آخر 10 مشاركات
423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وحدها تراني (19) من سلسلة لا تعشقي أسمراً للكاتبة المبدعة: Hebat Allah (كاملة&مميزة) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الحارس ومملكة الورود (3) لكاتبة: P.C. Cast كـــاملة *مميزة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          274 - رماد الحب - آليسون فرايزر (الكاتـب : عنووود - )           »          271 - لحن الشتاء - كاتى ويليامز (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-18, 02:47 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 القدر الذي جمعنا / للكاتبة تاكافومي Ma_ral






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
القدر الذي جمعنا
للكاتبة /تاكافومي Ma_ral



قراءة ممتعة للجميع.....






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 16-08-18 الساعة 01:35 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 02:48 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

القدر الذي جمعنا
للكاتبة /تاكافومي Ma_ral




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 16-08-18 الساعة 01:37 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 02:48 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






1


أقرأ الاستبيان الموضوع أمامي باهتمام مصطنع فقط كي أتجنب ذلك التعبير الغريب الذي من المحتمل أن يصيب النادلة, أول سؤال ما هو المكان الملائم لأول موعد, السينما, كذبت فأنا لم أذهب لموعد أول من قبل, ما هي الهدية الملائمة لحبيبك أو حبيبتك, من ضمن الخيارات هدية مصنوعة يدويا, أختارها, ما دمت كذبت في السؤال الأول يمكنني القيام بالمثل مع بقية الأسئلة, أمل سريعا, أختار خيارات عشوائية, أنتظر دقيقة قبل أن أعطي الأوراق للنادلة, تمنيت لو أخبرها بأنني لا أكترث فعلا بالحب و ما يأتي برفقته من معاناة و ألم غير أن هذا الخيار لن يسبب سوى النظر لي ك معتوهة وبالرغم من اقتناعي التام بأنني لست سوية إلا أنني أفضل أن أبقي هذا الأمر سرًا. أنهي طعامي سريعًا وأغادر, أجذب المظلة وأفتحها, تصطدم قطرات المطر بالمظلة وتحدث دويًا خافتا ك دقة قلبي, أستمتع بالمشي تحته, أحب الأيام الممطرة الكئيبة فهي تلائم مزاجي المظلم, أبتسم, ليس لأن هنالك ما يضحك بل كي أمرن وجهي على الابتسامة الزائفة, لِمَ؟

لأنني وببساطة أحب خداع الناس, أضحك أيضا و للسبب ذاته كي ينظروا ويقولوا وااو انظروا كيف تبدوا سعيدة بالرغم من كون التعاسة غرست جذورها في داخلي فلا شيء يسعدني ولا شيء يحزنني, أنا في المنطقة الرمادية حيث المشاعر فيها باهتة جدًا و مبهمة فعلا, بالمناسبة اسمي أليكس , لقبي ليس مهما, أحبب نيويورك لأنها تشبهني, غاضبة و غامضة و الموت يلاحق سكانها, السرقات فيها لا تنتهي و أكثر ما يجعلنا متشابهين هو أن كلانا لا ننام, كلانا مظلم و عميق, كلانا يضم البشر الأكثر حمقًا و سوءا.

أقطع الشوارع دون هدف, أشق طريقي في الشوارع الأكثر فحشًا, لو قيل للفتاة التي كانت أنا في سن المراهقة بأن هذا ما سيحدث لي, ما كانت لتصدق لكنني هنا الآن, لست الطبيبة التي أردت أن أكونها ولا الزوجة التي حلمت بها.. الكل أراد أن يدخل المجال الطبي لكن القليلون من فعلوا وأتمنى لو أقول بأنني لست من فعلوا لكنني دخلته فعليا و تركته في منتصف الطريق تخليت عنه بسهولة كأنه علبة ماء فارغة, هذا ما يقال عني بين أصدقائي المدمنين, أنا لست مدمنة لكنني أحب رفقتهم, أحب رؤيتهم يتخبطون في عوالمهم المزيفة وأحب أكثر أن أرى كيف يستيقظون و يعودون للبؤس و الألم و المعاناة, الصدمة التي تعلو وجوههم تشعرني بالرضا و الراحة, أظن بأن هذا يجعلني سيئة, الاستمتاع بمعاناة الأخرين ليس شيئا أقوله أو أحكيه لأنني أعلم بأنهُ تصرف خاطئ ولا يحس بمثل تلك المشاعر إلا الناس السيئون, لا بأس أن أكون سيئة, كنت خيرة يومًا لكن أحدًا لم يحبني فلن يختلف الأمر الآن.. أمضي في سبيلي, أعرقل سير بنات الليل, أحب هذا اللقب فهو ليس خادشًا وله رونق خاص وليس ك بقية الكلمة المستعملة استعمالا مزعجا و مثيراً للشفقة فقط لغرض الاستعمال وليس لأثره.

أقف أمام فندقي المفضل, أكثر الفنادق رقيا في المنطقة, فندق الحب القديم, اسم مثير و لا يلائم المكان لكن لا أحد يكترث ما داموا يقضون حوائجهم و يذهبون, أدفع سعر الغرفة, أطلب البقاء حيدة, تتم العجوز: لو أردت مكانا للنوم أليس من الأفضل الذهاب لفندق الغرض منه النوم.

ابتسم, العجوز الرائعة تكرر الكلمات دومًا و دائما أتجاهلها, أصعد الدرجات بقلب ثقيل وأقدام ك الماء, أصعد و أصعد, الفراغ يتسع, أدخل الغرفة, يصدح صوت التلفاز, أنزع السترة و الحذاء, أشاهد ما في التلفاز, تتناهى لأذني أصوات أثارت في التقزز لكن الآن أصبحت تخفف من وحدتي, هذا مثير للشفقة أليس كذلك؟

كل ما في مثير للشفقة غير أنني توقفت عن الاكتراث منذ فترة طويلة.

أغمض عيني, أنسل بين أصابع النوم الشرسة, أبقى في حالة من الوعي وفي ذات الوقت أحس وكأنني في غيبوبة, قفزت من سريري فزعة, طرق قوي على الباب, تركت السرير, ارتديت سترتي السوداء, تقدمت و نظرت عبر الفتحة, لا أحد, لكن الطرق مستمر, فتحت الباب, سقط رجل نتيجة فتحي المفاجئ, لاحظت يده تطرق مجددا هذه المرة على الأرض, مستلقي على الأرض, سترة بيضاء, أزراره مفتوحة, بنطال أسود, شارب خفيف بدأ في الظهور, وجه وسيم لكن متعب, هالات سوداء, شعر حالك السواد ينمو ك النباتات الضارة, بشرة متعبة و يدين بائسة تحيط قدمي, أدفعه بقدمي لكنه يتمسك بي أكثر, قبضته قوية, صوته حزين " لا تذهبي." أود لو أخبره بأن من جلبته لهذا المكان سرقت كل ممتلكاته و رمته لكن لا فائدة ترجى من مدمني الكحول.

أدفعه مجددا بقدمي, اسحبه بقوة وأخرجه, أعود للغرفة وأٌقفل الباب, أستلقي مجددا لعل النوم يعود لزيارتي, لكنه لا يفعل, عقلي المزعج يتساءل؛ ألازال في الخارج؟ ألستِ قلقة؟ ألا تذكرين كيف كنتِ حين أنقدك سايروس؟ ألا تذكرين أيتها البائسة ناكرة الجميل؟

عقلي يخاطبني مجددًا بذلك الأسلوب القاسي مجددًا.

أقف و أخرج سريعًا, أحتاج للتنفس, بمجرد أن أفتح الباب, أراه, غارق في قيئه, بائس و وحيد, أذكر نفسي بأنهُ لن يكون كذلك حين يستيقظ, لن يحتاجني, لن يحتاج أحد وبمجرد أن يعلم.

في نهاية الأمر لن أستطيع تركه لأن لا أحد سيكترث لأمره في مكان كهذا, الجميع بمجرد أن ينتهي سبب زيارتهم سيغادرون و سنبقى.

ألأجل هذا أنقذته؟ أتساءل.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-18, 11:21 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي







2



لأول مرة منذ فترة طويلة أنام حقًا، أقف، متكئة على الخزانة، في يدي صورة داخل اطار، فتاة جميلة و الراقد أمامي يقفان بجانب بعضهما البعض، يديهما متلاحمتان في عناق حميم، حبيبان، هكذا يبدوان.
لازلت داخل سترته البيضاء، أراقبه أثناء نومه، أعلم بأن الرحيل حتمي لكني غير قادرة على ذلك، قلبي لا يحتمل فكرة الابتعاد عنه، أعلم بأن هذا سخيف، لم أدخل في نقاش حقيقي معه بل لا أذكر صوته ولا أعلم لون عيناه، لا أعرف اسمه ولم يكمل لقاءنا اربع و عشرون ساعة، لذا ما سر هذه المشاعر؟ أهي حماقتي اللامتناهية؟ أعادت من جديد بعد ما سببته من أذى؟
اتنهد، لسبب ما أحس بالراحة وكأن ذلك الثقل القابع فوق صدري زال.
أعاود الدخول بين يديه، أشتم رائحته، أحيط خصره بيدي، رأسي يرتاح فوق صدره وأنا مجددا.
استيقظ بعد ذلك بساعات، استغرقت في النوم سريعا، ليس هذا ما توقعته، ينظر لي الآن، يراقبني بدلا من أن أراقبه، عينيه شديدة الزرقة، شعره مبلل، بشرته البيضاء غريبة، أقفز، المفاجأة جعلتني غير قادرة على التفكير.
يحملق في، أتسمر في مكاني، اهمس قائلة: استيقظت؟
الم أجد أغبى من هذا السؤال؟ يغادر الغرفة، من الواضح بأنه يريد مني أن أتبعه، حتى لو فعلت ماذا سأقول، وجدتك بعد أن سرقتك الع*** وأنقذتك ثم نمت بجوارك، لا، فكرة غبية، اذن كيف ابرر ارتداء سترته؟ هل أخبره عن اعجابي برائحته أم رغبتي الغير مفهومة في ارتداء ثيابه؟
اشتدت قبضتي على الغطاء، شهيق زفير، تركت السرير و ارتديت ملابسي، قمت بتمشيط شعري القصير، غسلت وجهي وأسناني و لحقت به.
وجدته جالس على الأريكة، وسيم جدا، مبهر جدا، جف شعر و تناثر فوق رأسه ك خيوط صغيرة من الظلمة، بشرته ازدادت بياضا، بشرة ك الثلج، شفتين بلون الدم، عينان بزرقة البحر، قامة طويلة، أصابع نحيلة جميلة.
جلست أمامه، سأل دون مماطلة: من أنتِ وماذا تفعلين هنا؟
" ألا تذكر؟ " أساله، أجد بسؤاله مزيدا من الوقت للتفكير.
"هل هنالك ما يستحق التذكر؟" سأل في سخرية قاتمة وقد مالت شفتيه كنوع من السخرية، ألمني ما سمعت، أردته أن يكون جميلا فقط، ك تمثال أو لوحة لكن سخريته دفعتني في النهاية لأقول " كيف لرجل محترم أن يعد وعدا ثم يسال ان كان يستحق التذكر؟"
وجدت صوتي متأثرا وقد صبغته بعض المرارة وبقدر ما فوجئ هو تفاجئت بدوري.
"وعد؟ لم قد اعدك؟" سأل وقد ضاقت المساحة بين حاجبيه.
" أخبرتني بانك تحبني وبأنك تريد أن ابقى معك في منزلك"
عضضت شفتي في النهاية، لم أرد أن أقول هذا لكنني قلته.
" هذا مستحيل." قال وهذه المرة ضاقت عيناه، استطرد قائلا : لم اطلب منك شيء كهذا؟ من أنت لكي أريد السكن معك.
كان غاضبا هذه المرة وفي ذات الوقت في حيرة، لا أظن بأنه قد يصدقني، لا أحد قد يفعل هذا غير انني بدأت بالفعل فكيف لي أن اتراجع الآن.
" لا يوجد سبب كي أكذب، أنا كما ترى لست غنية واظن بان فقري الظاهري يجعلك تظن بأنني اريد مالا لكنني لست بحاجة اليه و سأذهب لو طلبت مني هذا لكنك من طلب مني البقاء، أنا لا املك مكانا للذهاب اليه ولو طردتني فأنت ستترك فتاة وحيدة في نيويورك القاسية، لذا الا يمكن أن تسمح لي بالبقاء لبضعة أيام فقط حتى أجد مكانا للبقاء فيه، أيمكنك فعل هذا على الاقل؟."
يا الهي، ما الذي احاول القيام به، هل جننت؟ ظننت بأن النوم مجددا سيجعلني أفضل حالا لكن بدلا من ذلك ازداد جنوني وبالرغم من معرفتي بأنه جنون إلا انني انتظرت اجابته بفارغ الصبر.
" لا أعلم بماذا وعدتك، لا أعلم ان كنت صادقة لكنني لا اكترث، اريد ان تذهبي الان، اعتذر فان لست من الرجال المحترمين الذين يوفون بعهودهم."
نظرت للارض، أصبت بخيبة أمل، لوهلة ظننت بأنه سيبقيني وكأن شخصا طبيعيا سيسمح لغريبة أن تمكث في بيته.
" فهمت" قلت.
لم أجادله ففي النهاية لم أتعمد القيام بأي شيء، في النهاية لا أعلم ما الذي أريده فعلا، عدت للغرفة لأحمل حقيبتي، لا أنكر بأنني احس بالحزن غير أن ليس بمقدوري فعل شيء.
لا أعلم ما الذي أثر فيه فعلا، مظهري الرث، شعري الاشعث، حقيبتي شبه الممزقة، معطفي البالي.
" ألا تملكين عملا؟." سأل هذا بمجرد ان اقتربت من الباب، التفت ببطء، أجبت " كان لدي، لكنني طردت." هذه الحقيقة، طردت بعد ركلي للمدير في منطقته الحساسة وذلك قبل فترة وتوقفت عن التقدم لأي وظيفة.
" لم؟" سأل، صوته يحمل برودة و قسوة.
" لأن المدير تحرش بي فركلته مما سبب طردي." الصدق هو الطريقة المثلى للكذب، هذا ما تعلمته في الأيام الماضية.
أحس بتردده، ابتسم، أنا سبب هذا التردد، بالرغم من كونه يدعي القسوة فقد صدق ما قلت وجعله يشعر بالسوء، هذا يوضح مدى طيبته، هذا ما خطر لي، سأظل افكر هكذا حتى يتبين العكس.
" لا بأس، سأجد مكانا للمكوث الليلة، اعتدت على هذا فلا تقلق." من غير الصحيح استغلال رجل طيب كالجالس أمامي، الا ان الرغبة في داخلي قوية جدا، أحس بها تجرفني، التيار يقربني اليه، خطوة تتلوها خطوة حتى أصبح أمامه، اجلس بقرب قدميه، اتأمله، أهمس " بالطبع سأكون افضل حالا هنا، انا لا اطلب الكثير، يمكنني القيام بما تريد، لن أرفض طلبا لك وحين تريد فعلا مغادرتي سأفعل لكن الى ذلك الحين لا أريد المغادرة، لا أريد العودة لتلك الوحدة، لن أستطيع احتمالها اكثر."
لا أريد العودة لأكون وحيدة، نعم، هذه هي الحقيقة، لا أريد تركه و الذهاب، لا يمكنني العودة لبراثن البؤس، لن أحتمل ذلك طويلا، أعلم بهذا في صميم قلبي.
" ما مقدار وحدتك؟" يسألني، ابلع غصة لم أعلم بوجودها.
" وحدتي اغرقتني بالفعل لدرجة أن التنفس صعب بالفعل، النوم سلب مني، الاحساس بالسعادة غادرني."
صوتي بعيد، تلك النغمة لم أسمعها منذ فترة طويلة، انا في اكثر حالاتي صدقا، كل اقنعتي زالت، ناقوس الخطر، اسمعه الآن، الانغماس في الدور لن يسبب لي سوى الأذى، لكنني نمت، استطيع التنفس باريحية أكثر.
رفعت رأسي و حدقت في وجهه، وجهه الوحيد الجميل، يمكنني التعرف على البائسين أمثالي، البائس الوسيم يغمر عينيه فارغ ابتلعه بالفعل، هذا جيد، هكذا أحس بالانتماء لكن لم ي ترى الدموع تغرق عيني؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-18, 11:22 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


3




أجلس بقرب قدميه، أنفاسي عالقة في صدري، أترقب ردة فعل بسيطة لكن لا شيء، الفراغ حل تمام ولم يبقى لي مكان فيه.. أحاول استغلال هشاشته الحالية، ضعفه البادي على وجهه الحزين وقبل أن أقوم بأي شيء يرمقني بذات النظرة الفارغة ولكن هذه المرة تهم شفتاه بالتحرك، سيطلب مني المغادرة، أستطيع رؤية هذا، تصرفه صحيح وأن أظن لوهلة بأن كوني وحيدة سيعطيني ولو فرصة ضئيلة بالبقاء هنا بحد ذاته حماقة.
يرن الجرس، يستمر بالرنين، يغمض عينيه كمن قطعت أفكاره، صوته الأجش " أنا..." يتوقف عن الكلام، الرنين مجددا، تنفست الصعداء، فبشكل ما أحس بأنني نجوت، ينتصب واقفا، تنزلق يدي من فوق قدميه، تتسارع خطواته نحو الباب، اظل في مكاني، متفاجئة من رغبتي، هل جننت؟ ما الذي اريده من رجل وجدته في فندق مشبوه؟
"وحدتي أغرقتني" لم أخبرته؟ ثم ماذا ليس وكأن وحدتي شيء حدث في ليلة وضحاها بل أن الوحدة رافقتني منذ الصغر.
لا اتحرك أو بالأصح غير قادرة على ذلك وكأن هنالك مسامير تثبت قدمي في الأرض، اغمض عيني بشدة، أقف وبمجرد أن افعل ذلك وأنظر أمامي، أنتبه لوجود رجلين في غرفة لا رجل واحد، عزيزي البائس و أخر أحمر الشعر، ذو حاجبين شبه مختفيين و فك مربع، غمازة ذقن، عينين بخضرة التركواز، ليس طويلا لكن ليس قصير، رجل وسيم، أنيق، يدخل يده في جيبه و ينظر لي وقد مالت شفتيه في ابتسامة يغلب عليها الذهول.
" ألن تعرفني بالأنسة؟" يقول بصوت عميق جميل، يمد يده لمصافحتي، أقوم بالمثل، قبضة يده القوية ضيقت الخناق حول يدي، أبلع ريقي، ابتسامته ترحب بي في حين أن يده تخبرني بعكس ذلك، نعم، هذا هو العالم الذي فررت منه يوما، عالم الابتسامات الزائفة والنوايا الخفية، أتراجع للخلف، غريزة النجاة هي ما دفعتني لذلك.
يحل صمت يشوبه التوتر، عزيزي البائس لا يعرف اسمي ولا يعرف كيف يجب أن يعلن عن وجودي هذا اذا كان يريد الاعتراف به من الاساس.
"اليكس سميث، انا مدبرة المنزل، وظفت للتو." اقول، كان يمكنني اختيار كذبة أخرى غير أنه قادر على طردي بمجرد أن يلاحظ حركة خاطئة.
"مدبرة منزل؟ لم أكن اعرف بانك تبحث عن واحدة، لو علمت برغبتك هذه كنت سأبحث عن مدبرة منزل" توقف عن الكلام، كلمة واحدة ناقصة، مدبرة منزل ملائمة.
حدقت في عزيزي لأجد نظرة ارتياح بسيطة قد حلت محل الشك، تقدم وجلس على الأريكة، وضع يديه في الخلف و قدم فوق الأخرى، قال بصوت عدائي : سواء احتجت مدبرة منزل او لا هذا لا يعنيك، الآن ما سبب زيارتك.
" لطيف كالمعتاد، هل يمكنك ان تحضري القهوة، اريدها بالحليب و دون سكر." أمرني بلطف، بالطبع اراد أن ابتعد لا بد أن الموضوع مهم ولا يريد أن تنصت له مدبرة منزل مشبوهة.
توجهت للمطبخ الذي يكشف على الصالة في كل الحالات، بحثت عن القهوة وبصعوبة وجدته وابريق لا يبدو وكأنه استمعل منذ زمن، أشعلت الفرن الكهربائي وضعت الابريق وتفحصت الخزانات بحثا عن فناجين قهوة ووجدت طقم جميل من الخزف الذي لم يستعمل ابدا.
اعددت القهوة وتذكرت بأنني لم اساله عن نوع القهوة التي يحبها وحين كنت اعد القهوة تحدثا بصوت منخفض لكن فور أن عدت لأساله عن قهوته المفضلة وجدته يصرخ بعد ان نثر كومة أوراق من فوق الطاولة " لن أقوم بذلك ألا تفهم، ليس لدي ما اكتبه، لقد توقفت الكلمات عن القدوم، أنا عاجز، ألا يمكنك رؤية ذلك؟"
الحزن في صوته، الألم يشكل تعابير وجهه، يديه مضمومة فوق صدره، العجز، هذا ما رأيته، لحظتها حدق في واستحال حزنه لغضب، هو غاضب لأنني رأيت ما رأيت و سمعت ما سمعت، تراجعت للخلف وقبل أن اغادر صرخ الرجل الاصهب : انا لا اصدق ذلك، الكلمات موجودة، الطريق مقفل وأنت من أقفله، أنت لا تسمح لأي شيء بالعبور، ألتعاقب ذاتك؟ لا أعلم لكنك تترك موهبتك تذبل بتصرفاتك، الشرب حتى الثمالة، العبث في الأحياء الحقيرة، احضار مثل هذه النوعية..
كان يشير إلي، احضار نوعيتي الحقيرة، يجب الا أتأثر، يجب أن اكبت احساسي العميق بالاهانة، يجب أن امحو الم كبريائي المجروح، لا بأس، اعتدت على هذا فانا في النهاية احاول استغلاله الان، كبت مشاعري لان ببساطة لم تعد مهمة صعبة لكن قبل أن افعل ذلك، رأى ما يعتمل في صدري، فررت سريعا وعدت للمطبخ وكان اخر ما سمعته " اذا لم يعجبك ذلك يمكنك المغادرة." قال بصوت اكثر هدوئًا.
دقيقتين من الصمت تلاها صوت الباب الخارجي يقفل و الوسيم الحزين يتكئ على الجدار، يراقبني بينما أضع القهوة في الفناجين، قلت كي أقطع الصمت : اعددت قهوة سادة دون حليب، يمكنني وضع البعض لو اردت.
: لا بأس احبها هكذا.
ناولته الفنجان الذي بدا وكانه التهم داخل فك تنين عملاق لا يدين جملتين، قربه من انفه، اغلق عينيه واستنشق الرائحة ثم تناول رشفة.
قال : ليس سيئًا، اتبعيني.
لحقت به ببطء، جلست أمامه حيث كان يجلس الاصهب فوق اريكة وحيدة تقابله تماما.
تناولنا القهوة في الصمت وكلا منا غارق في افكاره وان كنت في الحقيقة غارقة في الحيرة فأنا لا احب ان ابقى الظلام وأفضل دوما معرفة الخطوة القادمة بدلا من الترقب الاعمى.
" لم كذبت؟" سال مباشرة.
وضعت الفنجان فوق الطاولة، لعقت شفتي " لا أعلم، ظننت بأن هذا التفسير أفضل."
" حقا ولم ذلك؟" سأل في سخرية وهو يحملق في كانني فأر سيرك يقلد بيكاسو.
" ماذا أخبره تحديدا عوضا عن ذلك؟ الليلة الفائتة؟ انت لا تتذكر ما حدث فما فائدة سرد قصتي الغبية، الفتاة الحمقاء التي تمسكت بوعد رجل ثمل، أفضل ان اكون مدبرة منزل على ان اكون تلك الفتاة" قلت في حدة لم اتعمد حدوثها، لست احقد عليه او حتى اكن له الغضب، أردت فقط... اردت ماذا؟
" وحين تكونين مدبرة منزل كيف يجب ان اتخلص منك الآن؟" سأل مجددا وهذه المرة عحزت عن فهم فحوى نظراته.
" هذا سهل، اذا سئل عني وهذا لن يحدث بالطبع، الاجابة هي الطرد، العذر هو ازعجتك، تدخلت في شؤونك، سرقت، حاولة اغوائك او ببساطة انت لا تريد مدبرة منزل لأجل هذا صرفتني عن العمل."
مالت شفته في زاوية ساخرة وقال : فكرت بكل شيء كما ارى.
" لا لم افعل انا سريعة التصرف وحسب، هذه الافكار خطرت لي الان ولم أفكر فيها من قبل." قلت في صراحة تامة.
مجددا عاود النظر الي ك لغز غامض لا يمكن فك شفرته.
" ماذا تجيدين غير سرعة التصرف؟" سأل وهذه المرة في جدية تامة، حاولت أن لا اظهر تعابير السعادة لكنني فشلت مما جعله يقول : لا تفرحي كثيرا، لازلت ادرس الفكرة.
" اجيد الطهي و التنظيف، اصنع قهوة جيدة كما ترى، لست ثرثارة، لن اسبب لك اي ازعاج، امم، لا املك مواهب كثيرة كما ترى." قلت، لم انظر لنفسي يوما بأنني من اصحاب الموهبة الفذة.
" لو اردت طردك في اي وقت، لن تزعجيني اليس كذلك؟"
تأملني وتأمل وجهي الذي اصبح ساحة للمشاعر المتضاربة، هذا سيء، أنا افقد سيطرتي على ذاتي.
" ارجو ان لا ترغب في شيء مماثل وبالطبع لن ازعجك."
" هل تريدين احضار اشيائك الخاصة ك الملابس و غيرها؟."
" انا لا املك شيئا." اجبت اجابة فورية دون تفكير مسبق، عضضت شفتي السفلية وأحس بها تورمت من شدة العض، ليست لدي نية استعطافه لكنها الحقيقة، فعليا انا لا املك المال.
" قلت بانك ستفعلين ما أريد لانك لا تريدين المغادرة، لا تريدين العودة للوحدة فهل هذا صحيح؟." اجيب بايماءة.
" حسنا، موافق، يمكنك اخذ اي غرفة نوم في الطابق العلوي، لا احب الازعاج ولن اسمح بقدوم اي شخص غريب، هل تفهمين؟ اريد ثلاث وجبات يتم تحضيرها حسب طلبي،لا احب الجدال، ستفعلين ما امرك به فقط، الباقي يمكنك التكفل به." قال وبدا كانه في حاجة للمغادرة.
" توقف" هتفت.
"ماذا" ضاقت عينيه وحمل صوته العتاب.
" اسمك؟ انا لا اعرفه."
ظل يتأملني كانه لم يفهم، ابتسم اخيرا، لوهلة ظننت بان الشمس اخطأت واشرقت في وجهه بدلا من السماء.
" ويليام"



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-18, 11:26 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



4





مر اسبوعين فقط منذ اصبحت مدبرة منزل ويليام والذي تبين فيما بعد بأنهُ كاتب مشهور حاصل على جوائز عدة و الابن الثاني لرئيس مجموعة نبيذ فاخرة و شركات اخرى تصدر بعض منتجاتها، هو وحيد تماما بغض النظر عن امتلاكه عائلة، فلا زاور ولا اتصالات، منزله الفارغ اكبر دليل، ثلاجته لم تستعمل منذ شرائها.. طهوت في البداية الطعام الذي يفضله فهو يحب الاجبان و الالبان، يكره الخضار و يعشق اللحم، طهوت اغلب الاصناف التي تعلمتها والتي لم تكن كثيرة جدا لذا اخذت كتاب طهو وبدأت في تجربة وجبات يمكن ان تلائمه و تحتوي على مواد غذائية و فائدة صحية، اختيار افضل انواع الخضر، الزيوت النباتية، اللحوم ذات الجودة العالية والتي في الغالب تقاس بلحم الخاصرة، بداية جيدة كما اظن، يمكنني القول بأنني مستمتعة حقا بالاخص بعد ان وفر لي ميزانية لشراء الناقص، ملئت الثلاجة بكافة انواع الخضار و اللحوم، اخذت ما ينقصه وبدا لي بأنه يحب الروتين، فهو يستقظ مبكرا ياكل افطاره، ثم يدخل مكتبه ولا يخرج منه الاحين حلول موعد الغداء او ان كان يريد القهوة، بت اخذها اليها، اطرق الباب، ياخذها و يغلق الباب مجددا، بهذا يغلق اهم باب في نظري، الباب المؤدي لعقله واحساسه.
لاحظت الكثير من الاشياء من ضمنها الفقرات البارزة في عنقه، بشرته الشاحبة، الدفء المنبعث من جسده، النظرة الشاردة حين يلتهم سيجارته، تلك النظرة تحديدا تدفعني للتمني بزوالها، اتمنى ايضا احتضانه، الضغط على ظهره، وضع يدي حول خصره، راسي على ظهره، تقبيله، اغضابه، احزانه و مواساته و اسعاده، اود لو أرى المزيد إلا ان الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو استنشاق رائحته و ضم سترته بين يدي، بالطبع الغرض من اخذ ثيابه هو غسلها.
أحس بتدهور، لم اكن يوما ذلك النوع من الفتيات اللاتي يراقبن أحبائهن من بعيد، لا، لكن ها أنا، يجرفني تيار مشاعري بعيدًا.
" احم" صوته يأتيني من الخلف، يا الهي، هل رأئ؟ اتساءل بعد ان اندفع الدم لراسي، اذني تحترق و قلبي يدق في رهبة.
"ماذا هناك؟" احاول الا ابدي ارتباكي.
" سأخرج اليوم، لن اكون حاضرا في موعد الغداء." قال كلماته وخرج.
هذا لا يحدث غالبا وما أقصده هو الكلام، فهو نادرا ما يتحدث معي وفي بعض الأوقات احس بانني غير مرئية ولو حطمت نصف المنزل لن يحس باي تغيير وهذا يصيبني بالاحباط و يخطر لي احيانا الامساك برأسه والنظر في عينيه والقول " انا لذا لا تجرئ على تجاهلي." لا يمكن فعل ذلك حقًا ولا املك سوى ان اراقبه من بعيد في حين قلبي مثقل بالمشاعر.
يغادر، اذهب لغرفته، أمسك تلك الصورة، أحدق في السعادة التي عاشها يومًا، شيء ما داخلي يقرصني، حشرة صغيرة خضراء تسمى الغيرة، اعض شفتي، اعضها بشدة لدرجة تذوقي لطعم الدم المقزز، أدقق في الفتاة برفقته.
الفتاة بشكل عام لا تعد جميلة بل هي ظريفة و جذابة، لو قارنت بيني وبينها انا اجمل ربما، شعرها طويل يسترسل حول كتفها، بني غامق، عينيها لطيفة و لون عينيها بني غامق، ممتلئ قليلا، صدرها عامر وهذه بالطبع ليست احدى صفاتي، انظري لصدري المسطح في شيء يشبه الحسرة، يمكنني تمييز نوعه ببساطة فهو يميل للنساء الدافئات المتواضعات وربما يعود هذا لطفولته البائسة وحاجتها الشديدة لأم، اتخيل وجود ام باردة واب منشغل دوما وأخ اكبر رائع و كثير من الخدم، بيت ضخم يفتقد للحنان والعاطفة، رجل وحيد لا يملك علاقات، حبيبته ليست موجودة وفقد قدرته على الكتابة، كل الدلائل تؤدي إلى احتمالين، انفصال سيء أو وفاة وكلها تتركني في موقف ضعيف، لو كان انفصالا فثقته تزعزعت و قلبه مغلق ولو توفيت فهذا يعني التنافس مع امراة ميتة وفي حالتي لم اكن قادرة على مجابهة امراة حية فكيف بواحدة ميتة.
تنهدت بعمق، نظرت لجسدي النحيل في المرآة، شعري القصير، طول عنقي و اطرافي، ابدو ك فتى لم يبلغ بعد، ربما الميزة الوحيدة في هي وجهي، عيني جميلتان وفمي كما سبق ان قيل لي ممتلئ وفاتن.
يقطع حبل افكاري رنين جرس المنزل، اتردد في الذهاب لفتح الباب، لو كان ويليام لما احتاج لذلك فلديه مفتاح، اذن هذا يعني قدوم ضيف واظن بأنني قادرة على تخمين من هو، الأصهب سامويل او كما يفضل ويليام مناداته بسام.
توجهت للباب بعد تجهيزي لكل وسائل الدفاع الخاصة بي.
فتحت الباب، يقف امامي سام الوسيم، يبتسم أو بالأصح فمه يميل لكلا الزاويتين لكن عينيه باردتين ك الصقيع.
" لازلتِ هُنا؟" صوته يخلو من المفاجأة، أيعقل بأنه أتى للقائي؟ ربما، يجب ان اكون حذرة.
" السيد ويليام ليس ه..." يندفع سام للداخل بعد ابعادي بيده، لا يلامس جسدي بشكل مباشر بل بانامله ك قطعة بائسة من القذارة، غريب، لو حدث هذا قبل سنتين كنت سأموت من حجم الاهانة لكن الآن وبالرغم من مقدار الغضب القليل و الاحساس بأنني قطعة مستمعلة لا شيء ولا أقول بان هذه المشاعر قليلة لكنني وبشكل ما فقدت الاحساس كما يجب، اعلم بماذا يجب ان اشعر لكن لا اعلم هل اشعر به ام لا وافترض دوما بانني احس بتلك المشاعر..
هذا يجعلني محصنة ضد الكثير من الأمور.
" هل يمكنك ان تعدي القهوة، بحليب دون..."
" دون سكر." قلت بصوت هادئ، أردت مقاطعته في حين هو رفع حاجبه بما يشبه الاستمتاع، اغلقت الباب وتوجهت للمطبخ، تبعني هو بدوره وراقبني بينما اعد القهوة مثلما يراقب الباحث بكتيريا جديدة.
" كيف العمل لدى ويليام؟ هل ناسبك؟" سأل.
" العمل جيد." اجيب
" هل عملت من قبل أعمال مماثلة؟"
" لا" اجبت بثبات.
" اذن ما نوعية الاعمال التي قمتِ بها من قبل؟ كما ترين انا شبيه بمدير اعماله لذا يجب أن اعطي انتباها فائقا لمن يعملون تحت امرته." قال بصوت لطيف ماكر، احدق فيه، عينيه فارغة ك عيني وعيني ويليام، الفرق بيننا نحن الثلاثة هي طريقة التصرف، سام يضع حلة مزيفة، ويليام يرمي بتلك الحلة عرض الحائط اما انا اكبت كل مشاعري وادع اللامبالاة تطفو فوق السطح.
" كما قلت، انا اعمل تحت امرته وحين يسألني عن شيء سأجيبه هو." قلت بصرامة، لا أحتاج اللطف معه، لا احتاج اللطف مع اي احد، هذه هي حقيقة توصلت لها قبل فترة طويلة، لا تكن لطيفا مع من يكرهك دون سبب لانهم لن يحبوك قط مهما حاولت فيها ان تكون نزيها وعادلا و طيبا.
" يجب ان تفهمي سبب قلقي، فلو كنت ع.... او من رواد الليل، خبر كهذا لن يكون في صالح ويليام."قال بصوته الماكر، احس بصوته ينزلق كما تنسلخ افعى من جلدها، بذات السهولة والسلاسة، بشكل ما بدا هذا الرجل يعجبني، غريب.
" لن اسبب له أي ضرر لأن الاشياء التي تهمك لن تجرحك، ان تكون مدبرة منزله ع..... ليس امرا مهما، هو سيقوم بطردي حين يتوقف عن احتياجي، هذه هي الحقيقة، تفضل."
ناولته قهوته، لاحظت بان ابتسامته زالت و اكفهر وجهه للحظة.
" اذن انت لن تسببي له الاذى لانه لا يكترث بأمرك؟" سأل.
" نعم." حاولت ان اكون صريحة معه بقدر الامكان.
حل الصمت، سام يفكر في شيء ما، رشف قهوته، ارتفع حاجبيه وقال "جيدة"، ابتسمت بلطف، لا يمكن لأحد ان لا يحب قهوتي.
" سعيدة لأنها اعجبتك."
" كما اسلفتي، هو لا يكترث لأمرك لكن هل أنت تكترثين لأمره؟" حملقت فيه، كان يجب ان اتوقع سؤال كهذا، بالطبع اكترث لكن لم؟
"تكترثين اذن" استنتج ذلك من صمتي.
"اتعلمين بأن من يكترثون لأمر الشخص هم من يسببوا الأذى، لذا بمجرد ان الاحظ تصرف خاطئ واحد لن اسمح لك بالبقاء ولو لثانية، فهمت" قال وهذه المرة ابتسم فعلا.
"اتفهم موقفك ففي النهاية العدو لا يخون." قلت في تفهم، أضاء وجهه وكرر " العدو لا يخون" انفجر في الضحك بعد تكرار الجملة لعدة مرات.
فتح الباب الخارجي، ويليام عاد لكن الم يقل بأنه سيتأخر.
" نسيت شيئا مهما لذا .... سام" قال وقد علت وجهه الصدمة.
" ماذا تفعل هنا" صوته غاضب.
" اتيت لرؤيتك وبدلا من هذا وجدت مدبرة منزلك الرائعة، اليس كذلك اليكس؟" لم املك سوى ان اتفق معه فلا فائدة من ابداء اي اعتراض.
" هاقد اتيت و هانا سأغادر، هيا." قال بصوت حازم لا يقبل جدالا.
" قادم، وداعا ي جميلة، لا تنسي ما تحدثنا عنه." غادر بعد ذلك.
انتظر ويليام ذهابه، رمقني بنظرة غاضبة وقال " لا أريد لهذا ان يتكرر، غير مسموح لك باستقبال اي ضيوف حين لا أكون موجودا، فهمت؟"
"حسنا" بالطبع هو لا يريد لأحد ان يقابلني ففي النهاية حتى لو شك سامويل بانني فتاة ليل، ويليام مؤقن بذلك.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-18, 12:56 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي









5



أجد صعوبة في النوم، الساعة تجاوزت الثانية وهو لم يعد، أظن ان هذا سبب الارق لكن فيما يهم ذلك؟ ليس وكأنني سأكون شخصا مهما في حياته فهو بالكاد يدرك وجودي، ماذا يعني ان لا أنام؟ ماذا يعني أن انتظر عودته ك الحمقاء؟ ماذا يعني أن اراقب عقرب الساعة المصمم على الساعة الثانية؟
أدرك بأن من المهم معرفة مشاعري نحوه، انا بالطبع معجبة به لدرجة سيئة فأنا بالكاد يمكنني ابعاد عيني و النظر لشيء آخر سواه، بالكاد قادرة على منعي من النوم على سريره، استنشاق رائحته، تأمل امرأته التي بت أكرهها.
أحس به يتصاعد داخلي، يتضخم و يحتل مكانا أكثر مما يجب، قلبي يؤلمني وجسدي يتوق لمزيد من العذاب، أنا اتوق للمزيد منه..
الساعة الثانية والنصف، لا يمكنني البقاء ساكنة، احتاج للمشي كي أهدأ، ارتدي حذائي و سترتي الصوفية، اخرج من المنزل، استخدم الدرج للنزول، بمجرد الاقتراب من البوابة ارى البياض أمامي، بياض يخص الثلوج فقط، الأرض بيضاء لدرجة كل ما حولها يبدو .. كيف اصفه، عديد الألوان، مؤلم للعين، يشتت الانتباه أو تلك الألوان التي من المفترض ان تكون جميلة ليست سوى كتلة من التغيرات و التدرجات البشعة، الوان عديدة وكلها تفقد بريقها أمام جمال الثلوج، اغمض عيني، الثلج يتساقط، ذراته الرقيقة تصطدم بوجهي، استنشق هواء الشتاء البارد، أبتعد بخطوات متثاقلة، اغوص في انشات الثلوج المتراكم، اتوقف، لا اعلم كم من المسافة قطعت حتى أجده، لا أعلم اين انا حتى، كل ما اعرفه هو شحوبه المبهر، احمرار الوشاح حول عنقه، ملابسه الغارقة في السواد، اندفع دون تفكير مسبق، اظن بانني اركض، اتوقف تدريجيا، لفت انتباهه، قلت بصوتي الذي يرجف بفعل البرودة : تأخرت.
نظر لي بتلك النظرة الخالية من أي حياة، كل تساؤلاتي السابقة اختفت وتلاشت وحل محلها تساؤل واحد، كيف؟ كيف أصبح داخل عينيه و داخل قلبه وداخل روحه؟ كيف أمحو تلك النظرة الباهتة وذلك الحزن الصارخ وأحل انا محله؟؟
ازيل الثلج العالق فوق سترته، انفضه من فوق شعره، داعبت شعره برفق، جمعت يدي فوق فمي، اتردد بين احتضانه و بين تركه، اخاف الرفض، اخاف دفعي بعيدا، افكر و افكر غير ان جسدي لا يهمه نتيجة تفكيري هذه، لذا احتضه بأقوى ما لدي، يديه معلقة في الهواء، لا يبادلني الحضن لكن لا يدفعني بعيدًا، هنالك أمل، هذا ما اظنه، ابتعد قليلا، اتأمل وجهه، انفه محمر بسبب البرودة.
امد يدي التي تجمدت بالفعل، أمسك بيده التي استحال دفئها لبرد، اقول في همس بالكاد يسمع : هيا، يجب أن نعود، هيا للمنزل.
أجذبه واقوده ك طفل صغير عاقبته أمه بالصمت، اصعد به لحيث الشقة، ندخل سوية، ازيل جاكيته و وشاحة، اساعده في ازالة حذائه و جواربه، انزع سترتي ايضا، اجذبه مجددا نحو الغرفة، اساعده في الاستلقاء، استلقي بجانبه، هذه المرة رأسه بين يدي وفوق صدري، احتضنه بكل ما لدي من قوة، استمع لتسارع دقات قلبي و لذلك الحفيف الرقيق الذي صدر حين احتضن خصري بيديه.


******



أمارس عملي باجتهاد في حين هو يغط في النوم، البارحة تبدو لي كحلم جميل، حلم ينتهي بنا معا، حلم ينتهي بقصة حب رائعة وبما أن لا شيء من هذا حدث و بسبب الثلج الكدر يتسلل، لست سعيدة لست حزينة، انا منزعجة و متململة و محبطة، انا حزينة .. أتأمل تساقط الثلج الذي لم يتوقف منذ البارحة، السماء مظلمة يتخللها خيوط شمس بقيت بعد الغروب، اتمنى لو تقترب تلك الخيوط من قلبي، احتاج للدفء.
" قهوة" يقول دون مقدمات، لا انظر اليه، تعود ذكريات الليلة الفائتة، احس بوجنتي تحمران بسبب الاحراج، اترك عصا المكنسة و اتوجه للمطبخ، اسكب القهوة التي اعددتها قبل نصف ساعة، يجلس على الأريكة، شعره في حالة فوضى، وجهه متعب ويديه تستريحان فوق الاريكة بشيء أشبه بالاستسلام، اضع القهوة امامه، اعود لتشغيل المكنسة الكهربائية، استغل الضوضاء ك وسيلة دفاع.
" اغلقيها." ادعي عدم سماعه، مواجهته هي آخر ما أحتاج الآن، اكمل عملي، ينطفئ صوت المكنسة فجأة، التفت اجده اغلقها، اضع العصا مجددا، يشير لي بالجلوس، اتوجه نحو الكرسي المقابل، أود لو ابرر له ما حدث البارحة لكن كيف، انا لا افهم ولا اريد ان افهم، احس بالاحراج نعم لكنني لا أرى الخطأ، هل مواساته الخطأ؟ نوم أمثالي بجانبه خطأ؟ هل لأنني فتاة ليل او كما ازعم؟ ما الذي أفعله هنا؟
" هل تحبينني؟؟" يسأل مباشرة، يراقبني عبر زرقة عينيه المبهرة.
لم اواجه مشاعري بعد فكيف لي بوضع اسم لها.
" انا.... لا أعلم بعد حقيقة مشاعري." اجبت بصوت متردد، تردد لم أشأ اظهاره.
" لا تعلمين؟" سخرية حارقة، احس بالعرق يتجمع فوق جبيني.
" نعم." انظر له بشكل مباشر، ابقي تركيزي عليه، على وجهه وانفه وفمه وعينيه، عنقه، كتفيه العريضين، يديه التي احتضنتي، انصت لصوته : لِمَ؟
اكرر كالمسحورة : لِمَ؟ لم يجب وجود سبب؟
تستحيل عينيه لنقطتين من الزرقاء، الغضب بادٍ على وجهه.
" هل هو مالي؟ اتريدين بعض منه؟ ماذا ؟ هل اغضبتك؟ اهنت كرامتك؟"
" مالك؟ لا اعلم، لا اعلم سبب حب.." اتوقف عن الكلام، لست مستعدة لقول تلك الكلمة " لا اعلم سبب اعجابي ربما هو مالك ربما منزلك ربما وجهك و ربما جسدك، ربما جميعها، هل هذا خاطئ، كثير من النساء يتزوجن لاجل وسامة رجل او منصبه وكثير من الرجال لا يفضل الا الجميلات و ذوات المواصفات الخاصة والاموال الكثيرة." اتوقف عن الكلام، لا اريد قول المزيد، لا اريد اغضابه.
" ربما تحبين كل شيء اذن؟ لكن هل ستبقى مشاعرك بعد ان تعلمي من انا؟ هل ستظلين معجبة بي بعد ان تتعرفي على شخصي؟" سأل، صوته اكثر هدوئا لكنه اكثر خطراً.
" لا أعلم." اجيب، لست جيدة في هذه الأمور، تجاربي القليلة لم تسعفني.
" ماذا لو أخبرتك بان امي قتلت وانا سبب موتها؟" قال تلك الجملة وهو يبتسم، ماذا لو كان قاتل امه؟ ماذا لو لم اكن؟
" كيف لي ان احكم دون ان اعرف السبب؟ قد تكون قتلتها وقد لا تكون، انا حقا لا اعلم." اقول في يأس.
" انت لا تعلمين شيئا." قال غاضبا ثم رمى بالفنجان بقوة لدرجة تهشمه لقطع صغيرة.
" نعم انا لا اعلم، لم بعد لقائك استطعت النوم مجددا، لم التنفس صار اسهل، لم لا استطيع الابتعاد، متى اصبحت مثيرة للشفقة لهذه الدرجة، انا فقيرة نعم، لا اكره المال، املك بعض منه لكنني لا املك منزلا كي اعود له، لا املك عائلة، هنالك الكثير من الاحداث السيئة التي وقعت معي ولا اعلم سبب اي منها، لا اعلم سبب اي شيء قلته، ما اعلمه بان ما في داخلي لا يكترث، انا حقا لا اكترث، ما اعرفه هو رغبتي في البقاء بقربك لاطول فترة ممكنة، قد ترغب في طردي، لن اجادل ولن ارفض، اذا كان هذا ما تريده، لن اجادل."
الألم يعتصر قلبي، الدموع المتجمعة تؤلم عيني وصوتي لا ينفك عن خذلاني.
" تقولين بأنك مستعدة للعودة لوحدتك؟" سأل، لا أرى سوى ظهره، اقترب منه، قريبة جدا وبعيدة جدا.
" اعتدت على الوحدة، ما اخاف الاعتياد عليه هو قربك، ما أخافه اكثر من قربك هو ابعادي بعد اعتيادي عليك، اتعلم، انا اخاف من الوحدة كثيرا لكنني لا أفر منها، افضل ان اكون وحيدة على أن اترك وحيدة، ان يتم رميي في الوحدة اكثر ألما من اغراق ذاتي فيها."
يلتفت قبل ان اكمل جملتي، يحدق في بشكل مباشر، يقترب أكثر، أنفاسي تتسارع، خيط رفيع داخلي يتحرك، يلتف وتلتف معدتي معه، شفتي تشتعل في ترقب، ينحني، رأسه قريبا جدا، انظر لعينيه التي اغلقهما تدريجيا، اغلق عينيا وبدلا من تلامس شفتينا، فمه يقترب من أذني.
" بقائك قربي يعني موافقتك على استخدامك؟" همس، صوته يشعل نارًا داخلي وشيئا ف شيئا اذوي داخل تلك النار.
" موافقة."
بمجرد اعلان موافقتي، تلتف يديه حولي، تلتحم شفتينا، داخل معمعة المشاعر أتوه.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-18, 12:22 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


6



المتوقع بعد تلك القبلة حدوث بعض الاثارة إلا أن ذلك انتهى سريعا وان كانت القبلة بدت لي بطول الأبدية وبمجرد أن تركني ترنحت وكدت أسقط لولا تمسكي بالاريكة، خبرتي القليلة لم تسعفني والصدمة علت وجهي، تمنيت لو لم يحمر وجهي في تلك اللحظة لكنه احمر، دق قلبي بعنف و تهالكت قدمي فور توجهه لمكتبه، قلت بصوتي المرتبك : هل هذا يعنني بأنني لم أطرد؟
لم يجب بل تركني في حيرة من أمري و بعد أن عبث بقلبي، وضعت يدي فوق صدري، تأملت باب مكتبه المغلق، لم يبدو عليه أي اثر للارتباك بل بدا طبيعيا جدا وكانه لم يقبلني للتو، الاحراج يقتلني و يضاعف ذلك الاحساس في داخلي، الالتواء المقلق في امعائي، السعادة الحمقاء تعبث في عقلي، لا استطيع الوقوف هكذا لفترة طويلة، احتاج للعمل وهذا ما فعلته، نظفت كل شيء ومسحت اتربة لا وجود لها وبالرغم من الاجهاد الذي احسست بعد مرور اربع ساعات من العمل المضني الا ان شفتي لازالت تنبعث منها الحرار وقلبي ينبض بسرعة و الحرارة المنبعثة من جسدي مستمرة.
توقفت للاعداد العشاء، الثلوج لم تتوقف.
" هل العشاء جاهز؟" عاد وشعره في فوضى، الكآبة ذاتها تعلو وجهه.
" نعم."
وضعت الاطباق فوق الطاولة المتصلة بالخزانة، ظللنا ناكل الباستا في صمت.
" انت كاتب، هل هذا صحيح؟" سالت.
" نعم." اجاب دون النظر الي.
" ما نوع الكتب الي تؤلفها؟".
" لم؟ هل تريدين قرأتها؟"
هززت راسي بالايجاب، لوهلة ظل يحدق في.
" يمكنك ايجاد بعض النسخ في المكتب." قال.
توقعت ان يطلب مني الحصول على الكتب من المكتبة لكن السماح لي بدخول عرينه خطوة مهمة.
" شكرا." حاولت الا ابدو سعيدة جدا لكنني تراجعت عن ذلك، لقد كنت حزينة لفترة طويلة لذا يجب ان استخدم لحظات السعادة جيدا.
احسست بنظراته، فضلت ان لا اراها، لازلت احس بالغرابة بعد القبلة.
انهينا الطعام، غسلت الاطباق واخذت كوبين من القهوة، طرقت الباب، استغرق فته للمكتب فترة، ظننت بانه غير رأيه ولم يعد يريد دخولي، لكنه فتح الباب في النهاية، بمجرد ان دخلت ابرهني عدد الكتب الموجودة التي بالرغم من ضخامة الخزانة لازال بعضها لا يجد مكانا وبعضها الاخر متراكم في كميات على الارض.
" لطالما احببت الكتب وقرأتها باستمرار في المكتبات العامة لكنني لم ارغب في جمعها في مكان واحد لانني ظننت بانه لا يجوز حبسها في مكان واحد." قلت هذا دون وعي مني ولم اعلم بانني قلته حتى قال " حقًا؟ "
فضلت ان لا اعلق على ما قاله، يمكنني ان اتفهم تعجبه، ليست القراءة الصفة المشتركة بين فتيات الليل لكنني لست فتاة ليل وهو لا يعلم بهذا فعلا.
بقيت اتصفح الكتب واحساسي بالسعادة يتضاعف، احب الكتب، احب ملمسها ورائحتها و النظر اليها.
التفت ناحيته، كان قد اتكئ على المكتب البني الضخم، يمتص دخان سيجارته " اين كتبك؟"
تقدم و اخرج لي عدة كتب، من كل كتب اكثر من نسخة، حجمها الهائل ملمسها، " هل يمكنني؟" لم احتاج لاكمال السوال كان قد وضعها بين يدي وقال : يمكنك القدوم و القراءة هنا متى ما شئتِ؟
" شكرًا، هذا من لطفك." قلت في صوت تعلوه الحماسة.
" متى بدأت في القراءة؟"
" منذ المرحلة الاعدادية، اعجبت باحد الكتب الذي كان يجب ان اكتب تقريرا عنه، توقعات عظيمة لتشارلز ديكنز وبعد ذلك وقعت في حب كتبه ومن ثم قرأت لكتاب اخرين، دوستويفسكي، ليو تولستوي، ستينفن كينق والعديد من الكتاب".
كنت اتصفح كتبه بدقة بينما اشرح له حبي للكتب، اظن بانني اردت ان يعجب بي لكنني احتجت للكلام ربما لانني لم احادث شخص لفترة طويلة منذ زمن.
" اعتذر هل ازعجتك؟ اظن بان سبب ثرثرتي نتيجة لعدم تحدثي مع شخص لفترة طويلة، الصمت حتى لو اعتدت عليه، بمجرد ان تبدا بالحديث حتى تنهال عليك الكلمات و تتدافع لفمك راغبة في الفرار من حصن الصمت المنيع." الاثارة في صوتي جعلته يبتسم ابتسامة طفيفة، اجاب " جيد. "
جلست على الارض، فتحت الكتاب الاولى، ضحايا العاصفة، انتقلت من سطر لآخر دون الشعور بالوقت، كنت غارقة في كلماته الجميلة فعليا، دراماته المؤلمة، تمتلئ عيني بالدموع احيانًا، امسحها بصعوبة، لا اريد ان ابدو عاطفية واخاف ان يظن بان هذا كله ادعاء.
بعد ذلك اليوم بقيت معه لفترات طويلة في المكتبة، يقرا هو احيانا و يكتب وانا اقرا كتبه التي لم تخلو من حزن، الوحدة المؤلمة، اليتم و الوداع، الفراق الطويل الذي لا ينتهي بلقاء، قرأت روايات الخمس في اسبوع، لم اشعر قط بهذا الثقل في صدري فوق قرأة كتاب، ربما لان كلماته العاطفية لامست قلبي، موهبته ادخلتني في حالة شبيهة بالادمان، ادكرت بمجرد الانتهاء من كتبه بالفراغ العاطفي الذي لن يمتلئ الا بالمزيد من الكتب له لذا اندفعت قائلة بعد اغلاق اخر صفحة من اخر رواية.
" الا يوجد المزيد؟" تجاهلت حالة الصدمة التي كان فيها.
"لا يوجد" اجابني بعد صمت استمر اطول من اللازم.
"لم؟" سالت، علمت بان سؤالي له خاطئ وان هذا ليس من شأني.
" لم اعد استطيع الكتابة." قال، اقتربت منه وقلت " لكنك تبقى امام اللابتوب لفترة طويلة."
" هذا ليس من شأنك." تجاوزت الحد، تراجعت للخلف، صوته الغاضب يرن في اذني، اعتذرت، غادرت دون اصدار صوت وقبل ان اخرج من المكتب قلت : موهبتك موجودة هي ك صوتك و يديك وعينيك، ليست شيء يزول بسهولة، متصلة بجسدك بشدة لدرجة ان ابعادها شبه مستحيل.
تركته بعد ذلك و قضيت يومي في التنظيف و الطبخ و مشاهدة التلفاز.
" موهبتي بترت، قطعت وازيلت من جسدي." قال تلك الكلمات بينما كنا نتناول العشاء، لا اظن بانني استطيع تفهم معنى عدم القدرة على الكتابة بالنسبة لشخص مثله والمحاولة يوميا، البقاء امام لاب توب دون ان يكتب حرفا واحدا، هذا هو العجز بعينه.لذا قلت وارجو من الله ان لا يغضب مني : لم تبتر، اصيبت، ضمرت بعض الشيء لانها لم تستخدم، موهبتك ك عضلة لم تستخدم منذ فترة طويلة، يحب تمرينها و تقويتها حتى يمكن استخدامها، لذا ارجو الا تستلم.
تأملت وجهه، اتساع عينيه حين سمع ما قلت، انزال عينيه على الطبق، بعد انتهاء العشاء ولحظة جمعي للاطباق قال : يمكنك القراءة في المكتب مجددا.
بعد ذلك عاد لمكتبه، راقبته وهو يصعد الدرج للاعلى، يفتح الباب، انتظرت ان يغلق الباب خلفه لكنه لم يفعل، ظل الباب مفتوحا لمكتبه، لمكان آخر ايضا ربما قد يكون قلبه.







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-18, 12:23 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


7







الأصهب سامويل


كل ما حولي ابيض باهت، الثلج ممل، هكذا أظن، ما المثير في اختفاء الطرق تحت مساحات شاسعة من الثلج، البرد و عرقلة حركة السير، لم يكن هناك في نيتي الخروج على أي حال إلا ان اتصال من صديقي ويليام صعب رفضه بالأخص ان صديقي دخل في اكتئاب شديد بعد انفصاله عن حبيبته، لطالما كان كئيبا و منعزلا الا ان بعد ذلك الانفصال صار التعامل معه اصعب وبدا في الانحدار وتوقف عن الكتابة التي هي الحياة بالنسبة له.
عبرت الشارع وفي الطريق توقفت امام سوبر ماركت صغير لشراء السجائر و وجدتها هناك، فتاة طويلة نحيلة بشعر بلون الكارميل وعينان ك عيني القطط في غرابتها و جمالها، بريق ملفت يصعب على احد تجاهله.
لفتتني طريقتها في الكلام مع البائعة، فتاة صغيرة الجسد و نحيلة، تتحدث معها كأنهما صديقتين.
" احم." التفت كلا المرأتان، لاحظت وجودي فورا وهتفت قائلة : سيد سامويل.
لم تبتسم لكنها لم تبدو غاضبة او كارهة لوجوده بل متفاجئة
" ماذا تفعل هنا؟ اوه سابتعد، هانا، نكمل في وقت لاحق" ابتسمت البائعة في خجل بينما اليكس تشير لها بعلامة ساتصل بك في وقت لاحق، دفعت سعر السجائر و وقفت هي في انتظاري تمد يديها وتترك كتل الثلج الناعمة تستريح فوق قفازها الأبيض، تغيير ملابسها جعلني إلاحظ تفاصيل اكثر، هي ليست نحيلة بل وزنها مناسب، امثالها يصبحن عارضات ازياء بسهولة وتعابير وجهها المميزة، فمها جميل ايضا، اسنانها ناصعة البياض، ليست سيئة المظهر، انما لم تكن نوع صديقي المفضل.
لطالما ظننت انن صديقي غريب الاطوار وهذا الرأي كونته منذ كنا صغيرين، فهو فضل دوم القراءة على اللعب، التأمل على الثرثرة و الركض وبفضله احببت الكتب واخترت ان اكون محررا في شركة نشر كبيرة.
" هل هي صديقتي ؟" سألتها.
" أصبحنا صديقتين." قالت بشكل مبهم.
هي حقا ليست نوع ويليام لكنني لم اعلم نوع ويليام سوى حين وقع في الحب لأول مرة، فرحت حين اخبرني بذلك، فهو لم يبدي اي اهتمام سواء بالنساء او الرجال وبمجرد ان اصبح لدي حبيبة اعتراني نوع من الارتياح وبشكل ما اختياره كان صادما فحبيبته امراة بسيطة، لطيفة و طيبة، لا تجيد التعامل مع الضغوطات وهذا قد يكون السبب الأكبر للانفصال بعكس الفتاة التي تمشي بقربي فهي كما يبدو جريئة و متماسكة، حتى لو ارتبكت تمسك اعصابها و تتصرف بحكمة.
" كيف اقامتك؟" اسالها، تبتسم " رائعة."
لا اعلم كيف يكون السكن مع ويليام رائعا فهو صعب، عنيد و يفضل العيش وحيدا على ان يحتك باي انسان ولديها تقلبات مزاج غريبة، لا يمكن التكهن بافعاله لذا ان تظن بان البقاء معه رائع.
" هل ويليام من اشترى هذه االملابس؟" اسالها، يظهر تعبير الصدمة على وجهها، لثواني تتامل وجهي وكانني كائن غريب ليس من هذا العالم، يفتر فمها عن ابتسامة، تنكشف اسنانها، تضحك.
" لا و نعم، حصلت على مرتبي قبل يومين لذا قررت شراء بعض الملابس." اجابت، لم يبدو عليها الاحراج او الاهانة.
لا يمكنني وصفها فهي لا تبدو متشردة او ع.... ،فقيرة نعم، لكن ليست بذيئة او مزعجة، ثقتها بنفسها عالية جدا او على الاقل هذا ما تبديه.
" اتعلمين لم طلب قدومي؟" سالتها.
لم تبدو متفاجئة، هزت رأسها بالنفي.
" لا لم يقل، كما تعلم هو لا يفضل الكلام كثيرا."
كنت ساكون متعجبا اكثر لو كانت تعلم.
" لكن يمكنني التخمين." قالت، عيناها تبتسمان، فمها يميل قليلا.
مر شهر على سكنها مع ويليام، اطول فترة يقضيها ويليام مع انسان حتى لو كان ذلك الانسان فتاة مجهولة تعمل ك مدبرة منزل.
" ألن تخبريني؟" سالت.
" لست واثقة." اجابت، كلامها يتنقض مع وجهها فهي تبدو واثقة جدا.
صمتنا كلانا، راقبت هي تساقط الثلج و ضعت في متاهة الذاكرة، هذا يحدث لي كثيرا وربما سبب هذا بلوغي الثلاثين، امثالي لديهم عائلات بالفعل وانا وحيد، لا املك حتى حيوان اليف، اظن ان هذه هي نتائج العيش لهدف واحد فقط، ربما اغمض عيني واصبح فجأة في الاربعين.
دخلنا المبنى، حييت الحارس ورد هو التحية، لم يخطر لي من قبل ان اقول تحية المساء لاحد يعمل لدي سوى من في المكتب.
امثالها من يتكيفون مع الجميع لا يمكن فهمهم وبعض من تعرفت عليهم لا يقيمون علاقات كهذه الا مع أناس ترتبط بهم مصلحة.
فتحت الشقة بمفتاحها الخاص، غريب ان ارى شخص يحمل مفتاح لشقة ويليام، حتى انا لا املك.
" ساعد القهوة، هو ينتظرك في مكتبه." قالت وقد نزعت ووضعته داخل الخزانة، ساعدتني في نزع الجاكيت وعلقته ايضا اردت ان ارفض لكنها قالت.
" اظن بانك ستبقى هنا لفترة."
توجهت للمكتب بخطوات ثابتة لكن سريعة.
دخلت ووجدته يرتدي نظارته و يحدق في الابتوب، يكتب بسرعة بينما يفعل ذلك، انامله تتراقص فوق الحروف، مرت فترة طويلة منذ رأيته هكذا، ظللت واقفا، لم احب مقاطعته.
دخولها دل على انني وقفت لفترة طويلة،انكشفت اسنانها مجددا في ابتسامة سعيدة، ناولتني كوب القهوة، غادرت، اتكئت على الباب.
اخيرا توقف ولاحظ وجودي، ابتسم، لأول مرة منذ فترة طويلة يبتسم.
" هل عدت للكتابة؟" سالت.
" بعض الشيء، كتبت القليل، فقط للتمرن." قال، صوته مبتهج حتى لو لم يبدي فرحه، هو هكذا يجيد اخفاء مشاعره.
" كتبت قصة قصيرة ظننت بان من المفترض اطلاعك." تحدث مجددا، اخرج رزمة من الاوراق.
تناولتها، جلست بقرب المكتب، لاحظت شيئا وسالت : هل قرأها احد اخر؟
تمكنت من رؤية شيء، لقد سمح لها بقراءة قصته القصيرة، هذا يعني سماحه لها بدخول مكتبه، ليست عادته فهو لا يسمح لاحد غيري بقراءة ما يكتبه.
بعد دقائق عادت هي و معه فنجانين من القهوة، اخذت الفنجان وغادرت دون اصدار ضجيج، لم اعلم كم احتجت لانهي قرأتها إلا ان طرق الباب و صوتها : العشاء جاهز. قد جعلني ادرك انغماسي في القراءة،مرت ساعتين لم احرك فيها اصبعا ولو انشا واحدا.
القصة بدأت بداية هادئة وبسيطة لكن بعد ذلك تدافعت المشاعر و الذكريات، تعري حقيقة البطل، تزيل طبقاته الواحدة تلو الأخرى وفي النهاية لا يبقى الا الفراغ، قصص ويليام دائما لديها ذلك التأثير، الاحساس وكأنك تطفو فوق سطح من الكلمات لكن فجأة ودون مقدمات تغرق.
تركتني القصة في حالة من الذهول.
" رائعة." قلت، كان قد ابتسم قبل ذلك، امكنه رؤية مشاعري التي قفزت من وجهي قفزا.
" سعيد لانها اعجبتك." قال بصوته الهادئ.
" هل يمكنني نشرها؟" سالت، قلق و في حالة توجس، خفت ات يقول لا،، لكنه هز رأسه بالايجاب.
ستكون عودة جيدة فهو بغض النظر عن استخدامه ذات الاسلوب الا ان الاختلاف بادٍ في جوهر القصة فهو لم يعري الشخص فحسب بل عرى مشاعره و حبه و قناعاته وبدلا من عرض ذلك في اطار من السخرية القاتمة عرضها في اطار من الدراما و الفقدان والاشتياق، اشتياق رجل سبعيني لايام صباه.
بعد دقائق توجهنا للاسفل، تأملتني هي ثم انفرجت شفتاها عن ابتسامة، علمت، قصته تلك ليست قصة يمكنها ابهار شخص قارئ عادي بل هي قصة ذات محتوى ثقيل و كثيف وان كان عدد الصفحات لا يعطي ذلك الانطباع لذا كيف لها ان تفهم وكيف لها ان تدرك؟ هي ليست قارئة عادية اذن؟ لا يمكنها ان تكون عادية، كيف لها وقد اجتاحت بيته و مكتبه وقرأت اول ما كتب منذ سنين..
هل يجب ان افرح او احزن؟ اتساءل.
تناولنا الطعام في صمت والذي كان لذيذا بشكل مبهر، صفة أخرى تنضم لصالحها، كما انها تجيد التنظيف، زهور رائعة تزين الغرفة، زهور جميلة في بداية الشتاء.
بعد العشاء عاد ويليام لمكتبه وحمل كاس الشاي الاخضر معه، عادة جديدة اكتسبها.
قدمت لي الشاي والذي شربته بهدوء.
"كيف جعلته يسمح لك بقراءته؟" كرهت ان الف و ادور.
" لم افعل شيئا هو قرر ذلك، بالطبع كنت قد رجوته قليلا." ابتسامة ماكرة.
" هل اعجبتك؟" سالت.
" لا يمكنني وصفها، بعد ان اكملتها ظللت دون حراك لوقت طويل، اغمضت عيني، احتاجت لاستيعاب الكم الهائل من المشاعر وبالرغم من ان المنطق يقول بانني من المفترض ان احس بالكثير الا انني وجدت الفراغ ينهش ما بداخلي، ك فأر ضخم ينهش جثة، التعبير غريب لكن هذا ما احسست به."
تعبير غريب صحيح غير انه ملائم.
" هل قرأت كتبه الأخرى؟"
هزت رأسها بالايجاب " كل كتاب يختلف عن الثاني بالطبع لكن كلها لا تقارن بالذي قرأته، الاختلاف يصعب وصفه."
ملاحظة ذكية، اسلوبه اختلف، ربما بسبب توقفه عن الكتابة لفترة طويلة، ربما بسبب انفصاله، ربما بسبب الفتاة التي اقتحمت حياته فجأة.
ربما وجودها هو الافضل، ربما دخولها لحياته هو أفضل ما حدث له.
بعد فترة طويلة وجدت بان الشاي الأخضر عادة جيدة اكتسبتها في النهاية.






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-18, 05:32 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.