آخر 10 مشاركات
68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          075- رجل لكل العصور -جانيت ديلى(د.ك.ع)...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          عدد ممتاز - شبابى والقدر - جين سومرز - روابات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-08-18, 05:47 PM   #11

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة topaz. مشاهدة المشاركة

مسائكم رضا ورحمة

مروة هذي اول مرة
اقرأ لچ رواية .. وما
شاء الله اسلوبچ حلو

الّي فهمته إن ألين
بنت جوليا و أبرار هي
الّي ربتها و اعتبرتها
بنتها ، بس جوليا شنو
صار لها ووينها هسة؟

الرجّال الّي خافت منه
أبرار اتوقع انه من اهل
زوج جوليا .. هذا إذا ما
طلع هو زوجها

راجح ما احب امثاله
متى راح ينتبه لنفسه و
يعرف إنَّه جاي يضيّع
حياتها بـ ولا شي وإن
الصياعة ما بيها فايدة

ام هينا تريد مصلحة بنتها
الّي تشوفها بدراستها
بالخارج ، هي بس غلطانة
بتباعدها عن بنتها 😞

زياد ما عرفت هو عاقل
و شنو .. لأن بتصرفه
الأخير غيّر نظرتي له ،
يعني فهمنا انّك ما ردت
تساعدها او تحتك بيها
بس تخوفها ليش !!

يعطيچ العافية حبيبتي
ومشكورة فيتو


مساء الورد توباز , تشرفت بك وبقراءتك لراويتي .
تسلمين والله على كلامك الطيب ربي يسعدك .

راح نعرف إن شاء الله في الفصول القادمة إيش اللي صار لجوليا ,
والرجال اللي خافت منه .. راح تنكشف هويته في الفصل القادم
بإذن الله .

راجح أكيد راح يلقى اللي يأدبه ههههههه .
أم هينا أخطأت بتصرفها , وهينا لا زالت مراهقة .. ما فكرت إنها ممكن
تصدر ردة فعل معاكسة .

حياكِ الله تشرفت بمرورك عزيزتي .


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 05:50 PM   #12

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 2 والزوار 2)
‏فيتامين سي, ‏meem.m

هلا والله وغلا بكاتبتنا الغاليه منوره المنتدى

صدتيني وأنا أتأمل الغلاف ههههههههه .
هلا بك وسعيدة بوجودي بينكم .


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 06:06 PM   #13

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألـــف مبــرووووك روايتـ? الجديــدة مـــــروة

إن شــــاء الله تحققــي النجـــاح اللـي تتمنيـه



تابعـت روااايـــت? السابقــة طفلـــة غــراام

وأعجبنــــي أسلوبـــ? وأكثــر شــي إلتزامـــ?

رغــم ظــروفـ? مـا تتركينــا ننتظــر كثيــــر

دائمـــا تنزيلــ? للفصــول سريــع

وهــذا شـي أصبـح إن لـم نقـل نــادر فهــو قليــل ..

سجلينــي متابعــة معــ? إن شــــاء الله ..


شكـــرا فيتاميــن سـي علـــى الدعــوة

وعلــــى الجهـــود المبذولـــة ..



بدايـة موفقـة تعد بالكثير ..


مين أبو عيون هذا اللي شافته
أبرار وخافت منه لتلك الدرجة
حسب كلامها مع راجح
هي شبهته لناس هاربة منهم
بسبب إلين خايفة يأخدونها منها
إذن هم أهل إلين
وأبو عيون ممكن يكون عم الصغيرة
هذا اللي فسرته لما قرأت البـارت الأول
واعتقدت أن اللي وصى أبرار
على إلين هو والد الأخيرة
لكن بالبارت الثاني اتضح
أنها ما تعرفه أصلا
كيف والد ابنتها
ومجهول بالنسبة لها
بس تعرف ملامحه
(ممكن شافت صورته)
وعيونه اللي عيون إلين نسخة منه
ومن عيون أبو عيون ..!
إذن من وصاها عليها ..؟
ممكن إلين ليست ابنة أبرار
واللي وصتها هي والدتها الحقيقية
اللي حسيت أنها أجنبية
من كلام أبرار عن ملامح إلين
واللي شبهتها ل جوليا
عدا عيونها طبعا اللي أخدتها من والدها
ربما والدة إلين لحظات موتها
وصت أبرار على ابنتها
وممكن أبو عيون ما هو عم إلين بل هو والدها
(فيس ضايع .. وشطحات غريبة أدري هههه ..


أبرار ما سبب كرهها لوالدها
وهو ليش تبرى منها بعد ما طلق والدتها ..
لا اعتقد أن لإلين علاقة بالموضوع
وإلا كان راجح يعرف بالأمر
وما يتساءل عن السبب



والدة هينا أي متسلطة هذه
اللي ترسل ابنتها للغربة
ولم تراعي لا خوفها ولا شي آخر
وهي اللي أفصحت عن
عدم رغبتها بالذهاب لهنيك
أما والدها فلا رأي ولا كلمة له
بعد كلام زوجته
وقرارها وإصرارها الغريب ..!

هينا وزياد لن يكون آخر لقاء لهما
بل هي البداية
ويبدو أن فيه قصة ستجمع بينهما ..



زوج جوليا يبدو أنه ناوي
يتخلى عنها وينهي ما بينهم
والدليل إصراره على تناولها
حبوب منع الحمل
لا يريد أن يربط بينهم أطفال ..



تسلــم الأيـــادي

بانتظـــااار القــــااادم

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أهلا بك أميرة الوفاء .
الله يبارك فيك , وآمين على دعوتك .


حبيبتي مشكورة على كلامك الجميل , أنا والله كنت سعيدة جدا
بقراءة تعليقاتك الرائعة في رواية طفلة غرام .
عندي الإلتزام أهم من كل شيء , ولو كنت حاسة إني ما أقدر
ألتزم ما كنت نزلت أي رواية .
لازم أكون قد وعدي لمتابعتاتي حتى لو كانت واحدة .

تحليلك لأبو عيون رائع جدا , يمكن تكوني وفقتي في توقعك أو يمكن لا .

راح نعرف قريب إن شاء الله سبب تبرئة والد أبرار منها .
راجح يعرف السبب بس مستنكر , يحسب إنها ما تستحق كل هذا .

جوليا وخوفها من زوجها , كان في الماضي .
وإن شاء الله راح نعرف إيش صار معها بعدين .

شكرا لك على تعيلقك الرائع عزيزتي أميرة الوفاء .
أسعدتيني جدا .

تحياتي لك , وقراءة ممتعة .


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-18, 08:40 PM   #14

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلمي حبيبتي نورتينا وسعيدة بتواجدك معنا


أممم إذن المشهد بين أبرار
وجوليا كان قبل ٦ سنين

الآن أنا متأكدة أن إلين
ليست ابنة أبرار بل هي
ابنة جوليا وهي اللي وصتها
عليها .. وأتوقع أن جوليا ماتت
ربما بعد الولادة أو هيك شي
المهم جوليا ماتت ..
بس مين كان زوجها ..
هل هو أبو عيون نفسه أم شقيقه
وهل يعرف بوجود إلين ..

بشوق للبارت القادم ..




..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-18, 09:03 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



* لا تقرأي قبل أن تؤدي ما عليك من فروض , ولا تلهيك الرواية عن ذكر الله .. وعن قراءة القرآن .

****


الفصل الثالث .


__________________


أمريكا ، السادسة صباحا .

( هينا , زياد )


لا ذنب لك يا عزيزي ، أبدا لست مذنب .. الجمادات بريئة تماما من ذنوب البشر وأخطائهم .
وإلا عوقبت الأصنام على عبادة البشر لها .
قالتها وهي تتنهد وتلتقط هاتفها من الأرض ، والذي قذفته قبل قليل كردة فعل لغضبها المكبوت أمام والدتها .
مسحت شاشة الجوال جيدا بكم ردائها الصوفي ، المحاولة الخامسة خلال شهر واحد .. فشلت !
يتردد في مسامعها صراخ والدتها :
- هينا إذا اتصلتي مرة ثانية صدقيني ما راح يحصل خير ، حتى لو متّي شوق وبغيتي تتطمني لا تتصلي تفهمين ؟ لو إنك بقيتي مؤدبة ورضيتي بالأمر الواقع كنت سمحت لك بالزيارة في العطلة ، لكن الحين بما إنك ازعجتيني فتحلمين ، ما أشوف وجهك إلا ومعك شهادة التخرج .


تأوهت وفي صوتها لمحة بكاء ، أخذت تضرب صدرها بقبضة يدها بخفة .. لمَ أشعر بالألم في صدري ؟ لماذا أشعر بالغضب ؟ أولستُ أحفظ أمي ؟ أحفظ سيطرتها عليّ ؟ أحفظ تصرفاتها عن ظهر قلب ؟ وأحفظ ردود أفعالها ؟
لقد درستها بشكل جيد خلال سنوات عمري ، إذن لمَ أحاول ثنيها عن قرارها الصارم ؟ لمَ أحاول العودة أصلا ؟
أليس من الأفضل أن أبقى هنا لوحدي بعيدا عن عينيها الناقدة ، وأوامرها القاتلة .. عن الحياة المكتوبة ، الباردة .. والخالية من أي مغامرة أو متعة سوى قراءة الكتب ؟


ابتسمت على حين غفلة منها ، ووقعت عيناها على المرآة أمامها , أبعدت قبضتها عن صدرها ووقفت أمامها بالضبط .
رداء باللون الرمادي الغامق , شعر ناعم لكنه مبعثر .. ملامح حادة لكنها متعبة ومرهقة جدا ( بل ضعيفة ) , ونظرة مكسورة لا توحي إلا بضعفها وإستسلامها التام للحياة .
هالات خفيفة تحيط بعينيها نتيجة تعبها في الأيام الخوالي , ثغرها تحيط به خطين غامقين ... لمْ تهتم بنفسها وبشرتها الحنطية الجميلة منذ مدة .
كل تفكيرها كان في المصيبة التي حلّت بها .. بل إبتلاء وإختبار من الله , لكن نفسها الضعيفة هوّلتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه .
هل الأمر يستحق منها كل هذه التضحيات ؟


ضعف نفسها , تعب وجهها , بهت إبتسامتها ؟
لا .. على الإطلاق .
قالت بصوت عالٍ خيّل لها صداه يجول في أنحاء جسدها ليعود ويُصبُّ في عقلها :
- هينا إنتي قوية , راح تنجحي .. راح تصيري شيء عظيم حتى لو اللي قاعد يصير غصبا عنك .
ضحكت ملئ فمها وهي تنظر إلى نفسها مرة أخرى , هل جُنّت ؟
أمسكت الربطة التي تجمع شعرها وسحبتها لينسدل شعرها على ظهرها بنعومة .
بعثرته قليلا ثم أمسكت مشطها الخشبي والذي كان هدية من معلمتها سعاد مزخرف بإسمها ( هينا ) .
مشطته ببطء وعيناها لا تزال على إبتسامتها , تقول بصوت هامس :
- والله وطلعتي حلوة وجميلة يا هينا وانتي ما تدرين ههههههههههههه .
وقفت بعد أن أجمعت شعرها في جديلة تريحها تحت الحجاب , ارتدت ملابسها في عجلة بعد أن انتبهت إلى الساعة التي تشير إلى السادسة والنصف , بقيت ساعة إلا ربع على بدء محاضرتها الأولى لهذا اليوم .
أسرعت نحو المطبخ , أعدت لها إفطارا خفيفا وسريعا .. قهوة شوكولاتة ساخنة , بيض مقلي .. حبات من الزيتون الأسود , جبن سائل دهنته في قطعة توست , أنهت طعامها سريعا وخرجت تحمل حقيبتها على ظهرها , وبيدها اليمنى كوب قهوتها الورقي .

وصلت إلى الجامعة في الوقت المناسب , كل يوم تغدو وتروح منها وإليها برجليها , مسكنها لا يبعد عنها كثيرا .
القاعة لم تمتليء بعد , اتخذت مقعدها في الأمام .
ستجِدُّ كثيرا بدءا من اليوم ومن هذه اللحظة .. ابتسمت لنفسها تطمئنها .
نعم اتخذت قرارها في وقت وجيز وقصير وأوهمت نفسها أنها مقتنعة , وهي في الحقيقة تشعر بإضطراب .
ولكن لا بأس , عزمت بالفعل ... لذا ستشجع نفسها بنفسها , وليعينها الله .
أخرجت هاتفها من جيب معطفها ونظرت إلى الساعة , مرت خمس دقائق بالفعل , ولم يأتِ الدكتور .
خلفية هاتفها .. صورتها مع والديها , كلاهما مخيبان للظن .
والدها لا يسعه سوى الإنصات والإستجابة أمام والدتها , تكره ضعفه .. وتعشق طيبته وحنانه .
والدتها , لا تفعل شيئا طوال اليوم سوى إلقاء الأوامر والغضب على من لا يستمع إليها .
وهي ( هينا ) , يعجز اللسان عن وصف شخصيتها الضعيفة .
لا ليست هذه الصورة المناسبة التي ينبغي عليها النظر إليها كلما أمسكت بهاتفها , وليست الأرقام المخزنة في بطاقتها هي ما يجب عليها البقاء فيها .
والدتها لا تريد أن تسمع صوتها ولا تريد أن تراها مرة أخرى , إذن .. لمَ لا تريحها طوال سنوات الدراسة ؟
انقبض قلبها عند هذه الفكرة , ولكن منذ الآن ... لا تراجع ولا خوف ولا تردد !
عَرَت هاتفها من غطائه البلاستيكي ( الكفر ) , وأمسكت بالإبرة الصغيرة بأناملها .
أدخلتها في مكانها المخصص , وأخرجت البطاقة الصغيرة .
أعادت الهاتف مزينا وساترا كما كان , والإبرة بين الهاتف والغطاء البلاستيكي .


كسرت البطاقة إلى نصفين , ووقفت بعد أن أعادت الهاتف إلى جيبها .
خرجت من القاعة , وتوجهت نحو حوض الزراعة الصغيرة أمام باب القاعة .
حفرت بأصابعها حفرة صغيرة وأدخلت البطاقة المكسورة بها , ثم غطتها بالرمل .
صرخت بفزع حين التفتت ووجدت هشام أمامها , وضعت يمناها على ثغرها والأخرى على صدرها مغمضة عينيها .
ضحك هشام من ردة فعلها :
- بسم الله عليك , إيش فيك انفجعتي ؟
تنحنحت هينا بخجل وهي تصلح حجابها وتنظر إلى الأسفل بعد أن رأت زياد الواقف خلف هشام وعلى ثغره إبتسامة ساخرة :
- ما فيني شيء بس تفاجأت من شفتك , لأني ما سمعت أي صوت .
- غريبة وش تسوين هنا ؟
ابتسمت بإرتباك :
- ولا شيء , كنت أتخلص من شيء من الماضي قاعد يزعجني , إنت ليش هنا عمي ؟
هشام يشير إلى القاعة :
- محاضرتي هنا , لا يكون طالعة منها إنتي ؟
تفاجأت هينا وقالت بسعادة :
- جد ! أووه كويس مليت من هالأجانب .
هشام ينظر إلى ساعته :
- أجل يلا دخلنا , تأخرت عشر دقايق .


توجه إلى القاعة ووقفت هينا تحيي زياد الذي أومأ بإيجاب دون أن يتحدث ولا ينظر إليها .
أكملت طريقها وهي تضع يدها على قلبها الذي يخفق بشدة دون سبب .
ربما لأنها فزعت حين رأت هشام .
أما الآخر نظر إلى قفاها حتى اختفت خلف الباب الذي أوصدته بعد دخولها , تذكر فزعها قبل يومان حين كانا عائدان إلى المنزل .
ضحك واقترب من حوض الزراعة , شخص بصره عليه حتى وقع على البقعة الغير مرتبة .. أبعد الرمل عنها بقلمه , حتى ظهرت البطاقة المكسورة .
التقطها بأصابعه وأخذ ينظر إليها بإستغراب ( شريحة جوال ) ..!
ما كان قصدها حين قالت أنها شيء من الماضي وأصبحت تزعجها لذا تخلصت منها ..!
هل كانت على علاقة مع أحدهم ؟
هجرته فأصبح يزعجها لذا قررت التخلص منه ..!
أو ماذا تقصد بالضبط ؟
نفث عليها وأدخلها بجيبه دون أن يعي ذلك .

خرج من الجامعة سارح البال منشغل الخاطر , عاد إلى منزله .
اليوم ليس عليه شيء .. ولكنه اضطر للذهاب من أجل الدكتور هشام الذي اتفق معه على أن يسلمه بحثا بسيطا لأحد المواضيع الطبية .
عبارة هينا أيقظت بداخله شعورا ما , كان غافيا لمدة وجيزة وقصيرة جدا ( كنت أتخلص من شيء من الماضي قاعد يزعجني ) !
هو أيضا لديه أشياء كثيرة متعلقة بالماضي تزعجه , ولكنه لم يفكر بالتخلص منها .. أبدا !
جلس على كرسي مكتبته الصغيرة , وضغط على جبينه بأصبعيه .
لمَ تلك الفتاة تذكره بماضيه الذي لا يغيب عن باله إلا قليلا ؟
اشتاق , اشتاق كثيرا .. وما زال شعور الذنب يطغى عليه .
فتح حاسوبه ودخل إلى المجلد الذي يحتضن تلك الذكريات الموجعة .
ضغط بتردد على الصورة الأولى , تنهد بوجع وهي يضع قبضة يده تحت ذقنه .


عيناه بعينيها , يداهما متشابكتان .. ابتسامة سعادة تزين ثغرها , وإبتسامة إعجاب تزين ثغره هو .
وأخرى يضحكان فيها , وثالثة يهديها فيها وردة حمراء .. ورابعة وخامسة وسادسة بل لا تُعد تلك الصور التي تملأ جهازه ولا تنتهي ..!
أغلق الجهاز بقوة , لم يعد يحتمل .. نعم مزعجة جدا ذكرياته معها .
ليتها كانت بجانبه الآن , لأشعرها بالإطمئنان , وقال لها من الكلمات ما تجعلها تثق به مرة أخرى .
وسمح لها بكل شيء تتوق لفعله , ولن يغضب عليها أبدا إن عادت , نعم لن يغضب ولن يوبخها , فقط سيأخذها بين يديه ويضمها إلى صدره متناسيا هجرانها بتلك الطريقة القاسية !
ولكن , هل ستعود ؟
وأينها الآن ؟ أين ذهبت ؟ هل تأكل جيدا وتهتم بنفسها ؟
استلقى على سريره وأغمض عيناه يحاول أن يهدأ وينسى قليلا ( حتى يهنأ ) ..!



*****


الخامسة عصرا .
( أبرار , ألين )

دخلت إلى المنزل مرهقة , خلعت معطفها وعلقته على المشجب بقرب الباب .
وبدلت حذائها بآخر منزلي .
توجهت نحو الصالة وهي تقول :
- سلام عليكم .
ردت عليها والدتها التي تُجلس الصغيرة على فخذها , وركضت إلى أبرار فور دخولها , احتضنتها وقالت :
- هاا جبتي لي الحلويات ولا لا .
ابتسمت أبرار بوهن وهي تجلس على ركبتيها حتى تصل إلى مستواها :
- حبيبتي أنا تعبانة اليوم وما مريت السوبر ماركت , يصير بكرة أجيب لك طيب ؟
مدت الصغيرة شفتاها إلى الأمام بزعل ولم تجب .
ضحكت أبرار وضمتها إلى صدرها :
- والله بكرة بجيب لك .
ابتعدت عنها آلين وقالت وهي تمسك كفاها ببعض :
- وتوديني معاك ؟
نوت إبرار الرفض , ولكن آلين قرأت أفكارها سريعا وقاطعتها قائلة :
- يا تجيبي لي الحين , أو توديني معاك بكرة .
ابتسمت أبرار من مكر هذه الفتاة الصغيرة , داعبت خدها بمرح وقالت وهي لا تقصد ما تقول بل تريد التخلص منها حتى تريح جسدها المتعب :
- خلاص بكرة بوديك معي .
وقفت واقتربت من أمها وقبلت رأسها :
- شفتي كيف أشغلتني حتى ما خلتني أسلم عليك , شخبارك كيف حاسة حالك ؟
والدتها أمسكت بكفها بقلق من ملامحها المرهقة وقالت :
- أنا بخير وبأحسن حال ما عليك مني , إنتي فيك شيء , ليش وجهك تعبان كذا ؟
- مافيني شيء يمه بس تعبانة من الشغل كان شوي كثير اليوم , بروح أنام شوي لين يجي وقت العشا .. آسفة مالي خلق أطبخ اليوم بطلب لنا من برة تمام ؟
تنهدت وهي تجيبها بإيماءة رأسها :
- طيب يا بنتي روحي ارتاحي .
التفتت أبرار إلى آلين المنشغلة بألعابها :
- آلين لاتزعجي ماما طيب ؟
أجابتها هي الأخري بإيجاب دون أن تنظر إليها .


دخلت إلى حجرتها وبدلت ملابسها ثم استلقت لا تنوي الإستيقاظ .
ما سمعته قبل قليل بعد خروجها من مقر عملها ليس بالأمر الهين الذي يسمح لها بنوم هانيء .
كثير عليها ذلك الحديث الموجع والموجه إلى قلبها بقسوة كالسهام الحادة .
حين رن هاتفها برقم والدها الذي سجلته دون سبب .
ردت عليه ببرود , لكنه هاجمها على الفور .. وأخذ يشتمها ويسبها قائلا أنها هي ووالدتها من أفسدتا إبنه البكر راجح , وجعلتاه يعصي أوامره ويتغير عليهما .
نعتها بأبشع الألفظ , وأشنع العبارات .
نعم هي معتادة على قسوته وسوء ألفاظه .
ولكنها في كل مرة تنصدم وتحزن وكأن ما حصل غير متوقع , لأنه في نهاية الأمر يبقى ( والدها ) ..!
أغلق الخط بعد أن انتهى من حديثه الفارغ , وصبّ غضبه عليها .
وهي فجأة بعد أن خرجت من العمل بوجه طلق , أصبحت وكأنها إمرأة مكلومة بعمر الستين .. كأن حملا ثقيلا ألقي على كاهلها .
أغمضت عيناها بوجع وصدى تلك الكلمات لا يزال يتردد بأذانها .
أخذت هاتفها الذي كان يرن , كان المتصل راجح .
أغمضت عيناها بملل .. ولم ترد , عاود الاتصال مرة أخرى .. فردت بإمتعاض , ليست بمزاج يسمح لها بالتحدث معه , لذا ستختصر .
- هلا .
- عاد اليوم راعيت الوقت واتصلت , ليه ما تردين ؟
- توني راجعة من الدوام وتعبانة بنام , تبي شيء ؟
عقد راجح حاجباه بتعجب من نبرة صوتها :
- لا والله بغيت أتطمن عليك , فيك شيء ؟
أبرار بهدوء :
- لا , قلت لك تعبانة من الدوام .
لم يقتنع بإجابتها راجح :
- تكذبين أبرار , قولي لي إيش اللي مضايقك .

تجمعت دموعها بعينيها ووقفت الغصة في حلقها , لم تستطع أن تمسك نفسها :
- أبوك يا راجح .
تنهد بضيق , إذن اتصل بها وضايقها بسببه :
- وش مسوي ؟
- توه اتصل فيني يقول أنا وأمي مخربينك ومغيرينك عليه .. وكلام كثير , كثير مرة عليّ , لا كثير على بنت أبوها يقول لها مثل هالكلام اللي ما ينقال يا راجح , حتى وأنا بعيدة عنه وتاركته هو وزوجته يجرحني ويضايقني , ما أدري إيش الذنب اللي ارتكبته عشان يسوي فيني كذا , إنت تدري إني ما سويت شيء غلط .
أغمض عيناه بألم وهو يسمع شهقاتها , وانعقد لسانه .. لم يدرِ ما يقول وبماذا يجب عليه أن يواسيها :
- أبرار والله مدري إيش أقول ..........
قاطعته وقالت دون أن تعي ما تقول :
- لا تقول شيء , بس اقطع علاقتك فيني .. هو اتصل لما درى عن نيتك بالسفر لعندي , إيه أنا متأكدة , عشان كذا اسمع كلامه تكفى وخلني بحالي , انساني وانسى أمي وألين , انسى تماما إن في ناس يقربون لك عايشين بأمريكا تمام ؟
عض شفته بألم :
- آسف .
- لا تعتذر ما ألومك , بس إذا ظليت تتواصل معي راح يعصب زيادة وراح يقعد يجرحني على طول , عشان كذا تكفى يا راجح .
قال بهدوء عكس الذي بداخله :
- طيب أبرار , مثل ما تبين .. انتبهي على نفسك وبنتك وأمك .
- وانت بعد انتبه لنفسك , مع السلامة .


أقفلت منه وأجهشت بالبكاء , لم تتخيل أبدا أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه , لم تتخيل يوما بأنها ستضطر إلى قطع علاقتها بأخيها العزيز .
الوحيد من عائلتها الذي كان يقف معها يدافع عنها ويحميها , يطمئن عليها بين الحين والآخر , يهون عليها الأهوال والمصائب .. يخفف من شعورها بالغربة بإتصالاته المتكررة الطويلة .
ولكنها للتو أنهت كل هذا , لتبقى وحيدة تماما لا تملك سوى والدتها وابنتها , إلى متى ستصمد ؟
التفتت إلى الباب حين فتحته ألين وأطلت برأسها , تقول ببراءة :
- ماما نايمة ؟
مدت يدها :
- لا , تعالي جنبي حبيبتي وقفلي الباب وراك .
فعلت كما أُمرَت , واستلقت بجانب أبرار التي احتضنتها بقوة وبكائها لا زال متواصلا , سألتها :
- ماما ليش تبكين ؟ تعبانة مرة ؟
لم تجبها أبرار , بل واصلت بكائها حتى نامت من فرط تعبها هي والصغيرة .



*****



اليوم الثاني
واشنطن - السادسة مساء .
( زياد , أبرار , هينا )


خرج من المنزل وركب السيارة متذمرا , لا يستطيع رفض طلب هشام الذي أصبح مقربا منه في فترة قصيرة .
طلب منه اليوم أن يخرج معهم للنزهة إلى أحد الأماكن , ولتناول العشاء .
ليست لديه أي مشكلة في الخروج مع هشام وعائلته , ولكنه تضايق حين علم أن هينا ستكون معهم أيضا .
هما ( زياد وهينا ) أصبحا أصدقاء للعائلة كما قال هشام .
وصل إلى المنتزه وأوقف السيارة في المكان المخصص , ثم خرج واتصل على هشام الذي قال أنهم دخلوا في المركز ( سوبر ماركت ) يشترون بعض الأشياء .
دخل هو الآخر , تنقصه بعض الأغراض المهمة للمنزل .
في جهة أخرى , وفي نفس المركز التجاري .. كانت أبرار تمسك بيد آلين وتشتري لها ما تشاء من الطعام والألعاب .
كانت الصغيرة سعيدة جدا لخروجها من المنزل إلى مكان آخر غير المستشفى .
لمحت على غير بعيد منها رجلا يشبه الذي أنقذها تلك الليلة وطمأنها .
سحبت يدها من يد أبرار بحماس وركضت إليه .


أما هو فكان منشغلا بما في يده , يدقق في تاريخ الإنتاج والإنتهاء .. وهل المنتج أصلي أم مقلد من شركة أخرى .
لم يشعر إلا بيدين صغيرتين تحتضن ساقه .
أنزل عيناه إليها , وتفاجأ حين رأى ذلك الوجه المألوف .
اتسعت عيناه حين تذكرها , ترك ما بيده وجلس على ركبتيه حتى أصبح بمستواها .
أبرار تفاجأت جدا من تصرف آلين وفزعت , تركت العربة في مكانها وذهبت ورائها .. انصدمت بل توقف الكون من حولها حين أبصرته .
ذا العينان الغريبتان , الذي جعل عيناها ساهرة ليالي عديدة .
وجعل قلبها في خوف دائم منذ أن رأته .
ابتلعت ريقها بصعوبة , وتوجهت إليهما بعد أن قوَّت نفسها .. وقالت بصوت واثق عكس المشاعر المتلخبطة بداخلها :
- آلين تعالي .
رفع عيناه إليها , وقرأ الخوف الذي فيهما .
تعجب من ذلك , وقف وأمسك بيد الطفلة ثم اقترب منها ينظر إليها عاقدا حاجباه .
هي أبعدت عيناها بإرتباك ثم أمسكت بيد آلين تسحبها , لكنه بقي ممسكا بها مما جعل قلبها يرتعد من الخوف .
- ليش خايفة ؟
شعرت بالإنزعاج من سؤاله , وقالت بحدة :
- ماني خايفة , ليش أخاف ؟
- عيونك تقول إنك ميتة خوف , إيش السبب ؟


رفعت عيناها بغضب :
- وانت شدخلك ؟ اترك بنتي .
نظر إلى الطفلة وقال ببرود :
- بنتك هي اللي جاتني مو أنا اللي جيتها .
- طيب اتركها الحين , آلين تعالي .
ردت آلين بعفوية :
- ماما هذا ساعدني هذاك اليوم , إنتي أخذتيني بسرعة ما قدرت أقول له شكرا .
أغمضت أبرار عيناها بقلة صبر والخوف بلغ منها مبلغه , وتمنت لو أنها لم تعلمها ذلك الأدب :
- طيب قولي له شكرا بسرعة .
شدت آلين يده حتى جعلته يجلس , وقبلت خده بشقاوة ثم ابتعدت وهي تضحك قائلة :
- شكرا .
ابتسم لضحكتها بإعجاب , ونوى ترك يدها لكن شيئا ما جذبه إليها وجعله يشد بقبضته ليدها أكثر وينظر إليها سارح البال .
دبّ الخوف بقلب أبرار مرة أخرى حين انتبهت إلى نظراته للطفلة , أمسكت بيد ألين الأخرى وسحبتها بقوة مما جعلها تصرخ متأوهة .
وقف بسرعة وبصوت غاضب :
- إيش فيك على الطفلة ؟ لو إنك خايفة عليها لهالدرجة ليه تطلعينها من البيت ؟
أبرار بغضب وعيناها احمرتا من انفعالها وخوفها :
- مالك شغل فيني أنا وبنتي , بطلعها متى بغيت .
نظرها إليها بإستخفاف ثم إلى آلين قاصدا تخويفها :
- أجل انتبهي لها كثير .. لأني إذا شفتها مرة ثانية .
وبتهديد كاذب , ولكنه جعلها تشعر بأن من أمامها مجرما ليس إلا ..! :
- ما راح يحصل خير .
بإنفعال مبالغ فيه :
- ليش وش بتسوي ؟
رفع حاجبه الأيمن بغرور :
- مالك دخل فيني , بسوي اللي أبيه .



أدارت أبرار عيناها بملل , وفاجأها صوت أحدهم من خلفها حين نادى :
- زياد .
نظر إليه ونظرت إليه أبرار , فتى بطول فارع .. مراهق .
اقترب منهما هو وفتاة أخرى , أقصر منه .. مظهرها عادي لكنها تبدو جميلة .
أبعد زياد عيناه عن هينا بعد أن وقعت إلى عينيها مباشرة , وقال بإبتسامة :
- هلا علي .
قالت هينا بحماس بعد أن رأت أبرار وألين :
- الله زياد عندك أقارب هنا ؟
نظر إليها بتعجب من نبرتها , من يسمعها يظن بأنهما شقيقان أو صديقان مقربان يعرفان بعضهما منذ زمن طويل , ضحك بسخرية وقال :
- لا ما هم أقاربي ولا أعرفهم .
استغربت هينا وانحنت للطفلة وهي تعبث بشعرها بإبتسامة إعجاب :
- بس تشبهك الأمورة مرة , عيونها نفس عيونك .
اعتدلت بوقفتها بعد أن قبلت خدها وذكرت الله عليها ونظرت إلى أبرار ثم زياد :
- يعني ما تبي تعرفنا عليهم ؟ أكيد هي أختك عشان كذا بنتها تشبهك .
أدخل يده اليمنى بجيبه ينظر إلى أبرار بإستخاف .
انتبهت أبرار من غفلتها وأفاقت من صدمتها بعد سماعها إسم ( زياد ) والذي أشعرها بالصداع , على يد هينا التي امتدت نحوها , نظرت إليها برعب ثم إلى زياد .
شتت أنظارها على مختلف أنحاء وجهه , خاصة عيناه .
تجاهلت يد هينا وخرجت من المركز بسرعة وبخطوات واسعة أقرب للركض , تسحب وراءها آلين التي تفاجأت وشعرت بالخوف وأخذت تبكي بصوت عالٍ .
أصبح الجميع ينظر إليهما , تجاهلت هي تلك النظرات حتى ابتعدت عن المركز وعن المكان تماما .


وصلت إلى الشارع العام , الشمس أوشكت على المغيب .
أوقفت سيارة أجرة وصعدت إليها ثم أجلست ألين بحضنها .
ضمتها إلى صدرها بقوة تحاول تهدئتها , همست في أذنها بصوت حاني :
- آسفة حبيبتي آسفة .. ما كان قصدي أخوفك , بس لازم نبعد عن هذاك المكان .
أغمضت عيناها بضيق , تحاول حبس دموعها بداخلها .
هذا ليس وقت البكاء , بل وقت التفكير في حل ومهرب من هذه المصيبة .


أما هناك بداخل المركز , تفاجأت هينا من تصرف أبرار الغريب , وكذلك علي .
نظرا إلى بعضهما ثم إلى زياد الذي اعتلت وجهه نظرة باردة .
بعد أن انصدم هو الآخر لكنه سرعان ما تجاهل ذلك الشعور .
التفت إليهما وقال لعلي:
- وين أبوك وأمك ؟
استفاق علي من صدمته وقال :
- ما أدري , أنا وهينا مشينا مع بعض من أول ما دخلنا وما ندري عنهم .
نظر إلى هينا وكأنه يقول ( تراك ملقوفة وماخذة راحتك بزيادة ) .
ارتبكت هينا وقالت بعد أن ابتلعت ريقها :
- آسفة زياد , حسبتها من جد تقرب لك لأنها تشبهك عشان كذا سألت , مو قصدي .
قال بحدة ممزوجة بسخرية :
- مرة ثانية لا تدرعمين لو سمحتي .
وابتعد موليا ظهره إياهما .



قال علي بإمتعاض :
- مغرور وشايف نفسه ما عليك منه , خلينا نكمل قبل تتصل فيني أمي وتخلينا نخرج .
هزت رأسها بإيجاب وهي سارحة بسبب نظرات زياد التي أرعبتها حقا , ثم نبرته التي أشعرتها بأنها لا شيء أمامه .
أكمل الجميع تسوقهم وكل منهم يفكر بشيء .
زياد , يفكر بالفتاة والملامح التي جذبته إليه .. عيناها التي تشبه عيناه فعلا , وأشياء أخرى لها في قلبه وقع جميل , حتى طريقة ضحكتها الطفولية , أشغلت في خاطره شيئا .
وأبرار وخوفها الغير معقول , تصرفها الأخير ..!
ماذا تقصد ؟ ولمَ كل هذا الخوف منه ؟

هينا , الشبه الكبير بين زياد والطفلة , ملامح أبرار المتهجمة .. هروبها دون الرد عليها .
سخرية زياد التي اتضحت في نبرته .
هل يحتقرها فعلا ؟ ولمَ ؟
هي لم تفعل شيئا ولم تخطيء , فقط تحمست عندما رأت الصغيرة .
ما قصة تلك الشابة والدة الطفلة أو شقيقتها أو أيا تكن , لمَ هربت ؟
هل هي فعلا لا تقرب زياد , أم له علاقة سرية معها ؟
ولكن طريقة تصرفها وملامحها لا توحي بذلك أبدا .
من يراها وتصرفها سيقول أنهما غريبان عن بعضهما بالفعل .
ولكن ... يمكنها التمثيل والكذب مثل زياد ؟
لمَ فعلت ذلك ؟
إن لم يكونا يعرفان بعضهما , مالذي أوقفهما أمام بعضهما ؟
تنهدت بإنزعاج من تفكيرها المتواصل في هذا الأمر , ثم أخذت أكياسها بعد أن دفعت وتحركت مبتعدة .
حين تفاجأت بوقوف زياد أمامها , نظر إليه طويلا ثم خرج دون أن يتفوه بشيء .


أغمضت عيناها متنهدة بألم من تلك النظرة الحادة الغريبة , ما سبب نظرته الغريبة هذه ؟
ألم تقل له أنها لم تكن تقصد ما فعلت ؟ إذا هل عليها أن تقسم حتى يصدقها ؟
ولمَ كل هذا الإهتمام بهذا العابر من حياتها ؟ فليذهب إلى الجحيم .

______


#انتهى

______



قرأتي ؟
اتركي لي تعليقا بسيطا , رأي .. إنتقاد , توقع .
تنبيه على أخطاء إملائية أو لغوية .


لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير .
* MeEm. M
___________




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 06-02-19 الساعة 11:05 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-08-18, 09:56 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏فيتامين سي, ‏أميرة الوفاء, ‏حنيني ليك


قراءة ممتعة لكم ..... وردود ممتعة لنا .... وللغالية مروة ......


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-08-18, 02:47 PM   #17

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


لم أتوقع أبدا أن زياد
هو نفسه أبو عيون
وهو والد إلين وزوج جوليا
وهي نفسها اللي بالصور
واشتاق لها وضميره يؤنبه
على خذلانه لها
هو كان غاضب عليها قبل تهجره
ربما لأنها حملت رغم تحذيره لها
ولما عرف بالأمر قسى عليها
فرحلت من دون رجعة ..
حاسة أنها ماتت ..
وإلا كيف تتخلى عن ابنتها
وتختفي كل تلك المدة ..
أم فيه سبب فوق طاقتها
يدفعها لتصرف كهذا ..؟



صدمة أبرار لما سمعت اسم زياد
لأنها عرفت أنه زوج جوليا
طبعا لما كانت تحدثها عنه
كانت تذكر اسمه هذا شي أكيد
واعتقد أنها لم تلتقي به
وجها لوجه من قبل
ربما رأت صورته فقط ذاك الوقت
منذ ٦ سنين ..
لهذا لم تتذكر ملامحه
أما عيونه فلغرابتها
وأكيد جوليا كانت تتحدث عنها كثير
فترسخت بذهنها ممكن ..؟



تسلــم يدينــك مـروة ..

بانتظـــااار القــــااادم ..


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:40 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير على مروه ومتابعينها

بارت رااائع أزال بعض الغموض وبدأت تنكشف لنا بعض الحقائق


زياد هو زوج جوليا وواضح أنه لا يعلم بحملها وربما هربت منه بعد

ماعرفت انها حامل بعد حوار معه قسى فيه عليها وأدركت أنه

مستحيل يتقبل حملها أو ممكن هددها لو حملت بتركها


جوليا ربما ماتت أو حصل لها مايمنعها من الإهتمام بإبنتها لكن

أعتقد أنها أخبرت أبرار عن زياد وربما تهديداته لو صح توقعي لهذا

هي خائفه على الين أو ربما خافت يأخذها منها لو أكتشف أنها أبنته



والظاهر إن تساؤلات زياد اللي أثارتها هينا بكلامها عن الشبه بينه وبين

الين وخوف أبرار راح يجعله يبحث حول ابرار والين حتى يكتشف الحقيقه

الغائبه عنه


هينا وضعها صعب هي كسرت الشريحه حتى لاتضعف وتتصل على أمها مره ثانيه

وأعتقد أنها بدأت تنسى فكره الرجوع وقررت أكمال دراستها مجبره


والد أبرار أصبحت أشك أن غضبه منها لأنه يشك أنها تزوجت بدون علمه أو

أن الين أبنه غير شرعيه لها وربما بسبب سفرها بدون أذنه


راجح اتوقع يعرف حقيقة ألين وأتمنى أنه مايسمع كلام أبرار ويقطعها

تسلم يمينك مروه منتظرين بقية الأحداث يعطيك العافيه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 12:54 PM   #19

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي



ولكن , هل ستعود ؟
وأينها الآن ؟ أين ذهبت ؟ هل تأكل جيدا وتهتم بنفسها ؟



من تساؤلات زياد واضح أنه
ما يعرف مكان جوليا
لدى فكرت أيضا أنه لو هي ماتت
كان راح يعرف بالأمر

لأنه أكيد بحث عنها بعد إختفاءها
ولو ماتت كان بشكل أو بآخر راح يعرف ..
ممكن ..؟




..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:47 PM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





* لا تقرأي قبل أن تؤدي ما عليك من فروض , ولا تلهيك الرواية عن ذكر الله .. وعن قراءة القرآن .

****


الفصل الرابع .


__________________



مكة , السابعة مساء .
( راجح , شهد )


لو أجمع كلمات أمه وتذمرها من نومه الطويل في النهار لاستطاع تأليف موسوعة كبيرة .. ولكنه أيضا لا يصغي , يفعل ما يحلو له ..!
تأنق ولبس أحسن الثياب , صفف شعره .. تعطر ولبس ساعته ثم خرج من حجرته .
سمع أصوات نساء صادرة من الأسفل , عرف فورا أصحابها .. خالاته .
تأفف بداخله ونزل وتوجه إلى المطبخ على الفور .
جلس على كرسي بجانب الطاولة وأمر مساعدة والدته في المنزل أن تضع له الطعام .
التفت ناحية الباب حين دخلت منه شهد تحمل دلة قهوة ونظرت إليه بإحتقار .
وضعت الدلة فوق الطاولة ونوت الخروج لكنه منعها بقبضته على ذراعها .
التفتت إليه بغضب وهي تصرخ :
- نعم شتبي بعد ؟ ما كفاك اللي سويته ؟ تبي تكفخني كمان ؟
بنظرة حادة وهو يشد على ذراعها أكثر :
- بكفخك مرة ثانية وثالثة بعد وبكسر راسك وتستاهلين على اللي سويتيه .
سحبت ذراعها بقوة وارتدت للخلف :
- وعشان مين ؟ عشان الكلبة أبرار ؟
اقترب منها وأمسك بشعرها من الخلف قائلا بهمس حاد :
- إيش قلتي ؟ الكلبة أبرار ؟ أبرار تاج رأسك يا الحيّة .. لو إنك ما تكلمتي ذاك اليوم وقعدتي ساكتة زي الشطار ما صار اللي صار .
شهد بصوت عالي وصل إلى الصالة :
- يا حيوان اتركني , أنا بنت أمك وأبوك تفضلها علي , بنت اللي عشانها أمك مرضت وتعبت وبغت تموت , اتركني .
دفعها لتسقط جالسة وتتأوه , وتبدأ دموعها بالنزول .. حين قال راجح بغضب وعيناه أصبحتا محمرتان :
- والله يا شهد إني ما راح أنساها , ما راح أنسى اللي صار فينا من ورى لسانك يالبزر .
ونوى الخروج حين دخلت والدته المطبخ مندفعة خلفها إحدى شقيقاتها , شهقت متفاجئة من منظر شهد ووضعت يدها على صدرها , اقتربت منها وأوقفتها قائلة :
- بسم الله عليك شهد وش صار لك ؟ ليش تبكين ؟
دفنت شهد وجهها بصدر والدتها وهي تشهق موجهة أصبعها تجاه راجح الذي يقف متكتفا عاقدا حاجباه بحدة :
- ولدك هالحيوان ضربني مرة ثانية عشان أبرار الله يأخذها .
أبعدت إبنتها عنها بخفة ووقفت أمام راجح بغضب :
- راجح وبعدين معاك ؟ أمس واليوم مهاوش أختك عشان وحدة مــ ......
قاطعها بصراخ :
- أبرار تسوى , تسوى عندي الدنيا كلها تفهمون ؟



وخرج بخطوات غاضبة غير مبالٍ بنداءات والدته , أوقفه صوت أنثوي ساخر :
- حمد الله قاعد تطيح من عيني أكثر وأكثر .
التفت إلى من كانت تقف بجانب الباب بعبائتها وطرحتها وتغطي وجهها بنقاب يظهر عيناها المكحلتان , وقال بسخرية يجاري سخريتها :
- على أساس إني ميت على عيونك عشان أقعد فيها , لا تنسي تنبهيني كل ما نزلت من عينك أكثر عشان أنزل رجولي بشويش ولا أطيح على وجهي .
- هههههههههه إنت بس توصل للأرض بدوسك برجولي هذي .
ابتسم بقهر وخرج من المنزل مسرعا .
ركب سيارته وأغلق الباب بقوة , نعم لا يخرج من هذا المنزل يمزاج جيد .. ولن يخرج .
تحرك مبتعدا حتى وصل إلى أحد المطاعم , وقبل أن يخرج من سيارته تذكر ما حصل بالأمس .
بعد مكالمة أبرار التي أخرجته عن طوره وأغضبته كثيرا .
توجه إلى المنزل بعد أن أقفلت الخط وعلى الفور صعد إلى حجرة شهد .
فتح الباب بقوة حتى ضرب الجدار , مما جعل شهد تقف فزِعة من الصوت ومن شكله .
اقترب منها وأمسكها من عضدها بقوة وقال بهمس غاضب :
- عجبك اللي سويتيه الحين ؟ هااا يا ملقوفة ؟ بسبتك أبرار قطعت علاقتها فيني نهائيا .
راودها شيء من الشفقة تجاه أختها , ولكنها سرعان ما تجاهلت ذلك الشعور حين تذكرت والدتها وادّعت القوة وهي تنظر إلى عيني راجح بتحدي :
- أحسن تستاهل هذيك خلها تصير وحيدة للأبد .
أغضبته عبارتها أكثر , ترك يدها وضرب خدها بكل قوته .. صرخت شهد متأوهة ووضعت يدها على خدها الذي تورم على الفور .
اقترب منها مجددا وقال :
- والله يا شهد ثم والله إنك إذا تدخلتي بأموري مرة ثانية وتلقفتي إن ما يحصل لك خير تسمعين .



خرج من حجرتها ودمه يغلي من قهره على أخته المسكينة , ولم يلُم نفسه على قسوته على شهد التي لادخل لها فيما حصل أبدا .
هي فقط شعرت بالغيرة وقالت ما قالته غير مدركة لما حولها , بما فيهم والدها الذي كان يقف على عتبة السلم .
عاد راجح إلى الواقع ونظر يده التي ضرب بها شهد لأول مرة في حياته , آلم يدها , ضربها على خدها , شد شعرها .. بذات اليد ..!
أخته الصغيرة المدللة .. كيف استطاع أن يفعل بها ما فعل ؟
بالأمس كان غاضبا وغير مدرك ما يفعل , أما قبل قليل .. فكان ينوي التحدث إليها ويأمرها بإخراج بعض الإعترافات ضده ممن كانت تقف بجانب الباب قبل قليل , كما يأمرها كل مرة فتستجيب .
بالرغم من أن ما يصله منها إليه عن طريق شهد قاسيا ومبالغا في حقه , إلا أنه كان يستمتع بسماع عبارات الحقد والكره منها , يكفي أنه يشغل كل أوقاتها ..!
حتى لو كانت تكرهه إلى حد لا يوصف .. فهي تذكره على الدوام , وذلك يكفي لاستمتاعه إستمتاعا مختلفا , عن كذبه ولعبه على الفتيات ..!
نعم لم يكن ينوي ضرب شهد ولا إغضابها , ولكنها أخرجته عن طوره فور إمساكه ليدها , لذا حصل ما حصل .
ضرب بقبضته فخذه مغمضا عيناه بألم , خسر أبرار , ليس هناك مجالا لخسارة حب شهد أيضا .
سيعتذر إليها .
أخرج هاتفه من جيبه حين رنّ منبها بوصول رسالة .. كانت من شهد , فتحها على الفور وتفاجأ من المكتوب :
( انتبه تقرب من البيت هاليومين , ما أبي أشوف وجهك الودر , ولا بعلم عليك أبوي ) .
ضحك وأقفل الهاتف , هذه الصغيرة .. لن تتوب عن أفعالها , تستمر بتهديده على الدوام .
وهو يستمر بالإستماع إليها .. يحبها ولا يملك سوى الإنصياع لأوامرها .
لا بأس , تحصل مثل هذه المشاكل بين الإخوة !


****



في المنزل بعد مرور نصف ساعة .
( شهد , ليان )


عادت إليهم بإبتسامتها الجميلة وكأن شيئا لم يحصل قبل قليل .
جلست بجانب ليان وغدير , حين نظرت إليها ليان تتفحص ملامحها .
- لا إله إلا الله ولا كأنك اللي كنتِ منهارة من شوي .
نظرت إليها بملل وهي تسند كوعها على الكنبة وتسند رأسها على باطن كفها :
- عادي ما كنت منهارة , تهاوشت هوشة عادية مع أخوي حبيبي ما تقاتلنا بالسيوف .
ليان تضع رجلا فوق الأخرى :
- إيه ما شاء الله أخوك حبيبك أخذك بالأحضان ما دفك على الأرض ولا شد شعرك بسم الله عليكم , يخزي العين على علاقتكم شو حلوة .
ابتسمت إبتسامة مائلة وهي تقصد إغاظتها :
- وانتي ليه تغارين ؟
بسخرية ردت عليها ليان :
- أغار ؟ هذا الناقص والله , تعالي قولي لي ليه متهاوشين ؟ مهاوشك عشان أبرار ؟ غريبة أول مرة يعصب عليك بسببها .
ضحكت غدير :
- تسألين وتجاوبين وش تركتي لشهد عشان تقوله .
وقفت شهد بوهن :
- أزعجتوني برجع لغرفتي أريح شوي , إذا وصل العشا نادوني .
وذهبت دون أن تسمع ردهم .


نظرت إليها ليان من خلفها بحزن , لا تستحق ما حصل لها قبل قليل .. ولأجل مَن ؟ أبرار إبنة ضرة خالتها ؟
غدير وهي تنظر إلى ملامح ليان :
- وش فيك حزينة عليها كذا ؟ تراها تستاهل هالدلوعة , أكيد مسوية شيء كبير بحق أبرار المسكينة .
- وانتي إيش فيك تدافعين عنها ؟ تراها بنت أبوهم ماهي شقيقتهم .. يعني اهتمام راجح فيها بهالشكل أبد ما هو مبرر ولا معقول .. لدرجة يضرب بنت أمه وأبوه عشانها , اللي بسبب أمها خالتي تعبت .
تنهدت غدير قبل أن تجيب :
- مالها ذنب لا هي ولا أمها , الغلط كله على زوج خالتك هو اللي فاجأها وصدمها بالموضوع, لا أبرار ولا أمها غلطانين تفهمين ؟ أما إذا عن اللي صار بعدين فأبرار أبدا ماهي غلطانة .
شتتت ليان أنظارها بتردد :
- حتى ولو , أمها المفروض ما توافق على الزواج بدون علم زوجته الأولى .
وقفت غدير تتذمر :
- انتي وش عرفك يالغبية ؟ لو إنك عرفتيهم من قريب ما فتحتي فمك بكلمة , بروح أشرب مويا .


وخرجت إلى الصالة متجهة نحو المطبخ , تنهدت ليان وهي تعود بظهرها إلى الخلف .
صحيح كلام غدير , ربما لو اقتربت من أبرار كفاية لفهمت الأمر جيدا ولدافعت عنها وشفقت عليها مثل ما تفعل إبنة خالها غدير , التي تربطها علاقة صداقة بأبرار منذ صغرهما .
أما هي فليست ممن يحكم على الناس من ظاهرهم أو مما يُقال عنهم , ولكنها تكره الأم وإبنتها ( أبرار ووالدتها ) مثل ما يكرههم الجميع من عائلتها .
والدتها وخالاتها .
سقطت أنظارها على الخاتم بيدها , وأخذت تشتم نفسها وصاحب الخاتم بداخلها ألف مرة وتدعو عليه علّه ينتهي من هذه الدنيا وتتوقف حياته فتتخلص من ذلك الإرتباط السخيف
( بسخافة الطرف الآخر ) .


أما بالأعلى في حجرة شهد .. تستلقي على سريرها تنظر إلى السقف سارحة تفكر في كل ما حصل .
تشعر بالشفقة تجاه أختها تارة , وبالحقد عليها وعلى والدتها تارة أخرى .
آلمها ما فعله راجح بالأمس , تفاجأت من دخوله وشعرت بالخوف منه لأول مرة .
وانصدمت بضربه لها حتى أنها لما تبكِ من صدمتها !
بعد أن خرج من حجرتها أقفلت على نفسها الباب وذهبت إلى دورة المياه , وقفت أمام المغسلة وفتحت الصنبور بالماء البارد .
غسلت وجهها دون النظر إلى المرآة , علمت أن خدها تورم من لمسها إياه .. فبشرتها حساسة جدا .
تخشى النظر إلى نفسها فتصدق أن أخاها قد ضربها بالفعل من أجل أبرار ..!
عادت إلى حجرتها ويدها لا تزال على مكان الضربة تتحسها وتسترجع ما حصل ( بسبتك أبرار قطعت علاقتها فيني نهائيا ) .
مالذي حصل بالضبط ؟ لمّ بسببي ؟
هل غضبت لأنه لم يستطع السفر إليها ؟ كيف علمت أنها قالت ما قالت فمنعه والده من السفر ؟
هل كانت بحاجة ماسة إليه ؟ لذا قطعت علاقتها معه ؟
نعم لا بد أنها كانت بحاجته , وإلا لما فعلت ذلك الشيء .
هي حتى وإن اعتادت على العيش بمفردها منذ سنوات عديدة بالتأكيد ستحتاج إلى من يقف بجانبها إن حلّ عليها أمرا ما ..
شعور الذنب طغى عليها , غطت وجهها بكفيها بعد أن استوعبت فداحة ما حدث من وراء لسانها .
كان حديثا عاديا لم تلقِ له بالا , لكنه سبب في قطع علاقة ..!


كادت تلوم نفسها وتجلدها بسوط تأنيب الضمير , لولا صورة أمها التي تراءت أمامها وهي ملقاة على الأرض بلا حراك من هول ما سمعت , ومن وقع الخبر المفجع الذي باغتها ..!
رفعت رأسها بشموخ , لن يؤثر بها ما فعل راجح , ولن تشفق على أبرار , فهي ووالدتها تستحقان ذلك بل أكثر .
أخذت تشتمهما بحقد وغل , حتى نامت .
عادت إلى الواقع وتقلبت على يمينها .
والذي حصل قبل قليل ؟ نعم زادها حقد وغضب .. ( أبرار تاج رأسك , أبرار تسوى عندي الدنيا كلها ) .



****


واشنطن , الثانية والنصف صباحا .
( أبرار )


استيقظت على صوت منبه هاتفها , أغلقته وجلست تمسح عيناها .
التفتت إلى الصغيرة وغطت جسدها جيدا .
مسكت طرف السرير حين شعرت بالصداع يداهمها فور وقوفها .
جلست بوهن وضغطت على رأسها بيديها بقوة , علّ الألم يخف .
ذكرت الله ووقفت مجددا , اتجهت نحو دورة المياه .
ملئت حوض الاستحمام بالماء البارد رغم برودة الجو بالخارج , استحمت سريعا وخرجت تجفف شعرها بالمنشفة الصغيرة .
بعد قليل , فرشت سجادتها وكبرت .. صلت قدر ما استطاعت من ركعات .
حين انتهت جلست تدعوا الله وتبكي , تشكوا ضيق صدرها وخوفها وحزنها .
استودعته نفسها ووالدتها وابنتها .
باحت له كل ما بخاطرها , لمْ تُبقِ في خاطرها حرف واحد , قالت كل ما لديها .
حتى شعرت بالراحة .
قرأت ما تيسر لها من القرآن .
نظرت إلى الساعة , باقي على الآذان نصف ساعة .


وضعت المصحف فوق السجادة , ووقفت وتوجهت إلى خزانتها .. أخرجت الصندوق الأبيض متوسط الحجم , والمغلف بمخمل .
أخرجت المفتاح من مكانه , وفتحت الصندوق بعد أن جلست على كرسي مكتبتها القابعة في ركن الحجرة .
فتحت الإنارة الصغيرة , ووضعت الدفتر الذي أخرجته للتو من الصندوق تحتها .
فتحت الصفحة الأولى وهي تتنهد بألم , موجعة جدا هذه الصفحات , فقط لأن صاحبتها ليست قريبة , بل بعيدة ... بعيدة جدا ..!


كان ذلك الدفتر عبارة عن مذكرات يومية لصديقتها جوليا , بدأت تكتب فيها حين بدأ نور الإيمان يتسلل إلى قلبها , بعد أن دخلت بالصدفة إلى إحدى الصفحات الدعوية باللغة الإنجليزية .
كتبت :..


( حقا شعرت بالحيرة , والضياع .
شعرت أن ما مضى من حياتي كانت عبارة عن حياة بلا معنى , أوقاتي الثمينة ضاعت بلا فائدة ..
ضاعت في رجاء من لا يُرجى , والصلاة لمن لا يُصلّى له ..
كل يوم أحد كنت أذهب إلى ذلك المبنى العريق , المليء بالشموع والزهور ..
حين أدخل إليه وأغمض عيناي بخشوع أطلب من ذلك التمثال أمامي كل ما تتوق إليه خاطري ..
نعم كنت ملتزمة بالذهاب إليه في كل أسبوع , بل كل ما شعرت أنني لا عمل لدي ؛ لأصلي وأدعو ذلك الشيطان القابع لا أدري داخله أم وراءه أم في الأمام ..
لم أصبح تلك الفتاة الملتزمة بتعاليم دينها إلا بإلتزام عائلتي , والداي وإخوتي .. نعم كنت أطمئن بفعل تلك الأشياء , أو كنت أوهم لنفسي ذلك .. لا أدري ..
ولكن كانت تأتيني لحظات نزاع وخلاف بيني وبين نفسي كنت أشعر بأن هناك خطأ ما .
واقع هنا في خاطري ليس في غيره .


حين دخلت بالصدفة إلى صفحة دعوية للدين الإسلامي , قرأت المكتوب فأصابني الذهول .
أعدت قراءة المقالة الأولى مرارا وتكرار .
لمدة أسبوعين كاملين ..
حتى شعرت أن ما بخاطري من حيرة تختفي شيئا فشيئا .
أنا حقا أشعر بأن شيئا ما سيحصل لي في الأيام القادمة .
شيئا جميلا , جميلا جدا .
سيغيرني للأفضل , ويشعرني بالسلام الداخلي الذي لم أشعر به في حياتي قط .!
نعم متأكدة من ذلك .

لذا اتخذت هذا الدفتر , سأكتب فيه كل ما سيحدث معي .
ليكون شاهدا على تغييري للأفضل .


التوقيع : جوليا ) .


أغلقت أبرار الدفتر بعد أنتهت من قراءة المذكرة الأولى وهي تطلق نفسا حارا , نعم مذكرتك شاهدة على تغييرك عزيزتي .
تغييرا لم يتوقعه أحد ولم يخطر على قلب من يعزك .
دعت لها الله وأعادت الدفتر حيث كان , أغلقت الصندوق جيدا وأعادته حيث كان .
جلست على سجادتها مرة أخرى تسبح الله وتستغفره حتى أذن الفجر .
صلّت السنة ثم ذهبت إلى حجرة والدتها , أيقظتها وعادت لتصلي الفرض .


بعد أنتهت من قراءة أذكارها ذهبت إلى المطبخ وأعدت الإفطار , مشغول بالها بما حدث مساء الأمس .
أين المفر بعد أن علمت من هو ذلك الغريب , صاحب العينان ؟
زياد ..!
ذلك الإسم أصبح يرعبها منذ أن رأته , إضافة إلى عينيه .. وتهديده .
يا الله أسألك من فضلك ورحمتك أن تحفظ لي ابنتي , ولا تبعدها عني طوال العمر .
لا تحرمني منها فأُحرم من مصدر السعادة والراحة بعد والدتي .

وضعت الطعام على الطاولة ونادت أمها , تناولتا طعامهما بهدوء دون أن يقولا شيئا .
والدتها غاضبة عليها , أقسمت بأنها لن تتحدث إليها قبل أن تبوح لها وتقول كل ما يشغل خاطرها ,
بعد أن عادت أمس بتلك الحالة الرثة .
دخلت إليها فجأة تحمل ألين التي لازالت تبكي , أنزلتها على الأرض وأقفلت الباب من الداخل بالمفتاح عدة مرات .
وقفت والدتها بتعجب واحتضنت ألين التي ركضت إليها , ضمتها ورفعت رأسها تنظر إلى إبنتها بتساؤل .
أبرار لم تقل شيئا , دخلت إلى حجرتها وأقفلت الباب على نفسها .
حاولت بعد ذلك أن تخرجها من الحجرة وتقول لها ما حصل , ولكنها لم تجب .
سألت الصغيرة فقالت بإختصار :
- أخذنا أشياء كثيرة من السوبر ماركت , بعدين هي تهاوشت مع رجال وسحبتني ورجعنا هنا , هو هذاك اللي ساعدني لما ضعت برة في الشارع .
عقدت حاجباها بتعجب , أبرار تخالفت مع أحدهم ؟ ومنقذ صغيرتها ؟


خرجت أبرار من حجرتها ووجهها محمر , دخلت المطبخ على الفور .. أعدت طعاما سريعا للعشاء .
ثم عادت إلى حجرتها , قبل أن تدخل قالت لها والدتها :
- أبرار إيش اللي صار ؟ من هذا اللي تهاوشتي معاه وليش ؟
التفتت إليها بإبتسامة مصطنعة :
- شيء سخيف يمه لا تهتمين , حطيت لك العشاء كلي ولا تنسي تأخذي أدويتك .
نوت الدخول مرة أخرى حين قالت والدتها :
- وانتي ما تبين تتعشين ؟
- لا يمه مالي نفس .
ودخلت دون أن تنتظر إجابة والدتها التي قالت بصوت عالٍ وصل إليها داخل الحجرة :
- والله يا أبرار إذا ما تكلمتي وقلتي اللي صار لك اليوم وأمس إني ما راح أكلمك .



سحبت إلى رئتيها هواء عميقا ثم أطلقته مغمضة عيناها , أبدا لا تنوي قول ما بها لأمها , فهي لديها من الهموم ما يكفي .. ولكنها أقسمت , إذا لا خيار آخر .
- يمه بقول لك اللي صار , بس أمانة لا تفكرين كثير ولا تشيلين هم , تمام ؟
نظرت إليها بصمت بأن تحدثي ...
ترددت كثيرا , تفوهت أخيرا قائلة :
- يمه شفته أمس , شفت زياد .
عقدت حاجبيها :
- مين زياد .
- زياد .....................
اتسعت عيناها منصدمة , ولم تستطع الإجابة .
ردة فعل والدتها هوّلت عليها المصيبة أكثر , وجعل الخوف يكبر فيها .
وقفت وذهبت إلى حجرتها , استلقت على سريرها وأغمضت عيناها حتى سالت دموعها مرة أخرى .
إلى متى سيبقى فيها هذا الخوف ؟ متى ستتخلص ؟
متى ستعود للهناء مرة أخرى مع ابنتها ؟

____


#انتهى


______



قرأتي ؟
اتركي لي تعليقا بسيطا , رأي .. إنتقاد , توقع .
تنبيه على أخطاء إملائية أو لغوية .


لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير .
* MeEm. M
______________




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 06-02-19 الساعة 11:08 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.