آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree441Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-18, 10:01 PM   #41

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


في إحدى زوايا المقهى المفتوح الذي يتوسط أرض النادي ، أعادت ليلى مقعدها قليلا إلى الخلف و هي تحاول عدم لفت انتباه فرح إليها و إلى اتجاه نظراتها .
منذ يومين حلمت به و الآن ها هي تأتي هنا لتجده يملأ المكان ، كل المكان بحضوره.
كأنه لا يكتفي بأن يلاحقها في أحلامها ، في أفكارها ، في أي لحظة يشرد فيها عقلها ليلحقها هنا أيضا حيث أرادت أن تهرب منه و من ذكرى لقائهما البائس الأخير.
ها هي الآن تراه و لا يراها.
تراقبه من بعيد.
جالسا يوزع ابتساماته على من حوله : والدته ، ابنته و ابنة خالته شاهيندا ،
"الجميلة الهائمة" كما كانت تسميها كاميليا.
جميلة ، جميلة جدا في الواقع.
ذلك النوع من الجمال الذي يشعر الأخريات بالنقص و ربما بالمرارة ، كما تشعر هي الآن و هي تراه يتحدث معها و ابتسامة هادئة على شفتيه.
كان أي مُخرج ليفرح بهما و هو يراهما هكذا معا.
الثنائي الذهبي ، هكذا يبدوان ، هو ببنيته القوية و رجولته الناطقة و أناقة لبسه و حركاته و هي بجمالها و سحر أنوثتها الذي يظهر في إشاراتها ، نظراتها و خاصة في طريقتها و هي تُميل رأسها و تُسبل رموشها و تستمع إليه في جمال حالم .
كان المشهد أمامها مثاليا بالفعل كأنه لقطة من أحد أفلام الحُب.
حتى جميع الأشياء حولهما بدت كأنها تبارك الاتحاد بينهما : خضرة المكان ، شدو العصافير ، ضحكة ابنته الصافية و ابتسامة والدته التي احتلت نصف وجهها و هي تراقبهما بسعادة.
لماذا تشعر إذن أنها هي الوحيدة التي لا تستطيع أن تشارك الطبيعة و الناس هذه الفرحة ،
لماذا تشعر بهذه الحرقة لرؤيتهما معا هكذا ،
لماذا تشعر بنارها تزيد و تهيج و تشتعل أكثر كلما رأته يبتسم لها ،
من أجل كاميليا بالطبع ، فكرت و هي تتنهد ،
هذه المرارة التي تشعر بها تسكن حلقها هي من أجل كاميليا ، هذا الغضب هو من أجل كاميليا لا أكثر.
نعم من حقها أن تغضب ، فالرجل قضى الوقت بعد وفاة زوجته في الشك فيها ثم ما إن ماتت شكوكه حتى أسرع يفرغ قلبه من ذكراها ليفسح مكانا لامرأة أخرى.
امرأة أخرى…
تنهدت و هي تجذب عينيها بعيدا عنه.
- ترى ما الذي يشغل تفكيرك يا ليلى ؟ سألتها شقيقتها الصغرى بعد أن عادت عيناها من جولتهما الشاملة للمكان و شاغلي المكان.
- لا أحد يا فرح ، لا أحد

بابتسامة يتراقص فيها المرح و المكر قالت :
- على فكرة يا ليلى ، أنا سألت ماذا ، لم أسأل من ؟

استدارت ليلى في كرسيها لتواجهها تماما و هي تنظر لها بحزم لم تقدر أبدا على إتقانه :
- هل ذَرّة العقل الذي أكرمك الله بها تريدين إهدارها علي أنا ، ارحميني أرجوك
- أفضل من إهدارها على أحد غريب ، أليس كذلك ؟ قالت و هي تغمزها مداعبة ثم أضافت بنزق :
- بصراحة أنا لا أفهم لماذا تصرين أن ننزوي في هذا المكان كأننا فار تين من العدالة
- و أين تريد أن تجلس نجمة الجماهير

تجاهلت فرح سخريتها و هي تشير بكلتا يديها إلى وسط المقهى :
- في قلب الحدث طبعا : أرى الناس و يرونني ، أسمعهم و يسمعونني
- ربما مرة أخرى يا فرح ، أجابتها و هي تعود لشرودها ، لكن ليس اليوم ، ليس اليوم.

…………................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-18, 10:04 PM   #42

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


- ليس اليوم يا أمي أرجوك ، قال ماهر و هو يمسح فمه بهدوء ، لا داعي لفتح هذا الموضوع اليوم بالذات
- متى إذن يا ماهر ، لقد مرت خمسة أشهر على موت كاميليا و الحيّ أبقى من ..
- أربعة أشهر و ثلاثة أسابيع يا أمي ، قاطعها بهدوء
- فليكن ، ما أقصده هو أنه حان الوقت لتبدأ التفكير في المستقبل

نظر أمامه ببرود ثم قال بملل :
- مهما كان المستقبل يا أمي فلا مكان لشاهيندا فيه.

هزت السيدة ثُريّا كتفيها ثم أجابت بامتعاض:
- لا تعتقد يا ماهر أن ابنة خالتك عرضة للعنوسة ، لديها صف من المعجبين الذين يتنافسون لنيل رضاها ، إن سبقك أحد إليها صدقني ستكون أنت الخاسر.

انتقل البرود من عينيه إلى صوته و هو يقول ببطء :
- أنا لا أذكر يا أمي أني اشتركت في هذا السباق و لكني أعدك أن أحجز مكاني في مقاعد المتفرجين منذ الآن فلا أحد يريد تفويت هذا النوع من المباريات.
- فقط لو أعرف سر اعتراضك على ابنة خالتك يا ماهر ، إن كنت تبحث عن الأصل فأنت تعرف جيدا أصلها ، إن كنت تبحث عن الجمال فهي جميلة مثل كاميليا رحمها الله.
- أمي أنا لم أتزوج كاميليا لأنها جميلة ، أنا تزوجتها لأنها كاملة

بضيق لم تحاول إخفاءه قالت :
- الكمال لله وحده يا بني
- بالطبع يا أمي و لكن كاميليا و رغم نقائصها أكمل عندي من كل من سواها

و كأن هذه الجملة كانت هي التعويذة التي نجحت في جعل أمه تصمت أخيرا و تترك له الفرصة ليغرق في أفكاره بحُرّية.

كاميليا….
ربما يعجز عن تذكر ملامحها و لكن قلبه يتذكر جميع تفاصيل عشقه لها.

قبل أن يحبها كان مثل الكثير من الرجال : يأخذ رأس دولي يلصقه برقبة نيفين يضع معهما عيني سهى و حاجبي أسماء و ربما شعر وداد ثم يضع كل هذا مع جسد شيري و أحيانا ، لا يستطيع أن ينكر، جسد نواعم.
ثم لا ينسى طبعا أن يضيف عقل السيدة تفيدة ، حنان أمه و خفة دم جدته و يبدأ في البحث عن امرأة بهذه المواصفات.

بعد أن وقع قلبه في أسرها صارت جميع النساء كاميليا و صارت كاميليا جميع النساء.


ابتسم و هو يتذكر ذلك الموقف الذي جعل كاميليا تغزو قلبه و تتربع على عرشه.
كان قد لاحظها من قبل بالطبع ، و من لم يكن ليلاحظ فتاة طويلة و جميلة ؟
لاحظها كما لاحظ غيرها من جميلات الكُلّية.
لكن تلك الفتيات شيء و كاميليا شيء آخر.
تلك الفتيات بطريقتهن في ارتداء الثياب أو بالأحرى في عدم ارتدائها كان يود لو يأخذهن إلى مكان ما يعلمهن الأدب بطريقته ثم ينسى كل شيء يتعلق بهن.

لكن كاميليا كانت مختلفة ، منذ أن وقعت عليها عيناه عرف أنها مختلفة.
أكثر ما جعله يتابعها بفضول هو كلاسيكيّتها.
كلاسيكية جدا في الواقع خاصة بمظهرها : دائما تلك التنانير الطويلة و البلوزات الأنيقة ، دائما تلك الأحزمة العريضة على خصرها و ذلك العقد الطويل على صدرها حتى أنها كانت دائما تحرص على نفس الوقفة ، متكئة على ساقها اليسرى و طرف حذائها الأيمن مرتفع قليلا عن الأرض.

كلاسيكية إلى أبعد الحدود كأنها كانت ترفض بشدة أن تغادر العقد الماضي ، كأنها كانت تبذل كل جهدها في أن تبدو أكبر من عمرها و قد نجحت في مسعاها فكثير من الطلبة الجدد كانوا يحيونها باحترام و هم يعتقدونها معيدة في الكلية.

في ذلك اليوم كان جالسا يتوسط رفاقه المعتادين ، يرتشف قهوته في صمت و يستمع لثرثرتهم التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد حين لفت انتباهه تصفير فاروق المميّز و هو يشير بذقنه و يقول :
- انظر إلى قاهر قلوب العذارى يجرب حظه مع من .

حينها نظر بفضول ملول ليلفت انتباهه ذلك الحسام و هو يقترب من كاميليا و يبدأ في التحدث إليها بتلك الحميمية التي يجيدها جيدا ، تلك الحميمية التي تجعل أي فتاة يكلمها تشعر أنها المرأة الوحيدة الموجودة من أجله في هذا العالم.
رأى كاميليا تلتفت إليه و تحدثه في هدوئها المعتاد الذي على ما يبدو شجّعه على التمادي فوضع يده على أعلى ذراعها و بدأ يحركها ببطء نزولا و صعودا.

و صعدت حينها كل الأعين إلى وجه كاميليا تترقب و تراقب ردة فعلها.
ردة فعلها التي جاءت على عكس توقعاتهم جميعا ، لم تغضب ، لم تضحك ، لم تتمنع بدلال ، كل ما فعلته هو أنها نظرت إلى يده كأنها شيء يزحف على ذراعها ثم بطرفي سبابتها و إبهامها رفعت يده و أعادتها بهدوء إلى جانبه ، كل هذا و هي لم تكف عن الكلام مع صديقتها.

إلى هذه اللحظة يذكر كيف وقف ذلك الشاب و ذلك التعبير على وجهه و إلى هذه اللحظة يذكر كيف التصقت عيناه هو بكاميليا و لم يستطع إبعادهما عنها حتى و هو يسمع التصفيق و التصفير و التهليل يرتفع حوله.

و منذ تلك اللحظة دخلت كاميليا إلى تفكيره و لم تشأ أن تتركه بسلام.
لم يسبق لامرأة أن شغلته بتلك الطريقة لذلك عرف أنه لن يهنأ له بال إلا حين تكون له.

و الآن بعد خمسة عشر عاما من ذلك الموقف يجد نفسه في نفس الحالة من جديد كأنه لم يكبر سنة واحدة.
لا يدري لم لا يستطيع أن يطرد تلك الفتاة من رأسه ، و لا ذلك المشهد الذي يتكرر في عقله باستمرار ، مشهدها و هي تمزق الشيك.
ليس التمزيق بحد ذاته هو ما فاجأه ، توقع ذلك كما توقع أن تعيده له ، أن تغضب ، أن ترفض و لكن لم يتوقع أن تتصرف بتلك الطريقة ، بكل ذلك الهدوء .

كالمأخوذ راقب أصابعها الرقيقة تطوي ثم تمزق ، تطوي ثم تمزق ، دون أن تنظر إليه ، دون أن يبدو عليها أنها تشعر بوجوده أصلا ، كأنها منعزلة عنه ، بعيدة جدا بذاتها و بأفكارها.
ثم بدهشة أكبر راقبها و هي تقوم بتطييرها في الهواء الخفيف و تعود لتجلس بنفس الهدوء ، بنفس الشرود ، كأن هذا هو ما أرادت فعله في تلك اللحظة أن تطير بعيدا عنه.

هو الآخر حاول تجاهلها و حتى حين حيته ، عند مغادرتها لسيارته ، لم يكلف نفسه عناء الرد عليها و لم يلتفت إليها حتى.
لكن كل ذلك لم يساعده على محوها من تفكيره رغم مرور أكثر من أسبوع على رؤيته لها.
- بابا ، أعاده صوت طفلته إلى واقعه و جلسته ، بعد إذنك سأذهب لأسلم على ليلى.
" ليلى "

نظر بحدة إلى حيث تجسدت الفتاة من أفكاره فصارت واقعا .
راقبها تلتفت إلى الخلف و هي تسمع اسمها يَرِنّ من حنجرة ابنته ، و هي تنحني عليها تقبلها من خدها ، ثم وهي تستمع بابتسامة لكلامها عن شيء ما بحماس ، ثم و هي تتحدث إلى تلك الفتاة التي لا تشبهها كثيرا و لكن بالتأكيد شقيقتها لأن لديهما نفس الدم ، كل هذا و هي تتجنب النظر إليه.

شاهد ابنته في تلك اللحظة تقول شيئا ما و تشير إليه ، اعتدل في جلسته و هو يراها تلتفت أخيرا إلى مكان جلوسهم و ترفع يدها تحيي والدته.
و أخيرا راقب ابتسامتها تخبو عند التقاء نظراتهما ثم سرعان ما شبكت ذراعها في ذراع أختها و غادرت.
- ماهر ، التفت إلى أمه ليجدها ترمقه بعبوس
هذه المرة الثالثة التي أناديك فيها ، أتمنى أن أعرف سرّ شرودك

يتمنى ذلك أيضا ، كلا ، كلا من الأفضل ألا يعرف.

- لا شيء يا أمي ، أجاب بشرود ، لا شيء مهم.

على بعد أمتار منهما كانت ليلى تبتعد و هي تحاول أن تتمالك نفسها و تبطئ خطواتها حتى لا تجري ، حتى لا تهرب منه ، من تأثيره عليها ، من أفكارها الخائنة.
حين وصلت أخيرا إلى الباب لم تستطع ألا تلتفت إلى الخلف ، نظرت ببطء من فوق كتفها فوجدته لم يغادرها بنظراته ، للحظات تعلقت عيناها بعينيه في نظرة غير مفهومة ثم خطت إلى الخارج .
في اللحظة التالية اختفي من أمامها لكن ذلك الشعور لم يختف مع اختفاء ملامحه ، شعور ممنوع مرغوب.
دفء غريب تسلل إلى قلبها و هي تتذكر نظراته و ما تعتقد أنها رأته في نظراته.
طوال طريق العودة لم تستطع أن تستمع إلى غليان شقيقتها بجوارها لأن عقلها كان يغلي بأفكاره الخاصة.
دخلت إلى غرفتها أخيرا و وقفت تلهث و هي تحدق إلى عينيها اللامعتين في المرآة ، ما الذي يحصل لها
و كأن قلبها في منتهى السعادة و الخوف
و كأنها تريد أن تضحك و تبكي في الوقت ذاته
وضعت يدها على قلبها المضطرب و هي تقول بهمس : لم نتفق على هذا ، أرجوك لا تفعل هذا بي ، أرجوك لا تفعل هذا بي.

……………….....


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-18, 10:55 PM   #43

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة احمد مشاهدة المشاركة
بالفعل دائما وابدا الصراع بين العقل والقلب
موفقه عزيزتي في طرحك موضوع من اهم المواضيع التي تحتاجها فتياتنا ونساءنا بما أننا الفئه التي تميل لقلبها في اتخاذ أي قرار ❤❤
الله المستعان
ربنا يبارك فيكي يا رب و شكرا على مرورك يا جميل


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-18, 10:57 PM   #44

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
ايوة كدة احسن عشان نفهم من الجزء الاول حصل ايه لماهر وليلى منتظرينك بشوق بس متطوليش علينا احنا منتظرين نعرف حيحصل ايه مع عصام وشاهي ..ودمتي كاتبة مبدعة دايما مع حبي لك
يا مرحب يا مرحب
ما تخافيش هخلص دي قوام و ارجع على طول للبنت شاهي ، نربيها شويه


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-18, 11:02 PM   #45

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يالله لا يمل حبيت كتير البارتات
ما تخيلت هذه بدايه ليلى وماهر ..
كان مشتت كتير ويحس بخيانه
صعب صح بس تصرف بنذاله مع ليلى وظلمها
يالله ولا خطر لي انه كاميليا كانت كمان بتدور على ابوها الحقيقي .. فعلا الناس اسرار ...
حلو انه نتعرف على قصتهم ...
بس ماهر مجنون فعلا ...
يعطيك العافيه نغم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ان البارتات لحد الآن نالت إعجابك
يا رب نستمر على كده
ماهر عصبي جدا و لسه ليلى هتشوف منه
بس المهم مين هيكسب في الآخر .
مشكوره على متابعتك يا قمر


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 01:04 AM   #46

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي

بمنتهى الفضول والمتعة قرأت الفصول كلها
أسلوبك رائع ومشوق جدا نغم
بداية غامضة لكاميليا ووفاة جرت وراها بحث وتمحيص وشك غير مبرر من زوجها المتعجرف الكريه
زوج لم يستطع التقرب من زوجته وهدم اسوار بينهما على الرغم من حب وسنوات زواج تخطت ال10 سنوات
ليه شك فيها من الاساس لا اعلم ...لكن كعادة ذوي السلطة والمال استغل نفوذه في أذية اخ ليلى المساعدة المقربة من زوجتة المتوفاة وكإنه بيعاقبها على تقربها من زوجته وفشله في ذلك
ليلى الفتة اللي كان سوء حظها وانعدام ضمير زوج مزيف وامه سبب في منحها لقب مطلقة وتعرضها للضغوط من جانب والدتها قبل ضغوط نظرة مجتمع عقيم سطحي
وبعد انكشاف سر كاميليا وعزة نفس ليلى يجد المغرور نفسه ينساق وبشدة نحو الاعجاب بليلى والاغرب هي كذلك رغم كراهيتها لغروره وبروده بل قسوته
يا ترى ممكن يفكر يتزوجها من اجل اسكات امه وتعلق ابنته مي بها ظاهريا ولارضاء نفسه المعجبه واقعيا ام ...
في شوق لمعرفة الآتي
سلمت يداك على السلاسة في الكتابة والغوص في الذات الانسانية للابطال


موني جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 12:34 PM   #47

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موني جابر مشاهدة المشاركة
بمنتهى الفضول والمتعة قرأت الفصول كلها
أسلوبك رائع ومشوق جدا نغم
بداية غامضة لكاميليا ووفاة جرت وراها بحث وتمحيص وشك غير مبرر من زوجها المتعجرف الكريه
زوج لم يستطع التقرب من زوجته وهدم اسوار بينهما على الرغم من حب وسنوات زواج تخطت ال10 سنوات
ليه شك فيها من الاساس لا اعلم ...لكن كعادة ذوي السلطة والمال استغل نفوذه في أذية اخ ليلى المساعدة المقربة من زوجتة المتوفاة وكإنه بيعاقبها على تقربها من زوجته وفشله في ذلك
ليلى الفتة اللي كان سوء حظها وانعدام ضمير زوج مزيف وامه سبب في منحها لقب مطلقة وتعرضها للضغوط من جانب والدتها قبل ضغوط نظرة مجتمع عقيم سطحي
وبعد انكشاف سر كاميليا وعزة نفس ليلى يجد المغرور نفسه ينساق وبشدة نحو الاعجاب بليلى والاغرب هي كذلك رغم كراهيتها لغروره وبروده بل قسوته
يا ترى ممكن يفكر يتزوجها من اجل اسكات امه وتعلق ابنته مي بها ظاهريا ولارضاء نفسه المعجبه واقعيا ام ...
في شوق لمعرفة الآتي
سلمت يداك على السلاسة في الكتابة والغوص في الذات الانسانية للابطال


لسلام عليكم و رحمة الله
رفييو جميل جدا و شرح الي فات و استبق بعض الأحداث الي جايه مما يدل على عقلية الكاتبه الي خلف الكلام
ماهر فعلا يشعر بالسخط لفشله في كسب زوجته الراحلة و ده هيعمل حاجز بينه و بين ليلى في المستقبل
مشكلته انه بيفكر بعقله جدا في كل حاجه حتى الأمور القلبيه .
الجمله دي أثارت استغرابي جدا " والاغرب هي كذلك رغم كراهيتها لغروره وبروده بل قسوته " عارفه ليه ؟ عشان أنا كاتباها هي هي لكن بصيغه تانيه في فصل من الفصول .
تسلمي يا قمر على شفافيتك و عمقك في التحليل


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 12:42 PM   #48

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل السابع





خرجت ليلى من مقر الجمعية و هي تكاد تركض ، تفقدت الوقت مرة أخرى بقلق ثم أشارت بسرعة إلى أول سيارة أجرة تراها .
أعطت السائق عنوان بيتهم و أعادت رأسها إلى الخلف تحاول الاسترخاء لكن أنَّى لها الراحة و أفكارها لا تتركها لحظة في سلام .
منذ خمسة أشهر لم يكن بالنسبة إليها أكثر من زوج صديقتها.
شيء لا يخصها و لن يخصها يوما ما ،
أبدا لم تفكر فيه كرجل .
كانت معجبة به بالطبع لكن كقيمة ليس كشخص.
كانت تراه رجلا لديه كل ما يدفعه ليعيش حياة العبث و المتعة الحرام.
لكنه بدل ذلك اختار بإرادته طريقا حاد عنه كثير ممن دونه في كل شيء : اختار الاعتماد على توفيق الله .
لا تعرف شيئا عن حياته قبل كاميليا و لكنه طوال زواجه كان مخلصا ، لم تكن له علاقات و عشيقات مثل الكثيرين غيره .
حتى أنه تخلى عن حلمه الرجولي بأن يكون له ابن ذكر من صلبه و اقتنع بقدر زوجته عندما فقدت رحمها و اعتبره قدره هو أيضا.
لكل هذا كانت تحترمه و جدا كذلك.
تصغي جيدا لأوامره التي كان يعطيها لها أحيانا بسرعة و تكون دائما في وضعية الاستعداد حالما يدخل عليهما هي و كاميليا.
ابتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستقيم في جلستها ما إن تسمع صوت خطواته .
خطوات واثقة منتظمة .
خطوات رجل يعرف ماذا يريد و يعلم تماما كيف يحصل عليه .
سمعتها مرارا حتى حفظتها و سكن وقعها في وعيها و لاوعيها .
خطوات حية توقظها فور أن تسمعها
حتى حين كانت تكاد تكون نصف نائمة و هي تخط بيدها الناعسة إحدى تلك الرسائل العملية بصيغها المؤدبة ، الجامدة
نرجو من جنابكم ، ننتظر من سيادتكم ، تقبلوا فائق احترامنا
كلمات جافة خالية من المعني و الحياة على عكس خطواته هو
على عكس كل شيء فيه.
بعد وفاة كاميليا إضافة إلى الاحترام أصبحت تشعر نحوه بالتعاطف .
ليس لأنه بدا أنه يستحق تعاطفها معه في ذلك الوقت
لكن لأنها هكذا كانت ستشعر نحو أي رجل فقد المرأة التي أحبها خاصة إذا كانت امرأة بمواصفات كاميليا.
فيما بعد بدأت مشاعرها تختلط نحوه ، بدأت تشعر نحوه بكثير من الضيق.
و بدأ قلبها يضيق بكل هذا الضيق.
استطاعت بعينيها الأنثويتين أن ترى الألم المختفي خلف نظراته الباردة و أن ترى المرارة خلف غضبه الذي ينفثه في وجهها.
أرادت بشدة أن تكرهه ، أن تنفر منه على الأقل و لكن منذ متى يستمع القلب إلى نداء العقل.
حين تسبب في فصل أخيها من عمله شعرت بما لا يقبل الشك أنها كرهته.
لذلك قابلته بقلب مبغض ، بعقل يحتقره و يحتقر أساليبه الرخيصة ،
يحتقر تكبره الذي يسمح له بامتهان خلق الله و تسخيرهم من أجل أن ينفذوا له طلباته .
لكن كل ذلك تبخر عندما رأت نظرة الحزن في عينيه و هو يتأمل صورة كاميليا .
و حتى فيما بعد حين تركته وراءها و لاذت ببيتها و عادت إلى أحضان عائلتها لم تستطع أن تنساه.
أرادت بشدة أن تكون ذكراه في عقلها مقترنة ببروده و حقارة أساليبه حتى تلفظه من تفكيرها.
لكن قلبها خانها ، قلبها أبى و أغدق عليه الأعذار بكل كرم.
و رغما عنها وجدت أنها نسيت صراخه في وجهها لتتذكر بدل ذلك احترامه لدموعها.
نسيت بروده و تعاليه لتتذكر لباقته و هو يفتح لها الباب عند ركوبها ثم عند نزولها من سيارته.
و الآن تجد نفسها ممزقة تماما و تشعر أنها أخطأت التصرف في مرحلة ما .
هل كان يجب أن تصارحه بالحقيقة منذ البداية ؟
كلا ، لم تكن لتسامح نفسها أبدا .
الآن على الأقل ، ضميرها مرتاح من تلك الناحية .
من ناحية أخرى ...
تنهدت بيأس و هي تمد يدها إلى الرجل تدفع له أجرته و تترجل خارج العربة تتوجه إلى بيتهم و هي تكاد تجر نفسها تعبا .
ازدادت تعاستها و أمها تستقبلها كما يستقبلون العائدين من المنفى قبل أن تقول لها ببرود ليس من طبعها :
- أتعرفين من اتصل بي هذا اليوم يا ليلى ؟
- أعطني هاتفك و حينها سأعرف ، ردت بملل .
لم تعلق أمها بشيء و هذا يعني أن الموضوع خطير بالفعل ، على الأقل من وجهة نظر أمها.
جلست ليلى باستسلام و هي تضع يدها على خدها في وضعية الاستعداد للحديث الذي لن يكون ظريفا بالتأكيد.
- اتصلت بي أم وليد
- لكني أخبرتك....
- اش ، اخرسي ، قاطعتها أمها و برودها يبدأ بالاختفاء

اخرسي ! كلمة ظنت أنها نسيت حروفها ،
ظنت و هي في الثامنة و العشرين من عمرها أنها كبرت عليها لكنها رغم ذلك خرست و هي تستمع بعينين متسعتين.
- اتصلت بي تخبرني أن إحدى معارفها رأت رجلا يبدو عليه الثراء ينزلك من سيارته
- أنا لم ، أنا..........

أرادت أن تنفي ، أن تكذب ، لكن شحوب وجهها قال كل شيء.
- من كان الرجل يا ليلى ؟
- زميلي في العمل يا ماما ، أجابت و هي تحني رأسها
- و منذ متى تركبين سيارة رجل غريب يا ليلى ؟
- أنا لم أفعل ذلك أبدا من قبل ، كنت متعبة و شعرت بدوار و هو عرض أن يوصلني فوافقت هذا كل ما في الأمر
- هناك سيارات أجرة جعلت لهذه المواقف يا ليلى

رفعت عينيها إلى وجه أمها و هي تقول باستعطاف :
- أمي أرجوك لا تكبري الموضوع ، أنا أخطأت لا أنكر و لكن..

للمرة الثانية تقاطعها :
- الموضوع كبير فعلا يا ليلى ، لو كان أحد غيرها عرف لكنت لُمتك قليلا و ينتهي الأمر عند هذا الحد

أضافت و هي تهز رأسها بأسى :
- لكن قلة بختك ليس لها مثيل يا ابنتي
المرأة تقول أنه أوصلك إلى عملك في الصباح و تلمح إلى أشياء أخرى
- و أنت تعرفين أن كلامها محض افتراء يا ماما
ما ذنبي أنا إن كان تفكيرها ملوثا إلى هذه الدرجة.

صمتت قليلا ثم قالت و هي تعيد شعرها إلى الخلف :
- ماما أرجوك لا تخبري أبي


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 12:53 PM   #49

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد ساعة كانت في غرفة السفرة تضع آخر اللمسات على طاولة الطعام حين :
- ليلعععع ،

ارتفع صوت والدها ما إن أقفل الباب وراءه و ارتفعت معه نبضات قلبها في إيقاع مجنون.
حرف العين ذاك في آخر اسمها لا يبشر بخير ، هل يمكن أن تكون والدتها غيرت رأيها و أخبرته.
وعدتها أنها لن تقول شيئا لكنها على ما يبدو لم تقدر على وأد الموضوع ، فكرت ليلى وهي تسمع " ليلع " تدوي من جديد.

أقفلت آخر زر في ثوبها بأصابع مرتعشة ثم دخلت عليه إلى حيث ينتظرها في غرفة الضيوف .
- أغلقي الباب ، أمرها و صوته يلسعها

نفذت أمره بسرعة و عادت لتقف و هي تحافظ على مسافة أمان بينها و بينه
بإشارة من يده قال :
- اقتربي

استر يا رب ، رددت في سرها و هي تقترب.
- أخبريني يا ليلى هل حرمتك في حياتي من أي شيء ، هل قصرت يوما في حقك ؟

هزت رأسها نافية و لكنه لم يكن يسأل لترد عليه ، كان يسأل ليثبت وجهة نظر.

- دراسة و درست ، خروج و خرجت ، عمل و عملت ؟ ما الذي تريدينه أكثر من هذا
- لا شيء يا…
- اخرسي أنا لم أكمل

توقف قليلا ثم قال بهدوء :
- أتعرفين من اتصل بي اليوم يا ليلى ؟

ظلت محتفظة بصمتها فصاح
- تكلمي ، هل تعرفين من اتصل بي اليوم ؟
- نعم ، أخبرتني أمي أن تلك المرأة ..
- بالضبط أم ذلك الرجل اتصلت بي أنا ، هل رأيت إلى أين أوصلتني يا ليلى ؟
- إنها كاذبة يا أبي ، كاذبة .....

دوت الصفعة على خدها
و انثنى رأسها رغما عنها
أغمضت عينيها بعنف تمنع دموعا غادرة ستفتح طريقها لدموع أخرى كثيرة غيرها ،
دموعا لن تكفيها سنوات عمرها لتفرغها.

- هل تعلمين لماذا صفعتك يا ليلى ؟

هزت رأسها نافية و يدها الباردة لا تزال على خدها تحاول أن تطفئ لهيب الألم.
- لأنك أنت الكاذبة ، أنا أعرفك عندما تكذبين و المرأة لا تكذب عادة إلا حين تكون وراءها مصيبة سوداء.

دون أن ترفع عينيها قالت و هي تشعر بقلبها يموت بداخلها :
- لو كان أخي هو من في نفس موقفي الآن ، هل كنت لتصفعه كما صفعتني الآن ، هل كنت لتحكم عليه دون سماعه ؟
كان الاحمرار قد لون كامل وجهه و امتد ليشمل كل رقبته و هو يجيبها بصوت أجش :
- أنا لا أحكم عليك يا ابنتي ، أنا الذي ربيتك و أنا أعرف أنك لن تفعلي شيئا يمرغ رأسي في التراب

لماذا إذن يا أبي ، سألته عيناها دون أن تنطق ، لماذا؟

- صفعتك يا ليلى لأني أكره أن أراك تضيعين في لحظة ما جاهدت سنوات لحفظه : سمعتك و سيرتك بين الناس
صفعتك لأني لا أؤمن بمعاقبة المرأة بعد أن تخطئ

صمت قليلا و هو يجاهد لالتقاط أنفاسه ثم قال بهدوء :
- هل تعلمين ما هي مشكلتك يا ليلى ؟ مشكلتك أنك تستمعين كثيرا إلى أولئك النسوة
- أنا لا أستمع لأحد يا بابا
- دعيني أكمل يا ليلى ، كلكن تستمعن إليهن ، أولئك النسوة اللاتي نراهن يقفزن علينا من كل الشاشات ، نسمع نباحهن في الراديو ، أستغفر الله العظيم من شكلهن الذي يعلم العفة و يقلن لكن المرأة مثل الرجل ، المرأة يجب أن لا تخضع يجب أن تقاوم ،
تقاوم ماذا ؟ تقاوم الحياء ، تقاوم الأخلاق و التربية ، نعم هذا ما يردن أن يقنعنكن به
يقلن أن المرأة مثل الرجل و أنا أقول لو شاء الله أن يجعل المرأة كالرجل لخلقها رجلا
- هل خلقها الله امرأة لتعيش أدنى
- أستغفر الله العظيم يا ابنتي ، أستغفر الله
أنت تعتقدين مثلهن أني مريض ، أني معقد

نعم أنا مريض يا ابنتي ، مريض بخوفي عليكن
أنا معقد لأني أريدك أن تعيشي كما عاشت أمي ، كما عاشت أختي و كما تعيش أمك الآن
عزيزة مكرّمة
هل هذا عيب ، هل هذا ما يسميه جيلك تخلفا ؟

كانت تهز رأسها نافية و دموعها تخنق حروفها.

- هل تعلمين ما أنا مستعد لفعله من أجلك يا ابنتي
أنا مستعد أن أقطع ألسنة جميع الناس من أجل ألا تقال في حقك كلمة واحدة

كان يقطع الغرفة جيئة و ذهابا ، يدوس بقوة على السجادة كأنه ينفث غضبه فيها :
- نعم أنا لا أعاملك مثل أخيك ، نعم أفرق بينك و بينه
لكن ليس لأني أحبه أكثر منك ،
ليس لأنه أغلى عندي منك يا ابنتي
بل لأني أخاف عليك أكثر منه

توقف أخيرا و هو يواجهها و يقول :
- لأن أخاك لو أخطأ في حق بنت الناس أجبره أن يصلح خطأه و إلا أتبرأ منه إلى يوم الدين
و لكن ابنتي أنا إذا أخطأت هل أستطيع أن أجبر ابن الناس أن يصلح خطأه ، هل أستطيع أن أجبره أن لا يكسرها و أن لا يكسر خاطرها.
- لكني لم أخطئ يا أبي ،لم أخطئ و لن أخطئ إن شاء الله

أضافت و قبضتها تتوسط صدرها :
- و أنا لست مجروحة من صفعتك أبي أنا مجروحة لأن قلبك طاوعك على أن تشك بي

صمت و طال صمته ثم قال بصوت خافت :
- أنا أصدقك يا ابنتي و لكن الناس يا ليلى ، الناس

ثم خرج و انحناءة تقوس كتفيه ،
كم تكره أن تراه مهزوما خاصة و هي السبب.
جلست بتعاسة وهي تسند جبينها على ذراعها تسمح أخيرا لطوفان دموعها بكسر جميع حواجز شجاعتها الزائفة.


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-18, 01:06 PM   #50

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد يوم ، كان ماهر يتململ في جلسته غير المريحة و هو يستمع في غير تصديق إلى الرجل الذي يواجهه.
كان اليوم غير مريحا ككل ، من مقابلات رسمية ثقيلة مع شخصيات يبغضها إلى جرعة الإحباط اليومية التي يتناولها و هو يشاهد أخبار المنطقة و أخيرا يتلقى مكالمة من والد تلك الفتاة يطلب فيها مقابلته لمناقشة أمر خاص جدا كما قال له.
سعل قليلا يسرح صوته ثم قال ببطء :
- أستاذ مصطفى هل أفهم من كلامك أنك تريدني أن أتزوج من ابنتك لأني أوصلتها إلى مقر عملها؟

حقا ، في أي عصر يعيش الرجل ؟ هناك أناس في عصرنا هذا يا حاج يلدون عشرة أطفال مع بعض و لا يتزوجون .

- أوصلتها من أين ؟ جاءه السؤال

بهت ماهر لعدة ثوان قبل أن يتمالك نفسه أخيرا و يجيب بهدوء :
- أنا لا أعلم ما الذي أخبرتك ابنتك به بالضبط و لكن

توقف ينظر إليه بتوتر.
- تلك هي المشكلة يا أستاذ ماهر : ابنتي لم تخبرني بأي شيء ، ابنتي لم تقل لي أصلا أن حضرتك من أوصلها
- إذن كيف
- السيدة والدتك هي من اتصلت و أخبرتني
- أمي أنا ، قال رافعا حاجبيه بعدم تصديق
- بالضبط ، حضرتها اتصلت بي و قالت لي بالحرف أنك التقيت بابنتي عشرة مرات على الأقل و أن هذا عيب و أن الناس بدأت تتكلم عن ابنتي
- امم ، امم

نظر إلى الأسفل للحظات طويلة و هو يُصِرّ على أسنانه ثم قال بتوتر :
- اسمعني أستاذ مصطفى أولا لم نلتق سوى خمس مرات ، كلا أربع مرات في الواقع و كل ما فعلناه هو أننا تحدثنا في بعض الأعمال
ساد صمت ثقيل قطعه الرجل الأكبر سنا و هو يتمتم و يهز رأسه دون النظر إليه :
- بعض الأعمال هكذا كان الأمر .
- نعم هكذا كان الأمر، أكّد و هو يتململ في جلسته.
- أنا آسف إذن أني أضعت وقتك بلا فائدة

قام ماهر واقفا و هو يمدّ يده لمصافحة الرجل الآخر.
- تشرفت بمعرفتك أستاذ مصطفى.

و لكن الإجابة المألوفة لم تأت ، لا هي و لا غيرها ، بدل ذلك هزّ الرجل رأسه و أعاد يده الجامدة بسرعة إلى جانبه و جلس ينتظر انصرافه في صمت.
.
..

وصل إلى بيته و هو يشعر أنه لأول مرة في حياته يُطرد من مكان.
و كل ذلك بسبب امرأة.
امرأتان بل ثلاث في الواقع : زوجته ، أمه و تلك الفتاة
النساء ، كل المشاكل تأتي من تحت رؤوسهن.
لا يزال يشعر بالغيظ يلتهم جميع خلاياه و هو يتذكر الاحتقار الذي رآه في نظرات ذلك الرجل.
لأول مرة في حياته يشعر بقلة القيمة.

فك رباط عنقه بتشنج ثم وضع رأسه تحت الحنفية و فتح الماء البارد ،
لدقائق ظل يحاول أن يهدأ أنفاسه و أعصابه .
فلا يوجد أحد يستطيع أن ينفث حمم غضبه عليه.
هل سيصرخ في كاميليا و هي ميتة.
هل يستطيع أن يصرخ على أمه.

أخيرا وقف و نفض خصلات شعره المبللة ، جلس على فراشه ثم ضغط زر الاتصال و مكبر الصوت.
جاءه صوتها بعد بقليل :
- ماهر حبيبي كيف حالك ؟

زفت ، أراد أن يقول لها ، و كله بسببك يا أمي لكنه تمالك نفسه و قال ببرود :
- أمي لماذا اتصلت بوالد ليلى ؟
- ليلى من ؟ آه ليلى تلك ، وما المانع أن أتصل به ، ما المانع أن أمنع مصيبة
- أي مصيبة يا أمي
- المصائب التي تحصل عادة في هذه المواقف

أستغفر الله العظيم رددها في سرّه عدة مرات حتى لا ينفجر ، الماء البارد لوحده لا ينفع في هذه المواقف ، كان عليه كذلك أن يستأصل القلب و المرارة قبل أن يبدأ في هذا النقاش :
- أمي من فضلك ، لا يحق لك أن تتكلمي هكذا على بنات الناس

ببرود قاتل ردت عليه :
- بنات الناس يا حبيبي لا يختلين برجل في غرفة مغلقة ، خاصة إذا كان هذا الرجل أرملا
بنت الناس يا حبيبي لا تركب سيارة بفردها مع رجل لا يحل لها و تغادر معه الله وحده يعلم إلى أين
- أمي ، قال محذرا ، أنت هكذا لا تخطئين في حقها فقط
- بني أنت رجل فقدت زوجتك حديثا و في موقف يجعلك عرضة لمثل هذه الأمور ، تأكد أني لا ألومك ، اللوم كل اللوم يقع عليها هي
- أمي أنا لن أسألك عمن أخبرك عن كل هذا الهراء لأني سأعرفه و لن أرحمه و لكني أؤكد لك بنفسي أن كل ما فعلناه هو أننا تناقشنا في بعض الأشياء التي تخص عملها مع كاميليا
- آسفة بني لكني لا أستطيع تصديقك ، بعيني هاتين رأيتك كيف تنظر إليها و كيف تنظر هي إليك

كوّر قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله و جاهد كي يحافظ على نفس درجة صوته :
- أمي أريدك أن تتصلي بالرجل و تعتذري منه
- أنا ؟ ثريّا ؟ أعتذر من والد تلك الفتاة التي لا يُعرف لها أصل من فصل
- أمي أنت تسببت لها بمشاكل هي في غنى عنها

قاطعته بتشفّ :
- أحسن ، هذا ما أردته بالضبط ، أن تخرب عليها و على دماغها
و بدل أن تطلب مني أن أعتذر من والدها اطلب منه هو أن يربي ابنته

قال و هو يخرج الكلمات من فمه ببطء شديد :
- إذن أنت لن تعتذري منه
- انسَ
- إلى اللقاء يا أمي

ما سيفعله سيكون درسا لأمه ، درسا لا ينسى .

يعرف أنه سيندم جدا عليه و لكنه سيفعله رغم هذا.
ضغط زر الاتصال و هو يعرف أنه سوف يندم ،
- أهلا أستاذ مصطفى ، كيف حالك
استمع في صمت ثم قال و هو يعرف أنه سوف يندم :
- متى يناسبك أن يُعقد القران ؟


…………………
تمَّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.