آخر 10 مشاركات
واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree441Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-18, 09:50 AM   #141

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سعد ام احمد مشاهدة المشاركة
ردود ليلي علي ماهر اجبرته علي الابتسام
برافو لليلي اصدميه بردودك يمكن يخرج من حالة البرود الي عايش فيها

و لسه هيتصدم فيها كمان و كمان
انبسطت انك أشرت للنقطه دي
هو بجد ما كانش يتوقع انها تكون بالشكل ده
شكرا على مرورك اللطيف


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 04:56 AM   #142

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

احداث جميلة ومشوقة جدا
انا بصراحه اول مرة اتابع ليكى بس انتى ماشاء الله اسلوبك جذاب وجميل جدا
حبيت كاميليا وصعبت علي انها اتحرمت من حنان امها فى حياته لمرضه واعتنائها هى بأمها وزعلت عليها فى سعيها للبحث عن ابوها ومخدتش فرصتها فى انها تشوفه وتقابله
ليلى انسانه جميلة جدا روحها ساخرة ومتعايشه مع الواقع بطريقه مذهله
ماهر امتى هتقرا اللى بين السطور وتفهم ليلى وتحس بيها
ام ماهر وشاهند وشادى التلاته عايزين الحرق
الغبية فرح اللى بتضيع نفسها بأحلام المراهقه والسعى للثراء اتمنى انها تفوق قبل فوات الاوان
الفصول جميلة جدا تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 07:25 AM   #143

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
احداث جميلة ومشوقة جدا
انا بصراحه اول مرة اتابع ليكى بس انتى ماشاء الله اسلوبك جذاب وجميل جدا
حبيت كاميليا وصعبت علي انها اتحرمت من حنان امها فى حياته لمرضه واعتنائها هى بأمها وزعلت عليها فى سعيها للبحث عن ابوها ومخدتش فرصتها فى انها تشوفه وتقابله
ليلى انسانه جميلة جدا روحها ساخرة ومتعايشه مع الواقع بطريقه مذهله
ماهر امتى هتقرا اللى بين السطور وتفهم ليلى وتحس بيها
ام ماهر وشاهند وشادى التلاته عايزين الحرق
الغبية فرح اللى بتضيع نفسها بأحلام المراهقه والسعى للثراء اتمنى انها تفوق قبل فوات الاوان
الفصول جميلة جدا تسلم ايدك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بيكي حبيبتي بين صفحات الروايه و الحمد لله إنها رقت إلى ذوقك
شكرا جدا حقيقي على كلماتك الجميله عن الي بكتبه
كل الي قلتيه عن الشخصيات مظبوط جدا و انبسطت انك حسيتي بكاميليا و بأحلامها المبتوره
ليلى انسانه جميله فعلا بس تعمل ايه عشان ماهر يحس بيها و لا يكفي يا هل ترى انها تكون هي ؟
فرح و شاهيندا و شادي هيتحرقوا كلهم بس في الجزء التاني أما مامة ماهر فدي مش هعرف أعمل فيها حاجه لأنها أم و أنا بقدس الأمهات .
شرفتيني بمتابعتك ليا .


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 07:36 AM   #144

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الثاني عشر




بقسوة جذبت ليلى أختها من ذراعها و بدأت في جرها خلفها.
- ليلى ، أوقفها صوت شادي ، من فضلك دعيني أشرح لك الموقف .

التفتت إليه تواجهه بشراسة و هي تقف كحاجز بينه و بين شقيقتها ، صاحت فيه و هي تشير بكلتا يديها أمام وجهه :
- تشرح لي ماذا يا ولد ؟ تعال اشرح لأبي و إخوتي إن كنت رجلا و حينها سيُشَرِّحون لك وجهك هذا.

تركته مصعوقا وراءها و واصلت جرّ أختها بعنف ، بكل العنف الذي تشعر به تجاه وضعها ، تجاه نظرتهم الدونية إليهم ، تجاه كل ما حصل منذ أن أقحمت نفسها في حياة هؤلاء.

- أختي أرجوك اتركي ذراعي ، قالت فرح بضعف ، كل الناس تتفرج علينا .

التفتت ليلى إليها بحدة :
- الناس ؟ الآن تذكرت الناس ؟
لماذا لم تتذكري وجودهم وأنت تتركين رجلا غريبا يقبلك في وضح النهار ،
أمام جميع من هب و دب ، في مشهد أرخص من مشاهد الأفلام لأن من تفرج عليك و على قلة حياءك لم يضطر أن يدفع فلسا واحدا .
- قبلني رغما عني أقسم لك يا أختي ، قالت بصوتها الباكي
- اخرسي ، قالت ليلى من بين أسنانها و هي تلتفت إليها بجنون ، لا توجد بنت يحصل لها شيء رغما عنها و هي بين الناس لذلك اخرسي لا تحاولي معي.

أضافت و هي تعتصر ذراعها أكثر بين أصابعها :
- إن لم تتق الله في نفسك اتقيه في أبيك على الأقل .

ثارت الدماء في عروقها و هي تتذكر والدها و ما كان يمكن أن يصيبه لو شاهد مثل هذا الموقف .
شعرت بطبول الحرب تدق داخل ساحة عقلها ، حرب بين غضبها على أختها الصغرى و بين شفقتها عليها .
سارت أسرع و أسرع و الطبول تدق في كل خطوة أقوى و أقوى .
إلى درجة أنها لم تعد تسمع توسلاتها و تبريراتها و لا فرملة السيارة التي كادت تدهسهما .
لم تعد إلى وعيها إلا على وقع سلسلة الشتائم التي تفنن الرجل في اختيار ألفاظها .
و مع ذلك لم تتأثر ، لم يعد لديها طاقة لتركز على شيء آخر سوى المصيبة الجديدة التي تسببت فيها هي لشقيقتها.
هكذا هي الأخطاء : خطأ يجر خطأً أكبر منه حتى تتكون كرة ثلج عملاقة تلتهمهم جميعا دون استثناء .
بعد ساعة تقريبا كانت في غرفتها القديمة و هي لا تكاد تذكر ما الذي فعلته منذ خروجها من النادي و حتى لحظة دخولها إلى مكانها الحالي .
على الأرجح ركبت في شيء ما ، دفعت مبلغا ما للسائق ، قالت كلاما ما لأمها ثم استأذنت منها لأنها تحتاج شيئا ما من غرفتها.
جلست على حافة الفراش تراقب أختها واقفة بِذُلٍّ في طرف الغرفة ، منكمشة على نفسها ، لا تجرؤ على فعل أي شيء حتى الجلوس.
"بهدوء" ، فكرت ليلى و هي تغمض عينيها ، هكذا يجب عليها أن تتصرف لكي تحتويها .
إذا لفظتها و أبعدتها عنها ستعطيها مبررا جيدا للجوء إليه .
" سأحتويك يا أختي " ، تنهدت و هي تنظر إليها بشفقة ، "بحضني ، بقلبي ، بسنواتي التي لم تكن سهلة علي.
سأعلمك ما تتعلمه كل أنثى في هذه الحياة .
البعض يتعلمنه في وقته و الكثيرات يتعلمنه بعد فوات الأوان.
من تبيع نفسها بالرخيص يا أختي لن تجد أبدا من يدفع فيها ثمنا غاليا . "

أجلستها بجانبها و هي تربت على شعرها بحنان .
" يا رب استر أختي يا رب ، دعت لها بإخلاص ،
ارحمها يا رب ، عقلها تافه و أفقها ضيق
استرها بسترك الجميل يا رب "
- ليلى ، أرجوك لا تخبري أبي ، همست فرح باستعطاف و رأسها مازال منحنيا ،
سيمنعني من الكلية و سيوافق على أول شخص يتقدم لطلب يدي .

زفرت ليلى و أشاحت بوجهها في صمت .
- ربما يصل به الأمر أن يرغمني على الزواج من حازم .
- و ما العيب في ابن عمتك ، قالت ليلى بحدة ، على الأقل ليس سافلا ، منذ البداية قصده واضح و شريف .
- لكني لا أريده يا ليلى ، لا أريد الزواج من رجل آخره في المزاح أن يقول لي كلما تقابلنا " متى الفرح يا فرح ؟"
- و هل ابن الذوات الذي تقابلينه في الخفاء يعمل مُهَرِّجا بعد الظهر ؟
- الأمر لا يتعلق بشادي ، أجابتها و هي تعود للانكسار ، سواء أكملت معه أم ....
- لن تكملي معه ، قاطعتها بسرعة تبتر كلماتها و أوهامها ، لا يوجد ما تكملينه معك ، طريقه لا يؤدي إلا إلى مكان واحد
و أحذرك ، لا مقابلات بعد اليوم ،لا مكالمات ، لا محادثات
لا تستهيني بي يا فرح ، سأتبعك كظلك في كل مكان .

شاهدت التساؤل الصامت في عيني أختها ،
تساؤل لن تجيبه بالطبع ، هذا الموضوع بالذات سيكون سرها الصغير ،
ذلك التطبيق الذي يمكنها من معرفة أي مكان تتواجد به أختها خاصة و هي لا تتخلى أبدا عن هاتفها .


- و لو تقدم لخطبتي يا أختي ؟ سمعت فرح تسألها مقاطعة أفكارها.
- لن يفعل لأنه لا يحبك
- أنت لم تدخلي قلبه .

رفعت ليلى وجه أختها إليها تتمنى لو استطاعت أن تغسل بكلماتها الأوهام التي تنطق بها عيناها :
- لو كان يحبك يا فرح لكان خاف عليك .
- و من قال أنه لا يخاف علي .
- الرجل الذي يخاف على المرأة يخاف عليها من نفسه أولا.

عندما تجد أختها رجلا مثل هذا ستسمح لها بأن تحبه كما تشاء ، تماما كما سمحت لنفسها بأن تحب ماهر.
لأنه مهما كانت أخطاؤه ، مهما كان شعوره نحوها ، هو فعلا يخاف عليها ، لا يريد أن يؤذيها ، يفكر دائما أن يحميها حتى منه .
" اسكت يا قلبي ، اسكت ، تنهدت من أعماقها ، لا تفعل هذا بك و بي ، لا تجعلني أحبه أكثر . "
وقفت لتغادر و هي تشعر بأن الغرفة التي احتوتها سنوات و سنوات من عمرها الماضي ضاقت عليها الآن .
- أحذرك يا فرح ، التفتت تقول لها عندما وصلت إلى الباب ، ربما أنا لا أقدر عليك لذلك أحذرك إن سمعت بأنك مستمرة مع ذلك الشادي ، صدقيني سأخبر أختك منى و هي ستتصرف معك .

بابتسامة ذابلة رفعت فرح وجهها و قالت في محاولة لامتصاص غضب أختها :
- أُفَضِّل أن تخبري أبي مباشرة ، على الأقل سيكون ضربا دون شتيمة .

حدجتها ليلى بنظرة باردة أخيرة ثم انصرفت و هي تترك الباب مفتوحا .
.
..

بعد نحو ساعة كانت تتجول في البيت الكبير الذي يكون دائما فارغا في مثل هذا الوقت ، هو في عمله ، ميْ في بيت عمتها فريدة ، تعود مع والدها كي لا تحظى هي ليلى بفرصة للاختلاء بها إلا قبل نومها بقليل ، هكذا هي القوانين الجديدة .
زفرت بملل و هي تتجول بأنظارها حولها ، ما الذي ستفعله بوقتها الآن بعد أن أخذت نصف اليوم إجازة بسبب نزوات أختها ؟

……………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 08:09 AM   #145

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

تنفس ماهر بارتياح و هو يصل إلى بيته مبكرا بعد أن ألغى المستثمرون الجدد اجتماعهم به بسبب تأخر طائرتهم .
دفع الباب و دخل القاعة الواسعة ليستقبله صوت رقيق يتغنى بنغم عذب .
نغم يحمل في عذوبته حزنا و يخبئ في حزنه ذكرى .
لحنا بعيدا غارقا في طيات ماض قديم .
وقف بهدوء في قاعة الاستقبال الرحبة ، يحاول معرفة المنبع الذي يترقرق منه صوتها .
كان الأمر صعبا بعض الشيء فقد بدا صداه مراوغا ، يتلاعب به بخفة و مكر ، يتراقص بين جدران الغرفة فيبدو له تارة قادما من المطبخ و في اللحظة التالية يهرب إلى الحديقة الخلفية ثم يختفي تماما ليعود من جديد يدعوه إلى داخل البيت .
أغمض عينيه لحظة قصيرة ثم سمح لحدسه بأن يقوده.
ابتسم حين اكتشف مكانها أخيرا .
كان رأسها مجاورا لنجفة الصالون ، إحدى يديها مشغولة بحمل منفضة من الريش الملون بينما الأخرى تتشبث بحافة السُّلّم المعدني.
كانت تجمع شعرها في أعلى عنقها كالعادة في تلك العقصة المفضلة لديها والتي بشكل ما لم تبدو له فظيعة جدا في هذه اللحظة.
منديل صغير يتنافس مع المنفضة أيهما ألوانه أكثر ضجة يلف مقدمة شعرها .
كانت تنفض الغبار عن كريستال النجفة و هي تميل رأسها في تناغم مع اللحن الذي تدندن شفتاها به .
لم يستطع أن يقاوم مراقبتها من بعيد .
بحركة تلقائية رفع يده يمرر أصابعه بين خصلات شعره ثم بدأ يقترب منها بهدوء يخشى أن يفزعها فتسقط .
عندما أوشك على الوصول إليها كانت قد نزلت درجتين و هي تكمل نفض غبار خيالي عن أسفل النجفة .
حينها فقط بدا عليها أنها وعت وجودا آخر في نفس المكان
التفتت إليه ببطء و للحظات طويلة تعانقت عيناهما دون كلام ثم أسدلت جفنيها بدأت في النزول درجة درجة و بكل بطء فهي تعرف أن رجليها دائما ما تخونانها عند نزولها أي سلم و هي لا تريد بالتأكيد أن تلقي بجثتها في حضن الباشا الذي ينتظرها تحت و يده تمسك السلم من أجلها.
- الحمد لله على السلامة ، قال لها عندما وقفت أخيرا بجانبه و يده الأخرى تستقبل خصرها .

ارتجف قلبها من تأثير لمسته و هي تنظر إليه باستفهام ليقول بابتسامة و هو يتطلع داخل عينيها :
- جعلتني أشعر أنك تنزلين من طائرة .

زمت شفتيها تحاول منع ابتسامتها من الظهور ثم تمتمت بشيء ما يشبه الاستئذان و تحركت لتبتعد.
- ليلى ، أوقفها بضغطة من يده الدافئة .

التفتت إليه بصمت فأضاف بصوت خفيض :
-قهوة من فضلك
- حاضر
- في الحديقة ليس في المكتب
- أمرك
- و أحضري قهوتك معك حتى لا يحصل نفس اللبس كالمرة الماضية .
- أنا لا أشرب قهوة سوى في الصباح ، قالت و هي تنسل أخيرا من قبضته المحكمة .
- ليلى ، استوقفها صوته و هي توشك على الخروج .

" ماذا أيضا ؟ " ، تأففت في سرها و هي تلتفت إليه .
- في المرة القادمة اختاري شيئا أقل خطرا لتُسَلّي به وقت فراغك .

أسرعت الخطى أكثر تبتعد عنه بأقصى ما تستطيع و لكن أين تهرب من قلبها الخائن ، كيف تسكت خفقاته المجنونة،
كيف تقنعه أنه لم يقل ما قاله لأنه يخاف عليها ، لكن لأنه فقط يريدها أن تخرج من بيته و حياته كما استلمها ، دون شروخ ظاهرة .
.
..
...


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 08:59 AM   #146

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد قليل تلقتها نظراته الغريبة ما إن أطلت عليه و هي تحمل قهوته في يدها .
- اجلسي يا ليلى ، أمرها بعد أن وضعت فنجانه أمامه بحذر.

أطاعت أمره و هي تشغل نفسها بالإنصات لهمسات أوراق الأشجار حولها ، بتأمل النسائم تداعب وجنات الأزهار القريبة ، بفعل أي شيء يشغلها عنه و عن نظراته إليها.
فعلى ما يبدو بقية الناس يشربون قهوتهم و هم يتصفحون الجرائد و هو يشرب قهوته بينما يتصفح وجهها.
ترى ما الذي تقوله له ملامحها الآن و يجعله يبتعد بعينيه قليلا ليعود و ينظر ثانية و ثالثة و مائة.
اليوم بالذات تريده أن يتركها و شأنها ،
اليوم تشعر بالهوان لذلك لا تريد أن تعطيه فرصة ليقتحمها أكثر ، ليهد ما تبقى من سقف حياتها على رأسها.

- ليلى ، قال بهدوء و هو يضع فنجانه
أحتاجك في خدمة

رفعت عينيها إليه في تساؤل
- فريدة أختي وضعت مولودها اليوم على غير ما كان متوقعا و أمي و مهى تلازمان جانبها .
أريد منك أن تعتني بطفليها الليلة و جزءًا من الغد حتى يصل أهل زوجها .
- مبروك ، قالتها بابتسامة خفيفة قبل أن تعود إلى الصمت و هي تحمد الله على أنهم يتوالدون مثلهم مثل بقية الخلق ، لا تدري ماذا كانوا ليفعلوا لو كانوا صناعة تفصيل.

شعرت بعينيه تتفحصانها ثم سمعته يضيف و قد تغير صوته :
- إذا كانت لديك مشاريع أخرى فلا بأس ، سأستدعي السيدة سناء .
- كلا أرجوك ، قالت دون وعي ، إلا السيدة سناء .

أرجع رأسه إلى الخلف في ضحكة هادئة.
- الود عامر بينكما إلى هذه الدرجة ؟
- أنا لا أكرهها ، قالتها وهي تهز رأسها ، كل ما في الأمر أنها تذكرني بالسيدة الناظرة .

ضحك مرة أخرى ثم قال بتسلية :
- هل تعرفين من يذكرني بالسيدة الناظرة ؟
- من ؟
- أنتِ
- أنا أشبه ناظرتك ؟
- كلا كلا لا تشبهينها ، ضيق عينيها يتأملها و هو يكمل ببطء :
و لو أني بالطبع لم أكن لأمانع أبدا أن تكون لي ناظرة مثلك .

خفق قلبها بعنف لتغزله الصريح بها و كالعادة تركت الدماء عروقها لتهاجر دون استئذان إلى خديها .
هربت بعينيها منه و هي تتساءل لماذا يستطيع بمنتهى السهولة و اليسر بعثرة كيانها .
لماذا يجعلها تتصرف كالمراهقات : تتوقع الكثير حين لا يقال سوى القليل .
لكنها ترفض أن تنساق وراء التلميحات ، هي ليلى و هي لن تبدأ قبل أن يبدأ .
إذا كان يريدها يجب أن يقولها صراحة غير ذلك فليلمح إلى آخر العمر.
لملمت شتات نفسها لتحاول أن تقول بلامبالاة مفضوحة :
- إذا لم أكن أشبهها فكيف أذكرك بها إذن ؟
- بسبب الطريقة التي تجمعين بها شعرك إلى الخلف ، أجابها و عيناه لا تغادران وجهها .
- قريبا سأقصه ، قالت تتظاهر بعدم اهتمام ، و أستطيع حينها أن أودع العقصة إلى الأبد .

ساد صمت غريب قطعه هو بطلب أغرب :
- أطلقي شعرك

سمعته و تجاهلته .
" ما نوع الصنف الذي تعاطيته اليوم يا باشا ؟ " ، تمتمت في سرها .

- أطلقي شعرك ، أمرها ثانية بصوت أعلى .

رفعت ليلى يديها المرتبكتين إلى أعلى عنقها و بدأت تحرر خصلاتها من سجنها الناعم ، أسدلت شعرها أخيرا على كتفها ثم خفضت نظرها تتأمل أصابعها المتشابكة في حجرها.
شعرت بعينيه تَغرَقان في ليل شعرها ،
تَغرَقان و تُغرِقان قلبها ، عقلها و تفكيرها .
تُغرِقانها كلها فيه.
تعالت ضربات قلبها بعنف و هي تشعر بأصابع تتخلل خصلاتها بتمهل قبل أن تستقر يده أعلى عنقها و تدير وجهها إليه .
للحظات ظلا في نفس الوضع ، أنفاسها مضطربة داخل صدرها ، أنفاسه مسموعة بوضوح و هي لا تجرأ على رفع عينيها إلى الأعلى .
قطع عليهما انسجامها صوت خطوات عسكرية تقترب من مكانهما بتصميم .
سحب ماهر يده ببطء و أعادها على الطاولة في نفس اللحظة التي ظهرت فيها تلك المرأة سناء كالقضاء المستعجل .
وقفت أمامهما تنطق بتحية جامدة كالعادة قبل أن ترفع يدها ليتدلى مفتاح وحيد معلق في سلسلة معدنية رقيقة .
-سيدة ليلى وجدت ما تبحثين عنه ، قالتها و هي تنظر إليها ببرود .

............



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 09:36 AM   #147

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد دقائق وصلت ليلى إلى ذلك المكان الذي لم تدخله منذ زمن بدا أبديا و وجهها في غاية الامتقاع .
أغلقت الباب خلفها و أغمضت عينيها و هي تتذكر تلك المرأة و هي تمد يدها إليها و تقول :
-تفضلي ، هذا هو مفتاح مشغل السيدة كاميليا الذي كنت سألتني عنه أكثر من مرة .

تنفست بعمق و هي تتذكر كيف شددت الحروف و هي تنطق اسم كاميليا .
متأكدة تماما أنها اختارت تلك اللحظة عمدا و أنها كانت تخفي المفتاح لديها طوال الوقت .
قوية ، بالفعل قوية جدا تلك المرأة .
بترت ما كان على وشك الحدوث بكل قسوة ، حتى هو لم يسلم منها .
و بدا تأثره بوضوح في أصابعه التي كورها بشدة على شكل قبضة و وجهه الذي أشاحه بعيدا عن كلتيهما .
جالت بعينيها حولها و دموعها تسيل بغزارة .
-لم أنسك يوما يا حبيبتي ، صدقيني لم أنسك .
أريدك أن تعلمي أن الحياة بدونك فقدت أغلب معانيها .
و نحن بعدك سنكبر لو كتب لنا عمر ، سنكبر و تتجعد وجوهنا .
لكن وجهك يا حبيبتي سيبقى شابا للأبد .
إنسانة مثلك تستحق أن تخلد في ذاكرة الزمن بهذه الطريقة .

تواصل انهمار دموعها و هي تستشعر بروحها عبق صاحبة البيت الحقيقية.
تشعر به في لمساتها الناعمة التي تركتها في كل ركن ، عند كل زاوية .

أغمضت عينيها و تنفست بعمق تطرد سموم الدنيا و الزمن و الناس من داخلها ، تتذكر بدل ذلك الروح الجميلة التي كانت تعمر هذا المكان .
تتذكر لقاءهما الأخير في هذه الغرفة بالذات.

- ضعي كل شيء من يديك يا ليلى ، نحن نستحق أن نرتاح قليلا الآن ، تعبنا كثيرا الأسبوع الفائت .
- ماذا تقترحين أن نفعل ، تذكرت كيف نظرت إليها بتساؤل بينما يداها تتوقفان تلقائيا عن الخياطة ، نخرج في نزهة على الأقدام مثلا؟
- هل هذه فكرتك عن الراحة ؟ كلا يا حبي دعينا فقط نسترخي حيث نحن ، قالت متثائبة قبل أن تستمر :
-دعينا نستغل الفرصة لنتواصل أكثر مع جانبنا الأنثوي ،
ابحثي لنا عن بعض تلك الأسئلة في المجلات النسائية .

ابتسمت ليلى من بين دموعها و هي تسترجع كيف كانتا طوال الوقت تقومان بحل تلك الاختبارات التي تطرحها كل مجلة نسائية تحترم نفسها ،
اختبارات مهمة جدا من نوع : هل أنتِ مأثرة في الآخرين ؟ هل أنتِ شخصية مبدعة ؟ هل أنت شخصية نشيطة.. منظمة ؟
في ذلك اليوم الدافئ منذ سنة تقريبا قرأت ليلى ذلك السؤال على مسامع كاميليا :
- لو لم تكوني امرأة ماذا كنت لتتمني أن تكوني :
أ ـ لوحة جميلة
ب ـ قصيدة خالدة
ج ـ قصة لا تنسى

حينها أغمضت كاميليا عينيها الجميلتين ثم قالت بصوت حالم وملامحها تكتسي برقة غريبة :
- لطالما وددت يا ليلى أن أكون شيئا يحتاجه الجميع ، شيئا لا يفرق بين شخص و آخر ، شيئا لا يحزن أحد على فقده و يسعد الكُلّ بقدومه .

صمتت مطولا ثم أضافت بنظرة شرود :
-لو لم أكن امرأة لوددت أن أكون نسمة صيف .

صمت ناعم حزين أحاطهما وقتها قبل أن تلتفت إليها كاميليا و تسألها بنفس الرقة :
- وأنت يا ليلى ماذا كنت تتمنين أن تكوني .

بشفتين مرتجفتين و عينين فيهما شبح دمعة أجابتها في ذلك اليوم :
- لو لم أكن أنا يا كاميليا لوددت أن أكون أنتِ ، قالتها وأجهشت بالبكاء .

تذكرتها و أجهشت فورا بالبكاء.
" ألف رحمة و نور عليك يا حبيبتي " ، رددتها عدة مرات من قلبها و هي تجفف دموعها بهدوء .
اتجهت ببطء نحو آلة الخياطة ، نظرت بحزن إلى قطعة القماش التي لم تنته ثم بتصميم جلست وأحنت رأسها عليها ، سَمَّت ثم بدأت.


……………..



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 10:23 AM   #148

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بخطوات بطيئة دخل ماهر غرفة مكتبه و وقف يتأمل أرجاءها في صمت .
صمت لا يدري كيف يصفه ،
ثقيل في ثقل الذكرى التي نزلت على قلبه فجأة ، جالبة معها مشاعر مؤلمة أخرى .
أقساها تأنيب الضمير .
كيف وصل به الحال بعد أربعة عشر فقط من موتها بالاهتمام إلى هذه الدرجة بامرأة غيرها .
اتجه إلى النافذة ينظر من خلالها و هو لا يرى سوى الفراغ .
منذ البداية يعرف أنه سيتزوج ، لكنه كان واثقا أنه لن يكون أبدا مثل زواجه الأول ، لن يكون أبدا شيئا كالذي جمعه بكاميليا ، أبدا .
و ها هو الآن في زواجه الثاني الذي لا يشبه أي زواج آخر يحتار في شأنه كل يوم أكثر .
ما الذي يحصل معه الآن ، تساءل و هو يغمض عينيه .
فتحهما بعد لحظات و استدار ينظر إلى الباب المغلق و هو يتذكر فجأة كيف دخلت عليه في ذلك اليوم بعد سنتين تقريبا من زواجهما ، بعد ستة أشهر من فقدانها لرحمها .
في ذلك اليوم كان قد هرب بنفسه كالعادة إلى غرفة مكتبه ، الغرفة التي أصبحت مكانه المفضل في البيت منذ أن بدأت كاميليا تبتعد عنه.
حينها جلس على كرسيه وراء مكتبه و هو يشعر بأنه مستعد أن يودعها ليبدأ حياته من جديد .
و لأول مرة لم تبد له فكرة الجمع بين زوجتين غريبة و مستبعدة : زوجة يدعها تعيش في عالمها المنفصل عنه ، تتقوقع في حزنها بعيدا عنه و زوجة أخرى حقيقية دافئة ، موجودة من أجله، مستعدة لإرضائه .
يذكر بدقة كيف دخلت عليه في عز تفكيره الجدي بالزواج من أخرى غيرها .
يذكر كيف بدت له في ذلك الوقت من اليوم : حائرة ، مترددة كأنها امرأة غريبة عنه.
يذكر أيضا كيف كان شعر نحوها ، شعر باللامبالاة التامة فلم يبدو له أن هناك كلمات أو خطوات لتقلص الهوة التي تضخمت بينهما حتى ابتلعت كل شيء جميل اشتركا به معا وكل ذكرى سعيدة ربطتهما معا.
نعم في ذلك اليوم ، في تلك اللحظة حين وقفت كاميليا مترددة قرب الباب ، يدها ماتزال تقبض على الأكرة و داخل عينيها تلك النظرة الحائرة المحيرة حينها بدا له من المؤكد أنها النهاية ، نهاية كاميليا بالنسبة له.
حينها كان واثقا تماما أنهما حتى لو استمرا معا فيما بعد فسيستمران كشبحين لما كانا عليه من قبل و ستكون الحياة بينهما في المستقبل مجرد ظل بارد للدفء اللذيذ الذي عاشاه معا في الماضي.
كان واثقا من ذلك لذلك عندما بدأت كاميليا في التحدث إليه تعمد عدم النظر إليها ، تعمد أن يتشاغل بتفحص بريده الوارد بينما يستمع إليها في صمت.
- ماهر أنا أريد أن أعتذر منك عن تقصيري في حقك ، عن كل أخطائي ، عن تصرفاتي ال..الغير مناسبة معك ، بدأت تقول بصوت ضعيف.

لم يجبها بحرف واحد ، فقط واصل الاستماع في صمت بدا ثقيلا عليه و عليها فما أتعس أن تصبح كالغريب مع شخص كان أقرب إليك من نفسك.
- هل تعتقد أني ضعيفة الإيمان يا ماهر؟ هكذا كان سؤالها ، غير متوقع على الإطلاق مثل كثير من تصرفاتها.

وجد نفسه يجيبها ببرود :
- لست قادرا على معرفة ذلك يا كاميليا فلا أستطيع معرفة ما يخفيه قلبك.
- و لكنك الأدرى بي ، أنت تعرفني ، أنت تعيش معي!

" أعيش مع ظلك ، مع واجهتك ، مع القناع الذي ترتدينه كل يوم لكن لا أعيش معك كلا لا أفعل. "
كان ليصرخ بكل ذلك في وجهها لكن شحوبها و تعبها البادي على جسدها منعه ، لذلك وجد نفسه يجيبها في هدوء :
- أنا شخصيا أرى أن إيمانك ليس ضعيفا ، لم أرك تشتكين أو تعترضين ، يبدو لي أنك تتقبلين ما تعرضت له برضا كامل و تام.
- لكني لا أتقبل يا ماهر ليس حقا ، أتظاهر بذلك لكني لا أستطيع ، لا أستطيع .
- لا تستطيعين ليس لأن إيمانك ضعيف بل لأنك أنت نفسك ضعيفة يا كاميليا.

لا يدري كيف استطاع أن يقول لها ذلك و بكل تلك القسوة ، بكل ذلك البرود لكنه قاله و لم يندم عليه في تلك اللحظة ، لم يندم حتى و هو يرى الألم في عينيها و حتى حين قالت بصوت مرتجف هامس :
- أريد ، أتمنى أن أكون أقوى لكني لا أعرف كيف.

و بنفس القسوة واصل يقول :
- الذي يريد أن يصبح أقوى يتمسك بالآخرين ، يشاركهم ما يشعر به ، لا ينعزل عنهم و يخفي كل شيء بداخله ، من يفعل هذا يحترق ، يذوب و هذا ما تفعلينه يا كاميليا بنفسك مع أنك لديك الكثير ممن يهتمون بك و يتوقون لمساعدتك : عمتك ، صديقاتك ، قريباتك و غيرهم و غيرهم.
- و أنت أيضا يا ماهر ؟

يذكر تماما كيف قالتها له بكثير من الحزن و قليل جدا من الأمل .
يذكر كيف رفع عينيه إليها في تلك اللحظة ، كانت مازالت قريبة من الباب كأنها على وشك الخروج للأبد ، يذكر كيف لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها الطويلة و كيف أثر فيه منظر انحناء رأسها و كل ذلك الانكسار ، كل ذلك الانكسار ،
أثر فيه لدرجة أنه لم يشعر كيف قام بلهفة من مجلسه ، كيف وصل في لحظات إليها ، كيف استطاع أن يضمها بتلك الطريقة إلى صدره و هو يقول بصوت مختنق :
- حتى أنا يا كاميليا ، خاصة أنا يا حبيبتي.

و حين نزلت دموعها نسي فجأة كل شيء ، نسي الجفاء ، نسي البعد و شعر حينها أن عقله عاد إليه و إلا كيف استطاع أن يتخيل أنه بإمكانه أن ينساها ، أنه بإمكانه أن يكون مع امرأة أخرى غيرها.

و الآن و هو يتذكر ذلك الموقف لا يستطيع إلا أن يتساءل هل آن الأوان يا ترى ليودعها من حياته و يفسح المجال لامرأة أخرى ؟
أو ربما عليه أن يسأل : هل يستطيع حقا أن يودعها ؟


...................

تمّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 11:51 AM   #149

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

هل فعلا ماهر كان عايش مع كاميليا
انا لا اعتقد من الاول واضح انها اختيار منطق وعقل والأهداف محدده
حتي لما جه هدف منهم وانزاح فكر أنه يتجوز
بس واضح ان ليلي عقلها كبير وواحده واجهه القفشات عام تقوي نفسها علي كل خبطه جديده وواضح كمان ان ا بدأت تنقل العدوي لماهر


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 04:19 PM   #150

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل حسيته قصير وحبيته يطول أكتر لاستمتع به
فرح رغم خوفها في البداية من مشاهدة ليلى لتجاوز شادي معها في النادي وعدم قبولها بما فعله على الأقل داخليا لكنها لم تكن لتمانع أن يتجاوز أكثر من هذا فيما بعد
لغت عقلها ووضعت عليه طبقة كثيفة من الحجج فقط لتصل لغرضها الأسمى وهو الفوز بزوج ثري
من قبل أظهرت قبولها اهداره لحقوقها وكرامتها بل أوضحت عدم اعتراضها على خيانته فيما بعد طالما تأخذ المال بديلاً ومقابلاً لصمتها
ليلى ودور ثقيل ومسئولية كبيرة تحملتها وستتحملها للحرص على ألا تزج أختها نفسها في قفص مع الذئب
تحمل نفسها مسئولية إيقاع فرح نفسها بين يدي شادي العابث ومحاولتها إيقاعه في شباكها لتعيش في ثراء كأختها ... تى نفسها السبب بزواجها من ماهر وإلا لم تكن فرح لتتعرف على شادي لا تضع بحسباتها أن فرح كانت لتجد غيره طالما تفكيرها وصل لهذا الحد بها أو بدونها ...
ماهر ينساق وينزلق باتجاه مشاعر مرتبكة تجاه ليلى رويدا رويدا وهي على استعداد تام لذلك فقط يكون له البداية حتى لا تشعر أنها تبيع نفسها له وكرامتها
سناء اللزجة تحاول إبعاد أي تقارب بينهما ليس وفاء لكاميليا ولكن لرفضها ليلى وأن تصبح سيدة الدار
لا أعلم لماذا أشعر أن والدته لها يد في ذلك
الأهم أن ماهر بدأ في التفكير بجدية أن يترك العنان لنفسه مع ليلى فالحياة تستمر وهي زوجته إذا لما لا يفعل ؟!
في المقابل بدأت ليلى في تأنيب نفسها وتذكيرها بكاميليا صديقتها والطريق سيصبح صعبا أمام ماهر لتجاوز الحدود والمتاريس التي ستضعها ..
عذرا على التطويل واتمنى أن ينزل فصل اليوم في موعده إذا استطعت


موني جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.