آخر 10 مشاركات
غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          82 - من أجل نظرة - مارغريت مالكوم (الكاتـب : فرح - )           »          [ تحميل ] لو تعرفين وش يعني قهر الرجآل ما ابتسم ثغرك لـغيري رجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          35-كيف أحيا معك؟ - آن ميثر - عبير القديمة(كتابة /كاملة) (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          135- ضوء آخر النفق- روز ماري كارتر - عبير القديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-18, 09:34 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




{البارت التاسع}



واقف امام المرآة يعدل ياقته ليمرر يده على شعره الاسود الناعم ليبتسم برضى
وقبل ان يغلق الباب رجع ليتعطر و يقول بهمس : ههه حاس نفسي رايح عرس
سكت لوهلة ليردف بنفس الابتسامة: ههه يلا احسن نغطي عالستايل حق قبل امس
نزل الدرج بسرعة لتنعقد حاجباه و تختفي تلك الابتسامة فتستبدل ملامحه البشوشة للانزعاج التام
ويتخطى ابوه و ذلك المتطفل الجالس معه
الى سيارته ليشغل اغنية [راب] و يقول بهمس منزعج يختفي بين الصوت العالي : من ذاك ؟؟اووف لقاافة !!ايش له يقول ان امي تبغاني اووف !!
دخل الجامعة و ابتسامته مختفية
ليرمي محفظته بعصبية و يجلس
بإنزعاج من ذلك الموضوع الذي اصبح عليه
فيقول مازن : اوب الاخلاق قافلة اليوم
ابتسم طارق وهو متأكد ان الموضوع يخص امه فيقول بمحاولة تغيير موضوع : اوو ه سام اليوم كاشخ لا يكون تحسست من خبالك ذاك اليوم
ناظره بحدة ليقول : هاها بايخة
ناظره مازن بإبتسامة : اووه ايش ذا لي لاعب بأعصابك لذي الدرجة
وقف و هو يقول : اوووه لقااافة اروح امشي احسن
ضحك فهد : ههه اما سام و عصب الله يعين
اما في الجهة الاخرى
يمشي و ملامح الانزعاج و الضيقة تستحلوا ملامحه
تبا لذلك المتطفل...!
ما شأنه حين يتدخل و يقول ان امي تريدني...
لكن !!
انا لا اريدها....
لا اريد ان اجلس بين احضانها الحجرية...
و اشاهد تمثيلية هي بطلتها....
فتتخلل هذة التمثيلية سنفونيات حنان مزيفة...
فل تذهب لذلك الصديق الذي كنت اراه...
الخبيث...
صاحب الخطط الفاشلة....
لما اكذب.....!
بل من انجح الخطط...
ثمانية عشر عاما....
وانا اتخبط بين ذكريات....
اعيش بنسب مجهول....
معروف....
خطر ببالي الكثير ان اجد ابي...
يا للسخرية ..
صرت لا اصدق و جود شعور امومة او ابوة.....
لما الكذب...!
بل بتت اكذب على نفسي...
من اجل تخفيف الالم الذي يغزوني.....
اكذب ان لا حاجة لهذا الشعور...
لكن ليت لنفسي العنيدة ان تقتنع...
فتلك العين تشتاق لصاحبة الحنان الحقيقي....
اما الانف فيشتاق لرائحة عطرة بل من افخم العطور..
فالسمع يشتاق للكلمات الناصحة المهتمة...
يشتاق لنبرة العذبة المعاتبة عند الخطأ....
و الداعية عند الفرح...
الحزن...
الضيقة...
بل في كل الحالات و بين كل ثانية...
يشتاق للمسة الحانية...
يشتاق للحضن الدافئ...
المأوى في الضيقة...
يشتاق و يشتاق و يشتاق....
لكن ما اصعب ان تشتاق لشي غير موجود...
لم تذقه من قبل...
لا!!
بل ذقته لكن بطعم مختلف....
يشعر بنفس الشعور المهلك....
شعور انه يريدها...
لكن لم يجدها..
تنهد بعمق...
ليمسح دمعة متحجرة...
استوقفه صوت ليعقد حاجباه و يقف متسمعا
.

..: اسامة شوف يمكن هذه اول مرة اتكلم معاك بذي الجدية مستحيل اكمل كذا ايش الهبال ذا لي عايشة فيه اوكي مشاكله هو و ماما مالي شغل فيهم بس انه انا يمنعني منها فهذا مستحيل اقبله فيه اكثر من كذا
والله كثير لي شفته منه صح خالتي ماقصرت معاي بس الام تقعد ام
سكتت لفترة و هي تسمع لي الطرف الثاني لتقول بسرعة : مستحيل مافي ام ماتبغى عيالها
سكتت لتكمل : خلاص انا قررت انه اذ هو منعني منها انا لي ادور عليها يعني من زود الحب حتى مايبغى فراقي اما اذ نفذ تهديده فأنا مااحتاج ذا الابو لي يرمي بنته بشارع و خلاص بسوي لي براسي و لا عاد تفتح معاي ذي السيرة حتى رودي و شكت
طيب مع السلامة
لتقفل الهاتف و تتأمل الفراغ
عرفت اسم امها اجنبية!!
لا يهم...
جوليا جوزيف...
ابتسمت لقد وجدت دفتر العائلة البارحة...
لم تتبقى لها الا خطوة...
وتكون بين احضانها...
ترى تلك التي حملت بين احشائها....
تقاسموا الطعام و الشراب....
اخذت تلعب بخصلة من شعرها...
و هي تبني ابراج من الآمال...
التفتت بهدوء و نفس الابتسامة تعلوا محياها لتقول : نعم؟
خلخل يده بين خصلات شعره ليقول : كنت مار و شدني كلامك ف
قاطعته و هي تقول : الزبدة يعني تتنصت ماتعرف انه عيب و بكل قواة عين تقولها ايزي
رفع حاجبه ليقول : شوفي ترى اخلاقي فخشمي و مالي خلق هواش المهم سمعت قلتي مافي ام ما تبغى عيالها فأنا اقول فيه
ابتسمت بثقة و هي تضخ خصلة خلف اذنها : مستحيل
عقد يداه ليردف باستغراب : ايش لي يخليك واثقة
ردت بنفس الابتسامة : يقولون انه
قاطعها بإبتسامة تهكم متألما : هه دام فيها يقولون يعني كذب لايكون تصدقي حكي المدارس لي كنا نقراه كله كذب
ابتسمت وهي تقف لتقول : اوكي هاذي وجهت نظرك و انا احترمها يلا استأذن عندي محاضرة
ظل واقف يناظر مكان جلوسها يطلق ضحة متهكمة : بريئة ما تدري على الوحوش البشر لي حولنا حتى انهم ممكن يكونون اقرب الناس

اما في جهتها وقفت فجأة تضرب رأسها بخفة وتقول : غبية مسوية فيها مدري عن شي يخصه قمت خربطت السالفة
ضحكت تلك الآتية : هههه لوتي انهبلتي تضربين نفسك و تكلمينها
ابتسمت هي الاخرى : اااه لينو وحشتيني يا الخبلة
لتتبادلا الحضان و تقول الاخرى : ههههه كأنكم ما شفتوا بعض من سنين
ضحكت لوتين لتتوقف فجأة: نوووو بنات عندنا اللحين مع الدكتور الغثة
و ماهي الا ثواني و تحولت ملامحهم للملل و هو يخطون للقاعة
■□●○•°♧◇♡♤♧◇♡♤♧◇♡♤°•○●□■
جالسة ترتب الغرفة و هي تتمتم بإحدى الأغاني
فاليوم و الغد اجازتها
فتتحول ملامحها للانزعاج حين تزكرت الرعب الذي واجهته كي تعيد الدفاتر...
كادت ان ترى من احدى الخادمات...
لانت ملامحها حين لا حظت شيء يسقط لما رفعت غطاء السرير...
اخذت علبة السيجارة فرغة لترميها في قمامة قريبة...
فتهز رأسها بأسى...
رفعت رأسها لتلك الجالسة امام التلفاز لتقول بتعجب : امل مارحتي؟؟
اما الاخرى هزت رأسها بلا و هي مندمجة مع المسلسل
وضعت المخدة على السرير لتخرج من الغرفة متجهة لها و تقول : ليش؟؟
لارد
استولت العصبية على ملامحها لتذهب بخطى سريعة و تفصل السلك
امام صرخة امل : لااااا يووه خلاص رجعيه
رفعت هديل حاجبها و هي ماسكة خيط التلفاز
منتظرة تفسير عن غيابها...
وقفت امل : هدولتي رجعيه تكفين ترى غبت عشان اليوم هي الحلقة الاخيرة انا اختك الصغيرة الحلوة
ضحكت هديل لترجع السلك فيشتغل المسلسل ثانية
لترجع امل بخطوات متحمسة
فيأتيها صوت اختها التي تقول : آخر مرة اشوفك تغيبين على اسباب غبية و مالها معنى
هزت رأسها بمجارات
اما هديل تنهدت لتلتقط هاتفها و تتصل على اخوها
فيأتيها مجيب : هلا
ابتسمت لتقول بهدوء : حسام وينك ؟؟
قطب حاجباه و هي يلقي نظرة على ساعته ليقول : يووه نسيت امل خلني اسحب عليها عشان تتأدب هي ولسانها
ابتسمت بمحاولت كتم ضحكة فتقول : طيب تعال عالغذاء قريب
ابتسم هو الاخر ليقول : طيب جاي
اغلق الهاتف ليودع اصداقاءه

متجها للبيت مبتسما عى انجازه انه تركها....
فالاكيد انها ستنفجر عصبية...
توقف لوهلة متراجعا...
لاسيذهب لها...
فأمال شفته بإنزعاج حين تذكر لسانها الذي لا يتوقف...
أحسن فلتتأدب....

لايدري...
لايرى اي خطأ في تصرفه....
الاخير...
سافر لمدة كي يرفه عن نفسه....
ثم عاد...
لكن كلامها آخر مرة انها تدري صدمه....
لكن كيف درت...
زفر بضيق...
وصلته رسالة اخرى من ذلك المزعج....
" معقول ماتغى تعرف عجيب ترى الثقل مايفيدك بشي"
ظهر الملل على ملامحه...
لايدري لما يحسه يكذب...
لا
يمكن ان يكون حقيقة...
ضاقت عيناه بحقد...
متأكد انه سيفجر العالم على رأس ذلك المجرم....
يكرهه دون ان يعرفه...
لن يرتاح الا لما يدفن تحت الثرى ذلك اللعين....
هو السبب بكل ما حدث...
و يحدث....
لن تمحو ذكرى جثة ابوه الملقاة ارضا...
و دم يملأ تلك الغرفة...
ضحكات حاقدة...
خبيثة...
بكاؤه و صدمته بما يراه...
اغماؤه لانعدام تحمل المشهد...
حذف حجرة برجله...
تبا !!
لايتذكره...
لا يمكن ان يعيش حي يرزق..
مستمتعا بالحياة..
غير آبه للاطفال الذين تيتموا....
يعترف انه ضعيف...
لا يتحمل ذكرياته...
لايتحمل رؤية حال اخواته...
يتهرب باللجوء للحرام....
يكره نفسه حين يسكر...
يدري انه اصغر بكثير....
يشرب و يشرب و يشرب...
الى ان يغيب عقله...
حتى الاخرون ينصدمون من الكمية....
فحين يعود لوعيه يندم...
فيعود غدا لنفس الفعل...
يكتم لنفسه لا يريد ان يدرون ...
افاق انه مشى كل هذه السافة الى ان وصل البيت
دق الباب ليفتح بسرعة
فيقبل خد تلك الواقفة بإبتسامة لتقول : هههه ترى كنا رح نسحب عليك و نتغذى
ابتسم هو الاخر ليقول : عادي نقول للطباخة امل تصلح الغذاء
ليصدم بتلك الجالسة تتابع احدى افلام [الاكشن]
فتلتقط هديل صدمته لتطلق ضركة رنة في ارجاء البيت الذي افتقدها بالايام الاخيرة
فيلف لها بتعجب فيلاحظ ضحكتها الخبيثة ليقول : اعوذ بالله حتى لما نويت أأدبها ما قدرت بس متى امداها تجي
توجهت الى المطبخ و هي تقول بضحكة : غابت
رفعت نظرها له فتتجاهله و تكمل مشاهدة الفلم
ليقول : تدرين انك ازعاج اذا غبتي تستولي عالتلفزيون
تجاهلته ثانية لتتناول [الريموت] و تغير القناة حين اتى الفاصل وتتوجه للمطبخ
تجاهلها هو الاخر ليتبعها
جلست تنظر لأختها الآتية لتقول : قولي له اليوم رايقة مابيه يعكر رواقتي
ضحك على جملتها الاخير فيقول لهديل : قوليلها ترى صارلي اسبوع ساكتلها و ماارد على تعليقاتها السخيفة جاء الوقت لي ابرد حرتي
رفعت حاجبها فترد : قوليله اتعلم تحسب ذاك ما يسمونه اسبوع و مارح ارد عليه
ضحك بتهكم ليقول : قوليلها
فتقاطعهم تلك التي وضعت الصحن بضجر : بس بزران انتو ما تبطلوا
ابتسمت امل بحماس لتقول : ياااه احبك هدوولة وشذي الطبخة الحلووه اااه و الله انك احلى اخت و احلى هدولة و احلى طباخة فالعالم
عقدا حاجبهما
لتردف حين التقاطها استغرابهم : اوكي اوكي ادري انكم متنحين فيني و تقولون ايش بها ذي الخبلة خلنعرضها على دكتور ههه عجبتني كلمة اعرضها الزبدة احبك هدولتي لأنك حطيتيلي اكبر حصة من الجزر ههه حلوه كمان حصة
أُطلقت ضحكات هديل
في حين قال الاخر بهمس بعدة ضحكة خفيفة : اعوذ بالله بالعة راديو
فإبتسمت هديل كي تقاطع تلك التي يبدوا انها سوف تقلبها حرب ثانية : بالعافية آنسة جزر اووه سوري قصدي حبيبتي
انزعجت لتكمل اكلها بعصبية خفيفة
فتضحك هديل لتجلس معهم
■□●○•°♧◇♡♤♧◇♡♤♧◇♡♤°•○●□■
بعد انتهاء المحاضرة
استوقفه صوت صديقه الذي يقول : لحظة
التفت اليه
ليردف الاخر : ياخي ايش بك ساحب اليوم
ابتسم ليهز رأسه : مو ساحب ولاشي بس مضايق و فيه شي منرفزني
هز رأسه ليتبعه بخطوات بطيئة و يقول : رجعت تبغاك
هز رأسه بلا و بإنزعاج: في واحد مدري منو مع اني متأكد انه من جهتها متلقف عند أبوي و يقول انها تبغاني
قطب طارق حاجباه بإستغراب : طيب يعني انت خايف انه يقول لقيت اهلك و ترجع لها...اذ على كذا ترى تقدر ترفض.
هز رأسه ليقول : ادري بس اكيد بيسأل ليش و اكون مجبور اني اتكلم على مواضيع ماحب افتحها
اردف صديقه بعد تفكير : طيب حاول تتقبلها ترى بتبقى امك
هز رأسه برفض تام ليقول بصوت هادئ : اذا نسيت بتقبلها...و انا مستحيل انسى ذا الشي يعني من المستحيل اتقبلها
ليرد عليه طارق : سام تخيل انه ابوك مايفاتحك بذا الموضوع ابد و انت مقلق نفسك عالفاضي
التفت له ليقول بنفس النبرة : و تخيل ان ابوي يفتحلي جلسة اليوم
ضربه بخفة على كتفه : يا خي تفاءل بالخير تجده
ناظره بنصف عين لقول : مدري ليش احسك فاضي اليوم مافي وحدة قاعد معاها و لا عازمها
ظهر النزعاج على ملامحه ليقول : يووه لاتذكرني متهاوش مع ثلاثتهم
ضحك سامي بخفة ليقول : جد ماتستحي على وجهك تلعب على ثلاثة
رفع كتفه ببرود تتخلله الامبالات : بكيفهم هم يدرون اني ماخذها تسليه لا اكثر محد ضربهم و قالهم هاتو الرقم
ضاقت عيناه سامي بضيقة..
حين تذكر كلام لتين...
كيف لأب ان يمنع طفل من امه...
لايضن ان موجود...
اهذه انانية ...
او تخلف....
نفى الثانية لا بل عناد اطفال لا فائدة منه سوى تلك الضحية التي تتشتت....
تتخبط في حرب لا تدري ماسببها...
لايدري كيف لعقليات مثل هذه ان تمتلك قلبا و احساس...
كأمه...
امعقول ان تكون قد جربت الامومة الحقيقية على غيري....
اخواني...؟
أمعقول ان هناك من يقاسمني نفس الدم...
ولا ادري اين ارضه...
زفرة ضيق خرجت منه
ليلتفت لذلك المستهتر بأي وضع يمر به..
فيقول : ليه عبالك كل الناس مو ههامها شي مثلك
ضحك الآخر ليقول : ههههه سام تصدق شكلك تحفة و انت جدي مو لايق ابد تعال نروح للشلة
ضحك الاخر ليتبعه بهدوء يناقض شخصيته الحيوية المرحة فدائم ما يتحول بعد عصبيته او في اوقات ضيقه
في جهة اخرى و في كفتريا الجامعة
وضعت هاتفها في المحفظة لتبتسم و تقول : يلا تشاو بنات اشوفكم بكرة
ابتسموا لها لتسرع بخطواتها نحو السيارة
فتصدم بالعجلة المتقوبة فترمي بمحفظتها بقهر و تقول : اوووه وجع وجع منو سواها اووف حرر و قرف ناقصة انا يعني
التقطت هاتفها كي تتصل بأسامة ليرد فتقول بإستعجال : اسامة وينك ؟
رد بإستغراب : رايح البيت
اخذت محفظتها لتقول : طيب مر علي مدري منو النذل ثاقب الكفر
ليجيبها بأنه آت
.
.
بعد نصف ساعة
اخذت هاتفها بقهر قائلة : وجع يوجعه انشاالله بس هين و الله لأعرف منو
ابتسم الأخر ليقول ببرود : كيف تعريفه؟
ناظرته بحدة : انت ابعل لسانك بيكون احسن
ركن السيارة بجنب ليقول بنفس الابتسامة الخبيثة : لوتي لا تخليني اصير نذل و انزلك هنا
تنهدت بملل لتقول : اووف اسامة يلا نروح جد مالي خلقك
انزل يده من المقود ليقول : منو لي يبلع لسانه
احاطت رأسها بيداها الصغيرتين لتقول بضجر : اوووه انت اللحين بتذلنا بذي التوصيلة خلاص مشكور اللحين بأتصل بالسواق مستغين عن خدماتك
اطلق ضحكة خفيفة ليشغل السيارة
فتقول بنفس العناد : اسامة وقف مابغاك توصلني
تجاهلها ليكمل الطريق و الصمت مخيم على الجو فتتخلله بعض من الهمسات المتذمرة
الصادرة من تلك الطفلة الغاضبة
توقف امام البيت لتنزل ترمي بخطواتها الممتعضة الى غرفتها بعد ان اتصلت بالسائق ليأتوا بسيارتها من المدرسة
اخذت تنورة سوداء للركبة مع قميص احمر
م

شطت شعرها الاسود اللامع لتجعله ظفيرة تنسدل على كتفها الايسر التقطت حذاءها الاحمر ذو كعب

التفتت لتلك الواقفة امام الباب: اوكي آتية
تناولت هاتفها لتنزل للغذاء
جلست مكانها

رفعت عينها لأبيها المتجاهل لها
ستعطي الاسم لاكرم و هو من احد عمال ..
ابتسمت بألم...
الاشتياق صعب...
لكن ..
الانتظار اصعب..

أكملت اكلها لتقوم بهدوء ملتقطة لهاتفها
اتصلت لتطلب ايجاد عنوان
جوليا جوزيف***
ظهرت علامات السخرية على ملامحها...
خاضت مغامرة لتجد اسم التي حملت في أحشائها...
جلست في الكنبة الحمراء في جناحها..
فتغرق في التفكير..
تذكرت سامي ذاك الشاب الغريب...
كلامه يدل على ان امه تركته...
ايمكن ان تكون اما او هناك خطأ....
لاتدري تشعر بحقد لتلك المرأة التي تقوم بعمل شنيع كهذا...
في اللغة العربية...
الكناية على الام تكون..
منبع الحنان..
صاحبة الحضن الدافيء...
الحنونة....
ووو عبارات لانهاية لها كلها تبين ان الام هي احن و ارق و اطيب امرأة قد تجدها..
لذا لاتحس ان المتخلاة عن ابنها ام...
فلا تجود في اللغة العربية..
وفي كل لغات العالم..
مايدل على قساوة الام..
رغم انها تمر علينا ملايين الأمثلة في واقعنا...
الاب.....
ذلك الذي تتجسد فيه كل صفات الرجولة...
من المفروض انه البطل في مسرحيات الطفل...
الذي يسهر على اسعاد من يتلوهم اسما..
الا ابوها..
تخجل من ان تناديه...
بأبي...!
ربما ستعدد كم من مرة نطقتها...
بين كلماتها الغاضبة...
او بين همساتها المهمومة..
بين عبراتها المتجمعة التي تكاد ان تخنقها...
تبا..!
دمعات لا فائدة منها تنجرف كالشلال...
لما تبكي هل يتغير شيء...
تكره تلك القطرات التي ننزل من محاجرها..
متى تجف...
حتى انها لم تعد تغسل روحها المهمومة...
صارت كالماء الملوث لافائدة منه..
تمسحها فتزيد جموحا و تمردا...
انفاسها تكاد ان تحرق الغرفة من لهيبها الحار..

كيف للنار التي تحرقها ان تنطفئ...
هل برأيتها...؟
سؤال غامض ستجد جوابه عند تغذية روحها...
نعم!!
ربما لم يسمع احد بهذا النوع من الغذاء...
من اغنى الاغذية...
يملكه الكثير...
ولا يحس به الا الفقير ....
وقفت للتوضأ و تصلي ...
داعية ان يوفقها الله و ان يبرد نار لاتنطفئ الا ان شاء
■□●○•°♧◇♡♤♧◇♡♤♧◇♡♤°•○●□■
جالسة امام التلفاز تتابع احدى برامجها المفضلة...
تلعب بخصلات شعرها المتدلية...
وقفت بضجر..
لم تعتاد على المكوث بالبيت...
التقطت [جينز سكيني] مع كنزة صوفية حمراء
و بوت احمر
تناولت محفظتها لتنزل بخطوات سريعة..
التفتت لتلك الجالسة بأناقة تقرأ كتاب...
جلست جنبها لتقول بصوت هادئ : ماما ابغى اتكلم معاك شوي
وضعت الكتاب امامها لتطلق نظرات اهتمام
فإصتدمت بنظرات اليزا هادئة مع بريق خبث التي تقول : عندك ولد اكبر مني قلتي انه انتي تركتيه عن واحد لأنه ابوه مايبغاه
تشتت نظرات جوليا فهي أدرى بخبث ابنتها ماالذي يجعلها لتبحث في موضوع كهذا هزت رأسها بثقة
لتردف ابنتها : يعني ابوه يدري قصدي انه يملك لقب
حاولت التحكم بملامحها لتقول و هي تقف : ايوة لاعاد تفتحين مواضيع مالك فيها
ظهرت ابتسامة و هي تنظر لأظافرها فتقول : اها يوو عاد تدرين مام شفت وحدة نفس عيوني و تشبهك مرة ههه قلت يمكن تكون بنتك اسمها لتين
لفت وجهها للجهة المعاكسة لإليزا متظاهرة انها تبحث عن اسوارتها التي اسقطتها و ملامحها تكسوها الصدمة
لا...
لاتريدها ان تدري..
لكن يبدو انها تدري لقد التقطت المغزى من كلامها....
ستتظاهر بالثقة لتشككها في نفسها
قائلة : لا ماتدرين ان الله خلق من الشبه اربعين
ابتسمت اليزا و هي ترى تهرب امها : حتى انا بلت كذا يلا باي انا طالعة
و خرجت تاركة وراءها ام مهملة مستهرة
ركبت سيارتها
ل

تنطلق نحو احدى الحدائق
جلست في كرسي تحت الشجرة..
تحب هذا المكان رغم شخصيتها التي تناقض الهدوء ...
شخصية مجنونة و متمردة تفعل المستحيل للوصول الى مرادها...
يجب ان تتبع امها حين تذهب له...
يجب ان تجده...
الوصول الى هاتف امها صعب...
لذا فضلت ان تتصل بفؤاد
ليرد بعد رنة : هلا بالقاطعة
ابتسمت لتقول : هه كلها يومين لا تخليها سنة الزبدة فوفو ممكن تجيب قائمة الاتصالات لي في تليفون ماما
عقد حاجباه ليقول : ايوة ممكن بس لازم الاسم الكامل و الرقم
لانت ملامحها بفرح لتقول : طيب مو مشكلة الا وينك
اختفت ابتسامته ليقول بضجر : فالعمل مقابل المكاتب الكئيبة
ضحكة بخفة لتقول : اوكي الحين ببعتلك الاسم و الرقم باي
ودعها هو الأخر
وضعت هاتفها في المحفظة..
و ابتسامة صافية مرسومة على ثغرها..
اخيرا ستصل له..
و ستنتظر الاهرى الى ان تأتي فهذه مهمة هديل...
اشترت كوب قهوة ساخنة و غرقة في افكارها
■□●○•°♧◇♡♤♧◇♡♤♧◇♡♤°•○●□■
رمى محفظته ارضا امام مكتبه بضجر
من تلك الواقفة التي تقول : لكن السيد سيغضب ان لم تنزل انك تدري ان الحضور للوجبات واجب
زفر بإنزعاج ليقول : خلاص رايح
نزل ليجلس في الجهة اامقابلة لوالده
ليقول اباه بعد ان اكملوا اكلهم : لحظة تعال ابغى اتكلم معاك
عض شفته فأكيد ان سيفتح معه الموضوع
جر بخطواته الى احدى الجلسات ليقول اباه: اليوم جاني واحد يقول انه يترف امك و انها تبغاك
ظهرت كل علامات الرفض على وجهه ليقول : مابغى ارجع لها
تنهد الآخر : براحتك
لم يصدق انه مر الحديث بالسهولة هذه ليطلق خطواته الى جناحه كي يرتمي على السرير
آه واخيرا كابوسه الذي راوده اليوم قد انتهى...
ان رآه احد سيينعته بالمبالغه..
لايرى ان الموضوع ستحق كل هذا القلق ...
لكن هو يجد قلقه في مكانه...
لايحب ان يتكلم بموضوع امه...
وماحصل ماضيا...
عقدت حاجباه فجأة...
عل يمكن ان أباه لايدري عن شيء..
سيجرب...
سيذهب لها و يسألها عن اسم ابيه...
مع انه متأكد من انها ستخيره ..
ان جلس معها ستعطيه..
لاكن لا مضرة من التجربة...
تنهد
ليلتقط [الابتوب] الخاص به لينجز بحثه




{انتهى}
دمتم بود








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-19, 08:45 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


{الـبارت العـاشـر}

في حديقة البيت
جالسة قبال حوض السباحة الفارغ
و أناملها البيضاء تعانق الكأس البني المحروق....
فيحدث تناقض...
كشعورها الحالي...
لم يتبقى شيء سوى ذهابها...
تشعر بتوتر عظيم...
القت نظرة على الرسالة...
بل النظرة الالف...
تقسم انها حفظت كل حرف مرسوم فيها....
وضعت الكوب على الطاولة امامها...
لتغمضت عيناها لتتنهد براحة...
فتطلق ضحكة طفولية...
حين لامست قطرات الماء وجهها...
رفعت عيناها لتلمح طيف تلك الهاربة...
مدت يدها لتلتقط كوبها ثانية تحت ضحكاتها المتفرقة ...
من افعال اختها المشاغبة...
ستذهب...
حلمها سيتحقق...
تسعة عشر سنة وهي تحلم بهذا اليوم...
هل تشبهها...!؟
هل تأخذ من صفاتها...!؟
السيئة منها...
او..
الحسنة...
المهم انها تأخذ منها...
تشعر انها اسعد واحدة في العالم....
صحت على الكوب الذي انتزع من بين يداها...
محدثا صوت عند اصطدامه مع الطاولة الخشبية...
فإلتفتت بإنزعاج لذلك الذي قطع عليها افكارها قائلة : وجع فجعتني
تحركت عيناه لهاتفها المفتوح على تلك الرسالة.
ففهمت المغزى من إشارته
لتردف: عندك مانع ؟؟
هز رأسه بأسى من هذه العنيدة و لم يأثر كلامها على ملامحه الجدية ليقول: فكري بعقلك شوي و بطلي هبال
وقفت لتلتقط هاتفها و تقول : اسوي لي ابغاه
تابعها بنظراته
في حين هي كانت تمشي متجهة لجناحها
التفتت لتلك الجالسة بهاتفها
فتوجهت لها لتقول : طفش
التفتت لها أختها لتقول بصوت هادئ: لتين تذكرين يوم قلتي بتسألي بابا على امك ايش صار؟
ابتسمت لترد بنفس الهدوء: مارضى
نظرت لملامح رودينا التي اعتلتها دهشة مع بريق حنون يفيض من عينيها
لتردف بهمس : بس أخذت كرت العائلة و عرفت إسمها و بعدين دبرت مكانها. و بعد صلاة الجمعة رايحة
جحظت عيناها بصدمة لتقول : بابا أأأ قصدي حذرك او
قاطعتها لتقول بشرود : هددني بس بسوي لي أبغاه
ظهرت نبرة الإهتمام في صوتها الذي إعتاد على المرح: بإيش هددك
ابتسامة تهكم نابع من وجع إرتسمت على ثغر تلك الجريحة...
مذا أقول ...؟
تهديد بالطرد....
اي تغير سيطرء...
سنين و انا مطرودة...
من ابوتك..
سارت الرجفة بكاء في جسمها...
فحاولت كتمه...
بشدها على شفتيها المحمرة..
و قطعها لشهقة مكبوتة كادت ان تتمرد...
بلعت ريقها..
لعله يطفئ نارا ملتهبة من سنين...
نار ..
حرمان...
شوق...
الم...و وجع...
اردفت بعد ان خاولت تعديل صوتها المضطرب و إخفاء دمعتها الرقيقة التي تسلسلت على جفنها الابيض المحمر : هددني ابوي بالطرد...تدرين ليش لأني بغيت اشوف امي ..كافي حرمان..و الله كثير ههه جد شر البلية ما يضحك اسمها مااعرفه نكتة حلوة صح
شعرت تلك الجالسة بدوار مفاجئ لتقول بنبرة مصدومة : و انت بتسوين لي براسك !!؟
هزت رأسها بشرود
لتقف الآخرى متفاجأة : مجنـونـة تدرين بابـا اذ قال شي بيسـويه !!!
رفعت كتفها بلامبالات و كانت ملامحها افضل إجابة لتلك المصدومة
تضاعفت سرعة تنفس أختها مع ظهور الدمع في محاجرها لتردف بصوت مرتجف : لتين لا تكونين مجنونة فكري
قاطعتها لتين بتملل : بعقلك شوي حفضتهاو خلاص سكري الموضوع ذا لي طفشت منه كافي اسامة صارله اسبوع يعيدلي نفس الأسطوانة كل ما شفته
جلست و التقطت هاتفها ثانية و تقول بتمتمة : مو صاحية
فتكمل بإستغراب : ابغى افهم من وين جاتك الجرأة تدخلين المكتب كذا
تجاهلتها لتقوم لجناحها
ولا تخفي ان افكارها متضاربة ....
و تشعر برهبة...
من مغامرتها...
.
.
.

في احدى الكافيهات التي تطل على البحر...
التفت لهاتفه....
ربما المرة الألف التي يلتقطه فيها ...
ثم يتركه...
ينظر لرقمها...
لا يريد مقابلتها...
متأكد انها ستخيره...
لايريد ان تضعه في هذا الموقف...
لا يريد ان يسمع كلام حفظه...
مزيف...
لا يريد ان يكلمها حتى ....
ظهرت نظرة توتر...
فأخذ كوب قهوته ليرتشف منه..
شتت نظره بين المارة...
ليطلق زفرة ضيق...
دلالة على حيرته ...
فيتناول هاتفه و يكتب لها رسالة طالبا فيها عنوانها بأنه يريد ان يكلمها بموضوع...

توجه لسيارته...
ليلف في الشوارع كعادته...
يشعر بأن الى الآن توجد حياة...
يوجد ام تعطف على طفلها...
و اب يهتم...
و ضحكات أطفال لم تنقرض...
من الصعب ان تحذف مرحلة الطفولة من حياة الإنسان ..
مرحلة التي يكتشف فيها الطفل عالمه...
يكتشفه....!
يتساءل...
كيف إكتشف عالمه....؟!
كيف كانت نظرة طفل فتح عينه مع ام مستهترة...
باردة ...
مهملة ...
.....؟
لا يدري ما الجواب...
لكن من المأكد انه وجده عالم بارد...
التقط هاتفه الذي رن برسالة....
ليجد العنوان و لا تخلو من الإستفسارات...
ميل شفته بإنزعاج ليقول بهمس : الله يعين
تنهد ليتجه للبيت سيذهب بعد عودته من المسجد
.
.
.

زفرت براحة بعد ان وضعت آخر صحن في مكانه
مسحت يداها الحنطية المبلولة. لتقول بصوت يصل لتلك الجالسة تحل اخدى واجباتها بضجر : انت كذا تمشين لازم نفصل التلفزيون زي البزران عشان تمسكين كتبك
ميلت شفتها بإنزعاج متجاهلة لها...
جلست هديل جنبها لتقول بحنان : حبيبتي مو قصدي انه تغطسين راسك فالكتب اربعة و عشرين ساعة بس حطي الساعة مثلا فاليوم بس حق دراستك
ابتسمت الأخرى لتحضنها و تقول : ياشيخة و الله احبك ايش أسوي ممنوع نزعل عليك
ضحكة الأخرى لتقول : يلا كملي دراستك
رجعت مكانها لترد بصوت طفولي مرح : طيب أبلة هديل
ابتسمت أختها لتلتقط كراسة هجرتها...
هجرت تلك الحروف المرسومة بفخامة خطها....
و نعومة مشاعرها...
ممرت يدها على اول صفحة تحمل كلمة


" مَــمــلَـگــٺــېْۧ".

ابتسمت لتلتقط قلم بسيط يميل الى الفخامة ...
هدية من احدى صديقاتها في الثانوية...
اخذت تبحث على صفحة بيضاء...
لترسم بنزيف المها...
و لهيب شوقها...
""امي..
لقد بتت اعيش في برد دائم...
بعيدا عن حضنك الدافئ....
لقد بتت اعيش بجفاف....
بعيد عن ينبوعك الذي يتدفق بالحنان...
لقد بتت اعيش بضياع...
بعيدا عن كلماتك الناصحة...
المهتمة...
فلا يفيدني الآن غير التلذذ بذكريات رسمناها معا...
تدرين...!!؟
حتى المرة منها اصبحت حلوة...
لأنها لاتخلو منك...
اما انتي فلا يفيدك غير دعاء...
ارسله لك في منتصف الليالي...
داعية برحمة و الغفران لك...
رحمك الله و غفر لك يا روحي التي انتصفت بعد فقدانك ...""
وقفت بخفة لتخفي دموعها...
التي بللت الكلمات المخطوطة بشوق ..
فتزيدها ألم..
توجهت للغرفة التي تشترك فيها مع اختها..
لتمسح حبات اللؤلؤ التي تملأ محاجرها...
فتنهمر على خديها الحنطية...
التقطت مشبك شعرها الذي سقط حين ارتمائها على السرير...
رفعت شعرها الغجري الاسود...
قامت لتخبأ هذا الكراس الذي ربما لا يدري به احد...
تصب فيه اوجاعها و آلامها...
فيفتح لها صفحاته في كل مرة يشعر بقرب انهايرها...
كاتما لمشاعرها...
تنهدت التتناول هاتفها الرنان
لتجيب بهدوء : هلا
لترد بعد السلام بنفس الهدوء : ما رحت اليوم اجازتي
عقدت حاجبا اليزا : عندك يومين ؟
هديل : ايوة ليش متصلة؟
ظهر الاحباط في صوتها لترد : خلاص حسبتك هناك يلا باي
لتقفل الخط
.
.
.
و في احدى الشوارع يمشي مع احد اصدقائه
ليرد : طيب متى ؟
ابتسم فيرد : بكرة ترى هي فشاليه زياد
ظهر الأنزعاج في ملامح حسام ليقول : لا تقول انه دراكولا ذاك جاي
ضحك صديقه : هههههههه لا يسمعك بس يب جاي
ليردف بنفس الإنزعاج : اوووف مالي شغل رح اجي
ودع صديقه ليأخذ تاكسي..
نظر لرسالة ذالك الغبي..
و يرد
" طيب منو يا حظرة المحقق "
مرت خمس دقائق بالضبط لتصله رسالة منه
" هههه يعني مسوي فيها مستخف بالموضوع بس ماشي ما رح اكون شرير و رح اقربك انت تعرفه بس يمكن من زمان ماشفته عاد انا مدري عن خصوصيات عايلتكم"
عقدت حاجباه بتفكير من كلامه يدل على انه من العائلة و له مدة لم يره..؟
لديه عم لكن توفي منذ زمن..
اما من عائلة امه فهي وحيدة...
من يكون هذا ...
ضرب قبضته على باب السيارة بخفة...
تبا !!
يبدو ان ذاك الغبي...
يكذب..
لم يخطأ حين ناداه بدراكولا..
يخترع كذبات كي يرعب الناس...
ما ذا لو كان حقيقة...
او
اووه لا يدري يشعر بدوار يجتاحه...
مشوش..
اخذ هاتفه ليبعث رسالة
" منو قال بصدقك المرة الجاية لما تكذب ابحث عدل"
نزل ليدخل لحيهم الشعبي..
متوجها للبيت...
.
.
.
جالسة في سيارتها امام البيت
تتكلم بهدوء: طيب شلون بشوفهم
سكتت لمدة و هي تتسمع للطرف الآخر
فترد بفرح : اوك يا صاحب الأفكار انتظرك انا قدام البيت فالسيارة
سترى سجل مكالمات امها..
على الاقل تجد خيط يدلها عليه...
مرت نصف ساعة
ففتحت الباب لذلك الآتي
صعد بجانبها ليضع الأوراق و يقول : و هاذي الاوراق و جبناها يا آنسة اليزا
ضحكت بفرح لتقول : مرسييييي و الله انك أحلى صديق
ابتسم هو الآخر ليقول : و الخبلة ذيك لي بعتيها ما جا ولا شي مفيد من وراها
هزت رأسها بالرفض و هي تتصفح الأوراق و تقول : للحين ماوصلت للي ابغاه
ناظرها بهدوء ليقول : مدري ليش متلقفة و تدورين عنه دام امك ما تبغاه و لاهو يبغاها
وضعت الأوراق جانبا فتقول : ههه الا هي تقول تبغاه بس واضح انه مو للله
حل الصمت لدقائق فتقول : وجع مافي رقمه
وضع هاتفه ليقول : يمكن مو مسجلته
ظهر الاحباط. على ملامحها فتقول : لا تقــول !
اجل شلون كانت تتصل عليه
عاد الصمت ثانية ليقطعه فؤاد : يمكن من رقم ثاني
اليزا بدهشة : مستحيل ماما كل ارقامها اعرفهم
ناظرها لفترة ثم اكمل : قصدي رقم جديد او رقم شخص آخر بس هي استعمله
هزت رأسها بالايجاب لتقول : يلا بدور طريقة ثانية الا تدري هديل قاعدة تسجل مكالماتي هههه مدري وين تبغى توصل بس خلني استغبي عليها نستمتع شوي
ضحك هو الأخر ليقول : كيف عرفتي. ؟
اخذت ترتب الاوراق و هي تقول : مثل ماقلت صرت اسمع تشويش و اصوات المهم مو متأكد يمكن عطل في الشبكة بس الحذر واجب
ابتسم ليلتقط هاتفه الرنان و يقول : هههه بصراحة اهنيك على ذاكرتك يلا انا رايح تبغين شي
هزت رأسها بالرفض لتقول : لا
ذهب لتتوجه هي الاخرى للبيت
دخلت لتقول :salut mama (مرحبا امي)
قبلتها لتجلس بجانبها امام مائدة الغذاء
حل صمت يتخلله صوت الملاعق
لتقطعه جوليا بقولها : ليزا بعدين طالعة ؟؟
هز رأسها بالرفض
لتقول : اطلعي شوي غيري جو بعدين بلحقك
ظهرت ابتسامة ساخرة على ثغرها
واضح وضوح الشمس ان هناك شيء
فقالت بهدوء : اها طيب نفسي اروح للمول من زمان مارحت بس ماله داعي تجين يمكن شغلتك بتطول بروح مع صديقتي
ظهرت الدهشة على جوليا
لتقف اليزا و تقول بإبتسامة بعد ان التقطت دهشة والدتها : مام ترى عادي اطرديني و لا تظنيني هبلة ما افهم
تجاهلتها امها و هي تقوم لتذهب لجناحها
في حين تابعتها اليزا بنظراتها و هي تغرق في تفكير كيف تصل له....
.
.
.

في غرفة انيرت مع ضحكات صاحبتها...
و شعاع فرح يهطل من عيناها....
سعيدة لحد لا تستطيع وصفه...
تشعر برغبة عارمة في البكاء...
لطالما كرهت دمعاتها التي تنجرف من محاجرها...
آملة ان تغسل همومها...
لكن اليوم تشعر ان هذه الدموع ستكون كالمطر الذي ينزل على ارض قاحلة...
جافة منذ سنين...
كقلبها الذي ينبض الآن بجنون...
كجنون صاحبته....
مرت يدها على بنطلون جينز المطرز بوردة فتقفز
لتلتقط معطفها و وشاحها...
وضعت هاتفها في محفظتها البينة...
و لبست قبعة تغي رأسها الا مقدمته فتتمرد خصلات سوداء لتحدث تناقضا مع بشرتها البيضاء
اكتفت بتكثيف رموشها و وضع روج لحمي
لتنزل بهدوء يخفي حماسها و توترها...
توقفت فجأة حين اعترضت اختها طريقها هامسة بصدمة : مجنونة لاتقولين لي انك رايحة !!!
هزت رأسها لتين لتقول : ايوة يلا مع السلامة حبيبتي رودي
احتضنتها الاخرى برقة لتلمس كتفها دمعات اختها
فتنتزعها بجزع و تمسح تلك القطرات النازلة على ملامحها البريئة الطفولية لتقول بدهشة : رودي ليش تبكين
فلتت شهقة من اختها لتقول بصوت مرتجف : خايفة بابا يسويلك شي
احتضنتها ثانية لتمسح على شعرها بحنان اخت : انشاء الله مايصير شي يلا باي سلميلي على اسامووه
فرجعت بعد خطوتين لتردف : و قوليله لا يصدق نفسه بس لانه اخوي الكبير على قولته
زمت شفتها بمحاولة كبت لدموعها : انشاء الله مع السلامة
ظلت تتابع خطوات أختها الراحلة
لتعلن ضربة الباب زر لسيل دموعها و ركضها لغرفتها
.
.
.
اخذ محفظته بإنزعاج...
فهو غير راض ابدا على هذه الخطوة الغبية في نظره...
يدري بماذا سيخرج من عندها...
مجرد تخيير ...
منزعج لأقصى حد...
و اقل صوت يستفزه الآن...
سيحاول التحكم بعصبيته معها..
فلأول مرة سيكون هناك نقاش بينهما...
نقاش يعتمد على الهدوء...
وهذه آخر صفة يستطيع ان يتحلى بها الآن...
توقف عند الاشارة...
ليقول بهمس : اووه انقلع يا انا جد غبي حاول تتحكم شوي فأعصابك لا ينفجرلك عرق
ميل شفته ليردف و هو يجتاز الاشارة حين تغير لونها : فاضي استهبل يعني
سكت لبرهة ليكمل : بس يعني جد غبي
وصل للعنوان المكتوب ليتوقف
يحاول تهدئة اعصابه المشحونة...
استنشق بهدوء...
ثم أخذ كوب قهوته ليرتف منه القليل...
لايدري هل اصبح مدمن قهوة...
عادة جديدة استولت عليه...
.
.
.
اوقفت سيارتها امام العنوان المكتوب امامها...
لتلين ملامحها بدهشة...
لمذا لم تسعى امها لها...
لمذا تركتها...
هل كانت مجبرة من ابوها...
او
هزت رأسها بعنف..
لاتدري تشعر كأن حرب تشن بداخلها...
بين عقلها...
الذي يتعجب لمذا لم تأتي لرأيتها ...
و هي تلك التي حملت بين احشائها...
ارضعتها لفترة...
ثم أخذت لبيت والدها...
هكذا قالت زوجته..
ليتدخل قلبها الذي يصيح بعنف...
اكيد انها مجبرة..
لا يمكن لأم ان تتخلى على إبنها..
تحبها دون ان تراها..
اذن كيف لتلك القاطنة بالداخل...
امها يستحيل ان تتركها...
مؤكد انها تشعر بإشتياق لها...
اشتياق عنيف...
كشوقها الآن لها..
شعرت انها اقنعت بكلام قلبها..
تراه اكثر منطقية من العقل..
معادلة جديدة..
كثيرا ما تسمع ان العقل يكون اكثر واقعية و منطقية...
تناولت محفظتها لتنزل بعد ان ضربت الباب..
وقفت امام البيت الضخم..
لتفرك يداها بحضهما...
و انفاسها تتزايد...
نهيك عن الحرارة التي تصاعدت...
هل هو توتر..
او رهبة ...
او شعور آخر...
لم تذقه بعد..
.
.
.
لبست معطفها الاسود الجلدي..
لتلتقط نظارتها لشمسية التي أخرجتها من محفظتها لتقول بصوت عال: مام انا طالعة لما تخلصين شغلك السري قولي عشان ارجع
لتتجاهلها امها مرة اخرى فآخر شيء تفكر فيه الآن
هو لمزات ابنتها..
ففكرها كلها متجه للموضوع الذي سيكلمها فيه..
اما الأخرى فإعتلتها ابتسامة ساخرة..
لتصتدم بتلك الواقفة امام البوابة الصخمة بتردد واضح...
ليس هذا ماصدمها..
بل تلك الملامح التي تعرفها جيدا...
لتتوجه لها حين افاقت..
و بصوت هادئ: لوتين؟؟
التفتت لها لتنعقد حاجباها بإستغراب لتقول كمجارات : ايوة

نزعت نظارتها لتقول بنفس الهدوء: جاية عند ماما قصدي جوليا امك؟؟!
عقدت حاجبا لتين...
يبدوا انها إبنتها...
يعني....
أختــهـا...!!
هزت رأسها بالايجاب
لتقول اليزا برقة : طيب بأتكلم معاك شوي قبل ماتدخلين فيه كوفي قريب خلنا نروح
رضخت لطلبها فتتبعها بهدوء..
اي فضول يجعلها تذهب...
او تهرب...
كثرة التحذير اثر على قرارها...
جلست في الكرسي امامها مستمعة لتكلك التي تقول بنبرة واثقة : لتين ادري عن كل شي ادري انه ابوك مانعك تجين بقولك شي يمكن يكون قاسي عليك بس صدقيني تسمعينها مني افضل من انك تسمعينها منها ماما عمرها ما جابت طاريك حتى اذ سألتها عمرها ماقالت انها عندها بنت من زواجها الأول دايما تنكر لا تسأليني ليش لأني حتى انا اجهل السبب
اتمنى ان تفكرين عدل قبل لا تدخلين و تجهزين نفسك لأي كلام تسمعينه خذيها كنصيحة من أخت صغرى
لتختم حديثها بإبتسامة
فتظهر علامات الحيرة على وجه الأخرى لتقول بنبرة خافتة : طيب
وقفت لتمشي بخطوات بطيئة لذلك البيت التي تقطن فيه تلك الأم الغامضة بنضرها...
.
.
.
واقف امامها..
يشعر كأن هناك خلل يحدث...
لمذا هو من يأتي لها...
ل

يقول بنبرة يحاول ان يخليها من الانزعاج : شوفي بأدخل فالموضوع من الآخر ايش اسم ابوي
تغيرت ملامحها للغضب لتقول : يا سلام جاي لعندي تسألني عنه و انا أمك ما تبغى حتى تشوف وجهي..
استول على ملامحها هو الآخر غاضب يحاول كتمه ليهمس بين اسنانه : ام !!!؟ اي ام لترمي ولدها !! تصدقين استغرب شلون تحسين!!؟ هذا اذا كان عندك قلب اصلا!!؟
احتدت نظرتها لتقول بحدة : موضوع هذا ماابغى اسمعه اما على اسم ابوك اذا رجعت لي ترى بينعاد لك اسمك
وقف هو الآخر بحدة : اوك ماابغى منك شي و ترى اذا بغيت اوصله بوصله من دونك
و بسخرية : يا امي
وقفت هي ايضا لترد : اوك نشوف
التفت بغضب ليخرج بسرعة لأنه متأكد انه سيفجر المكان
اصتدم كتفه بتلك الداخلة ليذهب دون ان يقول شيء لانه متأكد سيخرج غضبه فيها
.
.
.
اما هي فإلتفتت لذلك الذي صدم فيها و لم تعره اي إهتمام ربما بسب التوتر الذي يغزوها خاصة بعد الكلام الذي سمعته...
كلام شبه مستحيل..
دخلت بهدوء و هي تشعر ان ثقتها قد بدت بالرجوع لها شيء فشيء...
اما في الداخل فجلست و هي تشرب كوب ماء بعد الغضب الذي غزاها..
تحاول تهدئة نفسها...
فقد قيل ان هناك فتاة تريد رأيتها...
ربما من صديقات اليزا...
التفتت لتلك الواقفة امامها لتهمس بخنقة : ماما
انصدمت من الملامح التي تراها...
و الاسم الذي نُديت به..
كل هذا يبين انها...
ابـنـتـهـا...!!
استولت كل علامات الدهشة على ملامحها....
و ظهرت نظرة صدمة في عينها التي تنظر لتلك التي..
ابتلعت ريقها الجاف...
و تحجرت دموعها...
هل هذه هي امي...
هذه هي من رسمت في خيالي...
آه يا امي اتعلمين...؟
كم رسم رُسمت فيه...
بالورق في طفولتي...
و بالأحلام في مراهقتي...
تمنيت ان اراك لمحة تطفئ هذه النار...
امي...
كلمت لم انطقها...
حرمت من التلذذ بحروفها...
حرمت من ان تكوني بطلة في ذكرياتي..
حين ارى من يتمتعون في احضان امهاتهم...
لمذا هي مصدومة الم تعرفني...؟
ام تغرق في ثرثرة مثلي...
ثرثرة شوق..
ثرثرة سعادة حلم تحقق..
هل حقق حلمها بأن تراني...؟
اشعر ان اطرافي متجمدة...
اشم رائحة عطرة...
هل هذه هي رائحة الام التي يتداولونها...
اي عطر هذا...
شعرت بإنجراف شلال من محاجرها...
لتغرق ببكاء صامت..
بكاء سعادة..
فرح...
الاتصديق
اما امامها
منصدمة...
تشعر انها متجمدة...
مع ارتجاف يسري في جسدها...
فتهمس بحذر : لتين !!؟
اي همس هذا الذي فجر في تلك الواقفة امامها مشاعر جديدة...
فتهز رأسها بالإيجاب و هي تحاول حبس صوت بكائها...
تريد احتضانها...
تريد ان ترمي همومها...
تريد ان تقول كم عانت مع ابيها...
فترفع رأسها بصدمة ...
اشعرتها يدوار مفاجئ...
اي صوت هذا...؟
ايت نبرة هذه...؟
التقطت جوليا صدمتها لتعيد بنفس الجمود : ليش جاية !!؟
لا ....!!؟
اهذه كلمات تعبر عن الإشتياق...؟
يمكن...!!
نعم يمكن...!!؟
انها توجد في قاموسها...
ربما لم تفيق من صدمتها بعد...
لتهز رأسها بعنف فتقول بصوت مرتجف : ليش!!؟ ليش جاية عندك!!؟ بصراحة مدري ايش اجاوبك !! انا بنتك بـــنــتــك !! تسعة عشر سنة عايشة من دون ام دوم اتخيلك فكل احلامي !! خاطرت عشان اوصلك ...
واللحين تسألين ليش!!؟
فتردف جوليا بنفس الجمود : تسعة عشر عام عايشة من دون ام !! اظن تقدرين تكملينها!!؟
لاتدري اية صاعقة نزلت عليها...
لا يستحيل ان يحدث هذا ...
نعم !!
اكيد انها اخطأة في العنوان...
او هذا مقلب سخيف...
لكن ستتقبله...
لتقول بنفس النبرة المرتجفة التي لم تنطق بها ابدا : نعم!!؟ لا مستحيل مستحيل لي قاعد يصير كيف اتتي امي !!؟ مااقدر اتحمل كافي لي شفته من عند ابوي...وش ذا مستحيل تكونين أم و هو مستحيل يكون اب ابغى افهم بس من ويش مصنوعين آه
لتنخرط في بكاء حاد..
اي خيبة هذه ...؟
بل اي جنون ...؟
يوم تخيلته...
و تحمست له كثيرا...
كتبت كلمات اشتياق لها...
لكن نست ان تكتب عتاب...
لا تستطيع ان تعبر عن ذرة من حجم الألم الذي تشعر به...
التفتت للباب لتجر اذيال خيباتها...
فتعود بخطوتين عند وصولها للباب فتقول : طيب اظن قد مارح تكونين قاسية ما رح تردين لي ذا الطلب ابغى احضنك اتمنى اعيش ذا الشعور لي يوصفونه بأنه احلى شعور حتى اذا كان حضن بارد
تقدمت لها جوليا على نفس البرود لتفتح يداها و تضمها لصدرها
آه اي شعور تشعر به...
تحس انه وشك الاغماء عليها...
لتبتعد ببطئ...
و تلف للباب الذي دخلت منه اسعد واحدة...
.
.
.
قبل نصف ساعة
في الخارج
داخل سيارتها تقرأ رسالة في هاتفها..
و لم تكن الا رسالة من شركة اتصلات...
فتركت الهاتف بإهمال امامها...
رفعة رأسها لتنتبه لذلك الخارج من البيت...
لا تدري اي توقع غبي...
انه اخوها..
الا هو لقد رأته مرة يتكلم مع امها...
التقيا في احدى [المولات]...
انتبهت انه غادر بسيارته...
لتتبعه كيف لها ان تضيع هته الفرصة...
.
مرت ربع ساعة و هي الى الآن تتبعه ...
اما بداخل السيارة فلاحظها ليقول بهمس منزعج : ايش تبغى ذي مو كافي امها تجيني هي لا يكون بعذ باعتتها
توقف غلى جنب بعصبية ليخرج ومتجها لها ..
و قامت هي الاخرى بنفس الفعل لتنزل تنتظره...

{إنـــتــ دمتم بود ــــهى }


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-19, 12:18 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ البارت الحادي عشر }

مرت ربع ساعة و هي الى الآن تتبعه ...
اما بداخل السيارة فلاحظها ليقول بهمس منزعج : ايش تبغى ذي مو كافي امها تجيني هي لا يكون باعتتها كمان!
توقف على جنب بعصبية ليخرج ومتجها لها ..
و قامت هي الاخرى بنفس الفعل لتنزل تنتظره...
رفعت رأسها حين التقطت همسه الذي ميزت فيه العصبية : ليش جاية تلاحقيني !!؟
ابتسمت بخفة لتقول : ليش كنت عند ماما؟
احمر وجهه ليمرر يده على شعره بمحاولة لتهدئة اعصابه فيقول : لقااافة !! مالك شغل !! و اللحين جاوبي بلا اسألة فاضية!!
تنهدت هي الاخرى لتقول بهدوء : طيب هدي لاني ما رح اقدر اتكلم معك و انت كذا !! خلنا نركب
اطلق تنهيدة عميقة و توجه ليركب من الجهة الاخرى
فتقول بهدوء : اولا عندي سؤال ابغى اعرف جوابه
ايش صار قبل ما تخليك ماما !!؟
عُقدت حاجباه بضيقة ليزيح بوجهه للشباك...
مذا يقول... ؟؟!
[تخليك]...
كم هي بسيطة هذه الكلمة...
مجرد خمسة حروف...
يمكن ان تصاغ في جمل عديدة...
بسيطة ...
نستعملها يوميا..
لكن ما اقساها في قاموسه...
يشك انها حروف...
بل سيوف تمزق قلبه...
التفت لها يقول بهدوء ليكسر الصمت الذي بينهم رغم ضجيج الافكار : ماأظن انه بيفيدك بشيء
لمعة عيناها بخبث لتقول : ويش يدريك يمكن فيه موضوع ابغى افتحه من ذا السؤال
ظهرت ابتسامة خفيفة ليقول : ذكية بس ترى ذكاءك مارح يمشي على كل الناس
ارتفع حاجبها لتقول بإستغباء : ترى ما جبت شي جديد ادري اني ذكية بس الجزء الثاني ما فهمته ؟؟
زادت ابتسامته ليقول : المفروض اللحين اصدقك بس بقولك مو مشكلة قلتي ذي الجملة عشان ارد عليك و اقولك ويش هو الموضوع و انتي تقولين جاوب اول و كذا رح تسحبين مني الكلام
ظهر الانزعاج على ملامحها لتقول : طيب دامك عرفت ممكن تجاوب ؟؟
هز رأسه بالرفض لينزل...
تنهدت بانزعاج...
لترفع رأسها متفاجأة لذلك الذي يكلمها من نافذتها المفتوحة : مو كل شي اذ عرفناه بنرتاح يعني لا تبحثين فموضوع راح
هزت رأسها بالايجاب كنوع من التجاهل للنصيحة
فوصلها صوت ضحكته الخفيفة ليقول : ايه سلكي سلكي
اغلقت النافذة بعصبية لتشغل السيارة و تذهب الى البيت...
قبل ان يذهب لكي يحرس انها لن تتبعه...
.
.
.
واقفة في الصالة و هي تناظر لأبيها الذي يكاد ان يفجر المكان عليها لينهي كلامه بقوله : طيب يا لتين انت تستغفليني و كأن كلامي ماله معنى عندك
سكت للحظة..
تشعر ان كل خلاياها ترتجف..
خوف...
تشعر انها اول مرة تخاف...
بلعت ريقها...
و هي تغمض عيناها بمحاولة تحكم في دموعها...
حين سمعته يقول : جيبي الكريديت كارد و اطلعي
سقطت محفظتها التي تحملها...
لتصدر صوت يعلن سقوط دموعها...
اي جريمة ارتكبتها....
كي تعاقب بهذا الشكل...
لم تسمع ان بحثها عن امها....
جريمة...
و ككل مرة هي الضحية...
لما يشعرها انها الجانية....
رغم انها ليست الا وقيعة في هذه الحرب المجهولة...
رفعت رأسها لتقول بصوت مرتجف رغم محاولتها لتقويته: لييش ؟؟ ايش سويت انا !!؟. ايش ذنبي !!؟ متى بترد علي ليييش!؟. تعبت من ذا السؤال !! متأكدين اني بنتكم. !!؟ اشــــك و الله!! ايش القلب لي تحملوه !!؟ تطردني !!؟
سكتت للحظة لتكمل بهدوء ضعيف يظهر لأول مرة : تدري مدري ليش مستغربة من ذا الشيء من زمان و انا مطرودة عمري ما حسيت اني بنتك طيب بغير السؤال ايش الفرق بيني و بين شخص ثاني !!؟
مسحت دموعها بهدوء لتردف بتهكم : ولا بغير السؤال مرة ثالثة ايش الفرق بيني و بين واحد يتيم !!؟ ماله داعي تجهد نفسك و تجاوب ادري ان الفرق امي و ابوي عايشين بس عمري ماحسيت فيهم غريبة صح !!؟ و الحين لقيت الفرصة لي تتخلص من ذا العبء
رفعت عيناها التي تبعث كره لم يظهر ابدا وتنظر لتلك الملامح الجامدة امامها : اكرهك يبه
اخرجت البطاقة ووضعتها امامه..
لتلتفت كي تخرج فتصدم بالواقفتان بذعر و دموعهما تنهمر لترمي نفسها في حضن لتلك التي رأتها كأم طول حياتها رغم انها بخلت عليها بهذه الكلمة كانت تظن ان لا احد يستحقها غير التي حملتها لكن ياللاحباط مااقساها تلك الانسانة...
سمعت همسها الذي يقول : حبيبتي ايش فيه ماني فاهمة ؟؟
هزت رأسها برفض لتتوجه لتلك الشقية التي يبدوا انها السبب في انطاء ابتسامتها و سقوط هذه الدموع الغالية توجهت لها لتجدها مرتمية بين احضانها و صوت بكائها قد علو لتقول بهمس بين شهقاتها : خبلة و خبلة و خبلة لييش رحتي تدرين كنت رح اكرهك بس ما قدرت !؟؟
شعرت ان دموعها حقا قد تجف..
فزادت في شدت احتضانها...
ليقطع عليهم ذلك الصوت الذي جاء من الاعلى : قلت اطلعي
ابتعدت عن اختها لتلتقط محفظتها و تخرج....
و اي الم تشعر به ..
ناظرت البيت الذي عاشت فيه..
احلى اللحظات و مرها...
شريط ذكرياتها يمر عليها...
تبا لهذه الذكريات..
التي لا تمحا..
و آه من هذا العقل الذي يبدو انه...
لا يـعـرف طريـق للنسـيان...
ركبت سيارتها لتذهب الى المجهول...
.
.
.
ابتسم بسخرية لتلك التي تجلس امام التلفاز تشاهد فلم كعادتها ليقول : مهزلة من جدك دحين مسوية فيها متأثرة ترى كله تمثيل
التفتت له بحماس لتقول : لا جد ترى الموقف مررة يحزن شوف هذا قتلو ابوه و هو كان لسى صغير بعدين تحمل مسؤلية كل اخوانه حتى امه ماتت بعد ابوه بكم شهر و هو اصلا كان شاك ان متت امه مو طبيعية كمان
ظهرت نظرة غريبة في عينيه...
التقطتها أخته فتقول : ايش بك متنح كذا ؟؟
التقط هاتفه ليفتح رسالة تجاهلها منذ مدة
ليصدم بالمكتوب..
" هههه حالتك صعبة بصراحة لذي الدرجة مو مصدق خلاص بكرة نلتقي و نشوف وجهك كيف يصير لما تسمع نصف الحقيقة "
تصاعدت انفاسه بحنق...
مذا يفكر به ذلك الغبي...
رغم كرهه الشديد له...
لكنه سيتحمل من اجل هذا الشيء....
الذي يجب ان يعرفه...
حتى لو كان من الد الاعداء...
التفت لتلك التي قالت هامسة بتهكم : ايش مسوي كمان شوف ترى محنا بناقصينك يا يوووه عاد مدري ايش اوصفك بصراحة اممم السارق ولا اممم اوووه صح نسيت اقولك ترى اعرف لي تعرفه هديل يا اخي
الكبير المحترم
و هل كان ينقصه غضب...
ام ان الجميع اليوم اتفقوا على اتلاف اعصابه...
لكن مادراها تلك الطفلة...
مهما كان لا يريدها ان تعرف...
فقد وعد نفسه ان يتوقف...
لم يعي بنفسه الى و هو يوقفها و يضغط على معصمها بقوة ليقول : شكله جد لسانك يبغاله قص
ظهرت نظرة خوف في عيناها التي امتلأة بدموع لتقول بصوت هامس خفيف : وجعتني يا
لم تنتهي من كلامها حتى قاطعهم صوت حاد : حسام !!
التفتوا لتلك الواقفة بغضب لتردف : خيير وين احنا تمد ايدك على اختك !!؟
ترك امل ليقول : ماحد له دخل فلي اسويه
جلست لتقول بنفس الصوت الحاد : احترمني على الاقل
اطلق زفرة غضب ليقول : شوفيها تمسك لسانها اول
ثم تجاوزها

التفتت لتلك الجالست تدلك يدها لتقول بصوت واضح : جعل ايده الكسر لذي الدرجة مايتحمل الحقيقة
رفعت رأسها حينها لتلك التي تقول : اووف بزران انتو الحين ماتقدرون تجلسوا مع بعض من دون ماتطلقين لسانك
تجاهلتها اختها لتقف متوجهة للمطبخ
فتنهدت الآخرى بيأس...
لاتدري كيف تملأ هذه الفجوة بين اخويها...
حسام طول حياته هو المفضل...
مما يجعل الاخرى تغار...
وقد زاد الطين بلة...
استهتاره...
غيرت القناة لتستقر على برنامج
.
.
.
رجعت البيت و هي تشعر بعصبية
كيف استطاع الذهاب دون ان يرد عليها...
و هي لم تصدق انها وجدت خيطا يدلها عليه....
الى متى و هي تلعب لعبة الفأر و القط معه...
التفتت الى امها التي لازلت واقفة...
و تنظر بسرحان الى الباب الذي خرجت منه ابنتها...
اصابعها تكاد تكسر من شدة الضغط...
وجهها يكاد ينفجر من شدة الاحمرار...
عيونها محمرة محتقنة بدموع....
رجعت الى الوراء بصدمة من منظر والدتها لتقول بهمس : ماما ايش بك
لا رد...
مدت يدها لأمها لتقول بنفس الهمس المنصدم : ماما !!
فاجأتها حين انسحبت بهدوء الى غرفتها...
اما الأخرى فكل عصبيتها قد تبخرت من منظر امها...
حاولت ربط الاحداث..
لتستنتج ان احد من اخوانها هو سبب...
لكن...
لقد تكلمت كثيرا مع سامي...
لم يحدث لها هكذا...
اكيد انها لتين ماالذي حدث...
تشعر بدوار من استنتاج وصلت له...
طردتها ....!!؟
تشعر بدوار من صدماتها في هذا اليوم ...!!
لا تدري ما الذي يجعلها تتدخل...
ربما فضول...
او مغامرة...
لكن لم تكن تريد ان تصل الى هذه النتائج..

لم تكن تظن ان الموضوع سيأخذ مجرى آخر...
تعاطف...
مشاعر جديدة...
ربما هي ما يسمونها بالاخوة...
لم تتقبل الفكرة في الاول...
لم تتقبل انه يوجد اشخاص يشاركونها في امها...
رمشت عدة مرات حين احست بدمعة عالقة...
التقطت هاتفها لتتصل او لتمارس هوايتها
.
.
.
هاتفها يرن..
التقطته بخفة لتنعقد حاجباها حين رأت الاسم
فترد بخفوت : خير ؟؟
جاءها صوت ساخر : الاخلاق قافلة بس يلا خلينا نعديها المهم شوفي بكرا ابغى تجيبين لي رقم لتين طيب
سكتت للحظة لتقول بهمس حاد : لا
ظهر القرف على ملامحها من الضحكة الصاخبة ثم قولها : و الله انك فلة المفروض اللحين يعني اسكت و اقول براحتك يا عمري لالا ترى بتسوينها و غصبا عنك
اغمضت عيناها بقوة لتقف متوجهة الى المطبخ لتقول بنفس الهمس : شوفي ترى سكتلك كثير انت و اسلوبك ذا مو انا لي بزرة تهددني
بدأت تظهر الجدية في صوت الاخرى : طيب تبغين تجربين قدرات البزرة ذي و ترى ادري انك تسجلين مكالمات
ظهرت الصدمة في ملامحها لكن اخفتها بصوتها الهامس : حلو يعني ترى اسهل شي اني ابلغ عنك
اكملت اليزا بنفس الجدية : جربي و نشوف هذا اذ قدرتي اول المهم شكله عقلك مو براسك سوي لي قلتلك عليه
فتحت فمها كي ترد لكن انصدمت حين رأته قد قفل
وضعت الهاتف بجنب لتقول بهمس : حسام و امل وش زين اسلوبهم جنب ذي
فتلت كلامها بزفرة غضب..
.
.
.
في الجهة الاخرى...
رجلها تتحرك بتوتر...
تخاف ان تقوم بها و تبلغ...
لكن لا تملك ما تريده فلا خوف الان...
بل الخوف من الآتي...
تخاف انها تستغفلها و تسجل..
يجب ان تتصرف بسرعة..
حتى لو كان شيء مجنون..
التقطت هاتفها ثانية لتتصل بمساعدها الدائم...
فيرد بعد ترحيب لتقول : فؤاد ابغاك تساعدني بشيء شوف هديلووه توني كنت اتكلم معاها بس شكلها فاصلة المهم قالتلي بتبلغ و اقوى دليل تسجيلها للمكالمات انا اللحين ادري ماعندها بس خايفة اغفل و تمسك علي شيء ابغى اي حل حتى لو كان مجنون
سكت للحظة ليقول : افضل طريقة نهكر الجوال اي نراقبه و بكذا نضرب عصفورين بحجر منها نعرف كل تحركاتها و كل صغيرة و كبيرة عنها
بعد تفكير دام بعضة ثواني : طيب بس نقدر نتورط ترى بشي اكبر من الاول
اجابها بإبتسامة : شكل عقلك انتي لي مقفل منو قالك انها بتعرف و اذا عرفت مارح تعرف منو مراقبها
ابتسمت هي الاخرى براحة : آووه و اخيرا لقيت حل يا سوبرمان حقي
ضحك هو ايضا ليقول : طيب بكرة ببعتلها الرابط
ودعته تختفي الابتسامة حين تذكرت والدتها..
فتوجهت الى الاعلى قاصدة الاطمئنان عليها..
.
.
.

على الشاطئ الهادئ
لقد اوشك على الغروب لا يدري كم له هنا...
و افكارها ترقص على المعزوفة الغريبة التي تصنعها الامواج المرتطمة بالصخور...
ربما المرة الأولى التي يلجأ للهدوء....
اخذ يحاول الامساك بالرمل في كفه..
لكن ككل مرة يفلت منه...
مثل امله اليوم فيها...
هل رفضت حقا...
هل التي قابلها اليوم تربت مع ام حقيقية...
ذاقت عذوبة حنانها...
ام مجرد قالب ثلج...
لا تدرك طريق الحنان...
لا يدري اي خطوة غبية قام بها...
هل كان يظن ان ستقبل..
لا ينكر انه شعر بخذلان...
خيط أمل كان متعلق به...
انتهى لا يريد شيء...
التف نظره لقطة مع صغارها...
رأى مشاهد كثيرة مثل هذه...
لكن ابطالها تتغير بكل مرة...
عصافير...قطط...
عجيب امر بعض البشر..
كيف يقولون ان الحيوان دون عقل...
لكن هو يخالف هذا الكلام...
بل يجده اعقل من الانسان..
بعاطفته...
بإنسانيته...
بينما بعض البشر تجردوا من العاطفة و الانسانية...

عجيب الامر...
وقف متوجها الى سيارته كيف ينطلق الى البيت...
فقد كان يومه غريب اكثر من انه قاس..
.
.
.
عقد حاجباه من جو البيت الغريب امه لها ساعتان و هي بغرفتها...
اخته جالسة بالحديقة و بريق عيناها مختفي سلم عليها و لم ترد..
لا يدري من اي مخبأ طل عليه ذاك التوقع...
لتين...!!
ليس معقول ...!!
لم يظن انها ستتصرف بهذه السرعة...
خرج مهرولا للحديقة عند اخته ليقول بنبرة حذرة : وين لتين !!؟
نظرة له اخته كي تشيح بنظرها عنه بعد ان تساقطت الدموع...
فكان دليل يأكد توقعه...
جلس بجانبها ليقول بعد ان ضمها له و صوت بكائها قد علا : طيب خلاص اهدي
رفعت كفها لتمسح دموعها....
وتقول : بابا طردها..
لتدخل بنوبة اخرى من البكاء..
تنهد بهدوء و الحيرة قد علمت عليه..
طردها كان منتظرا هذا الجواب...
لكن اين هي..؟
لابد انها لم تبتعد بعد..
لأول مرة سينعتها بالغباء..
لحظة..!
يمكن انها لجأت لأمها...
حقا...!
ابتسم حين ظهر له بصيص امل..
ابعد عنه اخته ليقول : خلاص اللحين بروح اشوفها...
اعتلت نظراتها له لتقول ببحة البكاء التي كادت ان تهلك احبالها الصوتية : كيف تشوفها ؟؟ و انت اصلا ماتدري وينها ؟؟
ابتسم و هو يبعد شعرها الملتصق بوجهها : شكله مخك ضارب بعد ذي الصبغة الغبية ممكن تكون راحت لأمها..
ابتسمت هي الاخرى بفرح لتقول : جد !! يووه صح شكلي صرت غبية ههههه
ابتسم هو ايضا ليقول : طيب الحين روحي غسلي وجهك
ا

بتسمت لتقفز الى غرفتها..

بينما هو توجه لسيارته....
و اتصل بأكرم كي يعطيه العنوان الذي طلبته لتين...
.
.

.
تنهدت و هي تتوجه الى الخارج...
اول مرة ترى والدتها بهذه الحالة...
حتى انها لا تكلمها...
عقدت حاجباها حين رأت ضجة امام الباب لتتوجه
و تقول بهدوء: خيير ؟
اما الآخر فملامح العصبية تبدو عليه...
طلب ان يقابل ام لتين..
لكن يقول الحارس انها متعبة و رفض رفضا قاطعا
فقال حين سمع ذلك الصوت الهادئ الذي تسلل بين الاصوات العالية ليجيب بنفس هدوئها : ابغى اقابل مدام جوليا
رفعت حاجباها لترد : و بأي صفة
ظهر الملل على ملامحه ليقول : من الأخر لتين هنا ؟؟
شتت نظرها..
لاتدري بمذا ترد...
انها حقا محرجة من تصرف امها
فحاولة ان تقوي صوتها لتقول : طردتها ماما
تجاوزته حين لاحظت الصدمة تعتليه..
هاربة من اسئلته...
او انفجاره..؟
اما هو لايدري ماالذي يحس به...
صــدمــة ...!
هذا اقل شيء يصف شعوره الآن....
سكون غير متوقع اصابه...
لم يستطع صوت الحارس ان ينتشله منه...
و لا حتى اصوات السيارات بالخارج...
افكاره كانت في حالة جمود...
توقف عقله عن التفكير..
لا يدري من يلوم..
امها...؟
ابيها...؟
او تهورها و جنونها...؟
بل كل الطباع السيئة بها..
لم يعي بنفسه الا و هو يتجول في الشوارع...
ربما عقله اللاواعي طلب ان يبحث عليها...
عض شفته بقهر ليضرب بقبضته المقود...
اين سيجدها...
وكيف سيشرح الامر لتلك الصغبرة في البيت...
اكمل يبحث في الشوارع ربما يلقاها..
حقا يشعر بالمسؤولية...
لو كان حريصا لما ذهبت..
لذا ليس من حقه ان يلوم احد..
.
.
.
اخذت هاتف اخاها تبحث عن رقم اختها التي ذهبت لصديقتها في الحي فجوالها شحنه قد انتهى و لابد ان تطلب من امل ان ترجع...
عقدت حاجباها بإنزعاج حين وصلت رسالة واتس..
لكن زاد انعقادها حين قرأت المكتوب..
"بكره جاي للشاليه يعني مابقى شي عشان تعرف القاتل اجل تتجهز 😈"
لم تعر اهتمام للجزء الثاني من الرسالة..
ربما يتكلمون عن شيء آخر او فلم ...
بل شدها الجزء الاول..
فهي تدري ماالذي يفعله حين يتوجه الى هذه الاماكن...
يجب ان تمنعه...
لكن غدا ستعمل...
خلخلت اصابعها في شعرها الكثيف بتفكير تحاول ان تجد حل...

{ انــتــــــــ دمتم بود ــــــهــى }






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-19, 12:19 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ البارت الثاني عشر }

كان يامكان في قديم الزمان يحكي احد الرواة...
ان هناك عصفورة تعيش في عش فاخر تتناول الطعام و تتدفئ بريشها....
اينعت و تعلمت الطيران لوحدها رأت الكثير من العصافير الصغيرة كانت امها هي مدربتها و ابيها مشجعها حزنت لكن لم تكترث فأهم شيء انها تطير....
وفي احد الليالي زار تلك العصفورة الرقيقة رجل غامض يكسوه السواد لا يرى من ملامحه شئ...
تعجبت للحظة لكن دون تردد مدت يدها تستقبل الظرف...
فتحته لتستغرب انه عنوان ذهبت كي تستفسر عنه لكن اختفى و فضل ان يبقى غامضا...
و في صباح جميل و بعد ان تسللت خيوط ذهبية تلقي عليها بالتحية، ردت عليها بتحية معطرة برائحة الياسمين مثل عادتها توجهت للعنوان...
كانت حديقة غريبة اشجارها محروقة..ارضها قاحلة..لا يرى مافيها بوضوح بسبب الظلام الخفيف المخيم عليها...
اخذت بتلة وردة رميت عليها لتجد المكتوب...
[مرحبا بك في غابة الاحزان تجاوز العقبات لتصل للسعادة ]
كانت هذه قصة عصفورتنا الصغير المتكئة داخل سيارتها المظللة تمسح قطرات الدمع المنجرفة...
حقا هل زارها ذلك الرجل الغامض المسمى بالحزن يحمل حقيبته ليقضي عطلته معها...
و يشاركها المأكل و المشرب و حتى المأوى...
تخاف ان يكون من الضيوف طويلي الاقامة...
التقطت هاتفها لترى كم الساعة...
رأت كمية الاتصالت من اختها و اخيها و زوجة والدها...
تركته جانبا...
لقد قضت ليلة البارحة تعزف مقطوعة حزينة و دموعها تتراقص عليها فوق مسرح وجنتيها...
حياة جديدة...
صعبة تنتظرها...
تريد ان ترجع في الزمن لتغير الكثير...
ترضى بما كانت عليه...
اب حاقد...
ولا ام تنهرك...
ام تمنتها...
لتجد استقبالها الصادم لها...
ليتها سمعت لنصائح اخوانها...
ابيها ليتها سمعت لتحذيره و تراجعت...
وهل هناك فائدة لكلمت ليت غير الندم...
اطلقت صرخت قهر: اااااااه
لتكمل سلسلة الشهقات التي حبستها افكارها...
هل دائما الافكار خائنة...
افكارها التي بنت لها احلاما بأمها ورسمت كلمات اشتياق رسخت في ذهنها...
او هذي الشهقات التي اوقفتها للحظة لكن استقبلتها ثانية بحدة اكبر...
تجرح حنجرتها التي اعتادت البكاء الصامت...
ارهقت الدموع تلك العيون التي اعتادت ان تذرف قطراتها برقة...
عصفورتنا تلك فرحت بأنها تطير دون اهتمام كيف تعلمت لكن..
كيف يكون حالها إن كُسر جناحها اللّين لتكون حبيسة الضيف الغامض بعد أن أقفل الباب عليهما لأجل مجهول...
اشغلت سيارتها كي تبتعد عن المكان لا تريد أن ترى أحد..
شعرت أن عقلها يجري بها إلى مكان هادئ...
عرف أن كل مهموم يذهب اليه كي يرمي بالذي اثقله..
البحر....!
اخذت تمشي على ذلك الشاطئ الهادئ و ترمي بالرمال وراءها....
لقد غرق حذاؤها بالرمل..
خطواتها ثقيلة بسببه...
انفاسها هدأت مع صوت الامواج...
اخذ الريح يداعب شعرها الاسود..
لتتعثر و تسقط فتأبى ان تقوم...
شعور جميل تشعر به يتخلل حزنها...
ظهرت ابتسامتها باهتة..
جميل ان تمتع عيناها بهذا المنظر تلك الشمس الخجولة التي تطل عليها تبعث بأشعتها لتعطيها املا ان الحياة لازالت مستمرة..
اطلقت تنهيدة لتقول بحزن : ليش تركتيني ؟ انا ايش ذنبي فلي يصير ؟ ماما كان على الاقل جاملتيني ؟ ليش دايما الطفل يكون ضحية مشاكل ام و اب ..يكون هو الغنيمة فالحرب ..لي ربح ياخذها
مسحت دمعة ظهرت لمعتها بفعل اشعة الشمس
ليأتيها ذلك الصوت : غريب لي وصلنا له صح ؟؟ تذكرين يوم قلتي لي مافي ام تخلي عيالها ؟
لو كنت مثلك كان فكرت بنفس الطريقة بس دامني عشت ذا شي صرت اشوف مافي ام تفكر بعيالها كرهت شي اسمه ام ابغى امي لي عمري ماشفتها امي لي مو موجودة اصلا
اطلقت ضحكة متهكة لتردف بصوتها المرتجف: هههه تخيلت كثير و تمنيت كثير و بنيت ابراج مالها اساس اصلا تدري ليش؟ لانها كانت هي اساسها بس نسيت اني احط ولو احتمال انها ماتتقبلني تحطمت مرة وحدة سنيين و انا ابحث عليها و يوم لقيتها تطردني
التفتت له لتقول : كلامك صحيح مع اني عمري ما شكيت ولا ذرة فصحت احلامي بس فرق كبييير بين الخيال و الواقع
التفت هو الآخر ليقول : و اذا رجعت تبحث عليك تغاك تردين لها ،تبغاك تنسين كل شي و ترجعين
نزلت دمعة على جفنها لتقول بنفس الصوت المبحوح المرتجف : مستحيل اسامحها عمري لاتخيلت انه انصدم بذي الطريقة
وقف ليقول : اذا حاولي تكملي حياتك و تعيشي طبيعي من دون ما يأثر عليك ذا الشي ابدا صح صعب بس مو مستحيل
غادر ليتركها غارقة في افكارها
لقد عاد صباحا هنا كأنه يعلم انه سيلقاها و هي محتاجة من يواسيها...
فاذا هو لا يدري بأنه اخوها فقلبه اعلم...

كل واحد ينثر عليه سم موجع من والديه...
كم يهلك الانسان هذاالنوع من السموم...!
فالقاتل ارحم منه ...
نزلت دموعها هي الاخرى يبدو انها لن تتعب من البكاء...
.
.
.
تمشي في الغرفة بجنون..
جسمها ينتفض..
لا يمكن ان تدعه يهلك نفسه هكذا...
ستتبعه...
ستقوم بأي جنون لن تبالي...
خرجت بهدوء يعاكس شعورها الحالي...
ابتسمت حين رأت اختها تأكل صحن جزر مقطع
لتقول بإبتسامة حاولت اضهارها : يالله صباح خير في انسان عاقل يفطر بجزر..
تجاهلتها امل ثم قالت بصوت مرتعب: آه ياهديل لو تشوفي بس الرعب لي عشته البارح كنت سهرانه الا و اسمع صوت الباب قلت يمكن الريح لا وبعدها اسمع صوت فالمطبخ قمت اكلم نفسي زي المجنونة و احاول اشجعها و كذا يعني
انعقدت حاجبا هديل بخوف لتقول : و بعدين ؟!
شتت نظراتها المرتعبة لتردف : ايش اسوي يعني شردت للغرفة كنت رح اصحيك و فجأة ظهر الجانب الصالح مني يتفلسف و قال اني اخليك تنامي و لين الحين مواصلة واقفة عند باب الغرفة و ماسكة ذا يمكن يكون حرامي
ورفعت عصا المكنسة
ظهرت نبرة الجدية في صوت هديل : طيب لمحتي شي ؟
هزت رأسها بسرعة لتقول : ايوة لمحت شي رايح المطبخ كذا واضح ان السارق لابس اسود و يمشي على ركبه بس شكله كان جوعان عشان كذا ما خرج من المطبخ و اللحين ابغى افطر ماقدرت ماعندي غير دي اليل كله و انا اصبر نفسي فيها
كان هناك عنصر آخر يقف عند الباب و اثر النوم واضح على وجهه ليقول : تدري انك صحيتيني بصوتك بس المشكلة حسبت اني احلم في السماجة ذي
دلت ملامحها على عدم الرضى لتقول بهمس واضح : من زين احلامك يعني المفروض يكون شرف لك ان هرجتي تكون فحلمك اصلا لازم تكون دحين خايف انه يطلعلنا الحرامي ذا و يقتلنا
تجاهلها ليتوجه نحو المطبخ فتتبعه هديل
لكن قبل دخولهم فوجئوا بقط يخرج جاريا
فالتفتوا لها بصدمة لتقول بابتسامة غبية : ما كنت.. و الله و الله حسبته حرامي
ظهرت العصبية على ملامح حسام ليذهب الى الحمام
اما هديل فافلتت منها ضحكة خفيفة لتضرب اختها بخفة على رأسها : المرة الجاية لا تتفرجي افلام كثير
ثم تنهدت لتقول: شكلها دخلت من شباك المجلس
رفعت رأسها حين انتبهت له داخل الغرفة..
ابتسمت بخوف..
ستكلمه...؟
لا فهي تدري ان عناده سيزيد...
تحاول التحايل عليه...؟
ربما لكن تشعر ان افكارها متوقفة...
اوووف
كانت العبارة الوحيدة التي خرجت منها تعبر عن مدى حيرتها...
حتى انها لا تدري متى سيذهب...
وقفت متوجهة للمطبخ لتحضر الفطور...
.
.
في نفس المنزل خرج من الغرفة بعد ان غير ملابسه
و هو حقا يشعر بالعصبية من غباء تلك الطفلة
توجه الى المطبخ كي يجد هديل و امل جالستان
ليقول : صباح الخير
ردوا عليه بخفوت
ناظر ملامح هديل المرتبكة دائما فاتفضحها..
حاول تجاهل الموضوع فما يهمه الآن هو ذلك الغبي الذي سيقابله اليوم...
لا يدري ما الذي يجعله يصدقه...
لكنه لن يخسر شيء..
رفع رأسه حين اتاه صوت هديل الهادئ : من قعدت و انت سرحان ايش فيه ؟
حقا تفاجئ فقد مضى وقت و هو غارق في افكاره رد عليها : وين امل ؟
واضح انه يتهرب..
لم يخفى ذلك عن هديل
ملامحه..
و سؤاله..
حاولت تجاهل الموضوع لتقول : امل خلصت اكلها و انت كنت لساتك سرحان
اجابها حسام بصوت هادئ : اها ، دحين انا بسألك ايش بك ؟
هزت رأسها بلا شيء
لتردف بنبرة جدية : طالع اليوم ؟
وضع كأس الحليب ليقول : ايوة طالع فيها شي ؟
هديل بنفس النبرة : وين؟
لا يدري مالذي تريد الوصول اليه لذا جاوب بأسلوب مستفز : رح ارجع فالليل ايش فيه كمان يا حضرة المحقق
تنهدت بقلة صبر لكن حاولت المحافظة على هدوئها: حسام لا تستفزني قلت وين ما قلت متى ترجع لانه غصبا عنك ترجع فالليل ولا ناوي تعود تسهر لين الصباح
بدأت تزيد حركة رجله ليقول : رايح للمريخ تبغين اجيب لك تذكار معي
اما هي تكاد تنفجر من هذا الاسلوب الذي تكرهه لتقول بحدة : خير وش ذا الاسلوب.؟.. سألتك وين رايح ليش ما تبغى تجاوب ؟..شوف اذا بترجع لهبالك صدقيني بتشوف شي ما يعجبك و هذا انا قلت !!

وقف ليقول : اذا بغيت اسوي شي اسويه و تهديدك ذا ما يهمني
وقفت هي الاخرى لتقول : طيب نشوف و الحين جاوب وين رايح
تجاهلها ليتوجه الى الباب
صرخت بحدة : حــســام !!
لكن كان صوت غلقة الباب جاواب لها
ارتجفت يداها من العصبية لتتوجه الى الغرفة و تغير ملابسها بسرعة
ثم التقطت هاتفها لتجيب تلك المستغربة و هي متوجعة الى الباب : امل لا تفتحين الباب لاحد مدري متى ارجع
تاركة اختها في اقصى حالات استغرابها
.
.
.

في شقة عادية او تميل للفخامة
تتجول تلك الصغيرة في المطبخ امام اختها العشرينية التي تحاول البحث اين وضعت الشكلاطة لتزين الكعكة التي صنعتها
التفتت بنظرة ضجر : اووه اثير انقلعي خليني اشوف وين الشكلاطة ذي
تجاهلتها اختها لتجلس في الطاولة و تقول ببرود : اكلتها
جحظت عيناها لتقول بغضب : تدرين اني احتاجها !!
ظهر الملل على ملامح اختها اثير لتقول : ايوة قلتيلي بعد ما كليتها ترى صار لها اسبوع فالثلاجة
احتدت خطواتها نحو غرفة اخيها لتقول بعد ان طرقت الباب : فارس روح اشتريلي شكلاطة
لم يرد عليها
اما هي فصرخت بصوت اعلى : فارس !!
رفع رأسه بهدوء من كتابه ليقول : مو رايح ابعتي السواق
عصبيتها زادت و توجهت له لتمد يدها و ترفع الكتاب بعيدا..
اما هو ابعد الكتاب و وضعه امامه ليقول : شذى صراخك صاير ينرفزني
عضت على شفتها لتقول : معليش بس اثير نرفزتني بجد يعني اقولها لا تاكليها و
قاطعها و هو يمر بجانبها و تعلن ضربت الباب خروجه
ضربت رجلها بقهر لتقول بهمس : اووف مدري و شذي العايلة يجيبون الهم
طلقت زفرة حين سمعت اثير امامها تقول : بالله ايش نسوي نفسيات
وخعت يدها على خصرها لترد : انا نفسية يعني !!
اثير و هي تجلس امام التلفاز و تبحث عن القناة : للاسف يعني ايش تسمي عصبيتك الدايمة ذي و فارس عكسك نموت ما نسمعله صوت
مرت بجانبها لتقول : مشكلتك يا قلبي انك تشوفي كل الناس كذا هذا و انتي بزرة فالعشر سنين اذ كبرتي مدري حتى الحيوانات تقولي عنهم نفسيات
صرخت اثير بإنزعاج : وجع عمري اثنى عشر سنة موو عشر يا ناس افهموا
وصلها صوت شذى التي تقول : طيب طيب يا ام اثنى عشر سنة الا بابا لسى ما جاء
ابتسمت اثير : وه فديته هو الوحيد لي يصلح فيكم لا بيجي قريب توه اتصل يقول جاي
ابتسمت شذى بحب لأبيها...
فهو الذي كانت تراه الاب و الام و العائلة...
زالت ابتسامتها بمجرد ذكرى امها..
توفت و هي في في الرابعة عشر من عمرها...
كم اشتاقت لها..
تنهدت حين لقت الشكلاطة فوق الطاولة لتوقف بحماس و تزين كعكتها بإتقان..
فالمطبخ مملكتها...
و الحلويات عشقها.
.
اما داخل الغرفة التي يغلب عليها البياض فتكسره بعض المسات السوداء
يجلس على اريكة يحاول ان يذاكر ..
لكن يفشل ككل مرة..
فتلك الاحداث تتخلل تفكيره..
فتشتته...
يحاول ان ينسى ما رأى ذاك اليوم ..
شخص آخر يتمنى ان يهب الله عليه نعمة النسيان....
ينسى ذلك الحدث الذي اصبح يطغى على تفكيره....
زحزح بنظره لباب الغرفة الذي انفتح و تدخل منه اخته صاحبة العشرين من العمر لتقول : فارس بليز ذوقها ابغى اعرف رايك فيها..
التقط الصحن بهدوء ليدخل قطعة من ذلك الكعك المزين بالشكلاطة هز رأسه ببرود ليقول : عادي
تجاهل احباط الذي ظهر على ملامحها
و اكمل محاولة التركيز في مذاكرته
اما هي فضربت رجلها بالارض لتخرج بخطوات غاضبة
سمعت ضحكة خفيفة من اثير التي تقول : ههه شذو حبيبتي ارفقي بالارض شوي و تنكسر
وضعت الصحن في طاولة الصالة
و توجهت لغرفتها
لتضرب الباب بقوة
وقفت امام المرآة تتأمل ملامحها الهادئة تناقض شخصيتها العصبية
لما دوما يكسر حماسها...
كثير التجاهل..
قطعة جليد متحركة..
منذ خمس سنوات يعيش بهذه القوقعة..
لا تدري و لا تريد ان تدري ...
كرهته من مواقف عدة...
رغم ذلك تحاول اخفاء هذا الشعور...

ضاقت عيناها تدريجيا بضيق مما قاله لها قبل خمس سنوات...
مدة طويلة..
كانت تلك الطفلة التي همها هو ماسيحدث في الحلقة القادمة من السلسلة التي تتابعها..
و ما هي احسن وصفة يمكنها تحضيرها..
لتصدم بكلام جعلها تحمل كرها لاخيها..
عضت شفتها بقوة لترمي مشطها بالارض مصرخة : كذاب
انهارت ارضا بدموع ابت ان تتوقف
.
في الصالة البسيطة جالسة على تلك الكنبة الحمراء..
محتضنة لوسادة سوداء
تتتابع بحماس و الابتسامة التي تزين ثغرها مستعدة لاطلاق ضحكات صاخبة فكيف لا تضحك و هي تتابع سلسلتها المفضلة [ مستر بين ] رغم قدمها الا انها من عشاقها..فهي انيستها بأوقات الملل اخيها مؤكد لن يكلمها و اختها لابد انها غاضبة الان و لا يمكن لأحد ان يكلمها و الا ستكسر اي شيء امامها عليه، او تقوم بتثر السموم على كلماتها فتجرح.. قاطع ضحكاتها صوت صرخة اختها لتقفز بجزع نحو غرفتها قائلة : شذى ايش بك ؟
عيونها محمرة و عروق رقبتها الطويلة البيضاء بارزة دموع جامحة تندفع على وجنتيها لتقول بصوت تظهر فيه بحة البكاء الصاخب : اثير اطلعي مابغى اكلم احد
انعقدت حاجبا اثير بإستغراب و قالت : شذى آسفه
نقلت شذى بصرها لأختها فتقول بتهكم : اثير ماني هبلة ازعل عشان شكلاطة لو كان هذا اكبر همي ماكانت حالتي كذا و اللحين اطلعي قبل لا تنرفزيني
تراجعت اثير بخطوات مستغربة من حالة اختها هذه
ما الذي جعلها تغضب هاكذا ربما تشاجرت مع فارس ؟
توجهت لغرفة اخيها و دخلت بعد ان أذن لها
القت نظرة على الغرفة المنظمة عكس غرفة شذى و قالت بنبرة متسألة : فارس ايش صار بينك و بين شذى
رد عليها بختصار كعادته : ما صار شي
اخذت تلعب بالمجسم المعدني الموضوع على المكتب لتقول : اها بس ليش معصبة
رفع حاجبه بإستغراب ليرد عليها بنفس الامبالاة : ممكن معصبة من نفسها يعني ماتدرين انها مجنونة
قاطعهم ذلك الصوت الغاضب : احجزولي فمصحة نفسية اووه قصدي مستشفى المجانين يمكن يرضيكم
رفع نظره عليها ليتفاجأ بنظرة الحقد التي تصوبها عليه...
حقد غريب يجهله...
حقد لا يظهر الا في اوقات عصبيتها هذه...
نعم يدري ان اخته ليست طبيعية...
ان هناك شيء تتذكره هو مايجعلها هكذا...
قاطع افكاره و هذه الاجواء المشحونة دخول ذلك المستغرب
و كان هناك من ينتظر حضوره لترتمي بحضنه
و الصمت مخيم ، الا صوت بكائها الذي يكسره
ليتخلله صوت ابيها الحنون الحازم : ايش فيه ؟؟
ابتعدت عن حضنه لتقول بإبتسامة تناقض ما كان يحدث قبل دقائق : و لا شي بس شوية دموع فاضت و حبت تطلع ههه يلا نتغذى اللحين عشان اوريك الكيكة لي سويتها مثل ما تحبها بالشكلاطة
لتسبقه نحو المطبخ و ابتسامة تزين محياها الذي اغتسل بالدموع الحارة
اما ابيها فإلتفت لهم ليقول بحزم : ايش صار ؟
رفعت اثير كتفاها دليل غلى انها ليست بأعلم منه
اما فارس فقال بهدوء : معصبة علشان مامدحنا كيكتها
ابتسم ابو فارس بإستغراب : و عشان كذا تبكي
ليرد عليه : مدري طلعت من عندي معصبة بعدين مدري ايش صار
اتاهم صوتها الهاتف : تعالو تتغذو
هز رأسه بتفهم ليذهب و يده تحيط بأثير التي تحكي له حلقة [ميستر بين ]
.
.
.
جالسة في مطعم بسيط لم تظن انها ستدخله اعتادت على كل ماهو فخم....
نظرت لهاتفها الذي يكاد ان ينفجر من الاتصالات...
التقطته لترد على المتصل هذه المرة
ليأتيها صوته الغاضب : لتين وينك ؟؟ و ليش ماتردين ؟؟خلاص يعني انبسطتي كذا وصلتي للي تبغيه ؟ و عنادك ذاك عساه بس أمنلك وين تسكنين و من ايش تصرفين صح ؟
لا فهو ليس بوقت عتاب...!!
عقلها يرمي بعبارات العتاب القاسية على قلبها الغبي الذي خانها..
وهو الان يتقمص دور ذلك القاسي ليلقي عليها رداء الغباء فتكتمل مسرحية هذه العصفورة بمن يلومها على كسر جناحها...
فترد عليه بصوتها الرقيق الحزين : خلاص مو وقت كلامك ذا ولا ابى اسمعه بس اغراض الجامعة فالبيت احتاجها مارح اقطع دراستي
و بنبرة تعب اردفت : و كمان الكاميرا
اتاها صوته الحازم : طيب و بجي اشوف شقة استأجرها ، ابعتيلي موقعك
لن تكون غبية و ترفض فبعتت له موقع المطعم
و حمدت ربها انه سيستأجر شقة لها فهي لم تكترث لهذا الامر من قبل
.
.
.
يمشي في البيت دون سبب...
فهو اذ صابه الملل تصدر منه تصرفات غريبة...
ابتسم بشر حين لمح المصعد...
ليتوجه لغرفته بعد ان اتى بلابتوب الخاص به و بطانية و اتى من المطبخ بالبيتزا التي طلبها
متوجها نحو المصعد ليشغل فلم في لابتوبه و دخل في بطانيته و اخذ يأكل
توقف للحظة كي يلتقط صورة ويضعها في قروب اصدقائه معلقا
_ بالله ايش رايك فجوي احلى من مطعم فبااريس صح 😎
وضع هاتفه جانبا..
و هو مندمج مع الفيلم و كلما توقف المصعد يرفعه مرة ثانية ..
مرت ساعة و نصف و لم يتبقى الا نصف ساعة على الفيلم و هو يشعر حقا بغبائه هو انه اتى بالبطانية التي لافائدة منها و نسي ان يأتي بمشروب
توقف المصعد ليفتح الباب و يخرج رأسه بعد ان لمح احدى العاملات يقول بإبتسامة غبية وهو يرى ملامحها المنصدمة : جيبيلي بيبسي
هزت رأسها بإستغراب لتقول بهمس و هي ترى صديقتها في المطبخ : مجنون قاعد فالمصعد و عم ياكل و يطالع عفلم
ابتسمت صديقتها يبدوا يانها لم تعتد على تصرفاته الغريبة
اما هو بعد ان ابخذ المشروب و شربه دفعة واحد اكمل فلمه
تثاوب بكسل و هو يقوم متوجه الى الغرفة كي يرجع كل شيء مكانه
فتناول هاتفه ليرى تعليقات اصدقائه
طارق - حماس يالنذل ليش ما دعيتني
مازن - موصاحيين ماعليكم الشرهة باالله يعني لو تعطل المصعد ايش تسوي ؟ بس ابغى اعرف ايش محل اعراب اللحاف لي معاك فالجملة
فهد - مفعول به مرفوع بالكسرة لا تتمسخر و الله حماس عشان كذا ساحب علينا يومين
ابتسم ليرد - غبي قال مفعول به متى تتعلم الاعراب تراه مضاف اليه حبيت اتفلسف أخذه معي عشان يكمل الجو و ابتلشت به حرر
مازن - هيه شرايكم نسوي شي حماس بكرة
فهد - ايوة بس ايش نسوي ؟
طارق - ايش ؟
فهد - مدري انا جبت الفكرة
سامي - احلف بس اي فكرة جبت اقول فر مخك شوي مالي خلق افكر
طارق - ماله داعي تفكرون دام الشيخ الطارق هنا معذب قلوب البنات
مازن - احلف بس
سامي _ اقول انقلع انت وجههك لا تسرق كلمتي
طارق _ رح نقرب سيجارة من جهاز الانذار و يحسبون انه فيه حريق
فهد _ لااااا هذي لي ذليت اهلنا عليها
سامي_ ياخي قديمة ذي سوي اوبديت لمخك ذا
مازن _تصدقون حبيتها
طارق _ و اخيرا جا لي يعرف اصول المقالب مو مثلكم
وافقوه الفكرة
ليقوم سامي بحماس متوجها لغرفته
كي يذاكر
.
.
.

إبتسمت و هي ترى الشقة التي استأجرها...
بعد ان رتبت ملابسها في الخزانة و حضرت شاي جلست مع اسامة في الصالة التي اقتبس ديكورها من الاكواخ الريفية الاوروبية
ابتسامة باهته ارتسمت على ثغرها الذي اعتادها منذ ايام و هي ترى عدم رضى اخيها لتقول : ليش مو عاجبك الوضع ؟
اجابها بنبرة تهكم : لا ابدا ليش ما يعجبني الوضع و انت رح تقعدين يوم كامل لوحدك فشقة
اطلقت ضحكة خفيفة و هي ترتشف من كوب الشاي لتقول و هي تقلده بسخرية : انت متى تبطل تجاوب كذا ترى عادي تقول ماابغى تقعدين لوحدك يوم كامل ليش تزيد
وبمحاولة تقليد صوته بسخرية اردفت : لا ابد ليش ما يعجبني الوضع
ترى مال ام امها داعي ذي الجملة
رمقها بنظرة استخفاف ليقول : صوتي مو كذا لا تشوهينه
زادت ابتسامتها لتقول : طيب و لا يهمك كذا صوتك
و اردفت بمحاولة تضخيم لصوتها الرقيق : لا ابد ليش ما يعجبني الوضع
ابتسم هو الآخر ليقول: لا حرام خليتي صوتي كأنه وحش و انا تراني كيوت مو شرير ابد
هزت رأسها لتقول بمجارات : اوك يا الكيوت ممكن تفهمني اللحين ايش ذي الهرجة العبيطة لي طلعت معك
هز كتفيه ليقول : مدري عنك
ثم اردف بنبرة جدية : ترى حطيتلك مبلغ في الشنطة و رح اجي اذا قدرت كل يوم
هزت رأسها بإبتسامة لتقول بهدوء : مررة شكرا مدري ايش كنت رح اسوي من دونك
ابتسم هو الاخر ليقول : مو حلو دور المؤدبة عليك
ظهر الانزعاج على ملامحها لتقول بنبرة ضجر : ياخي اتعلم لما واحد يقولك شكرا كيف ترد عليه
القى نظرة على ساعته ليقول : يلا انا طالع الحين اذ بغيتي شي اتصلي
وقفت هي الاخرى لتقول : طيب مع السلامة
و اعلنت ضربة الباب خروجه

أما هي فتوجهت الى نفس مكانها و اشعلت التلفاز لربما تجد شيئا يسليها...
القت نظرة على آلة التصوير الموضوعة امامها..
لتمرر اناملها عليها...
كساها رداء الغبار الذي يبين كم المدة التي هجرت فيها...
فضّلت ان ترجع لعالمها...
عالم الصور..
عالم المغامرة..
العالم الذي لاطالما كانت تتعرشه...
تتجول بين اروقته...
تلتقط صورة سعيدة هناك..
و اخرى حزينة...
البوم صورها عبارة عن قاموس لمزاجها...
صور يراها الاغلب مملة...
فما الفائدة بعد ان طبع كوب القهوة ذاك على قطعة الورق هذه..
مجرد جماد مثل الذي تراه الآن امامك..
او ذلك الذي امامك يحتسي به قهوته ..
لكن ساكن هذه المملكة يستطيع ان ينفخ روحا في قطعة الزجاج هذه...
فتتسلل بشقاوة لاحاسيسه..
برقة...
بعنف..
اي كانت الطاريقة ، فكلها تعزف على اوتار المشاعر...
ابتسمت بحنين لتلك الايام..
و اخذت قطعة قماش لتمررها على رفيقتها هذه و تنفض الغبار الذي تراكم عليها معلنة عودتها للملكة التي أسرتها
سندت رأسها طرف الكنبة
متذكرة كلام الذي اصبحت عليه...
حقا ليست الوحيدة التي ظلمت و تخبطت بين اثنين ...
لابد ان الكثير و الكثير قد ذاقوا من نفس الكأس الذي تتجرع منه...
كيف لأم ان تضع علقما في تلك الرضاعة بدلا من حليب...
كيف لأب ان يستبدل العصير الذي يناوله لتلك الصغيرة بهذا السم...
لكن ماذنب الطفل الذي إنخدع و التقطه بفرحة..
اعادت نظرها للتلفاز محاولة تشتيت تفكيرها..
فهي متأكدة ان مكوثها لوحدها سيصيبها بالجنون لذا تحاةل التركيز بأي شيء
.
.
.

حاولت التقاط انفاسها و هي تقول بتعب : اتبع ذي السيارة
ظهرت علامات الدهشة على ملامح السائق ليقوم بعمله دون تعليق
اما هي..
فتريد ان تقفز في ثانية الى ذالك المكان اللعين....
و دقات قلبها تقرع كالاطبال المعلنة للحرب..
لا تعي بما تقوم بها..
ربما هي اليوم من تقمص دور المتهور...
كثيرا ما ناهضت التصرف الغير واعي...
لكن هل من ملامة على من فقد عقله...؟
نزلت حين التقطت ظل اخيها لتتبعه بهدوء يناقض توترها الحالي...
تقدمت نحو الباب لتلمح ظهره..
رفعة معصمها فالساعة الآن تقرب العصر....
اووه لقد مرت مدة طويلة ، يبدو ان المكان البعيد...
جالت بعيناها السوداوتين في المكان...
قوارير هنا وهناك لم تستعمل بعد...
عالم آخر...
عالم حقير...
انتبهت ان الناس قد زادوا لذا اختبأت تحت الدرج...
و قد تذوقت دمعات مالحة تساقطت بتهور...
نادمة انها اتت...
لاتدري مالذي دفعها ان تأتي ربما عصبيتها...
تورطت، حقا تشعر بالورطة...
و تسب قلبها الذي ركض دون ان يكون الى عقلها.منصتا...
جلست و ضمت ركبتاها بخوف حقيقي...
اووه ماهذه الحياة التي تلقي بها دائما الى المخاوف...
تشعر بدوار فهي لم تتناول غذاءها بعد..
حاولت ان تتحكم برجفتها التي تكاد ان تزحزحها من مكانها...
ستجلس هنا و هي تدعي ان يمر اخيها لتبعده...
لاتستطيع ان تخرج...
مكان قذر ، كيف لها ان تثق في بشر غائبي العقل...
مرت ساعة او اكثر...
رفعت يدها الصغيرة التي لم تطعها و توقف ارتجافها، لتمسح قطرات العرق التي لاتدري كيف اتت بها في فصل الشتاء...
سرت رجفة عميقة في جسمها...
حين سمعت صوته يتقدم..
وقفت متأهبة لأن تخرج لكن كلامه جعل الدم يتجمد في جسمها...
و تفشل قدماها بمهمة وقوفها..
فيرتطم جسمها ارضا..
غير مصدقة ما سمعته..
.
.
.
يحوم في الصالة بجنون..
لا يدري مالذي جعل ذلك الغبي ان يتأخر هكذا..
حاول اصحابه ان يكلموه..
لكن لم يعرهم اي اهتمام..
مما جعلهم يتجنبونه..
فهو غير بارع بإخفاء مايصيبه...
بل فاشل..
انتبه لذلك المغفل وهو يمشي ببطئء..
كأنه ينافس سلحفات بمسابقة آخر من يصل...
توجه له بجنون غضب قد تسلط عليه..
ليجره من ياقة قميصه الى مكان يفرغ من الحاضرين ، متجاهلا السخريات التي يلقي بها..
ليقول بصوت حاد : منو قتل ابوي !!
ابتسم الاخر بعد ان حرر نفسه ليقول : اووه لذي الدرجة وصل جنونك المهم بقولك ولا تدري اروح اروق و ارجعلك
عض شفته بغيض من استفزازه ليمسكه ثانية و يقول : قلت منو!
اتكأ على الجدار و عقد يداه امام صدره ليقول بهدوء باسم : امم شوف هو يقربلكم من بعيد
زادت ابتسامته و هو يرى معالم الغضب التي تزداد على وجه حسام ليردف : اسمه حيدر عثمان القاسم
يكون ابن عم ابوك
اسابدلت ملامح حسام بالحيرة ليقول بشرود :ما اعرفه بس مو مشكلة بأتعرف عليه
ابتسم الاخر ليقول بهمس : احسن فجروا بعض
ثم اردف : يلا باي حظ موفق عزيزي
ليذهب و ضحكاته اختلطت مع صوت الموسيقى
اما هو فشد على قبضته ليتقدم لكن اوقفه صوت صرخة ليعود ادراجه ...
و يصعق بتلك التي اصبح لونها اصفر ..
وجهها خال من معالم الحياة
لو لم ينتبه لإرتجافها الواضح و صوت تنفسها الاعالي..
لكان اقسم ان اختها قد فارقت الحياة..
تقدم بعجلة ليقول بصوت مصدوم: هديل ايش جابك ؟
مسكت يده لتقول بضعف : ابغى ارجع البيت
هز رأسه ليقوم معها بعد ان طلب من احد اصدقائه ان يوصله
يبدوا انها سمعت كل شيء...
هذا كان استنتاج ذلك التائه الصغير

{ انــتــهـــ دمتم بود ـــــى }






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-19, 12:21 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{الــبارت الــثـالـث عــشـر. }

زهرة نشأت في بيت صغير واسع

واسع بضحكاتها الطفولية تقبل وجنة ابيها تارة
و تحضن امها تارة ..
وتعود للغرفة البسيطة فتزيد ابتسامتها فور بدئها بملاعبة ذلك الصغير الذي لازال في شهوره الاولى
بيت بسيط... عائلة سعيدة....!
مرت سنين لتصدم بزيارة ذلك الشبح المسمى بالموت
فيعانق الصدر الذي لاطالما كان درعا لها و كان العكاز الذي تستند عليه فاختفى به للعالم الاخر
قيل انه انتشل من بين اصحابه فصدقت...
ذبلت هذه الزهرة لكن لم يطل فتلك الحنونة كانت تسقيها حتى تفتحت ثانية..
اختفى ذلك الشبح الذي ينتقي رفاقه بدقة ليعود ثانية ليسلب منها ساقيتها و الحضن الذي لاطالما سكبت عليه دموعها الحارة فتبتسم فور تلقيها لهمسات تحثها على ان تسند نفسها حتى لو كانت مترنحة فلن يفيدها ابدا الانهيار و اليأس...!
تلك التي علمتها معنى ان البساطة لن تكون سبب حزن ابدا...
فذبلت تلك الزهرة...
حاولت ان تقوي نفسها و ان تتمسك بمن بقيوا لها..
لكن يبدوا انها على مشارف الجفاف لتسقط بتلاتها البيضاء...
زهرة الياسمين الابيض هو نوعها...
لكن هل بعد جفاف هذه الياسمينة ستلقي بعبيرها على كل من يقرب لها...
هل ستكون تلمك الشامخة المتفتحة...
لا احد يدري..
فذلك الرجل الغامض الذي تلقت رسالة منه
القى بها للغابة المسماة [بغابة الاحزان و الخوف ] ..
لكن قبل ان يذهب صفعها صفعة صادمة..
جعلتها تغيب عن وعيها...
بعد ان دخلت الغابة ابتسمت لبتلة زهرة الياسمين مكتوب عليها [تجاوز العقبات لتصل الى السعادة ]
لم تكن زهرة الياسمين الابيض هذه الا ببطلتنا التي لازال وجع الصفعة باديا على روحها..
زهرة الياسمين
هي تلك التي ترمز للطهارة و الصفاء...
تعبر عن القوة المترنحة ...
تعبر عن الابتسامة و التفاؤل....
فتحت عيناها بتعب لتلمح الجالس امامها
ورقبته تكاد تجزم انه لم يبقى لها شئ الا و تنكسر من نومه الجالس الغير مريح
فتقول بصوت يكاد يختفي من شدة البحة التي اثرت عليه : حسام قوم روح نام
فتعب عيناه هو الاخر بتعب ليصول : هديل صحيتي !!
هزت رأسها لتقول بعد ان احتقنت عيناها المحمروتان بالدموع : ايش صار البارحة ابغى افهم كل شئ !؟
ظهر الانزعاج على ملامحه ليقول : اللحين أنا لي أسألك مع أنه مو وقته ليش لاحقتني و انت تدري وين رايح !
لم يتلقى منها جواب بل تجاهلته لتقول بإنفعال متعب : ايش الخرابيط لي كنتم تتكلمون فيها ابغى افهم ياخي شي ما يدخل العقل ايش يعني ابوي مات مقتول و منو ذا اصلا لي جاي يحشر نفسه فالنص
اغمض عيناه بتعب ليردف : صح ابوي مقتول و انا كنت معه وقتها اتذكر كل شي غير وجه ال ### ما اتذكره
عقدت حاجباها لتقول : حسام مالها داعي ذي الالفاظ
و استدركت قائلة : ووش لي يخليك واثق من خرابيطه ذيك يمكن حاقد عليكم الاثنين و مالقى الا ذي الطريقة خاصة ان اسلوبه مرة ينرفز و غريب
كان الصمت جوابه فما يفكر به اكبر بكثير من تعليقات اخته...
لن يتردد للحظة في ان يرفع المسدس في وجه ذلك اللعين...
يجب ان يموت...
ليرتاح...
انتبه لها تقف متوجهة الى خارج الغرفة و هو تقول : اتمنى بس لا تتصرف تصرفات بزران كن عاقل و لو مرة
خطت ابتسامة تهكم على ذلك الوجه ذو الملامح الحادة التي تشبه ملامح اخته غير انها اكثر انثوية منه..
حتى لو انه سيفقد حياته و يقضيها فالسجن لن يتراجع هذه المرة...
اما هي فكانت تجهز الفطور مبتسمة لتلك الجالسة التي يقال انها لا تكلمها لتقول : اللحين ليش مكشرة كذا مو لايق عليك
لم يأتها جواب
لتردف : امم طيب ايش رايك نسهر انا و انت على فلم الليلة رضاوة حلوة صح !
رفعة امل نظرها لتقول بإنفجار : ماأبغى شيء البارحة اسألك وين رايحة و مطنشتني رحتى مع دلوعك و انا تاركيني لوحدي اصلا من زمان ادري انه كلكم تفضلونه علي مدري ايش لي زايد فيه ،مافيه شي ينفع غير مشاكله و هباله
لم تكن لهديل ردة فعل الا انها توجهت لتلك الصغيرة التي احمر وجهها من الغضب لتحتضنها بقوة و هي تهمس و قطرات الدممع تنسكب على كتفي اختها : صدقيني امل انه اثنينكم اخواني و احبكم اثنينكم بس لي صار البارح غصبا عني عمري ماتصرفت بالجنان لي كنت فيه و مافادني الهبال دا الا بصدمة شكلها مارح تمر على خير
ابتعدت عنها امل لتقول بإستغراب : ايش صار ووين رحتي ؟؟
قاطعهم ذلك الذي جلس لتوه فيقول : ماله داعي تتلقفين خليك فنفسك احسن
ازاحت بنظراتها عنه بقرف لتكرر سؤالها لهديا
فتجيبها يهدوء : امل حبيبتي لا تحاولين تدخلين في شغلات حتصدمك و ما حتفيدك بشئ لو عرفتيها
انعقدت حاجباها بإستغراب منهما
فشرعوا بالاكل رغم تلك العبرة العنيدة التي تخنق هديل
و الغضب الجامح الذي يكسوا حسام
و الحيرة المستغربة التي صارت تولد شكوكا في عقل امل
.
.
.



مرت ساعة و هي لازالت مستلقية على سريرها و عيناها الزرقاوتان تبحران في سقف الغرفة
اول مرة تستيقظ دون ان ترى غرفتها التي كانت شاهدة على احزانها...
افراحها..
كيف هي ...؟؟
هل كانت خائنة كالغير فنشرت اسرارها على العلن...
و تلك الوسادة هل صارت تثرثر بوقاحة انها قد ضجرت من تبللها الدائم بدموع تلك التي تتصنع القوة....
فيشاركهما المجلس ذلك الغطاء الذي يبتسم بفرحة و يبشرهم ان صاحبة الاسنان الحادة التي كانت تعضه وقت انهيارها قد غادرت...
مؤكد انها ستخونها كأمها...
لا تدري لما تنعتها بالخائنة...
هل لانها خانت احلامها و تأملتها...؟
كرهت الاحلام و كرهت الرسومات الخيالية...
لكن لاتريد ان تيأس...
ابتسمت بحزن...
فتلتقط فستان احمر منقط بالابيض لنصف ساقها...
مميز بقصته المتكسرة...
اضافت له [جاكيت ] ابيض...
فهذا ما يناسب الجو المعتدل لليوم...
اخذت حقيبتها متوجهة للخارج دون ان تفطر فهي مستعجلة اضاعت وقت طويل بثرثرتها الصامتة....
المكان قريب جدا من جامعتها هذا ما جعل النصف ساعة هذه تمر بسرعة فتتوقف حين رأيتها لبوابة الجامعة...
ابتسمامة واسعة ارتسمت على شفتيها
حقا تشتاق لصديقاتها...
فزادت هذه الابتسامة حين لمحت تلك الراكضة لتحتضنها فتقول : اشتقتلك مو من عادتك تسحبين كذا حتى الجوال اتصل عليك و ما تردين
ابتسمت بصدق لتقول : بس يالين طيرتي رقبتي
ضحكة خفيفة انطلقت من غادة التي كانت تراقب بإبتسامة : بلا كذب رقبتك لساتها فمكانها.
ضحكة اخرى انطلقت من لتين : كأنك مادرستي تراه تشبيه بس
خفت ابتسامتها لتردف : معليش مارديت عليكم كنت مررة مشغولة
ضربتها لين بظهرها لتقول : خلاص سامحتك ذي المرة بس لاتعيدينها !
هزت لتين رأسها بطاعة طفولية مرحة : حاضر
توجهوا لكفتيريا لتطلب لتين قهوة فتقول : ياربي ابغى انام ياناس
ثم التفتت لصديقاتها لتردف : بنات ادعوا ان هذه القهوة تصحيني شوي
ضحكت لين ضحكة شربرة و تتناول قارورة الماء
التقطت لتين المعنى لتقول محذرة: لين بلا سماجة وقفي و الله ارضبك
انطلقت ضحكة من لين التي تحاول التقاط انفاسها لتعلق لكن تفشل في كل مرة
لتقول لتين بسرعة : قصدي اضربك و بعدين مافيه شي. يضحك
ضحكة اخرى انطلقت من غادة التي تقول : بدري ياقلبي
لين بمحاولة توقيف ضحكها مسحت دموعها التي انسابت لتقول : لا جد حالتك خطيرة يارب تصحيك ذي القهوة و لا تصيري تقلبي الحروف و تخترعي. كلمات
انفلتت من لتين ابتسامة لتقول : ثانكس مع انها مرة متأخرة
لين شاركتها الابتسامة لتقول بعد ان لاحظت احدهم قد دخل الكفتريا : لتين دخل منقذك المجهول مع انه مو مجهول
تحركت مقلتي لتين نحو ذلك الداخل لتزيحها بسرعة...
تذكرت يوم لاقته في الشاطئ...
يوم كل منهما صار يثرثر غير آبه من يكلم...
لاتدري كيف حكت له ماجرى...
مع انها بطبعها كتومة جدا بمشاكلها...
لا تحكي لأحد لأنها ستضعف...
و لا تحب ان يشهد الناس لحظات ضعفها...
تنهدت لترسم ابتسامة اخرى تناقض واقعها
.
.
.



واقف بضجر و هو ينظر لساعته : يعني كذا فجأة ماحد جاء لازم اقعد وحدي زي مدري ايش
اتاه صوت من الخلف يقول : زي القرد حلوه صح!
ظهر الملل على ملامحه ليقول : ياصباح الخير ايش تبغي انتي ؟
ابتسمت مريم لتقول : نفس وضعك مافي صديق حق انا
ابتسم ابتسامة مصطنعة ليقول : هاهاها ماتضحك
هزت كتفها بلا مبالاة و هي تجلس في الطاولة التي جنبه و تقول : و الله عاد ماحد قالك اضحك
اخذ كوب كوب قهوته ليرتشف منه و يقول بملل : انتي ليش مستفزة كذا ؟
اخذت كتابه الموضوع على طاولته لتقول : بكيفي ! هوايتي اطقطق عليكم و الله متعة
اخذ الكتاب من يدها ليقول : اجل ممكن تخليني لحالي و لو سمحتي لا تلمسين اغراض غيرك مرة الجاية
وضعت يدها على وجهها بإحباط لتقول : لا ماأتخيلك مؤدب كذا ترى
رفع حاجبه بإنزعاج ليقول بضجر : انقلعي و المرة الجاية اذا لمستي اغراضي بقطع ايدك ترى
زادت ابتسامتها لتقول : لا كذا مررة شرير و انا مرة بريئة و ما ينفع تكون شرير معي
ثم اردفت بلحن موسيقي. : ترى ترى ترا
عقد حاجباه ليقول : هبلة
التفت له لتقول : مو مشكلتي اذا انت غبي ، بس ماشي بشرحلك شوف قصدي انه بما انه بعد كل جملة نقول ترى قلت و بذكائي لي عكس بعض الناس قلت احط ثلاثة فجملة عشان مو كل مرة اعيدها فهمت !؟
تنهد بملل لكن ابتسم حين رأى طارق آت ليقول : اووه و اخيرا جيت كنت رح انخنق من بعض الناس الاذكياء
ابتسم طارق ليقول : مين الحلوة ذي
هم سامي بالرد
قبل ان تسبقه الاخرى لتقول : يالله خذلك جانا ذا كمان
جلس طارق ليقوم : منو ذا بس ماأخلي فيه ضلع صاحي على فكرة عندي تاريخ فالمضاربات لنشر الخير و محاربة الظلم بس
فقال سامي معلقا : اسكت انت
لتقاطعه الاخرى التي تقول بإستخفاف : بالله احكيلي عن وحدة
ابتسم طارق ليقول بحماس : مرة كنت رايح السوبر ماركت مدري كان عمري سبعة عشر سنة و لا ستة عشر المهم كنت ابغى آخذ بيبسي و مابقت الا وحدة و انا كنت رح اخذها جاء واحد ضخم يمكن شفته مرة فالالمبياد للمصارعة المهم انا اخذتها و هو صار يحاول ياخذها و اذكر ذاك اليوم فرشته فرش حتى ملامحه ماصارت واضحة بعدين جات الشرطة و طلبوا رقم اهلي و انا كنت ناسي جوالي فالبيت فقلت اتحايل عليهم و اعطيهم رقمي فقلت له 06
قاطعته الاخرى : سخيف يعني جاي ترقم بطريقة غير مباشرة اووف غثة بروح انا
ابتسم سامي ليقول : و لاول مرة تفيد بشي
تجاهله طارق ليقول : و الباقي متى بيجون
اشر له سامي ليلتفت لهم و يقول : و اخيرا ,يلا منو عندوا سجارة
مد يده فهد بواحد ليعطيها له
ناظره سامي بشك ليقول : من متى تدخن انت ؟
اجابه بإبتسامة بريئة : افا يعني تشوف صديقك بذي النظرة بس اليوم رحت شريت عشان لا تعلقوا مشنقتي هنا
هز رأسه بتفهم ليقول : ايوة كذا كون عاقل لانه التدخين يأثر على صحة الشخص و يؤدي الى التبعية النفسية و البدنية للمدخن يعني يصير جسمك يطلبه و نفسيتك تطلبه و
قاطع طارق الذي يقول بإستعجال منزعج: و يأثر على الاوعية القلبية و الرئتين و يسبب عدة امراض كسرطان الرئتين و الباقي نسيتهم الحين جيب الولاعة و فكنا من دروس لي حفظتها بالمدرسة و جاي تتفلسف علينا
ظهرت علامات عدم الرضى على وجه سامي الذي يقول و هو يضع [الولاعة ] : خذ بس المفروض تشكروني اني انصحكم و ماني من اصدقاء السوء
لي شبههم الرسول صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير
تدري ايش يعني الكير هو..
توقف عن كلامه حين قاطعه طارق : ياليل ترى هذي معلومات المدرسة و على فكرة كلنا نعرفها
ليقول مازن : اليوم فاصل ماعليك منه
ابتسم سامي بغباء ليقول : منو ذا لي فاصل
ابتسم فهد ليقول بمجارات : واحد نعرفه غثيث
رد عليه سامي بنفس الغباء المصطنع : قوله فيه افياش كثيرة يشبك على وحدة منها
ابتسم طارق ليقول : سامجة
رد عليه سامي بسرعة : طيب رشها بملح
فاضاف مازن : انجنيت اليوم مافيها كلام
ابتسم سامي و قد اعجب بهذه اللعبة الغبية في نظر اصدقائه ليرد : كلام ولا حديث
قاطعه مازن الذي وقف بإنزعاج : اقول قم بس قم الله يخلف على ام جابتك
لا يدري لما اختفت ابتسامتهم لتستبدل بأخرى متهكمة...
لا يدري لما اصبح بهذه الحساسية اصلا...
طول حياته يسمع كلام عادي يقال لأي احد...
و لم يتحسس من الموضوع
وقف ليقول : هاذي حالة لي يصبح على انسانة سامجة زي مريموه
ثم اردف و قد اعتلاه حماس : جيب السيجارة المضرة لي عندك و هذا كله من غباءكم كنا قادرين نجيب ورقة و نحرقها
اعطاه السجارة ليقول : انتبه لا تورطنا انت ووجهك
اخذ السجارة ليذهب نحو جهاز الانذار ليشعل السجارة
ماكانت الا ثواني حتى انطلق صوت الانذار
و انطفأت الضواء..
فتعلوا اصوات صراخ الطلاب و آخرون غير مهتمين
و بعد دقائق حتى كان الجميع في قاعة طلب ان يبقوا فيها...
اما هو فخرج بسرعة نحو اصدقائه
ليقول : سخافة ماصار شيء
قال طارق : لا شوف بدأو يخرجو
انعقدت حاجبا سامي ليقول : احلف بس ! و بعدين وين المتعة فالموضوع
اعتلى الانزعاج ملامح طارق ليقول : احسن من بعض الناس لي خلت المصعد يصير سينما
استبدلت ملامح سامي بالنزعاج ايضا ليقول : ايش هرجتكم انتوا اليوم ترى اسمي مرة سهل س ا م ي ماله داعي تقول بعض الناس
ثم ظهرت ابتسامة ثقة ليردف : و مو معناته انك ما كنت معاي و عشت الجو الرائع لي كنت فيه تغار بس مو مشكلة المرة اجاية اعزمك اوكي لا تزعل بس
قاطع جدالهم مازن الذي يقول : احس ان الطلاب بيعزمونا على عشاء اذ عرفوا انه فكرتنا ذي
ظهرت نصف ابتسامة مغرورة من طارق : هيه انت الحقوق محفوظة فكرتي مو فكرتكم
ثم اردف بحماس : اووه تخيلوا كلهم يعزموني حماس !
التفتوا للصوت الذي أتاهم
خلود: احلم فمكان ثاني المرة الجاية و رح اقول للادارة
ناظرها سامي بضجر : يمكن تنقلعين كافي صديقتك السخيفة الفاضية المستفزة لي كانت تتسمج علي قبل شوي
رفعت حاجباها بدهشة : مريم ؟؟!
ظهر الاستخفاف على نبرة الآخر بقوله : لا جدتها
راقب انعقاد حاجباها لتقول : ليش ؟هي هنا!!
هز رأسه بالايجاب
فإستطردت : طيب ليش ما لقيتها ؟!
ثم اردفت بشهقت : لا يكون سار لها شيء
و استدارت مهرولةً تحاول البحث عن صديقتها بهلع بين حشود الطلبة
مرت نصف ساعة و هي لازالت تبحث و قد تجمعت الدموع بعينيها
دلفت الى مكتب احد الدكاترة بعد ان سمعت صوت قد اصدر من الداخل
يبدوا حقا ان هذا الدكتور شجاع ولم ينخذع بلعبة ؤلائك الاغبياء ، لابد ان تخبره على اختفاء صديقتها المفاجئ ، حتى هاتفها مغلق...
رفعت عيناها للمكتب بلهفة لتطرح المشكلة ..
لكن....!
عقدة اصابت لسانها منعته من التحرك...
و عيناعا صب عليهم دلوا من الثلج فتجمدت...
خمسة اشخاص بالمكتب ، و كل واحد ليس له صلة بالمكان
مررت نظرها عليعهم
سامي ، طارق ، فهد ، مازن
تتقاسم ملامحهم بين الحيرة و العصبية
اما تلك الواقفة فملامحها عجزت عن ترجمة شعورها...
اخيرا حرر لسانها لتقول بصدمة : مريم !!
رفعت مريم حاجبها لتقول : اللحين ليش جايين كلكلم ؟
ثم اردفت بعد ان التفتت للاخرين : و انتوا مو كأنكم تبغوا تستمتعوا بالطلاب مرعوبين يلا اطلعوا ليش جايين حاشرين نفسكم فموضوع مالكم شغل فيه !
سند سامي نفسه على المكتب ليقول بحاولة ضبط اعصابه : طيب يا آنسة مريم الحين جاوبي انت ايش تسوي هنا ؟
سندت نفسها هي الاخرى على الجدار لتقول بنفس برودها : لا بالله ! تبغاني اجاوبك بصفتك ايش ، مدير ولا دكتور هنا !
ابتسامة تهكم ظهرت في وجه طارق الذي قال و هو عاقد يديه امام صدره : و انت بصفتك ايش داخلة هنا
كسى الملل ملامحها لتقول : يلا انقلعوا بس مدري ليش جايين تحاسبون
و اخيرا تكلمت تلك التي كانت تحارب الصدمة التي غزتها لدقائق لتقول : مريم ايش تسووين هنا !؟ و ليش تفتشين المكتب ؟ تدرين لو جاء احد و شافك بتروحين فيها
اعتدلت فوقفتها لتقول بضجر : اوووه مكتب خالي و قاعدة فيه ليش حاشرين نفسكم مدري
رفعت خلود حاجبها : و مكتب خالك تفتشينه
همت مريم بالرد لولا ذالك الذي دخل
صدمة أخرى سكنت روح كل شخص في المكتب
و ورطة لايدرون كيف يفلتون منها
.
.
.



في الشقة
تراقب اختها التي لازالت تحاول لبس حذائها
و بطبيعتها الحارة لم تشعر بنفسها الا و هو ترمي بالحذاء الذي سلبته من اختها و تقول بعصبيتها المعتادة : شوفيلك اي زفت ثاني البسيه ،مارضى يدخل يعني صار صغير لو تقعدين لبكرة مارح يدخل
وقفت اختها بملل تقول : يا صباح خير بدينا بصراخك و جنانك روقي حبيبتي عشان لاتحرقي البيت علينا
ثم اردفت بإستنكار و هو ذاهبة لتأتي بحذاء ٱخر : اعوذ بالله كبريت
وصلها صوت اختها : اسرعي و لا و قسم بالله بروح و شوفي منو بيوصلك بعدين
أما الاخرى تشعر بدمها يفور من برود أختها و هي يبدوا انها تأخرت...
التفتت حين لمحت اخيها الذي خرج من غرفته فقالت : و انت ما تروح الجامعة ؟
هز رأسه بالرفض و توجه للحمام
زفرة اخرى انطلقت من فم تلك الغاضبة...
يا ليتها ذهبت مع ابيها و لم تنتظر اختها...
ستنفجر في أي وقت...
رتبتت حجابها الاسود الملتف على وجهها الابيض و توجهت الى الخارج حين عرفت ان اختها وراءها
ركبت السيارة لتقول : اسمعي يا أثيروه اذا انتظرتك مرة ثانية ماتسميني شذي
ابتسمت اختها بغباء مصطنع لتقول : طيب نسميك حلا ، احسه يناسبك كذا انت تموتين على شي اسمه حلويات و...
قاطعتها حين قالت اختها بصوت مرتفع : اوووه كأني اول وحدة اسهر دحين ليش طالعتلي ذي الهالات اووف
اخذت [ الكونسيلر] لتخفي الهالات السوداء التي احاطت عيناها التي اعتادة على الشعلة الغاضبة
ابتسمت برضى
والتفتت لأختها التي تقول : عطيني روج
رفعت حاجبها لتقول : نعم يا البزرة !
كررت أثير جملتها و هي تمد يدها بغرور
نظرة تهكم القيت عليها من شذى التي تقول بنبرة ساخرة : موتي بس هذا لي ناقص ، ولا تدرين خليك فمستر بين حقك احسن
التفتت لها اثير بحماس لتقول : امانة مو يجنن و الله انه يضحك
بملل ردت عليها : مو ذاك الزود و بعدين مدري من وين تجيبي السيديهات حسبتها انقرضت
ثم اردفت أثير بحماس : تدري انه عنده بكالوريوس ف أأأ نسيت ايش تسموها
هزت رأسها لترد : ادري بس لسى ماقدرت استوعبت انه ذاك الدلخ عنده بكالوريوس ف هندسة كهربائية
ابتسمت اثير لتقول : لا تقولي عليه دلخ و بعدين تراه تمثيل بس
قطع عليهم حديثهم وصول شذى الى الجامعة و نزولها
تقدمت نحو الداخل يبدوا انها متأخرة..
تبا لتلك الصغيرة التي أخرتها...
التفتت حولها مستغربة للقاعة المكتظة بالطلاب...
يبدوا ان هناك شيء
توجهت الى القاعة لتسأل مذا هناك...؟
اجابوها ان جهاز الانذار قد اطلق لتقول بإستخفاف : من جدكم دحين مرعوبين و خايفين ترى يمكن كله عطل حتى ريحة حريق مافيه
اخذت تبحث بنظراتها على صديقتيها...
اووه !
اطلقت منها عند استنتاجها انهم لن يأتوا اليوم
جلست بملل لتقول بصوت مسموع : عباطة ليش ما يخترعوا اي زفت يتصل علينا اذا صار شيء و يقول اقعدوا فبيتكم ابرك بلا مرمطة فاضية !
ضحكة انطلقت من تلك الجالسة بجانبها لتقول : ههه كالعادة مجنونة
ردت عليها بنفس النبرة : ههه كالعادة اذانيها كبار تسمع كل شي
بترت عبارتها حين احستها في منتهى الغباء
لتقول الجالسة بجانبها : لا اسلوب جديد ذا شكل اختك البزرة تسويلك كورسات وين شذو لي بعد كل كلمة تضارب و كل يوم عند الادارة ههههههه
وقفت بعصبية فهي لاتريد ان تتهور ، يكفي انه لها اسبوع مطرودة...
وعلاماتها على المحك...
جلسة متمللة لتلتقط هاتفها و تتصل بصديقتها..
مغلق!!
وقفت لتخرج و تتجول..
لا تخاف ، لانها متأكدة ان لا شيء هناك..
.
.
في المكتب
دخل الدكتور تامر ليقول بتعجب : ايش تسوون هنا !؟
انتشر الارتباك في ارجاء الغرفة و اخذ يغزوا كل من حولة
ليقول سامي بإبتسامة : أأأ مريم قالت لنا انك خالها و لازم نتعرف عليك خاصة أن أأنا معجب بأسلوبك فالشرح و انت من افضل الدكاترة عندي
ليهز رأسه مازن : ايوة صح ! حتى انه حبينا نصير اصدقاء يقولوا الصديق وقت الضيق
نظرة تشكيك القيت عليهم ليقول : يعني المفروض الحين اصدق الكم جملة هاذي شايفيني بزر !
مرر نظراته عليهم ليردف : تدرون اللحين اذا قلت للادارة بتكون بتدخولون فمعمعة مالها آخر
كست الجدية ملامحهم ليقول سامي : شوف دكتور الصراحة كان صديقنا طارق يحكي على مشكلة عائليا صارتله و سمعتنا مريم و عرضت علينا انه يستشيرك تقول انك تفيد فذي المواضيع
ابتسامة متهكمة القى بها عليكم ليقول : ايش هي مشكلتك !؟
هز طارق رأسه بالرفض القاطع ليقول : دكتور قلنا مشكلة شخصية مايصير احكيها لاحد غير اصحابي
ضربن مازن يكوعه
وقال فهد بإبتسامة : خلاص لاتستحي عادي و بعدين هذا دكتور و اكيد بيلقالك حل و لا تخاف مارح نحكي لاحد
عض طارق شفته بقهر
اووه ! من اين يأتي بكذبة ،او مشكلة خيالية...
ظهرت علامات الاسى على وجهه ليقول : دكتور انا..انا امي ماتقعد فالبيت و...و ابويا كل همه شغله...فصار عندي فراغ كبير و هذا ليخلاني اتعرف على جماعة علموني كيف اسرق و...وآخر سرقة سرقت شاب مبلغ يعني مو كبير مرة فصار يطاردنا و يظهرلي فالغرفة لما اكون نايم يطلع من الشباك و يهدد ان بينتقم منا و يخلينا نصير مجانين بعدين يقتلنا و رفض يبلغ الشرطة
اكمل هز رأسه بأسى محاولا ان يظهر تأثره ، رغم انه يقاوم ابتسامته بصعوبة ..
حقا لايدري من اين اتى بهذه الفكرة الرائعة..
ضحكة خفيفة انطلقت من الدكتور تامر ليقول : هههه هذي كمان المفروض اصدقها
هز رأسه بالايجاب ليردف : طيب يا استاذ طارق ايش هرجة مكتبي لي كان مرتب و فجأة لقيته كذا كأنه احد يفتش على شيء
حك طارق رقبته بإرتباك لكن انقذه سامي بقوله : حسبناك ماجيت و كتب طارق رسالة لك و حطها بس مالقيناها فصرنا ندور عليها
زادت ابتسامة طارق ليقول : بس بعدين أخذتها و رميتها لأنه خلاص قلت انها فكرة غبية
هز رأسه الدكتور رأسه ليقول : اطلعوا بس مدري من وين تجيبوا كذباتكم
توجهوا نحو الباب لكن توقف طارق ليقول و عينه على مريم : دكتور اذا بغيت تجاوبني رقمي هو 06
قاطعه الدكتور بقوله : اطلع بس و لو لقيت شي ناقص بيكون لنا حساب ثاني
خرجوا لتمر مريم من جنبهم و تقول : سخفين و كذابين فوق كذا
و تجاوزتهم
ليقول فهد : شف ذي مو كأنه احنا لي انقذناها
انعقدت حاجبا طارق بإنزعاج ليقول : و انتوا ماليقيتوا غيري تورطوه
ضحكة انطلقت من سامي ليقول : امش و انتبه لايطلعلك ذاك لي سرقتوه هههههه
ف شاركه الآخرون رغم انزعاج طارق
.
.
.



في جهة أخرى


اخذت تداعب خصلات شعرها السوداء الناعمة
ابتسمت بشوق حين مر طيف اختها...
ذات الشعر الوردي..
غريبة ، شفافة ، مرحة ، تبعد اشد البعد عن الخبث...
اشتاقت لبراءتها ، لتصرفاتها الشقية..
هي تلك التي نشأت معها ، لم تفارقها يوما..
كريمة في حنانها ، تسكبه على اي ارض قاحلة تمر جانبها..
رفعت عيناها للفراغ ، حين تطفل اخيها..
صحيح ان علاقتها معه لم تكن على مايرام في صغرهم..
كان يغار حين يلاحظ اهتمام امه بها..
حتى رغم مشاكساتهم الحالية الا ان كل واحد يملك من الحب قدر ليس هين نحو الآخر..
التقطت هاتفها بإنهيار هادىء غريب
لتتسابق اناملها المرتجفة على الارقام المصفوفة
لتبعثرها على رقم تلك التي كانت لها ام...
إشتاقت لها بقدر ماكان اشتياقها لتلك التي تقاسموا الطعام...
تلك التي كان يربطهما حبل انقطع بمجرد ان القيت في هذه الدنيا...
لا تجرء بأن تتفوه بهمسة كره لها..
مجرد فكرة انها كانت تتربع بين احشائها...
انها قضت 9 اشهر تتكون في رحمها..
و انها كانت اول من رأتها عيناها قبل ان تلتفت للعالم...
تمنعها من نعت مشاعرها اتجاهها بالبغض..
تسابقت دموعها حين سمعت صوت الطرف الآخر المنجرف للبكاء : لتين كيفك ؟
احبالها تلك يبدوا انها انقطعت...
لماذا لا تتدحرج الكلمات من حلقها...؟
لابد انها احترقت من الجمرة التي اخذت تنشر تأثيرها في روحها...
هل بإمكان هذه الدموع ان تخمد نصفها..
او حتى ثُلثها ، بل شعله واحدة تسمح بتسلل العبارات التي تريد ان تلقيها على هذه التي كانت و يبدو انها لازالت ام لها
نجحت الدموع في ازاحت الطريق لقولها : تمام و انتو كيفكم ؟
سرعان ماردت عليها بقولها : انت ناقصتنا ، وينك ؟ مدري اسامة ماعطاني العنوان قال بس انك فشقة و طلع عند ليث معصب
تنحنت لتقول ببحة كادت ان تخفي كلماتها : ببعتلك هو ! رودي كيفها !؟ بليز قوليلها لاتزعل علي
لم يأتها رد من الطرف الآخر ، الا انها يبدوا قد انفجرت في بكاء ام على ابنتها المجروحة ..
كانت مكالمة مثقلة بالاحزان لم تقوى على اتمامها
ولم يكن لها حل الا الزر الاحمر الذي ضغطت عليه
و هاتفها الذي اعتصر بين اناملها...
حاولت اخذ اكبر قسط من الاوكسيجين الذي لابد ان كل من امها و ابيها يشاركانها فيه
جسور عملاقة كانت تربطهم لكن انكسرت تأثرا بعواصف الزمن...
مسحت دمعاتها بخفة ، و رسمت ابتسامة حين رأت صديقتها متقدمة لها و تقول : و اخيرا لقيتك ، قلتي تروحي الحمام مو تتمشين !
ضحكت لتين لتقول بغرور مصطنع : اووه كنت لازم اكذب عليكم عشان اهرب منكم شوي
جلست بجانبها غادة التي تقول : اقول لا يكثر بس
الاستغراب ظهر على نبرة لتين التي تقول : الا لين وينها
ضحكت غادة لتقول : مدري تعرفت على وحدة ودقتها سوالف
شاركتها لتين الضحكة لتقول : قصدك حش فالناس
هزت رأسها غادة لتقول : يس حساناتها كلها راحت فالحش ، الا وش تقولي على الحادثة الغريبة لي صارت
هزت لتين كتفها بإنزعاج : سخافة مرمطينا لين هنا على الفاضي
رفعت حاجبها غادة لتقول : ايوة عشان تكملين السحبة
ضحكت لتين لتقول : تدرين لازم نتغلى شوي
شاركتها غادة الضحكة تقول بخبث : لي تغلى تخلى
ضحكة قوية من لتين انطلقت
تعرفون الضحكة النابعة من حزن عميق...؟
ضحكة ألم..
يقال ان كثر الحزن ، يكقر ضحك الانسان..
فقالت : هههه تدرين الهرجة ذي مالها اي دخل فسحبتي عليك مدري ايش دخل التغلي فالنص و انتي مجاريتني فالعباطة
ضحكة غادة لتقول : ايش دراني انا جاني المثل فراسي حطيته
هدوء من الطرفين دام دقائق
لتكسره لتين بقولها : ابغى اطلع مثل ، حماس لما ماأسمع الناس تقوله
ثم استطردت بإحباط : بس تدرين صعبة من وين اطلع مثل شعبي
لم تجد رد من غادة الا التعجب من تفكير عذه الفتاة الغريب..
فأردفت بحماس مفاجئ : لقيتها ! اسمعي اسمعي ، اذا كنت تحب قهوة مُرة لا تشرب الشاي بالسكر ، واه حماس لازم اقوله لكل لي اعرفهم
ضحكة تعجب القت بها غادة لتقول و هي تتحسس جيينها : مسخنة !!؟
هزت رأسها بالرفض بتقول : ايش ذا الاستنتاج الغبي ، ابغى افهم يعني لما الواحد يسخن يصير يستهبل
هزت رأسها باسى : مهستر هذا لي طلعها
ضربتها غادة بخفة على رأسها لتقول : الله يعين على فصلاتك الغبية ذي ، الا ايش معناته المثل ذاك
ابتسمت لتين بنفس الحماس لتقول : واخيرا تحمستي معاي معناته لي مايحب شي بدون شيء لا يحب شيءثاني بذاك الشيء ليحبه فالاول فهمتي
تنهدت غادة بيأس لتقول : حبيبتي خذيها نصيحة لاتدخلي مجال التعليم طيب ؟، لانه مستحيل شخص يقدر يفك طلاسم شرحك ذا
ثم اردفت بغرور : اكيد إلا صديقتك الله يعينها
انعقدت حاجبا لتين بإنزعاج لتقول : لا تستهبلي على شرحي ترى متعوب عليه
ابتسامة من اعماق القلب تجمع الصديقتين لتكملا جلستهما
.
.
.
في مكان آخر من الجامعة
رفعت معصمها لترى كم الساعة
ملل لا يوصف سكن روحها..
التفتت بإنزعاج لتلك التي تقول : لا شذو هنا لازم نسوي حفلة
لانت ملامحها بإبتسامة لتقول : مريوم ، واه حسبتك غايبة
ثم التفتت للأخرى الآتية و قالت : و خلود كمان ، لا جد اليوم لازم نسوي حفلة
ابتسمت خلود لتقول : وناسة جيتي ، اسمعي تذكريني سامي و طقته
هزت رأسها بلامبالاة لتقول : ايوة شفته قبل اسبوع مستفز و عصبي فنفس الوقت يستفزك بعدين يعصب عليك لاتذكريني فيه بس ولا بينفجرلي عرق
ضحكت مريم لتقول : بصراحة انا ضد مضارباتك مع البنات، يعني اوكي مضارب بكلام وبس لكن بالايدي احسه مررة نو
رفعت حاجبها لترد : نعم ايش قصدك !؟ مجنونة صح !؟ و قليلة ادب !
هزت رأسها بالرفض لترد : لا موقصدي كذا ، يعني اشوف عصبيتك زايدة عن لزوم مرات شيء مايستاهل ابد
احمر وجهها وزادت حركة قدمها لتقول بحدة : مريم قفلي الموضوع و اذا تصرفاتي ماتعجبك محد جابرك على صداقتي
التفتت لتذهب
فأكثر شيء تتحسس منه هو كلمة "مجنونة "..
في حين امسكت مريم بمعصمها لتقول بهدوء : شذى ليش الحساسية ذي ؟ اعتبريه رأي عادي حتى انا و عندي سلبيات و عيوب مافيه واحد كامل
ابتسامة خفيفة ظهر على وجه شذى لتقول : و صرتي تعرفين تصفصفي حكي
ابتسمت مريم ايضا لتقول : نتعلم لعيونك مافي مشكلة
ثم ناظرتها لمدة ليست بطويلة لتقول : آسفة اذا كلامي ازعجك
ابتسمت شذى لتقول : عادي يا شيخة تدرين اني
اعصب بسرعة
لكن نظرات مريم المستغربة لم تختفي فقالت: اغرب اثنين شفتهم بحياتي يتضاربو و بعد دقيقتين يتصالحو
ضحكت مريم لتقول : و ليش نخسر صداقة صارلها ثلاث سنين على شيء تافه و ما يستاهل
ابتسمت شذى لتقول : انت مو بس صديقات الا كنز مانلقاه بسرعة
ضحكت خلود لتقول : ههههه احرجتي تواضعي سيدتي
شاركتها مريم تقول : هههههه و انا ايضا
استبدلت ملامح شذى لتحذير لتقول و هي تشير عليهم : هيه اسمعوا لا يكبر راسكم اوك ؟مو معناته امدحكم يعني تغتروا طيب ؟
ضحكوا مع بعض لتقول خلود : اوووه شذو فيه شلة مررة ممتعة هم ثلاث بنات كذا بسرعة يتنرفزو
ابتسمت شذى بشر لترد : أما !! بسرعة وينهم !؟
لكن كسر حماسهم حين اعلن ان يرجع كل واحد لقاعته و ان الانذار ماكان الا عطل
فقالت شذى : و الله كنت ادري
تحولت ملامح خلود للتساؤل لتقول لمريم : مريوم ليش كنت تفتشي مكتب الدكتور ثامر
تعجبت شذى وقالت : نعم !؟
ردت على استغرابهم بقولها : خالي يدخن
ضربت شذى وجهها بباطن كفها لتقول بيأس : و انت لسى كذا ، اي واحد يدخن تفصلي عليه
ردت عليها بحدة : ايوة ولو اقدر احرق مصنع الزفت ذاك احرقه
تنهدت خلود بيأس منها لتقول : امش بس نروح للكلاس
تبعوها
و دخل كل واحد من ابطالنا لقاعته
.
.
.



في مقهى راقي
تجلس بهدوء يناقض توترها
ابتسمت حين لمحته آت واشارت له بيدها لتقول : هأإآي ترى جيت من السكول لعندك
ابتسم هو ايضا ليقول : كيفك ؟
ضحكت لتقول : تدري اني بخير ، الا بعتت الرابط للهديل ؟
هز رأسه بالايجاب وقال : بس لسى مافتحته
لتقول بفرح : واه يلا متحمسة متى تفتحه ، اصلا ذكرتني اتصل عليها
التقطت هاتفها لتتصل على هديل
التي كانت منهمكة في عملها الا انها تتوقف فترة لتسرح في افكارها لكن تعود للعمل
رن هاتفها و ظهر الانزعاج على ملامحها لترد قائلة : خير ؟
ردت عليها بإبتسامة ساخرة : تدرين قولي لي تبغين لانه لي بطلبه منك تسويه غصب عنك
احمر وجه الاخرى غضبا لتقول : شوفي من اول وانا اجاريك كفضول و قسم بالله بقولهم عن كل شي و مشاكلكم حلوهم بينكم
برود و هدوء عجيب يكسوا الاخرى لتقول : من الاخر ابغى رقم لتين
ضربت قدمها بالارض قهرا لتقول : من وين اجيبلك هو اصلا هي مو موجودة شكله في مشكلة مع ابوها و مدري ايش صاير البيت قالب كئيب
وقفت اليزا بهلع لتقول بجزع : كيف مو موجودة؟
لم ترد عليها هديل غير بأنفاسها الملتهبة التي تكاد تخترق السماعة
اغلق الهاتف فجأة
لتضعه بجيبها بقرف
و تكمل عملها
.
.
اما بالجهة الاخرى
اخذت محفظتها بسرعة غير آبهة لتساؤلات الاخر و توجهت للبيت
استنتاج طل عليها...
تدعوا الله ان لا يكون حقيقة ...
لكن كل شيء يشير اليه...
تهديده لها..
بحث ذلك الشخص عنها هنا..
طرد امها لها..
نزلت بسرعة دون ان تغلق الباب ..
و صوت خطواتها طغى على الصالة الهادئة
لتلتفت لها امها بهلع و خوف امومي لتقول : اليزا ايش بك ؟
وجهها محمر و عيناها محقونتان بدموع تجهد لحجزها فتزيد عيناها بريقا
ابعدت خصلة من شعرها الاشقر لتقول بصوت حاولت ان يكون قويا رغم شفتاها المرتجفتين : ايش قلتي للتين ذاك اليوم ؟؟
تجمد وجه امها لتقول ببرود : ليش تسألين ؟
رمت حقيبتها ارضا لتقول بعصبية : هي مو فبيت ابوها كان مهددها اذا جات لك بيطردها و انت سويتي نفس الشيء
انسكبت دموع على وجهها المحمر لتكمل : طيب ليش هي ماتبغينها وولدك كل يوم متصلة عليه بعدما رميته ، و ليش ماتتصلي عليه من ارقامك ؟
و اردفت صارخة : ليش ماقلتي لزوجك انه عنده ولد ليش مخليته بدون لقب ، و انتوا موجودين طيب مو هم عيالك ، ليش راميتهم كذا !؟
همت بأن تصرخ ثانية الا بصرخة من امها ألجمتها عن الكلام : بــــس !
ترتجف ، عيناها جاحظتان...
غير مصدقة ،كيف لهذه الصغيرة ان تعرف كل هذا...
و لما كل هذا الاهتمام بأبناء ذلك اللعين...
رفعت اصبعها محذرة : شوفي ياإليزا تروحي غرفتك و تنكتمين و كلمة وحدة من ذي الخرابيط ماأبغى اسمعها مرة ثانية
ثم اكملت صارخة و هي تتراجع للوراء و تلقي بجسدها على الاريحة : أطـــلـــعـــي !!!
التقطت اليزا حقيبتها و عيناها تذرفا دموع ناريعة مصحبة بأشعة تكاد تحرق البيت لتقول : هذا و ما قلت كل شيء اعرفه ، بس مارح اقعد اتفرج مو كأنهم أخواني !
اولتها ظهرها ذاهبة الى الخارجة معلنة التحدي الذي تعشقه...
قادتها خطواتها للحديقة التي كانت شاهدة عن مشاعرها التي تخفيها عادة..
توجهت للمقعد وترمي بجسدها الرشيق عليه...
رفعت برأسها للسماء...
بإبتسامة صافية تناقض..
عادتها...
و دموعها المحبوسة في سجن عيناها...
بسيطة حين حزنها ، تسعى للغيوم تحاول فك الغز الذي ترسمه...
تراقب تحركها اما لتحجب الشمس فتذرف دمعاتها...
او لتتزحزح فتكشف عن صفاء السماء التي كانت مختفيه خلف قناع الغيوم و يظهر لونها الازرق رغم اعتيادنا على تشوهها بالبياض..
ازاحت بعيناها ..
هي من القت بنفسها هنا...
بل فضولها و حبها للتحدي و المغامرة...
تحدت امها في سِرها بانها ستصل لأخوانها و تردهم...
ربما كان مجرد عناد..
لكن مذا ينتج عن الفضول الذي تحول لمشاعر أخوة...
مشاعر حرمت منها...
تتمنى كباقي الفتياة اخ تستند عليه...
رغم قوتها لكن تبقى فتاة..
تتمنى كباقي الفتياة اخت تروي لها اسرارها...
احزانها...
تشاركها السهرات ، تكون لها صديقة لا تندم على ثقتها بها...
هي تقصد اخت ليس تلك الدمية الجماد القابعة بين ارفف غرفتها...
اخت بشرية ليس هذه الغيوم الغازية التي تشكي لها...
اخ بشري ليس هذه الشجرة الجماد التي تستند عليها...
دموع لاطالما كانت تحبسها تبعثرت على وجنتيها و كانت من نصيب ذلك المنديل الورقي..
و صوت نشيجها الذي حاولت ان تكتمه الا انه اعلن التمرد و العصيان ليطغى صوت بكاء رقيق على ارجاء الحديقة...
اول مرة تنهار بمكان عام..
غير آبهة بشفقة
التي تسكب من نظرات البشر ....
ولا من العصفوران ذو النظرات التي تترجم الى حزن على حالها...
فهل سيكون استسلام بطلتنا اليزا قد حان بعد انهيارها ؟
.
.
.
اغلقت الباب بهدوء
و تبتسم و هي ترى اختها الجالسة ارضا وتقلب صفحات كراسها بتذمر
لتقول : سلام عليكم ، ايش بها الحلوة مكشرة
رفعت رأسها الاخرى لتقول بإبتسامة : اووه هدولة جيتي و الله اشتقتلك تصدقين
وضعت حقيبتها على طرف طاولة التفاز لتقول : اوك دحين انتي رايقة بشألك ايش الكلام العبيط لي سمعته الصبح
اختفت ابتسامة أمل لاقول : آسفة ، بس...ليش دايما احسكم تفضلونه علي انت و امي الله يرحمها ،دايما هو اول واحد تسألون عنه ، دايما اهتمامكم بس فيه
مع انه دايما يجيب المشاكل
التفتت لها و قد كساها حزن : هديل افهميني ، عارفة اني اضايقك لما اتضارب معاه ، بس حاسة انه اذ رجع بترجع المشاكل لي كانت اول ، يرجع لي كان يسويه ، يرجع جو اليت الكئيب لكنا فيه ،و فوق هاذا صارله شهور ماجاء و لا ندري وين كان ، دايما كنت انتي اقرب له مني مع انه مابيننا كثير ، اصلا هو حاط حواجز بيننا
مسحت هديل على رأسها لتجلس جنبها و تقول بعد ان مسحت تلك الدمعة التي يبدوا انها تمردت على الجيش المحبوس الذي يغزوا محاجر اختها : أمل ، اهتمامنا فيه مرة طبيعي لازم اعرف كل شي يسويه تدرين انه اذا كان فيه شي يضغطه يتصرف تصرفات بزران ، و اقولك للمرة الألف انت و هو نفس الشيء بالنسبة لي ، انت اختي الصغيرونة لي محتلة التلفزيون ، لي كل يوم مقلقتنا بمضارباتها مع البنات بالله عليكِ كيف ماأحبك و انت حتى النحلة صارت تغير منك على العسل لي فيك
لتختم كلامها بقرصة خد لأمل و ابتسامة رسمت على ثغرها
في حين غطت نفسها أمل بالكتاب لتقول بهمس مرح : لا تمدحيني استحي و الله ، و بعدين وش ذا التشبيه انا نحلة !
ضحكة هديل لتقول قائلة : ذاكري بس انتي مو وجه واحد يمدحك

توجهت للغرفة التي تشترك فيها مع اختها
لتلتقط هاتفها بعد ان وصلها رسالة
عقدت حاجباها بإستغراب
رقم غريب..!
و رابط..!
ضغطت على الرابط ..
لتنصدم بهاتفها الذي توقف فجأة..
و أعيد تشغيله تلقائيا..
غريب...!
وضعت الهاتف جانبا حين تأكدت من ان لا مشكلة فيه..
فيبدوا انه عطل بسيط..
توجهت للمطبخ لتعد لها شيء تأكله
لتذهب بعدها و تأخذ غفوة بسيطة فقد تغلغل التعب في جسدها
.
.
$ ٱنـــتــ دمتم بود ـهــــى §






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-19, 09:08 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


|§ الــبارت الـرابـع عــشــر §|

الرمح احد الاسلحة التي استخدمها العرب قديما
في حروبهم ، كانت محل نسبة في أشعارهم
هي تلك الخشبة التي تنتهي بقطعة حديدية حادة
كما يمكن تكون خشبة لا تفرق عن البقية ، غير ان صواعق الزمن جعلت منها اداة حادة تندفع بتهور لتصيب..
فلا خطأ إن شُبه هذا الرمح بالطفل الصغير الذي خرج مع أبيه قاصدين بيت صديقه ، ليتفاجأ عقله الذي اعتاد على الرسومات و مشاهدة افلام الكرتون بذلك الشخص الذي غرس زجاجة مكسورة برقبة ابيه
فتنفجر الدماء و تجري كجريان واد ابى ان يجف ، ارتجاف و دموع تكاد ان تغرق المكان و تغسله عجز ان يوقفها ذلك الصغير المرعوب الذي صار يطلق صرخات كتمت بيد المجرم
ليرى ابيه يحمل و يلقى بالشارع و تزيد صدمته المصحوبة بصراخ عندما رأى سيارة تمر فوق جسد ابيه و تمزقه
رجع الى البيت لتضمه تلك التي لاطالما عرفت طريقة امساك الرمح بل درستها هي ان توجهه للمكان المرغوب دون ان تشد قبضة يدها ، لاطالما كانت ام رائعة اغرقته بحنانها لتزيده تلك الواقفة عند باب الغرفة و دموعها تذرف، أخته هي الصديقة التي لا يمكنه ان يعيش بدونها يربطهم حبل متين
اخذ يضعف مع مرور الزمن ، توجه للحرام او جر من طرف اصدقاء ليزين الشيطان هذا العمل له
مرت سنة قضى فيها ايام تجنب فيها القذارة التي غرق فيها منذ عام، و نجح في أن يلقي بها تحت التراب ليعود لذلك البيت الصغير البسيط الذي لاطالما جمع عائلته الصغيرة لكن ينصدم بفقدانه للوردة التي كانت تعطر هذا البيت ، فقد الشمعة التي إحترقت لتنير لهم الطريق ،كانت تعاتبه على تصرفاته و هذا مايؤرقه يخاف أن لا ينال رضاها ، لكن قصة أخرى فتحت أبوابا ظن ان غبار الزمن قد كساها ليمسحها رغم انها لم تمسح من ذاكرته ، ظن ان الجدران التي شهدت ذلك الحدث أمينة و لم تدع السر يتسلل لاكثر انسان يبغضه فيتعقبه برسائل يدعي أنه يعرف المجرم ،
عُرف بعناده الذي لن يتخلى عنه حتى عندما زاره الرجل الغامض و ترك له رسالة فأبى أن يفتحها إلا بعد مرور سنوات فتتبع العنوان ليدخل الغابة التي جمعت ابطالنا [غابة الاحزان و الخوف و الحقد ] فرمي له رمح يحمل رسالة منقوشة [ تجاوز العقبات لتصل الى السعادة ] و اضيفت لها ملاحظة على غير العادة [ لكن احذر فلكل رمح يد ترمي به حاول ان تميز المكان الذي تلقى اليه ]
لكن يبدوا ان رمحنا العنيد لم يهتم لهذه العبارة
و الدليل هو المكان الذي عاد منه للتو
ابتسامة حقد ظهرت على ملامحه و هو يمسك بذلك المسدس الذي أتى به من احد بائعيه ووعده بأن يرجعه لهم فور نيله من ذلك المجرم القاتل
عرف عنوان بيته....
هل تلك الجدران ستكون الشاهدة الوحيدة عن جرم ذلك القاتل...!؟
رفع رأسه بخفة واخفى المسدس تحت المفرش حين لمح أخته خارجة من الغرفة ليتقدم بهدوء ويرد عليها : صباح النور
جلست بعد ان حضرت الفطور البسيط و قالت بإبتسامة : أتمنى انك تفطر اليوم مو مثل آخر مرة
وضع كأسه الذي ارتشف منه ليقول : آخر مرة انت لي بديتي
ثم اردف محاولا تغيير الموضوع : وينها امل لا تقولين نايمة
هزت رأسها بالرفض حين لمحتها آتية بإبتسامة قائلة: صباح الورد و الفل و الياسمين
ضحكت هديل لتقول : لا اول مرة تصحين مروقة ايش فيه!؟
هز حسام رأسه بتهكم ليقول : يعني ما تدرين اكيد شافت فلم و ناهيته رايقة و لا كلت كل جزر البيت بس اظن انه الاحتمال الثاني هو الصح
رمقته بنظرة إستخفاف لتقول : يووه مولايق ابد تستخف دمك كذا ولا اقول تتسمج احسن
هز رأسه ثانية بأسى : يعني مارح تبطلي تغيرين كل كلمة تقولينها
اخذت قطعة الخبز لتقول بعناد : بكيفي ولا اقول لاتحشر نفسك احسن
تنهدت هديل لتقول بعد ان قامت أمل لتطهز اغراضها : حسام
التفت لها بهدوء مستفسرا عن ندائها
وقفت وهي تنظف المكان لتقول : اظن انك زودتها ، حسام دراستك سكتت على السنة لي راحت
ظهرت نصف ابتسامة تهكمية ليقول مغادرا المطبخ : منو يتكلم على الدراسة
سقط الصحن من يدها لتتناثر شظاياه و دمعتها تسللت برقة من عينها....
جواب تهكمي آلمها...
اوقفت دراستها لتساعد امها على مصاريف البيت...
اغلقت الدرج على كتبها التي عشقتها...
و تخلت عن مستقبلها...
لتأمن لهم مايطلبونه...
فتصفع بجواب بعث الرعشة في جسدها...
آخر ماتوقعته ان تكون محل تهكم و إستهزاء...
دفعت شظية الزجاج التي عرقلة طريقها لتخرج من المطبخ...
ياليت كانت عقبات الدنيا بسهولة ازاحة قطعة الزجاج هذه...
ناظرتها أمل بدهشة لتقول : هديل تبكين !؟
افاقت على دمعة تهبط بخفة لتمسحها...
يبدوا ان تلك القطرة التي تسللت جرت جيشها معها...
هزت رأسها بالرفض دون ان تتكلم...
فهذه الدموع العنيدة تنبعث فور تحرك أحبالها الصوتية...
تحركت نحو الخارج عند سماعها لجرس السيارة و ركبت ، لكن سمعت صوتا جعل عيناها السود تجحظ
لتقول بهدوء يخفي بحة صوتها المتؤثر بشراب الالم الذي تجرعته قبل قليل : انتِ هنا !؟
التفتت لها صاحبة العينين الخضراوتان المائلة للزرقة لتقول : أظن سيارتي و بكيفي ، تعالي اركبي قدام ابغى تكلم معك
اوف !
كانت دليل على استياء هديل من حظور هذه المتسلطة لتنزل و تركب بجانبها
التفتت حين قالت إليزا : ابغاكِ تجيبيلي رقم لتين ضروري
حركت نظرها الى النافذه لتجيب : قلتلك ماأقدر
اما إليزا فقالت بغضب : سوي اي شي أبغى رقمها حتى حساباتها مولاقيتهم بإسمها
اما هديل فإلتفتت لها بهدوء يناقض الشرر الذي يبعث من عيناها لتقول : انت ايش تبغي منها !؟
ضغطت على المقود وهي تشعر بأنها ستنفجر على قطعةالجليد هذه لتقول بحدة : و انت ايش حاشرك فالنص
ضحكة سخرية اطلقتها هديل التي تقول : و الله اشوف انه أنا لي المحشورة غصب تبغيني اجيبلك شغلات غصب و تهددين عبالك بخاف من بزرة
زفرة من اليزا تبعها قولها : شكلك ماتفهمين بس ماش بشرحلك اظنك مافكرتي كيف وصلتلك يعني فيه شخص اكيد بيكون اقوى مني و منك هو لي وراي
ثم التفتت لها بعد ان اوقفت السيارة لتردف بغموض: دوريلي على الرقم و بنقعد حبايب مابيننا شي أنا راح اوصل لي أبغاه و انت رابحة كم فلس و حطي فبالك اني مارح اضر أحد انا هدفي لما جيت هنا ماكان لتين بس شكله تغير كل شيء
هزت هديل رأسها لتنزل...
حقا قد بعثت فيها هذه الصغيرة خوف بسيط...
كلامها معقول لابد ان أحد ما يساندها قابع في الظل...
كما أنه بعث قليلا من الطمأنينة بروحها...
حقا يبدوا انها لن تضر أحد...
لكن هل تثق فيها...!؟
هل ستكسبها من دون ثقة...!؟
لا تظن..
أكملت طريقها الذي تمشه يوميا نحو ذلك البيت الضخم
.
.
.
هواء بارد تسلل لأنفها مما جعلها تطلق عطسة رقيقة...
و اناملها تحتضن كوب القهوة ترتجي دفأه...
و ما أجمل تلك المقطوعة التي عزفت بضجيج الطلبة فتراقص عليها بخار القهوة الساخنة...
لكن مقطوعة أخرى صارت تعزف تدعى الحزن...
لتقتحم افكارها القاعة برقصها
العشوائي...
المتضارب...
المتناقض..
تساءل الجميع عن رقصها المتمرد...
لترد ان لاعبة خفة اقتحمت عالمها...
راحت تتلاعب بها...
وتخفي..
و تظهر...
ما تريده من أفكار...
كانت ماهرة لتخدعها ....
مررت منديلها الأسود على عقلها لتخفيه...
فتولى قلبها مسؤلية التفكير...
لا تلومه..!
فهو لايتحمل...
تكفيه مهمة ضخ الدم المتعبة..
فأولقي هذا العبء على عاتقه..
وراح يرمي بخطوات عاطفية ، دون ان يلتفت للإحتمالات...
بل الوقائع...
هل تجربتها مع أبيها لم تكن كفيلة بأن تعدم ثقتها بشيء يسمى والدين...!؟
ابوة..
و امومة...
ام ان شوقها للرائحة التي استنشقتها وهي ترضع بين احضانها كان اقوى...
و مطاردتها لطيف تلك التي كانت تزورها كل ليلة فترسم أحداث تجمعهما و تخط كلمات تربطهما كان أعنف...
انتهى كل شيء...!
لم يكن ذلك الطيف الا بسراب...
احترقت تلك الفرشاة التي رسمت بها...
و إنكسر ذلك القلم الذي خطت به...
وإشتعلت روح إبنة لاعبة الخفة...
فشاركتهم الانكسار و الإحتراق...
نقلت عيناها لذلك الذي يجلس في المقعد المقابل لها
و يبدوا أن أفكاره تتراقص في قاعة أخرى...
أما هو
فإحتمالها كان خاطئا..
أفكاره تتراقص في نفس القاعة....
على نفس المقطوعة...
صنعتها تلك التي تجلس أمام الآلة الضخمة المسماة بالبيانو..
إستطاع ان يميز لمن تلك الانامل البيضاء الرقيقة التي تتسابق على نوتاته...
هي تلك التي تشبث بيها يوم تحولت للخشنة القاسية...
بعد ان كان لا يكاد يفرق بينها و بين القطن..
نفسها التي داعبت وجنتيه قبل تلك الليلة حين توسد حضنها...
آه...
ليته لم يسرق من رائحتها ليتعطر بها..
فلا تعلق به...
رغم انه ينقع بجسده في حوض كرهه لها يوميا...
لكن أبت ان تغادره و هي تداعب مناخيره في كل ثانية...
لليوم أربعة و عشرين ساعة...
و في الساعة ستون دقيقة...
و في الدقيقة ستون ثانية...
اي تعانق روحه ستة وثمانية ألف و اربعمائة ثانية في اليوم...
لمدة ثلاثة مائة و ستون يوم...
مهما حاول إخفاءها باقوى العطور الصاخبة...
تتغلب تلك الرائحة الهادئة و الدافئة...
استسلم...!
نعم يعلن إستسلامه و يرفع الراية البيضاء...
فلا مجال للتخلص منها...
لكن ما الحل للتلك الهمسات التي توصيه بأن يبقى صامدا مهما حصل...
بأن ينسى كل فترة قضاها معها...
ان يمحي ذكرى هذه الليلة...
انها لا تستطيع ان تبقيه ، ولا أن تسلمه لذلك الوغد...
رغم الضجيج الذي يسمعه يوميا...
و آلاف الكلمات التي تنتقل بذببات الى ساحة السمع بالفص الصدغي من الدماغ...
تأبى تلك الكلمات الدافئة و الناعمة رغم قسوتها...
ان تتأثر بالأصوات اليومية فتمحوها...
يبدوا ان الفص الحوفي من القشرة المخية قد أتقن عمله ، بنقل هذه الذكرى القاسية من الذاكرة القصيرة الى طويلة المدى...
سيحاول التأقلم معها رغم قساوتها...
و عيناه هما الوحيدتان اللتان تشاركان قلبه مشاعر الكره نحو هذه الانسانة...
لكن تأبى هي أيضا النسيان..
صورة مؤلمة طبعت في عقله...
يد صغيرة تمتد لتدفع بالريح الباردة...
حاول ان يكبر خطواته الصغيرة فركض...
لكن ذلك الظهر المستقسم و الرأس المرفوع و الخطوات الثابتة كانت اسرع منه...
صرخات اطلقت منه تنادي بها...
فقفزت إبتسامة لثغره حين رآها تلتفت...
التقياتا عينيهما عينان بنية تبرق الدموع و عينان خضروتان جامداتان...
يالا أفكاره البسيطة التي كانت تسكن عقله...
و يالا براءته حين ظن أنها ستعود له...
فأكملت مسارها الى ان أظلم المكان بإختفائها...
شمعته إختفت...!
السراج الذي يدله على طريقه إختفى...!
مخاوف طفولية أصابته وقتها...
من سيحضر له فطوره صباحا...!؟
ومن سيشتري له تلك اللعبة التي رآها...!؟
من سيقبل قبل أن ينام...!؟
دون أن يفكر، كيف له أن يكمل حياته و تلك المسماة بأم قد غادرته...!
دون أن يفكر كيف سيعيش مجهول النسب...!
كيف سيواجه العالم الذي القت به فيه..!
يـكـرهــهــا...!
الجزء الايمن من قلبه يصرخ و يدخل الساحة لمبارزة الجزء الأيسر الذي يهمس بخفوت أنه يشتاق لها..
رغم أنه مجروح و حاول الزمن ان يجمع شظاياه...
من سيفوز...!؟

رفع رأسه فجأة بإنزعاج لتلك التي تقول : لا بديت أشك انه أصحابك متفقين كل يوم يخلوك وحدك
أشاح بوجهه عنها بهدوء ليقول : ممكن تنقلعي يا ست مريم
ضحكت صديقتها خلود التي تقول : خلاص روحي و خلي المهمة علينا
زاد انزعاجه ليقول : لا مريم اهون منك
لانت ملامحه حين لمح تلك الواقفة معهم ليردف بنظرة غريبة ممزوجة بتهديد : شذى هنا ! من زمان ماشفناك
رفعت حاجبها هي الأخرى لتقول بنفس النبرة : أظن أنه ثلاث سنين و حنا فنفس الجامعة حتى أني مانقلت معهم ، معقولة ماشفتني إلا اللحين
و كأن جاذبية عيناهما قد أختلت فتشتت نظراتهما كنوع من التهرب...
لتكمل شذى بإبتسامة مرتبكة : بنات رايحة الكفتريا
تبعها بنظراته...
سنتان و نص غياب...!
لتظهر فجأة..
دون مقدمات...
و تنفث الغبار عن ذكرى ظن انها ولت..
تتعلق عيناهما..
"سالب" و "موجب"...
نتجت عنه شارة كهربائية فتقمصت دور الكريات الدوية الحمراء لتسري في جسده و تستقر في زاوية قلبه...
زاوية محايدة...
تناقض مرة أخرى...!
يبدوا ان قصته ستخط على كتاب ينقش في غلافه تناقض...
أطلق تنهيدة أفاقته...
الاصح افاقه ذلك الصوت الذي بجانبه يقول : إيش بك !؟
عقدت حاجباه بخفة ليقول : طارق متى جيت !؟
هز صديقه بكتفيه ليقول بهدوء : و الله يمكن عشر دقائق بس كنت سرحان
ثم إلتفت له بنبرة مقصودة : مدري فإيش !؟
التفت سامي له ليقول بشرود : شذى كانت هنا !
عقدت حاجبا طارق الذي قال بإستفسار : ذيك...
و بتر كلامه حين قاطعه سامي بهز رأسه
ليكمل بإستغراب : طيب و بعدين !؟
رسم إبتسامة على ثغره ليقول : ولا شي
و أردف بمرح و هو يلقي نظرة على ساعته : يلا أنا بروح للكلاس مارح أسحب عشان الفاشلين ذوك لسى ما جو
التقط طارق مقصده من تغيير الموضوع ليقول برفض : أنا بأنتظر الفاشلين
أعتلت ملامح سامي الملل ليقول : اوف خلك منهم و انا لما أطفش اتكلم مع الجدران !؟
رفع طارق حاجبه : يعني أجي معك عشان كذا !؟
اخذ سامي محفظته ليقول : ولا اقول مع نفسك عمرك لا جيت
ليوقفهم صوت ذلك الذي يقول : وين رايح و ساحب علينا
رمقه طارق بنظرة خبيثة ليقول : مو كأنه لو أنتظرت أحسن من أنه اقولهم عن خيانتك
إبتسم سامي ليقول : أي خيانة قلتلك ننتظرهم بالكفتريا أحسن
ناظروه بشك ليتبعوه الى القاعة
.
.



.
أخذت كوب قهوتها لتجلس بجانب صديقاتها
رغم ان أفكارها قد شردت بالبخار الذي يتصاعد
سنتان ونصف...!
مرت دون أن تشتغل الجاذبية بين عينيهما...
تهرب من الطرفين..
يا ترى بمذا كان يفكر.!؟
و هو يلقي عليها بتلك نظرة ....
هل ذابت طبقت الجليد التي كانت تغطي تلك الذكرى...!؟
فتظهر تلك المتغطرسة المكسورة...!
رفعت رأسها لصديقتها التي تقول : خسارة شلة لتين راحوا
ابتسمت شذى لترد : المرة الجاية اصلا اليوم مالي خلق ناس ترفع ضغطي
ثم أكملت تنصت لحكاية خلود محاولة تشتيت تفكيرها
.
.
.
تجول بالصالة منذ مدة قصيرة تكنسها
و عيناها تراقبان تلك الصغيرة الجالسة على الكنبة يبدوا أنها شاردة الذهن..
ليس هذا ما شدها بل الهاتف الموضوع على الطاولة...
كيف لها أن تصل لرقم تلك اللتين...!؟
راقبتها و هي تنهض لتلبي نداء أمها المتسائلة عن غيابها...
حقا لاتلومها لغيابها عن المدرسة فملامحها الهادئة تبدوا قد أثقلت بالحزن فذبلت...
تنهدت بحزن عليها...
لتلمح هاتفها لازال في مكانه على الطاولة الزجاجية بلونه الوردي...
توجهت أليه بخطى مترددة و عينان حذرة...
لتمد يدها المرتجفة نحوه فتلتقطه...
إبتلعت ريقها...
أي عمل تقوم به..!؟
تجسس..!؟
او تتدخل في خصوصيات الغير...
لكن يبدوا أن إليزا و أم اسامة يتعارفان...
لما لم تطلب رقم لتين بوضوح...!؟
دون أن تبعثها...
أنيرت الشاشة...
لتعتلي ملامحها الإحباط...
مقفل برمز..
رعشة أنتابتها و هي تسمع صوت قادما لترمي بالهاتف على الطاولة بإرتباك و تعود إلى عملها و عيناها لاتزال تجولان بتفكير في المكان...
سمعت صوتا أم أسامة تقول : ايش بكم اليوم كلكم غايبين حتى انت !؟
شتت نظره ليقول : مالي خلق الا أبوي وينه !؟
تأملته بعينان أم حنونتين لتقول : ليش وجهك كذا ! تعبان !؟
هز رأسه بالرفض ليقول بإبتسامة : لا مو تعبان بس ما نمت عدل
مسكت يده لتقول بقلق أمومي : متأكد !
هز رأسه بتاكيد لكلامه
فتضيف بعتاب : وقف سهر كثير ترى مو زين لصحتك و لعقلك.
هز رأسه ليقبل رأسها و يعمس بحب : الله يحفظك
ثم أردف بنفس إبتسامته ليقول : وين أبوي !؟
ردت عليه بأنه بالمكتب
ليصعد بخطى غاضبة مهما حاول المحافظة على هدوئه لا يستطيع
اما في الأسفل فضولها الفطري قد إنتابها عن ما سيتحدثان به...
يبدوا أن تلك الاليزا قد أثرت عليها بالتدخل في ما لايعنيها...
تبعته ، يبدوا انه متجه نحو المكتب..
أما هو.
يتذكر آخر مرة دخل فيها هذا المكتب...
يوم عرف عن خطت أخته المجنونة...
أول يوم يحضر إنفجارها عن تهميش ابيها لها...
او إنهيارها الذي أعلنت فيه حاجتها لأم حقيقية...
أم تكونت بين أحشائها تسعة أشهر...
لا يلومها...!
الأم كنز ...
حنانها و عطفها يرسمان أمل في طريق اللانسان...
تنهد ليدق الباب...
فيأذن له بالدخول ، ليجلس مقابل تلك الملامح الجامدة....
الباردة...
نادرا ما تظهر الغضب...
و غضبه يكون قاسٍ…
حدق بعينه الحادتين ليقول بهدوء : ليش اناديك ابوي ؟
وضع القلم الذي كان بين يديه ليجيب عن سؤاله الغريب بنفس الهدوء : لأنك ولدي من يوم تزوجت أمك كنت لسى عمرك كم شهر
هز رأسه بتفهم ليقول : يعني كان عمر لتين لسى شهرين او أقل ، أمي لي رضعتها يعني أختي
تربينا مع بعض رغم الغيرة لي كانت بيننا
عقد حاجباه بتساؤل : كنت دايما مهمشها ، عمرك لا أهتميت فيها عذبتها بأنها تشوف أبوها جنبها و عمرها ما حضنته حتى انه عمره ما كان نقاش بينكم ولا حتى كلام أب مع بنته ، فرقت بينها و بين رودينا كثير ، و فوق هذا حرمتها من أمها ، صح امي ماقصرت معها بس الام تقعد أم مهما صار يمكن فصغرها ماحست بهذا الشي لأنها كانت لاقية بديل بس لما كبرت اكيد قعدت تفكر من هي لي ولدتها اذا حية و لا لالا ، يوم راحت تتصرف بجنون كان أنفجار منها لأنها إنتظرت كثير بس كنها تنتظر الليل و النهار يلتقون فقررت تدور بنفسها كانت واثقة انها بتستقبلها بس طلعت مو أم حجر تطرد بنتها و زدت عليها
عقد حاجباه بتعجب غاضب ليقول : بــنـــتـك ! تطردها!؟ مافكرت ايش راح تلاقي بالشارع ! بنت لوحدها برى !؟ طيب ما فكرت أنها بتضيع ، ما فكرت بالناس لي رح يشفونها لوحدها بيستغلونها ، يأذونها ، طيب و نظرة العالم لها بنت لوحدها بالشارع ايش بتكون ؟ اكيد نظرة إحتقار ، يقولون ابوها ماطردها الا على شي كبير ، بعد ما كانت بنت ليث الراوي تصير بنت شوارع ، طيب خلنا من نظرة الناس فكر بالعقل بنتك قطعة منك اذا انت أنكرت فإسمها بعد أسمك دم واحد يمشي فعروقكم بتنكر ذا كمان !؟
ازاح بنظراته الغاضبة من العينان الغير مهتمة ليصله سؤاله : كملت !؟
هز رأسه بلايجاب
ليقول بحدة : أطلع !
عض شفته بقهر..
يكاد يجزم انه خالٍ من المشاعر...
بل قلبه مجرد قطعة جليد..
لايبدوا أنها ستذوب ..
وقف ليخرج متوجها الى خارج البيت فحقا غضبه لا يسمح له أن يبقى في البيت..
أما أمام الباب
فرجعت بخطوات للوراء لتنزل
حقا عائلة غريبة..
و الأغرب هو تدخل إليزا في شأنهم..
دون أن تظهر أمام أحد غير منى..
ما قصة صورة أم إليزا الموضوعة داخل درج مكتب ليث...!؟
و ما قصة التشابه الغير معقول الذي يجمع إليزا و أمها و لتين...
و سؤال آخر ولده الحوار الذي سمعته...
ما سبب حقد الاب على إبنته...
رغم انه لا فائدة من معرفتها...
لكن فضولها قد زاد..
.
.
.
نزلت من السيارة و دخلت للعمارة...
صعدت الدرج و هي تبحث عن المفتاح في حقيبتها لتصتدم دون قصد بشخص
رفعت رأسها لتقول للفتاة التي سقط هاتفها : آه سوري
أما الأخرى فإلتقطت هاتفها قائلة برفعة حاجب : وين اصرفها ذي
عقدت لتين حاجباها يبدوا ان هذه الفتاة تبحث عن مشاكل هي في غنى عنها لترد بإهتمام مصطنع: شوفي حبيبتي اذا طلعت من العمارة أمشي سيدا و لفي يمين على أول شارع أمشي شوي و بتلقين صراف أكيد بيفيدك و إذا بغيتي شي قوليلي و مارح أقصر معاك يلا باي
لتدخل الى شقتها و إبتسامة قد إعتلتها و هي تسمعها تهتف بغبية...
أما الأخرى فعصبيتها قد كشفت هويتها
فتحت شذى الباب بتذمر و هي تسب في تلك الغبية
لتتنزل حجابها و تحرر شعرها المصبوغ بلاشقر الغامق فترى أخيها داخل خلفها لتقول : اثير جت ؟
تجاهلها و هو يتوجه الى الصالة
لتشد على أسنانها و تقول بغضب : أحسن لا تجاوب يا كذاب
رفع حاجبه ليقول بإستغراب : كذاب !؟
إحتدت نظراتها بحقد لتقول : ايوة كذاب و انت ادرى عن إيش اتكلم
عقدت حاجباه بإستغراب ليتجاهلها و يلتفت الى التلفاز
اما هي فإلتفتت الى الباب الذي يطرق يبدوا أن أختها آتت
فتحت الباب لتبتسم لتلك التي ترافق أثير
و تقول : هلا ملوكة و أختي الجميلة اثيروه
إبتسمت ملاك لتقول بلطف : كيفك خالتو شذو
رفعة شذى حاجباها لتقول : نعم ياروح أمك ؟ شايفتني حجوز تقولين خالتي ادخلو بس و الله يستر منكم
هزو رأسهم بطاعة ليدخلوا بهدوء
فتقدمت الى غرفتها لتغير ملابسها و هي تتذمر
لا يجتمع هاتين الصغيرتين الا لمصيبة...
خرجت بعد ان لبست فستان بيتي بنفسجي
و تتوجه الى المطبخ
امالت شفتها و هي تراهم داخل المطبخ يتهامسان
لتقول برقة مصطنعة : يلا حبايبي انقلعوا من هنا لا أكسر عليكم شي
رفعت ملاك رأسها لتقول ببراءة : علمينا كيف نطبخ زيك
اغمضت عيناها بمحاولة صبر لتقول : طيب
إبتسموا بحماس ليقدوا نحوها
فكانت في قمة سعادتها و هي تجول كالفراشة في حديقتهت...
الطبخ بالنسبة لها كمهدئ لأعصابها...
أن تتفنن في صنع شيء...
و تصنع منه ذكرى...

يولد في داخلها شعور بالنشوة..
و يخذرها من جميع المأثرات الخارجية الدنياوية...
فتغوص في بحر هوايتها التي تعشقها...
نحو العمق و القاع...
تكتشف العالم الذي تعشقه...
تتذوق النكهات...
تقارن بين المالح و الحلو...
ترسم لوحة من الطبق..
روائح تداعب مناخيرها....
فتأسر قلبها...
رائحة الخبز الذي يخبز...
و الغذاء الذي يطهى...
تسافر من نكهة بلد لأخرى...
الطبخ علم يدرس...
و عالم يعشق بكل تفاصيله..
مهووسة التفاصيل...
الطبخ يجعلها تهتم بالتفاصيل...
تفاصيل النكهة هذه...
و هل ينقصها ملح...!؟
او سكر...!؟
هل هي حلوة أكثر من الازم...!؟
او أنها اكثر حموضة...
تفاصيل...
الطبق الذي تقدم فيه أسود او ابيض...
تضع قطعة الجبن من هذه الزاوية او الاخرى…؟
منافقة..!
تهتم بأدق الاشياء في مملكتها و تهملها في حياتها...
لمذا تكذب الوقائع...!؟
تتهرب...
هذه الادوات و الطبخة التي تزينها في الصحن الاحمر...
تشهد على إعترافها...
تهربت كثيرا...
اولها الحقيقة التي أفشيت لها...
و تاليها حبها الذي تخلت عنه رغم قساوة الشيء...
الى ان تهربها كان أقوى...
متهربة جبانة....!
تكذب كل ما يوقع أمامها...
تكذب عيناها و مسامعها...
تحاول بناء حصون من رمال لقلبها...
فتضربه الأمواج لينهار...
و يصاب قلبها المغفل الجبان ....
قاسية...!
صفة أخرى أضافتها الى قاموس صفاتها...
الذكرى التي أحيت ثانية اليوم قد صرخت منهارة بهذه العبارة...
هل كان عقاب من الرب على إتباعها لأمر زينه الشيطان بعينها...؟
تنهدت بحزن لتهمس طالبة المغفرة...
رفعة رأسها باسمة لتقول بحماس : و كذا كملنا
ابتسمت ملاك لتقول : خالتو أبغى انا ازين صحني
هزت رأسها بالايجاب لتقول مبتسمة بتهديد : طيب بس خلينا حبايب اللحين و بلاها خالتو ذي
هزت رأسها بطاعة لتغمز لأثير
اما أثير فكانت تراقبهما مندمجتان...
مرت ربع ساعة من التزيين و النصائح
الى ان صرخت شذى بحماس : و كذا كملنا طبختنا الفرنسية اللــذيــذة ، يلا اللحين ساعدوني نجهز الطاولة...
إبتسامة الشريرة لازالت تعتلي الصديقتين لترافقانها الى طاولة الطعام...
في حين دخل الاب مبتسما ليقول : امم و شذي الريحة الحلوة ؟
إرتمت أثير في حضنه لتبتسم ملاك قائلة : اليوم طبخنا أنا و اثير و شذى
إبتسم هو الآخر ليقول بمرح : آه عشان كذا حلوة !
جلس فارس بعد ان ألقى السلام
هتف الاب قائلا : يلا بسم الله
شرع الكل بالأكل و صمت قد سكن الأرجاء
لكن لم يطل الا بصرخة من شذى تكسره : آع ايش ذا
ابتسمت ملاك لتقول : ممكن نسيتي و حطيتي سكر بدل ملح ؟
إنفجرت أثير ضاحكة لتقول : او عسل بدل زيت ؟
عقدت حاجبا شذى بتفكير : أيوة صح كنه عسل
فصخب المكان بضحكات الصديقتان و ضربهما لكف بعضهما خطتهما قد نجحت
إشتعلت عيناها بغضب لتقول : يعني هذا أنتو ؟
الإبتسامة التي رسمت على وجهيهما كانت كتأكيد لشكها
هز الاب رأسه بأسى من مقالبهما
فأكملت شذى أكلها كابتة لغضبها إحتراما لوالدها الجالس معهم..
.
.
.



هدوء في هذا البيت الضخم رغم أنه لا يقطن فيه الا شخصان..
دخلت تجر خطواتها المتمللة...
لمحت ذلك الجسد الرشيق الملقى على الكنبة البيضاء المخملية...
يبدوا أن افكارها الغامضة تدور بين متاهات الماضي...
غامضة...
ادق صفة تطلق على أمها...
حنونة معها...
لكن بخيلة مع الغير...
ترى بأن يترك ينبوع حنانها مفتوح...
تبذير...
قوية و ذكية...!
هل هذه الصفات حقا تتجسد في أمها ام انها تجهلها و تكتفي بنعتها الغامضة التي تخفي خلف عيناها الهادئتين عالم من الاسرار...
رفعت رأسها حين سمعت نداء أمها لتتقدم لها
لم يطرأ اي تغيير على ملامحها الا فمها الذي يتحرك قائلا : من وين عرفتي !؟
عرفت إليزا مقصدها فاحتدت نظراتها لتقول : مو مهم من وين عرفت المهم اني عرفت لي مخبيته مع أنه لسى في أسئلة تدور فراسي و رح ألقالها جواب مثل مايقولو بكرة يذوب الثلج و يبان لي تحته
رفعت أمها حاجبها لتقول بنفس النبرة الهادئة مصحوبة بإبتسامة: و اذا ماذاب !؟
إلتقطت إليزا مقصدها لترد بنفس النبرة : مستحيل مايذوب دام حرارة لي تحته عالية
نعم الحرارة الموجودة تحته تذيب حتى البشري...
حرارة غضب...
و شوق...
و عتاب...
فهمت أمها مقصدها لتقول بمراوغة مغلفة بمرح : طيب نحطه بفريزر
إبتسمت إليزا لتقوم متجهة نحو الأعلى
بعد أن إلتقطت تهرب أمها...
لكن أوقفها صوتها الذي يقول : لا تحسبين نسيت ، عندك جلسة إستجواب ثانية
إلتفتت لها لتقول دون أن تبعثر إبتسامتها : حاضر يا حضرت المحقق جاهزة في أي وقت ، و أنا كمان لا تقولين أني نسيت لسى ادور على الجواب
ثم اكملت طريقها...
اما جوليا فخلخلت أناملها البيضاء بين خصلاتها الشقراء بحيرة...
لتقف متجهة الى الخارج
.
.
.
في البيت المهجور الآخر
قاعة الرياضة تلك التي مر زمن لم يدخلها أحد أعلنت حضورها مرة أخرى...
بصوت اللكمات الموجهة الى كيس الملاكمة الذي يتأرجح بسرعة رغم صلابته...
لكمة من اليد اليسرى تتلوها أخرى من اليمنى...
عينان حادتان و وجهه محمر...
هذه ملامح الغضب الذي يسيطر عليه...
و كلما زاد رنين هاتفه زادت قوة اللكمات...
يبدوا أن غضبه قد وصل لذروته..
و هو يأخذ بالهاتف و يرميه أرضا لتتناثر قطعه
بأي حق تتصل...!؟
هل تتصل ليترمي بكلماتها الزائفة...!؟
أقوال بلا افعال...
خلخل يده بشعره الاسود الكثيف ليقول بقهر : ليش متصلة !؟
أكمل جملة لكماته المشبعة بالغضب الجامح...
يبدوا أن كيس الملاكمة يصرخ مترجيا أن يترك و بين يدي هذا الذي يعيش لحظات جنون...
إحتدت عيناه و زادت قوة ضرباته..
بعد أن مر وجه تلك الأنانية الغاضبة...
المتهورة...!
لقد إعترف أنها متهورة ، مجنونة...
عند غضبها تلقي ببوابل من الأسرار دون أن تعي بذلك...
و بعدها رغم ندمها تتقمص دور الامبالية...
حقا يستغرب كيف سيطرت على نفسها في السنتان الأخيرتان و لم تنشر ما حدث في جرائد الدولية...
رمى بالقفازات أرضا و مسح بظاهر كفه قطرات العرق المصفوفة على جبينه...
فألقى بجسده على الكرسي ليلتقط قارورة الماء و يرمي بمحتواها جرعة واحدة داخل جسده...
مرتجيا أن تطفأ نار غضبه...
من تلك المتصلة...
و الاخرى صاحبة الجمرات المشتعلة التي تبعث بنظرات نارية...
وصفعة قد علمت على خدها الأبيض...
التقط هاتفه ليركبه..
يبدوا أنه لم يتضرر كثيرا..
إبتسم حين أحس أن الهدوء بدأ بتسلل لداخله...
لكن لم يطل هذا حين تلقى إتصالا آخر منها
ليرد و يأتيه صوتها الغاضب : صارلي ساعة أتصل ليش ماترد
رد عليها بإبتسامة تحمل نبرة متهكمة : آسف أمي لا تخافي ماصارلي شي لسى حي
لحقته زفرتها لتقول بمحاولة هدوء : عارفة انك تستهزء بس مو هذا موضوعنا ، اللحين جاوبني إلتقيت بإليزا
عقد حاجباه بإستغراب ليقول : من ذي !؟
ردت عليه بعصبية : تستهبل أنت ، بنتي
سكت لبرهة تلاها بضحكة خفيفة تحمل تهكما موجوع : اوه يعني أختي آسف مدري اذا قابلتها ولا لا فمقدر أرد عليك لأنه ببساطة ماأعرفها
لم يأتها منها جواب ليكمل بنفس النبرة : فالمرة الجاية إسألي نفسك قبل الغير عشان السؤال يكون منطقي
يكاد يقسم أن حرارة تنهيدتها قد وصلته حين قالت : طيب كيفك !؟
سند ظهره على الجدار ليرد بكلمات قدد غمست في كأس المرارة : يقولون قلب الأم يحس بعيالها يعني إذا كنتي أم بتعرفي كيفي ههه هذا اذا كنتي تحسي أول
لازالت الإبتسامة المتهكمة مرسومة على ثغره لكن لم تطل حين سمع صوتها المعاتب يقول : سامي لين متى و أنت كذا معي تراني أمك إذا ماكنت تدري
عض على شفته بقهر ليرد بصوت هادئ : أمي إختفت يوم تركتني من دون ما تشوف وراها يعني حركاتك ذي ماصار لها فايدة لأنها من وحدة ماعندها قلب و ماتحس فعمري مارح أعترف أنه في صله بيننا
ثم أردف بصوت يميل للغضب : من دون ماتلفين و تدورين من الآخر ايش تبغي مني ؟
صوتها. الواثق القوي الذي لم يهتز جعل عصبيته تثور ثانية حين قالت : إبغى ولدي
وقف بثورة ليقول : وولدك مايبغاك..
ثم أقفل ليقي بالهاتف على المقعد و يتجه نحو الحمام لعله يطفأ الغضب الذي يسكن روحه
و ينقذ الجزء الأيسر من قلبه الذي وقع تحت لكمات الجزء الغاضب الكاره لهذه المخلوقة التي تسمي نفسها بأم...
.
.
.
في الغرفة التي يغلب عليها اللون البنفسجي
الصديقتان جالستان في السرير المقابل لسرير تلك التي عيناها البنيتين الواسعتين تبعث بأشعة تهديد فتقول : نعم ياخوات سندريلا متى توقفوا سماجتكم ذي
ظهرت إبتسامة أثير التي تقول : و انتي وش تطلعين !؟
همست ملاك بوضوح قائلة : هي ما تطلع هي تنزل
تجاهلتها شذى لترد بغرور : سندريلا
ضحكات إنطلقت من ملاك و أثير لتقول الأخيرة : غلطانة حبيبتي شذو انتي أمنا
لوت شذى شفتها بإنزعاج لتقول : اوف حتى أخواتها لو يسمعوني بيزعلون بشبهكم لسبونج بوب و بسيط
و انتو وزعوا الادوار بينكم
إبتسمت ملاك ببراءة مصطنعة : و أنت شفيق
جحظت عيانا شذى بصدمة من هذه التي تناقض إسمها و لا يملكان اية نقطة مشتركة
فإلتقطت ملاك عصبيتها لتكمل بنفس النبرة : ليش زعلتي تراه مرة يشبهك هو عصبي و ما يحب الإزعاج و فوق كذا يعمل فمطعم يعني يطبخ زيك بالضبط
وقفت شذى بغضب متجهة لتلبس عباءتها و تلف حجابها حول وجهها المحمر لتقول : ترى عطيتكم وجه كثير اليوم تعالي حبيبتي ملوكة اللحين و الله يعين مريوم عليك
وقفت الصديقتان معنا و تبعاها الى الخارج الشقة
لتقول : مردودة يا أخوات سندريلا ، أنتو ما تنعطون وجه
إبتسمت ملاك بإزدراء قائلة : يمكن هاذي المرة العشرين لي تقولي مردودة و ماسويتي شي
ضحكت أثير معها
لتقول شذى بحيرة غاضبة : اللحين انا ليش مصغرة عقلي
رفعت أثير كتفها بلامبالاة لتقول : مدري عنك
.
.
في هذا اللحين و في الشقة المقابلة
جالسة ترتشف من كوب الشاي و شعرها الأسود قد غطى جزء من صفحة الكتاب الذي تقرأه
وضعت الكتاب بضجر من الإزعاج الأتي من الخارج لتفتح الباب بإنزعاج قائلة : ادخلوا بيتكم و هرجوا لين بكرة محد ماسككم بس ماله داعي الإزعاج ذا لي مسويينه في ناس تعبانة في ناس نايمة عالاقل إحترموا الجيران
إلتفتت شذى الى مصدر الصوت لتقول بإبتسامة مصطنعة : هذا إنتي يا جارتي العزيزة ، ترى أتكلم وين أبغى و متى ما أبغى و لما تصير العمارة بإسمك تعالي أتفلسفي علي

إستندت لتين على إطار الباب لترد بإستفزاز : الشقة بإسمي
أما شذى فعقدت يداها امام صدرها لتقول بنفس نبرة الاخرى : و انا جيت أتكلم داخل شقتك !؟
زفرة ملل إنطلقت من لتين التي تقول : بس قاعدة جنب شقتي
ظهر الإستغراب المصطنع على ملامحها لترد : معليش بس أشوف اني واقفة جنب شقتنا
إعتدلت لتين بوقفتها بضجر لتقول : اقول إنقلعي بس و اذا لقيت إزعاج زي ذا بأشتكيك لصاحب العمارة
ثم همت بغلق الباب حين سمعتها تقول بإستخفاف : يمه شوفيني ارجف خوفتيني
لترد عليها بإستفزاز قبل أن تغلق الباب : انا ماقلتلك شي يخوف انتي لي تقولين انه يخوفك
ثم عادت الى الصالة و هي تقول بهمس : و أنت متى تتعلمين تشرحين زي الناس لازم تلخبطي أم الشرح اوف
أما في الخارج رمشة عدة مرات لتقول : وش آخر جملة قالتها مافهمت شي
أيدتها أثير قائلة : والله اصعب من شرح ابلة الرياضيات
تجاهلتهم شذى لتصعد الى الأعلى و يتبعانها الصديقتان
.
.
.
أما في الأعلى
في صالة يغلب على أثاثها اللون الأبيض جالسة مع أمها التي تخبرها عن كلام طبيب والدها هذا الصباح
تنهدت و قد كسى ملامحها الحزن لتقول : الله يشفيه ورده لنا
هزت أمها رأسها وهي تردد : آمين
رن جرس البيت لتقف مريم قائلة : هذي ماتكون غير شذى هي لي إذا ضغطت على الجرس ماترحمه
ثم توجهت الى الباب لتفتحه بإبتسامة قائلة : اذا صار شي بالجرس انتي بجيبين واحد ثاني
إبتسمت شذى أيضا لترد : ماأظن يصيرله شي عنده مناعة مني
أشارت لها بأن تدخل قائلة : تعالي إدخلي واضح أنه أثير و ملاك مسوين فيك شيء عشان كذا انتي جبتيهم
أنزلت شذى حجابها لتقول بتذمر : شوفي مع كامل إحترامي لك و لصداقتنا بس غلطتوا لمن سميتوها ملاك يا الشيخة المفروض تسمونها شيطان
ضحكت مريم لتقول : يعني أختك ماتسوي شيء
عقدت حاجباها بإنزعاج لترد : لا والله بس أختك هي الرأس المدبر خليني رح أسلم على خالتي وينها
تبغت مريم الى الصالة لتسلم على الخالة أم مريم
فلاطالما كانت لها الام التي فقدتها
ثم توجهوا الى المطبخ لتساعد صديقتها
بعد حكايات صديقتين مر الوقت بسرعة لمتعته
لكن يبدوا أنها لم تطل حين ألقت عليها مريم بسؤال مباشر :لسى بينك شي انت وسامي ؟
تعجبت من سؤالها فهزت رأسها بالرفض لتقول : لا من بعد ذاك اليوم خلاص صرت لا أعرفه ولا يعرفني
رفعت مريم حاجباها بإستغراب قائلة: لسى مادري كيف تضاربتو فجأة كذا حتى رجعتي معصبة
بلعت شذى جرعة المرارة التي إرتشفتها...
سهام مسمومة ترمى على قلبها...
عن مذا تتساءل هذه الغبية...
شعور بالذنب يتولد مجددا...
و عبرات مشبعة بالعتاب تخنقها...
لما تلوم نفسها...!؟
هذا كان خطأه...
عندما طلبت تبرير...
باشر بالإنفجار عليها مما أثار عصبيتها...
لتصطدم بغضبه و تولد حريق...
بقي رماده...
ملامحها هادئة و ثغرها مبتسم بوجع
فزاد نثر العلقم على روحها
حين أضافت مريم : مدري إيش كان عاجبك فيه سامج و عصبي و سخيف
لم تبعث لها جوابا فأخذت تحرك هاتفها الموضوع على سطح المطبخ الذي تستند عليه و تراقب صديقتها المشغولة بتحضير الطعام
لكن لم تتحمل أكثر عندما أكملت مريم القائلة : بس شوفي انتو إثنينكم عصبيين يعني لو إبتعدتوا عن بعض لفترة لين تهدوا بعدين
أوقفها صوت شذى الهامس المخنوق : بس خلاص ماأبغى أسمع شيء و سكري الموضوع ذا
إلتفتت لها مريم لتنصدم من الدمعتان اللتان تتسابقان على وجنتي صديقتها لتضع الملعقة بعجلة و تضم كفيها لكفي شذى فتقول : شذى آسفة مو قصدي
ه‍زت رأسها لتحتضن صديقتها و تلقي بدمعاتها الحارة المنبعثتان من الجمرتان البنية
شدت صديقتها في إحتضانها ملازمة الصمت
.
.
.
أغلقت الباب بعد دخولها الى باحة المنزل الصغيرة
فلمحت أختها الجالسة أرضا و يبدوا أنها شاردة الذهن تقدمت بهدوء لتقول : سلام أمولة
رفعت الاخرى رأسها لتقول بجدية : هديل اخوك ذاك وراه شيء
تنهدت هديل لتقول بإستغراب : ليش ؟
وقفت أمل و هي ترفع كتفاها بحيرة لترد : جا أخذ شي ووجه مقلوب كلمته و مطنشني ، بس و الله فيه شيء
دخلت هديل البيت و هي تقول : الله يستر بس ، إلا أمل تدرين ابغى ارتب المطبخ صاير حوسة
تبعتها أمل تقول بملل : اوه يعني تنظيف عميق ، مم ممكن إعفاء عن الخدمة
جرتها هديل ضاحكة : تجين غصب , أصلا مو اللحين شوفي الساعة كم ممكن بكرة
إبتسمت أمل بفرح لتتبعها
.
.
.



هبت رياح باردة لتصفع ذلك الواقف يحدق بالعمارة أمامه
لن يتردد...
هنا يسكن ذلك المجرم الذي لايزال يتجول فوق هذا الكوكب بحرية...
و أنشأ عائلة و حياة مستقرة غير آبه بتدميره لحياة آخرين..
ألقى بخطواته الى الطابق الثاني من هذه العمارة
هل غير البيت ..
او هذا هو نفس موقع جربمته...
هل نفس الأرض التي إحتضنت دماء أباه ، ستغتسل بدم هذا القاتل...
زادت سرعة انفاسه بحقد
ليرن الجرس و هو يحاول أن يتحكم بملامحه التي تفضحه
.
.
اما بالداخل جالسة تتابع برنامج تافه مع أختها المستمتعة لتسمع رنين جرس الباب فتقول : اوه أثير روحي أفتحي الباب
تجاهلتها أختها
لتنهض بضجر و تأخذ حجابها فتفتح الباب لتقول حين رأت بأنه شاب غريب : نعم ؟
لم يتمكن من منع نظرة الحقد من التسرب من عينه ليقول بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية لكن فشل : حيدر هنا !؟
رفعت حاجبها بإستياء لتقول : كنت تلعبوا فالشارع مع بعض عشان تناديه بأسمه
تجاهلها ليعيد سؤاله بحاولة صبر
همت بالرد لكن قاطعهم الصوت الآتي من خلفه : اوه حسام هنا ماتوقعاتك تجي بذي السرعة
إلتفت بإستغراب ليصفع مرة أخرى لكن هذه المرة من رأيت ذلك الشخص الواقف و إبتسامة مستفزة تعتليه
فقال بصدمة : أنتَ !!

|§ إنـــ دمتم بود تــهـــى §|


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-19, 10:08 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



|§ الـبـارت الـخـامـس عـشـر §|

رفع الستار الاحمر...
و علا تصفيق الجمهور مرحبا بذلك الذي يتوسط المنصة المقسومة للون الابيض من اليمين و الاسود من اليسار ...
راح يقفز من اليمين الى اليسار...
يسكن باللون الابيض لكن عيناه يراقبا الجهة السوداء بشوق..
صرخ بجنون ليرمي بنفسه للسواد فيراقب الجهة البيضاء بشوق...
راح يركض بهستيريا يغير ملابسه من الاسود للأبيض...
يبتسم لتلك الواقفة بحنين و هو يلكمها بكره..
يلتفت للجهة الاخرى فيصرخ بقسوة على تلك الجالسة و هو يغرقها بنظرات حب...
جن جنونه...!
حين راح يحضن صاحبة العيون الخضراء فإنكسرت أضلعه من قساوة الحجر...
فقد عقله...!
و هو يشير لصورة الشارع الذي إحتضن شظايا قلبه المكسورة و شرب من دموعه الممزوجة بإبتسامته الذابلة...
صرخ بهيستيريا...!
حين رأى صاحبة النظرات المزيفة تمد له يدها بلطف خبيث يتسلل للذاكرة فيقلب أرضها الموجوعة..
إنهار أرضا...!
و هو يراها تفتح له حضنها و تدعوه لإستنشاق رائحتها السامة التي تقضي على عقله...
لكن وقف ثانية و هو يأخذ خنجرا يرسم به إبتسامته التي تنزف بالاوجاع...
فتاة شرسة غاضبة وجهت مغناطيسها نحو قلبه ليقفز لها...
ظهرت الفتاة و هي تأخذ ببسلم و تدهن قلبه و تضمد جروحه بنظرات حب تأسره...
بادلها النظرات بنفس الإبتسامة و بنى حصونا حولها لتحميها...
تقدما الحبيبان ليرقصا على أنغام الحب...
لكن سقطوا أرضا..
الاغنية تنتهي فيتوقف الرقص...
و أستبدلت بسيمفونية صراخ و تجريح...
هدمت الحصون ، و إنتهت صلاحية البلسم فتعفنت الجروح وزادت...
تمسك بالجدار كي لا ينهار ثانية...
مرتجيا منه السند
ظهرت فتاة رأى فيها عينا تلك القاسية لكن نسخة مظلومة..
جلسا مع بعض فوق موقد الظلم و الحزن...
حرارة عالية بدأت بالانخفاض حين تشابك كفيهما و نظرات أخوة أمطرت على المكان...
إبتعد حين ظهر شبح الباردة يلاحقه...
راح يتعارك معه بجنون فيفلت بكل مرة بين يديه
صرخ و تخبط أرضا بألم و أمطرت علقما و مرارة ألم على روحه...
أغلق الستار...
ليندهش الجمهور الهاتف " مسرحية موجعة لكن رائعة "
" ممثل مبدع"
دلف المقدم ليعلن " نتمنى أن تكون مسرحية التناقض قد نالت إعجابكم "
خرج الجميع مستمتعين بالعرض الذي قدم من الممثل الرائع
فوقف أمام البطل المتناقض رجل غامض يراقبه وهو يحاول أن يحافض على وقوفه و توازنه ليعطيه العنوان و يختفي ، ركض الممثل نحو الموقع فقد كان يضنه مكان ليرفه عن نفسه او يلتقي بالام التي يفتقدها التي إختفت قبل سنين..
لكن دهش من الغابة المدمرة و إلتقط كتاب المسرحية الذي ألقي عليه فتح أول صفحة كتب فيها
[ مرحبا بك في غابة الاحزان و الخوف و الحقد و الالم , تجاوز العقبات لتصل الى السعادة ]
قلب الصفحة فلفتته الملاحظة المكتوبة [ إختر الرمادي فهو الحل للتناقض بين الابيض و الأسود ]

كان بطلنا الذي يؤدي دوره على مسرح الحياة بإتقان
يجلس في أحد المطاعم مع صديقه الذي يحكي له بحماس عن مافوته سامي من مباراة ليرد بإنزعاج : طيب ليش تحمسني و فالاخير خسروا
وضع طارق قطعة اللحم في فمه ليقول : مو مشكلتي أنت قلت إيش سوو فيها و أنا ماأحب إختصر
مر وجه تلك الثرثارة التي لا تعرف للإختصار طريق

لكن قطع عليه أفكاره التي بدأت التجول بين متاهات الماضي تلك الواقفة بملامحها الهادئة الطفولية و شعرها المرفوع ذيل حصان و تقول بإرتباك : أأ سوري ممكن تـساعدوني أنا مع أختي صغيرة و السيارة مدري ايش بها
وقف طارق بإبتسامة ليقاطعها : طيب وينها أنا عملت ميكانيكي من قبل و أعرف
رفع سامي حاجبه مستغربا من كذبات صديقه التي بدا بركلها ليقف معه متوجهين الى موقف السيارات للمركز التجاري و راح يراقب صديقه الذي يحاول فهم ما مشكلة السيارة ليقول بتهكم : من متى تعرف للسيارات أبعد لا تجيب العيد فسيارة البنت
ضحكت البنت بهدوء لتقول بمرح خجول : عادي أروح مشي
فرفع طارق رأسه متفاجأ : لا مستحيل تصير ذي حنا هنا نوصلك مو مشكلة
أشار له سامي بأن يكمل عمله بإستخفاف و هو يستند على سيارته ليعقد حاجبها و يتوجه لها متفحصا و بعد مرور بضع دقائق ضحك بتهكم ليقول : هادي صارلك ساعة تحاول تفهم واضحة بنشر الكفر
ثم إلتفت للبنت بتساؤل ليقول : عندك كفر إحتياط
ظهر الإندهاش على ملامح البنت التي تغطي فمها الصغير بيداها البيضاويتان بصدمة : آه نسيته اف إيش أسوي الحين !؟
رفع طارق رأسه بإبتسامة : نوصلك لبيتك و بكرة شوفي أحد يجي يشيل السيارة
هزت رأسها بالرفض القاطع لتقول بصوتها الرقيق: مجنونة أركب مع ناس ماأعرفهم
تقدم طارق بتعجب ليقول : ليش إحنا ناس ماتعرفينهم
رفعت حاجبها بإستنكار لما قاله متعجبة هل تعرفهم ؟
قطع سامي عليهم ليقول : أتصلي بالسطحة تشيلها أحسن
هزت رأسها بإبتسامة لتقول بهمس : اوه نسيت
أخرجت هاتفها لتتصل
مرت نصف ساعة الا و شاحنتهم متقدمة لترفع السيارة التي تركبها البنت و أختها صاحبة الخمس السنين
بعد أن شهد الصديقان ذهابها توجهوا هم أيضا للسيارة يقول سامي : أنت كم بنت تعرفهم بالله عليك جاوب الصراحة لازم كل مانطلع تتعرف على وحدة
رفع طارق كتفه بجهل ليقول : مدري نسيت
هز سامي رأسه مأيدا وهو يشغل السيارة : ماحد يلومك مرة حاولت أحسبهم ضيعت
إلتفت له طارق بتجب : و انت ليش تحسبهم
ضحك سامي ليرد : كنت فاضي و مثل ماتدري صديقك مايقدر يقعد من دون مايعرف فتتبعتك و حاولت أحسبهم بس و الله مشكلة ضيعت حسيت دروس الرياضيات كلها مالها فايدة
رمقه طارق بنظرة تتنصحه بأن يتخلى عن فضوله
فيلتقطها سامي معناها و يطلق ضحكة
.
.
.
غرفة كبيرة بناتية طغت عليها ضحكات صديقتان
حين علقت صاحبة العينان الخضروتان اللتان تتدفقا حب لصديقتها التي تشاركها الاريكة على أحد مشاهد الفلم الذي يتابعانه بتهكم
تجمعهم صداقة جعلت منهما نسختان فكريتان..
تشتركان في ذوق الأكلات...
و في الملابس...
الالوان..
حتى البرامج و الافلام...
قد صدأت يداهما الملتحمتان مع بعض...
فمنذ سن العاشرة لم تجد من يفكها...
و نظرات المساندة قد عاشت في عيناهما و لم تجد من يفتح لها طريق الخروج...
ضحكات بسيطة و بريئة تملأ المكان الذي يجمعهما...
تجلسا لساعات تثرثرا ضنا أنه لم يمر سوى دقائق...
يتوقف الزمن حين تبدأ كل واحدة بسرد مغامراتها للأخرى...
و تضحك الشمس حين مراقباتها لمزحاتهم و مقالبهم..
فتبكي متمنية لو تنزل للتلك الغرفة فتشاركهما اللحظات التي تنقش على حجر الذاكرة..
ربما تبتسم حين تذكرها..
او تذرف دموع حنين و شوق حين تزورها بقسوة كل ليلة..
ثم يأتي القمر فينطفأ نوره خجلا من مساندتهما لبعضهما..
حين يطرأ تغير بسيط في ملامح واحدة تقفز الأخرى مستفسرة بقلق..
حين تمر إحداهما بمشكله ترمي الاخرى بنفسها مضحية لحماية صديقتها...
تغيب الاولى لساعة فتبادرة الثانية بالاتصال قلقة..
تظهر دموع تحجرت في العيون تمسحها الصديقة قبل نزولها و هي تهمس..
"أنا معك "
إقتضب القمر حزينا و خجلا من علاقته مع الشمس
التي جعلتهما لا يلتقيا
إبتسمت الاخرى لتقول : إليزا يا حلوة لا تعلقين خليني أبكي حلمي اتأثر زي الناس
ضحكت إليزا التي تقول و هي تضع الفشار في فمها : سيلا بالله عليك كذا الناس يبكون شوفي كأنها تضحك و المشكلة حبيبها لي مدري من وين طلع يشوفه راح يقتلها و هو يتفرج و يتذكر لحظاتهم مع بعض عباطة و الله
ضحكت صديقتها لتقول. : و انت ماتبطلين ذا الدلع وش سيلا ذا
قرصت إليزا خدها بعناد لتقول : إعتدت أناديك سيلا يا سيلا البكاية
إلتفتت لها سيلا بتعجب لتقول : أنا بكاية !
هزت رأسها بتأكيد و هي مندمجة مع اللحظة
لكن أطلقت صرخة مستنكرة : لا يعني اللحين وقت اعلاناتهم البايخة
ثم إلتفتت لسيلا فتضيف بملامح باكية مصطنعة : سيلا أنا صديقتك و الله حرام عليك ليش حاطة ذا الفلم كله نكد
هزت رأسها بتأكيد لتقول : جد مدري ايش كان مودي لما إخترته
إبتسمت إليزا حين لاحظت تلك الاسوارة الوردية المصنوعة من الخيوط حول معصم صديقتها لتقول : ما تنزعينها فالبيت حسبت بس أنا لي قاعدة بها أربعة و عشرين ساعة
تعجبت سيلا لتقول : حسبتيني خاينة ، نسيتي إيش قلنا لما صنعناهم
إحتضنت إليزا كف صديقتها داخل كفها بإبتسامة : مارح ننتركها حتى آخر يوم فحياتنا ، عشان إذا إبتعدنا نتذكر بعضنا
ثم أضافت و هي تتوجه الى المكتب الابيض قائلة : يلا حبيبتي سيلا خلنا نسحب على فلمك البايخ و فهميني درس ما فهمته أنتي ماشاء الله عليك تدرسي فالجامعة و دافورة كمان
جلست سيلا. بجانبها لتقول : عطيني أشوف
ثم أضافت بعد أن تذكرت الدرس : من جدك هذا أسهل درس ،شوفي...
و أكملتا جلستهما التي تحتضن مشاعر صداقة قد أغرقت المكان الا أن إتصلت أم إليزا طالبة من إبنتها النزول فهي تنتظرها بالاسفل لتصطحبها الى البيت و تضع رأسها على وسادتها و إبتسامة قد رسمت على ثغرها
.
.
.
الهدوء طاغ على المكان
حاجباها معقودتان بتعجب
و الاخر عيناه جاحظتان بصدمة من الشخص الواقف أمامه و إبتسامة سخرية تعتليه و هو يقول : جيت تفجر المكان ولا..
ثم أردف و هو يشير للمسدس الذي يحاول حسام إخفاءه : تستعمل ذا
زادت أنفاس حسام ليمسكه من ياقة ثوبه و يقول بهمس حاقد : إيش تسوي هنا !
حاول الآخر تحرير نفسه ليقول : لا حبيبي هذا خطر على الاطفال ، لازم نتصل على عمك الشرطي
عض حسام شفته بقهر ليلكمه في بطنه و يطير الهاتف ليستقر أرضا بعد أن ألقى به صاحبه الذي يتألم ثم أكمل بحقد : مارح أحاول أعرف إيش تسوي هنا ولا حتى الصلة لي تربطك بالمجرم ذاك بس برجع و مو آخر مرة أجي فيها هنا
قاطع عليهم صوت تلك الواقفة بصدمة قائلة : هيه هيه تبغوا تضاربوا إنقلعوا لأي مكان و فجروا بعض لا تورطوني معاكم و لاتدرون أنا لي بتصل بالشرطة و حلوا مشاكلكم هناك
ثم أشارت لذلك الواقف : و انت كمان معاه و رح اقول لبابا
إلتقطت هاتفها بعصبية و راحت تبعثر الارقام على رقم الشرطة و هي تلقي ببوابل شتائم هامسة
لكن شل حركتها المسدس الذي إلتصقت فوهته برأسها ليقول حسام : حطي الجوال و أدخلي ماسمعتي شيء ولا شفتي شيء
تقدم ذلك الذي يحاول التقاط لانفاسه ليدفعه بقوة على باب الشقة المقابلة و يهجم على وجهه بلكمات متتتالية
و ما كانت الا ثواني و أنقلب المكان لحلبة مصارعة
و تلك الواقفة برعب صارخة : فارس وقفوا
تراقب بهلع لا يمكنها التقرب لهم و الا ستمزق من وحشية الشجار
.
.
.
في الشقة المقابلة
واقفة برعب خلف و هي تتسمع لشجارهم و عيناها قد إمتلأت بدموع خوف
إعتادت على بيتها الهادئ...
ضجيجه الوحيد هو أفكارها و شوقها لامها...
قبضت على يدهاا لتحاول منع إرتجافها
أخذت تفسا عميقا بعد أن مسحت الدموع المتحجرت
و فتحت الباب لتصرخ : إيش فيه !
إلتفتوا لها الإثنان بصدمة ليسرع حسام و يلتقط مسدسه ليرمي بخطواته المستعجلة الى الخارج
إنعقدت حاجباها لتقول بعصبية : اوف إزعاج تبغوا تضاربوا أنقلعوا لبرى
ضربت الباب بقوة كمحاولة لتفريغ توترها و غضبها
إبتسمت حين رأت هاتفها يرن على رقم أختها لترد بإبتسامة : هلا بأم شعر وردي
أتاها صوت رودينا التي تقول بإبتسامة : لتين إشتقتلك تعالي انقذيتي البيت صاير طفش و ملل و زهق
ضحكت لتين لترد بنفس الإبتسامة: اكيد لاني مو فيه ،تدرين فيه وحدة جارتي تنرفز و الله مزعجين
ثم أكملت بهمس : أوف البارحة تضارب مع بزران و اليوم مدري إيش كمان بس الهرجة فيها مسدس و مضاربة
ظهر الانزعاج على ملامحها حين سمعت صرخة أختها : لا إحلفي، واه حماس ياليتني كنت معاك
ردت لتين بهدوء خائف : من جدك وين الحماس فالموضوع كنت بموت من الرعب
ضحكة متعجبة أطلقتها حين سمعت أختها تقول : يعني شسمه أكشن و كذا أحسن من الطفش لي أنا عايشة فيه ، تدرين بقول لماما إذا بجي عندك أقعد كم يوم
إختفت إبتسامة لتين لتقول : يعني أبوك بيقبل
تنهدت رودينا لترد : بحاول أقنعه ولا بأقوله رايحة عند صديقتي
إبتسامة تهكم رسمت على ثغر لتين لترد : ليش تكذبين رايحة عند أختك شيء عادي ، شوفي إنتي أسألي مامتك بعدين أنا بتكلم مع أبوكِ
شهقة مندهشة اطلقتها رودينا و تالاها قولها : من جدك ، و إذا عصب عليك
جلست على سريرها الابيض لترد: يعني أول مرة عادي خله يعصب
حاولت رودينا تغيير الموضوع قائلة : كيف الجامعة
إبتسمت لتين قائلة : تمام و أنت كيف المدرسة
و أكملوا حديث أختين تحاولا ملأ فراغ إفتراقهما عن بعض
.
.
.
تطل شمس جديدة لتعلن أن الحياة لازالت مستمرة
فأرسلت جنود أشعتها لتوقظ النائمين
و تبعث برسالة للمستيقظين أن النهار قد حل
و كانت الرسالة لزهرة الياسمين الابيض التي لازالت جالسة على سريرها و تبعث بإتصالات دون توقف لرثم أخيها المغلق ملامح القلق قد إعتلتها
و شعور بأن تخرج مصرخة بإسمه لتبحث عنه قد طغى على روحها...
دموع تجمعت في محاجرها...
رجفت جسمها أبت أن تهدأ...
ستجن إن أصابه مكروه..
لا تريد أن تفقد أحدا آخر...
جفافها بعد فراق أمها الموجع لروحها سيزيد...
و ستسقط البتلة الثالثة منها...
تلك الصغيرة التي كانت تتمتع بأربع بتلات..
ستبقى بواحدة ، هي النائمة أمامها...
وقفت فجأة..
لمذا تفكر بسوداوية..
يجب أن تجر للمحكمة..
و يداها مكبلتان..
الناس يراقبون...
و القاضي يحاسب...
لما ترفض الماء الذي يسقيها...
يحافظ على تفتحها...
لن تخاف إن صرخ عليها القاضي...
يجب أن تعاقب خلف تلك القضبان الحديدية و يسلب منها كل الماء و تزرع في عقلها شريحة التشاؤم لتذوق مرارته...
الماء هو التفاؤل...
الامل..
ستصور الصحافة و ينشر الخبر في الصحف..
"محاكمة المجرمة بنفسها "
لاتريد أن تضعف و تقع في فخ التشاؤم الذي يضحك بشر...
ذهبت لتتوضأ و تأدي صلاة الصبح ..
حين يتقرب العبد من ربه..
و يتحصن بقوة الايمان...
أكملت صلاتها لتقرأ عدة صفحات من كتاب الرب الذي يغسل القلب و يطهر الذنوب...
أغلقت القرآن لتضعه أمامعا فوق الطاولة..
إلتفتت لصوت أختها التي تقول : صباح الخير هدول
إبتسمت لتتقدم لها و تمسح على شعرها الاسود و تقول بحنان : صباح النور ياحلوة يلا قومي
ثم خرجت من الغرفة لتنصدم من ذلك الذي دخل للتو ..
مسكته من معصمه بهلع لتقول : حسام وين كنت !؟ و ليش وجهك كذا !؟ مع منو تضاربت !؟
تنهد ليقول : كنت برى و تضاربت مع واحد إبن كلب
سحبته بنفس الخوف الأخوي لتنادي أختها طالبة علبة الإسعافات الاولية
فتباشر بتنظيف الجروح و تقول بعتب : يلا يا حسام لا عاد تطول كذا ليل كله و أنا أتصل عليك كنت بجن
و لا تضارب كمان كذا تخيل لو صار فيك شيء
إبتسم بتعب ليقول : ليش مكبرتها كلها كم جرح
رمقته بنظرة قوية لترد : ايه اليوم كم جرح و بكرة كسور و لي بعده الله يستر
أكملت تضميدها للجروح
و هو يراقبها بصمت
لم يرى مثل حنان أخته...
رغم أنه دائما ما يورط في مشاكل...
تذكر ما قاله آخر مرة لها...
لم يقصد جرحها..
لكن..
أطلق تنهيدة حقا لا مبرر له ثم قال : آسف
توقفت عن الحركة إلتقطت مقصده لتقول بهمس : قفل الموضوع
تبعثرت ملامحه للتساؤل ليقول : لساتك زعلانه
إلتقطت الضمادة لتضعها و تجيب بهدوء : لا أبدا تدري مرة كان عادي كلامك لدرجة أني مت من الفرحة و الليلة بأسوي حفلة
إلتقط تهكمها ليقول : طيب آسف مكان قصدي
رفعت رأسها برفعة حاجب : بالله إيش كان قصدك !؟
أجابها بهدوء : يعني خرجت من دون ماأحس
وضعت مابيدها لتقول بعتب : آه علم نفسك تسألك قبل ما ترمي كلام يعني أدبها شوي قولها الاستأذان واجب
رمش بضع مرات ليقول بعد ان اطلق ضحكة خفيفة متعجبة من أسلوبها
رفعت حاجبها قائلة : مافي شي يضحك أنا أتكلم جد
إبتسم ليقول : طيب خلاص بأدخلها دورات عشان تتعلم
هزت رأسها لتشتت نظرها في الغرفة : لا تتمسخر
مسك يدها ليقول برجاء : خلاص هديل و الله آسف
إلتفتت له بهدوء : وعد أنك مارح تقول كلام سخيف مرة ثانية
حك رقبته ليقول بإبتسامة : ماأقدر أوعدك
رفعت حاجباها بتعجب
ليرد : اوف كذا يخرج الكلام وحده من ذون ما أحس
عقدت يداها أمام صدرها لتقول : هيه قول لنفسك ذي مارح ندخلها دورات و نخسر فلوس عالفاضي
أطلق ضحكة من أسلوبها ، حقا غريبة ليقول : طيب بس إحنا ما ندفع بفلوس
أتاهم صوت تلك الواقفة لتقول : تدري صح سؤال حلو إيش يدفعون ، أمم يمكن بالدم
إلتفتت لها هديل بإبتسامة : أمول بلا عباطة كيف يدفعون بالدم يعني الإنسان لي عطا دمه كيف يعيش
جلست أمل بجوارها لتقول : لا موكثير يعني زي لما ننجرح و يسيل دم
ناظرهم حسام بتعجب ليقول : من وين طلعتوا بدي الهرجة أمل شكلك تأثرتي بأفلامك الخيالية و نقلتي العدوة لهديل
ضحكت أمل لتقول : صح هديل ليش لما تعصبين تطلعين كلام خارق لطبيعة يعني بإختصار عبيط
إبتسمت هديل لتقف قائلة : تعالوا بجهز الفطور
وصلها صوت حسام القائل : طيب خلاص ؟
ردت عليها و هي ذاهبة : خلاص سامحتك بس لا تعيدها تعالوا
فتبعوها ليتناولوا فطورهم
.
.
.
في مكان آخر بالجامعة
تجلس مع صديقتها و قد رسمت إبتسامة على ثغرها
من قصة لين
لكن أوقفوا الكلام حين أتاهم صوت تلك الواقفة أمامهم : هاي ياحلوات
ظهرت ملامح البكاء المصطنع على وجه لين التي تقول : يا صباح خير قولوا إيش تبغوا بعدين لو سمحتوا طيروا
ظهرت علامة التعجب على وجه شذى التي قالت : سوري مانقدر نطير لأنه ببساطة ماعندنا أجنحة شكلك مضيعة
إلتفتت لها لتين لترد لكن أطلقت ضحكة منصدمة : أنتِ !
ظهرت الصدمة على وجه الاهرى لتقول بضحكة : ويش ذي الصدفة الحلوة أخس و طلعتي جارتي لي ما تتحمل أي صوت
تحولت ملامح لتين للقرف لتقول : مو أنا لي ما أتحمل أي صوت انتم لي الازعاج عندكم اوفر
قاطعتهم خلود التي تقول بتعجب : تعرفوا بعض
أشاحت لتين بوجهها لكن لم يطل إلا و إلتفتت بصدمة لتلك التي تقول بإبتسامة : لا يعني تسكنين في الطابق لي تحتنا
إعتلاها الإنزعاج لتقول : وجع خلصوا الشقق عشان طحت فذي العمارة البايخة
إبتسمت لين لتقول و هي تربت على كتف لتين : لا تخافي أتصلي علي بس و أجي أساعدك
ضحكت لترد : أبشري من عيوني
ضحكت شذى لتقول : هههه بلا هياط كيف تجيبنها من عيونك
ضحكوا من معها
لترد لتين : يا ناس متى توقفوا سماجة بليز قولوا بس مرة شي يضحك أرحموا البشرية
إبتسمت غادة لتقول : بس ليش ساكنة بشقة وحدك
إختفت إبتسامة لتين و تحولت ملامحها للضيق لتقول : يعني البيت بعيد شوي عن الجامعة هنا أقرب
عقدت حاجبا لين : ايش بك ليش وجهك إنقلب
بلعت مرارة ريقها لتقول بوجع و إبتسامة تنزف علقما : يعني مو متعودة أبعد عن أبوي و أخواني و خالتي , صعب أني أبعد عن أبوي خاصة أني مرة قريبة له
حاولت الحفاظ على إبتسامتها المزيفة...
لمذا تحب تعذيب نفسها...
لما تظغط على الجرح..
هل لتحاول أن تعيش في حلم تستيقظ منه فور إنتهاء جملتها المشبعة بالاكاذيب...
إلتفتت لتلك الواقفات مغيرة للموضوع : و أنتوا لساتكم هنا تدرون إحنا لي بنروح مو كل الناس فاضية زيكم
وقفت هي و صديقاتها ليتوجهوا لطاولة أخرى في الكفتريا
في حين توجهت الأخريات للجالسين في الطاولة المجاورة
شدت شذى على قبضتها لا تريد أن تقابله مرة أخرى..
فيرمي عليها بأسهم مشبعة بسم التأنيب..
ناظرت ساعتها لتقول : بنات خلنا نقعد هنا أبغى أشرب كوفي
جلسوا للتوجه و تشتري قهوة
.
.
.
في نفس المكان و بالطاولة المجاورة
يجلس بهدوء و عيناه تراقبا تلك الجالسة بهجوميتها المعتادة رغم حركتها المتربكة
إبتسم بتهكم حين إلتقط معنى إلحاحها على الجلوس..
هل تتهرب..!
أو تحاول وضع تلك الذكريات داخل ثلاجة لتستعيد جمودها..
إنتشله من توقعاته صوت صديقه القائل : أوه غريبة أول مرة ماتمرون تسلمون علينا
إبتسم بتهكم ليضيف بنبرة مقصودة : يمكن صديقتهم الجديدة ما عجبناها و منعتهم
إلتفت له مازن ليقول : أي جديدة كانت هنا...
قاطعه قائلا بتذكر : آه سوري نسيت أنها كانت تدرس هنا الحمد الله أنك ذكرتني
ضحك فهد الذي يقول : لازم لك تعالج شكله بداك الزهايمر
زادت إبتسامته المتهكمة ليقول : صح لازم أشوفلي طبيب ، اوه تصدق زمان قالتلي. وحدة أنا لما كانت صغيرة تبغى تصير طبيبة أعصاب و مخ و كذا بس بعدين سحبت على هذا الحلم و أختارت شي ثاني
ناظره مازن بتملل ليقول : طيب إيش دخلي بحلم البنت
ضحكة خفيفة أطلقها
أما في الطاولة المجاورة كان يصل كلامه
و هي كانت تزيد في شد قبضت يدها...
مذا يريد الآن..
مافائدة كلامه هذا...
لما لايساعدها في نسيان ذلك الصندوق مدفن...
إنعقدت حاجبها...
لاتدري من أي تعب...
هل من ذلك الذي يلقي بخناجر خفية...
او الكلام و الحادثة الغريبة التي مرت عليها البارحة...
او من سكوتها هذا...
لا الأخيرة ستتخلص منها الآن حين إلتفتت له و عيناها تغليان بغضب رغم نبرتها الهادئة لتقول : و أنت إيش دخلك بحلم البنت يمكن هيا اللحين مو بس سحبت على حلمها هي نفسها تسحب على الدنيا كلها و تنساها نفسها تروح و ترمي صندوق سخيف فالبحر عشان مايرجعه مرة تانية ههه لاتحسب أنها ميتة على ذاك الصندوق الغبي لا ماتبغاه يرجع عشان ماترتكب جريمة فلي رجعه
تأمل عيناها الغاضبتان...
كما إعتادهما...
تمعن كلماتها التي ترمى كالرصاص من شفتيها اللتان ترجفا بغضب...
كما إعتدهما...
فهم ماتقصده بالصندوق...
هو ذلك الذي كانا ينعتاه بصندوق ذكرياتهما...

لما تقول أنه من يرجعه...
بل هي التي أرجعته حين ظهرت دون إنذار...
بلامبالاة...
ببرود...
و فتحته و راحت تعرض كل ذكرى لوحدها و تسطر شروحات للمواقف التي صارت...
رفع حاجبه محافظا على إبتسامته المتهكمة : طيب ليش ماتسحب على كل ناس بيكون أحسن بس هي ليصارت تظهر فجأة و جابت معها ذاك الصندوق الفاضي بس لما فتحته ملقيت فيه شيء حرام يمكن لما ترمى إختفى كل لي فيه
تأملت إبتسامته المتهكمة...
التي تعرفها...
هي تلك المزيفة التي تميزها عن الحقيقية....
تمعنت كلماته التي ترمى بعشوائية مجرحة...
هل حقا نسى كل شيء...
او مجرد ممثل كما إعتادت عليه...
الممثل البارع الذي يتقن الادوار...
الكاذب..
إنعقدت حاجبها و زادت لمعت عيناها البنية فالغضب قد إستولى عليهما لتقول بنبرة هادئة تخفي العتاب و الحقد و شعور آخر أبى كل المترجمين ترجمته : بس هي لما لقت الصندوق رمته مرة ثانية لأنها تدري أنه محتواه فاضي كل لي فيه كذب ههه كله ماركات مقلدة و هي تحب الأصلي
كاذب...!
يمكن هو الشيء الوحيد الذي أحرزت فيه نقطة لفريقها...
هذه المرة إختارو الهجوم الذكي...
بعد أن فشلت خطة المراوغة ...
إبتسم حقا لا يظهر غضبها إلا بعيناها صاحباتا لمعة فهدوء نبرتها يخفيه
رد بهدوء : ليش معصبة
إنعقدت حاجباها...
هل غضباها واضح لدرجة أن يلتقطه و هو يبعد عنها بمتر...
هزت رأسها بالنفي لتقول : مو معصبة و من إيش أعصب أنا أحكيلك قصة و أنت تحكي قصة
إبتسم ليقول بهدوء: يمكن نبرتك ماتبين بس فيه شيء ثاني يفضحك مثل ما أنا أغرفه أنت أكيد تعرفينه
أزاحت بوجهها عنه ناحية صديقاتها..
تدري ما يقصده...
عيناها الغبيتان تفضحا كل شيء...
هو أول من أعطاها هذه المعلومة..
أمالت شفتها بغضب لتهمس : غبي
وصله صوته ابذي يقول : ليش غبي يعني تنكربن ؟!
إلتفتت له مريم لتقول بحسم : خلاص
وصلها همس شذى الذي يقول : بدري
رفعت كتفاها لترد : أنا قاعدة أحاول أفك الطلاسم لي تقولونها عشان أفهم
ضحكت خلود لتقول : طيب فهميننا
إلتفتت لها شذى بضجر لتقول : اوه ، كنا نستهبل و بس
إبتسمت خلود متفهمة رغم أنها تدري أنا صديقتها تتهرب
أما هو فأبعد عيناه عنها لصاحبه الذي يقول : هيه سام مو ذيك البنت المضيعة
إلتفت لها لتنعقد حاجباه مستغربا من مجئء تلك الواقفة بإرتباك ليقول : بروح أشوف
توجه لها كانت واقفة بإرتباك مظهرها يوحي بالاناقة البسيطة
شعرها الاسود ذو الخصلات شقراء الذي ينسدل على كتفيها بتموجاته المتميزة إبتسم ليقول : سلام
رفعت عيناها العسليتين بهدوء لتقول : اوه انت !
هز رأسه ليقول بإستغراب : أمم شكلك تدرسين هنا
هزت رأسها و هي تلعب بالاسوارتين الورديتين على معصمها قائلة : أيوة اليوم اول يوم لي
هز رأسه ليقول : أي سنة
رفعت معصمها لتلقي نظرة على ساعتها الفضية ذات الجواهر الوردية و ترد : أولى ، و أنت
وضع يده بجيبه ليرد بهدوء : ثالث
إبتسمت بنعومة لتقول : ماتعرفنا أنا أسيل
إبتسم هو الآخر ليقول : و انا سامي
هزت رأسها لتقول : تشرفنا
ثم أضافت و هي تلتفت حولها : طيب اللحين إيش أسوي
أشار برأسه قائلا : تعالي عالادارة و هم بيساعدونك
هزت رأسها و هي تشد على محفضتها الوردية لتقول بهمس : شكرا
تبعته إلى الإدارة
.
.
.


أما في أحد قاعات الجامعة
لقد باتت عيناها لوحدها تتابع ششفاه الدكتورة التي تتحرك
ضحكت على أفكارها الغبية...
هل إذا كلمت أباها سيسمع لها...
تحاول الظهور بمظهر القوية...
لكنها لا تتقن الدور تحترق كلماتها قبل أن تخرج...
فالحريق الذي أصابها...
هو ذلك الذي تكبت دخانه بداخلها...
قد كانت حروفها هي الضحية...
تحتاج لأب حقيقي...
تستند عليه...
تروي له قصصها..
تسكن بين أضلعه و تتخد من صدره درعا لها...
تتمنى تلك الجلسة التي تجمعها مع أمها التي توبخها بعتب أمومي...
و أبيها الذي يضحك و يدافع عنها...
تتمنى أب تريه نتائجها فيحتضنها فرحا..
ليس ذلك الذي ألقى عليها نظرات لامبالية ليرمي بورقة نتائجها فوق مكتبه بإهمال...
وينثر سما على كلماته التي تبين مدى عدم إهتمامه...
ما شأني هي الكلمة الصغيرة التي دفعت كرصاصة أصابت قلبها...
مزقت أحشاءها و حقنت عيناها بدموع ألم...
فتلقي عليه تلك الواقفة بنظرة معاتبة و تشجعها بنبرة مشفقة تكرهها....
كيف لذاركرتها أن تتسى هذا اليوم...
اليوم الذي أغرقت غرفتها بالدموع...
يوم أقفلت على نفسها الباب مرتجية أن يأتي و يسأل عنها...
جاء الجميع محاولين بأن تفتح الباب..
لكن لاجدوى...
أشياء جميلة كانت تتمناها...
أن يأتي لها أبوها و يأمرها بنبرة غاضبة أن وفتح الباب...
تاك النبرة الغاضبة على حبسها لنفسها...
النبرة الغاضبة على إنتناعها الاكل...
تشعر بعطش لتلك النبرة..
ثم يكسر الباب خوفا عليها ..
و يحتضنها معاتبا..
و يعاقبها بمنع مصروفها..
أو بخرجة كانت ستخرجها مع صديقاتها...
يومان مرت و كالعادة تطارد سراب أحلامها في تلك الغرفة تأكل من المأكولات التي كانت تخزنها أحيانا ..
يأست لتفتح الباب مطأطأة الرأس...
مكسورة القلب...
و دمعة إحباط انزلقت على وجنتاها المحمرة...
ليقابلها ببرود سائلا أين كانت...
تتذكر حين رفعت عيناها بلهفة حين سمعت صوته يناديها ...
عصفورة لقت من يأتي لها بالماء..
رفرف قلبها الذي حاولت جمع شظاياه...
ليسحب منها الماء و يصاب جناحها فتسقط يائسة
لا تريد منه شيء الآن..
لا تربد لا سؤاله و لا إهتمامه و لا حبه...
مثل مامحاها من قائمة أبنائه ستمحيه...
رغم أن لا أب لها غيره ستستغني عنه...
لكن لتكلمه هذه المرة فقط من شوقها لاختها...
إلتفتت لتلك التي تقول : اوه شوفوا جت وحدة جديدة
إبتسمت بهدوء حين قالت لين : قصدك دلوعة ثانية كنه حنا ناقصين
ردت عليها غادة : غرتي من الدلوعات صح !
رفعت لين حاجباها لتقول بإستخفاف : من ايش أغار من الوردي لي كاسيها من فوق لتحت
ضحكت لتين لتقول : ايش بك على البنت
ثم إلتفتت لها حين قالت برقة : هاي بنات
إبتسمت لتين لترد : أهلين
ثم أضافت بنفس نعومتها : أنا لتين و هذو صديقاتي لين و غادة
إبتسمت أسيل لترد : و أنا أسيل
وضعت غادة القلم الذي بيدها لتقول بإبتسامة : أمم ستايلك مرة عجبني
ضحكت أسيل بإحراج لتقول : ههه تسلمي حبيبتي مرة أحب البينك
تأملتها لين بإبتسامة تهكمية : واضح مشاء الله
زادت إبتسامة أسيل لترد : البينك هو دليل عالانوثة و النعومة و الرقة
ردت عليها لين بنفس النبرة : اشوف بنات كثير بالكلاس عندهم نعومة و رقة عقولتك بس مو مفرغين عليهم بوية وردية
نقلت لتين نظراتها بينهم لتقول بمحاولة تهدئة : عادي يعني فيه ناس كذا و فيه ناس زي أسيل و المهم المضمون مو الشكل
هزت أسيل رأسها بهدوء لتقول : صح ، بس شكل صديقتك ماهي طايقتني
إلتفتت لتين للين بنظرة رجاء لتهدئة الوضع
فتهمس غادة للين : ايش بك على البنت
تنهدت لين بضجر لتقول : يا شيخة ماني طايقتها حاستها غثيثة و منافقة
هزت رأسها غادة بأسى لتقول : لاتحكمي كذا عالبنت
تجاهلتها لين لتلفت الى الدكتورة التي تقول : انتو إذا تبغوا تتعرفوا ترى فيه مطعم أول ماتطلعون من الجامعة تلقوه قدامكم و المرة الجاية بأطردكم ماني فاضية أوقف عشان عشان أحذر حضرتكم
إلتفتت أسيل للين لتقول بهمس : كله منك شوفي من أول يوم زفتني
ناظرتها لين بقرف لتقول : ماحد قالك جاوبيني
عضت لتين شفتها لاقول بهمس غاضب : بس خلاص إذا انتوا عادي تنطردون أنا لا
ثم رفعوا رأسهم بتفاجأ حين قالت الدكتورة : أنتوا الثلاثة اطلعوا
.
.
.
في قاعة أخرى تجلس بملل وهي تقول لصديقتها بصوت عال : ياربي متى يخلص الغثة ذا
إلتفتت لها صديقتها التي تقول : قصري صوتك
إعتدلت شذى في جلستها تقول : بكيفي ماأبغى بالله عليكِ أنت فاهمة شيء من الطلاسم لي يقولها
تنهدت مريم التي تقول بنفس الهمس : اشش الدكتور يناظرك
رفعت شذى عيناها لتقول : نعم
ملامح الجدية طغت على وجه الدكتور الذي يقول : آنسة شذى فالبحث لي عطيته لكم ممكن أفهم ليش كاتبة بالعربي
إبتسمت بغباء لترد : أأ عشان يكون أسهل بالنسبة لي يعني حتى لي مايفهم إنجليزي يقدر يقراه
لم تتغير ملامحه ليرد : و أنا إيش قلت
شتت نظرها بالقاعة لترد : يعني أنت قلت البحث يكون بالإنجلش
ثم أضافة بسرعة : بس والله والله كانت نيتي حسنة يعني عشان أساعد الناس لي زي حالتي وو
لاحظت ملامحه التي بدأت تتحول للغضب
لتردف بإستدراك مرتبك : يعني قصدي
توقفت الكلام حين سمعت صوته الحاد يقول : قصدك أطلعي برى
فتحت فمها لترد
لكن قطعه صوته الذي يقول بنفس الحدة : إيش قلت
زفرت بضجر لتقف و تقول بملل : طيب ممكن صديقتي تجي معايا طفش لما أكون وحدي
إعتلته ملامح الغضب لتقول بإستدراك : طيب خلاص خلاص طالعة
لتخرج و ملامح الضجر تبدوا عليها
.
.
.
في قاعة أخرى يجلس بهدوء و بحاول أن يركز غيما يقوله الدكتور رغم دهنه المشتت ...
قطع عليهم الباب الذي إنفتح و ظهرت فتاة لتقول بهدوء : آسفة شكلي قطعت عليكم بس المدير يبغى سامي سل...
بتر كلامها ليقول بهدوء : جاي
ثم ألقى نظرة إستئذان للدكتور الذي هز رأسه متفهما
ليخرج و الحيرة قد ظهرت مع حاجباه المعقودان
مالذي يريده المدير منه...
وصل الى مكتب المدير ليفتحه بهدوء
فتلين ملامحه بصدمة من تلك الجالسة لتقف و إبتسامة مزيفة قد رفعت وجنتاها...
تأمل عيناها الخضروتان تتميزا ببريق يقال أنه حبها الأمومي المزيف...
وقفت بقامتها الرشيقة ، أنيقة كما إعتادها...
هل تعرف أنها أنانية...!
كزهور الحمراء التي حاولت الاستلاء على فستانها الاسود...
هل تعي أنها قاسية...
كحبات اللؤلؤ المرصعة على طوقها الذي يزين رقبتها...
هل تدري أنها مستهترة...
كهذه النقاط البيضاء التي تنثر بعشوائية فتزين حقيبتها السوداء...
لكن إستهتارها يختلف...
إلتفت للمدير الواقف الذي يقول : بخليكم تتكلموا براحتكم
هزت رأسها بالرفض لتقول بهدوء: لا ماله داعي بنطلع هنا للحديقة و نتكلم ، و مشكور مرة ثانية
إبتسم ليرد : العفو ، و ماسوينا شيء
هزت رأسها لتقول : تعال
أما ذلك الواقف و ملامح الإنزعاج قد بدت عليه فخرج و تبعته بخطى هادئة ليلتفت لها بعد أن طال صمتهم : ليش جاية
إبتسامة يكرهها رسمت على ثغرها : بغيت أشوفك و ما لقيت غير جامعتك
هز رأسه ليقول : أها و أي كذبة رميتيها عالمدير
ظهر الإستغراب على ملامحها
فإلتقطه ليفسر : يعني هنا مو كافيه كل لي يبغى يقابل أحد يجي
تقدموا بخطوات قليلة لترد : كان صديق ليا و قدملي ذي لخدمة
ظهر الإستياء على ملامحه ليقول : طيب خلاص شوفتيني أنا رايح
مسكت بعصمه تمنعه من الذهاب لتقول بهدوء : و أبغى كمان جواب على سؤالي آخر مرة
زفر بضجر ليقول بمحاولة ضبط لأعصابه : و أنا قلتلك ماقابلتها
نبرة شك ظهرت في قولها : أها بس قالولي يوم جيت و أنت رايح تبعتك
إنعقدت حاجباه ليقول بتذكر : صح بس ماتكلمنا كثير كانت تسألني و محبيت أجاوبها
ثم إلتفت لها بزبرة مقصودة : يعني ماحبيت أشوه صورة أمها و تعرف أنها كل لي تسوي كذب و ماتعرف غير التمثيل
ظهر الضجر عليها حين قالت : خلاص طيب أنت ماتنسى
ضحكة سخرية إنطلقت منه حين قال : إيش أنسى ؟
شتت نظرها لتقول : يعني لما حطيتك يمكن يجي أحد يساعدك أكثر مني
إبتسم بنفس السخرية ليقول : أها حطيتك يعني تبغى تخلي الموضوع لطيف
ثم إلتفت لها بعد أن إختفت إبتسامته : قولي رميتك قولي تركتك من دون ما أعرف إذا انت حي و لا ميت شبعان ولا جوعان من دون أهتم إيش صار عليك قولي أن الحيوان لي مايرمي أطفاله أفضل مني
قولي
قاطعته لتقول بحدة : سامي إنتبه لكلامك
إلتفت لها بنفس الحدة ليقول : قلت شيء غلط
بعثرت نظرها بالحديقة لتقول : بس أنا اللحين أبغاك انت لي ماتبغى تجي
ضحك بهدوء ليقول : ههه بدري مرة بدري
ثم لمح مجموعة واقفة ليقول : قروبي هناك بروح
إلتفتت لتقول بإستغراب : كلهم بنات
فرد بضجر : أنا أحب أقعد مع البنات بكيفي
ثم أكمل طريقه ليقول بهمس : طيب دحين إيش أسوي
زفر بملل ليكمل : اوف مارح أرجع القاعة مابقى شيء و يخرجون
تنهد ليكمل مشيه نحو الكفتيريا
.
.
.
كفتيريا الجامعة
جلسوا على إحدى الطاولات لتقول أسيل : شفتي كله منك دحين إيش وضعي أنا من اول يوم أنطرد
أشاحت لين بوجهها
فأكملت بنفس التذمر الرقيق : يا ربي و الله فشلة أكيد بتقول ذي البنت مهملة و ثرثارة
خلخلت يدها الضغيرة البيضاء بين خصلات شعرها بدلال متذمر
تنهدت لين التي قالت : من جدك ماتحسبي نفسك ثرثارة مدري منو لي من أول ماجلست و هي تقرقر على راسي
حركت أسيل شعرها بدلال لتقول : حبيبتي إذا انتي عادي عندك تنطردين لا تورطي الناس معاك
رفعت لتين عيناها لتقول : اوه شكلكم مطولين كذا من اللحين أقولكم ماني فاضية أقعد أهدي الوضع
ثم وقفت قائلة : بنات راح أشتريلي سلاش أجيب لكم شيء
هزت أسيل رأسها بالرفض
أما لين فقالة متفاجأة : أنتي تبغي تمرضين
ظهر الملل على ملامح لتين التي ردت : اجيبلك شيء
هزت لين رأسها بالرفض
فتوجهت لتطلب [سلاش] لها
وقفت في الطابور تنتظر تلك المرأة الواقفة قبلها
لكن رعشة غزتها و عيناها جحظت حين رأت وجه تلك التي إلتفتت
نعم تعرفها...
كيف لها ان تنسى هذه الملامح...
عينان خضراء تميلا للزرقة...
بشرة بيضاء ناعمة تأثرت ببعض التجاعيد التي لم تخفي جمال هذه القاسية...
شفتان مطبوقتان أغلقتا بقفل تمنعا خروج كلمات أمومية...
رغم ملامحها التي يبدوا الغضب عليها إلا أنها عرفتها...
إبتسامة ساخرة إعتلتها حين سمعت تلك الواقفة تقول بإستغراب : أنت!؟ لتين !؟
ضحكة خفيفة أطلقتها لتدفع بذرة من الألم الذي شعرت به فيترك الطريق لكلماتها التي تقول : و تقولينها بنبرة تساؤل ! مو متأكدة
عقدت يداها أمام صدرها لتقول بإبتسامة كشفت الدموع المتحجرة بعيناها مدى إصطناعها : يمكن أنا يمكن مو أنا ، أنتي المفروض تكون أمي و الأم تعرف عيالها
رفعت حاجباها لتكمل بتذكير مصطنع : فالاخير قلب الأم
كانت ملامح تلك الواقفة تتميز بالهدوء كسره حاجباها المعقودتان بجدية لتقول : إيش تقصدين
لم تغير وضعيتها غير رأسها الذي هز بالرفض و شفتيها المرتجفتان اللتان أعلنتت نزول دمعة يتيمة لتقول بصوت حاولت أن يتسم بالهدوء: ماقلت شيء غلط ، دايما أسمع الناس كذا يقولون
إختفت إبتسامتها لتكمل بعض شفتها مانعة جيش دموعها من التمرد : مع أنه عمري ما عرفته و لا أبغى اعرفه من وحدة مثلك
رفعت سبابة يدها المرتجفة لتقول : طيب سؤال واحد بس ، أنت و الثاني ليش كذا إيش لي يخليكم حاقدين على بعض، طيب أوك مشاكلكم لا تدخلوني بينها أفهموا طيب ، مالي دخل فيها ، فجروا بعض اتقاتلوا أحقدوا على بعض أكرهوا بعض دمروا بعضك بس لا تدخلوني بينكم
أنزلت يدها لتقول و جيوش دموعها قد غزت وجيتيها لتقول بنبرة مرتجفة : إيش ذنبي أني أعيش بلا أب و لا أم و هما عايشين إيش ذنبي
لم تتغير ملامح تلك الواقفة لتقول بنفس هدوئها : أنا عندي بنت وحدة و هي فالبيت ، أنت لا أعرفك و لا أبغاك، حتى أنه غلطت حياتي يوم ولدتكم
ضحكة منصدمة إنطلقت من لتين التي مسحت دموعها لتقول بقهر صارخة : لا تجنني أنا بنتك أفهمي ، أستوعبي أني بنتك لي تركتيها
إبتسامة باردة رسمت على وجه جوليا : و إيش يخليني أصدقك يعني يمكن تجي أي وحدة و تقول أنا بنتك بس عشان طمعها بالفلوس
إستولى الغضب على ملامح لتين التي تقول بقهر : فلوس ليش أنا ناقصة فلوس يعني ، لو كان فيهم فايدة كانو عوضوني بأمي و أبوي
ثم اردفت بعد ان اطلقت بزفرة : و على موضوع الدليل ماني غبية عشان أصدق لي تقولينه بس طيب بجاريك و ابين أنــك أمــي
قاطعهم صوت لين القائلة : لتين حسبتك نمتي هنا
ثم اردفت قائل. بإستغراب : إيش بك !؟
هزت لتين رأسها بالرفض لتقول : و لا شيء ، يعني إلتقيت مع صديقة أمـي منى و تكلمنا شوي
هزت لين رأسها بتفهم و قالا بإبتسامة : طيب يلا بسرعة أشتري مابقى شي عالكلاس
تنهدت لتين لاقول : خلاص ماابغى اشرب شيء
تجاهلتها جوليا التي تجاوزتها بغضب قائلة بهمس: مدري إيش جابني هنا
تناولت لتين مشروبها لتتوجه نحو الطاولة
.
.
.
أما شذى فدخلت الكفتريا و ملامحها تكاد تنفجر من الملل توجهت لطاولة تلك المجموعة لتسحب كرسي و تجلس قائلة :شوفوا صح ماطيقكم بس الطفش و عمايله
ثم إلتفتت الى أسيل لتقول : لا لالا مانتفاهم كذا ليش ماعرفتوني على صديقتكم الجديدة
أجابتها لين التي تقول : نخاف ينجرح دلعها لما تشوفك.
تجاهلتها شذى التي تقول : انا شذى و أنت ماتتكرمي علينا و تقولي إسمك ولا بناديك مس بينك
أخذت أسيل تلف بخصلة من شعرها حول إصبعه لتقول بملل : إسمي ليان
ناظرتها لين و غادة بإستغراب فتشير لهما أسيل بأن تسكتا
لتقول شذى : آه اوك ليان خلصوا الناس عشان تصاديقي ذول النفسية
إبتسمت واسعة رسمت على وجه أسيل مانعة نفسها من الضحك لتقول و هي ترمي بخصلة شعرها بدلال : لا حبيبتي ماأحسهم نفسية مثلا غادة مرة كيوت حبيتها و لتين طيبة كمان حبيبتها و حتى لين ممكن أتقبلها مع أنه نخلتف كثير انا و هي
هزت شذى رأسها لتقول : مملين ، ماعندكم شيء حماس تسوونه
قطع كلامها صوت أسيل القائل :هلا سامي مو اللحين عندك محاضرة ؟
إلتفته لها سامي ليقول بإبتسامة : إستأذنت و انت ؟
هزت أسيل رأسها بإبتسامة لتقول بحزن مدلل : للأسف إنطردت
ثم أضافت بحماس : إيه صح ماقلتلك هذولا صديقاتي
ضحك ليقول : اوه من اول يوم لقيتي صديقات
لكن زالت إبتسامته مندهشا حين سمع ذلك الصوت الهادئ الذي يقول : مشاء الله عليك من أول يوم عرفتي كل الجامعة
ضحكت لتقول : ههه اوه شذى لاتبالغين يعني أنا و سامي مانعرف بعض كثير مرة ساعدني فالشارع و صدفة ندرس فنفس الجامعة
هزت شذى رأسها بهدوء لتقول : أها المهم أنا رايحة طفش عندكم
و في نفس الوقت قال سامي نفس الجملة ليتوجه كل منهم إلى طريقه
هدوء غريب كان يسيطر على لتين لتقول غادة : لتين فيك شيء؟
هزت لتين بالرفض لتقف قائلة بخنقة : أنا راح أشم هوا شوي
هزوا رأسهم بإستغراب
لتتوجه إلى حديقة...
أمها تظهر فجأة مرة ثانية...
ببرود...
تنكر أنها لها بنت...
تمنت هذه اللحظة لسنوات...
كانت تمشي في الطرق و تتأمل النساء متسائلة هل يمكن لواحدة من هؤلاء أن تكون أمها...؟
كانت غريبة..
كثير من الأطفال يتخذون من الدمية صديقة ، لكن هي الوحيدة التي إتخذتها أم...
كانت تحكي لها يومها...
تنام معها...
حين تبكي تلجأ لها لتشكي...
لكن مجرد دمية محشوة...
هل أصبحت مثل المتشرد الذي يراقب مسكنه الفخم المغلوق...
المتشرد الذي ينام أمام بابه...
المتشرد الذي يرتجف بردا و تدفأة بيته موجودة...
هو نفسه الذي معدته تنادي جوعا لكنه يراقب من النافذته اصناف الطعام الموضوعة على طاولة قصره...
نزلت دموعها تلتها جملة من الشهقات المتألمة...
هذه المرأة التي كانت واقفة أمامها هي نفسها التي تمنت أن تقضي ليال بين أحضانها...
و تروي لها ما حدث في يومها...
تمنت أن تتعطر برائحتها...
حلمها أن تستيقظ صباحا على صوت أمها الحنون رغم نبرة الغضب على تأخرها...
فتطلب منها أن تسرح لها شعرها...
مسحت دموعها لينزل جيش آخر...
حاولت كبت شهقاتها التي تحس بأنها ستخنقها...
ترنحت في مشيتها لترمي بنفسها على الكرسي
و تستسلم لدموعها و شهقاها التي تجرح وجنتيها و حنجرتها...
رجفة سكنتها..
أمها لا تريدها...
إستوعبت أن التي رضعت من حليبها لا تريدها...
التي من المفروض أن تكون قطعة منها...
التي من المفروض أن تنسيا أدوارهما و تعيشا كصديقتين..
أقرب صديقة ، أحن صديقة، الانسانة التي تولد و هي تثق بها....
إنسانة تقودك لأي طريق مغمض العينين...
شعور بالاوعي أصابها حين بدأت بالهمس بين بكائها
بأمي...
يبدوا أنها ستفقد وعيها فقد فقدت الإحساس بالعالم...
إحتضنتها صديقتها لتقول بصوت هادئ لتهدئة إرتجافها : لتين أهدي ، إيش صارلك
ثم إلتفتت لتلك الواقفة بذعر لاقول : روحي جيبي موية
هزت لين رأسها لتتوجه إلى الكفتيريا راكضة
في حين تقدمت أسيل التي تقول برعب من الحالة التي اصابت لتين : توها كانت عادية إيش صارلها
زادت غادة في إحتضانها لاقول بحيرة : مدري مدري
ثم مدت يدها لتمسك بقارورة الماء و تفرغا بين يدها لتمسح و جه صديقتها و تقول : خذي إشربي كمان
مدت لتين يدها المرتجفة لتشرب بضع جرعات و تضع القارورة أرضا محاولة إلتقاط أنفسها التي إنقطعت من شهقاتها العنيدة
حضنت غادة وجه صديقتها بين كفيها لتقول بخوف :لتين إهدي ، إيش صارلك
هزت لتين رأسها بالرفض لتقول بضعف : أبغى ماما
لم تستوعب غادة لتقول : طيب إتصلي عليها
نزلت دموع لتين ثانية لتقول بلاوعي : مارح ترد ، أصلا هي ماسحتني
تنهدت بحزن لتكمل و هي تمسح دمعاتها : إثنينهم مايبغوني ليش ؟ إيش سويت أنا عشان يرموني كذا ؟
شهقة ألم أطلقتها لتضيف بنفس الصوت المرتجف : أمي عمري ماشفتها و يوم رحت لها رفضتني عشان أنا بنتها من أبوي لي هو كمان رافضني عشاني بنته منها، أكرهم إثنينهم
هزت رأسها بالتأكيد لتردف بنفس النبرة التي أضيف لها حقد : أكرهم
حين إلتقطت الذعر الذي أصاب صديقتها أضافة بإبتسامة موجوعة و هي تتجرع من قارورة الماء : ليش مصدومة ، تصدقين حسبت عمري ما رح أحكي لأحد
نزلت دمعات جامدة لتكمل : أستحي أقول أمي و ابوي مايبغوني
تنهدت غادة التي تقول : مهما كان إحنا صديقاتك ليش تخبي علينا كان ممكن نساعدك
ضحكة سخرية أطلقتها لترد : بإيش تساعديني
إحتضنت كفها لتقول بمساندة صديقة : تدرين بس لما تتكلمين و تشتكين بترتاحين
هزت لتين رأسها بالتأكيد لتقول بإبتسامة لمن أتت لتو : قلتلكم ماصار شيء بس أعصابي كانت تعبانة شوي و خلاص اللحين صايرة اوك
هزت لين رأسها لتقول : و الله خوفتينا
إبتسمت لتكمل : وينها أسيل
جاءت أسيل قائلة : كنت فالحمام ، ها كيفك خلاص تمام
هزت لتين رأسها بالايجاب ليتوجهوا للمحاضرة
.
.
.
في المطبخ
ترتب الاطباق في مكانها بعد ان نظفته مبتسمة على تذمر أختها لتقول : أمل لا تقعدي تبربرين على راسي اللحين أنت حبيتي تغيبي اذا أقعدي فالبيت
اوف رمتها امل تدل على ضجرها لتقول : بس أنا ماغبت عشان أقعد أكرف هنا
إعتلت هديل ملامح حزن مصطنع: يعني تخلي هدولتك تعمل لوحدها
إبتسمت امل لتقول بإستدراك : مو قصدي كذا
هزت هديل رأسها لتكمل : ايه رقعي رقعي
وضعت امل الملاعق في الدرج لتقول بهمس واضح : مع نفسك
ضحكت هديل من تذمر أختها التي كان هذا عقابها بعد تغيبها عن المدرسة...
لكن إنقطعت ضحكتها حين لمحت حقيبة في خزانة المطبخ لتقول بدهشة : إيش ذا
إلتفتت لها امل لتتقدم مستفسرة
فتفتح هديل الحقيبة و تصدم بحزمات النقود المخبأة فيها...
ههه كانت ضحكة مصدومة اطلقتها...
نقود و بكمية كبيرة مخبأة في حقيبة...
و بالمطبخ ...!
كل شيء غير معقول...
لمذا خبأت هنا...
و من خبأها...
و السؤال الاهم من أين اتت...
أطلقت مابيدها بسرعة و إلتفتت متسائلة لأختها التي تحجب فمها بكلتا يديها دليلا على الصدمة التي أصابتها...
هزت أمل رأسها بالرفض غير مصدقة لتقول : لا ، هديل ماأصدق إيش جاب ذي هنا
ثم أكملت : اوه و أخيرا لقينا كنز
قاطعتها هديل بجدية و هي ارجع الحقيبة لمكانها : أمل لا تلمسينها
تحولت ملامح أختها للإستياء فترد : و ليه إنشاء الله ؟
أغلقت هديل الخزانة قائلة بحدة : قلتلك لا تلمسينها ، إيش دراك ٱيش جابها هنا ،و منو حطها
عصبية ظهرت على أمل التي غادرت المكان متذمرة
تاركة هديل في أوج صدمتها...
لكن قطعتها حين سمعت دخول أخيها فتتقدم بعجلة لتقول : حسام تعال
هز رأسه ليتبععا قائلا : إيش فيه
تنهدت لتقول بحيرة و هي تشير بيدها: مدري لقيت فلوس هنا ووو شسمه كثير
قاطعها ليشير الى الخزانة فتهز رأسها بالإيجاب
ليقول مستغربا : اوه يعني لساتها هنا
صدمة أخرى ألقيت على هديل حين سمعت كلامه

|§ إنـــتـ دمتم بود 🖤 ـــهـى §|






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-19, 11:47 PM   #18

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-19, 09:56 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


|§ البـارت الـسادس عـشـر §|

اليوم مميز فتلك اللؤلؤة قد أخرجت من القوقعة في أعماق البحار...
وضعت بين أحضان محل المجوهرات...
عرضت أمام أعين الناس..
فأطلقوا شهقات مندهشة من بياضها الناصع..
الذي يعكس صفاء الذهن و براءه التفكير...
مرت خمسة عشر سنه...
لتفقد قوقعتها...
أمها...
لذا زاد تشبثها بغطاء القوقعة...
أبيها...
وفي ليلة هادئة ، هاجت حين نثر عليها سم...
يسمى بسم الصدمة...
إتهام القتل الذي علق على أبيها...
بهت لونها ليميل الى الرمادي...
أكملت حياتها بشك...
و بيوم آخر مال لونها للوردي...
و فاحت منها رائحة ورد و ياسمين...
قال صاحب المحل العجوز الحكيم...
أنها أعراض الحب..
عاشت أيام جعلت منها تلك الرقيقة الوردية المتعطرة بالحب...
لكن سرعان مانفذت قارورة العطر و سلب لونها الوردي...
ليزيد ميله للرمادي الغامق...
بل الأسود..
فقد نثر عليها سم الكاذب الذي زار المحل في ذلك الصباح...
زاد مفعوله حين أضاف جرعة أخرى من التجريحات ..
فأكملت قبوعها بين تلك المجوهرات المعروضة في واجهة أشهر المحلات...
صورها الصحفيون...
و إنبهر بها المصممون...
نشرت أخبار في مجلات الموضة تحت شعار
" اللؤلؤة الأعجوبة "
" لؤلؤة سوداء تصدم العالم "
حملت في أحد الليالي و إستلمت العنوان ..
لتذهب باحثة عن الراحة
فتصدم بصندوق المجوهرات الذي ألقي عليها و أخرجت لؤلؤة كتب فيها [ مرحبا بك في غابة الاحزان و الخوف و الحقد ]
كانت هذه اللؤلؤة هي تلك الحزينة التي تخفي مابداخلها...
لكن تطلقه كعصبية...
نزلت من السيارة مع أختها لتقول : شوفي يا أثير لاعاد تتأخرين كذا و الله حسحب عليك
هزت أثير رأسها بمجارات لتقول : طيب طيب
هزت رأسها لتقول : أنت متى توقفي شغل التسليك ذا
تجاهلتها أثير لتدخل الى العمارة في حين عادت شذى الى السيارة لتناول محفظتها
و بسرعة لا تدري كيف لبشري أن يمتلكها خطفت منها محفظتها لتصرخ بجزع : هــيـه شنطتي
جحظت عيناها بغضب لتركض خلف ذلك السارق غير آبهة بنظرات المتعجبة التي تلقى عليها ...
لمحت رجل لتقول بعجلة : أأ سرق سرق شنطتي
ناظرها الرجل بتعجب للحظات ثم لحق بها..
أما هي فأكملت جريها دون أن تنتظره هامسة : من قرادة حظي طحت فواحد فاغر ساعة عشان إستوعب
اوقفها صوته الذي يقول : يا بنت وقفي شوي
توقفت و عيناها تتابعا ذلك السارق لتقول : أقولك هذاك سرقني و أنت تقول وقفي
هز الرجل رأسه ليقول : طيب كيف شكله عشان نبلغ عنه
جحظت عيناها بصدمة من هذا البارد : أقولك واحد خطف شنطتي و راح جري كيف يعني حأقعد أتأمل وجهه
زفرة بضجر لتكمل جريها صارخة : يا الزفت وقف و الله حأمسكك
تعب سكنها حين بدأت لهثاتها بالوضوح...
و ذلك السارق قد إختفى...
فزادت صدمتها حين رأت المكان الذي هي فيه...
مكان مجهول..
سؤال غريب طرحته بهمس خائف : ضعت ؟
إمتزج خوفها بتعبها و نظرات حائرة راحت تتفحص الشارع الذي يضج بالمارة..
يجب أن تتصل بأحد...
لكن من..؟
ليس لها إلا أبيها...
إبتسمت حين لمحت مجموعة بنات لتوقفهم بعجلة : سوري ممكن موبايل عشان أتصل ببابا ضعت و شنطتي نسرقت
نظرنها البنات للحظات ليعتذرنا بنفاد رصيدهن...
تابعتهن بنظراتها لتهمس : أبيخ عذر قال ماعندي رصيد قال
إلتفتت لتوقف إمراة مع أولادها لتقول محاولة إلتقاط أنفاسها : خالتي ممكن موبايل أتصل بالبيت ضعت و جوالي قصدي شنطتي إنسرقت
إعتذرت المرأة لتذهب..
فتنعقد حاجبا شذى بتعب...
للتأمل مركز الشرطة الذي أمامها...
لو بلغت عن سرقة محفظتها هل سيساعدونها بالعثور على السارق...
رفعت رأسها فجأة لتقول : يالله إيش نوع الغباء لي فيني
بالتأكيد سيساعدونها بالإتصال و الوصول إلى البيت...
إبتسمت لتتوجه إلى المركز و تروي ماجرى لها ليتصل بأبيها الذي جاء لإصطحابها إلى البيت
.
.
.
هدوء...
هو الشيء الوحيد الذي يطغى على المكان..
و تشاركه أنفاس تلك المصدومة لتقول وعيناها قد حقنت بالدموع : مافهمت !؟ كيف أنت من جدك!؟
شتت نظره ليقول : قد شفت أمي تحط فيها و صرت دايما أحاول أراقبها عشان أعرف من وين تجي حتى عرفت و هي حكتني كل شيء
وففت وهي تهز رأسها بالرفض القاطع لتقول بصوت مرتجف و قطرات الدمح قد شقت طريقا على وجنتيها : لا لا حسام شكلك خرفت ، مستحيل دا يصير
خرجت من الغرفة متجهة إلى المطبخ فلمحت أختها تحاول إخراجها لتصرخ بنهر : لا تلمسيها
إلتفتت لها أمل بدهشة لتقول : اوه فجعتيني ، ليش إنشاء الله مانلمسها
توجهت لها لتمسك بمعصمها و تدفعها خارج المطبخ و تقول بنفس الحدة : و الله و الله يا أمل لو لمستيها و لا طلعتي فلس واحد بحرقها بيها بلي فيها
ضحكت أختها بصدمة لتقول : هديل أنجنيتي

هزت رأسها بالإيجاب لتصرخ بنفس الحدة : إيوة انجنيت
دفعت امل من طريقها لتتجه نحو غرفتهما
مصرخة بقهر : حقير
.
.
.

مرت ساعة و لازالت تتجول في الشوارع...
لازالت الحياة مستمرة...
لن تتوقف في منتصف الطريق..
و تتأمل العقبة التي تمنعها..
ستكمل سيرها..
و ستقضي على كل عقبة بهدوء...
ستكمل المشي بخطى كسيرة في الطريق الوعر...
لكن ستتقدم..
رغم أن ذاكرة لا تنسى...
و جروح القلب ستبقى على مدى الزمن...
رغم الدمعات التي تنسكب عند كل مرة يزورها طيف ذلك اليوم...
لكن ستمسك بفأسها و تحارب...
لن تضيع حياتها على إنسانة لا تريدها...
رغم شوقها لها...
رغم بكاء تلك الطفلة التي تسكنها الباحثة عن حضن أم...
يقال أن حلاوة القهوة بمرارتها...
هكذا الحياة لابد أن يواجه الإنسان عقبات بحياته...
يعيش لحظات ضعف و قوة...
يرتجف خوفا و يقف شامخا...
يكره و يحب...
يشتاق...
لكن لا ينسى...
إنتبهت للإبتسامة التي إعتلتها لتحافظ عليها و تتوجه إلى بائع الزهور لتتقدم طالبة أصيص من الزهور...
ثم أضافت بنبرة فرحة لتقول لصاحبة المحل : عندكم اوركيد !!
هزت العاملة رأسها بالإبتسامة لترد : إيوة واضح أنها تعجبك
إبتسمت لتهز رأسها بحماس و هي تراقب تلك الزهور الفخمة الأنثوية بلونها الزهري الناعم ثم إلتفتت لها لتقول : من زمان و أنا أدور عليها و أخيرا لقيتها...
لم تزل إبتسامة الاخرى التي قالت : صح هي نادرة شوي
بنفس الإبتسامة و عيون الخضراء المائلة للزرقة التي تراقب تفاصيل النبتة سألت عن السعر..
لتلين ملامحها و تمسح إبتسامتها...
باهضة الثمن...!
تملك هذا المبلغ لكن سيذهب نصفه إن دفعته ...
تنهدت لتهز رأسها طالبة أن تأخذها و ستدفع الثمن..
لاتريد أن تطلب من أحد...
لاتريد نقود ذلك المسمى بأب...
طردها...
ربما وجد الفرصة ليتخلص من عبئها...
فستخلصه من عبء مصاريفها...
أخذت الزهور لتكمل تجولها في الشوارع...
أو بحثها عن عمل...
بالفترة المسائية يناسب جدولها...
.
.
.
في الغرفة جالسة على السرير و تضم قدميها إلى صدرها...
للمرة العاشرة تطرق أختها عليها الباب
وهي تتجاهلها بتعمد في كل مرة...
غاضبة...!
نعم..
تشعر برغبة للبكاء...
صحيح...
لكن لا شيء يظهر على ملامحها سوى الهدوء...
تحاول تشتيت تفكيرها الذي ينزلق دون إنذار إلى الإتهامات التي تلقى على والدها...
هل صحيحة...!؟
لا كذب...
كل شيء حولها عبارة عن كتلة من الكذب...
كل الناس كاذبة...
عقلها المتخلف لازال يلقي عليها بهذه العبارة...
رغم انها تنفي بداخلها كل هذا...
تسللت دمعت خائفة على خذها...
لاتريد أن يكون أبيها هكذا...
لا تريد أن تبتعد عنه...
واثقة به حقا...
لكن كل شيء من حولها يحاول هز هذه الثقة...
لو كشف كل شيء..
و إنتهى الامر بفقدانها لأبيها خلف قضبان السجون...
كيف ستعيش...
هل ستكمل مع فتاة لم تتجاوز الثاني عشر و أخ مهمل مستهتر...
تنهدت لتقف منزعجة حين تذكرت ذلك السارق لتقول بهمس : وجع يعني على الأقل كان عطاني جوالي و كتبي
ثم سكتت للحظة لتضيف : حماس كان خذا بس المحفظة لي مافيها إلا كم فلس بعدين ينصدم
وقفت لتفتح الباب لأختها المزعجة و تقول : نعم إيش تبغي صارلك ساعة ماسكة الباب قلت ماأبغى أفتح ياخي خلوني أكتئب شوي على الشنطة لي انسرقت من ذاك الحقير
زفرة ضجر أطلقتها أختها القائلة : أنا إيش دخلي فشنطتك لي انسرقت ترى هاذي غرفتي كمان
فتحت شذى الباب لتكمل بتذكر : يوه أثير تعرفين جارتنا ذي لي جنبنا
هزت أثير رأسها و هي تخرج جهازها من الدرج
فتكمل شذى : هههه طلعت تدرس فنفس جامعتي و من الشلة البايخة لي قلتلك عنهم اوف غثة
تجاهلتها أثير
فتكمل : هههه و في وحدة إسمها سجى كمان ذي غثة بس بحاول أتجنبها ذي الفترة بعدين بأرجع لها اوف مجرد التفكير فيها يستفزني تعرفين ذاك النوع لي تقوليلو كلمة يروح يشتكي للإدارة هي رئيسة ذي العصابة
لم تجد ردا من أثير المنسجمة مع جهازها
فتكمل أختها بنفس التذمر : اوه تدرين منو أتذكرت ، السارق الغبي و الله عبيط يعني إيش يبغى بشنطة بنت بياخذ الكتب الفاضية لي داخل و لا النظارة و لا الروج اوك خلنا من الجوال يمكن هو الوحيد لي يفيده متخلف الناس تسرق بنك و هو لساته يسرق شنط البنات و يهرب مدري متى ينقرضون لي زيه أستغفر الله بس
لتقول شذى بضجر : طيب ردي علي لا تطنشيني ، دام دخلتك عالأقل خففي علي واسني مدري حاولي تشتتي تفكيري يعني مو تجاهليني كاني أهرج مع الجدران
رفعت أثير عيناها لتقول بتملل : اوك خلاص أختي ماصار شيء ، المرة الجاية أطلعي من دون شنطة و لا تاخذين جوالك و خرابيط فمحد يسرقك
ثم أخفضت عيناها للجهاز لتكمل
وقفت شذى بغضب : تستهبلين أنت ووجهك
لتتقدم و تأخذ منها الجهاز
فتقول أختها : شذى أعطيني
تجاهلتها أختها التي أخفضت عيناها تكمل لعبة أختها
التي صرخت قائلة : شذى أعطيني أنت ماتعرفي تلعبين و بتخسريني
وضعت شذى الجهاز بجانبها لتقول بدهشة : أنا ما أعرف ألعب ، ترى والله اليوم صايرة مستفزة
هزت أثير رأسها لتقول : إيوة ماتعرفي تلعبين
وقفت شذى لتقول بتحدي : تعالي الصالةة أوريك اللعب جد مو خرابيطك ذي
تبعتها أثير إلى الصالة في حين وقفت شذى فجأة لتقول : ياربي هو فغرفة فارس اووه مشوار اللحين يقوم يافلسلف علي
ثم أكملت و هي تتجه إلى غرفته : مع نفسه
طرقت الباب مرتين لتفتحه
فجأها صوته القائل : ماتعرفي تستأذنين
رفعت حاجبها لترد : مو مشكلتي إذا أنت ماتسمع أظنك تعرف أني أدق مرة مرتين و أفتح يا تقول ماتدخلين يا تقفل الباب بالمفتاح
رفع نظره نحوها ليقول : إيش اتبغي !؟
ناظرت [ اللابتوب] الذي يعمل فيه لتقول : إيش بتسوي لا تقولي تدرس بس لأني مارح أصدق
تدري كم صارلك ساحب أشك انهم بيعطوك حرمان
رفع حاجباه ليقول : لا تكبيرنها كلها ثلاث أيام
و في واحد أعرفه دكتور يسويلي عذر طبي
جحظت عيناها لتقول بدهشة : أحلف يا خي وينك عني من زمان
قاطعها بقوله : أنسي ، المهم إيش تبغي أكيد موجاية تشوفين إيش أسوي
ضحكت بإستخفاف لتقول : أكيد ، جاية أدور عالبلاي ستايشن
إعتلى ملامحه الإستغراب ليقول : من جدك
هزت رأسها لتقول : طيب وينه
وقف ليخرجه و يعطيه لها مع شريط كرة قدم لتقول بإخباط : مافي إلا ذا
هز رأسه ليقول بتهكم : لا تنسي بعدين تقوليلي كم النتيجة
تجاهلته لتتجه عند أختها و تركبه
ثم تقول بإبتسامة و هي تمد لها باليد : خذي و حنشوف منو لي مايعرف يلعب
هزت أثير رأسها بحماس لتجلس بجانبها
و أصواتهم تملء المكان
.
.
.
في شقة المقابلة
و أصوات الطبيعة ملأت المكان..
خرير ماء...
و زقزقة عصافير...
صوت ناي هادئ...
وقفت من الأريكة ذات اللون الرمادي الهادئ لترفع الصوت...
ثم عادت لترتشف من عصير الفواكه الذي أمامها...
أناملها البيضاء تداعب صفحات الكتاب الذي تقرأه...
رفعت عيناها للحظة فتتأمل المكان الذي ملأ بالنباتات و الأزهار...
تعشق الطبيعة الهادئة...
تحب كل ماهو هادئ و أنوثي...
رغم كل أفكارها الجنونية التي تصيبها بين فترة و أخرى ..
ترى أنه من اللازم في حياتها أن تخصص وقت تحبس فيه نفسها بعالم آخر...
بوقت آخر...
تنسى الزمان و المكان..
تنسى الهموم و المتاعب...
تركز على هدفها...
حياتها...
طموحاتها...
تتنعم بعالم هي عنوانه...
تحضر ماتفضل أكله...
و تقرأ ماتريد قراءته...
تهتم بنفسها...
إبتسامة هادئة إعتلتها حين تذكرت أختها
لترفع هاتفها و تتصل على رقم مسجل بثلاث نقاط...
فضلت أن تتركه فارغ...
كأهميتها عنده...
و ربما أهميته عندها..
بعد ثلاث رنات أغلق ..
ضحكت بتهكم..
لتقف بنفس هدوئها و تتوجه إلى غرفتها فتلتقط فستان ربيعي ابيض جزءه العلوي أزرق سماي و ينتهي لتحت الركبة بشبرين مميز بكسراته الطفولية
لتضيف له حذاءها الابيض و تطلق الحرية لشعرها الأسود الكثيف ..
بعد إبتسامة حنين إلتقطت آلة التصوير الخاصة بها...
كانت هدية من زوجة ابيها...
أغلقت الباب وراءها لتنزل إلى حديقة العمارة...
أطفال يلعبون...
و آباء يبتسمون على ضحكات أبنائهم..
هزت رأسها بالرفض...
لا تريد أن تفكر بشيء يحزنها و يعكر مزاجها...
إبتسمت لفتاة تطلب منها أن تفتح كيس البسكويت...
لفت أنتباهها ثلاث بنات على ألارض يلعبون لعبة العائلة...
إبتسامة ذكريات إعتلتها...
بعيدا عن صور الألم و الإشتياق..
صور طفولة و حماس اطفال ..
شارة كهربائية أصابتها تسمى حب التصوير...
رعشة بعثت في جسمها لتقودها للبحث عن الزاوية المناسبة لإلتقاط الصورة...
كلش..
كلش...
كلش..
كانت ثلاث صور إلتقطتها بشغف....
لتتقدم لهم بهدوء قائلة : سلام بنات
إبتسموا ليرحبوا بها ببراءة على أنها ضيفة في بيتهم...
إبتسامة بعثت من طفلة بداخلها تحن لهذه البراءة ..
لتقول بحماس : ممكن ألعب معكم
هزوا رأسهم بنفس الفرح لتجلس هي الأخرى متظاهرة أنها ترتشف القهوة في جلسة ضيوف إدعت المسماة بنور أنها من أعدتها و تقمصت دور صديقة من البيت المجاور و هي تأكل الكعكة التي ماهي إلا ببسكويت إشتروه الآن..
سألتهن بإستفسار : أنتوا صديقات
ردت المسماة بمايا : إيوة إحنا صديقات و أخوات مامتنا و بابتنا نفسهم
جارتهم لتين بقولها : و أنا أقدر اصير أختكم
إستغراب إعتلاهن لترد جنى بنفي مستغرب : لا ما يصير مامتك و بابتك مو هما نفسهم حقنا
ضحكت بهدوء لترد : مو أنا صديقتكم ، ترى تقدر تصير الصديقة أخت
إستغراب إعتلاهم لتقول مايا : كيف!؟
إعتدلت في جلستها لتقول بنفس الإبتسامة : إيوة لما تكون الصديقة مرة تحبك و أنت مرة تحبيها و تحكيلها كل شيء و هي كمان تحكيلك كل شيء ، لما تحتاجيها تجي تساعدك و أنت كمان لما تحتاجك تساعديها و مهما صار و تدخل أحد بينكم ماتتكركوا بعض هذه هي الصديقة لي نقدر نسميها أخت
دهشة إعتلتهم لتقول جنى بفرح : آه صح يعني لما تكون عندنا صديقات كثير كذا يصيروا أختنا
ضحكت على آخر كلمة لتهز رأسها بالإيجاب ثم قالت بهدوء : إلا ماتكم و بابتكم وينهم
أشاروا عليهم..
لتقف متجهة لهم قائلة بعد السلام و هي تريهم الصور : بصراحة مرة حبيت جلستهم لعبتهم براءتهم جذبتني كثير ذكرتني فأيام طفولتي فقلت أصورهم بس بستأذن إذا بخليها عندي و إذا عندكم مانع بأمسحها
ناظروا بعضهم بإسافساروا ليوافقوا فتقول المرأة : مشاء الله عليك مرة موهوبة حبيت الصورة ، إذا مافي مشكلة ممكن تعطيني وحدة كذكرى للبنات
إبتسمت بموافقة لتقول : اكيد مافيه مشكلة بس وين بألقاكم لأني مأقدر الحين بكرة إنشاء الله
إبتسم الرجل ليقول : بكرة فذا الوقت بتلاقينا هنا
شكرتهم و إتجهت إلى أحد المقاعد و إلتقطت هاتفها الذي يرن بإسم أختها فترد قائلة بإبتسامة : هلا برودي وحشتيني يا بنت
ضحكت رودينا لاقول : و الله و أنت كمان وينك بجي عندك
ردت عليها بفرح : طيب طيب ببعتلك العنوان
فزادت إبتسامتها حين وصلها صوت أختها القائل : إيش تسوي يلا يلا أعترفي فيه أكشنات
ضحكت لتين لترد : إيوة توني كنت أراقب عصابة هنا إيه صح ماقلتلك صرت جاسوسة
قاطعتها رودينا التي تقول بإحباط : كذابة صح!
علت ضحكة لتين لتقول : أكيد واضح ، من جدك وين حاسبتني فهوليود ترى كله كم شارع و تلقيني
ثم أنهت المكالمة عندما قالت : أذا كم دقيقة و بتلقيني عندك هيا بيباي
أغلقت لتين بعد أن ودعتها هي الأخرى لتبعث لها بعنوان البيت
.
.
.
في بيت آخر
و غضب قد سكن تلك الجالسة بمحاولة لضبط أعصابها من تلك التي تتذمر قائلة : اوك خلاص فهمت ماتبغي تاخذي فلس ، طيب أنا أبغى ليش تمنعيني مدري أصلا بروح آخذ دام لسى مالقيت مبرر لتصرفك العجيب ذا
الغضب زاد و راح يتغلغل بين كل خلية فجسمها ليدفعها إلى الوقوف مصرخة : بس ، أصلا تدرين أنتي ماتفهمين كذا
لتخرج نحو المطبخ و تحمل تلك الحقيبة متجهة إلى الخارج ركضا رغم إستفسارات أختها التي لحقت بها
لتمشي بجانبها بعد هرولة ليست ببسيطة قائلة : هديل وين رايحة ، بطلي جنان إيش بتسوين
تجاهلتها هديل لتزيد في هرولتها
لكن هذا لم يقطع إصرار أمل فتعيد قائلة : هديل وين رايحين !
توقفت هديل فجأة لتلتفت إلى أمل و تقول بحدة غاضبة : رايحة جهنهم ، بغيتي تجين اهلا و سهلا مابيغيتي أرجعي للبيت
ثم أكملت هرولتها و هي تعض على شفتها بقهر
مل شيء يدل على إنكسارها...
الغضب الذي يكسوا ملامحها...
و هو الذي حقن وجهها بالإحمرار رغم سمار بشراها الخفيف...
خصلات شعرها السوداء المتمردة التي إلتصقت بوجهها بعد أن غسل بالدموع...
إرتجافها...
رغبتها العظيمة بالبكاء...
هل لأنهم فقراء يظن الناس أن النقود هي من ستتحكم بهم...
سيقومون بأي عمل ..
سيتسترون على أي شيء...
حتى لو كانت جريمة...
يظنون أنهم يعيشون بعالم آخر يلبون كل رغباتهم مقابل نقود تخرجهم من هذا العالم...
يظنون أن المال هو ألأساس الذي تبنى عليه عائلة... ربما جزء من هذا التفكير صحيح...
فكل شخص يريد أن يحظى على مايأمن معيشته...
لكن ليس بهذا الشكل...
إحتقرت نفسها الآن لأنها إتبعت تلك الغبية الخبيثة...
مسحت دموعا تساقطت بخفة لتقف فجاة و تخرج هاتفها من جيب سروالها لتتصل بحسام الذي رد مستفسرا عن الإتصال و صوتها الغير متوازن
فقالت بمحاولة فاشلة لتعديل أحبالها الصوتية : بيت ذاك الزفت وين
جاءها صوته المتفاجأ : ليش!
ردت عليه بحدة : لا تجاوبني بسؤال قلت وين يسكن يا تقول يا أروح ادور عليه شارع شارع
وصلتها تنهيدته قبل قوله : طيب طيب ، شارع ###العمارة ##الشقة رقم 4
أغلقت الهاتفةدون أن تضيف كلمة لتشير إلى سيارة أجرة التي ستقيلها إلى بيت ذلك المتعجرف
.
.
.
في الشقة رقم 4
ضحكت و هي تضع الغذاء على الطاولة التي تجمع أبيها و اخويها فقالت : و الله حسبتك ماتعرفي تلعبين ترى لما كنت صغيرة ماحد قدر يربحني بس يلا شكلي نسيت تكتيك اللعب
ضحكت أثير لترد : شذو حياتي إعترفي أنك خسرتي خلاص عادي كذا الحياة ربح و خسارة
ضحك الأب الذي أضاف : أنا أشهد أنه ماكان أحد يربحها فاللعبة
هز فارس رأسه بتفهم حين قال : آه خسرت عشان كذا ماجات تقولي كم النتيجة
إلتفتت لأبيها قائلة : بابا شوفهم من أول و هم يتحرشون
ضحك الأب ليقول : ماعليك منهم اكيد غيرانين منك
ظهر الملل على وجه أثير القائلة : بابا و الله المفروض أنا لي تدلعوني لأني اصغر وحدة مو هي
لعبت شذى بحاجباها لمغايظة أختها
التي قالت بهمس : بزرة
إلتفتت لها شذى القائلة : مدري من البزرة فينا
إبتسم الأب لأثير قائلا : و ليش انت مو
مدلعينك؟
هزت أثير رأسها بالرفض قائلة : أكيد مدلعيني لأني صغيرة بس بالنسبة لعمر شذى مايصير خلاص كبرت
هز الأب رأسه بيأس من هذه البنت ليقول بإبتسامة : قد مارح تكبرون بتقعدون صغار عندي
إبتسامة إعتلت شذى التي قالت بحب إبنة لأبيها : الله يحفظك لنا
هز رأسه ليقول : و يحفظكم من كل شر
بعد دقائق قالت شذى بإستغراب : اوه أثير غريبة أول مرة تعترفين أنك بزرة
إلتفت لها أثير بإستغراب قائلة : متى
إبتسمت شذى لتقول : قبل شوي قلتي أنك بزرة و الله عمري ماظنيت بأسمعها من عندك
حكت أثير رقبتها بتذكر لتقول : موكذا قصدي ، يعني أنا أصغر وحدة فالعايلة ، أما بالنسبة لعمري مني بزرة
ناظرتها شذى بإستخفاف
إلتقطت أثير إستخفافها لتقول : لا تتمسخري جد أنا كبيرة
هزت راسها بمجرات : طيب خلاص مرة كبيرة
تجاهلتها أثير لتكمل أكلها
لكن قطع عليهم صوت طرق الباب القوي ليقفوا بفزع مستغرب....
.
.
.

اما في الخارج...
فضرباتها للباب تكاد تكسره...
كل غضبها و قهرها تحاول إخراجه بالباب الذي يتألم و لا يشتكي...
مثلها يقول أنه سيتحمل هذا لوحده...
لكن لا يستطيع...
يتظاهر بالصلابة من الخارج...
لكنه يتألم من قوة الضرب...
فتح الباب ليظهر رجل خمسيني و بنت وولد عشرنيان...
قالت بحدة بشرسة : حيدر صح !؟
هز رأسه بإستغراب
لتكمل بنفس الحدة : أكيد ماعرفتني
ثم أكملت بعد أن رمت بالحقيبة أرضا نحو الداخل : أظن هاذي عرفتها ، و لا يمكن ماتعرفها من كثر ما سكت بها ناس يمكن عن جريمة ولا
بتر كلامها صوت الفتاة التي لم تكن إلا شذى : اذا انت مجنونة محنا ملزومين نتحملك أنقلعي برى و شوفيلك أحد ثاني أرمي عليه إفتراءاتك
دفعتها هديل من أمامها لتدخل إلى الشقة باحثة عن كبريت...
في حين تبعتها شذى المصرخة : تدرين انت شكلك ماتفهمين كذا بأتصل على الشرطة
توجهت إلى غرفتها ثم صرخة بغضب أكبر : الله ياخذك يالغبي لي سرقت الجوال
عادت إليهم لتأخذ هاتف البيت لكن أوقفها صوت أبيها الحاد : وقفي
تركت الهاتف لتقول بصدمة : لا انا جد مومستوعبة لي يصير أنتو مستوعبين انه في وحدة دخلت البيت و جايبة معاها هرجة او مصيبة و أنتوا واقفين تتفرجون
خرجت هديل في هذا الوقت لتشعل كبريت وترميه على النقود بعد ان فتحت الحقيبة
صرخ فارس : مجنونة انتي بتحرقي لبيت
في حين دفعتها شذى و أمسكت بشعرها بغضب قائلة : إذا انت مجنونة انا أكثر منك بأحرقك معهم و ماعندي مشكلة
إبتعدت هديل من بين أيدي هذه المتوحشة
حين ركض فارس ليأتي بدول ماء يطفأ اللهيب الذي بدأ بالإشتعال
حقد...
هو عنوان قصة الجنون الذي اصاب هديل...
كرامة خدشت...
و صفعة إهانة...
رؤية هذا المجرم المتعجرف أمامها الآن...
يبث شعورا قاتلا بداخلها...
بسببه إنحرمت من أبيها...
بسببه إنجرحت كرامتهم...
أهانة...
كل هذه المشاعر جعلتها تدفع كل مافوق طاولة الزينة أرضا...
ليصدر إنكسار الزجاج صوتا قويا...
غطى على صوت إنكسار الحاجز الذي يمنع دموعها من النزول...
حاولت إيقافها لكن أبت...
فلجأت إلى صراخ بقولها : صدقني بخليك تندم عاللحظة لي فكرت فيها تسوي ذا الشيء ، إذا أنت فكرت تسكت أمي عشرين سنة بكم فلس أنا مارح أسكت و بدور على الدليل لي يمرمطك فالسجون
إرتجف جسمها لتقول لتقول بصوت أضيف له علقم ألم و وجع مع بعض قطرات الحقد : اللله لايسامحك ، اللله يحرق قلبك زي ماسويت فينا
ثم خرجت متجاهلة أختها التي أصيبت بالجمود أمام بابا الشقة لم تفهم شيء..!؟
عند نهاية الطابق الاول ترنحت خطواتها لتجلس على أحد الدرجات و تطلق شهقاتها التي حبستها....
أتاها صوت أختها المرتجف : هديل إيش بك إيش صاير !؟
هزت هديل رأسها بالرفض لتقول بين شهقات ألم : لا تدخلين أمل ، كم مرة اقولك لا تدورين على أجوبة ممكن تأذيك مرات الواحد لما يجهل الجواب يكون نعمة
لما ميعرفه و يعيش حياته وهو يبحث بيكون أهون
ضحكت بألم لتضيف : ممكن فيه ناس الحين قاعدين يقولون لما الواحد يعرف الجواب مهما يكون يوجع بيكون أهون من أنه يجهله و يقضي حياته كلها يبحث عن شيء يقنعه
مسحت دمعاتها لينزل جيش أخر لتكمل بصوت مرتجف : هذه هي الحياة لكل واحد عقبة ممكن يشوفها شخص ثاني اهون من عقبته ، بس مايحس بالصعوبة إلا لي قاعد يحارب عشان يتخطاها
جلست أمل بجانبها مستفسرة : هديل وش تخربطين أي عقبة ؟
شتت هديل نظرها لتكمل بصوت مبحوح : العقبة هي شيء يحاول يعيق السلام و الطمانينة لي نكون عايشينها ، أو بنقول إبتلاء و إختبار من عند ربنا عشان يشوف قدرة تحملنا و صبرنا ، لازم الواحد يحارب و يحارب و يسوي المستحيل عشان يتجاوزها و مايخليها تعيق حياته
إلتفتت لتنظر ألى أعين أختها السوداء الهادئة ثم أكملت بإبتسامة ذابلة : بس أنا أؤمن انه لما الواحد يتخلص من ذي العقبة فحياتها بيذوق طعم الإنتصار بيتعلم شيء و بتكون كدرس له كيف يعيش ، بيتنعم براحة خيالية لحتى تطلع عقبة ثانية و يحارب كمان و كذا هي الحياة عند كل عقبة ليتعلم درس و يزيد صبره و قوة تحمله
هزت أمل رأسها بالفهم لتقول : بس لسى مافهمت إيش كان صاير فوق؟
وقفت هديل لتقول بهمس : ماصار شيء خلينا نرجع البيت كل شيء فيني تعبان
هزت أمل رأسها لتتبع أختها التي اوقفت سيارة أجرة لتعود إلى البيت
.
.
.


أما في الأعلى بعد عاصفة الجنون التي ضربت بذلك البيت...
توجه فارس إلى أبيه ليقول : هذه بنت ولد عمك صح
ناظره أبيه بصدمة
ليقول فارس بعد أن شتت نظره : أدري بكل شيء
صرخة جعلته يلتفت لتلك الواقفة بوجهها المحمر القائلة : حقير و كذاب تصدق كل شيء تسمعه لانك غبي
تجاهلهم حيدر ليغادر الشقة
أما شذى فتوجهت لغرفتها و أغلقت الباب...
لكن تفاجأت من تلك الجالسة على السرير و صوت بكائها الرقيق غطى عليه الصراخ و الجنون الذي كان قبل دقائق...
توجهت لها لتجلس بجانبها و تقول بتساؤل : أثير ليش تبكين !؟
لم ترد عليها أثير
أحاطت يدها حول كتفيها لتقول بصوت متعب مبحوح : أثير لا تهتمي بلي سمعتيه لساتك صغيرة
أدارت وجهها لها لتكمل مجاهدة بحبس دمعتها : أصلا هادي وحدة مجنونة تجي ترمي إفتراءات على الناس و بتلقاها الشرطة و تاخذها أهتمي بدراستك و حياتك بس أنسي كل لي شفتيه
هزت أثير رأسها لترمي بنفسها لحضن أختها
فشدت عليها شذى...
تحس أنها من تحتاج لهذا الحضن...
هي من تحتاج للكلام الذي قالته....
بكت بصمت كعادتها...
مشكلتها هي ضعفها بهذه المواقف...
لا تستطيع تحمل هذه الإتهمات التي تلقى على والدها...
شهقات حاولت كبتها صارت تتمرد...
إنجرحت شفتها من قوة عضها عليها لمنع صوت بكائها من الخروج...
لاتدري كم مر و هي متكأة على الحائط و ذراعها يحيط بأختها...
لكن لاحظت سكون حركة أثير التي يبدوا أنها نامت...
وضعتها على السرير لتغطيها...
يبدوا أنها نامت من البكاء فهذا طبعها...
خرجت من الغرفة لترى الجو الكئيب الذي في البيت أخوها الجالسة على الأريكة شارد الذهن...
طاولة الطعام التي لازالت كما هي...
الزجاج المبعثر على الأرض...
كل هذه كانت نوتات معزوفة حزينة رقصت عليها الأحداث الأخير بجنون...
أتت بالأدوات لتنظف المكان...
تريد شيء يشتت ذهنها...
مرت ساعة و لم يتغير الوضع لتصرخ قائلة : ليش مسويين ذا الجو الكئيب يعني أي أحد يجي يدخل و يكذب تصدقونه و تعيشون الجو
إلتفت لها فارس ليقول بهدوء : شذى ممكن ترحمينا من صراخك ماني ناقصك
وضعت المكنسة التي فيدها لتقول بنفس النبرة : و ليش يا حبيبي أنا من زمان كذا ، و بعدين مصدق الخرابيط لي كانت تقولها ذيك المجنونة.
زفر بملل منها ليقول : و انتي لين متى تشوفي كل الناس كذابة أظن ان هذا اقوى دليل
شعرت أنها ستقتلع قلبها هذا الذي لازال يقول أنه كذب...
إرتخت عضلاتها و أثقلت ملامحها بالحزن لتقول بضعف : بس بابا مو مثل مايقولوا ، مستحيل يسوي شيء أصلا هو حنون و دايما يهتم فينا و طيب مع الناس كيف يقولون أنه قاتل مستحيل اصدقهم اصلا مستحيل يكونون صادقين
وقف ليأخذ محفظته و هاتفه و يقول و هو متوجه إلى الخارج : شكله أنتي وراك مشوار طويل عشان يفيق عقلك الغبي ذا
إستفزتها جملته الأخير لتقول بعصبية : أنتا الغبي مو أنا
ثم أكملت تنظيفها...
.
.
.
إبتسامة رسمت على محياها...
تختلف عن كل إبتسامات العالم...
و بريق إشتياق ظهر بعيناها....
ينافس النجوم في لمعته ...
نسمة هواء هبت لتسمح لشعرها أن يصعد المنصة....
و يعبر عن مشاعرها...
راح يتمايل...
فتحول لطبيب يشرح عن دقات قلب الإنسان الغير طبيعية.....
إنعكاس أشعة الشمس على سواده جعلته يلمع...
ليتقمص دور العروس التي تألقت بطلتها اللامعة و راح يسرد عن مشاعرها حين رأت عائلتها تحتفل بها....
إختفت نسمة الهواء ليسكن تحركه...
و تظهر خصلاته المتسابقة الى آخر خصرها...
فعاش دور الشاعر الذي يكتب قصائد عن إشتياق الأخت لأختها...
أشارت بيدها ملوحة لرودينا التي أتت ركضا وإحتضنتها لتهمس : وحشتيني وحشتيني وحشتيني
شدت عليها أختها لتقول : و أنا كمان
جلست أختها بجانبها على المقعد لتقول بنفس الحماس : ياي حماس وينها جارتك الغثة ذي أبغى أشوفها
أنكمشت ملامح لتين ببتقزز لتقول: من جدك جاية عشان تشوفي وحدة مستفزة و سامجة زيها
و الله أفضى منك لسى ماشفت
دفعتها رودينا بخفة من كتفها لترد : ياشيخة انت لي حمستيني و بعدين تقولي عني فاضية
مسكت لتين كتفها لتقول : أي بشوي صاير جفصة
حركت رودينا يدها بلامبالاة لتقول : عادي من يومي كذا
ثم إلتفتت لها بعد أن زادت إبتسامتها لتضيف : لوتي فيه شيء متغير فيني صح ؟ إيش هو ؟
تأملتها لتين بإستغراب لتقول : مدري مغيرة لبسك و لا لابسة شيء جديد إيش دراني
هزت رودينا رأسها لتقول : لا فكري قصدي أتأملي
تأملتها لتين بإستغراب
وفي وسط إندماجها بالبحث عن التغير
تفاجأت بصرخة أختها...
ملامحها المتفاجأة و دقات قلبها التي توقفت للحظة ثم زادت سرعتها يدل عن مدى تفاجئها...
في حين إحمر وجه أختها من الضحك على ملامح لتين لتقول : ههههههه لوتي وجهك مرة نو ههههههه أي بطني هههه
وقفت لتين بغضب لتقول : وجع فجعتيني كم مرة اقولك لاتسوي ذي الحركة تخيلي قلبي وقف
ناظرتها رودينا بإستخفاف لتقول : بالله قلبك يوقف عشاني صرخت كذا مرة اوفر
جلست لاين لتقول : لاتسوي فيها لي ماتخاف مدري من كانت كل ماتضارب مع لمى ولا مدري شسمها أجي أنا أدافع عنها
أرجعت رودينا خصلة من شعرها خلف أذنها لتقول بمرح : يا ليل ترى ذليتينا كلها كم كلمة قلتيها للبنت المشكلة صارلها اكثر من عشر سنين و انتي لساتك تتكلمين عنها
إلتفتت لها لتين بعد أن أطلقت ضحكة خفيفة :هههه من حقي يا شيخة قريب ماجتني حالة نفسية من كثر ماحسيت نفسي ظالمة
ضحكت رودينا التي أضافت : هههههههههه باللله إيش سويتي مني متذكرة عدل

تذكرت لتين التي زاد ضحكها لتقول بعد محاولة لإلتقاط أنفاسها : هههههههه جد حاسة نفسي حقيرة
ضحكت رودينا بهدوء لاقول : مدري نسيتي بس لي متذكرته أنك سويتي شيء حقير لو أحد سواه لي عادي أقتله
لم يتوقف ضحك لتين لكن بعد محاولات عديدة للكلام قالت : ههههههه كنا فبيتهم و ماحبت تعطيك عروسة ههههه يعني شين و قوي عين فوق مأنك حابة تاخذي لعبتها غصب جاية تشتكين أنها ضربتك هههه كذا شعرك مشعتر و تبكي ههههههه المهم هههههه أنا رحت سويت فيها الأخت الكبيرة لي تاخذ بحقك مع أنه مافي أي حق تاخذينه ههههه رحنا غرفتها و قلنالها مامتك تناديك هههههه ولما طلعت جبنا كل ألعابها كسرناهم و العروسات كذا قصينا شعرهم بعدين كسرناهم يعني جد أجرمنا فألعاب البنت ههههههههه و لما جات إنصدمت مسكينة ههه و بدينا نخترع قصص من عندنا عشان تخاف هههه قلنا وحش جاء و كسرهم و مدري إيش ههههههههه آه ياربي خليتيني أصير مجرمة مع اني كيوت

ضحكت رودينا حين تذكرت و إمتزج صوتها مع ضحكة أختها لتقول بعد إلتقاط للأنفاس : لوتي يلا نروح الشقة جايبة فلم أنمي نتفرج عليه يجنن ، عندك شيء ناكله معه ؟
هزت لتين رأسها لتقول : اكيد عندي يلا بسرعة من زمان عن أفلامك
وقفت رودينا معها لتتبعها
.
.
.
و لأول مرة في ذلك البيت الهادئ صوت ضجيج مزعج من الللعبة التي يلعبها ذلك الواقف بحماس و صوت صراخه يعلو في كل مرة يربح او يخسر
إنتبه لصوت الباب الذي إنفتح ليقول دون أن يلتفتت وهو مندمج مع اللعبة : نعم
اتاه صوت العاملة تقول: سيد سامي هناك من يريدك على الهاتف
توقف عن اللعب فجأة ليقول : منو ذا لي يتصل على تلفون البيت
لكن إبتسم فجأة ليضيف بثقة : يعني منو إكيد المعجبات و أخيرا لقوا الرقم
إلتفتت للعاملة الواقفة ليقول : حسنا أتٍ
توجه إلى عطره ليبخ منه و يرتب شعره : مسكين طارق شكلهم سحبوا عليه و جو لي
لكن توقف في منتصف نزوله الدرج ليقول : اللحين ليش أنا متعطر كأنه رح يشموني أو يشوفوني مدري من وين جاني الغباء مع أنها مو من صفاتي أبدا
إلتقط الهاتف ليقول بصوت هادئ واثق : نعم أختي معك سامي الهاني ، بس معليش مقدر أقبل لانه
قاطعه صوت شاب يقول : أختك فعينك شكلك خرفت أنت
حك سامي رقبته ليقول : أه آسف حسبتهم المعجبات المهم مين معي؟
ظهر الانزعاج عليه حين سمع صوت ضحكت الطرف الآخر الذي يقول : مصدق نفسك أي معجبات الله يعينك على نفسك و
قاطعه بنفس الإنزعاج الواضح من نبرته : ياخي من الآخر منو أنت
وصله صوت الأخر الذي يقول : أنا الذي أظهر في الليل و أختفي في النهار و إذا ماعرفت الجواب بتشوفني بعد خمس دقائق
فهمه سامي مقصده ليقول بعد أن زاد إنزعاجه من هذا الغبي مع أنه يشك أنه أحد فله نفس الأسلوب : شوف يا تتكلم يا بأسكر فوجهك ماعندي مشكلة
وصله صوت الطرف الآخر الذي يقول : اوه سام صاير عصبي بس عادي ماعرفت الجواب مافيها الشيء بأعيده انا الذي يظهر
أغلق سامي العاتف بنفس الإنزعاج ليعود إلى اللعب
.
أما بعد خمس دقائق
يقف ذلك الشاب الذي يكاد ان ينتصف العشرين من عمره في مدخل البيت بحقيبة السفر و نظاراته الشمسية التي نزعها للتو ثم صعد إلى الأعلى بعد ان طلب أن توضع حقيبته في غرفته و بعد سؤاله عن عمه الذي قالوا أنه لم يأتي بعد
دخل العرفة و هو يرى ذلك الذي يلعب بحماس ليقول بمرح : يوه سامي وقاحة أكثر من كذا لسى ماشفت أقولك جاي بعد خمس دقائق تسحب علي و تروح تلعب
أما سامي فأغمض عيناه بعد أن أوقف اللعب ليقول : انا أحلم صح أقرصوني عشان اصح من ذا الكابوس
إبتسم الشاب بشر ليقول : أبشر ماطلبت شيء
في حين إلتفت له سامي ليقول بتفاجأ : لؤي متى جيت ؟
ناظره لؤي للحظة ليقول : صارلي شهر هنا بس كانت عندي قدرة الإختفاء
زفر سامي براحة ليقول : مارح أعلق على سماجتك بس أحسن انك جيت كنت بانتحر من طفش لي عايشه
تقدم لؤي ليقول : شفت فايدتي يلا جيب ألعب
ناظره سامي بإستغراب ليقول : توك جاي من السفر
رفع لؤي كتفه بلا مبالاة ليقول : عادي يلا ابدا
بدء سامي اللعب مع إبن عمه الذي قضى فترة طويلة بالعيش معهم بعد وفات أبيه و زواج أمه مرة أخرى و سفرها فقد عاد بعد شهر من السفر لزيارة والدته
.
.
.
في غرفة بناتية
تضم خمس صديقات و أصوات الأغاني الاجنبية تدوي في مكان تجلس إليزا على الأريكة البرتقالية
و انواع من الحلويات و المرطبات موزعة على الطاولة رغم الأجواء التي تحبها إلا أنها تشعر بأن هناك عنصر ناقص أقرب صديقة لها سيلا لم تتصل اليوم و هاتفها مغلق حتى أنها لم تحظر لجمعتهم
إبتسمت لصديقتها سلمى التي تقول : إليزا مسوية دايت ليش ماتاكلي
فردت عليها بمجاملة : لا مو مسوية دايت بس شبعانة كليت كثير فالعشى
ضحكت ميساء التي قالت : حتى أنا نفس الشيء إذا كليت كثير فالعشى مأقدر أحط لقمة بعدها فالسهرة
هزت رأسها لتقف بعد أن رن هاتفها و تجيب على أمها التي قالت : إليزا وينك وش ذا الصوت
اجابت إليزا بعد تنهيدة : وحدة من البنات مسوية جمعة فبيتهم دام مافي احد
وصلها صوت أمها المتفاجأ : إليزا لا تستهبلين قاعدين فالبيت لوحدكم
سندت إليزا نفسها على الحائط لتقول :! et alors ( و إذا ! )
زفرت أمها بضجر من تصرفات إبنتها المستهترة : لا والله مافيها شيء ، هبلة انت تخيلي يدخل أحد يسرق و يلقى بنات قدامه مدري تخيلي يصير شيء ، تعالي ماتزيدي دقيقة
ظهر الملل على نبرتها لتقول : اصلا كنت جاية ، إلا ماما ممكن تتصل على خالة سعاد مدري سيلا ماجات و حتى تلفونها مقفل من البارح قلقلت مو من عادتها
إبتسمت حين سمعت أمها تقول : d'accord ( حسنا)
فردت بنفس الإبتسامة : بيباي مام
ودعتها أمها لتغلق
ودخلت إلى الغرفة لاقول : بيباي بنات لازم أروح بكرة عندي مدرسة ماأقدر أسهر كثير
ضحكت أحدى البنات لاقول : هههههاي عشان سيلا مو هنا ، يا بنت انت ماتقدري تعشي بدونها مدري إيش شايفة فيها اعوذ بالله منها النار تحت التبن
إنعقدت حاجبا إليزت بغضب لتقول بحدة بعد أن أمسكت بالبنت من منتصف ذراعها : تكلمي عنها مرة ثانية قدامي تشوفي وجهي الثاني
ثم دفعتها لتقول : أنا أروح قبل لا أغير تركيبة وجهك

ثم خرجت بغضب...
ركبت السيارة مع السائق كونها لا تعرف السياقة ليلا
رن هاتفها لترد بسرعة قائلة : نعم مام
أجابتها أمها قائلة : مافي شيء بس أن البنت تقول أنها مضغوطة فالدراسة فسكرت الجوال
زفرت اليزا براحة لتقول : اوف خوفتني
ضحكت أمها بهدوء لتقول : ماله داعي الخوف أبدا ، حتى انتي مرات تختفي و ماأشوفها اتصلت
شتت إليزا نظرها نحو اليمين لتقول : لا دايما تتصل و نتكلم
ودعت أمها بعد إخبارها أنها في الطريق ..
برود من صديقتها بدأ يحيرها...
تنهدت لتتصل على هديل التي قالت بعد رنتان : بأطلع من الشغل
ضحكة بدهشة لتقول : و عليكم السلام و رحمة الله ، ممكن تعيدي مافهمت
أعادت هديل بنفس الصوت المتحدي : بأستقيل
ضحكة بتهكم لتقول : هديل يا قلبي ترى أنا حزنانة عليك عشان كذا لقيت لك شغل و انت كذا تجازيني
لازال صوت هديل هادئ يحمل نبرة تحدي : محد طلب منك فلاتستفزيني
لازالت نبرة إليزا تحمل التهكم فتقول : ياحياتي و الله صايرة ممتعة و إذا إستفزيتك إيش بتسوين
لم يهتز هدوء هديل و لا ثقتها لترد : بكل بساطة بأجمع ليث و منى ووقتها بأتكلم عن كل شيء
إختفت إبتسامة إليزا لتقول بهدوء: الدليل ؟
اجابتها هديل بنفس النبرة : المسجات
خلخلت إليزا يدها في شعرها لتقول : و مثلا إذا كانت محذوفة ولا مافادتك
ضحكت هديل ببرود لترد : يمكن إذا شافك ليث مادام منى بتعرفك ممكن هو يتعرف عليك و يعرف لي تبغي توصلين له من طلباتك
تجمدت إليزا لتقول بعصبية : و الله ياهديل إذا فتحتي فمك بشيء أنت بتتحملي لي يصيرلك
زادت إبتسامة هديل حين عرفت نقطة ضعفها لتقول : ليش معصبة ، إذا ماتبغيني اتكلم اممم لاعاد تتصلي عليا ولا تدرين رقمي كله أمسحيه أنسيه و تقربي شبر مني أسهل شيء بسويه أني أروح و يصير لي مايعجبك
ضحكت إليزا بقهر لتقول : أنت قد تهديدك ذا
زاد غضبها حين سمعتها تقول ببرود : إيوا قده
وضعت الأخرى رجل على رجل لتقول : إذا تحملي لي يجيك

.
.
.

اما هديل فأغلقت الخط دون أن تضيف كلمة ثم إتصلت بمنى لتطلب إستقالتها بإعطائها مبررات أن لا أحد في البيت مع إخوانها فقبلت بعد عناء لتدعوها غدا إلى البيت لتأخذ أجرتها
إنتبهت لأختها التي خرجت من الدكان الذي إشترت منه قارورة ماء
و أكملت مشيها بخطوات متعبة بعد أن وضعتها سيارة التاكسي في احد الاحياء الهادئة التي تبعد نوعا ما عن البيت فقد فضلت المشي لتهدئة نفسها.....
توقفت أختها لتقول بتعب : تعبت اوف
توقفت هي الأخرى لترد بتشجيع: امشي بس يلا مابقى شيء و نوصل
هزت أمل رأسها و حين همت بالرد
قاطعتها هديل القائلة بمحاولة سمع : لحظة أمل ماتسمعين شيء
هزت أمل رأس تقول : اسمع ، مو كانه صوت احد يبكي
صوت نشيج كان يطغى على المكان..
تقدمت هديل إلى المصدر لتتوقف بصدمة...
مرأة عجوز تجلس على الرصيف و قد أثقلت ملامحها بالحزن...
و الدموع تتغلغل بين تجاعيدها...
لا تدري أي سهم ألم رمي عليها...
كأنه مشهد من مسرحية تراجيدية....

تقدمت لها لتقول برقة : خالتي اساعدك بشيء ؟
رفعت العجوز رأسها لتهزه بالرفض و تكمل عزف مقطوعة البكاء...
جلست بجانبها لتردف : طيب ليش حالتك كذا ممكن اقدر أساعدك ؟
صوت أثر عليه الزمن و بحة ألم ميزتها فيها وصلها يقول : ماتقدري تساعديني
لازالت ملامح هديل تدل على التعاطف لتقول بنفس النبرة : ليش؟
قاطعهم الصوت الرجولي القاسي الذي يقول الذي يقول : أنت مازلتي هنا !
رفعت هديل نظرها لتقف قائلة : نعم اخوي فيه مشكلة
وجه أسمر ذو عينين جاحظتين و أنف معكوف ملامحه تدل على القسوة كان يقول : مين أنت عشان تحشرين نفسك ؟
و قفت لتقول بهدوء : مو مهم مين أنا ، أنت لي مين و ليش تكلمها كذا
ناظرها بتهكم ليقول : ياربي متى توقفي أنت و أشباهك تدخلون فمواضيع الناس
بدأت تفقد هدوءها من هذا البارد : من جدك أشوف وحدة قد أمي الله يرحمها كذا قاعدة فالشارع و تبكي و بعدين ينزل واحدك زيك يتفلسلف كيف ماتبغاني أدخل
راقبت ملامحه الساخرة و هو يقول : اوه لا يكون متعاطفة معاها ، لاتغرك الكم دمعة لي تنزلهم توها كانت مسويتلي مشكلة مع مرتي
هزت رأسها بإستفسار لتقول : كيف
لف وجهه لجهة العجوز ليقول بنفس النبرة الباردة : وقفي بكا فضختينا قلتلك باخذك لدار المسنين بس انتي معندة
إنعقدت حاجبا هديل بغضب لتقول : هيه صاحي أنت بصفتك إيش تاخذها ، و بعدين عدل نبرتك ذي بديت تنرفزني
ظهر الضجر على صوته الذي يقول : بصفتي ولدها يعني موضوع عائلي لاتدخلين
جحظت عيناها لتسكن حركتها بصدمة...
شخص يطرد أمه..
إبنها...
يعني انها أمه...
معادلة مستحيلة...
في عصر تحقق المستحيل فيه...
إبن يريد ان يرمي بأمه...!
يريد فراقها...
بينما هناك من سلبت ألوان حياته من بعد ذهابها...
هي التي سهرت عليه...
هي التي كبرته إلا أن صار رجل يستند على نفسه...
تتمنى لو أن امها لازالت هنا...
تؤمن أن الموت حق...
لكن لا تقوى على رؤية مكان نومها...
الغرفة التي كانت تنام فيها لازالت مغلقة...
لاتستطيع فتحها...
و فتح شريط الذكريات...
ذلك السرير الذي كانت تلجأ إليه عند حزنها و تتوسد حضنها...
تلك الخزانة التي كانت تخبئ فيها حوائجها لتخفيها عن أختها التي كانت تريد أخذها...
عباءتها المعلقة...
و رائحتها التي لازالت تداعب أنفها ..
تشتاق كل هذا و تتمنى عودتها...
ثم ترى شخصا مثل هذا القاسي...
يتجاهل أحد روائع الدنيا قلب الام و حنانها...
و يجسد أحد فجائع الدنيا قسوة قلب الإبن على أمه و جهله لقيمتها...
تأملت ملامحه المتهكمة و المستصغرة لها ليدفعها قائلا : يلا شوفي وين تنقلعي فضحتيني
شهقت ألم أطلقتها تلتها شهقة أختها التي تقدمت قائلة بعد أن دفعته بغضب رغم أن قوتها لم تظهر أمامه الذي لم يتزعزع من مكانه : أنت إيش أنت ، إنسان و لا حيوان ، كيف تسوي كذا هذي أمك يا لي خسارة فيك كلمة إنسان حيوانات ماتسوي زيك ، مدري كيف يطاوعك قلبك ترميها ماتدري أن الجنة تحت أقدام الامهات
ضربت يدها على الجدار لتقول بقهر بعد أن شقت دموعها طريقا على وجنتيها : تدري إيش يعني أم هي لي غسلتلك و كبرتك هي خلاتك تصير كذا و اللحين تجي تستقوي عليها هي لي عطاتك من حياتها كل شيء كانت توكلك و ماتاكل هي الوحيدة لي تقبل تقعد بردانة و تدفيك هي الوحيدة لي تقعد تسمع لشكاويك من دون ماتمل هي الوحيدة لي تتحملك رغم كل عيوبك
قطعت كلامها حين خانتها كلماتها التي لم تجد طريقة لتتجاوز بها صوت بكائها...
إلتفتت لشهقة أخرى أخرجتها هديل
التي إقشعر جسدها...
و رجفة ألم أصابتها لتبعث بدموعها التي تضن أنها لن تجف...

قالت بصوت متعب ظهرت فيه بحت وجع : مريض ، تدري أنك مريض لازملك تشوف أي مصحة نفسية تروح لها ، رميت أمك عشان إيش ؟
أجابها ليقول بصوت قاس : تستاهل هي لي وصلت نفسها هنا حتى مرتي و طفشت منها و مو غلطانة ماهي مجبورة تتحمل عجوز و تخدمها تزوجتني أنا مو عشان تكون ممرضة لذي
إستعادت قوتها رغم التعب الذي يصيبها لتصرخ قائلة : عشان مرتك ، مرتك ذي تقبل ترمي أمها ولا أنت ماعندك شخصية لي تقولك عنه تسويه و عيونك مغمضة ماتقدر لها تجي تستقوي على أمك حتى تدري الشنب ذا خسارة فيك لانك مو رجال
أمسك بمعصمها ليقول : تكلمي عدل و لاتخليني اوريك مين لي مو الرجال
نفضت يدها منه لتقول بصوت ظهرت فيه نبرة تهكم مقهور فيه : تعال أضربني كمان تعال ماقدرت لمرتك جاي تستقوي ، ليش؟ ماستحملت كلامي ! هاذي هي الحقيقة مافي رجال يرمي أمه و مرته تمشيه زي ماتبا ، تدري مافي فايدة من الكلام معاك روح شوف المدام يمكن قاعدة تتكلم مع أمها و لا صديقتها و تحكيلها كيف خلتك تطرد أمك لأنك غبي ، بس حيجي يوم و تندم تتمنى لو أنها موجودة أنا مؤمنة أنه مافي شخص يكره أمه بس فيه شخص قاسي و جاهل و حتندم لما تشوف عيالك يسولك كذا ، تندم لما تتوفى و هي مو مسامحتك وقتها بتشوف حياتك كيف تصير ، أنت مسلم صح ؟
هز رأسها بالإيجاب
لتكمل هديل بعد محاولة لتهدئة نبرتها : تعرف أن ربي قال «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانَا إِمَا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أحَْدُهُما اوْ كِلاَهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا افٍ وَ لَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلَا كَرِيمَا وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِي إِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَيَانِي صَغِيرَا » أظن انك تعرف ذي الآية قريتها و انت بالإبتدائي تجاهل كلام ربي كمان ماتدري أن رسول صلى عليه وسلم قال لما جاه واحد سأله يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك

وتستهر بأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن الأم و تمشي ورى مرتك ذي لي صدعتنا بها هي تروح عند أمها لي راضية عنها و انت كل ماتقدم على شيء تنغلق الباب بوجهك و هذا غير عن أنك ماتشم ريحة الجنة
لم يتغير شيء في ملامحه ليقول : إذا كسرت خاطرك لذي الدرجة خذيها و ريحيني منها بدل ماتجي تفتين عليا
ناظرته بغضب لتقول : ايوة حخذها لان راسك مثقوب و مافيه فايدة انك تعرف قيمتها
إلتفتت لها لتقول بحنان : خالتي تعالي معايا البيت ترتاحي
وقفت العجوز التي تمشي بخطى كسيرة و هي تراقب إبنها الذي حملته تسعة أشهر بين أحشائها و تعبت في ولادته و تربيته و هو يعطيها بظهره ذاهبا لزوجته
طلبت هديل سيارة تاكسي لتتجه إلى البيت
.
.
.

في الطابق الثالث من العمارة
تنتظر أمها التي راحت لتلبس عباءتها..
ليذهبوا إلى المستشفى عند أبيها...
حقد...
تحمله لتلك الرفيعة التي تلقى بسموم إلى داخل الجسم و تنفث الدخان في الهواء...
سجارة خبيثة...
رغم فخامتها وهي تتوسط شفتي الشخص الذي ينعم بصحته...
رغم أنها تظهر ضعفها الخبيث فقيل أنها تحترق لأجل إراحة الشخص...
إلا أن كل كاذب يكشف...
فبعد سنوات يدمنها الإنسان...
فتفتخر أنها و أخيرا ستقضي على هذا الذي يتبع شهواته...
تبعث بسموم مميتة في دم المدخن...
ثم تنتقل إلى الرئتين فتلوثها و هي تضحك بإستمتاع...
تستدعي شركائها...
أمراض...
خلايا سرطانية تحتل الرئة...
و هناك يندم الإنسان...
حين يشهد موته البطئ...
و يراقب أحباءه و حزنهم يزيد...
لكن بعد فواة الأوان لاينفع الندم...
كانوا متجاهلين لقوله تعالى
« ولا تَرمُوا بِأَيديكم إِلَى التَّهلُكَة »
إبتسمت لتخرج مع أمها
لازال شرودها واضح و هذا ماجعلها لا تنتبه إلى من أمامها لتقول بإنزعاج: وجع ماتشوفين
إبتسمت الأخرى لتنظر إليها قائلة : و الله أشوف نفسي أنا واقفة و أنت لي صقعتي فيني ، بس تدرين كنت رح أعطيك نظارة ممكن تساعدك بس شكل الخلل فمخك مو فعيونك
ناظرتها مريم لفترة بسيطة تريد فعل شيء لكنها متأخرة فدفعت لتين من أمامها لتقول : أبعدي أبعدي بس
جحظت عينا لتين بدهشة من حركتها لتمسكها من معصمها قائلة : هيه تلمسيني مرة ثانية بأكسر إيدك
ثم عادت لتين إلى شقتها وهي تستعجل أختها
في حين عضت مريم شفتها بغضب لتضرب الباب بقوة
و صعدت أمها قائلة : وين قعدتي تعالي ماأبغى أتاخر شوفي الساعة كم
أشارت لأمها بلحظة
ثم إلتفتت للباب الذي فتح و ظهرت لتين بملامحها البريئة قائلة : مريوم خلاص قلتلك الكتاب مو عندي أعطيته لغادة مدري ليش مو مصدقتني و فوق كذا تقولينلي كذابة الله يسامحك صح أني زعلانة منك
صدمة ظهرت على وجه مريم لتقول بتعلثم :كيـ ف
وبترت كلامها حين سمعت أمها تقول : ليش تقولي كذا للبنت خلاص قالت لك ماعندها الكتاب شوفي عند شذى ممكن يكون عندها
زادت لتين في تمثيلها لتقول : يا خالة وفوق كذا دايما تضايقني بالجامعة
صدمات متتالية ترمى على مريم
و زادت عندما سمعت أمها تقول : خلاص يابنتي كلنا صارتلنا ذي المشاكل و حتعتذرلك مريم
ثم أشارت لأبنتها التي قالت بدفاع : كذابة كل شيء قالته مدري من وين مطلعته
ظهر العتب المصطنع على وجه لتين التي قالت : أنا كذابة يعني مو فالعادة تضايقيني بالجامعة و تحارشيني
اما مريم فحقا لاتدري مذا تفعل بهذه الغبية الماكرة سمعت حدة صوت أمها التي تقول : مريم اعتذري
شدت مريم على كلامها بقهر و هي تقول : آسفة بالغبية لتين
إبتسامة شماتة إرتسمت على وجه الأخرى قائلة : عادي مريوم ماصار شيء و بعدين حنا زميلات
لم تجبها مريم لتتبع أمها إلى الخارج
في حين إلتفتت لتين لأختها لتقول : اوه كذا خلاص خذيت حقي ، عبالها بأسكت عن هبالها
ناظرتها رودينا بأسف لتقول : ماكذبت لما قلت عنك حقيرة شفتي البنت كيف صارت
رفعت لتين كتفها بلامبالاة لتقول : أحسن هي لي دايما تبغى مشاكل و أنا سكت لها كثير
وحين رأت التوتر على وجه أختها قالت : خلاص رودي لاتخافي و بعدين تراك عندي مو فالشارع
هزت رودينا رأسها لتقول ،: بس بيسألني بابا وين كنت و أكيد بيعصب
خرجوا من الشقة لتقول لتين و هي تغلق الباب : انا حأتكلم معاه و أقوله كمان إذا تجي. تقعدي كم يوم هنا
هزت لتين رأسها لتنزل متوجهت بسيارتها إلى البيت ذلك المسمى بأبيها
لاتنكر توترها...
لكن تستطيع التغلب عليه...

[ إنــتـهـ دمتم بود 🖤 ــــى ]


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-19, 12:05 AM   #20

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.