم الذي يبدي اهتماماً بالغاً بأماني ويضحك على نكاتها.

مي: أماني، نحن سنعود إلى غرفنا.
فنظرت إلى الخلف ورأتهم يدخلون الفندق وقالت: حسناً، أنا آتية.
ونظرت إلى جاسم قائلة: علي أن ألحق بصديقاتي الآن. أراك لاحقاً بأحسن حال.
جاسم: حسناً يا عزيزتي، اهتمي بنفسك.
أماني: سأفعل، أنت أيضاً.

عبير: من كان ذلك الرجل؟
أماني: مدير مديري في يومٍ من الأيام.

على الرغم من ظلم جاسم الشديد لها بشتى الطرق إلا أنها لا تزال تحمل عنه ذكرى طيبة، وانتعشت لرؤيته اليوم. بعد حوار طويل على الشرفة برفقة عبير، اطفأت الأنوار ورفعت سماعة الهاتف لتلغي اتصال الإيقاظ الصباحي، ثم أرسلت رسالة لسلمى لتبلغها بأنها لن تشارك في نشاط التجديف غداً. وخلدت إلى النوم.


استقظت أماني مبكراً وفكرت للحظة اللحاق بزميلاتها، إلا أن ألم الظهر والصداع الطفيف اللذان كانت تشعر بهما لم يتركا لها مجالاً للتفكير. وما تعرضت له سبب لها صدمة وخوفاً من التعرض للأذى مرة أخرى، وفكرت كم سيكون محرجاً أن تعود لغرفة الطوارىء مرة أخرى لتزعج الجميع بإصابتها.

انتظرت قليلا لتتأكد من رحيل الفريق، وتوجهت إلى النادي الصحي لحجز موعد للمساج وتنظيف البشرة. فهناك الكثير من الوقت لتقتله اليوم. بعد ساعتين في النادي الصحي، عادت إلى غرفتها بانتعاش وأخذت حماماً دافئا، ثم دللت نفسها بوجبة غداء فاخرة تناولتها على الشرفة. بدأ المطر بالهطول للمرة الأولى في هذه الرحلة، وبدأت بالتصوير والاستمتاع بالبرد الذي اشتاقت له. كان اليوم هادئاً ورومنسيا بتفاصيله، مما سمح لها بالتفكير والتحليل. أدركت أن "يانيس" كان مهتماً لأمرها بصدق. وأنه يعلم مدى جديتها وتحفظها. وأنه استعان بـ "كارين" وعبير ليقنوعها بأمره. وأنها أساءت فهم بعض تصرفاته البريئة. اتضحت لها الصورة، واستوعبت بأنه جاد جداً. فلو لم يكن جاداً لما كان اختارها هي. وهو قد سبق له العيش في بلدها، ويعرف العادات والقوانين. وإن كان جاداً، فالارتباط بها احتمال وارد جداً في كتابه. وهو على الأرجح مستعد لتغيير دينه ليحصل عليها ويرضيها. راقت لها الصورة الجديدة، وسُرت بالقصة الرومنسية الجديدة التي تعيشها في بلد رومنسي كاليونان، مع شاب وسيم ولطيف وطويل، طويل جداً، جداً جداً، ويهتم لأمرها.

هنا تساءلت أماني عما يخطط له "يانيس". فهو يعلم بأنها فتاة محافظة، ولن يطلب طلبات غير لائقة. وبدأت بجلسة عصف ذهني.. على الأرجح أنه سيحدث مدير الشركة السياحية لتجنب مشاكل تعرض عمله للخطر، وهو سيقوم بدوره بمحادثتي ليخبرني بأن "يانيس" مهتم لأمري ويريد أن يتعرف علي بموافقة الأهل. أو، سيحدث "كارين" وهي ستقول لي بأنه مهتم لأمري ويرغب بالتعرف علي. لن يحدثني شخصياً لأني سأموت في مكاني وهو يعرف ذلك. قاطع حبل أفكارها رسالة من صديقتها المفضلة تسأل فيها عن أخبارها وتطمئن على صحتها.
منى: مساء الحب. كيف حالكِ اليوم؟
أماني: الحمدلله بخير، لا ألم يُذكر. اسمعي ما حصل معي، هناك شاب يوناني معجب بي ورافقني إلى المستشفى البارحة. يا إلهي لقد انحرجت منه كثيراً. جعلوني استلقي امامه وفحصوني وحتى أنه ناولني كوباً لأضع فيه عينة. أردت أن أموت من الإحراج.
منى: وأين الإحراج في ذلك؟ تلك أمور طبيعية فأنت في مشفى.
ثم وضعت "إيموجي" يحمل قلوباً مكان عينيه.
منى: كيف هو شكله؟ لابد أنه وسيم كونه يوناني.
أماني: انتظري سأرسل لك صورة العرض في الواتساب الخاص به.
كانت سلمى قد أضافت "يانيس" إلى مجموعة الواتساب لتسهيل عملية التواصل.
منى: ظننته أشقراً. ولكنه وسيمٌ بالفعل.

أنهت أماني الحوار وبدأت بسماع الموسيقى، واختارت أغنية “call me maybe” لأنها تعبر عن مشاعر "يانيس" تجاهها. ثم همت بوضع المكياج. مكياج ثقيل وملفت وجميل. لبست ثياباً جميلة وأصبحت جاهزة للخروج. سرعان ما عادوا الفتيات وأبلغوها بأنهم ينتظرونها في المطعم لتناول عشاء مبكر.

في الطريق، رأت "كارين" تتحدث في الهاتف. ولوحت لها. أنهت المكالمة وقالت: كيف حالكِ اليوم أماني؟
ثم سألتها عما فعلته طوال اليوم. بعدها قالت. لم تخبريني، لم غيرتِ رأيك بخصوص صور الطيران المظلي. قلتِ بأنها ذكرى سيئة ولم تعودي راغبة بالحصول على الصور والمقاطع.
أماني: سأخبركِ. بلغني أن المدرب قد كذب على الجميع وقال بأنني كنت متشجنة ومتوترة ولم استطع الجلوس والتصرف بصورة سليمة أثناء الهبوط، فتعرضت للأذى. وعندما قام بتصويري ابتسمت ولوحت وقلت "سأموت بعد قليل". لو كنت حقاً متشنجة هل سيكون بإمكاني التبسم وإطلاق النكات في ذلك الموقف المشين؟ أنا مصرة على الحصول على تلك الصور فهي دليل.
"كارين" معكِ حق.
- هل ترغبين بمرافقتي لملاقاة الفتيات؟
- لا بأس، سأعود إلى غرفتي لأرتاح قليلا، فنشاط التجديف كان مرهقاً بعض الشيء.
أنهت الفتيات العشاء وعادوا إلى غرفهم، وكانت أماني تأمل بانعقاد اجتماع مع "يانيس" للحصول على تفاصيل نشاط الغد، وأيضاً ليرى مظهرها الخلاب هذا المساء. وبررت لنفسها بأنها كانت ستبدو بهذا المظهر سواء كان موجوداً ام لا. فهي لم تتبرج من أجله. ولكن الاجتماع لم يحصل.

بعد اجتماع آخر مع الفتيات على الشرفة، خلدت إلى النوم وهي عاقدةٌ العزم على إيصال رسالة لـ "يانيس" بصورة غير مباشرة مفادها بأنها مستعدة لمستقبل يجمعهما.


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 17-08-18, 06:28 PM   #24

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

- الجزء الثامن -

لم يكن أحدهما بحاجة للتعبير عن مشاعر الشوق واللهفة. كلاهما توقع شوق الآخر له بعد غياب يومٍ كامل، حتى وإن لم يُبذل أي مجهود بعد. مغامرة اليوم هي ركوب الدراجات في منطقة جبلية. كانت أماني مولعة بالدراجات وتقودها ببراعة منذ صغرها، ولكن المشكلة الوحيدة هي أنها لم تركب دراجة بجدية منذ 15 عاماً. هي تعلم أنها تقدر. ولكن بأي مستوى من البراعة والتمكن؟ لم تعد تعلم. ووجود الفتيات والمدربين الغرباء حولها لم يكون عاملاً مساعداً. ومراقبة "يانيس" لها من زاوية عينيه باستمرار زاد من توترها وإرباكها. بدأ المدربان بتوزيع الدراجات، وأخذت أماني دراجتها. ظلت واقفة وهي ممسكة بها لعشرة دقائق متظاهرةً بمحادثة زميلاتها والاستمتاع بمشاهدة الفتيات وهم يقومون بتجريب دراجاتهم الواحدة تلو الأخرى. بعدها، تجرأت على ركوبها، وصَلت أن لا تفقد توازنها. هي الآن تركب الدراجة، وهذا ممتاز. بقي أن تقودها بالفعل، وتلك خطوة شبه مهمة إن أرادت المشاركة في ذلك النشاط. أمضت عشرة دقائق أخرى تهيأ نفسها. استرقت النظر إلى "يانيس" لتعرف ردة فعله تجاه موقفها البائس، فوجدته قد أدار رأسه إلى الجهة الأخرى ليتجنب إرباكها فهو يعلم مدى تأثيره عليها. زاد إحباطها من موقفها المثير للشفقة. ثم قررت أن تتوكل على الله حرفياً إذ رددت بعض الأدعية والأذكار أمام زميلتها وانطلقت بالدراجة الجبلية.

كانت بدايتها مهزوزة وغير موفقة، إلا أنها سرعان ما سيطرت على الوضع وقادتها بكل حرفيه ثم استخدمت الفرامل بكل تمكن لتبطىء وتتوقف. بانت علامة البهجة والرضى على وجهها من إنجازها العظيم. وودت لو أعلمت الجميع بأنها كانت تقود الدراجة على السلالم في يومٍ من الأيام. التفتت قليلاً لترى المدرب الشاب المتعجرف ينظر إليها بابتسامة ساخرة وكأنه يقول، لم أظن أن باستطاعتكِ فعلها. لم تكترث وانطلقت بدراجتها مرة أخرى لتشارك الفتيات في التسخين، وهذه المرة كانت تقودها بسرعة أكبر، ورأت "يانيس" يقوم بتصوير فيديو لهم وتعلو وجهه ابتسامة تحكي الكثير. إنها تقول، "أنا فخورٌ بكِ".

انطلقت الفتيات إلى الغابة بصحبة المدربَين وسط أجواء خضراء ورومنسية ومفعمة بالحيوية. تارةً يقودون الدراجة، وتارة يمشون بها نظراً لصعوبة المرتفعات والمنحدرات، وعدم جاهزية الفتيات لمثل هذا التمرين الشاق. أصيبت إحداهن بشد عضلي بسيط. وانسحبت فتاة أخرى لانها باتت مجهدة. لم تستطع أماني منع نفسها من تهنئتها لأنها لم تكن الأسوأ في ذاك النشاط وبمجهود كبير أنهت مسافة 13 كيلومتراً برفقة الفتيات، وعادوا من حيث أتوا، ليشاهدوا "يانيس" في استقبالهم مع مجموعة من زملائه، وبدا منشغلاً في الحديث معهم، أو على الأقل يتظاهر بذلك.

بعد تجمع الفتيات، أخذهم "يانيس" بالحافلة إلى مطعم ريفي جميل ليتناولوا وجبة الغداء في الهواء الطلق. نزلوا من الحافلة وقال "يانيس": المطعم في أسفل هذه السلالم يا فتيات.

نزلت الفتيات ما يقارب الخمسين سلماً ليتجوهوا إلى الطاولة الوحيدة والمعدة خصيصيا لهم. وكانت أماني من أوائل الذين أخذوا مقعداً استعداداً للوجبة حيث أن معظم الفتيات انشغلوا بتصوير المنظر الخلاب الذي أشرفت عليه الطاولة. كان "يانيس" يقف أمامها بينما تظاهرت هي باللعب بهاتفها. اقتربت منها سلمى وقالت بشقاوة بالإنجليزية ليفهما "يانيس": ممم أين عساي أن أجلس؟ أماني، هل تسمحين لي بالجلوس بقربك؟
أماني بالعربية وبكل حزم: حبيبتي، أتشرف.
تصنعت سلمى الإحراج ممازحةً لأماني ثم شكرتها وجلست بجانبها.
ما هي إلا ثوانٍ حتى بدأ النظام الصوتي للمطعم بتشغيل أغنية تحبها أماني، فبدا عليها الإندماج لتخبره بأنها تعشق تلك الأغنية، وفهم "ياينس" ذلك وراقه الأمر كثيراً.

بدأ النادل بتقديم الصحون فإذا به يقدم طبقاً من الدجاج.

أماني: من فضلك، هل يمكنني الحصول على شيء آخر فأنا لا أتناول الدجاج.
النادل وهو يهز رأسه ملقياً باللوم على "يانس": آسف جداً لم يخبرني أحد بذلك.
ورفع حاجبه مكرراً: لم يخبرني أحد بذلك.
أصيبت أماني بخيبة أمل بسيطة، فذلك الشخص الذي ظنته مهتماً لأمرها لم يستطع الوفاء بأول وعوده وتسبب في جوعها من اليوم الأول.

توجه "يانيس" إلى الداخل ليتناول وجبته، وبعد انتهاء الفتيات من الطعام، خرج بخطوات متثاقلة ونظرات تحمل اعتذاراً محدقاً بصحن أماني الذي لم تمسه، حيث اكتفت بالمقبلات والتحلية.

هَمَّ الفريق بالمغادرة، وبدأوا بركوب السلالم الخمسين، إلا أن مهمة الصعود لم تكن ممتعة إطلاقاً. توجهوا إلى الحافلة ليلحقوا بالقسم الثاني من رحلة ركوب الدراجات. اعتذرت أماني عن المشاركة، هي، وسلمى، ومي. وأبدى "يانيس" إعجابه بقرارها حين قال بابتسامة المستغرب، استمتعوا بالقسم الثاني من ركوب الدراجات يا فتيات.

توجهت أماني إلى غرفتها لترتاح قليلا استعداداً لنشاط المشي في الغابة "الهايكينج". ثم ذهبت إلى نقطة التجمع المعتادة لتوقع على الأورق المطلوبة.
أماني لسلمى: أحتاج قلماً.
سلمى: الأقلام على الطاولة.
تناولت قلماً من أمام "يانيس" الذي كان يحدث زميليه في شؤون العمل ولكنه أخذ نصف ثانية ليسترق النظر إليها. توجه الفريق وسط أجواء ماطرة وساحرة إلى الغابة، وكانت أماني تمشي بمفردها وبجدية تامة لتنهي المهمة دون مشاكل جديدة. استمتعت بتصوير المناظر المميزة، فقد كانت تمشي في غابة حقيقية للمرة الأولى. غابة كالتي نراها في الأفلام الكرتونية. بعد ساعة ونصف من المشي المتواصل دون أي تعبٍ يذكر، وصلوا إلى بقعة صخرية مرتفعة، ليطلوا على منظر خلاب ويشاهدوا الغابة بأكملها من الأعلى يعلوها الضباب فالسحب الرمادية والمطر يوصل الهطول. طلبت من عبير التقاط بعض الصور لها. تمنت لو أن "يانيس" برفقتهم. ثم قطع حبل أفكارها صوت المرشد وهو يقول: حسناً يا فتيات، علينا أن نغادر المكان فالسماء ستظلم والغابة مليئة بالحيوانات المفترسة الي تخرج ليلاً. لم تبالي الفتيات وظلوا يمشون بتعجرف طيلة الطريق ليلتقطوا الصور كل خمسة دقائق، فالغابة كانت ساحرة بكل معنى الكلمة.

ما أن انتهت الرحلة حتى توجهت الفتيات إلى مطعمهم المفضل مباشرة، وعلمت أماني أن "يانيس" كان يتمنى أن يراها قبل أن ينهي يومه، ولكن كان للفتيات خطة أخرى. التهموا الطعام كالمفاجيع. ثم عادوا إلى غرفهم بعد بس يومٍ مرهقٍ وممتع.

أماني: غداً سنركب الخيل. وهو سيقوم بصعود التلال والهبوط منها أليس كذلك؟
عبير: نعم، فقط اجلسي وارتاحي.
أماني: ممتاز!


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 17-08-18, 08:59 PM   #25

الكاتبة الزرقاء

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية الكاتبة الزرقاء

? العضوٌ??? » 268688
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,693
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond reputeالكاتبة الزرقاء has a reputation beyond repute
افتراضي

جاسم و فعلته التي جعلتها تقلع عن العمل عنده بمنح الترقية لمنافستها رغم كل جهدها الذي بذلته من اجل عملها
الا اني اعتقد انه لم يستسلم اتجاهها لاسيما حين علم ان الطريق خال له لكي يقوم بخطوته
اما يانيس فحتى الان لا توجد سوى بعض النظرات و التلميحات الا انه لم يقم بخطوة واحدة ليجعل خيالها يصبح واقعا
فصلين جميلين
سلمت يداك
كل ودي


الكاتبة الزرقاء غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-18, 01:45 AM   #26

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

أرجو حذف المشاركة السابقة لاني وضعتها خطأً.

الجزء التاسع إهداء للكاتبة الزرقاء😘

استقظت فارستنا كالعادة قبل المنبه وهي تشعر ببعض التوتر حيال ضيق بنطالها الذي قد يتمزق أثناء امتطائها الخيل. فنشاط اليوم هو الفروسية. نزلت إلى نقطة التجمع في بهو الفندق هي وبعض زميلاتها لينضموا إلى المجموعة التي قد سبقتهم من الفتيات و"يانيس". هَم الوافدون الجدد بإلقاء حقائب ظهرهم والجلوس، فبادر "يانيس" بالتحية مبتسماً: صباح الخير جميعاً.. صباح الخير أماني!
أماني: صباح النور.. متى يمكننا الدفع مقابل صور الطيران المظلي؟
يانيس: بإمكانك أن تدفعي لي شخصياً..
وذكر المبلغ.
أماني: حسناً
وناولته ما يزيد لعدم حيازتها على ورقة مالية أصغر. لم يلاحظ "يانيس" ذلك ووضع المبلغ بأكمله في جيبه، وانحرجت من تنبيهه فتجاهلت الأمر.
بعد قليل عاد وهو يسألها بتردد: أماني، هل دفعتي لي أكثر من المطلوب؟
أماني: آآآ... آآآ... لا أذكر.
يانيس: نعم أظن أنكِ فعلتِ.
ثم سكت لوهلة، ليقترب منها ويقول مبتسماً بنظرة واعدة: سأعيد لكِ الباقي لاحقاً.... عندما تهمين بالتوجه إلى العاصمة لاحقاً هذا اليوم.
فهمت أماني قصده. فهو لم يكن يتحدث عن النقود. بل عن موعد بدأ قصتهم بحق. وعلمت بأنه لن يقوم بأي خطوة تجاهها طالما أنها في بلده وتحت إشرافه لكي لا يعرض وظيفته وحرفيته للخطر، وهذا ما كانت تتوقعه.

سلمى: جهُزت الخيول، لنتوجه جميعاً إلى الخارج.
تجمعن الفتيات خارج الباب الخلفي للفندق، وعندما اكتمل عددهم، تعمد "يانيس" الوقوف على بعد نصف خطوة من أماني، وقال بصوتٍ مرتفع: هل أنتم مستعدون؟ إذاً لننطلق.

مشى الفريق لدقيقتين حتى وصلوا إلى الاسطبل. زاد توتر أماني، فهي لم ترا حصاناً حقيقياً سوى مرة أو مرتين، وها هي على وشك امتطاء أحدهم لثلاثة ساعات. هي لم تركب حصاناً، ولا تعرف أحداً قد ركب حصاناً. الوضع لا يبشر بالخير. زاد توترها وهي ترى أولى الفتيات تمتطي الحصان، ما أن همت بفعلها حتى تحرك الحصان قليلاً. فارتبكت اكثر. ركبت جميع الفتيات أحصنتهم بكل تمكن ودون أي خوفٍ أو توتر. فلم تنضم للرحلة سوى المغامِرات، وظنت أماني أنها واحدة منهم. حانت لحظة الحقيقة، فلم يتبقى أحد سواها. توجهت إلى حصانها بكل ثقة، فلا داعي لأن يعلم الجميع عن ارتباكها حيث أن الأمور قد تسير على ما يرام. اقتربت من الحصان، وركبت على الصندوق الصغير لتَسهل المهمة. وضعت قدمها على الرِكاب. أمسكت المدربة فخذها من الخلف لتدفعها ويبدو القلق في عينها وكأن ارتباك أماني قد وصلها، وتقف بجانبها القائد سلمى التي أصرت على الإشراف على جميع الفتيات، وعلى بعد عشرة خطوات خلف السور الصغير يقف "يانيس" متفرجاً. ما هي إلا ثوانٍ حتى تراجعت أماني وقالت: لا بأس، لن أشارك في النشاط. ونظرت إلى "يانيس" لتراه مراقباً للوضع دون النظر إليها مباشرةً ولم يتدخل.
المدربة بنبرة المشجع: لماذا؟
أماني: لا يبدو كشيء أستطيع فعله. صدقاً، لا بأس بذلك.
واصلوا تشجيعها ولم يتركوها وشأنها.
سلمى: ما المشكلة أنتِ خائفة من ماذا؟ من الحصان؟ أم من عملية الركوب.
أماني: من عملية الركوب.
المدربة: هل تريدين الركوب على المقعد المرتفع (bench)؟
لم يتركوا لها مجالاً للرفض ومشوا بها وبالحصان نحو المقعد المرتفع. فحاولت مجدداً إكرماً لهم وللطفهم.
نظرت إلى المقعد المرتفع الذي كان بالفعل مرتفعاً، وعبّرت لسلمى بتضايق: المقعد بحد ذاته حكاية أخرى.
أمسكت بالطاولة ثم صعدت على المقعد، وودت لو أنها فعلتها بلياقة أكبر، خاصة أن "يانيس" كان مراقباً بقلق.
المدربة: ضعي كامل وزنكِ على الرِكاب. لا تقلقي.
فعلت أماني ما طُلِب منها وتمكنت أخيراً من امتطاء الحصان. فهي قادرة، ولكن حادث الهبوط الصادم ونظرات من يهمه الأمر تجاهها أفقدوها ثقتها بنفسها. #رواية #روايه #روايات #روايتي #متابعين #نشر #لايكات #كتاباتي #تفاعلكم #رومنسية #رومنسيه #تفاعلكم #تفاعلكم_يسعدنا #قصة

لم تحتفل أماني ولم تبتسم لنجاحها، فذلك نجاح (دور ثاني). اكتفت بإيماءة بسيطة لسلمى.
ما أن ذهبت سلمى برفقة المدربة لتركب حصانها، سمعت صوت "يانيس" وهو يقول مصفقاً ومبتسماً: براڤوووو
التفت أماني بتعجب، فليست من عادته أن يبدي لطفه تجاهها بذلك الوضوح، وابتسمت ابتسامة الشخص الساخر من نفسه. لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل رفع "يانيس" هاتفه وعلى وجهه ملامح الحب والاهتمام ليتلتقط لها صورة تذكارية، فارتبكت أماني لخطوته الجريئة، وسرعان ما تداركت جدية الموقف بالابتسامة وعلامة النصر. التقط الصورة بكلتا يديه ثم أنزلهما ناظراً إلى الصورة بكل إعجاب. خجلت أماني، وبدأ قلبها يخفق سروراً، فالموضوع قد تطور للتو ووصل لأفقٍ جديد.

تحرك حصان أماني فماتت رعباً وصرخت نحو المدربة: لو سمحتِ، لو سمحتِ.

تجاهلتها المدربة لتتجنب تدليلها وإضعاف قلبها. رضت أماني بالأمر الواقع وهي في قمة الخوف والتشنج. فالموضوع ليس بالسهولة التي يبدو عليها. هي على ارتفاع متر ونصف من على الأرض، وسلامة عظامها تعتمد على توزانها وهي ممسكة بحلقة صغيرة جدا مثبته على السرج، والحصان كائن شقي لا يمكن التنبأ بحركته القادمة. بدأ الحصان بالدوران لتكون مقابل "يانيس". أخذ الحصان بقضم حقائب الظهر الموضوعة وأماني تراقبه بقلق. اقترب منها "يانيس" ضاحكاً وراقب الحصان معها، دون أن يجري أي حوار.

استعد الجميع للمغادرة والتوجه إلى الغابة في مشوار يستمر ساعتين متواصلتين ذهاباً، وساعة إياباً. أمسكت المدربة بلجام حصان أماني لتطمئنها. زاد قلقها إذ تحرك الحصان، ورددت بصوتٍ مسموع "بسم الله الرحمن الرحيم". بدأ "يانيس" بتسجيل فيديو للمجموعة ولكنها لم تلاحظ لشدة توترها. عندما اقتربوا من الغابة، سلمت المدربة لجام حصان أماني إلى أحد المدربين المرافقين لتتلقى اهتماماً خاصاً، وبدأ الفريق بالسير على مرتفعات ومنحدرات حادة وغير مستوية. وما زاد الطين بلة بالمعنى الحرفي هطول الأمطار، فباتت الأرض زلقة، والحلقة المثبتة على السرج والمسؤولة عن توازن أماني ابتلت وأصبح من الصعب التمسك بها. أوقفت الرحلة وطلبت من المدرب العودة. هي تعلم أن ذلك لن يحصل ولكنها احتاجت إلى التعبير عن نفسها. تفهم المدرب قلقها وترجل من فوق حصانه ليمسك بلجام حصان أماني ويمشي على قدميه ليتحكم بخطوات الخيل بصورة أدق. مشى لعشرين دقيقة بتلك الحال وكاد أن ينزلق ويسقط على الأرض مرتين. كانت أماني قلقة بشأنه وتشعر بالذنب تجاه الموقف الذي وضعته فيه. وصلوا إلى الاسطبل الآخر بعد ساعتين من الانهيار العصبي، ونزلت بكل صعوبة. توجهوا جميعاً إلى كوخ خشبي صغير وفاتن ليتناولوا وجبة الغداء. بعد ذلك بدأت الفتيات بتشغيل الأغاني العربية والرقص بكل حيوية وببعض من قلة الحياء أيضاً.

حان وقت القسم الثاني من رحلة ركوب الخيل. اعتذرت أماني وإحدى الفتيات عن المشاركة، وعادوا بالسيارة مع المدربة.
المدربة: وصلنا
أماني: شكرا لك.
قررت أماني منح المدرب الذي اهتم بها إكرامية كبيرة، وكانت قد خططت لتكليف "يانيس" بذلك لأنها لم تكن متأكدة إن كان بوسعهم تلقي الإكراميات، وقد يحرجها برفضه، وفي قرارة نفسها أرادت سبباً لتتحدث معه. ولكن المدربة بدت لطيفة وسايرتهم حتى بوابة الفندق وهي تسألهم شتى الأسئلة عن بلدهم، فبادرت أماني بالسؤال: هل أنتِ مديرة نادي الفروسية؟
المدربة: نعم
هل بإمكانكم استقبال الإكراميات؟ لأنني أرغب بمنح مدربي إكرامية للطفه واهتمامه.
المدربة: نعم بالطبع.
مدت أماني يدها في جيبها ومنحتها مبلغاً ضخماً.
المدربة وهي مذهولة: شكراً جزيلاً.
أماني: لا شكر على واجب. كان رائعا، وفي إحدى المراحل مشى على الطين تحت المطر.
المدربة: نعم لقد أخبرني.
أماني: حسناً، شكرا جزيلاً على إيصالنا. نقدر ذلك حقاً.
المدربة: كان ذلك من دواعي سروري.

صعدت أماني إلى غرفتها وهي في قمة السعادة لأن القسم المخصص للمغامرات من الرحلة قد انتهى اليوم، كانت شبه راضية عن أدائها، وتشعر بفرحة قريبة من فرحة التخرج. هم وانزاح. إلا أن الأمر كان ممتعاً، ومحرجاً، ورومنسياً بعض الشيء دون أن تشعر.

كان أمامها ساعتين للاستعداد لمغادرة الفندق، فبدأت بحزم حقيبتها، ثم وضعت مكياجاً خفيفاً زاد من تألقها. ارتدت القميص الأحمر الذي كانت قد ارتدته في حفلة العشاء التي نُظمت على شرف سلمى للاحتفال بعيد ميلادها. لم تشأ أن يراها "يانيس" بنفس الثياب ليظن بأنها لا تملك غيرها، إلا أن اللبس الآخر لم يكن جاهزاً. انتهت مبكراً ولم ترى هدفاً من البقاء في الغرفة. حملت حقيبة ظهرها الجديدة والأنيقة استعداداً لأجواء العاصمة، وقررت النزول لتنهي إجراءات الخروج مبكراً قبل الازدحام.

كانت أول الواصلين إلى استقبال الفندق. أثناء إنهائها لإجراءات الخروج، لمحت كلاً من "يانيس" و"كارين" في الزاوية. تجاهلتهم ولم تنظر إليهم. انتهت بسرعة وتركت حقائبها ثم توجهت إلى جلسة بعيدة جداً عنهم في انتظار الفتيات. بعد فترة، التفتت أماني إلى الخلف لتتأكد من عدم وصول الفتيات، فقد تأخروا. رأت "كارين" تحدق بها وتبتسم. لوحت لها أماني، وردت "كارين" بابتسامة شقية ملوحة لها لكي تنضم إليهم. أطل "يانيس" برأسه دون علم "كارين" وكأنه يقول 'لا تفعلي فذلك سيكون محرجاً'. ضحكت أماني في سرها من طرافة الموقف وواصلت تقليب هاتفها لقتل الوقت، ليصلها تسجيل صوتي من سلمى في مجموعة الواتساب تقول فيها: هيا يا فتيات، استعجلوا قليلاً، فإجراءات الخروج تأخذ وقتاً، و"يانيس" عليه أن يلحق بطائرة في مطار العاصمة، أرجو أن لا تؤخروه. شعرت أماني بوخزة في قلبها لدى سماع الخبر. فاستناداً إلى حظها طوال حياتها بشكل عام، علمت أنها قد لا ترى "يانيس" مجدداً بعد هذا اليوم.


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 23-08-18, 12:43 AM   #27

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

- الجزء العاشر -

لم تكن بطلتنا متخيلةً أنها ستهتم لأمر رجلٍ غريب من ثقافة مختلفة لهذا الحد. فقبل خمسة أيام كانت تراه شخصاً لعوباً لا تستلطفه. وفي اليوم التالي اعتنى بها عندما أصيبت لتبدأ بتقبله، ولكن سرعان ما اساءت فهمه لتنفر منه مجدداً. في اليوم الثالث، لم تره. واشتاقت له إذ استوعبت جديته واهتمامه بأمرها وراقتها الفكرة. في اليوم الرابع، التقيا وكلاهما يعلم أن الآخر بات يهتم لأمره كثيراً، ليكون الوداع في اليوم التالي. أماني في نفسها: هذا ليس عدلاً!!

اختلطت لدى أماني مشاعر الحزن والأمل وهي جالسة على الأريكة في استقبال الفندق. كانت تأمل أن لا تكون هذه النهاية، وإن كانت، فالوقت كفيلٌ بإصلاح كل شيء. حتى القلوب المكسورة.

التفتت إلى الخلف لترى مجموعة من زميلاتها قد وصلوا وأنهوا إجراءات الخروج، "ويانيس" و"ميرا" يتحثون مع طاقم الفندق ربما ليرتبوا بعض الأمور اللوجستة. قررت إنهاء عزلتها والتوجه إليهم. في الطريق، صادفت جاسم مرة أخرى قادماً من بوابة الفندق، فقال اهتمام بالغ: أماني، كيف حالك اليوم؟
- بأحسن حال.
- أرى حقائب عديدة. هل أنتم مغادرون؟
- نعم، تلك بالفعل حقائبنا. سنتجه إلى العاصمة بعد قليل. فاليوم أنهينا آخر مغامرة وهي ركوب الخيول. ليتك رأيتني. كان وضعي بائساً جداً. كنت الأسوأ بين رفاقي.
جاسم ضاحكاً: هذا مؤسف، لماذا؟ هل الأمر حقاً بتلك الصعوبة؟
- لا أظن ذلك. لأن الجميع أنهى المهمة بنجاح. يبدو أن العيب فيني. كدت أموت من الخوف. والآن، أنا بقمة السعادة. لم أسعد هكذا يوم تخرجي.
- هذا رائع.
همت أماني بإنهاء الحوار ناظرةً إلى زميلاتها. فقاطعها جاسم قائلاً: بالمناسبة، أين تعملين الآن؟
- أنا مدير مشاريع في مؤسسة مرموقة.
- واااو، لست مندهشاً ولكن ذلك رائع. تستاهلين كل خير. في الواقع، نحن على وشك العمل مع مؤسستكم. سيكون من المفيد أن نبقى على اتصال. كم رقمكِ؟
فهمت أماني ما يرمي إليه. فهو لم يطلب رقم هاتفها بغرض العمل. بل أراد إيقاد ما أطفأه بيديه في يومٍ من الأيام. بقليل من الإحساس بالذنب، وبكثير من الشوق، بادر جاسم بالخطوة الأولى ليلفت انتباه الفتاة التي يهتم لأمرها. قبل أسبوع من اليوم، كانت أماني ستفرح لهذا. أما الآن، فقلبها مشغول، وعقلها ليس معها. أعطته رقم هاتفها، وقال بابتسامة واعدة: سنبقى على اتصال.
أماني مبتسمةً: إن شاء الله.

توجهت إلى كومة الحقائب لتتأكد من وجود حقيبتها، إلا أنها لم تكن هناك. سألت أحد الموظفين: عذراً سيدي، لقد أحضرت حقيبتي قبل قليل ولكنها ليست موجودة الآن.
الموظف: آسف، لم أفهم.
كررت أماني الجملة ذاتها، فضحك الموظف ضحكة خبيثة مفادها، أنتِ تختلقين موضوعاً لأرشدك إلى الشاب الوسيم. تضايقت أماني من قصده وتتبعته وهو يمشي ببطىء تجاه "يانيس"، ليضرب كتفه بخفة متمتماً ليشير إلى وجود فتاة معجبة به. ظلت أماني تراقبه بازدراء فالتفت "يانيس" قائلا: نعم!
ما أن استوعب أن السائل هي أماني حتى قال بكل اهتمام: نعم أماني!
أماني: أحضرت حقائبي قبل قليل والآن قد اختفت.
يانيس: حقائبك في الأسفل؟
أماني: أين؟
يانيس: عند بوابة الفندق.
أماني: أوه فهمت. هذا ممتاز.
وهم كلٌ منهما بالذهاب، إلاّ أن "كارين" أوقفتها عمداً لتحدثها بأمر تافه، لتعطي "يانيس" المجال ليتأملها عن قرب وهي بأبهى حلة اليوم.
كارين بكل جدية: حقائبك كانت من أولى الحقائب التي نُقلت إلى الأسفل.
أماني: هذا ممتاز.
كارين: لا تقلقي فهي بأمان.
استدار "يانيس" إذ فهم قصد "كارين" وحدق بأماني قليلاً ثم هز رأسه إيجاباً وذهب.

بعد حوار شيق في استقبال الفندق، توجه الفريق إلى الحافلة لينتهي زمن المغامرة رسمياً ويبدأ زمن التسوق والاطلاع على معالم العاصمة الساحرة أثينا.

———-

وصل الفريق إلى الفندق الجديد، وقام كلٌ من "يانيس" و"كارين" و"سلمى" بمهمة حجز الغرف. جلست أماني ومجموعة من الفتيات يتجاذبون أطراف الحديث. انتهت مهمة "يانيس"، وتوجه بخطوات بطيئة - تنم عن حزنه - نحو أماني لينظر باتجهاهها بصورة غير مباشرة، لتقول أماني في نفسها، وصلت الرسالة يا "يانيس"، فالشعور متبادل، وسأشتاق للطفك كثيراً.

اقترحت عبير التقاط صورة جماعية للذكرى برفقة "يانيس"، فاصطف الفريق مستعداً للصورة، وما أن انهى "يانيس" أعماله حتى انضم للمجموعة وكلاهما مسرور بالتقاط صورة تجمعهما معاً. ابتسم الجميع.

"كليك"

ما أن استلمت أماني مفتاح غرفتها الجديدة حتى توجهت إلى المصعد دون أن تلتفت إلى الوراء. فمشاعرها واضحة، والتوديع البصري لا داعي له.

ارتاح الفريق لبعض الوقت قبل التجول في أثينا. جلست أماني في غرفتها وهي تقلب هاتفها لتصلها رسالة من "يانيس" إلى الفريق يقول فيها بوجهٍ حزين: سأشتاق إليكم جميعاً.
عبير: لقد قضينا وقتاً ممتعاً ورائعاً معاً. سنشتاق لك نحن أيضاً.
علياء: شكراً على طيبتك وتعاونك ومساندتك لنا يا "يانيس". نحن حقاً نقدر لك كل ما قدمته. نتطلع إلى رد جميلك عندما تزور بلدنا في المرة المقبلة.
عبير: اتفق مع علياء. لقد كنت فعلاً لطيفاً، وصبوراً ومتعاوناً. سنكون بانتظار زيارتك لبلدنا لنفعل المثل.
يانيس: شكراً جزيلاً على تعليقاتكم الرائعة. أنا عاجز عن التعبير! استمتعوا بما تبقى من رحلتكم في اليونان برفقة "كارين". سأراكم في المرة المقبلة في بلدكم.

سُرت أماني لقراءة تلك الرسائل من زميلاتها، واعتبرته نجاحاً مهنياً وشخصياً لـ "يانيس". لقد عنى لها ذلك الكثير، وكانت فخورة به. أما بالنسبة لزيارته لبلدها، فهي لم تعلق أمالاً كبيرة. لن تقوم بالخروج برفقة رجل ٍ غريب، وطمأنت نفسها قائلة أنه على الأرجح يعلم ذلك.

بعد دقائق، طلبت منه إحدى الفتيات إرسال الفيديو الذي صوره لهم لحظة مغادرتهم على الخيول إلى الغابة. فأرسل مقطعاً مدته أربعة دقائق شاهدت منه دقيقة واحدة فقط. لقد كان المنظر مؤلماً وهي تمتطي الخيل بخوف الأطفال وتتشبث بمقدمة السرج كأنها ستسقط من حافة جبلٍ ما. أماني في نفسها: لقد شاهدني الرجل الذي أهتم لأمره بهذا المنظر. هذا رائع. كم أنا فاتنة.
بعد دقائق قليلة، أرسلت لها إحدى الفتيات صور عديدة لها وهي تركب الخيل. أرسلت ثلاثة صور وهي تحدث المدربة من على الخيل، واندهشت لعدم تذكرها شيئاً من ذلك الحوار. لقد كانت خائفة إلى حد الزهايمر. والصورة التالية كانت الأكثر ترويعاً. لقد صورتها مي وهي تنظر إلى "يانيس" لحظة تصويره لها. وصورة أخرى لحظة إنزالها لرأسها خجلاً بعد التقاطه للصورة. لم تنتبه لأيٍ من ذلك. وفي الوقت الذي كانت تشعر فيه أنهما الوحيدين على ذلك الكوكب، كان الكوكب بأكمله يقوم بتصويرها. اغلقت أماني عينيها بامتعاظ لبشاعة المنظر وقالت في نفسها أنها محظوظة لأن هناك من يفكر فيها أساساً.

بعد استكشاف المدينة وتناول وجبة العشاء. عاد الفريق إلى الفندق، وتوجهت أماني لغرفتها. أطفأت الأنوار، ووضعت رأسها على المخدة تخالجها مشاعر الحب والشوق والأمل، وشعرت أن "يانيس" يتنمى لها ليلة سعيدة.


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 28-08-18, 01:36 AM   #28

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

- الجزءالثاني عشر -

يقال بأنك لا تعرف قيمة الشيء حتى تفقده. فأحياناً نعتبر الأشياء الجميلة في الحياة أمراً مسلَّماً به ولا نعلم مدى شغفنا بها حتى تتلاشى. وأحياناً أخرى نولي اهتماماً كبيراً لأمور قد نعتبرها تافهة بعد فقدانها لفترة من الزمن، تماماً مثل الأجسام التي نراها في المرآة الجانبية للسيارة، فهي أصغر وأبعد مما تبدو عليه في الواقع. وكذلك هم بعض الأشخاص.

في اليوم التالي استيقظت أماني بنشاطها المعتاد، توجهت إلى المطعم لتناول وجبة الإفطار بمفردها، ثم انتظرت تجمع رفاقها في بهو الفندق برفقة "كارين". ما أن اجتمع الفريق، توجهوا جميعاً إلى الحافلة لمواصلة جولتهم الاستطلاعية في أثينا. أخذت أماني مقعدها، ووضعت سماعاتها لتستمع إلى أغانيها المفضلة والتي كانت قد سئمتها. اختارت أغنية “just the way you are”. أسندت رأسها على النافذة وأدارت وجهها وأجهشت بالبكاء.

—————————————

عبير: أماني ومي، ما رأيكم أن نذهب في جولة حول الفندق لنستكشف الأسواق والمطاعم الموجودة في تلك الأنحاء.
أماني: انها العاشرة مساءاً، قد تغلق الأسواق قريباً، ولكنها فكرة سديدة. سنستمتع بالجو الجميل على الأقل.
مي وهي تتقدمهم: هل ستأتون معي؟
ضحكوا وتبعوها إلى السوق.
اختارت الشلة مقهىً صغيراً، وبالرغم من شبعهم المفرط، طلبو بعض القهوة والكعك ليستمتعوا بجلسة مميزة في الهواء الطلق. بدوا بالحديث عن شتى المواضيع، ودون أن تدرك أماني كيف ومتى، تحول الموضوع إلى حوار عن "يانيس".
عبير بكل مكر ودهاء: يا إلهي. لقد تعرض "يانيس" إلى توبيخٍ قاسٍ دون سببٍ وجيهٍ يُذكر.
أماني بقلق ملحوظ وقد تم الاستحواذ على اهتمامها بنجاح: لماذا؟
تجاهلتها عبير وهي ترتشف قهوتها ببرود.
أماني وهي مصرة: لماذا؟
واصلت عبير تجاهلها وقلبت قهوتها بالملعقة بكل غرورٍ وتعالٍ.
أماني بإصرار مفرط متناسيةً كرامتها لبعض الوقت: لماذا؟؟؟
بعد تعرضكِ أنت وسارة للحادث أثناء الطيران المظلي، ونواحكم حول الموضوع، قام مدير الشركة المنظمة لرحلتنا بمهاتفة "يانيس" وتوبيخه بقسوة لإهمال الشركة الي يمثلها. وليت ما حصل لكم كان شيئاً يذكر. لقد خرجتم من التجربة سالمين غالمين.
بين الشعور بالحزن تجاه كونها السبب في تعرض "يانيس" لمشاكل في عمله، وتفاجئها بتهجم عبير عليها بكل قسوة ولؤم، قالت أماني: أنا لم ألقِ اللوم على أحد سوى المدرب الذي تسبب بإسقاطي. من قال بأن "يانيس" تعرض للتوبيخ بسببي؟
عبير: لقد أبلغني بذلك مدير الشركة بنفسه. لو أنك صمتِ لما حدث له ما حدث.
أماني: أنا لم أقصد إيذاء "يانيس". كل ما طالبت به هو معاقبة المعتوه الذي تسبب بإسقاطي من ارتفاع آلاف الأمتار.
عبير: ليس من العدل محاسبته على حادث واحد بعد مسيرة ناجحة استمرت عشرين عاماً. من تظنين نفسكِ؟
أماني: هل من العدل أن أتعرض للسب والشتم من قبل المدرب في أصعب اللحظات ليعرض حياتي للخطر بعدها دون أن يحاسَب؟
عبير: أماني، لم يحدث لكِ شيء. لقد كانت فحوصاتك سليمة.
أماني بكل دهشة وانكسار: أرجو أن لا يبلِيَكِ الله بما ابتلاني به في ذلك اليوم التعيس.
صمتت عبير دون اكتراث وتناولت قطعة من الحلوى بكل برود وبلادة، دون أي اعتبار لخسارتها لصداقتها مع أماني.

لم تستوعب أماني مدى انحطاط قدرها لدى عبير التي كانت تعتبرها صديقتها المفضلة في تلك الرحلة، وكيف أنها اختارت علاقة "سطحية" جمعتها بـ"يانيس" فوق علاقتها بها. وكيف أن تعريض حياتها للخطر لولا أن سلم الله لم يبدُ كشيء يذكر في نظرها. هنا وضحت الصورة لديها. رفض عبير لدعوة "يانيس" بالتقريب بينه وبين أماني لم يكن سببه ظن عبير أن أماني تستحق شخصاً أفضل منه. بل كان وجود مشاعر لدى عبير تجاه "يانيس".

———————————-

جميعنا نملك قلوباً تعمل وتنبض وننجذب لأشخاص معينين في وقتٍ ما في حياتنا. عندما حلمت أماني بقصة حب تجمعها مع شاب يوناني جذاب في هذه الرحلة، لم تسهب في تخيل التفاصيل المؤدية إلى القفص الذهبي، ولم تكن لديها توقعات معينة. لم تلقِ بالاً لاختلاف العادات والتقاليد. لقد كانت مجرد فكرة داعبت خيالها لا أكثر ولا أقل. لم تكن هذه المرة الأولى التي تقع فيها أماني في الحب. فهي تعرفه جيداً، وتعلم أن قلوبنا تخفق بشدة عند رؤية شخص نحبه، وتدرك مدى قسوة الفراق. وتفهم معنى أن يخذلك شخص تحبه ليدوس على قلبك. بالرغم من أن فكرة الزواج من شخص تعرفه وترغب به كانت تروق لها، لم تكن أماني ضد فكرة الزواج التقليدي الذي تشجعه وبشدة. ولم تسمح يوماً لشخص أحبته أن يتجاوز حدوده معها أو يستغلها. بل أنها لم تقل لأحدهم كلمة 'أحبك'، ولم ترغب بسماعها يوماً إلا بالحلال. كما أنها لم تهاتف رجلاً بصورة غير لائقة، ولم يملك أحد هؤلاء الرجال رقم هاتفها إلا إذا استلزم العمل ذلك. أماني فتاة جميلة وخلوقة أجادت صون نفسها طوال الثلاثين عاماً الي عاشتها. وكانت تعلم أن خلف قسوة الحياة وخيبات الأمل ينتظرها واقع جميل سيأتي يوماً لا محالة. فذلك هو ظنها بربها.

بعد عصرٍ مضنٍ من التسوق وشراء الهدايا للأهل والأصدقاء في اليوم الأخير في اليونان. كانت أماني كالعادة أول المنتظرين في نقطة التجمع وقد وضعت أكياسها على الطاولة مستغلة ما تبقى من الوقت للعبث بهاتفها ومعرفة أخبار من يهمها أمرهم. لمحت "كارين" من بعيد وكأنها كانت تنتظر هذه الفرصة لتحدثها على انفراد.
كارين: كيف كانت تجربة التسوق في العاصمة؟
أماني: كانت جميلة جداً. أرجو أن لا أكون قد نسيت أحداً.
نظرت إلى أكياس التسوق وقالت باستهزاء: لا أظن أنني فعلت.
كارين: قلتِ لي أنكِ لستِ متزوجة أليس كذلك؟ هل هناك شخص معين يعني لك الكثير؟
أماني: لا، إطلاقاً
- كيف يتم الزواج في عائلتكم؟
- يكون غالباً زواجاً تقليدياً.
- هذا مؤسف حقاً.
- لماذا؟ أراه شيئاً إيجابياً، فهو يصون حقوق الفتيات. أنا احترم عادات وتقاليد الجميع. ولكن الزواج التقليدي مميزٌ حقاً ولا أملك شيئا ضده.
"كارين" باستغراب: إذاً أنت لا تمانعين الزواج من رجل لا تعرفينه!
- إطلاقاً.
- هل أنتِ على استعداد لمواعدة رجل مميز يهتم بك؟
هنا فهمت أماني ما ترمي له "كارين". وعلمت أنها تشير إلى ما قد يجمعها بـ "يانيس".
أماني بحزم: لن يحصل هذا أبداً.
كارين بحنان وهي تأسف على ما يوشك أن يحل بقلبي أماني و"يانيس": اسمعي يا أماني. عليكِ أن تغيري نظرتكِ لموضوع المواعدة. فقد يكون هناك شخص يهتم لأمرك فعلاً. ولكنه لن يتزوج من فتاة بالكاد يعرفها.
- من يهتم لأمري سيشتري لي خاتماً. ولن أرضى بغير هذا. لم أواعد يوماً ولا أرى سبباً يدفعني لذلك الآن.
"كارين" بابتسامة ماكرة وكأنها تقول ليتكِ أوضحتِ هذا منذ البداية: أتمنى لك التوفيق يا عزيزتي.
أماني بخيبة أمل: شكراً جزيلاً.
————————————
كرهت أماني نفسها بعد الحوار الذي جمعها بـ "كارين" خاصة بعد تلميحها إلى استغلال أماني لمشاعر "يانيس" تجاهها وتوجيهه في الاتجاه الخطأ لتجبره على الزواج منها. كيف يعقل أن يتوقع "يانيس" كل هذه التنازلات من طرف أماني؟ هي لم تخطأ بالتصرف أو باللباس أو بالتعبير عن ذاتها ليساء فهمها على هذا النحو. "يانيس" قضى فترة في بلدها واختلط بمواطنيها وهو ملم بالعادات والتقاليد. ماذا حصل؟ وكيف توقع كل هذا من فتاة محتفظة مثل مثلها؟؟ قالت في نفسها: يا إلهي، لقد خُذلت مرة أخرى. سذاجتي التي لن تفارقني خلى بعد بلوغي الخمسين كسرت قلبي مجدداً. كم أنا غبية. كم أنتِ غبية يا أماني لتتوقعي كل هذه الشهامة من رجلٍ غربي. بدأ القريق بالتوافد بكل حماس وهم يعبرون عن إرهاقهم ويعرضون مشترياتهم بكل شغف على بعضهم البعض. تصنعت الاهتمام بما يقولونه وارتدت ابتسامة صفراء وهي تعايش احتضار حلمٍ ثمين استبشرت بهِ خيراً.


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-18, 03:12 AM   #29

أنا جهينة

? العضوٌ??? » 429710
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » أنا جهينة is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثالث عشر

ما كان يفترض به أن يكون تجربة منعشة للروح والذهن أضحى خيبة أمل جديدة ومؤلمة.
أماني: كيف حالكِ يا مومو؟
منى: بأحسن حال. هل عدت إلى نظامك حياتك المعتاد أم أن ساعتك البيولوجية لا تزال تظن أنها في اليونان؟
أماني: عدت لمزاولة حياتي كالمعتاد إلا أن قلبي لا يزال هناك بالتأكيد.
ثم صمتت لبرهة، وأردفت قائلة بيأس: ساعديني يا منى، فأنا أحلم بـ"يانيس" يومياً منذ عودتي من اليونان. اليوم حلمت به للمرة الرابعة على التوالي. قلبي محطم ويأبى أن يقطع الأمل. موقفه من علاقتنا واضح ولكن هناك صوتٌ يقول لي أن أتحلى بالصبر.
منى متفاخرة بخبرتها المكتسبة من برامج تفسير الأحلام: ما تفاصيل تلك الأحلام أخبريني.
أماني: أراه يحدثني ويجلس بقربي تارة، وأحلم بخطبتنا تارة أخرى.
منى: هممم، قد تكون أضغاث أحلام، لا تلقي بالاً للموضوع، وحاولي أن تنسيه.
أماني: لا يزال عندي بعض الأمل، فمن المفترض به أن يرسل لي صوري من تجربة الطيران المظلي. سيحدثني في الأيام القليلة القادمة.
منى: إذاً اصبري قليلاً. قد يكون جاداً وكل ما ينتظره هو إنهاء جميع الرسميات المتبقية بينكما ليتخذ خطوة جادة تجاه موضوعكما. أكثر ما يطمئنني هو أنكِ وجدتي شخصاً يرضي مزاجكِ. فلم تتذمري كالعادة من شكله، أو من طوله، أو من عرض أكتافه، أو من استقامة ظهره، أو من طول رموشه....
أماني: هل انتهيتِ من استهزائك بي.
منى ضاحكة: نعم أظن ذلك.

——————-

385 سعرة حرارية تم حرقها. انتهت ساعة الرياضة التي من شأنها أن تقربها أكثر وأكثر من هدفها في أن تكون مستعدة وبأعلى لياقة للمغامرات القادمة منعاً للأحراج. أمسكت أماني بمنشفتها لتمسح العرق عن وجهها، ثم انهمكت بالاستعداد للاستحمام عندما رن هافتها. إنه اشعار "واتساب". مِن مَن؟ مِن "يانيس". خفق قلبها بسرعة وبدون سابق إنذار. لتجد منه رسالة رسمية بحتة تقول:
مرحباً أماني! كيف حالكِ. إليك رابط الصور والمقاطع الخاصة بك من تجربة الطيران المظلي:
لم تبالغ أماني في تحليل مدى رسمية الرسالة من الناحية اللغوية والنحوية وعلامات الترقيم، وسارعت بفتح الصور. حدقت بأول صورة لوهلة غير مستوعبة للإشارات البصرية التي يتلقاها دماغها. أبت أن تتقبل ما رأته عيناها. كانت صورة لها وهي معلقة في الهواء بوضعها التعيس الذي أدى إلى إصابتها. ولم تكن تلك المفاجأة. كان ظهرها منحنياً إلى الخلف وقد رفع الهواء قميصها ليظهر بطنها الممتلىء بكامل استدارته وكأنهُ القمر. شهقت أماني من هول المفاجأة وظلت فاغرةً فمها وهي تغطيه لبضعة ثواني. قبل دقيقة من الآن كانت تعيش واقعاً رومنسياً درامياً مثيراً. أما الأن فهي لا تتخيل موقفاً قد يحمل درجة أعلى من الذُل، وظنت في نفسها أن تلك الصورة قد قتلت أية نية كان يملكها "يانيس" بالتواصل معها. ولم تستطع أن تلومه.

هرعت إلى صديقتها منى وبلغتها بما حصل. قهقهت منى لطرافة الموقف.
أماني: مسرورة جداً لإيجادك فسحة من المرح ضمن مأساتي.
منى: اعذريني ولكن الموقف مضحك بدرجة مفرطة.
أماني: يا لحظي التعيس. لقد انتهت قصة حبي. انتهت وأي نهاية.
منى: لا تكوني قاسية على نفسكِ كثيراً. صدقيني، إن كان مهتماً لأمرك فلن تغير تلك الصورة رأيه أيتها الحساسة.
نجحت منى بإلهاء أماني وإقناعها بأن الموضوع لا يستحق كل ذلك التضخيم. أنهت أماني المكالمة ولم تستطع ردع دمعة شقية سقطت من عينها.

———————
جلست أماني في غرفة المعيشة مرتشفةً لقهوتها والأفكار تعصف بها. لقد تعرفت إلى شخصٍ لطيف، والأهم من ذلك كله أنها تقبلت كل ما فيه، وهذا نادر الحدوث. ولكن مسألة المواعدة غير واردة في كتابها إطلاقاً. بكل هدوء، أمسكت بهاتفها واتصلت بمنى:
أماني: صباح الخير مومو!
منى: صباح الورد أماني، كيف حالكِ اليوم؟
أماني: مومو، لقد قررت أن أفعل شيئاً خطيراً ومميتاً.
منى: أرجوكِ، أخبرني عنه قبل أن ترتكبي فعلا أحمقاً.
أماني: سأحدث "يانيس" كتابياً. سأختلق موضوعاً ما وإن كان ذكياً فسيفهم ما أرمي إليه.
منى ببهجة: كم أنتِ جريئة يا أماني. ماذا ستقولين له؟
أماني: سأقول له بأن عائلتي ترغب بالقيام برحلة مغامرة في اليونان. وسأطلب منه معرفة الإجراءات اللازمة.
منى: لا تفعلي. سيصدق ذلك. قولي له بأنه يعجبكِ دون لف أو دوران.
أماني: همم لا أظن أنني أمتلك الجرأة الكافية لذلك. وقد أموت إن فاجئني بعدم مبادلته الشعور. سأطلب منه بعض المعلومات وبالتأكيد سيرد علي في وقت لاحق. حينها، قد أصارحه إن كانت الفرصة مواتية.
منى: كوني جريئة وصارحيه بكل وضوح. قد يحتاج إلى هذه الخطوة ليتأكد من جديتك. قد تندمين لاحقاً إن لم تستمعي إلي. صدقيني. قولي أنا معجبة بك. وإن لم يكن رده محبذاً قولي له وكيف من المفترض بي أن أنساك؟
أماني: أرجوكِ لا تكملي، لم أعد أتحمل.
منى: اسمعي أيتها الغبية. إن حدثتهِ عن العمل فسيرد عليك بكل مهنية ولم تتركي له مجالاً لغير ذلك. كوني صريحة وواضحة.

———————-
متجاهلةً لتسارع نبضاتها وأنفاسها، تناولت أماني هاتفها بكل حزم وإصرار. فتحت محادثة "يانيس" وبدأت بالكتابة:
أماني: مرحباً "يانيس"، كيف حالك؟
انتظرت بضع ثواني وبأعصاب تالفة لضعف الإرسال. بعد برهة من الزمن فتح "يانيس" المحادثة وقال: أنا بخير يا أماني. كيف يمكنني مساعدتكِ؟
أماني وهي ترتعد خوفاً وتوتراً: "يانيس"، لدي ما أقوله لك.
يانيس: تفضلي.
أماني وهي تحاول السيطرة على رجفة أصابعها: أنا معجبة جداً بك. وأتساءل إن كان بإمكاننا التفكير بمستقبل يجمعنا سوية.
كتبت تلك العبارة وأقفلت عينيها بإحكام وهي نادمة أشد الندم. ما أن قام "يانيس" بالرد حتى فتحت عينيها وهي تتصبب عرقاً لتقرأ:
أماني!! يا إلهي، إنني أشعر بإطراءٍ لا مثيل له.... ولكنني أراكِ كصديقة.... صديقة عزيزة لا أكثر.
هرعت أماني لترد عليه. حاولت السيطرة على مشاعرها والعبرة التي تخنقها. قامت بطباعة ردها إلا أن الهاتف توقف عن الكتابة ولم يعد يستجيب للأوامر. هرعت إلى إعادة تشغيله. ولكنه توقف عن العمل. سقط من يدها وانهمرت الدموع على خديها وهي تطبطب على قلبها المكسور بكلتا يديها. بدأ الهاتف يشع بغرابة لتتوقف عن البكاء وتستيقظ من كابوسها المريع.


أنا جهينة غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-18, 12:53 PM   #30

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.