آخر 10 مشاركات
146 - الساحرة الصغيرة - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          145 - الرجل الذى حطم احلامى - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          138 - سمكة فوق الشجرة - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          137 - الحب الكبير - روايات الحان (اعادة تنزيل ) ** (الكاتـب : OnLyG!Rl - )           »          135 - لا تكذبي - روايات ألحان** ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          132- دروس في طرق الإغراء -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-18, 10:14 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




السلام عليكم
الحلقه السابعه "الجزء الثاني "
........(عدوي بين ثنايا قلبي )..........
في صباح يوم جديد يأتي معه بالجديد من الأحداث ، كانت تتحدث في الهاتف مع شخص ما توصيه قائلة :
- تاخدهم على الشقه ده هناك ، ولو حصلهم حاجه انت المسؤل قدامي ، مش عاوزه جنس مخلوق يعرفلهم طريق
الرجل بطاعه وهو يقود السياره ناظرا للطريق ويسك الهاتف بيد أخرى :
- تمام سيادتك ، أنا فاضلي حوالي عشر دقايق واوصل للشقه
إيلين بجديه:
- طب كويس ، اديني البنت أكلمها
أبعد الرجل الهاتف عن أذنه ونظر بالمرآه ليتحدث مع من تقبعان بالخلف قائلا :
- الهانم عاوزه تتكلم مع واحده فيكم
مدت ريهام يدها لتلتقط منه الهاتف قائلة :
- هاته
أخذت منه ريهام الهاتف ووضعته على أذنها قائلة :
- أيوه
ايلين بابتسامه واسعه وخفوت :
- ازيك يا ريهام وعاملين إيه دلوقتي ؟
ريهام بتنهيده :
- كويسين
ايلين وهي ترتدي سترتها لتستعد للرحيل لركوب الطائره التي ستقلهم لروسيا :
- طب كويس أنا دلوقتي هسافر وكلها يومين وتطلع نتيجة التحاليل ونتاكد ، ومتخافيش تقدري تمارسي حياتك بشكل عادي محدش يعرف حاجه ، بس ياريت متعمليش حاجه تاني زي اللي بتعمليه ده عشان ده كله خطر عليكي
ريهام بتساؤل :
- طب انتو هتعملوا ايه في الفايلات ده ؟ ده فيها بلاوي زرقه وانا مش هستحمل أسكت عن حاجه زي ده حتى ولو كانت اختي مشتركه فيها
تنهدت ايلين بعمق وقالت :
- ممكن ولو لمره تثقي فيا قولتلك الوقت اللازم أنا بنفسي هاروح اسلم الفايلات ده بس مش هقدر دلوقتي عشان لازم ترجع لصاحبها ، عشان لو شك بيا لحظه أنا كل خططي هتضيع وتدمر فهمتيني دلوقتي
ريهام باقتضاب :
- ماشي ، ثم أنكست رأسها وصمتت قليلا ثم رفعت رأسها وهي تنظر من النافذه قائلة :
- خدي ...خدي بالك من نفسك
ابتسمت ايلين بارتياح شديد قائلة :
- متخافيش اطمني
أومأت ريهام برأسها قائلة بإيجاز :
- ماشي مع السلامه
ايلين بحزن قليلا :
- مع السلامه ، صحيح قبل ماقفل هبعتلك رقم جديد ليا سجليه عشان كل يوم هاتصل عشان أطمن عليكي ماشي
ريهام بابتسامه صغيره :
-ماشي
.................................................. ............
بعد أن وصلت الفتاتين للشقه الجديده وضعت كلا منهما الحقائب دون أن يفتحاها واتجهت كلا منهما للعمل مباشرة فلا يمكن ليارا ان تغيب ليوم حتى لا يتطاول عليها ذلك البأف يكفيها ما فيه ، وريهام غابت يوم أيضا ولا تستطيع أن تتكاسل من أول أسبوع لها ، ذهبت ريهام لمقر الشركه بالقاهره ، وصل بها التاكس أمام المبنى نزلت منه وعينيها معلقة بالمبنى امامها فاغرة فاها باعجاب من حجم المبنى اتجهت كالمنومه لمدخل الشركه ، سألت في الإستقبال عن مقر المحاسبه فأرشدتها الموظفه له ، اتجهت بخطاها للمقر الذي ستعمل به وقابلت المسؤل عنه وتعرفت على مكان عملها ، أحبت هي العمل بشده من أول يوم لها وسعدت لأنها أخيرا استطاعت أن تلتحق بوظيفه كهذه ويمكن القول بأن قلبها أيضا لاينكر سعادته من رؤية أختها وعلمها بأنها لازالت على قيد الحياه ، تمنت أن تبتعد عن تلك المافيا أن تبتعد عن هذه الجرائم التي تؤذي البشريه ، تنهدت بحراره وهي تجلس على المكتب الخاص بها وأخذت تدعوا عل الله يريح قلبها ويحدث أمرا
.................................................. .............
في المشفي وصلت هي مبكرا اليوم صعدت للمكتب حاملة قهوته وهي تسير بالممر لتصل لحجرته وقفت أمامها وهي تبتسم بخبث استعدادا للمواجهه ، طرقت الباب فلم يجيب اقامت بطرقه مره أخرى ولم يصلها أي رد ، فتحت الباب ببطئ وأشرأبت بعنقها لتنظر للداخل ودارت بعينيها ولم تجده اتسعت ابتسامتها أكثر لإحتمالية نجاح خطتها بشكل أكبر ، دلفت وأغلقت الباب خلفها ووضعت القهوه على المكتب ثم ركضت الى حيث يتواجد البالطو الخاص بالعمل معلقا أمسكته وقاما بإخراج علبه صغيره من جيبها ثم قامت بفتحها وقربتها من البالطو واخت تفرغ محتواها الذي كان مسحوقا أبيضا على جميع أجزاء البالطو وهي تضحك قائلة :
- استعد للجرب يا ابن رأفت نيهاهاهاها
وبعد أن إنتهت وضعته بمكانه مره أخرى وهمت مسرعة للخروج من الغرفه ولكن أوقفها دخوله من الباب شهقت شهقه صغيره ولكن لم تخرج منها وحاولت أن تخفي إرتباكها أمامه ، أما هو بمجرد أن رآها تأفف بصوت مسموع قائلا :
- إصطبحنا بالخلقه العكره ، أستغفر الله العظيم
أبدت هي بملامح وجهها علامات الامتعاض وهي تقلد حركات وجهه المشمئزه خلفه فقالت :
- صباح الخير يادكتور
ياسين بتهكم وهو يضع مفاتيح سيارته عالمكتب قائلا :
- خير ؟ وهيجي منين ياختي مش شوفتك عالصبح خلاص يبقى اليوم كله قفل معايا
يارا بعصبيه محاولة التحكم بها قائلة وهي تشوح بيدها قليلا :
- ليه ياخويا شايفني إيه قدامك ؟
ياسين باستهزاء وهو يلوي جانب فمه :
- بومه ياختي !
يارا وقد شهقت عاليا قائلة :
- بومه !! أنا بومه ، ثم تكورت يدها وهي تحدث نفسها بخفوت من بين أسنانها :
- تصدق حلال فيك اللي بعمله ، اشرب يامعلم ، يومك مطين !
ذهب هو والتقط البالطو بيده ولبسه امام نظراتها الخبيثه ثم مالبث أن قال باستهزاء وهو يخرج حاملا إحدى الملفات بيده :
- يلا ياختي انجري قدامي عشان يومنا مش معدي مانا شوفت خلقتك
يارا وقد زمت شفتيها كالاطفال وذهبت خلفه لتادية عملهم
.................................................. ...........
في مقر الشرطه ، مر عدي على عبدالرحمن لكي يقله معه ولكنه وجده قد غادر ولم ينتظره ،تافف بضيق واتجه للعمل ، دخل مكتبه وجده يجلس يطالع ملفا امامه اتجه للكرسي المقابل له وجلس عليه ثم نظر له قليلا لم يرفع عبدالرحمن عينيه له ، نفخ عدي بضيق ومد يده وأمسك بالملف الذي أمامه ورماه قائلا :
- مانت هتبصلي وتتكلم معايا كمان غصب عنك
لم ينظر له عبدالرحمن وهم بالوقوف لينصرف اوقفه عدي وهو يقبض على ذراعه قائلا بضيق قليلا :
- خلاص بقى ياجدع ، إنت عارف إنه مكانش قصدي وأنا كنت متعصب وطلع مني الكلمتين دول بالغصب
عبدالرحن وقد نظر له بغضب :
- بعد كده ابقى فكر في كلامك قبل ماترميه زي الدبش عالخلق كده
ابتسم عدي قائلا بلهفه :
- يعني خلاص صافي يالبن ؟
عبدالرحمن بابتسامه قائلا :
- حليب ياقشطه
عدي بمرح :
- ايوه كده ياجدع ، ده انا كنت حامل همك ده زي العمى
عبدالرحمن بابتسامه قائلا :
- خلاص ياسيدي ، ارمي حمولك على الله ويلا عشان نشوف شغلنا
عدي وهو يلف ليجلس عالكرسي :
- ماشي بس الموضوع اللي كلمتني فيه ده انا مش ناسيه وهنبقى نتكلم وقت تاني
اوما عبدالرحمن براسه مع إبتسامه صغيره وهو يجلس عالكرسي امام صديقه ليتابعا عملهما
.................................................. ......................
كان يقف وهو يدون بعض الملاحظات في الممر وهي تقف بجواره تنظر له وتدعو ان يبدا مفعول البودره ، فجاه بدات يديه تتحرك تلقائيا لتحك اجزاء بجسده ، كانت يداه تتحرك من على وجهه لرقبته ثم مرورا بيديه وفجأه هتفت يارا بصدمه مصطنعه وهي تضع يديها على فمها :
- عااااا !! ايه ده يا دكتور ياسين ؟
انتفض هو مكانه ونظر لها قائلا بجزع :
- ايه في ايه ؟؟بتصوتي ليه يابت ؟
يارا وهي تشير على وجهه قائلة :
- وشك ماله في ايه ؟
ياسين وهو يحك جسده ونظر لمرآة صغيره كانت بجانبه اتسعت عينيه بشده مما رآى وصرخ بصوته ، فقد كان وجهه كله بقع حمراء كبيره وتملا وجهه كاملا ، التفت لها قائلا :
- ينهار اسود ايه اللي في وشي ده ، حانت منه التفاته ليده وجدها كما هو وجهه فصرخ قائلا :
- ينهار اسود وايدي كمان
كانت هي تكتم ضحكاتها بصعوبه شديده فقالت له :
- هو حضرتك بتهرش كتير كده ليه
ياسين وهو يحك اجزاء جسده بقوه قائلا وهو ينظر لها :
- مش عارف ...ااه انا جسمي ملهلب أعمل ايه ؟
يارا بشهقه مصطنعه وهي تعض على شفتها السفلى :
- هييه !! لأحسن ! لا لا لا مش ممكن ده
ياسين وهو يحك يده بقوه ثم وجهه :
- هو ايه ده اللي مش ممكن ؟
يارا ببراءه مصطنعه :
- يعني حضرتك يكون ...يكون ده جرب ولا حاجه ؟
ياسين وقد جحظت عينيه وهتف قائلا :
- ايييه !! جرب !! ، ثم مالبث أن صرخ وهو يركض بسرعه شديده لخارج المشفى :
- ينهار اسود !!
ركضت خلفه بسرعه وهي تضحك بتشفي بصوت خافض خرجت خلفه وجدت ركض مسرعا وقفز في بركة مياه بالحديقه الخاصه بالمشفى وقام بنزع ملابسه العليا ، نظر امامه وجدها تقف صرخ بها قائلا :
- الحقيني بدكتور للجرب بسرعه
.................................................. ...............
بعد انقضاء اليوم باكمله في الشقه الجديده التي تتواجد بها ريهام دخلت يارا وهي تضحك بشده على ماحدث ، نظرت لها ريهام باستغراب التي كانت تضع الطعام ، اتجهت يارا الى احد الأرائك ورمت نفسها عليها ثم اخذت تضحك بشده عاليا اتجهت لها ريهام وجلست بجانبها تسألها :
- ايه اللي حصل ومخليكي فطسانه من الضحك كده ؟
يارا من بين ضحكاتها :
- اصل اخيرا اخدت حقي منه ، ولو فكر يعمل حاجه تاني هاعمل معاه اكتر من كده
ريهام وهي تعقد بين حاجبيها :
- انا مش فاهمه حاجه فهميني !
اعتدلت يارا لتواجهها ثم بدأت تحكي كل مامرت به منذ ان التقت بياسين الى ماحدث اليوم ، كانت ريهام تضحك بشده على ما تقصه عليها يارا ثم قالت بعد ان هدات قليلا :
- بس إنتي يا يارا زودتيها حبتين النهارده ، افرضي كانت البودره ده عملت فيه حاجه ، كانت النتيجه هتكون ايه بقى ؟
يارا بتهكم :
- وهو ده بيحوء فيه حاجه ماهو بقى زي البومب هناك اهو
ريهام بعتاب :
- برده انتي غلطتي ، ويلا فكنا بقى يلا نقوم ناكل انا جعت
مرت الأيام تتبعها الشهور وكلا منشغل في حياته وعمله ، كان مراد يقضي يومه بالعمل الشاق ولكن عقله لم يغفل قط عن هدفه ، منذ أن سافرت ايلين لروسيا لم تقطع اتصالاتها باختها ابدا وكانت دائما على تواصل معها وذلك بعد أن تإكدت بالفعل انها أختها كان قلبها سعيدا بهذا الخبر حينما ابلغها به الطبيب واخبرت به أختها ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عن مهاتفتها ، بل زاد توطد العلاقه بينهم كثيرا وكلما كانت ايلين تأتي لمصر كانت تزور اختها في الخفاء ،كانت ريهام سعيده كثيرا بهذا العمل واندمجت في عملها مع رفيقاتها ، أما يارا فلم تتوقف عن مقالبها وكذلك ياسين الذي لم ولن يخضع لها أبدا
.................................................
بعد مرور ستة أشهر
يصدع رنين الهاتف بالمكتب الذي تعمل به التقطته من على المكتب ورأت اسمها يعتلي الشاشه فابتسمت بسعاده وهي تجيب :
- اخيرا اتصلت بقالك يومين مش بتسألي
ايلين بابتسامه وهي تقف بشرفتها تتطلع للحديقه الساحره امامها :
- معلش غصب عني أصل كان فيه شوية مشاكل كده
ريهام بتأفف وضيق :
- ايلين انتي مش هتخلصي بقى من اللي بتعمليه ده أنا معنتش قادره استحمل اشوفك بتشتغلي مع الناس دول وساكته عنهم وهما بيأذوا العالم
ايلين بتنهيده :
- مش عارفه ياريهام كل ما قول خلاص هانت واكون بيني وبين هدفي حاجه بسيطه ، اتفاجا وألاقي نفسي رجعت ميت خطوه ، مش عارفه بس مش هاستسلم ابدا ، عالعموم فكك من الكلام ده دلوقتي ، المهم أنا كنت بتصل بيكي عاوزه أقولك انه اليومين دول تقعدي في البيت ماتخرجيش منه ، عشان احنا نازلين مصر
ريهام وهي تعقد بين حاجبيها :
- نازلين مصر امته ؟ واقعد في البيت تاني ازاي ؟
ايلين بنفاذ صبر :
- نازلين كمان يومين بالظبط وهنقعد حوالي 3 أيام هناك عشان في عمليه لازم تتعمل ، وبعدين ياريهام ماتاخدي اجازه عادي يعني ، أنا مش عاوزه حد يشوفك ولو بالصدفه
ريهام وهي تلعب بالقلم الذي بيدها :
- المشكله مش في كده المشكله في المدير بتاعنا ، شديد صعب وبيكره اللي بيتكاسل في شغله ، ثم انتبهت لشئ ما ، بصي انا كده كده فاضلي يومين كده واناقش الرساله بتاعة الماجستير بتاعتي ، هقوله اني عاوزاها عشان أجهز نفسي ليها
ايلين بابتسامه :
- تمام ماشي ، ومبروك ياحبيبتي كان نفسي أكون معاكي بس اعمل إيه بقى ؟
ريهام بابتسامه :
- الله يبارك فيكي ، يلا اقفل بقى عشان اكتبها وألحق اخليه يمضي عليها بس ادعيلي يوافق
ايلين بطمأنينه :
- هيوافق ان شاءلله ، يلا مع السلامه
...............................................
أغلقت ريهام معها الهاتف ثم أخرجت ورقة وكتبت بها طلب الإستقاله ثم أخذته ونهضت متجهة به الى خارج الغرفه لتصل للمصعد فتضغط على الزر الخاص به يصل المصعد اليها ثم يفتح بابه فتدلف هيا للمصعد وتقف به أغلق الباب ثم رفعت يدها لترى الوقت ، ولم تلاحظ تلك العينين اللتان تحدقان بها كالأبله ، كان يحدق بغباء بتلك الحوريه ذات الشعر الكستنائي والملامح الصغيره وتلك النظاره الطبيه التي أعطتها جاذبيه زائده ، عدي محدثا نفسه بخفوت وهو محدقا بها :
- انا مت ..صح انا مت !!
اقترب منها كالمغيب ثم مد إصبعه السبابه ليطرق به بخفه على كتفها قائلا :
- لو سمحتي
نظرت له ريهام قائلة ببراءه وهي ترفع النظاره قليلا على عينيها بسباتها :
- افندم اي خدمه ؟
هم ليتكلم ولكن حينما رأى تلك العيون العسليه هتف قائلا :
- عسليه !! عسليه يا عفاف !
ريهام ببراءه وهي ترفع حاجبيها قائلة :
- مين ؟
عدي وهو على حاله :
- هو ..هو حضرتك انسيه يعني زينا ولا بسم الله الرحمن الرحيم ؟
وصل المصعد لوجهته فالتفتت ريهام وهي ترمق عدي باستغراب وهي خارجة من المصعد متجهة لمكتب مراد ، خرج هو ورائها كالمغناطيس أينما تتجه يتجه ورائها ، وصلت لغرفة السكرتيره ثم وقفت مخاطبة وهي تقول :
- ازيك يا آيه ، بشمهندس مراد جوه ؟
رفعت لها آيه رأسها وابتسمت ببشاشه قائلة :
- الحمدلله ياريهام ، اه مراد بيه جوه استني أبلغه !
اومات لها ريهام برأسها وبعد ثواني قالت لها اآيه :
- اتفضلي مستنيكي جوه
أومأت لها ريهام براسها ثم اتجهت للباب لتدخل الغرفه ، دخلت وعدي خلفها ولم يبالي بنداءات السكرتيره عليه بعد ان انتبهت لوجوده ، دلفت ريهام ونسيت غلق الباب خلفها وقفت بالقرب من الباب وكان ورائها عدي فقط ينظر لها ، تنحنحت ريهام في وقفتها لتجذب انتباه مراد ، رفع مراد عينيه وهم بالتحدث ولكنه راى أخيه فهتف بصوته الرخيم بهدوء وهو ينظر خلفها :
- عدي !؟ ، بتعمل إيه هنا ؟
عقدت ريهام بين حاجبيها والتفتت لتنظر ورائها وجدته يتطلع لها ببلاهه وهو يقف خلفها ، انتفضت مكانها وأطلقت صرخه عاليه فلم تكن تتوقع أنه يتبعها ، كان يقف شاردا لها ولم يسمع هتاف أخيه الا بعد أن صرخ به مراد فانتفض قائلا :
- إيه يا عم إنت عاوز إيه دلوقتي ؟
مراد باستغراب وضيق :
- هو مين اللي عايز مش إنت اللي جيت هنا ؟
عدي متنحنحا وهو يتجه ليجلس على الكرسي أمام اخيه قائلا :
- حم ..حم أاه كنت عاوزك في موضوع كده ، بس ممكن تشوفه الآنسه الأول
التفت مراد لريهام قائلا بنبره قويه أرجفتها قليلا :
- خير يا آنسه في حاجه ؟
ريهام وقد ابتلعت ريقها بتوتر فقالت وهي تقترب من مكتبه :
- أبدا يابشمهندس ..بس.. بس كنت جايه ..أقدم على أجازه ، بعد آذنك طبعا
رد عدي قائلا :
- أنا عن نفسي موافق طبعا ، ولو عليا وحياتك ممكن أديكي أجازه أبديه ، بس توافقي إنتي بس ؟
مراد وهو يحذر أخيه قائلا :
- عدي !
نظر لها قائلا :
- اسمك ايه ؟
ريهام بتلعثم :
- ريه...ريهام مختار
مراد بجديه وهو ينظر لها :
- وسيادتك عارفه إني بكره الأجازات أو إنه حد يتكاسل في الشغل ؟
ريهام مسرعة :
- عارفه يا بشمهندس بس والله أنا مشغوله حبتين أصلي بحضر رسالة الماجستير بتاعتي وهناقشها في خلال اليومين دول وكنت حابه اخد الاجازه ده عشان اجهز نفسي ليها
مراد مضيقا عينيه :
- ماجستير في ايه بالظبط ؟
ريهام وهي تبتلع ريقها :
- ماجستير في قرصنة النت
ارتفع أحد حاجبي مراد باستغراب بينما هب عدي من على الكرسي هاتفا :
- الله أكبر ، يعني عبقريه !
مراد وهو يهتف باخيه محذرا له :
- عدي ، اقعد في مكانك
جلس عدي ثم نظر مراد لريهام مره اخرى ثم مالبث ان قال :
- هاتي الورقه ، نظرت له ريهام بدهشه واعطته الورقه ، أخذها منها وقال وهو يوقع :
- مادام الاجازه عشان هتفيديني في شغلي بعدين بعلمك انا معنديش مانع ، ثم رفع نظره لها وهم أن يعطيها الورقه أخذها منه عدي بسرعه قائلا وهو يقف :
- خلي عنك انت ، ثم وقف امامها ليعطيها إياها رفعت يديها لتأخذها منه ظل ممسكا بها ، شعرت هي بالإحراج الشديد واخذتها بالقوه وهي تسرع بالخروج من المكتب وتغلق الباب خلفها ، وبمسافة خروجها ركض عدي لاخيه وانقض عليه يحتضنه ويقبله قائلا :
- تصدق ..تصدق والله أنا بحبك لله فالله
ابعده مراد عنه بعنف قائلا :
- ايه ياعدي الغباء ده
عاد عدي لمقعده قائلا بشغف لأخيه :
-والله انا أمي داعيالي عشان أنا طيب وابن حلال ، اوعدك يامراد بعد كده هاخد بالي من الشغل هنا في الشركه وقبل ماروح القسم هاعدي هنا الاول أطمن على الموظفين امال ايه دول أمانه في رقبتنا ولما اخلص أبقى أفكر أروح الشغل في القسم
نظر مراد لأخيه بتهكم قائلا :
- لا ياجدع ، من امته ده ؟
عدي وهو يومأ رأسه بحزن مصطنع :
- أعمل ايه بقى ربنا يسامحها الوالده
مراد وقد عقد بين حاجبيه فقال :
- ليه عملت ايه ؟
عدي بجديه مصطنعه :
- هي اللي فضلت تغويني وتقولي خش شرطه ياعدي خش شرطه لحد ما سمعت كلامها ودخلت ، بس النهارده الحمدللع ربنا نورت بصيرتي ورجعت لطريق الحق ومش هاسيبه أبدا
مراد بجديه :
- ايه اللي جابك ياعدي ؟
عدي وهو يضرب رأسه :
- أخ شوفت كنت هنسى أمك ياسيدي بعتاني اقولك جهز نفسك عشان فرح طارق ابن عمك كمان يومين في اسيوط وهنسافر كلنا ، متحاولش ترفض ، عمك حالف لازم تيجي وامك أصدرت الفرمان
مراد وهو يعقد حاجبيه بغضب ثم نظر امامه قائلا بخفوت مومأ رأسه :
- الصعيد
.................................................. ...............
بعد ان أنهت مكالمتها مع أختها طرق الباب فسمحت للطارق بالدخول دخل فرج ليقول لها الباشا عاوزنا تحت ،نزل كلا منهما لحجرة المكتب ، دخلا اليها وجدا ناجي يجلس على الكرسي الخاص بالمكتب ، تحدثت ايلين قائلة :
- خير ياباشا ؟
ناجي وهو ينظر لهم قائلا :
- جهزتوا نفسكم عشان العمليه اللي في مصر ؟
أومأ الإثنان برأسهم وأردفت إيلين قائلة :
- كله جاهز وناقص بس نعرف الوقت امته بالظبط
ناجي مقاطعا وهو ينهض من على الكرسي :
- بس فيه تغير في الخطه ، التفت لهما قائلا :
- فرج انت اللي هتستلم الشحنه اللي جايه من روسيا في خليج العقبه ، وانتي يا ايلين هاتروحي لشحنة السلاح في أسيوط في الصعيد
هتف الإثنان في صوت واحد ونظرا لبعضهما قائلين :
- الصعيد ......





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:16 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الثامنه
......(عدوي بين ثنايا قلبي).........
-الصعيد ؟!
ناجي وهو يضع يديه في جيبه وهو واقف أمامهم :
- أيوه هتروحي الصعيد
ايلين وهي تعقد يديها امام صدرها بذهول :
- إزاي يعني ياباشا ؟ ثم حانت منها التفاته لفرج ثم عادت لناجي قائلة :
- وليه ماروحش انا وفرج نجيب البضاعه مع بعض ، وبعدين مش البضاعه كانت مفروض تدخل عن طريق البحر الأبيض ؟
ناجي وهو يستدير بظهره لهم وينظر من النافذه أمامه قائلا بتوضيح :
- الجماعه اللي زارعهم في مصر ومتابعين الأخبار بلغوني إنه البوليس عنده علم بإن الشحنه هتدخل عن طريق البحر الأبيض ، وكويس إننا عرفنا عشان نلحق نفسنا ، الشحنه هاتدخل عن طريق الخليج وفرج هو اللي هيروح يستلمها وفي نفس الوقت بالظبط هتكوني إنتي في الصعيد بتستلمي شحنة السلاح
فرج متدخلا :
- معلش ياباشا عشان أفهم إيه لازمته شحنة السلاح ده اللي في الصعيد ؟ ، ماهو مفيش حد هيعرف إننا غيرنا المكان والمعاد
ناجي وهو يلتفت بجانبه له قائلا بصرامه :
- إنت غبي عاوزني أخاطر بعشرين طن هروين ويضيعو مني في غمضة عين ، ثم التفت ليعود بناظريه للنافذه قائلا :
- الشحنه بتاعة السلاح ده مجرد تمويه مش أكثر ، أنا عاوزهم يفتكروا إنهم هزمونا ، وبما إنهم قدرو يعرفوا إننا هندخل شحنه كمان يومين مش هيصعب عليهم إنهم يعرفوا إنه الشحنه هتبقى في مكان تاني ، خصوصي إنه لحد دلوقتي منعرفش مين الخاين اللي بلغ ، عشان كده العمليه بتاعة الخليج محدش هيعرفها غيرنا بس ، ثم التفت لفرج قائلا وهو يخرج واحد من يديه من جيبه قائلا وهو يشير له :
-أنا عاوزك الخبر بتاع الشحنه بتاعة الصعيد تنشره عاوز يوصل للي بلغ
إيلين بعصبيه قليله :
- وسيادتك عاوزيني أنا اللي أروح الصعيد مش كده ؟ وليه فرج مايروحش هو ؟
ناجي بغضب:
- إيلين متناقشيش !
إيلين بعصبيه شديده وهي تشوح بيدها :
-بتبعتني والبوليس هيكون وقتها عارف !
ناجي بغضب أشد :
- إيلين !!
إيلين بصراخ شديد :
- هبقى كبش فدا !!
تنهد ناجي بعصبيه ثم قال بهدوء بخلاف مابه :
- فرج هايروح ياخد البضاعه من الخليج والرجاله هيكونو معاه ، ثم التفت لفرج قائلا وهو يتحدث إليها :
- لو بعته هو الصعيد هو ممكن يتمسك وننكشف عشان هو معروف ، ثم التفت لها قائلا :
- إنما إنتي مفيش حد شاف وشك أبدا ولا يعرف حاجه عنك ، حتى اللي بيشتغلو هنا ميعرفوكيش ، اعملي حسابك العمليه هتم الساعه 12بالليل ، ثم التفت لفرج قائلا :
- وإنت إعمل حسابك لو الشحنه ده جرالها حاجه حياتك الثمن
إبتلع فرج ريقه بصعوبه وهو يومأ برأسه ، أردف ناجي قائلا :
- يلا جهزوا نفسكم عشان تسافروا بكره الصبح وترتبوا أموركم هناك الأول
نظرت إيلين بغضب شديد له وكذلك ألقت بنظره حارقه لفرج ثم التفتت لتخرج من الغرفه ، أغلقت الباب خلفها بعنف ، نفخت بضيق وهي تسير متجهه إلي الدور الأرضي دخلت الصاله الرياضيه واتجهت الى غرفة ما لتخرج غضبها قليلا بإطلاق الرصاص
.................................................. ..........
كانت تلعب بالهاتف في غرفتها وفجأه جاءها اتصال من صديقتها ردت قائلة :
- ألو
غاده وهي تنزل على السلالم من شقتها :
- أيوه يا سلمى خير كنتي بتتصلي بيا من شويه ليه ؟
سلمي وقد اعتدلت في جلستها قائلة :
- أيوه صح ، بقولك عاوزه أقابلك عشان آخد منك شوية محاضرات كانت فايتاني ، أصلي مسافره بكره أسيوط
غاده باستغراب وهي تخرج من البنايه متجهه الى سيارتها :
- أسيوط ليه يعني ؟
سلمي وهي تنهض لتخرج لتقف قليلا بالشرفه :
- أصل فرح طارق إبن عمي كمان يومين واحنا هنروح من بكره نقضي يومين هناك لمعاد الفرح
غاده وقد صعدت لسيارتها قائلة :
- اااه ، قولتيلي ياختي ، ناس ليها الفسح والسفر وناس قاعده نحس ، طب بصي أنا كنت خارجه مشوار صغير كده أقابلك كمان ساعه في كافيه ***** وهناك أديكي اللي عاوزاه ، ماشي
سلمى وهي تضحك :
- خلاص ماشي ، هلبس أهو وأول ماوصل هناك هرن عليك
غاده وهي تهم بالتحرك بالسياره :
- خلاص ماشي ، يلا سلام دلوقتي
بعد مرور ساعه ، كانت هي تنتظر بالكافيه ، تأخرت سلمى قليلا فتأففت بضيق ثم أخرجت هاتفها لتقوم بالاتصال بها لم يكن بالهاتف أي تغطيه ، نفخت بضيق قائله وهي تنهض لتتحدث بالهاتف خارج الكافيه :
- اووف هي ناقصه أما أكلمها بره
نهضت لتخرج وفي خروجها إصطدمت بشخص ما بقوه ، همت أن تعتذر ولكن قطعه صراخه عليها قائلا :
- واه مش تفتحي ياحرمه
غاده وهي ترمش بعينيها لكي تستوعب ماحدث معها حالا ولم ترد ، أردف ريان بغضب قائلا :
- كانك عاميه وماعتشوفيشي
غاده وهي تجاهد لتحرك فمها لكي تتكلم ولكن لم يخرج لها صوت ، فقال ريان بغضب :
- وكمان بكمه ، إيه الجرف ده
وأخيرا خرج لها صوت فتحدثت بغضب كبير :
- ماتحترم نفسك ياجدع إنت ولم لسانك ده ، إزاي تتكلمي معايا بالطريقه ده ؟
ريان بغضب :
- إجفلي خاشمك ياحرمه إنتي وإوعاكي تعلي صوتك عليا فاهمه ؟
غاده بشهقه عاليه قائلة بغضب :
- حرمه !! ، وأجفل خاشمي ، إنت واحد قليل الذوق أصلا ، إزاي تسمح لنفسك تتكلم معايا بالألفاظ ده ، مش تتعلم إزاي تتكلم مع الناس بإحترام ، وبعدين أنت داللي داخل فيا زي الحيطه وأنا كنت هعتذر وسيادتك اللي فتحت فيا
ريان بصوت عالي جذب اليه الأنظار لهم :
- اتحشمي يا وليه ، كيف تتحدتي معايا إكده ، جسما بالله لولا إنك حرمه أني كنت نزلت بالمركوب على نفوخك
غاده غير مصدقه وهي تهتف بعصبيه شديده :
- مركوب هي حصلت مركوب ؟ ده إنت يوم مش فايت ياجدع إنت ، صحيح ما إنت صعيدي واللي زيك مش بيفهم حاجه ولا يعرف حاجه في الذوق
كان عبدالرحمن يجلس بذلك الكافيه ، وصل إلى مسامعه صوت عالي التفت لينظر اتجاه الصوت وجد شاب يتجادل مع فتاه ما دقق النظر جيدا وجدها صديقة سلمى ، نهض من مكانه عاقدا بين حاجبيه متجها لها الى أن وصل لهم
غاده بغضب وهي تشوح بيدها :
- إنت أساسا واحد مش محترم عشان تتكلم معايا كده
ريان بغضب شديد وهو يقترب منها :
- يا بت إنتي إجفلي خاشمك بدل ما جفلهولك بالمركوب
قاطع عبدالرحمن الجدال قائلا :
- لو سمحت إحترم نفسك إزاي تتكلم معاها كده ، ثم إيه اللي حصل لده كله
ريان وهو ينظر له بغضب :
- وإنت مين إنت كمان ؟
غاده بلهفه لعبدالرحمن وكأنها وجدت من تحتمي به :
- حضرة الظابط !! البني آدم ده غلط فيا وطول لسانه عليا يرضيك كده ؟
ريان وهو يرفع يده مهددا لها :
- يابت إنتي لمي روحك
غاده لعبدالرحمن :
- شوفت ؟ شوفت يا حضرة الظابط ؟
عبدالرحمن محاولا أن يهدئ الموقف :
- ياجماعه إهدوا بس عاوز أفهم إيه اللي حصل ؟
ريان وقد سرد لعبدالرحمن ماحدث وأكمل قائلا :
- وينفع تجولي إني صعيدي وما عفهمش ؟
غاده مدافعه وهي تشيح بوجهه :
- ماانت اللي قولتلي عاوزه آخد بالمركوب
ضحك عبدالرحمن بخفوت فنظرت له غاده حديثها قائلة بعتاب وحنق :
- حتى إنت ياحضرة الظابط ؟
ريان بتهكم وهو يتحدث لها :
- معذور أصله شايف حرمه مدبوبه جدامه بتتحدت
عبدالرحمن مقاطعا :
- لا لا لا ياحضرة مينفعش كده ، سيادتك لازم تعتذر دلوقتي
نظرت له غاده بانتصار رافعة أحد حاجبيها وهي تعقد يديها أمام صدرها ، نظر لها فقال بغضب :
- هي اللي تعتذر الأول
غاده بتشفي وهي تهم بالمغادره :
- بعينك خليك كده مولع ، ثم انصرفت من أمامهم وسط احتقان ريان منها وعبدالرحمن الذي يكتم ضحكته بصعوبه ، نظر ريان له قائلا :
- شوفت ؟ صحيح حرمه مدبوبه
عبدالرحمن وهو يهم بالإنصراف :
- حصل خير طب عن آذنك لازم أمشي
أومأ له ريان برأسه وقال في نفسه :
- حرمه عاوزه الحرج
.................................................. ...............
في المشفى كان ياسين يقف يراجع بعض الأوراق رفع عينيه وهم بالتحدث ولكن لم يتكلم لما رآه ، قطب بين حاجبيه بغضب قليل لا يعرف سببه ، رآها تقف كانت تضحك وتمزح مع رفيقها بالتدريب ، كيف لها أن تتركني أعمل وتترك عملها وتقف هكذا تمزح معه ، لم يشعر بنفسه سوى وهو ينادي بصوته القوي عليها :
- دكتوره يارا !
التفتت له وركضت اليه قائلة وهي تقف أمامه :
- نعم يادكتور
ياسين بغضب :
- نعم الله عليكي ياختي ، سايبه شغلك وواقفه تتضحكي وتهزري ؟
يارا بارتباك قليلا :
- أبدا يادكتور بس مكانش فيه شغل أعمله
ياسين بغضب وهو يرمي الملفات على الأرج بجانبه :
- ومن إمته يا دكتوره شغلنا بيخلص ، بدل ما انتي واقفه تضحكي كده وتهزري شوفي شغلك عشان إحنا في رقبتنا حياة بشر ، وفري تفاهتك ده لبعدين وماتضيعيش وقت عشان الوقت ده بيكلف حياة مرضي ، فهمتي يادكتوره ، ولآخر مره تعملي موقف زباله زي ده تاني ، فاهمه !
قال كلمته الأخيره وهو يصرخ بها ، انتفضت في مكانها وامتلأت عينيها بالدموع وهي تقول بخفوت وهي تخفض رأسها :
- فا..فاهمه !!
انصرف من أمامها بعد أن رمى الملفات على الأرض ليتجه بخطى سريعه نحو مكتبه ليفتح المكتب ويدخله بعد إغلاق الباب بعصبيه وعنف ، وضع يديه في خصره وهو ينفخ بضيق ثم ركل المكتب بقدمه بقوه
أما هي فنزلت دموعها بصمت على وجنتيها ، لم يكن هذا الموقف بالقليل عليها ، فقد كان جميع من في الممر يقف يشاهد مايحدث وكذلك رفاقها ، تقدمت إليها صديقتها حلا وربتت على كتفها محاولة أن تواسيها وهي تشعر بالشفقه عليها ، مسحت يارا دموعها بعنف ثم ابتعدت سريعا عن الجميع وركضت لتخرج من المشفى بعد أن دخلت غرفة تغيير الملابس وقامت بتبديل ملابسها وأخذت حقيبتها وانصرفت بعصبيه من المشفى لتعود للبيت

.................................................. ............

بعد حلول المساء وودعت الشمس السماء وأعلن الليل عن قدومه ، كانت عفاف تضحك هي وسلمى بقوه ، تحدثت غاده بعتاب قائلة :
- كمان إنتي يا طنط بتضحكي ، ثم نظرت لسلمى وقامت بقرصها في ذراعها قائلة بحنق :
- وانتي بتضحكي عليه إيه ماهو ده كله بسببك انتي
سلمى وهي تتأوه ممسكة بذراعها ومعالم الامتعاض على وجهها:
- وأنا مالي أنا
غاده بحنق :
- مش انتي اللي قولتيلي اقابلك هناك ؟
عفاف منهية الموضوع :
- خلاص حصل خير يابنات ، ثم التفتت لغاده قائلة :
- ماتيجي معانا ياغاده بكره ؟
غاده باندهاش :
- أنا !؟
سلمى بفرحه :
- أيوه يا غاده تعالي هنفرح وننبسط اوي
غاده وهي تهمهم :
- مم..مش عارفه ياطنط ، بس ماما ممكن توافق ؟
عفاف بابتسامه :
- ماتحمليش هم وفاء سيبيها عليا أنا ، قومي إنتي واطلعي مع سلمى فوق وجهزوا نفسكم عشان هنسافر بكره الصبح بالطياره. عشان نلحق نوصل بدري
غاده بابتسامه وهي تنهض مع سلمى التي تشعر بسعاده شديده قائلة :
- ماشي ، يلا بينا يا سلمى
.................................................. ..............
عادت ريهام من العمل للبيت فتحت باب الشقه ودلفت ثم أغلقت الباب خلفها استدارت لتجد يارا جالسة عقدت بين حاجبيها ثم اتجهت للطاوله ووضعت أكياس الخضراوات التي كانت بيدها فوقها ثم اتجهت ليارا وحينما اقتربت منها وجدت عينيها حمراء من البكاء اقتربت منها في فزع ثم جلست بجانبها على الأريكه وهي تقول بقلق :
- يارا ؟ مالك كنتي بتعيطي ليه ؟
نظرت لها يارا بعد أن مسحت دموعها التي تهبط في صمت قائلة بنبره حاولت أن تكون فيها مرحه :
- أبدا مفيش أصلي كنت بقطع بصل
ريهام ولم تصدقها قائلة بتهكم :
- بصل !! هو انتي أساسا بتعرفي تمسكي السكينه ، مالك إيه اللي حصل وخلاكي تعيطي ؟
يارا بابتسامه صغيره وهي تهز رأسها بالنفي :
- مفيش كبري ، أنا اللي زعلني هعرف اخد حقي منه فكك ، اخبار شغلك إيه ؟ إيلين كلمتك ولا حاجه ؟
ريهام وهي تتنهد وترجع بظهرها قليلا لتريحه وهي تلعب بالمفاتيح بيدها :
- أيوه كلمتني النهارده ، وطلبت مني إني مانزلش الشغل اليومين الجاين دول
يارا بتساؤل وهي تعتدل :
- ليه فيه إيه ؟
ريهام مكملة :
- أبدا أصلهم هينزلو مصر بكره ، وقالتلي أخد أجازه أفضل فيها في البيت عشان محدش يشوفني ولا يعرف طريقي
أومأت يارا برأسها في صمت ثم قالت :
- خلاص وأنا كمان مأخدتش أجازه ولا مره ، هكلم الدكتور رأفت وأخد منه الإذن إني أرتاح يومين كده وأهو أسليكي بدل ماتقعدي لوحدك ونرتاح شويه
أومأت لها ريهام رأسها ثم أردفت وهي تقوم من جوارها قائلة :
- أنا هدخل أغير هدومي قومي إنتي وفضي الأكياس ده أنا جبت أكل جاهز
يارا وهي تنهض أيضا :
- ماشي ، خلصي يلا
.................................................. ................................

في مقر الشرطه كان كلا من عبدالرحمن وعدي جالسين مع اللواء عبدالحميد تحدث عبدالحميد قائلا :
- هاه ياشباب خلاص ؟
أومأ كلا من عدي وعبدالرحمن برأسهم قائلين :
- تمام ياباشا ، أردف عدي متسائلا :
- بس ياباشا حضرتك متأكد إنه المكان اتغير بقى في الصعيد ؟
عبدالحميد مومأ برأسه قائلا :
-أيوه المصدر اللي جابلي المعلومات أكدلي إنه العمليه اتغير مكانها وبقى في الصعيد كمان يومين ، مع تاجر سلاح كبير هناك اسمه خلف السباعي
عدي مستفهما :
- يعني المفروض نسافر الصعيد مش كده ؟ ياحلاوه جايالك عالطبطاب ياابن مهران ، فرح ومأموريه في يوم واحد ، ثم التفت لعبدالحميد مكملا بمرح :
- أصل عقبال عندك يا ريس فرح ابن عمي كمان يومين
عبدالحميد بانتباه :
- طب ماهو ده كويس جدا
ضيق عدي حاجبيه قائلا :
- ازاي يعني ؟
عبدالرحمن مجيبا :
- عشان الجاسوس اللي هنا اللي وصلهم اننا عرفنا مكان العمليه لو لاحظ غيابك أكيد هيبلغهم ، فكون إنك تروح هناك على أساس الأجازه عشان فرح ابن عمك
عدي مكملا :
- هيبعد عني الشبهه ويخليهم يفتكروا اننا موصلناش لحاجه
اوما عبدالرحمن برأسه بمعنى نعم ، فالتفت عدي لعبدالحميد قائلا :
- تمام ياباشا وطبعا عبدالرحمن جاي معايا ، والأحسن برده إنه يسافر معاي بكره الصعيد هو كمان
عبدالحميد موافقا :
- تمام وانا برده كنت بفكر في كده ، يلا قومو دلوقتي عشان تحضروا نفسكم كويس عشان تسافروا بكره والملف ده هتلاقو فيه كل المعلومات عن تاجر السلاح اللي في الصعيد ، وكمان هتكونوا على تواصل معايا باستمرار عشان لو حصل أي مستجدات أبلغكم بيها
وقف الإثنان مؤديان التحيه العسكريه :
- تمام يافندم
.................................................. ........
في صباح يوم جديد كان آل مهران يجلسون جميعا بالطائرة الخاصه بهم لتقلهم إلى أسيوط ، في ذلك الوقت كانت هي الأخرى تنظر للنافذة بشرود تفكر مالذي سيحدث ، تنهدت بعمق وهي تدعوا الله أن يسير مخططها كما تريد ، على الجهه الأخرى كان مراد يجلس واضعا قدما فوق الأخرى بشموخ ورفعه لا تليق الا به عاد بذاكرته للوراء قليلا حينما عاد من العمل الأمس ، كان لا يزال هذا الشعور الذي كان يراوده منذ فتره بأن شئ ما سيحدث قد تأكد له بالفعل حينما أخبره أخيه بالسفر لأسيوط ، حيث منبع الغضب بداخله ذلك المكان الذي يعتقد بأنه لابد أن يوصله الى شئ صغير يستدل منه على قاتل والده ، لذلك أخذ يبحث عن سلاحه وأخذه معاه ، تلك السفريه للبلد ليست للتسليه له بل هي أول خطوه في طريق الثأر ، تنهد بغضب قائلا :
- هاوصلك ولو فين ؟ مش ابن مهران اللي يروح دم أبوه هدر
.................................................. ................
في المشفى كان يجلس هو خلف مكتبه وهو يهز قدمه بعصبيه وكل لحظه والأخرى يتطلع للساعه التي بيده وهو يعض على شفتيه من الغيظ ، لقد تأخرت كثيرا ، لم يتحمل وهب من على الكرسي متجها لخارج الحجره ليبحث عنها وفي أثناء سيره قابل أباه فاتجه له قائلا بهدوء يخفي مابه :
- حم ...بابا امال مش المفروض إنه في طالبه معايا ، الدكتوره ماجاتش لحد دلوقتي ليه مستنيها بقالي ساعه ؟
رأفت وقد عقد بين حاجبيه بعدم فهم ثم مالبث أن تذكر قائلا :
- مين ؟ ااه قصدك يارا ؟
ياسين باستخفاف :
- أيوه يارا هانم
رأفت موضحا له وهو يوقع على بعض الأوراق ، لا يارا مش هتيجي
بهتت ملامح ياسين وقال بقلق :
- يعني ..يعني ايه مش هتيجي ؟
رأفت مكملا
:- أصلها أخدت النهارده وبكره أجازه ، وأنا وافقت
ياسين وقد بدأت معالم وجهه تتحول للغضب الشديد فقال من بين أسنانه :
- ازاي تاخد أجازه من غير ما تستأذن مني ، وازاي يابابا حضرتك توافق من غير ماترجعلي هي مش الطالبه بتاعتي وكمان عندها شغل كتير ازاي تاخد الأجازه ؟
رأفت وهو يعتدل ليواجه ابنه قائلا :
- يابني حرام عليك ده من ساعة مابدأت تشتغل وتدرب هنا بالمستشفى ما أخدتش ولا يوم أجازه ترتاح فيه وبعدين هي شاطره وشغلها هاتخلصه بسرعه ماتقلقش
ياسين بغير تصديق :
- هو انت أبويا ولا أبوها هي ؟
رأفت ضاحكا وهو ينصرف من أمام ابنه :
- اعتق البت شويه حرام عليك
ياسين متوعدا وبعد أن انصرف والده وهو يقبض على يديه :
- ماشي يا يارا ، أنا هعلمك إزاي تسيبيني وتمشي ، وهاعرفك إزاي بعد كده قبل ماتعملي أي حاجه تاخدي رأيي أنا الأول قبل أي حد
.................................................. ..........
وصلت أخيرا الى مقصدها ، وصلت بالسياره الى المنزل الذي سوف يقيمون به لحين تتم هذه العمليه نزلت من السياره وبعض الرجال الآخرين أغلقت الباب الخاص بالسياره ثم نظرت للمنزل من خلف النظارة التي تضعها ، التفتت للرجال الذين كانوا معها قائلة :
- البيت اللي هناك ده انتو هتقعدوا فيه اليومين دول مفهوم
أومأ الجميع برأسهم قائلين :
- مفهوم
اومأت برأسها لهم ثم دخلت للمنزل ، صعدت للطابق الثاني ودخلت إحدى الغرف وضعت حقيبتها ثم جلست لترتاح قليلا على السرير تنهدت بعمق وأخرجت هاتفها لتتصل بأختها ،وبعد أن انتهت واطمأنت عليها ، فتحت حقيبتها لتفرغ محتواها أخذت لها بعض الملابس ثم توجهت بها للحمام لتستحم ، بعد أن انتهت ارتدت بلوزه سوداء مكتوب عليها بالانجليزيه بالأبيض وأسفلها بنطال قطني أبيض وجففت شعرها وتركت له العنان لتصل خصلاتها السوداء المتموجه لأسفل خصرها ، رفعت قليلا أكمام بلوزتها لبعد معصمها بقليل وارتدت ساعه في يدها اليسرى ثم هبطت للاسفل بعد أن أخذت سلاحها ووضعته خلف ظهرها واتجهت لتخرج من المنزل وجدت بعض رجالها يقفون نادت على أحدهم أقبل عليها قائلا :
- أامري ياهانم !
إيلين وهي تقترب منه قليلا لتتحدث بخفوت :
- الراجل ده. قالت كلمتها وهي تخرج له صورةه ليراها ، أردفت قائلة :-تاخد واحد كمان معاك وعوزاك تعرف عنه كل المعلومات فاهمني وتجيبهالي فورا بس من غير ماحد ياخد باله
الرجل :
- بس ده سيادتك هلاقيه فين ولا أوصله ازاي ؟
إيلين بتنهيده :
- هتلاقيه في المكان ده ، قالت هذه وقد أعطته ورقه بها عنوان ما ، ثم قالت :
- هو علطول بيروح هناك بس مش عاوزه حد يعرف حاجه خالص والأحسن روح لوحدك المهم ماترجعليش غير لما تجيب أراره وتفضل لازق فيه زي خياله
الرجل وهو يومأ برأسه :
- تمام سيادتك بالليل هكون جبتلك كل حاجه عنه
إيلين بجديه وهي تلتف ثم مالبثت أن تذكرت لتخاطب الجميع قائلة :
- تمام ، ااه بصوا العمليه الساعه 12 بعد بكره عاوزه منكم اثنين يروحوا يامنو على المكان ويعرفوا كل ركن فيه ، لازم تكونو عارفين إنه البوليس عنده علم يعني حياتكم وحياتي في خطر ، عاوزين نعرف كل حاجه عشان نقدر نفلت بجلدنا لو حصلت مداهمه علينا ،، التفتت لتعود ثم استدارت قائلة :
- صح قبل مانسى ، لو حصل مداهمه ولا حاجه ، مش عاوزه أقول المطلوب وقتها ، خلف السباعي .... بح هو واللي معاه مفهوم ؟
أومأ الجميع برأسه قائلا :
- مفهوم سيادتك
التفتت لتعود للداخل تاركة إياهم لتستعد لما سيحدث
.................................................. ............
وصل آل مهران لبيت العائلة بأسيوط رحب جمال وزوجته فاطمه بالجميع ترحيبا شديدا وكذلك طارق ، عدي متسائلا :
-أمال فين ريان ياعمي ؟
جمال وهو يجلس بغرفة الإستقبال ومعه مراد وعبدالرحمن وولده طارق بعد أن صعد النساء ليرتاحوا قليلا ويضعوا أمتعتهم :
- معلهش يا ولدي چاله شغل امهم دلوجت بيخلصوا ويچي طوالي
نظر جمال لعبدالرحمن قائلا بابتسامه :
- منور ياولدي
عبدالرحمن بقليل من الخجل :
- بنورك ياعمي معلش هاتقل عليكم
جمال بعتاب :
- واه ماتجولش إكده إنت زي ولدي وبعدين أني كنت موصي ولد أخوي يعزم كل حبايبه ومعارفه ، وزين إنك حضرت
عبدالرحمن بابتسامه بشوشه :
- ربنا يكرمك يا عمي
التفت جمال لمراد القابع بهدوء قائلا :
- كيفك يا واد أخوي ؟
مراد وهو يلتفت لعمه بصوته الغليظ :
- الحمدلله ياعمي
جمال بضحكه :
- مش ناوي تفرحنا بجى ، رايد أشيل إعيالك وأفرح بيهم
مراد بهدوء وهو ينظر لعمه :
- أظن يا عمي إنت عارف رأيي كويس في الحكايه ده
جمال بقليل من الغضب :
- يا حبيب عمك ، طلع الفكره العفشه ده من نفوخك بجى وفكر حبتين في أهلك
مراد وهو يهب واقفا بغضب وبنبره قويه قائلا :
- مش عاوز حد يشغل باله بيا وبللي في دماغي ، التفت لينصرف ليخرج غير مبايلل بنداءات عمه :
- مراد !! مراد !
جلس جمال وهو يحوقل بعصبيه ضاربا كف بالآخر :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، يارب چيب العواجب سليمه يارب
صعد هو للغرفه في قمة غضبه ، لماذا يطلب منه الجميع أن يزيح هذه الفكره من رأسه ، لماذا ؟ هو لم يخطئ بشئ ، هو فقط يريد الثأر من قتلة والده ، هؤلاء القتله الذين تسببوا في يتمه مبكرا ، بسببه هو فقد معنى الطفوله ، تحمل عبئ العائلة منذ سن الثالثة عشر ، تنهد بغضب قائلا لنفسه بأنه لن يتخلى عن هدفه مهما حدث ، خرج بعصبيه من الغرفه متجها لغرفة أخيه ليتحدث معه قليلا ، تحرك بخطى غاضبه له وهم بطرق الباب ولكن توقف عن ذلك و انتبهت ملامحه لما يسمعه ، إحمرت عيناه وبرزت تلك الشعيرات الحمراء التي توجد بحدقتيه من النيران التي إشتعلت بداخله مما سمعه ، كان كلا من عدي وعبدالرحمن يتحدثان ، عبدالرحمن وهو يجلس قائلا :
- عدي أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع كده
عدي وهو يجلس بجوار صديقه قائلا :
- خير ياعبده
عبدالرحمن وقد أشاح بنظره قليلا ثم التفت لعدي الذي كان منتظرا ما سيقوله ثم قال :
- إنت طبعا طول عمرك عارف إني بساعدك في موضوع والدك ، ولو وصلت لأي معلومه توصلك للي قتل والدك او حتى طرف خيط صغير ممكن يوصلك لهدفك أبلغك
انتبه عدي واعتدل في جلسته ثم ضيق عينيه قائلا :
- إحكي ياعبدالرحمن !
تنهد عبدالرحمن ثم قال :
- تاجر السلاح اللي هيتمم العمليه بعد بكره أنا اللوا عبدالحميد كان مكلفني قبل مانيجي إني أتواصل مع اشخاص كان هو زارعهم مع الراجل ده ، وامبارح كنت بكلم الراجل ده وقالي ...قالي إنه مره سمع خلف السباعي بيتكلم مع حد من رجالته واللي فهمته من كلام الراجل ده إنه خلف السباعي ده وراه ناس كبيره أوي وكمان مش مسنود من هنا بس لا من بره كمان ، بس المشكله مش هتقف هنا بس ، صمت عبدالرحمن قليلا وابتلع ريقه فحثه عدي على تكملة كلامه قائلا :
- كمل ياعبدالرحمن سكت ليه ؟ كمل
نظر عبدالرحمن له قائلا :
- الراجل ده بلغني إنه في مره سمع خلف وهو بيتكلم مع حد في التليفون واللي فهمته منه إنه ...إنه اللي جاي ياخد منه بضاعة السلاح بعد بكره عنده علم باللي قتل والدك وعارف هو مين وهو دراعه اليمين اللي بيشتغل عنده
نهض عدي من جوار صديقه ببطئ شديد وهو ينظر له بعينين مشتعله غضبا ، لحظات وتحولت ملامحه للبرود الشديد قائلا :
- مش عاوز حد يقربله ، محدش يقرب منه ، سيبوهولي ، فاهم ياعبدالرحمن ؟
عبدالرحمن بقلق :
- طب قولي هتعمل إيه ؟
عدي ببرود :
- هتعرف في الوقت المناسب ، تعرف عنه إيه ؟
عبدالرحمن وهو يهز راسه بالنفي قائلا :
- معرفش ، بس كل اللي أعرفه إنهم بينادوا بإسم العميل وبس أزيد من كده لأ حتى خلف نفسه ميعرفش عن الراجل ده حاجه
أومأعدي برأسه ثم قال :
- ماشي ، محدش له دعوه بيه ده بقى مسؤليتي أنا من دلوقتي
خارج الغرفه ، كان يقف مكورا قبضته بغضب شديد حتى ظهر البياض باصابعه ، كانت أنفاسه تخرج ساخنه مثل لهب حارق ، يتنفس بسرعه شديده ويكاد رأسه ينفجر من شدة غضبه ، ردد هو قائلا :
- محدش هيلمس شعره منه ، ده بتاعي أنا وبس وحسابه برده عندي أنا لحد ماعرف مين الوسخ اللي مشغله واللي قتل أبويا
.................................................. ..........
بعد مرور يومين أتى اليوم المنشود ، كان الجميع في حالة إستعداد تام ، كان فرج برجاله بالخليج ليستلم الشحنه القادمه من روسيا ، أما عبدالرحمن وعدي كانا قد درسا المكان الذي سوف يتم فيه تسليم السلاح جيدا لتأمين المخارج ، إيلين وقد استعدت لهذا اليوم وهي تدعو الله أن تسير خطتها كما تريد ، ومراد كان جالسا يفكر قليلا ثم نهض من على السرير واتجه لخزانة الملابس وأخرج حقيبة ظهر وقام بفتحها ووضع بها بعض الأشياء اللازمه له من أجل ماسيقوم به
.................................................. .......
كانت تهبط درجات السلم باحثة عن سلمى ولم تنتبه لمن اصطدمت به التفتت لتعتذر ولكن بترت كلماتها عندما التقت عيناها بعينيه قالا في نفس الوقت :
- إنت !! / إنتي !!
ريان بتهكم :
- لاه مش معجوله تكوني چايه لحد إهنه لأجل تعتذري
غاده مغيظة له وهي تعقد يديها أمام صدرها قائلة وهي تنظر للجهه الأخرى :
- هه ، ده بعدك خليك لما تفرقع
ريان بغضب وهو يقترب منها كثيرا :
- جصري لسانك ياحرمه لأحسن أجطعهولك
غاده وقد همت بالتحدث بغضب ولكن قاطعهم وصول مراد لهم قائلا بهدوء :
- خير ، ليه الصوت العالي هنا ؟
أسرعت غاده بالتبرير أولا وأخبرته بلقائها الأول مع ريان ، التفت مراد بهدوء لريان قائلا بحسم :
- ريان إعتذر إنت الغلطان
ريان وقد هم بالإعتراض :
- مراد أني !!
مراد مشيرا له بيده ليتوقف عن الكلام :
- مفيش داعي للكلام ، يلا اعتذر إنت غلطان وغلطك أكبر منها
التفت ريان لتلك الواقفه أمامه بانتصار وهي تبتسم بخبث قائلا من بين أسنانه :
- أني أسف
غاده مسرعة فلا يهمها شئ آخر يكفيها أنه إعتذر رغما عنه فقالت :
- أنا كمان اسفه على اللي حصل
مراد وهو يهم بالإنصراف :
- كويس ، يلا عن إذنكم
غاده بعد أن إنصرف مراد نظرت لريان وهي ترفع أحد حاجبيها بانتصار ثم تصعد للطابق الثاني للبحث عن سلمى وسط نظراته المحتقنه والغاضبه منها
.................................................. ......
كانت هي تقف تلاعب الحصان الذي أمامها وتطعمه قطعا من السكر وهي سعيده ، هز الحصان رأسه بمعنى التجاوب معها فضحكت هي على ذلك وجدت من يتحدث من خلفها قائلا :
- بتحبي الخيل ؟
التفتت لتنظر لتجد عبدالرحمن يقترب منها الى أن وقف قبالتها ووضع يده يمسح بها على رقبة الحصان فشعرت بالخجل وأخفضت عينيها وهي تجيب :
- أكيد ، ومين ميحبش أدهم؟
عبدالرحمن وهو ينظر لها تائها :
-أدهم !! طب ارفعي عينيك خليه يشوفها
رفعت سلمى عينيها الخضراء وهي مقطبه حاجبيه متسائلة :
- ايه ده ؟ هو لازم يشوف عيني عشان أعرف أتواصل معاه ؟
عبدالرحمن وهو ينظر لها بوله :
- يلهوي ، ده لو مشفهاش يموت
سلمى بدهشه وقد برقت عينيها قائلة :
- بجد ؟
ثم التفتت لتنظر للحصان وهي خائفه قائلة وهي تمد يدها تمسح بها على رقبته :
- لا لا لا ، حرام
حينما أشاحت بعينيها بعيدا عنه تذمر هو قائلا :
- ليه بس ؟
التفتت له سلمى ولم تفهم فسألته :
- إيه فيه إيه ؟
إقترب هو منها ببطئ محدقا بمقلتيها ،أما هي ابتلعت ريقها بصعوبه وتوتر وخطت بقدمها خطوه واحده للخلف التوت فيها قدمها لتجعلها تميل للوراء لتسقط ولكن وفي لحظه كان خصرها بين قبضته تمنعها من ذلك وبدلا من أن تسقط على الأرض كانت تسقط في أحضانه ، تعلقت العينين ببعضها لثواني وهي تتنفس بسرعه شديده وتوتر أما هو فكان في عالم آخر ولم يشعر بيده التي زادت قبضة على خصرها وهي تقربه منه أكثر ، انتبهت سلمى لذلك فحاولت الفك من قبضتيه وهي تهتف به ، انتبه عبدالرحمن أيضا ولكن وفي لحظه ، كان الحصان قد دفع عبدالرحمن برأسه في ظهره بقوه ليسقط عبدالرحمن هو وسلمى بعد أن هتف بالحصان قائلا :
-إعقل يا أدهم !!
سقط كلا منهما على الأرض على ظهره ، فتأوهت سلمى وكذلك عبدالرحمن الذي تذمر قائلا وهو ينظر للحصان مشيحا بيده :
- إيه ياعم الغباء بتاعك ده ؟
على صهيل الحصان وهو يهز برأسه فأردف هو قائلا :
- إنت عدي مسلطك عليا ؟
في هذه اللحظه كان عدي يقف فوق رأسه قائلا وهو ينظر له من أعلى :
- أسلط عليك مين ؟
رفع عبدالرحمن راسه وكذلك سلمى لأعلى ليروا عدي ، فانتفضت سلمى من على الارض وهي تنفض ثيابها قائلة بتهرب :
- أنا هروح أغير هدومي عشان ده اتوسخت
أومأ لها عدي رأسه ، ثم التفت ليرى صديقه يقوم ويزيح الغبار من على ملابسه فقال ،
- هو إيه اللي حصل ؟
عبدالرحمن وهو يزيح الغبار :
- أبدا أصل الحصان ده شبهك أوي فصيل فصلني من الجو لا ومكفهوش فقال يربيني شويه ، ثم أردف وهو يربت على كتف عدي ويهم بالإنصراف للداخل قائلا :
- يلا أشوفك أنا جوه يازميل
رحل هو وترك عدي يضع يديه في خصره عاقدا بين حاجبيه بعدم فهم ثم قال للحصان :
- إنت عملت فيه إيه يا أدهم ؟
هز الحصان رأسه مع صهيله ثم قام بدفع عدي بقوة برأسه ليسقط عدي على الأرض متأوها وهو يقول :
- ااه ااه الله يخربيتك يا أدهم ، ثم نظر للحصان قائلا بعصبيه :
- يارتني ماسألتك يا جدع


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:17 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الثامنه "الجزء الثاني "
.......(عدوي بين ثنايا قلبي)........
في المشفى وبعد مرور اليومين كانت هي بغرفة تبديل الملابس وحدها كانت قد انتهت من تبديل ملابسها ، فجأة وجدت باب الغرفة يفتح دون إستئذان بقوه ، استدارت بسرعه للباب وجدته هو ولكن كان الغضب الفائز في احتلال تعابير وجهه إحتلها قناع البرود والتفتت لتخرج البالطو الخاص بها ثم استدارت لتخرج ، التفتت برأسها وجدته يقف أمامها لا يكاد يفصله عنها سوى بضعة سنتيمترات ، تكاد تقسم بأنها شعرت بأنفاسه الحارقه تلفح وجهها إضطربت بشده من قربه هذا وتوترت ، ولكن حاولت إخفاء كل ذلك فابتلعت ريقها ونظرت له بكل برود قائلة :
- ممكن أعدي ؟
كان ينتظر مرور اليومين بفارغ الصبر ، وها قد أتى اليوم وهو يتحرى لرؤيتها وبشده لم يحتمل أن يصعد لمكتبه وينتظر قدومها ، أراد أن يتأكد أنها قد أتت ، فهو لا يريد أن يقبع في مكتبها ينتظرها ويفاجأ أخيرا بقول والده أنها لن تأتي اليوم أيضا ، اتجه بقدمه لغرفة تبديل الملابس ولم يفكر لحظه ولو بالإستئذان واندفع كالصاروخ ليجدها أمامه ، لا ينكر بأن قلبه قد تنهد بعمق وارتاح فقط لرؤيتها أمامه ، ولكن لسوف يعاقبها على تلك الفعله ، كيف تختفي هكذا دون أن تعلمه ، كان يجب عليها أن تأخذ منه الإذن أولا ، وحتى لو فعلت هي ذلك وطلبت لم يكن ليوافق مطلقا ، تلك الغبيه أتعتقد أنه بهذه السهوله سيدعها تغيب عن ناظريه لمدة يومين ، لم تعلم بأنه كاد ليجن بدونها ، رغم كل الجدالات التي يصنعها كل يوم معها الا أنه لا يمكنه ان يتوقف عن ذلك فهو الشئ الوحيد الذي يجعلها تتحدث بغضب وعصبيه معه ، هو يحب رؤيتها غاضبه ، تلك الحمره التي تكتسح وجهها بسبب غضبها تعطيها جاذبيه شديده ، وكذلك هاتين العينين الزرقاوين حينما تتطلع اليها بالنيران التي توجد بهما لا تحرق سواه ، هذه الغبيه لكم افتقد كل هذا في هذين اليومين ، واليوم بالتأكيد لن يدعها بدون أن يملي عينيه من رؤية ذلك
ياسين بغضب وهو مازال واقفا أمامها :
- ازاي تاخدي أجازه من غير ماتقوليلي ؟
يارا ببرود زائف :
- أنا طلبتها من الدكتور رافت وهو وافق
ياسين وهو يقبض على يديه بشده :
- أنا الدكتور بتاعك يعني حاجه زي ده تاخدي الإذن فيها مني أنا
يارا وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه :
- فهمنا ، ممكن تعديني ؟
ياسين وقد أغضبه برودها بشده فقبض على ذراعها وهو يديرها له قائلا بعصبيه :
- إنتي بتتعاملي ببرود كده ليه هاه ؟
يارا وهي تبعد قبضته بغضب عنها :
- إبعد إيدك ، إيه مش مكفيك اللي عملته فيا قبل كده جاي عاوز تكمل جميلك كمان وتمد إيدك عليا ، ماتضربني أحسن عشان ترتاح ،ماهو ده اللي ناقص
ياسين وقد وصل الغضب منه ذروته :
- أضربك وأكسر دماغك كمان لو شوفتك في نفس الموقف اللي عملتيه ساعتها
اندهشت منه ثم مالبثت أن اشتعلت عينيها بالنيران وهي تضربه بصدره بكفيها قائلة :
- وإنت مالك إنت ؟ أنا حره أعمل اللي عاوزاه ، إنت مالكش كلمه عليا ، ولو فكرت تعمل حاجه زي ده أنا هطين عيشتك
أمسك هو بكفيها بيده الإثنين ثم قام بلويهم خلف ظهرها ولصقها بصدره قائلا وأنفاسه تلفح وجهها بتحذير :
- لو شفتك واقفه مع حد من صحابك دول وبتضحكي أو تهزري معاهم يا يارا هضربك وأكسر دماغك ، فاهمه ؟
غضبت أكثر وأخذت تتلوى بين يديه وهي تهتف قائلة :
- إنت فاكر نفسك مين ؟ ،سيبني ياغبي !
قبض على يديها بشده أكثر ثم إقترب من وجهها أكثر قائلا من بين أسنانه بنبره هي ارجفت منها :
- وأهم حاجه ، إياكي ثم إياكي تتطولي لسانك عليا ، لسانك ده أنا هقطعهولك وأربيكي ، ومن هنا ورايح كلمتي تتسمع من غير مناقشه ، ومفيش أجازات تاني فاهمه يادكتوره ؟
ابتعلت ريقها بتوتر لقربه الشديد ولا تعلم كيف هزت رأسها بخفوت وعينيها معلقه بعينيه ، فابتسم هو ابتسامه جانبيه لم ترها ،فأردفت سائله بين يديه كالمغيبه ولم تشعر بهول ما سألت :
- هي ..هي ..
عقد بين حاجبيه باستغراب فاكملت هي قائلة :
- ه..هي عينيك ... لونها عسلي ؟
ضاقت عينيه بخبث ثم ابتسم بجانب فمه ابتسامه جذابه وهو ينظر لها وقد أرخى يده قليلا عن يديها فقال بمكر وخفوت :
- اه ليه ؟
كانت الغبيه على حالها ولم تشعر بتلك الكلمه التى قذفتها في وجهه والكارثه مع ابتسامتها الصغيره التي ظهرت مصاحبة لها :
- حلوه !
انتبهت هي لنفسها بسرعه ، أين السرعه ؟ فلنقل بعد فوات الآوان ، انتبهت هي لحصار يده ولما قالته نظرت له وجدته يتطلع لها وهو يبتسم بمكر رافعا أحد حاجبيه بانتصار فأبعدت يديد بسرعه عنها بعد أن سمح هو بذلك ، ارجعت خصلات شعرها البنيه خلف أذنها بتوتر شديد وهي تنظر للأرض بخجل ، أراد أن يزيد من هذا التوتر فلقد استمتع هو بذلك فظل ينظر لها بصمت دون أن يتكلم ، رآها وهي تعض على شفتيها وشعر بها تكاد تبكي من الخجل فأشفق عليها قائلا وهو يتحرك من أمامها مبتسما :
- يلا عشان اتاخرنا عالشغل
لحقت هي به وهي تتحسس وجهها قائلة لنفسها :
- غبيه !
.................................................. ..........
كانت تجلس مع صديقتها أسفل شجره كبيره تتحدثان قليلا رن هاتف سلمى ، التقطته لترد ثم تأففت فقالت لها غاده :
- إيه فيه إيه ؟
سلمى وهي ترفع يدها بالهاتف قليلا ثم نهضت :
- اووف مفيش هنا شبكه والبت إيمان بتتصل ومش سامعه منها كلمه
غاده مقترحه :
- طب امشي خطوتين يمكن تلاقي ،
اومات لها سلمى برأسها وابتعدت قليلا لتلتقط تغطية ، في هذه اللحظه كان ريان يسير قليلا وجدها تجلس تحت هذه الشجره الكبيره كز على أسنانه وهو يتجه لها ، صدع صوته قائلا بتهكم :
- كيفك يابنت البندر ؟
التفتت برأسها لتراه ، نهضت بسرعه وهي تتأفف لتذهب من مكانها :
- أعوذ بالله
وقف هو أمامها قائلا بتهكم :
- إيه كانك شوفتي عفريت ؟
غاده بسخريه :
- لا ألعن
ريان وقد أغضبته هذه الكلمه :
- اتحدتي معاي مليح ياحرمه إنتي وإلا جسما بالله أدفنك موطرحك !
غاده بعصبيه وهي تشيح بيدها :
- تدفن مين يا متخلف إنت ؟ هو إيه سكتناله دخل بحماره؟
لم تزيد كلمه أخرى وانصرفت من أمامه غاضبه ، ضرب بقبضته على الشجره التي بجواره ، التفت برأسه لمح ذلك الحصان المربوط الى جانب الشجره فقام بفك الرباط ثم ضربه بقوه ليعلو صهيل الحصان ويركض باتجاه غاده ووقف هو بابتسامه شيطانيه ليراقب ما سيحدث
كانت هي تسير بغضب وشد انتباهها صوت أقدام تجري خلفها ، التفتت براسها لترى ماذا هناك ،وجدت الحصان يعدو بسرعه شديده نحوها ، صرخت وأخذت تركض بقوه أمامه ولكن كان هو قد اقترب منها بشده وكاد ليدهسها الا أنها قفزت جانبا لتتفاداه لتسقط في الأرض الطينيه التي بجوارها فتتسخ ملابسها بوجهها بكل شئ بالطين ، نهضت بصعوبه وهي حزينه وجدته يأتي وهو يقهقه عاليا على هيئتها ، نظرت له بغضب ومالبثت أن امتلأت عينيها بالدموع مما فعله ، تحركت بعنف لتنصرف من أمامه وهي تبكي لتعود الى البيت ، كان هو لايزال يضحك عليها ثم اردف بسخريه وهي تنصرف :
- اتحممي مليح عشان الوساخه تنضف
.................................................. .........
كان عدي يفكر فيما قاله له عبدالرحمن بخصوص ذلك الشخص ، قطع تفكيره دخول اخيه مراد فاعتدل في جلسته ، اتجه اليه مراد ليجلس بجواره قائلا :
- انتو معاد العمليه بتاعتك امته النهارده ؟
عدي بتنهيده :
- الساعه 12 بالليل بعد الفرح علطول
مراد وهو يومأ برأسه :
- ماشي خد بالك من نفسك
أومأ عدي برأسه بابتسامه ، ثم نهض مراد من جواره ليخرج من الغرفه ، ليستعد هو الآخر لما يريده
.................................................. .
كانت كلا من فاطمه وعفاف تجلسان بالمنزل من الأسفل دخلت عليهم غاده بهيئتها هذه ، شهقت كلا منهما وضربت فاطمه زوجة جمال صدرها قائلة :
- يا مري !! إيه اللي ساوه فيكي إكده يا بنتي ؟
غاده محاولة أن تخفي الموضوع فتحدثت بابتسامه مصطنعه :
- أبدا يا طنط ، ده انا بس اتكعبلت ووقعت في الأرض وكانت لسه طين ، فحصل كده ، اطمنوا انا هطلع دلوقتي واغير الهدوم
أومأت لها كلا من عفاف وفاطمه برأسها وانصرفت هي من أمامهم
.......................................
في المساء استعد الجميع من أجل زفاف طارق ابن عم مراد وبعد اتمام كتب الكتاب كان ريان ينادي على عبدالرحمن ، جاءت غاده وهي تنادي على سلمى التي كانت بالأعلى بصوت عالي ، التفت لها ريان ليصرخ بها ولكن اختفت الكلمات من على فمه واتسعت عيناه مما رأى ، فقد كانت هي ترتدي فستانا نصفه العلوي عباره عن الدانتيل الذهبي المطرز واسفله توب من نفس اللون ويصل الى نصف الخصر والجزء السفلي من الشيفون الموف يحيط به من الخصر شريط من الستان الموف المعقود على هيئة من الخلف وحجاب من نفس القماش يحده من الأطراف طبقه من الدانتيل ، كانت في قمة الجمال في هذا الفستان ، صدم ريان منها قائلا في نفسه :
- واه !! إيه ده؟ طلعت چنيه وحلوه جوي !
صرخت غاده على سلم مره أخرى ، فتذمر قائلا :
- ماتوطي حسك يا حرمه إنتي !
نظرت له بإشمئزاز ولم ترد بل رفعت من صوتها أكثر وهي تنادي على سلمى
كانت سلمى تخرج من الغرفة الخاصه بها مسرعة لكي تجيب ولكن توقفت قدميها عن السير حينما قابلت عبدالرحمن الذي وقف فاغرا فاهه لما رآه وهو يتأمل كل جزء بها من أعلى رأسها حتى اسفل قدميها ، كانت هي ترتدي فستان أزرق قاتم يصل الى أسفل ركبتها بقليل ذو فتحه على شكل سبعه وعاري الأكتاف أظهر بياض بشرتها الناعمه ، كانت تطلق لشعرها الأصفر العنان مع تصفيفه جعلته مموجا قليلا وتضع القليل من الميكب البسيط مع ذلك الكحل الذي أظهر خضرة عينيها وزادها جمالا ، أخذت بلبه بهيئتها فقال هو تائها فيها :
- يلهوي !!
مرت هي من أمامه مسرعة في قمة خجلها فأغمض عينيه متأثرا بها قائلا بعد أن فتحهما ونظر للسماء :
- صبرني يارب !!
نزلت هي لغاده فالتقطتت غاده يدها لتمر من أمام ريان دون أن تنظر له اما هو فعقد بين حاجبيه وهو يحك برأسه قائلا لنفسه :
- غريبه يعني ! كت مفكرها هتعيط علي
اصطدم به عبدالرحمن ثم قال :
- يلا ياعم ريان خلينا نمشي لاحسن الحريم يقتلونا لو شافونا هنا
في هذين اليومين تقابل كلا من عبدالرحمن وريان وتعرفا على بعضهما وصارا كالأصدقاء
يان وهو ينظر حوله قائلا وهو يسير بسرعه :
- إيوه يلا جوام جبل ما نتجفش
أصبحت الساعه الحادية عشر كانت هي قد استعدت لكل شئ ، ارتدت ملابس سوداء من الجلد تخفي هيئتها تماما وقفازات سوداء لملمت خصلاتها ووضعت فوق رأسها غطاءا لا يظهر من وجهها سوى حدقتيها رفعته قليلا عن وجهها ثم أخذت مسدسها ووضعته بخصرها وكذلك السكين بالقرب من قدمها حملت حقيبه الظهر ثم خرجت من الغرفه متجهة لأسفل وجدت رجالها الخمسه ينتظرونها وقفت امامهم قائلة :
- الفلوس جاهزه في الشنط ؟
واحد منهم :
- تمام سيادتك
أومات لهم برأسها ، اقترب منها واحد ومال على أذنها قائلا :
- تمام سيادتك الراجل اتقتل ومعدش ليه وجود
إيلين بجديه وخفوت :
- تمام اوي
رفعت رأسها لتنظر لهم جميعا قائلة :
- يلا عشان منتاخرش
تقدمت هي وهم خلفها نزلت السلم الخارجي وصعدت الى إحدي السيارات بالخلف وركب إثنان بالأمام بعد أن وضعت حقيبتي المال بجانبها والسياره التي خلفهم بها الثلاث رجال الآخرين ، متجهين جميعا للمكان حيث تسلم البضاعه
.................................................. ...
استعد هو الآخر لهذا قام بارتداء بنطال من الجينز الأسود وفوقه شيرت بأكمام كحلي ورفع أكمامه الى مرفقيه ووضع سلاحه بظهره وأخذ معه حقيبة الظهر التي تحتوي على بعض الملابس له فإن خطته تتضمن البقاء بعيدا لأيام ، خرج من الغرفه متسللا حتى وصل للأسفل ، خرج من البيت متجها بخطى سريعه لسيارته ، صعد لها ثم أدارها وخرج بها من المنزل ولكن تخفى بها في الظلام منتظرا خروج أخيه الى مكان العمليه حتى يلحق به
............................................
خرج كلا من عدي وعبدالرحمن من الغرف بهدوء شديد فلا احد على دراية بما يفعلونه سوى مراد الذي أعلمه عدي بذلك خوفا على أهله ، نزلا للأسفل مستعدين وخرجا ليركبا السياره ، لمحهما مرا فأدار سيارته ، انطقلت سيارة عدي وعبدالرحمن يتبعهما مراد ، كان عدي يقود السياره وهو يتحدث لعبدالرحمن قائلا :
- هاه الشباب قالولك هسيتنونا فين ؟
عبدالرحمن وهو ينظر للطريق :
- اه وليد قال انهم هينقسموا لفريقين واحد معاي والتاني معاك وهيستنونا قبل المكان بشويه ، ولما نوصل انتي هتراقب من منطقه وانا هلف ورا المصنع عشان نحاصرهم
أومأ عدي برأسه قائلا :
- تمام ، ربنا يعديها على خير ؟
عبدالرحمن وهو يومأ برأسه متنهدا :
- ياارب !
.................................................. ....
وصلت سيارة عدي للمكان المحدد ، اوقف مراد سيارته بعيدا عنهم بقليل واخذ يتطلع للمكان من حوله ، كان المكان مظلما وبه الكثير من الأشجار الكثيفه ويوجد مبنى قديم بالمنتصف ، خمن أنه لابد ان يكون به عملية التسليم ، قام بتوقيف سيارته في الخفاء وأخرج سلاحه ونزل من السياره بخفه وتحرك ببطئ ليقف أسفل شجرة ما يستطيع منها مراقبة ما يحدث والرؤيه جيدا ، انقسم عدي وأصدقاءه لفريقين وتوزع كلا منه لمكانه وانتظروا قدوم أحد
بعد قليل من الوقت وجدوا عدة سيارات تأتي اليهم ، تأهب الجميع بمكانه مستعدا ، وجدوا رجلا يخرج من السياره ثم مالبث ان تبعه رجاله الذين قاموا بالصعود على إحدى سيارات النقل التي أتت معهم وقاموا بانزال عدة صناديق تحدث عدي لعبدالرحمن قائلا في السماعه التي بأذنه :
- عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن مجيبا بخفوت :
- ايوه ياعدي
عدي بصوت خافت :
- الظاهر كده إنه ده البضاعه ؟ ، العميل لسه مجاش
عبدالرحمن :
- ايوه ، خلاص اول ما العميل ده يجي ويحصل التسليم نهجم علطول
عدي :
- تمام استنى مني الإشاره
عبدالرحمن :
- ماشي
وبعد لحظات أضاءت أنوار لسيارات أخرى آتيه من بعيد ، اقتربت هذه السيارات من المصنع الى أن توقفت أمامه ، نزل من السياره الأولى ثلاث رجال ، كانو من ذوي الأحجام الضخمه يحملون الأسلحه بيدهم ، تبعهم اثنين آخرين من السياره التي كانت خلفها ، تحركوا ليصطفوا أمام السيارتين في صف واحد ، انتبه مراد بشده لهؤلاء الرجال ثم دقق عينيه جيدا يبحث عنه ، لابد من أن رئيسهم هنا ولكن اين ؟ ، ثم مالبثت أن اتسعت عينيه قليلا حينما خرج ذلك الشخص من منتصفهم بعد أن ابتعدوا قليلا ليظهر هو ، احتدت عيناه بشده وضغط بقوه على السلاح بيده وهو يرمق ذلك الشخص بكره شديد ، فهذا أول طعم له ليصل لقاتل والده
كانت إيلين تقف أمام رجالها لا يظهر منها سوى عينيها ، التفتت برأسها قليلا لهم ثم أومات برأسها لهم اقترب واحد منها ومال عليها ، تحدثت في أذنه بخفوت ، رفع الرجل رأسه ثم خاطب خلف ورجاله قائلا :
- السلاح فين ؟ فلوسكم جاهزه
خلف بتهكم :
- مش لما نشوفها الأول واطمن البضاعه في الامان
نظرت له إيلين قليلا ثم التفتت للرجل وأومات برأسها فالتفت الرجل لزملائه وأشار برأسه فذهب اثنين للسياره واخرجوا منها حقيبتين كبيرتين تحركت إيلين أولا ببطئ ثم تبعها الرجلين حاملين الحقائب ، اقتربت من خلف قليلا ثم توقفت هم رجالها بأن يتقدموا ليعطوا المال له ولكنها رفعت يدها بإشارة التوقف فتوقفوا ، فأردف خلف باستفهام قائلا :
- إيه في إيه ، هاتوا الفلوس
صمتت إيلين قليلا وهي تنظر له ، ثم مالت برأسها قليلا ببطئ وهي تنظر ورائه على صناديق السلاح وعادت بنظرها له لتشير بعينيها له بأن يبادلها السلاح أولا ، تنهد هو بضيق وامر رجاله وهو يلتفت لهم قائلا :
- هات السلاح يبني خلينا نخلص
أطاعه رجاله وبدأو في حمل الصناديق المحمله بالبضاعه وبعد أن انتهو أخذت ايلين الحقائب من رجالها وتقدمت بنفسها لتعطيها لخلف وحينما التفتت لتعود حانت منها التفاته للظلام فلاحظت شيئا غريبا تحت إحدى الأشجار ، دققت بعينيها جيدا وجدت عينين تطالعانها بغضب وكره شديد ، رأت شخص ما يقف حاملا مسدسا بيده مختبئا أسفل هذه الشجره ، لم تفعل شيئا سوى أن اشاحت برأسها بعيدا عنه وأكملت طريق عودتها للسياره
كان هو يقف يتابع كل مايحدث ونيران قلبه تشتعل غضبا وكرها ، ود لو ان ينقض على ذلك الرجل فيتخلص منه بعد أن يوصله لقاتل والده وأثناء عودته لاحظه ينظر نحوه ، نعم لقد رآه ينظر نحوه ، ولكنه لم يفعل شئ ، فقط اكمل عودته للسياره وكأن شيئا لم يكن وكأنه لم يرآه ، دهش مراد من رد فعله وهو يتسائل في نفسه لما فعل ذلك ، كان من الممكن ان يصرخ بهم ويحذرهم ، قطع تفكيره صوت إطلاق النار الذي صدع في الأجواء ، انتبه هو لما يحدث ، وجد أخيه وعبدالرحمن قد هجما على الجميع وبدأت الحرب بينهم ، استطاع مراد أن ينقذ أخيه من عدة رصاصات غادره وعينيه كانت تدور بحثا عن ذلك العميل ، لمح بعينيه ذلك الشخص وهو يركض ليدخل في الظلام بين الأشجار ، تحرك من مكانه راكضا ليتبعه الى حيث ذهب
أما عدي فلاحظ إختفاء ذلك الشخص أيضا فسارع بالدخول الى المصنع حيث يقوم بالبحث عنه ، كانت هي تركض بين الأشجار الكثيفه خشية أن يكون احد يتبعها وبالفعل تأكدت من ذلك حينما سمعت صوت خطا خلفها ، دارت بعينيها في المكان وجدت كوخا صغيرا متهالك ، ركضت نحوه لتختبئ به حقا إنها لغبيه إن كانت تظن أن هذا سيخفيها عنه
كان يركض باحثا عنه الى أن وقعت عينيه على هذا الكوخ المتهالك تقدم منه ثم التف ليدخله من الوراء وهو يتسلل ، دلف له بخطا خفيفة ببطئ شاهرا سلاحه استعدادا لأي شئ ، لمح بعينيه خيالا ما فاقترب كثير وهو يدقق فوجده يقف رافعا سلاحه وهو ينظر أمامه ، ابتسم هو بشيطانيه ثم وفي لحظة شعرت هي بفوهة مسدس على رأسها من الخلف وصوت غليظ يهتف بها قائلا :
- إرمي اللي في إيدك وإلا دماغك هتتفرتك !
جحظت عينيها بشده ورفعت يديها بالسلاح عاليا مستسلمه فهتف مراد بقوه :
- بقولك إرمي !
انتفضت هي من هتافه وقامت برمي السلاح على الأرض وظلت رافعة يديها دون أن تستدير ، قال لها وابتسامته الشيطانيه تملأ فمه :
- لف يا زباله
استدارت هي ببطئ شديد وهي تنظر بعينيها للأسفل وأخذت ترتفع تدريجيا وهي تلاحظ حجم الحائط البشري الذي يقف أمامها الى أن وصلت عينيها لوجهه التي اتسعت بشده حينما رأته ، نعم تعرفت عليه وكيف لها أن تنساه وهو الذي أخذ بيدها حنما كانت على حافة الهاويه ولكن أيعقل أن يكون هذا هو الظابط عدي الذي أخبرها عبدالحميد بأنه من سيتولى المهمه
Back
في غضون الستة أشهر الماضيه حينما كانت تقابل أختها بالخفاء ، ذهبت متنكره إلى أحد أقسام الشرطه وطلبت رؤية المسؤل هنا ، عرف عبدالحميد نفسه على أنه المسؤل واخذها معه للمكتب لتتحدث معه ، تفاجأ عبدالحميد كثيرا حينما وجدها تنزع اللحيه والشارب الذي كان على وجهها وأن من تقبع أمامه هي فتاه وليس رجلا ، تحدثت إيلين معرفة عن نفسها اولا ثم قامت بإخباره بكل ما يخص حياتها مع ناجي فريد ، عبدالحميد وهو يضيق عينيه قائلا :
- ممم وإيه المقابل ؟
إيلين بجديه :
- الأمان
أومأ عبدالحميد برأسه ، فأردفت قائلة :
- بس مش ليا ، عقد هو بين حاجبيه لتكمل :
- الامان لأختي ، مش عاوزه حد يقرب منها ، ولو حصلها حاجه ، مش هقدر أساعدك وقتها
نظر عبدالحميد لها قليلا ثم اومأ برأسه قائلا :
- ماشي اطمني ، عليها الأمان ومن بكره هبعتلها حراس بس في الدرا ومحدش هياخد باله يفضلو يراقبو البيت
إيلين معترضه :
- لأ ، من النهارده !
عبدالحميد موافقا لها :
- ماشي ، بس هستفاد أنا إيه ؟
إيلين بجديه :
- كفايه إن سيادتك تكون على إتصال بيا ، عموما عشان أفيدك من دلوقتي ، في شحنة مخدرات ناويه تدخل البلد كمان شهر عن طريق البحر المتوسط
اعتدل عبدالحميد في جلسته قائلا بانتباه :
- بتقولي إيه ؟ فين بالظبط ؟
إيلين مجيبة :
- لسه ماتحددش المكان بالظبط بس اللي أقدر أقولهولك ياريت سيادتك تمنع دخولها وتقبض عليهم بأي طريقه ، لأن الكميه مش قليله
عبدالحميد سائلا :
- أد إيه ؟
إيلين :
- عشرين طن
عبدالحميد بذهول :
- كام !! ، عشرين طن ، ثم التفت لها قائلا بعصبيه قليله :
- بصي إنتي هتفضلي على تواصل معايا تبلغيني اول بأول فاهمه ؟
اومات له إيلين برأسه ثم نهضت من مكانها لتنصرف قائلة :
- تمام وياريت سيادتك تنفذ اللي وعدتني بيه النهارده ، أنا هسافر بكره الصبح روسيا تاني ولو وصلت لحاجه جديده هبلغ سيادتك بيها علطول
وحينما أخبرها ناجي بتغيير الخطه نزلت هي متحدثة بالهاتف مع عبدالحميد قائلة :
- أيوه ياباشا المكان اتغير وبقى عن طريق خليج العقبه
عبدالحميد وقد هب واقفا من كرسيه بغضب قائلا :
- بتقولي ايه الخليج ؟ ازاي ده ؟
إيلين بجديه :
- عندك خاين يا باشا
عبدالحميد وقد عقد بين حاجبيه بغير تصديق :
- خاين ؟ طب وبعدين ؟
إيلين :
- ياريت سيادتك ماتبلغش حد بحاجه جديده ، أكيد لما اعلنت الخبر بين الظباط بتوعك واحد خاين بينهم هو اللي بلغ ناجي
عبدالحميد منهيا :
- خلاص سيبي الموضوع ده عليا ، ولما يجي المعاد وتروحي تاخديها ابقي بلغيني
إيلين بغضب :
- للأسف مش أنا اللي هستلمها ، فرج هو اللي هيستلم بدالي ، ناجي هيبعتني الصعيد عشان أخد سلاح
عبدالحميد بتعجب :
- ازاي ده ؟ ثم أردف قائلا بانتباه :
- معقول يكون شاكك فيكي ؟
إيلين وقد توجست خيفه فقالت :
- تفتكر انه الخاين اللي عندك شافني وبلغه ؟
عبدالحميد وهو يهز رأسه بعدم المعرفه :
- مش عارف ، خلاص انتي روحي خدي السلاح ، والبضاعه هتدخل مصر
إيلين بصدمه :
- ازاي ياباشا هتسيبها ؟
عبدالحميد بضيق :
- لازم أعمل كده ، هو تقريبا شك فيكي عشان كده بعتك الصعيد ، خلاص أنا هقضي عالشك ده خالص ، انا هبلغ القوات بتوعي إنه هتكون فيه عمليه سلاح في الصعيد وهعين اثنين من أكفأ الظباط ليها بس مؤقتا مش هبلغهم بحاجه عشان كله يمشي طبيعي واحد منهم اسمه الظابط عدي ، اما الشحنه هسيبها تدخل الخليج انتي بتقولي انها عشرين طن مش كده ؟
إيلين مجيبة :
- ايوه
عبدالحميد :
- خلاص حجم زي ده يبقى في دماغ ناجي حاجه من اثنين ، يا اما عمره ماهيفرط غير للي معاه فلوس أكتر يا اما انه مصر مجرد محطه والبضاعه ده هدفها منطقه تانيه وانا برجح الإحتمال ده أكثر يعني في كلتا الحالتين هو مش هيفرط فيها بسهوله وهيبقى لسه فيه وقت تعرفي منه اللي ناوي يعمله بيها
إيلين وهي تومأ برأسها :
- تمام ياباشا
Back
كان يطالعه بكره شديد فقال هو بغضب هادر :
- وأخيرا وقعتو تحت إيدي يا ولاد ***** عشرين سنه بسببكم دوقت فيهم المر ، أنا هوريكم ودم أبويا مش هيروح غير لما آخد حقه
قطبت إيلين بين حاجبيها وهي تفكر :
- عن أي رجل يتحدث إن لم يكن هذا الظابط عدي فمن يكون إذا
شعرت هي بأنها في موقف خطر وفي غفلة من مراد قامت هي بضرب يده بقبضتها ، فسقط السلاح من يده ، مالت لتلتقطه بسرعه ولكنه كان أسرع منها فركله بقدمه بعيدا عنها ودفعها بجسده لتسقط على الأرض ، هم بالإنقضاض عليها ولكنها ركلته في بطنه فابتعد قليلا فاغتنمتها فرصه لتقف ، همت ان تسدد إليه لكمه ولكنه أمسك بقبضتها الصغيره بكفه الضخم وقام بلوي ذراعها وفعل مع ذراعها الأخرى المثل وألصق صدرها بصدره وضغط على ذراعيها بقوه شديده صرخت لها ، انتبهت حواسه لذلك الصوت ولاحظ أيضا اختلاف حجم الجسد وضعف البنيان بالنسبه لرجل فسارع هو بنزع ذلك الغطاء عن وجهه لتجحظ عينيه ما إن تناثرت هذه الخصلات السوداء لتلفح وجهها وصدرها يعلو ويهبط بسرعه وعنف ، ما إن طالع تلك العينين بليلها البهيم ، تأمل تلك الملامح ، إنها هي صاحبة النظره السمراء كيف ينسى حدقتيها المتلألأتين بالدموع ، أيعقل هذا ألهذا إذا كانت تحمل سلاحا ؟ لأنها وبكل بساطه شخص مجرم ، أهذه من تعرف بهوية من قتل والده ، أهي تعمل لديه ؟ إذا فقد وقعت وأنا الذي التقطها بيدي ، هي مجرد حقيره وتافهه نعم كمان نعتها من قبل تافهه ومجرمه ، لا يهم فخلاصها سوف يكون على يدي ، كانت هي تتلوى بين يديه بغضب شديد وخصلاتها متناثره على وجهها وهي تتحرك بعنف محاولة التحرر من قبضتيه ، تحدث هو بتهكم :
- هو سيادتك طلعتي بنت ؟ إيه الباشا بتاعك بيتحامى فيكي وباعتك انتي ؟
إيلين محاولة أن تغضبه قائلة وخصلاتها تعيق رؤية عينيها وهي تلوي فمها باستهزاء :
- هه ، ااه بنت ، الباشا بعتني أنا ، بعتلك اللي يناسبك ، أصله شافك ايه....
ثم أطلقت ضحكة استهزاء منها ، اشتعلت عينيه لها كالبركان توجست قليلا من نظرته وارتعدت قليلا حينما قبض على يديها وأطلقت صيحه عاليه من الالم وهو يقترب من وجهها قائلا من بين أسنانه :
- أنا بقى هوريكي إنتي والباشا بتاعك ده
لم يكمل كلامه إذ يضرب رأسه برأسها بقوه شديده أفقدتها وعيها ، انحنى ليرفعها ليلقيها بجسدها على إحدى كتفيه القويتين ، فصار نصف جسدها مدليا لأسفل ، التقط المسدسين وخرج بها من الكوخ متجها إلى سيارته التف حول السياره وقام بفتح الباب الخلفي لها ثم ألقاها بالحقيبه الخاصه بها ونظر لها نظره أخيره محمله بالضغينه والكره ثم أغلق الباب عليها بعنف
استدار ليلف حول السياره ليحتل المقعد خلف عجلة القياده ثم أدار السياره وانطلق بها بعيدا ينهل الطرقات التي أمامه بسرعه نحو مصير مجهول لم يكن على علم بأنه سوف يخضع له مهما كانت قدرة مقاومته ، ولكن تضل بالنهايه أنثى أنثى كتب عنها التاريخ وانحنى لجبروتها وقوتها أعتى الرجال .......
.......#يتبع#.........



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:18 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه التاسعه
.......(عدوي بين ثنايا قلبي)........
بعد أن استطاع عدي وعبدالرحمن أن ينجحا في إحباط العمليه الخاصه بتبديل السلاح توجه عدي مسرعا الى صديقه المصاب والملقى على الأرض ، ركض عدي الى أن وقف أمام صديقه ثم جثا بلهفه على ركبتيه ومد يده ليساعد عبدالرحمن المصاب في ذراعه وهو يساعده على الإعتدال في جلسته ببطئ شديد ، كان عبدالرحمن يتأوه بشده من الألم ، عدي بلهفه وقلق شديد وهو يسأل صديقه :
- عبدالرحمن إنت كويس ؟
تأوه عبدالرحمن بشده ولم يستطيع التكلم فقال له عدي وهو يلتفت حوله :
- طب اهدى أنا هتصل دلوقتي بالاسعاف
أعتدل عدي واقفا على ركبتيه ومد يديه في جيب بنطاله يبحث بسرعه على الهاتف النقال الى أن وجده ضرب بأصابعه بسرعه وتوتر على ازرار الهاتف ووضع الهاتف على أذنه منتظرا الرد ، وبعد أن قام بإجراء مكالمه مع الإسعاف وطلب منهم الحضور بسرعه شديده
بعد فتره من الوقت وصلت سيارة الإسعاف اليهم واخذوا عبدالرحمن للمشفى ليخرجوا له الرصاصه من ذراعه ، جلس عدي بجانب صديقه في سيارة الإسعاف وظل بجواره طوال فترة تواجده بالمشفى
.................................................. ........
كانت هي تجلس تقضم😯أظافرها على السرير ممده احدى قدميها أمامها والأخري مثنيه أسفلها في توتر شديد وهي شارده في ما حدث معها اليوم وكلما تتذكر اقترابه منها الى هذه الدرجه يخفق قلبها بشده ، اعتدلت في جلستها لتنزل قدميها على الأرض وهي تنفخ بضيق واضعة إحدى يديها على ركبتها والأخره مازالت في فمها
استيقظت ريهام من نومها وهي تشعر بالظمأ مدت يدها على الكومود بجوارها فلم تجد كوب للماء ، تأففت بضيق ثم ازاحت الغطاء من عليها واعتدلت بصعوبه ثم نهضت من على السرير واخذت تسير ببطئ والنعاس يكاد يقتلها ، مدت يدها لباب غرفتها تفتحه ، خرجت متجه بأعين شبه مغمضه إلى المطبخ ، دلفت له ثم اتجهت الى الصنبور بعد ان التقطتت بيدها كوب فارغ ، ملأته بالمياه وشربت وبعد أن انتهت أعادته لموضعه ثم دلفت للخارج وفي أثناء مرورها بجوار غرفة يارا لاحظت أن النور مضاء ، عقدت بين حاجبيها بتساؤل ، اتجهت للغرفه وقامت بالطرق عليها
كانت هي شارده بشده وهي تتذكر كل ماحدث وكلما تذكرت ما قالته له اليوم كالغبيه لعنت نفسها للمره المائه وهي تضرب رأسها بكفها بقوه وهي تكاد تبكي من شدة الإحراج ، انتفضت على صوت طرقات تصل من الخارج ، ابتعلت ريقها بتوتر ثم أردفت قائلة :
- مين ؟
ريهام بصوت يغلب عليه النعاس :
- أنا يا يارا ، هيكون مين يعني؟
يارا وهي تضري رأسها قائلة لنفسها :
- والله انا غبيه أكيد يعني ريهام ، هيكون هو مثلا يعني اللي هيجي دلوقتي ، ثم أردفت وهي تنظر للسماء بقهر قائلة من بين أسنانها بغيظ :
- الله يحرقه
نهضت من على السرير بغيظ وهي تتافف ثم اتجهت للباب وقامت بفتحه وجدت ريهام بشعرها المشعث تنظر لها وهي مغلقة عين وفاتحه للأخرى فقالت لها ريهام :
- انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ؟
التفتت يارا وهي تنفخ بضجر لتتجه للسرير فتجلس عليه بعصبيه واضعة يدها أسفل ذقنها وهي متئكه بها على ركبتها وقدمها تهتز بعصبيه ، دلفت ريهام باستغراب وهي على وشك النوم وجلست بجانبها ثم سألتها وهي تتثائب :
- مالك ؟
يارا بعصبيه وقد هبت واقفه من على السرير واخذت تجيب وتأتي أمام ريهام التي رفعت احد حاجبيها تعجب وهي تتحدث قائلة وتشوح بيدها ، يارا بعدم تصديق وحنق وهي تسير وتنظر لريهام :
- أنا غبيه صح !! اه أنا غبيه وستين غبيه ! ، ازاي ؟ ازاي اقول كده ؟
توقفت فجأه ثم نظرت لها ورفعت يديها الى وجهها وضغطت بشده عليه من غيظها قائلة بحنق شديد :
- يلهوي عليا ، مسكته فرصه ومش هيسيبها وهيفضل يذلني بيها
ثم وضعت احدها يديها في خصرها واليد الاخرى أسفل ذقنها وهي تجئ وتذهب قائلة بتساؤل :
- يترى هيقول عليا ايه دلوقتي هاه ، ثم نظرت فجأه لريهام وهي تهتف بعصبيه شديده :
- هيقول ايه ؟
وجدت ريهام قد ارتمت على ظهرها ويديها مفرودتين بجانبها وهي تغط في نوم عميق وتصدر صوتا ، اغتاظت منها بشده وأخذت تضرب بقدميها الاثنتين الأرض بصوره عصبيه وهي تكاد تبكي من حنقها
.................................................. ............
وصل بسيارته الى منطقه مقطوعه بعيدا عن العمران والناس ، وصل الى بيت في منطقه منعزله يحيط به الأشجار لمسافه طويله لا ياتي الا النادر من الأشخاص الى ذلك المكان ، هذا البيت الذي كان يفضل بقاءه به منعزلا لا يعرف عنه شئ حتى والدته في كثير من الاوقات كان ياتي هنا كي يرتاح يبتعد عن جميع الناس وعن الحياه بشقائها ، كان المنزل مكون من طابقين صغيرين بالإضافه الى دور أرضي مظلم لا يوجد به شئ يتكون من غرفتين مغلقتين لا تحتويان على أي أغراض أو أي شئ
نزل من السياره وأغلق بابها بعنف خلفه ، ولف حول السياره ليصل الى بابها الخلفي ، مد يده ثم فتح الباب وجدها مازالت فاقده للوعي وعلى حالها نظر لها بكره شديد ثم مد يده ورفعها قليلا ثم ألقى بها على كتفه وأغلق الباب ، توجه بخطى قويه وعصبيه الى داخل البيت توجه الى باب ما بداخل المنزل ، فتحه وظهر أمامه سلم من الرخام يؤدي بدرجاته الى الأسفل ، نزل بقدميه على هذه الدرجات الى أن وصل بها الى الأسفل ، نظر بعينيه الحادتين بغضب الى إحدى الغرف ، توجه بها الى الغرفه ثم مد يده الى الباب وقبض على المقبض ، قام بلفه ثم فتح الباب دلف لدخل الغرفه
كانت هذه الغرفه مظلمه بشده لا يوجد بها سوى نافذه صغيره يتخلل منها ضوء القمر ليضيئ منطقه صغيره منها ، البروده بها شديده ولا يوجد بها أي شئ اطلاقا او حتى فراش صغير ، دار بعينيه ودقق النظر وجد كرسي من الحديد في ركن من هذه الغرفه ، اتجه بخطاه وهو ينهل من الارضيه ثم مد يده وهو حاملا لها متدلية على كتفه والتقط الكرسي بيده الأخرى ، قام بسحبه الى أن وصل به الى المنطقه المربعه المضيئه بنور القمر على الأرضيه ، قام بانزالها بقوه وهو يدفع بها على الكرسي ، ابتعد عنها ونظر لها وجدها مائلة برأسها وخصلاتها السوداء تغطي كامل وجهها اقترب منها ثم مد يده وازاح هذه الخصلات بعنف قليلا فسقط ضوء القمر على وجهها الهادئ ، ابتلع ريقه ثم تحولت نظراته الى نظرات قاتمه اقترب منها ببطئ شديد وهو يرمقها بنظرات قاتله ثم مالبث ان ابتعد عنها وخرج مسرعا من الغرفه ليجلب حقيبته التي أتى بها معه
وجد الحقيبه ثم نزل بعد ان فتحها وقام بإخراج حبل منها ، توجه الى الغرفه التي تتواجد بها ، دخل الغرفه وتوجه الى الكرسي الذي عليه ، مد يده وانخفض بجذعه قليلا وامسك بيدها ووضعها على احدى يدي الكرسي وقام بربطها بقوه شديده وكذلك فعل مع يدها الأخرى المثل ، ثم ابتعد عنها وهو يتنفس بعنف وهو يرمقها بنظرات متوعده
خرج من الغرفه متجها الى اعلى بخطوات شبه راكضه ، صعد الى الطابق الثاني ودخل الى إحدى الغرف ، وقف امام السرير ثم قام بخلع الكنزه بعنف وغضب واتجه بجذعه العاري الى خزانة الملابس ، مد يده وقام بفتح احدى الابواب ، اخرج له قميص قطني أبيض وكذلك بنطال قطني اسود واخذ منشفته وتوجه بها الى الحمام ، قام بالاستحمام وبعد ان انتهى وقام بتغيير ملابسه ، توجه هو الى خارج الغرفه متجها لأسفل
نزل للأسفل مره اخرى واتجه الى الغرفه التي تتواجد بها ، دلف بها وجدها لم تستيقظ بعد ، تنفس بحده ثم اتجه لخارج الغرفه ودلف الى الحمام المجاور للغرفه ، كان قديما به الكثير من الغبار وغير نظيف ، وجد دلوا لمعت عينيه بخبث ثم قام بملأه بالماء
حمله وتوجه به الى الغرفه دلف اليها واقترب منها الى ان توقف أمامها ، رفع يده وقام بالقاء المياه من الدلو في وجهها بقوه ، انتفضت هي فزعا وهي تشهق بصوت عالي وتتنفس بصعوبه وسرعه شديده ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم اخذت تدور بعينيها بالغرفه المظله الى ان وقعت بعينيها عليه وهو واقفا امامها يكاد يقتلها بنظرته الفتاكه ، تحولت نظراتها من الفزع الى الغضب والحده وقالت بغضب هادر :
- فكني
تحولت معالم وجهه للبرود الشديد ولم يرد عليها ، بدات تتسلل العصبيه اليها قليلا قائلة وهي تحاول ان تتحرك :
- بقولك فكني احسنلك !
رفع هو أحد حاجبيه بتهكم ثم اردف ببرود :
- لسه بدري
ايلين وقد تملك منها الغضب :
- بقولك فكني بدل ما روحك تطلع
بدات ابتسامه شيطانيه تتسلل الى شفتيه الى ان ظهرت واضحه ، ثم أخذ يقترب منها ببطئ كالأسد المتربص لفريسته الى ان وصل أمامها ، مال بجذعه ليصل الى وجهها وعلى وجهه تلك الابتسامه ، لا تنكر ايلين بانها قد توجست قليلا من تلك الابتسامه وتلك النظره بعينيه التي لا تنم عن خير مطلقا ولكن اخفت ذلك بالبرود الشديد امامه فقال هو وهو يحدقها بنظرات مخيفه :
- تطلعي روحي انا ؟ ثم قهقه عاليا امامها ، نظر لها مره اخرى ومازال ذلك الشيطان متملك منه فقال لها بنبره مرعبه ارتعدت هي قليلا من داخلها لها :
- عاوزه تطلعي روحي ، ماشي هسيبلك الفرصه ده
عقدت بين حاجبيها ثم مالبثت أن وجدته مد يده الى الحبل الذي يربط يدها وقام باخراج سكين صغير من خلف ظهره ثم مد يده وقطع به الحبل بعنف شديد وكذلك فعل مع اليد الأخرى ، اندهشت هي من فعلته وجدته ابتعد عنها قليلا ورفع يديه الاثنان فاردا كل واحده في اتجاه على جانبه وواحده بها السكين ثم قال بسخريه رافعا حاجبيه :
- فرصتك ، وادي السكينه ، قال الاخيره وهو يرمي بالاخرى بعيدا عنه
نهضت هي من على الكرسي بحذر وهي تنظر له ثم توقفت وقالت مضيقة عينيها :
- انت عاوز ايه ؟
تحولت نظراته للحده الشديده واصبحت عينيه بركانا من النيران ثم اقترب منها كثيرا وهي مازالت واقفه في مكانه ثابته ولم تتحرك تقابله ببرودها القاتل ، كاد ان يلاصقها ثم رفع يده ليقبض على ذراعها قامت بضرب يده بقبضتها الاخرى بغضب ، أغضبته حقا هذه الحركه منها ، فقام بضربها بكل قوته بقبضتيه الضخمتين في كتفيها ، ارتدت هي بقوه لتصطدم بالحائط لتسقط على الارض وهو تتألم ولكن ما احتل ملامحها هو الغضب الشديد ، قالت من بين أسنانها بغيظ شديد وهي ترمقه بكره :
- حقير ، وحيوان ، وروحك هاخدها بايدي
مراد وقد اخرجت بكلماتها شيطانه الذي ليس له سلطان فقال بصراخ شديد وهو يقترب منها بسرعه شديده :
- مش قبل مانا آخد بتاعتك ياروح امك ، وهوريكي الحيوان بقى هيربيكي ازاي
سارعت هي بالنهوض من على الارض وهمت لتهرب منه ولكنه امسكها من خصرها وحملها ورماها بقوه على وجهها على الارض تأوهت بخفوت ، ثم اطلقت صرخه عاليه حينما رفعها من خصلاتها بقوه ليجعلها تنهض قائلا وهو ينهج بعنف :
- قومي يا ****** هو انتي لسه شوفتي حاجه
ايلين وهي تمسك يديه القابضه بقوه على خصلاتها قائلة بألم وغضب مصرخة :
- سيب شعري يازباله يا وس....
لم تكمل بكلامه اذ يهبط بكفه الأخرى على وجنتها بقوه لتنزف الدماء من شفتيها ثم قال بعد أن دفعها على الارض قائلا وهو يقف امامها بعصبيه :
- مين اللي مشغلك يابت
اعتدلت ايلين على احد جانبيها مستندة بكفيها على الأرض ثم التفتت براسها لتبصق الدماء التي بفمها جانبا ، ثم التفتت لتنظر له قائلة وهي تبتسم بتهكم :
- يااه ، ده باينه علم عليك عشان تشيل منه كده
مراد وقد اشتعلت عينيه نارا فأنقض عليها وقام بصفعها بقوة على وجهها قائلا بصراخ حاد بعد ان امسك بشعرها :
- يعلم على مين يابنت ال**** ده انا أرجل منه ومن اللي خلفوكي
لم ترد إيلين أن تفصح عن هوية ناجي ، خشيت ان يكون كلام اللواء عبدالحميد صادقا بخصوص شكه بها ، اعتقدت أن ناجي هو من قام بارسال ذلك الوغد عله يختبرها ان كانت لاتزال مخلصة له ام لا ، فلو كشفها ضاع كل مخططها ولذلك آثرت الصمت لأنه ان لم يكن الضابط عدي فمن سيكون إذا ؟
مراد من بين اسنانه بغيظ وتوعد وخصلاتها بيده :
- أنا محدش يعلم عليا ياقلب امك فاهمه ، بس انا بقى اللي هعلم عليكي ، وصدقيني هتندمي ، انتي اللي جبتيه لنفسك
قال الأخيره وقام بدفعها بقوه وابتعد قليلا وهو يرمقها بنظرات شيطانيه وقام بخلع قميصه القطني بقوه ورماه بعيدا اقترب منها بسرعه لينقض عليها ، حينما راته وهو يلقى بملابسه بعد ان صار عاريا امامها ، ابتلعت ريقها بصعوبه ، ودت لو ان تقاوم ستقاوم بكل ما اوتيت من قوتها ولكن لا سبيل للنجاة امام ذلك الوحش ، يكفيها فقط كف واحد منه لتقع صريعة امامه ، نظرت خلفه فلمحت بعينيها الباب مفتوحا ، حينما راته يقترب لينقض عليها ، استطاعت أن تفلت منه ولكنه التفت بسرعه وقبض على خصرها واحاطه بذراعيه وقام بحملها ولكنها اخذت تركل بقدميها بالهواء وتتلوى بقوه ، استطاعت بمرفقها أن تضربه في وجهه فافلتها رغما عنه ، اغتنمت هي الفرصه وركضت لتخرج من الباب ، ركض هو خلفها بعصبيه حاده ليلحق بها ،
ركضت بسرعه لأعلى السلم لتصل الى باب المنزل مدت يدها لتفتحه بقوه فتجده مغلقا بالمفتاح صرخت بعصبيه عاليا وضربت بكفها على الباب التفتت لتختبئ في اي مكان ولكن وجدته هو امامها يقف بجسده المخيف ينظر لها بابتسامه مخيفه وعينين تبوحان بالرغبه الشديده لينفذ انتقامه كما اخبرها ، امالت بجسدها بسرعه واخرجت سكينه من قدمها ورفعتها في وجهه مهددة ، ضحك هو بسخريه شديده واخذ يقترب منها ، ومع كل خطوه يخطوها نحوها، كانت انفاسها تخرج بثقل اكبر ، وتنفسها يصبح أصعب من ذي قبل ، تملك منها الخوف بشده وابتلعت ريقها بصعوبه شديده
صار امامها لا يبعده سوى قدم واحده عنها ، قررت ان تأخذ قرار من أغبى ما اتخذته بحياتها ، هاجمته بالسكين ، أمسك هو بيدها بيد واحده ، حاولت ان تفلت يدها منها وأثناء ذلك جرحت نفسها بشده بالقرب من فخذها ، رفع يدها الممسكه بالسكين وقام بلويها لخلف ظهرها بشده ادت هي بسببها الى افلات السكين منها ، ثم دفعها بيده بقوه لتصطدم بالباب الذي أمامها استدارت هي له ، فباغتها بلكمه قويه افقدتها للوعي
سقطت هي على الأرض امامه ، توقف ليلهث قليلا وهو يتنفس بعنف رامقا إياها بنظرات متوعده ، فانحنى هو ثم قام بحملها بين ذراعيه واتجه بها الى الباب المؤدي للدور الأرضي وهبط السلم واتجه بها للغرفه التي كانت بها ، ثم مددها على الأرض امامه وجثا بجانبها على ركبتيه ثم نظر لها بخبث ثم مد يده واخذ يمزق كل ملابسها بقوه وينزعها عنها قائلا بوعيد :
- هنشوف مين اللي هيعلم عالتاني يابنت ال*****
.................................................. .............
رن هاتفه فالتقطه مسرعا ، ناجي بلهفه وهو يرد :
- هاه ايه الأخبار ؟
فرج بابتسامة نصر وهو يسير قليلا ليراقب الرجال الذين يحملون البضاعه على سيارات النقل الضخمه :
- اطمن ياباشا البضاعه وصلت وكله تمام
ناجي وقد جلس على الكرسي امام المكتب وهو يتنهد :
- كويس أوي ، قدامك قد ايه احد ماتوديها المخبأ بتاعها
فرج وهو يتابع بعينيه رجاله :
- يعني حوالي نص ساعه وأوصل هناك
ناجي وهو يومأ براسه :
- ماشي ، ولما توصل ماتجيش غير لما تأمن عليها كويس فاهم ؟
فرج وهو يومأ براسه ثم أردف بتذكر :
- اطمن ياباشا ، صحيح يا باشا في مشكله حصلت معانا
ناجي بتساؤل :
- خير فيه ايه ؟
فرج وهو يفتح باب السياره ليجلس بها استعدادا للرحيل وقليل من الضيق :
- شحنة السلاح اتمسكت ، واحد من رجالتنا اتصل بيا من شويه ، قال انه حصل مداهمه عليهم والبوليس كبس
ناجي بعصبيه قليله :
- وبعدين ايه اللي حصل وايلين عملت ايه ؟
فرج وقد بدأت سيارته بالتحرك فتابع وهو ينظر للطريق امامه :
- للأسف اختفت ومحدش عارف عنها حاجه ورجالتنا نفذوا اللي سيادتك أمرت بيه وخلصوا على السباعي ورجالته كلهم
ناجي وقد تنهد قليلا وهو ينهض من مكانه متجها للنافذه لينظر منها للخارج :
- ماشي ، عالعموم في داهيه شحنة السلاح ، انا كنت عاوز اصرف انتباه البوليس بعيد عن الشحنه وبس ، وايلين انا مش خايف عليها متأكده انها هتقدر تحمي نفسها ، عاوزك بس تبعت رجاله يدوروا عليها عندك قبل ماتيجي هنا ، وتكلفهم مايسيبوش حته غير لما يدوروا عليها فيها
فرج وهو يتنهد ماسحا بكفه على وجهه :
- ماشي ياباشا اطمن
.................................................. ..............
في اليوم التالي في منزل جمال مهران ، كانت عفاف تجلس بغرفة الطعام هي وفاطمه وجمال ينتظرون نزول الباقين ليتناولوا الإفطار ، دخل عدى وعبدالرحمن الذي عالج جرحه بعد أن اخرجت الرصاصه التي كانت به وامره الطبيب من الانتباه لجرحه حتى لا يحدث به. أي اصابه من الميكروبات التي قد تضره بشده ، دلف عبدالرحمن وعدي مارين بجوار حجرة الطعام فلمحهما جمال فنادى على عدي قائلا بقوه :
- يا ولد الغالي
التفت له عدي وعبدالرحمن فأشار لهم جمال أن يأتوا ، نظر كلا من عدي وعبدالرحمن لبعضهم بتوجس ، فهم بمجرد أن يروا ماحدث لعبدالرحمن سوف يفتح باب من الأسئلة ، كيف ومتى وماذا حدث ، ابتلع عدي ريقه ثم نظر لعبدالرحمن قائلا بخفوت :
- أمرنا لله
تحرك كلا منهما في اتجاه الحجره ثم دلف كلاهما إلى الداخل وبمجرد أن رآى الجميع ماحدث مع عبدالرحمن ، شهقت كلا من عفاف واضعة يدها على فمها وهي ترمقهم بفزع ، أما فاطمه فضربت بصدرها ، نظر جمال لعبدالرحمن بقلق وعصبيه قليله عاقدا بين حاجبيه وهو ينهض ليقف أمامهم قائلا وهو يمد يده ليضعها على الشاش الأبيض بصرامه :
- إيه اللي حوصل يا ولدي ؟ وكيف انصبت إكده ؟
عدي وقد تنهد قائلا وهو ينقل نظراته بين الجميع وقلقا من رد فعل والدته :
- إحنا كنا في مهمه ياعمي وحصل اشتباك وعبدالرحمن انصاب فيها
عفاف وقد هبت واقفه بغضب وهي تصرخ بعدي :
- ازاي ده ؟ وامته الكلام ده ؟ ومبلغتنيش ليه قبلها ؟ كان صعب عليك تبلغني قبل ماتروح المهمه ولا عاوزني وأنا قاعده الاقي خبرك جاي بعيد الشر
طأطأ عدي برأسه قليلا ثم رفعها قائلا وهو ينظر لعيني والدته بأسف :
- أنا أسف بس ده كانت مهمه خطيره ومرضتش أقلقك ولا أخوفك حقك عليا واطمني الحمدلله المهمه نجحت وكله كويس
عفاف بعصبيه وهي تشير بسبابتها الى ذراع عبدالرحمن قائلة :
- كويس مين ؟ صاحب كان هايروح فيها ربك ستر وجت عالقد المرادي
جمال مقاطعا ليحاول أن يهدأ الموقف :
- خلاص يا أم مراد ، الحمدلله ، دي للأسف مخاطر الشغل للي زي حالاتهم ، مش بيدنا غير إنه ندعي ربنا لأجل إنه يحميهم
فاطمه بحنان وهي تنظر لعبدالرحمن :
- اطلع ياولدي ارتاحلك حبتين ، وأني هچهزلك أحلتها وكل لأجل خاطر يرم عضمك
عبدالرحمن بامتنان لها وابتسامه صادقه :
- كتر خيرك يا خاله مش عاوز اتعبك معايا
فاطمه بعتاب :
- واه كيف ده ياولدي ، ده انت كيف ريان ولدي ، يلا اطلع ارتاح وشويه والوكل يچهز ، ثم التفتت لعدي قائلة :
- عدي ياولدي عاون صاحبك واطلعوا فوج وارتاحوا شويه
اومأ عدي برأسه بابتسامه قائلا :
- يا مرات عمي هنتعبك ، ثم التفت لوالدته التي كانت تنظر له بضيق قليلا ثم ذهب اليها واقترب منها ومال على راسها ليقبلها قائلا :
- أنا أسف
ابتعد عنها وهو ينظر لها لتسامحه ، لم تستطع عفاف ان تنظر له لأنها ستسامحه فورا مهما كان هو ابنها وهي فقط غاصبه لانها تخاف عليه ، ابتعد عدي وساند صديقه ليصعدا لأعلى ليرتاحا قليلا
أثناء ذهابهما وجدا سلمى تخرج من غرفتها لكي تتجه لاسفل للفطار ، حانت التفاته منها لهم ، شهقت بفزع وهي تضع يدها على فمها وهي تنظر باعين جاحظه لعبدالرحمن وجرحه
هم عدي بالتحدث لها ولكن قاطعه عبدالرحمن وهو يحاول ان يطمأنها قائلا بهدوء :
- اهدي يا آنسه سلمى اطمني مفيش حاجه
سلمى بخوف وقلق ظاهر على وجهها وهي تنثل عينيها بين جرحه ووجهه :
-اطمن ازاي بس ، انت مجروح في دراعك ، ثم نظرت له بلهفه قائلة :
- ايه اللي حصل ؟
عبدالرحمن وهو يشير بيده لتهدأ :
- اهدي يا سلمى ، ده رصاصه جت في دراعي وبس وجت سليمه الحمدلله
لمعت عينيها بالدموع قليلا وهي تقول بصوت متحشرج ناظرة لقدميها :
- الحمدلله
عبدالرحمن بلهفه ناظرا لها باعين هائمه :
- خفتي عليا ؟
نظرت له سلمى بأعينها بعتاب ولم ترد ، ابتسم عبدالرحمن لها ابتسامه واسعه ، أسبلت هي عينيها بخجل ولم تتحدث
كان عدي يقف يتابع ما يحدث أمامه وهو رافعا حاجبيه ببلاهه وفاغرا فاهه ناقلا نظره بين الاثنين فقالت بتهكم لعبدالرحمن الذي كان تائها فيمن امامه :
- تحب أخلع أنا
عبدالرحمن وهو على حاله ويشير بيده بمعنى المغادره لعدي قائلا :
- وغلاوتي عندك تعملها يا عدي
عدي بعصبيه وهو يمد يده لخصره مخرجا مسدسه أمام اعين سلمى الجاحظه بخوف وعبدالرحمن الضائع ، قام بتعميره ورفع يده عاليا وقام بالضغط على الزناد لتنطلق الرصاصه منه ، صرخت سلمى عاليا وهي تضع يديها على أذنها بينما انتفض عبدالرحمن بفزع شديد وهو يتعلق بعدي من رقبته قائلا بصراخ مذعور :
- يادين النبي !!
انتفض كلا من جمال وعفاف وفاطمه على صوت اطلاق النار وخرجوا جميعا مذعورين من حجرة الطعام واقفين في الاسفل ، جمال بخضه وهو ينظر لعدي بالأعلى :
- ايه اللي حوصل يا ولدي ؟
عدي ومازال عبدالرحمن متعلقا به وبتهكم :
- ابدا ياعمي اطمن انا بس كنت بجرب المسدس خفت يكون باظ مني ولا حاجه
تنهد الجميع براحه وعادوا لحجرة الطعام بينما نظر عدي لاخته سلمى وهو يقول :
- يلا ياختي على تحت لأمك
أومأت سلمى بهيستيريه راسها وركضت لأسفل بينما نظر عدي لعبدالرحمن فقال عبدالرحمن ببكاء مصطنع :
- ليه ياعدي ، حرام عليك ، مش هجيب عيال بسببك
عدي وهو يدفعه بعيدا عنه وهو يربت على كتفه بتهكم :
- يلا يااخويا ، يلا عشان ترتاح
.................................................. .................
في شركة مهران بالقاهره كانت ريهام تجلس على مكتبها بعد أن انتهت أجازتها ، حانت منها التفاته لهاتفها ، التقطته ثم ضربت عدة أزرار لتهاتف أختها ، وضعت الهاتف على أذنها وانتظرت الرد ، طال انتظارها وفي النهايه لم يجيب أحد ، ابعدت الهاتف عن أضنها ثم عاودت الاتصال مره أخرى وكالمره السابقه لم ترد أختها ، تأففت بضيق ثم قالت لنفسها وهي تضرب بأصابعها على المكتب :
- اوووف ، أنا كده قلقت ، طب ياربي هيكون حصل إيه بس ؟ استر يارب
..................................................
في المشفي ، بعد أن قامت بتبديل ملابسها اتجهت في الممر الى المصعد ، استقلته وضغطت على الزر ، صعد بها الى وجهتها ، توقف وفتح الباب ، سارت في الرواق وعينيها مسلطه أمامها على نهايته أمامها حيث تقع حجرة مكتبه ، كانت تسير وتبتلع ريقها بصعوبه شديده ، تقدم قدما وتؤخر الأخرى ، وصلت هي الى باب الحجره وقفت وأخذت نفسا عميقا ، طرقت باب الحجره ، سمعت صوته الخشن ، خفق قلبها قليلا فقامت بضرب وجهها بيدها ناهرة نفسها :
- اهمدي بقى ، يلا اتكلي على الله
فتحت الباب ثم خطت للداخل ، كان هو ينتظرها ، أتى باكرا اليوم وصعد لمكتبه ارتدى البالطو ووقف ينظر من النافذه ليراقبها وهي قادمه ، كان يقف وهو يضع يديه في بنطاله أمام النافذه تذكر البارحه وماحدث معه ابتسم بجانب فمه ، انتبه لسيارة الأجره التي وقفت أمام المشفى ، وجدها تهبط من هذه السياره ، أخذت تركض كالطفله حاملة حقيبتها على ظهرها بسرعه ، اتسعت ابتسامته بشده لرؤيتها بهذه البراءه ، ولكن لسانها هذا اللسان السليط لابد من قطعه ورأسها اليابسه ، ثم ابتسم بمكر قائلا لنفسه :
- لا يهم فعلاجها لدي
بعد أن طرقت باب المكتب اعتدل سريعا ليجلس على المكتب ، سمح لها بالدخول وبمجرد أن دخلت وتوقفت أمامه أطرقت برأسها أرضا في توتر شديد ، حاولت هي أن تتناسى ماحدث معها فابتلعت ريقها ثم قالت باضطراب :
- صباح الخير
ياسين وقد نهض من مقعده وهو ينظر لها بابتسامه واسعه فرد قائلا :
-
ظل ينظر لها قليلا ، لا يعرف لما هذا ولكن قلبه الذ يخفق بداخله هو المسيطر حاليا ، هو المحرك له ، وقلبه المتمرد هذا لن يتوقف عن هذا سوى بالتطلع لها ، انصاع له وظن بأنه سيرتاح ، ولكن زاد هو في تمرده ، لاحظت هي تطلعه إليها وتحديقه بها ، اضطربت كثيرا وتوترت بشده ، حاولت أن تخلص نفسها ، تنحنحت وسعلت قليلا ، انتبه هو لنفسه فتنحنح بخشونه ثم قال :
- حم ...حم ، آا .. هاتيلي قهوه
أومات برأسها وهمت لتنصرف اوقفها قائلا :
- استني ، التفتت لتنظر بتساؤل فأردف قائلا بابتسامه صغيره :
- خليهم اثنين
عقدت بين حاجبيها ولكن لايهم ذلك فقالت له وهي تنصرف من امامه :
- طيب
انصرفت هي وخرجت من المكتب وبمجرد ان اغلقت الباب خلفها تنفس هو بحراره بعمق ثم قال لنفسه وهو يستند على حافة المكتب باحدى يديه :
- ربنا يستر وماتموتنيش بدري
.................................................. ........
كانت كالجثه ملقاة على الأرض ، هامده لا حياة فيها ملابسها ممزقه كاملة وهو يجلس بجوارها يتطلع لها بجذعه العاري ضاما احدى قدميه له والقدم الأخرى ممده أمامه على الأرض واضعا ذراعه على قدمه المرفوعه له ، تململت في رقدتها قليلا ، تغيرت معالم وجهها للالم قليلا وهي تتحرك ببطئ ، فتحت عينيها ببطئ شديد وهي تشعر بكل ماحولها يهتز ، أغمضت عينيها بقوه ثم فتحتهما مره اخرى بدأت الصوره تتضح شيئا فشيئا الى ان ظهر أمامها وجهه يطالعها بحده
حاولت ان ترفع نفسها قليلا لتعتدل في جلستها ، شعرت بالآلام بأنحاء جسدها ، ارتكست على مرفقها لتعتدل ، حانت منها التفاته على جسدها وهي واضعة يدها على وجهها في موضع يؤلمها ، جحظت عينيها بشده وهي تنظر لجسدها الظاهر منه أكثر مما هو مخفي ، أخذت تتنفس بسرعه شديده وتحاول ان تخرج أنفاسها بصعوبه ، هالها بشده الدم الذي يوجد أسفلها
عضت على شفتها السفلى بأسنانها الى أن أدمتها بقوه ، ضمت يدها الى صدرها ، التفتت للجانب وجدته يتطلع لها ببرود تام ، لم تشعر بنفسها غير وهي تنهض بسرعه وهي تحاول ان تداري جسدها ، خرجت بسرعه من الغرفه الى الحمام الصغير المجاور لها وأغلقت الباب بعنف شديد ، فتحت المياه بشده كبيره ووقفت أسفلها وهي تكتم شهقاتها بقوه ، أخذت تمسح جسدها بقوه تزيل الدم من على قدميها وهي تبكي بقوه بصمت ، انتهت مما تفعله مسحت عينيها بقوه وعنف لن تركع أبدا ، نعم فقدت أغلى ما تملك ولكن لم يخلق حقير مثله لجعلها تخضع له ، لقد كسرها وبقوه ولكن هي من ولدت لكي تنكسر وبالإراده والقوه تستقيم ولا تنحني ، لن ترحمه لن تشفع له لقد أخطأ حينما ذبحها هكذا ، لن ينجو منها ، احتل البرود معالمها
خرجت من الحمام واتجهت الى الغرفه ، دخلت عليه وجدته واقفا أمامها بجسده القوي وطوله الفاره ، واضعا يديه في جيبه وهو ينظر لها بشماته ، نظرت له ببرود شديد ، لاحظت هو انه يطلع ويتأمل كل إنش من جسدها ، ابتلعت ريقها ثم التفتت له وأولته ظهرها ووقفت تنظر للنافذه التي يتسلل منها ضوء الشمس وعينيها تلمعان بالدموع ، غاظه هو ذلك بشده لقد توقع أن تبدو مهزومه ومنكسره امامه ، توقع منها الانهيار والهلاك ، ماهذه الفتاه ؟ ماذا سيفعل معها اكثر من ذلك ، ولكن لن ينهزم امامها مازالت الحرب تعلن عن بدايتها ، اتجه هو بخطا بطيئه كالفهد الى ان وصل ورائها ، شعرت به وهو يقترب منها ببطئ ، أغمضت عينيها بقوه ثم فتحتها بحده ووقفت ثابته ، وقف خلفها مباشرة ثم مال على أذنها لتلفح أنفاسه الحارقة عنقها الطويل
ابتسم بشماته وهي يقول بهمس شديد :
- أخبار العلامه اللي علمتك عليكي بيها ايه يا حلوه ؟
اغلقت عينيها بحسره لم تظهرها وفتحتها مره اخرى وهي لاتزال على حاله ثابته امامه ، تحرق شوقا لرؤية وجهها وتأثير كلامه عليها ، تحرك ليقف امامها يطالعها لاويا فمه بتهكم وهو يراقب تعابير وجهها الصامت ، أشاحت بعينيها للأسفل ، اقترب منها كثيرا ومال عليها بقوه ، أمسك خصله من غرتها الساقطه على عينيها وأخذ يلعب بها وهو يلفها حول أصبعه قائلا بتهكم وسخريه :
- اخبار الضيافه هنا ايه ؟ عجبتك ؟
رفعت عينيها له وهي تلوي فمها بسخريه قائلة :
- مستواكم في النازل
ضحك هو مقهقها عاليا ثم أردف قائلا بسخريه غامزا بعينه :
- إحنا لسه في اول يوم عادي لسه قدامك وقت طويييل .... متخافيش أنا هحسن من ضيافتي اوي المره الجايه ، هبقى أجمد من كده ، قال الأخيره وهو يغمز بعينه اليمنى ، ثم قال وهو ينظر لها بتفحص بعد ان ابتعد عنها قليلا :
- بس تصدقي تستاهلي الواحد يتعب عشانك ده انتي صاروخ
نظرت له باستحقار ثم التفتت برأسها جانبا وقامت بالبصق جانبا ثم رفعت رأسها له لتقول باشمئزاز :
- إنت وهي واحد ، قالت هذه الجمله وهي تشير بعينيها الى حيث بصقت
اشتعلت عينيه نارا بقوه ، فقام بصفعها على وجهها ، رفعت رأسها ببطئ وبرود شديد له ولم ترفع عينيها لعينيه بل ظلت واقفه في مكانها ، ضحك هو بتهكم ثم اقترب منها ومال برأسه على وجهها الى أن التصقت أنفه بوجنتها فقام باستنشاق عبير جسدها وهو مغمضا عينيه قائلا :
- ممم ، أنا معاكي ومش هسيبك أبدا ، مش هتقدري تخلصي مني ، أنا قدرك اللي هيفضل يلاحقك ، أنا اللي انخلقت عشان يفضل قدام عينيك أنا اللي هشغل كل أفكارك
أغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق ، هي تكره ذلك القرب منه هي تكرهه بشده ، تريد ان تقتل ذلك الوغد ، ذلك الحقير الذي دمرها ، ودت لو ان ترفع يدها لتقوم بخنقه او أن تلتقط سلاحها لتصوبه على رأسه لقتله ، كانت يدها تتحرى شوقا لتقوم بدفعه بكل قوه بعيدا عنها ، ولكن لم تلك النبضه التي احتلت قلبها ، منذ اللحظه الأولى التي انقذها فيها واحتضنها بالقرب من قلبه وتلك النبضه لم تفارقها للحظه كلما فكرت به ، وزادت حينما همس بتلك الكلمات حينما الصق شفتيه بوجنتها
اغلقت عينيها بقوه حينما شعرت بلحيته الخشنه على وجهها الناعم ، يالله انه يريد قتلي ، لقد انتهك جسدي ، ضربني بقوه لماذا قلبي من اللحظه الأولى التي رآه بها وهو ينبض هكذا ، لا لن أجعل ذلك اللعين ينتصر ، ذلك الحقير بداخلي ساعتصره وأقتله ، فتحت عينيها ورفعت عينيها له ، تطلعت بوجهه ، كانت ملامحه حاده بعينيه البنيه الداكنه التي كانت معلقة بعينيها السوداء ، وهذه اللحيه الخفيفه التي اقشعر بدنها بمجرد لمسها له ، كان الذي يفصلهما إنش واحد
تطلعت لعينيه بقوه قائلة بهمس :
- مش أنا اللي يكسرني واحد زيك ، اللي انت عملته هتدفع تمنه غالي اووي. ، وأنا عارفه هتدفع تمنه ازاي ، صدقني هدمرك بس مش بالقتل او بالدم او بالضرب زي ماعملت بيا ، أذا كنت فاكر انك هتهزمني ، تبقى غلطان ، أنا هسيطر عليك ، هستولي على كل حاجه فيك ، هاتبقى تحت رحمتي ، ملكي ، هاخليك تيجيلي تترجاني أرحمك ، وساعتها مش هتشوف الرحمه مني ، وساعتها بس هكون انتصرت
رفع أحد حاجبيه بتحدي ثم قال وهو يهمس بجوار أذنها بحراره وتحدي :
- يترى عدوي ناوي يعمل فيا ايه ؟
ابتعد عنها لينظر لها واعتدل بوقفته وهو ينظر لها بسخريه ، رفعت نفسها على اطراف أصابع قدمها لتصل لوجهه لتهمس امام شفتيه قائلة وهي تنظر لعينيه :
- هقولك
ثم قربت شفتيها من أذنه ووضعت إحدى يديها على صدره العاري ، ابتلع ريقه ببطئ قليلا ، ورمش بعينه مرتين ، أردفت هي بهمس حار :
- هافضل أشغل أفكارك علطول ، لحد ماسيطر على عقلك ويبقى ملكي ، وبعدها هضرب الضربه القاضيه ، وأدخل جو روحك ، وافضل امشي في دمك لحد ماوصل لغايتي اللي عاوزاها ومش هعتقها لما أوصلها ، عارف ايه هي ؟ قلبك ، قلبك اللي لما يقع تحت ايدي هعصره ، وساعتها بس هكون خدت حقي منك
ابتعدت عنه وهي تضحك باستهزاء عاليا وهي تنظر له ، نظر لها بدهشه قليلا ثم ضحك هو الآخر بقوه الى ان ادمعت عينيه من كلامها ، حاول ان يهدأ من نفسه ثم نظر لها قليلا وهو يبتسم بسخريه ، نظرت له ببرود ثم قالت وهي تدفعه من امام النافذه بيدها لتقف امامها قائلة بجديه :
- هاتلي هدوم بدل اللي قطعتها ده
ضحك بسخريه وقال :
- وكمان بتأمري ، ثم اردف قائلا :
- مش عاوزه حاجه تانيه سيادتك
ايلين وقد التفتت لتنظر له بتهكم وهي تلوي فمها ثم استدارت لتنظر للنافذه وتعقد يديها امام صدرها قائلة بسخريه :
- ابقى هات اكل معاك ، اصل شكل هطول في القاعده هنا ، باين عليك هتاخد مني وقت عشان ادمرك
ضحك بصوت عالي ثم قال وهو يخرج من الغرفه :
- شكلي هتعب معاكي ، بس ماتقلقيش نفسي طويل ومعاكي لحد ماتجيبي اخرك
التفت لينصرف فاوقفته بندائها وهي تلتفت له :
- عدوي !
وقف مراد مكانه ونظر لها من فوق كتفه ، اردفت وهي تقترب منه الى ان وصلت خلفه فامالت رأسها قليلا للامام من خلف كتفه قائلة باستهزاء :
- مافيش داعي تحبسني ، قولتلك مش هسيبك غير لما ادمرك ، وانا عند كلمتي ، يعني مش هاهرب ، معاك ومش هسيبك
اعاد نظره للأمام وتقدم في خطاه للأمام ليخرج ، وبالفعل خرج وترك الباب مفتوحا ليصعد لأعلى
عقدت يديها امام صدرها ، تنفست بعمق وهي ترفع راسها للسماء قائلة :
- ياارب
...........



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:19 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه العاشره
...........(عدوي بين ثنايا قلبي).............
نزلت في المشفي بالأسفل ، اتجهت الى الكافتريا وطلبت من العامل القهوه ، انتظرت قليلا ثم أخذت كوبين القهوه والتفت لتخرج من المكان متجه نحو الرواق ، وصلت للمصعد ثم مدت يدها الحامله لاحد الكوبين لتضغط على الزر الذي يطلب المصعد ، وصل اليها من الاعلى ، فتح الباب وهمت بالدخول وجدته واقفابه واضعا يديه في جيبه ، لا تعلم لما توترت من طلته تلك ، كان يقف محيطة به هاله من الهيبه وهو ينظر لها بتمعن شديد ، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم تحدثت بتلعثم أمام باب المصعد المفتوح :
- حض..حضرتك انا ...انا كنت لسه طالعه بالقهوه
ابتسم لها ابتسامه واسعه وأخرج إحدى يديه من جيبه ومدها لها ليلتقط منها كوب القهوه قائلا وهو يقف بالمصعد :
- خلي التاني عشانك ، هتفضلي كده ولا ايه ، على فكره مش هيفضل مفتوح كتير
قال الأخيره وبعدها مباشرة كان سيغلق باب المصعد الا انه وضع قدمه ليمنع ذلك ، دخلت هي للمصعد ووقفت بخجل بجواره صعد المصعد بهم واثناء ذلك أزاحت خصله من شعرها خلف أذنها بتوتر ، خيم الصمت قليلا عليهم الى ان قطعه بقوله وهو ينظر لها ويرتشف القهوه :
- جهزي نفسك عشان عندنا عمليه مهمه النهارده
التفتت له بصدمه ووقفت تنظر له بأعين جاحظه فاغرة فاها
نظر لها وهو رافعا كوب القهوه لفمه ، وجدها تطلع له هكذا ، في ذلك الوقت وصل المصعد لغايته وفتح الباب ، انزل الكوب من على فمه ينظر لها باستغراب شديد ثم قال وهو يهتف بها لكي تفيق :
- دكتوره يارا ؟ مالك ايه اللي حصل ؟
رفعت اصبعها وهي تشير لنفسها بغير تصديق وهي ترمش بعينيها قائلة :
- هتخليني أدخل عمليه معاك ؟
ابتسم باستغراب ثم قال بهدوء :
- اه ليه ايه الغريب ، ثم أردف قائلا وهو يشير بيده امامه ويخرج :
- ممكن نطلع طيب من هنا ؟
خرج هو والتفت لجانبه متعقدا انها تبعته وخرجت ، لم يجدها التفت برأسه للوراء وجدها تقف مكانها تطالعه في صدمه ، وجد باب المصعد سيقفل أسرع ليضع يديه على الباب قائلا :
-ايه يا عم انت استنى انت كمان ، التفت لها ليكم قائلا :- يارا ؟ اطلعي من عندك
اتسعت عينيها اكثر له لمنادته لها باسمها من غير أي القاب ، خفق ذلك الصغير بداخلها بشده ، لم تكن لتتوقع ان منادته فقط باسمها سوف يذهب بها الى عالم آخر ، رفعت يدها ببطئ شديد لتضعها على قلبها وهي تربت عليه بهدوء شديد ، كان هو يقف رافعا ذراعيه ليمنع المصعد من الغلق ، كان يتابع ما تفعله عاقدا بين حاجبيه باستغراب شديد ، لاحظ أنها لم تسمعه مطلقا استغرب أكثر ثم دخل قليلا بجسده هو يمد يده ليمسك بذراعها قائلا :
- يلا يابنتي انتي موتي ؟
كأنه ماسا كهربائيا ، انتفضت هي للمسته لها ونظرت له بذعر ، بادلها النظره بتعجب واندهاش متسائلا :
- ايه يابنتي مالك فيه ايه ؟
اندفعت من امامه كالصاروخ لتركض على الحمام ، تعجب كثيرا من فعلتها وذهب ورائها يتبعها ليرى ما بها ، لم يجد لها أثر وكانها اختفت من أمامه ، أخذ يبحث عنها في كل مكان متسائلا بينه وبين نفسه وهو يتأفف بضجر :
- راحت فين ده دلوقتي ؟
.................................................. ..................
كانت تجلس أسفل شجرة ضخمه ، تنظر للحقول الخضراء أمامها تتأمل ذلك الجمال وعلامات البهجه والراحه على وجهها ، قطع عليها ذلك التأمل صوت عدو حصان ما يقترب منها خلفها ثم يتوقف ، التفتت برأسها وهي تنظر لأعلى ، وجدته على ظهر الحصان بهيئته الرجوليه ، تلك الهيئه التي تبعث الخوف فيمن امامه ، وكأنه هو السيد والآمر لمن حوله ، ابتلعت ريقها ورسمت البرود على وجهها ، التفتت لتعود بأنظارها لتتأمل الحقول دون أن تعيره أي انتباه ، اغتاظ من هذا البرود ثم رفع إحدى قدميه ليستطيع النزول من على الحصان ، هبط بقدميه على الأرض ، ثم تحرك بعصبيه قليلا ليتجه نحوها ، وقف الى جانبها حيث تجلس قال بتهكم وهو يتطلع للحقول امامه :
- أراضينا خدت عجلك يا بنت البندر ؟ ولا ليكون حدا تاني هو اللي واخدها إياك ؟
قال الأخيره بسخريه واضحه ، التفتت لتنظر له بحده ثم حاولت السيطره على عصبيتها وكبح جماح غضبها وهي تلتفت لتتطلع أمامها مره أخرى ، عصبته هذه الحركه منها فالتفت لهابجانبه ليتطلع لجانب وجهها قائلا بعصبيه قليلا :
- أنا بتحدتت إمعاك يا بت إنتي ، إيه مش معبي عينك ولا حاچه عشان ماتچوبنيش ؟
غاده وقد نفخت بضيق ثم استندت بيدها على الأرض لتنهض ، تمكنت من النهوض ثم ضربت يديها ببعضها لتزيل الغبار ، ثم أخذت تضرب على فستانها كذلك لتنظيفه ، التفتت لتنصرف بعد ان رمقته بحده ، همت لتنصرف من أمامه منع ذلك بوقوفه كالحائط يمنع مرورها ، رفعت انظارها الغاضبة لتقابلها عينيه باخرى غاضبه ، قال هو من بين أسنانه :
- كيف تمشي وأنا بتحدتت إمعاكي وإنتي معترديش وكنه ولا ليا جيمه ؟
غاده بغضب هادر :
- ابعد عن طريقي ، همت لتتحرك لتغادر ، اقترب منها ليمنع تحركها قائلا بغضب واضح في صوته المرتفع قليلا :
- مش بجولك إوعاكي تمشي وأنا مخلصتش حديت ؟
ابتلعت ريقها بتوتر قليلا ثم استعادت رباطة جأشها وتحركت من أمامه لتذهب ، غضب بشده فقبض على يدها بقوه ، التفتت هي بسرعه لتنظر ليدها بغضب شديد ثم رفعت انظارها الغاضبة له ليقول بغضب من بين اسنانه :
- أول وآخر مره تعمليها يابت انتي فاهمه
رفعت يدها عاليا لتهبط على وجنته بقوه شديده مخرجة عصبيتها منه طوال هذه الفتره وسخريته منها عليه ، نفضت يده بقوه عنها، التفت بعينيه لها ليطالعها بنظرات قاتله ، توجست قليلا ولكن لم يهمها شئ لتردف قائلة بغضب :
- اول وآخر مره تفكر إنك تلمسني ، ايه هو عشان ساكته ومش بتكلم تزيد فيها ولا ايه ؟ اوعى تفكر بس انك تقرب مني ابدا ولو كنت فاكر اني خايفه تبقى غلطان
تركته وانصرفت من امامه وهي في قمة غضبها ، وكذلك هو حينما اختفت هي عن الانظار أخذ يلكم بقبضته تلك الشجره التي بجواره عدة مرات بغضب شديد وهو يلهث بشده من فمه متوعدا اياها قائلا كن بين أسنانه :
- ماشي يابنت البندر
.................................................. .................
صعد هو لأعلى بسرعه وغضب ، دلف لغرفته ثم وقف امام المرآه ينظر لنفسه وهو يتنفس بحده ، ابتعد من امام المرآه واخذ يجيئ ويذهب بالغرفه واضعا إحدى يديه في خصره والأخرى يمسح بها على رأسه بعصبيه ، أخذ يتذكر هو ماحدث قبل قليل ، كيف تتحداه تلك الحقيره هكذا ، توعدته أن تدمره أن تنهيه ، توقف قليلا ثم فكر بذلك مره أخرى ثم اصدر ضحكة عاليه على تفكيرها ولكن مالبثت أن هدات ضحكاته وارتسم الغضب على وجهه ، التفت لجانبه وجد مزهريه من الزجاج التقطتها وقذفها لتصطدم بالحائط امامه بقوه فتتحطم لقطع صغيره ، وقف يتنفس بسرعه وهو ينظر لبقايا المزهريه يفكر في كل كلمه قالتها له ، فكر جيدا ثم حدث نفسه :
- هذه المعركة ليست منصفه له بالمره ، اغضبه بشده اعترافه بذلك ثم ضرب بقضبته على قلبه بقوه، هذا هو السبب هاهو من لمسة واحده منها خفق بداخلي ، من لمسة واحده بدأ يتمرد على أوامري ، ألا يكفي أنني منذ أن تعلقت عيناي بنظرتها السمراء وهي لا تفارقني ، الم يكفي أنني لم اتوقف عن التفكير بها منذ ذلك الوقت ليأتي القدر ويضعها في طريقي وكأنه يلقيها لي لتسقط بين يدي
لا لن أدع تلك الحقيره لتهيمن على هذه المعركه ، أنا ملك هذه المعركه أنا المتحكم بها ،أومأ مراد رأسه بعزم محدثا نفسه :
- بعينك أخليكي توصلي للي عاوزاه ، التفت عائدا للداخل ، دلف للغرفه واتجه لخزانة ملابسه ، قام بفتح الخزانه وأخرج منها قميصا قطنيا أسود وبنطال أزرق قاتم القى بملابسه على السرير والتقط المنشفه واتجه للحمام لكي يستحم
كانت تسير بقدميها ببطئ وشرود وهي عاقدة يديها امام صدرها وهي تتأفف ، لقد غاب ذلك الغبي كثيرا ، وقفت قليلا تفكر ، خطرت فكره في رأسها ابتسمت بخبث فها قد بدأت أول خطواتها للإنتقام
تحركت بخطوات ثابته لخارج الغرفه ، صعدت درجات السلم ثم أمسكت بقبضة الباب وادارته ليفتح معها ، اتسعت ابتسامتها الماكره ، تحركت لتفتح الباب ببطئ ، خطت خطوتين ووقفت تتأمل ماحولها ، كان المنزل بسيطا في بنائه في الطابق الاول تقع غرفة الاستقبال كبيره وبعيدا عنها بقليل ذلك المطبخ الذي يتخذ ديكوره حرف lعلى الطراز الأمريكي والسلم الذي يقبع باحد الجوانب
ضيقت عينيها بخبث قائلة لنفسها بأنه لا بد أن ذلك السلم يؤدي الى غرف النوم ، تحركت لتصعد درجات السلم بتأني الى أن وصلت لنهايته وقفت تنظر حولها قليلا على أبواب الغرف التي امامها ، كان يوجد ثلاث أبواب ، تحركت باتجاه واحدة منها ، مدت يدها على المقبض وقامت بفتح الباب ، اطلت براسها ، لم تجد أحدا ، عادت ادراجها وهي تنظر للبابين الآخرين ، اقتربت من واحد آخر وامسكت بمقبضه وادارته ليفتح معها ، دخلت الغرفه دارت بعينها بها ولم تجده ، عادت واغلقت الباب خلفها ، توجهت بقدمها الى آخر باب
حسنا لابد أنه يقبع بالداخل ، هاهي فرصتي لبدأ أول هجوم لي ، امسكت بمقبض الباب ، لا يهم الطرق ، حسنا هو آخر مايمكن أن تفكر به ، فتحت الباب وأطلت بعينيها ، حسنا الغرفه نظيفه عن باقي الغرف إذن لابد من انها غرفته ، سمعت صوتا لتدفق المياه بداخل الحمام وقعت بعينيها على ملابسه على السرير
اتسعت ابتسامتها الماكره ، توجهت الى السرير والتقطت ملابسه بيدها ثم توجهت بها الى خارج الغرفه ، دلفت غرفه أخرى وقامت باغلاق الباب خلفها ، توجهت مسرعة السرير وقامت برمي الملابس عليه ، شرعت في خلع ملابسها الممزقه ، ألقت ملابسها الممزقه وأمسكت بقميصه الأسود وقامت بارتدائه فقط بإهمال قليلا ورفعت اكمامه الى مرفقيها ، نظرت لنفسها بالمرآه وابتسمت بخبث ، التفتت وهي تعيد خصلة من خصلاتها خلف أذنها ، مالت قليلا لتلتقط ملابسها الممزقه وتخرج بها من الغرفه مسرعه
في طريقها لغرفته مره اخرى وجدت سلة مهملات امامها قامت بإلقاء ملابسها بها وهي تنظر لها بكبرياء وحسره بداخلها ، هزت رأسها قليلا ثم رمشت بعينيها وهي تبتلع ريقها لتدلف لغرفته بسرعه
دلفت للغرفه وجدته لم يخرج بعد من الحمام حمدت الله واتجهت للمرآه وقفت أمامها ، في هذه اللحظه سمعت صوت المياه يتوقف ، رفعت احد حاجبيها بدهاء وخللت أصابعها لتتناثر خصلاتها السوداء لتستريح على ظهرها كاملا حتى أسفل خصرها ، مدت يدها لتلتقط فرشاة شعر من أمامها ثم بدأت في تمشيط خصلاتها ببطئ شديد وهي تقف أمام المرآه مسلطه عينيها على باب الحمام
لف منشفة حول خصره ، رفع كفه ليعيد خصلات شعره المبلله للخلف بعيدا عن عينيه ، اتجه الى الباب وامسك المقبض ، لفه ثم خرج وهو مطأطأ رأسه ، ثم مالبث أن رفع رأسه لينظر امامه ، صعق بشده مما رآى امامه ، وقف فاغرا فاهه وعينيه متسعه عندما رآها
كانت تنتظر خروجه بلهفه ، وعندما خرج أشاحت عينيها لتنظر لنفسها وهي تمشط خصلاتها الناعمه ، وقف ينظر لها كانت تبدو له حوريه بخصلاتها المتموجه التي تشبه تمردها ، كانت ترتدي قميصه فقط هو كل مايغطي جسدها ، تأملها من أعلى لأسفل ، حتى ولو لم يكن قميصه منسقا عليها ، الا وبحق كانت تبدو كالمانيكان بداخله ، جسدها النحيل الذي يختفي بداخله ، يظهر كتفها ببشرته الناعمه منه نتيجة سقوطه قليلا عنه ، وساقيها الرشيقتان وهي ترفع إحداها لتحك بها ساقها الاخرى ، رفع عينيه لأعلى مره أخرى ، انتبه لنفسه مهلا أهذا قميصه ؟ نعم ، تغيرت ملامحه للحده ، هذه الحقيره لقد تمادت مالذي تفعله هنا ؟ ولما قميصه عليها ؟ ، لما تقف بدون ملابسها امامي لا يسترها سوى ما يخصني ؟
اتجه نحوها بخطى غاضبه الى ان وصل خلفها ، قبض على ذراعها بشده وهو يلفها ناحيته ليواجهها ، أدارها بقوه شديده ناحيته حتى اصطدمت بصدره العريض بيديها الناعمتين ، كان كفيها الصغيرين ترتخيان على جذعه العاري ، كانت إحدي يديه قابضة على ذراعها والأخرى تحيط بخصرها بقوه شديده نتيجة ارتطامها به
تناثرت خصلاتها السوداء لتسقط غرتها الطويله لتغطي عينيها ولكن لم تستطع هذه الخصلات أن تخفي الجاذبيه التي زادت بعينيها حينما تناثرت عليها ، استفزته تلك الخصلات كثيرا ، غضب منها ، هذه الخصلات تمنعه من رؤية شعاع عينيها ، تحجب عنه معرفة ما يدور بخاطرها ، الا يقولون العين مرآة القلب ، أريد أن أتغلغل بداخل روحها لأصل لذلك القلب ، هذا القلب القاسي ،الجاف ، إن كانت هي تعلن الحرب ضدي بذبح قلي ، فأنا من سيكتب له الإنتصار ، هذه الحرب لن تنتصر بها ، حرب القلوب سوف أكون بها القاضي والجلاد يا عدوي ، لقد بدأت نهايتكي تكتب من الآن
كانت هي بين يديه ، شعرت به يحيط بها ، كانت يداه تحيط بجسدها ، شعرت بأنفاسه وكأنها تتنفس بها ، أغمضت عينيها لا تعلم لماذا ولكن كل ما أرادته هو أن يستمر ذلك الشعور لا تريد أن تبتعد فقط تظل هكذا ، ولسوف تكون ممتنه بشده إذا أغدق عليها وجعلها تنعم بالمزيد منه ، فتحت عينيها ببطئ. ، وجدته يتطلع لها بنظره غريبه ولكن ما فسر تلك النظره هو قلبه ، كانت إحدى يديها فوق قلبه مباشرة شعرت بعدم انتظام دقات قلبه تحت يدها ، حركت أناملها قليلا على صدره وهي تنظر له شعرت بنبضه زاد اكثر ، شعرت بداخلها بالانتصار ، شعرت بأن أول خطواتها قد أتت بثمارها من الآن ، رفعت عينيها لعينيه رأت نظرة قاتمه عارمه بال...بالرغبه ، اضطربت من داخلها وتوترت بشده لم تتوقع ذلك في أبعد أفكارها ، وما أكد لها ذلك ، قبضته التي تحيط بخصرها ، شعرت بها تضعف بعد ان كانت قويه ، وكذلك قبضة يده حول ذراعها ، بدأت تلين عليها ، نظرت له بتوجس وابتلعت ريقها بصعوبه شديده ، شعرت بيده تتحرك على خصرها بنعومه شديده انتفضت هي من لمسته برقه لتقترب أكثر ملتصقة به ، هذه المره لم يكن قلبه هو الذي تشعر به أسفل يدها ، بل كان قلبها هو الذي يكاد يخرج من مكانه
يالله كيف هذا أنا من تحدته ! ، أنا من أعلنت الحرب عليه وأكدت له بأنني سأكون المنتصر !، كيف يفعل هذا بي ذلك الخائن الصغير ، قلبي ، قلبي مالذي تفعله ؟ لا تدق لا تخفق له ، لقد آذاك وقام بجرحك بشده ، لا تذهب اليه ، أخذ صدرها يعلو ويخفق بشده وهي تنظر لعينيه ، كانت عينيه مسلطه على عينيها ثم انتقلت لتستقر على شفتيها ، انتبهت هي لعينيه وأين ينظر ، خافت كثيرا من قلبها لم تعد تعرف مالذي سيفعله بها ؟ ، وفجأة أغمضت عينيها واستسلمت لقراره دون أن تفكر هذه البلهاء بفعلتها
شعر هو بانها قد استسلمت ورفعت راياتها ، اقترب منها بشده ثم وفجأه شعرت بالبرود من حولها والابتعاد ، اقترب حاجبيها قليلا من بعضهما ثم فتحت عينيها لتراه ، وجدته يقف امامها واضعا يده خلف ظهره وهو ينظر لها بانتصار ، كانت عينيه تقول لها " أرأيت لن تصلي لمبتغاك هذه الحرب أنا سيدها "
قرأت مايدور بخاطره فنهرت نفسها بشده على غبائها ، استدارت لتنصرف من امامه أوقفها بقوله بتهكم :
- على فين ؟
إيلين وهي مولية إياه ظهرها قائلة بسخريه :
- متخافش لسه حقي مخدتهوش
اقترب منها وعلى شفتيه ابتسامه ساخره ، تقدم اليها حتى وقف امامها وعقد يديه أمام صدره رافعا حاجبا بسخريه :
- انتي بتواسي حالك بكلمتين ، اومأ برأسه وهو يبتسم بجانب فمه وهو ينظر للأرض قائلا :
- ماشي ، عادي ثم أردف وهو ينظر لها قائلا :
- برده الخساره طعمها وحش ، ثم أكمل ببرود :
- بعد كده ياحيلتها تبقي تتكلمي على قدك واللي حصل دلوقتي ده درس صغير ليكي ياريت تفهمي ده ودي آخر مره أشوفك فيها هنا في الأوضه دي
نظرت له بتحدي ثم أخذت تقترب منه الى أن وقفت أمامه مباشرة ، ضيقت عينيها قليلا ثم ابتسمت ابتسامه جانبيه وهي ترتفع لتصل لأذنه هامسة :
- لأ
ثم ابتعدت عنه وضحكت والتفتت لتنصرف ، فأوقفها قائلا :
- القميص ؟
التفتت له ايلين لتعقد بين حاجبيه باصطناع عدم الفهم وهي تهز برأسها بمعنى ماذا تريد ؟
أردف هو قائلا. ببرود :
- اقلعيه
نظرت له ايلين قليلا ثم ضحكت عاليا وهمت لتنصرف فأوقفها قائلا بأمر :
- بقولك اقلعيه
نظرت له قليلا بتعابير خاليه دون أن تتحرك من مكانها ، تحركت بعصبيه قليله اتجاه خزانة الملابس ، مدت يدها وقامت بفتح الباب الخاص بها أخذت تعبث تحت ناظريه بالملابس خاصته ، اقترب منها الى أن وقف بجانبها سائلا بحده :
- بتعملي إيه ؟
لم ترد عليه ولم تلتفت له ولكن قامت بإخراج قميص قطني بني وبنطال قطني أسود من ملابسه ، أخذتهم أمام عينيه المتعجبه منها ، ابتعدت عنه قليلا الى ركن ما ، رفعت يديها الى أزرار القميص الذي كانت ترتديه وشرعت في حل هذه الأزرا بقليل من الغضب
أعطاها ظهره عندما رآها تهم بخلع القميص ، قبض على يده بشده وعقد بين حاجبيه بقليل من الغضب ، حقا إن هذه الفتاه لحقيره ، كيف تقوم بهذا أمامي هكذا وأنا لم أستطع أن ألمسها حتى أو انتهك حرمة جسدها ، تنفس بضيق وأردف قائلا مع نفسه :
- حتما ستصيبني بالجنون ، لم يمض سوى ليلة واحده وأشعر أنني سأفقد عقلي
قامت بخلع قميصه ، وشرعت بارتداء الملابس التي أخرجتها من الخزانه وبعد أن انتهت ،
نادت عليه وهي تمسك بالقميص بيدها :
- هاي إنت !
التفت لها مراد بحده قليلا ولم يكد أن يلتفت وقد وجد القميص مقذوف في وجهه ، أبعده بغضب عن وجهه وهم بالصراخ عليها الا أنه تراجع عندما نظر اليها ، كانت ثيابه فضفاضه عليها للغايه ، كان القميص يصل الى منتصف فخذها ، والبنطال أقل ما يمكن أن يقال أنها كانت غارقة فيه بجسدها النحيل ، كانت ترفع البنطال حتي وصل الى أسفل صدرها بقليل ، كانت ممسكة به بيدها حتى لا يسقط منها
كانت هيئتها مضحكه للغايه ، نظر لها رافعا أحد حاجبيه بتعجب قليلا ، أخذ يتطلع لها بتمعن من أعلى رأسها الى أسفل قدمها ، لم يشعر بعينيه التي ضاقت قليلا إعجابا بهيئتها البريئه وخاصة مع خصلاتها الناعمه المتناثره على وجهها التي جعلتها كالطفله ، انتبه لنفسه فعقد بين حاجبيه بغضب مصطنع وهم أن يتكلم وجدها قد التفتت لترحل وهي تقول :
- تعالي ورايا على تحت بسرعه في المطبخ بعد ما تتنيل تلبس ، هستناك عشان تحضرلي الأكل عشان سيادتك راميني تحت جعانه
خرجت من الغرفه تاركة اياه يهز رأسه غير مصدقا هذه الفتاه وتصرفاتها المجنونه ، من هو الخاطف والآمر أنا أم هي ؟
.................................................. ...................
في منزل جمال مهران اتجه عدي الى غرفة أخيه ، قام بطرق الباب عدة مرات ولم تأتيه إجابه من الداخل ، استغرب ذلك فقام بفتح الباب ، دلف للغرفه ودار بعينيه بحثا عن أخيه ، توجه للحمام وقام بالطرق على الباب :
- مراد ! مراد !
لم تأتيه إجابه منه ، فقام بفتح الباب ولم يجد أحد ، استغرب أكثر ، مد يده لجيبه والتقط هاتفه ، قام بالاتصال بأخيه
كان مراد في ذلك الوقت قد ارتدى بنطاله وشرع في ارتداء القميص ، رن هاتفه فأكمل ارتداء الملابس ثم نظر للهاتف وهو يعدل بإحدى يديه طرف قميصه ، نظر للشاشه وجده أخيه ، فكر قليلا ثم رد بهدوء :
- الو
عدي بلهفه :
- ايه يا عم ؟ انت فين أنا هنا عماله ادور عليك في كل حته ومش لاقيك
مراد بهدوء وهو يلتفت ليخرج من الغرفه :
- اه أصلي سافرت لندن
عدي بصدمه مرددا :
- سافرت لندن !؟
مراد وقد هبط درجات السلم واتجه بقدميه للمطبخ ليرى ما تفعله هذه الحمقاء :
- آه سافرت بعد الفرح علطول
عدي متسائلا :
- خير سافرت ليه ؟
مراد وقد وصل للمطبخ فوجدها تجلس على كرسي امام الرخام الكبير الذي يحيط بالجهه الأماميه منه وهي تطالعه ببرود ، أردف قائلا بجمود لأخيه وهو ينظر لها :
- شغل ! أنا عندي شغل واحتمال ياخد مني وقت ، بس مش هارجع غير لما اخلص منه
لوت فمها بسخريه وهي تقلب لأعلى ثم أشاحت بوجهها
مراد منهيا مع اخيه :
- سلام دلوقتي ، ولم ينتظر ليسمع رد أخيه فأغلق الهاتف بوجهه ووضعه بجيبه ، تفاجأ عدي من رد فعل اخيه ، أبعد الهاتف عن أذنه ونظر له وهو يردد لنفسه :
- طب وامك هاعمل معاها ايه ؟
بعد ان أعاد الهاتف لجيبه مره أخرى ، نظر لها ببرود رافعا أحد حاجبيه ، نظرت له فوجدته يطالعها ببرود وصمت ، أردفت بضيق قائلة :
- ايه هتفضل متنح كده كتير ومش هتعملي أكل ؟
تحولت نظراته البارده الى أخرى غاضبه بشده وفي لحظه واحده كان هو قابضا على ذراعها ، واصابعه تكاد تفتك بها قائلا بهتاف غاضب :
- بت إنتي ، وش أهلك ده ماشفهوش قدامي وحالا تاخدي بعضك وتروحي في داهيه وتنزلي تحت وحسك عينك لسانك ده يطول لأحسن واللي خلق الخلق لأكون مربيكي ، واياكي تفتكري إنه الكلام الأهبل بتاعك ده ياكل معايا ، وحياة امي مانا عاتقك غير لما أعرف من الوسخ اللي مشغل أشكالك الزباله
ايلين وهي تحاول بشده الفكاك من قبضته بعصبيه هتفت بحده :
- لأ راجل ! ، وهتعمل إيه يا دكر اكتر من اللي عملته مع....آااه
لم تكمل كلامها إذ بصفعه قويه تهبط على وجنتها تجعلها ترتطم بالكرسي لتسقط على الارض
التفتت لتستند على جانبها واضعة يدها على وجنتها لتنظر له بحده ،نزل الى مستواها وسند بيديه على ركبتيه وصاح بها :
- لمي لسانك يا ***** ، عشان سكت عليك تتفرعني ******
نظرت له بإشمئزاز وأبعدت يدها عن وجنتها لتستند بها لتستطيع الوقوف ، تمكنت من ذلك وتملك منها البرود بشده ، هذه المعركه في بدايتها ولن تضعف لن يقف في طريقها عائق ، إن كان هو يستخدم العنف معي لكي أردخ وأعطيه مايريد فنجوم السماء أقرب إليه ، سوف أجعله يجن ويشتعل غيظا وغضبا من لا مبالاتي ، وإن كانت على الآلام التي سأمر بها فسأتحملها فهي لاتقارن بما عانيته في حياتي
توجهت ببرود الى المطبخ ودلفته تحت انظاره المندهشه ، وما زاده دهشة هو رؤيته لها وهي تدور بعينيها وتبحث في كل مكان عن الطعام اتجهت لتقوم بفتح البراد تبحث عن شئ يؤكل ، لم تجد مايكفي شخصا واحدا فقط وجدت قليل من فاكهة العنب فالتقطت عدة حبات وألقتها في فمها لتاكلها فقالت وهي تنظر بداخل البراد :
- روح هات أكل
اشتعل غيظا من برودها الذي سيقتله وتقدم بسرعه غاضبا ليقبض على ذراعها ويسحبها بحده وهي تحاول ان تفلت من قبضته القويه :
- ااه سيب ايدي ، ابعد عني ....اااه
انقطعت الكلمات عنها حينما تعثرت ببنطاله الواسع لتسقط بقوه على الارض وأثناء سقوطها كانت متشبثه بقميصه فسقط معها جانبا ، تأوهت هي بخفوت قليلا ، بينما عقد حاجبيه لشعوره بقليل من الألم ، التفتت له بحده ورفعت نفسها قليلا لتصبح فوقه مستنده بكفيها حول رأسه على الأرض :
- مش تفتح يبني آدم انت ، عماله أقولك براحه براحه وانتي مش بتسمع إيه بقيت أطرش
كان يهم بالإعتدال وجدها تميل فوقه لتنهرهه ، أعاد جسده وراسه مره أخرى على الارض لينظر لها ، تطلع إليها بتمعن ، ابتلع ريقه ببطئ وعينيه البنيه تدور على كل إنش بوجهها يتأمله جيدا ، تأمل وجنتها الناعمه تحرت يداه لتلمس وجنتها الناعمه ، انتقلت عينيه لعينيها السمراء ، راقب الشعاع الذي يخرج منها شعر بخطورته وللحظه شعر به سيسقط أسيره ، أشاح بعينيه لتقع بمنطقه أكثر خطورة ، وقعت على شفتيها الورديتين ، لم يسمع كلمه مما قالته ، علت نبضات قلبه ، ابتلع ريقه بصعوبه شديده ، توقف العقل عن العمل تماما وأعلن القلب عن حضوره ليدير الحرب الدائره
سأله قلبه عن مذاق رحيق شفتيها ، أجاب نفسه برغبته الشديده ليعرف الإجابه ، سقطت عدة خصلات منها وهي تتحدث بعصبيه معه ، لم تنتبه الى عينيه ونظراته الموجهه لشفتيها ، عاقت هذه الخصلات تأمله ، كانت تتحدث مشيحه بوجهها جانبا ، صمتت قليلا لتتحدث بتهكم وهي تنظر جانبا :
- عارف أنا بكلم صنم مش كده
شعرت بنسمة هواء صغيره تلفح وجهها بنعومه ، التفتت لتنظر له بتعجب وجدت خصلاتها الساقطه تحيط بوجههما وهو ينفخ بها لتطير بعيدا عن وجنتها ، لاحظت نظراته المتمعنه بها ، شعرت بتغير خفقات صغيرها ، وفي لحظه كانت أصابع يده تتحسس شفتيها برقه شديده وهو يتطلع لها بشغف ، أخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعه ، شعر بقلبها فوق قلبه يخفق بشده استجاب قلبه هو الآخر لنداء قلبها وناظره في خفقاته
لم يشعر بيده الأخرى وهي ترتفع لتبعد خصلاتها لخلف أذنها بنعومه جعلتها تتوتر بشده ، أخذت أصابع يده تتحرك ببطئ على شفتيها وكانها ترسمها ، نظرت لوجهه فاستقرت بعينيها على شفتيه وجدته يبتلع ريقه ، فعلت المثل ، حاولت ان تتماسك وتبدو ثابته ولكن اقتراب رأسه من وجهها اخضعها للإستسلام ، اقترب برأسه منها وهو محيط بيده وجنتها وإبهامه يتحرك بنعومه على وجنتها الناعمه ، رفع نفسه قليلا ليستند بمرفقه على الأرض واليد الأخرى تقرب وجهها منه ، خارت مقاومتها ولم تحاول ان تبدي رد فعل له ، اقترب كثيرا منها الى أن لثمت شفتيه وجنتها بنعومه ، أغمضت عينيها بقوه وهي تعض على شفتها السفلى ، تحركت شفتيه على وجنتها لتقترب من جانب فمها وهو يستنشق عبير جسدها المخدر بشغف ، قبل جانب فمها برقه
صرخ قلبها بداخلها بانه لم يعد يتحمل كبحها له ، خفق بقوه واعلن سيطرته عليها ، أعطى الأوامر ليدها لترتفع إحداها من على الأرض لتصل لصدره ، وضعت يدها عليه وأخذت اناملها تتحرك ببطئ على صدره ، شعرت بانتفاضة جسده من لمستها الناعمه ، تحركت أناملها بنعومه لتصل لتستقر فوق قلبه لتستشعر نبضاته
شعر باناملها فوق قلبه فزاد إضطرابه ، تحرك بشفتيه ليلامس شفتيها بنعومه ، بقبله دافئه ، حطمت حصونها التي طوال عمرها قامت ببنائها ، استجابت لقبلته الناعمه ولم تفكر بأن تبعده عنها ، طال بقبلته لها ثم ابتعد عنها ببطئ شديد بعد فتره ليلتقط أنفاسه وكذلك هي ، ابتعد عنها وهو ينظر لعينيها المغمضه ، ابتعد عنها عدة سنتيمترات صغيره ، فتحت هي عينيها ببطئ ، وجدته يتطلع لها بعينين هائمتين ، نظرت له بأعين ناعسه ، تحركت أنامله على وجنتها بنعومه جعلتها تبتلع ريقها وهي ترفع يدها من على قلبه لتضعها على وجنته تتحسس لحيته برقه وهي تتأمل كل إنش بوجهه ، وجدته يقترب منها ليدفن وجهه بعنقها الطويل ، اقشعر بدنها من لحيته الخشنه ومالت برأسها قليلا على وجهه ، شعرت به يتنفس بعمق وهو يستنشق رائحتها
فاقت مما هي مغيبة به وفتحت عينيها بصدمه وقامت برفع قبضتيها لتدفعه بقوه بصدره لتبعده عنها وهي ترمقه بحده شديده ، ساندت نفسها لتنهض من أمامه وهي تحاول ان تعيد لنفسها الثبات ، رمقته بحده قبل ان تلتفت لتنصرف
كان غائبا عن العالم من حوله ، كان مخدرا بعبقها ، لم يكن يريد أن يفوق مما هو فيه ، لم يشعر بنفسه سوى وهي تدفعه بقوه بعيدا عنها ، لم يعرف هول مافعله سوى بعد أن هبطت أمامه على الدرج المؤدي للدور الأرضي ، تطلع للأمام قليلا بشرود وهو لا يصدق ما فعله منذ قليل ، كيف توقف عقله الغبي عن العمل وأعلن القلب عصيانه وتمرده على العقل ليخضعه لسطوته ، كان ذلك الغبي الصغير بداخله هو الذي دفعه ليفعل ذلك ، ظل فتره من الوقت على حاله لا يستوعب ما الذي ارتكبه ، رفع يده ليمسح على رأسه بغير تصديق ، ثم ضم قبضته وقام بالضرب عدة لكمات على الأرض بعصبيه شديده وهو يتمتم لنفسه بحده :
- غبي ! غبي! غبي
نزلت للأسفل ، ركضت مسرعة الى داخل الغرفه وأغلقت الباب خلفها ظنا منها أنيه يمكن أن يكون خلفها ، وقفت خلف الباب وهي تتنفس بسرعه شديده وصدرها يعلو ويهبط بعنف ، وضعت يدها على صدرها لتهدأ قلبها قليلا ، أخذت تسترجع كل ماحدث معها وما صدر منها ، عقدت بين حاجبيها بغضب وأخذت تنهر نفسها بشده وهي تضرب رأسها بقوه بيدها قائلة :
- غبيه ، غبيه
توقفت للحظه لتتذكر ذلك الشعور الذي ... اشتعلت به شغفا ، رفعت أناملها لشفتيه تتحسسها وهي تفكر ، يالله لماذا اندفعت خلف قلبي واتبعته ؟ ، لماذا شعرت بالدفئ ، بالأمان ؟ ، ابتسمت برقه عندما تذكرت قلبه الذي كان يخفق بقوه كقلبها ، زادت خفقات قلبها حينما تذكرته وهو يستنشق عبيرها شعرت بالخجل لذلك ، انتبهت لما تفكر به، ضحكت على نفسها بسخريه وهي تعتدل في وقفتها واضعة يديها في خصرها قائلة :
- ده اللي ناقص إني أحس بكده ، فوقي ياغبيه ده عدوك
صعد هو لغرفته ودخلها بعد ان أغلق بابها بعنف خلفه ، تحرك فيها كالليث المحبوس وهو يدور حول نفسه محدثا نفسه بعصبيه ، كيف توقف عقله عن العمل ؟ كيف ساقه قلبه لفعل ذلك ؟ كيف كان بهذا الغباء ؟ ، انساق ورائه ليجيب أمره ، قبلها ! ،قبلها ، ااه كلما تذكر ذلك ، كيف وصل به تمرد قلبه ليصل به الى هذه النتيجه ؟ ، توقف قليلا ووضع احدى يديه في خصره واليد الأخرى تمسح على رأسه برفق وعينيه تتحدث بشغف بأنه عاذر لقلبه ، فكيف يستطيع الصمود أمامها ؟ ألا تكفي عينيها السمراء ليتعلق بها أسيرا لتأتي شفتيها لتزيد ولعه بها ، ابتسم بجانب فمه ابتسامه صغيره وهو يجيب على سؤال قلبه عندما سأله كيف هو طعم رحيقها ؟ ، ذلك الرحيق الذي للحظه شعر وهو يقبلها أنه كالترياق الذي يحيه ، ااه أيها القلب ، انتبه لنفسه فسارع عقله لينهره قائلا بأنه بدأ يفقد السيطره ويجب عليه أن يكبح تمرد قلبه كلما نظر لها ، لن تأتي واحده مثلها لكي تجعله يفقد صوابه
.................................................. ........................
خرج كلاهما من حجرة العمليات وهي غير مصدقه بأنه وبعد شهرين معه دلفت لغرفة العمليات ، كان تبتسم بسعاده وهي تغسل يدها ، وقف الى جانبها يغسل يده هو الآخر ، حانت منه التفاته لها وجدها تبتسم بسعاده واضحه أخذته ابتسامتها ان لم تكن سلبت لبه وظل يتطلع لها ، بعد ان انتهت قامت بتجفيف يدها والتفتت لتنصرف وجدته يتطلع لها بصمت عقدت بين حاجبيها باستغراب فنادته :
- دكتور ياسين ؟
انتبه لها قائلا :
- هاه ..ايوه
يارا بتساؤل :
- خير حضرتك فيه حاجه ؟
ياسين بابتسامه صغيره وجرأه :
- أصل اول مره أشوفك بتضحكي بالجمال ده وحسيت ان اللحظه ده مش هتتعوض فحبيت استغلها واتفرج على ضحكتك
خجلت يارا بشده من كلامها وتضجرت وجنتيها بحمره شديده وهي تطأطأ برأسها أرضا ، ابتسم ابتسامه واسعه لجمال وجنتيها باحمرارها ، أراد أن يزيد خجلها فاقترب منها كثيرا بدرجه كبيره ، توترت بشده لذلك والتفتت لترى ماخلفها وهي تتراجع ، كان أحواض المياه خلفها ، أعادت نظرها للأمام فحانت منها التفاته لعينيه لترى الخبث فيهما فاخفضت عينيها ، مال هو برأسه ليصل لأذنها قائلا بهمس خبيث :
- ولا يمكن عشان عيوني عسليه وحلوه شفت ضحكتك زي القمر
لم تشعر بنفسها وهي ترفع عينيها المتسعه ببراءه لتنظر له قائلة بغير وعي :
- هاه ...
اقترب منها قائلا وهو يتطلع بعينيها وهي مغيبة ليقول بهمس :
- مش كنت قايله إني عيوني حلوه
أومأت برأسها كالمغيبه وهي تنظر لعينيه ، اتسعت ابتسامته وهو يغمز بإحدى عينيه ثم التفت ليقول وهو ينصرف :
- يلا عشان في حاله لازم نشوفها عشان هيتعملها عمليه كمان كام يوم
ابتسمت بشده وهي تركض ورائه بسعاده لتلحقه
.................................................. ..........
عاد آل مهران الى القاهره مره أخرى بعد أن ودعوا الجميع بأسيوط ، أعلم عدي بخبر سفر اخيه لوالدته التي انفعلت قليلا من ذلك الخبر ، من سفر ابنها دون أن يخبرها بذلك وعزمت أن تقاطعه لفعله هذا ، ودعت غاده من ريان بنظرات متوعده وغاضبه بادلته إياها بمثلها ، صعد الجميع الى الطائره الخاصه بهم التي أقلتهم الى القاهره ، وصل الجميع ورحل عبدالرحمن بعد ان ارتاح قليلا بفيلا آل مهران وكذلك غاده التي عادت لمنزلها
.................................................. .
عادت هي الى الشقه بعد أن حل الليل بستائره على الجميع دخلت وهي تدندن بسعاده وأغلقت الباب خلفها ، وألقت المفاتيح على الاريكه بجوارها رأت ريهام تجلس بضيق على الأريكه ، عقدت بين حاجبيها واقتربت لتجلس بجانبها قائلة بتساؤل :
- مالك يا رورو ، ايه اللي حصل ؟
ريهام بضيق والقليل من القلق :
-ايلين من ساعة الصبح وأنا عماله اتصل بيها يمكن ترد بس مبتردش ، التفتت ليارا لتكمل بخوف :
- أنا ..أنا خايفه ليكون حصلها حاجه
يارا محاولة أن تطمأنها وهي تربت على كتفها :
- متخافيش حبيبتي إن شاءلله خير ، اصبري شويه واتصلي بيها تاني ، يمكن يكون تليفونها ضاع ولا حاجه ، ماتقلقيش عليها أكيد بخير واصبري يمكن هي اللي تتصل تطمنك
أومأت ريهام برأسها وهي تحاول ان ترسم ابتسامه صغيره على شفتيها مشيحة بعينيها عن يارا ، ثم انتبهت لتلتفت لها قائلة بتساؤل :
- وبعدين تعالي هنا ، داخله عماله تغني ايه اللي حصل ؟ ده انتي علطول كنتي بتدخلي ضاربه بوز شبرين قدام
يارا وهي تلوي شفتيها كالأطفال قائلة :
- ياشيخه اعوذ بالله إنتي زعلانه إني فرحانه شويه
ريهام وقد ضيقت عينيها قليلا لتقول :
- وإيه اللي مخلي الغزاله رايقه كده ؟
يارا بعدم فهم وهي تنظر لها :
- رايقه ازاي
ريهام وهي تردف بمكر :
- الاسد عمل إيه عشان الغزاله تغني وتضحك ؟
يارا وقد فهمت ماتلمح له صديقتها فتلعثمت وهي تسعل متنحنحه :
- كح ..كح ..حم ..هاه أسد ؟ أسد إيه ؟ انتي قصدك ايه ؟
ريهام وهي تضحك وتنهض من مكانها لتنصرف :
- كفايه انك فهمتي مفيش داعي تعملي غبيه ، يلا أنا داخله أجهز الأكل
تنفست يارا الصعداء بعد أن انصرفت ريهام وهي تقول لنفسها :
- الحمدلله ، بس أنا ليه حاسه بكده ، ربنا يستر
.................................................. .....
سمعت صوت سيارته وهي تتوقف ، التفتت لمصدر الصوت وهي واقفه عاقده يديها امام صدرها ، بعد ما حدث خرج من المنزل واستقل سيارته لينصرف لاتعرف الى أين ، كيف له أن يثق بها بهذه السهوله ليتركها وحدها ؟ ألا يخاف أن أهرب ؟ ، شعرت بخطواته وهو يهبط على درجات السلم الى الأسفل حيث الغرفه ، التفتت لتنظر من النافذه عاقدة يديها امام صدرها محاولة أن تخفي ذلك الإرتباك الذي أصابها قليلا ، اصطنعت النظر الى خارج النافذه بينما كانت تسترق النظر بأسفل عينيها
توقف عند نهاية السلم وهو يحمل عدة أكياس بيده ، عقد بين حاجبيه بحده مصطنعه ونهر نفسه بهمس ثم أخذ نفس عميق واتجه بخطوات غاضبه الى الغرفه ، فتح بابها بقوه تطلع بها وجدها تقف أمام النافذه ولم تلتفت له حتى ، توجه بخطوات بطيئه للداخل وضع الاكياس التي بيده على الأرض وقال لها بحده :
- الطفح
التفت لينصرف ولكن أوقفته بقولها وهي توليه ظهرها :
- مش عاوزه
مراد بحده وهو ينظر لها :
- نعم !
ايلين وهي على حالها :
- إنت كلت ؟
مراد وقد ارتفع حاجباه بتعجب :
- أفندم ؟
ايلين ولا تعلم لماذا تسأله هذا السؤال ، فقالت بنفاذ صبر وهي توليه ظهرها :
- إنت أكلت ؟ ، إيه صعب السؤال ؟
مراد وقد التفت لها بانتباه ليردف بإستنكار :
- لأ مش صعب ، بس ليه بتسألي ياختي ؟
إيلين بسخريه وهي تلتفت له :
- أصلك ممكن تكون حاططلي سم فيه ، فعوزاك تاكل منه الأول عشان أطمن
ضحك هو مقهقها ثم أردف وهو يتجه للأكياس ليلتقطها من على الأرض قائلا :
- ماشي
جثا بركبته على الأرض وقام بإخراج علب الطعام من الأكياس ، إقتربت هي منه الى أن وصلت له وجثت أمامه على الأرض هي الأخرى تنظر له تاره والى الطعام تاره وهو يخرجه ، قام بإفراغ محتويات الأكياس جميعها تحت ناظريها ، قالت له ببرود :
- كل الأول
نظر لها بسخريه ثم أمسك بملعقه وقام بغرسها في إحدى العلب ليرفعها بالطعام الى فمه ليتناوله ، مضغه لبعض الوقت ثم نظر لها بتهكم ولم يتحدث ، مدت يدها تلتقط منه الملعقه وقامت بغرسها في الطعام لترتفع به لفمها لتتناوله تحت أنظار مراد المراقبه لما تفعله ، مضغت الطعام قليلا ثم اكفهرت ملامحها وابتلعته بصعوبه وهي تنظر له قائلة بإشمئزاز :
- إيه القرف ده ؟
نظر لها باستغراب قائلا :
- إيه فيه ايه ؟
إيلين ببرود وسخريه :
- دوق وإنت تعرف
نظر لها وللطعام ثم رفع نظره لها مره أخرى فمدت يدها بالملعقه قائلة ببرود :
- هتفضل تبصلي انا والأكل المقرف ده كتير
التقط منها الملعقه بحده قليله ثم مد يده في علب الطعام ليتناول ملعقه أخرى ، وضع الطعام بفمه ثم أخذ يمضغه بترقب تحت انظارها وهي تبتسم بخبث ، نظر لها بغضب قليل فاصطنعت قناع البرود فقال لها :
- ماله الأكل ما حلو أهو إيه اللي مقرف بقى
إيلين بيرود :
- مش عاجبني ، افتح علبه تانيه
نظر لها بحده ثم أردف وهو يتمتم بغضب ليفتح علبه اخرى :
- ده انا عاوزه أخنقك واخلص من شكلك يا شيخه
إيلين ببرود :
- قريب ياخويا
رمقها بنظره غاضبه ثم عاد بنظره للطعام رفع عينيه لها قائلا بسخريه :
- إيه تحبي أكل من ده كمان أصل حاططلك في سم
إيلين ببرود وهي تعطيه الملعقه :
- طبعا لازم تاكل عشان السم يموتك قبلي
مراد بعصبيه شديده وهو ينهض من على الارض :
- بقولك إيه يابت انتي ، طفح وجبتهولك لحد عندك ومش عاجب عاوزه ايه ياختي ، كلتي بالسم الهاري ماكلتيش روحي في ستين داهيه ، انا أساسا عاوز أخلص من وشك
التفت لينصرف ولكن تصلب مكانه عندما تحدثت بعفويه وهي تقول :
- كل معايا
لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله لكي يقع بشباكها لتكمل ما بدأت به ولكن خطرت ببالها هذه الفكره ولم تفكر بها جيدا بل أطلقتها بسرعه دون ان تفكر في النتيجه
وقف مكانه يعيد على رأسه ما قالته له فوجدها تحدثه مره أخرى لتؤكد له ما قالته :
- كل معايا
التفت لها بدهشه قليلا ، وجدها تطالعه ببراءه ، رفع حاجبيه باستنكار وهو يردف بسخريه :
- إيه ياختي ؟
لم ترد بل نهضت من على الأرض وتحركت لتصل للنافذه ووقفت أمامها تطلع بها ، ضحك بسخريه منها ثم التفت ليخرج من الغرفه تاركا إياها تنفخ بضيق منه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:25 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الحادية عشر
.........(عدوي بين ثنايا قلبي )...........

صباح يوم جديد في مقر الشرطه طلب اللواء عبد الحميد الضابط عدي الى مكتبه وام يكن قد أتى بعد ، بعد وقت قليل وصل عدي الى العمل بعد ان قام بتوصيل أخته سلمى للجامعه واتى بصديقه عبدالرحمن معه ، دخل كلا منهما الى القسم وأثناء ذهابهم للمكتب كان كلا من يراهم يؤدون لهم بالتحيه العسكريه ، دلفا الى المكتب وبعد أن جلسا قليلا طرق باب المكتب ، عد بصوته الغليظ :
- ادخل
دلف عسكري وقام بتأدية التحيه العسكريه ثم بادر قائلا :
- عدي باشا سيادة اللوا منتظر جنابك في مكتبه
عدي وقد عقد بين حاجبيه باستغراب والتفت ليتحدث لعبدالرحمن ثم أكمل حديثه وهو ينظر للعسكري :
- سيادة اللوا ؟ ، طيب ماشي روح شوف شغلك انت ياعسكري
العسكري وهو يؤدي التحيه :
- تمام يافندم
خرج العسكري وأغلق الباب خلفه ، نهض عدي من مكانه وهو ينظر لعبدالرحمن متسائلا :
- خير عالصبح ياترى فيه مصيبة إيه ؟
عبدالرحمن وهو يرفع كتفيه بمعنى عدم المعرفه :
- ولا أعرف حاجه ، إن شاءلله خير ما تقلقش
عدي وهو يتحرك لباب المكتب قائلا وهو يقبض عالباب ليفتحه :
- يارب يكون خير

خرج عدي وأغلق الباب خلفه ثم تحرك في الرواق الطويل أمامه ، مر من جانبه ضابط اقل منه رتبه فأدى له التحيه العسكريه فأومأ عدي برأسه له ، انحنى يمينا في سيره ليخطو عدة خطوات معدوده ثم وصل الى باب المكتب الخاص باللواء ، طرق الباب وانتظر الرد ليدخل ، سمع من يسمح له بالدخول ففتح الباب ليدلف

عدي بمرح وهو يفتح الباب ومال برأسه قائلا بابتسامه وهو يرفع يده لراسه :
- صباح الخير يا ريس

عبدالرحميد بهدوء وهو يرفع رأسه من الملف الذي أمامه لينظر لعدي ليقول له :
- تعالى يا عدي
دلف عدي وأغلق الباب خلفه ثم توجه للمكتب ليجلس عليه قائلا بمزاح :
- صباحو أبيض يا ريس ، ربنا يجعل طلبك خفيف عليا
عبدالحميد بضحكه صغيره :
- لا اطمن خير ان شاءلله

أردف اللواء عبدالحميد بجديه متحدثا لعدي وهو مشبك يديه ببعضها على المكتب :
- اليومين دول أنا هاكلفك تراقب شخص
عدي بتساؤل ،
- أراقب شخص ؟ مين ده اللي هراقبه ؟ وحضرتك إيه سبب شبهته ؟

عبدالحميد موضحا وهو يريح ظهره الوراء عالمقعد :
- لا مش مشتبه فيه ولا مجرم ابدا ، ده بس لتوفير الحمايه ليه
عدي وهو يمط شفتيه امامه قائلا بتساؤل :
- طب وحضرتك هتكلفني أنا ليه بالمهمه ده ، طب ما تشوفوله حرس خاص ليه ؟
عبدالحميد وهو يتنهد :
- للأسف ده شخص مهم جدا ومش هقدر أعتمد على حد غير عليك إنت أكفأ واحد ممكن يصلح للمهمه ده ، وبعدين أنا اخترتك عشان واثق إنك ادها ومش هتخذلني

عدي وقد تنهد بعمق وهو ينظر لقدميه ثم رفع نظره للواء قائلا بجديه :
- تمام يافندم وان شاءلله مش هضيع الثقه وهبقى أدها
عبدالحميد بابتسامه وهو يعتدل في جلسته :
- عظيم ، بس عاوزك تراقبه من بعيد خلي بالك منه من غير ماحد يحس ، يعني ماتلفتش الانتباه ليه ،مفهوم ؟
عدي وهو يومأ برأسه :
- مفهوم ياباشا
عبدالحميد وهو يمد يده للمكتب ليفتحه ليخرج ملف ليعطيه لعدي :
- تمام ، وده ملف في معلومات بسيطه عن الشخص ده يعني شغله والمكان اللي عايش فيه وعمره واسمه ، مجرد حاجات بسيطه كده
مد عدي يده ليلتقط منه الملف وهو يومأ برأسه ثم سأله قبل ان يفتح الملف :
- تمام يا باشا ، معلش يا باشا سؤال يعني ؟ ، هو مهدد بالخطر ليه ومين اللي عاوزه يخلص منه؟

عبدالحميد بهدوء :
- هو ساعدنا في القبض على تجار سلاح ومجرمين كتير قبل كده ودلوقتي انكشف ولازم نحميه
عدي وهو يومأ براسه متفهما
- تمام يا باشا

مد عدي يده ليفتح الملف الذي أمامه وبمجرد ان فتحه وقعت عينيه على صورة الشخص المكلف بحمايته ، اتسعت عيناه بشده وفغر فاهه بذهول ، وضع الملف على ارجله ثم رفع يديه الاثنين الى عينيه وقام بالفرك فيهم بشده وكانه لا يرى ، لم تتغير الصوره فامسك عدي الملف وهب واقفا في مكانه تحت أنظار اللواء عبدالحميد المتعجبه منه ، لف عدي حول المكتب ليصل لجوار عبدالحميد مال بجذعه قليلا ثم وضع الملف على المكتب امامه واخذ يفتح جميع ادراك المكتب ليبحث عن شئ ما

عبدالحميد بتعجب وهو يسأل عدي :
- مالك يابني في ايه ؟
عدي وهو مائلا بجذعه عالمكتب وهو يبحث بضيق قليلا :
- هي راحت فين بس ؟
عبدالحميد باستغراب :
- هي مين يابني ؟

ثم مالبث ان ابتسم عدي ابتسامه بلهاء قائلا :
- أهي

مد عدي يده وقام بالتقاط نظاره قراءة تخص اللواء عبدالحميد من على المكتب امامه ووضعها على عينيه مسرعا فأصبحت عينيه كبيره بدرجه مضحكه ، أخذ يتحسس بيده عالمكتب ليصل للملف فساعده عبدالحميد وهو مازال مندهشا مما يفعله ، امسك يده ووضعها عالملف ، فابتسم عدي ورفع الملف ليقربه من عينيه كثيرا واخذ يتمعن في الصوره التي امامه بشده ثم مالبث ان قرأ الإسم لتزداد ابتسامته الغبيه اتساعا وهو ينطق كل كلمه من اسمها :
- ريهام ..عمر ..احمد...مختار
ثم تطلع لعبدالحميد بالنظاره الخاص ملعبا حاجباه وقائلا بتلهف :
- طلعت البونبونايه يا عبده

عبدالحميد بجديه :
- ثابت يا حضرة الظابط
اعتدل عدي مسرعا في وقفته وقال بانتباه :
- تمام يا فندم
عبدالحميد بجديه :
- من بكره الصبح تعمل حسابك تروح عالمكان اللي هي عايشه فيه وتخلي بالك منها مش هوصيك
عدي بابتسامه واسعه وهذه النظاره على وجهه مكبرة عينيه جعلته كالاحول :
- اكيد يا باشا ده انا عيني مش هتنزل من عليها لحظه ، ثم أردف وكانه انتبه لشئ ، فقال بتوجس قليلا :
- بس يا سيادة اللوا انا ليه مش شايف كويس ، من خمسايه كان نظري حديد
عبدالحميد وهو يجذبه بقوه من تلابيبه ليقوم بخلع النظارة من على عينيه :
- يا اخي بقى طلعت عيني ، اقلع ده الأول جتك داهيه
عدي بابتسامه بلهاء وهو يعتدل ويعدل هندامه :
- تصدق كده أحلى لا برافو
عبدالحميد بجديه :
- ثابت يا حضرة الظابط. ويلا شوف شغلك
عدي بجديه :
- اكيد يافندم عن إذنك

خرج هو من المكتب وهو يحك يديه ببعضها بسعاده وهو يقول لنفسه :
- والله جايالك عالطبطاب يا عدي ، حظك في رجيلك ، جاايلك يا بونبونايه

.................................................. .............
في روسيا بداخل فيلا ناجي فريد وتحديدا في غرفة المكتب كان يجلس ناجي على اامكتب وامامه على الكرسي المقابل فرج ، تحدث ناجي متسائلا وهو يحك ذقنه بأنامله :
- يعني إيه لحد دلوقتي ملهاش أثر ؟
فرج وهو يرفع يده ليمسح بها على رأسه بعصبيه قليله :
- يعني يا باشا الرجاله بتوعنا اللي بعتناهم عشان يدوروا عليها مش لاقينلها أثر نهائي
ناجي وبقليل من الغضب :
- يعني إيه ملهاش أثر. الأرض إنشفت وبلعتها ، أردف ناجي أمرا :
- فرج تقلبوا الدنيا عليها. إيلين تجبهالي من تحت الأرض
فرج بضيق قليل :
- مفهوم ياباشا خلاص
ناجي وهو يومأ برأسه :
- ماشي ، ثم أردف بتساؤل
- أخبار البضاعه إيه ؟
فرج بهدوء وابتسامه جانبيه خبيثه :
- اطمن يا باشا في الحفظ والصون.، كل يوم دوربات عليها تراقبها عشان ميحصلش مصيبه
ناجي بتهكم :
- انت حر انت اللي هتضيع عمرك مكانها
أومأ فرج برأسه وهو يبتلع ريقه بخوف ، فسأله ناجي قائلا وهو يضع سيجار بفمه ليدخنه :
- أخبار البنات اللي جبناهم إيه ؟
فرج بخبث :
- عال يا باشا ، وكله تمام وكلهم قبضوا كمان
ناجي وهو يخرج السيجار من فمه لينفث الدخان قائلا :
- ماشي. عالعموم الصنف الجديد غالي ومش عاوزه أي استهتار ، وكمان خلي الدكاتره بتوعنا اللي هنا يجهزوا ، احنا مش عاوزين نتاخر عن كده ، وكمان لازم ننزل مصر المره ده ، لازم انا بنفسي أتأكد إنه البنات وصلوا والبضاعه بخير
فرج وهو ينهض من مكانه :
- اعتبر كل حاجه جاهزه ياباشا ، وانا هاكلم الدكاتره النهارده عشان يجهزوا نفسهم هما كمان ، احنا عالعموم قبضناهم حاجه كده تحت الحساب
ناجي وهو يومأ براسه ثم أشار بإصبعه له لينصرف من أمامه :
- عظيم ، وأنا هاجي أتمم عالصنف بالليل ، يلا روح انت دلوقتي جهز كل حاجه
فرج وهو يخرج من المكتب مغلقا الباب خلفه :
- عن إذنك يا باشا

.................................................. ....................

صعدت هي الى المكتب بسعاده غامره بداخلها ، لاتعرف السبب ولكن هي تتمنى أن تظل هكذا ، قلبها الذي يخفق لا تريده ان يتوقف عن النبض بهذه الطريقه كلما فقط تخيلته أمامها أو تذكرت ابتسامته الساحره ، كل شئ به ساحر وجذاب ، وعينيه آاه منها اصبحت متيمه بلونهما العسلي ، تحركت بالرواق بخطوات مسرعه لا تدري ألهذه الدرجه بتلهف قلبها لرؤيته ، وصلت للباب وقامت بالطرق عليه ، سمعت صوته يأذن لها بالدخول ، مجرد تغلغل ذبذبات صوته بداخلها حتى اتجهت لقلبها مباشرة لترويه بالسعاده

مدت قبضتها للباب وفتحته ودلفت ببطئ وجدته يتحدث بالهاتف وهو يقف امام النافذه موليا إياها ظهره واضعا إحدى يديه بجيبه مرتديا بنطال جينز أزرق وقميص قطني أبيض ، لم يلتفت ليرى من الذي طرق ، لم تشعر بقدميها وهي تخطو بخطوات قليله لتقترب منه لتقف خلفه وهي تنظر له بغير وعي ، علام تنظر تلك البلهاء على ظهره ولكن هذا القلب هو الذي يجعلها تعشق كل ما فيه ، ظلت واقفه طوال مكالمته تنظر له وقد جذبتها قليلا. ملابسه الغير رسميه فقد كان عادة ما يأتي بحله من غير ربطة العنق و يخلع الجاكيت ويظل البنطال والقميص وفوقهم البالطو

أنهى المكالمه التي بيده ووضع الهاتف بجيبه ثم وضع يديه الاثنين بالبنطال والتفت ليرى من كان الطارق ، تفاجأ بمن تقف خلفه على مسافه ليست بالبعيده عنه وهي تتأمله بشده ، ابتسم بسعاده شديده بداخله واخرج يديه من جيوب بنطاله وضيق عينيه بخبث وأخذ يقترب منها ببطئ ومع كل خطوه يخطوها كان يدعو الله ألا تفيق مما هي فيه ، وبالفعل ظلت متعلقه بعينيه تتأمله بشده بغير وعي منها

اقترب منها كثيرا الى ان وقف امامها مباشرة وهو يتأمل هاتين العينين الزرقاء قائلا بهيام ::
- صباح الخير
يارا ولم ترد عليه بل ظلت على حالها ، فابتسم ابتسامته الساحره وهو يضحك بسعاده ، ولصدمته وجدها تبتسم لابتسامته هي الأخرى ولم تبعد عينيها عنه ، اقترب منها اكثر وهمس بابتسامته :
- بقولك صباح الخير
يارا وهي تنظر له بابتسامتها الناعمه :
- صباح ...النور

تلاشت ابتسامته ببطئ وهو يتاملها بدقه ، لا يعرف لماذا يهتف به قلبه ليقترب أكثر ليعانقها ليحيط بقلبها الذي يتحرى شغفا ليكون ملكه ، هذا القلب الذي أصبح ينبض بداخله ، يشعر به بفرحه بحزنه بسعادته ، ود وبشده لو أن يجعل ذلك القلب عاشقا له كما هو متيم بقلبها ، مد يده قليلا بتوجس ولكن تجمع الشجاعه ليمدها ليمسك بأناملها وهو يتطلع لعينيها بوله ، شعرت بقشعريره تسري في جسدها ، خفق قلبها بشده وتوترت كثيرا وهمت بسحب يدها ولكن اطبق على يدها بحنيه ورقه وهو يقترب منها اكثر لتلفح انفاسه وجهها ، تجمدت في مكانها ولم تستطع التحرك مطلقا ، لم يرى منها أي رفض فابتسم بسعاده ، شبك يدها بيده ثم اخذ إبهامه يتحرك بنعومه على ظهر يدها وهو يتطلع لها بابتسامته الساحره ، نظرت لأسفل ليدها ثم ابتلعت ريقها لترفع عينيها له

طرق باب المكتب جعلها تبتعد عنه باضطراب وهي تتنفس بسرعه وتعدل هندامها ، مزيحة بضع خصلات خلف أذنها ، نفخ هو بضيق واطلق سبه من فمه وهو يتجه للباب ليفتحه :
- من هذا الغبي الذي يأتي الآن ؟
فتح ياسين الباب ليرى من وجدها إحدى الأطباء ، كانت تقف بميوعه ثم ضحكت وهي تدلف لتعانقه وهي تقول :
- ياسو ، وحشتني
يارا وقد جحظت عينيها مما ترى امامها ووقفت مندهشه ، اما ياسين فارتبك بشده وحانت منه التفاته ليارا وجدها تقف تطالعه بغير تصديق ، حاول ياسين ابعاد تلك اللزجه عنه وهو يرد باقتضاب :
- حمدلله عالسلامه يا هاله
هاله وهي تضع يديها الاثنتين على صدره قائلة وهي تمط شفتيها بدلال :
- اخس عليك يا ياسو ، كده بقالك فتره مترفعش التليفون ولا تقولي عامله ايه ؟

كانت تقف فاغرة فاها لا تصدق مايحدث امامها ، تحولت عينيها لبراكين حمراء من الغضب ، ودت لو ان تقوم بإمساك تلك التافهه وتضعها بالمياه المغليه ثم تخرجها وتقوم بنتف خصلاتها خصله خصله كالدجاجة تماما ، ولن تكتفي بذلك ، بل ستأتي بسكين وتقوم بتقطيع معدتها وتقوم بتقطيع احشائها وهي تخرج بها كل الغل والغضب الذي بداخلها

حانت منه التفاته اليها ، وجد وجهها تكسوه الحمره الشديده ، تكاد عينيها تطلق نيران ، تتنفس بصوت عالي ، حسنا علم انه لابد وفي الحال ان يقوم بابعاد تلك المصيبه التي تحتضنه بعيدا عنه ، والا كانت العواقب وخيمه ، توتر من ذلك الموقف وقام بابعاد تلك الفتاه عنه وهي يتطلع ليارا قائلا بتلعثم :
- والله يا هاله ، الواحد كان مشغول معلش بقى ، بقالي سنه ..هاه سنه مش بسأل عنك ولا بتصل بيكي
وضعت يارا يدها في خصرها وهي ترفع له حاجبا ، وجدت تلك الهاله تقترب منه بشده كبيره قائلة بدلال واضعة ذراعها لتلفه حول عنقه :
- سنه يا وحش جالك قلب تعمل فيا كده

يارا وقد طفح بها الكيل فقامت بعقد إحدى يديها امام صدرها واليد الأخرى بجانب فمها قائلة بتهكم وهي تقترب لتقف بجانبهما وهي تنظر لياسين :
- سنه يا وحش ، جالك قلب يا دكتور ياسو ، شوف ازاي ؟ لا نزلت من نظري ، ازاي تعمل فيها كده ، عارف انا لو ح... اقصد لو حصل معايا نفس الموقف ينهاره اسود

ثم التفتت لهاله التي قالت مؤيده لها :
- شوفت بقى يا ياسو اهي رايها من رأيي ، شوفت بقى انك غلط في حقي
يارا وهي تنظر لياسين الذي كان يتطلع لها بخوف قامت بعض شفتها السفلى بغل وكره وهي تطالعه بنظرات فتاكه ، ابتلع ريقه بصعوبه وقام بدفع هاله بعيدا عنه وهو يهتف بها بغضب :
- جرى ايه يا هاله ؟ انتي هتفضلي هنا مش وراكي شغل وبعدين احنا كان بينا حاجه عشان افضل كل يوم أسأل عليكي ولا أتصل بيكي ، وبعدين انا ورايا شغل مش فاضي للتفاهه دي

يارا وهي تستأذن لتنصرف من امامهما قائلة بعصبيه :
- عن إذنك يا دكتور لما حضرتك تعوزني ، ابعتلي حد ، وانصرفت من امامه دون ان ترد عليه وعلى هتافه العالي بغضب :
- يارا ! ، يارا

التفت هو لهاله الواقفه تتابع ذلك بشماته فقال لها بغضب :
- انتي عاوزه إيه ؟ وبعدين إيه الدخله الباخيه اللي دخلتي بيها ده ، ثم اقترب منها كثيرا وهو يطالعها بنظرات مخيفه قائلا من بين أسنانه :
- اول وآخر مره تيجي هنا المكتب ده ، مالكيش دعوه بيا تاني فاهمه ، حسك عينك تحاولي تختلطي بيا ، ثم أردف بصراخ غاضب :
- سامعه !
اومأت برأسها بخوف وفي لحظه كانت خارج المكتب وهي تتتفس بصعوبه ثم اعتدلت في وقفتها واخذت نفسا عميقا وهي تردف بتوعد :
- ماشي ياسين ، انا هندمك إنت ومقصوفة الرقبه التانيه ده ، صبركم عليا ، بقى غرقان لشوشتك معاها وتسيبني انا ، ماشي يا ابن رأفت

.................................................. ..........................

استيقظ من نومه واتجه للحمام وقام بالاستحمام ثم خرج محيطا خصره بمنشفه وأخرى حول عنقه يجفف بها خصلاته السوداء ، وضعها حول عنقه واتجه لخزانة الملابس ، أخرج له قميصا أزرق وبنطال جينز ازرق قاتم ، وأثناء عبثه في الخزانه ليخرج له الملابس سقط ذلك القميص الاسود الخاص به على الأرض ، انحنى بجذعه ليلتقطه ثم تطلع له قليلا بشرود ، ارتفعت يده ببطئ لتقربه لأنفه ، أغمض عينيه بهدوء ليتغلغل عبقها لأنفه ليذهب بعقله لعالم آخر ، انتفض فجأه وعاد الى الواقع الذي هو فيه ، القى القميص بعنف في الخزانه وأغلقها بعصبيه واتجه ليرتدي ملابسه

كانت نائمه على الأرض القاسيه ، كان الليل باردا بشده ولكن تكورت على بعضها في ركن ما بالغرفه وأحاطت جسدها بيديها ودفنت نفسها في الملابس التي كانت ترتديها ، لن تستطيع أن تنكر ما شعرت به ودت لو انها تكون اوهام فقط ولكن ستجزم بأنها شعرت بالدفئ ، شعرت بدفئ انفاسه تحيط بها في الليل وهي تصارع مع البروده لتبتعد عنها ، ملابسه التي ترتديها احتضنتها بقوه لتعطيها الدفئ ، لاتدري لما شعرت وكأنه هو الذي كان يحيط بها بين أضلعه ، ليحميها ، ليعطيها الأمان ، ليشعرها بالدفئ ، تململت في نومتها وهي تشعر ببعض الآلام في أنحاء جسدها نتيجة نومها على الأرض ، كان الأكل مايزال على حاله بجوارها ، لم تمد يدها عليه

قامت ببطئ وأسندت نفسها بصعوبه ، تحركت بخطى بطيئه للحمام بجانب الغرفه ، دلفته تطلعت حولها وجدته لا يصلح لان يطلق عليه حماما بسبب الغبار الذي به وكأنه قد رم وبلي ، نفخت بضيق ووقفت في حيره من أمرها شعرت بالبنطال الخاص به وكأنه سيسقط من خصرها ، مدت يدها وقامت برفعه وهي تمسكه ، حكت رأسها من خلال خصلاتها المشعثه

خطرت في رأسها فكره ابتسمت بخبث وخرجت من الحمام الارضي متجهه الى السلم لتصعد درجاته قامت بفتح الباب واتجهت للسلم المؤدي للطابق الثاني الخاص بالغرف ، صعدته بخفه وهي تمسك البنطال بيديها الاثنتين بخصرها ، اتجهت الى الغرفه التي يوجد بها

كانت ستدلف وجدت باب الغرفه يفتح امامها وهو يطلع عليها بهيئته ، لا تنكر أن هيئته جذبتها باعجاب واكن نفضت تلك الأفكار عن رأسها ، كان يهم بالخروج لينزل لها قام بغتح الباب ليتفاجأ بها أمامه ، كانت تبدو مضحكه وهي تمسك البنطال من جانبيه لترفعه لأسفل صدرها لكي لا يسقط منها وشعرها الأشعث الذي يتناثر بعشوائيه على وجهها وهي تنظر له ببراءه ، ولكن رغم هذا لقد آسرته وخاصة حينما شعرت بخصلات غرتها التي تسقط على عينيها تضايقها فنظرت بيعنيها لأعلى رأسها ثم قامت بالنفخ في خصلاتها لتبتعد عن عينيها

انتبه لنفسه فعقد بين حاجبيه بغضب حاول اصطناعه قائلا :
- ايه اللي جابك في خلقتي عالصبح كده ؟
إيلين وقد طأطأت للأرض لتنفخ بضيق ثم رفعت أنظارها له وهمت أن تمر بداخل الحجره دون ان تعيره إهتمام ، وضع ذراعه ليحجبها من الدخول قائلا بغضب وعصبيه :
- خير ياختي على فين ؟
إيلين وهي تنظر للداخل وعينيها على باب الحمام ؛
- هادخل استحمى
قامت بإبعاد يده وهي تهم بالدخول ، أوقفها وهو يمسك بذراعها يسحبها منها قائلا بحده وهو ينظر لها :
- نعم يا حيلتها ، انتي مفكره نفسك إيه يابت ، قاعده في فندق خمس نجوم ؟
إيلين وهي تطالعه ببرود شديد ولم تنطق بكامه فلما صمت قالت له ببرود :
- خلصت ؟
عصبه برودها فانفلت منه لجام الغضب فقام بدفعها بقوه بعيدا عنه لتصطدم بالحائط المقابل بشده ، كانت على وشك السقوط ولكنها استطاعت أن تظل ثابته ، تأوهت بخفوت وهي تمسد على ذراعها الذي اصطدم بالحائط وهي تطالعه بغل منها

لم يكن يريد لها أن تتأذى لم يكن يقصد أن يكون معها عنيف هكذا ، لم يتوقع أن دفعته لها سوف تكون قويه هكذا ، تأوهت أمامه فتوتر قليلا ، هل أصابها مكروه ، وجدها تطالعه بكره ، تصنع الكره على معالم وجهه والشماته ، تقدم منها بابتسامه متهكمه وهو يقف امامها :
- إيه وجعتك ؟ وريني كده !
قال الأخيره وهو يمد يديه الإثنين ليمسك بذراعها ليراها ، أبعدت يديه بعنف وهي تعتدل في وقفتها قائلة من تحت أسنانها :
- ملكش دعوه بيا ابعد عني
مراد وقد تملك منه الغضب ، تلك الحمقاء يريد أن يطمئن قلبه عليها ، أن يتأكد الا يكون أصابها مكروه ، نظر لها بحده ولم يتكلم ، مد يديه الاثنتين وقام بإمساك ذراعها عنوة عنها بقوه أخذت تتلوى بين يديه تحاول الفكاك منه ولكنه أطبق عليها بقوه وصرخ بها فتوقفت :
- اهمدي بقى

توقفت عن الحركه وأخذت تتنفس بحده وهي غاضبه ، بعد لحظات شعرت بيده الخشنه تدلك موضع الألم بنعومه ، سرت قشعريره غريبه بجسدها ، التفتت برأسها بسرعه لتنظر له ، وجدته يمسك بذراعها بيد والأخرى أعلى ذراعها بالقرب من كتفها تدلك موضع الألم وعلى وجهه تعابير حاده مطالعا لذراعها

تفاجأت من فعلته وألجم لسانها بالكلام وأخذت تطالعه بغير تصديق في البدايه ثم مالبثت أن تحولت نظراتها الغير مصدقه الى نظرات تأمل ، أخذت حدقتيها تتأمل وجهه بغير وعي منها ، طالت نظراتها له ، شعر بمقلتيها تنظر له ، رفع عينيه الحاده ويديه لا تتوقف عن تدليك اعلى كتفها ، وجدها تتمعن في وجهه ، ضاقت عينيه بخبث وأخفض نظره لذراعها مره اخره ، شعر بها لم تكف عن ذلك ، رفع أحد حاجبيه بمكر ولم يرفع عينيه لها بل قام بسحبها ببطئ شديد دون ان تشعر بذلك اتجاهه ، اقتربت منه كثيرا غير واعيه لخطورة الأمر

اوقفها أمامه وتركت إحدى يداه ذراعها وظلت فقط يده التي تدلك موضع ألمها ، رفع عينيه لها ليقابل عينيها التائهه ، لم يحد بنظراته بعيدا عن عينيها ، كيف له ذلك وقد أصبح عاشقا لليل عينيها الذي أخذ بعقله ، شعر بالصمت يسود المكان من حوله ، أصبح لا يسمع الا صوت تنفسها وصوت أنفاسه ، بدأت أذنيه تلتقط صوتا جعل عاشقه بصدره يرد عليه بنظيره ، لقد شعر بقلبها يخفق باضطراب بداخلها ، توقفت يده عن تأدية وظيفتها ، اقترب منها قليلا حتى شعر بحرارة ساخنه تشع من جسدها من شدة توترها واضطرابها ، ابتلعت هي ريقها بتوجس ولم تستطع ان تتحرر من أسر عينيه ، شعرت بعينيه تخترقها لتتوغل بما داخلها

تحركت يده باتجاه صدرها ليضعها برقه فوق قلبها مباشرة ، أغمض عينيه فتبعته هي الأخرى وأغمضت عينيها ، أصبح لايري ولا يسمع سوى خفقات معشوقه ، لايريد سواه ، هو حيا يرزق به ، ذلك الصوت الذي يجعل قلبه يخفق عشقا له

شعرت بروحه تناديها وقلبه يتوسلها لتجيب ، هي أيضا تريد ذلك ، تريد قلبه ألا يتوقف عن العطاء عليها ، لا تعلم ماهية ذلك الشعور الذي أصبحت تدمنه ، حسنا الآن هو يريد أن يكون رحيما بها ويعطيها الدواء ولو كان مؤقتا ، لن تدع هذه الفرصه لتضيع منها سوف تنهب قدر استطاعتها ، هو من جعلها مريضة بقربه ، فليتحمل النتائج

فتحت عينيها وجدته مايزال مغمضا عينيه سابحا بعالم آخر ، اقتربت من وجهه كثيرا وعينيها لاتترك إنشا إلا وتتمعن به ، رفعت نفسها لتصل لأذنه ، همست بحراره له مغمضة عينيها :
- احضني !

فتح عينيه ببطئ غير مصدقا لما سمعته أذنه ، شعر بالدهشه الشديده ، ثم مالبث أن شعر بذراعيها تطوقانه حول عنقه ، تتعلقان به شده وكأنها تطلبان منه الأمان ، الدفئ ، شعر بها وهي تدفن وجهها في كتفه بقوه وكأنها تختبئ من العالم ، وكأن هناك خطر يطاردها وقد وجدت أمانها ، هتف به قلبه بقوه بألا يتركها ، لسوف يكون غبيا إن جعلها تبتعد عنه ، هي الآن في أحضانه ، سوف يستغل هذه الفرصه لينهل منها ، أغمض عينيه ورفع ذراعيه الضخمتين وأحاط بهما خصرها وجسدها الصغير ، قام بضمها إليه بقوه كبيره ، ويديه تتحركان برقه على جسدها تبثانها الدفئ ، أخفض رأسه ليلصق أنفه بعنقها ليعبأه بعبيرها

شعرت به يلبي ندائها فابتسمت ابتسامه صغيره ، شعرت بالدفئ يحيط بها ، شعرت وكأنها وجدت الأمان الذي تبحث عنه ، كانت دائما ما تشعر بالضياع وها هي الآن تشعر بأنها وجدت ملجأها ، شعرت بشفتيه كل لحظه على عنقها ، كانت قبلاته تلهبها ، أخذ صدرها يعلو ويهبط وهي تتنفس بسرعه ، ضمته بشده وزاد عناقها له

عشق ذلك القرب منها ، لم يشعر بنفسه سوى بنفسه يقبل عنقها وكتفها ، شعر بها تضمه بشده وقلبها يخفق بقوه ، مد إحدى ذراعيها الضخمتين ليستند بها على الحائط والأخرى حول جسدها ، وقبلاته لها لاتتوقف
شعرت به لايتوقف خافت بشده هي كانت لاتريد سوى أن تشعر بالامان من عناقه ولكنه قد تمادى بشده والكارثه أنها احبت ذلك وودت أن يستمر ، ذلك الاحمق قلبها إن ظل هكذا بالفعل لن تكون قادره على منعه ، أرخت ذراعيها حول عنقه ، وابتعدت عنه ببطئ مشيحة بعينيها لأسفل ، شعر بها تبتعد عنه فتوقف ولكنه لم يتحرك ولم يبعد يديه عنها ، ظل ينظر لها قليلا ، رن الهاتف الخاص به ، استمر بالتحديق بها دون أن يرد ، شعرت بالتوتر برنين الهاتف واستمراره بالنظر لها فأردفت بصوت بالكاد يسمع :
- التليفون !
ثم قامت بإبعاد يده عنها وابتعدت مسرعة من أمامه لتدلف للغرفه أمام عينيه ومن ثم اتجهت للحمام ، تنهد بحده واخرج هاتفه وطالعه وجده ياسين فتحدث قليلا معه ، وبعد أن انتهى من المكالمه نظر بضيق للغرفه مره أخرى ثم توجه لأسفل ليعد بعض الفطور

دخلت هي مسرعة للحمام وأغلقت الباب خلفها ويدها ترتعش من شدة توترها ، وقفت خلف الباب وهي تتنفس بسرعة شديده ولا تصدق ما الذي فعلته هي من بادرت بهذه الخطوه ، هي من أخبرته بأنه ستمتلك قلبه وبادرت بأولى خطواتها وسارت في طريقها نحوه ، ولكن مالبث ان شعرت بنفسها هي من تحيد عن ذلك الطريق ، هي من تهبه قلبها ، الغبيه الحمقاء سوف تودي بروحها للهلاك ، انتبهت لحظه لنفسها ومالبثت ان ظهرت ابتسامه صغيره على شفتيها ، عن أي هلاك هي تتحدث ، أأحضانه هي الهلاك ؟ إن كانت كذلك فلن أتردد خطوه بأن ألقي بنفسي فيها مره أخرى ، تنهدت بضيق وهي تنهر نفسها للمره التي لا تعلم كم عددها ، تحركت بقدميها لحوض الإستحمام وقامت بملأه بالمياه الفاتره ووضعت به صابون الاستحمام ، ثم مالبثت أن غاصت بجسدها بداخله ورفعت رأسها قليلا لأعلى وأسندتها على حافته وغفت قليلا
.................................................. .......................

كانت تجلس بكافيه الجامعه تفكر بشرود وارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيها ، انتفضت بقوه على صوت غاده وهي تصرخ بأذنها لتفيق :
- سلمى !
سلمى وقد كانت على وشك الوقوع بالكرسي الذي تجلس عليه ، أخذت تتنفس بسرعه وهي تعاتب غاده قائلة وهي تربت على صدرها لتهدأ نفسها :
- حرام عليكي والله ، عاوزه تموتيني يابنتي ؟
غاده وهي تجلس على الكرسي امامها وهي تضحك ، فأردفت بخبث :
- بعيد الشر ياقلبي ، ان شالله اللي انتي بتكرهيه وعلطول بتفكري فيه ده
سلمى مسرعة وهي تشوح بيدها مرددة بغير انتباه :
- لا لا لا لا حرام عليكي انا مش بكره عبده
انتبهت لما قالته فعضت شفتيها وأغمضت عينيها بقوه وهي تطأطأ رأسها أرضا ، أردفت غاده بمكر :
- الله الله الله هي فيها عبده ، والله ولسانك فضحك
تنحنحت سلمى بخجل وهي تشيح بعينيها بعيدا عن غاده ، اقتربت غاده منها بخبث وهي تقول :
- اعترفي وسيحي يابنت مهران
نظرت لها سلمى وابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول بتلعثم :
- هاه..آا..اعترف ..اعترف ب..بإيه
غاده وهي تغمز بعينها قائلة :
- بعبده يا حبيبة عبده
سلمى وهي تحاول أن تنهي الموضوع :
- أبدا ولا حاجه ده ..ده ، ينهار أبيض المحاضره يا غاده يلا بسرعه لأحسن الدكتور يطردنا
قالت الأخيره وهي تنهض من على الكرسي وتحزم أشيائها لتنصرف ، نهضت غاده وهي ترمقها بأعين ضيقه لتتبعها :
- توهي توهي ، ماشي لينا قاعده ومش هتفلتي مني ساعتها
.................................................. ..........................
كان يجلس على الكرسي خلف المكتب يطالع بعض الأوراق ، رن الهاتف بجواره فالتقطه وعينيه لم تحد عن الاوراق بيده ، آتاه صوت أنثوي قائلا :
- ريان بيه ، مندوب الشركه اللي هنعمل معاها التعاقد الجديد وصل يا فندم
ريان بصوته الغليظ :
- دخليه
السكرتيره :
- أوامرك يافندم

بعد لحظات كان الباب يطرق ، سمح ريان للطارق بالدخول ، دخل رجل يبدو عليه الوقار يحمل بيده حقيبه عمليه ، نهض ريان من خلف مكتبه ، توجه الرجل له ومد يده ليصافحه قائلا بابتسامه روتينيه :
- محمد عثمان ، مندوب شركة **** للعمران ريان بيه
مد ريان يده ليصافحه بعمليه وهو يومأ برأسه قائلا وهو يشير يده له لكي يجلس امامه قائلا :
- اتفضل
جلس كلا منهما فاردف المندوب قائلا :
- حضرتك مجموعة مهران جالنا تليفون انه سيادتكم وافقتم عالتعاقد مع الشركة بتاعتنا ، وكمان البنود عجبتكم
اومأ ريان وهو يقول :
- صوح الحديت ده ، وإحنا كنا بلغنا الشركه تبعكم عشان نتفج على إچتماع نسويه عشان نمضي العجود
المندوب بابتسامه صغيره :
- تمام يافندم والشركه بعتاني النهارده عشان نتفق على معاد يناسبنا
ريان وهو يتنهد مشبكا يديه على المكتب امامه :
- خلاص يبجى لازمن تنطروا فتره ، مراد بيه مش في مصر دلوجت وأني مستحيل أوافج على حاچه أو آخد خطوه من غير مارچعله
المندوب بقلق قليل :
- طب وبعدين ياريان بيه ، احنا لو اتاخرنا شويه ممكن ده يأذي شركتنا إحنا عشان للأسف الشركه مكانش عندها سيوله وهي دلوقتي استلفت قرض كبير من البنك ولازم نسدده في مده معينه وتاخيرنا هيضرنا

ريان وقد رجع بظهره للوراء وأخذ يفكر قليلا ثم أردف :
- خلاص يبجى سيادتك تشرفنا في المجر الأساسي للمچموعه في القاهره ، ولما تاچي اهناك إن شاءلله نمضي العجود

المندوب وقد شعر بالإطمئنان فقال :
- تمام سيادتك ، و ليكم
.................................................. ......................

كان يجلس على كرسي امام الرخام وهو يهز قدمه بعصبيه ، لقد تأخرت ، ضم بين حاجبيه بحده وتحرك بعصبيه وهو يصعد درجات السلم ليصل للغرفه ، دلف بها دون أن يطرق ودار بعينيه لم يجد أحد ، اتجه لباب الحمام وطرقه بقوه ، انتفضت هي على صوت الطرق سمعت صوته وهو يهتف بغلظه :
- انتي يابت ! ، بقالك ساعه ياختي ، بتعملي ايه عندك ده كله ؟
تنهدت بضيق وهي تزيح راسها للخلف بعد ان انتفضت من غفوتها على صوته فأغمضت عينيها ولم ترد ، فكرر ندائه وهو يطرق الباب بقوه بقبضته شعرت به سيكسره :
- انتي يابت ، ردي بدل وعهدالله ما طربق الباب ده
توجست إيلين من تهديده ، فواضح ان ذلك الباب لن ياخذ منه الكثير من الوقت ليحطمه ، يكفيه ركلتين من قدمه ، فردت مسرعة بغضب :
- ايه في ايه ؟ بلاش ارتاح شويه
مراد وقد ارتاح لسماع صوتها فرد بتهكم :
- ترتاحي ؟ ترتاحي ايه ياروح امك انتي طالعه رحله ؟ انجزي يابت واطلعي من عندك لأحسن وديني لكون جايبك من شعرك
ايلين وقد صرخت بعصبيه :
- خلاص هاطلع جتك القرف ، ده انت تخنق ، اووف

ابتسم بتشفي فها قد بدأ يكسر قناع البرود الذي يحيط بها دائما ، نهضت وقامت بازالة الصابون من على جسدها بالمياه ثم نظرت حولها وانتبهت انها لم تاتي بثياب نظيفه فنفخت بضيق ولفت جسدها بالمنشفه ثم اتجهت للباب ووقفت خلفه وقامت بالطرق عليه من داخل الحمام بقبضتها وهي تقول بضيق :
- هاي ، انت ياجدع انت

اقترب مراد من البا ووقف امامه وهو يقول بتساؤل :
- ايه ياختي عاوزه ايه ؟
ايلين وقد نفخت بعصبيه فأردفت :
- عاوزه هدوم
مراد بتهكم :
- نعم ياختي عاوزه ايه ؟
ايلين وقد ضربت بقدمها الارض فقالت بعصبيه :
- هدوم ، ايه مش بتسمع ، عاوزه هدوم
مراد وقد أراد الانتقام فابتسم بمكر قائلا وهو يستند بإحدى يديه عالباب :
- مفيش هدوم
ايلين وقد جحظت عينيها فقالت بتساؤل :
- يعني إيه مفيش هدوم ؟
مراد وهو يلوي فمه :
- يعني مفيش هدوم ، أجبلك هدوم منين ؟ وبعدين ياختي هو اللي زيك بينكسف ، مانتي كنتي واقفه قدامي قبل كده بالقميص بتاعي بس هو اللي كان ساترك ، ثم ضحك بسخريه قائلا :
- لا ومن شويه كنت لازقه فيا ومتشعلقه في رقبتي

لم ترد ، أصابها البرود نظرت لهيئتها في المرآه وهي محيطة جسدها بالمنشفه ، وخصلاتها مبلوله تتناثر على جسدها ، التفتت لتتجه للباب ، مدت يدها لتقوم بفتحه ، فتحته ووجدته أمامها نظرت له من طرف عينيها ، كان يقف واضعا يده ليستند على حافة الباب ، دفعته بقبضتيها بصدره بقوه واتجهت تحت انظاره الغير مصدقه للخزانه وأخرجت لها ثياب من عنده ، توجهت بها لخارج الغرفه للغرفه المجاورة وأغلقت عليها الباب لكي ترتديها
ارتسمت على شفتيه ابتسامه واسعه وصادقه وهو يهز رأسه باليأس قائلا لنفسه :
- هذه الفتاه حقا أصبحت مجنونا بها



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:27 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم
الحلقه الثانية عشر
..........(عدوي بين ثنايا قلبي)...........
في مقر الشرطه دخل عدي وهو يدندن ويصنع حركات مضحكه بجسده الى داخل المكتب حيث يجلس عبدالرحمن ينتظره ، كان عبدالرحمن يجلس على الكرسي واضعا إحدى يديه جانبه على المكتب والأخرى مستند بها على الكرسي أسفل ذقنه وهو يفكر بشرود ، انتبه من شروده على دخول عدي وهو يدندن ويغني بسعاده

عقد مابين حاجبيه باستغراب واعتدل في جلسته وأستمر في مشاهدته بتعجب دون أن يتكلم ، تحرك عدي وهو يدور حول نفسه بسعاده وبيده الملف يقبله بين كل لحظه وأخرى بهيام الى أن وصل الى خلف المكتب ، ألقى بجسده على الكرسي ثم رفع عينيه للسقف وتنهد بعمق وهو يرسم على شفتيه ابتسامه حالمه

حدق به عبدالرحمن لوهله ثم مالبث أن قام بالنداء لعدي بخفوت ، لم يرد عدي ولم ينتبه له ، تعجب عبدالرحمن من حالته ثم ضاقت عينيه قليلا وهو يفكر بمكر ، حسنا هاهي الفرصه ، لابد من استغلالها ، قام عبدالرحمن من على الكرسي ببطئ وتسلل بخطوات بطيئه ليصل الى خلف الكرسي الذي يجلس عليه عدي

اقترب عبدالرحمن من عدي كثيرا ووقف خلفه وأخرج المسدس خاصته وقام بتعميره ، رفع يده عاليا وضحك بمكر قائلا :
- العين بالعين والبادي أظلم
ضغط على الزناد بأصابعه وصدع صوت إطلاق النار الذي انتفض عدي وهو يصرخ بشده وفزع :
- عاااا
أدى ذلك لسقوطه بالكرسي على ظهره ، تأوه قليلا من الألم الذي لحق به ، كان عبدالرحمن يقهقه بشده على هيئته ، نظر له عدي بغيظ شديد وتحامل على نفسه ليقف امامه واضعا إحدى يديه بخصره ليمسد مكان الألم ، عد بغضب :
- إيه الهزار البايخ ده يا عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن وهو يحاول كتم ضحكه :
- عشان تحس شويه باللي بتعمله فيا ، انت اللي ابتديت استحمل !
عدي بغيظ وهو يكز على اسنانه فأردف بتوعد :
- بتردهالي ، طب حيث كده قابل بقى يامعلم

عبدالرحمن منهيا ذلك :
- فكك من ده دلوقتي ، من ساعة مادخلت وانت هيمان ومش معايا وانادي عليك ولا انت هنا ، اللوا طلب منك ايه ؟
عدي وقد عاد لهيامه فأردف وهو يتجه ليجلس على الكرسي :
- اه يا عبدالرحمن ، اه يا عبدالرحمن ، أنا دلوقتي بس إكتشفت أد إيه الباشا بيحبني

عبدالرحمن بتساؤل وهو يجلس على الكرسي في مقابل زميله :
- ليه هو طلب منك إيه ؟

سرد له عدي كل ما حدث معه ولم يترك شيئا ، ضحك عبدالرحمن بشده عليه ثم قال :
- يعني خلاص يا بوص أقرأ الفاتحه عشان وقعت ، وناوي على إيه ياباشا بقى ؟

عدي بابتسامه وهو يلعب حاجبيه :
- مش هعتق أبوها ،هافضل وراها لحد ما وقعها فيا وأخليها تموت عليا ، هافضل لازقلها زي الحيطه في قفاها ، أنا بعون الله العمل الأسود اللي اتعملها
قهقه عبدالرحمن وهو يقول بشفقه مصطنعه :
- الله يكون في عون البت
عدي بغرور مصطنع :
- مابقاش ابن مهران لو مكلتش عقلها

.................................................. .....................

خرجت من الغرفه بعد أن ارتدت ثيابه الفضفاضه عليها ثم قامت برفع البنطال في خصرها ، كان كفيها لا يظهران من طول أكمام القميص وخصلاتها المبلوله تتناثر حول وجهها مانحة إياها هيئه مشاغبه ، تحركت لتسير في الرواق المؤدي الى درجات السلم ، اتجهت بخطاها للسلم وهبطت على درجاته بخفه
توجهت لتسير للباب المؤدي للدور السفلي ، حانت منها التفاته للمطبخ وجدته يجلس على الكرسي أمام الرخام يطالعها بتهكم عاقدا يديه أمام صدره ، تشنجت ملامحها وهي تنظر له بغيظ ، التفتت لتنظر للأمام مره أخرى لتكمل سيرها

أوقفها بصوته الغليظ وهو يتحدث بسخريه :
- على فين ياحلاوتهم ؟
نظرت له إيلين بغيظ ولم ترد وهمت لتكمل سيرها أوقفها بهتافه الجهوري وهو ينتفض من على مقعده :
- انتي يابت !!
ارتعدت ايلين من صياحه عليها وتصلبت مكانها ولم تلتفت له ، شعرت بوقع خطواته وهي قادمه إليها ، ابتلعت ريقها بتوتر وحاولت أن ترسم بعض اللامبالاه على وجهها

تقدم منها الى أن وقف أمامها مباشرة ، كانت مطأطأه برأسها بالأسفل اقترب منها أكثر ووقف بشموخ أمامها عاقدا يديه خلف ظهره ، لم ترفع عينيه له ، استفزه ذلك فعض على شفتيه بغيظ ومال برأسه قليلا على وجهها ليقول من تحت أسنانه بهمس مخيف :
- ارفعي راسك

أغمضت عينيها بقوه ، نبرته أرسلت فيها بعض الخوف ، عزمت أمرها ورسمت البرود على وجهها ، فتحت عينيها وقامت برفع رأسها ببطئ شديد له ، تقابلت عينيه مع عينيها فظل محدقا بها لوهله دون أن يرف له جفن

حينما نظرت لعينيه وجدته يطالعها بحده ، ظل فتره يحدق بها دون ان تتغير معالم وجهه ، لاتنكر بأن قشعريره من الخوف سرت في أرجاء جسدها بقوه من هيتئه المخيفه ، ابتلعت ريقها وحاولت التحدث فخرج كلامها بتلعثم وهي تقول بنبره حاولت فيها الثبات مع قليل من الحده :
- عا..عاوز ..إيه ؟

مراد بحده وهو يشير برأسه للطاوله دون أن يشيح عينيه من عليها :
- الطفح ياهانم
إيلين وقد عبست تعابيرها فزمت شفتيها كالأطفال :
- مش عاوزه الله ؟

مراد وقد طفح الكيل منها هذه العنيده سوف تسبب لنفسها الضرر نتيجة إهمالها طعامها وخاصة حينما نزل بالصدفه لأسفل ووجد الطعام مازال على حاله بالأكياس
أمسك ذراعها وغرز أصابعه به وقال من بين أسنانه وهو يسحبها خلفه بعنف لطاولة الطعام :
- أنا مش باخد رأيك يا قلب أمك ، انجري قدامي

قال الأخيره وهو يدفعها ليجلسها بالقوه على الكرسي أمام الطاوله ، أزاحت يده بعنف شديد بعيدا عن ذراعها ، تأوهت بخفوت وهي تمسد ذراعها ناظرة له بغيظ

أتى بكرسي آخر وسحبه بعنف ليجلس أمامها وهو يطالعها بحده ، حدق بها بغضب لدقيقه وكذلك بادلته نظرته بالمثل ، تفوه آمرا بلهجه لا تقبل النقاش :
- اطفحي
إيلين ولم يتحرك لها جفن ولم تحرك اصبعا منها ، نظر لها بهدوء مخيف ومالبث أن صرخ فجأة بصوته القوي بوجهها وهو يضرب بيده عالطاوله :
- كلي !!
انتفضت إيلين على هتافه القوي بها ورمشت بعينيها عدة مرات ، ثم مالبثت أن مدت يدها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه لتاخذ الطعام وتتناوله وتعابير وجهها متشنجه من تصرفاته المستفزه

ارتاحت ملامحه قليلا حينما وجدها تتناول الطعام ، تنهد بدون ان يسمع صوته ثم اعتدل قليلا في جلسته ومد يده للطعام لتناوله هو الآخر ، فهو لم يأكل الطعام مثلها أيضا منذ البارحه

أخذت عدة لقيمات صغيره لتمضغها وهي تطالعه بغيظ بينما هو أخذ يتناول طعامه بملامح بارده أمامها ، لم تشعر بحالها وهي تأكل بشراهه دون أن تعطي له بالا، نظر لها بطرف عينيه ولاحظ أنها قد أنهمت معظم الطعام بطبقها فابتسم بجانب فمه ابتسامه صغيره

تحدث هو بتهكم وهو يمضغ الطعام بفمه دون ان يرفع عينيه من طبقه :
- يعني السم لسه مفعوله مشتغلش لحد دلوقتي ؟

توقفت عن الأكل فجأه وهي تنظر للطبق وتجمدت تعابيرها ، نظر لها بطرف عينه وضيق عينيه مترقبا رد فعلها ، فجأه بدأت ترتسم ابتسامه صادقه على وجهها ثم بدات ضحكاتها تعلو في الأجواء ومالبثت أن ضحكت مقهقه وبشده من قلبها

توقف عن الاكل حينما لمح شبح ابتسامه بريئه تعلو ثغرها ولكن اعترته الدهشه وهو يراها تضحك وبصدق على كلامه ، تأمل كل خلجاتها بدقه وهي تضحك ثم مالبث أن ارتسمت ابتسامه ساحره على جانب فمه أظهرت غمازته اليتيمه في خده الأيمن ، حاولت ان تهدئ من ضحكاتها وهي تتطلع له ، وجدته يتمعن بها ولأول مره لاحظت تلك الغمازه الجذابه ، توقفت عن الضحك دون أن تشيح بعينيها عنه

لم تبتعد عينيه عنها ولم تختفي الابتسامه الساحره من شفتيه ، ظلا لفتره وجيزه متطلعين لبعضهما دون أن ينبث أيا منهما بكلمه تقطع هذا السحر المحيط بهم ، لاحت بنظرة منها إلى غمازته فابتسمت وهي تمد إصبعها السبابه لوجنته ، أخذت تتحسس تلك الغمازه وهي تقول بابتسامه واثقه دون أن تحيد بعينيها عن وجنته :
- السم سمي أنا ، وإنت اللي خدته وده تأثيره
قالت جملتها الأخيره وهي تشير بحاجبها لغمازته ثم عادت بنظرها إليه

عينيها ، نظراتها ، يعشقها ويستمتع برؤيتها بشغف ، لم يستطع أن يحيد بنظرته عنها ، بثت لمستها قشعريره صغيره لمست قلبه ، قالت بأنني مسمم بها ، لا أستطيع أن أنكر ذلك حقا هذه الفتاه قد استطاعت أن تسيطر علي ، ماذا أفعل الآن وها قد أصبحت مولعا برؤيتها ، يالله تلك اللعينه لقد حققت ماتريد ، الآن كيف لي أن أؤذيها ، يالهي ساعدني ، لا لن أدع حقيره مثلها لتنتصر علي ، لا ما أشعر به هو مجرد إعجاب بها فقط ، سوف أقضي عليه لن أدعه يتملكني أكثر من هذا

رفع قبضته الضخمه ليقبض على يدها بنعومه تخالفها ، أنزل يدها ببطئ وهو يقترب من وجهها ليردف مضيقا عينيه وبهمس :
- مين اللي مشغلك ؟

عبست ملامحها ، لقد كانت مستمتعه بشده بسحره الذي يغزوها ، هذه الأيام القليله التي قضتها معه وإن كان لئيما معها وعاملها بقسوه شديده إلا أنها شعرت بقليل من ال..الإحتواء ، الأمان بعد أن كانت ضائعه ، وكأنه وجهتها التي كانت تبحث عنها ، تذكرت ماإغتصبه منها لفح البرود معالمها ببراعه شديده وقامت بسحب يدها من قبضته بقوه والتفتت لتكمل طعامها ببرود دون أن تعطيه اهتمام

تابعها بغيظ ثم أردف بحده من بين أسنانه :
- مين الكلب اللي كان باعتك

انتهت إيلين من طعامها ثم نهضت ببرود وهي تتمتم قائلة وهي تلتفت لتذهب :
- الحمدلله

لم تكد تكمل استدارتها حتى وجدت ذراعها ملوية وبشده خلف ظهرها وخصلاتها بين قبضته ، أطلقت صرخه عالية لتألمها من فعلته ، لم تكن هذه الحركه مؤلمه لها جسديا فقط بل معنويا أيضا ، تألمت روحها من قسوته عليها ، ألم يكفيه ما فعله بها طوال الأيام السابقه؟، كان قاسيا وغليظا عليها ، بل الأسوأ ألم يكفيه ما أخذه عنوه عني؟، لقد ذبحني وأقسمت بقتله حيا بتملك قلبه ولكن يبدو أن الحظ يريد زيادة معاناتي ليجعلني أتعلق به ، هذا الأحمق جعلني أهواه وأعشق دفئه

لم يشعر بنفسه وهو يقبض على ذراعها وخصلاتها بشده وهو يردف من بين أسنانه في أذنها بمهس مخيف :
- إنطقي مين الوسخ اللي مشغلك ؟

ولأول مره في حياتها ولتشهد هذه اللحظه على قلبها وما فعله بها ، ذلك القلب الذي سارت خلفه كالحمقاء ليجعلها تعاني الآن بسببه ، لمعت عينيها وتلألأت بالعبرات ، خرج صوتها متحشرجا قائلة :
- مع..معرفش حاجه !

أغاظه ذلك بشده كيف لاتعرف من هو ومن الواضح حين وقت تبادل السلاح ممن كان يطيع أوامرها بأنها عالية المكانه بين مجتمعهم القذر ....
ظل مقبضا بشده على ذراعها ، أدار رأسها وهو ممسكا بخصلاتها السوداء له ، هم ليصرخ بوجهها ولكن هاله ما رأى ألجم لسانه ولم يستطيع التكلم ، كانت عينيها تلمعان بعبرات حاولت كبحها وبقوه ولكن لم تستطع ، يكفي هذا كيف لفتاة مثلها تتحمل كل هذا ؟.....
يكفي كل مامرت به ، اختطفت وهي بالكاد بالخامسة من عمرها ، ذهبت لتمكث مع شخص اعتقدت بأنه طيب القلب من جعلها تعتقد بان أبويها قد قتلا بحادث ولكن تفاجأت حينما عرفت من القاتل الحقيقي ، من المتسبب بالشقاء لها ، هو من جعل حياتها سوداء ، جعلها قاتله ومجرمه ، أكان لها الخيار ؟.... لا إن هربت لسوف تقتل فبعد أن أصبحت تعرف خبايا أعماله القذره كانت لتقتل بمجرد تفكيرها بذلك ولن تكون قادره على أن تأخذ حق عائلتها وثأرها منه

كان الحقير يرسلها لقتل أختها ولولا الله لكانت قد أنهت حياة أختها بيدها ، جعل حياتها قسوه ومعاناة لها ...
وجاء هو ليكمل الآن هذا الذي يعذبها أخذ منها ماتملك نهبا ، ثم أعطاها بعض الحنان جعلها تشعر بأمانه بمجرد تواجده حولها ، بالإحتواء عندما دفنها بين أضلعه ، رائحته أصبحت تشعرها بالدفئ ، والآن بعد أن ظنت بأنها قد وجدت الدفئ والأمان وال...الحب ، نعم لقد خفق له القلب وتعلق بحنانه ، يأتي هو بقسوته ليمحو ما قد رسمه بقلبها ، لم تعد تتحمل كل ماتمر به كانت وحيده طوال حياتها ، تعاني وحيده ، وتقاسي وحيده ، لاتبكي ، تنهر حالها إذ نزلت من عينيها عبرة واحده ، هي من كانت تدفن بداخلها حزنها ، لا يتملك تعابيرها أي شئ سوى البرود ، هو الوسيله الوحيده لتتخطى كل ما يصيبها .

أغمضت عينيها بقوه لتحاول منع عبراتها من النزول ولكن لم تستطع ذلك ، انهمرت دموعها بصمت ، ومالبثت أن ارتسمت تعابير الألم والحزن على وجهها ، رفعت عينيها الباكية له وتطلعت له بعتاب وهي تتأوه بضعف قائلة :
- بتوجعني

لم يكن يتوقع ولا في أقصى أحلامه أن يرآها في هذه الحاله ، تبكي ؟ أتبكي حقا ؟ ، تلك العبرات التي كانت تنساب من عينيها تنساب لتلألأ وجنتيها لتكمل طريقها على وجهها لتترك أثرا لامعا ...
لم يكن الأثر الذ ي تخلفه هذه العبرات مقتصرا على وجنتيها ، كان الأثر الحقيقي هو الحرقه التي تسببت بها هذه الدموع بقلبه.... ، كان قلبه يصرخ متألما لعبراتها ، رأى الحزن والألم يغزو تعابيرها ،
تصدع قناع البرود الذي كانت دائما تصدره له ، وااه حينما تطلعت بمقلتيها الباكيتين له ، لم ينسى المره الأولى التي رآها تبكي وهي متعلقة بيده لينقذها ولكن هذه المره ! ، هذه المره يقسم بأنه رأى بقلبه الألم والحزن ، كيف لهاتين العينين أن تبكي ؟ .....
، لم يستطع الصمود أمام همسها الضعيف له ، بدأت قبضته تترك خصلاتها من بين أصابعه والأخرى تترك ذراعها القابض عليه ، تملك الحزن قلبه وتركها وهو يتحرى شوقا لسؤالها عما أصابها ، لايمكن أن تكون قبضته قد آلمتها لدرجه دفعتها للبكاء ، فهمها قسوت عليها لا تظهر ذاك أمامي بل كل ما يظهر هو البرود فقط ....هناك شئ آخر ، أنا متأكد قلبي يخبرني بذلك لم يستطع أن يمنع نفسه من سؤالها ، فقال بتلعثم حاول فيه إظهار بروده وعدم اهتمامه :
- م..مالك ؟

ابتعدت عنه ببطئ وهي مخفضة عينيها الباكيه لأسفل ، وقفت على بعد خطوه واحده منه ورفعت عينيها الباكيه له ولم تتكلم ....
.................................................. ...............................

في المشفى كانت هي تقف تراجع بعض الملفات بغضب وهي تنفخ بضيق ، أتاها صوته الغليظ من خلفها وهو يهتف بقوه :
- دكتوره يارا !
انتفضت مكانها والتفتت بحده لتقابلها نظراته الآمره وهو يقول :
- تعالي على مكتبي فورا

لم يمهلها فرصه لكي ترد وتركها وانصرف ليعود لمكتبه ، ضربت الأرض بقدمها من غيظها فربتت صديقتها على كتفها وهي تقول :
- معلش ، روحي شوفيه عاوز ايه وخلصي نفسك
يارا بتأفف :
- هو مفيش غيري ، مانا ورايا شغل ولازم اخلصه الله !
حلا وهي تحاول تهدأة الموقف :
- معلش تعالي على نفسك شويه
يارا وهي تحمل بعض الملفات وتسير مبتعده وهي تتمتم بحنق :
- لحد إمته بس ؟

انتظرها قليلا بمكتبه ، فاق من شروده على صوت الطرق على الباب ، اعتدل في وقفته وعقد يديه أمام صدره قائلا :
- أدخل

دخلت هي بخطواتها متشنجة ملامحها نحوه ، تحركت لتقف أمامه وهي تردف بحنق دون ان تنظر لعينيه ، هي لاتريد أن تؤخذ بسحرهما الآن حتى لا تفقد عقلها :
- أفندم يادكتور ! خير ؟

تقدم هو منها ليردف بعصبيه قليله :
- إنتي ازاي تسيبيني وتمشي وأنا بكلمك ، ازاي متقفيش وانا بنادي عليكي ؟

يارا وهي تنظر في عينيه بقوه :
- جايبني هنا ومخليني سايبه شغلي عشان تقولي الكلمتين دول ؟

اشتعلت عينيه نارا من ردها فأردف بقوه :
- يارا ! ماتعصبنيش عليكي ، اتكلمي معايا عدل
يارا وبغضب أكبر وهي تشيح بيدها :
- والله ليه يادكتور بتكلم معاك غلط ولا حاجه ؟ ، والعدل بتاع سيادتك بيخليك تقابل اللي بيجيلك بالأحضان ؟
ياسين وقد اشتعل غيظا ، هذه الحمقاء ألم ترى بان تلك الغبيه الأخرى هي من قامت بذلك وهو من أبعدها عنه فأردف ليزيد حنقها ويجعلها تشتعل نارا بابتسامه مغيظه :
- اه ، بقابل اللي بشوفه بالاحضان

يارا وقد تلونت عينيها بحمرة الغضب فقالت من بين أسنانها :
- حلو والله
ياسين وهو يضع يديه بجيب بنطاله فقال بابتسامه متشفيه :
- لا ومش بس كده عارفه انتي لو مكنتيش هنا انا مش بس بقتصر على الاحضان ، حبايبي اللي زي هاله دول أنا معاهم بحضن وأبوس كمان

فغرت فاها بصدمه من وقاحته ، احترق قلبها مما قاله ولمعت عينيها بعبراتها ، قامت برمي الملفات من يدها على الأريكه بعنف وقامت بضربه بقبضتها في صدره بقوه وهي تصيح بعنف وعبراتها تتلألأ بقوه بعينيها :
- وقح ، انت واحد وقح ومش محترم ، ولو كنت عملت كده قدامي أنا كنت قتلتك وقتلتها

تفاجأ من فعلتها فلم يكن يتوقع أن تلك المجنونه تغار عليه وبشده هكذا ، غمرته السعاده لذلك فقال بخبث وهو يمسك بقبضتيها :
- ليه ؟ ، هاه ليه يعني ؟ انتي مش بيهمك حاجه تخصني

يارا بعنف وهي تحاول ان تفكك يديها من قبضتيه وهي تتحرك بعصبيه ، فصاحت بقوه :
- يهمني
ياسين بقوه وجديه ولم يترك يديها :
- ليه ؟ بتغيري ؟
يارا بلا وعي منها :
- أيوه بغير ياغبي

ارتسمت على ثغره ابتسامه واسعه وخفف قبضته على يديها وأمسك يديها برقه واقترب منها وهو يحرك إبهام كل يد على ظهر يديها بنعومه ، وقف أمامها مباشرة وطالع عينيها بوله ولم يتكلم مطلقا

شعرت بالارض تميد من تحتها لما قالته وتوترت بشده أخفضت عينيها بخجل شديد حاولت ان تفك يديها من اسره بقوه ولكن لم تستطع ، رفعت عينيها لتنهره انقطع لسانها عن الكلام عندما رأت نظرة عينيه لها ، ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت بتلعثم :
- سي..سيبني

ياسين وهو يحرك راسه بالنفي ولم يتكلم ، قام برفع إحدى يديها لفمه ، لثم ظهر يديها بقبله دافئه وعينيه تطالع عينيها بشوق ، انتفضت بقوه وخفق قلبها لقبلته ، ابتعدت عنه بسرعه للوراء وهي تطالعه بغير تصديق ، استدارت بسرعه لتهرب من امامه لخارج الغرفه وقلبها يكاد يطير من موضعه

.................................................. ........................

لم تستطع التحدث فقط عضت على شفتها السفلى وهي تحاول ان توقف عبراتها من التحرر من مقلتيها ، كانت تتطلع له وكأنها تترجاه بعينيها بأن يقول لها ابكي ، تأملها بحزن شديد ولكن استطاع التحكم بملامحه على وجهه واظهر الجمود
وجدها تطالعه برجاء لكي يطلب منها أن تخرج ما تكبحه بصدرها ، شعر بها وكأنها على وشك الإنفجار مما تحمله بقلبها ، تحول جموده لحزن إقترب منها كثيرا ، أردف بهمس وهو يطالعها بألم :
- عيطي

وكأنه قد ألقى إليها بحبل النجاه ، قد رحمها من عذابها ، أغمضت عينيها بشده وسقطت على الأرض لتجلس على ركبتيها لليبدأ صوت بكاؤها يعلو تدريجيا ثم تنتحب بشده وهي مطأطأة برأسها وعبراتها تسقط على الأرض أمامها ، شعر بقلبه يعتصر من الألم نزل لمستواها بسرعه ليجثو على ركبتيه أمامها أخذ يطالعها بلهفه وخوف ، مالذي حل بها ؟ مهما كان ما أصابها لم تبدو يوما ضعيفه بهذه الطريقه ، كان بكاؤها قاتلا له ببطئ ، وكأن أحد قد قام بذبحه بسكين بارد لكي تبقى روحه لتتعذب

لم تتوقف عن النحيب وكأن هذه اللحظه لن تعوض لتخرج كل ما يجيش بصدرها من حزن وقهر ، كل مايعتمله من عذاب وقسوه ، كانت خصلاتها تغطي وجهها ، مد يده ببطئ وملامح الحزن لم تترك وجهه للحظه ، أزاح بعضها لخلف أذنها واحتضن وجنتها بقبضته الخشنه

رفعت عينيها له وهي تبكي ، وجدته يطالعها بعينيه وهو يطالبها بها بأن تزيح كل الحزن من صدرها وأن تلجأ له لتتخلص منه
وجدته يحتضن وجنتها بكفه ، رفعت إحدى يديها لتضعه على كفه وهي تطالعه بألم ، لم تشعر بنفسها وهي تلقي بنفسها له لتحيط عنقه بذراعيها وهي تبكي بشده ، شعر برطوبة دموعها على قميصه من كثرتها ، كان صوت بكاؤها يعلو وهي تتمسك به بقوه وكأن لصا يحاول أن يسرق طفلا من والدته

وجدها تلقي بنفسها في احضانه لتبكي بمراره ، وكأنه هو الذي كان يعاني من بكأؤها ، فقد كان قلبه يتألم لعبراتها وبمجرد أن إحتضنته ولامس قلبها قلبه بدأ الألم يختفي ، شعر وكأنه هو من كان بحاجه لهذا العناق ليس هي ، لم ينتظر لثانيه ليرتفع ذراعيه تلقائيا ليبادلها العناق بشده وكأنه يخشى فقدانها ، انتبه لتمسكها به بقوه وكأنه سيبتعد عنها ويتركها تعاني وحيده ، حاول أن يطمأنها وكأنه يخبرها بأنه لن يتركها فاحتضنها بقوه أكبر ودفن وجهه في خصلاتها وهمس بأذنها بدفئ :
- مش هبعد ، مش هقدر ، أنا جنبك

هدأ بكاؤها قليلا ومالبثت أن بكت بشده مره أخرى وهي تضرب بقبضتها على ظهره من الخلف وهي معانقة له لتقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء من بين شهقاتها :
- دب...دبحتني ... دبحتني

شعر بها تهم لتبتعد عنه ولكنه أقبض بذراعيه على جسدها ليوقفها وهو يقول بنظره متوسله :
- لا بقولك مش هقدر ، متبعديش
إيلين وهي تحاول الفكاك من بين بكاؤها وبكذب منها :
- ابعد عني ..مش عاوزاك تقرب مني .. أنا بكرهك

مراد وهو مازال مطبقا عليها فقال بنبره منفعله قليلا :
- بقولك مش هقدر ، ارحميني
لم تعد لديها القدره على المقاومه فأراحت رأسها على كتفه ورفعت ذراعيها لتطوق عنقه ، أردفت بهوان وضعف :
- عملت فيا .. كده ليه ؟ ليه ؟

مراد وهو يمد يده ليمسد على خصلاتها لتهدأ قليلا فهمس لها قائلا :
- هششش !!
استكانت للمساته وهدأت قليلا وصمتت ، كانت عبراتها تنساب بصمت على كتفه دون أن تتحدث او يصدر منها شئ
اعتقد أنها قد غفت فتوقف عن التربيت على رأسها فقام بابعادها قليلا ليراها ولكن قبضت هي على عنقه ولم تسمح له بالإبتعاد ، ابتسم بحنو وأطبق على جسدها بقوه وقام بمد إحدى ذراعيه ليضعها أسفل ركبتيها وقام بضمها له ليحملها
استطاع النهوض بها من على الأرض ، نظر بطرف عينيه لها وجدها دافنة رأسها بكتفه ولم تترك عنقه للحظه ، أغمض عينيه متنهدا وهو يضمها لصدره بقوه .
تحرك بها نحو السلم المؤدي للطابق الثاني ، صعد بها درجاته وتوجه إلى أحدى لغرف واستطاع فتح الباب بيده التي تحيط بخصرها ثم دفعه بقدمه ، وقف قليلا ليدور بعينيه في أرجاء الحجره ليجدها متسخه بالغبار ، تنهد بعمق وهو يخرج بها من الغرفه متجها لغرفته
دلف للغرفه وتوجه بها إلى سريره ، تحرك بها ليجلس على السرير واضعا إياها على قدميه دون ان تبتعد عنه محيطا ظهرها بإحدى ذراعيه ، تحرك قليلا ليجلس بأريحيه ثم رفع كفه ليربت على خصلاته مطمأنا وهو يقول :
- خلاص ، خلاص

تنهدت بعمق وأرخت ذراعيها قليلا عن عنقه وابتعدت ببطئ عنه ، رفعت عينيها له ، أغضبه رؤيتها بهذه الحاله الضعيفه ، كانت ملامحها تدل على الإنكسار والإرهاق
لم يعتد منها على ذلك ، لطالما كانت قويه ، صلبه وقاسيه ، لطالما كان يعشق نظراتها المتحديه ، لم يرها أبدا هكذا ، قطب بين حاجبيه ورمقها بنظرات حاده ، لاحظ هبوط عبره على وجنتها ، لانت ملامحه الحاده لها ، مال برأسه على وجنته ليلثم عبرتها بقبله حانيه

أغمضت عينيها لتحاول ان تتحكم قليلا بمشاعرها التي على وشك الإفلات منها ، ارتجفت قليلا بجسدها منه ، شعر هو بها فابتعد عنها قليلا ليطالع عينيها بحنو ، وقام برفع كفه ليمسد بها على ظهرها بدفئ

تأملته بعيون معاتبه لقسوته معها ، لقد وجدت منه الدفئ والحنين وهو يأتي الآن ليقسو عليها !،
فهم مغزى نظراتها له ، آلمه قلبه وعاتب نفسه لقسوته عليها ، مد يديه وأحاط بجسدها لينحني بها قليلا ليضعها على السرير بجانبه قائلا بهدوء :
- نامي

نظرت له قليلا في صمت ثم التفتت له لتستلقي على جانبها واضعة يديها الإثنتين أسفل وجنتها ، ظلت تنظر له دون أن تتكلم ...
طالعها بنظرات غريبه ، لم يشعر بنفسه وهو يستلقي على جانبه أمامها ، وضع يديه أسفل وجهه هو الآخر وأخذ يطالعها بتأمل في صمت ....

مد أنامله لها ليزيح إحدى خصلاتها عن عينيها ، أغمضت عينيها ولم تتكلم ، أغلقت عينيها ، اعتقد أنها قد غفت ، اقترب من وجهها قليلا ليهمس بأذنها بصدق :
- والله مالمستك ، مقدرش

ابتعد قليلا ليلثم وجنتها بقبله رقيقه تسببت بإرسال رعشه في سائر جسدها الذي كانت حواسه كلها متيقظه لكل حركة منه وكذلك هي من قال بأنها قد غفت ؟، كانت تنصت لما يقوله ، شعرت بالسعاده الشديده لما قاله ، شعرت بصدق كلامه وأنه لم يعتدي عليها ، رقص قلبها فرحا بما قاله وتعلق به قلبها بقوه أكبر ، ابتعد عنها قليلا لينظر لها مره أخيره قبل أن يغلق عينيه ليذهب بعالم آخر

.................................................. ......................

ترجل من سيارته بعد أن قام بفتحها له السائق ، وقف قليلا بجانب السياره بعد أن أغلق السائق الباب خلفه وأخذ ينفث دخان سيجاره بشراهه ، أتى فرج ليقف بجواره ليحثه على السير قائلا :
- يلا ياباشا عشان ندخل
تحرك ناجي وهو يتفحص بعينيه المنزل وكل ما حوله ، دخل كلا منهما الى المنزل ووقف ناجي يدور بعينيه في المكان من حوله ثم نظر لفرج قائلا بجديه :
- هما فين ؟

أومأ له فرج برأسه قائلا بابتسامه :
- حالا ياباشا

أطلق فرج صفيرا بفمه فخرج بضع فتيات من إحدى الغرف في حدود العشرين فتاه واصطفوا أمام الإثنين
طالعهم ناجي بنظرات متفحصه قليلا ثم أردف رافعا أحد حاجبيه لفرج :
- أمال الدكاتره فين ؟

فرج ولم يرد عليه بل كان شاردا في هؤلاء الفتيات أمامه يطالعهم بنظرات جريئه ، فأردف ناجي بغضب صائحا وهو يشيح بيده :
- فرج ركز معايا في الدكاتره ؟

انتفض فرج مكانه فأردف بتلعثم :
- هاه ..اا..ايوه ياباشا ، الدكاتره ..الدكاتره جاين حالا دكتور عادل كلمني وقالي إنه هيجيب الفريق بتاعه ويجي

لم يكمل فرج كلامه وقد وجد عدة أشخاص يدلفون من الباب متوجهين لهم ، تحرك ناجي باتجاههم ووقف ليسلم عليه شخص في الأربعينات من عمره وهو يتحدث :
- أهلا ناجي بيه

ناجي بجمود :
- أهلا يادكتور ، هاه إيه الأخبار ؟
عادل بطمع :
- إطمن يا باشا الصنف بتاعك هيوصل مصر بخير وسيادتك هتتريش وهتريشنا معاك ولا إيه ياباشا ؟

ناجي باشمئزاز منه :
- أه أكيد ، بس مش عاوزه فتفوته ترميها ، ده مكلفنا كتير

عادل وهو يبتسم بجانب فمه :
- إطمن يا باشا ، بس أهم حاجه تكونوا موفرين عدة العمليات كلها مش عاوزه واحده منهم روحها تطلع في إيدي ولا حاجه

ناجي بجمود :
- لا إطمن كله جاهز وكله حاجه هتلاقيه وابقى تمم برده قبل ما تبتدي شغلك

عادل وهو ينظر للفتيات بخبث ثم يعود بنظره لناجي :
- تمام ، حسابي سيادتك عارفه يدوب عاوز لما أخلص ألاقي حضرتك بعتلي المبلغ على حسابي

ناجي وهو يضيع إحدى يديه بجيبه ويرمي بالأخرى باقي السيجار على الأرض ليدهسها تحت حذائه قائلا بجديه :
- اعتبره اتحول ، هتبدأ إمته ؟

عادل بطمع :
- دلوقتي ياباشا ، السيلكون اللي معايا لسه طازه ، ابعت الرجاله بتوعك بالصنف اللي عاوزه عشان ألح أحطهم جواه وأعمل للبنات العمليه

ناجي وهو يومأ برأسه له ثم يلتفت ليكلم فرج آمرا :
- ماشي ، فرج إطلع خلي الرجاله تدخل بالحاجه يلا بسرعه

فرج وهو يسرع ليتحرك من أمامهم :
- فريره ياباشا

كان عمل ناجي كالآتي مع المافيا الروسيه ، كان موكلا بنقل بضع أصناف من المخدرات إلى مصر بطريقه غير ملفته للأنظار وغالبا ما يستخدمها حينما يكون النوع ذو جوده عاليه بالنسبه لذلك المجتمع القذر ، كان يأتي بفتيات لا يعرف لهن أحد قريب ولا ينتمون إلى عائلات ، وغالبا ما يأتي بهم من الشوارع ليستخدمهم في عمله ، تترواح أعمار هذه الفتيات ما بين العشرون أو الثلاثون

يعمل تحت يده بضع أطباء التجميل وعلى رأسهم الطبيب عادل الذي كان رئيسهم ، كان هؤلاء الأطباء يقومون بوضع المخدرات بداخل السيلكون الذي يستخدمه أطباء جراحة التجميل في عمليات تكبير الصدر للنساء ، ثم يقوم الأطباء بإجراء جراحات تجميليه لهؤلاء الفتيات ووضع السيلكون المزود بالمخدرات بصدورهم

بعد الإنتهاء من إجراء العمليات لجميع الفتيات تذهب الفتيات على متن طائره مخصوصه من طائرات هذه المافيا بعد أن تؤمن لهم جوزات سفر مزوره لهم لتقلهم إلى مصر ، ليصلوا لأرضها ويمروا بكل سهوله دون أن يشعر بهم أحد
على الطرف المقابل لهم في مصر ، يتواجد التالعين لناجي وأمثاله الحقيره لإستقبال هذه الفتيات وإقامة جراحات تجميليه لهم لإستخراج هذه المخدرات وكأن شيئا لم يكن ، وبالطبع هؤلاء الفتيات أعدادها كبيره لتنقل شحنه كافيه لمصر

وتكون الفتيات مقسمه لمجاميع ، وبالطبع ينتظر ناجي وشركاؤه لفتره وجيزه حتى تتعافى الفتيات قليلا ثم تعاد الكره مره أخرى ، ومن تتوفى منهم تدفن ولا أحد يعرف عنها شئ

دخل فرج ومعه بعض الرجال وبيدهم قليل من الحقائب وتوجهو بها إلى إحدى الغرف تحت أنظار ناجي ومن معه ، التفت ناجي للطبيب ليتحدث قائلا :
- البضاعه جاهزه ، لما تخلص الجروب اللي معاك ده هبعتلك التاني علطول

عادل وهو يشير برأسه لطاقمه ليدلف للغرفه ليقوم بالتحضير لوضع المخدرات بداخل السيلكون :
- طبعا يا باشا ، عن إذنك أنا بقى عشان أجهز نفسي

أومأ له ناجي برأسه ثم التفت لفرج قائلا قبل أن ينصرف :
- عينك عليهم وماتسيبهمش
فرج وهو يومأ له :
- تمام ياباشا



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:28 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



لسلام عليكم
الحلقه الثالثة عشر
........(عدوي بين ثنايا قلبي)...........
أصبحت الساعه منتصف الليل ، كانت مستلقيه على جانبها لتعطيه وجهها واضعة إحدى يديها أسفل وجهها ، فتحت عينيها ببطئ ، وقعت بنظراتها عليه ، كان يماثلها في مضجعه ، ينام على أحد جانبيه معطيا إياها وجهه...
ولكن إحدى يديه أسفل صدغه والأخرى قابضة على يدها الصغيره ، نظرت ليدها بهدوء ، كان محتضنا كفها الصغير بقبضته الضخمه ، رفعت عينيها لتقعان على وجهه
أخذت عينيها تسير ببطئ شديد على وجهه وهو نائما ، كانت قسماته هادئه للغايه بخلاف ما يظهره لها دوما ، تنهدت بعمق وهي تطالعه.... ، لقد انهارت تماما أمامه ، بدت ضعيفه منكسره ، ولكن هو إحتواها ولم يتركها ، لم يتخلى عنها لتعاني وحيده .... بثها دفئه ، أيا كانت القسوه التي يظهرها ذلك الأحمق إلا أن لديه قلب حنون
ابتسمت ابتسامه صغيره وهي تردد آخر ما فكرت به ، قلب إستطاعت أن تملكه ، يالله كيف يحدث ذلك في أيام قليله كتلك ، لم أمكث معه إلا أياما معدوده .... لم أكن لأتوقع أن أشعر بهذا معه
فجأه تملك منها البرود وهي تنظر له ، حاولت إبعاد قبضته عن يدها بهدوء شديد ، نجحت في ذلك فاعتدلت برويه في جلستها
طالعته بجمود وحانت منها إلتفاته على الكومود بجواره فوجدت الهاتف الخاص به ، منذ قليل كان يعتقد أنني نائمه وقام ليتحدث مع أشخاص ما ، تحركت ببطئ لتنزل قدميها على الأرض
وقفت في مكانها وأخذت تتسلل وهي تلف حول السرير لتصل للكومود ، وقفت امامه ومدت يدها تلتقط الهاتف بخفه وهي تنظر له خلسه
أخذته وتسللت لتخرج من الغرفه ، إبتعدت عن الغرفه مسافه كافيه ، فتحته بسرعه ، من حسن الحظ أنه كان غير محمي فكان من السهل فتحه .... ضربت عدة أرقام وانتظرت الرد بتلهف
كانت نائمه بعمق هالكه من العمل ، صدع رنين هاتفها الجوال على الكومود بجانبها ، تململت في فراشها ورسمت على وجهها ملامح الضيق قليلا
لم يتوقف الهاتف عن الرنين وتأففت بضيق ، مدت يدها دون أن ترى واخذت تتحسس مكان الهاتف حتى وصلت له ، التقطته وفتحت عينيها بصعوبه شديده وضغطت على زر الرد
ريهام بصوت ناعس للغايه :
- ألو ؟
إيلين بلهفه وخفوت :
- ريهام ! ريهام إزيك ؟
ريهام وما زال النعاس يغلب عليها :
- مين ؟ وعرفتي إسمي منين ؟
إيلين بدهشه :
- يابت أنا إيلين أختك
ريهام وهي على حالها :
- كدابه معنديش إخوات
إيلين بغضب قليل وهي تلتفت ورائها كي ترى إن كان إستفاق أم لا فأردفت :
- يابت صحصحي الله يحرقك بقولك إيلين أختك ماتفوقي يا ريهام ؟
ريهام وهي تعتدل بسرعه وتبعد خصلاتها الكستنائيه المشعثه عن عينيها مردفة بلهفه :
- إيلين ! إيلين إنتي فين ؟ وإيه اللي حصل معاكي ؟ ماتصلتيش واخبارك إنقطعت من وقتها ؟
إيلين وهي تتنهد قائلة بخفوت :
- ماتقلقيش عليا أنا كويسه ، أنا بس عاوزاكي تعرفي إني بخير وإحتمال ماعرفش أتواصل معاكي لفتره كده ، بس معرفش أد إيه !
ريهام بضجر :
- أووف يعني مش هاشوفك ؟
إيلين بتنهيده :
- معلش بقى أهم حاجه إطمنت عليكي ، يلا هاقفل أنا دلوقتي ولو عرفت أكلمك هبقى أتصل بيكي
ريهام بابتسامه صغيره :
- ماشي مع السلامه
إيلين بابتسامه :
- مع السلامه وخلي بالك من نفسك !
ريهام وهي تقفل الهاتف :
- حاضر سلام
أغلقت الهاتف مع أختها ثم التفتت برأسها لتنظر خلفها ، لم تجد أحدا ، شردت قليلا ثم مالبثت أن أعادت راسها للأمام ، رفعت الهاتف وقامت بالضغط على عدة أزرار
رفعت الهاتف وانتظرت لعدة ثواني ، جاءها الرد من الطرف الآخر بصوت غليظ :
- ألو
إيلين ببرود وخفوت قليلا :
- إيلين
فرج وقد قام من على الكرسي الجالس عليه وبلهفه :
- إيلين ! إنتي فين يا بنتي ؟
إيلين ببرود :
- مش وقته هافهمكم بعدين المهم إنت فين ؟
فرج وهو يضع يده في خصره :
- أنا دلوقتي في روسيا ، بعد العمليه واللي حصل ، بعتنا رجاله عشان يدوروا عليكي وسافرت للباشا ، إنتي فين وكنتي مختفيه ليه ؟
إيلين بتنهيده وهدوء :
- بعدين ، المهم دلوقتي بكره الصبح ألاقي رجاله مستنيني في نفس مكان العمليه ، يجوا ياخدوني ، أنا هستناهم هناك ، سمعتني ؟
فرج بجمود :
- ماشي ، بس إيه اللي حصل ؟
إيلين بحده قليله :
- بقولك بعدين ، المهم الباشا اخباره إيه ؟ والبضاعه عملتوا فيها إيه ؟
فرج بتنهيده وهو يجلس على الكرسي :
- البضاعه لسه زي ماهي في مكانها ، والباشا دلوقتي بيجهز لشحنه جديده لمصر
إيلين وهي عاقده بين حاجبيها :
- هو ناوي يدخل بضاعة تاني اليومين دول ؟
فرج بتهكم :
- بكره ياختي
إيلين بتعجب :
- بكره ! ، إزاي ده ؟
فرج بسخريه ثم اردف بجديه :
- مش وقت تحقيق ، هابعتلك رجاله بكره الصبح تكوني جاهزه ، اول ما يوصلولك هتكون في طياره جاهزه تجيبك على هنا علطول
إيلين وهي تومأ برأسها :
- ماشي ، ماتتاخروش ، يلا هاقفل دلوقتي
أغلقت معه الهاتف دون أن تسمع رده ، التفتت وهي تنظر للهاتف لتقوم بمسح الأرقام التي اتصلت بها ، رفعت رأسها لتتجمد في مكانها من هول المفاجأه ، اتسعت عينيها بشده وابتلعت ريقها بصعوبه شديده ، ارتفعت ضربات قلبها بشده لدرجة أنها شعرت بأنه يسمعها
كان نائما في هدوء وتململ قليلا في نومته ، حرك قبضته التي كانت ممسكة بيدها ، شعر بالخواء ، فتح عينيه ولم يجدها بجواره ، عقد بين حاجبيه ورفع رأسه قليلا ليجوب بعينيه الحجره كاملة ولم يجدها
زاد استغرابه واعتدل في جلسته ، نهض من على السرير وهو يمسح بكفه على وجهه ، حانت منه التفاته للساعه وجدها منتصف الليل ، خرج ليبحث عنها ، سمع صوتا ما ، اقترب ببطئ وجدها تتحدث بهاتفه ، اللعنه يالغبائي تركت الهاتف بجواري ، اقترب كثيرا ببطئ دون أن تشعر به ليستمع للمحادثه ....
حينما التفتت وجدته أمامها ، كان يقف وهيئته مخيفه من غضبه ، يزفر الهواء بقوه وصدره يعلو ويهبط بسرعه ، وشعيرات عينيه الحمراء ظاهره بوضوح للعيان من شدة غضبه ، قابض على يديه بشده تكاد تفتكها ، شعرت بأن المنيه قد حانت ، شعرت بأن لحظة قتلها آتية لا محاله
تلك اللعينه خدعتني ، هاهي أمام ناظري تحادثهم ، يالغبائي ومالذي توقعته أنا ؟ ، أن تكون حقا بريئه ؟ ، عن أي براءه أتحدث ؟ ، هذه حقيره قاتله ، نعم قاتله ، ومن قتلته الآن لم يكن سواي ، هنيئا لها ، لقد وفت بوعدها لي .... وفت بوعدها بقتلي ، لوهله إعتقدت بأنها من الممكن أن تكون ..... أحمق ، أنا غبي أحمق ! ، أنا من سلمت قلبي لها فلأتحمل العواقب
كانت تتحدث مع وغد مما يعملون لديها لتخبره بأنها ستهرب من هنا لتأتي إليهم ، بدأت ابتسامه شيطانيه ترتسم على وجهه وهو ينظر لها بحده ، تهرب !!
بدأ يضحك أمامها مقهقها وسط نظرات التعجب منها ، لا تعلم مالذي حدث له ؟ ، توجست خيفه من نظراته وابتسامته الغير مطمئنه
هدأت ضحكاته قليلا ، تهرب !! هذه الحمقاء تظن بأنها ستهرب من بين قبضتي ! ، غبية إن ظنت ذلك
أخذ يقترب منها ببطئ وهو يطالعها بحده ، كانت تقف خائفه هذا إن ام يكن الذعر متملكا منها ، أخفضت عينيها وتذكرت شيئا ما ، في لحظة لفح البرود عينيها ، رفعت رأسها لتفاجأ به أمام وجهها
لو كانت نظراته تقتل لوقعت صريعه له الآن ، ابتعلت ريقها ولم يبتعد البرود عنها
خرجت كلماته من بين أسنانه قائلا بغضب هادر :
- عاوزه تهربي !؟
إيلين ببرود وهي تطالع عينيه :
- آه
اتسعت عينيه لثانيه بدهشه لقد توقع منها أن تنكر ولكن خالفت توقعاته ، ضاقت عينيه بحده وإحمرت كثيرا من غضبه فأردف وهو يكز على أسنانه :
- كنتي بتكلمي مين ؟
إيلين ببرود شديد :
- كنت بكلم واحد شغال عندي عشان يبعتلي رجاله يساعدوني عشان أهرب
كانت كل كلمه تخرج من فمها تتسبب باشتعال براكين الغضب لديه أكثر وهو يقبض على يديه بشده ، ضحكت هي بسخريه وهي تعقد يديها أمام صدرها تطالعه ، ضيقت عينيها قليلا ثم مالبثت أن قهقهت بصوت عالي قائلة :
- لأ مش مصدقه
لم تلين لها معالمه الحاده ظل على حاله ، هدأت ضحكاتها قليلا ثم أردفت وهي تنظر له بسخريه وهي تلوي فمها :
- بالسهوله ده وقعت ، ده أنا قولت هتاخد مني وقت ، مبروك عليا
لم يستطع أن يتحمل أكثر من ذلك ، رفع يده لتهبط على وجنتها بشده ثم قبض على خصلاتها ، أخذ يسحبها منها وهو يتحدث بغضب :
- واحده ***** زيك تعمل فيا كده ؟ ، إبقي قابليني لو عرفتي تخرجي من هنا ، و**** اللي جاين عشانك ، روحهم هاخدها بإيدي
قال الأخيره بصراخ شديد وهو يقبض بقوه أكبر على خصلاتها ، كانت تتألم بشده بين يديه واكن كتمت ذلك بداخلها ، نزل بها للأسفل وأدخلها الحجره وهو يلقي بها على الأرض ، ارتطمت رأسها بالأرض بقوه فشعرت بالدواء قليلا
أردف هو بصراخ وهو يشير بإصبعه لها بتحذير :
- وديني وما أعبد لأندمك على اللي عملتيه ، ماتجيش **** زيك تفتكر نفسها بنت بارم ديله وتعمل فيا كده
رفعت عينيها له لتضحك بتهكم وهي تعتدل على جانبها :
- عملت إيه ؟ علمت عليك ولا إيه ؟
أشعلته كلماتها فاقترب منها بسرعة البرق ليركلها في بطنها بقوه وهو يصرخ بها :
- إخرسي بقا
تأوهت بشده من ركلته وخرجت بعض الدماء من فمها ، ضمت ركبتيها لصدرها وهي تحيط بطنها بذراعيها ، كانت تتنفس بصعوبه شديده ، شعرت وكأن كل نفس تتنفسه معدود لها ، طالعته بعينيها وهي تكافح لتقول له بخفوت شديد بصوت لا يكاد يسمع :
- ل..ي..ليه ؟
استفزته بشده بكلماتها اللاذعه ، لم يشعر بقدمه التي ركلها بها وبقوه ، وكأن هذه الضربه كانت موجهة له ، صرختها إخترقت قلبه لتمزقه لتألمها ، طالعها بغير تصديق ، رآها تبصق الدماء من فمها وضمت جسدها لها وهي تتنفس بصعوبه ، شعر بأنفاسها وكأنها على وشك أن تختفي منها
هوى قلبه بين قدميه عندما فكر للحظه بأنها من الممكن أن ..أن تموت ! ، رأى نظراتها له ، تجمد مكانه لم يستطع التحرك ، أخذ يرجع بخطواته للوراء وهو يطالعها دون أن يرف له جفن ، كان يطالعها بجمود
كان يبتعد عنها ، هو يتركها ، رفعت إحدى يديها لتشير له بها ألا يبتعد ، لم يستجب لها ، تركها وخرج من الغرفه دون أن يهتم لأمرها
أغلق الباب خلفه وذهب ، كانت لا تصدق ما حدث الآن ، أنزلت يدها لتحتضن بها بطنها ، كانت بطنها تؤلمها بشده ، أخذت أنفاسها تنتظم تدريجيا إلى أن هدأت
رفعت عينيها لتتطلع بالنافذه الصغيره وهي على حالها ، نزلت عبراتها في صمت بغزاره ، ثم مالبثت أن ارتسمت تعابير الألم على وجهها لتحرك رأسهاجانبا وتلصق جبهتها بالأرض لتنتحب بشده دون صوت ....
.................................................. ..................
في مكان آخر كان هو قد إنتهى من إجراء العمليه الجراحيه لآخر فتاه بالمجموعه ، ابتعد قليلا وهو ينظر لها ثم مالبث أن أنزل الكمامه من على وجهه وهو ينظر لها ، رفع عينيه لطاقمه قائلا :
- تمام ، شيلوها من هنا يلا
أومأ له من معه بالموافقه ، تحرك بخطواته وهو يخلع قفازيه الطبيين وقام برميهم بالقمامه ، خرج من الغرفه ليجد فرج جالسا على الكرسي
نهض فرج من الكرسي بمجرد أن لمحه خارجا ، توجه له بلهفه قائلا :
- هاه يا دكتور إيه الأخبار ؟
عادل بابتسامه سخريه :
- جرى إيه يافرج ؟ إنت ناسي أنا مين ولا إيه ؟
تنحنح فرج قليلا ثم قال :
- مش قصدي ، أقصد كله تمام ؟
عادل بجمود وهو يلتفت برأسه ليشير له بيده للغرفه التي كان متواجدا بها منذ قليل :
- خلصت ، والطاقم هيطلعو آخر واحده دلوقتي ، ثم التفت له ليكمل :
- لازم يرتاحوا لفتره وبعدين تعملوا اللي عاوزينه
فرج بابتسامة وجشع :
- حلو ، والله ويومين والفلوس تجري في إيدك يا فرج
عادل بتهكم :
- يا باشا ، إنتوا ناسيني ولا إيه ؟
فرج وهو ينظر له :
- لا طبعا ده انت البركه يا دكتور
عادل بجمود :
- ماهو ده اللي بقوله برده ، عاوز حسابي بكره ألاقيه مليان
فرج بضحكه صفراء :
- أه اه طبعا
نظر له عادل ببرود ثم التفت لينصرف من أمامه ، تحولت نظرات فرج للغل والكره قائلا لنفسه بغيظ :
- يا أخي مش قابل وش أهلك وعاوز أشوهولك وإبقى وريني هتعمل تجميل لنفسك إزاي
.................................................. ...............
صباح اليوم التالي ، كانت كلتاهما تجلسان على طاولة الطعام تتناولان الفطور ، لاحظت ريهام شرودها فاستغربت قليلا ، ثم مالبثت أن ارتسم الخبث على جهها وهي تضحك بخفوت ، لوحت بيديها أمام وجه يارا الشارده قائلة بخبث :
- بحبك يا يارا
لم تنتبه وانتفضت من شرودها وهي تقول بلهفه :
- بجد يا دكتور ؟
ضحكت ريهام بشده ثم أردفت :
- ايوه ايوه ، هو ده بقى اللي واخد عقلك الدكتور بتاعك ؟
يارا بغيظ وهي تعاود النظر للطعام لتاكل :
- تصدقي إنك بارده
ريهام بخبث وهي تضيق عينيها :
- والله وجه اللي يطلع عينك يا دكتوره ، من إمته ؟ ومين ده ؟ وإيه اللي حصل ؟
يارا بغرور وهي تعدل هندامها :
- هه ما عاش ولا كان اللي يطلع عيني ده أنا يارا ، أما بقى بقيت الأسئله الأول مش عارفه من إمته أنا فجأه لقيت نفسي مشدوده ليه ، ومين ده ؟ فخدي الصدمه ، الدكتور البأف اللي خبطت فيا ، وإيه اللي حصل ؟ ، فحصل بلاوي يا أوختي بلاوي !
ريهام وهي تعتدل لها جيدا :
- اوبا ده الموضوع طلع كبير وأنا معرفش ، ثم أردفت بحنق :
- جك شكه يا بت يا يارا كل ده وماحكتيش من زمان ليه ؟
يارا وهي تتأفف بضجر :
- ياختي يعني الأمله ، ثم إنتبهت لها قائلة :
- وبعدين ياختي مالك مبسوطه كده ليه ؟ انتي كنت متنكده إمبارح !
ريهام بابتسامه :
- إيلين كلمتني
يارا وهي تعتدل بابتسامه واسعه :
- بجد ! ، طب هي فين ؟ وقالتلك إيه وعامله إيه ؟
ريهام بابتسامه صادقه :
- الحمدلله كويسه بس معرفتش هي فين وقالتلي إنها إحتمال تاخد فتره شويه على ماتكلمني تاني ،ثم أردفت بتوجس قليلا :
- بس مش عارفه ليه قلبي مش مرتاح
يارا محاولة ان تطمأنها :
- أهم حاجه إنها كويسه وكلمتيها ، ماتوجعيش قلبك وخلاص
ريهام وهي تتنهد :
- الحمدلله ، ده أنا كنت مخنوقه ، يلا كويس إني اطمنت عليها وكلمتها ، ربنا يحميها
يارا وهي تنظر بشرود أمامها :
- يارب
.................................................. .
في فيلا آل مهران ، كانت عفاف وسلمى وعدي يتناولون الإفطار ، رفعت سلمى عينيها لتحدث والدتها بابتسامه صغيره :
- ماما
نظرت لها عفاف فأردفت الأخرى قائلة بتوجس قليلا :
- حضرتك عارفه إنه خطوبة صحبتي آيه النهارده ، وانا ..وأنا كنت عاوزه أروح
عدي بقليل من الغضب :
- تروحي فين إن شاءلله ؟
نظرت له سلمى شزرا ولم تتحدث ثم نظرت لأمها مره أخر فأردفت بتمني :
- هاه يا ماما حضرتك موافقه ، وغاده كمان هتيجي معايا وأوعدك إني مش هتأخر هناك ، أخري الساعه 10 والله
زادت حدة عدي فقال لها :
- لأ مش هتروحي في حته إنت بتستعبطي إزاي تروحي لوحدك
سلمى بقليل من الحده :
- بقولك غاده هتبقى معايا
عدي بغضب وعصبيه :
- يعني معاكي راجل مثلا ، مينفعش
ضربت عفاف بقبضتها الطاوله فتوقف كلا من عدي وسلمى عن الجدال ، نظرت عفاف لسلمى بابتسامه صغيره ثم قالت :
- مش هاتروحي لوحدك يا سلمى هابعت معاكي حرس إنتي وغاده ، أردفت بتحذير :
-بس مش عاوزه أحذر ، إحنا صعايده ومالناش في شغل البنات التانيه ، ممنوع الكلام مع حد وأظن إنتي فهماني
نهضت سلمى لتحتضن والدتها بسعاده وهي تقبلها قائلة :
- أكيد يا ماما ربنا يطولي في عمرك
ربتت عفاف بحنو على ظهر إبنتها
قاطعهم عدي وهو يزفر بضيق متحدثا لوالدته :
- أنتو حرين
نهض من على الكرسي وهو يتحدث لاخته مشيرا بيده بحده :
- يلا عشان أوصلك الجامعه
إنصرف كلا من عدي وسلمى ، انهت عفاف فطورها ونادت على العامله لتنظف الطاوله ، أتت العامله مسرعة ، عفاف بهدوء :
- شيلي يا زينب الأكل
زينب بابتسامه صغيره :
- تحبي أعملك شاي او حاجه تشربيها ياست هانم ؟
عفاف وهي تومأ براسها :
- خلاص إعمليلي فنجان قهوه ، ثم أردفت وهي تتحرك للخارج :
- وابقي ابعتي حد بيه بره في الجنينه
زينب وهي تنصرف :
- حاضر يا ست عفاف
تحركت عفاف إلى الحديقه لتجلس بها ، كان الهواء نقيا وباردا قليلا ، توجهت إلى مظله أسفلها عدة كراسي وبينهم طاولة صغيره ، جلست على أحد الكراسي وتنهدت بعمق
بعد فترة وجيزه أتت زينب وهي حاملة فنجان القهوه بيدها قائلة :
- القهوه يا ست عفاف
عفاف بابتسامه ممتنه صغيره :
- توشكري يا زينب
زينب بقليل من القلق وهي تتطلع لها :
- خير يا ست هانم ، شكلك تعبانه !
عفاف وهي ترتشف من القهوه ثم زفرت الهواء بقوه :
- ومين مش تعبان يازينب ؟ المشاكل عمرها ما سابت حد في حاله
زينب وقد ضربت على صدرها فقالت بخوف :
- يا نصيبتي ! تحبي أكلملك الدكتور يا ست عفاف ؟
ضحكت عفاف ثم قالت :
- إطمني يازينب مفيش حاجه ، أنا بس اقصد إنه كل واحد دماغه مشغوله بميت حاجه والهم مش بيسيبه
إطمانت زينب قليلا ثم تنهدت وهي تبتسم :
- ومين سمعك يا ست هانم ، الدنيا تلاهي ومحدش دماغه رايقه ، ربنا يفضل ساترها معانا ، عن إذنك بقى يا ست عفاف لازم أروح أشوف البنات وشغل البيت عشان ننضف
أومأت عفاف بابتسامه ولم تعقب ، ابتعدت زينب عنها والتفتت عفاف لتنظر أمامها مردفة بعتاب :
- كده يا مراد ! ، تسافر من غير ماتقولي وتقعد المده دي كلها ماتكلمنيش ، كده ياقلب أمك تقسى عليا ، ربنا يحميك ويبعد عنك ولاد الحرام يا حبيبي
.................................................. ........................
كان جالسا أمام السرير ممددا بقدميه على الأرض شاردا ، كانت الغرفه فوضى من حوله ، الأرض تعم بالفوضى والزجاج المنكسر ، الأمس ...معرفته لما تنتويه كان كإشعال فتيله قنبلة بداخله ، أخرج بركانا من الغضب ، غضبه الذي كان على وشك أن يقتلها
كلما تذكر فعلته بها غضب من نفسه بشده ، كان من الممكن أن يقتلها دون أن يشعر ، لذلك قرر التنفيس عن غضبه في شئ آخر ، صعد لغرفته دخلها بعنف ، أخذ يدور حول نفسه ، حطم أي كل ما يقابله بيده ، لم يسلم منه شئ ، أخرج جام غضبه وعصبيته منها ، بعد أن تملك منه التعب والإنهاك ، سقط ليجلس على الأرض أمام السرير ، ظل محدقا أمامه بشرود دون أن يتحرك من مكانه ، كان كالتمثال ، منذ ذلك الوقت وهو لم ينهض من مكانه
تحركت عينيه قليلا لتقع على الهاتف الملقى بجانبه على الأرض ، مد يده ليلتقطه ، قام بفتحه وإجراء إتصال ....
كانت تجلس شاردة إلى أن قطع شرودها صوت زينب وهي تنادي عليها :
- ست عفاف ، ست هانم !
انتبهت عفاف لها فقالت بتساؤل :
- خير يازينب ؟
زينب بابتسامه وهي تمد يدها بالهاتف :
- مراد بيه يا ست هانم عالتليفون
عفاف وقد تهللت أساريرها فكأنها أرادت التأكد فعادت سؤالها :
- مراد بيه ؟
أومات زينب براسها مؤكدة لها ، اخذت عفاف الهاتف بلهفه بينما إبتعدت زينب لتتركها تتحدث ، تحدثت عفاف بسعاده :
- ألو مراد ! مراد يا حبيبي رد عليا !
تنهد بعمق وابتسم قائلا بخفوت :
- وحشتيني يا أمي
تملك القلق منها فسألته بخوف :
- مالك يا قلب امك ؟ صوتك ماله يا حبيبي ؟
مراد وهو يريح راسه للوراء مغمضا عينيه ، تنهد بتعب :
- تعبان ، تعبان يا أمي
انتفضت عفاف في جلستها وتملك الخوف منها بشده فقالت بذعر :
- تعبان !! ، إيه اللي وجعك يا ضنايا ؟
مراد وقد صمت قليلا وتملك الحزن معالمه فاخفض رأسه واغمض عينيه بشده ، لم يصل منه رد فهتفت بخوف :
- مراد ، مراد يابني ! رد على امك يا حبيبي !
مراد بإرهاق :
- أيوه يا أمي ، ثم حاول رسم ابتسامه على شفتيه فقال :
- أنا كويس إطمني
عفاف بغير اقتناع وهي تشير بيدها بالنفي :
- كويس ده إيه ؟ إنت لسه قايلي تعبان وأنا حاسه بقلبك يا ضنايا ، أردفت بحزن :
- قولي ياحبيبي مالك فيك إيه ؟
مراد وقد زفر الهواء بحرقه :
- قلبي يا أمي ، قلبي واجعني اردف مسرعا كي لا تقلق :
- متخافيش مفيش حاجه ، أنا الوجع بتاعي علاجه بيتعبني أكتر وروحي بقت تعبانه بيه
عفاف بقلق :
- ياحبيبي اهدى على امك انا مش فهمالك حاجه ، فهميني فيك إيه ؟
مراد بمراره :
- من أول لحظه يا أمي وأنا اتعلقت بيها ، كان مجرد إنجذاب ، لقيت القدر حطها قدامي وفضلت ورايا لحد ما اتملكت مني
عفاف بابتسامه متسائله :
- إنت عشقان يا مراد ؟
مراد وقد شرد قليلا فصمت ، ثم أردف وتعابير الحزن على وجهه :
- عشقت ، القلب إتمرد وعشق يا أمي
إرتاحت ملامح عفاف وتنهدت براحه وهي تجلس على الكرسي فقالت بابتسامه صغيره :
- إتحمل يا قلب أمك ، ده نتيجته
مراد بألم :
- تعباني أوي يا أمي ، قلبي واجعني بسببها
عفاف بابتسامه صغيره ومواساه :
- إنت عشقت يا نضري ، ولازم تدوق مره عشان توصل للراحه
مراد بتهكم وهو يلوي فمه :
- راحه ! الراحه ده حاجه بعيده أوي يا امي ، ثم أردف بهيام غير منتبه :
- كفايه سواد عينيها اللي بقيت عاشق ليه
عفاف بشرود وحزن :
- مهما حكيت يا حبيبي عمري ماهقدر أداوي جرحك دلوقتي ، العشق مرض وكل اللي مرض بيه لازم يعاني بسببه ، ومحدش هيقدر يداوي الجرح غير اللي عمله
مراد بصوت متحشرج وقد لمعت عيناه بشده :
- ااه يا أمي ، جرحي صاحبه فرحان بيه ، جرحي كان كل هدفه ، صاحبه عاوز يدبحني ، عاوز يشوفني بتعذب ، ثم أردف وهو يعض على شفتيه بقوه وهو يغمض عينيه :
- ونجح يا أمي ، نجح وخلاني بتعذب كل دقيقه ، خلاني بعاني كل لحظه بسببه ، قدر يوصل للي عاوزه ، بقيت مجنون بقلبه ومش عارف أخلص من سيطرته عليا ، أعمل إيه يا أمي ؟
عفاف بحزن لحال إبنها تنهدت قائلة :
- النسيان حبيبي ، هو ده اللي هيساعدك ، لازم تضغط على نفسك ، لازم إنت اللي تبعد ، في الأول هتعاني وتتعب بس لازم تدوس على قلبك والزمن كفيل إنه يحاول يداوي
مراد بألم :
- مش هيقدر يا أمي ، الزمن مش هيقدر ينسهوني ، أعمل إيه ؟
عفاف بأرهاق :
- إبعد يا مراد ، إبعد إنت وسيبها لربك
رفع رأسه لأعلى وهو يدعو ربه بتوسل :
- يارب ، يارب
عفاف بهدوء وعتاب :
- كده يا مراد ، تسافر من غير ماتقولي وأهون عليك تقعد الفتره ده من غير ماطمن قلبي وتكلمني ؟
مراد وهو يتنهد :
- أسف يا أمي ، غصب عني ظروف ضروريه
عفاف بابتسامه :
- ربنا يوفقك يا حبيبي ، عالعموم إبقى طمني عليك يا مراد واتصل بيا علطول ، إنت هترجع إمته ؟
مراد وهو يهز راسه بالنفي ببطئ :
- مش عارف يا أمي ، بس يمكن أطول الله أعلم ، لو عليا عاوز أجي النهارده قبل بكره عشان عاوز أبعد بس مش قادر
عفاف بهدوء :
- ماشي يا حبيبي ربنا يسهلك الصعب ، بس طمني عليك وربنا يعينك
مراد بابتسامه متكلفه :
- يارب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:29 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الرابعة عشر (الجزء الأول )
.........(عدوي بين ثنايا قلبي )...........

كانت تجلس خلف المكتب تحرك أصابعها على لوحة المفاتيح بخفه وهي تطالع الشاشه ، شعرت بالعطش فابتلعت ريقها ونهضت من خلف المكتب ، تحركت لتخرج من الغرفه الخاصه بها ، سارت في الرواق لتستقل المصعد ، ضغطت على عدة أزرار وتحرك بها المصعد للطابق السفلي ، خرجت من المصعد لتسير متجه إلى استراحة الشركه لتطلب بعض العصير والمياه البارده ، اتجهت إلى شخص ما فأردفت بمرح :
- زيزو واحد عصير
زياد بابتسامه مرحه :
- صباح الخير الأول يا حجه
ريهام بابتسامه ومزاح :
- صباحو أبيض يا سيدي
زياد وهو يغمز بعينيه :
- صباح فل يا هندسه هاه عاوزاه إيه ؟
ريهام وهي تشير بعينيها للبراد امامها :
- هاتلي برتقان
زياد وهو يقترب منها قليلا فقال مضيقا عينيه :
- طب بقولك إيه الواد محمود جوه عامل سندوتشات كبده تهوس ، ما جيبلك واحد تبلبعي وراه العصير
ريهام وهي تومأ براسها :
- إشطا ولو إني لسه فاطره بس كلامك لوحده جوعني ، ماشي هات السندوتش وعلى حسابك بقى يامعلم
زياد بمزاح :
- إشطا إنتو أساسا عالم جعانه مشفوناش من وراكو حاجه ، ثم التفت برأسه ليصدح بصوت عالي :
- أحوده واحد كبده سبايسي معاك
بعد دقائق خرج شاب من الداخل حاملا للطعام واعطاه لصديقه ، أعطاه لريهام قائلا :
- أي خدمه
ريهام بمرح :
- توشكر يا زيزو ، نردهالك في الأفراح ، قالت الأخيره وهي تتحرك لتنصرف
اردف هو بمزاح قائلا :
- أنا وإنتي ياارب في كوشه واحده
ريهام بصوت عالي ومرح :
- إدعي إنت بس

صدع صوت ضحكاته مقهقها ومالبث أن شعر بقبضه من الفولاذ ترتطم بوجهه لتسقطه بقوه على الأرض ، تأوه عاليا وهو يضع يديه على فكه ليحركه ، نظر لصاحب اليد فقال بصوت عالي :
- إيه ياعم الغباء بتاعك ده ؟

عدي بصوت جهوري :
- لم لسانك يا روح أمك بدل ما تنام في التخشيبه ، ثم أردف بتحذير :
- إسمع يلا ، أخر مره أشوفك بتهزر مع الآنسه ريهام تاني وإلا وقسما بالله لكون واخد روحك بإيدي ، فاهم يلا !؟

أرودف زياد بتوجس :
- فاهم ياباشا فاهم
عدي وهو ينصرف من أمامه :
- جتك القرف عيل تبت

استقلت المصعد لتصعد لمكتبها ، خرجت منه لتتجه إلى مكتبها ولم تنبته لمن يسير خلفها كالمنوم ، دلفت لحجرتها دون أن تغلق الباب خلفها ، توجهت للمكتب ووضعت الطعام عليه ، ضربت على جبهتها لنسيانها غلق الباب

تحركت لتغلق الباب وبمجرد أن جذبته لتغلقه ، أطلقت صرخه مدويه وهي تنكمش على نفسها للخلف ، كان عدي يقف مبتسما ببلاهه خلف الباب ، أغلق الباب واتجه لها قائلا بهمس :
- صباحوا أبيض وفل وكل الألوان الحلوه

ريهام واضعة يدها على صدرها فقالت بتلعثم وسرعه :
- إنت ...إنت مين ؟ ، ودخلت هنا إزاي ؟

عدي وهو يميل برأسه ليقترب منها بينما هي ترجع رأسها للخلف ليردف بهيام :
- أنا مين ؟ أنا عنتر بن عبله ، ثم ضيق بين حاجبيه متسائلا لنفسه :
- هو مش إسمه كده برده ؟

ريهام وهي تدفعه بإصبعها السبابه بصدره بحذر قائلة وهي تعتدل :
- إنت دخلت هنا إزاي يا أخ عنتر ؟

اتسعت عينيه دهشه لينتبه لها قائلا وهو يلتفت حوله :
- عنتر ؟ عنتر مين ؟
ريهام وهي تصيح به بقليل من الحده :
- إنت يا أخ إنت أيا كنت لو مامشتش من هنا حالا أنا هاطلبلك الأمن !

رفع أحد حاجبيه بتهكم وتحرك بصمت إلى المكتب الخاص بها ، جلس على الكرسي ورفع قدميه على المكتب أمامه تحت أنظارها المتسعه ، مد يده ليلتقط الطعام وقام بفتحه ليتناوله بتلذذ ، عدي وهو يتناول الطعام :
- ممم لا زيزو بيفهم

وقفت فاغرة فاها بغير تصديق ثم أردفت بحده وهي تشير له بإصبعه :
- ياجدع إنت والله لو ما مشيت دلوقتي لطلبك الأمن يرموك بره
اعتدل عدي في جلسته وهو يمضغ الطعام وأمسك بالهاتف ومد يده به لها قائلا ببراءه :
- خدي
شهقت بصدمه وضيقت عينيها وتخصرت بيديها قائلة :
- بقى كده طب شوف بقى هاعمل إيه
أخذت منه الهاتف بعصبيه بينما هو ابتسم بجانب فمه وعاد لوضعه السابق ، تحدثت بالهاتف قائلة :
- ألو ...في واحد هنا بالمكتب بتاعي شكله حرامي تعالو إلحقوني ...بقلكم إلحقوني مش راضي يمشي ....ماشي مش حرامي شكله بلطجي تعالو ....ينهار إسود بتأوحوا ليه تعالو بسرعه
انهت مكالمتها وهي تتأفف بعصبيه ووضعت الهاتف بعنف على المكتب
عدي وهو يمضغ الطعام :
- شكلهم رخمين ؟
ريهام بضيق وهي تستند بيدها على المكتب :
- ياجدع إزاي دول أمن الشركه ؟
عدي وهو يومأ برأسه :
- خلاص نبقى نغيرهم
في هذه اللحظه دلف من الباب عدة أشخاص يرتدون الزي الأمني ، اعتدلت ريهام في وقفتها ثم اخذت تتحدث لتنهرهم قائلة :
- إنتوا بتستهبلوا كل ده أنا لو في حرامي بيسرقني أو عاوز يأذيني كان زمانه عمل عملته وهرب
أحد الأشخاص محاولا تهدئة الموقف :
- إهدي بس يا آنسه ، دلوقتي فين الحرامي ولا البلطجي ده اللي اتهجم عليكي ؟
ريهام وهي تشير بيدها جانبا لمن يجلس يتناول الطعام متابعا مايحدث بتسليه :
- إيه هو شفاف قدامكم مش شايفينه ؟ ماهو متلقح أهو اقبضوا عليه !
نظر الأشخاص لعدي ثم نظروا لبعضهم بتوتر فأردف واحد وهم يتحركون لينصرفوا :
- أسفين يا آنسه ياريت تفهمي الوضع كويس عشان مانروحش كلنا فطيس
نظرت ريهام لهم ببلاهه وهي تشير بيدها لأحدهم :
- اا..إيه ...ياعم إنت إستنى بس رايح فين ؟
أحد الأفراد وهو ينظر لعدي معتذرا :
- إحنا أسفين يا أنسه ، أسفين يا عدي باشا
هم الرجال بالتحرك ولكن ركضت ريهام لتقبض على ذراع أحدهم ، أمسكته وإقتربت منه لتهمس قائلة بتلعثم :
- هو ..هو مين الباشا ؟
رجل الأمن وقد حانت منه التفاته لعدي الذي كان مضيقا لعينيه مترقبا رد فعلها ثم عاد بنظره لريهام ليهمس لها قائلا :
- ده عدي باشا
ريهام بخفوت :
- أيوه أيوه ، باشا ليه بقى ؟
الرجل بهمس شديد وغير تصديق :
- إنتي متعرفيش مين ده ؟
ريهام وهي تبتلع ريقها فهزت رأسها بالنفي ، إقترب الرجل من أذنها ليردف بهمس ودهشه :
- ده عدي باشا مهران صاح...
أردفت ريهام بخفوت وهي تضربه بذراعه بخفه وعلى وشك البكاء :
-بس متكملش بس ، وصلت ، بقولك أنا كده مستقبلي راح صح ؟
نظر الإثنان لعدي ثم نظر كلا منهما للآخر مره أخرى فأردف الرجل بحزن قائلا :
- يعوض عليكي عوض الصابرين
عضت هي على شفتيها من الخوف فأردفت قائلة :
- إمشي إمشي الله يحرقك ، مانتو طول عمركم نايمين في الحراسه كان لازم تفوقوا النهارده

إنصرف الرجال ووقفت هي تدعو بخفوت بأن يزيح الله هذه المحنه ، انفتضت على صوته وهو ينادي عليها بإسمها ، إلتفتت له ببطئ وحاولت رسم بسمه على وجهها فقالت بتلعثم :
- أي..ايوه يا ..باشا

تحرك عدي من على مقعده ووقف أمامها ليتحدث بابتسامه وهو يلعب حواجبه :
- ده إنت اللي باشا
فغرت فاها بذهول ، مد إصبعه ليغلقه قائلا :
- مع السلامه ، ثم أردف قبل ان يذهب بتحذير :
- قبل ما مشي ، كابتن زيزو اللي كانت فشتك عايمه معاه تحت ده ، آخر مره تتكلمي معاه ماشي
كانت تطالع عينيه البنيه كأخيه تماما وهي كالمغيبه ، فأومأت برأسها دون أن تعترض ، ابتسم هو ببلاهه وهو يقول :
- إشطا أنا هافضل هنا عشان اخويا مراد مسافر اليومين دول وأنا هشوف الشغل بداله وعشان أنا مش فاهم حاجه في شغلكم ده ، إنتي هتبقى دراعي اليمين أو السكرتيره بتاعتي تعلميني بقى الشغل عامل إزاي
تلعثمت وهي ترد عليه قائلة :
- بس ...بس أنا تخصصي كمبيوتر وبس
عدي بابتسامه مرحه :
- هو فيه أحلى من كده طب ده الشكره كلها قايمه عالكمبيوتر وبس ، يلا شدي حيلك معايا بس
رمشت هي بعينيها عدة مرات ثم قالت :
- تم..تمام

.................................................. .....................

في المشفى تحركت من غرفة تبديل الملابس وصعدت للأعلى حيث مكتبه ، سارت في الرواق لتصل أمام باب المكتب ، توقفت أمامه وأخذت نفسا عميقا ثم أخرجته قائلة بتوتر :
- إسترها يارب هايموتني بدري
بعد ماحدث بالأمس وقد فرت هاربة من أمامه وقد تجنبته لبقية اليوم ، هاهي الآن تقف أمام مكتبه ، طرقت الباب عدة مرات ، لم يرد أحد قامت بفتح الباب ببطئ وهي تنادي :
- دكتور ياسين ! يادكتور !
جابت بعينيها الغرفه ولم تجد أحدا ، همت لتخرج ولكن وقعت عينيها على البالطو الخاص به ، ابتسمت ابتسامه جانبيه وهي تخطو بقدميها لتدلف للغرفه ، تحركت صوب ذلك البالطو المعلق إلى أن وصلت له ، وقفت أمامه وأخذت تطالعه قليلا
في ذلك الوقت كان هو يخرج من المصعد متجها إلى مكتبه ، حينما وصل لباب المكتب وجده مفتوحا ، تعجب قليلا ، لحظتها شعر بظل شخص ما بالداخل ، مال برأسه قليلا ليرى من ، وجدها هي ، ابتسم ابتسامه واسعه وتحرك ببطئ ليدلف للحجره دون أن تشعر به ، أغلق الباب خلفه ببطئ ووقف خلفه عاقدا يديه أمام صدره وابتسامته لا تختفي

لم تشعر بشئ مما يدور حولها ، رفعت يدها لا إراديا لتتحسس البالطو الخاص به وابتسامه ساحره ترتسم على محياها ، لم يصدق ما فعلته وقد أنزل يديه مترقبا ما سيحدث ، مدت يديها لتمسك بالبالطو وتقربه منها ، رفعته لأنفها وأغمضت عينيها لتستنشق رائحته بعمق

لم يتحمل ذلك خفق قلبه بشده من فعلتها التي أشعلت نيرانا بداخله وجعلت نبضاته تكاد تصم الآذان ، تحرك بسرعه اتجاهها وأحاط خصرها بذراعيه وقام بإدارتها نحوه في لحظة لتصبح أسيره له

شهقه خافته صدرت منها من حركته المفاجأه لها ، لم تتوقع ولا في أحلامها أن يكون مراقبا لها ، لمسته لها أرجفتها بثت قشعريره لذيذه لتغزو سائر جسدها ، كان محيطا بخصرها بين ذراعيه ويديها فوق صدره ، تطلعت لعينيه بتوتر وابتلعت ريقها ببطئ وهي تطالعه
كان يرمقها بنظرات شوق ، كانت عيناه تفيض بكم المشاعر الهائل الذي احتل قلبه وجعله مضطربا ، كانت عينيه معلقه بعينيها عله يستطيع توصيل ما يجيش به صدره لها من خلالها

حاولت أن تخرج كلماتها واكن خرجت متلعثمه فقالت :
- إن..إنت ..إنت هنا من ..من إمته ؟
ياسين وهو يطالع عينيها بنظره عاشقه :
- هشش !! إنت أد الحركه اللي عملتيها دي ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه فأردفت بتساؤل :
- ح..حركة ..إيه؟
ياسين بهيام وهو يتأمل تفاصيل وجهها :
- هاتعملي فيا إيه أكتر من كده ؟
لم ترد بل أسبلت جفنيها وقالت بخفوت وارتباك :
-أن ..أنا نسيت ..القهوه ، خليني أجيبها
قالت الأخيره وهي تنظر لعينيه ببراءه ، ابتسم هو ابتسامته الساحره التي تأخذ بلبها ،أصبحت كالتائهه فتحدثت بلا وعي منها بخفوت وصل لمسامعه وهي تطلع له غير مدركه لعواقب ما ستقول :
- يخربيت ضحكة أمك يا جدع
ارتفع حاجبيه دهشه بغير تصديق ليستوعب ما قالته ، ثم مالبثت أن اتسعت ابتسامته لتليها ضحكاته العاليه بشده ، انتبهت لما قالته فحاولت ابعاده عنها ولكنه أطبق عليها اكثر ولم يسمح بمرورها
تحدثت بارتباك :
- لو سمحت يا دكتور خليني أمشي ماينفعشي اللي بتعمله ده
ياسين بخبث وهو يضيق عينيه :
- هو إنتي بعد اللي قولتيه ده فكرك هاسيبك تمشي كده ، ثم خطرت في باله فكره ماكره فابتسم بخبث ثم وفجأه تركها بسرعه وسط تعجبها وأردف وهو يعدل هندامه :
- يخبر لأحسن هاله تدخل تشوغنا في الوضع ده ، تقول عليا إيه وقتها ؟
شهقت هي بغير تصديق وتخصرت بيدها قائله :
- نعم ياخويا ، طب والله لوريك ووريها يا ياسين ، وابقى خلي المحروسه تنفعك بقى واهو ، أهو عشان تتربى
قالت كلماتها الأخيره وهي تزيح كل الاشياء من على مكتبه بيدها وتضرب اي شئ بقدمها لتحطمه ، كان يقف يتابع ما تفعله وهو يكتم ضحكاته بصعوبه شديده على هيئتها الغيوره
توقفت قليلا وهي تنهج ووجهها محمر من الغضب فقالت بعصبيه وهي تصرخ وتخرج من الغرفه :
- حرقت دمي جتك القرف
وبمجرد أن خرجت من الغرفه صدعت ضحكاته في أنحاء الغرفه ، حاول ان يهدأ قليلا ولكنه لم يستطع فأردف من بين ضحكاته :
- ياربي يوم ما توقعني توقعني في واحده مجنونه كده ، قويني عليها
.................................................. ...................

كانتا قد أنهيتا محاضرة للتو ، توجت كلتاهما لتجلسا في الحديقه قليلا ، بعد أن استقرتا في جلستهما أردفت سلمى بسعاده :
- أنا مش مصدقه إنه ماما وافقت أنا كنت خايفه اوي
غاده بابتسامه سعيده :
- طب بصي بقى لازم تيجي تلبسي عندي أنا لحد دلوقتي محتاره هالبس إيه ، تعالي وساعديني أختار حاجه عدله
سلمى وهي تومأ بابتسامه :
- ماشي تمام هاجيلك كده عالساعه 7 وطبعا أمي مش هترضى تخليني أتحتح من مكاني من غير الحرس وده شرطها
غاده وهي تشير بيدها :
- ياستي كبري حرس حرس إحنا هنعوز منهم إيه يعني ؟ المهم متتاخريش عليا
سلمى وهي تضرب كفها بكف غاده :
- إشطا
.................................................. ..
هبط من الطائره الخاصه بعائلتهم بشموخ وهيبه ، حلته الكحليه وكأنها صممت لأجله ، تبرز جسده الضخم القوي ونظارته السوداء التي تزيده وسامه ، لم يكن ريان وسيم لدرجه كبيره ولكن رجولته الفذه من ملامح وجهه كانت كافيه لتجذب له الأنظار الهائمه ، كانت تعابيره صارمه بعينيه الرماديه وشعره الأسود القصير

تحرك ليستقل إحدى سيارات الشركه التي أتت لتقله ، تحركت السياره لتصل به إلى مبنى الشركه الرئيس بالقاهره ، ترجل من السياره وتحرك ليصعد درجات السلم المؤدي للمدخل بخفه ، توجه مباشرة إلى المصعد المؤدي للدور الذي به مكتب الإداره ، وصل للدور المنشود ترجل من المصعد ليتحرك ليصل لمكتب السكرتاريه ، وقف أمام واحده منهم قائلا بصوته الرخيم :
- الأستاذ شكري السيد يچيلي حالا
استغربت السكرتيره من لهجته وطريقة سرده للأوامر فأردفت بتساؤل :
- حضرتك مين ؟ حينما وجدته يهم بالدخول لمكتب مراد حاولت إيقافه بهتافها :
- لو سمحت ، لو سمحت مينفعش تدخل كده
توجه إلى كرسي ما حول طاولة الإجتماعات وجلس عليه ثم أردف وهو يشدد على كل كلمه لها مره أخرى بعد ان قام بخلع نظارته ليقابلها بعينيه الحاده :
- تروحي دلوجت وتشوفيلي الأستاذ شكري السيد وجوليله ريان مهران عيستناك ، فهمتي ؟
توترت السكرتيره كثيرا من ذلك الموقف الذي وضعت به فاومأت بارتباك وهي تهم بالإنصراف :
- ح..حاضر ريان بيه
انصرفت السكرتيره بسرعه من أمامه فهي على غير استعداد لتحمل العواقب ان لم تنفذ ما أكرت به ، بمجرد أن خرجت من الغرفه وجدت عدي امامها فتنفست قليلا ثم قالت له :
- عدي باشا في واحد جوه بيقول اسمه ريان مهران وطلب مني أناديله الأستاذ شكري ضروري

عقد عدي بين حاجبيه باستغراب ثم قال :
- ريان ؟ ريان ابن عمي جوه ، ثم أردف وهو يومأ برأسه لها :
- ماشي والنبي ياآيه ابعتي اتنين قهوه مظبوط على جوه
اومأت آيه برأسها وانصرفت لتطلب حضور المحامي شكري ، بينما توجه عدي إلى داخل الغرفه ، بمجرد دخوله ووقوع عينيه على إبن عمه حتى أردف بمرح :
- يا أهلا يا أهلا بولد العم

نهض ريان من على الكرسي بابتسامه ليسلم على عدي وهو يعانقه :
- كيفك يا ابن عمي ؟

عدي وهو يجلس على الكرسي امامه :
- عال العال ، اخبارك إنت وأخبار عمي وطارق والجماعه ؟
ريان بابتسامه صغيره وهو يومأ برأسه :
- كلياتهم بخير وعيسلمو عليك
عدي مبتسما ثم أردف بتساؤل :
- الله يسلمهم والجماعه عندنا بخير برده ، بس خير جاي فجأه كده مش عوايدك تسيب الشغل في البلد ؟

ريان وهو يرجع ظهره قليلا للخلف ويتنهد :
- أبدا أني دريت إنه مراد سافر ، وجبل ما يسافر كان فيه شركه ناوين نتعاجد معاها وشيعولي المندوب من فتره عشان نتفجو على معاد عشان نوجع العجود بس للأسف أخوك مش موچود ومفيش حل غير التوكيل اللي كان عامله ليك مع المحامي ، عاوزك إنت اللي تمضي بداله دلوجت

عدي باستغراب :
- أنا بس انا مش بفهم حاجه في شغلكم ده
ريان بهدوء :
- مش طالبين منك أيتها حاچه غير التوجيع ، الصفجه ده لو ضاعت يابن عمي فيها خساره لينا إحنا
عدي وهو يومأ برأسه بشرود :
- ماشي خلاص ، أردف عدي وهو ينظر لريان بابتسامه :
- اعمل حسابك بقى بما إنك جيت هنا ماناش هاترجع البلد قبل يومين

ريان بابتسامه وضحكه :
- حل عن نفوخي يا ابن عمي الشغل فوج راسي ومعينفش أهمله إكده
عدي وهو يقسم :
- والله مايحصل أبدا ، لاازم أشهيصك يا معلم ، يومين كده حلوين اوي أخرجك وألففك القاهره وتظبط نفسك ، بدل الهم بتاعك ده ، ثم اردف بنزق :
- أنا مش عارف ياجدع إزاي إنت وأخويا كده 24 ساعه في 24 ساعه كده شغل وبس ، لا فك شويه كده

ضحك ريان على حديث عدي ثم أردف قائلا :
- ماشي يا ابن عمي بس يومين مش أزيد ، وناوي تسوي فيا إيه بجى ؟
عدي وهو يغمز بعينه :
- حلاوتك خد عندك ، الواد عبدالرحمن ليه واحد صاحبه معرفه كده خطوبته النهارده وهو رايح وكنت هاروح معاه ، بما إنكم اتصاحبتم بقى أكيد لما يعرف إنك هنا هايعزمك

ريان وهو يهز راسه بالنفي :
- لاه يا چدع خرچني من الچو ده ماليش أني في شغل الأفراح ده
عدي وهو يتنهد بنفاذ صبر :
- ياريان دول هما ساعتين وناخد بعضنا ونخرج بقى في أي حته ونتعشى بره ، هاه إيه رايك
صمت ريان قليلا ثم اردف وهو يومأ براسه :
- خلاص ماشي
عدي بابتسامه واسعه :
- حلاوتك
.................................................. .............
أعاد ترتيب كل شئ كما كان أخذ ذلك منه وقتا ، تنهد بعمق بعد أن إنتهى ونظر للغرفه من حوله نظرة رضا ثم مالبث ان شرد قليلا ، تنهد بحرقه واغمض عينيه بقوه ، فتح عينيه وهو عازم على تلبية حديث والدته ، حسنا يكفي ما مررت به من عذاب بسببها ، غايتي منها كانت ان توصلني لقاتل والدي فقط ، أنا من إنحرفت عن طريقي ولسوف أتحمل نتيجة أخطائي ، مايتطلبه الامر هو بعض القسوه على قلبي ، إذا فلقلبي ذلك ،
تحرك من الغرفه متجها إلى الحمام ، إستحم ثم خرج محيطا خصره بمنشفه ، توجه لخزانة الملابس وأخرج منها قميصا قطنيا ابيض وبنطال من الچينز الأزرق ، إرتدى ثيابه ونظر للمرآه بجمود ثم تحرك ليخرج من الغرفه ، توجه للدور الأول متحركا بقدميه للمطبخ ، قام بفتح البراد وأخرج منه زجاجة مياه ، شرب منها ثم وضعها مره أخرى بها
أخرج بعض مكونات الطعام ووضعها على الرخام ، أغلق باب البراد ثم التفت للطعام وبدأ في تقطيع الخضراوات لصنع ما يتناوله

كانت لازال قابعه في مكانها ، متكورة على نفسها ، كانت مستلقيه على جانبها تضم قدميها لها محيطة بطنها بذراعيها وهي تنظر بإتجاه النافذه ، لم تغفل عينيها للحظه منذ الأمس ، عينيها الحمراء بشده والمنتفخه من البكاء ، لم تتكلف ولو لثانيه لرفع اناملها لمسح عبراتها ، تركتها تركتها حتى جفت على وجنتيها لتترك أثرا كالأثر الحارق بقلبها ، كانت تتطلع للنافذه بتعابير خاليه من الحياه
لقد كان سيقتلها ، لم يتردد ولو للحظه كان ليقتلها لولا ستر الله ، آلمني وآلم روحي ، روحي التي تعلقت به ، أقسم أنني لم أفعل ذلك ولم أعامله بجفاء إلا من خوفي عليه
Flash back
عندما كانت نائمه تململت في فراشها قليلا ولم تشعر به ، فتحت عينيها لم تجده بجوارها تحركت قليلا ونهضت لتشرب قليلا من المياه بعد أن شعرت بالعطش

بعد خروجها من الغرفه ببطئ كانت متوجهه للأسفل لجلب بعض المياه ، سمعته يتحدث مع شخص ما بالهاتف وهو يقول :
- لا إطمن أنا كويس ... يا ياسين بقولك إطمن ...عارف إنه ده خطر عليا بس ده تار ابويا ومش هاسيبه أبدا ... ماتخافش واخد كل احتياطاتي ... قولتلك متخافش يا ياسين .... محدش هيقدر يوصلي ....عيلتي بس اللي هيفكر يلمس شعره منهم أنا روحه هاتطلع في إيدي ، مبقاش بن زين مهران لو مدفعتش كل واحد فيهم تمن اللي عملوه في ابويا

عقدت يين حاجبيها باستغراب شديد وهي تزيح إحد خصلات شعرها للخلف ، أخذت تفكر قليلا ، إذا هو ليس من رجال ناجي ، إذا ناجي لم يشك بي ولا دراية له بما أفعل ، احقا هو ضحية مثلي ؟ ماذا أفعل الآن أأخبره بكل شئ ربما ليساعدني في التخلص من ناجي فانتقامنا واحد ، ثم مالبثت ان عدلت عن أفكارها ، لا لا يمكنني ذلك لا يمكنني أن أرمي به للهلاك ، هزت رأسها بالنفي وهي تحدث نفسها قائلة بخفوت :
- مستحيل أخلي حد يقرب منه أو يأذيه ، مقدرش ،إزاي أقتل روحي بإيدي ، ناجي مش سهل وحواليه اللي هايحميه وهو لوحده ومش معاه حاجه ، بس أنا مش هسيبه و لو كان على تاره فانا كمان هدفي واحد وانا اللي هاخد بتاري من ناجي واخلص منه ، لازم أبعد عنه ، لازم اهرب من هنا
Back
كانت مضطره لفعل ذلك ، كانت خطتها لتنجح لتبتعد عنه ولكن بمجرد رؤيتها له خلفها ، لم يكن لديها الخيار سوى الجفاء والبرود كانت متأكده من قلبه وبما يشعر به إتجاهها ، كل أفعاله تنم عن تعلقه بها ، ماتشعر به حينما بين في احضانه ، قلبه الذي تسمعه ينبض بحبها ، وكذلك هي تعلقت به ، أحبته ، صار يمثل لها الحاضر والمستقبل ، لم تتخيل للحظه كيف يمكن ان تكمل مسيرة حياتها بدون تواجده ، دون ان تشعر بانفاسه او دفئه
كيف لها حينما تشعر بالخوف ألا تجده يشعرها بالأمان ، وحينما تشعر بالحزن الا تجد منه الحنين ، لا أصبح هو حياتها ، كيف لها أن تتركه يصاب بأذى ، كان لابد من القسوه عليه ، ولكن تلك القسوه لم اختصه بها وحده ، كنت أشاركه بها أشعر بكلماتي التي تغرز بقلبه وكأنني أنا من تصرخ من فرط المها ، ااه ياليتني أستطيع أن أخبره ولكن لا يمكنني ان اجاذف به لا يمكن .

كان هو قد إنتهى من صنع الطعام وضعه على الرخام امامه وجلس على الكرسي وهم بتناوله ، توقف بالملعقه امام فمه ثم نظر امامه قليلا ، اعاد الملعقه للأسفل وتنهد بحرقه ، كور قبضته ليضرب بها بقوه على الرخام لهتاف قلبه ، كيف لك ان تأكل وهي لم تذق الطعام منذ البارحه ؟ ، كيف تكون بمثل هذه القسوه عليها ؟، لقد كدت تقتلها ، كنت ستقتل روحك دون تردد ، ألم تشعر بألمي من اجلها ، ألم تسمع صراخي بك لتتوقف عن اذيتها ، لقد كدت أموت ألما وأنا أبكي متوسلا لك بأن تتوقف عن إيلامها

لم يعد هو يتحمل ذلك صرخ بقوته وهو ينتفض من على كرسيه متحدثا لقلبه بصوت عالي وقد تملك منه القهر :
- أعمل إيه ؟ فكرك كل نفس كانت بتاخده قدامي بالعافيه انا مكنتش بحس إني روحي بتطلع قصاده ؟ إرحموني إنتو الإثنين ، إرحموني
قال الأخيره وهو يتوقف مكانه ينهج بشده وقد تملك منه التعب والألم قد إجتاح كيانه وتعابير وجهه فأردف بخفوت وصوت متحشرج :
- إرحموني حرام عليكم
رفع راسه للأعلى وهو يتوسل بحرقه :
- يارب ساعدني ، تعبت
تنهد بحرقه وانزل راسه ، نظر امامه للطعام وتوجه إليه ، مد يده ليلتقطه ليضعه على صينيه ليحمله متجها للاسفل ، نزل درجات السلم إلى ان وصل لآخر درجه ، توقف قليلا لياخذ نفسا عميقا وهو يحاول رسم البرود على وجهه ، توجه إلى باب الغرفه
قام بفتحه وقعت عينيه عليها وهي تنام على الأرض متكورة على نفسها مولية إياه ظهرها ، فاضت عينيه حزنا ولكن رمش بعينيه عدة مرات ليحتل البرود معالمه، توجه إليها بخطوات قليله ، إنحنى بجذعه ليضع الطعام خلفها على الأرض وهو ينظر لها ، لم تتحرك قيد أنمله واحده ولم تلتفت له ، شعرت به وهو يدخل للغرفه لا إراديا منها انسابت عبراتها بصمت دون ان تتغير معالم وجهها من الجمود ، لم تكن لها القدره على الحركه مطلقا ولم ترد أن ترى عينيه

بعد ان وضع الطعام اعتدل بجذعه وهو ينظر لظهرها ، كانت الحرب بين قلبه وعقله دائره بداخله ، في وجودها لا يمكن للعقل ان يتحدث فقط القلب هو من يهيمن ، تملك القلب منه وسيطر عليه ، صاح قلبه بين أضلعه وهو يهتف بحبيبته علها تسمعه ، لم يستطع لسانه ان يتحدث فقط قلبه هو من يتكلم وعينيه هي من تبوح بذلك ، كان ينظر لها بتوسل علها تلتفت برأسها لتطالعه فيمني عينيه من فحمها الأسود

شعرت بقلبه ، ذاك الغبي أيظن بأنها لا تستطيع أن تسمع ندائه لها ، ألم تصله الرساله بعد بأنني عاشقة له ، ألا يدرك بأنني أشعر بخلجات قلبه التي تصرخ بي لأستجيب ، أغمضت عينيها بحسره، ولكن لا يمكنني ذلك ، لا يمكنني أن أجعله يتعلق بي أكثر من ذلك ، إن حدث ذلك سوف يعاني كلانا وبشده ، أسفه ولكنني مضطره

لم يجد منها أي إستجابه له ، ابتلع ريقه بمراره وأخذ يتراجع بخطواته للوراء وهو يطالعها إلى أن خرج من الغرفه لم يغلق بابها وابتعد عنها ليصعد درجات السلم بعنف وعصبيه ، خرج من المنزل بأكمله ، ابتعد عنه قليلا ليقف في الخواء بين الأشجار وهو يتنفس بحده ليخرج ما يعتمل صدره

التفتت براسها ببطئ وجدت صينية الطعام خلفها ، تنهدت بحرقه ثم التفتت لتنظر للأمام مره اخرى ، لم تمد يدها على الطعام ، لم يأكل أنا أعلم هذا ، كيف لي أنا بذلك إن كان يتعذب فلأشعر انا أيضا بمعانته فأنا من تسبب له بذلك ، بعد فتره من الوقت ، بدأ وجهها يحمر قليلا وشعرت بالبروده تسري بجسدها ، ضمت جسدها لها قليلا علها تدفئ نفسها

.................................................. ...................

في المساء عادت ريهام من العمل ودلفت شقتها وهي شارده تفكر في ذلك المعتوه وتصرفاته ومالبثت ان ضحكت بصوت عالي ، انتفضت وهي تصرخ حينما فاجأتها يارا من خلفها وهي تقول بتساؤل :
- بتضحكي ليه ياختي ؟
اجفلت ريهام من سؤالها وصرخت بفزع :
- عااا ، أردفت بضيق وهي تنهرها :
- إيه يا يارا خضتيني ! ثم أردفت وهي تنفخ بضيق :
- تؤ استغر الله العظيم يا رب
يارا بعصبيه :
- ماهو لازم دمك يتحرق إنتي كمان مكونش لوحدي
ريهام بنزق وهي تشيح بيدها :
- وأنا ذنب أهلي إيه دمي يتحرق أنا كمان ، ثم أردفت بتساؤل :
- وإيه ياختي اللي مخليكي شايطه كده ؟
يارا بعصبيه وهي تعض على شفتها متجهه إلى الأريكه لتجلس عليها وهي تسحب ريهام من يدها خلفها :
- الواد يابت ياريهام ، ااه مجنني ، كل شويه ماسكلي البت بتاعته ، هاله هاله هاله هاله ، ااه دمي محروق عاوزه أولع فيه وفيها هما الجوز

ريهام وقد ضيقت عينيها قليلا ووضعت سبابتها تطرق بها على ذقنها وهي تفكر ، ثم أردفت :
- طب ما بسيطه مادام كده امشي إنتي كمان على نفس النهج
يارا بتساؤل وقد عقدت بين حاجبيها :
- إزاي يعني ، تقصدي إيه ؟
ريهام بضحكه ماكره وهي تنظر لها :
- خليه يغير يا حبيبتي ، يغيير !!
يارا وقد ضيقت عينيها لتبتسم بتوعد مردفة :
- يغير !! يغييير !!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:31 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الرابعة عشر (الجزء الثاني )
.......(عدوي بين ثنايا قلبي)...........
في فيلا آل مهران بعد أن رحبت عفاف وسلمى بريان وتناولو جميعا الغداء معا ، استأذنت سلمى من والدتها للذهاب إلى غاده ومعها ثيابها لترتديها هناك ، وافقت والدتها وحذرتها قبل ان تذهب بأن تنتبه لنفسها وأن تبتعد عن كل شئ ممكن أن يؤذيها أو قد يلحق بها الضرر
ذهبت سلمى لغاده ورحبت بها وفاء قائلة :
- ازيك ياسلمى ، عفاف عامله إيه ؟
سلمى وهي تدلف من الباب :
- الحمدلله يا طنط كويسه وبتسلم عليكي ، ثم أردفت بتساؤل وابتسامة ود :
- أمال فين الواد محمد ؟
قاطعها صوته وهو يقفز من فوق الاريكه ليسلم عليها بمرح :
- سامع إسمي هنا
سلمى بمرح :
- يخربيت سنينك إنت بتتنطط كده ليه قلبت على سبايدر مان ، إعقل شويه
محمد وهو يعدل هندامه بغرور :
- حم .. ده أنا محمد على سن ورمح ...اااه
فجأه أطلق صرخه عاليه حينما قبضت غاده بأصابعها على أذنه بقوه لتقول بغيظ :
- هو انا مش لسه منضفه ومرتبه البيت ، بتتنطط لييييييه ؟
محمد وهو يتألم من قبضتها فقال بسرعه :
- خلاص هاعدلها والله ، ياماما شوفي بنتك يا ماما
وفاء باستسلام وهي تنصرف لغرفتها :
- أنا خلاص جبت أخري منكم إنتو الإتنين ، عوضي على الله
كانت سلمى تضحك بشده على الاثنين لمشاكستهم ، قاطعتهم قائلة بضحك :
- خلاص ياغاده سيبي الواد ويلا عشان نلحق نجهز عشان هنتأخر كده
افلتت غاده أذن أخيها وتركته ليقفز عائدا لغرفته وسط مزاحه ، ضربت غاده كفا بالآخر وهي تقول :
- ربنا يشفي
أمسكتها سلمى من يدها وسحبتها لداخل غرفتها وهي تقول :
- طب يلا ياختي عشان لسه هنختارلك اللي هتلبسيه
.................................................. .......................
صدع رنين هاتفه النقال فالتقطته من على الكومود وهو يتحرك ليقف بالشرفه ، اجاب قائلا :
- هاه عملتوا إيه ؟
أحد الرجال :
- يا باشا إحنا من الصبح مستنين في المكان اللي قولتلنا عليه ومحدش هنا خالص ، وقلبنا الدنيا ومش لاقين لها أي أثر
فرج بغضب :
- ماتدورا يا بهايم ، دوروا حوالين المكان لأحسن يكون جرالها حاجه ؟
الرجل وهو يمسح على وجهه :
- ماشي يا باشا ، هندور في كل حته ومش هانسيب مكان إلا ماندور فيه
اغلق فرج الهاتف بوجهه ثم حدث نفسه بغضب قائلا :
- ياترى إنتي فين يا إيلين ؟
.................................................. ..................
صعد كلا من عدي وريان للسياره الخاصه بعدي ، كلا منهما بكامل أناقته ، توجه عدي بسيارته ليمر على عبدالرحمن ليقله ، وصل بالسياره إلى أسفل البنايه ، بعد دقائق خرج عبدالرحمن منها متجها إلى السياره ، ترجل ريان منها ليسلم على عدي ليعانقه وهو يربت على ظهره بقوه :
- كيفك يا حضرة الظابط ؟
عبدالرحمن بابتسامه واسعه :
- الحمدلله يا ريان بيه
عدي مقاطعا وهو ينظر من السياره :
- كفايانا سلامات عشان نروح ونمشي بدري عشان نتعشى بره
عبدالرحمن بتافف وهو يبتعد عن ريان :
- إبن عمك ده فصيل
صعد ريان للسياره وهو يضحك قائلا :
- عارفه زين
عدي بنزق وتهكم :
- هيهيهيه لا دمك خفيف اوي ياخويا إنت وهو ، ثم أردف وهو ينظر للامام لينطلق بسيارته :
- عيال تبته
.................................................. .................
ظل خارج المنزل لم يدخله إلا حالا ، أغلق الباب خلفه ووقف يحدق امامه قليلا ، لا يعلم لما شعر بغصه بقلبه ، لم يكن مطمأنا ، قادته قدماه للنزول لأسفل ، وصل امام الغرفه ليقف ليطالعها ، وجدها على حالها ووجد الطعام لم يؤكل منه شئ ، اقترب بخطوات معدوده ومع كل خطوه كان خفقان قلبه يزداد ، اقترب منها إلى ان وقف خلفها تماما
ابتلع ريقه بصعوبه ودفعها بقدمه قائلا بجفاء :
- إنتي يابت !
لم يأتيه رد فتوجس قليلا عقد بين حاجبيه بحده ورفع من نبرته الرخيمه وهو يدفعها بقوه بقدمه متحدثا :
- إنتي يا بت قومي !
لم يصدر منها أي حركه مطلقا ، سيطر عليه الخوف فانحنى لياخذ وضع القرفصاء ، مد يده ليهزها من ذراعها وهو يهتف بقوه :
- قومي أحسنلك
لم يأتيه جواب فأدراها له بسرعه وجد وجهها قد إحمر كثيرا وحبات العرق تملأ جبهتها ، سيطر عليه الرعب وهو يمد كفه ليتحسس وجنتها وجبهتها ليجدها ساخنه للغايه ، أمسك يديها الصغيره وجدها بارده كالثلج ، هوى قلبه بين قدميه وتشتت نظراته عليها بفزع وهو لايعرف ماذا يفعل ، حاول ان ياخذ نفسا عميقا عله يستطيع أن يفكر
قرر أن يصعد بها لأعلى ليضع لها بعض الكمادات عله يستطيع ان يخفض درجة الحراره ، مد ذراعيه الضخمتين ليحركها قليلا ليحملها ، تحريكه لها جعلها تفيق قليلا فأصبحت نصف واعيه لما يحدث حولها ، كانت الصوره امامها مهتزه ، تفتح عينيها لثواني لترى الذعر والخوف يحتل وجهه ثم تغلقهما لبرهه ثم تعاود فتحهما مره أخرى
أثناء تحريكه لها ليحاول حملها أطلقت صرخه عاليه لها ، انتفض بشده لها وتجمد مكانه ليراها تبكي بخفوت وعبراتها تنساب على وجنتيها وهي تهمهم بخفوت ، انقبض قلبه واقترب قليلا من شفتيها ليستمع لما تقوله ، كانت تبكي وهي تهمهم بهمس :
- بطني !
رفع رأسه ليطالعها بحزن شديد ولم ينتظر لثانيه وتحرك بها مسرعا لأعلى ليصعد لغرفته ، دخلها بعجاله ووضعها على السرير برفق شديد ، مال بجذعه بلهفه ليرفع قليلا قميصه عن بطنها ليرى أثر ركلته لها زرقاء بشده وتحتل مكانه كبيره من بطنها ، مد كفه الخشن ليمسح على بطنها بحنان قائلا بنبره نادمه :
- أسف
أخذ يتطلع حوله عله يجد ما يساعده ، أخرج هاتفه سريعا من جيبه ليجري مكالمه ، انتظر الرد ليأتيه من الطرف الآخر ، أتاه الرد فأردف مسرعا :
- ياسين !
ياسين وقد عقد بين حاجبيه باستغراب وهو يعتدل على كرسيه :
- مراد ؟ مالك ؟
مراد بتوتر وتلعثم :
- ياسين ..ياسين لما ضربتها ..ودلوقتي بتعيط بسببها ...وسخنت ...وانا مش عارف
ياسين وام يفهم أي شئ مما قاله فنهض من على الكرسي في غرفة نومه وفرك جبهته قليلا ثم أردف متحدثا :
- مراد إهدى شويه عشان أفهم
مراد وقد اخذ نفسا عميقا ليردف بارتباك قائلا :
- بقولك سخنت ومش عارف أعمل إيه ، ولما جيت أحركها مكان خبطتي واجعها اوي وبتعيط
ياسين وقد فكر قليلا ثم انتبه قائلا :
- إنت قصدك على البنت اللي معاك
مراد وهو يبتلع ريقه فأردف بلهفه :
- أه ، أعمل إيه دلوقتي أنا خايف يجرالها حاجه
ياسين وقد انتبه لطريقة تحدث صديقه فضيق عينيه قليلا ثم قال بحذر :
- متخافش يا مراد ، حط جسمها في مايه بارده بس ولو عندك خافض اديهولها وشوية كمادات وتبقى كويسه
أومأ برأسه وهو يطالعها ثم أردف متسائلا :
- طب ومكان الخبطه
ياسين بتساؤل :
- إنت عملت فيها إيه ؟
مراد بعنف وهو ينهي مع صديقه :
- إقفل يا ياسين البت بتروح مني وإنت بتحقق إقفل
أغلق مراد الهاتف في وجه صديقه ولم ينتظر رده ، على الجانب الآخر تعجب ياسين من رد فعل صديقه ونظر للهاتف باندهاش ثم تحرك ليجلس على كرسيه الهزاز بالشرفه الخاصه بغرفة نومه وهو يفكر بحال صديقه وتصرفاته
رمى الهاتف من يده على الكومود وانحنى لها ليحملها برفق ، ضمها له وتوجه بها مسرعا للحمام ، استطاع فتح الباب ودفعه بقدمه ليدلف له ، مد يده بصعوبه وفتح مياه بارده بحوض الإستحمام ، انتظر قليلا حتى يمتلأ الحوض ، طالعها قليلا ونظر لثيابها يجب عليه نزعها حتى يغمر جسدها بالمياه ، قرر أن يغمرها بها بالمياه
إمتلأ الحوض بالمياه ، كانت نصف واعيه لما يحدث حولها ، إنحنى بجذعه ليضعها بالحوض انتفضت من برودة المياه وتعلقت بعنقه بقوه ، همس بأذنها بحنان :
- معلش ، إستحملي
لم يلين عناقها له فتنهد بعمق واعتدل بجسده وهو ينظر لها ثم نظر حوله ، تحرك ليخطو بقدمه ليقف بداخل حوض الإستحمام وهو حاملا لها ، قام بمد يده لفتح صنبور المياه لتهبط المياه لتغرق جسده كاملا وجسدها أيضا بين ذراعيه ، شهقت بخفوت بهمس بأذنها بدفئ :
- هششش ! إهدي
أخذت تتنفس بسرعه في البدايه ثم مالبثت أن انتظم تنفسها ، أنزل قدميها ببطئ وصعوبه لألم بطنها ، ظلت متعلقه بعنقه وهي تدفن وجهها في كتفه العريض ، ظل يمسد على ظهرها بحنان وهو يهمس بأذنها بندم :
- انا ..انا اسف
إيلين بنبرة متحشرجه من البكاء وهي تدفن وجهها بعنقه أردفت بهمس :
-هونت ..هونت عليك توجعني ؟
فاضت عينيه ألما فأردف وهو يضمها له بشده :
- أسف والله أسف
أطلقت تأوها خفيفا من عناقه لها بقوه :
- اه ..بطني
خفف من عناقه وابتعد عنها قليلا لينظر لها ، كانت المياه تنساب بغزاره عليهما دون توقف ، رفع إحدى يديه ليزيح خصلاتها السوداء عن وجهها برقه بينما الأخرى ظلت محيطه بخصرها لتضمها له ، لم تبعد يديها من حول عنقه وظلت متعلقة به تطالع عينيه بعتاب ولوم ، أشاح بعينيه لعدم تحمله نظراتها له يكفيه مابه ، رفع يده من على وجنتها وتحسس بها جبهتها ، وجد الحراره قد إنخفضت قليلا تنهد بعمق وهو يردف :
- الحمدلله
مال بجذعه ليحملها ليخرج بها من الحوض بعد أن أغلق المياه ، وقف لينزلها على قدميها ، أعطاها منشفه ثم ابتعد عنها قليلا ليردف بهدوء :
- هاطلع أجيبلك لبس
لم ينتظر ردها وخرج من الغرفه وسط نظراتها الهادئه ، بعد ثواني عاد بثياب لها ، مد يده لها قائلا :
- خدي ، هستناكي بره متتاخريش
أخذت منه الثياب وأومأت برأسها بصمت وهي مشيحة بعينيها بعيدا عنه ، خرج وأغلق الباب خلفه ، توجه ليجلس على السرير في انتظارها ، بدات في خلع ثيابها وشرعت في إرتداء الأخرى التي تخصه وكانت قميصا بنيا وبنطال أسود ، بعد أن انتهت جففت شعرها بالمنشفه ثم عقصته بإهمال للخلف فتدلت خصلات متمرده بشكل جذاب ، خرجت من الحمام وجدته يجلس على طرف السرير وهو يفكر بشرود
حينما خرجت من الحمام انتبه لها فقام مسرعا ليتجه لها ، توقف أمامها فنظر لها بتوتر وكذلك هي ، أشاحت بعينيها بعيدا فوجدته يمد كفه الضخمه لها ، رفعت عينيها بتساؤل ، أردف هو بهدوء :
- أساعدك
نظرت له بسخريه ولوت فمها بتهكم ، تحاملت على نفسها بشده وتحركت بعيدا عنه ببطئ رغم تألمها إلا أنها لن تخضع له أبدا
نظر لها بتعجب ثم أخرج زفيرا بحده وهو يطالعها ، تلك الغبيه يعلم أنها تكابر ولكنها ستؤذي نفسها ، هي مازالت تعاني من ارتفاع حرارتها وكذلك الكدمه التي توجد ببطنها ، تحرك خطوتين بسرعه نحوها ليقوم بحملها عنوة عنها وسط إعتراضها وسخطها قائلة :
- إنت بتعمل إيه نزلني !
لم يعيرها انتباه بل كل ماقاله لها وهو يحملها كان من بين أسنانه :
- إخرسي
وضعها على السرير وسط تعجبها ثم ابتعد عنها ، فاقت هي من تعجبها ثم أردفت بعصبيه :
- بكرهك ، أتبعتها بأخرى وحدقتيها ممتلأه بالدموع فأردفت بنبره مختنقه من البكاء :
- أنا بكرهك
توقف قليلا ليظهر بروده ببراعه شديده يخالف ما بداخله ، فنظر لها من فوق كتفها ليقول :
- وأا..وأنا بكرهك
تحرك ليخرج من الغرفه وسط صياحها المتكرر له بتلك الكلمه بعصبيه ، التقطت الوساده من خلفها ورمتها صوب الباب وهي تردف ببكاء :
- ياريتني ما قابلتك
.................................................. ..................................
وصلت كلا منهما بالسياره الخاصه بهم والتي تحتوي على حرس لها ، توقفت السياره أمام إحدى الحدائق الواسعه ذات الهيئه الفخمه ، نزلت كلا منهما من السياره ، كانت غاده ترتدي فستان من اللون الأحمر يصل لأسفل قدميها تغطيه من منطقة الصدر حتى الخصر طبقه من الدانتيل الأسود المزخرف متخذا فتحه على شكل سبعه ومن الخلف يغطي الفستان من الخصر حتى قدميها دانتيل أسود ، وعلى خصرها من الخلف حمراء وحجاب أسود ، كانت تضع القليل من ملمع الشفاه والكحل بعينيها فبرز لونها العسلي المختلط بالزيتوني القاتم
أما سلمى كانت ترتدي فستانا أسود يغطيه من منطقة الصدر خرز أسود لامع ذو فتحة عنق جذابه أظهرت الترقوه ، كان الفستان دون أكمام ويصل إلى أسفل الركبه ، كانت ترتدي حذائا ذو كعب عالي من اللون الأحمر وتضع قلاده رقيقه على شكل فراشه تاركة لخصلاتها الصفراء المموجه العنان ، وضعت ملمع شفاه أحمر ومع القليل من الكحل لمعت عينيها الخضراء بجاذبيه
تحركت كلتاهما بخطوات ممشوقه إلى داخل الحديقه حيث كانت الأنوار تغطي الحديقه بأكملها لتعطيها رونقا ساحرا وجمالا خلابا ، كانت كلتاهما تبتسم بسعاده ، لمحت الفتاتان صديقتهما فتوجهتا نحوها ليباركوا لها
حسنا إستطاعت كلتاهما بالفعل أن تلتف لهما أنظار الحاضرين لجمالهما ورقتهما ، ظلت العديد من العيون متعلقه بهما طوال الحفله مابين الإعجاب والحقد والغيره ، توجهت الفتاتان لصديقتهما للمباركه ، احتضنتها سلمى لتبارك لها قائلة وهي تقبلها بود وسعاده :
- مبروك يا آيه !
آيه بابتسامه سعيده وهي تمازحها :
- مبروك يا سوسو عقبالك ياختي
سلمى بمزاح :
- لا إطمني مش خنكه زيك
غاده بنزق وهي تمزح :
- ياختي وسعي كده خليني أبارك للبت ، ثم أكملت بسعاده وهي تعانق صديقتها :
- مبروك يا يويو ، ثم أكملت بغمزه وهي تشير بعينها لخطيبها :
- وقعتي واقفه يابنت رشدي الواد حليوه يابت
آيه بدراميه :
- أبوس إيدك إرحمي أهلي خلي الليله تعدي على خير
سلمى بمزاح :
- حرام عليكي إعتقي لوجه الله
غاده وهي تزم شفتيها كالأطفال وهي تعقد يديها امام صدرها :
- الحق عليا أنا نيتي خير وبعدين هو أنا بحسد ولا عيني مدوره ؟
نظرت كلا من آيه وسلمى لبعضهما باندهاش ثم التفتا لغاده ليقولا معا في نفس الوقت :
- لا أبداا
في ذلك الوقت وصلت سيارة عدي للمكان المنشود ، ترجل منها الثلاثه ليقف ريان وهو يعدل هندامه ليقف بجانبه عبدالرحمن يتطلع على المكان بينما عدي يغلق الباب الخاص بالسياره ثم يغلقها بالريموت ، التف حول السياره ووقف بجانب الآخرين ليتسائل وهو يطالع المكان :
- هو ده يا عبده ؟
عبدالرحمن بابتسامه وهو يتحرك مشيرا بيده لهما ليتبعاه :
- آه هو يلا تعالو
تحرك عبدالرحمن ليتبعه عدي الذي أشار لريان بحاجبيه ليسير خلف عبدالرحمن ، دلف الجميع لداخل الحديقه ثم وقف ثلاثتهم قليلا ليتأملوا المكان من حولهم ، كانت الطاولات المزينه بكل مكان وحولها عدد من الكراسي والزينه والأنوار تحيط بالجميع ، تحرك ثلاثتهم ليباركوا للعريس
في هذه اللحظه كانت كلا من غاده وسلمى قد ابتعدتا عن آيه ليجلسا على طاوله مع باقي رفاقهما بعد أن سلمتا عليهن
بارك عدي وعبدالرحمن وريان للعريس وتوجه ثلاثتهم لطاولة ما ليجلسوا عليها ، كانت أنظار الفتيات متعلقه كثيرا بهم تكاد تأكلهم ، بعد أن جلس الثلاثه على طاولة كان عدي يجلس أمام ريان فمال عليه قليلا ليتحدث بمزاح قائلا وهو يغمز بعينه :
- واكل الجو يا ابن عمي ، الطربيزه اللي وراك عليها صاروخ هايكلك بعينه
عقد ريان بين حاجبيه والتفت خلفه ليرى قصد عدي ، وجد فتاه في غاية الجمال كانت ترتدي ثيابا فاضحه تنظر له بغير حياء ، التفت بغضب وهو ينهر عدي بحده :
- اتحشم يا عدي ، ده واحده جليلة الربايه ، مش شايف الخلجات بتاعتها وحتى بتبصلي من غير حيا كيف ؟
عدي وهو يضرب بكفه بيأس :
- لا حول ولا قوة إلا بالله شوف أقوله إيه يقولي إتحشم
عبدالرحمن بضيق :
- يا أخي ماتسيب الراجل في حاله وبعدين لم نفسك شويه ده إنت عند أخت حتى
عدي وهو يتأفف بضيق :
- خلاص ياخويا إنت وهو بقيت أنا ابو لهب اللي فيكم دلوقتي ، ثم أكمل وهو ينهض من مكانه :
- حيث كده بقى قوم معايا ياعبده انا جعت وعاوز أكل
عبدالرحمن باندهاش :
- يخربيت بطنك إحنا لسه جاين وتقولي جعان !
ضحك ريان على إبن عمه ولم يعقب بينما أردف عدي بنزق :
- ياعم إنت قوم والله بقولك جعان ، ثم أكمل وهويلتفت حوله بتساؤل :
- مش في هنا برده بوفيه ولا إيه النظام ،
عبدالرحمن وهو يتحرك من على كرسيه ليقول بيأس :
- عوضي على الله ، يلا ياخويا يلا
نظر عبدالرحمن لريان متسائلا :
- تيجي معانا ولا هاتفضل هنا ؟
ريان وهو يشير بيده :
- لاه روحوا إنتو أني هافضل إهنه
اوما له عدي وعبدالرحمن برأسه وتركوه ورحل
.................................................. ..........................
في مكان آخر مظلم كان يتحرك بضعة رجال يكاد عددهم يبلغ الخمسه حاملين لأسلحه وملثمين ، كانوا يجوبون المكان بحثا عنها لا يتركون إنشا إلا ويبحثون به ، قادتهم أرجلهم إلى منطقه بعيده بعد أن ترجلوا من سيارتهم ذات الدفع الرباعي ليتوغلوا بين هذه الأشجار الكثيفه ليكملوا بحثهم
.................................................. ...........
شعرت بالجوع قليلا فتحدثت بصوت عالي نسبيا حتى تستطيع صديقتها أن تسمعها :
- غاده أنا جعت هاقوم أجيبلي أكل
اومات لها غاده براسها وهي تقول :
- ماشي وابقي هاتيلي معاكي على ما كلم ماما في التليفون عشان بترن عليا
سلمى وهي تنهض :
- ماشي
تحركت بخطواتها لتصل حيث يتواجد البوفيه أخذت طبقين وشرعت في وضع الطعام بهما ، كان عدي وعبدالرحمن يضعون لهم الطعام فرن هاتف عدي فأخرج هاتفه ليطالع إسم المتصل بدهشه ثميبتسم إبتسامه بلهاء ، وضع الطبق بيد عبدالرحمن وسط تعجبه وتركه وانصرف ولم يعبأ لهتافه عليه :
- عدي ، خد ياعدي إنت يلا ، الله يخربيتك
قال الأخيره وهو ينفخ بضيق ، عاد بنظره ليضع الطبق الخاص بعدي على الطاوله أمامه ، حانت منه إلتفاته للجانب وتجمد مكانه من هيئتها الفاتنه ، كانت مهلكه له الجم لسانه عن الكلام وطالعها بأعين متسعه ثم مالبثت ان تحولت نظراته للحده وهو ينظر لها ليجد شابا يقوم بوضع الطعام لنفسه وهو يتحدث معها ضاحكا وهي تبادله الضحك، تأمل مايحدث وانتبه لنظرته المتعمقه لجسدها وثيابها ، لم يشعر بنفسه سوى وهو يلقي بالاطباق التي بيده ويتحرك كالصاروخ نحوها
لم تشعر سوى بقبضه قويه على معصمها وهو يقف امامها متحدثا بنبره عدائيه :
- تعالي معايا
لم تكن امامها فرصه لترد ، كان يسحبها من يدها خلفه وهي تكاد تتعثر بسبب كعبها العالي ، تحدثت بقليل من الحنق وهي تحاول إبعاد قبضته :
- سيب إيدي ياعبدالرحمن
توقف في مكان بعيد نسبيا وهادئ نوعا ما ، ترك قبضتها ثم وضع إحدى يديه بخصره والأخرى مسح بها على فمه بعصبيه وهو يحاول ان يهدئ نفسه ، نظرت له شزرا وأخذت تمسد موضع قبضته ، تحدث هو بهدوء يخالف ما بداخله :
- إيه اللي شوفته ده ؟
سلمى بقليل من الحده :
- شوفت إيه وإزاي تمسك إيدي كده وتسحبني وراك وتحرجني قدام زميلي
ضحك هو بسخريه وهو يردد :
- زميلك ااه ، ثم تحدث وهو يشير بإصبعه بتحذير من بين أسنانه :
- طب ده أول وآخر مره أشوف بتكامي واد تاني يا بنت مهران وإلا وربي مانا مسؤل عن اللي هايحصلك
هتفت بحنق :
- وإنت مالك إن...
قاطعها بصوته الرخيم محذرا :
- سلمى !! ، لآخر مره بقولك إياك أشوفك بتكلمي ولد تاني ، لم يمهلها فرصه للاستيعاب وقبض على يدها ليسحبها خلفه قائلا :
- ومفيش طفح وهاتيجي معايا لأخوكي
...............................................
يليه الجزء الثالث من الروايه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.