آخر 10 مشاركات
فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          075- رجل لكل العصور -جانيت ديلى(د.ك.ع)...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          عدد ممتاز - شبابى والقدر - جين سومرز - روابات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-21, 02:08 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




[ البارت الثالث و العشرين ]
.

سماء مغيمة رغم خيوط الشمس التي تسللت...
هدوء طاغي على الغابة....
كل واحد يصارع في احدى زواياها...
دون اصدار صوت...
فكل منهم يحلم بمكان الآخر...
عصفورة في قفص...
و مأجمل حرية الذهن...
و لؤلؤة شوكية تتدحرج..
هل لأحد ان يعيرها قطن !؟...
ممثل بارع في مقبرة...
الا تستحق ذكريات بعض الرثاء و الاحترام...!
و رمح مكسور...
صعب ان ترمى للمكان الخطأ...!
توقف الزمن في انحاء الغابة حين تلقى الجميع دعوة ..
بطاقة لم يفتحها احد...
الجميع متردد...
كانت آخر دعوة لهم الى هذا المكان...
فكيف للثقة ان تبقى..!
القى الكل نظرة من بعيد...
كانت دعوة لمسرحية...
تنتهي بعبارة

يا عاشقين المسرح هل لكم ان تزورونا بوردة

.
.
.

الجامعة
جالس مع اصدقائه عيناه تجول في المكان...
رفع معصمه ليلقي نظرة على ساعته...
متأخرة بنصف ساعة عن موعدها المعروف...
يعرف ان احتمالا كبيرا لن تأتي...
الا ان املا صغير بأن يراها يجعله ينتظر...

يجهل مايريده منها..
الا ان مرورها صار كقهوة مرة...
رفع رأسه لفهد القائل : يووه سامي و ربي فاتتك المباراة
سند نفسه على الكرسي قائلا : خلاص ابلشتني بالمبارات ذي قلتلك كنت مشغول
شرب مازن من قهوته قائلا : ايش الاخلاق التجارية دي
رفع حاجباه ليرد و هو يشير لطارق: مو شايفيني الا انا اهو دا لو ابتسم بيتشقق وجهه
رفع الاخر عيناه عن هاتفه ليقول : لا تنكت بالله
ضحك سامي قائلا : بالله مع مين تضاربت ؟ اي وحدة فيهم ؟
اعتدل فهد في جلسته قائلا : انشاء الله لي فبالي
هز سامي راسه قائلا : لا ذيك طيبة ، انشاء الله الغثيثة لي كل شويا تجي تدور مين عنده قلم
عقد فهد حاجبه قائلا : يوووه صح صح نسيتها ، الله يرزقنا فضاوتك و صبرك على غثاثتها
التفتو حين سمعو الاخر يقول : ايش عرفكم بس ، انتو اصلا تشوفو كل الناس غثيثين
قدم سامي جسمه عن الطاولة التي تجمعهم قائلا : قول مين و انا بساعدك تراني خبير
رفع الاخر حاجبه قائلا : خبرتك خليها لك
التفت سامي لمازن قائلا : شايف جزاتي ، ماشي بعذره شكله انقفط مع صديقتها او جارتها و موعارف يرقعها
ثم اكمل حديثه نحو طارق : نصيحة مني ابعد قد ماتقدر عن البنات ، تخيل لو تجمهو كلهم و قلبو عليك ، ترى قد صارت بس ذاك قتلوه يمكن انت يخلوك مجنون او
قاطعه قائلا لمازن : بالله عليك لو خليتو ساكت مو احسن
رفع سامي عينه حين رأى خلود داخلة يناديها ثم قال : شويا و راجع
توجه لها قائلا : صباح الخير
ردت قائلة : صباح النور
وضع يده في جيبه قائلا : كيفك
عقدت حاجباها قائلة : الحمد الله ، مسكون انت ؟
عقد حاجباه بصدمة : بسم الله وش لي مسكون
هزت كتفاها قائلة : مدري عنك صاير مؤدب
تنهد ثم قال : شسمه صاحبتك مو جاية ؟
عقدت حاجباها ثم قالت : اي وحدة ؟
رمش عدة مرات..
لا يدري هي غبية ام تستغبي ؟
ثم قال بقلة صبر : بالله عن مين بسأل مثلا ، شذى جاية ولا لالا
هزت راسها حين استعابها ثم قالت : ااه ، مدري كلمتها الصباح بس ما سألتها
شتت نظرها ويده مشغولة في جيبه : اه كيفها ؟
طال صمتها ليبعث انظاره نحوها
ثم قالت : مو بخير
ايا ليته لم يسأل...
و كان قلبه توقف لثواني..
و اكمل دقاته بمعزوفة مجنونة جسدت الخوف الذي اغتمره..
بلع ريقه ثم قال : اه اتصلي عليها
عقدت حاجباها لترد : ليه ؟
حاول ان يأخذ نفسا..
اسئلتها المستفزة تكاد ان تفقده اعصابه ..
ثم قال بنبرة حاول تهدئتها : لاحول ممكن تتصلي عليها شوفي اذا جاية
ظهرت عليها إبتسامة استفزته قائلة : طيب ليه
زفر ثم قال بقلة صبر : بتتصلي و لا اروح
اخذت هاتفها و هي تقول : طيب طيب باتصل

بعد رنتين ردت شذى قائلة : هممم
عقدت خلود حاجباها قائلة : نايمة ؟
رفعت شذى نفسها من الاريكة ثم قالت : لا بس مرة مصدعة فيه احد ببيتكم ؟
سكتت خلود لثواني ثم قالت : انا خلود
هزت راسها ثم قالت : ااه مومركزة من وجع راسي
سحبت خلود كرسي لتجلس قائلة : طيب اشربي بنادول يمكن يخف
تنهدت شذى قائلة : مالي خلق بعدين اشوف ، الا انت ليش متصلة
رفعت حاجباها قائلا : كيف مالك خلق اشربيه بيخف الصداع
ظهرت ابتسامة عليها لتقول بتهكم : الصداع لي بيخف وجعه مايتقارن مع لي احسه ، عارفة البارحة قعدت افكر و عرفت شيء كل واحد احبه قاعد يروح مابقيتي الا انت و مريم اذا نفسكم تبعدو ابعدو اللحين خلاص ماصار يهمني اصلا ليه نحب ناس عشان فالاخير عارفة بيصير شيء يفرقنا بس استوعبت دا الشيء متأخر لو من البداية ماتعلقت بأحد ماكان صار شيء و لا أتأثرت لذي الدرجة
ظهرت الصدمة على خلود مما جذب سامي الذي هز رأسه بتساؤل
رمشت عدة مرات ثم قالت : ايش تخرفي انت
ردت شذى بنبرة هادئة تخللها حزن : ماراح تستوعبي لي اقوله
تنهدت خلود لترد : جاية للجامعة ؟
شذى : لا مو ناقصني الا اقابل الاشكال لي هناك
خلود : بتجين !
رفعت شذى حاجباها : غصب هو قلتلك ماابي
ردت خلود بنبرة تخللتها حدة : ايوة غصب دام اذا قعدتي لوحدك بتبدي تألفي كلام و تصدقيه ، ايش معنى لو متعرفت على اي احد و ماتعلقت بأي احد بيكون احسن !! خلاص بكيفك مو احنا صرنا مانهم عيشي وحيدة و شوفي كيفف بتفيدك و اقعدي طول حياتك الفي كلام و صدقيه
ثم تنهدت حين سمعت شهقة شذى تلتها سلسلة اخرى
و قالت : اوف شذى مايصير تقعدي لوحدك تعالي
رفعت عيناها لذلك الجالس بكرسي امامها و حركة رجليه قد بدأت توترها
ابعدت الهاتف قائلا : وقف رجلك وترتني
اما هو فآخر همهم توترها..
كل فكره للتي لا يصله الا كلامها المجنون...
اي احد يراه من بعيد يستغرب من ملامحه المشدودة...
مد يده قائلا : هاتيها
رفعت حاجباها بدهشة
ثم قالت : شذى سامي يبي يكلمك
توقف صوت بكاؤها لتجحظ عيناها فور سماعها لاسمه..
لكن ثواني و نزلت دموعها حين سمعته يقول : شذى
وقفت من مكانها لترد : امم
ابتعد عن المكان متوجها لأحد المقاعد في حدق الجامعة ليقول : متذكرة مرة لما قلتيلي يا ريت ماعرفتكك
بلعت ريقها لتقول : اي و لا حبيتك
اخذ نفسا ثم قال : ايش رديت عليك ؟
سكتت لثواني و هي تسترجع حوارهم الاخير..
او جدالهم...
لترد بصوت هادئ : ايش تبي ؟
رفع حاجباه قائلا : ماتذكر كدا رديت
دخلت غرفتها لتقف امام الشباك قائلة : قلتلي لا تقولي شيء من ورا قلبك و تحاولي تصدقيه ، و هالاقل احترمي كل دقيقة حلوة كانت بينا
ابتسم ليقول بنبرة هادئة : طيب ممكن تستعملي النص الثاني من لي قلته و لا تقفلي
رفعت حاجباها قائلة : اخلص ماني ناقصتك بجد
رفع حاجبه ثم اردف : مدري ايش قلتي بزبط ، بس لي فراسك طلعيه لو ماتعرفتي على احد كان من اول شيء صارلك انكسرتي عمرها الوحدة ماكنت شيء كويس ، انتي عارفة انه فيه ناس يحبوك و انت ماتبيهم يحزنون و ذا لي بيخليك تحاولي تطلعي من لي انت فيه ترى انتي ماتستفادي شيء بالعكس رح تضري لي يحبونك الا اذا ماكان اي احد يعنيلك شيء ذي مشكلتك
سكتت لثواني ثم قالت : و مين انت عشان تتدخل
رفع حاجباه ثم قال : انا واحد سمع كلامك و استفزني
سندت جسمها على النافذة قائلة : مو خلصت كلامك يلا سلام
ابتسم ليقول : لسى ماخلصت
تنهدت لتقول : ايش باقي كمان
زادت ابتسامته ليقول بصوت جدي : شذى
جلست على سريرها لتقول بتوجس : ايش فيه
اعتدل في جلسته قائلا : لازم تجين
رفعت حاجباها لتقول بخوف : ليه ؟
سكت لثواني
لتقول.شذى : اخلص ايش صار
ابتسم ليكمل : انقذيني فيه وحدة ناشبتلي كل شويا جايتني
توقفت حركة يدها لتقول : مين دي ؟
وقف ليمشي قائلا : وحدة ماتعرفيها
سكتت لثواني ثم قالت : ايش لي انا ، مو انت اصلا فجأة تسير مبسوط و الحياه وردية لما تقعد معاك وحدة ليه اقطع سعادتك
اطلق ضحكة ثم قال : ههههههههههههههههههههههههه من وين الاكتشافات ذي
عقدت حاجباها بانزعاج من ضحكته لتقول : من الاخر مو جاية
رفع حاجباه ثم قال : بكيفك يلا
قاطعته قائلة : دقيقة ، لو جيت لاتقعد تستهبل على راسي
ابتسم ثم قال : كيف استهبل على راسك ذي ؟
فتحت خزانتها و هي تقول : يعني ماابغى اسمع زي ضحكتك المستفزة ذي لي قبل شويا
رد عليها بتهكم : تبي تمحي ابتسامتي و ضحكتي
اخرجت ملابسها لترسم ابتسامة بسيطة..
اتقول ان ضحكته تجعل قلبها يتمرد فيبعثر بدقاته انفاسها و يبث الشعور المخيف الذي تكرهه....
وضعت هاتفها على اذنها لتثبته بكتفها الايمن و هي ترتب الملابس التي تبعثرت قائلة : اممم و كمان مو كل شويا تقول اسمي
اطلق ضحكة ثم قال : ههههههه لا ياشيخة ايش اقولك يا بنت الحلال
مسكت الهتف بيدخا لتقول : ترى و ربي بقفل ، اصلا انا جاية بس عشان كلاس مهم
ابتسم ليقول : واضح مرة مهم
الا ان انقطاع الخط اوقفه ليطلق ضحكة
و يتجه نحو خلود...
يعرف كيف يخرجها من حزنها حتى لو بإستفزازها...
مد لها بالهاتف قائلا : جاية
اخذت الهاتف ثم قالت : كيف اقنعتها
رفع كتفه قائلا : مااقنعتها هي اقتنعت لوحدها
ثم اضاف : شكرا
ابتسمت له ليبتعد متجها نحو درسه الذي يبدو انه قد تأخر عنه بضع دقائق
.
.
.
في المستشفى
ابتسمت ملك و هي تودع مريضتها لتعود الى مكتبها خطوات رسمها كعبها الابيض
ابتسمت حين رأت صبا القائلة بضحكة بسيطة
: ملوكة اليوم اطربتينا بالابيض ههههههههه
ابتسمت ملك التي القت نظرة لكعبها الابيض و الذي لا يفارقها مهما كانت الوانه
فتحت باب مكتبها لتدخل و تبعتها صبا القائلة : متى طالعة
التفتت لها ملك بتساؤل لترد : ليه تسألين ؟
تقدمت صبا لتجلس في كرسي ملك وراء مكتبها قائلة و هي تحرك احد الاقلام : ولا شيء سؤال بس
اقتربت ملك لتتكئ على المكتب و قابلة وجه صبا لترد : الجواب ذا قوليه لغيري
ثم ابتعدت لتكمل : اول شيء هذاك مكاني ثاني شيء بطلع لما يخلص الدوام
وقفت صبا قائلة : هو دا مكانك مارح آكله
ابتسمت ملك لتقرص خد صبا قائلة : بيجي يوم و تقعدي فواحد زيه
ضحكت صبا قائلة : بيصير اسمي دكتورة صبا ههههههه
رفعت ملك رأسها قائلة : تستاهلينه
جلست الاخرى على احدى الارائك الفردية لتردف بجدية : تعرفي بيتها ؟
ابتسمت ملك بنظرة تحذير قائلة : مين ؟سلمى !
عقدت الاخرى حاجباها بإستغراب لترد : ايوا سلمى
رفعت كتفها لتقول : مدري نسيت بعدين اشوف
ثم اضافت قائلة : لبارحة تكلمت مع مرام قالتلي انو كان فيه واحد يتبعها عشان يعرف بيتها و المشكلة حتى لما عرفه ظل يتبعها عشان يعرف حاجات كثيرة عنها بعدين طلع واحد حرامي و بلغت عليه تخيلي نسوي كذا فسلمى عشان نعرف بيتها ههههههههههه
ابتسمت صبا حين فهمت مقصدها لتقول بعد ضحكة : هههههههههه و الله انا بديت اشك تسكن فخرابة عشان كذا ماحبت تقول فين بيتها
هزت ملك رأسها لتقول بعد ضحكة كتمتها : خلاص مدري ليش الا تبي تعرفي بيتها فين
اعتدلت صبا في جلستها قائلة : خذت سلفة من عندي ز رقمها غيرته كل مااروح لمكان شغلها يقولو مو موجودة و بيتها مانعرفه و الله شكلي رح اقعد الاحقها طول عمري كذا
اطلقت ملك ضحكة لتقول : هههههههه تعالي نتغذا و سيبينا من سلمى ذي
لحقتها صبا قائلة : اي عشان مو انت لي فلوسك راحت
اكملت ملك ضحكتها
اما صبا فاعتلها ابتسامة حين عرفت خطتهم القادمة..
لاطالما قالت ان ملك اكثر انسانة حريصة رأتها في حياتها..
الا انها تحمد ربها انها كانت بهذا الحرص فاحتمال كبير توجد اجهزة تنصت في المكاتب و لا شيء يستبعد من تلك الشيطانة..
اختفت ابتسامتها و اعتلتها نظرة حقد لتكمل طريقها نحو ملك. ..
.
.
.

ساندة جسدها على الجدار..
نظرات المحيطين تتفحصها بتساؤل عن سقوطها بينهم...
هل المكان كئيب ام تلك نظرتها...
ثلاثة جدران كانت باهتة...
البست بحقد...
او اشتياق...
او ندم...
اختلفت العبارات المكتوبة...
لن تلوم هذه الجدران على كآبتها...
فكم من مأسات سمعتها...
و كم من افكار احتضنتها...
و كم من مرة تشمتت...
قضبان حديدية تقابلها...
مرصوصة جنب بعض بصلابة...
هل وضعت لمنع الهروب...؟
او لتكون فاصلا في حياة المرء...
تذكره ان عند دخوله سيتغير...
سيخرج ببعض من الندم...
او بحقد اكبر...
لم تختلف كثير عن الحياة...
لاطالما وضعت امامنا قضبان...
تمنعنا عن التقدم...
خوف..
تردد...
رهبة...
تفتح بعد مدة...
نسرع الخروج بلهفة...
نغدو نحو قضبان اخرى...
اما كان يجب معرفة سبب...
سبب التخلص منها...
نسرع غير آبهين لشخص حررنا...
او موقف انتشلنا...
نأخذ التفاحة من الشجرة لنحرقها و نذهب...
ام نأخذ قلبا نستبدل الكسور به
ثم نغدو نحو قضبان ثانية...
محملين بندم...
انتشلها من افكارها صوت يناديها بأن هناك من سيقابلها...
خرجت بهدوء...
و هناك من يجرها هذه المرة...
ستشكره في سرها فقد ساعدها في ان تجر حملا...
تدري ان العائلة رفضت العفو...
و هي رفضت العفو..
جلست على الكرسي المقابل لمحاميها الذي لابد ان ابيها من عينه
سردت له ماجرى
ليقول : بحاول اكلم اهل الطفل و بيتنازلو انشاء الله
ابتسمت بتهكم لتقول : مافي احد بيتنازل عشان فلوس ، و لدهم بين الحياة و الموت مو رجله مكسورة و لا مجرد جروح
ابتسم ليطمئنها قائلا : بقنعهم ، خاصة انه العيلة على قد حالهم بنغريهم بفلوس و
تنهدت لتقول : استاذ احمد ترى مو دايما الفلوس تحل المشاكل ، في حاجات مافي شيء بيعوضها
رد بثقة : بحل الموضوع
هزت رأسها لتعود و يداها مكبولة باصفاد و يد نجرها لتعود لمأواها الجديد
.
.
.


و في مكتبها بالمستشفى
كانت جوليا جالسة على كرسيها و تدور يمنة و يسرى...
وصلها ان لتين قد سلمت نفسها...
و بشكل مايجب ان تصل لمحاميها لتفهم منه الحادثة
اخذت هاتفها و دققت النظر...
لتبتسم فور تذكرها لرقم محامي ليث..
تسابقت اناملها الرشيقة على الارقاء
ثم وضعت الهاتف في اذنها منتظرة الرد
بعد رنتين رد
لتقول : السلام عليكم استاذ احمد ؟
ابتسم : و عليكم السلام ، نعم تفضلي
ابتسم لتعتدل في جلستها قائلة : انا جوليا ، زوجة ليث السابقة
انعقدت حاجباه بتعجب ثم تنحنح قائلا : اهلا اهلا كيفك
جوليا : الحمد الله بخير ، حابة اسألك عن قضية اذا ماغلطت انت ماسكها ، لتين..
عقد حاجباه ثم رد : ايوة انا ماسكها
وقفت متجهة نحو النافذة لتقول و نظرها متجه نحو المدينة امامها : حلو ، ممكن اعرف بالتفصيل ايش سار ، و انا بساعدك
اوقف احمد سيارته جانبا ليقول بتعجب : تساعديني !
رفعت حاجبها لترد بنفس النبرة الهادئة : لي فالسجن يهمني انها تطلع سالمة فاقرب وقت ، و اظن ليث مااخفى عليك انها بنتي و اي ام بتسوي لي اسويه
ابتعدت عن النافذة لتضيف : ابغى اسمع التفاصيل عن لي صار ، و اتمنى انه ليث مايعرف لا بتصالي و لا بمساعدتي
اخذ احمد نفسا ليسرد لها
و كانت جوليا مستمعة جيدة...
فلم يفتها لا اسم عائلة الصبي...
و لا اسم الشارع...
ولا ساعة وقوع الحادث...
اغلقت الهاتف بعد ان شكرت احمد و وعدته بفنجان قهوة بالايام القادمة...
اخذت معطفها لتخرج...
متجهة نحو سيارتها...
ستبدأ اول خطوة...
و ككل مذنب يراوده شك ان هناك من ينتقم...
تحركت السيارة متجهة الى عنوان الحادث
اخذت جوليا بهاتفها لتتصل بإليزا
التي ردت بعد عدة رنات قائلة بصوة مبهج : توني كنت بتصل فيك
ابتسمت جوليا قائلة : بس سبقتك
ابتسمت اليزا قائلة : زي كل مرة بس انا لما اتصل اسأل عنك مو زيك رح تسألي فيني و مع مين و كدا
ضحكت جوليا لتقول : ههههه اتطمن عليك يا قلبي

ابتسم اليزا قائلة : اك بطمنك ان برى بالشارع امشي
رفعت جوليا حاجباها قائلة : عارفتك ماتمشي لوحدك ، و فؤاد فالدوام ، سيلا فالمدرسة مع مين يعني ؟
زادت ابسامة اليزا لتلقي تظرة على انس قائلا : un ami ( صديق )
عقدت جوليا حاجباها ثم قالت بترقب : qui ؟ (من ؟ )
اخذت اليزا نفسا لتقول : بعرفكم على بعض فيوم ، و رح تحبيه
تأففت الخرى لتقود : اليزا لا توثقي فاي احد
رفعت اليزا حاجبها لترد : ماوثق انا فاي احد و انت عارفة مو اي احد اكلمه يعني واثقة فيه
تنهدت جوليا لتقول : دراستك !؟
ظهر التملل على وجه اليزا لتقول : euh laisse tamber ( لا يهمني )
زفرت الاخرى لتقول : يلا باي بنتكلم بعدين
اغلقت جوليا الخط لتنزل في شارع الحادث...
رفعت حاجباها باستنكار...
كيف لها ان تسرع في مكان كهذا..!
جالت اعينها في المكان لتذهب لاحد المحلات
.
.
. اما اليزا فودعت انس قائلة بعد ان اوصلها لمكان اقرب لحيها : شكرا مرة اسعدتني ، يمكن هو شيء بسيط بس بجد مارح انساه
ابتسم لتضيف : و كمان مارح انسى انو بس انا لي حكيت عن النفسي المرة الجاية انت بتحكيلي عن نفسك
ضحك قائلا : ههههههههه ايش بيفيدك
رفعت نظرها نحو مقلتيه التي صارت تنجنبها لتقول : حابة اعرف انس النسخة لي مخبيها عن الناس ، لكل منا نسخة محد يعرفها نخبيها او نحميها
شتت نظره ليقول : و انا عرفت هند لي محد يعرفها ؟
شل تفكيرها للحظة ثم استدركت الموقف حين تذكرت كذبتها لترد : عرفت جزء منها بس في نسخة اعمق ، ماتطلع مع اي احد
ابتسم ليقول : بيكون لي الشرف اعرفها فيوم ؟
ضحكت لتقول : ههههههههه ليش لا ، بما انك بتكون اول واحد تشوفها لا تخيبها
شاركها ضحكة قائلا : ياشيخة خليني اقابلها اول ، و مارح اخيبها
ايتسمهت لتتنهد قائلة : شكرا مرة ثانية باي
هز راسه قائلا : مع السلامة
خرجت لتغلق الباب مشيرة له بيدها
و خطواتها تنساق نحو طريق لاتعرفه و لازالت ابتسامة تعلو محياها...
و كأن العالم قد شل و لم تبقى فيه الا هي...
اهي السعادة..؟!
و هل وجود لسعادة ابدية...
قطعت عليها افكارها سيارة مرت مسرعة كادت ان تطيرها..
لتبتعد بخوف و دقات قلبها تزيد...
وقفت لثواني محاولة ان تتذكر اي طريق كانت ستسلكه...
ذهبت نحو اليمين ثم تذكرت انه اليسار لتعود بخطواتها بفكر شارد لا تبتعد عنها مقلتان عسليتان..
احبت الشعور الا انه مخيف..
اقتربت من سيارتها لتركب ...
و قد اختفت ابتسلمتها...
بثت الرهبة في نفسها...
كيف لعقلها ان يتوقف هكذا...
تنتشل من عالمها...
و كأنها صعدت داخل فقاعة الى السماء...
و لا تفارقها الا صورة واحد...
هزت راسها بسرعة لتطلق تنهيدة حارة...
ثم توجهت الى حي هديل...
لم تزره منذ مدة الا انها هذه المرة لن تزور البيت...
مدرسة امل هي وجهتها..
.
.
.
رفع صاحب المحل حاجباه بإعجاب من السيدة التي دخلة باناقة تظهر مكانتها...
ابتسم مرحبا
لتقول جوليا : صار حادث هنا قبل كم يوم ، لو سمحت ممكن تشوف تسجلات الكميرات
رفع حاجباه بتعجب من اسلوبها و كأن المحل تحت امرتها
ثم قال : آسف مااقدر اوريها لاي احد خاصة
قاطعته و هي تخرج مبلغا من حقيبتها قائلا : خاصة ايش
اخذ المبلغ ليحسبه قائلا و هو يشير : تفضلي
ارتسمت ابتسامة جانبية على ثغرها لتجلس و هي تشاهد سيارة لتين تتقدم بسرعة ثواني و القي الفتى امامها
عقدت حاجباها لتقول : ممكن ترجع شويا
ارجع الرجل الفديو ثانيتان ليوقفه
عقدت جوليا حاجباها و هي تدقق في جسد الذي دفع الطفل ثم اكمل طريقه
طلبت منه ان يكبر الصورة الا ان وجه الفاعل كان يغطيه السواد
ارجعت الفديو خمس دقائق للوراء و ظلت تتبع تحت انظار البائع المصدومة..
حي هادئ...
مر ذلك الفاعل و الطفل امامه ليدفعه نحو السيارة...
ضحكت بصدمة و هي تراه يكمل طريقه بهدوء...
اخذت هاتفها لتتصل بأحمد طالبة منه المجيء على الفور...
ثم التفتت للرجل الاربعيني ذو الكرش البارزة قائلة بإبتسامة : كنت رح اشكرك ، بس فلوسي ماراحت على الفاضي
.
.
.

دخلت الجامعة بتملل...
تعرف انها متأخرة حتى اغلب الطلاب فقاعاتهم..
جلست على احد الكراسي..
و التفتت الى حقيبتها لتخرج هاتفها...
الا ان يد اخذته جعلتها ترفع رأسها..
لتأفأف حين رأت سجى واقفة..
ثم قالت : هاتيه و توكلي مني ناقصتك
رفعت سجى عاجبها لتشير بالرفض ثم قالت بهمس : سمعت اشاعات و حابة اتأكد
مدت شذي يدها لتأخذ هاتفها بعنف ثم قالت : قلتيها اشاعات يعني ناس فاضيين زيك محد يسمعلهم من غيرك
ابتسنت سجى قائلة : جارتك انسجنت
عقدت شذى حاجباه لتقول : مين !؟
سجى : ذيك لي رافعة خشمها لتين و لا مدري ايش اسمها
ظهرت علامات الدهشة على وجه شذى لتتساءل : اه عرفتها بس ليش

رفعت كتفها بلامبالاة لتقول : مدري عنها اصلا البنت موطبيعية ساكنة لوحدها و شايفة نفسها
ثم اضافت قائلة : اهو حقك جاي
توسعت عينا شذى لتتسارع دقات قلبها قائلة لسامي الذي جلس على الاحد الكراسي المقابلة لها : مو كانت عندك محاضرة
ابتسم ليشتت نظره قائلا : استأذنت
ردت سجى بتهكم : قول انطردت عادي
تجاهلها ليقول بعد ضحكة : هاه و فالاخير جيتي
ابتسمت لترد الا ان سجى قاطعتها : هو انتو رجعتو لبعض
تافافت شذى بتملل لتقزل : لاحول ولا قوة الا بالله ايش لك انت ليه جاية عندي و انت عارفة و انا عارفة اني ماطيقك و انت ماتطيقيني
رفعت سجى حاجبها وهي تنقل نظرها لسامي لتقول بغمزت : طلعت تلعب على حبلين ههههههه
عقد حاجباه بتعجب لتغادر
بلعت شذى ريقها..
رجفت سرت في جسدها جعلت فكها يرتجف..
و كم تكره العبرات التي تخنقها في الاماكن الخطأ..
فتجبر على كبح دموعها...
رفع حاجباه بدهشة حين لاحظ انقلاب حالها ليقول : لا يكون صدقتيها ، تراها تألف من راسها
رسمت شذى ابتسامة لتهز كتغها الايمن قائلة : و ليش تبرر ، طيب و اذا كلامها صح ايش لي انا
ابتسم قائلا : ابرر عشان كلامها غلط
ثم اضاف بجدية : كيفو ابوكي
هزت راسها لتقول : كلمت فارس الصباح قالي وضعو مستقر بس لسى ماصحى
ابتسم ليقول : بيصحى فاقرب وقت انشاء الله
شربت من كوب قهوتها قائلة بتهكم : تعجبني لما تتكلم بثقة كانك كنت دكتور معاهم
ابتسم ليقترب منها قائلا بهمس : بقولك شيء بس يبقى بيننا
رمشت عدة مرات لتهز رأسها بتساؤل
تنهد ليقول : اوعديني يبقى بيننا
بلعت ريقها بتوتر لتقول : و ربي يبقى بيننا ايش فيه
اقترب اكثر ليقول بهمس : متأكدة
زفرت بعصبية لتقول بحدة : ايش فيه و ترت اهلي
عقد حاجباه ليقول : انا فالحقيقة دكتور بس متخفي و كنت معاهم
قاطعته قائلة بنفس الحدة: و ربي انا الغبية لي اتكلم معاك
اطلق ضحكة صاخبة
لتقول شذى : هي ذي الضحكة المستفزة لي تلعب على الاعصاب
ابتسم ليفتح فاهه الا ان هاتفه الذي رن قاطعه
القى نظرة على المتصل ليجده رقم غريب
رد ليقول : الو مين ؟
جاءه صوت يعرفه قائلا : سلام عليكم
اختفت ابتسامته ليقول : ليه متصلة
اتاه صواها الجاد قائلا : لازم نتكلم
زفر بملل قائلا : ايش فيه
جوليا : مو على الجوال تعال البيت
عقد حاجباه قائلا : مشغول يلا سلام
قاطعته بحدة : ضروري
رفع حاجبه ليقول بنفس البرود : ضروري اتكلمي هنا مو لازم اقابلك
خىجت جوليا من المحل بعصبية لتقول : اسمع حاول كيف ماتحتك فناس كثير يعني ماتعرفهم اي و كمان انتبه
قاطعها قائلا : اهتمامك دا خليه عندك يلا سلام
ثم اغلق الخط ليضيف هذا الرقم لقائمة الحضر
لا يدري ما الذي ترديه..
الا زالت لاعبة خفة تخرج مفاجآة من قبعتها...
تارة يخرج منديل احمر و اخر ازرق...
تغرس السيوف في صندوق فيخرج من بداخله سالم..
لابد انها لا تجيد الثانية...
قاطعه صوت شذى القائلة : امك ؟
هز رأسه
لتكمل : ليه تكذب انت تحتاج اهتمامها
رفع حاجبه قائلا : مااكذب تعودت
اخذت نفسا لتبتسم قائلة : تكذب على نفسك و لا عليا و لا عليها ، عمرك ماتعودت حتى يمكن ذا كنت تنتظره من زمان بس انت مو واثق فيها خايف فجأة يروح
رمش عدة مرات ليشتت انظاره
ثم اكملت : في حاجات تحتاج فرصة ثانية

تنهد ليسند نفسه على الكرسي قائلا و هو يلوح بيده اليمنى : مااقدر اكون زيك ، عاطفي و افكر بمشاعري
تبتسمت لتقول : سامي تصرفك كلو على بعضو بتمشيه مشاعرك
ارتسمت ابتسامة جانبية ليرد : على الاقل فيه منطقية ، زي ماسابتني اول مرة بتعيدها مية مرة الانسانة لي سوت كذا مستحيل انتظر منها اهتمام
ابتسمت شذى لتسند نفسها على الطاولة : ايش المشكلة لو كسرنا المنطق مرات عشان نعيش حاجة تعوضنا عن لي راح و يمكن عن لي جاي
ثم اضافت بنبرة اخف : و الدليل احنا لو بالمنطق كان ماجيت لك ولا طلبت مساعدتك و احنا قاعدين مع بعض اللحين
رفعت كتفاها لتضيف : يعني ماانكر او بيننا حاجات اتمنى انساها
شتت انظارها و عضلاتها مشدودة حين احست بحركة رجله اسفل الطاولة
ابتسم قائلا بنفس الهدوء : طيب ليش بنكسر المنطق
رفعت كتفاها لتقول : مدري ، يمكن اننا تعودنا او عشان نعوض
شتت نظره ثم قال : او يمكن نحتاج فرصة ثانية
مدت يدها التي اصبح ارتجافها واضعا لتأخذ كوب القهوة و ترتشف منه ثم قالت : مااظن ، جرحنا بعض كثير !
هز رأسه ثم قال و هو يحرك غطاء قارورة ماء امامه على الطاولة : يعني معترفة

ابتسمت بتهكم : انت لي بريء
عقد حاجباه ليرد : استفزيتيني
هزت رأسها لتكمل بنفس النبرة : كلامك ماكان له داعي
تنهد ليعتدل في جلسته ثم قال : ترى بنتكلم فشيء راح
ابتسمت لتقوب : قصدك موضوع قعد مففتوح
رفع حاجبه ثم اردف : ماقعد مفتوح بالعكس انتهى و مدري ليه كل مرة تفتحيه
سندت نفيسها على الكرسي..
اتكذب...!؟
ام تجرؤ لتقول الحقيقة ...
اتقول ان شوقا يسطر جمل عتاب...
لعل التفاهم يكون نهايتها...
بلعت ريقها لتقول و هي تحول ان تخفي رجفتها بجسم مشدود : حابة اعرف مين الغلطان
ضحك بتهكم ليقول : ههه مدري مين غلطان
رفع هاتفه ليكمل : دي لي كنت اكلمها قبل شوي هي لي بدتها و انت كملتيها
انتبه اخلود التي اتت ليقف قائلا : يلا سلام
فتحت فمها لتناديه الا انه ابتعد لتحل مكانه خلود المتسائلة
فردت بتذمر : اول ماجيت بدت سجى ديك تستهبل على راسي و ذا اللحين مدري ايش بو زعل و بابا فالمستشفى و ربي نفسي ابني كوخ فنص الغابة و اعيش لوحدي
ابتسم خلود قائلة : امم يعني لما قلتلك انا تعالي طنشتيني و لما قالك هو جيتي
زمت شذى شفتيها لتقول بعصبية : يوم زي الزفت
رفعت خلود حاجباها لتمد لها بقارورة ماء : اشربي و اهدي
اخذت شذى قارورة الماء لترتشف منها ثم قالت : و سجى الزفت ذيك قوليلها تبعد عني و لا برتكب فيها جريمة
ابتسمت خلود قائلة : ليه ايش صار
تنهدت شذى قائلة : عندها عاهة فمخها اشك و ربي مريضة
قاطعها صوت مريم القائلة : شذو
التفتت لها الاخرى لتقف و تحضنها
رغم العبرات المحبوسة الا ان حضنا من صدقتها جعلها تطلق دمعتان
ثو جلست ليكملو حديثهم
.
.
.
في سيارتها الحمراء..
صوت اغاني اجنبية يصدح في المكان..
ابتسامة عريضة تزين ثغرها...
انتبهت لحي هديل لتوقف السيارة و تنزل في اوله...
و اخذت تمشي و كل الانظار الفضولية متجهة لها...
نظارة شمسية تغطي عيناها الزرقاء...
فاخفت حماسها...
تقدم لها احد الاولاد ليقول : يوووه حلوة ، انت تسكنين هنا
رفعت حاجباها بتعجب لتقول للطفل ذو العشر سنوات : شكلي يبين اني من هنا
هز رأسه بالرفض ليلقي نظرة خاطفة الى محفظتها و يسحبها..
جحظت عيناها لتشهق و بردة فعل سريعة سحبتها بقوة لتترنح و تطلق شتيمة متذمرة...
ثم اكملت مشيها تحت الاستهزاءت التي تنهال الى الطفل من اصحابه...
اختفت ابتسامتها و تحول ملامحها للقرف و العصبية..
زفرة لتقول لعجوز يجلس امام باب بقالة يقرأ جريدة : لو سمحت
رفع رأسه لتكمل : ممكن اعرف وين القى مدرسة النور
ابتسم ثم قال : روحي سيدا و لفي يسار رح تلقينها على يدك اليمين
هزت رأسها و شكرته ثم اكملت مشيها و اعينها تنتقل على البيوت البسيطة...
و الاطفال لاعبين الكرة...
اما البنات فاخذو من احدى الزوايا مكانا لهم...
امرأتان توقفتا للتبادلا اطراف الحديث..
لا يصلها الا كلمة تلتقطها ثم تكمل خطواتها...
تنحت جانبا حين مرت سيارة قديمة الطراز..
لترفع حاجبها بتعجب هامسة : لسى موجودة ذي السيارات !
ابتسمت حين رأت البنات يخرجون من المدرسة...
رفعت رأسها و انظارها تبحث عن شخص..
ابتسمت لتطلق صرخة حماس داخلها..
ثم اكملت مشيها خلف الفتاة و صديقتها..
الا ان الاخيرة لم تطل مشيها و توجهت لبيتها..
اخذت اليزا نفسا ووضعت نظارتها في حقيبتها...
ثم اخذت هاتفها ووضعته في اذنها و راحت تجري بخطوات سريعة...
الا ان اصطدمت بكتف الفتاة ووقع هاتفها ثم تبعته متأوهة...
شهقت الفتاة لتبتعد متأسفة ثم قالت : انت بخير
عقدت اليزا حاجباها بألم و رأسها منخفضا فغطت خصلات شعرها ملامحها ثم قالت بصوت متألم : رجلي !
شدت امل على شفتيها لتقول بحيرة : اذا جيتي بسيارة ، هي هنا ؟
هزت اليزا رأسها بالرفض لتقول : اه لا
ثم رفعت رأسها لتكشف عن وجهها و اكملت : مو قادرة امشي !
عقدت الاخرى حاجباها بتعجب و هي ترى وجهها و كأنها قابلتها من قبل ثم قالت و هي تشير للباب الذي يبعت مترا : بيتنا قريب تعالي ارتاحي يمكن يخف الالم بعدين روحي لمستشفى
هزت اليزا رأسها بشكر ثم قالت : آه انت امل اخت هديل
هزت امل رأسها بتعجب لتقول و تمد يدها لاليزا: ايوا نعم ، حتى انا حاسة شايفتك بس مدري وين
ابتسمت السزا رغم الالم الواضح غي ملامحها : قد جيت مرة بيتكم فعزا امك الله يرحمها
هزت امل رأسها بحزن ثم قالت : الله يرحمها ، اي تذكرتك تعالي الببت ارتاحي
تنهدت اليزا و هي تستند على الاخرى قائلة : لو شافتني هديل رح تطردني علاقتي معاها جدا سيئة ذي الفترة اصلا كنت جاية ابا اصالحها بس شكلها مو كاتبة
هزت امل راسها لتقول : لالا ماتهتمي اصلا هي مو فالبيت اللحين
ايتسمت اليزا لتدخل معها الى المجلس...
ثم جلسو و تبادلو اطراف الاحاديث...
و تعرفو على بعض..
كما ان اليزا عرضت على امل ان تجد عملا افضل لاختها..
اول خطوة تكاد ان تنجح...
سمعت صوت الباب ينفتح و صوت هديل قد ظهر...
زادت ابتسامتها...
يبدو انها نجحت...
.
.
.
ابتسم المحامي و هو يأخذ تسجيلات الكمرات للتي نسخها
ثم شكر جوليا على مجهودها ليذهب كل منهم الى سياراه الا ان عينا اخرى كانت تراقبهم...
شاب عشرينيي تقدم الى صاحب المحل فور خروج الاخير ثم قال و هو يخرج مسدس من جيبه : ايش كانو يبون
جحظت عينا الرجل و لعن نفسه الف مرة على تدخله في هذه المواضيع و على النقود التي اخذها..
قرب الاخر المسدس منه ليقول الرجل بانفاس متسارعة : خلاص خلاص بقول كانو كانو يبون تسجيلات الكميرا عشان
اخذ نفسا و هو رافعا يده ليكمل : عشان ياخذو دليل على براءة وحدة سوت حادث
هز الاخر رأسه قائلا و هو يشير له بالجلوس : وريني
هز الاخر رأسه بطاعة ليجلس و يفتح الفديو برجفة
تقدم الاخر و فتح هاتفه و هو يصور الفديو...
ابتسم ليقول بعد ان اعاد هاتفه لجيبه : مين ذي ؟
هز الاخر راسه ثم قال بنفس الخوف : مدري
اقترب الشاب اكثر ليلتصق المسدس برأسه
فقفز الآخر قائلا : و الله و الله مدري
اباعد الاخر ثم قال : لو فكرت تقول لاحد عن جبتي رصاصتين بتقدر تقتلك ، و للي صار الحين و سجلتو كميراتك ينحذف
ثم اكمل بتهكم : خاصة واضح عليك تحب تساعد الناس و توزع تسجيلات كمراتك
هز الاخر رأسه بتفهم و لازم الرعب متجسدا على ملامحه
دقائق و اختفى الشاب و سيارته من المكان...
.
.
.
في المستشفى و بقسم العناية المركزة
كانت ريهام او كما يفضل اصدقاءها ان ينادونها برون تستمع لحالة حيدر لتهز رأسها قائلة : يعني احتمال كبير يصحا
هزت الاخرى رأسها لتبتسم مبتعدتا بعد ان شكرتها...
فتحت الباب لتدخل بخطوات هادئة كهدوء الغرفة الذي كسره صوت الاجهزة...
ابتسمت فظهرت ابتسامتها في عينيها لتقول : لو يكون احد فكر يضرك بمحيه من الحياه ماحخليه يبعدنا عن بعض بعد سنين صداقتنا
رفعت حاجباها قائلة : جوليا دايما تشوفنا شركاء تقدر تقلب علينا فاي لحظة بس انا اشوفكم اصدقاء من عشرين سنة..
تغرغرت عيناها لتقول : لا تروح و تخلي عملك فالنص ، دايما كنت لازم تكمله لا تخرج عن عادتك
ابتسمت ثم خرجت بخطوات هادئة.
.
.
.
في السجن
نفس الشيء...
و مااصعب النفس الشيء...
لاطالما كانت السجون تعذيب نفسي...
فلا يرى المرأ شيء الا الجدران...
ثواني و يبدأ الضجيج...
تتجمع افكار و تجلس على شكل حلقة...
يقف العتاب اولا قائلا . انا اولكم لا احتاج عقلا ممتلءا و لا بقايا قلب...
يتقدم نحو اقرب جدار يأخذ قلما و يسرد سرعتها في السيارة كيف ارتطم الجسد بالزجاج برودها...
نعم فقد فقدت و عيها و استيقظت وهي لازالت تفكر بماضيها...
يسرد و يسرد و كم من الشتائم تلي كل كلمة...
ينغزها بعصاه و يصرخ...
انت المخطأة لما تجرين بريءا لم يؤذيك الا يكفي روحك التي تعلقينها بسراب...
سراب من الماضي القريب او البعيد لا يفرق...
اخذ يمحي ما رسم على جدار ليرسم بسرعة فائقة..
جسر مكسور بدايته تجاوزتها بصعوبة...
الا انها متجهة لنفس نقطة البداية...
اطلق شتيمة اخرى...
تقدم منها الحزن بوجهه الكئيب و حقيبة ادوات...
جلس امامها و اخرج ابرة حقن حلقها بمادة فتصاعدت الدموع...
هز رأسه بأسى لينفخ فيها لتأبى النزول...
فرجعت للحلق و شكلت اشواكا تصغر مع كل ثانية...
لازال ذلك الهواء المقيت يخرج من فمها يسمونها تنهيدة...
همس بصوت مبحوح ، لازلت ازورك و كم مرة سازورك
انتبه لشبحان وراءه فابتعد قليلا متحسرا انه لم يكمل عمله..
كان الاول ابيضا ذو ابتسامة انارت نصف الغرفة بظهورها قال بحماس ، سيمضي اتتذكرين حين تمنيتي حضن ام لقد حضنتها !
تقدم الاخر بوجه عابس غلب عليه اللون الرمادي القاتم فقال ، و بعدها ! تركتك ثانية و بسببها انت هنا
ابعده ليضيف الاخر ، اتتذكرين حين اشترى لك اباك هدية بمناسبة نجاحك الم تكوني تبكين يوما قبلها
ضحكة صاخبة اطلقت ليقول الاخر بنفس الشؤم ، كان استعراضا احمقا امام شريكه
شد الابيض على قبضت يده ليكمل بنفس الابتسامة : لكنك حصلت عليها هدية احتضان و افتخار اوهمي نفسك انها حقيقية فانت بارعة بهذا
ثواني و اختفا الاثنان...
لم يبقى احد...
لاحظت ارتجاف شخص يتقدم فينفي الاخيرة...
قيد يديها و قدميها...
اغلق فمها و اعينها...
اخذ حبلا و شده على رقبتها...
ثم صار يرمي اشياءا عليها لا تدري ماهي...
لكن لابد انها خائفة....
فجأة اختفى كل شيء...
و تقدم آخر كنهاية مسرحية...
او كحكيم راح يسرد اخر السطور في فلم...
قال بهدوء متكأ على عكازه...
لقد شبت قبل وقتي...
اتعبتني بالماضي...
و مااصعب ان يستسلم المرء لمشاعره...
حاربيها...
ذكريات قديمة قد انحشرت بين شقوقي...
انسيها...
لا شيء صعب...
حين تلمسي أملا حتى لو كان اشراق شمس صباحية...
.
.
.

في حي شعبي و داخل بيت هديل..
التي دخلت للتو منادية لامل...
تقدمت حين انتبهت لضيف قائلة : أمل مين جا
ثواني و تبعثرت ملامحها للدهشة و هي ترى اليزا التي رسمت ابتسامة على وجهها قائلة : اوه هديل سوري جيت من دون مااعطيك خبر
تقدمت الاخرى بخطوات سريعة لتقول من بين اسنانها بحدة : اطلعي
تنهدت اليزا لتقف و ردت بنبرة هادئة : اك عارفة انك زعلانة بس انا جيت عشان نتفاهم ، حتى ماخاليتيني اقولك اني تعرفت على اختك
ابتسمت لتقول : طلعت مرة لطيفة ، تشبهك كثير
رفعت هديل حاجباها لتقول : انت ايش تبي اللحين
اقتربت اليزا من امل هامسة : ممكن تسيبينا مع بعض شويا عشان نتفاهم
هزت الاخرى رأسها لتبتعد
شدت هديل على قبضتها لتتقدم من اليزا التي جلست للتو ثم قالت : لاتفكري تقربي من اخواني ، صدقيني اذا لمستي شعرة منهم بتشوفي شخص ثاني
ابتسمت اليزا لتعتدل بإهتمام قائلة : على طاري اخوانك ، شكله اخوك كان يتابع اكشن كثير و تأثر
ضحكت بهدوء ثم اكملت : هههههه ترى حتى امل واضح انها مجنونة افلام حكتني عن واحد قبل شوي انتبهي لا تطلع زيه
ارتخت عضلات هديل لتأخذ نفسا بخوف اخفته برفعة حاجب : ايش قصدك ؟
زادت ابتسامة اليزا : اه مسوية انك ماتدرين ، لو صح ماكانت هادي ردت فعلك ، المهم جبتلك هدية معي
اخرجت جهاز حاسةبها لتفتحه قائلة : متى آخر مرة شفتي فلم اكشن و تهديدات و كذا
سكتت لثواني و هي تنتظر ردا من تلك الواقفة بملامح جامدة
ثم اكملت : اك ، جبلتك فلم خطيير كان نفسي اعرضه على شاشة اكبر بس مع الاسف مافي الا صوت بحاول ادبر الصورة المرة الجاية بيكون مقنع اكثر
تقدمت الاخرى لتغلق الجهاز على يد اليزا التي تبحث عن الملف...
ثم اردفت : اطلعي ، لا تخليني اكسره هنا
قتحته مرة اخرى لترد : اوه من بدايتها كذا انتظري ووفري عصبيتك لبعدين
رفعت انظارها لتكمل بإبتسامة : اخاف يصيرلك شيء و ماتشوفينه
فتحت هديل فاهها لترد الا ان مقطع صوتي الجمها عن الكلام...
جحظت عيناها و شحب وجهها...
مدت يدها المرتجفة لتسحب الجهاز و ترميه بعيدا...
صوت ارتطام قوي جعل امل تدخل ثانية....
لتقف اليزا بوجه متأثر قائلة : انا اساعدك و اوريك البيت لي رح اعطيك اياه و احاول اراضيك و هذا جزاتي يعني
اخذت حاسوبها الذي انفصلت شاشته عن لوحة الكتابة و خرجت متجهة لسيارتها ....
اما في داخل تقدمت امل من هديل الجالسة و ضجيج صمتها قد طغى الغرفة....
لا رجلها التي تهتز مع كل جزء من الثانية...
و لا ملامحها المشدودة....
تعبر عن عصبيتها....
او خوفها...
لا تدري كيف لهذه الصغيرة ان تتمادى لهذا الحد...
اخيها في خطر...
دليل كتذكرة للسجن...
بين يدي فتاة متهورة...
مجنونة..
لا تليق بها غير هذه الصفات...
خلخلت يداها في شعرها...
لتتنهد...
لم تخرج بعد من صدمتها بما تفوه به حسام...
و سقطت بصدمة اخرى ان دليلا كهذا في يد تلك الحقيرة..
افكاره مشوشة..
اتكون عاطفية او عقلانية...
عضت شفتها لتقف متجهة الى غرفتها متجاهلة نداءات امل
اغلقت الباب بإحكام لتتصل بحسام الذي كان يجلس بجوار انس الذي قال : عالاقل فكر كنت قادر تنهي حياة شخص استوعب هذا قتل مو لعبة
انتبه حسام لهاتفه الذي يرن لغلقه قائلا : انت ايش قلب تفكيرك فجأة صاير عاقل و تعطي نصائح ، قبل لا تجي تتفلسف شوف نفسك
ثم نهض متجها الى احدى الغرف ليرد على الهديل التي لم توقف الاتصال
جاءه صوتها قائلا : حسام اليزا عندها تسجيل لك و انت تكلم ولد حيدر
جلس على كرسي خشبي قائلا: بشوي مفهمت شيء مين ذي
زفرت هديل بضجر ثم قالت : بزرة شقرا عيونها غريبة طالعتلي فكل مكان
عقد حاجباه لثواني ثم قال بعد تذكره لمجيأتها آخر مرة: آه عرفتها ايش علاقتها فيه
اخدت نفسا لتقول بحدة : ايش البرود دا لي انت فيه بقولك عندها دليل عنك و انت تسأل اسئلة سخيفة
رفع حاجبه ليقول بتهكم : ماحتسوي شيء عطيني بس رقمها اذا عندك
رفعت حاجباها لتقول بتحذير : لا تستخف انت كمان و تسويلها شيء
وقف قائلا : يا شيخة ماحسوي شيء بتفاهم معاها بس
تنهدت لتوافق و تغلط الخط
ثواني و ووصله رقمها على شكل رسالة
اما الاخرى فنزعت سماعتها قائلة بهمس : اوف يا فؤاد دايما تنقذني الحمد الله نزلت البرنامج فايبادي كمان
اخذت هاتفها لتكمل : اوهوه كل هاذا عشان تدق
ابتسمت حين نور الشاشة رقم غريب فردت بهدوء : هلا
اتاها صوته القائل : اهلين سمعت انو عندك تسجيل لي عيب تحتفظي بشيء مو لك صح
زادت ابتسامتها لتقول بهدوء : اي تسجيل
رفع حاجبه ليقول: تستهبلين
اشتغلت السيارة لترد : ببعتلك عنوان نلتقي فيه و نتفاهم يمكن فاهم الموضوع غلط
رفع حاجباه بدهشة قائلا : طيب
خرج من الغرفة ليجد انس جالسا مقابلا للتلفاز الذي لاشيء يظهر على شاشته غير شاشة سوداء تظهر انه لا يلتقط الشبكة
رفع حاجبه قائلا : ايش بك
جلس حسام قائلا : في وحدة عندها مقطع صوتي و لا تسجيل المهم لي كنت اكلم فارس فيه
جلس انس باهتمام ليقول : اي ايش بتسوي
ابتسم الاخر ليردف : بشوف اذا تسمع الكلام و تحذفه ولا بنتفاهم بطريقة ثانية
اضطربت بنضات قلب انس ليقول : اي طريقة
وقف ليفتح احد الادراج و اخرج مسدسه ليضعه في خصره قائلا : مصير اي واحد يوقف فطريقي
رفع الاخر حاجباه بصدمة ليسحب منه المسدس قائلا : انت انهبلت و لا فعقلك ، صاير تمشي و تقتل فالناس
ابتعد قائلا : اذا رفعته عليها بتلاقيني فوجهك
ضحك الاخر بإستغراب ليقول : هههههههه و بصفتك ايش !؟ ايش دخلك اصلا فيها لا يكون من بقية اهلك
احتدت نظراته ليقول : هي او غيرها
ابتسم الاخر بتهكم ليتجه نحو الباب حين وصلته رسالتها قائلا : قوللها بس تسمع الكلام و ماحيصير شيء ، عالعموم حوصلها سلامك
تقدم منه الاخر ليقول : اذا لمست شعرة منها ماحتردد و لا لثانية اني ابلغ عليك
ضحك حسام قائلا : خف علينا يا الملاك لي سجلك ابيض
و انهى كلامه بغلقه للباب...
اخذ انس نفسا ليتجه الى هاتفه متصلا باليزا
الجالسة في احدى المقاهي بعد طلبت قهوة فرنسية انتبهت لرنة هاتفها لتلقي نظرة على الاسم..
تعالت نبضاتها و توسع بؤبؤها لترد بإبتسامة قائلة : اهلين
اتاها صوته قائلا : هند حسام جاي عندك صح
اغمضت عيناها حين ذكر اسم هند ثم قالت : ايوا
اغلق باب الشقة قائلا : جاي يهددك تمسحي التسجيل او يبعدك عن طريقو
عقدت الاخرى حاجباها بتعجب لتقول : نعم ؟ كيف يبعدني عن طريقو
توقف في الدرجة الثالثة ليقول بعد ان رمش عدة مرات : تستغبين كيف يبعدك عن طريقو مثلا
ضحكت بتهكم لتقول : يقتلني ؟
اكمل نزوله قائلا : لا يعزمك على العشا
ضحكت بهدوء لتقول :هههههههههه انا بختار المطعم و لحساب عليه
انتبه ان حسام لم يذهب بسيارته ليركب قائلا : اتكلم بجد ترى
ابتسمت لتقول : حاسب الدنيا السايبة تعال و اقتل ، لعبة و لا ايش هههه
رفع حاجباه قاىلا : ثقتك ذي لي بتوديك فداهية ، المهم ابعتيلي التسجيل و امسحيه قدامو حتى اتصلي على احد لي عندو التسجيل و قوليلو يمسحو
رفعت حاجبها لتقول : اخاف منو !؟ ترى انا لي جاية اهدده مو هو
تنهد ليقول : مرات اذا رجعتي خطوة بتتقدمي خطوتين
رفعت حاجباها قائلة : عادي ما ارجع خطوة و باتقدم خطوة ، بقوله اذا صارلي شيء في شخص بيبعت التسجيل فنفس اللحظة
عقد حاجباه قائلا : لا تعندين ، اذا سويتي كذا بيحاول يوصل لذاك الشخص و بيأذيكم لثنين
تأفافت قائلا : اوف خلاص بحل الموضوع
ابتسم بهدوء قائل : طيب ، اللحين ابعتيلي التسجيل و موقعك
ابتسمت بهدوء لتقول : التسجيل و فهمنا و موقعي ليه
ادار المفتاح لتشتغل السيارة ثم قال : عشان اجي
رفعت حاجباها بدهشة : خير ؟
اما الاخر فابتسم قائلا : مو جاي اقعد معاكم بقعد بعيد ، عقلك فغيبوبة اليوم
ابتسمت بهدوء لتقول: طلعت الصباح دخلته فغيبوبة ههههههههه
ابتسم قائلا : يعني بتكون اخر وحدة
اخذت خصلة من شعرها لتلفها عل اصبعها قائلة : بطلعها مع حد ثاني مو مشكلة
رفع حاجبه ليقول : اها لا تنسي سكينتك بس
ابتسمت لتغمض عيناها قائلة : بس الطلعة معاك احلى اكيد
ضحك بهدوء ليقول : انت محليتها ،و ترى ماله داعي تجيبي السكين معاك لا ننمسك من الشرطة و بتكون الطلعة لجاية للسجن ههههههههههههههه
ضحكت لتقول : ههههههههههههه اتس اك نحتاج شوية حماس و ادرينالين
ثن اضافت : يلا باي ببعتلك التسجيل و موقعي
ابتسم الاخر ليقول :طيب سلام
و اغلق الخط..
لتمط اليزا شفتها قائلة : يع صايرة خفيفة

انتبهت لحسام الداخل فوقفت لتشير له ثم تقدم
بإستغراب توقعها اكبر
جلس قائلا : طلعتي اصغر من انك تلعبي بالنار..
ابتسمعت قائلة بثقة : متعودة عليها انت انتبه من ناري
رفع حاجبه بإستخفاف ليرد : نارك هي تهدديني بتسجيل مدري مين عطاه لك
سندت نغسها على المرسي لتقول : مو محتاجة حد يعطيه لي ، انا اجيبه
رفع حاجبه ثم قال : ماهمني كيف جبتيه المهم انك بتمسحيه ولا
ظهرت نصف ابتسامة لترد بتهكم : بتقتلني
رفع حاجبه ليقول : فاقرب وقت
هزت رأسها قائلة: اك ، شوف الصدف دوبي كنت فبيتكم تشبه اختك هديل اكثر نفس الطبع عدائيين عكس امل طيبة و علاقتي معاها حلوة حتى تبادلنا الارقام
احتدت نظراته ليردف : قربي منهم و بيكون عندي دافع ثاني عشان نودعك
ارتجفت اطرافها من نظراته...
و هي تسب نفسها يا ليتها اتخذت بنصيحة انس و مسحته من البداية...
ابتسمت لتقول بهدوء : نفس كلامها ههههه ، انا مااأذي شخص ماسوالي شيء بس يمكن يكون وسيلة
ابتسمت لتقول : طيب بمسح التسجيل ، بس صدقني الجاي بيكون اقوى تنازلي ذي المرة مو على الفاضي
ابتسم قائلا : شاطرة تسمعي الكلام
اخرجت هاتفها قائلة : بمسحه من هنا ، الابتوب اختك قامت بالواجب و دمرته
ثم ارجعته لمحفضتها قائلة : اك مو مشكلة اذا خسرت مرة المهم لسى رح نتلاقى كثير
ثم وقفت قائلة بعد ان وضعت النقود على الطاولة : يلا سلام
ابتسمت و هي تخرج لتلقي نظرة على انس الذي كان في سيارته لتغمز له
فابتسم هو الاخر و تنهد بإرتياح ليبتعد عن المكان بعد ان ابتعدت هي...
لم يكن الوحيد الذي ارتاح فقد شاركه حسام الشعور...
الذي خرج و ابتسامة تهكم ظاهرة عليه...
لم يكن يرى الا بفتاة غبية مسلحة بثقة لتتخفى بزي الذكية
.
.
.




.
.
صمت يعم القاعة...
الكل منتبه...
الا ان احد كسر الجملة...
يعبث بقلم...
و لازاات افكاره تتخبط بين اتصالها..
و شذى...
و يتقاطعان في معضم الطرق...
شوق...
او حنين....
لاطالما تلاعبت لغة العرب بالكلمات...
فنفت الاولى و اكدت الثانية...
يكون الشوق للشخص...
اما الحنين فللشخص الماضي...
اهتمام امه المتأخر على قوله...
يؤرقه...
لاطالما حارب الخوف الفرص...
و لاطالما انقذ اشخاص...
شعور غامض...
يتلبسك دوون يقين للنتيجة...
الخوف عن تجارب ماضية...
الخوف من الفرص الثانية...
استيقظ على هاتفه الذي رن فوجد اسم اليزا ينور الشاشة سحب اصبعه نحو اليمين..
ليغلق الخط...
ثم بعت بها برسالة
-انا فالمحاضرة ، مو كل الناس فاضية زيك 👀
ثواني و اتته رسالة قائلة
_ ياليل ماما و ماعلقت على الموضوع زي ماتعلق عليه ، يا دافور
ظهرت ابتسامة جانبية عليه ليقول
_ اي دافور وين المشكل
ضحك حين اتته رسالتها
_ لا تصدق نفسك ، مافي دافور ماسك الجوال فنص الدرس
ثم اجاب
_ اخلصي ايش تبين
عقد حاجباه باستغراب حين قرأ رسالتها
_ لما تطلع بنلتقي ضروووري
تسابقت اصابعه على الشاشة
_ خير ؟ مسوية مصيبة ؟
ثواني و وصله ردها
_ لا ، بس فيه مشكلة
ثم اضافت
_ ماعلينا بعدين بنتكلم ، يلا روح كمل محاضرتك يا دافور
بعت لها [ فيس ] طالب مجتهد
ثم اغلق الهاتف
رفع رأسه ثواني..
و ارسل لأمه
_ اقدر اتصل بعدين على ذا الرقم
ثواني و ردت ب [اكيد]
ثم اكمل عبثه بالقلم...
و لم يبقى الا اسم واحد في عقله...
.
.
.
في حي شعبي...
مرت نصف ساعة و هي داخل غرفتها...
و اخيرا فتحت الباب لتجد امل الغاضبة منهاالة عليها بالاسئلة...
التفتت لها قائلة بحنق : من متى تدخلي اي واحد البيت
رفعت امل حاجباها ثم قالت : مو اي احد هاذي صديقتك حتى قد جت من قبل
صاحت فيها هديل : مليون مرة قلتلك لا تدخلي احد البيت و انا مو فيه ، طيب لو لو سوتلك شيء
ثم اقتربت منها محذرة : امل ابعدي عنها و رقمها هذاك احذفيه اقطعي اي علاقة بها..
جحظت عينا امل لترد بغضب : هديل لا تدخليني بين مشاكلكم اذا انت وياها متخاصمين لاتمنعيني اكلمها
رفعت هديل حاجباها قائلة : آه مصدقة الخرف لي قالته
عقدت الخرى يداها : ايوا ليش مااصدقه ، ايش مصلحتها من الكذب
ابتسمت هديل بعصبية
و هي تحاول ان تبعد الموضوع الذي جمعهما فحتى هي اذنبت و تجسست في بيت الناس
ثم قالت : هي ذي مصلحتها نتهاوش ، اصلا هي مو صديقتي وولا شيء من ذا الخرف ، ذي وحدة عندي مشكلة معاها و نشبتلي تبي تنتقم
صاحت امل التي دخلت الغرفة و ضربت الباب وراءها : طيب طيب
تنهدت هديل لتركي بجسدها على الكرسي و هي تعصر راسها بين يديها...
فكل عصب في جسمها يؤلمها..
اخذت هاتفها لتتصل بحسام الذي رد على الفور
ثم قالت بصوت سكاد ان يخرج و قد ميز الامل فيه : حسام ايش صار
تبتسم حسام الذي جلس على احدى سلالم العمراة : مسحتو
تنهدت قائلة : صدقني ماحتوقف
ضحك بهدوء قائلا : هههه و الله معطيتها اكبر من حجمها ، طفلة غبية واثقة من نفسها بزيادة
سكتت ثم قالت بنفس الهدوء المنهك : مو ناوي تجي هنا
رد بالنفي قائلة : لا دامه لساته حي
انسكب دمع على وجنتيها قائلة : بتعبني
اغمض الاخر عينيه ليقول بهدوء : آسف ، بس ماقدر اوقف
شدت على اسنانها لتقول ببحة : دامك فذا الطريق لاتعرفني و لاعرفك
ثم اغلقت الخط لتنبعث شهقاتها...
و قد انخفض معدل ادموع في عينيها فبين كل شهقتين دمعة...
كل شيء عكسها...
كل شيء..
حتى ساعة الجدار توقف ازعاجها حين اعتادت عليه ...
ووتلك الجارة المزعجة توقفت عن الزيارة حين استلطفتها..
.
.
.
سند جسده على الجدار...
مجاهدا على ابقاء دموعه المتحجرة...
لم ينتظر ان تكون المعارض عن قضيته...
لا طالما كانت داعمة له حتى لو عارضته...
فتدعمه بنصائحها..
اما ان تمنعه..!
لا يجيد التصرف دون مشاورتها...
او حتى اخبارها بعد فوات الاوان...
لاطالما كانت حلالة لمشاكله...
و ساترة لمصائبه...
تخيره بينها و بين ابيهما...
كثيرا ما احب واقعية امل او حتى جنونها...
اما هي فتزعجه بمثاليتها...
و يعجب بكل شيء فيها...
وقف ليتجه الى خارج بخطوات سريعة مرتجيا...
هواء يفتح مساحة لافكاره...
ابيه...
او
هي...
قاطعته سيارة انس التي تقمدت ليبتسم بتهكم قائلا : ها مصار شيء يا المنقذ ، مالها داعي جيتك
خرج انس ليغلق الباب وراءه قائلا : طلعتو تعرفو تتفاهمو بس اشك ايش بيصير بعدين
رد عليه الاخر متسائلا : من فين تعرفها
اتكأ انس على سبارته قائلا بتهكم رافقه بنصف ابتسامة : لسى ماتكتبت فمذكراتي ، بكرة اقراها عليك
شرد حسام لثواني حتى فهم تهكمه قائلا بتذمر : طنجرة و لقت غطاها على فكره
ضحك انس قائلا و هو يقارب منه : طيب حليت الموضوع و سويت لي تباه ليش قالب خلقتك اللحين
تنهد ليقول : ليته مات البارح و فكنا
جلس على درجة ليقول بعد ان تبعه الاخر بالفعل : يعني لسى ماطلعت الفكرة من راسك
لم يجبه حسام ليقول بعد ثواني : ذيك البنت ايش علاقتها بالموضوع
عقد انس حاجباه و نفس السؤال راوده..
ثم التفت قائلا : مدري
رمقه صديقه بنظرة تكذيب ليكمل : على كل حال حاسها رح تطلع وسخة و ماحتوقف
التفت له انس قائلا : ترى البنت طيبة لا تستهبل على راسها
رفع الاخر حاجبها ليطلق ضحكة قصيرة ثم قال : ههههههه مرة طيبة
ابتسم انس ليرد : بقولك عن لي شفتو ، و طبيعي دي ردة فعلها دام شايفتك بتأذي احد
ضحك الاخر بتهكم قائلا : بتدافع عنها ترى
هز انس راسه رادا : ايوا ، حتى انت مو ملاك طبيعي ردة فعلها اذا حابة تحمي شخص
وقف حسام ليقول : دامك ميت عليها عالاقل انصحها قولها تلعب على قدها و لا تقرب للنار
ثم ابتعد عن العمارة...
اما الاخر فلم يتحرك...
اهي طبية حقا...!
.
.
.
كان يمشي مع طارق الذي يحكي له عن الموسم الجديد لاحد المسلسلات
رفع حاجباه قائلا : مااحسه بيكون بقوة الموسم الاول القصة ماتحتاج موسم ثاني
دخلوا الى الكافتريا ليجلس معه فرد طارق : ايش دراك انت يمكن يقدر يطلع احداث ثانية
ابتسم سامي قائلا : قصدك بيطلع عرق الهنود لي فيه
ضحك طارق : هههههه ترى ماخذ فكرة غلط عن افلام الهنود
سند الاخر جسده على الكرسي قائلا : اك ماننكر انو عندهم افلام قوية بس اغلبها سخيفة
فجأة قطع عليهم حديثهم صوت هاتف سامي الذي رن باسم اليزا
فوقف ليرد : حافضة جدولي انت ههههههههه
شاركته الاخرى الضحكة قائلة : الحاسة السادسة دي
ثم اكملت : متى طالع عشان نلتقي فيه شيء صار
عقد جاجباه قائلة : خير ؟
سكتت اثواني ثم قالت : مايتقال هنا
عاد الى الطاولة قائلا : طيب يلا بعدين
ودعته لتغلق الخط
ثم رفع راسه حين انتبه لفهد الذي جلس قائلا : تعرفو وحدة اسمها لتين
هز طارق راسه قائلا : ايوا تدرس اولى عندها عيونها ملونة
ثم اضاف سامي حين تذكر قائلا : ااااه عرفتها
اكمل فهد قائلا : تخيلو ايش صار
رفع ساكي حاجبه قائلا بعدم اكتراث : تنفست !؟
ضحك الاخر ليقول : شكلها شربت مويا
مط فهد شفته قائلا : انسجنت
عقدو حاجياهم متسائلين فقال و هو يرفع يديه قائلا : محد يسألني ليه ، كل واحد ايش يقول
اعتدل سامي في جلسته قائلا : يعني البنت شكلها طيبة مالها فذي الاشياء ، المهم الله يكون معاها
رفع الاخر حاجباه قائلا : و من وين عرفت
هز فهد كتفه الايسر قائلا : و الله انتو لي عايشين تحت الارض مابقى حد ماعرف
هزو رؤسهم ليغيرو الموضوع
في طاولة كانوو مجتمعين و علامات الدهشة واضحة على وجوههم
لتقول غادة : يعني مدري متى يبطلو اشاعات السخيفة ذي
عقدت لين حاجباها قائلة: ليه مانروح نسأل اهلها
هزت لين راسها مأيدة لتردف : اي صح ، عالاقل يسكتوهم
خلخلت غادة اناملها بين خصلات شعرها قائلة : مدري حتى جوالها ماترد عليه
التفتت لها الاخرى القائلة : بنروح نسأل علاقل نتطمن محنا خسرانين شيء
هزت راسخا لترد : طيب
و اكملو جلستهم يترامون الاحتمالات
قطع عليهم نغمة غريبة التي رنت من الطاولة بجانبهم التي كانت لسامي فتجاهلوها و اكملو حديثهم
في حين قام الاخر مودعا اصدقاءه
ليرد على اليزا قائلا : ها وصلتي
اتاه صوتها القائل : يب انتظرك لاا تتأخر مااحب انتظر
رفع حاجباه قائلا : لا يشيخة ، طيب
ابتسمت لتغلق الخط فرفع حاجباه
ثم رفع راسه حين انتبه لاسيل التي تقدمت قائلة : هاي
ابتسم رادا لها التحية لتقول : جد مرة مستحية بس ممكن طلب
هز راسها بنفس الابتسامة قائلا : نعم تفضلي
مررت يدها على رقبتها قائلة : امم احتاج مساعدة فبحث ، اذا تقدر تساعدني خاصة انا فنفس التخصص
هز راسه ليرد : اكيد بس اي مادة
ذكرت اسم المادة ليقول بعد تفكير : و الله مستواي ماشي مالي فذي المادة
ثم اضاف بضحكة قائلا : هههههههههه يعني جيتي لاصعب شيء
ابتسمت لتقول بامتنان : اه مو مشكلة شكرا
تقدمت خطوتين ليقول : بس عندي كتب تحتاجيها و تقدر تساعدك باسلفك اياها
ابتسمت لتستدير قائلة : اك ، مرة شكرا
ثم اخرجت هاتفها قائلة : ممكن رقمك اذا احتجت شيءولا
هز راسه ليملي عليها رقمه فشكرته بابتسامة و ودعته
بعد بضعة امتار كانت تقف تنتظر صديقتيها
اخذت انفاسها لتبلع عبرات تخنفها
ارتجف فكها...
و اشواك طوقت حول رقبتها...
مرت عشر دقائق فقط على فرحها باستيقاظ والدها...
كانت لاتزال الابتسامة مرسومة عليها...
كيف يمكن لمنظر ان يطعنها....
رفعت كفها لتمسح دمعة سقطت..
لا شأن لها...
كانت تعيد هذه الجملة و في كل مرة يركلها عقلها و قلبها بعيدا...
ظهرت ابتسامة خفيفة عليها حين رأته يبتسم ليحيي احد زملائه...
لاطالما احبت ممارسة المراقبة...
قيل ان البعد احسن...
فالبعد يخلق اوهاما نصدقها...
كاول لقاء...
بريء..
ذو ابتسامات ساذجة..
فيه القليل من الغباء...
يوهمك انك تمشي في طريق المالانهاية...
و انا لا وجود للفراق....
دائما ماتكون البدايات جميلة..
لاطالما بدأت بضحكة،بإبتسامة..
ثم يأتي الولع...
يستمر الحديث لساعات دون الملل...
يصعد المرء في فقاعات ليتطاير في سماء وردية...
يحتل الشخص كل تفكير...
تعلو ابتسامة عند تذكر شيء عنه...
تحب اسمه..
و ابتسامته..
تحب ذكره في المجالس...
تحب التقرب...
بعد كل ثانية تضع طوبة تبني بها جدار....
ثم فجاة تنفجر الفقاعة فتسقط للواقع...
مع نهاية مأساوية...
كلما زاد سمك الجدار زاد الم الاصطدام به...
غالبا ماتكون بدايتها تغير..
او مانسميه تغير...
ما هو الا تقرب زائد...
او سخاء...
و تكون النهاية انك تجلس على مقبرة الذكرياء...
تتحسر على لحظات كانت تجلعك تبتسم...
و هاهي الان تطعنك...
ماأجمل النهاية فهي المعلمة الصارمة التي تحفظ درسها جيدا...
تنهدت لتنتبه لابتعاده...
ثم التفتت لتلوح لمريم القادمة و جلست لتنتظرها...
محاولة عدم التفكير الا بإستيقاظ ابيها لتهمس بين ابتسامة : الحمد الله
اما سامي فعقد حاجباه بانزعاج حين ضغطت اليزا على البوق مطولا لتقول حين ركب : تستهبل انت ساعة عشان تجي
ضحك ليضع حزامه قائلا : ترى العصبية تسبب تجاعيد
عدلت وجهها لتقول : عادي اصلا احب التجاعيد
اضاف بعد ضحكة اخرى : ههههههههه اي عشان كذا عدلتي وجهك بسرعة
مطت شفتها ليقول : يا ليل جاية منفسنة
رد و عيناها متجهتان للطريق قائلا : و الله كنت مروقة عادي ، انت لي مستفز
تثاوب ليقول : طيب ايش الموضوع المهم ذا
تنهدت لتركن سيارتها جانبا
قائلة : مسحت التسحيل
رفع حاجباه بدهشة
لتكنل : هددني ، القتل صار عندو لعبة
زفر ليقول : طيب خلاص يعني !
ابتسمت لتقول : اكيد لا
ثم اكملت حين اختفت ابتسامتها قائلة : شكلي رح ابدى اصير حقيرة ، دامه يهدد بهدد
ضحك باستخفاف قائلا : بالقتل كمان ولا
اشاحت بوجهها قائلا : اكيد لا
عقد حاجباه قائلا : طيب بايش
التفتت له لتروي مافي راسه فتبعثرت ملامحه للدهشة
.
.
.
في بيت ليث
كانت رودينا جالسة على احدى الارائك و اسامة بجانبها لتقول : دوبك تدري يعني
هز الأخر رأسه في حيرة قائلا : من وين ادري مثلا مهو ابوك مانعنا نتواصل معها
اشاحت الاخرى بوجهها قائلة : اي و انت نفذت كلامو بالحرف الواحد
مط شفته قائلا : طيب و اللحين ايش بيصير
رفعت الاخرى كتفاها لترد : مدري حط بابا محامي بس اظن لازم يتنازلو اهل الولد ولا مدري و الله
هز اسامة رأسه
ليقطع عليهم ليث الداخل قائلا : مايطلع ولا حرف عن دا الموضوع من هنا
فتحت رودينا فاهها كي ترد الا ان خروجه و رده على هاتفه قد قاطعها
اما هو فرد على اتصال لم ينتظره

يأتيه صوت انثوي قائل : ليث
رد و هو يخرج من الييت : من زمان ماتشرفنا باتصالك ، لي اكيد له سبب
ضحكت الاخرى بهدوء ثم قالت : و ليه اتصل بدون سبب
ثم اضافت بنبرة جدية : عندي تسجيلات كميرات تقدر تطلع لتين ببراءة
رفع حاجباه قائلا : طيب ؟
ابتسمت لتقول بصوت هادئ : تبيها ؟
لم يأتيها رد لتقول : اكيد تبيها ، بس بمقابل لي هو
سكتت لثواني ثم اكملت : احكيلها جزء من قصتنا
بالمختصر يبين مين الظالم و المظلوم
ثم اضافت بالضحكة : وواضح مين بيكون المظلوم
قاطعها قائلا : تهديدك او ابتزازك ذا خليه عندك ولا عنها ماهمني ، هههههههه اصلا تحسبين انها رح تعذرك!؟
ابتسمت لتقول بنفس النبرة : اوه ذا المقطع عارفينو ماهمتك فيوم، بس ماتهمك سمعتك !، بكرا بتصير على كل لسان ولا يمكن بعد كم ساعة بس بالكثير يومين عارف مو فاضية كثير
سكتت لدقيقتين ثم اردف قائلا : طيب ماحيضرني بشيء بالعكس ينفعني
ضحكت لتقول : اوه يعجبني انك تنصاع بس بكبرياء هههههههه
ث

م أغلق الخط وتبتسم و هي تقول للمحامي : لسى بدري عشان يوصلوه
هز رأسه مأكدا
لتضيف بابتسامة ممتنة: شكرا مارح انسالك ذي الخدمة
ابتسم الآخر بدوره قائلا : ماسوينا شي مدام جوليا ، فالاخير باكون سبب عشان تجتمع ام ببنتها
ابتسم الاخرى
ليكمل : يلا انا باستأذن لسى عندي شغل
وقفت لترافقه الى باب منزلها ثم ودعته لتعود إلى الصالة و ابتسامة عريضة مرسومة على وجهها...
خطتها تمشي كما أرادت...
رفعت هاتفها لتقول حين رد الطرف الآخر : بكرة بنخلص ذا الموضوع
اتتها الموافقة من الطرف الآخر لتعلق و تصعد لغرفتها متمددة على سريرها براحة
سترتاح لنصف ساعة ثم تلتقي لسامي
.

[ دمتم بود انت🖤 ــهـى ]








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-21, 02:10 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت الراربع و العشرين

.

في طريق الغابة...
كان الجو مغيم مع نسمة باردة...
هناك من احبه و هناك من تضايق منه..
كان ابطال الغابة يجرون جراحهم..
حاملين الدعوة..
متجهين للمسرح...
لااحد يرى الاخر...
وصلو الى كهف استقبلتهم عبارات ترحيب من صاحبه...
اخذ كل واحد مكانه متشوقا للعرض...
كل واحد في صف...
هناك من اختار المقدمة فكان متأملا ان العرض سيبهره..
و هناك من اتخذ اخر الصفوف فلابد ان يكون العرض في هذه الغابة المدمرة مملا...
رفع الستار...
صفق الجمهور...
وقف رجل ذو قبعة طويلة و بدلة سوداء..

تنحنح قبل ان ينادي لاحد الابطال الى المنصة...
كانت العصفورة هي المقصودة...
لترتفع الى المنصة...
همس الرجل بضع كلمات في اذنها...
لتبدأ بالزقزقة...
لم يفهمها احد...
فلكل واحد لغته هنا..
اكملت فلا يهمها احد...
الجدران و ستارة المسرح تضمانها...
طارت...
او حاولت الطيران..
لينتهي بها الامر ماشية يمنتا و يسرى...
تشير الى الديكورات المرعبة المخيطة بها..
ترتجل...
فلم يصلها نص..
نظرت الى القفص متمنية..
ان تسجن فيه...
و تحرر من هذه الغابة...
تتحول لحرة لا يهمها الا العيش و صناعة سعادتها...
ارتجلت تانية فسألت ماهي السعادة؟
كيف نحصل على السعادة..؟
لم يأتها جواب...
فلاشيء يفهم...
ذهبت الى احدى الزوايا لترتب عشا صغيرا...
احاطته بنباتات لا تهم اذا كانت ذابلة...
جلست فيه و تأملت...
تنفست..
و احست...
فلا فائدة من البحث عن السعادة...
او ما تسمى بالسعادة المؤقتة..
فور وصولك لها..
للذروة..
تشعر بالنشوة..
ثم تعتاد..
السعادة تكمن في الشعور...
الحب..
الاحساس..
فرغم ديكور المسرح المرعب..
الا انها تنتشي بنسمة الباردة الاتية من الخارج..
بنعومة عشها...
برائحة النباتات...
بحبها لهذه الاشياء..
و ماهي الا بحلقة مغلقة...
تحس لتسعد..
و في لحظات سعادتك تستشعر...
ثم اغمضت عيناها و نامت ليغلق الستار..
ظهر تصفيق فجأة..
رغم الكلام الغير مفهوم...
فقد كان حضورها على المسرح لطيفا...
حنونا..
لم تترك اي أذى فيه...
زينته..
و بثت فيه مشاعر...
اختفت العصفورة و ظهر الرجل ذو القبعة
ليلقي بصوت رجولي مبحوح عبارة
"

اصنع سعادتك"

.
.
.

في سيارة اليزا
رمش للمرة الرابعة ليقول بهدوء : حقارة ذي على فكره اهله مالهم دخل
هزت كتفها لتقول بحاجبان معقودان : اي بصير حقيره ،على اساس هو لي ملاك هو لي دخلهم بتصرفاته السخيفة مو انا لي يجي واحد زي ذاك يهددني
اعتدل في جلسته ليلتفت لها قائلا : كيف هددك سوالك شيء ؟
هزت رأسها بالرفض قائلة : لا قاعد يتكلم و يهدد مجرم ايش تنتظر مثلا مايعرف الا القتل
هز راسه ليقول : لا تقابليه مرة ثانية لوحدك هو انتي قلتيها مجرم
ضحكت بهدوء و هي تأخذ قارورة ماء و تفتحها : ههههه اخاف منو مثلا ، ماحيسويلي شيء قدام الناس
ثم رمت بجرعات في فمها
ليقول : ياشيخة مرات احسك ذكية و مرات غبية وربي ، اقل شيء يرميلك شيء فاكلك يلفقلك تهمة
مطت شفتها قائلة : لا تخاف عقلو مايشتغل لذيك الدرجة
رمقها بنطرف عينه قائلا : فجأة صارو الناس كلهم اغبياء بس انتي الذكية ، حطي احتمالات عالاقل
سكتت لثواني لتقول : طيب اك
ابتسم قائلا : شاطرة تسمعي الكلام
مطت شفتها قائلة : مو عشانك عشاني ذا
ثم اضافت و هي ترى من النافذة قائلة : اووه هي ذي حبيبتك
ادار رأسه و عيناه تبحث عنها قائلا : مو حبيبتي على فكره
ابتسمت قائلة : نفس الشيء ، اكشل اقول لي كانت حبيبتك ياخي طويلة
توقفت عيناه على خطواتها لتصعد لعيناها...
رغم بعدها...
ضاع بين رموشها...
بعيدان هما عن بعضهما بقدر كسرة قلب...
الا انه يحاول جاهدا ان ينشء جسرا...
ظهرت ابتسامة بسيطة...
نفس الشيء قبل خمس سنوات....
لاطالما احب مراقبتها...
ابتسامتها..
رمشاتها....
غمازتها...
حركاتها...
تعابيرها..
وقفتها مشيتها...
رفعة حاجبيها او حاجبها لا يفرق فالاثنين يعزفان على اوتار قلبه...
كان يحاول ان يقترب اكثر كل مرة...
ربما يسرق القليل من سحر عيناها فيصنع به اياما سعيدة..
في معهد الموسيقي...
كان يتجاهل الساعة التي في معصمه...
ليسأل عن ساعتها..
فتخفض عيناها ليتسلق رموشها...
ترفعهم لتنطق بارقام لم ينتبه لها....
يبتسم شاكرا...
غارقا في عسلية عيناها...
شاردا في ابتسامتها...
اقترب كثيرا...
و وصل لاعلى القمم...
حين قال بهدوء بين احاديثها...
عن مسلسها...
و عن كتابها المفضلة...
متذمرة من احدى الاساتذة...
مرتشفة قهوة سوداء...
قال بابتسامة...
يبدو اني وقعت في حبك و لعينيك حب آخر....
لم ترد...
كان شعوره بالندم يتصاعد الا انه توقف في منطقة ما حين قاطعته دقات قلب...
حين ردت بصوت هادئ تخللته ضحكات...
كما احب روميو جولييت...؟
ساذجة كقصص الحب القديمة...
ضحك يومها وضحك لثلاث سنوات اخرى..
استيقظ من افكاره حين قالت اليزا : اشغل موسيقى رايقة عشان تجي مع الجو
رمقها بنصف عينه لنزل الشبك قائلا : شذى
التفتت له لترفع حاجبها ثم التفتت لتكمل مشيها مع صديقتيها...
الا ان السيارة كانت تتبعها ببطئء ليقول مرة اخرى : شذى الموضوع يخص حسام
توقفت لتودع صديقتيها و تركب قائلة : ايش صار كمان
ابتسم الآخر قائلا : و عليكم السلام بخير الحمد الله و انت دووم يا رب
مطت شفتها قائلة : تبيني اسمع اسمه و اقعد هادية عشان اتذكر اسلم عليك
ابتسمت اليوا قائلة : اهلين كيفك ، ابوكي كيفه
تنهدت الخرى قائلة : بخير الحمد الله ، بابا قبل شوي صحا الحمد الله اصلا اليحن رايحة عنده
ابتسم سامي ليلتفت قائلا : الحمد الله على سلامته
و رددت بعده اليزا نفس الشيء
لترد الاهرى بإبتسامة : االه يسلمكم
ثم قالت : ها ايش صار
مرر سامي يده على شعره قائلا بعد ان التفت اليها : عارفة انه كان عندنا تسجيل لحسام
هزت الاخرى رأسها قائلة : ايوا بعتتلي اليزا مسج قالتلي
التفت اليزا قائلة : اضطريت اني احذفه
رمشت الخرى اربع رمشات لتقول بذهول : ليش !؟كيف اضطريتي يعني
تنهدت اليزا لترد : هددني ، و عارفة بأيش يهدد هو
هزت الاخرى رأسها
فاكملت : اضطريت اني امسحه بس عندي شيء فراسي جد بمسكه من الايد لي بتوجعو اللحين مايقدر يسوي شيء، هو لحاله بيروح يعترف للشرطة اذا نجح صح
رفعت الاخرى حاجباها ذهولا لتقول : ايش الخطة العبقرية ذي
رفع سامي حاجبه قائلا : حقيرة مش عبقرية
تأفأفت اليزا بتذمر قائلة : خلاص ماكنت تبغى اتصرف كذا بس ، ادا هو وسخ بصير اوسخ منو ذا هو الحل
تنهد قائلا : مدري شوفي شيء ثاني
رفعت اليزا حاجباها قائلة : اك فكر انت اجل
قاطعتهم شذى قائلة : جايبيني هنا عشان اتفرج عليكم و انتو تتهاوشون ، طيب قولو اول ايش ذي الخطرة الحقيرة مدري العبقرية
ابتسمت اليزا لتسردها عليها
رفعت شذى حاجباها قائلة : اووه بس هما ايش ذنبهم عشان تدخليهم فالنص
تنهدت اليزا
فجأة ظهرت ابتسامة على وجه سامي القائل : لقيتها ، محنغير فيها كثير بس نضيف شيء
التفتو له متسائلين ليحدثهم عن اضافاته
رفعوا حاجبيهم بدهشة لتقول اليزا و هي تضربه على كتفه : و الله و طلعت تفكر
رفع حاجبه قائلا: من يومي افكر
ابتسمت شذى قائلة : اممم و كمان فنفس عمارتنا
ظهر الاستغراب على وجوههم لتقول : هو ليش طلع من البيت ؟ عشان اذا سوا شيء مايوصل لبيتهم نفس الشيء
ابتسم سامي قائلا : ذكاء مش جديد عليك
رمشت لثواني فتسارعت دقاتها قلبها لتضحك بهدوء
ضحكت اليزا قائلة : اتحدتوو و غلبتوني اليوم ههههههههههههه
ثم اضاف سامي : بس كيف يطلعو
ابتسمت اليزا مشيرة لنفسها : ذي خليها عليا
ثم اختفت ابتسامتها ليظهر الاشمئزاز عليها : الكلب عينو قوية و جاي يهددني
ايتسم سامي ليلتف لشذى قائلا : و انت يا برنسيسة نوصلك للبيت ولا حد جايك
جحظت عيناها من اللقب و تصاعدت حمرة لوجنتيها
لا تدري مابه اليوم...
قبل ساعة كان غاضب...
مررت يدها على ساعتها لترفع معصمها و تلقي نظرة عليها ربما تجاهلا لنظراته ثم قالت : لا بنزل هنا اصلا مريم منتظرتني بروح معاها المستشفى
ابتسمو مودعين لها
نزلت ببإتسامة و رعشة تصيب جسدها...
اهو برد..
او حر مشاعر..
اما في السيارة فضحكت اليزا قائلة : ههههههههههه و انت يابرنس نازل هنا و لا اوصلك
ابتسم قائلا : نازل هنا يا برانساس
ضحكت قائلة : ههههههههههههه بالفرنسي ،حافضها بكل اللغات كمان
ضحك لينزل قائلا من الشباك : ههههههههه قوقل ترنزليت معاك شخصيا
ثم اضاف و هو يشير بيده قائلا : تشاو
لتضحك الاخرى مشيرة له بيدها ثم ابتعدت عن المكان و هي تلقي نظرة لهاتفها منتظرة اتصال...
اما الاخر فاتجه لسيارته قائلا : بمشي كل ذا اللحين
ثم اضاف : عادي اصلا المشي مفيد
ثم رفع راسه قائلا : بس مو تحت الحر ، احتمال اذوب
تنهد ليمشي بخطوات هادئة ووجه مبتسم احب فكرتها...
او كعادته يتلذذ بأي شيء يخصها رغم تفاهته..
فحتى طبعها السيء حين ترتشف بضع رشفات من قهوتها ثم تتركها تبرد....
قد احبه...
و احب حبها للترك..
اكمل سيره نحو سيارته و هو يستعيد كل حركة قامت بها...
الى ان ركب و اهذ هاتفه ليبعث برسالة لهاتفه امه
" فين نلتقي "
اتاه الرد.بعد دقيقتين
" فالبيت "
" انتبه لا يكون احد يتبعك "
اغلق الهاتف ليتنهد قائلة : ايش المصيبة لي داخلتها ذي اللحين
ثم سلك مسار بيتها
.
.
.
في بيت ليث
مشطا غرفة مكتبه مشطا...
ذهابا و اياب...
عصبية...
غضب...
٠اضطر للتنازل لها...
لكن على الاقل من اجل سمعته...
تنهد ليسند يده على مكتبه...
ما اللذي ذكرها بهذا الموضوع...
بل ما اللذي جعلها ان تختار التقرب من لتين..
رغم انها اختارت البعد كثيرا...
سيخبرها...
جنون...
رفع نفسه ليأخذ معطفه متجها للخارج ...
سيتحرك بطريقته لن يتنازل لها...
همس لاسامة ليتبعه الى سيارته بإستغراب...
.
.
.

نزلت من سيارة صديقتها التي تبعتها بخطوات هادئة...
رغم هرولة الاخرى...
لهفة لرؤية ابيها...
تذكر حين دخلت هذا المستشفى...
في الطابق الرابع...
الغرفة العاشرة...
على السرير...
يتوسط الجدار المقابل للباب...
استلقت امها لشهور...
مرض لم تتذكره...
الا انها تتذكر اعراضه...
ابتسامات مودعة عند كل زيارة...
لمسات تتدفق حنانا...
لابد انها لم ترد ان تذهب و حنانها معها...
لابد انها تمنت ان تضعه في اكياس و تخبئه..
ليسترجعونه عند كل حاجة...
حضن دافئ كان يناديها عند كل زيارة..
لمذا لازلت تحس بكل شيء...
تشتاق فتسرجعه..
تذرف دموعا فتحس بكفيها تمسحان على ظهرها...
حضن يلتف على جسدها...
كلماتها الهامسة تستعاد كل ليلة...
ما اكثر استعاداتها الليلية...
و مااطول ليلها...
فتحت الغرفة لتراه مستلقي على السرير و خيوط كثيرة احاطت جسده...
رأته مبتسما...
فابتسمت...
فتلألأت عيناها الا انها كبتت بكيتها...
خطت خطوات و هي تشكر ربها كل جزء من الثانية...
حضنته...
و كل تمريرة ليده على ظهرها...
كانت تزيد ابتسامتها هامسة بكلمات شكر...
غير مصدقة انها قبل ساعات كانت تنتظر خبر مفجع...
ساعات مرت كايام...
احتضنتها...
لتلذعها بلسعات خوف...
رفعت رأسها من صدره و تنهيدة راحة تسللت بين ابتسامتها...
لا تدري كيف كان لها ان تتحمل لولاهم...
هم من جرعوها املا...
وصفو لها طريق الايجابية...
مااجمل ان يكون للانسان أيادي منقذة..
و ماتعس الوحدة...
لمحت أثير التي دخلت بكوب حليب بالشكولاتة المفضل لها
ثم التفت لابيها قائلة : كيفك ؟
ابتسم ماسحا على يدها ليهمس : الحمد الله ، ربي كتبلي عمر جديد
هزت رأسها لتزيد ابتسامتها و حضنته ثانية قائلة : مرا خفت عليك
احست بتنهيدته لتبتعد قائلة : ليه ماتشتكي عليه...
رفع حاجباه
لتكمل : اك عارفة مو وقته بس ليه قلت ماتدري مين ؟ مايستاهل يقعد برى كانه ماسوى شيء مارح يوقف
اتى صوته الهادئ يقول : عارف ايش اسوي
عقدت حاجباها ليقول : لو اشتكيت عليه مافي دليل و مستحيل اشوفو لانو اصلا الجرح من ورى
مطت شفتها كان عذره لم يقنعها
لتحضنه مرة أخرى قائلة و دمعة قد تسللت من مدمعها : خايفة..
قبلها من وجنتها ليقول : انا موجود لا تخافي..
تقدمت اثير قائلة : خلاص سيبيني اقعد جنبو شوية كل شيء انت
ابتسم ليشير للجانب الايسر قائلا : تعالي تعالي حتى هنا مو سايبتها
ابتسمت شذى قائلة : مااظن رح تسيبتي فحالي بيوم ، يمكن غيرة
ضحكت الاخرى لتجلس بجوار ابيها قائلة : هههههههه اغار منك !
رمقتها شذى بطرف عينها قائلة : اختك الكبيرة احترميني
قاطع ابوها نقاشهم قائلا : الا فارس فينو
رفعت اثير كتفيها قائلة : مدري اصلا هو من يومو زي الشبح محد يشوفو
التفت لشذى قائلا : اتصلي عليه قوليلو يجي
هزت شذى لرأسها لتتصل عليه فرد بعد اربعة رنات لتخرج الى الرواق قائلة : اخيرا رديت
اتاها صوته القائل : السلام عليكم
ردت السلام ثم قالت : عارف انو ابوك فالمستشفى صح ؟
فارس : ايوا
رفعت حاجبها لترد : طيب؟
فارس : بعدين اجي
جلست على احد الكراسي قائلة بصوت هادئ : لا يشيخ ، من كثر اشغالك يعني ، ابوك يدور عليك تفهمها كذا ولا اوضح اكثر ابوك دوبو صاحي يدور عليك ، و انت وين ؟ مع اشغالك ، ايت اشغال ؟ الله اعلم
اتاها صوته البارد قائلا : بقولك مشغول ، بعد ساعة او ساعتين جاي
فتحت فمها بذهول قائلة : اه شغلك اهم من ابوك
فارس : متعلق بيه
لانت ملامحها لتعتدل في جلستها : ايش فيه ؟
فارس : بعدين نتكلم ؛ قوليلو شويا و جاي
عقدت حاجباها قائلة : هييي ايش صار
الا ان الخط قد انقطع
انزلت هاتفها و حاجباها معقودان ...
متسائلة عن كتلة الغموض ذاك...
وقفت للتجه الا الغرفة لتصادف مريم التي دخلت للتو لتزور اباها...
.
.
.

موسيقى كيتارو كانت تزين المكان...
بين اثاث يميل للعراقةامتزجت الثقافة الشرقية فيه بالاغريقية...
كانت ملك تتوسط الاريكة البيضاء بفنجان قهوة سوداء تتغلغل مراراتها في احدى مناطق اللسان...
تتزاوج مع موسيقى كيتارو الهادئة...
فتنتشلها من عالمها...
لبيت بسيط كان يجمع عائلة صغيرة مكونة من خمسة افراد...
ام مضحية تسهر على كل مايلزم طفليها...
تحضر الفطور فتستعجلهم بسبب تأخرهم عن المدرسة...
اب يقرأ جريدته في احدى الارائك بكل راحة ينتظر اكمالهم لفطورهم..
اخ يحاول تقليد طريقة أكلها الباردة...
جدة تنطلق بين شفتيها تسبيحات...
و تنتظر وصولهم الباب لتوزع عليهم شكولاتة خفية ....
اب يودع ابنته و يد تلوح..
حياة عادية..
لم يعد شيء كما كان...
ابتعدت كل البعد عن الدفء...
صار ذلك المنزل البسيط محرم عليها...
لم يعد يربطها باصحابه الا صور...
و ذكريات كثيرة...
تستعيد الثواني لمدة عشرين سنة....
ثواني العشرين سنة الدافئة...
لم تستطيع تعويض ذلك الدفئ من نار الحطب الذي يحترق في المدفئة امامها...
لابد ان دفء العائلة شيء كحضن مع عيون مغمضة...
كقهوتها المرة الباردة...
الا انها تستلذها...
او ربما تشبه اكثر الذكريات...
فالمرة تحلو مع الحنين...
و الحلوة تمُر مع الشوق...
انتبهت لصبا التي دخلت بحاسوب متنقل قائلة : اهو الشريط جا
لم يصدر شيء من ملك
لتتقدم الاخرى و تحتضنها قائلة : يعمري من مزعل الحلوة
ابتسمت ملك قائلة : محد يقدر يزعلني ، و اذا تجرأ يتحمل لي يجيه
قرصت الاخرى خدها قائلة : ايوا كذا اعرف ملوكة
ابتعدت ملك لتقول : خلاص رح تقطعي خدي
ضحكت صبا لتأخذ حاسوبها قائلة : رح تشوفي اغرب فديو فحياتك ، مخك رح يسجل ايرور
تقدمت ملك قائلة : ايش فيه
فتحت الاخرى الفديو ليظهر الطفل الذي رمي نحو سيارة لتين
عقدت ملك حاجابها لتعيده مرة ثانية و ثالثة و رابعة
ثم قالت : ايش ذا اللحين ؟ و مين لي فالسيارة ؟
اخذت صبا قهوة ملك لترتشف منها ثم عبست لمرارتها

و اعادتها قائلة : تتذكري لي بعثو فيصل يتبع جوليا ،لما طلعت من المستشفى راحت على طول لهناك ، لما سألت عرفت انو صار حادث فنفس المكان ، بس مين لي فالسيارة و ليه تدور دليل البراءة هذا لي مانعرفه
تأملت ملك الفديو المتوقف لثواني ثم قالت : مو مشكلة نقدر نعرف مين لي فالسيارة من رقم السيارة رح نعرف لمين هيا
هزت الاخرى رأسها قائلة : طيب سهلة ذي جلال بيجيب الاسم ، بس كيف نعرف ايش علاقتها بذا الشخص
سندت ملك جسدها على الاريكة قائلة : مو هنا المشكلة ؛ امشكلة من ذا لي رمى الطفل و ايش يبغى
مررت صبا يدها على رقبتها قائلة : لا نسبق الاحداث نعرف لمين السيارة بعدين كل شيء بيبين
ثم وقفت قائلة : رايحة اسوي رياضة تعالي سيبك من الكسل ذا
تأملت صبا يد ملك الممدودة لثواني ثم قالت : مافيا يس بجرب
صرخت ملك بحماس : اوووه يالا في احداث منتظرتنا سيبي الكسل على جنب
ضحكت صبا قائلة : هههههههههه ايش دخل الرياضة في الاحداث
التفتت لها ملك و هي تمشي نحو الخلف مشيرة لرأسها : الرياضة تنشط العقل يا حلوة
اخذت صبا هاتفها الجديد لتبعث لجلال رقم سيارة و رسالة تشرح فيها مايجب ثم قالت : حتى مانقدر مانلتقي كثير بجلال و فيصل بسبب دوامهم عكسنا
التفتت لها ملك و هي ترفع شعرها بعد ان لبست ملابس رياضية قائلة : ذي وحدة من العوائق لي بسبب الحظ الزفت ، يلا روحي البسي و تعالي
ابتسمت صبا لتدخل غرفتها و ترتدي زيها الرياضي ثم توجهت لصالة الرياضة
و ملعب كرة السبة يجاورها اضافة الى مسبح داخلي
ابتسمت لتبدأ بالتسخينات
و حماس كل منهما للانتقام قد بدأ يظهر
.
.
.
توقف امام منزلها
تأمله لثواني...
ثم نزل بهدوء فتح له الحارس الباب ليدخل بخطوات هادئة...
لم ينتبه لجمال الحديقة ولا لخطواته المستعجلة...
كل مايريده هو ان يقابلها و يغادر باسرع وقت يمكن...
هناك لحظات يتمنى الانسان ان يوقف الزمن فيها فيتلذذ بكل تفاصيلها...
يفسح لها اكبر مكان في عقله..
يقبلها و يطفئ النور لتنام بين ثنايا الذاكرة..
فيستدعيها كلما افتقر للأمان..
اما لحظات فيشجع تنافسها مع سرعة الضوء..
كحصة الرياضيات...
لمللها..
او كحكاوي منافق..
لكذبها...
او كمواجهة مامضى...
لخوفه..
فتح باب البيت ليجد مدبرة المنزل آتية فرحبة به بعد ان اخبرتها جوليا ...
دلته على احدى الصالات..
وذهبت لتنادي الاخرى..
جلس على احدى الارائك الخضراء الفاتحة تنافس النباتات الموزعة في كل ارجائها في الخضرة...
لفتته مجلة موضة فرنسية كانت على الطاولة الخشبية امامه..
و كتب بعنوانين فرنسية و انجليزية زينت الرفوف الخشبية...
مذياع ذو طراز قديم كان في الزواية مجاورا لمزهرية شفافة حملت وردة بيضاء..
استنتج انها ليست بغرفة الضيوف..
رفع رأسه بتملل ليجدها قادمة بكوبين قهوة سوداء..
ابتسمت قائلة : اهليين كيفك؟
هز رأسه قائلا : الحمد الله
جلست مجاورة له ليبتعد بضع سنتمترات فقالت : ماحاكلك على فكرة
رمش عدة مرات ثم قال : ايش تبين
اعتدلت في جلستها ثم قالت : ابيك تجي عندي هنا
عقد حاجباه قائلا : عفوا ! كيف ؟
ارتشفت من قهوتها ثم اضافت موضحة : تعيش عندي
ابتسم ثم انطلقت ضحكة بسيطة ليقول : انت فعقلك عارفة ايش تقولين ؟
خلخلت يدها في شعرها ثم قالت : ايوا ، تقعدو هنا لفترة على ماادبر بيت
تقدم منها و علامات التعجب تكسو وجهه ليرد بحاجبين معقودان : نقعد ! ، انا و مين ؟
وقفت من مكانها لتفتح النافذة و تستنشق نفسا ثم تنهدت لتلتفت قائلة: انت و اليزا و..
هز رأسه ليقف هو الاخر بترقب قائلا : و مين ؟
مررت يدها على رقبتها تلتها عدة رمشات لم تستطع اسقاط دمعة متحجرة في عيناها اخذت نفسا لتقدم و تحيط وجهه بيدها قائلة بنبرة هدءت : شوف انا ماخبيت ذا شيء الا عشان مصلحتكم
ابتعد بحركة سريعة ليقول بهدوء : دام الموضوع فيه حاجات بتنكشف ماابغى اعرفه خلي كل شيء زي ماهو مو مستعد اسمع اي شيء
ثم اضاف و هو يأخذ مفاتيحه التي وضعها على الطاولة الا انها اوقفته جملتها
مسحت جوليا دمعتها سريعا لتقول : عندك اخت ثانية من غير اليزا يعني
قاطعها بعد ثواني من الذهول ليضحك بهدوء : هههه اصبري خلاص عرفت الباقي ، هي اكيد ماتدري زي ماحد يدري و سبتيها زمان يعني تقريبا نفس السيناريو
انتبه لسكوتها ليتقدم ليجلس على طرف الطاولة ثم قال : التكرار بيخلي الحاجة تصير بايخة ،سامجة مملة ، عالاقل كان غيرتي شوية احداث يعني
ارتشف من قهوته الباردة بيد مرتجفة ليكمل بنفس التهكم : طيب مين الاكبر
تقدمت لتجلس على الاريكة بعد ان احست بقدميها تفشلان في مهمتهما على الوقوف ثم قالت بصوت خافت : انت
زادت ابتسامته ليضع يده على صدره قائلا : شكرا ، لي الشرف اني انا النسخة الاصلية ههههه
شتت انظارها لتقول بهدوء اكتسبته في ثوان : عندي اسبابي و مبرراتي
اخذه قهوته الباردة ثانية ليشرب منها ثم قال : سيبينا من برراتك لي مستحيل تقنعني ، ليش ناوية تنفينا ؟
فهمت قصده لتقول : انتو فخطر..
رفع حاجباه ليقول: آه تتعاملي مع عصابات ، مارح يصدمني شيء ترى
عقدت حاجباها لتقول بحدة : اتكلم بجد
وقف ليقول و هو يشير لنفسه : عارف ، مهو انا قاعد اتخلى عالجدية عشان مااصير واقعي ، ولا كان من اول كلمة قلتيها طلعت
وقفت هي الاخرى لتقول : مارح اقولك اللحين ، بس اول مااتأكد رح تعرف
مرر يده هلى شعره الكثيف ليقول : يعني مش متأكدة ، تتخيلين ؟
هزت رأسها بالرفض : شاكة ، و الصراحة لازم اخذ احتياطاتي ، مو اللحين تجي بس لما اقولك تكون جاهز
لانت ملامحها قائلة : سامي لا تصعبها عليا
شتت نظراته ليضع يده فجيوبه ليقول بهدوء : ماابغى اتقرب منك
سكتت لثواني قائلة : مارح تتقرب بقعد بعيدة مرة بعيدة بس تكون تحت عيني
وقعت عيناه على ملامحها اللينة ليقول : مو المفروض من زمان كان لازم اكون تحت عينك
سكتت لترجع لاريكة ثم اردفت بعد تنهيدة : لا تعند عشان مصلحتك ، لا تعقد الموضوع انسى اني موجودة انساني
ظهرت ابتسامة تهكم عليه..
لو كان بإمكانه النسيان...
لاختزل معادلات كثيرة..
و مشى على قواعد عدة...
و حدد مشاعر معينه...
حاول ان يبتسم الا انه ظهر نصفها ليقول بصوت خافت : مدري
ثم خرج بخطوات سريعة لا يريد مواجهة اكبر من هذه..
سمع مناداتها بأسمه الا انه ركب سيارته و انفاسه مضطربة...
حقا لا يدري...
هل يواجه كل شيء و يقطن معها في نفس البيت..
هل ينفض الغبار عن حنين قديم...
تنهد ليذهب متجولا في الطرقات فكل شيء يخنقه...
له اخت اخرى..
لا بد انها عاشت ماعاشه..
اكثر او اقل لايهم..
اين هي ، ما إسمها ، كم عمرها ؟...
فتح نافذة السيارة ليستنشق هواء لربما ينظف افكاره...
اما في بيتها
دخلت الى غرفتها لتضرب الباب بقوة مصرخة : اااه كل ذا بسبب غبائي..
اخذت هاتفها لتتصل على رون التي ردت بعد دقائق قائلة : قال مين لي طعنو ولا لا..
اتاها صوت رون التي بدا انها دخلت لاحدى الغرف و اقفلت الباب : ايوا ، ولد واحد قتلو زمان كانت عندو ادلة ضدنا كان ناوي يقدمها للشرطة ولا مدري ايش بعدين قتلو و بين انو موتو كان بحادث سيارة...
جلست جولبا على اريكة منفردة لتقول بترقب : و الأدلة؟
تنهدت الاخرى لتقول : هنا المشكلة ماندري اذا عارف عنها او لا
ابتسمت جوليا قائلة : حاول يقتلو عشان يبعد الشرطي لي معانا و يقدم الادلة براحتو واضحة
اتاها صوت الاخرى قائل : مااظن ، يمكن نيتو انو ينتقم بس حتى انو مايدري عن سبب موت ابوه ،
ولا كان حاول يقرب لنا تخيلي بنت حيدر عارفة انها صديقة بنتي قاتلي انو مرة حاول يقتلها يعني لو يدري مارح يشفي غليلو انو ننسجن
سكتت جوليا ثم قالت : عالعموم رح اتحرى عنو اكثر ، و الاحتياط واجب انتبهي و قولي لحيدر كمان ، مدري من فين طالع لنا البزر ذا
ريهام : الله يستر بس ، الا عيد ميلاد اليزا قرب رح يكون فالبيت ولا قاعة
ابتسمت جولبا لتقول : مدري لسى ماخططت يمكن يكون فالبيت او فيلتها ، هههههه عارفة اليزا كل شوية عندها رأي
شاركتها الاخرى ضحكتها ليكملا محادثتهم عن الاولاد




.
.

بدأت الحركة تهدأ خاصة في الشارع المهجور...
لا يدخله الكثيرون...
دخلت سيارته بين ازقة شوارعه المحفورة...
توقف امام البناية المتهرئة لينزل بخطوات هادئة...
فتح الباب الحديدي ليصعد للشقة التي لاطالما كانو يلتقون فيها..
اخرج مفتاحه ليفتح الباب..
ثم دخل بهدوء...
التفتت له حسام الذي خرج لتتو من المطبخ قائلا : انس مو هنا
دفع الاهر الباب قائلا : عارف جيت عشانك
ثم ضحك قائلا : هههههه طفشت قلت صاحبي من زمان ماشفتو خليني اتطمن عليه
ابتسم الاخر بإستغراب قائلا : ترى البارحة تكلمنا
تقدم الاخر نحو الغرفة التي تدعى "الصالة" ليفتح احدى الادراج و هو يقول : اتذكر ، لايكون طلعت عليا اشاعة اني فقدت الذاكرة عيب و الله الواحد قاعد في امان الله حتى يسمع انو فقد الذاكرة او مات ولا
قاطعه الاخر قائلا بنفس الابتسامة المتهكمة : ترى مشاعرنا متبادلة ، تعال من الآخر ليش جاي
اغلق الاخر الدرج ليلتفت له رادا : سمعت انك صاير تحب المغامرات ، و تهدد و تلعب دور رجل العصابات ولا كيف يسموهم ، هو الصراخة لي علمك احييه بس شكلو نسى شيء
و بحركة سريعة اخرج مسدسه الذي كان خلفه ليطلق على رجل الاخر قائلا : نسى انو يعلمك كيف تتصرف بذكاء
تقدم قائلا : احمد ربك انو لساتو حيي ولا كان الرصاصة جت فمكان ثاني
اغلق الاخر عيناه ألما و تأوهات تخرج منه لينحني الاخر له قائلا : انا مجنون اقولك مين لي قتل ابوك و فنس الوقت ماابغاك تقرب منو اتقبل ذا الشيء ولا كون ذكيي و اتصرف بدون قتل
ثم وقف قائلا و هو يعيد المسدس لمكانه قائلا : لو ذا الشخص علمك كيف تشيل الرصاص مو احسن كان مااحتجت انك تنادي دكتور اللحين ، ولا عارف ناديه هو يجي احسن واضح انو خبير
ثم تجاوزه قائلا : بتصل بانس ماله داعي تعفن هنا عالاقل تتعلم درس لسى بدري عشان تموت
و ضربة الباب اعلنت عن خروجه ليبعث برسالة لانس
ثم خرج متجها لسيارته...
و يحس ان القليل من غيضه قد انزاح...
لم يرضى عن عمل ابيه ابدا..
و لن يرضى..
تناقضات...
لم تصب شذى فقط...
فهذه عدوة انتشرت بينهم ذلك اليوم...
الا انها هي استسلمت لعاطفتها..
و هو حاول ان يتبع عقله..
فكان المنطق اكبر...
كثير مانفصل بين المنطق و المشاعر...
الا ان في حالته كان منطقه وليد عاطفته...
اممن المنطق ان يسجن اباه..؟
حاول التمرد و اخبر الاخر..
لربما يغادره شعور بالذنب..
انه متستر عن جرائم..
سنوات و هو يقف امام ابيه يحاول تقبله..
يحاول فصل هذه الفكرة عن عقله..
الا ان الذكريات السيئة تنقش على الذاكرة لا تكتب...
ركن سيارته امام المستشفى لينزل بهدوء..
يحاول التحكم في كل شيء..
ربما ملامحه فيكسوها الجمود..
او تنفسه المضطرب..
او خطواته المستعجلة...
سأل عن الغرفة ليدفع الباب فوجده نائما و شذى بجانبه...
تقدم بخطوات هادئة..
و كل تجاربه في التحكم قد فشلت...
تسارعت انفاسه..
و ظهرت ارتجافة في يده..
هو السبب...
هو من اخبره..
لكن..
له مبرر..
مبرر..!
فضل الآخرين عن ابيه..
لكنه الظالم...
ايقف مع ابيه الظالم او العرباء المظلومين..
مرر يده بين خصلات شعره ليشير لشذى للخارج فخرجو الثنين ليقول بهدوء : كيفه
تنهدت قائلة : الحمد الله
ثم اضافت قائلة : فين كنت
وضع يديه في جيوبه قائلا : عند لي هو بسببو هنا
ابتسمت قائلة : ايش صار.
رفع خاجباه قائلا : اخذ جرح صغير بس ، للاسف غطت فالتصويب ذي المرة
زادت ابتسامتها لتقول : احسن ، مايستاهل يموت بسرعة كذا
التفت لها بإستغراب قائلا : ايش الاجرام ذا لي فيك
ضاقت عيناها لتقول : عارف فحياتي مكرهت حد زيو ، و عمري ماتمنيت لحد ابشع حياة زي لي تمنيتهالو
شتت انظاره قائلا : اذا تبي تروحي البيت روحي انا بقعد هنا ، الا اثير فينها
ردت : راحت مع مريم..
ثم اضافت : بروح البيت مرة تعبانة ، لما يصحى اتصل عليا
هز رأسه ليدخل لغرفة ابيه...
اما هي فتوجهت للخارج..
اخذت هاتفها لتتصل على مريم قائلة : ها فينكم
ردت عليها مريم : فيه مطعم قريب قاعدين نتغذى تعالي
مطت االاخرى شفتها قائلة : بس مانطول مرة تعبانة
اتتها الموافقة من الاخرى لتوصف لها مكان المطعم الذي لم يكن يبعد الا ببضعة خطوات..
خمس دقائق و كانت في الكرسي الرابع مقابل مريم
قائلة : بطلب سلطة مالي نفس آكل
ابتسمت مرسم قائلة : لا اطلبي شيء احبو عشان آكل معاك
رفعت الاخرى حاجباها قائلة : لا يا شيخة
شربت مريم من عصيرها لتقول مبتسمة : اسمي مريم
رمقتها للاخرى بطرف عينها ثم قالت : فينها اثير ، لايكون خطفتي اختي
ظهر الشر على ملامح مريم قائلة : ايوا ، ورح اطلب مليون دولار
رفعت الاخرى حاجبها قائلة : ترى عندها ايباد اذا تبين اعطيك ياه كمان
اطلقت مريم ضحكة ثم قالت : ههههههههههههه اخت مثالية
ثم اضافت بإبتسامة قائلة : هي وراك مع ملاك
التفت الاخرى للطاولة التي وراءهم لتبتسم لهما
ثم التقتت لمريم قائلة : كيف جات ملاك
مريم: مو المدرسة قريبة قلت امر عليها دامني هنا
اخذت شذى طبق السلطة و كأس العصير الذان طلبتهما ثم هزت رأسها متفهمة
لتضيف : عارفة نفسي لما اجوع فيوم ثاني اندم اني مكليت شيء هنا
ضحكت مريم قائلة : تحاربي الندم حتى لو بسلطة
هزت الاهرى رأسها و هي تأهذ بالشوكة قائلة : بالضبط ، ذا يتسمى الضمير الاكل
ثم قطعت عليها رسالة وصلتها لتأخذ جوالها قائلة : افف يا الشهرة مو مخلييني حتى آكل زي
ثم قطعت كلامها حين رأت الرسالة ممن وصلتها على تطبيق الانستغرام
اضطربت انفساها و ظهر هذا في ارتجافة اطرافها..
وضعت هاتفها جانبا دون ان تغلقه و اخذت كوب الماء لترتشف منه
لترفع راسها لمريم المتسائلة عما حدث
ثم هزت رأسها بالنفيي و كأنها تحارب ارتجافها بإرتجافة اقوى لتقول : ولا شيء ، مدري سامي بعتلي مسج
عقدت مريم حاجباها قائلة : ايش يبي ؟
رفعت الاخرى كتفاها لتستند على الكرسي قائلة : مدري ، ماشفت لما اهدى برد عليه
اخذت مربم الشوكة لتأكل من طبقعا قائلة : ليش تهدي ، قبل شويا بس كنتو تتكلمو
شتت شذى نظرتها و هي تحس و كأن المكان تحول لاحدى مناطق روسيا..
كل شيء تبعثر...
كل مارتبته لسنوات تبعثر..
رسالة واحدة تجهل محتواها...
اعادت ملايين الذكريات...
لتخرس بقوتها كل ضوضاء العالم...
محادثة كانت قد وضعت في آخر القائمة بعد ان اثقلها الفراق....
اارجعها الحنين....!؟
بلعت ريقها لتقول و قد بدأت تزول صدمتها : مو نفس الشيء ، ذي المحادثة فيها حكايات اربع سنين ماكانت توقف الرسايل فيها بس..
شربت مريم من عصيرها لتقترب منها قائلة : لسى تحبيه
ابتسمت لسؤالها...
اموقف يمحي سنين...
اخذت هاتفها قائلة : ماتغير شيء
التقطت نفسا عميقا لتدخل للرسالة التي كتب فيها
_من زمان ماانكتب شيء هنا مدري اذا غيرتي حسابك ولا لا ، بس كنت رح ابعت رسالة لواحد و مريت على محادثتك ماهان عليا تكمل سنتين و هي فاضية
تجمد كل شيء ثانية...
هذه المرة اعنف..
ترى صديقتها تتساءل...
ترى الجميع يتحرك..
لكن لا تسمع شيء..
لاطالما كانت تتحسس كل صوت كل ملمس كل ذوق حين تصلها رسالة منه...
يقولون ان الشعور و الاستمتاع بكل تفصيلة في يومك تصنع سعادتك...
لا احد يدري ان السعادة هي ما تجعلك تفعل ذلك...
كان يحدث تناقض عجيب...
يزيد.عمل مستشعراتها الحسية اضعاف المرات...
تحب رائحة القهوة اكثر...
تحب برودة كأس الزجاج...
بطانيتها الصوفية تتحول لحرير...
الا انها ترفع في فقاعة عن هذا العالم...
تشاهد كل شيء من بعيد...
تتوسد غيمة...
تقبل نجمة..
و تحضن قمرا..
شدت على قبضتها لتكتب
_اها شكرا
هزت رأسها لتمحي بإرتباك
و كتبت مرة اخرى
_دوبك تتذكر
ضربت يدها على وجهها لتمحي و اخذت نفسا ثم كتبت
_و لا انا هان عليا اخلي رسالتك بدون جواب حتى لو ماعندي ، الا انك تعرف تفتح الجروح
اغمضت عيناها لتبعث الرسالة و اغلقت الهاتف بسرعة..
ثم رفعت رأسها لمريم القائلة : ها ايش فيه
اخذا الاخرى شوكتها لتأكل من طبقها محمرة الوجنتين قائلة : ماهان عليه يسيب المحادثة فاضية
ابتسمت مريم قائلة : اه غريب ، كان قادر يفتح محادثة بطريقة ابسط
ابتسمت الاخرى قائلة : عمره ماكان بسيط
ضحكت مريم ليكملو اكلهم
و الاخرى الغت اشعارات التطبيق فلا تستطيع ان ترد اكثر من هكدا
.
.
.

اما الاخر فتوقفت سيارته امام شارع مزدحم...
لم يهرب ابدا حيث الهدوء..
القى نظرة على رسالتها ليبتسم بهدوء...
جروح من تتكلم عنها...
اخذ نفسا ليكتب
_لازم المس الجروح عشان اداويها، اذا خليناها رح تتعفن
بعثها ليغلق الهاتف...
و اسند نفسه على مجلس السيارة...
يريدها معه مجددا..
هذا ماتوصل له..
ايحتاجها او يحتاج لاحتياجها...
هنا يكون آخر سؤال في اختبار صعب..
وضعه استاذ خبيث خدعهم بأسهلها في اول الموضوع..
تذكر بما روته له من سميت بأمه..
تنهد ليمرر يده بين خصلات شعره الاسود...
ثم اخذ هاتفه متصلا على اليزا التي ردت بعد ثواني
ليقول :السلام عليكم
ردت السلام ليكمل : فينك.
ظهر الاستغراب على صوتها حين قالت : رايحة البيت ، قربت اوصل يعني
سامي : فين بالظبط
وصفت له المكان ليقول : طيب شوية و اكون عندك ، لازم نتكلم فموضوع
نزل من سيارته ليذهب بخطوات هادئة للمكان الذي لم يكن يبعد كثيرا..
انتبه لسيارتها الحمراء ففتح الباب الامامي و جلس بجانبها لتقول في الفور : ايش صار ، ايش فيه
اعتدل في جلسته قائلا : كنت فبيتكم
رفعت حاجباها لتكمل : مع ماما
ليهز رأسه مضيفا : كم عندك اخوان
تأملته لثواني ثم قالت : انت وو
عقدت حاجباها لتردف : قالتلك يعني
هز رأسه قائلا : ماقلتيلي ؟
تنهدت قائلة : مدري راح من بالي
هز رأسه ليقول بتفس الهدوء : عادي مو مشكلة
ثم اضاف بتشتت : تعرفيها
هزت رأسها لترد :هههه قابلتها مرة و مااظن رح اقابلها مرة ثانية
عقد حاجباه بتساؤل
لتكمل الاخرى بصوت هادئ انخفضت نبرته : يعني اليوم لي التقينا فيه ماكان لطيف لدرجة انها تحب تتذكرو
ثم اضافت و هي تشيح بنظراتها : هي كانت عايشة عند ابوها يعني ابوك ،و فالنفس الوقت كانت تبي توصل لماما لما وصلتلها جات البيت قابلتها بس
فتحت نافذتها ليدخل هواء ثم اكملت بتبرة اخف : ماما طردتها ، كانت مصدومة و كذا ماعرفت كيف تتصرف يعني
قاطعها بإبتسامة تهكم قائلا : لا تحاولي تلقيلها اعذار
ثم اكمل بعد تنهيدة بإبتسامة : لي المفروض تستحي من ذا شيء هي امك مو انت ماله داعي تبعدي وجهك و انت تتكلمي عن تصرفها
ارتجفت شفتاها لتقول : كنت قادرة امنعها مااخليها تدخل ، اك بتنقهر وقتها بس تقعد احسن من لي سمعتو
عقد الاخر حاجباه ليقول بحدة : ماله داعي تلومي نفسك ، حتى لو منعتيها بتقعد تحاول تقابلها بطريقة ثانية
مررت اليزا يدها على ساعتها ثم قلادتها لتقول : مدري بس عالاقل كنت سوييت شيء
هز رأسه بالرفض قائلا : ماكان رح يتغير شيء ، آسف يعني ماكان قصدي ادخل لذا الموضوع ، بس عشان اسألك اذا تعرفي فينها
هزت الاخرى رأسها بالرفض لتضيف : لا ، يعني قاعدة ابحث ، اعرف فين كانت تسكن بس صار مشكل و ابوها طردها اصلا علاقتهم ماكانت كويسة مرة
تبعثرت ملامح الاخر للصدمة ليقول : لييش ؟
رفعت ركتفها ثائلة : مدري
صم اضاف بتساؤل : تعرفي اسمها بيتها فين تدرس اي شيء
ظغطت على اصابعها لتفرقع اثنان ثم قالت : اسمها لتين و اعرف بيت ابوها يعني ابوك ، كنت حدور عن حاجات اكثر بس انشغلت
هز رأسه بشرود...
مااغرب ان تمر كلمة ابيك على مسامعه..
و هي تقصد شخصا آخر...
يجهله...
اهو مفس شعور هذه الاخت حين كانت تستمع لاسم امها يمر عليها فترسم اوهاما..
يا لسذاجة المشاعر..
اهي اضعف شيء في الانسان..
او اقوى..
فلاطالما كانت هي اول من يدفع المرء للتحرك..
فضول...
هو كل شيء..
او سبب اغلب الكلمات الموجعة التي سمعناها..
المناظر الصادمة التي رأيناها...
مواقف وضعنا فيها دون تخطيط...
لذا يريد الابتعاب..
اختار محاربة الفضول قماهو الا صندوق ساحر...
ابتسم قائلا : طيب شكرا
هزت رأسها بنفس الابتسامة لينزل بهدوء نحو سيارته...
ثولني و اختفى اثرها..
حكت اليزا رقبتها حائرة عن سبب كشف امها للسر الذي لاطالما خبأته...
تنهدت لتلقي نظرة على هاتفها فوجدت رسالة من فؤاد..
لتمرر يدها على وجهها محاولة تشتيت افكارها..
ثم اختفى اثر سيارتها ايضا و عاد للشارع هدؤه على الاقل الظاهري...
فلا يسكن اي مكان في العالم..
ما اثقل حمله..
فكم من قصص يحتضنها...
و كم من ملامح يواسيها...
و كم من وحيد يؤنسه...
ما اوسعك ايها العالم..
.
.
.
سجن..
سرب من الافكار..
جوع حرية..
نعش قصص...
اتاها صوت يقول بأن زائرا ينتظرها..
وقفت بخمول..
ظهر على مظهرها قبل مشيتها...
فقد جسد ظلام ليالي الارق في سواد تحت عينيها...
و شعر مشعتر اطفأت كأآبة السجن لمعته...
ازيلت عنها الاصفاد...
لترفع عيناها للزائر المجهول..
احتدت نظرتها..
و ارتجفت اطرافها...
انقلت الى احدى مناطق الاسكا..؟
لا فلم تتجمد دموعها نزلت على الفور...
بلعت ريقها لتقول بهدوء : ايش تبي
اشار لها الاخر بالجلوس..
لتعيد نفس الجملة بصوت مبحوح...
مرر الاخر يده على وجهه ليقول : كيفك؟
ارتجفت شفتلها لتقول بنفس الحدة المتهكمة : الحمد الله ، لساتني حية
اعتدل في جلسته ليقول بنفس الصوت الغامض اهو بارد ام هادئ : جيت عشان اقولك شيء
سحبت الاخرى الكرسي بعصبية ليصدر صوتا ثم قالت : واضح ، اكيد مو جاي تطمن
لم يبلي اهتماما لكلامها ليردف : امك عندها دليل براءتك
رفعت حاجباها لتقول : مشاء الله متفوقة عالمحامي فل اوبشن دكتورة و محامية و ام وواضح انها ناجحة فيهم كلهم خاصة الاخيرة
رمش بهدوء ثم قال : مدري كيف جابتهم ، بس واضح انها مهتمة فيك و عشان تطلعك
عضت شفتها قائلة : الله يعطيها العافية ، و المطلوب
سند نفسه على الطاولة قائلا : تبي تكسبك
ابتسمت بتهكم لترد : عارفة ، بس مدري من فين طلع تأنيب الضمير المفاجئ
ارجع ظهره للوراء قائلا : المهم جيت بس عشان اطمنك انك بتطلعي، و عندي شيء اعترفلك به انها ماكانت تبي تسيبك بس اظطرت لما تزوجت مرة ثانية..
رفعت حاجباها بتعجب لترد بعد ضحكة : ههههههه يعطيك العافية خلاص ماصار شيء ، اصلا مو هامني اذا كانت تبي و لا ماكانت عشان اكتشفت انكم الاثنين نفس بعض
ثم وقفت متجهة بخارج الغرفة و لازالت كل تفصيلة من حولها ترتجف..
غضب يزيد مع كل كلمة جديدة تسمعها عن ابويها..
ستحاول التأقلم مع غصبها..
اما هو فخرج بهدوء و ابتسامة تعتليه متجه نحو سيارته ليركب ثم التفت نحو اسامة قائلا : احتاج منك شيء
هز الاخر رأسه قائلا : آمر
ابتسم ليث قائلا : ابيك تقرب من بيت ، بالاخص من صاحبة البيت مدري باي طريقة فكر بس لازم تدخلو و تدور علن لابتوبها
هز الآخر رأسه بتعجب قائلا : مين ذي ؟ ايش تبي فيها
حرك السيارة قائلا : امها عندها دليل براءتها بس قاعدة تتصرف يحقارة يعني تفاوض اعطيني اعطيك
هز اسامة رأسه هامسا :طيب دام بآخذ دليل براءتها بسويها
ابتسم ليث ليوصف له مكان بيتها....
ابدى الآخر تفهمه و ظل تفكيره منحصر في ماخطوته الاولى..
ليعتليه الرضى حين اقتنع باحدى افكاره
.
.
.
في غرفة الرياضة..
و على ألتي جري متجاورتان..
كانت اليزا و صديقتها يقومان برياضتهما...
حيت قالت الاولى: منتي ملاحظة انك صايرة مختفية ، و لا الجامعة ذي تبتلع اي حد يقرب منها
ضحكت سيلا قائلة : هههههههه و ربي من جد صايرة ثقب اسود
ثم اضافت اليزا : عارفة افكر ارجع للمدرسة
رفعت الاخرى حاجبيها لتقول : كل يوم عند رأي انت ، مو كنتي تقولي طفش و مدري ايش
اشارت اليوا بالرفض قأىلة : مدري حسيت اشتقت للمدرسة
مدت سيلا يدها لتقرص خصر صديقتها قائلة : ذي اليزا لي معايا و لا غيروها
ابتعدت الاخرى بسرعة و هي توقف الآلة قائلة : وجع كنت بطيح
توقفت الاخرى ايضا ليقول لاهثة : عادي نضحك شويا بعدين تنسين
اخذت اليزا قارورة الماء لتشرب منها ثم رشت بالقليل مما تبقى منها على صديقتها الصارخة...
رفعت سيلا حاحباها بصدمة لتأخذ قارورة اخرى و تفتحها
لتردف اليزا ضاحكة : هههههههههه هي هي تبذير دا
اقتربت الاخرى منها اكثر
لتبتعد اليزا قائلة ينفس النبرة المرتعبة : شوفي ترى فيه كثير ناس محتاجين ذي المويا و انتي ترمينها حرام و الله
اقتربت سيلا خطوتين لتبتعد الاخرى خطوتين : شوفي ترى اذا كبيتيها بتجيبي ثمنها
رفعت سيلا حاجباها كاتمة ضحكتها لترد : جد و اذا ماجبتلك ثمنها ؟
ابتسمت صديقتها بشر قائلو : باقفل عليك فغرفة فاضية و ارمي المفتاح
ضحكت سيلا قائلا : ايش التعذيب النفسي ذا
قاطعتهم جوليا التي دخلت قائلة بإبتسامة : سيلا حبيبتي مامتك تبي تكلمك
ثم مدت لها الهاتف لترجعه لها بعد دقيقتين قائلة : يلا لازم اروح انا
ابتشمت جوليا لها قائلة : انتظري على الاقل تاكلو مع بعض
هزت الاخرى رأشها بادب لترد : شكرا ، بس مستعجلة مرة ثانية انشاء الله ، مهو انا شوية و اعيش عندكم ههههه
ضحكت جوليا قائلة : الباب مفتوح لك فاي وقت
اشارت لاليزا بقارورة الماء القائلة : المرة الجاية لما تكوني متشيكة
رفعت اليزا حاجبها لتمرر يدها على شعرها قائلة : اه مقدر اعرف متى ، مو انا متشيكة فكل وقت
ضحكت الاخرى لتبتعد بعد ان ارتدت "جاكيتها"
لتتقدم اليزا نحو امها و تسير بجانبها بابتسامة قائلة: ماما ممكن أسألك
هزت جوليا رأسها قائلة : نعم حبيبتي
حكت اليزا رقبتها قأئلة : سامي جا اليوم لهنا للبيت
هزت جوليا رأسها لترد : ماحسألك من فين عرفتي لاني عارفة انكم تلتقون
رقعت الاخرى حاجبيها بصدمة قائلة : تراقبيني ههههههه
هزت جوليا رأسها بالرفض
لتقول اليزا : المهم ، عرفت انك قلتيلو عن لتين يعني تقريبا قلتيلو عن ابوه بطريقة غير مباشرة عشان اذا وصلها يوصلو
هزت جوليا رأسها
لتكمل الاخرى : طيب ايش لي خلاك تقولين بعد ذي المدة كلها ، صارلك سنين و نتي تخبي ذا الموضوع
مدت جوليا يدها لتقرص خد ابنتها قائلة : روحي اخذي شاور اللحين بعدين تعالي تتغذي ، مع الايام رح تعرفي
رمشت اليزا لتصعد للاعلى نحو الحمام
تأكدت جوليا لثواني قبل ان تتقدم منها احدى العاملات قائلة بانجليزية متقنة : مدام جوليا هناك احد يريد مقابلتك
هزت جوليا رأسها للتجه نحو قاعة الضيوف لتجلسه على احدى الارائك..
الى ان دخل شاب عشريني ليجلس مقابلا لها بعد ان القى السلام و ردت عليه فقال معرفا بنفسه : انا اسامة عمري تسعة شعر سنة سمعت انك تدوري عن منسق حفلات بما انو عيد ميلاد بنتك قريب قلت اوريك شغلي و فالاخير اكيد الخيار لك
رفعت الأخرى حاجباها بتعجب لتقول : اهلا اسامة ، مدري ايش اقولك بس اليزا عندها منسقة حفلات هي اختارتها
ابتسم الآخر ليقول : اكيد ماحتكون افضل وحدة ، و مرات الواحد يحب يغير الانسان بطبعو يمل من اسلوب واحد
ارتشفت جوليا من فنجانها لتقول : الخيار يرجع لاليزا بعد شويا بتنزل ووريها شغلك
هز رأسه بنفس الابتسامة
ثم اعتدل في جلسته يبدو ان كل شيء يسير كما يريد..
.
.

[ دمتم بود انت🖤 ــهـى ]




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-21, 01:05 AM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



البارت الخامس و عشرين

في مسرح الغابة..
انحنى المقدم بعد ان دعى الممثل للصعود الى الخشبة...
ابتسم الممثل فهو صديق للخشبة الوفيه..
كانت قاعة مسارحه تحتضن الاف الجماهير..
فاحتقار له ان يدعى لقاعة بها بضعة افراد..
صعد للخشبة و فتح الستار..
لم يرى اي ديكور...
لم يستطع التحرك...
لم يستطع النقط..
ما تأثير ديكور المنصة...؟
التأثير بالممثل او بالحاضرين...!؟
مرت دقائق دون حراك..
ممل...
جلس متأملا...
فطال جلوسه...
لمذا باب القاعة مشقوق...
هل جلسته مريحة...
لا يبدو انها مضحكة هههه..
ايضع يده ارضا...؟
آه ظهره مائل قليلا...
هذه العصفورة تحدق بإنزعاج يا لها من متكبرة...
مابها تلك اللؤلؤة شاردة لابد انها تمللت من عرضه ، فلنرا عرضها المبهر..
وقف ثانية ليغلق الستار..
تنفس الصعداء..
و ابتسم لقد ارتاح من تلك اللحظات المملة الفظيعة..
ايمكن لن يكون عرض بلا ديكورات بلا مأثرات...
ايمكن للمرء العيش بلا أحداث..
نفس الشيء..
انفتح الستار ثانية ليجري نحو المخرج
الا ان المقدم هو من ظهر قائلا
" نعتذر عرض اليوم ممل ، نوعدكم المرة القادمة بمن يختلق ديكوراته ممتعة على خشبته ليبهركم.."

.
.
.

بغرفة تميزت بالوانها الحيوية
وقفت امام المرآة و هي تجفف شعرها المبتل..
توقفت لثانية حين إنتبهت لرنة رسالة انستغرام وصلتها..
اخذت هاتفها لتفتح الرسالة فإعتلتها ابتسامة حين قرأت محتواها
_ ممكن نتعرف يا حلوة
ابتسمت لتجلس على سريرها لترد
_ الحلوة مشغولة ماعندها وقت
بعد ثواني اتاها الرد لترفع حاجباها بتعجب من سرعته
_ مااقدر آخذ شوية من وقتك ، اصير جزء من روتينك
ضحكت بهدوء لترد
_ليش ماتصير شيء يكسر روتيني
اتاها رد ليضحك قلبها و دقاته ظهرت في نغمة ضحكها
_مااحب اكسر ، بحليه
اخذت نفسا و كتبت بإبتسامة واسعة رفعت وجنتها المحمرة و ضاقت بعيناها
_الكلام اسهل شيء ، ايش يضمنلي انك بتحليه
عقدت حاجباها حين كتب
_ ولا شيء ، بكذب
بعتت له علامات استفهام ليرد
_ مو محتاجة احد يحليه ، انت بتحلي روتين غيرك
انقطعت انفاسها لثواني و جحظت عيناها ، ايحسب انها لم تعرفه؟
اكاذب هو صادق ؟
هل انتبه لنوبات الشرود التي تصيبها..
هل عرف انه السبب ؟
هزت رأسها لتلف خصلة شعرها بين اصبعها لتكتب
_ايش القوة الخارقة ذي لي استعملها عشان احلي روتين الغير ، خليني اربح حسنات فالناس هههه
وصلها رد جعلها تضحك تلقائيا
الا انها لاول مرة تحس انها مغفلة..
اي هي من تتبعثر بسبب بعض الكلمات..
تنهدت الا ان ابتسامة هادئة لازمتها..
_ تكفي ضحكتك ، نبرتك ، حماسك ، حبك للحياة
حكت رأسها
ثم كتبت
_ انس شكلي رح اصير مكشرة كل يوم نذالة هههههههه
ثم اتصلت و ملامحها لم تتغير
فاتاه الرد بالسرعة قائلا : يعني انت عارفة انه انا و انا عارف انك انتي و انا عارف انك عارفة و انتي عارفة اني عارف و برضو مكملة هههههههه
شاركته الضحكة لتقول بهدوء : طلعت خبير ها
سند الاخر جسده على احدى السيارات قائلا : مو خبير ، بحاول اكسب خبرة فيكي
ابتسمت الاخرى قائلة : مارح تكسب شيء حتى انا ماعندي خبرة يا شاعر
ضحك الاخر قائلا : ههههههه يا بنت مش شعر ، ذي جملة صريحة
رفعت حاحبها لتقول : عارفة ترا مادرست من ورا المدرسة
ثم اطلقت ضحكة قائلا : ههههههه هذا اذا ماكنت حافضو من كثر ما بعتو
ضحك الاخر قائلا : بجرب فيكي
ابتسمت لتغير الموضوع قائلة : الا فينك ؟
ابتسم قائلا : فالشغل
وقفت الاخرى لتضع هاتفها و تفتح مكبر الصوت ثم قالت و هي تمشط شعرها : اما تشتغل !
اتاها صوته قائلا : حاسبتيني فاضي اليوم كله زيك
ضحكت لتقول : مدري ليه الكل شايفني فاضية ، ترى و الله عندي انشغالات
ضحك الاخر قائلا : عارفها انشغالاتك
رفعت حاجبها قائلة :مو لو تروح تحفض شعرك عشان تغازل بيه مرة ثانية احسن
اغلقت مكبر الصوت لنضع الهاتف على اذنها و تفتح نافذة شرفتها لتبتسم حين سمعت صوته الهادئ يقول : قلتلك مش شعر بس ماشي المرة الجاية بكتبه
استندت على شرفتها قائلة بإيتسامة سببتها نسمة مرت عليها : منتظرة ابداعك
خرج من محل تصليح السيارات ليسند نفسه على الجدار قائلا : ماعندك مشكلة نسيان ولا
ضحكت قائلة : ههههههه يعني مش واثق انك رح تبهرني
ابتسم قائلا : اكذب عليك يعني ، ماجربت من قبل
اخفضت نظرها لتقع على نافورة حديقتهم لتقول : رح تبدع لما تحب
رفع عيناه نحو السيارة المتهرئة التي مرت ثم ابتسم بهدوء قائلا : قبل شوي قلتي الحب مش كلام ، متناقضة ولا حافضة الجملة بس ههههه
حكت رقبتها قائلة : مش نفس الشي اللحين اقصد لما تحب مش تطيح الحب
ابتسم و هو يضع يده في جيبه قائلا : يعني عارفة انو الحب استمرار
تنهدت لتتجه لداخل غرفتها قائلة : اكيد ، بس يعني مااقدس الحب للذي الدرجة عندي الصداقة اهم
طرقت امها الباب لتدخل فقالت اليزا بهدوء : يلا باي ماما تبيني
ابتسم هو الاخر ليودعها و اغلق الخط
لم يتحرك من مكانه لدقائق..
مااغربها من دقائق..
و ماأغرب من شاركته الحديث...
اما اليزا فنزلت تلبية لطلب امها كي ترى منسق الحفلات هذا
دخلت لغرفة الضيوف و رفعت عيناها نحوه فجحظت حين عرفته
تقدم الاخر قائلا : اهلين آنسة اليزا انا اسامة منسق الحفلات
انتبهت لنظرة حادة منه
لتبتسم قائلة : أهلين ، رغم انو عندي منسقة حفلات بس برضو رح اشوف شغلك
جلست في اريكة منفردة ليفتح كاتولوج و يريها بعض الحفلات من تنسيقه و الاشياء المستعملة فيها
إبتسمت امها لتبتعد حين اتتها مكالمة
ارتفع حاحب اليزا قائلة : ممكن افهم ايش تسوي هنا
مط الاخر شفته قائلا : يا عليكي ذاكرة
لم تتغير ملامحها حين قالت : مشاء الله ، ممكن تفسير ولا رح اخبر ماما
التفت نحو الباب ليرى جوليا منهمكة في مكالمتها ليقول : لتين فالسجن
جحظت عينا الاخرى لتقول : من متى ، ليه؟
تنهد قائلا : صدمت واحد بالسيارة ، المهم دليل براءتها عند امك و هي قاعدة تبتز ابوي عشان يقدر يثبت براءتها
ابتسمت اليزا بتهكم : آه و انت يا منسق الحفلات ناوي بالخدعة السخيفة ذي تدخل لمكتبها و تاخذه
هز رأسه قائلا : كان لازم القى حل سريع ، الولد مات و مستحيل اهلو يسامحو
تنهدت اليزا قائلة : يعني تقعد على طول
التفت الآخر ليهز راسه بالايجاب و قال بسرعة حين اليزا رأسها بشرود ثم قالت بهمس : رح اساعدك ماله داعي تدخل ، بعد ساعة نتلاقى فكافيه الي فآخر الشارع
ثم بصوت اعلى : شغلك مرة حلو بس سوري يعني انا اتعودت على منسقة حفلاتي حتى انها بدأت بالتجهيزات
رفعت جوليا حاحبها قائلة : طيب ليه قبلتي تقابليه
رفعت اليزا رأسها قائلة : قلت يمكن أغير رأي
ابتسم الآخر ليودعهم و يغادر مع مرافقة جوليا التي عادت بعد ثواني قائلة : اليزا فيه شيء؟
استيقظت الاخرى من شرودها لتهز رأسها بالنفي فشردت مرة ثانية في وجه امها...
لما تفعل هذا...؟
اليسو نفس الشيء اولادها..
لما لم يهمها سجنها..
انتبهت لسؤال امها ثانية لترد : ماما مافيني شيء بجد ، ليه رح اخبي مثلا
تقدمت الاخرى لتحتضنها قائلة : لا تخبي عني ممكن ؟
هزت اليزا رأسها بهدوء رغم ان اجابتها كاذبة...
.
.
.
في محل متواضع يختارونه البسطاء ليرتدوا من سلعته..
كانت هديل تعلق الملابس..
رغم فكرها الشارد..
سلسلة مشاكل ابت ان تنقطع..
اي منديل هذا اللذي سحبته فجر الآخرين معه..
القدر..
يأتي لنا بأشياء لم ننتظرها..
بل يختار اكثر الاوقات اطمئنان..
يعكر صفوها..
يشعرنا بأنها النهاية..
و كم من ساذج صدق..
فاختار طريقة نهايته بيده..
و كم من فطن ادرك الابتلاء..
فتقبله بصبر..
توجهت لاحدى الكراسي لتجلس عليها منتظرة دخول الزبائن..
اخرجت هاتفها لتلقي نظرة و تتصل على حسام
الذي لم يرد رغم الرنتين..
تنهدت بقلق..
ارهقها التفكير..
و اتعبها خوفها على اخوانها..
تمنت لو انها كانت بطيش حسام..
او لامبالاة امل..
شعور يجعل الانسان يضع اسوء الاحتمالات..
يتخبط بين الخوف و القلق..
لا تدري احالتها تحتاج لزيارة طبيب نفسي..
ربما لو ملكت ثمنه لكانت قد زارته..
ليس لانها مريضة..
بل لانها متعبة...
ابتسمت لزميلتها الجديدة التي احضرت لها كوب قهوة فإستلمته بإبتسامة..
تحتاج ان تبحث عن شيء تفكر فيه فلا تجد..
تغمض عيناها فلا تنام..
تأخذ نفسا فلا تتنهد..
تحتاج لمكان فارغ لاتسمع غيه غير صوت تنفسها..
تريد ان تستشعر اشعة الشمس..
فتستمتع بدفئها..
لا تتذمر من حرارتها..
جلست زميلتها اميرة بجانبها قائلة : اسمك هديل صح
ابتسمت الاخرى قائلة : ايوة هديل ، و انت اميرة
هزت الاخرى رأسها قائلة : ذاكرتك طلعت احسن مني ههههه
ابتسمت هديل قائلة : ماعندي صعوبة فحفض الاسماء
ضحكت الاخرى قائلة : يا حظك ، انا مابقى شخص الا و طلعت له اسم من راسي ، عاد انتظري اسماءك الجاية هههههه
شلركتها هديل الضحكة
لتضيف الاخرى و هي تشير للقهوة : شكلك ماحبيتيها
انتبهت هديل لقهوتها قائلة : لا شردت بس
انتبهت الاخرى لوجها المهموم فربتت على كفها قائلة : يمكن مشغول عشان كذا مااتصل عليك لا تتوسوسي
عقدت هديل حاحباها بتعجب ثم ابتسمت بتهكم حين فهمت مقصدها لتضحك قائلة : مشاكل عائلية ههه
ابتسمت الاخرى لتدعي لها بالفرج
الا ان الاثنتين انتبهو للباب الذي فتح و ظهرت امل
وقفت هديل لتتجه اليها قائلة : امل
رفعت الاخرى يدها قائلة : اصبري بفهمك بما انه اليوم اول يوم لك فالشغل ماهان عليا اسيبك لوحدك
عقدت هديل حاجبيها لتقول : شكرا و يعطيكي العافية و كل حاجة ، بس اذا جا صاحب المحل ايش اقولو
ايتسمت امل قائلة : اممم قوليلو اختي مااقدر اسيبها لوحدها بالبيت
ضحكت هديل لتتقدم من الاختها التي ذهبت لتأخذ احد الفساتين قائلة : الله يجنن اقدر اجربو ، عشان اتصور و كذا
جحظت عينا هديل القائلة : امل
مما جعل الاخرى ترده لمكانه قائلة : اوفف خلاص ماحسوي شيء
سحبتها هديل من يدها و هي تقول : مو لو قعدتي تذاكري ابرك
ثم ادخلتها غرفة الاستراحة ليجلسا فقالت امل : طفشت
رفعت هديل حاجبيها لترد : يااه و خلصو الاماكن لي تستمتعي فيهم
ابتسمت امل قائلة : اممم و كمان جاية اقولك شيء
عقدت هديل حاجبيها
لتحتضنها الاخرى قائلة : آسفة لاتزعلي مني
ابتسمت هديل لتمرر يدها على ظهر اختها قائلة : ما زعلت منك
هزت امل رأسها ثائلة و هي تقرص خد اختها : اصلا لو زعلتي مني انا بزعل منك
ضحكت هديل لتقول : يعني الزعل موجود موجود
شاركتها اختها الضحكة قائلة : اوك يعني كذا اقدر اتطمن و اروح البيت
هزت هديل رأسها قائلة : يعني جاية تعتذرين مو عشاني
وقفت امل لتقول بإبتسامة اظهرت صفي اسنانها : و الله عشانك اختي الكبيرة و محترمتك و كذا ماقدر اوصفك بكلمة يقولوها لقليل الذكاء
وقفت هديل هي الاخرى قائلة : غبية !؟
مما جعل اختها ترفع انظارها للسقف ثم قالت : اعوذ بالله بقول قليلة الذكاء بس ، يعني حتى انت مرة تفكرين مو لما بجي اعتذر منك بيكون عشانك مو عشاني
ضحكت هديل قائلة : ههههههههه ماشي بنشوف لما تحتاجي قليلة الذكاء ذي ايش بيصير
ثم اضافت : يلا انا بروح عندي شغل
تبعتها انل قائلة : اسمعي تراني مشهورة فالمدرسة
التفتت لها هديل
لتكمل الةخرى كلامها رافقته بإبتسامة و غمزة : بظبطك و اسوي للمحل اعلانات ، و ببلاش كمان
اكملت هديل مشيها و هي تقول باسمة : يعطيكي العافية
ثم ودعت امل اختها لتتجه للبيت
لم يكن المكان بعدينا فقد استغرق مشيها نص ساعة
لتدخل لحييهم
ابتسمت بمجاملة لاحدى زميلاتها ثم قالت : و ذي لساتها مصممة تطلع نفسها ملاك
تقدمت من باب المنزل لتفتحه و تتوجه نحو هاتف البيت الذي يرن ردت لتسمع صوت الطرف الاخر يقول : هديل
مطت امل شفتها حين عرفت الصوت فقالت : لا مش هديل يلا سلام
قاطعها قائلا : اصبري
ارجعت السماعة لاذنها
ليكمل بصوت متعب : هديل فينها
رفعت امل حاجبها لتقول : بما انو انت ماندري فين ارضك ولازم احد يجيب فلوس راحت تشتغل ايش تسوي دام
قاطعها قائلا : طيب بقولك عنوان سجليه و جيبي معاك
قاطعته بعد ضحكة متهكمة : هههه حلوة ذي ليش مو ححضرتك تجي تاخذ لي تبيه و لا مضيع طريق البيت
اتاها صوته القائل : مااقدر ، اسمعي روحي لتحت سرير هديل تلقي صندوق جيبيه ، و جيبي معاك اي منوم
عقدت امل حاجباها لتقول : اي مصيبة داخل فيها و بتورطني معاك
لم يأتها رد الا بعد ثواني حين قال : بعدين نتكلم، روحي عند العم حسن كلمتو بيوصلك
بدأ الاستغراب يطغى عليها لتقول : هيي صارلك شيء ؟
اتاها صوته الهادئ قائلا : قلت بعدين نتكلم يلا سلام
وضعت السماعة لتتجه نحو سرير هديل لتخرج صندوقا ذو حجم متوسط رغم قلة ارتفاعه ووزنه الا انه مقفل بقفل
اخذته لتأخذ منوما و هي في اعلى قمم تعجبها
ما اللذي فعله ايضا؟
ايكون سبب مزاج هديل الغريب..
خرجت من المنزل لتغلق الباب بعد ان تركت ورقة كتبت فيها انها عند حسام..
القت نظرة يمنتا و يسرى
لتتجه نحو العم الذي كان ينتظرها..
ركبت من الخلف...
ولا زالت تضع احتمالات عدة..
لاطالما كان غامضا...
ربما شارك هديل في هذه الصفة..
الا انه ناقضها في اهتمامها..
كانت تره دائما كطفلها المدلل..
كانت اقرب له..
تعلقت به..
بيننا هي تعلقت بهديل...
و كانت اقرب لحسام..
الا انه كان دائما بعيدا عنهما الاثنين..
يسمع لهما...
يشاركنه مشاكلهم..
اخبارهم..
حكاياتهم..
الا انه لم يشاركهم يوما بما يخصه...
ثم ابتعد..
لم تهتم هي عكس اختها...
التي فضلت ان تبقى كما هي رغم زحفه للبعيد اكثر..
و التي يحزنها كونهاكانت تهتم دائما و لا تلقى من يهتم..
ربما لا تعلم ان خوفها من ان يصيبها شيء قد جعلها تستيقظ ليلا تتأكد من انها تتنفس..
لم تبح بهذا لاحد الا انها تخاف الوحدة..
ولا تجيد التعبير..
انتبهت للسيارة التي توقفت في مكان مهجور نوعا ما لتقول : هنا!؟
هز الآخر رأسه قائلا : و الله يابنتي حتى انا مادري ايش جابو لذا المكان ، الله يهديه بس
ابسم قائلة : آمين
نزلت لتتجه للعمارة التي خبرها عنها..
و علامات الانزعاج ظاهرة عليها..
لما يحضرها لهذا المكان بدلا من اي يأتي هو ليأخذ صندوقه العجيب...
طرقت الباب التي اخبرها عنها العم..
الا انها وجدتها مفتوحة فدخلت قائلة : و الباب مفتوح كمان ، كسل اكثر من كده مفيش
القت نظرة لتره مستلقي على فراش بالارض فقالت بدهشة : ايش صار !
حاول رفع نفسه لتتقدم و تضع وسادة خلفه قائلة و قد ارتجفت اطرافها : كيف ؟ ايش سويت كمان
قال بعد ثواني : و عليكم السلام
ثم اضاف : صار مشكل بسيط و دخلتلي رصاصة
جلست بجانبه لتقول : بسيط !
صم اضافت بتذمر : ايش بيصير ، انت هناو الرصاص يتطاير و هديل مدري صاير مودها غريب و فيه صندوق عجيب فالبيت
رفعت حاجباها لتقول : متأكدين اني مو بنت الجيران
ابتسم ليقول : لا لو كنتي بنتهم ماكان قلتلك تجيبي ذا الصندوق
اعتدلت في جلستها لتقول : خلي موضوع الصندوق على جنب نتكلم عنه بعدين ، قولي ايش ذي الرصاصة و من وين جات و ليش و انت كيفك
ضحك بهدوء قائلا : بشويش اي سؤال ارد عليه
رفعت حاجبها : كلهم لو سمحت
شتت نظره ليقول: من وين جات قلتلك عندي مشكلة مع واحد بس هو الله يهديه تحمس ، و اذا عن نفسي فخلاص دام جا دكتور و شالها الحمد الله ، رح اعرج بس كم يوم او شهر مدري
عقدت حاجبها لتقول : ليه مارحت المستشفى
ايتسم قائلا: تحقيق هو
وقفت قائلة : تراك مسخن على فكرة
هز رأسه قائلا : عارف بدأت تخف اصلا
رفعت حاجبها قائلة : يعني ساسييها تخف كذا من دون اي شيء
رفع حاحبه قائلا : مدري اذا قبل مايروح الدكتور عطاني دوا
قاطعته قائلة : اها شكلك تبي تنتحر بس موعارف كيف
لم يرد عليها لتتجه نحو المطبخ فتحت الثلاجة لترى مافيها من اكل
اغلقت بإطمئنان حين وجدت مايكفي ثم عادت نحوه قائلة : مو ناوي ترجع البيت
عقد حاجباها ليجلس قائلا : برجع بس مو اللحين
شتت نظرها لتقول و هي تشد على اصابعها : شوف يمكن اول مرة اقولهالك ، ارجع جد لا احنا مرتاحين انك بعيد كذا و لا انت رح تكون مرتاح لوحدك
يعني اوك تجاهلت الموضوع لما كانت ماما حية بس
سكتت لثواني لتقول بعد ان تراجعت عن فكرتها فقالت : صار البيت مرة الهادي و ممل
شتت نظره هو الآخر فهم انها ستعترف...
و تتكلم عن نفسها..
تراجعها دليلا على خوفها مما ستقوله...
تنهد قائلا : لازم اكون بعيد لحتى اكمل لي اسويه
تأملته لثواني صم وقفت قائلة بغضب : عشانك اكيد ، ليه هو في احد تشوفو غير نفسك ، ما فيه احد تفكر فيه غير نفسك، ماتستاهل الواحد يقلق عليك و لا يخاف يصيرلك شيء ليه ايش همك انت مهو مافي غيرك فالدنيا ، اناني
عضت على شفتها لتمتلأ عيونها دموعا ثم قالت : استحقر نفسي عشاني قلقت عليك
انتظرت منه جوابا فلم تجد الا الصمت لتعود الى سيارة العم بعد ان ضربت الباب بقوة..
لم تكن تريد اعترافها..
تدري انه لايهمه..
اما هو فمرر يده على وجهه بحيرة...
.بدل الواحدة صارو اثنتان..
اخذ الصندوق ليفتحه برقم سريي..
فابتسم حين تطمأن على محتواه..
ثم اخرج هاتفه ليبعث رسالة لأحدهم
" كل شيء عندي ، رح احاول ابعتلك نسخة، تلقاها عند البقال لي فالحي "
ثم اخذ الصندوق ليضعه تحت الاثاث الذي وراءه
.
.
.
في مطبخها..
بين رائحة الشاي في بداية غليانه..
و عطر الكعك الذي تسلل من الفرن..
و صوت قناة مذياع لاتعرفها..
كانت تغير ماء المزهرية التي تحمل اربعة اقحوانات صفراء...
فجأة غاصت في ذاكرتها..
او بالاصح اغرقها صوت خوليا اغليسياس و هو يغني
"Un jour tu ris , un jour tu pleurs"
لاطلما كانت الاغاني و العطور آلات زمن
فعادت في دوامة زمنية لايام عيدها السادس عشر..
او بداية لقائهم...
لم تكن تهتم له كثيرا..
فاطول حديث لهم كان سؤال احدهم عن الساعة...
و اكبر معلومة تعرفها عنه هي اسمه..
و صوته..
كان كثير التعليق..
ربما كرهته المدربة وقتها من كثرة تعليقاته..
اجتماعي كان..
فلتلقي بكلمة فورا تجد نفسك مستمعا بحديث معه..
مليئا بالحياة...
فقد احتضن سمعها بضحكاته كثيرا..
فكانت دهشة لها حين اكتشفت انه يستمع لهذه الاغنية
كان بجانبها و الصوت عاليا لدرجة انه تسلل من السماعة و اسمع ثلاثة بجانبه
ابتسمت يومها لتطلب منه ان يخفض الصوت قليلا
لم يخفضه..
قال "اهناك من ينزعج من صوت خوليو "
قالت "احببت اغانية الاسبانية اكثر"
رفع لها احدى سماعاته قائلا "لعلك تغيرين رأيك"
و كان اول من يجمعهم هو خوليو
و اغنية " ستضحك يوما ، و تبكي يوما"
و كانها وصفت مستقبلهم..
فكم من اغنية نسمعها يوما منبهرين بكلماتها و هي الا حكاية مستقبلية...
استيقظت من ذاكرتها حين رن المنبه لتخرج الكعك من الفرن و و تأخذ ابريق الشاي نحو الصينية..
سكبت كأسا لها و و راحت تزين الكعك...
تذكرت لتين
لتهمس : مدري ايش صار عليها، اشتقت ازعجها..
انتبهت لرسالة او الصورة التي وصلتها على الواتساب من رقم غريب
كبرتها بإصبعيها لترى محتواها
حاجباها فسرا موقفها
بإنعقادهم ثم ارتفاعهم
قرأت مرة ثانية
و هي ترى مراسلة فارس و حسام حين تلقي الاخير خبرا يكشف عن هوية قاتل والده
ارتجفت اطرافها حين انار نفس الرقم شاشتها
ردت بعصبية : تحسبني غبية مثلا ، متخلفة شايفني مااعرف كيف تفبرك محادثة
اتاها صوت الآخر : و عليكم السلام اولا ، ثانيا اذا تبي تتأكدي من لي اقول انزلي قدام باب العمارة فيه شخص بيوريك و اتأكدي
تنهدت لتقول بحدة : قوله ينتظرني قدام باب العمارة ، و ماله داعي يبدا يستهبل عشان فيه كميرات
ضحك الاخر بهدوء رغم صوته المتعب قائلا : ايش الثقة المنعدمة ذي ، محد بياكلك
دخلت لغرفتها و تلبس عباءتها قائلة : اكيد ماعندي ذرة ثقة فقاتل و اصحابو
ثم اغلقت الخط لتنتبه لأثير الغارقة في لعبتها فقالت : شوية وراجعة
هزت الاخرى رأسها كأنها سمعتها
و ضربت الباب اعلنت خروجها بخطوات سريعة غير آبهة بنداء سهام
وقفت امام باب العمارة لتنتبه للشخص الذي عينه سامي فتقدمت منه كحماية لها بعد ان اخبرته ماجرى
التفتت يمنتا يسرى تبحث في وجوه الناس عن شخص لابد ان ملامح قاتل قد ميزته
انتبهت لاحد يتقدم منها الا ان ملامحه لم تقربه من دائرة شكها الا ان قال : شذى ؟
عقدت حواجبها لتهز رأسها قائلة : صاحب الزفت صح؟
ابتسم قائلا : اسمي عثمان على فكرة
رمقته بتقزز لتقول بخدة : عارف مرة يهمني ايش اسمك ، بالله كم عمرك كمان !
ابتسم واضعا يده في جيبه قائلا : اريعة عشرين
بعد شهرين بادخل الخمسة و عشرين
جحظت عيناها لتقول : وريني ايش عندك و انقلع
رفع حاجبه قائلا بحدة : قاعدة تستفزيني على فكرة ، و عصبيتي مارح تعجبك ابدا
التفت له الشاب امامها قائلا بحدة : وريها ، قبل ما نتفاهم طريقة ثانية
ارتفع طرف شفت الاخر قائلا : بوريها ، بس بعدين بعطيك عنواني تعال نتفاهم
مطت شذى شفتها بتقزز لتهمس : يمشي و يوزع معلومات عنو ذا
ثم رفعت رأسها حين مد لها بهاتف مفتوح على المحادثة التي وصلتها صورتها
عقدت حاجباها
و بدأت دقات قلبها تعلو...
لعلها تحاول التغطية من الحقيقة التي تراها..
بحركة مفاجئة خطفت الهاتف لتتصل على الرقم ووضعته على اذنها
ثانيتان تضاعفتا في كل ثانية..
ايمكن للوقت ان يحسب دقات القلب مع ثواني فيحس بثقله...
سمعت صوتا يقول الو...
لم يكن صوته..
امتلأت عيناها دموعا و هي تردد الجملة في رأسها...
محاولة للانكار...
الا ان الانكار هو طريقة من طرق الاثبات..
فاسهل طريقة يثبت السكران بها سكره هي انكاره...
اغلقت الخط لتبعد الهاتف و صدمتها بادية من ملامحها قبل رجفتها
اتاها صوت الاخر قائلا : شفتي اتهمتي المسكين بالكذب ب
لم تسمع بقية كلامه حين ابتعدت لتصعد درجتان ثم تنزل متقدمة نحو المصعد
اغلقت الباب ناسية ان تختار اي طابق يأخذ بها..
نزلت دموعها لتتليها شهقاتها...
حاولت ان تأخذ نفسا فإختنقت من المصعد و شهقاتها..
مدت يدها نحو الجدار تثبت نفسها بها حين احست باختلال توازنها و اكملت سلسلة شهقاتها..
خيبة امل...
نوع من انواع الكسر المتعمد...
و نوع آخر من الطعنات ليست مثل التي اصابت اباها ...
ضغطت على طابق سكنها...
ليصعد بها المصعد..
ايا ليتها استطاعت تجاوز مع تمر به من دقائق كاجتيازها لهته الطوابق...
فتحت الباب..
و قد عرقلت عملية تنفسها السريع شهقاتها..
و لم تؤرخ احاسيسها الا دموعها المصدومة...
طرقت الباب لتفتح لها اثير المندهشة..
تجاوزتها متجاهلة اسئلتها لتغلق الباب وراءها..
ادارت المفتاح مرتان..
ثم انزلقت ارضا...
ثبتت نظراتها نحو جهة مجهولة...
كيف...؟
لمذا...؟
ملايين الاسئلة تمر في عقلها...
تطرحها نحو تلك الجهة المجهولة...
فترد دموعها علبها...
وقفت لتمشط الغرفة ذهابا و ايابا....
هل من مبرر..
هل من مبررر..
جملة تعاد في رأسها..
تضع ملايين الاحتمالات و لا احد منهم مقنع...
بسببه كان بإمكان ابيها ان يقتل..
عظت على شفتها من هول الفكرة...
لتأخذ اول ماجاءت عيناها عليه من كتب...
و تضربها نحو الجدار..
لم يتغير شيئا من شعورها..
لتأخد كرسي المكتب الذي كانت تستصعب رفعه في كل مرة فترميه ارضا مما جعل طرق اثير يزداد على الباب...
لم يحدث له شيئا كما لم يحدث شيئا لغضبها...
ستضطر لكبحه كالعادة..
اطلقت صرخت خارت قواها اثرها...
و انطلقت دموعها مرة اخرى...
الا انها استوعبت هذه المرة ان اخاها سبب اصابة ابيها...
فما اصعب الخيارين...
.
.
.

في مقهى هادئ
طلبت عصير فواكه..
بينما الطرف الاخر لم يطلب شيء..
تنهدت قائلة : و ايش بيخليني اصدقك و اكذب ماما
سند كوعيه على طاولة ليقول بإبتسامة : يمكن لما القى المشاهد رح تصدقيني
هزت رأسها لتشرب من عصيرها قائلة : طيب ، بس ندري وين ادور ماما غالبا ما تخبي شيء مهم فالبيت
ظهرت ملامح التذمر على الآخر ليقول : يعني وين رح تخبيهم مثلا
رفعت اليزا حاجبها قائلة : اعصابك ، لا يطق لك عرق
عقد حاحباه قائلا : خير ؟
شربت من عصيرها لتقول : ممكن فمكتبها ، بالمستشفى دام مستحيل حد يدخلو من دون ماتدري
زفر بضيق ليقول : اهلا بالمشكلة الثانية كيف بندخل
عقدت اليزا حاحباها قائلة : هو انت كل شيء تسميه مشكلة
ايتسم قائلا : مو يمكن عشان الموضوع كلو مشكلة ؟
عقدت اليزا حاجباها لتقول بتفكير : شوف انت بشيلك من القائمة مستحيل تدخل ، انا مدري اصلا ممنوع ادخل المستشفى لاسباب محد يدري عنها مين باقي ؟
خلخلت اصابعها بين خصلات شعرها لتضيف : يمكن فؤاد ؟
رفعت رأسها لتكمل : اي يمكن هو اصلا يشتغل فالمستشفى
اعتدل في جلسته قائلا : متأكدة انه مارح يقولها ؟
حكت رقبتها قائلة : يعني مااظن ، بس مدري اذا يقبل، اذا انكشف رح ينطرد اكيد
اشار اسامة بالرفض قائلا : لا سيبينا منو مش ناقص آخذ ذنب احد فرقبتي و اقطع رزقو ، دوري احد ثاني
تأفأفت لتسند رأسها على كفها و راحت تفكر
مرت بضعة ثولني ليقول الآخر : لسى ؟
رفعت رأسها بعصبية قائلة : قطعت عليا اهو ، سيبني افكر
مط شفته بملل
لتكمل الآخرى تفكيرها ثم رفعت رأسها فجأة قائلة : لقيتها لقيتها
اعتدلت في جلستها قائلة : سامي هو اخوي يعني فنفس الوقت اخوها
هز رأسه قائلا : هو مش ممنوع يدخل المستشفى ؟
رفعت كتفها لتخرج هاتفها قائلا : لا لسى ماجربنا عشان نعرف
وضعت هاتفها في اذنه ليرد بعد بضعت رنات : عارفة طالع شكلي بزنس مان من كثر مايرن جوالي
ضحكت بتهكم لتقول : لا تاخذ مقلب فنفسك ، بس اليوم مليان احداث شوية
اتاها صوته المستغرب قائلا : طالع لي عم ولا اخ كمان
صم اطلقت ضحكت حين قال : يارب و يكون يشتغل فالجامعة الواحد طفش من العلامات ذي
لترد قائلة : لا ، الموضوع له علاقة بلتين
سطت لثواني ثم قال بعد ضحكة قصيرة : ههه ايش ذي الاخت لي داخلة علينا باكشن
عقدت اليزا حاجباها قائلة : كيف عرفت ؟
اتاها صوته قائلا : يمكن عشان من يوم عرفتك مامر علي يوم بدون احداث غريبة
ضحكت لتقول : مضادة للملل اانا ، المهم ببعتلك لوكيشن تعال في شخص كمان
اتتها الموافقة صم قال : شكلي بشوف بيت جنبكم اشتريه طفشت من المشاوير ذي كل يوم
ضحك لتقول : هههههه يلا سي يو
تثاوب الآخر قائلا : كل ذا عشان تقوليلو تعال
رفعت حاحبها لتقول : اذا طفشت تقدر تروح ترى محد ماسكك
مط شفته ليزيح بوجهه ثم قال : احد جايبك غصب انت ، جاية و اخلاقك فخشمك
رفعت حاجباها لتقول : مدري مين من لما دخل و هو يتأفأف ، ترى لو مش لتين مافكرت اكلمك اصلا
اعتدل في جلساه قائلا : على اساس انا لي كنت رح اقعد معاك فنفس الطاولة
عقدت يداها امامها قائلة : فيه مية طاولة اختار ابعد وحدة و اقعد فيها
لم يرد عليها و انشغل بهاتفه
لتتنهد هي و تشغل نفسها بشرب عصيرها
عشرة دقائق مرت لتراه داخلا
اشارت له بيدها
ليتقدم القى السلام ليطلق نظرة تساءل عن الشخص الثالث
ابتسمت شذى لتقول : اسامة اخو لتين من الرضاعة
ابتسم له سامي ليقابله الاخر بالمثل
ثم التفت لاليزا قائلا : ايش فيه
تنهدت لتقول : دوبي عرفت ، لتين انسجنت
عقد سامي حاجباها بتعجب ليقول : نعم ؟ ليش ؟
رفعت كتفاها قائلة : صدمت واحد بالسيارة ، و مات
عقد حاجباه بدهشة ليقول : الله يرحمو
ثم قال باستغراب : اصبري ترى مرت عليا قصة زي كذا و من نفس الاسم ، كم عمرها ؟
اليزا : تسعة عشر ، تدرس اولى جامعة تخصص ادارة اعمال
انعقدت حاجباه اكثر ليطلق ضحكة تهكم : هه اصبري، شكلو بجد اليوم مليان صدمات
ثم اخذ هاتفه متصلا على اسيل التي ردت بعد رنة قائلة : الو سامي
سامي : سلام ، شوفي باسألك سؤال بس يقعد بيننا
اتاه صوتها المستغرب : طيب؟
مرر يده على رقبته قائلا : صاحبتك لتين ايش اسمها الكامل
ضحكت الاخرى بهدوء : هههه غريبة ليش تسأل ؟
مط شفته بتذمر ليقول : عشان اتأكد من شيء
اتاه صوتها المتدلل قائلة : اممم بقولك بشرط تقولي ايش ذا الشيء
زفرة بملل قائلا : يا عليكي فضول ، طيب قولي
اسيل : امم لتين ليث عبد الله ****....
هز رأسه قائلا : الشي خاص ، يلا سلام
و اغلق الخط قبل ان تكمل جملتها المعارضة
ثم التفت لاسامة قائلا : ايش اسمها
رد الاخر بهدوء : لتين ليث عبد الله ****
ضحك بتهكم ليقول : يعني صارلها سنة قدامي و مدري
التفت له اليزا متسائلة : فنفس الجامعة ؟
هز رأسه
لتقول بإبتسامة : اما ههههههههه
ثم اضاف اسامة : يعني فيها شبه من امك ، لو مكانك كنت بلاحظ
مط سامي شفته رافضا كلمة امك
بينما سبقته اليزا القائلة : بالله يعني اول اشوف وحدة فيها شبه من ماما اقول اختي
ثم اضافت : المهم ماما عندها مشاهد كاميرات تبين براءتها بس
قاطعها سامي قائلا : بس اكيد قاعدة تستنذل عشان مصلحتها
هزت اليزا رأسها لتقول : اذا بتساعدنا نوصل لذي المشاهد ، لي احتمال كبير تكون فمكتبها بالمستشفى
هز سامي رأسه قائلا : طيب و انا بدخل ؟
هزوا رأسهم
ليرد : طيب مافيه مشكلة
هقد اسامة حاجباه قائلا : كيف بتدخل
هز سامي رأسه قائلا : يا خي مو مشكلة فيه مليون طريقة بأقدر ادخل بيها
ضحكت اليزا قائلة : ترى تأثيري واضح
شاركها الضحكة قائلا : مو بقةلك من يوم عرفتك كثر الاكشن فحياتي
ابتسم اسامة ليقول : طيب ، بعطيك رقمي اذا صار شيء خبرني
هز سامي رأسه ليودعهم الاخر و يغادر بعد شكره لهم
ابتسمت اليزا و هي ترتشف آخر رشفة من عصيرها قائلة : يعني طلعت فنفس جامعتك ، ههههههه الدنيا صغيرة
هز رأسه بموافقة ليقول : آخر احتمال هو لي بيصير دايما
وقفت اليزا لتضربه على ظهره قائلة : يلا على البيت يا حكيم
ضحك ليقول : جايبتني عشان دقيقتين
شاركته الضحكة لتقول : شوف من الجهة الايجابية ايش عرفت فذي الدقيقتين
ضحك ليتبعها نحو مكان دفعها ثم تفرق كل منهم لسيارته
.
.
.

فى سرير المشفى كانت مستلقية جسد هزيل...
اقترت امها منها...
او امها الجديدة..
قائلة بهدوء : ريم صحيتي
ادارت الاخرى رأسها بهدوء لتقول : ليش طولت هنا ، ابي اروح البيت طفشت
مسحت الاخرى على شعرها قائلة : حبيبتي الدكتور قال لازم تقعدي فالمستشفى حتى تطلع النتائج
تأفأفت الاخرى لتقول بصوت خافت : طولت
تنهدت الام لتخرج قائلة : شوية و راجعة حبيبتي
اغلقت الباب لترى الدكتور في الممر اطلقت خطواتها المهرولة نحوه قائلة : دكتور فيصل
توقف فيصل قائلا : تفضلي
ابتسمت لتقول بهدوء : انا ام المريضة
هز الآخر رأسه مقاطعا ليقول : ايوة عارف ، و دوبي كنت جاي لازم نتكلم عن وضع بنتك ريم صح ؟
هزت المرأة رأسها لتقول : خير دكتور فيه شيء
توجه نحو مكتبه لتتبعه ثم اغلقت الباب وراءها

جلس ليشرح لها حالة ابنتها..
اعتلتها علامات الدهشة فجأة..
و إمتلأت عيناها دموعا..
توقف للحظات و ناولها كوب ماء..
ارتشفت بضع رشفات لتقول : طيب ايش الحل دكتور
يعني على حسب علمي يقدرو يستأصلون الجزء المتضرر من الكبد يعني
هز فيصل رأسه قائلا : ايوة معلوماتك صحيحة ، بس بنتك يلزملها زراعة كبد
ارتجفت يدا المرأة لتهمس : كيف؟
تنهد فيصل قائلا : للاسف وصلت مراحل متطورة من المرض
اخذت المرأة تحولق بقلق و تشد على اصابعها بهلع...
كابوس..
سنوات و هي تنتظر ان تتكفل بطفل..
و انتهى انتظارها بمرض فتاتها...
اتكون لجانبها..
مجرد التفكير بنفي الامر ارعبها...
رفعت رأسها حين تقدم منها فيصل ليجلس في الكرسي امامها قائلا بهمس: عندي لك اقتراح اكيد اذا قبلتي بالعملية
هزت الاخرى رأسها بسرعة قائلة : اكيد قابلة ماعندي خيار ثاني ، اذا كان فيه قولي
هز الآخر رأسه قائلا : للاسف مافيه
ثم اكمل بنفس الهمس : صحيح انا اشتغل فذا المستشفى و صارلي تقريبا عشرين سنة هنا
سكت لقوةني ليقول : ماانصحك تاخذي كبد من هنا يعني يمكن بنتك تتأذى لاسامح الله ، قبل كم يوم مات واحد بسبب نفس الموضوع
عقدت المرأة حاحباها بغضب لتقاطعه : كيف كذا مستشفى كبير بدون رقابة ، محد رفع قضية مثلا
مد الاخر يده ماسحا على وجهه ليقول : رفعوا رفعوا كثير بس صاحبة المستشفى عندها واسطات فالشرطة و يعني فاهمة كيف
نزلت دموع الأخرى قائلة : يا رب سهلها علينا و اشفي بنتي يا رب
ردد فيصل ورأءها : يا رب يارب
ثم لمعت عيناه حين قالت : طيب ايش الحل اغير مستشفى ولا
رد فيصل على جملتها المتسائلة : اعرف مكان يبيعهم و اضمنلك مافيه ولا مشكل عندهم يعني و مااحكي من راسي احكي عن تجربة واحد من قرايبي اضطر يزرع كبد عندهم و شفت المكان نظيف و ماصارت اي مشكلة يعني ماسمعت عن اي مشكلة صارت او خطأ طبي عندهم
ثم سند نفسه على الكرسي قائلا : و فالاخير الخيار لك ، حتى فيه عمليات نجحت عندنا فالمستشفى اكيد
هزت المرأة رأسها بحيرة لتقف قائلة : مدري بأفكر
ثم اضافت : شكرا دكتور
ثم ودعته لتخرج متجهة لغرفة ابنتها بنفس الحيرة
اما فيصل فاسترخي هلى كرسيه بإبتسامة
ليأخذ هاتفه الجديد و يبعت برسالة لملك متسائلا عن آخر الاوضاع
.
.
.

في السجن..
ساندة جسدها على الجدار لمم تتغير وضعيتها عن البارحة و قبله..
ضحكت بتهكم..
دليل براءة..!
عن اية براءة يتحدثون..
ابراءة قتلها لطفل..
تساقطت دموعها...
لم تنم ليلة االبارحة...
في كل غفوة يزورها طيفه و طيف والديه..
يلومانها..
و هدوء ليل هذا المكان زاد جنونها..
لم تتعرف على صوته يوما فآخر صورة رأتها له مستلقيا في المستشفى...
بين احلام النيام كان صوت طفولي يزورها..
تسمع انينا او بكاء..
او لوم..
اهو صوت الطفل يكلمها..
ام صوت ضميرها المجهول..
ترى طيفان يرميانها بنظرات حقد..
تغمض عيناها فتسترجع مشاهد الحادث..
تفتحهم فترتجف خوفا من جنونها...
كابوس..
هل من منبه يوقظها..؟
خرجت منها شهقة مبحوحة..
لتكتمها بيدها..
خائفة ، من نفسها..
من خيالاتها الجديدة...
اجنت ؟
جامعتها...
احلام لقائها بأمها...
اهتمامها الدائم بنفسها...
حبها لموسيقى الطبيعة..
للون الابيض..
لضحكات الاطفال..
لغروب الشمس..
لخرير الماء...
لصوت امواج البحر..
للحظات شجارها الطفولي مع اختها..
للحيوانات...
كرهها لتعاطفها مع الكل..
للعقلها الذي ينشغل بقصص مؤثرة روت على لسان الاخرين ، و انشغاله بابطالها..
كالطفل الذي فقد عائلته في حريق لم تتشوه حياته فقط فحتى وجهه ، هو نفسه ابن الجيران الذي عرفته في سن الثامنة..
او كالطفل صاحب السبعة سنوات الذي ارغمته الحياة على ان يتشرد من اخويه فأهداها نظارته ليموت بعد ايام بصعقة كهربائية...
و ذلك الذي كان في نفس صفها في الروضة من ابوين مطلقين لا احد مهتم يعيش مع جدته المريضة كان يبدو عليه الاهمال ، تمنت ان يحظى بمستقبل افضل الا ان طريق الشارع واضح ، كانت اول مرة تدرك نعمة زوجة ابيها...
و كثير من قصص تمنت لو انها استطاعت مساعدة اصحابها..
اتنطبق هذه الصفات على قاتلة...؟!
يا لاضحوكة القدر...
نهاية رائع لمشجعة السلام و كوب القهوة مع موسيقى كلاسيكية و رسمة عشوائية بقلم رصاص على منديل من الورق...
القاتلة اللطيفة..
ههه عنوان رائع...!
هلموا لمشاهدة انجح الافلام الدرامية...
مبالغ فيه...!
يمكن...
فهو مبالغ في حقيقته..
لتتخلى عن صفاتها و تقبل سجنها...
لاقوة لها لمقابلة الخارج..
.
.
.

لازال الباب منغغلق..
رغم توقف طرق اثير لابد انها ملت..
جالسة ارضا ساندتا ظهرها على الجدار...
قدمها اليمنى تتحرك بتوتر..
فتقلب صفحات المبررات..
لا احد مقنع..
سمعت صوت الباب ينفتح..
ليس باب غرفتها..
اخدت المفتاح لتتفتح الباب بيد مرتجفة..
دفعت الباب و رمته ارضا..
لتتقدم بخطوات تغلب الغضب على ارتجافها..
القت نظرة للمدخل لتراه داخلا..
تأملته لثواني لتقول بهمس : ليش جيت ؟
ليعقد حاجباه بإستغراب قائلا : ها؟
شدت على اسنانها لتقول بحدة : ليش جيت بقولك
وضع مفتاحه على طاولة المدخل قائلا : جيت آخذ اغراض لابوي..
قاطعته بحدة اظهرت غضبها : لا تقول ابوي
ثم اكملت بنفس النبرة العالية : لا تقول ابوي و انت السبب الاول و الاخير لي مخليه هناك
انتبه لاثير التي تقدمت متسائلة..
ليسحب شذى نحو اقرب غرفة و يغلق الباب قائلا بحدة : لا تصرخي بتسمع
سحبت يدها بعنف قائلة : خليها تسمع ، خليها تعرف اذا انقتل ابوها فيوم مين السبب
سقطت دموعها لتقول يجنون : مش قادرة استوعب صارلي ساعتين ادورلك مبرر مالقيت مالقيت
علا صدرها و نزل عدة مرات لتكمل بصوت مرتجف غاضب : ايش لي يخليك تسلم ابوك لقاتل ايش !
كيف بتقدر تصدق كلامهم اصلا ، حتى لو صح كلامهم تقبل تكون سبب فموتو !
انعقدت حاجباها اكثر لتقول بنبرة عالية لربما تظهر قهرها : مهو ابوك لوحدك ! ، اذا انت ماتبيه ، اذا انت مجنون حقير تبيع ابوك ، في غيرك يحتاجو فيه غيرك يبيه
ارتجف فكها لتنزل دموعها ثانية..
انتبهت لشحوبه و جلوسه على الاريكة...
ردة فعله اكدت كل شيء..
مدت يدها نحو الحائط لتثبت نفسها و شهقاتها زاد علوها...
رفعت انظارها نحوه لتحبس بكاءها حين قال : مين قالك..
اطلقت تنهيدة مرتجفة..
و تقدمت قائلة يعصبية : لا تتكلم كذا ، انكر سوي اي زفت بس لا تأكدلي كلامو لا تأكد
مدت كفها المرتجف لتمسح دموعها قائلة بعد ان جلست على الاريكة المقابلة له قائلة بانفاس مضطربة : اعطيني اي مبرر اي شيء ، قول اني فاهمة غلط ، انكر
وصلتها تنهديته ليرفع انظاره نحوها..
لم يدرج هذا الحدث في قائمة احتمالات الشهر...
مرر لسانه على شفته السفلى ليقول بصوت هادئ: كنت احسب رح يبلغ عليه بس
ابعدت نظرها عنه لتقول بهمس متعب : نفس الشيء على اساس لو انسجن افضل
ثبت نظره نحوها قائلا بحدة : اذا انت تقبلي انو يتاجر باعضاء ناس ، يخطف ، يقتل حتى لو كان بس يغطي عنهم فانت زيه ، انانية مايهمك الا نفسك مافكرتي باحد غير نفسك
قاطعته قائلا : طيب يا الملاك الخير ليش ماتبلغ انت و تروح تقول للزفت المتخلف الحقير ذاك
عقد حاجباه قائلا بنفس النبرة : ماعندي دليل ، قلتلو عشان هو عندو ادلة فاهمة !
وقفت لتقول يعصبية : الله عليك ، دام ماعندك دليل على اي اساس تتهمو كذا
وقف ليقول بصوت متهكم : انت شفتي كل شيء بعينك و حتى سمعتي و لساتك تنكري ، مااقدر اقنعك بشيء
ثم فتح الباب ليقول قبل خروجه : لما تهدي بنتكلم..
احتدت نظرتها لتقول بغضب : مين قالك رحت اتكلم معاك اصلا
ثم اطلقت صرخة : حقير !
توجه لغرفة ابيه
بينما هي بدأت نوبة بكائها مرة أخرى مستنكرة لكل ماسمعته..
يطلب منها الهدوء..
ولا شيء يشجع عليه..
خرج من غرفة ابيه حاملا حقيبة بعد ان جهز الاغراض..
لتوقفه اثير قائلة : فارس ايش صاير..
مرر يده على شعرها قائلا بإبتسامة مزيفة : تضاربت مع شذى ، بس بنتصالح ..
هزت الاخرى رأسها لتقول : بس تراها مرة معصبة صارلها ساعتين بس تبكي
هز رأسه ليطلق تنهيدة متوجها نحو الخارج...
همس بحقد بعد ان اغلق الباب : حسام !

لم يظن انه سيتمادى لهءا الحد..
اخرج هاتفه ليتصل عليه...
مرت ثواني و لم يرد..
اتصل مرة اخرى و نفس الشيء..
لابد انه يتعمد عدم الرد..
اتصل مرة ثالثة ليرد عند آخر رنة قائلا : ماتخلي احد ينام انت !
نزل الدرج بسرعة قائلا : اسمع يا *** شكلها الرصاصة ذي المرة بتجي فمكان ثاني
قاطعه الآخر ضاحكا ليقول : هههههه اما بذي السرعة !
ثم اضاف : اذا جت الراصاصة فمكان ثاني حتروح الصورة لمكان ثاني ذي المرة بيكون اصغر
ركب فارس السيارة : ابعد عنهم عندك مشكلة معايا حلها معايا لا تأكدلي انك ****
اتاه صوت حسام الهادئ: مشكلتي مش معاك اصلا مشكلتي مع ابوك و مع اي احد يحاول يدافع عنه..
اغلق فارس الخط ليضرب يده على المقود بعصبية...
.
.
.

توقفت سيارته امام المستشفى..
ليراجع خطته غي رأسه ثم نزل هامسا : مين قال بتطلع العصبية ذيك اختي
دخل متجها نحو المصعد لينفتح الباب بعد ثواني و دخلت بعده فتاة بشعر اسود طويل انغلق الباب التلتفت له قائلة : هاي
عقد حاجباه
لتكمل الاخرى و هي تمد يدها لمصافحتة قائلة : معاك انسة اليزا مين معايا
انعقدت حاجباه اكثر قائلا : هاه !
انزلت الاخرى يدها لتقول بتذمر : وش لي هاه ، يعني لذي الدرجة تغيرت..
لم تزل علامات الاستغراب عن وجهه ليقول : عيونك سوداء !؟
مطت شفتها قائلة : تنكر اسمو تنكر ، اكيد بغير لون عيوني
تأملها لثواني ليطلق ضحكة قائلا : هههههههههههههههه على اساس الكل عارفك هنا
عبست
ليقول بنفس الضحكة : هههههههه طيب تخيلي تطيح الباروكة ، هههههههه لا تخافي بنبهك
ثم اضاف بلهجة محترمة : اختي لو سمحتي شيلي شعرك طاح ههههههه
ردت بتهكم قائلة : هاهاها ايش خفة الدم ذي
اطلق ضحكة قصيرة ثم قال : طيب كذا بغير الخطة ، انتي ادخلي بزي عاملة تنظيف ، و انا واحد مسكين كان ماشي قدام المكتب و دخل كلبي بالغلط و بدخل ادور عليه، عشان يكون فيه سبب يخليك تكولي داخل
مطت اليزا شفتها قائلة : و الكلب ذا غير مرئي..؟
اشار لها للكلب الصغير المربوط بحبل يمسك سامي طرفه...
ابتسمت اليزا لتقول : يااه كيوت..
انفتح باب المصعد..
ليهمس لها : تعرفي وين مكان العمال...
هزت الاخرى رأسها لتتبع احدى العاملات...
و تدخل وراءها الغرفة انتبهت لها تذهب لتغير لبسها دقيقتين و خرجت و هي تحمل زي العمل
ابتسمت اليزا لتتقدم قائلة بالانجليزية : لو سمحتي ايمكنني استعارة لبسك لادخل به مكان
عقدت الاخرى حاجباها قائلة : هذا ممنوع يا آنسة
تنهدت اليزا لتخرج مبلغا من حقيبتها قائلة : للاسف اردت زيارة صديقتي الممنوع زيارتها قبل موعد سفري ، ربما يكون آخر لقاء لنا
ناظرت الاخرى المبلغ الذي تحمل اليزا لتقول : حسنا
ابتسمت اليزا لتقول : شكرا جزيلا
ثم مدت لها بالمبلغ قائلا : تستحقينه
ابتسمت الاخرى لتأخذ المبلغ لتحسبه قائلة : اتمنى ان تكون صديقتك بخير
ثم ابتسمت مبتعدة
مطت اليزا شفتها قائلة بهمس : لما شافت لفلوس طاحت المحبة
غيرت لبسها و هي تقول : يلا الحمد الله طلعت مصلحجية
اخذت ادوات التنظيف هامسة : اخ فين وصلتني يا سامي صرت عاملة نظافة
جرت عربة اللوازم لتأخذ بالممسحة و راحت تمسح الممر مرت عشرة دقاق لتسأل السكرتيرة قائلة : لو سمحتي يجب ان ادخل لانظف مكتب السيدة جوليا لقد طلبت مني ذلك شخصيا
عقدت الفتاة حاجباها لتقوب : لمذا لم تكلمني انا
اخرجت اليزا هاتفها لتدخل لمحادثتها مع السيدة جوليا قائلة : هاهي رسالتها و اظن انك تعرفين رقمها
هزت الفتاة رأسها لتخرج المفتاح و تمظه نحوها قائلا : حسنا تفضلي لكن اسرعي ، لا تحب ان يطول وجود احد في مكتبها
هزت اليزا رأسها بابتسامة ثم فتحت الباب بهدوء...
ارتجفت اطرافها من التوتر..
و بدأت تمسح الارض و انظارها تجول في المكان..
فتحت الادراج لتبحث بعجلة بين الملفات الا ان شيئا لم يظهر..
اكملت المسح لتتجه خلف المكتب و تمد يدها لتفتح الادراج و تبحث بعجلة الا ان شيئا لم يظهر...
اظطربت انفاسها...
لتخرج ممسحة الغبار و المادة الكمياوية المساعدة على مسح الغبار..
رشت فوق المكتب لتمرر الممسحة بهدوء و عقلها يكاد ينفجر من التفكير..
نزلت لتمرر المنديل على الدراج ثم خزانة ضغيرة اسفل المكتب..
عقدت حاجباها حسن ادركت انها لم تبحث فتحتها لتبتسم حين رأت صندوق معدني مشفر..
زفرت بتوتر..
لتمد يدها نحو الارقام الا ان فكرة اوقفتها..
عظت اظفرها بتوتر لتأخذ قلم رصاص من علبة الاقلام و مسطرة حديدة وورقة صغيرة...
ثم راحت تمرر مسطرة الحديد على جزء الكتابة من القلم لتتبعثر بودرة الرصاص على الورقة....
التقطت انفاسها لتتجه بسرعة نحو حقيبتها التي وضعتها اسفل العربة و اخرجت فرشات احمر الخدود
عادت لمكانها بأنفاس مضطربة لتمررها على المسحوق الرصاص و هي تحاول التحكم بإرتجاف يدها..
احست بصداع من التوتر لتغمض عبناها لثانية و تفتحهم مرة آخرى..
مررت الفشاة على ارقام الشيفرة...
لتأخذ المسحوق ثانية و تمسح بالفرشاة على الارقام..
اعادت الكرة مرة ثالثة..
لترفع رأسها بصدمة و هي تسمع صوتا قريبا من الباب..
ثواني و تنفست الصعداء حين ابتعد الصوت..
ثم اخذت بشريط لاصق من محفظتها ووضعته على الرقام
فاخذ منها ثلاثة قصات..
ركزت على البصمات المعلمة ثم على الارقام التي تطابق البصمات و كتبتهم في ورقة
[98471]
اعادت كل شيء لحقيبتها بعجلة لتمسح الغبار من كرسي المكتب..
ثم اخرجت هاتفها بعجلة لتكتب لسامي
_98471 الرقم مخربط ايش كلمة السر لي ممكن تكون صح
ثم ارجعت هاتفها بعجلة
و حاولت ان تكتب الرقم على التوالي من التسعة للواحد لم يفتح..
ثم من الواحد للتسعة لم يفتح..
زفرت بتوتر اكبر و عيناها بدأت بفقدان الامل..
اخذت كيس سلة مهملات لتضعها في العرية..
و املها كله في سامي
الذي كان جالسا في الخارج حين وصلته رسالتها
عقد حاجباه ليطلق زفرة ضيق..
ايمكن ان يكون آخر ارقام من رقم هاتفها...
في هاذه الحالة غالبا سيكون بالترتيب..
شرب من قهوته..
و هو يحاول ان لا يجذب الانتباه بتوتره..
اعمار اشخاص..؟
لا وجود لاحد من محيط جوليا من هذه الاعمار...
تاريخ؟
خلخل يده بين خصلات شعره
اذا كان تاريخ فلا بد انه ينقسم لثلاثة اقسام..
98 او 89 لابد انها السنة..
فلا وجود لسنة 71 في قائمة تواريخ حوليا..
فالا الغبي من يضع تاريخ كيلاده..
و يبقى احتمال انها قلبت 47 الى 74 يمكن ان يكون حدث شخصي...
الا انه لا وجود للشهر او اليوم 98 او 89..
ايمكن انها ربطت ال 81 ببعض و نقلتها ل 18 و الشهر 9
_اي 74/9/18 بالكتابة الفرنسية الاحتمال الاول
و احتمال ثاني
89/4/17
و الاحتمال الثالث
98/4/17
بعث لها الاحتمالات
ثم رسالة اخرى _ اذا مانجحت قوليلي لسا فيه
ثم افلت كلبه ليتجه نحو المكتب

ليتبعه بهرولة الا ان السكرتيرة اوقفته قائلة : ممنوع الدخول
ه

ز رأسه قائلا : بس كلبي دخل
قاطعته بإبتسامة : عاملة التنظيف داهل بتطلعو
ضحك قائلا : هههه عارفو بيتخبى
ابتسمت هي الاخرى قائلة : بتدورعليه
توجهت نحو الباب لتقول : هلا استعجلتي قليلا ، وقد دخل كلب شقي الآن صاحبه يبحث عنه
هزت اليزا رأسها قائلة : حسنا ، آسفة على التأخير فدلو الماء قد سقط و يجب ان اجفف المكان جيدا
هزت الاخرى رأسها بتفهم لتبتعد
ابتسم سامي قائلا ليجلس في الكرسي امام مكتبها : صارلك فترة تشتغلي هنا ؟
ابتسمت الاخرى قائلة : ايوا تقريبا شهر..
ابتسم بإستغراب قائلا : غريبة ، وحدة جديدة تكون سكرتيرة صاحبة المستشفى
ضحكة بهدوء لتقول : انا هنا لفترة مؤقتة ، السكرتيرة القديمة تعبت و خذت اجازة.
هز رأسه بتفهم قائلا بنفس الابتسامة : برضو بديلتها ، يعني شوفي من بين كم شخص اختاروكي مش حاجة بسيطة كمان
ثم اضاف بصوت اهدئ: و الصراحة تستاهليها
إبتسمت الاخرى بخجل قائلة : اه شكرا
ابتسم قائلا : لا ذي الحقيقة على حسب ماشفت
وقفت لتتجه نحو الة القهوة قائلا : قهوة ؟
ابتسم ليقول : سادة
ابتسمت لتضغط على الازرار قائلة : استغرب من لي يشربو قهوة حالية
لم تزل ابتسامته لسقول : يا شيخة حلاوتها فمرارتها ، ولا الباقي كانك تشربي ببسي بدون غاز
ضحكت
لتعود مكانها و يكملو حديثهم الممتع للفتاة ...
و الملهي لسامي
اما اليزا...
فلازالت تجرب التواريخ بانامل مرتجفة..
وصلت للاحتمال الثالث
ضغطت بسرعة..
لتحاول فنح الصندوق..
عضت على شفتها و انفاسها تكاد تسمع من الخارج...
صوت ضحك السكرتيرة يطمئنها...
سحبت يدها...
لتسحب باب صندوق..
جحظت عيناها و اطلقت شهقة فرح..
زفرت بتوتر و هي تدعي ان تجده في الداخل..
مدت يدها و راحت تبحث بين ملفات و اوراق نقدية..
لتتوقف يدها عند علبة سحبتها..
و فتحتها بعجلة...
فإعتلتها ملامح الخيبة و هي ترى اقراط اذن..
مدت بدها مرة اخرى لتخرج علبة اخرى..
فتحتها و هي تحاول ان تهدئ حماسها فلا تريد خيبة الاولى..
الا ان هذه المرة جحظت عيناها و هي ترى الفلاش امامها و ضعته بسرعة في حقيبتها
لتعيد غلق الصندوق بنفس الشيفرة...
زفرة براحة لتأخذ الكلب و تخرج بعد تنظيفها الكامل و ترتيبها..
اغلقت الباب ليلتفت سامي لدخولها بكلبه..
استطاع ان يخمن من ملامحها انها نجحت
لتظهر ابتسامته...
خمنت الفتاة فرحته بسبب رأيته لكلبه...
لتقول : اهو دا الكلب الهارب رجع
ضحك ليقول : شكلو كلن ناوي يسرق هههههه
اشاركته الضحكة
ليقول : شكرا استمتعت بالكلام معك
ابتسمت هي الاخرى لتودعه..
بينما مدت اليزا المفتاح للاخرى و شكرتها لترخرج بهرولة...
لتبعث لسامي برسالة
_خلاص لقيتو نلتقي فالسيارتك
هز رأسه فور رؤيته لرسالة لتذهب هي لتغير ملابسها و تتخلص من الشعر و العدسات الاصطناعية...
تنهدت لتخرج بهدوء دون ان ينتبه احد و راحت مهرولة نحو سيارة سامي لتدخل بسرعة قائلة : اوف اوف اوف شويا و اموت من الخوف حرفيا حسيت رح ينغمى عليا
ضحك الاخر قائلا :و الله انا استمتعت طلعت البنت لطيفة
مطت اليزا شفتها بإنزعاج قائلة : اي اكيد مو انت صاحب الخطة لازم الشيء الصعب يكون ليا.
ابتسم قائلا : محد قالك تعالي
قلدت جملته بإستهزاء
ليطلق ضحكة
ثم قالت اليزا : وصلني البيت اشوف ايش فيه ذا و انتظرني بعطيك اياه و اتصل على اسامة يجي ياخذه
هز الاخر رأيه قائلا : طيب ، وربي كأني سواقك
اطلقت ضحكة قائلة : و اذكرك دوبي كنت انظف بسببك هههههههههه
شاركها الضحكة ليتوجهو نحو البيت...
.
.
.
في بيت يضم اربعة اشخاص يتشاركون السر نفسه..
بين اثاث مكتب خشبي..
كان يقف فيصل ليعلق صورتان..
بيتما الاخرين كانو جالسين على الاريكة المقابلة..
ابتسمت صبا قائلة : الله ايش الوجوه الجميلة ذي
ثم ابتسمت بإعتذار حين رأت نظرتهم المستنكرة
اشار فيصل للصورة الاولى..
كان صورة فتاة شقراء بعيون تركوازية تنزل من سيارتها..
ابتسم ليقول : اليزا عمرها ثمانية عشر سنة ، على حسب احد الجيران هي بنت جوليا الوحيدة و تسكن فذا بيت مع امها
ثم اشار لصورة بيت فخم..
رفعت صبا حاحباها قائلة : ايش التبذير ذا بس هي و بنتها و البيت ذا كلو
انتبها انظراتهم القائلة " لا تعلقين "
ضخكت بهدوء لتقول : طيب اهو سكتت كمل
اكمل فيصل حديثه و هو يشير لصورة شاب بعيون عسلية و شعر اسود و هو ينزل من سيارته و صورة أخرى له اوضح تبين وجهه..
ثم اكمل : اسمو سامي اثنين و عشرين و عشرين سنة ، عايش مع ابوه بس ما قدرت اطلع علاقتو بجوليا ، راح مرتين لبيتها المرة الاولى دخل و طلع بعد فترة ، و الثانية ركب سيارة اليزا بنتها
عقدت ملك حاحباها لتقول : فالمرة الاولى اليزا كانت فالبيت ؟
هز الآخر رأسه بالنفي
لتبتسم قائلة : جوليا ماتعرف عن لقاء اليزا و سامي ، ولا ماكان قابلتو فسيارة قدام البيت
ابتسم جلال قائلا لصبا : اخيرا احد علق بشيء له معنى
مطت صبا شفتها قائلة : انتو جديين بزيادة ، اصلا انا مقهورة انو ذا طلع اصغر مني
التفتت لها ملك قائلة بحدة : صبا
ابتسمت صبا لتضع يدها على فمها لتطمئنهم
ابتسم جلال ليكمل : حطيت ناس تتبعهم ، لو التقو مرة ثانية بنفس الطريقة احتمال كبير كلامك بيكون صح
ثم علق صورتان اخرتان
اشار لصورة فتاة ذات شعر بني بخصلات شقراء و هي تدخل البيت
ليضيف : اسيل ، عمرها تسعة عشر سنة ؛ صديقة اليزا من الطفولة و امها بتكون صديقة جوليا
ابتسمت صبا لتسأل : القالي فين تسكن فين تدرس ايش تحب ايش ماتحب ادق تفصيلة احتاجها
هز فيصل رأسه ليقول : هي لك ، بعطيك رقم لي يتبعها
ابتسمت لتهز رأسها بالايجاب قائلة : بعدين ايش كمية الوردي ذي ، شكلي بهديها بلوزة صفرا او خضرا

ابتسمت ملك لتقول : سهلت عليك المهمة من لبسها تعرفي شخصيتها
ضحكت صبا لترسل قببلة للصورة قائلة : ثانكيو
اسيل
ضحك فيصل ليكمل و هو يشير للصورة الاخيرة
لشاب في نفس عمر اسيل بملامح هادئة و عينان و شعر بنيان
ليقول : اسامة عمرو تسعة عشر سنة ، دخل بيت جوليا و طلع ماطول كثير ، محد شافو من قبل ولا احد يعرف علاقتو بجوليا او اليزا
اغلق كل منهم دفتره الذي سجل فيه ليقول جلال : مافيه معلومات كثيرة بس قدرنا نمسك طرف الخيط
ابتسمت ملك لتقول : حقعد بعيدة عنهم انا ، يمكن اطلع بعد فترة
ايدوها فيصل و جلال ليقولو نفس شيء
بينما اختارت صبا اسيل قائلة : بشوف مين اسيل ذي ، و بما انها صديقةاليزا رح تقربني منها من دون ماتنتبه جوليا
ازال فيصل كل الصور ليضع صورة مقهى قائلا : بنجي للقسم للاغرب ، لما عرف انو اليزا بنت جوليا بعت على طول احد يتبعها ، بعد فترة اجتمعو اليزا و اسامة فنفس المقهى بس رغم انهم ثنينهم طلعو من نفس البيت محد راح مع للثاني و كان فيه مدة قصيرة بين خروجهم ، و بعد ما التقوا بدقائق انضم لهم سامي ، و بعد نص ساعة راح اسامة بسيارته و اليزا و سامي بسيارة وحدة
ابتسمت ملك لتقول : شكلو موضوع سامي نفسو موضوع اسامة ماتعرف جوليا عن علاقة بنتها بالاثنين
هز فيصل رأسه قائلا : نفس لي فكرت فيه ، و اللحين حطيت ناس يراقبوهم
رفعت ملك رأسها قائلة : بتواصل مع لي يراقب اليزا
ليضيف جلال : مع لي يراقب اسامة
ابتسمت صبا لتقول : انا قلت من قبل ، اسيل و ماحراقب من بعيد بس حتى من قريب بشخصية الاء حلو الاسم صح ، امم و عمري ثلاثة و عشرين بما اني ابين اصغر ، و اشتغل فمكتبة يلي قدام المستشفى
ابتسمت ملك قائلة : يا ذكية كيف تشتغلي بمكانين
ضحكت صبا قائلة : مين قال اني رح اشتغل ، الاء لي رح تشتغل و بما انو الاء شخصية وهمية يعني مافيه شغل
ابتسمت ملك بتفهم
ليكمل فيصل قائلا : انا بتواصل مع لي يتبع سامي ، و جوليا
ابتسمو كلهم بتفهم
لتقف صبا قائلة : يلا نتعشا انا جعت
وقفت ملك معها قائلة : حتى انا يلا نطلب ؟
ابتسمت صبا لتقفز فرحا و تتعلق في رقبة ملك قائلة : ايوا ملوكة ، و الدايت فحريقة نعيش الحياة مرة
ضحك فيصل ليقول : جملة نعيش الحياة مرة هي سبب كل مصايبك هههههه
شاركه جلال الضحكة ليقول : ذي لتأنيب الضمير ، بس المشكلة ذي معندها تأنيب ضمير المصايب تسميهم تغير جو ههههههههه
ضحكت ملك قائلة : ماتفهمو انتو اسمو تأقلم ذا
ابعدت صبا السماعة من اذنها لترسل قبلة نحو ملك قائلة : يا عمري لي فاهمتني
ضخكت نلك قائلة : ايش الحب لي طايح عليك اليوم
ابعدا صبا للسماعة ثانية لتقول بصوت خافت رغم ان الكل سمعها : اي احد يخربلي الدايت احبو
ثم ارجعت السماعة لتطلب الاكل
بينما حولوا الاخرين حديثهم لموضوع آخر
.
.
.

نزلت اليزا بخطوات سريعة نحو الخارج بعد ان شاهدت الفديو و تأكدت من انه مابحثو عنه...
اغلقت باب البيت بهدوء لتتجه نحو سيارة سامي قائلة بعد دخولها : ايوا هو دليل براءتها
ابتسم سامي ليزفر براحة
ثم اكملت اليزا : عارف هو صح دليل براءتها بس شكلو التحقيق ماحيوقف شكله احد رمى الطفل
جحظت عيناه ليقول بصدمة : يعني احد قتل الطفل
هزت اليزا رأسها لتضيف : بس مو طالع كان مغطي وجهو ، يعني احد رمى الطفل عشان يلفقلها تهمة
قتل
عقد الاخر حاحباها ليرد بتعجب : مين بيسوي كذا ؟
رفعت اليزا كتفاها لتقول : مدري ، اكيد واحد حقير
وضع الفلاش في جيبه قائلا : ماحندخل خلي الموضوع للشرطة
هزت اليزا رأسها لتضرب كفها بكف سامي قائلة : يس ، نجحنا
ابتسم ليقول : ترى كانت خطتي
مطت شفتها قائلة : بس انا لي شوية و اموت من التوتر
ضحك ليقول : بسألك كيف عرفتي ايش الارقام لي ضغطت عليها
ايتسمت لتقول بفخر : سر
مط شفته ليقول : خلاص بمرمطك لعندي كل ماحتاح شيء
ابتسمت لتقول : اوكيي ، يلا باي
رفع يده قائلا : باي
ثم نزلت لتصعد لسيارتها بعد مغادرته و تتفقد رسالة فؤاد
_ كل شيء جاهز ، من حظك كان فيه شقة فاضية
ابتسمت لتشكره
و تتجه نحو حي هديل
مطت شفتها حين انتبهت للاشارة المرورية الحمراء لتتوقف ...
زفرت بملل بعد مرور خمس ثواني...
لا تطيق الانتظار...
يضاعف اجزاء الثواني...
فتتهمه بتضييع وقتها...
اليس الوقت من ذهب..؟!
الا ان قاضي عادل يسقط تهمة عن الانتظار..
كون جرمه الوحيد هو مدته المجهولة...
فلابد للقاضي النظر في الاتهامات المتَجاهلة..
اشخاص يحاصرون وقتها..
يمنعونها من التقدم..
او ماضٍ ابت ان تواجهه او تهرب منه..
فراحت تسترجعه كل ليلة..
حتى العصير الذي تتجرعه رغم تقززها من طعمه..
ايضا الفلم الذي يكاد ينومها مللا الا انها تتابعه فقط لتكمله..
ايحكم القاضي بعقوبة التخلي...؟
كان بإمكانها تطبيقها كإرادة لا عقوبة...
فتقبلها يكون اسهل...
لتستبدلها بما تحب ، تريد...
فكل ثانية من تشبثها بمللها ضيعت فيها وقتا..
اي متعة ، فرصة...
انتبهت لتغير اشارة المرور..
لتجد نفسها بعد دقائق امام بيت هديل...
نزلت من السيارة لتتجه طارقة الباب..
تأفأفت قائلة بعد تأخر الفاتح : افف على اساس بتمشي كيلومترات عشان توصل للباب
فُتح الباب لتجد امل امامها
لتبتسم قائلة : هاي ، هديل هنا
هزت امل رأسها لتدعوها بالدخول...
دخلت بهدوء دون ارشاد..
فيبدو انها حفظت البيت..
لتهمس : النفروض يعطوني مفتاح الاحتياطي شوية و اصير من اهل البيت
توجهت للمطبخ فتجد هديل تغسل الصحون..
تقدمت منها لغلق عيناها بيديها قائلة : اممم مين الحلوة لي جات تزورك
دفعت هديل يدا الاخرا قائلة حين ميزت صوتها : خيير ايش جابك
تقدمت اليزا لتأخذ احد الصحون و تضعه تحت الحنفية قائلة بهمس : جيت اساعدك ، سمعت عندك اخت كسولة
ثم وضعت الصحن جانبا لتكمل : بس تقعد احسن من المتخلف الحقير اخوك
رفعت هديل حاجباها قائلة بابتسامة : اه حاقدة عليه ايش سوالك ؟
رفعت اليزا يدها لتتأمل طلاء اظافرها الوردي قائلة : اممم مستفزني
ثم رفعت رأسها و اخذت احدى الملاعق لتشير بها لهديل و اكملت : و اصححلك معلومة ، مايقدر يسويلي شيء
سكتت لثواني ثم رمت الملعقة على الطاولة قائلة بابتسامة عصبية : هددني ! ، يب هددني و اللحين قاعد فمكانه يحسب انو رح انسحب لما مسحت التسجيل
قاطعتها هديل و هي تكمل غسل الصحون قائلة : اخلصي ليش جاية

رمت اليزا نفسها على احد الكراسي قائلة : ممكن تساعديني و تقوليلي من فين تجيبي البرود ذا
ثم سندت نفسها على الكرسي لتشد على اسنانها و تضيف بنفاذ صبر : ترا بجد احتاجه دامني اتعامل مع اخوك
لتزفر بتذمر حين لم يأتها جواب قائلة :طيب بتكلم جد الحين ، استأجرت شقة
التقتت لها هديل قائلة : مبروك ، اخيرا بيصير عندك بيت تقعدي فيه مو كل شويا ناطة لمكان
هزت اليزا رأسها قائلة بإبتسامة : نو عندي بيتين ، بس احب ازور الناس تقدري تسميها عادة ، و لما ازور احب يكون بيت مرتب ، يعني انتي رح تحتاجيه اكثر مني
عقدت هديل حاحباها قائلة : نعم ! فين تبين توصلين..
تنهدن الشقراء لتنهض و قالت بهدوء : اسمعي رح اتكلم بجد اللحين ، حسام قاعد يأذي ناس مابيهم يتأذون هوسه بقتل حيدر قاعد يوصل لاولاده ، تعداهم ووصل لعندي ، هديل اخوكي بيودي نفسه فداهية بس يصطفل هو دا شيء يهمك انت بس انا يهمني انه يبعد اذا تبي نتعاون
مدة اليزا يدها للمصافحة قائلة بإبتسامة : معاهدة سلام يوم الخامس من افريل ، سوري ماعندي وثيقة بس بعدين اطبعها
تنهدت هديل و هي تلقي نظرة على يد الاخرى لتقول : ايش بيخليني اوثق فيك..
ابتسمت اليزا لترد : مدري يمكن تسجيلك لي بيكون ضمانة لك ، بس اعرفي اني مارح اسوي شيء
اخذت هديل هاتفها لتفتح المسجل
مطت اليزا شفتها لتقول : اتفاقنا هو انك تكتبي البيت على اسمي و رح اعطيك الشقة بتعيشو فيها الوقت لي تبيه
رفعت هديل حاحباها لتضحك بتهكم قائلة يعد ان اوقفت التسجيل : ههه تستهبلين صح ، لو وحدة اوثق فيها اكثر من نفسي مااقبل و انت لي سويتي مليون شيء جاية بكل قوة وجه و عندك امل اني اقبل
تنهدت اليزا قائلة :عشان اقدر اضمن نفسي اضمن انو يمسك مكانو و مايقعد يقتل اي احد يجي فطريقو ، رح تكوني فنفس عمارة حيدر مارح يتجرأ يسوي وساختو و انتو هناك هو بعد عشان ذا الشيء
هزت هديل رأسها قائلة :مااقدر مستحيل
ثم قالت : زوري وثيقة و انا لما اكلمو رح اساعدك
خلخلت اليزا يدها في شعرها قائلة : مدري اذا بقدر بحاول ، بس تقدرو تروحو الشقة فاقرب وقت ممكن حتى لو الحين هي مجهزة اصلا
تنهدت هديل لتقول : طيب ، و اتمنى ماسوي نفس الخطأ ، وتكون ثقتي فيك مو بمحلها
ابتسمت اليزا قائلة : اوعدك مارح اخونك و لا اسوي شيء مايعجبك
هزت هديل رأسها و لازالت حيررة تراودها

[ دمتم بود انت🖤 ــهـى ]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-09-21, 03:10 PM   #34

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.