آخر 10 مشاركات
447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          78 - القرصان - ماري ويبرلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          237 - عاصفة الصمت - بيني جوردن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-18, 08:46 AM   #1

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي رحلة مأساتي وإبتساماتي * مكتملة *








تمهيد
(أبو العلاء المعرّي) أبو الشعراء الفيلسوف والكاتب والشاعر قبل أن يموت أوصى بأن يكتب على قبره الذي سيدفن به «هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد »
لقد ولد أعمى وعانى ما عاناه أثناء حياته فرفض رفضاً تاماً أن يتزوج وينجب كي لا يجني على أولاده كما جنى عليه والديه.
ولكن من منّا يعتبر؟؟!!
إذ ما يزال حتى الآن الأباء يجنون على أولادهم ويقضون على أبسط حقوقهم بالعيش حياة سوية شريفة وفخورة .
السؤال : لماذا؟؟ لماذا عندما تجد نفسك غير قادر على تأمين حياة سوية لأولادك لماذا تنجبهم لهذا العالم وتدفن رؤسهم بالتراب ، تدمر عنفوانهم وتصنع منهم حثالة المجتمع رغماً عنهم .
وأنا هنا لا أتكلم عن ماديات أبداً
بل أتكلم على دين وطبع وأخلاق وأبسط الحقوق وهي بأن يحمل هوية وإسم والده ووطنه ومنشأه ، أن يحمل سمعة أهله الطيبة ، أن يكون فخور بنسبه ولا يخجل منه .
رحلة مأساتي وإبتساماتي:
الرواية هذه المرّة مختلفة تماماً عن كل الروايات التي سبق وكتبتها إذ
ستلاحظون اختلافاً جذرياً بطريقة طرحها وتقديمها لكم
الرواية قصة حقيقية سأنقل لكم وقائعها بحذافيرها دون زيادة ولكن بالطبع لن يخلو الأمر من بعض النقصان حفاظاً على مشاعركم .
الرواية تتناول قصة حياة فتاة عادية جداً ، لفظها القدر بِيَمِّ الحياة فعانت منها ما عانته من قبل عائلتها ومجتمعها وظروفها القاهرة .
فكانت خير مثال لنا لما يعانيه شرخٌ كبير من أفراد مجتمعنا بسبب أخطاءٍ يقترفها الأهل ويورثونها لأبنائهم كحلقة مغلقة لا مفر منها بأي ثمن .



ميعاد تنزيل الفصول
كل اثنين و خميس التاسعة مساءا


روابط الفصول

التمهيد .... اعلاه
المقدمة .... المشاركة التالية
الفصل الأول .... بالأسفل

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل الأخير

رابط الكتاب الالكتروني

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي







التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 12-09-18 الساعة 05:22 PM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 08:55 AM   #2

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

مقدمة

«بابا ، إحملني على كتفيك وأعدو بي فوق السحاب. »
قهقهت قهقهات طفولية شابكةً أناملي الدقيقة بشعر والدي وأغمضت عيناي أستلذ بلفحات الهواء الطلق المشبّع بذرات مياه البحر المالحة أشعر وكأّني أطير فوق السحاب ووالدي كانت تزداد سرعته وحماسه مع تزايد وتيرة ضحكاتي تلك يعدو بي بزقاق حيّنا الشعبي الفقير المقتض بالمنازل المتراصّة بحيث تمنع أشعة الشمس من الدخول عبر النوافذ الصغيرة المواجهة لجدران منازل الجيران .
مرحباً ، أدعى إيمان مطر ولدت بأوائل السبعينات ، طفلة وحيدة لوالدي الرجل الاربعيني الذي لم يمنحه القدر غيري ، يعمل جزّار في ملحمته الصغيرة على حدود حيّنا الشعبي بضواحي بيروت المقاربة لشواطئ البحر .
يوم أنجبتني والدتي كانت فرحته لا تقدر بثمن حملني بين ذراعيه ولثم وجنتي ونظر الي تلك النظرة الحنونة والعطوفة وكأنّي كنزٌ لا يقدر بثمن ، نظرات ما تزال تطارد أحلامي حتّى الآن .
في فترة طفولتي كان والدي كل عالمي ، يعاملني على أَنِّي كل عالمه ، والدتي كانت شابّة فاتنة الجمال بعينان رماديتان وشعر أشقر وجسدٌ ممشوق فورثت منها بعضاً من ملامحها وورثت من والدي البعض الأخر فكنت مزيجاً ملفتاً لم يتوان عن ذكره والتلميح اليه أي من سكان حيّنا .
والدتي عندما تزوجت من والدي كانت أرملة وأم لأربع أولاد بنتان وصبيان ، كانت زوجة صغيرة لرجل عجوز عنده أولاد من عمرها تقريباً، تزوجته وأنجبت منه إخوتي وعندما توفيّ إستلم رعايتهم إخوتهم وهي إختارت أن تفتّش عن حياتها من جديد فإلتقى دربها بدرب والدي الرجل الأربعيني الذي لفتت أنظاره بجمالها الآخاذ وتزوجها .

طفولتي كانت مزيجاً جميلاً خلّفت لي ذكريات كانت وقوداً لي لمتابعة حياتي فأعود اليها في أحلك ظلماتي وأحاول أن أنيرها بها ولكنّها بكل أسف كانت مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالرجل الذي أنجبني ولم يستطع أن يقدم لي شيئ حتّى هويته التي كان فيها خطئاً مطبعياً يذكر فيها بأنّه أنثى فلم يكلّف نفسه عناء تصحيح هذا الخطأ وبالتالي لم يتمكن من منحي إسمه أو هويته أو كنيته فترعرعت مكتومة القيد لا أملك هوية إنتماء لعائلة أو وطن .
وسرعان ما إنتهت طفولتي مع إنتهاء صلاحية والدي الذي غاب عنّي بسبب مشروبات روحية سرقته منّي ، سرقت عقله وحبّه وحنانه فحوّلته الى مجرد مدمن قاسي القلب منعدم الضمير ، ركن روحه على رفٍّ عالٍ غطّاها غبار الزمن الذي لم أنال منه سوى القسوة والقهر والخيبات المتتالية .
وتلك كانت فقط بداية البداية .........

noor elhuda likes this.

امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 01:44 PM   #3

Nemino
 
الصورة الرمزية Nemino

? العضوٌ??? » 399846
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » Nemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond repute
افتراضي

ساندريلا الحياة الواقعية أعتقد
سعيدة أنني أول المشاركين
حقيقة أشعر بالحماس للتكملة رغم أنها تبدو كئيبة
لكن الكلمات والتشبيعات المتناسقة تشدني حقاً
فقط احرصي على التنسيق الخارجي للفصل وستكون باذن الله رواية رائعة

عديني من متابعين الرواية
دمتي


Nemino غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 06:30 PM   #4

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nemino مشاهدة المشاركة
ساندريلا الحياة الواقعية أعتقد
سعيدة أنني أول المشاركين
حقيقة أشعر بالحماس للتكملة رغم أنها تبدو كئيبة
لكن الكلمات والتشبيعات المتناسقة تشدني حقاً
فقط احرصي على التنسيق الخارجي للفصل وستكون باذن الله رواية رائعة

عديني من متابعين الرواية
دمتي
اهلاً بك عزيزتي ، اسعدتني متابعتك ، ان شاء الله اكون عند حسن نيتك 💕💕


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 10:01 PM   #5

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاوّل
الفصل الاوّل

تكوّرتُ في زاوية غرفتي متخذة وضعية الجنين أغطي أذني بكفّي علّها تصد عنّي صوت صراخ أمي الملتاع ، بسبب ضربات أعرف كل تفاصيلها وجَرّب جسدي كل أنواعها يتذكر الألم المرفق لكل ضربة تلقاها منه وينتفض مع كل ضربة تتلقاها هي مرفقة بشتيمة لا تناسب سنّي ولكنّي في نهاية المطاف إستجمعت قوّتي وإرادتي واقفةً من مكاني ، فتحت باب غرفتي وأسرعت اليه ، جذبته من ذراعه علّه يرحم والدتي المتكوّرة على الأرض تمتص ضرباته المتوحشة والعديمة الرحمة بخنوع تام مسبّباً لها تصبّغات في وجهها وكل أنحاء جسدها.
«أتركها ، ستقتلها» جذبته من ذراعه أحاول إبعاده عنها فدفعني بعنف عرض الجدار مسببّاً إرتطام رأسي وزوغان أنظاري لبعض اللحظات ، تأوّهت بألم أحاول الوقوف على قدمي مستعينة بالجدار وعدت اليه بخطوات متهالكة قلقلة على سلامة والدتي ، سيقتلها ، إذ لم يدفعه عنها أحد ما سيقتلها .
هذه المرّة جذبته من قميصه دافعةً إيّاه بكتفي فإختلّ توازن جسده المترنّح المشبع بالخمرة والمشروبات الروحية فوقع جاذباً شعري معه بقبضته مسبباً وقوعي فوقه وقبل أن أستوعب ما يحصل لي كانت قبضته الثانية تتصل بوجنتي بلكمة شعرت بها تخترق دماغي .
غاب عنّي نظري للحظات أسمع طنيناً مدوياً داخل أذني أشعر بدماغي يتخبّط داخل جمجمتي ولكنّي بالرغم من كل هذا لم أتوانى عن محاولة الإبتعاد عنه موقنةً بأنّه إذا أمسكني سيقتلني ، زحفت بعيداً عنه أراه يحاول اللحاق بي يشتمني بأشنع الألفاظ « أيّتها العاهرة الصغيرة ، أيتها الساقطة ، وتتجرئين على مدّ يدك علي ، سأقتلك ، سأقتلك »
وقفت عن الأرض بتهالك أرى محيطي بتشوّش ، جلت بنظري أحاول إيجاد المخرج ، ركضت نحوه فتحته وخرجت هاربة الى الظلمة المحيطة والأمطار الغزيرة حافية القدمين بمنامة قصيرة بلا أكمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .
تلفّت حولي بضياع أحاول أن أَجِد مكان أختبئ به ريثما ينام .
المطر غزير والبرق يومض في الأرجاء أثارا ذعري فعاودت الركض وهمّي الوحيد هو الإبتعاد عن المنزل قدر الإمكان خوفاً من أن يقتلني إذ أمسكني .
وصلت إلى بيت جارتنا عزيزة ، المرأة التي لم تتوانى لمرّة عن إيوائي بهكذا ظروف .
وقفت أمام الباب أشهق أنفاسي بعمق أحاول إيقاف إرتعاش جسدي المبلّل والبارد ، طرقت على الباب بعنف لأجدها قبالتي بغضون لحظات تناظرني بفزع ويقين .
إحتضنت جسدي الذي ينتفض تحت قبضتي مبتسمة لها إبتسامة ممزقة تخفي خلفها الماً لا أتقن وصفه أحاول أن أخفف عنها علّي أتمكن من إزالة تلك النظرة الجزعة عن محياها .
وبدون أي تعليق جذبتني اليها داخلةً بي الى الحمّام مباشرة .
« إخلعي ثيابك وجففي نفسك سآتيك بثياب جافّة » قالت لي وأغلقت الباب ورائها دون أن تسألني عن سبب قدومي اليها بهذه الحالة وهذا الوقت المتأخر .
وأنا أسرعت بتلبية طلبها دون تفكير ، حسناً إنَّها ليست المرّة الأولى ولا الثانية ولا حتّى المئة التي يقوم بها والدي بطردي من المنزل وفِي هكذا وقت متأخر دون الإكتراث لمكان تواجدي .
في بداية الأمر كنت أختبئ تحت نافذة غرفته الى أن أتأكد بأنّه نام وأعود متسلّلةً الى غرفتي .
ولكن مؤخراً أصبح الأمر صعبٌ إذ أصبحت أنثى ناضجة تلفت الأنظار فأصبح إختبائي تحت نافذة منزلنا ليس صائباً في تلك الساعات المتأخرة من الليل بحيث في مرّة من المرّات صادف دربي بعض الفتية الذين حاولوا التحرش بي في بادئ الأمر بالكلام البذيئ ومن ثم تطور الأمر بهم بمحاولة إقناعي بمرافقتهم الى مكان ما كي يختلون بي .
ليلتها خفت كثيراً فهربت منهم لأجد نفسي عند الخالة عزيزة أشكو لها مصابي فطلبت منّي أن لا أتردد بالقدوم اليها في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار في حال تكرر هذا الأمر مع أبي .
لذا نعم إنّها ليست المرّة الأولى التي أهرب بها من بيت أبي معنّفة وحافية القدمين وبهذه الحالة المزرية التي لا توصف ولكن بالرغم من كل هذا أَجِد أن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة لي ، قلبي يزداد الماً مع كل مرّة ، تلك الفوهة المظلمة وسط صدري تزداد عمقاً وإتّساعاً مع مرور الوقت تجذبني اليها بكل قوّة لديها ، الى متى !؟؟ الى متى ستبقى حالي هكذا؟؟ وإلى متى سأبقى أقاوم التيار الجارف الذي يهدد بإستهلاكي كليّاً.

أدخلتني إلى غرفتها ترتب السرير الذي كانت نائمة فيه هي وزوجها تقول
« سينام عمّك أبو خليل مع خليل بغرفته وأنتِ ستنامين هنا بقربي»
وخرجت لأسمع همهماتها مع زوجها وإبنها ، لا بدّ أن زوجها إنزعج من قدومي اليهم وإيقاظهم بمنتصف الليل ، وها هو يُطرد من سريره كي أنام أنا فيه ، بكل تأكيد إنّه غاضب وجداً ، تكوّرت فوق السرير محتضنةً ركبتي الى صدري أفكر بمأساتي المتكررة ، والدي السكير ووالدتي الضعيفة والخاضعة ووضعي ووحدتي عدم الامان الذي أشعر به بجوار أكثر شخصين من المفروض أن يشكلان السكينة والامان لأي طفل هما والديه الاّ أنا!!!
ولكن الآن كل همّي بالغد الآتي لا محال ، أنا متأكدة بأنّه سيضربني عندما أعود إلى المنزل ، لن يمررها لي بسهولة إذ أنّها المرّة الأولى التي أقف بوجهه وأحاول إبعاده عن والدتي .

إحتضنت نفسي ودفنت وجهي بالوسادة أحاول أن لا أفكر وأغفو لبعض الوقت مترقّبةً لمصيبة الغد وهيهات لأن زارني النوم.

حدّقت بالنافذة أترقب طلوع الشمس ، لقد غفوت بشكل متقطع أشعر وكأنّ الليل طال ولا يريد أن ينقضي ، وعندما إستيقظت الخالة عزيزة وتركت الغرفة تسللت أنا خارج المنزل هرباً من مواجهة عائلتها خجلاً منهم على قدومي اليهم بتلك الطريقة.
قادتني قدماي إلى الشاطئ القريب ، علّي أمرر بعض الوقت قبل أن أذهب إلى مواجهة مصيري المحتَّم ، لربما يكون قد هدأ حاله ونسي ما حصل الليلة الماضية ، إذ في أغلب الأحيان يتصرف وكأنّ شيئاً لم يحصل ، يستقبلني بإبتسامة طيبة تنسيني ما سلف أو يعاتبني بلطف على غيابي الغير مبرر إذ يبدو أنّه ينسى ما يفعله بي أثناء حالات سكره وثمالته .
وفِي بعض الأحيان يبدأ بالشرب باكراً فيكمل ما بدأه ويعيد طردي من المنزل أو أنا أهرب خوفاً منه « حسب مزاجه » سبحت قليلاً وإستلقيت تحت اشعة الشمس كي تجف ملابسي .
«إيمان ، ماذا تفعلين هنا؟؟ أُمِّي قلبت الحي عليك»
فتحت عيناي أستقيم بجلستي أراقب خليل إبن الخالة عزيزة يقترب مني برفقة صديقه الذي غالباً ما أراه برفقته ولكّني أبداً لم أتحدث اليه ، بل أجده مريب ، صامت ويلاحقني بنظراته في كل إتجاه .
«والدك يسأل عنك ، يبدو أنّه فقد عقله ، أُمِّي تطلب منك البقاء بعيداً عن المنزل إلى أن يصفى ذهنه ويهدأ حاله ، إيّاك والعودة إلى المنزل الآن ، إتفقنا »
ومأت له برأسي بأنّي فهمت ما يطلبه منّي أشعر بإنقباض عنيف بصدري ، ما كان يجب أن أهب لنجدة والدتي .
«ووالدتي ، هل هي بخير ؟؟» سألته قلقلة على حالها .
«والدتك تركت المنزل ، ذهبت إلى بيت إبنتها »
أشحت بنظري عنه أراقب زرقة البحر وأمواجه العاتية مستنغصة حالي ووضعي ، تركتني كعادتها ، ذهبت إلى أولادها من زوجها الاوّل وتركتني لأواجه مصيري مع والدي لوحدي ، أنّها ليست المرّة الأولى التي تقوم بها بهكذا فعل ولن تكون المرّة الأخيرة إذ دائماً تتركني لأشهر عديدة ، أدير أموري بنفسي وأتحمل نوبات غضب وثمالة والدي وحدي وأهرب من المنزل في منتصف الليالي إذ أيّاماً يضربني دون سبب وأيّاماً يقرر بأنّه لا يريدني بالمنزل بعد الآن وأيّاماً يندم ويعتذر ، هكذا هي حياتنا ، دوَّامة مغلقة لا مفر منها.

«حسنا إيمان ، إنتظري لبعض الوقت وعودي إلى منزلنا ، إنتبهي ولا تدعي والدك يراك في تلك الأثناء » قال لي يرمقني بشفقة وصاحبه يناظرني بغموض وصمت كعادته ومن ثم رحلا وتركاني لحالي ومأساتي .

إنتظرت حتّى حلّ المساء ، بقيت على الشاطئ سبحت لبعض الوقت ثمّ تجوّلت بالسوق المحلي القريب الى أن هدّ الجوع حيلي وما عدّت قادرة على البقاء بعيداً أكثر ، وقبل غروب الشمس عدّت أدراجي إلى الحي الذي نقطنه ، حي فقير يظم مجمعاً سكنياً عشوائي من المنازل الكثيفة المتراصّة ، ولكنّي قبل أن تطأ قدمي شارع حي الخالة عزيزة وجدت صديق إبنها بوجهي وكأنّه كان ينتظرني .
«هل بإمكاني التحدّث اليك »سألني يراقبني بتمعن ، يتأمّل تفاصيلي بطريقة أثارت ذعري .
«ماذا تريد ؟؟» نبرت به أراقب محيطي بترقب
« أنا أملك لك حلاًّ لمعاناتك ، بإمكاني أن أخلصك من حياتك هذه ووضعك هذا ولن أسمح لوالدك بأذيتك وتعنيفك من جديد »
بصراحة كلامه أثار إنتباهي وإهتمامي وأردت أن أعرف تفاصيل هذا الحل « وماذا لديك ؟؟»
يبدو أنّه لم يتوقّع سؤالي إذا بدى متوتراً ومتردداً ، تنقّل بقدميه يميناً وشمالاً ومن ثم عاد بإنتباهه الي وقال «تتزوّجيني !!!»
«أتزوجك ؟؟!!» أجبته بنبرة مصدومة ، لا أستوعب طلبه ، كيف سأتزوجه وأنا بالكاد أكملت السادسة عشر ، لا أعرفه أو أعرف عنه شيئ وبالكاد أتحدث اليه ، حتّى أنّه ليس من هذه المنطقة ، بل يأتي كل فترة وأخرى للعمل مع أحد أقربائه البعيدين .
«تزوجيني وأنا أعدك بتأمين منزل لك وحياة آمنة وأحميك من بطش والدك ، سأكون زوجك الذي سيهتم بك جيداً »

دفعته من أمامي متوجّهة نحو بيت الخالة عزيزة هادرة به « وهل تظن أنّ الزواج بهذه السهولة ، فأنا حتّى لا أعرفك أو أحبك كي أتزوجك وما زلت صغيرة للزواج »
لحق به « أنا أعرض عليك الحل الوحيد الذي يمكّني من مساعدتك وحمايتك »
تسارعت خطواتي ناشدة الهرب منه ، لا أرغب بسماع المزيد من تراهاته ، أتزوجه !! لا بدّ أنّه فقد عقله !!!
طرقت باب منزل الخالة عزيزة ودخلت من دون إنتظار دعوى وما هي إلاّ لحظات حتّى وجدت نفسي تحت قبضة والدي الذي يبدو أنّه كان بإنتظاري عندهم أخذني من شعرى وجذبني نحو الأرض ليمتزج صراخي بصراخ الخالة عزيزة التي أسرعت الينا تحاول تحريري من قبضته ولكماته وشتائمه التي لا تليق بأنثى يافعة مثلي ، ينعتني بالعاهرة والمنعدمة الشرف والأخلاق .
لا أعلم كيف تحررت منه ولا كيف وجدت نفسي خارج المنزل في الشارع ولا كيف وصلت إلى سيارة ربيع الذي كان يقود بي بسرعة جنونية خارج الضاحية .

لم أتوقف عن البكاء طوال الطريق غير مكترثة لوجهتي المجهولة ، المهم أَنِّي أبتعد عن والدي قدر الإمكان ، والدي الرجل الذي تزداد حالته سوءً مع مرور الأيّام وَالَّذِي أضحى نادراً ما أراه واعٍ إذ دائماً يكون غارقاً بحالة من الثمالة الكثيفة مغيّبةً إيّاه عن الواقع فيتحوّل إلى رجل عنيف وقاسٍ منعدم الرحمة والإنسانية ، ولكنّي بالرغم من كل هذا كنت دائماً أتمسك بذكرياتي الطفولية معه ، عندما لم يكن يشرب بعد ، عندما كان يرى الجنّة من خلال عيناي ، يصطحبني معه فوق أكتافه إلى المطعم الذي يملكه بالحي ، يختار لي أطيب وأفخر أنواع اللّحومات ويسأل الطاهي أن يصنعها لي ويطعمني بأنامله بإبتسامة طيبة وقبلات متلاحقة ، ما زلت متمسّكةً بتلك الذكريات أنتظر عودة والدي ذاك دون جدوى وكأنّي أسير في صحراء قاحلة ألاحق سراباً !!!
وأمي المسكينة ، التي كانت تعمل معه بالمطعم طوال النهار حتّى بدأ يلاحظ أعين الزبائن عليها تلك الفاتنة البيضاء ذات العينان الرمادية والشعر الفاتح والجسد الناصع البياض ، فغرق بين طيات غيرته الخانقة لا يعرف سبيلاً لإيقافه فينهال عليها بالضرب عقاباً على ذنب يقترفه زبائنه بحقّها دون أن يكون لها علاقة مباشرة لذلك .
وبعد فترة من القيادة لاحظت خلالها أنّه خرج من العاصمة متوجّهاً نحو منطقة الجبل ومن ثم نزل نحو البقاع أوقف السيارة أمام منزلاً وسط الريف وطلب منّي النزول وأنا نزلت دون سؤال ، لا يهم ، ما عاد هناك من شيئ يهم ، إذ طوال الطريق وأنا مصابة بخذرٍ إجتاح كياني بخبث حتّى تغلغل بأعماقي الحزينة .
دخل بي منزلاً ريفياً كبيراً من مناطق الريف بحيث إستقبلتنا إمرأة خمسينية حسنة الملامح ولكنّها ما لبثت أن تجهّمت لحظة رأت هيئتي المزرية وشعري المشعّث والكدمات التي تنتشر على وجهي وجسدي.
«ماذا هناك ربيع ؟ من هذه الفتاة ؟» سألت بنبرة مستهجنة تراقبني بهلع ، لا بدّ أن هناك الف سيناريو يجول برأسها حولي .
«أمي ، هذه إيمان » أجابها وهو يدفعني برفق إلى غرفة جلوس واسعة وأنيقة تركني فيها وإختفى مع والدته بغرفة ثانية .
جلست أتلفّت حولي بجمود ، أراقب محيطي بعين مجردة خالية من المشاعر والاحاسيس ، ملاحظة الروح الأسرية الواضحة المعالم بكل زوايا المنزل بعكس منزلنا البارد والصغير الذي يفتقر للمسة أنثوية ، إذ أُمِّي دائمة الترحال ، ما تلبث أن تعود من بيت أحد أبنائها من زوجها الأوّل المتوفي لتعود وتتشاجر مع والدي مغادرة من جديد تاركة إيّاي وحدي تحت رحمته فتعلّمت منذ صغري أن أهتم بنفسي وحاجاتي وإحتياجاتي منذ كنت في السادسة من عمري ، أحضّر طعامي بنفسي ، أغسل ثيابي بنفسي ، أرتب المنزل بنفسي وأهتم بإحتياجات والدي بنفسي .
علت الأصوات والهمهمات من الداخل مندمجاً بالحديث أكثر من طرف وبعد فترة عاد الهدوء يعم المكان وإذ بربيع يعود الى الغرفة برفقة والدته وشابين غيره .
وقفت من مكاني أراقبهم بترقّب ، خائفة من ردّة فعلهم لوجودي ، ليبدأ الذعر يدب أوصالي ، عائدة ببالي إلى مصيبتي التي خَلَّفتها ورائي ، سيقتلني والدي هذه المرّة عندما أعود إليه ، سيفتّش عنّي ويقتلني .
كيف أتيت معه الى هنا؟؟ كيف وصلت بي الظروف إلى هذا المكان برفقة شاب لا أعرف عنه شيئ ، حدّقت بهم جميعاً مدركةً هول الكارثة التي إقترفتها والاّ رجوع عنها .

*********************

خرجت من الحمّام وإرتديت الثياب التي أعطتني إيّاهم والدته، لقد وافقوا على بقائي بعد صراع كبير مع أهله وإخوته ولكنّه بنهاية المطاف أقنعهم بأنّه إذ لم أبقى هنا فالموت سيكون مصيري .
إرتديتها ملاحظة كبرها عن مقاسي ولكنّي لم أكترث إذ أن ثيابي الأولى كانت مكشوفة بشكل فاضح جاذبةً أنظارهم جميعاً الي ، خرجت من الغرفة التي يبدو أنّها غرفته إذ تحتوي على بعض الصور والمقتنيات الذكورية فوجدت والدته تنتظرني عند الباب تراقبني بمزيج من الشفقة والإزدراء ، وكأنّها حائرة بأمر نفسها ، أتكرهني أم لا تكرهني ، أتنتظر حكم الزمن علي أم ماذا ؟؟

قادتني إلى غرفة الجلوس نفسها متفاجئة بعددٍ من الغرباء غيره وأخوته ورجل دين عرفته من هيئته وملابسه .
دفعتني برفق قائلة « لقد أحضرنا الشيخ لعقد قرانك على ربيع ، إذ بالطبع لن نسمح لك بالمكوث هنا دون أن تكوني زوجةً شرعية له »
نقف قلبي جزعاً ، أتزوج!! يريد أن يتزوجني؟؟!!
التفت اليه بتساؤل ، خجلة حتّى من مناقشة الوضع ، تلفّتُّ حولي أرى عيون الجميع شاخصة علي يراقبوني بتمعن فإنكمشت على نفسي متمنية لو أَنِّي غير مرئيّة أفكّر بكلام والدته بتشوّش وضياع .
تصلّب جسدي لحظة بسطت كفّها أسفل ظهري تقودني الى المقعد بقرب إبنها .
جلست بقربه وهو رمقني بإبتسامة شفّافة مشجّعة يحاول طمأنتي ولكنّي لم أشعر بالإطمئنان ، بل أشعر بالخوف والذعر والوحدة والغربة إذ لا أعرف أحداً من الموجودين ولا أشعر بالراحة بينهم .
سألني الشيخ « نحتاج أوّلاً إلى هويتك »
إلتفتُّ إلى ربيع بذعر متمتةً « أنا لا أملك هوية ، إنني مكتومة القيد »
«لا حول ولا قوّة الاّ بالله » كان هذا تعليق الشيخ
أمّا البقية إكتفوا برمقي بنظرة تفهُّم قبل أن تجيب والدته
« حسناً ، لا يهم ، سنملأ المعلومات ونجعلها وثيقة زواج خارجية دون أن يتم تثبيتها بالشؤون فقط كي تحل له ويحل لها ، أنت تعرف يا شيخ ، العادات والتقاليد والحلال والحرام ، إمّا أن تعقد عليهم وإمَّا ينحرفان بالخطيئة »
هزّ الشيخ رأسه فاتحاً الدفتر أمامه وقال « نعم بالطبع ، طالما أن الطرفين موافقين وهناك شهود ، وأركان الزواج الشرعي مكتملة لذا لا مانع لدي بكتابة عقد خارجي .»
وهذا ما حصل ، لقد كذب بعمري عندما سأله عنه مجيباً بأني في التاسعة عشرة بدل السادسة عشرة مكتشفةً بأنّه في الثالثة والعشرون من عمره ويكبرني بسبعة أعوام .
وقَّع الشهود ونلنا المباركات وإنتهى الأمر بِنَا في تلك الغرفة المحايدة في المنزل ، غرفة تظم سريراً منفرداً ولا تملك حمّاماً متصلاً ، أغلق الباب ورائه وأنا وقفت وسطها لا أعرف ماذا علي أن أفعل أو كيف أتصرف بهكذا حالات .

وهو رمقني بتلك النظرة الجائعة مثيراً ذعري ، خلع عنه كنزته ورماها أرضاً مقترباً مني.
وأنا قبضت على كفّي أشعر بأنّ قلبي سيهرب منّي ، أشعر بأنفاسي الهلعة تحتبس بصدري مع كل خطوة يخطوها بإتجاهي .
وصل الي ممساً بكفّي المرتعش فإنكمشت على نفسي دون إرادة منّي مذعورة من القادم أراقبه يدنو منّي ببطئ خاطفاً أنفاسي لحظة همس بأذني « أتعرفين بأنّك جميلة جداً ، لقد أثرت جنوني منذ المرّة الأولى التي رأيتك فيها على الشاطئ بذلك البنطال القصير والقميص الشّفّاف ، أصبتني بالجنون أفكر بك ليلاً نهار ، أنت رائعة وفاتنة وجذّابة .»
همساته لم تؤثر بي ، لم تشعرني بأنّي حقاً جميلة ولم تأخذني فوق السحاب، بل كل ما كان يشغل بالي بتلك اللحظات هي كفَّيه اللتان كانتا تتسلّلان إلى جسدي تحت ثيابي مسبّباً شعوري بالغثيان ، مسبّباً إشمئزازي من نفسي .
حاولت دفعه عنّي مبعدةً وجعي عن مرمى شفتيه اللتان كانتا تجتاحان معالمه بخشونة فجذبني اليه هامساً بنبرة متحشرجةٍ
« أنا زوجك الآن ويحق لي ما أفعله ، توقفي عن مقاومتي ولا تفضحينا والداي نائمين بالغرفة المجاورة »
كلماته تلك جمّدت أوصالي كأنّه رمى بدلو جليد فوق رأسي وهذه المرّة إنكمشت على نفسي أقاوم رغبتي الملّحة لصدّه ودفعه عنّي ورفض ما يفعله بي خوفاً وخجلاً من عائلته التي تشاركنا المسكن ، فإنقدت ورائه مسيّرة كاتمة على صوتي الذي كان يصارعني رغبةً منه بالصدح عالياً والصراخ به أن يبتعد عنّي ، بأنّي لست عاهرته ، بأنّي لا أريده أن يقترب منّي أو يلمسني أو حتّى ينظر الي بتلك الطريقة .
إستلقيت على السرير وأغمضت عيناي بشدّة مستكينة لملامساته الخشنة التي كانت تمر فوق بشرتي كسيوط نارية تحرقني بوحشية ، غير عابئ لمعاناتي وكدماتي وآثار الضرب الذي إنهال به والدي عليه منذ ساعات قليلة ، إنكمشت على نفسي قابضة على الشراشف بعنف أنتظر زوال تلك اللحظات المؤلمة والشنيعة والحقيرة ،أتذكر شتائم أبي « أنت ساقطة كوالدتك ، عاهرة صغيرة ، أنظري كيف الجميع ينظر اليك بإشتهاء كأنّك قطعة حلوى يشتهون تذوقها ، ستكونين ساقطة كوالدتك تلك التي تلاحقها عيون زبائني كيفما تحرّكت .»

شهقت بألم فضيع شعرت به يمزقني من الداخل ، المٌ سيبقى مرافقاً لي طوال حياتي ، المٌ وذلٌ ومهانة ، لقد فقدت عذريتي بأشنع الطرق ، فقدتها بفعل رجل لا أعرفه ، لا أُحبّه ، وأخذها منّي كحق له ، لم يراعي صغر سنّي ، ومشاعري المتخبطة وخوفي ورفضي ووضعي ومأساتي ، أخذ حقّه مني على أكمل وجه ولم يحررني من تحت قبضته الاّ عندما إكتفى مني وإبتعد يلهث أنفاسه المتسارعة الّذي سرعان ما غرق بنوم عميق غير مكترث لمصابي .
وأنا عندما تأكدت بأنّه نام نزلت عن السرير بتهالك ، حابسةً دموعي الحارّة أحاول إيجاد أي شيئ أنظّف به نفسي ، أشعر بدمائي تسيل مثيرة ذعري .
أعدت إرتداء الثياب التي كانت علي وخرجت متسلّلةً من الغرفة أحاول إيجاد الحمّام خائفة من فتح غرفة ما ولا تكون هدفي.
وقفت مكاني منكمشة على نفسي لحظة وجدت والدته بوجهي تراقبني بغموض كعادتها .
«هل تحتاجين إلى شيئ ؟» سألتني مكتّفة ذراعيها فوق صدرها تراقبني بيقين ، بالتأكيد علمت ما كنّا نفعله بالداخل ، بالتأكيد علمت بمصابي وبكل تأكيد تظن بأنّي عاهرة سلّمت نفسها لإبنها بكل سهولة.
« أحتاج ، أحتاج لدخول الحمّام » تمتمت لها منحصرة على نفسي أشعر بأنّي عارية أمام نظراتها تلك ،غارقة بالخجل المشين .
«الحمّام ذلك الباب الصغير على اليمين » قالت تشير لي لمكانه وبقيت تنتظرني إلى أن إختفيت وراء بابه .

***************

«خذي هذه الثياب الرطبة وعلّقيها على الحبال عند سطح المنزل»
طلبت منّي حماتي أحلام وهي تدفع بسلّة الغسيل إلي ، حملتها وصعدت بها الدرجات الطويلة المؤدية إلى السطح بتهالك أعاني من ثقل وزنها ، لقد مرّ ثلاث أسابيع على وجودي هنا ، ثلاث أسابيع من قعر الجحيم ، أستيقظ صباحاً لأبدأ بأعمالي اليومية من تنظيف وطبيخ وغسل الأواني وتحضير القهوة للضيوف ومن ثم غسل الأواني من جديد للبدء بتحضير العشاء وهكذا ، وكل هذا هيّن عندي مقارنة بالرضوخ للواجبات الزوجية التي علي تقديمها كل ليلة ، إذ أحاول قدر الإمكان المماطلة كي لا أنتهي من تلك الأعمال وأذهب للنوم ولكن في نهاية المطاف إلى أين المفر إذ دائماً تنتهي ليلتي بتلك الغرفة منزوية بحافّة السرير أبكي سرّاً وضعي ومأساتي أراقب زوجي النائم بسلام بعد أن ينالني وسط مشاحنة أضحت تتكرر يومياً متذمّراً من خجلي الذي يطغى علي فأرفض خلع ثيابي أمامه الاّ عندما يُطفئ الأنوار فيردّها لي بتعامله الخشن والقاسي وكأنّه يحاول الإنتقام مني على عدم إطاعة وتنفيذ رغباته .
وضعت السلّة أرضاً أناظر الريف من حولي ، لقد ولدت وترعرعت في ضواحي بيروت العتيقة ، بقرب البحر ، كنت كالسمكة التي إذ خرجت من المياه تموت ، أقضي معظم أوقاتي بالمياه ولا أعود إلى المنزل الاّ مع غروب الشمس ، تنهّدت بحسرة مشتاقة لحياتي السابقة إذ رغم مأساتها كانت أفضل من هذا الهم القابع على قلبي وجسدي .
« إيمان ، ماذا تفعلين عندك ؟؟»أتى صوت ربيع من خلفي ، لم البث أن إستدرت اليه حتّى كان شعري بقبضته ويجذبني بعنف نحو الداخل ، صرخت فزعاً أحاول تحرير شعري منه فأمسك ما تبقّى منه بالقبضة الثانية مسيطراً علي تماماً يقودني ورائه كالشاة .
« أيّتها الساقطة ، كيف تخرجين إلى السطح بهذا الفستان الفاضح ، أتريدين الإساءة لسمعتي ، زوجة ربيع حامد تخرج إلى السطح بثياب فاضحة لعرض مفاتنها .»
هدر بي بغضب مستمراً بجذبي من شعري على طول الدرجات إلى أن وصل بي إلى غرفتنا وأنا أرجوه أن يحرر شعري دون جدوى .
صفعني بعنف لحظة دخل بي وأقفل الباب ورائه .
«لقد طلبت والدتك مني أن أعلّق الثياب على الحبال !!» بررت له وسط شهقاتي الملتاعة.
أمسك حافّة فستاني القصير ومزّقها صارّاً على أسنانه بحنق «نحن هنا لسنا في بيروت ، نحن بالبقاع ، وهذه الثياب غير مقبولة في أي مكان ، لا داخل المنزل ولا خارجه ، أفهمتي ؟؟»
ومأت له برأسي أذرف دموعاً حارّة ، أشعر بجلدة رأسي تنبض بعنف بسبب قبضته التي رغم تحريره شعري ما زلت أشعر وكأنّه ما يزال يمسكّه .
وما هي الاّ لحظات ، حتّى لان صوته وهو يرمقني بتلك النظرات التي تثير إشمئزازي يقترب منّي لهدف معين ، ورغم ألمي وحزني ودموعي ، نالني دون حتّى الإعتذار عمّا بدر منه منذ لحظات وخرج بعدها من الغرفة تاركاً إيّاي أغوص بحسرتي وإشمئزازي من نفسي ، أشعر بأنّي رخيصة ووحيدة وحزينة جداً جداً جداً .

وتوالت الضربات فأصبح يضربني على أتفه الأسباب إذ عاد مرّة من عند البقّال يشتعل غضباً وغيرة عمياء غير مبررة بحجّة أنّ البقّال سأله عنّي ماذا أقرب له ، يومها ضربني وإستجوبني مصرّاً أَنِّي كنت أتغازل معه ونعتني بالساقطة وإنتهى به الأمر ينالني ككل مرّة ، غير مكترث لرغبتي أو ألمي أو صمتي وسكوني المعتاد.

والدي كان دائماً ينعتني بالعاهرة الصغيرة رغم برائتي التامّة من ذلك الإتهام ، والآن زوجي يتهمني بالساقطة والحثالة لأتفه الأسباب ، هل هذه الكلمة تقال هكذا دون شروط أو قيود ، أم أَنِّي حقاً عاهرة؟؟
هل أنا عاهرة بالفطرة ، هل أنا باردة بالفطرة ، هل أنا فاشلة بالفطرة ، فها أنا أفشل حتّى بأبسط الأمور وهو إرضاء زوجي مع أَنِّي أحاول ، أحاول أن أجاري رغباته ولكنّه يجد أن محاولاتي تلك ليست سوى فشلاً ذريعاً مقابل ما يطلبه أو يرغب بالحصول عليه منّي حتّى مللت من المحاولات ورضخت لمصابي مقتنعة بأنّي فاشلة بكل شيئ .

إنتهيت من تنظيف المطبخ بعد عشاء كبير ضمّ جميع أفراد العائلة ، إخوته الشباب الثلاث وأخواته البنات الثلاث .
الارهاق والتعب هدّوا حيلي بعد أن أمضيت النهار بطوله أساعد بتحضير الطعام وتقديمه ومن ثم غسل الأواني وترتيبها، فها أنا أعمل كخادمة في هذا المنزل وغير قادرة على التذمر أو التأفف خوفاً من أن يتم طردي ولا أَجِد مكان يأويني .
أشعر بأنّي وحيدة لا أملك أحد يساندني أو يقف بصفي أو يحميني حتّى ربيع الذي وعدني بالحماية ليأتي هو بنفسه ويكمل علي ، يكمل ما بدأه والدي منذ سنوات طويلة من عمري الصغير .
في تلك الليلة خرج ربيع منذ العصر وتأخر الوقت وكان لم يعد بعد .
إنتهيت من أعمالي وذهبت إلى غرفتي إستلقيت على السرير أتنفّس الصعداء .
رفعت بصري نحو السقف أراقبه بتمعّن ، أحلم بحياتي المثالية ، بأنّي ما زلت في مدرستي وبين صديقاتي ، بأنّ والدي ليس سكّيراً ووالدتي ليست جميلة جداً وبأنّ والدي يحبّها ويحترمها ولا يغار عليها ، بأنّه يحملني فوق كتفيه ويمشي بي طوال الطريق من المنزل إلى مطعمه الصغير ويطعمني بأنامله ويبتسم لي تلك الابتسامة الفريدة وينظر الي تلك النظرات التي كان تشعرني بأنّي ملكة تملك الأرض وما عليها !!!
إحتضنت الغطاء أحلم بأنّي أنام بغرفتي الصغيرة ببيروت يحتويني منزل والدي وبأنّي لست متزوجة من رجلٍ سيأتي بين اللحظة والأخرى ويدنس طهارة جسدي ويحوّلني من بريئة إلى عاهرة صغيرة مثبّتاً إتّهام والدي لي .

إستيقظت من نومي بعد تلك الليلة على كارثة ، كارثة لم أعرف كيف سأتعامل معها ، إستيقظت مكتشفةً أن ربيع لم يعد منذ الليلة الماضية وهذا أمرٌ لم يفعله من قبل ، وعندما خرجت من غرفتي وجدت المنزل مليئ برجال الشرطة ودخلوا مباشرة إلى غرفتي يفتشون فيها ، قلبوها رأساً على عقب وأنا واقفة عند الباب لا أفهم ماذا يجري وخائفة من السؤال.

لأكتشف لاحقاً أنّه تم القبض على ربيع وهو يقوم بسرقة محل تجاري مرموق هو وبعض الشركاء مصدومة من حقيقة أن زوجي مجرد لص ، يعيش من وراء أعمال السرقات التي يقوم بها بين الحين والآخر.
بعد أن رحل رجال الشرطة دخلت إلى الغرفة أعيد ترتيبها بشرود ، لا أعرف كيف أستقبل هذا الخبر ، بصراحة لم أسطتع أن أبلور شعور معين بداخلي قلقلة على وضعي والمصيبة التي أوقعت نفسي بها ، لقد خدعني ، وعدني بأنّه سيحميني ، سيحميني من بطش والدي فبطش هو بي ، سيحميني من التشرد ، فدخل السجن وتركني لمصائبي .
« من الافضل أن تجدي لنفسك مكاناً آخر تذهبين اليه بغياب ربيع بالسجن ، أنا لن أقبل بك هنا في منزلي المليئ بالشباب » أتى صوتها الحازم من عند الباب .
تجمّدت أوصالي أحاول إستيعاب ما تخبرني به ، هل تطردني من المنزل ؟؟!!
«ولكنّ إلى أين سأذهب ، أنت تعلمين أن أبي سيقتلني إذا عدّت اليه »
توسّلتها علّها تتراجع عن رأيها ذلك خائفة من مصيري المجهول الذي سترميني اليه .
كتّفت ذراعيها فوق صدرها ترمقني بإزدراء «لا مكان لك هنا ، الا يكفي ما تحمّلته منك إلى الآن ، لقد ظننت أنّ بزواجه منك سيتغير حاله لأكتشف بأنّك تحثّينه على السرقة من أجل السعي لتلبية طلباتك التي لا تنتهي هيا أغربي عن وجهي ، لا أريدك بمنزلي »
هدرت بي تدفعني نحو خزانة الثياب كي أجمع حاجتي منها.
«أرجوك ، لا مكان لي أذهب اليه ، فأنا أساعدك كثيراً بالأعمال المنزلية ، وأقسم لك بأنّي لم أطلب منه شيئاً بيوم من الايام ، أنا لم أطلب منه أن يسرق ، دعيني أبقى هنا أرجوك » توسّلتها بيأس علّها تشفق على حالي .
«إجمعي ثيابك وإرحلي الآن » صرخت بي ووقفت ورائي تنتظرني مصّرة على رأيها غير مكترثةً لمصيري الذي تدفعني اليه بعدم ضمير .


نهاية الفصل
تعليقاتكم تسعدني ☺

noor elhuda likes this.

امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 10:03 PM   #6

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...
(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 11:17 PM   #7

Nemino
 
الصورة الرمزية Nemino

? العضوٌ??? » 399846
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » Nemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond reputeNemino has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امل القادري مشاهدة المشاركة
اهلاً بك عزيزتي ، اسعدتني متابعتك ، ان شاء الله اكون عند حسن نيتك 💕💕
بالتوفيق عزيزتي


Nemino غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-18, 11:40 PM   #8

saraahma

? العضوٌ??? » 307287
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,044
?  نُقآطِيْ » saraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond repute
افتراضي

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

saraahma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-18, 02:06 AM   #9

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

من أولها قهر😏 إيمان حالتها صعبه جدا على رأى إللى قال رضينا بالهم والهم مش راضى بينا 🙄كان لازم تقع بيد ربيع الزفت ده والدها كان أرحم منه لنرى معك القادم بالتوفيق عزيزتي بدايه جميله رغم الألم😮 كل عام والجميع بخير🤗

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-18, 02:45 AM   #10

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

ياالله من الوجع ايمان وحياتها من الم لألم أب سكير وأم حقيرة تركتها وهي بحاجة لها ربيع الواطي دمرتها فوق ماهي مدمرة من قهر لقهر وجعتي قلبي كتير بقرأ وانا مصدومة من كمية المعاناه الي وصلت لها ايمان قصة تقشعر لها الابدان 😢😢وين بدها تروح حتى حماتها ظلمتها كم هي الحياه قاسية معك ايمان
ابدعتي امولة تسلم ايدك ياقلبي 😘😘


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.