آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-18, 10:32 AM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




السلام عليكم
الحلقه الرابعة عشر (الجزء الثالث )
.........( عدوي بين ثنايا قلبي ).............
كانت تتحدث مع والدتها بالهاتف وعندما انتهت التفتت لتعود للداخل ، وجدت جسدا يعوق حركتها نظرت لمن أمامها وتحدثت :
- لو سمحت ممكن تعديني ؟
شاب ما بخبث وهو يمد يده يعرف عن نفسه :
- امجد فوزي ، 25 سنه أعزب وربنا تقريبا هاينفخ في سورتي الليله ، الجميل إسمه إيه ؟
غاده وقد فهمت مايريد فعقدت يديها امام صدرها وأردفت ببرود :
- إسمي زبيده وعندي 30 سنه بس يبان صغيره ومن عزبة القرود وفلاحه وكل يوم بشيل الجله وبعمل منها قرص عشان أخبز بيه العيش عشان ناكله
تقزز الشاب بشده وتشنجت قسمات وجهه من حديثها ونظر لها بإشمئزاز قائلا :
- عن إذنك
غاده بابتسامه مصطنعه :
- مع السلامه ، نفخت بضيق بعد أن ذهب وهي تتمتم :
- بلاوي
همت بالتحرك ولكن توقفت حينما سمعت صوت ضحكات رجوليه قويه ، لمست هذه الضحكات قلبها فارتسمت لا إراديا ابتسامه صغيره وهي تدور بعينيها لتبحث عن مصدر الصوت ، وقعت عينيها عليه وهو يقف بشموخ واضعا يديه بجيبيه وهو يضحك بشده على كلامها
تعجبت فهذه أول مره ترآه يضحك هكذا ، استغربت تواجده بشده هنا ولكن. مادخلها ، تحركت لتدلف للداخل فقاطعها بقوله بإعجاب :
- مينخافش عليكي يابنت البندر
توقفت مكانها وابتسمت بكبرياء قائلة :
- بنت بندر بقى يابن أسيوط
اومأ برأسه بابتسامه جانبيه وهو يقول :
- ماشي ، خير عتسوي إهنه إيه ؟
تعجبت منه ورفعت حاجبيه بإستنكار قائلة :
- والله السؤال ده اللي أنا مفروض اسأله ، إنت سايب أسيوط وجاي هنا القاهره ليه ؟
ريان وهو يمط شفتيه قائلا :
- عادي عزومه
غاده وهي ترفع حاجبها بتهكم وهي تهم بالمغادره :
- طب بركه ، عن إذنك
ريان مقاطعا بجمود :
- على فين عاد أني بتحدتت إمعاكي وجبل إكده فهمتك لما أكون بتحدتت وياكي ماتهملنيش وتروحي
غاده وقد نفخت بتأفف وهي تردف بعصبيه :
- اووف لا حول ولا قوة إلا بالله ، بقولك إيه يا جدع إنت إبعد من خلقتي الساعه دي
ريان وقد عقد بين حاجبيه بحده فإقترب منها كثيرا وهو يقبض على يديه بشده قائلا بغضب هادر :
- إوعاكي ترديلي كلمه ، لتكوني فاكره إني نسيت الجلم اللي ناولتهوني إياك
غاده وقد احتل الغضب معالمها :
- أهم حاجه تكون إنت اللي فاكره ولو نسيته معنديش مانع أفكرك بيه
صرخ بها بقوه إرتعدت منها واجفلت :
- غاده !!
أكمل بتحذير وهو يشير بإصبعه السبابه في وجهها :
- إعتذري دلوجت
ظلت تنظر له بحنق ولم تتفوه ببنت شفه ، أردف هو بهمس مخيف :
- إعتذري
نفخت بضيق وهمت بأن تتفوه بكلمه ولكن قاطعها إقتراب فتاة ما لهما ، كانت ترتدي فستانا عاريا لونه فضي لامع وترفع خصلاتها في تصفيفة ما وتضع بعضا من مساحيق التجميل التي جعلتها فاتنه ، وقفت بالقرب من ريان بل تكاد تكون ملاصقة له وهي تقول بدلال :
- حضرتك من أصدقاء العريس ولا العروسه
نظرت لها غاده بحنق وهي تكاد تنفث نارا من فمها ثم التفتت لريان لتكمل قائلة :
- ماترد يا ريان بيه ثم إلتفتت للفتاه قائلة بابتسامه متكلفه من بين أسنانها :
- إطمني يا سنيوره ريان بيه عيكون من إصحاب العريس ، وچاله مخصوص من البلد لأجل يباركله وينجطه كومان أصله حداهم النجطه في الخطوبه مش في الصباحيه نجول إيه بجى
عقدت الفتاه بين حاجبيها بإستياء قائلة لغاده :
- إيه ده هو إنتي صعيديه ؟
رفعت غاده أحد حاجبيها بتكهن وهي تنظر لها متخصره بإحدى يديها ، فغر فاهه دهشة من لهجتها وارتفع حاجبيه بتعجب ، استمع لها بترقب ليرى مالذي ستقوله ، أردفت غاده بكبرياء :
- إيوه يانضري صعيديه ، إيه مجروفه من إيه عاد ؟ وبعدين إنتي مالك إنتي ومال ريان هاه إنطوجي ؟ قالت الأخيره بصراخ قوي وغاضب
ارتعدت الفتاه من هيئتها المخيفه وتلعثمت وهي تهم لتبتعد متحدثة :
- اا..ابدا..شكلي غلط وشبهت عليه بس
ابتعدت الفتاه عدوا بينما التفتت له ليحدق بها لوهله ثم مالبث أن إنفجر ضاحكا عليها ، إغتاظت منه بشده ورمته بسخط وهي تهم بالدخول :
- بارد
أوقفها قابضا على يدها وهو يقول من بين ضحكه :
- لاه ، إنتي مفكره إني هاهملك إستني لأول ، هدأ قليلا ثم قال بتساؤل :
- كيف بتتحدتتي زينا إكده ؟ وبعدين إيه اللي خلاكي محموجه إكده ؟ قال الأخيره وهو يضيق عينيه بمكر
توترت قليلا ثم أردفت بسخريه لتخفي توترها :
- أبدا أنا بس بدل ما كانت هتحرجك لما تعرف إنك صعيدي حبيت اوريك رد فعلها هيبقى عامل إزاي ، يعني نجدتك من التريأه
نظر لها لوهله وهو رافعا أحد حاجبيه بمكر فتحدث وهو يومأ برأسه :
- هامشيها الإچابه دي ، والچواب اللي رايده صدجيني هاخده وهاخليكي تونطوجيه
رمشت بعينيها عدة مرات ثم تحركت مسرعة إلى الداخل لتفر من أمامه ، بينما إبتسم هو إبتسامه جانبيه فتلك المشاغبه قد لمست وترا حساسا بقلبه ودغدغت مشاعره ، ويوما بعد يوم بدأ يشعر بأنها تخصه ، رغم ضربها له على وجهه إلا أنه قد أعجب برد فعلها نحوه حينما أراد لمسها ، توقف عن التفكير ليعود للداخل ليرى عدي وعبدالرحمن
كان عدي في ذلك الوقت يتحدث بالهاتف ، فحينما كان بالشركه لم ينصرف إلا بعد أن أخذ رقم هاتفها ليسجله ب " البونبونايه " ، كانت هي تجلس في غرفتها شارده تفكر فيما حدث معها اليوم بالعمل وفجأه تذكرت بأنها لم تتفق معه على ميعاد ولم تعرف مالذي عليها فعله غدا أتبقى بمكتبها أم تتحرك لمكتب السكرتاريه كما قال لها
ترددت للحظه قبل ان تهاتفه وعزمت أمرها سوف تقوم بالرن إن رد من أول مره فليكن وإلا فلا ، طلبت الرقم وبعد ثواني أتاه الرد مباشرة ، ابتسم ابتسامه واسعه وهو يرد بهيام :
- مساء الفل
ريهام وهي تتنحنح :
- حم حم اا .. عدي باشا ..اا.. معلش متصله في وقت متاخر شويه ، بس ..أصل سيادتك ...
قاطعها وهو يردف بغير تصديق :
- هاه قولتي إيه ؟ عيدي اللي قولتيه كده !
استغربت من سؤاله فقالت بتوتر قليلا :
- عدي باشا ..تق...
قاطعها وهو يشير بيده قائلا بلهفه :
- بس إثبتي عندك إوعي تتحركي
كانت تهم بالجلوس على السرير ولكنها انتفضت لتقف مكانها متجمده رافعة يدا لها لأعلى وكأنها لص مقبوض عليه لتردف بخوف :
- والله ماعملت حاجه
عدي بهيام :
- معملتيش حاجه يامفتريه ! ، ده سنتك سوده إصبري عليا
خافت ريهام كثيرا ولم تتحرك من مكانها ولمعت عينيها من عبراتها فأردفت :
- والله ياعدي باشا ماعملت حا...
تحدث عدي بنبره عاليه :
- إرحمي أهلي إسكتي شويه
ريهام وهي تتحدث بتلعثم وحدقتيها امتلأت بالدموع :
- يا ..عدي بيه اا...
قاطعها وهو يتحدث بجديه. مصطنعه :
- إنتي عاوزه تسيبي شغلك يابنت الحلال ؟
ريهام مسرعة بلهفه :
- لا لا لالا أبدا يا عدي باشا انا ....
عدي وهو على حاله :
- مبدئيا كده إوعي تجيبي إسمي على لسانك ، أنا مش مسؤل عن اللي ممكن يحصلك ، إنتي متعرفنيش لما بتهور ببقى عامل إزاي وأنا أساسا لما بشوفك إبليس مابيعتقش أبويا اللي في تربته ماشي
ريهام وهي تومأ برأسها وتمسح عبراتها بظهر يدها :
- ماشي ياع...ماشي يا باشا
عدي وهو يضع يده على قلبه بدراميه :
- والنبي آخر مره حاف
ريهام بغباء :
- حضرتك بتاكل ؟
عدي بابتسامه بلهاء وهو يلعب حواجبه وهو يحك رأسه من الخلف :
- لو عليا عاوز أكله باللي بتنطقه بس أعمل إيه بقى أاخ ، مسيرها تقع في إيدي
ريهام بتساؤل :
- هي مين ده ؟
عدي وهو يشير بيده بالنفي :
- لا ولا يهمك المهم بكره الصبح هستناكي في الشركه الساعه 8 وهاخدك لسكرتيره تشوف ناقصك إيه وبعد كده تبقي معايا علطول قدام عيني
أخجلتها كلماته قليلا فتوردت وجنتيها ثم ابتسمت بحياء وهي تكمل :
- حاضر يا عدي باشا إن شاءلله بكره هاكون في المعاد بالظبط هناك
لم يأتيها رد فنادته مره أخرى باستغراب :
- عدي باشا! ، يا عدي بيه !
كان واضعا الهاتف على أذنه وهو مغمضا عينيه ويبتسم بغباء وهو يتمزج بنغمات صوتها الناعم المصاحبه لحروف إسمه ، يأست من عدم الرد فأغلقت الهاتف وظل هو على حاله سابحا في بحر من الخيال
.................................................. .............
أصبحت الساعه 10 مساءا ، تركها لترتاح قليلا علها تهدأ ،بعد ان أعطاها مخفضا للحراره ، حضر طعاما آخرا وصعد به للأعلى ، وقف امام الباب وقام بالطرق عدة مرات لم يأتيه رد ، فتح الباب ببطئ وإشرأب بعنقه ليدور بعينيه بالداخل ، وجدها تقف امام باب الشرفه وهي عاقدة يديها أمام صدرها تنظر للخارج في الظلام
دلف لداخل الغرفه ثم اتجه للكومود ليضع الطعام عليه ، مال بجذعه ليضعه ثم إعتدل في وقفته ليضع يديه بجيبه ليطالعها متحدثا بهدوء بصوته الرخيم الذي يثير بها ذبذبات لذيذه:
- الأكل !
لوت فمها بسخريه وهي ماتزال تتطلع لخارج الشرفه قائلة بتهكم :
- غريبه ، أكل ؟ طول عمره كان طفح إيه اللي جد ؟
مراد وهو يردف بحده قليله :
- ماتزعليش الطفح
إيلين ببرود ، ثم أردفت بتهكم :
- مش عاوزه من خلقتك حاجه ، كفايه الضرب اللي باكله منك
مراد بجمود وهو يطالعها ؛
- ماعنك
تحرك بخطواته ليقف خلفها قبض على ذراعها وقام بلفها له بقوه ، رمته بنظرات مغتاظه وهي تقول بحنق :
- سيب إيدي
أردف هو بتعابير حاده وصارمه :
- هششش ، رفع قبضته ليضع ظهر يده على وجنتها يتحسس حرارتها ثم رفعها ليضعها على جبهتها ، تنهد بعمق وهو ينزل يده قائلا :
- الحمدلله الحراره نزلت ، أكمل بإصرار :
- لازم تاكلي حاجه ، إنتي مابتاكليش كويس
أخفض عينيه لأسفل قليلا ، ثم حانت منه نظره لعينيها ثم أخفضها مره أخرى ليمد كفه إلى قميصه ، قام برفعه قليلا ليرى الكدمه الزرقاء على بطنها ، عقد بين حاجبيه بغضب من نفسه ، مد أنامله ليتحسس تلك الكدمه فسرت رعشه في جسدها لملمسها الخشن ، ابتعلت ريقها وهي تطالع وجهه مزيحة خصله من غرتها خلف أذنها ، كان ينظر لبطنها ولم ينتبه لنظراتها له ، رفع عينيه لها فأشاحت بعينيها مسرعة ، أنتبه هو لتطليعاتها ولكن أردف بحده قائلا :
- عشان إنتي اللي بتستفزيني بكلامك
فغرت فاها بدهشه وألجم لسانها ، حاولت إخراج الكلمات فقالت وهي تشير بيدها لنفسها :
- إنت..إنت كنت هتموتني !
نظر لها ببرود ولم يعقب ، اغاظتها فعلته فهزت رأسها بيأس وهي تهم للإنصراف من أمامه فقبض على يدها قائلا بغضب هادر :
- راحه فين ؟
إيلين وهي تحاول ان تفك قبضته عنها :
- نازله تحت ، سيب إيدي
مراد وهو يسحبها بصرامه وإصرار ليجلسها عنوة عنها على السرير قائلا بجمود وهو يتحرك ليحمل صينية الطعام ليجلس امامها :
- مش قبل ما تخلصي الأكل
أردفت بحنق :
- يا أخي هتأكلني غصب عني ، بقولك مش عاوزه
نظر لها نظره واحده تعرفها جيدا لا تقبل النقاش فنفخت بضيق وهي تضرب بقدمها الأرض :
- أووف
نظر لها ثم أردف بجمود :
- كلي
مدت يدها وهمت لتأكل توقفت وقالت بلؤم :
- كل الأول ، مش يمكن حاططلي سم
نظر لها لوهله مضيقا عينيه ، تلك اللئيمه هي تعلم بأنني لم أ أكل شيئا مثلها ، فهي تشعر بقلبي ، طوال هذه الأيام وأنا أشعر بأنها تكن لي شيئا بداخلها ولكن لم تنكر هذه الحمقاء ، يمكنني بسهوله أن أرى ذلك من خلال نظراتها المتيمه لي ، حسنا لن أتركها أبدا المعركة معركتي والنصر نصري
مد يده ليتلقط الطعام ويبدأ في تناوله ، ابتسمت إبتسامه صغيره حاولت أن تخفيها ولكنه لمحها فابتسم هو الآخر ، استمر الإثنين في تناول الطعام وسط تهكمات كلا منها وسخرية كل واحد من الآخر ، ولكن ماهذا سوى قناع يختبئ كل واحد منهم خلفه ليس أكثر
بعد أن انتهى كلاهما حمل هو صينية الطعام ونهض بها متوجها إلى باب الحجره وهو يقول بجمود :
- هاجيب مايه
تركها وانصرف تنهدت بعمق وهي تبتسم إبتسامه صادقه وهي تحدث نفسها :
- متعب
في ذلك الوقت وصل الرجال الملثمين إلى مكان ما ، لمح أحدهم أنوارا خافته فتحدث لهم :
- شايف النور ده ؟
شخص آخر :
- اه شكله بيت ، يمكن تكون هناك ؟
شخص ثالث :
- مالناش دعوه أهم حاجه ندور هناك ونجيبها ولو حد اتعرضلنا نقتله وخلاص
أومأ له الجميع موافقا ثم تحركوا بخطى بطيئه بإتجاه المنزل
في هذه الأثناء كانت تقف تتطلع من النافذه عاقدة يديها أمام صدرها ، انتبهت قليلا إلى شئ ما يتحرك بداخل هذه الأشجار ، دققت بعينيها قليلا لتتسع عينيها بصدمه حينما تجد خمسه من الأشخاص الملثمين يخرجون من بين هذه الأشجار حاملين لأسلحه بيدهم ، ويبدو من هيئتهم الضخامه ، هوى قلبها بين قدميها ولم تنطق إلا كلمه واحده بهمس :
- حبيبي !
في هذه اللحظه دخل مراد من باب الغرفه لتلتفت له وهي تنظر له بذعر ، نظر لها بترقب التفتت بعينيها لتنظر من النافذه لتلتقي عينيها بعين أحد من هؤلاء الرجال لتلتفت لمراد بخوف لتحدثه :
- سلاحك ؟
عقد بين حاجبيه باستغراب وهو يردد :
- سلاحي ؟
لم يكن ليكمل باقي كلامه إذ بها تركض نحوه لتدفعه ليسقط أرضا ويصدع صوت إطلاق النار ليهشم الزجاج وكل شئ ، سقطت فوقه فتدحرج بها ليصبح فوقها ليحميها من الزجاج والرصاص ، بعد فتره هدأ صوت إطلاق النار ، رفع رأسه بسرعه لينظر لكل شئ حوله ثم نظر لها بلهفه وهو يحيط كفيه بوجهها :
- إنتي كويسه ؟
أومأت إيلين برأسها باضطراب فقال لها وهو ينهض ويساعدها بالنهوض بعجاله شديده وحده :
- يلا بسرعه لازم أجيب سلاحي ونستخبى
خرج كلاهما من الحجره مسرعا وهو ممسكا بيدها يسحبها خلفه ، توقف بها قليلا مستندا على حائط ما وأوقفها بجانبه ، مال برأسه ببطئ لينظر خلف الحائط وجد عدة رجال يقتحمون المنزل حاملين أسلحه بيدهم ، التفت برأسه لينظر بجانبه يبحث عن مخبأ ما وجد أسفل السلم غرفة صغيره ، أشار لها بعينه لتتحرك نحوها ، تحركت نحوها ببطئ وهي تتسلل وهو خلفها
فتح لها الباب ببطئ لتدلف بداخلها وهم بإغلاق الباب ، اوقفته وهي تنظر له بخوف قابضة على ذراعه :
- رايح فين ؟
نظر لها ليطمانها قائلا بهمس :
- هارجع
هزت رأسها بالنفي وهي تكاد تبكي ، إحتضن وجنتها بدفئ ونظر لعينيها بوله ثم ابتعد وهو يغلق الباب عليها ، لتتحرر العبرات من أهدابها
ركض بخفه تاركا قلبه معها وتحرك لأعلى بهدوء ليدلف لغرفته ، تسلل لخزانة الملابس ليفتحها ليجلب سلاحه ، وجلب سلاح آخر كان يوجد هنا منذ فتره طويله ، هم ليخرج من الغرفه وجد من يدلف بها ببطئ ، اختبئ بجوار خزانة الملابس بسرعه ووضع سلاحا بخصره والآخر عمره بيده ، أخذ وقع الخطوات يقترب منه ببطئ إلى أن توقف على بعد خطوه منه
مال براسه قليلا ليطالع من أمامه ، إقترب منه ببطئ من خلفه ليقبض بيده على رأسه ليلوي راسه فتنكسر عنقه ليقع صريعا ، نظر له مراد بحده وتحرك ليخرج بخفه من الغرفه شاهرا سلاحه إستعدادا لأي مباغته
كانت تبكي في صمت ، كيف لها ان تتركه هكذا وحده دون أن تكون روحها عونا له في مواجهتهم ، أخذت نفسا عميقا وحاولت تهدأة نفسها ، مسحت عبراتها ومدت يدها لتفتح الباب ببطئ شديد ، فتحته فتحه لا تزيد عن إنش واحد ، تطلعت بعينيها منها ، دارت بعينها لتقع على شخص ما ، انتظرت قليلا لتجده يبتعد بخطواته بعيدا عنها
فتحت الباب ببطئ وتحركت لتخرج من مكانها دون ان تصدر صوتا ، استطاعت الخروج واخذت تتسلل في خطواتها ببطئ وهي تدور بعينيها بحثا عنه ولكنها لا تعلم أين تجده ، أخذت تسير بهدوء لا تعي أين تجده وفجأة شعرت بوقع خطوات يقترب منها ، رجعت بخطواتها للخلف لتدلف لغرفة الإستقبال لتختبئ بجوار الباب ، انتظرت قليلا وهي تنظر من خلف الباب لتجد القادم قد ابتعد عنها
تنهدت بعمق ثم تحركت ببطئ لتخرج وجدت من يقبض على خصرها من الخلف ويكتم فمها وهو يهمس بأذنها :
- متخافيش
تنهدت براحه واحتلت السعاده وجهها أبعدت يده بسرعه عن فمها والتفتت لتراه ، كان لايزال محيطا بخصرها ، تطلع لعينيها بارتياح لأنها لم تصب بشئ ، أحاطت وجهه بكفيها الصغيرين ولم تشعر بحالها وهي تقبل كل إنش بوجهه ثم إحتضنته بقوه وسط دهشته الكبيره
ابتعدت عنه حينما سمع الإثنان من يتحرك باتجاههم ، نظرت له بتوجس فأردف بهمس وهو يمد يده بسلاح لها :
- خدي
اومأت برأسها له وهمت لتبتعد عنه قبض على خصرها وقربها منه ليلتهم شفتيها في قبله سريعه ناعمه ، أبعدها عنه ليردف وعينيه تبوح عشقا :
- ماتسيبنيش
إحتضنت وجهه بيدها وقبلته من وجنته وهي تبتسم بسعاده متحدثة بهمس :
- عمري
ابتعد الإثنان سريعا عن بعضهما وتحرك كلا منهما إلى جهة ما بالغرفه مختبئا بعيدا عن الأنظار ، دخل رجلان لغرفة الإستقبال وتحركوا ببطئ وأعينهم تدور بكل ركن كان مراد ينظر من خلف مكتبة ما تحتل حائطا بأكمله ، لمح أحد الرجال خيال ما فتوجه نحوه ببطئ
انتبه مراد حينما نظر ليجد رجلا يتوجه إلى حيث تختبئ ، خفق قلبه رعبا عليها ، كان العائق امامه ذلك الشخص الآخر الذي كان قريبا منه ، لم يعرف ما ذا يفعل ، فجأه صدع صوت رجل ثالث وهو يقول :
- إبراهيم إنقتل
نظر كلا من الرجلين بصدمه لبعضهما ثم التفت الرجل القريب من إيلين ليزيح الستار ليجدها أمامه ، خرج مراد في لمح البصر من خلف المكتبه ليقبض بكفه على عنق الرجل القريب منه من الخلف ويسلط مسدسه على ظهر الآخر أمام إيلين ليخرج عدة رصاصات تخترقه ليسقط أمامها بينما الذي في يده أسقطته إيلين برصاصاتها
سمع الإثنين وقع خطوات راكضه نحوهم هم الإثنين بالهروب ليجدا من يحتلا الغرفه ويطلق الرصاص ، هتف مراد بإيلين قائلا :
- استخبي
اختبئ كلا منهما وإستمر إطلاق النار ، سقط إثره رجلا آخر إلى أن نفذت طلقات إيلين ، نظرت برعب لمراد فوجد مراد الرجل يتحرك صوبها موجها سلاحه لها ، تحرك راكضا ليقف امامها ليضرب عدة طلقات ليلقى حتفه
أصيب في ذراعه ولكنه لم يظهر لها ذلك فبفضل سترته السوداء التي كان يرتديها لم يظهر لون الدم ، التفت لها بلهفه ليطمئن عليها ، ارتمت بين أحضانه وهي تقول ببكاء :
- إنت ..إنت كنت هتموت
أبعدها بيده السليمه ، لم يقوى على تحريك يده المصابه ، احتضن وجنتها وهو يمسح عبراتها معيدا خصلات غرتها لخلف أذنها قائلا وهو يحاول أن يخفي معالم الألم من على وجهه :
- يلا خلينا نمشي من هنا ، مش ضامنين حد تاني يجي
اومات برأسها وقبضت بغير وعي على ذراعه المصابه فأطلق تأوها عاليا ، انتفضت بذعر وهي تنظر ليدها لتجدها مغرقه بالدماء ، نظرت له وعبراتها تنساب على وجنتيها ، أردف هو قائلا وهو يهم بالتحرك :
- يلا خلينا نمشي
أوقفته بحده قائلة :
- لأ إستنى هنا
لم تعطيه الفرصه ليتناقش معها وإنصرفت من أمامه لتركض وهو يهتف بها لتتوقف فردت بكلمه واحده فقط :
- إستنى
صعدت هي للأعلى وهمت بدخول الغرفه وجدت جثه لأحد الرجال ملقاه على الأرض ، نظرت له بحده ثم توجهت للحمام ، فتحت خزانه بداخله بسرعه وأخرجت علبة إسعافات اوليه ، حملتها وخرجت بها مسرعة لتتجه لخزانة الملابس وتاتي له بقميص نظيف ليرتديه ، خرجت وهي تركض لأسفل ، توجهت للمطبخ وأخذت معها زجاجة مياه ووجبه خفيفه لكلاهما فمن الواضح أن أمامهما وقت طويل ولابد له من الرعايه لجرحه ، وضعت علبة الإسعافات وكل شئ بحقيبة ظهر حملتها على ظهرها ثم توجهت له ووقفت أمامه ثم قالت وهي تهم بالتحرك :
- يلا
تحرك كلاهما بسرعه وهم ليخرجا ولكنه أقفها قائلا :
- إستني لحظه ، توجه إلى ركن ما به أحد معاطفه ثم أمسكه ليأتي به لها حاول أن يلبسها إياه ولكن لم يستطع بسبب يده ، غامت عينيها حبا لحنانه عليه مدت يدها و أمسكت كفه المصابه وقربتها من فمها لتقبل باطن كفه بحب ثم نظرت له بابتسامه وشرعت في إرتداء المعطف خاصته ، كان هو يتطلع لها بعشق ووله ، أفاق من شروده وهو يراها تقوم بلف ذراعه المصابه بشاش ما بشكل مؤقت ليوقف نزيف الدم ثم تعلق ذراعه بعنقه
نظرت له ثم بدفئ وهي تقول :
- يلا
اقترب من رأسها وقبل جبهتها بعمق ، تطلع عنها وهو ينظر لعينيها بحب مومأ برأسه ، ثم إبتعد عنها ليقبض على كفها الصغير ويتحرك كلاهما مسرعا مبتعدين عن المنزل
.................................................. ....................
قام عدي بتوصيل كلا من أخته وغاده بعد أن انتهوا من غرضهما بينما إنتظره ريان وعبدالرحمن في مطعم ما لتناول العشاء ، عاد إليهم وقضوا وقتا ممتعا ثم إنصرف عبدالرحمن لبيته وعاد عدي وريان إلى الفيلا لينعما ببعض النوم
.................................................. ...................
قام بالرن على أحد من رجاله ولكنه لم يرد عاود الكره لأكثر من مره ولكن لا مجيب ، زفر بحنق وأخرج كلمات بذيئه من فمه وهو يسب ويلعن ، جلس على كرسيه بعنف وهو يردف :
- يترى إيه اللي حصل ؟ حصلك إيه يا إيلين ؟
.................................................. .....
ظلا يركضان وسط الأشجار بلا توقف ، تملك منه التعب الشديد وخاصة بسبب جرحه ، شعرت به يبطئ من ركضه فتوقفت تماما ، تطلعت له وجدت حبات العرق تملأ جبهته والالم والإرهاق متملك منه مدت يدها لتمسح جبهته ووجهه بخوف قليلا فأردفت وهي تقول :
- لازم ترتاح إنت الجرح مأثر عليك
تكلم بتعب وهو ينظر لها :
- لا إطمني ، لازم نبعد عن البيت أهم حاجه
إيلين وهي ترد بحده قليله :
- لأ إنت مش شايف حالتك عاماه إزاي وبعدين إحنا بعدنا بما فيه الكفايه
التفتت لتتطلع حولها ، كل ما يحيط بها هو أشجار كثيفه لمحت شيئا ما فتركت مراد وركضت نحوه ، اقتربت منه لتتفحصه لتجده بئر ولكن من الواضح انه لم يستخدم منذ فتره ، ابتسمت بسعاده ، همت لتفتت نحوه وجدته خلفها يطالع البئر ، ابتسمت بلهفه وهي تقول :
- هانفضل هنا
نظر حوله يتأمل المكان ، رفعت يدها وإحتضنت وجنته ، تطلعت لعينيه بدفئ وهي تردف قائلة محاولة بث الطمأنينه به :
- إطمن المكان أمان لينا
حانت منها إلتفاته لجرح يده فوجدت الدماء تملأ الشاش الأبيض ، نظرت له بخوف ثم أردفت وهي تسحبه من قبضته ليجلس على الأرض :
- لازم أشوف الجرح بسرعه
جلس على الأرض بإرهاق وهو يتنهد بتعب ، جلست القرفصاء أمامه ومدت يدها لتفتح حقيبة الظهر ، أخرجت منها قداحه صغيره التقطتها بيدها قبل أن تخرج من المنزل ، ابتعدت عنه قليلا وقامت بالتقاط بعض الحصى وعصي الأشجار الصغيره وقامت بجمعها ، كان يتابعها بعينيه وابتسامه صغيره لا تفارق ثغره ، لديها قلب حنون ، من الخارج تبدو قاسيه ولكنها هشه وضعيفه ، حقا إن حبيبتي لملاك
قامت بإشعال النار في العصي ، التفتت له لتراه يطالعها بابتسامه ساحره ، جلست على ركبتيها وأخذت تتأمل عينيه بابتسامه ، أردفت وعينيها لا تفارق عينيه :
- وبعدين
لم يزيح عينيها عنه ولم تختفي الإبتسامه ، أكملت بابتسامه وهي ترفع حاجبا :
- هاتفضل باصص كده
لم يتحرك له إنش فتنهدت بعمق وقالت :
- بعد عينيك عني
هز رأسه ببطئ شديد بالنفي ، اتسعت ابتسامتها وهي تهز رأسها باليأس ، إقترب منه لتكون أمام ذراعه اليسرى المصابه ، مدت يدها لتمسك ذراعه لتحركه ببطئ لتزيح الشاش ، حلت الربطه برفق ثم حانت منها إلتفاته له وهي تقول :
- إقلع الهدوم براحه
نظر لها رافعا حاجبه بإستنكار ثم قال بخبث :
- أقلع ؟
نظرت له وضحكت بشده ، كانت أفضل ما سمعته أذنيه يوما هو نغمات ضحكاتها الخلابه التي إخترقت روحه لتبعث فيه إحساسا بالسعاده أدت لظهور إبتسامه واسعه أظهرت غمازته في وجنته اليمنى ، التفتت بعينها لتلمحها ، سيطر قلبها عليها ، نظرت له بوله وابتسامتها لا تفارقها ثم أزاحت خصله من غرتها خلف أذنها وهي تقترب لتقبل غمازته بخفه ثم تبتعد عنه وهيتنظر له ببراءه ثم أشاحت بعينيها خجلا من فعلتها
حدث كل ذلك سريعا لم يستعب ما قامت بفعله ونظر لها بتعجب ثم مالبث أن إتسعت إبتسامته بشده ، شعر بقلبه يخفق من سعادته وينبض بالحياه ، شعور بالعشق تملك كل ذره في كيانه وسيطر عليه كليا ، ظل محدقا بها ولم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها في جلستها ببطئ
شعرت بخطورة ما سيحدث تنحنحت بحرج بعد أن لعنت نفسها لما فعلته وقالت بجديه مصطنعهوهي تمد يدها لتمسك بذراعه :
- حم اا..ساعدني عشان تقلع الهدوم
جاهد بصعوبه ليحاول أن ينزع ثيابه ، إستطاعت بعد مجهود أن تنزع عنه الثياب ، حانت منها نظره لجسده الضخم ، كان عباره عن كتله من العضلات المفتوله ، كان يشبه في تنسيقه أبطال الرومان والإغريق لقوته وضخامته ، شعرت بحراره تسري في سائر جسدها ، إضطربت كثيرا وإبتلعت ريقها بصعوبه شديده ، رمشت عدة مرات لتبعد هذه الأفكار عنها
كان يطالعها ولاحظ نظراتها وتوترها فابتسم بمكر ولم يعقب ، مدت يدها لتمسك ذراعه بيد والأخرى تطهر الجرح ، التفتت لتخرج مقص طبي من علبة الإسعافات ، التفتت له لتقول بهدوء :
- هحاول أطلع الرصاصه بالمقص ، هاتوجعك شويه
مد قبضته السليمه ليضعها فوق قلبها برقه ليردف بحب وهو يطالع عينيها :
- هيشاركني وجعي ويخفف عني
لمسته وترتها بشده ، كلماته جعلتها كالمغيبه ، تاهت في بحور عشقه التي أخذت بأنفاسها لترسو بأمان على قلبه الذي أصبحت على قيدالحياه بنبضاته
فاقت من شرودها وانتبهت للجرح ، مدت يدها بالمقص ، حاولت بصعوبه أن تخرج الرصاص من ذراعه ، أثناء محاولتها أطلق صرخه عاليه قليلا إنتفضت لها وهي تردد بتوتر :
- اا انا أسفه ..اسفه
اومأ لها برأسه بتعب فنظرت مره أخرى للجرح وإستطاعت إخراج الرصاصه ورميها ، التفتت بسرعه للعلبه لتجلب قطنا وقد عقمته وقامت بالتربيت بيه على الجرح ، نظرت له ثم قالت :
- الجرح لازم يتخيط
اومأ برأسه ، فأخرجت خيطا طبيا وإبره وبدأت بخياطة الجرح فأردف وهو يطالعها بهدوء وهي تقوم بالخياطه :
- إتعلمتي ده فين ؟
إيلين وهي تنظر لما تفعله :
- أنا جراحه
نظر لها بدهشه وقد إرتفع حاجبيه بشده فأردف بغير تصديق :
- نعم !!؟
إبتسمت وحانت منها إلتفاته له ثم عادت بعينيها لجرحه فقالت بعد تنهيده :
- طول عمري وأنا في روسيا ، إتعلمت هناك وإتفوقت في دراستي ودخلت الطب ، ضحكت ثم أردفت ، أكيد بتسأل نفسك إزاي كده وإزاي شغل العصابات اللي عشت فيه ده ، عادي كون إني أدرس ده مكانش يمنع إني أتعلم إزاي أمسك سلاح ، بعد ما اتخرجت بطلت ومفكرتش أكمل
تحدث هو بتساؤل وتهكم :
- وإنتي بقى إستحليتي القتل والسرقه وبطلتي تشتغلي شغلانه شريفه مش كده
نظرت له لثواني دون أن تتحدث بهدوء ثم عادت بناظريها للجرح وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها قائله :
- بتظلمني
ضحك بسخريه ثم قال :
- بظلمك ، أردف بحده من بين اسنانه :
- إنتي اللي زيك ميعرفش معنى الكلمه ده ، إنتي اتخلقتي عشان تنهبي وتقتلي وتتملكي حاجات مش من حقك
توقفت يدها ثم رفعت عينيها له واقتربت من وجهه وهي تطالعه بمكر مضيقة عينيها لتهمس أمام شفتيه بابتسامه ماكره :
- عارفه إنه اللي زي إنخلق عشان ينهب ، وعارفه إني نهبت واتملكت منك إنت كمان ، إتملكت قلبك ، سامعني قلبك ، بس ده حقي
ابتعدت عنه لترمقه وهي ترفع حاجبها بإنتصار وكأنها تقول أليست هذه الحقيقه أنني تملكت منه ؟ ، عادت بنظرها للجرح لتكمل عملها
تنهد بعمق ، ماذا يمكنه أن يفعل ؟ هذه المغروره محقه تملكت قلبه وغزته لتتربع كملكه على عرشه معلنة سيطرتها عليه لتحكمه بكل جبروت دون أن يبدي أي مقاومه وكأنه كان ينتظر ذلك منها ليرتوي بحبها الباعث له بالحياه
انتهت مما تفعله ثم لفت الشاش حول ذراعه ، اخرجت القميص النظيف من الحقيبه وساعدته على إرتدائه ، قامت بتعليق ذراعه بعنقه ، التفتت لتعيد الأدوات للعلبه بعد أن قامت بتظيفها بالمياه ، التقطتت الحقيبه وأخرجت وجبه صغيره ليأكلها ،مدت يدها بها له فأبعدها بإرهاق قائلا :
- ماليش نفس
إيلين بهدوء :
- لازم تاكل ، طب حتى إشرب شوية مايه
هز رأسه بالنفي ولاحظت إرهاقه ، نهضت من مكانها والتفت خلفه لتضع الحقيبه وقامت بفرش معطفه الذي كان يرتديه وثيابه على الارض ثم أردفت بهدوء :
- نام إنت تعبان
هز رأسه بالنفي وهو يكافح ، نهرته قائلة :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماانت لازم تنام عشان ترتاح لا إنت راضي تاكل ولا حاجه ، نام حتى ، ربنا يستر وماتسخنش بسبب الجرح ولا حاجه
ضحك بخفوت فقالت مغتاظه :
- إنت بتضحك ؟
مراد بابتسامه صغيره :
- عاوزه إيه دلوقتي ؟
إيلين بجديه وأمر :
- نام
اومأ برأسه وتحرك لينام فساعدته وهي تسانده حتى استلقى على ظهره بجوار النيران ، قامت بخلع معطفه الذي ترتديه ، انحنت نحوه لتغطيه به ، أردف معترضا وهو يبعده عنه :
- بتعملي إيه خليك...
قاطعته وهو تردف بصرامه :
- بس ، لازم تدفى كويس
توقف عن الحركه وطالعها بصمت ، جلست بجانب رأسه وأخذت تحك يدها ببعضها وهي تنفخ بهما علها تبعث بعض الدفئ بها ، التقط كفيها بين يديه وأخذ يحكها وهو ينفخ بها بدلا عنها ، نظرت له بتأمل قليلا ثم أردفت بخفوت :
- خلاص دفيت ، كفايه عشان ماتتعبش دراعك ، ماينفعش تحركه
توقف عن الحركه وأرخى ذراعه فوق صدره وهو محتضن يديها بكف واحده ، ظل يطالعها دون ان يحيد بعينيه عنها ، فكت إحدى يديها من حصار قبضته القويه ورفعتها بهدوء لتتخلل أناملها خصلاته الفحمه وهي تطالعه بوله ، أردفت بهمس وابتسامه صغيره ويديها تمسد على خصلاته :
- نام
رفع نفسه قليلا مستندا على ذراعه السليمه ، إقترب من وجنتها وقام بتقبيلها برقه ثم إبتعد عنها وهو يطالع عينيها بعشق ، ابتسمت بخجل وهي تدور بعينيها على كل شئ حولها تفاديا لنظراته ، ابتسم لخجلها ثم أراح نفسه لينام على ظهره ، أغلق عينيه لينعم بقليل من الراحه ، نظرت له وجدته قد أغلق عينيه ابتسمت بجانب فمها وظلت تمسد على رأسه دون توقف
بعد فتره شعرت بالإرهاق فتمددت بجانبه على الأرض ، ترددت قليلا ولكنها حسمت أمرها ، مدت ذراعيها لتحيط بجسده لتحتضنه مع إنتباهها لذراعه ، شعر بها تدفن جسدها الصغير به فاستدار نحوها لينام على ذراعها السليمه والمصابه لأعلى ، مد ذراعه الضخمه أسفلها ليحيط بجسدها ليضمها له بقوه
دفنت وجهها في عنقه وأخذت تستنشق عبقه المخدر ، يالله لقد إفتقدت لدفئه وحنانه ، إشتاقت لعناقه لها وأمانه الذي تنعم به في أحضانه ، أخذت تتذكر كل ماحدث معها ، من هؤلاء الذين هاجموهم ؟ أيعقل ان يكون هؤلاء الرجال هم من أرسلهم ليأخذوني ؟ ، عقدت بين حاجبيها بخوف واحتضنت مراد بشده حينما فكرت بأنه كان ليموت ، هذه الفكره تصيبها بالذعر
شعر بها وهي تحضنه بقوه وكأنها خائفه من شئ ما ، إستجاب لها وبادلها الأمان بإحتضانه لها ليدفنها بين أضلعه
رفعت عينيها له وهي تفكر بحزن ، طالما أنا متواجدة بجانبه لن ينعم بالراحه ، لن يبتعد عنه الخطر ، لا أتحمل أن يصيبه مكروه بسببي ، تنهدت بحرقه وهي تفكر مالذي عليها أن تفعله ؟ ،لم يكن امامها حل سوى الإبتعاد ، الهروب ، في إبتعادها أمان له إبتعاد للخطر عنه ، لن يصل إليه ناجي ابدا ، نظرت له وعبراتها معلقه باهدابها ، همست بنبره متحشرجه من البكاء :
- أسفه
ولكن الآن فلتنعم ببعض الدفئ الذي ستحرم منه للابد ، لتعبأ أنفها برائحته التي ستفتقدها ، غاصت بي أذرعه بقوه ، فلتحاول أن تنعم بهذه اللحظات الأخيره
حل الفجر وأعلن يوم جديد عن ميلاده ، شعرت ببدء شروق الشمس فتململت في نومتها. حاولت التحرك ولكنها لم تستطع ، شعرت بمن يكبلها ، فتحت عينيها ثم اغمضتها مره اخرى بقوه لتفتحها لتنظر امامها ، وقعت عينيها عليه وهو نائما يحيط بها ، إبتسمت بحب وهي تتأمل ملامحه الهادئه ، رفعت إحدى يديها لتسمح بظهرها على وجنته ، اخذت تتحسس لحيته الخشنه وهي تطالعه بشغف ، فجاه تذكرت ما يجب عليها فعله فغامت عينيها حزنا ، أغمضت عينيها بقوه ثم فتحتها وهي تنظر له
عزمت أمرها ، فكت حصار يده حولها بهدوء شديد دون ان يشعر ، ابتعدت عنه ببطئ واعتدلت في جلستها ، همت بالنهوض ولكن انتبهت له ، فمدت كفها لتضعه على جبهته لتتحسس حرارته إن اصابه شئ ، تنهدت بارتياح حينما وجدته طبيعيا ، نزلت يدها لتتحسس وجنته ثم ابتعدت عنه وعينيها الحزينه لا تفارقه ، نهضت بخفه وأخذت تتراجع بقدميها للخلف إلى أن توغلت بين الأشجار مختفيه عن الأنظار





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:35 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الخامسة عشر
.............(عدوي بين ثنايا قلبي)...........
ظلت تركض بين الأشجار الكثيفه وهي تتعرقل في ثيابه التي ترتديها ، لم تتوقف عينيها عن إفراز عبراتها الغزيره التي تعلن عن تألم روحها ، كانت تبكي بمراره لتخليها عنه ، هي مضطره لذلك ، هي لا تريد له أن يصيبه مكروه ولذلك إختارت أقل الخيارين عذابا ، فكونه لايزال على قيد الحياه يتنفس بعيدا عنها أرحم من رحيله عن هذا العالم
وصلت بتفكيرها لهذه النقطه فتوقفت في مكانها وسقطت على ركبتيها لتنتحب بشده وهي تكتم فمها بيدها ، استمرت لفتره على تلك الحاله ثم حاولت أن تهدأ قليلا ، تحاملت على نفسها لتنهض ، تمكنت منذلك فإلتفتت لتنظر خلفها ، شعرت بأنها قد قطعت مسافه كبيره بعيدا عنه ، عادت بنظرها للأمام وهي تبكي بصمت ، أحاطت جسدها بذراعيها وكأنها تعطيه الأمان ، أخذت تسير بلا هدي منها غير واعيه أين تسير ولا اتجاه مقصود
.................................................. .......
بعد سويعات قليله كانت كلا منهما تخرج من باب الشقه متجهتين لأسفل ، نزلت كلا من يارا تتبعها ريهام متوجهين إلى العمل ، يارا بثيابها العصريه المكونه من بنطال $ينز وكنزه بيضاء بأكمام عاقصة شعرها على هيئة ذيل حصان ، أما ريهام فكانت ترتدي بذله كحليه أنيقه تليق بالعمل وتضع نظاراتها الطبيه تاركة لخصلاتها الكستنائيه العمل
همت ريهام بالصعود لسيارة الشركه حينما لمحت سيارة ما تقف أمامها هي ويارا ، عقدت بين حاجبيها والتفتت لها وجدت إبتسامه واسعه ترتسم على محيا الأخرى ، حانت منها نظره لداخل السياره لتجد شابا ما وسيما سجلس خلف المقود وهو يطالع يارا مبادرا بالتحيه :
- صباح الخير
ردت يارا بابتسامه وكذلك ريهام بابتسامه مجامله :
-
مالت قليلا على أذنها لتهمس بتساؤل :
- مين الأمور ؟
يارا بابتسامه مصطنعه وهي تنظر لصديقها بهمس :
- ده لزوم الخطه ياحبي
نظرت لها ريهام باستغراب ثم مالبثت أن فهمت ماتقصد فأردفت بابتسامه جانبيه :
- ااه ، يابنت اللعيبه ده إنتي داخله حامي
ثم أردفت وهي تفتح باب سيارة الشركه لتصعد لها :
- ربنا معاه ميعرفش إيه المصيبه اللي وقع نفسه فيها
يارا بنزق وهي تشير بيدها :
- إسكتي إنتي بس
إلتفتت للجالس بالسياره ثم تحركت نحوه بابتسامه مصطنعه واسعه لتركب بالسياره :
- إزيك يا محمود ؟
أومأ لها برأسه وهو يبادلها الإبتسام قائلا :
- الحمدلله أخبارك إنتي ؟
اومأت وهي تتمتم بالحمد ثم التفتت لتجذب حزام الأمان لتربطه حولها ، تحركت السياره بهما متجهين كلاهما للمشفى
.................................................. ........
وصلت ريهام إلى الشركه ، ترجلت من السياره لتتجه بخطواتها لدرجات السلم المؤدي لمدخل الشركه ، صعدت درجاته بخفه ودلفت في ساحة الإستقبال ، تحركت في رواق ما لتصل إلى المصعد ، ضغطت عدة أزرار ليصل لها المصعد
فتح الباب وتحركت لتدلف بداخله ، أغلق الباب ، تنهدت وهي تفكر مالذي سيحدث معها ، ذلك القرار المفاجأ بجعلها سكرتيره لمالك للشركه ، حسنا هذا الأمر ليس بصعب ، هو يتطلب المعرفه بما يدور وما هو مطلوب منها فقط ، حسنا
وصل المصعد للطابق الأخير حيث يقبع طابق الإدراه ، خرجت منه متجه إلى مكتب السكرتاريه ، قبل أن تدلف للمكتب رفعت يدها اليسرى لتنظر لساعة يدها ، وجدتها أصبحت الثامنه تماما ، تنهدت بعمق وهي تدلف للمكتب
توجهت للسكرتيره ووقفت قبالتها قائلة بابتسامه ودوده :
- صباح الأخير يا ساره !
ساره وقد رفعت عينيها فقال بابتسامه ود :
- ياريهام
ريهام وهي تشير بحاجبيها لغرفة المكتب خلفها :
- عدي باشا جه ولا لسه ؟
أومأت لها برأسها وهي تشير بالقلم بيدها على الغرفه :
- أه جه من نص ساعه وطلب قهوه وقالي لما تيجي تدخلي علطول
أومأت لها ريهام برأسها ثم تحركت متجهه إلى الغرفه .
في ذلك الوقت كان هو قد وصل مبكرا قليلا لينتظرها ، دلف لغرفة المكتب ثم إتجه لأريكة ما وتمدد عليها قليلا ،تنهد وهو يقوم من عليها متجها لخارج الغرفه ، فتح الباب ليردف لساره قائلا :
- ساره اطلبيلي واحد قهوه ساده والنبي
أومأت رأسها وهي تردد :
- أوامرك عدي بيه
اوما برأسه ودلف مره أخرى للغرفه ، بعد وقت قليل اتته القهوه ، جلس على كرسي المكتب ورفع قدميه ليمددهما على المكتب أمامه وهو يشرب القهوه بتمزج ، بعد ان إنتهى منها بقي فيها حوالي رشفة واحده فقال لنفسه بنباهه :
- عندك يا واد ياعدي ، في بوق باقي أما أجرب أقرا بيه الفنجان
قبض على فنجان القهوه ووضع فوقه الطبق الصغير الخاص به ، قلبه ثم انتظر قليلا ليزيحه ليرى ما بداخله ، قرب الفنجان من عينيه ليرى أخذ يدقق جيدا محدثا نفسه قائلا :
- هاه ، نشوف الطالع بقى ، اه ..إيه ده ؟ زي مايكون ..لحظه اه دي شبه ، شبه إيه بس إيه البتاع اللي مش باينلها ملامح ده ، أردف بضيق وهو ينفخ قائلا :
- إستغفر الله العظيم يارب ، يلا نحاول تاني
في ذلك الوقت خارج المكتب أتى رجلا كبيرا بالسن قليلا كان السواد يغطي وجهه وبعض ملابسه ، أخذ يبحث عن السكرتيره لم يجدها ، كانت ساره في ذلك الوقت تتحدث مع عميل من عملاء الشركه بعيدا عن المكتب ، لم يكن أمامه خيار آخر سوى الدخول للمكتب ، توجه الرجل لباب المكتب وقام بالطرق عليه
،كان لايزال على موضعه ، قرب الفنجان مره أخرى من عينيه ليضيقها محاولا معرفة ماهية تلك الرسمه ليحدث نفسه :
- تقريبا ده حاجه كده زي ..زي العروسه ، أردف باستنكار وهو يبعد رأسه مطالعا الفنجان :
- إيه ده عروسه ؟ ، لتكون عروسة المولد وأنا مش واخد بالي ، ثم انتبه لشئ ما فاعتدل في جلسته بسرعه وهو يحدث نفسه بابتسامه واسعه ، معقول الفنجان يقصد البونبونايه ؟ ، وفجأه طرق باب المكتب ليردف بابتسامه بلهاء وهو لا يصدق ناظرا للفنجان بيده :
- لتكون هي ياجدع
أردف بصوته بلهفه قائلا :
- ادخل بسرعه
انتفض عدي فزعا مطلقا صرخه عاليه وهو يهب واقفا فوق المكتب :
- عااا ، سلام قول من رب رحيم
حاول الشخص تهدئته قليلا :
- ياعدي بيه إهدى شويه
عدي بفزع وهو يشيح بيده :
- إنت مين ياعم إنت ؟
رد عليه ذلك الشخص محاولا تعريفه على حاله :
-يابيه أنا عمك جابر بسيوني
عدي وهو على حاله :
- عم جابر بسيوني مين ؟
جابر بنفاذ صبر :
- يابني عمك جابر اللي ماسك إدارة المكن بتاع مصنع الحديد
عدي بتوجس قليلا :
- يعني مش عفريت ؟
جابر وهو يحوقل ضاربا كفا بالآخر :
- عفريت إيه بس يابني ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،إنزل من عندك يابني إنزل الله يكرمك
نزل عدي من فوق المكتب ثم توجه له بضيق قليلا قائلا :
- إيه ياعم جابر ، حد يعمل كده ، ياراجل سيبت مفاصلي ، اشاح عدي بعينيه بعيدا عنه محدثا نفسه بخفوت :
- الظاهر إنه اللي كنت بعمله في الواد عبده هايطلع على اللي جابوني
قاطع حديثه جابر وهو يتحدث :
- أعمل إيه ياعدي بيه ، المكن لسه العمال جاين يشغلوه لقيناه متعطل ولما جيت أشوف فيه إيه فرقع فينا وعمل فينا كده
إنتبه له عدي فقال بنزق :
- تقوم تقطعلي الخلف ياعم جابر مش ناقصه هيا سواد كفايه سحنتك
جابر ببراءه :
- ليه يابني ده أنا حتى حلو والبنات لسه بتجري ورايا إنت عينيك جرالها حاجه يابني ولا إيه ؟
وضع عدي يديه في خصره وإقترب يحدق بعينيه بإستنكار ، كان جابر يعاني من نسبه بسيطه من الحول بعينيه ، اردف عدي بتهكم :
- عينيا ، ااه عينيا ، طب خلاص روح إنت شوف شغلك ياعم جابر الله يهديك وأنا هاشوف حد يحل المشكله ده
أومأ الرجل براسه وخرج من المكتب ، نفخ عدي بضيق وتوجه بعصبيه قليله ليجلس على الكرسي والتقط الفنجان بيده ليردف بضيق وهو يطالعه :
- هي ده العروسه حسبي الله ونعم الوكيل ، دقق بعينيه قليلا ثم أردف بنزق :
- عروسة إيه ده طلع غراب
بعد قليل طرق باب المكتب ، انتفض عدي من مقعده فانخفض بجذعه أسفل المكتب ثم أردف بصوت عالي :
- إدخل
دلفت ريهام للحجره وطالعت بعينيها ولم تجد أحدا ، إستغربت من ذلك فتحركت بخطى معدوده ببطئ إتجاه المكتب وقد تنحنحت لتقول بصوت ناعم :
- حم حم يا حضرة الظابط
عقد عدي بين حاجبيه بتساؤل وهو يردد لنفسه :
- إنت متأكد ياعم جابر إنه البناا هي اللي بتجري وراك ولا نوع تاني
ريهام مردده بنبره عاليه قليلا :
- ياعدي بيه !
اتسعت عينيه فجأه وابتسامته البلهاء وهو يردد بخفوت :
- البونبونايه ، هم برفع رأسه إصطدمت بسطح المكتب فتأوه وهو يحك راسه ليعتدل ليرفع جذعه
إنتفضت هي في مكانها حينما سمعت صوت تأوه يأتي من أسفل المكتب ولحظات ووجدته يخرج من أسفله وهو يبتسم ابتسامته البلهاء التي تمنع نفسها بصعوبه من الضحك عليها ، أردفت بتوتر قليلا :
- حضرتك كويس يا عدي بيه ؟
عدي وقد إعتدل في وقفته فأردف بهيام :
- والنبي واحده كمان !
ريهام بتساؤل :
- هي مين ده ؟
عدي وهو على حاله :
- عدي ، ثم أردف مسرعا ، :
- بس من غير بيه دي !
سيطر عليها الخجل كثيرا من طلبه ، نظرت له مع ابتسامه مجامله :
- ما..ماينفعش ..ماينفعش يا عدي ب...
أوقفها هو مسرعا مشيرا بيديه الاثنتين:
-بس إقطمي ..شوفتي عادي خالص اهو
حاولت أن تنهي الموضوع فتنحنحت بحرج قائلة :
- حم ..حم طب حضرتك مش هتنده ساره عشان تعرفني مطلوب مني إيه ؟
عدي وقد إنتبه لذلك فقال :
- اه اه صح ، بصي أنا رايح مشوار ضروري دلوقتي ، وأنا خارج هافهم ساره كل حاجه وهتعرفك شغلك هايمشي إزاي وشويه وهاجيلكم تاني
اومات له بابتسامه صغيره ، فشرد في إبتسامتها ولم يتحرك ، نادته بخفوت قائلة :
- عدي بيه ..عدي بيه
إنتبه لنفسه فأردف :
- حم ..لا أنا لازم أمشي حالا مش هينفع كده ، يلا هامشي أنا بقى ، قال الأخيره وهو يتحرك متجها للباب وهي في إثره
.................................................. ....................
وصلت السياره إلى ساحة المشفى ، تحركت لتخلع عنها حزام الأمان وهي تبتسم مجاملة :
- حقيقي يامحمود
رد عليها بابتسامه وهو يخلع حزامه ليترجل من السياره :
- إنت عبيطه يابنتي عادي يعني ، بقولك إيه يلا عشان منتأخرش ونتسوح وساعتها هاشتغل سواق وإنت تلمي الأجره
ضحكت بشده على مزاحه وهي تترجل من السياره وهو معها ولم تنتبه لتلك العينين المظلمتين التي تراقبها
كان قد وصل إلى المشفي في نفس الوقت ترجل من سيارته وهم بإغلاق الباب ، قاطعه صوت ضحكات هو يعرف مصدرها تماما ، إنتبه بعينيه للمكان الآتيه منه ، تحولت إلى بركه من الدماء لإحتقانها بشده ، إحمر وجهه من شدة الغضب من تصرفها ، لم يشعر بقبضته التي كانت تفتك بباب السياره الذي بيده ، كيف لتلك الحمقاء أن تصعد للسياره مع رجل ؟ ، هذه اللعينه لم تعرف نتائج فعلتها التي سوف تعود عليها بعواقب وخيمه ، حسنا لها ماتريد
لم يشعر بحاله سوى وهو يغلق باب السياره بعنف أدى إلى إنتباه كلا من يارا ومن معها له ، رأت عينيه الحمراء وشعيراتها البارزه ، ابتسمت في نفسها بشده ، يستحق ذلك هو من تحداني أولا وكما قال نيوتن لكل فعل رد فعل
سار بإتجاهها وهو يغلي غيظا إلى أن وقف أمام الإثنين فأردف بابتسامه صفراء :
- صباح الخير
لم ترد عليه وقلبت عينيها لأعلى بينما رد عليه محمود قائلا :
- يادكتور
كانت عينيه معلقة بها وهو يتحدث بابتسامته الصفراء موجها كلامه له :
- خير يا محمود اول مره أشوفك مع الدكتوره يارا جايبها بعربيتك ، هو إنت تعرف عنوانها ولا إيه ؟
أردفت هي مسرعه لتزيد حنقه بابتسامه مصطنعه :
- أنا ومحمود ساكنين في الحي وعلطول بنقابل بعض ، كذا مره هو كان بيطلب مني يوصلني وساعات كنت باجي معاه بس حضرتك مكنتش بتاخد بالك
عض على شفتيه غيظا وقبض على يده ، رأته عقدت يديها امام صدرها وابتسمت بمكر وهي ترفع أحد حاجبيها بإنتصار ، لم يعد لديه القدره للتحمل هم بالقبض على يدها فابتعدت بسرعه وهي تبتسم بخبث لمحمود وتمسك بذراعه قائلة :
- مش يلا بينا بقى إحنا إتأخرنا
اومأ لها بابتسامه ثم إلتفت ليردف لياسين قائلا :
- عن إذنك يا دكتور
إنصرف كلاهما من أمامه بينما هو كان يقف فاغرا فاهه من فعلتها لا يصدق ، بدأ يتنفس بسرعه وعنف واحتقن وجهه من فرط العصبيه ، التفت لسيارة ذلك المحمود وأخذ يركلها بقدمه وبكل قوته وهو يسب ويلعن متوعدا تلك الساحره بأشد عقاب لها
.................................................. ..............
كان الصمت يعم المكان من حوله بإستثناء أصوات زقزة العصافير ، إنطفأت النيران بعد أن أكلت كل العصى والحصي ، تململ قليلا في نومته وشعر بالألم في ذراعه فتشنجت تعابير وجهه وصدر عنه تأوها خافتا ، رمش بجفنيه وهو يفتح عينيه ببطئ ، أغلقهم من ضوء النهار ثم مالبث أن فتحهما مره أخرى ، دار بعينيه على المكان من حوله إستغرب قليلا تواجده هنا ثم مالبث أن تذكر ماحدث بالأمس
التفت برأسه لتقع عينيه على خواء ، لم تكن بجانبه ، انتفض في مكانه وحاول الإعتدال بصعوبه وسرعه فصدر عنه تأوها عاليا لذراعه ، اعتدل في جلسته وهو يطالع مكانها بذعر ، دار بعينيه بحثا عنها بكل مكان حوله ولم يجدها ، إضطرب بشده وتحامل على نفسه ليقف بسرعه
اخذ يتلتفت حوله عل عينيه تقع عليها فيهدأ روع قلبه ويعود للحياه عندما يشعر بخفقات قلبها ، لم يجد أحدا ، لم ينتظر للحظه واحده ليركض بكل مكان وهو يبحث عنها متناسيا الألم المفرط الذي حل بذراعه المصابه
هوى قلبه بين قدميه ، هو لا يجدها بأي مكان حوله ، تملك الخوف منه ، الخوف من فقدانها ، الخوف من عدم رؤيتها مره أخرى ، كيف ذلك وبعد أن صارت روحه التي يشعر بها مرافقة لجسده في كل لحظه ؟ ، كيف وقد أصبح عشقها يجري في دمائه حيا بداخل قلبه للأبد ؟ ، أتختفي بعد أن نهبت قلبي وأصبحت عاشقا لعبيرها الذي يأخذني بسحره ؟
توقف في مكانه لحظه لا يعلم أن يبحث ، هم لسانه بأن يناديها ولكن ألجم وتوقف ، مهلا لحظه إنه حتى لا يعرف ما هو إسمها ، أوصل به الحال ألا يعرف إسم حبيبته ؟ ، تعلق ...أحب ...عشق ولم يعرف حتى إسمها ، أراد أن يناديها ولكن لا يعلم ....لا يعلم مالذي يجب عليه فعله ، أخذ يركض بين الأشجار كالمجنون دون توقف ، شعر بأن الهواء قد بدأ يقل من صدره ، شعر بالإختناق ، بدأت عينيه تلمع بعد أن تملكته فكرة فقدانها للابد ، كل مافعله أنه قد أطلق صرخه عاليه بزئيره القوي مخرجا معها حرقة صدره ، عض على شفتيه بألم ثم وفجأه حدثه قلبه وإستمع له أخبره قلبه بأن يناديها بما يكنه لها ، أومأ رأسه بهستيريه وهو يمسح عبراته المعلقه بأهدابه تأبى النزول بظهر كفه ، صرخ بصوته الجهوري عل ندائه يصل لقلبها :
- حبيبتي !! ، حبيبتي !!
لم يتوقف عن ذلك وهو يركض بحثا عنها دون توقف .
كانت تسير دون توقف بلا هدي تنساب عبراتها بصمت ، شعرت بالبروده من حولها أحاطت جسدها محاولة بث الدفئ ، إنتبهت أنها ترتدي ثيابه ، صدرت منها شهقه عاليه وهي تتذكر دفئ أحضانه وقلبها الذي تخلت عنه بسهوله ، هي مجبوره على ذلك كيف لها أن ترى من يؤذيه بسببها ، لم تستطع أن تكمل السير شعرت بالدوار من كثرة البكاء ، لم تقوى قدميها على حملها ، استندت على شجرة ما بظهرها ثم إنزلقت إلى أن جلست القرفصاء أمامها ، تكورت على نفسها لتبكي بمراره وهي تقول :
- غصب عني ، يارب ، يارب
فجأه شعرت بغصه بقلبها ، وضعت يدها على قلبها وتشنجت ملامحها وهي تعض على شفتها السفلى ، تأوهت بخفوت ثم أخذت تتنفس بسرعه وهي محدقة أمامها ، يالله لما هذا الألم ، أيعقل أن يكون بسببه ؟ ، أيعاني مثلي لفقداني ؟ ، يالهي هو يتألم أيضا ، يجب على كلانا أن يعاني مرارة ما ارتكبته القلوب ، في البدايه لن يكون باليسير علينا ولكن سوف يعتاد ، أخشى ألا تكون لدي القدره على ذلك ، أخاف إن أعاني طوال حياتي لما إرتكبته في حق قلبي
ظلت جالسة مكانها واضعة رأسها بين يديها التي كانت مستنده بها بمرفقيها على ركبتيها لتنتحب بصمت
.................................................. ..................
في مقر الشرطه وصل عدي إلى مكتب اللواء عبدالحميد ، طرق الباب وانتظر الرد ، أتاه صوت عبدالحميد ليسمح له بالدخول ، دخل عدي فوقعت عينيه على عبدالرحمن صديقه إستغرب قليلا ، ألقى التحيه العسكريه على اللواء :
- تمام يافندم
أشار عبدالحميد بيده بجديه قائلا :
- إقعد ياحضرة الظابط
نظر عدي لعبدالرحمن وهو يجلس مشيرا بحاجبيه بمعنى التساؤل ، رفع عبدالرحمن كتفيه بلا علم ، انتبه كلا منهما إلى عبدالحميد الذي أردف بجديه قائلا :
- طبعا إنتوا قدرتوا تحبطوا عملية تبادل السلاح اللي اتعملت في الصعيد بنجاح !
اومأ الإثنان برأسهم فأردف هو قائلا :
- بس عاوز أقولكم إنه العمليه ده كانت مجرد تمويه مش أكثر العمليه الأساسيه كانت عباره عن إدخال شحنة مخدرات لمصر وتمت
تفاجأ كلا من عدي وعبدالرحمن ونظر كلاهما لبعضهما بغير تصديق فالتفت عدي لعبدالحميد ليسأله بتعجب :
- إزاي يعني ياباشا أنا مش فاهم حاجه ؟
تنهد عبدالحميد وهو يقول :
- ياريت تسمعوني كويس عشان اللي داخلين عليه مش سهل ، من فتره جالي واحد وبلغني إنه في واحد من كبار رجال الأعمال اسمه ناجي فريد ليه علاقاته بره ناوي يدخل شحنه كبيره من الهروين لمصر عن طريق البحر ، طبعا إحنا جهزنا نفسنا للوضع ده ، بعدها بفتره قليله لقيته بيبلغني إنه للأسف وسطينا خاين سرب معلومات لناجي إننا عندنا علم بالشحنه ومستعدين ليها ، وهو قرر إنه يغير مكان دخولها وخلاه عن طريق خليج العقبه
ردد عدي بتساؤل :
- خليج العقبه ؟! طب يا باشا مادتوناش الأوامر نمسكهم هناك ليه ؟
عبدالحميد وهو يشبك يديه على المكتب :
- للأسف إحنا كنا مضطرين نخلي البضاعه تدخل عشان الجاسوس بتاعنا كان هينكشف ومنقدرش نضحي بيه ، خصوصي إنه ناجي لو مسكنا الشحنه معلهوش أي دليل ولا في حاجه ضده وهايطلع نفسه بسهوله منها ، وكمان اللي وصلني إنه ليه أعمال تانيه كتير ضد القانون بس للأسف بيمحي من وراه أي حاجه ، والجاسوس ده هو السلاح الوحيد اللي هيساعدنا ، عشان كده لازم يفضل متخفي
عبدالرحمن متسائلا :
- طب يا باشا إيه حكاية شحنة السلاح ده ودخلها بالموضوع ؟
عبدالحميد بنفاذ صبر :
- ركز ياحضرة الظابط ، العمليه بتاعة السلاح دي ناجي اللي عملها عشان يبعد عيننا عن البضاعه عشان تدخل بسهوله ، وانا وقتها كان عندي علم بكل حاجه تخصها وإضطريت أبعتكم الصعيد عشان كل حاجه تمشي زي مانا عايز ، ثم أردف بانتباه :
- إنتو كنتم بلغتوني قبل كده عن واحد كنتم زارعينه في رجالته بيقول إنه اللي جاي ياخد السلاح محدش يعرف عنه حاجه ازيد من إنه دراع ناجي اليمين وإسمه العميل
أومأ عبدالرحمن برأسه موافقا :
- فعلا يا باشا اللي بلغني قالي إنه محدش عارف عنه حاجه وإنه ناجي علطول مشغله معاه ومعرفه كل كبيره وصغيره
أومأ عبدالحميد برأسه وهو يحك ذقنه ثم اردف قائلا :
- هو ده الجاسوس بتاعنا
نظر عدي وعبدالرحمن لبعضهما ببلاهه ثم التفتوا لعبدالحميد ليردفوا في نفس الوقت :
- الراجل ده الجاسوس ؟
عبدالحميد مصححا وهو يمط شفتيه :
- البنت
ارتفع حاجبي عدي وعبدالرحمن قائلين بغير تصديق :
- نعم !!
عبدالحميد وهو يعتدل بجلسته :
- زي ماسمعتم ، العميل ماهو أزيد من إنه بنت وهي اللي جاتلي وبلغتني بكل حاجه تخص ناجي
عدي محاولا ان يفهم :
- معلش ياباشا عشان دماغي فوتت ، يعني العميل ده بنت ؟
عبدالحميد بعفويه :
- أيوه ، وهي اللي كانت بتمدني أول بأول بالمعلومات ، وعلى فكره كان في خاين بينا وهي اللي جابتلي إسمه لما سمعت ناجي بيتكلم معاه مره
عبدالرحمن بجديه :
- مين هو ياباشا ؟
عبدالحميد بتنهيده :
- احمد عبدالغني
عدي بغير تصديق بينما ألجمت الصدمه فم عبدالرحمن :
- أحمد !! طب وعملت إيه ياباشا ؟
عبدالحميد ببرود :
- مات !
عبدالرحمن بصدمه :
- إيه مات !؟
عبدالحميد بهدوء :
- هو اللي موت نفسه لما عرف إننا كشفنا ومستقبله هيضيع ، خلينا في المهم ، دلوقتي إنتوا كنتم بلغتوني إنه العميل ده إختفى لما كنتم في الصعيد ؟
عدي بهدوء :
- أيوه يا باشا انا وقت ضرب النار شوفته بيجري ، فضلت أدور عليه بعدها مالقتهوش خالص
عبدالحميد :
- طيب عموما تقلبوا الدنيا عليه مش عاوز رجالة ناجي يوصلولها قبلنا ، مش ضامن ممكن يعملوا فيها إيه ، لازم نجيبها إحنا الأول عشان نتفق معاها على اللي جاي وكمان عشان تطمن على أختها
عدي متساؤلا :
-أختها ؟؟ هي عندها أخوات ؟
عبدالحميد بهدوء :
- أمال أنا مكلفك بإيه ؟
عدي وقد عقد بين حاجبيه بدون فهم ثم مالبث أن إتسعت عينيه دهشه مرددا :
- نعم ! ريهام ! ريهام أختها ؟ !
عبدالحميد موضحا :
- أيوه أختها وأختها من الأول اللي وصلت لحاجات خاصه بناجي وأعماله الغير مشروعه ولما كانت على وشك تسلمهلنا للأسف رجالة ناجي خطفوها وكانو هيقتلوها وأخدوا منها الفايلات ولولا أختها هربتها كانت زمانها ميته
عدي مرددا بغير تصديق :
- انا مش مصدق ، إيه كمية الصدمات اللي نازاه فوق دماغ الواحد دي !!
عبدالحميد بهدوء :
- للأسف في حاجه كمان أخيره لازم تعرفها ضروري
توجس عدي قليلا وحانت منه إلتفاته لعبدالرحمن ثم نظر لعبدالحميد ليتحدث عبدالحميد قائلا :
- والدك الله يرحمه إنقتل
أومأ عدي رأسه بعد أن إبتلع ريقه بحزن ، أردف عبدالحميد قائلا :
- والدك كان شريك مع رجل أعمال كبير وكان عنده صاحبه الدكتور عمر مختار ، اللي هو ووالدك انقتلوا في نفس اليوم ، ممكن إنت متكونش فاكره كويس بس اللي لازم تعرفه ، إنه والدك رجل الأعمال اللي كان مشاركه كان ناجي فريد
جحظت عيني عدي وعبدالرحمن فردد عدي بتلعثم :
- م..مين ؟!
رجع عبدالحميد بظهره ليستند على الكرسي قائلا :
- ناجي فريد هو اللي كان شريك والدك وأظن بعد اللي عرفناه عنه بقينا شبه متأكدين مين اللي ورا مقتل زين بيه الله يرحمه وكمان صديقه الدكتور عمر أحمد محمد مختار
انتبه عدي للإسم جيدا فضيق عينيه قليلا ، فأومأ له عبدالحميد برأسه قائلا :
- أيوه الآنسه ريهام مختار بنت صديق والدك الدكتور عمر وأختها هي العميل وهي اللي ساعدتنا وإسمها إيلين عمر مختار
لم يعد لديه القدره على تحمل المزيد من الصدمات ألجم لسانه وغابت الكلمات عنه أردف عبدالحميد قائلا بتفهم :
- أنا عارف إنه كله جه ورا بعضه مفاجأه بس كان لازم تعرفوا عشان تقدروا تلاقوا إيلين قبل ناجي عشان رجالته بيدورا عليها ومش عارف إذا كانت المعلومه اللي وصلتني صح ولا لأ إنه هي انكشفت وناجي لو وصلها قبلنا هيقتلها ، مفهوم
أومأ عدي والشارد وعبدالرحمن رأسهم قائلين :
- مفهوم يا باشا
.................................................. ...................................
في المشفى كانت تقف بجوارها ذلك اللزج كما أطلق عليه يتضاحكان بصوت عالي قليلا وهي تنهي بعض الأوراق ، كان يقف يتابعها في حنق وهو يكز على أسنانه غيظا وقد إنكسر رابع قلم بيده ، كان يحدث نفسه قائلا :
- ماشي يا دكتوره أنا تعملي فيا كده ، ده ولا أكني كيس جوافه ، لا وتلزق في دراع الواد وتقوله ، ثم أردف بسخريه مقلدا نبرة صوتها :
- مش يلا بينا عشان إتأخرنا
قاطعه هاله وهي تتحدث بإستغراب خلفه :
- ياسين إنت كويس ؟
انتفض في مكانه وعدل هندامه وهو يتنحنح قائلا :
- حم ..اا..ازيك ياهاله ، انا كويس الحمدلله ، ثم فجأه التمعت فكره خبيثه برأسه ليردف بابتسامه واسعه مصطنعه :
- عامله إيه ؟ بقالي كتير يعني ماشوفتكيش ، إيه هما العيال وأبوهم تعبينك ولا إيه ؟
صدرت منها ضحكه عاليه إنتبهت لها يارا ، بينما أردف ياسين بسخط وهمس محدثا نفسه :
- عبو شكل اللي يضحك يا شيخه
ثم إنتبه لنفسه ليبتسم إبتسامه صفراء لها ، حانت منه التفاته ليارا وجدها قد انتبهت بكل حواسها له فاستند بمرفقه على الأرج بأريحيه ليردف بصوت عالي قليلا :
- والله وحشتني أيام الجامعه يا لولو ، يااه ، يااه
لمعت عينيها بوميض الغضب وعضت شفتها السفلى وأخذت تقترب ببطئ شديد منهما لتستمع لما يقولانه .
وضعت هي يدها بدلال على صدره لتردف قائلة :
- والله وخروجتنا وفسحنا أنا وإنت وحشتني أنا كمان ، فاكر يا ياسين لما كنت عندي في الشقه وبابي كان هيقفشك وإنت إستخبيت في الحمام ؟
صدرت منها شهقه عاليه واتسعت عينيها وهي تضرب بيدها على خدها لتقول بخفوت :
- حمام !! ثم أردفت بحنق :
- هي وصلت للحمام طب والله لأوريك !
كانت بيدها كوب من القهوه تحركت ناحيتهما وهي متصنعه عدم الرؤيه وعندما كانت المسافه بينها وبين ياسين رفعت قدمها لتهبط بها بكل قوتها على قدمه ، إنتفض هو ليصرخ بتأوه فضرب ذراعها الحامله للقهوه بغير قصد لتقع بسخونتها على تلك الهاله لتصرخ عاليا من الألم بينما وقف هو ممسكا بقدمه
وضعت يدها على فمها بصدمه هي كل ما كانت تريده هو إيذائه فقط ولكن القدر جعل كلا منهما يصرخان ، ضحكت بخفوت وهي واضعة يدها على فمها
نظر لها ياسين ليصرخ بها بغضب :
- مش تفتحي ياحجه !
التفت لهاله ليجدها قد ركضت من أمامه باتجاه الحمام لترى الحرق ، التفت ليارا ليجدها تبتسم بخبث فعض على شفتيه بغل ليهمس :
- والله لاندمك
نظرت له بكبرياء وقالت بابتسامه شامته :
- تستاهل إتحمل اللي هيجرى
ثم إبتعدت عنه وهي تردف بصوت عالي قليلا بدلال، لتتركه مشتعلا غيظا :
- شوفلها مكان الحرق يا ياسو
.................................................
بعد مرور الوقت بدأت الشمس في المغيب وهو مايزال كالمجنون يبحث عنها ، تملك منه الألم بشده بسبب جرحه ولكن مامقارنة ذلك الألم بألم قلبه ، نزف جرحه قليلا وامتلأ الشاش بالدماء ، كان يسير وهو يتتقل بصعوبه من إرهاقه بين الأشجار بحثا عنها
كانت هيئته رثه بثيابه المتكسره وخصلاته المشعثه من كثرة تخليله لأنامله بها بعصبيه ، وعينيه الزائغه الحمراء بشده ، لم يكن الغضب هو المتملك منها ليجعلها حمراء ، بل عبراته التي تعلن عن صراخ وألم قلبه ، عبراته التي يكاد يقسم بأن آخر مره قد إنسابت بها وقت وفاة والده ، ولما لا تنساب ومن فقدها ماهي أزيد من كونها روحه ، كيف لا يعصيه قلبه ويبكي بشده لفقدانها ، قلبه الذي حينما كان يقسو عليها يقسم بأنه كان يبكي حينما يراها تتألم ولكنه كان أسير عقله لا يستطيع التحرك ، ولكن الآن لم يعد يتحمل أن يبقى صامتا ، الآن هنيئا لك أيها العقل ، حدثه عقله بغضب قائلا :
- علام تبكي أيها القلب ؟ إنها لقاتله
القلب ببكاء وغضب :
- إصمت أيها العقل ، اتركني وشأني إن قاتلتي لهي روحي التي قمت بتعذيبها بغباؤك
العقل بغضب واضح :
- أيها القلب أنت الغبي ، مالذي كنت تتوقع مني فعله ؟ ، أنت المستهتر أنت من إندفع كالمغيب ليسلك طريقا كنت تعلم أن عواقبه ليست سوى الألم
القلب بألم :
- ألم يقتلني ألف مره بمجرد عدم رؤيتها ، ألم يعتصرني بقوه لعدم شعوري بأنفاسها الدافئه
العقل بتنهيده يائسه :
- عشقتها لتلك الدرجه ، وتتوقع بأن تهنئ أيها القلب ؟ أنت مخطئ إن العشق ماهو إلا بداية عذاب سيجعل صوتك يختفي من صراخ ألمك
القلب بلهفه :
- مستعد ، مستعد لعذابي أيها العقل ولكن لتكون بجانبي ، لأشعر بروحها فقط هذا كل ما أطلب أن أراها كل يوم ، أن أحيطها بدفئ ، أقسم أنني لن أشتكي
العقل وهو يتنهد بعمق :
- إذن لا تتوقف عن صراخك بها عل قلبها يستمع لك
لم يتوقف لسانه عن صراخه بكلمة " حبيبتي " ولم تتوقف عينيه عن البوح بما يعتمل قلبه ، صدع صوت رنين هاتفه النقال ، التقطته ونظر للشاشه وجده أخيه ، مسح عينيه بظهر كفه وحاول أن يتحدث بنبره ثابته فخرج صوته متحشرجا قليلا :
- ألو
تحدث عدي بإنهاك فقال :
- ايوه يامراد ، إزيك ؟ ،اخبارك إيه ؟
مراد وقد أخذ نفسا عميقا ليتحدث بثبات قائلا :
- الحمدلله ، مال صوتك إنت ؟
عدي وهو يجلس على سريره بغرفة نومه فبعد ما تلقى من صدمات كان التفكير قد تملك منه ، ليعود للبيت ليرتاح قليلا :
- النهارده عرفت حاجات مهمه عن ابوك لازم تعرفها
توجس مراد قليلا ثم أردف بعد ان ابتلع ريقه قائلا بحده قليله :
- انطق
سرد عدي لمراد كل ما أخبره به اللواء عبدالحميد ولم يترك تفصيله واحده فلطالما كان هو وأخيه يبحثان عن أي شئ يوصله لقاتل والده وها قد أتت الاخبار
وكأنه صار كالتمثال مجمدا في مكانه لا يقوى على الحراك ، كان الخبر كالصاعقه التي أصابت رأسه محدقا أمامه في الفراغ شاردا ، ما الذي فعلته يالهي ساعدني ، ذلك ما صرخ به قلبه لعقله ليصمت العقل غير قادرا على التحدث ليصرخ به قلبه بغضب باكيا :
- ما الذي فعلته ؟ ماذا ارتكبت في حقها أيها العقل ؟
تلعثم عقله محاولا التكلم :
- لا..حقا ..لا لا اعرف حقا أيها القلب ، لم أتوقع أن تكون بريئه !
القلب بسخريه ثم أردف بغضب :
- لم أتوقع ان تكون بريئه أيها القلب ، اللعنه عليك اللعنه على غباؤك أيها العقل ، لقد فقدتها فقدت حبيبتي بسببك ، ألم تأمرني بالصمت ، والآن هل يمكنك إعادتها ، أردف بشرود وخوف :
- هل من الممكن أن يصل إليها هؤلاء القتله ؟
التفت القلب للعقل ليصرخ بعصبيه :
- تبا لك ، أقسم لأن أصابها مكروه لسوف أحرق الأرض ومن عليها ، من سيلمس شعرة من خصلاتها لن يبقى به عنق ولا روح
كل ما قاله لأخيه كلمه واحده بشرود :
- إقفل
لم يمهل اخيه الرد ليغلق الهاتف ليضعه بجيبه ، انتبه لنفسه ثم عض على شفته السفلى بألم ليرفع قبضته ليضرب بها صدره عدة مرات بعصبيه وغضب ومقلتيه تلمعان بعبراتها ليتحدث بخفوت وحده موجها كلامه لقلبه ليلومه لإستماعه لعقله :
- ليه سمعت كلامه
التفت حوله ثم صرخ بصوت جهوري وبقوه :
- إيلين !! إيلين !! آااه !!
انتفضت فزعه من جلستها حينما شعرت بهتافه ، اخذت تتلفت حولها لتبحث بعينيها ، قامت وهي تستند بيدها على الشجره خلفها ، تجمعت العبرات بعينيها ، هو يتألم أنا أشعر به ، قلبي يتألم بداخلي يالهي ماذا علي أن أفعل ، قاطعها صوته الذي التقطته مسامعها بصوت وصل لها بخفوت :
- إيلين ! ، إيلين !
خفق قلبها بشده حينما وصل له ذبذبات صوته التي يعشقها ومازاد إبتسامتها إتساعا هو عشقها لإسمها الذي خرج من بين شفتيه ليخترق روحها ليبثها حبه ، انتبهت لنفسها وأنه قريب منها ، التفتت لتهم بالركض بداخل الأشجار ولكن هذه المره توقفت مكانها حينما شعرت بأنفاسه خلفها وهو يردف بخفوت :
- إيلين !
لا يعلم كل خطوه كان يخطوها وكأن رائحتها تصل لأنفاسه كان قلبه يهتف لوعة به ليتحرك مسرعا وألا يتوقف ، كل خطوه يقترب منها كان قلبه يكاد يخرج من بين أضلعه ، لمح طيفها ليهوي قلبه بين قدميه من الصدمه ، أيعقل أنه وجدها ، تحرك مسرعا وهو يبعد عن وجهه أفرع الأشجار القصيره ليجدها أمامه وهي تهم بالتحرك ، نادها بلهفه وشوق ظهر بوضوح في نبرة صوته :
- إيلين !
توقف قلبها عن العمل وشعرت بالدفئ والأمان ، أغمضت عينيها وهي تبتسم ، يالله ها أنا أشعر بهما من جديد لقد ظننت بأنني فقدته للابد ، فاقت من خيالاتها لتهم لتبتعد عنه ، فجأه وجدت من يكبلها بعناقه لها من الخلف ليقبض على جسدها الصغير بقوه محاولا أن يدفنها بين أضلعه ، شعرت بقلبه الذي يخفق بشده وعناقه الذي كان كالطفل الضائع الذي قد عثرت عليه والدته
وجدها تهم بالإبتعاد ، تهم بتركه مره أخرى ، لم تعد لديه المقدره ، حينما ظن أنه لن يراها مره أخرى كاد ليموت والآن أتعتقد بأنني سأدعها تذهب وتتركني ؟ ، لم يشعر بنفسه وهو يحتضنها بقوه من ظهرها ليتعلق بها بشده ليميل على رأسها مقبلا إياها قبله عميقه ثم إنخفض قليلا ليدفن وجهه بعنقها وهو يقبلها بشوق ولهفه وعبراته تنساب ببطئ في صمت
حقا لم تكن تريد الإبتعاد مطلقا كيف لها أن تترك قلبها وتذهب ، لم يكن بالأمر الهين مطلقا أن تعتقد بأنها قد فقدته ، ان تذبح روحها بنفسها لتتركها تتلوى ألما طوال حياتها هذا إن إعتقدت بأن هذه لتكون حياة بدونه ، أغمضت عينيها لتنعم بهذه اللحظه التي يتلهف فيها قلبها للنهل منها دون توقف ، شعرت به يقبل عنقها بلهفه وشوق فخفق قلبها بشده ثم مالبثت ان شعرت بقطرات عليه فعقدت بين حاجبيها باستغراب فالتفتت بسرعه لتقع في صدمة حينما ترى أن هذه القطرات كانت لعبراته
إتسعت عينيها دهشه وهو يطالعها بعتاب من أجل تركه ، لم يبعدها عن أحضانه بل قربها منه أكثر وعينيه لم تبوح لها سوى بالإنكسار والعتاب ، إمتلأت حدقتيها بدموعها وهي تقرأ رسالته الموجهه لها من عينيه ، أحاطط وجهه بكفيها لتلثم مكان عبراته المنسابه على وجنتيه بشوق ، ابتعدت بشفتيها عن وجهه قليلا لترى نظرة العتاب لم تنمحي من عينيه ليتحدث هو بهمس :
- سيبتيني !
لم تبعد يديها عن وجهه ، نظرت له بعبراتها وهي تتحدث بصوت متحشرج بهمس :
- مضطره
عقد بين حاجبيه بحده وتملك منه الغضب ليترك خصرها ويمسك بيديها ليبعدها عنه بعنف قائلا بصوته الرخيم :
- مش من حقك
رمشت بعينيها وهي تطالعه بوله ليردف هو قائلا بغضب :
- مش من حقك تاخدي حاجه مش بتاعتك ، وخصوصي لو الحاجه ده ملكي ، فاهمه !
قال الأخيره بصراخ أجفلت منه ، أكمل هو قائلا بإستنكار وقسماته متشنجه مشيرا لها باستخفاف :
- إنتي مفكره نفسك مين هاه ؟ ، مفكره نفسك مين عشان تسيبيني ؟ ، إنتي ملكي سامعه ؟
ملكي ومش هارحمك
قال جملته الأخيره وهو يضرب بقبضته على صدره بغضب وهو يتفوه بكلماته من بين أسنانه
كانت تقف مكانها بدون تحرك فقط تتأمله بعشق ، تتأمل كل تعابيره المحتده من أجلها ، تكاد تطير من سعادتها بسبب رؤيتها تعلقه وعدم تفريطه بها
نظر لها وهو ينهج بغضب لاحظ نظراتها العاشقه له ، ابتعد عنها بخطوات قليله للوراء وهو يرفع ذراعيه بيأس لرأسه لا يعرف ماذا يفعل بهذه الحمقاء ، صرخ بها بغضب ثم التفت ليضرب بقبضته على شجرة ما ليخرج بها غضبه منها
ارتجف قلبها حينما رأته بعصبيته المفرطه وهو يضرب بقبضته الشجره لتظهر آثار الدماء على أنامله ، ركضت نحوه مسرعه لتقف أمامه وتعابير الغضب قد تملكت منها لتقول بصرامه :
- كفايه
صرخ بها بغضب وهو يشيح بيده :
- روحي ، سيبيني وروحي زي ما عملتي ، مستنيه إيه ؟
إنفعلت بشده وتلألأت العبرات بعينيها لتتحدث بعنف وهي تضربه بصدره بقبضتها عدة مرات بعصبيه وهي تقول بحنق :
- عاوزني أمشي؟ ، عاوزني أسيبك ؟ هامشي ، هابعد
التفتت بحده لتسير مبتعدة عنه ولكنه قبض على ذراعها بقوه ليجذبها لصدره ليكبل جسدها بعناقه بشده وهو يتحدث بحده قائلا :
- هاقتلك لو فكرتي تعمليها
تلوت بين ذراعيه بشده وهي تحاول الفكاك بكل قوتها ولكن أمامه كانت مقاومتها واهنه ، ابتعد قليلا عنها لينهرها بحده وهو محاوطا لها :
- بس بقى واهمدي
نظرت له بغيظ شديد ثم تجمعت العبرات بعينيها لتنساب على وجنتيها لتردف وهي تضربه بصدره بكفيها الصغيرين :
- سيبني ، جيت ورايا ليه ، لحقتني ليه ، أنا عاوزه أموت من غي....
لم تكن لتكمل كلماتها ليقطعها بقبلته العنيفه لها وهو يحيط جسدها بذراعيه الضخمتين معيقا أي حركة لها ليبتلع باقي كلماتها بين شفتيه التي إشتاق لرحيقها ، تلوت بشده بين ذراعيها محاولة الإبتعاد ولكن لم تكن لديها القدره على المواجهه ، قررت أن تستسلم لبحور عشقه وتترك حالها لتغرق بها ، رفعت ذراعيها لتطوق عنقه مستجيبة لقبلته ، هم ليبتعد عنها ولكنها قبضت على عنقه لتمنعه من ذلك ، لقد إشتاقت له رغم أنه لم تمر سوى ساعات ولكن لكلاهما كالدهر ، شعر بها لا تريده ان يتوقف مما جعل جنونه يتملك منه ليزيد من عناقه لها وهو يعمق من قبلته ، تكاد تقسم بأنها شعرت بأضلعها ستنكسر بين ذراعيه ، لم تعد تستطيع التنفس أرخت ذراعيها حول عنقه وهي تحاول الإبتعاد عنه ، كان كالمغيب لا يعي شيئا ولا يتوقف ، دفعته بقوه عنها لتتحدث بين شفتيه بهمس :
- كفايه
توقف وإبتعد عنها قليلا محيطا خصرها بذراعيه ليستند بجبينه لجبينها لينظر لها ليراها مغمضة عينيها ، نظر لها بأعين هائمه لتقع عيناه على شفتيها اللتان تحملان أثر إكتساحه لها ، أغمض عينيه وتنهد بعمق شديد ثم أردف بهمس :
- عشقك هو مراد
رفعت إحدى يديها من على صدره العريض لتحيط به وجنته تتلمس لحيته وجبينها ملتصقا بخاصته لتهمس بابتسامه حب :
- مرادي ، ثم أردفت بتساؤل هامسة :
- وإيلين ؟
ابتسم إبتسامه جانبيه وتطلع لها بوله :
- عشقي
ثم قبل جبينها قبله عميقه وطويله ، ابتسمت إبتسامه واسعه بشده ، قاطعها خروج أربعة رجال فجأة من بين الأشجار بهيئتهم المخيفه ، توجست إيلين قليلا ليس من اجل نفسها بل من أجله هي تشعر بان هؤلاء الرجال من أجلها هي ، فجأه شعرت بذراع فولاذيه تدفعها بعنف لتصبح خلفه ، بينما هو وقف أمامها محيطها بجسده كليا ليردف بحده وغضب جامح :
- خير ! ، طلباتكم ؟
تحدث احدهم قائلا ببرود :
- اللي معاك
رد هو بحده مطالعا له :
- مش معايا حاجه
تحدث شخص آخر قائلا وهو يشير بيده لإيلين :
- أمال دي إيه ؟
طالعت إيلين مراد بتوجس وهي تبتلع ريقها ، بينما أردف هو بصوته الغليظ وأمر :
- نزل إيدك وخدوا بعضكم وإمشوا أحسن
كان يتحدث وهو ينظر لهم دون ان ينتبه لمن خلفه هو وإيلين ، فجأه قبضت ذراع قويه على يدها لتسحبها بقوه بينما اطلقت صرخه عاليه قائلة :
- مراد !!
إلتفت كالبرق ليرى من يهم بسحبها بعيدا عنه فصرخ بقوه :
- إيلين ! ، قبض بذراعه المصاب على يد الرجل والأخرى يكيل له لكمة قويه بوجهه أسقطته أرضا لتخرج الدماء من فمه ثم قام بسحبها بقوه لتلتصق بظهره ، صرخت إيلين بقوه وهي تنظر امامها :
- مراد حاسب
التفت هو بسرعه ليرى من يمسكه بقوه وهم الثلاث رجال ، حاولت إيلين بكل قوتها أن تبعدهم عنه ولكن قام أحدهم بالإمساك بها بقوه ليمنعها ، أما مراد فقبض أحدهم بقوه على ذراعه المصاب ليطلق صرخه عاليه ، التفتت له إيلين بسرعه ثم تحدثت لهم قائلة بحده :
- بطلوا ، توقف الجميع عن الحركه بينما أردفت بحده وهي تبعد يده من يمسكها بعنف عنها قائلة بتحذير من بين أسنانها :
- سيب إيدي بدل ما أقطعهالك
نظر لها الرجل بتوجس قليلا ثم أفلت يدها ، نظرت للآخرين وهي تردف :
- سيبوه يا بهايم
نظروا لبعضهم البعض فصرخت بهم بنبره حاده :
- بقولكم سيبوه بدل ماخد روحكم بإيدي
ترك الرجلان مراد على مضض ، فوضع يده على ذراعه ليوقف نزيف الدم وهو يتحرك نحوها بلهفه ، توجهت له بسرعه ثم وقفت أمامه لتنظر لعينيه قليلا ثم التفتت بعنقها قليلا لتردف بصوت آمر قائلة :
- إبعدوا شويه
واحد من الرجال معترضا :
- مانقدرش سيادتك
التفتت لهم بحده قائلة :
- إنتوا إتجننتم عشان تردولي كلمه إنتوا مش عارفين أنا ممكن أعمل فيكم إيه ؟
نفخ الرجل بضيق ثم أشار لمن معه بالإبتعاد قليلا فتمثلوا لأمره ، إلتفتت هي له مرة أخيره لتردف بحب وهمس :
- ماتسيبنيش ، أنا مش هخليك تبعد عني
مراد بهمس وهو يطالع عينيها بحده :
- هاقتلهم كلهم ، مش هاخليهم ياخدوكي مني
إبتسمت له بعشق وهي تومأ برأسها قائلة :
- عارفه
فجأه وجدت يدا تسحبها بقوه قائلا :
- يلا سيادتك .....
لم يكد يكمل كلماته وقد وجد قبضة صلبه تسقطه أرضا بلا وعي ، إضطربت إيلين ولكن لملمت شتات نفسها لتجد مراد يميل ليلتقط سلاحه ويقبض على يدها ليركض بها لداخل الأشجار
إلتفت الرجلان الآخران ليرا ماحدث فيركضان خلفهما وهم يطلقون النيران عليهما ، ركض كلا من مراد وإيلين ليبتعدا ثم توقف مراد ليلتفت حوله يمينا ويسارا وأعلى ، لمح بعينيه شجره قويه لينظر لإيلين قائلا بلهفه :
- حبيبتي لازم تطلعي عالفرع ده حالا
نظرت له إيلين بلهفه قائلة :
- وإنت ؟
مراد وهو يدفعها قائلا :
- يلا بس
تحركت على مضض وفي خفه تسلقت الشجره لترتكز على الفرع بينما نظر لها مره أخيره ثم التفت ليركض ، نظرت له بقلق شديد وهي تضع يدها على رأسها ، وماهي إلا لحظات لتجد الرجلين قادمين باتجاهها ، ثم مرا من أسفلها في نفس اتجاه مراد ، دق قلبها برعب خوفا عليه
قفزت من على الفرع بعد أن حسمت امرها لتركض خلفهما في نفس الإتجاه لتحمي قلبها



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:37 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم

الحلقه السادسة عشر

......(عدوي بين ثنايا قلبي)...........

كانت تجلس في غرفتها شارده ، تلعب أناملها بخصله من شعرها ، مر أمام عينيها ذكرى ضحكته التي دغدغت مشاعرها فأعلنت بعضها عن تمردها لتتعلق بها ، لم تشعر بتلك الإبتسامه الناعمه التي بدأت ترتسم على ثغرها وهي تفكر بكل شئ يخصه ، غضبه ....عصبيته ....رجولته وهيبته التي تجعل من هاله تحيط به تمنع أي شخص من الإقتراب

إنتبهت لتفكيرها فنفضت تلك الأفكار ونهرت نفسها بشده قائلة :
- جرى إيه ياغاده ؟ إنتي إتجننتي عشان تفكري كده ولا إيه ؟ جاته القرف عيل رخم ، أردفت بسخريه وهي تشيح بيدها :
- لأ وشايف نفسه بقى إيه ، كل ده يعني عشان طويل وعريض و..وحلو شويتين ، وإيه يعني !
هو لا كان أول ولا آخر واحد حلو ، حاجه تجن ياجدع ، ده حتى صعيدي ومخه قفل
قالت الأخيره بتهكم ، ثم أردفت لنفسها :
- بس بصراحه الواد مش حلو شويتين ، قبضت على أناملها في إشارة إعجاب منها وهي تعض على شفتها السفلى :
- الواد صاروخ ورجوله ولا عينيه يلهوووي عامله زي التعلب بالظبط بلونها الرصاصي ده

انتبهت لحالها ثم أردفت وهي تضرب وجنتها بكفها :
- إتلمي إتلمي ، نامي بقى

إلتفتت لتطفئ النور بجوارها ثم توجهت للسرير لتنام متدثرة اسفل الغطاء وقد سمحت لعقلها بالذهاب لعالم من الورود
.................................................. ..................

أخذت تركض بكل ما يمكنها من سرعة ، وكيف لا ومن حياته على المحك هو حبيبها ، كان مراد يركض مبتعدا عن المكان الذي تركها به ليبعدهم عنها ، توقف قليلا ليتلفت حوله شعر بالسكون في البدايه ثم سمع وقع أقدام بعدها

توجه نحو شجرة كبيره وإختبئ خلفها ، بدأ وقع الأقدام يخف ، مال برأسه قليلا ليجد رجلا ممن يتبعه قد وصل لنفس المكان ثم نظر حوله قليلا ، تسلل مراد من خلفه ببطئ ليقبض مراد على عنقه ليلويه ليقع الرجل قتيلا

لم يكن منتبه لمن يترصد له خلفه شاهرا السلاح به وهو يهم بإطلاق النار عليه ، كانت تركض بين الأشجار ورأت ذلك ، إنتفضت رعبا وركضت نحوهم كالمجنونه لتأتي من خلف ذلك القاتل ملتقطة عصاضخمه لتضربه بكل قوتها على رأسه ليسقط أرضا

إلتفت مراد ومعالمه محتده لتتحول بعدها للتعجب حينما يراها ، كانت تقف وهي تنهج بشده تطالع من سقط على الأرض بحده ثم ألقت العصا من يدها ورفعت عينيها له

بمجرد أن ألقتها من يدها توجهت له بسرعه لتتعلق بعنقه بشده محاولة أن تدفن نفسها بين أضلعه وهي تتنفس بسرعه ، رغم حنقه منها لعدم إنصاتها له لأنه كان من الممكن أن تصاب بمكروه إلا أنه معها لا يستطيع التفكير بعقله القلب فقط هو من يتحرك

إحتضنها بقوه وهو يقبل وجنتها بلهفه وخوف قائلا بعتاب :
- كان ممكن يجرالك حاجه !

إيلين وهي بين أحضانه فأردفت وهي تنهرهه قليلا مشددة من عناقها :
- غبي ، أنا هموت من غيرك

إبتسم إبتسامه واسعه ، خففت من عناقها لتبتعد عنه قليلا لتنظر له بعصبيه قليله لتتحدث واضعة ذراعيها على كتفيه الكبيرين :
- إزاي تسيبني ؟ فكرك إنك لما تبعدني عنك هاسمع الكلام ؟ ، غبي لو فكرت لحظه إني هبقى في أمان بعيد عنك

قالت جملتها الأخيره وهي تدفعه بكفيها الصغيرين بصدره ، ابتسم هو ابتسامه واسعه وهو يطالعها بعشق بدأت الإبتسامه تتلاشى تدريجيا لتظل نظرة العشق تحتل عينيه وهو يتأمل وجهها ، إقترب من وجهها وهو يميل برأسه عليها ليهمس بخبث قائلا :
- عارفه .. إنتي مش سهله

رفعت حاجبيها بإعجاب من كلامه ثم مالبثت أن ضحكت بشده فرفع حاجبه بمكر قائلا :
- مصره !!
هدأت ضحكاتها ثم نظرت له وهي تعض على شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤيه قائلة بدلال قليلا :
- إعقل

إقترب من وجهها لتلفح أنفاسه الحارقه وجنتيها ليتنهد بحراره وهو يتحدث بلؤم :
- وإنتي قدامي ! ، إقترب منها ليقبلها فدفعته بكفيها في صدره بمزاح قائلة :
- إرحم !

ضحك بشده عليها وكذلك هي ثم مالبثت أن توقفت عن ضحكها بسرعه لتبتعد عن أحضانه بعنف لتلف خلفه محيطة به وهي تردف بخوف :
- مراد ...

لم تكمل كلمتها إذ برصاصة تخترق صدرها بقوه لتستقر بجوار قلبها لتتناثر الدماء منها ، حدث كل ذلك في لحظه لم يستطع أن يستوعب كل ذلك ، وقف مصدوما ينظر لها من الخلف

شعرت بألم حاد في صدرها إقترب حاجبيها من بعضهما لتبدأ معالم الألم لتظهر على وجهها ، رفعت يديها ببطئ لتتحسس مكان الرصاصه لتنظر لأناملها لتجد الدماء تغرقها وفي لحظه كانت بين ذراعيه

كان يقف مجمدا عقله لا يريد أن يصدق ماحدث ، فجأه شعر بها تهوي ساقطة لتتحرك ذراعيه تلقائيا لتلتقطها ، كانت عينيها تجاهد لتبقى مفتوحه ..... نظر لوجهها بذعر والخوف قد قتله ثم نظر للدماء ومكان الرصاصه ليلتفت لمن أطلق النيران ليصرخ بزئيره الجهوري بكل قوته مخرجا حرقته وألمه :
- آاااه !!
في لحظه كان بين يديه مسدسا ليفرغ ذخيرته في ذلك الوغد ، قام برمي المسدس ليتطلع لمن تكافح لتبقى على قيد الحياه بين يديه ، كانت تنزف بشده .... حاول كبت الدماء بكفه الضخم

حاول التحدث لينطق بإسمها متوسلا ببكائه الحار وهو يعض على شفتيه بقوه ، رفع قبضته التي يضعها على الجرح ليتحسس بها وجهها بينما الأخرى كانت تضمها إلى صدره ، كانت عبراته كالفيضان الذي قد غرق وجنتيه وهو يهمس بألم :
- إي....إيلين ..إيلين

حركت مقلتيها لتطالعه لتجد قناع القسوه قد انشج والبكاء هو ما يسيطر عليه ، إنسابت دموعها في صمت وهي تطالعه دون ان تتكلم ، إحتضن رأسها في صدره وهو يبكي بحرقه قائلا :
- عشان خاطري إيلين !

فجأه شعر برأسها وكأنها قد ثقلت قليلا ، هوى قلبه بين قدميه وأبعد رأسها بسرعه وطالعها بحده ، وجد عينيها مغلقه وأصبحت ساكنه لا تتحرك ، احاط وجهها بقبضتيه وهو يردف بحده :
- إيلين ؟ إيلين ؟

لم يجد أي إستجابه فصرخ بها بغضب وهو يهزها ودموعه لا تتوقف عن الإنهمار :
- إيلين !! إيلين قومي بدل ماضربك

لم تتحرك ، بدأ الألم والقهر يظهر على وجهه وهو يعض على شفتيه بقوه أدمتها وهو يمسح بكفه المرتجف على وجهها باكيا بصوت منتحب متأوها من حسرته ، أسند جبينه لجبينها وهو يحيط وجهها بكفيه ليهمس بحرقه :
- إيلين فوقي ، إيلين ماتموتنيش ، إنتي لسه قايله إنك هتموتي من غيري لو أنا بعدت عنك ، مفكرتيش فيا ليه أنا كمان ....أنا هموت يا إيلين ..هموت

وضع كفه على جرحها وفجأة شعر بنبضها الضعيف تحت يديه ، بدأت إبتسامه تشق طريقها لشفتيه ليردف بلهفه وهو يحتضن وجهها :
- إيلين !! حبيبتي متخافيش مش هتروحي مني

قبل جبينها بلهفه وشوق ثم إبتعد برأسه ليكمل :
- ماتسيبنيش يا إيلين !

ابتعد عنها قليلا ليجثو على ركبتيه ويمد يديه ليحيط جسدها ليقوم بحملها وهو يضمها لصدره ، أخذ يعدو بها وسط الأشجار وهو يتلفت حوله عله يستطيع أن يخرج من تلك المتاهه ، كان كل لحظه وأخرى يتطلع لها ليتماسك وهو يحدثها بلهفه :
- متخافيش يا حبيبتي ، إستحملي عشاني

اخذ يركض بلا توقف إلى أن وصل لمسامعه صوت سيارات ، تهللت أساريره ونظر لها قائلا :
- هانت ياحبيبتي خلاص

ركض بها ليخرج من بين الأشجار ليجد نفسه على طريق سيارات ، أخذ يتحرك حاملا لها وهو يحاول أن يوقف سيارة ما متوسلا ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تقف له سياره كل من يراه حاملا لها يتوجس ويبتعد عنهم إلى ان توقفت له سياره ليتحدث مع سائقا بلهفه باكيا :
- لو سمحت ، مراتي بتموت أرجوك ساعدني

نزل الرجل بسرعه من السياره ليفتح له الباب الخلفي ليدخل مراد ليجلس واضعا إيلين على قدميه بين أحضانه ، إلتفت الرجل بسرعه ليجلس خلف مقود السياره لينطلق بها مسرعا متحدثا :
- سيادتك هي بتنزف من بدري

تحدث مراد بصوت متحشرج وهو يطالع إيلين :
- اا..اه

الرجل محاولا أن يطمأنه :
- ربنا يجيب العواقب سليمه إن شاءلله

مراد وهو يحتضن رأسها مردفا :
- يارب

.................................................. ...................

كان يجلس خلف المكتب وهو يطالع جوازات السفر الخاصه بهؤلاء الفتيات ، دخل عليه فرج بعد أن طرق الباب ، توجه للمكتب ليجلس عليه فأردف ناجي وهو يضع السيجار من فمه :
- هاه إيه اللي حصل ؟

فرج وهو يومأ برأسه :
- تمام يا باشا الدكتور خلص العمليات والبنات جهزه عشان تسافر

اومأ ناجي برأسه ثم أردف وهو يشير بإصبعه:
- ماشي ، كلم الدكاتره بتوعنا اللي في مصر عشان يجهزوا ، وخليهم يجهزولي الطياره عشان الفجر هكون هناك

أومأ فرج برأسه فتسائل ناجي قائلا :
- إيلين فين ؟

تنهد فرج وتوتر قليلا ثم أردف بعد أن حسم أمره :
- لسه بندور يا باشا

ابعد ناجي السيجار من فمه وأطفأها بعصبيه قائلا وهو ينظر له :
- يعني إيه لسه بتدور ؟ ، إيه الأرض بلعتها ؟ مفيش منكم فايده أصلا أنا نازل بكره بنفسي وهاجيبها بمعرفتي

توتر فرج ثم حاول أن يغير الموضوع ليتحدث قائلا :
- طب والبضاعه ياباشا اللي هناك ده هنعمل فيها إيه ؟

ناجي بقليل من الحده :
- لسه الأوامر ماجتليش من لندن إني أبعتها على هناك ، الأوضاع هناك مش مستقره والجماعه مشددين عليا أخد بالي كويس عشان مانروحش كلنا فطيس

تحدث فرج قائلا بنزق :
- الدكتور البارد ده عاوز نصيبه من الشغل

عقد ناجي بين حاجبيها باستغراب ثم مالبث أن فهم مايقصده الآخر ليتحدث بتعابير متشنجه :
- كلب فلوس ، حوله مبلغ بكره على حسابه وسد بؤه

أومأ فرج برأسه ثم نهض من مكانه ليردف قائلا :
- ماشي أنا هاطلع بقى أجهزلك كل حاجه

ناجي وهو يشير بيده له :
- ماشي وإعمل حسابك هتيجي معايا وإحتمال قعدتنا تطول هناك شويه لحد ما جروبات البنات كلها تيجي مصر

أومأ فرج برأسه وتحرك ليخرج من الغرفه متجها لوجهته

.................................................. ...............

وصلت السياره إلى المشفى ليمد مراد يده للباب ليفتحه بسرعه ليترجل منها حاملا إيلين بين يديه ، نظر لوجهها وجد الشحوب قد تملك منه بشده ، ذعر وركض ليدلف بها المشفى ليصرخ بمن حوله بصوته القوي :
- حد يلحقني !

أتى له أطباء والممرضات بالنقال ليضعها عليه وهو يركض بجوارها يطالعها بخوف وهو متمسك بيدها ، تحدث الطبيب قائلا لغيره :
- جهزوا أوضة العمليات فورا واكياس دم عشان النزيف

دخلوا بها إلى مصعد بينما توقف مراد ولم يستطع ، أغلق الباب فاقترب منه ليتحسسه بلهفه ثم التفت ليركض باتجاه السلم ليصعده بسرعه ليلحق بهم ، وصل لهم وجدهم يدلفون لغرفة ما هم ليدخل ورائهم منعته الممرضه من الدخول ، نظر لها بلهفه وخوف ، شعر بأنه غير قادر على فعل شئ ، ابتعد قليلا ليجلس على الأرض في صمت وتعابير خاليه من الحياه

بعد لحظات اتاه طبيبا آخر ليتحدث قائلا :
- لو سمحت ممكن تيجي معايا الجرح اللي في دراعك لازم اشوفه عشان بينزف

تحدث بجمود قائلا دون أن يشيح بعينيه بعيدا عن باب غرفة العمليات :
- مش هتحرك من هنا

الطبيب محاولا أن يقنعه :
- لو سمحتي لازم اشوفه الجرح بينزف جامد وده غلط

مراد على حاله :
- مش همشي من هنا

تنهد الطبيب بنفاذ صبر ثم أردف قائلا :
- خلاص حضرتك هاعالجه هنا

لم يرد عليه مراد فالتفت الطبيب للممرضه التي معه ليتحدث قائلا :
- روحي هاتيلي حاجات الخياطه

اومأت الممرضه برأسها وتحركت لتجلب مايريده الطبيب ، بعد لحظات اتت ليجلس الطبيب بجوار مراد ويبدأ في تنظيف الجرح وخياطته بعد ان حل الخيط القديم

لم يظهر أي تعابير للألم على وجهه ظل جامدا كالتمثال كل مايؤلمه هو قلبه فقط الذي صرخ قائلا :
- يالله ساعدني ، أيها العقل حبيبتي تصارع من أجل الحياه وأنا عاجز ، أنا عاجز عن الأخذ بيدها

العقل بحزن مواسيا :
- حاول أن تهدأ أيها القلب يكفيك ذلك

القلب بعصبيه :
- كيف لي أن أهدأ ؟ ، أمدرك لما تطلبه ؟ ثم أردف بغير تصديق وهلع :
- إن ...إن حياتها على المحك ، في أي لحظه من الممكن أن تفارقني ، نظر القلب منتحبا وهو يتوسل العقل قائلا :
- أيها العقل ساعدني أرجوك

العقل بقلة حيله متلعثما :
- أا ...أنا لا أعرف ماذا أفعل أيها القلب ؟

القلب بلهفه :
- أأمرني بأن أتوقف ، أن أصمت ، ألست المتحكم بسائر الجسد ؟ ، اعطي أوامرك لتخفف عني

نظر العقل بحزن للقلب ولم يتحدث فنظر له القلب بحسره ثم أكمل بكاؤه منتحبا دون توقف وهو يدعو ربه ألا يفقدها

بعد ساعات وهو على حاله خرج الطبيب من الغرفه فانتفض واقفا ليركض له ليطمئن عليها متسائلا :
- دكتور ! عامله إيه دلوقتي ؟

أطرق الطبيب رأسه بأسف بعد أن أزاح الكمامه عن فمه ليردف :
- مع الأسف

سقط قلبه بين أرجله من هول هذه الكلمه وإنتظر مابعدها ليردف الطبيب قائلا :
- المريضه نزفت دم كتير والرصاصه كانت قريبه من قلبها ونتيجة الضعف اللي كان جسمها فيه ماستحملتش ودخلت في غيبوبه

ردد هذه الكلمه بصدمه قائلا بخفوت :
- غيبوبه !؟

اومأ الطبيب برأسه ثم تحدث بعمليه قائلا :
- مش هنقدر نعرف ممكن تفوق امته واحتمال تطول عشان ضعفها والهزال اللي كانت فيه ، ادعي حضرتك إنها تفوق علطول ، دلوقتي هننقلها للعنايه عن إذنك

تحرك الطبيب ليبتعد ليتركه هو متجمد في مكانه ، ظل هكذا للحظات ثم رمش بعينيه قليلا ثم إنتبه للنقال وهو يخرج من الغرفه وهي عليه ساكنه بشحوبها الذي يعادل شحوب الموتى ، خفق قلبه لرؤيتها بهذه الحاله وتوجه لها ليقبض على كفها الصغير وهو يسير بجانب النقال إلى أن وصل لغرفة ما ثم منعته إحدى الممرضات قائلة :
- عن إذنك لازم تسيبها

ترك يدها على مض ولم تحيد عينيه عنها حتى دخلت الغرفه ووضعوها على السرير تحت انظاره لها من الزجاج ، تحولت نظراته الملهوفه والخائفه للحده

أخرج هاتفه من جيبه ليجده قد فرغ من شحنه ليتوجه للإستقبال ليجري مكالمة مع أخيه...
كان عدي نائما بعمق ليصدع رنين هاتفه ليقلق منامه ، نفخ بضيق وهو يمد يده ليلتقط الهاتف قائلا بنعاس :
- ألو !

بعد ساعة تحديدا كان كلا من اللواء عبدالحميد وعدي وعبدالرحمن ومعهم ريهام على متن الطائره الخاصه بآل مهران متوجهين إلى أسيوط

وصلوا جميعا إلى المشفى ، إنتبه عدي إلى أن المشفى يخصهم فهو من ضمن السلسله التابعه لهم ، دخلو جميعا بسرعه وريهام لا تتوقف عن البكاء ....بينما حاول عدي أن يهدأ من روعها قليلا

وجدوه يقف أمام غرفة ما وذراعه اليسرى معلقه في رقبته والأخرى في جيبه وهو يطالع الزجاج بحده ، ركضت نحوه ريهام بينما سرع كلا من عدي ومن معه خطاهم قليلا

وصلت له ريهام لتقف أمامه قائلة ببكاء :
- مراد بيه ، إيلين ...إيلين مالها ؟

لم تتحرك عينيه بعيدا عن الزجاج وهو يطالعها فالتفتت ريهام لتنظر إلى حيث ينظر وجدتها نائمه وحولها العديد من الأجهزه وذلك الصوت الذي يشير إلى حياتها ، وضعت يدها على فمها وبكت بحرقه وهي تطالعها بجواره ، وصل إليه الباقين ليقفوا خلفه

تحدث عدي وهو يضع يده على كتف أخيه متسائلا :
- مراد !؟

كل مافعله أنه تنهد بعمق ولم يتحرك فأردف عدي قائلا بتساؤل :
- مراد لو سمحت فهمنا كل حاجه عشان موضحتليش كويس في التليفون

صمت قليلا ثم بدأ يتحدث وهو يطالعها دون أن ينظر لهم ، أخبرهم بكل ماحدث معهم وبالطبع تغاضى عن كل ماحدث بينهما من تقاربات ، كان الجميع واقفا مندهشا مما حدث

اكمل هو بغصه في حلقه قائلا بتحشرج :
- دخ..دخلت في غيبوبه

بكت ريهام كثيرا فواساها عدي وهو يربت على كتفها قائلا :
- إهدي يا آنسه ريهام

نظرت له بعيونها الباكيه قائلة بصوت مختنق :
- أخ..اختي في غيبوبه

إقترب هو منها وترك قلبه ليحتضنها محاولا التخفيف عنها ، أحاطت خصره بيديها ودفنت رأسها في صدره وهي تبكي بشده ، أخذت يداه واحده تحيط خصرها والأخرى تمسد على رأسها بحنان قائلا بدفئ :
- إطمني هتبقى كويسه إن شاءلله ، إدعي إنتي بس

أومأت برأسها وهي تردف قائلة :
- يارب
بعد أن انتبهت لنفسها ابتعدت عنه بخجل وهي مطأطأه براسها أرضا .

تقدم عبدالحميد من مراد ليقف بجواره قائلا بجديه :
- طبعا إنت عرفت كل حاجه من عدي ، وأكيد عرفت هي تهمنا أد إيه في المهمه ده !

نظر له مراد بحده ثم إقترب منه مائلا براسه قليلا عليها ليردف من بين أسنانه :
- إنساها خالص ، اللي هيفكر يقرب منها هيلاقيني في وشه يا سيادة اللوا ، أنا اللي هكون في وشه

نظر له عبدالحميد بغضب ثم أردف قائلا بعصبيه قليله :
- كده إنت هتبوظ كل حاجه

إلتفت له مراد بسرعه وعينيه مشتعله ليتحدث قائلا بتحذير :
- لحد عندها وخط أحمر واللي هيفكر يعمل حاجه يبقى بيلعب في عداد عمره

لاحظ عبدالرحمن والجميع توتر الأجواء فتدخل عبدالرحمن قائلا بهدوء :
- مراد لو سمحت إهدى شويه ، إحنا دلوقتي بقينا في موقف صعب ، إيلين كانت ....

نظر له والشرر يتطاير من عينيه ليتحدث محذرا :
- متنطقش إسمها حتى ، ثم إلتفت للجميع ليردف قائلا :
- وأنا عمري ماهخليها ترجع للراجل ده تاني

عبدالرحمن متنهدا فقال :
- ماشي أنا أسف بس خليني اكمل كلامي ، دلوقتي هي اللي كانت بتجيبلنا كل اخباره ، يعني حالا الخط الوحيد إنقطع تقدر تقولي مين هيساعدنا ويوصلنا لأي معلومات عنه خصوصي إنها كانت دراعه اليمين وكمان بيثق فيها وبيعرفها كل كبيره وصغيره ؟

عدي موافقا لعبدالرحمن :
- مراد ، عبدالرحمن معاه حق

صرخت ريهام بغضب :
- إنتو عايزين تضحوا بأختي وخلاص حرام عليكم

عدي محاولا أن يفهمها :
- ياريهام مش نضحي ولا حاجه ، إي...قاطعه مراد بنظرته الحاده قائلا :
- قولت لأ

إستغرب الجميع من رد فعله الحاد ونظراته العدائيه فضيق عدي عينيه قائلا بجديه :
- مراد ، مالك إنت أصلا هتمنعها بصفتك إيه ؟ إنت متعرفهاش أصلا

مراد بحده وهو يصيح بأخيه بغضب جامح :
- متدخلش يا عدي ، إيلين ليا ومش هخلي حد يلمس شعره منها

تفاجأ الجميع من كلامه فرفع عدي حاجبيه بتعجب ليردف قائلا :
- يعني إنت....

قاطعه مراد بصوته الجهوري :
- أيوه بحبها ، ثم أردف وهو يشير بإصبعه للجميع :
- وحكاية إني أبعتها تاني إنتهت

إلتفت لينظر للزجاج ليكمل بعصبيه قليله :
- أنا اللي هاروح للكلب ده

إندهش الجميع من كلامه فردد عدي مندهشا :
- نعم !

عبدالحميد وهو يحك ذقنه بيده فأردف بتساؤل:
- هتقدر ؟!

نظر له مراد عاقدا بين حاجبيه بغضب قليلا ولم يتحدث فأردف عبدالحميد قائلا بهدوء :
- وهاتروح هناك إزاي ؟

ألقى مراد نظره أخيره على إيلين ثم إلتفت لهم ليتحدث قائلا :
- إسمعوني كويس ، أنا هاروح هناك على أساس إني رجل أعمال جاي من اندن وعاوز منه شحنة مخدرات لناس كبار ، طبعا قبل أي حاجه هيتأص عليا ويدور ورايا ، عشان كده يجي دورك إنتي يا أنسه ريهام

نظرت له بدهشه وهي تشير لنفسها :
- أنا ؟

أومأ مراد برأسه وهو يتحدث بصرامه :
- أيوه عاوز منك تعمليلي صفحه عالنت تكتبيها بإسم أيمن رشوان وتحطي صوري طبعا وتحاولي تكتبي عني شوية أعمال كده المهم تخفي صورتي تمام وأي حد يحاول يسأل عني يصدق إني أيمن ...رشوان ...وبس ، وأعتقد ده مش صعب على واحده زيك

ريهام وهي تومأ بإبتسامه صغيره :
- إعتبره حصل يا بشمهندس

أومأ لها برأسه فقاطعه عدي قائلا :
- طب ماهو ممكن برده يدعبس ويحاول يجيب أرارك من حتة تانيه

نظر مراد لعبدالحميد ليتحدث قائلا :
- عشان كده بطلب من الباشا إنه يعملي بطاقه مزوره عشان أضمن إنه لو عملو إيه محدش يكتشفني
ثم التفت للجميع ليدور بعينيه وهو يتحدث :
- ولما أروح هناك هافضل فتره هناك عشان أخليه يثق فيا بأي شكل ، وكمان مش هسيب حاجه ممكن تدينه إلا مادور عليها وأجيبها

عبدالحميد موافقا :
- ماشي ، ثم التفت لعبدالرحمن قائلا :
- عبدالرحمن خد البشمهندس وإعمله بطاقه في أسرع وقت ، ثم التفت لريهام ليردف :
- أنسه ريهام حضرتك حاولي تعملي اللي انطلب منك بسرعه لو سمحتي

اومأت ريهام برأسها وهمت لتنصرف ولكن أوقفها عبدالحميد قائلا :
- إستني لحظه ، عدي روح مع الأنسه ريهام ومتسيبهاش لوحدها

تشنجت معالم وجهها وعقدت بين حاجبيها بغضب ثم تحدثت قائله بنزق :
- مالهوش داعي يا عبدالحميد بيه

قاطعها عدي قائلا بهدوء :
- مينفعش يا ريهام أس...

قاطعته بحده وهي تكز على أسنانها قائلة بتنبيه له :
- آنسه ريهام لو سمحت

نظر لها عدي في صمت ثم إبتلع ريقه بتوتر قليلا ليردف بجمود تام وقد إحتل البرود معالمه :
- ماينفعش أسيبك لوحدك أنسه ريهام ، قالها وهو يشدد على كل حرف

تجهم وجهها بشده وتحركت بعصبيه لتنصرف من أمامهم بينما يتبعها عدي ، إلتفت عبدالحميد لمراد ليتحدث قائلا :
- روح إنت يا بشمهندس دلوقتي وأنا هفضل مع الآنسه إيلين لحد ماتيجوا ، عبدالرحمن هياخدك ويطلع بيك على أقرب قسم وهناك هو عارف هيعمل إيه

انتصب عبدالرحمن في وقفته وهو يردف :
- تمام يافندم ، التفت لمراد قائلا بهدوء :
- مراد يلا بينا

نظر مراد للزجاج وإقترب منه لينظر لإيلين قائلا بهمس أجش :
- هارجع
قالها ثم تحرك ليسير مع عبدالرحمن مبتعدا
.................................................. ..............

تحركت بعصبيه وهو بجوارها يكاد يشتعل غيظا من لهجتها الغاضبه معه ، منذ قليل كانت بين أحضانه تنعم بدفئه والآن حالها تبدل معه كثيرا دون أن يعرف السبب ، كان يسير بعصبيه هو الآخر بجانبها

وصلت للإستقبال ثم تسائلت بإبتسامه مجامله :
- لو سمحتي هو أنا ممكن أستخدم أي كمبيوتر هنا ؟

عدي مقاطعا لها بحده قليله :
- أكيد طبعا مش هينفع الست وراها شغل وماينفعش تتعطل

نظرت له ريهام بحده لتقف في وجهه لتردف بغضب :
- والله الكلام مش موجهه ليك إنت مالك

عدي بعصبيه وهو يشيح بيده :
- ريهام إحت...

رفعت إصبعها السبابه في وجهها قائلة بعصبيه :
- أنسه ريهام وياريت تفضل في حالك ومتدخلش في شغلي

عدي وهو يقبض على إصبعها بقوه للينزله من على وجهه ليطالعها بعينين غاضبتين وهو يمهس محذرا من بين أسنانه :
- أول وآخر مره ترفع إيدك ولا تعلى صوتك

تألمت من قبضته فأبعدت يده بعنف عنها ثم رمقته بغضب والشرر يتطاير من عينيها ، إلتفتت للمرأه لتردف بجديه :
- لو سمحتي هعطلك عشر دقايق هاستخدم فيهم الكمبيوتر ضروري ومفيش حاجه هتبوظ ولا حاجه

توترت المرأه قليلا ثم أردفت بابتسامه مجامله :
- طبعا ...إتفضلي

إبتسمت لها ريهام مجاملة ثم التفتت لتتحرك لتلف حول مكتب الإستقبال لتتعمد الإصطدام بقوه بجسده ليعض هو على شفته السفلى بغيظ منها

جلست أمام الكمبيوتر وبدأت أصابعها بالتحرك وهي تقوم بعملها ، كان يقف امامها يراقبها بحزن لجفائها معه ، لماذا تعامله بهذه الطريقه ؟، بعد عدة دقائق وقفت في مكانها والتفتت للمرأه لتتحدث بابتسامه :
- ليكي

المرأه بابتسامه صغيره :
- العفو

تحركت ريهام لتنصرف ، كظم هو غيظا منها ومن تعاملها ، قبض على معصمها ليسحبها خلفه حاولت الفكاك من يده وهي تتحدث بعصبيه :
- سيب إيدي يا بني آدم إنت
تحرك ليدخل بها غرفة لا تحتوي سوى على معدات طبيه ، أغلق الباب خلفه ثم إلتفت لها ليطالعها بحده وهو يتخصر بيديه الإثنتين

مسدت على معصمها ثم نظرت له بغضب قائلة وهي تشيح بيدها في وجهه :
- إنت إتجننت إزاي تمسكني وتسحبني وراك بالشكل ده ؟

إقترب منها في لحظة ليصبح وجهه أمام وجهها مباشرة ليردف من بين أسنانه :
- إنتي بتتعاملي كده ليه ؟ ، النهارده الصبح كنتي كويسه

نظرت له لتتحدث بحده قائلة :
- ده المعامله اللي تستاهلها يا عدي بيه قالت الأخيره وهي تشدد عليها

نظر لها بتعجب ليقول بدهشه مدافعا عن نفسه :
- أنا عملت إيه لده كله ؟

ريهام وهي تنظر له متشنجة ثم التفتت لتنصرف من أمامه فأوقفها قائلا بحده :
- مش هتمشي قبل مافهم أنا عملت إيه عشان تكرهيني كده

ريهام وهي تتلوى بين يديه لتبعده عنها وهي تقول :
- إبعد عني

عدي بحده :
- فيه إيه ياريهام ؟

ريهام بعصبيه وهي تتحدث بعنف :
- فيه إنك كداب

تعجب عدي قليلا ثم أرخى قبضة يده ، انتهزتها فرصه لتبعد يده عنها بعنف ، أردف هو متسائلا بغضب قليل :
- كداب في إيه ؟ انا كدبت عليكي في حاجه ؟

أكدت له بصوت عالي قليلا وهي تشيح بيدها بالموافقه :
- اه كدبت ، كنت مفكراك اما جيتلي الشغل وطلبت مني إني أكون سكرتيره ليك في الشغل عشان أساعدك كان كدب ، كان كل همك إني أفضل تحت عينك وبس عشان تفضل مراقبني الاربع وعشرين ساعه

نظر لها بتعجب ثم إحتدت معالمه وهو يضرب بقبضته على الحائط بجوار رأسها بقوه ليتحدث بإنفعال :
- إنتي غبيه ، هو مش كل ده عملته عشانك إنتي ، عشان أحميكي ؟

ريهام بإنفعال :
- ولو برده مكنتش تستغفلني وأبسط حاجه كنت قولتلي الحقيقه

عدي وهو يرفع كفيه ليمسح بهما على رأسه وهو يهدأ من نفسه قائلا :
- إستغفر الله العظيم يارب ، ثم نظر لها ليردف بعصبيه :
- إنتي مجنونه يا ريهام عوزاني أقولك أسرار شغلي ، أنا كنت مكلف بحمايتك عشان الجماعه اللي عاوزين يقتلوكي كنا خايفين حد فيهم يوصلك وأختك إيلين هي اللي طلبت مننا كده ومكنش قدامي حل غير اني أدخل عليكي بالطريقه ده عشان متشكيش في حاجه ومحدش ياخد باله

ريهام باستنكار وهي ترفع حاجبها لتردف بتهكم :
- مكنش قدامك غير الطريقه ده اللي تدخل عليا بيها ، ثم أردفت بعصبيه شديده وهي تشوح بيدها :
- ليه يا حضرة الظابط شايفني واحده ***** عشان تتكلم معايا بالأسلوب ده

تفاجأ من نعتها لنفسها بتلك الكلمه ثم عقد بين حاجبيه بشده ليتحدث قائلا :
- ريهام إنتي مش شايفه إنك زودتيها أوي الموضوع مش مستاهل ده كله

ريهام وقد تحدثت بخفوت محذره :
- أول وآخر مره تتكلم معايا فيها ، مهمتك وخلصتها ومش مطلوب منك حاجه تاني ، لو شفتني بالصدفه ولا أكنك تعرفني ولو في حد عاوز يأذيني متحاولش تدخل

فغر فاهه بغير تصديق لكلامها ولم يستطع أن يتكلم ، إنصرفت هيا من أمامه غاضبه وصفقت الباب خلفها بقوه تاركة إياه في حالة صدمه من تصرفها

.................................................. ...............

بعد أن انتهى عاد مسرعا إلى المشفى ليعود إليها ، صعد لأعلى ليصل لغرفتها وجد اللواء يجلس على الكرسي أمام الغرفه ، لم يعيره انتباه وتوجه إلى زجاج الغرفه لينظر لها بلهفه ليطمئن قلبه عليها

وصل عبدالرحمن بعده وتوجه إلى عبدالحميد الجالس ، حينما رآه عبدالحميد وقف أمامه متسائلا :
- هاه ياعبدالرحمن ؟ عملتوا إيه ؟

اومأ عبدالرحمن برأسه وهو يخرج بطاقة من جيبه ليعطيها لعبدالحميد ليراها قائلا :
- إتفضل ياباشا ده البطاقه الجديده وكله تمام وغطينا على أي حاجه تخصه عشان ميوصلوش لحاجه

اومأ عبدالحميد برأسه ، في هذه اللحظه لمح ريهام تقترب منه لتردف قائلة :
- تمام يا عبدالحميد بيه الصفحه عملتها للبشمهندس وظبط فيها كا حاجه باسم أيمن رشوان

اومأ عبدالحميد موافقا ثم أردف بانتباه :
- عظيم ، أمال فين عدي ؟

قاطعه صوته الغاضب قليلا وهو يقول :
- انا هنا ياعبدالحميد بيه

بمجرد أن إقترب هو إبتعدت بتأفف وهي تتجه لمراد لتقف بجواره تطالع أختها ، نظر لها عدي بيأس ثم إلتفت لعبدالحميد ليتحدث الأخير قائلا :
- دلوقتي طبعا لازم أخوك يجهز نفسه ، يعمل حسابه يسافر من بكره على روسيا عشا.....

قاطعه عدي قائلا :
- مفيش داعي يا باشا

عبدالحميد باستغراب :
- ليه ؟

عدي بهدوء :
- واحد من رجالتنا اللي متابعين أخباره بيقول جالهم بلاغ إنه المحروس هيشرف بكره القاهره

عبدالرحميد متسائلا بتعجب :
- ناجي هيجي بكره ؟

اومأ له عدي ، فعقد عبدالحميد بين حاجبيه بغضب ليكمل بحده :
- يبقى أكيد جاي عشان ناوي على حاجه ، مش بعيد يكون ناوي يدخل حاجه تاني ، بس إزاي

عدي وهو يرفع أكتافه :
- مش عارف يا باشا

عبدالحميد بجديه :
- عشان كده أخوك لازم يروحله في أسرع وقت مش هنقدر نستنى أكتر من كده إيلين كانت مختفيه من فتره وطبعا طول الوقت ده وإحنا منعرفش بيخطط لإيه

نظر عدي لأخيه ثم تنهد بعمق

...............................

كان يقف في صمت كل ما يفعله هو التطلع لتلك النائمه بلا حول لها ولا قوه ... ضعيفه للغايه ، كان ينظر لها بحزن وشوق دون ان يبعد عينيه عنها ، كانت ريهام تقف عاقدة يديها أمام صدرها تطالع اختها هي الأخرى من خلف الزجاج ، حانت منها التفاته لمراد لتجده ينظر لأختها محدقا بها بشوق ولهفه ، عادت بنظرها لإيلين مره أخرى وهي تبتسم إبتسامه صغيره ثم قاطعت تأمله قائلة بإمتنان :
- يا بشمهندس ، مش عارفه أعمل إيه أعبرلك بيه عن إمتناني عشان مسبتش اختي تروح مني

مراد بهدوء وهو ينظر لحبيبته :
- إيلين يا أنسه ريهام ، اللي مسبتهاش دي تبقى إيلين

ريهام وقد التفتت لتنظر له بابتسامه :
- مطمنه عليها طول ماحضرتك جنبها ، ثم أردفت بتوجس :
- أكيد مش هتخلي حد يأذيها يابشمهندس مش كده ؟

نظر لها بجديه ثم تحولت معالمه للحد وهو يميل براسه عليها ليردف قائلا بتأكيد :
- دي إيلين يا أنسه ريهام ، إيلين .

ارتبكت من نظرته ومالبثت أن شعرت بالإطمئنان عقب قوله واتسعت إبتسامتها ، انتبه الإثنان لدخول احد الأطباء إلى غرفتها ليفحصها ، إنتظرا خروجه بلهفه من الغرفه ، بعد أن خرج توجه له مراد بلهفه ليسأله :
- خير يادكتور عامله إيه ؟

الطبيب بروتينيه :
- لسه حالتها مستقره ومفيش تغيير

مراد متسائلا :
- طب أنا عاوز أدخلها

الطبيب بجديه :
- أسف ياحضرة ماينفعش

ريهام متوسلة له :
- لو سمحت يا دكتور لو بس ندخل نشوفها خمس دقايق ونطلع علطول

الطبيب بهدوء :
- ياحضرات مينفعش

مراد برجاء :
- ارجوك يادكتور لو بس أشوفها خمس دقايق انا مسافر بكره ومش عارف سفريتي هتطول قد إيه ، عاوز أشوفها قبل مامشي

الطبيب بتنهيده :
- خلاص بس واحد بس هو اللي هيدخل عشان صحة المريضه

نظر مراد لريهام بلهفه فابتسمت له قائلة :
- إتفضل إنت يا بشمهندس أنا هافضل وهبقى أشوفها بعدين

نظر لها ممتنا وهو يردف بجديه :
- ، التفت لينظر للطبيب فقال له الطبيب :
- دلوقتي ممرضه هاتيجي تاخدك عشان تجهزك وتدخلها

أومأ له مراد برأسه وأنصرف الطبيب لتاتي بعدها الممرضه بلحظات لتأخذه معها ، بعد وقت قليل كان هو يتحرك ليدلف لغرفة العنايه المشدده ، كان الجو باردا من حوله وتلك الرائحه التي تسبب الإختناق ، ذلك الصوت الذي يدل على بقائها على قيد الحياه كان أبشع ما إلتقطته أذنيه يوما ما

نظر لها وجدها كالجثه هامده لا حياة بها ، توجه نحوها ببطئ إلى أن وصل لها ليجلب كرسي ليجلس جوارها ، كان يطالعها بحزن وألم ، مد قبضته ليقبض على أناملها ، كانت بارده كثيرا ، شعر بوخزه في قلبه ثم أردف بألم وهو يمسح على جبينها بهمس :
- إيلين ، حبيبتي أكيد إنتي عاوزه تحسي بالدفى ..... أخذ يمسح بكفه على يدها عله يدفئها ، إقترب من رأسها كثيرا وهو يميل بجسده عليها لتلفح أنفاسه الحارقه وجهها ليكمل بهمس متألما :
- لما الرصاصه جت فيكي بدالي أنا الزمن وقف من حوليا ، حسيت بخنقه وإن الهواء خلص ،وقلبي ... حسيت بقلبي جواكي وهو اللي بيضعف وهيقف ، لما وقعتي بين إيديا كنت بموت يا إيلين ، قال الأخيره وقد بدأت عبراته تتعلق باهدابه ليكمل بصوت مختنق من البكاء :
- لما كنتي بتبصيلي وبتاخدي كل نفس بالعافيه كنت بحس بروحي بتطلع معاه ، وقتها كنت بدعي ربنا إنه ياخد روحي الأول عشان مشوفكيش بتموتي بين إيديا وانا مش قادر أعمل حاجه ، كنت هموت يا إيلين ....كنت هموت لو كنتي روحتي وسيبتيني

بدات ابتسامه صغيره تتسلل لشفتيها وهو يدور بعينيه على وجهها وهو يمسح بظهر يده على وجنتها :
- بس الحمدلله ماتخلتيش عني ، وربنا نجدك عشاني ، عشان أنا مقدرش اعيش من غيرك ، أردف بحده متوعدا :
- والله الكلب اللي عمل فينا كل ده ماهرحمه ، قومي إنتي قومي عشان تشوفي أخرته على إيدي ، حقك وحق عيلتك وعيلتي اللي ضاعوا بسببه هيرجع ، ثم أردف بعشق وهو يقترب من وجهها ليهمس أمام شفتيها :
- ولما نخلص ...هاخدك ونبعد ، هنبعد انا وإنتي عن كل الناس ، هنسيب كل حاجه و يبقى أنا وإنتي وبس ، وساعتها مش هيكون في حاجه تمنعني من إني أوريكي انا بحبك أد إيه ، كل لحظه هتشوفي فيها قد إيه أنا بعشقك وبقيتي بالنسبالي الروح والقلب

اقترب منها ليلثم شفتيها في قبله رقيقه بالنسبه له هي الترياق الذي يبقيه حيا ، وكأنه قد أخذ مايكيفيه ليبقى هذه الفتره بعيدا عنها ، ابتعد عنها ليقبل وجنتيها بعمق وهو يستنشق رائحتها ليهمس وشفتيه على وجنتها بحراره قائلا وهو مغمضا عينيه :
- إيلين هي ع..ش..ق..ي ، قالها مشددا على كل حرف

دلفت الممرضه لتتحدث قائلة :
- لو سمحت لازم حضرتك تقوم تخرج

تنهد بعمق وهو يبتعد عن حبيبته ليقف بهدوء ثم قرب كفه من فمه ليقبله بعمق قبل أن يضعه برفق على الفراش ويرمقها بنظراته العاشقه للمره الأخيره قبل ان يخرج من الغرفه ، ليتجه لمقصده وما ينتوي فعله مع ذلك الحقير ، هو قد تسبب في قتل والده وقتل معه قطعه من قلبه والآن هو يأتي ليقتل قلبه باكمله ، لن يرحمه ، هاهو ذاهب إليه ، ذاهب ليأخذ بروحه ، ليعينه الله على ذلك



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:38 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه السابعة عشر
.........(عدوي بين ثنايا قلبي)............
حل الفجر ومعه تعلن أشعة الشمس عن حضورها ،كان لايزال واقفا يطالعها متأملا وهو يتنهد بعمق دون أن يتحرك من أمام الزجاج لحظة واحده ، كانت ريهام تجلس على الكرسي بعيدا قليلا عاقدة يديها أمام صدرها محدقة للأمام شارده ، رحل اللواء عبدالحميد إلى القاهره ومعه عبدالرحمن ، بينما ظل عدي بجوار أخيه وبجوار تلك من تعذبه
كان يقف مستندا بجانبه على الحائط واضعا يديه في جيبه محدقا بها بنظراته الحزينه ، لما هذه القسوه منها ؟ أنا لم أرتكب أي خطأ بحقها ، كل ذلك كان من أجل حمايتها لقد كنت خائفا عليها ، هم يريدون قتلها ، تحولت تعابيره الحزينه عند هذه النقطه إلى معالم حاده وهو يقبض على يده بقوه بداخل جيب بنطاله ، أقسم أن من يقترب منها لن أتردد لحظه بقتله ، لن أدع أحد يؤذيها ، ثم تنهد بحرقه وهو يفكر ، هذه الحمقاء كيف لي بحمايتها وهي لا تدعني أقترب منها حتى ، أريد أن أراها دائما حتى يطمئن قلبي عليها ، ليست رغبتي الأولى بحمايتها لأنني مطالب بهذا بل أريد ذلك لأنني لا أتحمل أن تصاب بمكروه أبدا ، أشعر بأنها تخصني هي مسؤليتي ، ااه ياليتني أعلم مابها
كانت تنظر بشرود أمامها ، رمشت بعينيها عدة مرات وهي تتثائب واضعة يدها على فمها ، حانت منها إلتفاته بجانبها لتجده واقفا محدقا بها ، لا تعلم لم إستمرت بالنظر له ، كانت تتعمق بنظرتها به تريد سبر أغاواره ، كل ما تستطيع أن تتنبأ به أنها إستطاعت أن ترى القليل من الحزن بعينيه ولاتعلم لماذا ، تنهدت بعمق وهي تلتفت لتنظر للأمام مره أخرى بعد أن أنزلت يديها لتستند بهما على الكرسي الجالسه عليه مطأطأة برأسها أرضا
إنتبهت أنها لم تطمئن صديقتها حتى الآن وأن هاتفها مغلق فلقد أغلقته بالطائره ، توترت قليلا وهي تتخيل صراخ يارا بها لعدم الإستجابه لإتصالاتها ، أخرجت هاتفها من جيبها وقامت بفتحه ، جحظت عينيها حينما رأت مائة إتصال لم يتم الرد عليها ، قامت بالإتصال مسرعة بها
وضعت الهاتف على أذنها وإنتظرت الرد ، همت بالتحدث إلا أنها قد أبعدت الهاتف عن أذنها وتعابيرها متشنجه لصراخ صديقتها بها ، ثم أخذت تقربه من أذنها متردده قليلا إلى أن حسمت أمرها لتتحدث قائلة وهي تشير بيدها بمعنى التريث :
- ممكن تهدي خليني أتكلم ........بصي هو في مشاكل حصلت أولها إنه إيلين دخلت غيبوبه والدكتور بيقول إحتمال تطول فيها عشان الإصابه كانت جامده شويه ....لا ده الموضوع طويل لما أرجع أبقى أحكيلك .... مش عارفه والله يا يارا إحتمال أطول هنا ، أصلي مش هعرف أرجع غير لما إيلين تفوق .....ماشي هبقى أطمنك مع السلامه
أغلقت الهاتف وقامت بإعادته لجيبها مره أخرى ، في هذه اللحظه إقترب منها ليتحدث بجديه قائلا :
- أنسه ريهام ، رفعت عينيها له ليردف بجمود قائلا :
- لازم تقومي عشان تنامي شويه
نظرت له بحده قائلة وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه :
- مالكش دعوه أنا أدرى بمصلحتي
أغاظه بشده كلامها أراد أن يرد لها الصاع صاعين فتحدث ببرود :
- مينفعش سيادتك ، أنا مكلف بحمايتك ، ولازم مسمحش بحاجه تضرك ، دي أوامر
إنفعلت بشده من كلامه فهبت واقفه وهي تتحدث بإنفعال قائلة :
- وأنا بقولك ملكش دعوه بيا كل شويه حمايتك حمايتك ، إنت مش هتخاف عليا أكتر من نفسي
عدي وهو يكز على أسنانه فتحدث بغضب :
- إتكلمي معايا عدل يا ريهام ، لو كان اللي عملته عشانك مضايقك إضربي دماغك في الحيط أنا جبت أخري أعمل إيه أكتر من كده ، أساسا أنا مش شايف إني غلطان .....
قاطعهم صوته الغليظ وهو يلتفت لهم بحده قائلا بصرامه :
- بس إنتوا الإثنين ، إلتفت مراد لريهام ليتحدث أمرا :
- أنسه ريهام إتفضلي الأوضه اللي جنبنا ده ، قالها وهو يشير بيده على غرفة ما ، ثم أكمل قالا بجديه :
- أنا خدتها عشان ترتاحي مينفعش تفضلي صاحيه إتفضلي
حاولت التحدث وهي ترمش بعينيها بتوتر :
- مراد بيه اا....
قاطعها بصرامه قائلا :
- إتفضلي يا أنسه ريهام
إبتلعت ريقها ونظرت لعدي الذي كان يطالعها بشماته ، تشنجت قسماتها فرمقته بغيظ وهي تتمتم بكلام غير مفهوم متوجهة إلى الغرفه لتدخلها
إلتفت مراد لعدي قائلا بجديه :
-مكانش ليه لازمه إنك تشخط فيها ، قال كلماته ثم إلتفت ليعلق عينيه بالنافذه في صمت
إبتسم عدي إبتسامه صغيره ثم تحرك ليقف بجواره ليطالع إيلين هو الآخر ليردف واضعا يديه بجيبه بعد تنهيده عميقه :
- وكنت عاوزني أعمل إيه ؟ ، غبيه مش عارفه إني خايف عليها
مراد بجديه وصرامه وهو ينظر لإيلين :
- كدب ، إنت مفهمها إنه ده عشان أوامر مطلوبه منك
عدي بهدوء :
- أكيد هاحميها عشان مطلوب من...
قاطعه مراد وهو يردف بهدوء ناظرا لحبيبته:
- غلط يا عدي مكانش لازم تخبي ، مش ده اللي هي كانت مستنياه منك
عقد عدي بين حاجبيه بتساؤل ثم إلتفت لمراد متحدثا بإستغراب :
- تقصد إيه ؟
نظر له مراد ثم إبتسم إبتسامه صغيره بجانب فمه ليعود بناظره لينظر لإيلين مردفا بهدوء :
- المفروض إنك ظابط وتقدر تفهم اللي قدامك بسهوله
عدي بتساؤل :
- يعني إيه ؟
مراد وهو ينظر له بنظره ثاقبه :
- بما إنك بتحبها كده يبقى مش هيصعب عليك تعرف هي عملت كده ليه
عدي وقد بهتت ملامحه فردد بتلعثم :
- ب..بح..بحبها ، ضحك بتوتر محاولا إخفاء إرتباكه :
- بحبها إيه بس ؟ إيه الكلام ده ياخويا ؟
مراد بجديه وهو ينظر له :
- وعشان أنا أخوك وأكتر واحد عارفك فأنا بقولك إنك بتحبها ، ثم إلتفت لينظر امامه قائلا بهدوء :
- متخلهاش تضيع منك يا عدي ، ثم أردف بحزن قليل وهو يطالع النائمه بنظرات والهه :
- العشق صعب إنك تلاقيه ، أنا لقيته وفي لحظه كان هيروح مني ، إلتفت لعدي قائلا بحزن :
- صدقني ياعدي فقدانه بيوجع وبيحرق القلب ، عشان كده إوعى تفرط فيه ، وبما إنك لقيته إوعى يفلت منك
تنهد بعمق ثم إلتفت لينظر لإيلين بصمت ، نظر عدي لأخيه قليلا ثم ضحك بجانب فمه ليردف قائلا :
- ياه ، للدرجه ده عشقان ! ، عمري ماتخيلت إنك ممكن تقول حاجه زي ده خصوصي إنه عمرك مافكرت بواحده أو شغلت دماغك بالكلام ده ، إلتفت عدي لزجاج لينظر لإيلين لينحني برأسه قليلا ليردف بمرح قائلا :
- بنحنيلك يا إيلين ، عملتي اللي محدش قدر عليه
نظر له مراد بحده قليلا ليردف من بين أسنانه قائلا :
- ماتنطقش إسمها وإبعد عنها خالص
ضحك عدي بشده على غيرة أخيه ليتحدث من بين ضحكه قائلا :
- خلاص ياعم مش قد عصبيتك آخر مره
مراد بجديه وهو ينظر أمامه :
- يكون أحسن برده ، المهم مش هوصيكي أمي وسلمى في رقبتك دلوقتي وكمان ...كمان إيلين وأختها ، بقوا ملزومين منك يا عدي ، مش عارف لما هاروح هيجرى إيه
التفت عدي لأخيه ليحتضنه بقوه في عناق رجولي بحت وهو يربت على ظهره بقوه ، ليرفع مراد ذراعه السليمه ليربت على ظهر أخيه بهدوء ، إبتعد عدي عنه ليتحدث قائلا :
- لازم تمشي دلوقتي وتروح تجهز هدومك يعني لازم ترجع الفيلا ، أصلا لازم تشوف أمك عشان وحشتها وتشوف سلمى كمان
أومأ مراد برأسه ثم إلتفت لينظر للزجاج ، فجأة وجد الجهاز الذي يصدر صوتا متذبذبا قد أصدر صفيرا متواصلا وإندفعت الممرضه بسرعه لتدلف للغرفه كالصاروخ وخلفها الطبيب ، هوى قلبه بين قدميه وكذلك عدي الذي إضطرب بشده وجد مراد الممرضه تركض لتخرج من الغرفه ، ركض نحوها وهو يتسائل بخوف :
- مالها إيه اللي حصل ؟
لم تجيب عليه وركضت من أمامه ، فالتفت ليجد واحده أخرى تدلف للغرفه فأوقفها وهو يقبض على ذراعيها قائلا بغضب قليلا :
- إيه اللي جرى وفي إيه ؟
الممرضه وهي تفك نفسها منه لتركض لداخل الغرفه :
- لو سمحتي لازم ألحق المريضه ، إستطاعت الإفلات لتدلف الغرفه فصرخ مراد بغضب شديد :
- حد يرد عليا ، جرالها إيه ؟
حاول مراد أن يدلف للغرفه اوقفه أخيه وهو يحاول أن يهدأه ممسكا بذراعه السليمه قائلا بتوتر :
- إهدى يامراد خليهم يشوفو شغلهم
مراد وقد إلتفت لأخيه ليصرخ به بغضب جامح بصوته القوي :
- إبعد عني يا عدي أحسنلك
دفع مراد بأخيه بعيدا ليدلف للغرفه عنوة ، ليجد الطبيب يحاول أن ينعش قلبها ، إندفع كالصاروخ نحوها بلهفه :
- إيلين !؟
إلتفت الطبيب بحده وهو يصرخ بغضب :
- إطلع بره ياحضرة مينفعش تفضل هنا
لم يعيره مراد أي إهتمام وهم ليتجه لإيلين أمسكه الطبيب بقوه ليبعده فقبض مراد في تلابيبه ، حاول عدي أن يفك الطبيب من أسر أخيه وهو يقول بتوتر :
- مراد مينفعش إيلين بتموت
لم يستمع لأخيه وتحدث قائلا بصراخ شديد :
- والله لو فكرت تمنعني لكون رميك في الشارع إبعد ، قال الأخيره ثم قام بدفعه بعيدا عنه قليلا ، ليردف الطبيب بحده :
- المريضه هتموت يبني آدم
إقترب منها بسرعه ليهمس بأذنها بحب ولهفه :
- إيلين ..إيلين حبيبتي أنا محتاجك ، لم يتوقف عن الهمس في أذنها بكلماته العاشقه تحت أنظار من يقفون يطالعونه بإندهاش ، في لحظة بدأ صوت الجهاز يتغير ليعود متذبذبا ، رفع كلا من عدي والطبيب رأسه للجهاز بإندهاش شديد ، كان الطبيب في حالة صدمه شديده غير مصدقا وكذلك الحال مع عدي الذي لم يكن أقل منه
إبتسم مراد بحب وهو يطالعها ليكمل همسه العاشق :
- محتاجك جنبي إيلين ، أنا همشي بس عقلي وروحي هيفضلوا معاكي ، إيلين أنا عاوزك تفوقي ، فوقي علشان لما أرجع مش عاوزك تبعدي عني لحظه
فاق الطبيب من صدمته ليتحدث لعدي قائلا :
- لو سمحت لازم تخليه يخرج دلوقتي
نظر له عدي متحدثا بمرح :
- يخرج مين ياعم إنت ، ده أنا لو منك أبيته جنبها ، ده روحها رجعت على إيده
الطبيب بتعجب :
- والله ياأستاذ أنا مش مصدق اللي حصل ده ، ثم إبنته ليردف قائلا بجديه :
- لو سمحت خليه يطلع بقى عشان مينفعش
اومأ عدي برأسه وإلتفت لمراد ليميل عليه ليتحدث بخفوت :
- مراد لازم تطلع عشان إيلين ترتاح ، هي دلوقتي بقت كويسه أهي
أومأ مراد برأسه ثم همس بأذنها بشوق :
- هتوحشيني
ابتعد عنها ليقبل جبينها قبله طويله ، ثم نهض من على ركبتيه من على الأرض ليخرج من الغرفه بعد أن رمقها بنظره أخيره
.................................................. ........
في ذلك الوقت كان هو في طائرته عائدا لمصر ليتمم ما يريده وأيضا ليبحث عنها ، بعده بعدة ساعات قليله إستقلت الفتيات طائرة خاصه بهم متوجهين لمصر ، حيث يتتظرهم هناك الأطباء المتكفيلن بإخراج السم من أجسادهم ، هؤلاء الأطباء الذين لا يستحقون دلك اللقب ، لا يستحقون وسام شرف أن يكونوا هم من يساعد ويتسبب في رسم البسمه على وجوه البشر ، باعو ضميرهم في مقابل بضع ورقات لا تفيد بشئ .....
بضع ورقات يتهافت عليها البشر ، يحاربون ويغدرون من أجلها ، من يملكها تكون لديه سلطه ، وحينها تجد جميع الناس حوله محيطون به مظهرين حبهم له وفي بطونهم ما بهم سوى النفاق ، ومن لا يملك شئ يبتعد عنه الخلق تاركينه وحيدا ، حقا إن ذلك لشئ مقزز ، ألهذه الدرجه المال هو الحياه أهو من يشفي ؟.... أهو من يجلب راحة البال ؟.....إنه كالوباء الذي يفتك بالبشريه ،
وفي مقابل عدة ورقات هم يغدرون بأبناء بلادهم ، ينشرون الفساد والدمار ، حقا إن هذا المال ماهو أزيد من لعنه تغير نفوس البشر
.................................................. .................
بعد مرور سويعات قليله بعد أن تركها جسديا فقط ولكن روحيا هو معها ولم يتركها ، عاد لبيته إستقبلته أمه بحفاوه وفرحا شديدا بعناقها الحنون الدافئ وأمطرته بقبلاتها ، حقا لقد إشتاق لعناقها الذي ينسى به كل ما يشغل باله من مشاكل ، إبتعد عنها قليلا ليردف بإبتسامته التي يخصها بها قائلا بهدوء :
- وحشتيني يا أمي
عفاف بحنان وهي تحيط وجهه بكفيها :
- وإنت كمان ياقلب أمك
قبل أن يصل مراد للفيلا قام بحل الربطه التي تعلق ذراعه بعنقه وإشترى له عدة ثياب جديده وإرتدى حله كحليه ليحاول إخفاء كل شئ عن والدته حتى لا يصيبها الهلع حينما تراه هكذا ، أردف قائلا بهدوء :
- أنا عارف إني كان لازم أبلغك بسفري الأول بس كله جه بسرعه
عفاف بابتسامه دافئه :
- ولا يهمك ياحبيبي اهم حاجه رجعتلي بالسلامه ودلوقتي إنتي هنا
توتر مراد قليلا ثم تنحنح بخشونه ليكمل قائلا :
- ماهو للأسف انا مضطر أسافر تاني علطول النهارده
عقدت بين حاجبيها باستغراب ثم أردفت بتعجب :
- تسافر تاني ؟! ، يابني إنت لسه واصل حالا ، روحت في إيه وجيت في إيه عشان ترجع تاني ؟
مراد وهو يومأ برأسه محاولا أن يقنعها :
- معلش بقى يا أمي قولتلك الشغل عمره ما بيخلص
تنهدت بضيق وهي تضع يديها جانبا قائلة :
- يعني هتمشي تاني ؟
أومأ مراد رأسه بهدوء قائلا بابتسامه صغيره :
- إدعيلي ربنا يسترها معايا بس
عفاف بصدق :
- بدعيلك والله يا حبيبي ربنا يسترها معاك ويجعلك في كل خطوه سلامه
قبض على يدها ورفعها ليلثم ظهر يدها بحب وهو يبتسم لها ، قاطعهم صوت شقيقته وهي تقول بمرح متجهة نحوهم :
- إيه جو العشق الممنوع ده ؟
نظر مراد لشقيقته وابتسم ، ركضت نحوه بسعاده لتعانقه بقوه وهي تضغط بغير وعي على جرحه ، تشنجت تعابيره قليلا ولكنه أخفاها شريعا ليبادلها العناق وهو يتحدث قائلا :
- إزيك يا شعنونه ؟
سلمى وهي تبتعد لتردف بمرح :
- تمام يا كبير ، حمدلله عالسلامه
رد السلام فنظرت عفاف لإبنتها وهي تقول بهدوء :
- إطلعي ياسلمى صحي عدي وقوليله اخوكي جه
سارع مراد بالرد بثبات قائلا :
- أنا كلمته وأنا جاي في الطريق وقالي إنه مش في البيت عشان اللوا عبدالحميد بعته مأموريه يومين كده
تفاجأت عفاف من كلام إبنها ثم أردفت بحنق :
- هتعملو فيا إيه أكتر من كده يا ولاد مهران ، كل واحد فيكم بيمشي من دماغه من غير مايطمني عليه ، مش هتسكتوا غير لما تحرقوا دمي ، كل واحد فيكم بيسافر وأنا آخر من يعلم
توترت الأجواء قليلا فنظر مراد لسلمى ، نظرت له وهي تمط شفتيها مشيرة بعينيها لوالدتها ، التفت برأسه لوالدته ليقترب منها وقام بتقبيل رأسها وسط حنقها قائلا :
- حقك عليا إمسحيها فيا أنا وليكي عليا لما يجي هقرص ودنه عشان ميعملهاش تاني
نظرت له لتقول بحنق :
- مانت يافالح عملتها قبله
نظر لها وهو رافعا حاجبيه بتعجب ثم ضحك ليقول وهو يرفع انامله لأذنه ليقوم بقرصها قائلا بمزاح :
- ولا يهمك أهو
ضحكت عفاف عليه ثم أردفت قائلة :
- لا ناصح بتعرف تضحك عليا ، طب يلا عشان حتى تاكل معانا لقمه قبل ما تمشي
أومأ براسه وتحرك الجميع للطاوله لتناول الفطور ، ولكن كيف له ذلك وهي ملقاة هناك بين الحياة والموت ؟ ، كيف له أن يهنأ وقلبه يتألم من أجلها ؟
.................................................. .
في المشفى بعد أن قامت بتغيير ملابسها توجهت للمصعد لتدلف له ، فتح الباب لتصطدم به أمامها كان لايزال قادما ليصعد هو الآخر لمكتبه ، توترت قليلا ثم حسمت أمرها لتدلف قائلة بهدوء :
- صباح الخير
لم ينظر لها حتى ولم يرد عليها بل كان جامدا ، إستغربت قليلا ثم حدثت نفسها :
- معقول صوتي كان واطي
تنحنحت ثم أردفت بصوت عالي قليلا :
- حم ...حم. صباح الخير !!
في هذه اللحظه إنقطع التيار بالمصعد وأظلمت الاجواء فاتسعت عيني كلا منهما بذهول ، فالتفت برأسه لها ليتحدث بصدمه وغضب :
- صباح إسود ، مش قولتلك يابت إنتي بومه ، أهو الأسانسير عطل
التفتت له بحده لتتحدث بعصبيه هوجاء وهي تشيح بيدها :
- ماتحترم نفسك يا جدع إنت ، هو عشان قولت صباح الخير حصل كل ده ، وبعدين بومه في عينك إنت اللي فقري مانا كل يوم بطلع بيه مش بيجرى حاجه ..... عشان ببقى لوحدي ، عارف عطل ليه ؟ عشان إنت اللي نحس
إغتاظ منها بشده ثم قام برفع ذراعيه مشمرا عن ساعديه ليقبض على شعرها بيديه الإثنيت قائلل بغيظ :
- عارفه إنتي مابتجيش إلا بالعين الحمرا
صرخت من قبضته على خصلاتها وهي تقول بحنق :
- ااه يابن المضايقه ، سيب شعري ياله ، ااه
نظر لها بغيظ ثم أردف بإنتقام من بين أسنانه :
- مضايقه وياله طب والله لأوريكي ، عشان تبقي تركبي مع سي محمود اوي
قالها وهو يقبض على خصلاتها وقام بالجلوس على أرضية المصعد وجذبها من خصلاتها بقوه لتنخفض له وهي تحاول الفكاك من قبضته
أرخى قبضته قليلا فاستغلتها فرصه لتبعدها لتقوم بجذبها نحو فمها لتعض عليها بأسنانها بكل غل ليصرخ هو عاليا :
- آأااه يابنت العضاضه ، طب خدي
إستطاع أن يفلت يده من فمها ليلقيها بجسدها لتنام على بطنها على قدميه ، مد ذراعه ليحيط بجسدها من جذعها العلوي محيطا بظهرها والأخرى يضرب بها بقوه بعد ان خلع حذائه لينزل بها على مؤخرتها وسط صراخها وهو يتحدث محذرا :
- عشان بعد كده تبقي تلمي لسانك
كانت تصرخ وهي تتوسله بالتوقف قائلة :
- آااه ...حرمت والله حرمت ...ااه
ياسين وهو مستمر بالضرب قائلا من بين أسنانه :
- لسانك ده ودين النبي لكون قصه
يارا برجاء وهي تحاول ان تفك نفسها من حصاره :
- خلاص والنبي آخر مره
في هذه اللحظه عاد التيار فجأة وإنفتح الباب ليجد ياسين الذي توقف عن الضرب ويارا التي إلتفتت برأسها نحو الباب الدكتور رأفت يطالعهم بإندهاش وهو يحمل بيده عدة ملفات ، إنتفض الإثنان ووقفت يارا وهي تدعو الأرض أن تبتلعها لتركض من امام الإثنين بعد أن ألقت تحية الصباح على رأفت
إلتفت هو برأسه لإبنه قائلا بتعجب :
- إنت كنت بتعمل إيه ؟
ضحك ياسين بخبث ثم اردف لوالده قائلا بابتسامه ماكره :
- كنت بربيها ، ثم تحرك ليقبل كتف والده وهو يقول بمرح قبل أن ينصرف :
- صباحو فل ياعوض
تحرك هو ليمشي وهو يدندن باغاني شعبيه بصوت خافت وسط دهشة والده التي لم تمحى من وجهه
.................................................. .........
بعد أن قام بجمع بعض الأغراض له بحقيبة سفره ، توجه بسيارته إلى مقر الشرطه حيث ينتظره كلا من عبدالرحمن واللواء عبدالحميد ، دخله ليتوجه إلى مكتب عبدالحميد ليدلفه ، جلس على كرسي المطتب أمامه عبدالرحمن ، تحدث عبدالحميد قائلا بجديه :
- ناجي وصل القاهره الساعه من ساعة ، وهو في المطار طبعا كنا منبهين بعض الظباط إنه لما يجي يبلغونا ، ولما وصل واحد بلغنا بكده وبعتنا وراه واحد تاني يراقبه وعرفنا مكان فيلته اللي هنا فين
اومأ مراد برأسه ليتحدث بصرامه قائلا :
- وزي ما اتفقنا ياباشا انا هنفذلك كل اللي إنت عاوزه بس إيلين متحاولش تدخلها في الومضوع ده تاني
حاول عبدالرحمن ان يتحدث واكن قاطعه مراد وهو يقول :
- مالوش داعي تحاولوا تقنعوني ، انا اديتكم وعد إني لازم ألف حبل المشنقه حولين رقبة الوسخ ده ، لولاكم أصلا أنا كنت ناوي أقتله وأخلص منه ، بس إنتو عاوزينه حي
عبدالحميد بهدوء وهو يطالعه :
- ماشي يابشمهندس ، وانا هلتزم بالإتفاق ، ثم إلتفت لعبدالرحمن قائلا :
- عبدالرحمن خد البشمهندس على مكتبك وإديله العنوان وعرفه باللي هيعمله بعد كده
اوما عبدالرحمن برأسه ثم تحرك بمراد إلى مكتبه هو وعدي ليدلفا به ،اعطاه عبدالرحمن هاتفا وورقه قائلا :
- ده عنوان الفيلا ، وده تليفون لام يفضل معاك عشان نقدر نتواصل معك بيه ، تسائل عبدالرحمن بهدوء قائلا :
- مراد إنت معاك سلاح ؟
نظر له مراد ثم أردف بجمود :
- اه
تنهد عبدالرحمن وهو يربت على كتف صديقه قائلا :
- ربنا معاك
اومأ مراد براسه بهدوء ولم يعقب
.................................................. ............
في أسيوط كان هو يجلس امام غرفتها وهو مستندا بمرفقيه على قدميه مطأطأ برأسه أرضا ، فجأة وجد يدا ممتده أمام وجهه بها وجبه سريعه ، رفع عينيه لتقع عليها تطالعه بإبتسامه صغيره وهي تنظر له ، تعجب كثيرا ولم يستطع التحدث ، أردفت بإبتسامه صغيره بمرح :
- كده إيدي هتوجعني
إبتسم لها بسرعه وهو يمد يده لياخذها قائلا بفرحه :
- الف سلامه عليها
ضحكت بخفوت ثم أردفت وهي تجلس بجانبه لتنظر للحقيبه التي بيدها لتخرج منها وجبه صغيره لها ، اخرجتها وشرعت في تناولها بهدوء
كان يراقب كل ما يحدث في دهشه ، كيف تغيرت هكذا ولماذا ؟ لا يفهم شئ ، الغبي لا يعلم بأنها قد إستمعت بالصدفه لحديثه مع أخاه ولقد سعدت بشده ، لا يعلم بأن ما يغضلها منه هو قوله بأنه فعل ذلك لأنه مطلوب منه ، هي تعلقت بإهتمامه بها ، ظنت بأنه يريد منها أن تكون بجانبه لأنه يحب هذا لا لأنه مطلوب بذلك ، والأمس بعد ان إستمعت لحديثه مع أخاه ، دق قلبها بسعاده لذلك
حانت منها إلتفاته له وهي تمضغ الطعام لتجده محدقا بها بتعجب ، تعجبت هي الأخرى ثم سألته قائلة بعد أن إبتلعت طعامها :
- عدي باشا مالك ؟
فاق من شروده وهز رأسه قليلا ليردف قائلا :
- لأ أبدا مفيش
نظرت له لتسأله ببراءه :
- مش هتاكل ؟
إبتسم وتطلع لها بنظره غريبه أربكتها أسرت في جسدها قشعريره قويه ، ولكن إستلذت بها ، إبتسمت بخجل وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه ، أحب خجلها بشده وتلك الحمره التي تصبغ وجنتيها ، تردد قليلا ولكنه حسم أمره قال بإرتباك :
- ريها...أنسه ريهام
إلتفتت لتنظر له وغامت عينيها حزنا لرسميته ولكن علام تحزن هي من طلبت منه ذلك وهو إمتثل لأوامرها
لاحظ تلك النظره الحزينه التي كانت بعينيها ولكنها إختفت سريعا ، هم بالتحدث ولكن لم يستطع بسبب حزنها ، إلتفت للأمام وتنهد بحرقه ثم وضع الطعام بجانبه ونهض ليتركها وسط حزنها الذي زاد بسبب فعلته
هو لم يتحمل البقاء بجانبها مده أطول ففضل الإبتعاد قليلا واكن لم يعلم بأن إبتعاده قد سبب لها وخزة بقلبها الذي تعلقت انظاره به وهو يرحل لتردف بهمس متألم قائلة :
- عدي !؟
.................................................. ......
كانتا تجلسين بالمحاضره واحده منصتة لشرح الدكتور والأخرى شاردة غير واعيه ، حانت منها إلتفاته منها وجدتها شارده بعينيها ، عقدت بين حاجبيها وتحدثت بهمس محاولة أن تنبهها :
- غاده !! غاده ! يابنتي !
انتبهت لها فرمشت بعينيها عدة مرات وهي تقول :
- هاه ..اا ايوه !
سلمى بابتسامه خبث :
- هاه ، خليكي واقعه لينا قعده بعد المحاضره ده
غاده وهي تنبهها :
- اسكتي اسكتي الدكتور هياخد باله ركزي ركزي
سلمى بتهكم وهي ترفع حاجبا بخفوت :
- لا والنبي ، طيب يا مجتهده ركزي إنتي بس
رمقتها غاده بغيظ بطرف عينها ثم نظرت للامام ورفعت يدها لتضرب وجنتها قائلة :
- هاتسقطي
تعجبت سلمى من فعلتها ونظرت لها بإندهاش ثم حوقلت بخفوت غير مصدقه :
- لاحول ولا قوة إلا بالله ، البت إتجننت
.................................................. ...........
وصلت السياره إلى أمام باب الفيلا الضخم ، بدأ الغضب يعرف طريقه إلى معالمه ، قبض على قبضته بشده وهو يترجل من السياره ، أغلق الباب بعنف قليلا ، حاول السيطره على غضبه بشده متوجها إلى الحراس الذين يحيطون بالباب ، توقف امام احدهم ليتحدث بحده قائلا :
- ناجي فريد هنا ؟
نظر الحارس لصديقه بتوجس قليلا ثم إلتفت لينظر لمراد مره أخرى ، تحدث مراد بحده قائلا :
- إنت يابني ناجي بيه جوه ؟
اوما الحارس برأسه ثم تحدث قائلا :
- لحظه أبلغه ، اقوله مين ؟
نظر له مراد ليردف بغضب :
- قوله واحد معرفه من لندن
رفع الرجل اللاسلكي بيده ليتحدث لناجي ليبلغه ، وافق ناجي على مقابلة مراد واعطى الإذن للحارس لكي يدعه يعبر ، نظر الحارس لمراد ليتحدث قائلا :
- ناجي بيه مستنيك إتفضل
مر مراد من جواره بعد أن رمقه بغيظ شديد وهو يكز على اسنانه قائلا بخفوت :
- أبوك لأبوه
دلف مراد لداخل الفيلا وشعور الإنتقام يسيطر عليه ، كل خطوه يخطوها يشعر بأن نيران قلبه تشتعل بشده كالحمم البركانيه ، دله احد العاملين على المكتب الذي يتواجد به ناجي ، تبعه مراد وتوجه إلى باب المكتب ، طرق العامل الباب وسم له ناجي بالدخول ، بعد لحظات دخل مراد
بمجرد ان وقعت عينيه على ذلك الرجل وقد تلاحقت ذكرياته بسرعه في رأسه ، إن قاتل والده يقف امامه ، من تسبب في يتمه مبكرا ومن جعل المعاناه تلحق بعائلته ، من جعل حياته شاقه ، ولم يكتفي بذلك بل قام بأذية حبيبته ، الحق بها وبعائلتها الضرر ، جعلها تتألم والآن يرسل من يبحث عنها لقتلها ، ذلك الوغد يدفعني لكي أقوم بخنقه الآن يالهي أريد أن اقبض على عنقه بشده حتى تزهق روحه ، يالله حقا كنت أظن بأن حبيبتي ضعيفه كيف كانت تتحمل التواجد جواره بكل ذلك الصبر
تقدم مراد من ناجي الواقف خلف مكتبه ليمد يده معرفا عن نفسه بجمود :
- أيمن توفيق رشوان ، صاحب مجموعة الرشوان لو سيادتك تسمع عنها
مد ناجي يده ليبادلها التحيه وهو يمط شفتيه :
- للاسف مسمعتش بس احب اعرف وأعرف المطلوب مني إيه ؟
جلس مراد وهو يضع قدما فوق الاخرى ليردف بجمود تام وهو يطالعه :
- وانا احب الدوغري علطول ، ناجي بيه عشان نكون عالمكشوف مع بعض ، طبيعة عماك الحقيقيه أنا عارفها كويس
بهتت ملامح ناجي من تصريح ذلك الشخص المفاجئ ، نظر له مراد بسخريه ثم أردف ببرود قائلا :
- متقلقش ياناجي بيه ، انا هنا عشان كده
عقد ناجي بين حاجبيه بإستغراب متسائلا فاكمل مراد حديثه :
- أنا عاوز من سيادتك شحنه لجماعه معرفه في لندن
تفاجأ ناجي من حديثه وابدى إهتمامه لكلامه وهو يقول :
- لندن !؟ لمين يعني ؟
مراد وهو ينظر له بجمود :
- مقدرش اقول ده اسرار شغل ، بس كل اللي اقدر أقوله لسيادتك إني عاوز الشحنه تروح هناك من غير ماحد يعرف ، وصدقني السعر جاهز ومغري ، والجماعه مستنين ، هما سمعوا عنك وعجبهم الصنف اللي بتجيبه وبعتوني انا عشان أتفاوض معاك
صمت ناجي قليلا وهو يطالع مراد مفكرا ثم تحدث مومأ براسه :
- ماشي ، المطلوب أد إيه ؟
مراد ببرود :
- ربع طن هروين ، ده مؤقتا في الاول لحد مايشوفو الصنف هيعجبهم ولا لأ
اومأ ناجي برأسه موافقا ، في هذه اللحظه طرق الباب فسمح ناجي للطارق بالدخول ليدلف فرج في الغرفه لترتسم على وجهه معالم الإستغراب ، تحرك ليقف امام المكتب ليتحدث وعينيه تنتقل بين ناجي ومراد قائلا :
- ايوه ياباشا ، إحنا هنطلع دلوقتي ومعايا الرجاله عشان ندور عليها
وقعت عينيه على الطارق كان يبدو مقاربا من عمره قليلا يبدو من وجهه الإجرام ، أذلك الوغد كان متواجدا بجوارها دائما ، إحمرت عينيه عند هذه الفكره ، أكان بجانبها دائما ؟ ،اكانت تتكلم معه ؟ ،اكانت تطالعه بعينيها السمراء وتضحك معه ؟، حسنا إيلين حينما تستيقظين لسوف يكون حسابك عسيرا بعد أن أقتل ذلك الحقير
حينما تحدث فرج إنتبه مراد لكلامه " ندور عليها " أيقصدها ولقد تيقن حينما أردف ناجي بامر :
- إيلين ترجع يا فرج
قبض على يده بشده بينما أشار ناجي لمراد ليعرف فرج قائلا :
- ده أيمن بيه رشوان ، صاحب مجموعة الرشوان وحابب يعمل معانا صفقه وياخد بضاعه ، وده فرج دراعي اليمين
مد فرج يده لمراد ليسلم عليه ، نظر مراد ليده الممدوده ببرود ثم مد كفه ليقبض على يده ليعتصرها بقوه وهو يومأ برأسه
تشنجت تعابير فرج ورمقه بغيظ وهو ينفض يدع بعنف بعيدا عنه ، إلتفت لناجي ليردف بحده قليلا :
- عن إذنك يا باشا هاروح أدور على إيلين
اومأ له ناجي برأسه فإنصرف هو بعد أن رمق الجالس ببرود أمامه بغيظ ، ظل مراد يتابعه بغيظ يفتك به ولكن أخفى ذلك ببراعه ، قاطعه ناجي قائلا وهو يحك ذقنه بانامله :
- بس يا ايمن بيه عشان أقدر أحضرلك البضاعه و أنقلها لهناك بعيد عن العيون ده هياخد مني وقت شويه
نظر له مراد ليردف بجمود :
- خد وقتك يا باشا ، براحتك انا قاعده في اوتيل كده يومين على ما سيادتك تجهز كل حاجه
ناجي بابتسامه مجامله :
- لا يومين إيه ده الموضوع هياخد وقت شويه على ماجيبها أصلها هاتيجي من روسيا ، إنت ممكن تيجي تقعد هنا لو حابب
كان ناجي يفكر لابد من أن يظل هذا الرجل تحت عينيه فهو لا يضمن إن كان مخادعا أم لا ، لذلك من الأفضل أن يبقى تحت ناظريه وهو يجري بعض التحريات عنه ، فإن ثبت أنه مخادع فليقتله وينتهي الأمر
إبتسم مراد بداخله وقد أدرك مقصد ناجي من بقائه ولا ينكر بأنه سعيد لأنه هو من عرض ذلك فهو يريد البقاء بجواره ليراقب كل تحركاته ويستغل كل دقيقه لصالحه
.................................................. ....
كان يرتدي حلته الرماديه التي تطابق لون عينيه الحاده ، صدع رنين هاتفه ليلتقطه ليرد قائلا :
- أيوه يا عدي
عدي وهو يتأمل الخضره الخاصه بالمشفى امامه قائلا :
- أيوه يا ريان ، معلش يابن عمي انا إضطريت إني أسافر في ماموريه كده هتاخد مني وقت ، عارف إني كنت وعدتك هفضل معاك يومين كده بس الشغل جه فجأه
ريان مبتسما وهو يرتدي ساعته واضعا الهاتف بين أذنه وكتفه قائلا :
- ولا يهمك يا واد عمي ، أني كت ناوي اجولك إني راچع البلد النهارده عشان الشغل معينفش اهمله إكده
عدي بابتسامه وهو يتنهد :
- اكيد يابن عمي لازم ترجع للشغل ، عموما ربنا معاك والله إنت ومراد وعمي اللي شايلين الشغل كله فوق دماغكم
ريان وقد انتهى من تجهيز نفسه إلتقط حافظة نقوده والتفت لينصرف قائلا :
- مفيش داعي للمچاملات يابن عمي ، لو مكناش إحنا اللي نخاف على بعضينا من اللي هيعمل إكده ؟
عدي بهدوء وإبتسامة رضا :
- إبن أصول يا ابن عمي
ريان وهو يصعد للسياره قائلا :
- عن إذنك ياعدي لازمن أجفل دلوجت عشان ألحج الطياره
اوما عدي براسه وهو ينهي معه قائلا :
- توصل بالسلامه
ريان بهدوء ؛
- الله يسلمك
.................................................. ..............
كانتا قد أنهيتا ما ورائهما من محاضرات فخرجتا لتعودا إلى المنزل ، في الطريق وهما تسيران قليلا حتى تصلا إلى مكان السيارات ، سلمى بلؤم :
- فهمتي اللي الدكتور قاله ؟
غاده بارتباك :
- هاه اه طبعا الدكتور عمرو أصلا ماشاءلله ممتاز
سلمى وهي تومأ برأسها بمكر قائلة :
- آاه ، لأ في دي عندك حق هو شاطر ، طب معلش عشان مفهمتش منه قد كده إديني نبذه عن المحاضره بتاعة النهارده كده
توترت غاده ولكن حاولت أن تخفي ذلك بضحكه قائله وهي تشير بيدها :
- طب اا...أنا وصلت اهو للعربيه ، أسيبك بقى ياقمر والحق أروح لوفاء
قبضت سلمى على يدها لتقترب من وجهها قليلا لتردف بخبث :
- والله والسناره باينها غمزت يابنت احمد وحياة وفاء نفسها برده لكون عارفه هو مين
ابعدتها غاده وهي تردد بتلعثم :
- س..سنارة ايه وغمزت ...ايه بس ياسلمي ايه ...ايه الكلام الفاضي ده ؟ ،انا همشي سلام
قالت الاخيره وهي تلوح لها بيدها مودعة وهي تذهب باتجاه سيارتها لتصعد لها ، لتردف سلمى بصوت عالي قليلا:
- هتروحي مني فين ؟
تحركت غاده بسيارتها بعيدا عنها تحت ناظريها والأخرى تضحك عليها بشده ثم توجهت هي الاخرى لتصعد لسيارتها الخاصه
.................................................. ..
بعد أن إستقر بالغرفه التي حضرت من أجله ليمكث بها ، مر يومين وهو لم يتوقف عن الإتصال بأخيه ليطمئن على حالها كل يوم وكل لحظة ، أجرى ناجي العديد من التحريات التي كلف فرج بها من أجل معرفة كل شئ عن مراد أو أيمن كما يعتقد وبالفعل لم يتوصل أيا منهما سوى إلى الذي دبره مراد مع الشرطه ، إطمأن ناجي لذلك ، على الجانب الآخر حاول مراد بكل الطرق خلال هذان اليومين أن يبحث عن أي شئ يدينه ولكن لم يتوصل لشئ حتى الآن ولكنه لن ييأس
.................................................. .
كانت لاتزال بالمشفى بجوار شقيقتها وصديقتها تطمان عليها يوميا ، كان ملازما لها دائما رغم انها حاولت بشتى الطرق ان تتقرب منه ولكنها كلما تكون قريبه من ذلك لا تستطيع أن تطمل ماتريد ، هي تخجل وتضطرب بشده في وجوده الذي يثير بداخلها حاله من التوتر الشديد
كانت لاتزال مضطجه على السرير ساكنه ، تحركت مقلتيها بهدوء وبعدها بلحظات بدأت ترمش بجفنيها تحاول ان تفتحها ، بدأت تفتحها ببطئ شديد ، كانت الصوره امامها بيضاء يتداخلها بعض الالوان الباهته ، اغلقت عينيها مره اخرى لتفتحها لتحاول التدقيقي لتبدا الأشياء تتضح من حولها ، كان يبدو على وجهها الإرهاق قليلا ، لم تستطع أن تحرك ساكنا بجسدها كل مافعلته أنها قامت بالضغط بإصبعها على زر التنبيه
لاحظت الممرضه أن هناك ضوءا ياتي من غرفة رقم *** فتوجهت لها مسرعه لتجد المريضه قد أفاقت ، تفحصت مؤشراتها الحيويه ثم خرجت لتهتف للطبيب ليقبل مسرعا ليعاين حالة إيلين الصحيه ، إنتبه كلا من عدي وريهام لما يحدث فإنتفض الإثنان في مكانهما خوفا من ان يكون أصابها شئ ، اوقفت ريهام الممرضه لتتحدث لها قائلة :
- خير إيه اللي حصل ؟
الممرضه بسعاده :
- المريضه فاقت ولازم انادي للدكتور
إبتسمت ريهام بسعاده وكذلك عدي فقالت لها غير مصدقه :
- بجد ؟
اومات الممرضه براسها وتحركت مبتعده لتعود مع الطبيب بعد لحظات ، نظرت ريهام لعدي لتردف بسعاده :
- إيلين فاقت يا عدي ، مش ده اللي قالته ؟
اومأ عدي رأسه بابتسامه واسعه وهو يرمقها بحنو قائلا :
- أيوه
إلتفت كلا منهما ليريا الطبيب وهو يدلف الغرفه وبعد لحظات يخرج منها ، إتجها نحوه بسرعه ، وقف امام الطبيب كلا منهما ليردف عدي متسائلا :
- هاه يادكتور صحتها إيه ؟
الطبيب بإبتسامه :
-الحمدلله هي بخير ، وكويس إنها مطولتش في الغيبوبه ، دلوقتي لازملها شوية عنايه وتبقى كويسه ، بس هي هتقعد يومين في المستشفى ولو حابين تاخدوها بعدها لازم تراعوها كويس
أومأ له كلا من عدي وريهام بإبتسامه مرددين الشكر ، بعد لحظات وجدوا النقال يخرج من غرفة العنايه وعليه إيلين التي يبدوا عليها التعب ، توجهوا لها وامسكت ريهام بيدها قائلة وعينيها تلمع بالعبرات بابتسامه :
- حمدلله عالسلامه ياحبيبتي
نظرت اها إيلين بتعب ولم تتكلم ، سار النقال وبجواره ريهام وعدي إلى أن وصل لغرفه عاديه ودلفوا بها وقامت الممرضات بوضعها برفق على السرير ، بعد أن إنصرفت الممرضات ظل كلا من عدي وريهام بجوار إيلين جالسين على مقعدين ، وضعت ريهام الهاتف الخاص بها على الكومود الصغير بجوار السرير
نظرت ريهام بهدوء وهي تمسد على خصلات إيلين بابتسامه قائلة :
- حمدلله عالسلامه يا إيلين
إلتفتت إيلين برأسها ببطئ لريهام لتومأ بها بهدوء ، أردف عدي بابتسامه قائلا :
- حمدلله عالسلامه يا أنسه إيلين
نظرت له إيلين ثم عقدت بين حاجبيها بإستغراب ، فأجاب هو عن تساؤلها بالآتي بابتسامه صغيره قائلا :
- أنا النقيب عدي مهران اللي عبدالحميد بيه كان حكالك عنه
إنفرجت أساريرها وهي تومأ برأسها ثم اخذت تدور بعينيها الغرفه وكأنها تبحث عن شخص ، نظر كلا من عدي وريهام لبعضهما متسائلين فأردف عدي قائلا :
- حضرتك بتدوري على حد ؟
توقفت عينيها عن البحث ونظرت أمامها وهي تحاول أن تخرج كلماتها بصعوبة وخفوت قائلة :
- م..مر..مراد ؟
نظر كلا من عدي وريهام لبعضهما ولم يتحدثا ، نظرت إيلين لهما بحده ثم تحدثت بنبره حادق قليلا :
- مراد ؟
ريهام بتلعثم قليلا وهي تبتسم :
- إيلين حبيبتي إهدي عشان صحتك
عدي محاولا أن يهدئها :
- إطمني يا أنسه إيلين مراد كويس
ادارت وجهها بعيدا عنهم لتقول بصرامه :
- عاوزه أفضل لوحدي شويه
نظر كلا من عدي وريهام لبعضهما ثم اومأ عدي براسه لريهام لينهضا ، أردفت ريهام قائلة وهي تقبل أعلى جبينها :
- طيب ياحبيبتي أنا بره لو عوزتي حاجه إضغطي على الزرار ده
لم ترد إيلين ولم تنظر لهم فخرج الإثنان من الغرفه ، بعد أن أغلقت ريهام الباب خلفها تنهدت بعمق وتوجهت للكرسي لتجلس عليه ليجلس عدي بجوارها ، إستندت بمرفقيها على قدميها ووضعت كفيها لتغطي وجهها تحدثت من خلف يديها قائلة :
- مستحيل نقدر نقولها اللي حصل
تنهدت ثم أزاحت يديها من على وجهها لترجع بها خصلاتها للخلف ، نظر عدي للارض ثم رفع عينيه لينظر لها قائلا :
- وكمان واضح إنها بتحبه يعني ممكن تتعصب ويجرالها حاجه
ريهام وهي ترجع بظهرها للوراء قائلة :
- ربنا يستر
حانت منه إلتفافة للهاتف بيده فوجده قد فرغ شحنه ، نظر لها وهو ينهض قائلا :
- التليفون فصل شحن هاروح أشوف شاحن وأحاول أشغله
أومأت ريهام برأسها بابتسامه مجامله بينما إنصرف هو من أمامها
..............................................
بعد ان أغلق الباب إلتفتت برأسها لتحدق أمامها ثم تنهدت بعمق ، أغمضت عينيها لتتذكر آخر مإلتقطه عينيها قبل أن تغيب عن الوعي بين ذراعيه ، كان يبكي وبحرقه ، فتحت عينيها لتتعلق العبرات بعينيها لتتحدث بخفوت بنبره متحشرجه :
- مراد ؟ ، روحت فين وسيبتني لوحدي ؟
كان يجلس في الغرفه ممددا على سريره يطالع السقف واضعا يديه أسفل رأسه شاردا بها ، فجأة شعر بإنقباض في قلبه بقوه ، بلاوعي منه تحدث لسانه لتخرج حروف إسمها بكل عشق :
- إيلين !
مد يده بسرعه ليلتقط الهاتف وهو يعتدل على السرير لينزل قدميه على الأرض مستندا بقبضته المتكوره على السرير والأخرى حاملة للهاتف ليضرب عدة أزرار لينتظر الرد ، كان يحاول أن يجري مكالمة مع شقيقه لمعرفة أحوالها ، كل ماتلقاه كل مرة هو أن الهاتف مغلق ، تذكر فجأة أنه قد أخذ رقم هاتف ريهام شقيقتها فقام بطلبه متلهفا
كانت محدقة في سقف الحجره ودموعها تنساب في صمت ، صدع رنين هاتف ما بجوار رأسها ، إنقبض قلبها بقوه فاخذت نفسا عميقا وهي تنظر لذلك الهاتف ، إمتدت يدها عفويا لتلتقطه بصعوبه ، طالعت الشاشه لتجد رقما غريبا ولكن امرها صغيرها بأن ترد ، ردت بخفوت قائلة :
- ألو !
خفق قلبه بشده وإتسعت عينيه دهشه وغابت الكلمات عن لسانه من صدمته ، لم يتوقع أنها قد أفاقت ، عادت إليه روحه حينما سمع صوتها الذي أصبح مولعا بسماعه ، لم يستطع التحدث مطلقا ، جاهد لخروج الكلمات ولكنه فشل
ام تسمع ردا من الطرف الآخر ولكن إستطاعت أن تنصت لقلبه الذي كان يدق بشده كما تقرع الطبول ، أخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعه فلقد أخبرها قلبها أنه عاشقه ، رددت بلهفه وخفوت :
- مراد !
إبتسم بسعاده شديده لقد عرفت أنه المتصل ، عرفت بقلبها هويته ، صمت وعينيه غامت بالحب ولم يتحدث ، أردفت هي بلهفه وهمس :
- مراد ! ، مراد حبيبي رد عليا
تحدث بحب شديد قائلا بخفوت :
- بحبك ، إيلين أنا بحبك
ضحكت بسعاده من وسط دموعها ثم حاولت أن تكفكف دموعها وهي تقول من وسط دموعها :
- بس ؟ بتحبني بس ؟ أنا بموت فيك
إبتسم إبتسامه واسعه وهو يردف بهمس أجش بنظراته الوالهه :
- لو في كلمه أعلى من الحب والعشق أقدر أوصفلك بيها إللي بحسه معاكي يبقى هي
إبتسمت إبتسامه واسعه ثم تحدثت بعتاب قليلا :
- روحت فين وسيبتني ، عاوزاك جنبي يامراد
تنهد بعمق وحاول أن يختلق كذبه وهم بالتحدث :
- أا...
قاطعته بجديه وهي تردف قائلة :
- كدب
تنهد ليردف بهدوء قائلا :
- ليه ؟
إيلين بهدوء :
- أنا أنت وإنت أنا ولما هتكدب هعرف ولما أكدب إنت هتعرف ، مش عاوزاك تكدب عليا أبدا يامراد
إبتسم بجانب فمه ليردف بمرح قائلا :
- يعني لو حاولت ألعب بديلي كده ولا كده هاتقفشيني
تجهمت ملامحها بسرعه لتتحدث بحده قائلة :
- إيه الكلام ده يا مراد ؟ والله عال طب إبقى فكر بس كده !
ضحك بشده عليها ولكنه كتم فمه بصعوبه حتى لا يسمع صوته أحدا ، إغتاظت منه بشده فقامت بإغلاق الهاتف بوجهه بغيظ ورمته على قدميها
ابعد الهاتف عن أذنه بتعجب لتعلو ضحكاته مجددا وهو يقول :
- مجنونه
عاود الإتصال مره اخرى ، رن الهاتف فالتقطته لترى أنه نفس الرقم ، قالت بغيظ من بين أسنانها :
- خليك كده والله ماهرد اهو ، وقامت برميه مره أخرى
لم يتلقى إجابة منها فأبعد الهاتف عن وجهه لينظر له وهو يتحدث بخبث مضيقا عينيه :
- بقى كده ، طب هنشوف
وضع الهاتف بجواره على السرير وظل يتطلع له قائلا بمكر :
- دلوقتي إنتي اللي تتصلي
إنتظرت منه أن يرن مره أخرى ، لم يقوم بذلك ، إلتقطت الهاتف بيدها لتطالعه عله يرن لم يرن ، نفخت بضيق ، حسمت أمرها ستوبخه من يظن نفسه ، قامت بالضغط على الأزرار بغيظ وهي تردف من بين أسنانها :
- ماشي يامراد ، يعني تحرق دمي وتسيبني مولعه
قالت الأخيره وهي تضع الهاتف على أذنها
على الجانب الآخر بمجرد أن رن الهاتف إلتقطه بسرعه ليجده رقم ريهام ، ابتسم بإنتصار وهو يرفع حاجبا وفكر قليلا لما لا يدعها ترن دون أن يجيب ، ابتسم بلؤم وهو ينفذ مخططه
لم يرد عليها شهقت عليا وهي تبعد الهاتف عن أذنها لتنظر له بغير تصديق ، اللئيم لا يرد عليها وهو من أذنب بحقها ، كزت على أسنانها بغيظ لتعاود الإتصال مره أخرى ، نظر له ليضحك بخفوت ليلتقطه ليرد وبمجرد أن فتح المكالمه حتى تحدثت بصياح غاضب :
- ماتصلتش بيا ليه ؟
حاول أن يكتم ضحكه ليتحدث قائلا بمكر :
- مش إنتي اللي قفلتي ؟
إيلين بعصبيه :
- وهو عشان مردتش مترنش تاني ليه ؟ كنت لازم ترن تاني
مراد بحب وإبتسامه عاشقه :
- بحبك
صمتت تماما عن الحديث لترتسم إبتسامه عاشقه على شفتيها لتردف قائلة بمكر :
- وبتقول عليا مش سهله ؟
ضحك هو بشده لتضحك هي الأخرى ، ليهدأ قليلا ليردف قائلا :
- هارجع ان شاءلله
إيلين وقد تملك منها الخوف ، فقالت بنبره مختنقه :
- إرجعلي يامراد متسبنيش عشان خاطري
مراد محاولا ان يهدئها قائلا بدفئ :
- هرجعلك ، بس عاوزك تدعيلي
فهمت مايرمي إليه فحاوات أن تخمن ، إيلين وقد إنسابت دموعها فقالت ببكاء :
- روحت هناك ليه يامراد ؟
مراد وقد تنهد بعمق قائلا :
- حبيبتي إطمني ....
لقد تيقنت من ذلك يالهي ماذا فعل ؟ قاطعته وهي تصيح ببكاء قائلة :
- كان لازم تفكر في اللي هيحصلي لو حد فيهم حول يأذيك ، لو مش همك نفسك أنا يهمني
حاول هو أن يهدئها قليلا :
- حبيبتي إهدي عشان صحتك
إيلين مقاطعته بإنفعال :
- متقوليش اهدى أهدى إزاي وأنا شايفاك بتضيع نفسك قدام عيني ؟
إحتدت معالم مراد ليردف قائلا :
- إيلين ! أنا مش صغير ، أنا عارف أنا بعمل إيه ، أنا بعمل ده عشانا إحنا لازم حد يوقف الكلب ده عند حده
لم يأتيه رد منها كل ما سمعه كان شهقات بكاؤها ، تنهد بحزن وقال بهدوء :
- إيلين حبيبتي إطمني أنا كويس متخافيش عليا أا.....
لم يكمل كلامه إذ بها تغلق الهاتف في وجهه وتلقيه بعيدا عنها لتنهمر عبراتها بقوه خوفا مما قد يصيبه ، مسحت عينيها بقوه وهي عازمه على ماتنويه :
- لازم أروح ، لا يمكن أسيبه هناك لوحده ، لازم أكون معاه ومحدش هيقدر يمنعني عن كده أبدا
أغمض عينيه وتنهد باستسلام لا يعرف ماذا يفعل معها ، جلس على السرير ليفكر فيما سيحدث في الأيام المقبله
.................................................. ...........
خرجت



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:39 AM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الثامنة عشر
.........(عدوي بين ثنايا قلبي)..........
بعد أن وصلت جروبات الفتيات إلى القاهره على أنهم قادمون للسياحه ، عبروا بمنتهى السهوله .......
كان ناجي قد أعطى الأوامر لرجاله بجرد مجيئهم بأن يتم نقلهم إلى أحد الأماكن البعيده نسبيا عن أعين الناس والعمران حيث ينتظرهم أطباء آخرين مستعدين لإخراج المخدرات منهم
وبالفعل تم ذلك بنجاح وقاموا بتجهيز البضاعه إستعدادا لبيعها ، أما الفتيات فيتم تركهم لفتره حتى يتعافين ثم تعاد الكره مره أخرى وبالطبع هذه وسيله للنقل لخارج وداخل مصر لم يشكك فيها ولو للحظه ......
.................................................. .....
في اليوم التالي بأسيوط ، دخل كلا من عدي وريهام لإيلين ، ريهام بابتسامه :
- صباح الخير يا حبيبتي
نظرت لها إيلين وحاولت رسم البسمه على وجهها قائلة بهدوء :
- الحمدلله
عدي بابتسامه محدثها :
- أخبارك دلوقتي يا أنسه إيلين ؟
إيلين بضحكه خافته :
- الحمدلله يا عدي باشا ، أنا بشكرك على وقوفك جنب أختي وإنك مسبتهاش لوحدها
عدي بابتسامه هادئه :
- مفيش داعي للشكر ، إلتفت لريهام قائلا :
- ريهام تهمني وأنا معملتش أزيد من اللي قلبي حس بيه
توردت وجنتيها بشده وأسبلت بعينيها أرضا ، بينما هو تنحنح بحرج شديد بعد أن إنتبه لما قاله ثم تحدث قائلا :
- حم ..حم طب اا..أنا هعمل تليفون ضروري عن إذنكم
غادر الغرفه تاركا الإثنتين ، حانت من ريهام إلتفاته خلفها لتراه وهو يغلق الباب ، إبتسمت بجانب فمها بخجل ثم إلتفتت لشقيقتها لتجدها تنظر لها مضيقة عينيها رافعة حاجبا لها بمكر
تنحنحت بحرج لتردف قائلة بتوتر :
- وإنت عامله إيه دلوقتي ؟
نظرت لها إيلين قليلا ثم ضحكت عليها قائلة :
- أكيد أحسن من حالتك ده دلوقتي
رمقتها ريهام بطرف عينيها غيظا لتكمل الأخرى بجديه قائلة :
- أنا عاوزه أرجع القاهره
إنتبهت هي لكلام شقيقتها لتجلس على الكرسي بجوارها قائلة :
- ترجعي ! ، طب إزاي وإنتي كده لسه ؟
إيلين بتنهيده :
- عادي ياريهام أرجع القاهره واقعد في مستشفى هناك وخلاص على ما صحتي تتحسن
ريهام وهي تفكر قليلا :
-ماشي خلاص هبلغ عدي ونتفق مع الدكتور حتى نخليه ينقلك بطيارة المستشفى هناك
إيلين وقد أومأت برأسها ، لم تكن الغايه المقصوده هي تلقي الرعايه بالقاهره بل كل ما تريده هو فرصه للذهاب إليه
بعد لحظات طرق الباب ودلف عدي وأغلقه خلفه ، نهضت ريهام لتقف قائلة :
- كويس إنك جيت ياحضرة الظابط
نظر لها عدي ولإيلين قائلا :
- خير في حاجه ولا إيه ؟
ريهام بهدوء :
- إيلين عاوزه ترجع القاهره بتقول تكمل علاجها هناك
عقد هو بين حاجبيه بإستغراب ثم نظر لإيلين ليتحدث قائلا :
- طب ليه يا إنسه إيلين ؟ هما هنا في تقصير ولا حاجه ؟
إيلين وهي تهز رأسها بالنفي :
- أبدا ياعدي باشا بس أنا عاوزه أرجع القاهره وخلاص
رفع عدي كتفيه بإستسلام ، في هذه اللحظه رن هاتفه ، رفعه ليرى إسم شقيقه على الشاشه ، إبتعد قليلا بعد ان إستأذن منهما ولكن لم تبتعد بعينيها عنه هي تعلم هوية المتصل ، لقد خفق قلبها وشعرت به ، ظلت أنظارها متعلقة بعدي وهو يتحدث بالهاتف
رد هو على أخيه بهدوء :
- أيوه يامراد
كان يقف في شرفة الغرفه وهو يتحدث بالهاتف وعينيه متعلقه بناجي الجالس بالحديقه يتناول الفطور وهو يقرأ الجريده ، تحدث بجديه قائلا :
- أيوه ياعدي ، أخباركم إيه ؟
عدي بخبث :
- إيه ده بتسأل عليا ؟ أنا كويس خااالص والدكتور قالي صحتك بومب
مراد محذرا :
- عدي !!
ضحك بخفوت ليتحدث قائلا وقد حانت منه إلتفاته برأسه ليجدها تنظر إليه ، ليلتفت لينظر أمامه وهو يضحك قائلا :
- ماشاءلله القلوب عند بعضها ، عينها مانزلتش من عليا من أول رنه
تنهد مراد بعمق ومازال يتأمل ذلك الوغد قائلا :
- عامله إيه ؟
عدي وهو يومأ رأسه بإبتسامه مطمئنه :
- الحمدلله كويسه ، خمسه كده والدكتور هيجي يشوف صحتها ..... هاه أهو جه
قال الأخيره حينما طرق الطبيب الباب ليدلف ليعاين إيلين ، أردف عدي قائلا بهدوء :
- طب إقفل يامراد ولما الدكتور يخلص هاتصل بيك
قاطعه مراد وهو يقول :
- لأ إستنى ماتقفلش خليني معاك عالتليفون عشان أسمع منه
أومأ عدي موافقا وهو يقول :
- ماشي
إقترب عدي بالهاتف على أذنه من السرير قليلا ليستمع مراد لما يجري ، إقترب الطبيب الذي كان يبدو صغيرا بالعمر قليلا ليتحدث بإبتسامه قائلا :
- أخبارك إيه يا إيلين دلوقتي ؟
تعجبت ريهام ورفعت حاجبيها بينما توترت إيلين قليلا وهي تومأ بإبتسامه ، لم يختلف حال عدي عنهم بل توجس خيفه من رد فعل أخيه وهو يردد بخفوت وقد أبعد هاتفه عن أذنه قليلا :
- أوبا
على الجانب الآخر إتسعت مقلتيه غضبا وقد إحتدت معالمه ليتحدث بغضب هادر :
- هو ده الدكتور اللي بيعاينها ؟
إبتلع عدي ريقه وهو يردف بخوف قليلا :
- اا..أه هو من حظه الأسود
هم مراد بالتحدث ولكن قطع كلامه جملة الطبيب التي جعلته كالطور الهائج ، فدلف من الشرفه حتى لا يفضح أمره حينما تحدث الطبيب قائلا :
- ماشاءلله إنتي بقيتي كويسه وزي القمر أهو ، لو سمحتي هاتي إيدك عشان أقيس الضغط
فغر عدي فاهه وهو يقول بغير تصديق وهو ينظر للطبيب :
- يا جبروتك أمك راحت عليك
على الجانب الآخر لم يستطيع أن يتحكم في غضبه ليصيح بغضب وهو يشيح بيده ، بينما ضغط عدي بغير قصد على زر المكبر ليصدع صوته الجهوري بصياحه :
- عدي !! الدكتور ده بيستهبل ! قوله واللي خلق الخلق لو مالم لسانه وبعد عنها ليكون مرمي في الشارع ، والسنيوره اللي عاجبها الجو لو خليته يمسك إيدها لأكون دابحها فااهم !!
كان الجميع يقف فاغرا فاهه لما وصل إلى مسامعهم ، في لحظة كان الطبيب قد لم شتات نفسه ليخرج من الغرفه تحت أنظار الباقين المتعجبين ، رفع عدي الهاتف لأذنه ليتحدث قائلا :
- إيه اللي قولته ده يامراد ؟
مراد بغضب شديد :
- عدي ، قول للبت اللي عندك ده تلم نفسها شويه
شهقت هي عاليا وقد إحتدت معالمها لتمد يدها بعصبيه وهي تقول لعدي :
- هات التليفون ده وإخرجوا بره
مد عدي يده بالهاتف لها بسرعه وقبض على يد ريهام قائلا بسرعه :
- يلا نطلع عشان في حرب أهليه هتشتغل حالا
خرج كلا من عدي وريهام متوجسين من الغرفه بينما وضعت الهاتف على أذنها لتتحدث بغضب قائلة :
- إيه الكلام الفارغ اللي قولته ده ؟
مراد بغضب محذرا :
- إيلين ! متخلنيش أتعصب أحسنلك إتقي شري متكونيش إنتي الغلطانه وبتآوحي ...
قاطعته بعصبيه :
- غلطانه في إيه الراجل بيشوف شغله أ.....
صاح بعصبيه شديده :
- شغل إيه ياروح أمك ، وديني لو ...إستني هنا ، أردف بتساؤل :
- إوعي يكون مسك إيدك ؟
أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تعض على شفتها السفلى خوفا من رد فعله ولم تتكلم ، إنتظر حتى ترد عليه لم يأتيه تأكد من ذلك ، أخذ صدره يعلو ويهبط بعنف وهو يتنفس بحده وإشتدت قبضته على الهاتف ، أخذت تقرب الهاتف ببطئ حتى وضعته على أذنها ، نادت عليه بتوجس :
- مراد ؟
كل ما سمعته هو صوت تنفسه وكأنه يعدو ، إبتلعت ريقها بصعوبه وهي تتخيل هيئته الغاضبه أمامها ، همت بالتحدث :
- مر....
تحدث بفحيح مخيف :
- لما أرجع هوريكي يا إيلين ، لازم أربيكي شكلك لازم تاخدي عئله محترمه عشان تعرفي إن الله حق ، وإسمعي الكلام ده وإحفظيه كويس ، وربي يا إيلين لو حد قالك كلمه كده ولا كده وعجبتك ولا إتنيلت على عين أهلك وجت على هواكي والله ماحد هينجدك مني واللي قالهالك هيكون سابقك عالترب ، ثم صاح بصوت غاضب مناديا عليها :
- إيلين !!
إنتفضت من صوته وردت مسرعه بخوف :
- نعم يامراد ؟
صاح هو بصوته قائلا :
- فهمتي اللي قولته ؟
أومأت برأسها بهيستيريه وهي تردد بذعر :
- أيوه أيوه فهمت والله
رفع حاجبه ليردف بكبرياء :
- يكون أحسن برده ، ثم تنحنح قائلا :
- حم حم سيبك من السيره العكره ده دلوقتي ، إنتي ...إنتي عامله إيه ؟
إيلين وهي تزم شفتيها كالأطفال قائلة :
- ركبي سابت بسببك
عقد بين حاجبيه في تساؤل :
- سايبه ليه ؟
إيلين بنزق :
- البركه فيك ، كل شويه تشخط تشخط
مراد وهو ينفخ بضيق :
- مش إنتي اللي بتعصبيني ؟
إيلين بحنق :
- يامراد إرحمني صوتك بيخضني ، ده إنت معندكش حبال صوتيه زي البني آدمين ، دول خراطيم حرام عليك
قهقه عاليا بشده من كلامها ، بينما هي داعب صوت ضحكاته قلبها فإرتسمت لا آراديا ضحكه عاشقه على شفتيها وهي تستمع له ، هدأت ضحكاته قليلا ليصمت محاولا الإستماع لها ، لم يجد رد ، أردف هو بابتسامه أظهرت غمازته قائلا بهمس :
- إيلين !؟
ردت عليه بابتسامتها قائلة بهمس هي الأخرى :
- نعم !
مراد وهو على حاله :
- وحشتني ضحكتك
ضحكت بخفوت ليردف هو واضعا يده على قلبه بدراميه :
- لقد إخترقت ضحكتك قلبي العاشق لتصيبه في الصميم يا فتاه
ضحكت مقهقه بشده على لهجته ليقف فاغرا فاهه مأخوذا بسحر تلك الضحكه ثم أفاق من سحرها عليه قائلا :
- إيلين ! إيلين إقفلي الله يخليكي ، هم بأن قفل إلا أنها أوقفته
أسرعت لتقول بلهفه :
- مراد إستنى إستنى !
تحدث قائلا :
- إيه ؟
إبتسمت بسعاده وهي تقول :
- بحبك
تجمد في مكانه وشعر بأنه على وشك الركض من هذا الجحيم ليذهب لينعم بحبها ، هز رأسه بعنف ليتحدث وهو يتنهد مغمضا عينيه قائلا :
- إيلين أبوس إيدك إقفلي
ضحكت بخفوت ثم أغلقت الهاتف وهي تتنهد بعمق مبتسمه ومالبثت أن تلاشت الإبتسامه لتتحول معالمها إلى الجديه ، نادت على شقيقتها لتجعلها تنفذ ماطلبته منها في خصوص نقلها للقاهره
.................................................. .........
في شقة غاده كانت ممده بجسدها على السرير تستريح قليلا بعد أن قامت بتنظيف البيت ، قاطع غفلتها القصيره رنين الهاتف ، إلتقطته لترى أن المتصل هي سلمى ، ردت قائلة :
- أيوه يابنتي
سلمى وهي تجلس على السرير :
- هاه قولت لطنط ؟
غاده وهي تقطب بين حاجبيها :
- على إيه ؟
سلمى بتعجب :
- يابنتي على الاقصر واسوان ؟
غاده وقد ضربت كفها بجبينها لتقول :
- أاخ والله نسيت ياسوسو
سلمى وقد نفخت بضيق :
- وناويه إمتى ياختي إن شاءلله ؟ عاوزين نلحق نشتغل في عملية الإقناع من دلوقتي ، دي شكلها هتاخد وقت مش بالساهل
غاده وهي تعتدل على السرير لتردف وهي تتنهد :
- خلاص هبدأ من دلوقتي ، بس عارفه إيه اللي ممكن يخليها توافق ؟، إني أخد الواد القرد محمد
قاطعها صوته وهو يقفز بجوارها على السرير ليتحدث قائلا بمرح :
- سامع إسمي في الأجواء
صرخت غاده بصوت عالي وهي تضع يدها على صدرها تحاول أن تهدأ روعها قليلا وهي تردد بفزع :
- يلهووي ، بسم الله الرحمن الرحيم ، إنت طلعت منين ياله ؟
محمد بإبتسامه بلهاء :
- من تحت السرير
غاده بتعجب :
- وبتعمل إيه تحت السرير ياللي تتخبل ؟
محمد وهو يتلفت حوله بخوف :
- كنت مستخبي من أمك ، أصلي في ماده جبت فيها مقبول وهي كانت بتلف ورايا بالشبشب ومالقتش أمان غير هنا
تحدثت لسلمى بخيبة أمل قائلة :
- يادي النيله ، سمعتي اللي قاله ، وفاء هتوافق إزاي دلوقت ؟
سلمى وقد تنهدت بإحباط متحدثة :
- أووف ، يارب إيه الوقعه دي ؟ ، خلاص يا غاده برده متيأسيش ، أنا هشتغل على عفاف من دلوقتي وإنتي كمان إبدأي
أومأت غاده برأسها وهي تغلق معها الهاتف قائلة :
-ماشي ، مع السلامه ، تنهدت بضيق بعد ذلك لتقول :
- حظ أرشح .... قاطعها محمد قائلا بتساؤل :
- إيه في إيه ؟
غاده وهي تتنهد بإحباط :
- لا أبدا بس في رحله أسبوع في أجازة نص السنه الأقصر وأسوان ، وكنت عاوزه أروح وإنت تيجي معايا
قفز هو واقفا فوق السرير وهو يبتسم ببلاهه مردفا بنبره عاليه قليلا :
- الأقصر وأسوان ؟ وأسبوع ..... لم يكن يكمل لكلمته لإصطدام شيئا ما بقوه في رأسه ، سقط على السرير وهو يتأوه ممسكا برأسه :
- أاه
قطبت غاده بين حاجبيها في شفقة منها عليه وهي تمسد على رأسها ونظراتها تنتقل بين محمد ووالدتها ، إلتفت محمد برأسه لها بخوف ليجدها تتخصر أمامه وهو تشيح بيدها محذرة :
- تجيب مقبول يا محمد ده أنا هوريك إصبر عليا
كل ما كان يسيطر على عقله تماما هو الذهاب للأقصر وأسوان ولذلك هب وافقا ورسم الجديه على وجهه ليتجه لوالدته ليقبض على يديها ليسحبها معه خارجا من هذه الغرفه تحت أنظار غاده المتعجبه ، بعد فتره من الوقت أتى إليها شقيقها ووقف قبالتها ، نهضت لتقف أمامه متسائله :
- إنت خدتها وروحت فين كده ؟
نظر لها محمد بغرور وهو يعدل هندامه أمامها قائلا بجديه مزيفه :
- يلا جهزي نفسك من دلوقتي لأسوان
شهقت عاليا بغير تصديق وهي تتحدث قائلة :
- كداب ! ، بتهزر صح ؟
ضحك هو متهكما ليردف قائلا :
- يابنتي هو اللي زي بيهزر ، يلا جهزي حاجتك وأنا كمان هجهز حاجتي
هزت رأسها لهيستيريه قائلة :
- لا لا إنت بتضحك عليا ، إوعى تكون بتاكل بعقلي حلاوه ياض ؟
تحوقل محمد ثم أردف بنفاذصبر :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، تحبي أخليها تغير رأيها ؟
غادة مسرعة بلهفه وسعاده شديده وهي تقبض في ثيابه :
- لا لا لا لا ، يا حبيبي يا حوده ، بس لازم أعرف إيه السر إنت قولتلها إيه ياله ؟
محمد بضحك ماكر وهو ينظر لها بهمس بعد ان مال ناحية رأسها قليلا :
- دخلت الأوضه مع شوية عياط أي كلام وشهقات نصب ووعد إني أجيب الإمتياز الترم التاني وافقت وخصوصي بقى إني الحيله
غاده بإعجاب وهي تغمز بعينها :
- يابن الجنيه ، مش سهل يا واد يامحمد ، ثم أردفت وهي تقفز مكانها بفرحه :
- إشطا ده أنا هفرح البت سلمى وإنت جهز حاجتك عشان الرحله كمان أربعة أيام
محمد بابتسامه متلهفه وهو يلتفت ليركض خارجا :
-حمامه من دلوقتي
.................................................. .....................
في المشفى طرقت يارا الباب ، لم تجد من يجيب قامت بفتح الباب بهدوء ، مالت برأسها وهي تنادي عليه ، لم تجد أحدا بالغرفه ، دلفت للغرفه وأخذت تدور بعينيها قليلا بالغرفه ، في هذه اللحظه دلف من الباب ليجدها أمامه ، إبتسم بإنتصار ونظر لها بثقه مغتره تشفيا بما فعله أمس معها
رمقته بنظرات مغتاظه وهي تمد يدها تلقائيا لتتحسس موضع ضربه لها وهي تكز على أسنانها ، إقترب منها ومر من أمامها ، رفعت يديها وكأنها تمثل بأنها تريد خنقه من الخلف ، باغتها بقوله :
- شايفك وقبل ماتعمليها هتكون رقبتك في إيدي
تجمدت هي مكانها من المفاجأه وحينما هم بالإلتفات لها ، أنزلت يديها بسرعه شديده وأخذت تدور بعينيها وكأنها تتفحص المكان ببراءه مصطنعه ، إبتسم بجانب فمه في الخفاء ، تحرك نحو البالطو الخاص به ليلتقطه ليرتديه ، نظر لها وهو يعدله ، ثم إلتفت ليلتقط ملفا ما من على المكتب ليردف بهدوء :
- يلا عالشغل
تحرك هو ليمر من أمامها بينما هي تسير خلفه ، أردف بهدوء وهو يسير بالرواق قائلا :
- إقرأي الفايل الخاص بالمريضه !
أومأ هي برأسها ثم أردفت وهي تنظر لما بيدها قائلة :
- الإسم " أم تغريد " ، قطب بين حاجبيه قائلا بسخريه :
- هو لسه فيه أم تغريد وأم إبراهيم ، أنا مال أهلي كملي كملي هو يوم إسود أصلا
يارا بهدوء :
- السن سته وتلاتين سنه ، إنصابت في حادثه إمبارح وحصلها شوية تشوه في منطقة الأنف وبالقرب من الفم ، تنهد بهدوء قائلا :
- بسيطه حاجه صغيره إتكلنا على الله ، وصل كلا منهما متجها إلى غرفة ما ، طرق ياسين الباب ثم دلف بهدوء يتبعه يارا
توقف الإثنان في مكانهما في حاله من الصدمه كلا منهما فاغرا فاه ، تحدث ياسين وهو ينظر لمن تقبع أمامه قائلا وهو يشير بيده لمن تقف بجواره محدقة فيما أمامه بدهشه :
- إقرأي الملف تاني ، إزاي ده سته وتلاتين سنه ؟
قال جملتها الأخيره بغير تصديق وصياح
كانت سيده عجوز تتمدد بجسدها على السرير ، لايقل عمرها عن حوالي السبعين عاما ، تشنجت معالمها من صياحه الشديد ثم إعتدلت وهي تستند بيديها على السرير بجواره لتتحدث بنزق :
- مالك يا واد ؟ إيه بتزعق كده ليه خرمت ودني جتك القرف
وضعت يارا يدها على فمها لتكتم ضحكاتها بصعوبه بينما هو رمش بعينيه عدة مرات ليتحدث متسائلا :
- بتعملي هنا إيه ياحجه ؟
يارا مقاطعة بحماس :
- دي تلاقيها أم تغريد سته وتلاتين سنه !
نظر لها فاغرا فاهه ليردف بغير تصديق :
- ام تغريد مين دي اللي سته وتلاتين سنه ، أكمل وهو يشير بيده لها قائلا :
- دي الحجه جدة أم تغريد تسعين سنه
قاطعته العجوز وهي تتحدث بأنفه وكبرياء مشيرة له بإستحقار :
- إخررس قطع لسانك ، رجاله حوله صحيح ومش بتشوف ، أنا أمها يا راجل يا عره ، وهما يدوبك 40 سنه بس ، قالت الأخيره وهي تربت على شعرها الأبيض في تكبر وخيلاء
لم تستطع ان تكتم ضحكاتها لتقهقه عاليا وهي تشير بإصبعها له قائلة :
- والنبي عره وأحول
رمقها بنظره ناريه وهو يكز على أسنانه فتوقفت عن الضحك في لحظه وهي ترفع الملف لتنظر فيه مصطنعة الإهتمام بما بداخله
اكملت العجوز حديثها قائلة بهيام وهي تنظر شاردة امامها :
- ده أنا لسه مصر كلها بتجري ورايا
فغر فاهه بتعجب ثم أردف بتهكم :
- تلاقيكي مسجله خطر يا حجه ، 40 مين يا حجه إحنا فينا من النصب لاا ده أنا صايع قديم وبلاش الدخله دي ، وربنا أنا شاكك لتكوني إنتي من اللي إقتحمو خط بارليف ، قال 40قال حاجه عجيبه والله
قال الاخيره وهو يبتسم بسخريه بجانب فمه ، حاولت بصعوبه ان تكتم ضحكاتها ووجدتها فرصه لتغتنمها أخيرا هناك من يقوم بالسخرية منه لتردف بجديه مصطنعه وهي تتحرك للعجوز لتمسح على ذقنها قائلة بابتسامه مصطنعه :
- لا لا لا يا دكتور ياسين إنت بصراحه معندكش حق المرادي ، إزاي تقول كده على .... ، أردفت منتبه وهي تقول :
- ألا إسمك إيه يا أنسه ؟
رفع حاجبيه بإندهاش وهو يردد بخفوت :
- أنسه !!
بينما ضحكت العجوز كثيرا وهي تشيح بيدها ليارا التي ضحكت هي الأخرى قائلة :
- يوه جتك إيه مضروبه ، إسمي هدى يا حبيبتي ، بس مدام
أردفت يارا وهي تنظر لياسين قائلة ببراءه مصطنعه :
- إزاي يادكتور ياسين تقول كده بس على مدام هدى الصغنونه دي ، إنت إتعميت ولا إتحولت ولا إنتصيت في نظرك ، متبقاش ترباس كده ودماغك قفل ، ونظرت للعجوز قائلة :
- ولا إيه قولك يا مدام هدى ؟
ضحكت مواقفة على كلامها ثم نظرت لياسين لتتشنج معاامها وهي تقول بتقزز :
- حقيقي راجل عره
كان يقف وعينيه مشتعله كالجمر ، من يدقق النظر بأعينيه يرى ألسنة النار التي تعلو بداخلها وعلى وشك حرق أي كان ، اخذ يتنفس بعنف. وهو يخرج الهواء من أنفه وقد إحمر وجهه
نظرت له العجوز ويارا فعلمت يارا أنها قد وصلت لمبتغاها ، بينما عقدت العجوز بين حاجبيها لتردف بتسائل :
- ياختي هو ماله قلب على التور الهايج ووشه إحمر وبينفخ من مناخيره كده ؟
نظر لها ياسين ونظراته تكاد تفتك بها فأردفت يارا بلا إهتمام :
- تؤ ، فكك منه دي حالة شيزوفرينيا بتجيله كده وبعدين بتروح لحال سبيلها
العجوز بتساؤل :
- ودي تطلع إيه ياختي ؟
يارا وقد مالت على رأسها لتهمس بخفوت قالة :
- يعني بيتلبس مؤقتا يا حجه ، بيركبه عفريت ويفضل يطلع هبله عالخلق وبعدها ربك بيسهلها وبينصرف العفريت
لطمت المرأه على صدرها وهي تقول بخفوت وقد نظرت لياسين قائلة :
- يامصبتي ، ثم أردفت بتوجس قليلا :
- يالهوي إلحقي هو بيبصلي كد ليه ، ليكون اللي عليه عرفني وحطني في دماغه ؟
حاولت يارا أن تكتم ضحكاتها وهمت بالتحدث ليقطعها صوته وهو يهدر بها بهمس مخيف :
- دكتوره يارا ، تعالي جنبي يا ...يا أم لسان بينقط سكر ، واضح إنه وجع جسمك خف مش كده ؟ ،قال الأخيره بمغزى ففهمت مايرمي إليه فإمتدت يدها عفويا لتتحسس مؤخرتها وهي تنظر له بتوجس مبتلعة ريقها بصعوبه ، تحدث هو مضيقا عينيه بالوعيد :
- الظاهر إنه رسالتي إمبارح محوئتش بسيطه اللي عندي مش بيخلص
إلتفت للعجوز التي كانت تطالعه بخوف ليردف بنفاذ صبر :
- إيه اللي جابك هنا ياحجه ؟
العجوز بخوف :
- أبدا ياخويا أنا بنتي عملت حادثه ياحبيبتي وجابوها هنا الأوضه وبعدين جه دكتور كبره طلب من اللي شغالين ياخدوها معرفش ليه ، وأنا رجليا وجعتني شويه قولت امدد عالسرير أرتاحلي حبه
ضرب كفا بالآخر وهو يتنهد بإستسلام قائلا وهو يومأ برأسه :
- ماشي ياحجه ....
قاطع حديثه دخول والده ، إلتفت له ياسين ليتحدث قائلا :
- إيه يادكتور ؟ أمال فين المريضه ؟
رأفت وهو يومأ برأسه قائلا :
- أنا خدتها عملتلها شوية أشعه كده عشان سيادتك إتأخرت ، بس الحمدلله شوية تشوهات بسيطه ، مش هتاخد منك وقت ، أنا خلتهم يحضروها في أوضة العمليات
أومأ ياسين برأسه ثم إلتفت ليارا قائلا من بين أسنانه :
- يلا يا دكتوره
إبتلعت ريقها بتوجس ثم تحركت خلفه ، قبل ان يخرج إلتفت لوالده قائلا بإبتسامه بلهاء :
- قبل ما أمشي أحب أعرفك ، أشار للعجوز التي إبتسمت بخجل لا يليق بعمرها وهو يتحدث قائلا :
- الآنسه هدي إزاي معرفش ؟، 40 سنه والدة أم تغريد ، إلتفت للعجوز ليتحدث قائلا :
- أبويا ، الحاج الدكتور رأفت أبو ياسين
إلتفت لينظر لوالده المندهش ليقول بابتسامته البلهاء :
- إوعى تطلع عره وأحول يا عوض ، ربنا معاك
قال الأخيره وهو يضرب على كتف والده بمرح وهو يخرج من الغرفه تتبعه التي لا تستطيع التنفس من كثرة الضحك



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:41 AM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الثامنة عشر "الجزء الثاني "
..........(عدوي بين ثنايا قلبي).............
كان يقف يتحدث بالهاتف مع صديقه ، وقد سرد له كل ماحدث معه في هذه الأيام ، رد عبدالرحمن قائلا وهو يجلس على كرسي ما بكافيه :
- يا غبي في إيدك السلاح اللي يخليها تجيلك لحد عندك
عدي بلهفه :
- إلحقني بيه والنبي
عبدالرحمن وهو يتنهد بابتسامه ماكره :
- الغيره يا فالح ، الغيييره
عدي وقد فغر فاهه وقد شرد وهو يردد :
- الغيره ؟
عبدالرحمن وهو يضحك :
- أه الغيره ، طنشها خالص وفهمها إنك بتكلم بنوته تانيه وحاول تضحك وتهزر مع أي بنت قدامها
عدي بتساؤل :
- طب وأجيبهم منين دول ؟
عبدالرحمن بنفاذ صبر :
- يابني ده إنت عندك المستشفى مليانه ممرضات ، إقفش في واحده فيهم قدامها وإشتغل بقى
عدي وقد إرتسمت إبتسامه بلهاء على وجهه وهو يردد :
- إشطا ، ثم أردف بإنتباه :
- صحيح إحنا هننقل إيلين القاهره النهارده
عبدالرحمن بتساؤل :
- بجد ؟ ليه ؟
عدي وهو يرفع كتفيه بلا علم :
- مش عارف ، هي حابه كده وبعدين هي بقت كويسه
عبدالرحمن بهدوء وهو يرجع ظهره للوراء ومالبث أن إنتبه لمن تدخل من باب الكافيه ليعتدل في جلسته :
- ماشي ه... طب معلش بقى ياعدي لازم أقفل ضروري هعمل حاجه وأكلمك تاني
أومأ عدي برأسه وهو يردف بمكر :
- ماشي سلام وسيبني بقى أنفذ المخطط
أغلق عبدالرحمن وهو يطالعها قائلا :
- سلام
أغلق مع عدي وعينيه معلقه بمعذبته الصغيره صاحبة العيون الخضراء ، تنهد بعمق متذكرا آخر مادار بينهم من حوار في حفل خطبة صديقه
تنهد بعمق وهو يتذكر غضبه منها ، ماذا يفعل هو يغار عليها وليس بيده ، جن حينما وجد شابا يتحدث معها ويتضاحكان سويا
كانت تجلس مع رفيقتها تتحدث وتضحك ويالهي من هذه الضحكه التي تأسر قلبي ، كانت ترتسم لا إراديا إبتسامه واسعه على شفتيه ومالبثت أن بدأت هذه الإبتسامه تتلاشى تدريجيا لتظهر معالم الحده على وجهه حينما وجد شابا يقترب من طاولتها وهو يصافحها ، ثم نهضت لتقف أمامه لتحدثه وهي تبتسم
لم يشعر بحاله وهو ينهض من مكانه ليتوجه نحوها ليتداخل ليقف أمامها حائلا بينها وبين ذلك الشاب ، مد يده ببرود ليلتقط يد الشاب ليعتصرها بين قبضته وهو يعرف عن نفسه قائلا :
- النقيب عبدالرحمن الغزالي ، خطيب الأنسه سلمى
كانت تبتسم وفجأة وجدت من يقف أمامها كالحائط ليمنع عنها رؤية من أمامها ، مالت بعنقها قليلا لتتعرف عليه من جانب وجهه لتجده هو ، خفق قلبها ولكن أتى بفكرها مادار بينهم مؤخرا فزمت شفتيها كالأطفال وعقدت بين حاجبيها بغضب
همت بأن تتحدث معه ولكن فرغت فاها وهي تشهق عاليا عندما عرف عن نفسه ، جحظت عينيها وظلت صامته لا تتكلم
صدم الشاب ورفيقتها فحاول الشاب أن يتحدث مع سلمى ليسألها قائلا :
- ده بجد يا سلمى ؟
عبدالرحمن بحده وصرامه :
- أنسه سلمى ، وبعدين تتكلم معاها ليه ؟ لو عندك كلام ولا حاجه يبقى تتكلم معايا ، وياريت حضرتك متحاولش إنك تحتك بالأنسه سلمى تاني وإلا أنا مش مسؤل عن اللي هعمله
إلتفت عبدالرحمن برأسه للمندهشه خلفه ليرمقها بحده قائلا بعصبيه قليله :
- هاتي حاجاتك يا أنسه وتعالي ورايا يلااا !!
إنتفضت سلمى من هتافه وأومأت برأسها بخوف وإلتقطت حقيبتها وهاتفها ، قبض على يدها وهو يسحبها ورائه بعنف ليخرج بها من الكافيه ، توجه إلى سيارته ليصعد لها ، افاقت هي مما فيه فتوقفت بغضب ونفضت يده بقوه بعيدا عنها
إلتفت لها لتتحدث هي بغضب قائلة :
- لتاني مره تحطني في موقف سخيف زي ده ، إنت مالك ومالي ياعبدالرحمن ؟ ، كنت إشتكتلك ولا حاجه ؟ ، كل ماتشوفني بكلم حد تيجي تحرجني قدامه لا والمره دي كمان تقول إنك خطيبي ، إنت إتجننت مين سمحلك تتدخل في حياتي الشخصيه بالشكل ده ؟
ظل ينظر إليها بحده دون أن يتكلم يحاول أن يسيطر على غضبه ، فجأه مد قبضته ليقبض على معصمها ليجذبها نحوه بقوه ليضرب رأسها برأسه فتفقد وعيها ليحيط بخصرها قبل أن تسقط ، مال بجسده ليضع ذراعه الأخرى أسفل ركبتيها ليحملها
كان هناك من يشاهدهم ، إقترب رجل ما بسرعه ظنا من عبدالرحمن بأنه لصا ويحاول خطفها ، وقف أمام عبدالرحمن وهو يحادثه بحده محاولا أن يأخذ سلمى :
- على فين يا *** إنت فاكر نفسك هتاخد البت عيني عينك كده ، إلتفت لمن خلفه قائلا بهتاف :
- إطلب البوليس ياله
بعد أن وضع سلمى بالسياره ، أشهر مسدسه في رأس الرجل ليردف بحده بنبره عاليه:
- إبعد ياله عن طريقي لأحسن ويمين الله أفرتكلك دماغك
إضطرب الرجل وتوجس بشده وإبتعد للوراء بينما إلتفت عبدالرحمن ليصعد لسيارته لينطلق بها مبتعدا عن المكان مخلفا الغبار خلفه
.................................................. ................
في المشفى دلف عدي لغرفة إيلين وقد رسم الجمود على وجهه ليقترب من سريرها ليقف قائلا :
- أنسه إيلين خلاص هننقلك النهارده الساعه 9 بالليل القاهره بالطيار
اومأت برأسها بابتسامه قائلة :
- متشكره جدا يا حضرة الظابط
عدي بابتسامه ومرح :
- ليه الرسميه دي ، شيلي التكليف خالص
ضحكت بخفوت وهي تومأ برأسها بالموافقه ، إلتفت هو لريهام الواقفه بجوارها ليتحدث ببرود :
- أنسه ريهام ياريت حضرتك تجهزي لإيلين حاجتها من دلوقتي
إحتقن وجهها وكزت على أسنانها من حديثه ، فهو يتعامل مع شقيقتها بطريقه مرحه بينما يتعمد التكلف معها ، تحدثت من بين أسنانها قائلة :
- والله يا حضرة الظابط عارفه إننا تعبينك ومعطلينك عن شغلك
أراد أن يغيظها أكثر ليتحدث واضعا يديه خلف ظهره بإبتسامه بارده :
- ولا يهمك أنسه ريهام ، إيلين زي أختي ، وبعدين مين قال إنكم معطليني عن شغلي ، أنا شغلي دلوقتي إنكم تفضلوا تحت عينيا
إحتقن وجهها بالحمره لحديثه المستفز ، إلتفت لإيلين لتقول بغيظ :
- هاروح الحمام أصلي إتقرفت ، أووف !!
إلتفتت لترمق الواقف أمامها ببرود بعينين مشتعلتين وهي تمر من جواره ذاهبة للخارج ، بعد أن أغلقت الباب خلفها إلتفت هو برأسه ليبتسم بخبث ثم أعاد رأسه للأمام مره أخرى ليجدها تطالعه بمكر ، تنحنح قائلا :
- حم حم ...طيب ....هاطلع أبعتلك ممرضه عشان تساعدك تجهزي
إلتفت ليخرج من الغرفه ليكمل باقي مخططه فلقد شعر بأن أواى خطواته قد بدأت تؤتي ثمارها ، بينما إيلين بعد أن خرج ضحكت بخفوت على مشاكستهما
ذهبت هي للحمام وأغلقت الباب وقفت أمام المرآه مستنده بكفيها على الحوض وهي تنظر لصورتها المنعكسه ، كانت تطالع هيئتها بحنق وهي تكز على أسنانها قائلة :
- أنسه ريهام ، يابن ال .... وإيلين عادي ، ماشي ياعدي والله لأوريك
اخفضت رأسها لتقترب من الصنبور لتقوم بفتح المياه لتغسل وجهها ، أغلقتها وإلتقطتت عدة محارم ورقيه وقامت بتجفيف وجهها ، نظرت لنفسها مره أخيره للمرآه وعدلت هندامها وأخذت شهيقا طويلا ثم تحركت لتخرج
في طريقها إلى الغرفه وأثناء إنعطافها لليمين تراجعت سريعا لتلتصق بالحائط حينما لمحته بعينيها يقف مع فتاة ممرضة ما
كان قد أوقف إحدى الممرضات الحسناوات ليفتعل معها الحديث في اية هراء ، إصطنع أنه سيجري مكالمة ضروريه وطلب منها الإنتظار لثواني ، كان يتحرك واضعا الهاتف المغلق على أذنه ليراقب بعينيه قدومها ، لمحها قادمه فتوجه مسرعا للمرضه ليكمل حديثه الذي كان مليئا بالمدح في جمالها
لم تصدق ما رأت ، مالت برأسها قليلا لتتأكد شكوكها ، إعتدلت وهي تشهق عاليا ثم مالبثت أن كزت على أسنانها وهي تقول :
- بقى كده ! ماشي مااشي
كان يقف وهو يتحدث بالهراء وعينيه ترمق الحائط الذي تختبئ خلفه ، لمحها بطرف عينه حينما مالت برأسها لتختلس النظر ، تعمد هو أن يضحك بصوت عالي ليزيد حنقها
أخذت نفسا عميقا وإعتدلت وخرجت من خلف الحائط لتسير نحو الغرفه ، كانت ترسم معالم البرود على وجهها واللامبالاه به ، مرت بجواره دون أن تنظر له ، أوقفها هو بندائه لها قائلا :
- أنسه ريهام !؟
وقفت في مكانها وهي تكور قبضتيها وتصك أسنانها ببعض ، رسمت إبتسامه بارده على وجهها وإلتفتت لتنظر له قائلة :
- خير يا حضرة الظابط ؟
عدي بإبتسامه مصطنعه :
- أبدا أنا كنت حابب أعرفك على الممرضه لمياء ، اللي بتساعد أخت حضرتك ، أشار للممرضه قائلا :
- أعرفك الآنسه ريهام مختار أخت الآنسه إيلين
اشار هو للممرضه وهم بأن يعرف ريهام قائلا بإبتسامته المستفزه :
- الممرضه.....
ريهام بإبتسامه صفراء :
- وأنا مال أهلي ، عن إذنكم ، وإلتفتت لتدلف لغرفة شقيقتها بينما عدي يكاد يرقص من سعادته حينما شعر بغيرتها عليه بينما الأخرى بجواره حانقه للغايه
تنحنح عدي معتذرا وهو يقول :
-حم حم أنا أسف بس نعمل إيه هي دبش كده .....
قاطعه إنفتاح الباب بعنف لتخرج ريهام رأسها وهي تصيح بعصبيه :
- أنا مش دبش إنت اللي دبش وستين دبش كمان هاه
أغلقت الباب بشده وسط إندهاش كلا من عدي والممرضه لتردف الممرضه :
- عن إذنك ياباشا
لم يلتفت لها عدي بل ظل على حاله ثم مالبث أن بدأ يضحك على مافعلته هذه المجنونه
.................................................
وقف بسيارته في منطقه بعيده قليلا عن الأعين ، ظل بجوارها بالسياره حتى تفيق ، بعد فترة بدأت تتململ قليلا بجانبه ، شعر بها فإلتفت برأسه لها ليرى أنها بدأت تفيق
شعرت بألم وصداع برأسها ، فركت جبينها ببطئ وهي تتأوه بخفوت ، بدأت تدور بعينيها على المكان من حولها لتدرك أنها بسيارة ما في مكان غريب ، إنتفضت في جلستها ومالبثت أن وقعت بعينيها عليه بجوارها
نظرت له بغرابه في بادئ الأمر ثم أدركت سبب تواجده معها الآن ، إحتدت معالمها وهي تنظر له ثم مالبثت أن إلتقطتت الحقيبه بعنف وهمت لتترجل من السياره
قبض على معصمها بقوه وهو يهتف بحده :
- رايحه فين مفكره نفسك جنب بيتكم !؟
نفضت يده بعيدا وهي تصيح بعصبيه قائلة :
- سيب إيدي ، إزاي تعمل فيا كده ؟ إنت أكيد مجنون لا يمكن تكون إنسان عاقل أبدا ، سمعت ياعبدالرحمن مجنون ، وحسك عينك تفكر إنك تتكلم معايا تاني فاهم
تحدث بعنف وهو يضرب بقبضته المقود قائلا :
- حرام عليكي ، كفايه بقى عاوزاني أعمل إيه لما أشوفك بتضحكي مع ده وبتتكلمي مع ده ؟ عاوزاني أسقفلك وأقولك برافو ، انا مش قولتلك قبل كده ياسلمى متتكلميش مع شباب ؟
نظرت له بحده ثم أردفت :
- ومين سمحلك تتدخل في حياتي بالشكل الهمجي ده ؟
إتسعت عينيه من كلمتها ليردد بتعجب :
- همجي !!
تحولت معالمه إلى بركان من الغضب ليشوح بيده وهو يتحدث بنبره غاضبه :
- إني أحافظ عليكي يابنت مهران أبقى همجي؟ ، إني أبعد عنك أي شاب ممكن يأذيكي أبقى همجي ؟ ، إني أحميكي من نظراتهم الوسخه لما واحد منهم بيشوفك أبقى همجي ؟ ، أنا أفهم بصاتهم ليكي عشان راجل إنما إنتي على نياتك مش هاتفهمي حاجه ، إني أطلب منك متتكلميش مع حد فيهم عشان أحافظ على سمعتك أبقى همجي ؟
توقف عن الكلام بعد أن إحمر وجهه من الغضب ، إلتفت برأسه للأمام ليردف بجمود :
- إنتي حره في حياتك يابنت الناس ، من هنا ورايح هاريحك مني وماليش دخل فيكي بعد كده إعملي ما بدالك
كانت تستمع له ورغم صياحه بها إلا أنها شعرت بالأمان وكأنه يحيطها بأنفاسه ليبعد عنها الخوف والضرر ، شعرت بأنه على حق ، هو كل مايهمه هو حمايتها ، الدفاع عنها وكأنها مسؤليته ، شعرت بقلبها يخفق بداخلها من رد فعله ، أيفعل ذلك من أجلي ؟ أيمكن أن يكون ما بداخله يطابق ما أشعر به صوبه ؟ ،لكم أتمنى ذلك ، فلطالما كان هو فارس أحلامي وسيدها الذي أعشقه ، هو كان بر الأمان لي والدفئ الذي كلما فكرت به أشعر به يحيطني
كانت كلماته الأخيره لها كالسكاكين التي تغرز بقلبها ، مالذي يقوله هذا الأحمق ، من قال بأنني لا أريد أن أراه أو ألا يتدخل في حياتي ، الغبي ! كيف له أن يتخيل حياتي دون غيرته التي أعشقها ونظراته الهائمة بي ؟ ،لم تشعر بعينيها التي أدمعت وهي تعض على شفتها السفلى متطلعة له ، إعتدلت في جلستها وهي تشيح بوجهها لتنظر للنافذه مردفة :
- وأنا عاوزه أروح
لم تنتهي من كلمتها لتجد السيارة تندفع بها بسرعة شديده لتنطلق بها نحو المنزل في صمت تام من كلا الطرفين
.................................................. ..........
بعد أن تم نقل إيلين في القاهره ، كانت تنتظر فرصتها بفارغ الصبر لتستطيع الذهاب له ، قررت أن تبقى يوما آخر ثم بعدها ستنفذ ما تنتويه
إستمر عدي في محاولاته في إغاظة ريهام التي كانت تشتعل غيظا من تصرفاته وودت لو تفتك به بينما كان ذلك يسعده بشده ولكن يبدو أنه ليس من اليسير عليه أن يجعلها تخضع لرغبته لتعلن هي عما بداخلها ولكنه لن يتركها دون أن يصل لمراده
منذ ذلك اليوم وهي تشعر بأنها مخطئة بحقه ، ندمت كثيرا على ما تفوهت به ، منذ ذلك اليوم وهي لم تره مطلقا ، حتى حجة أن شقيقها يقوم بتوصيله التي كانت تسعدها لم تعد بعد الآن ، قيقها منشغل بعمله وكذلك هو إختفى من أمامها ، لا تعلم لما تشعر بذلك الخواء بداخلها ، لم تعلم بأنه يعني لها الكثير بهذا الشكل ، من يراها يلاحظ شحوبها وضعفها ، إبتعدت عن الأنظار حتى صديقتها غاده لاحظت ذلك وقلقت عليها كثيرا ولكن لم تعطيها ما يفيد
كان هو الآخر يعاني وكيف لا وهو قد أخذ القرار بالإبتعاد بعد أن وجدها تصده ، بعد ان طلبت منه الإبتعاد عنها ، مؤلم هو ألم القلب ، من الصعب مداواته ، لم يعد على طبيعته ، أصبح عنيفا وقاسيا ، يعامل كل من حوله بعصبيه شديده ، حينما كانت توكل له مهمه كان ذلك هو المنفذ الوحيد لإخراج غضبه ، لا يتحمل ألم قلبه الذي يهلكه ، في بعض الأحيان لا يستطيع التحكم بشوقه الشديد لها ليذهب لجامعتها لينتظرها بسيارته لعدة ساعات حتى تخرج ليملي عينيه من شوقها ، كان يسير خلفها دائما خشيه أن يصيبها مكروه وكيف لا وآل مهران عائلة ذات نفوذ طاغي ولها العديد من الأعداء ، حتى لو كان معها العديد من الحرس لا يطمئن سوى برؤيتها بعينيه ، حبيبته تلك تجعله يعاني ، لاحظ هو الآخر إختلاف حالها بعد تلك المشاحنه بينهما ، أسف كثيرا لها ، ود لو أن يعانقها ليبثها ولو جزءا من شوقه ، لتشعر بالقليل من حبه لها وكم هي تمثل له الحياه فبلاها هو كالجسد بلا روح
لم يخلو أي يوم من مشاكساتهم التي لا تنتهي أبدا ، ورغم خلافاتهم إلا أنه لا يستطيع العيش بدونها فلقد أصبحت أسيرة قلبه ، تعني له الحياه يحب أن يفتعل معها الشجار ليتأمل جمالها وجمال عينيها والأكثر شغفا به هو خجلها ، حينما تصبح هائمه في إبتسامته التي تجعلها كالمسحوره ، وهي ! هي لا تقل حالا عنه ، تعلق به قلبها بشده أصبح يعشق رؤيته ، لقد أصبح ملكها ، يتملكها حاله من الغضب حينما ترى تلك الهاله تقترب منه ، وما يزيد حنقها هو رؤيته أحيانا يتجاوب معها ، لكم تود لو تفتك بكلاهما في ذلك الوقت ولكنها لن تدعه بسهوله فلقد أصبح القلب بأكمله ولن تتخلى عنه
طوال إنشغاله بالعمل لم تبتعد هي عن تفكيره مطلقا ، إحتلت حيزا من رأسه ، في بعض الأحيان حينما يجلس بغرفته وحيدا ممدا على سريره في الليل ترتسم إبتسامه صغيره على شفتيه حينما يمر طيفها أمام عينيه ، لا يعلم لما إنجذب لها ؟ ، ربما لأنها عفويه رغم كل مابدر منها من غضب ، برر ذلك بأنه أيضا لم يدعها وشأنها وكان يتعمد دائما الإحتكاك به ، إتسعت إبتسامته حينما تخيلها بفستان زفاف أبيض وحجابها البسيط وتحمل باقة من الورد وتخطو بقدميها ببطئ إتجاهه ، تنهد بهيام وأغلق عينيه ولكم تمنى أن يتحقق ذلك ولقد عزم على ذلك الأمر حتى لو عذبته هي بعنادها
كانت سعيده للغايه من أجل الذهاب في هذه الرحله الترفيهيه ، ولكن لم تكتمل تلك السعاده وهي ترى صديقتها ورفيقة دربها حزينه بهذه الطريقه دون أن تعرف مابها ، دعت الله كثيرا أن يكشف عن رفيقتها الغمه وأن ييسر لها امورها حتى تعود إلى حياتها المرحه مره أخرى لتنعم كلا منهما بسعادتهما في تلك الرحله
في بعد مرور يوم على تواجدها بمشفى القاهره في المساء بعد أن أصبحت التاسعه مساءا ، فقد طلبت من شقيقتها العوده مره أخرى لشقتها لكي ترتاح قليلا فهي لم تتركها منذ عدة أيام ولم تستطيع أن ترتاح ، عادت ريهام بعد الكثير من محاولات الإقناع لتقابلها صديقتها بإشتياق وتطمئن على حالها هي وإيلين ، طمئنتها ريهام وبعدها دلفت لغرفتها لتذهب في سبات عميق
أقنعت إيلين عدي هو الآخر بالذهاب لمنزله ليأخذ قسطا من الراحه بعد شكره وإمتنانها الشديد له لعدم تركها هي وشقيقتها مطلقا
إستغلت هي الفرصه ونهضت بهدوء من سريرها ، دلفت للحمام الملحق بالغرفه وقامت بإرتداء ثيابها مع الإنتباه لجرحها ، إرتدت بنطال من الجينز الأسود وكنزه قطنيه من اللون البني بأكمام طويله وبفتحه على شكل دائره ، يظهر من هذه الكنزه جزءا من المنطقه العليا عند الكتف أعلى ذراعها ، تركت لخصلاتها السمراء العنان وتحركت لتخرج من المشفى نهائيا
.................................................. .............
أوقفت سيارة أجره وصعدت لها ، دلته على عنوان الفيلا الخاصه بناجي وتوجه السائق بها إليها
وصلت السياره إلى الفيلا ووقفت أمامها ، أعطت للسائق أجرته ثم ترجلت بهدوء من السياره ، إرفعت يدها اليسرى لترى أن الساعه قد أصبحت الثانية عشر منتصف الليل ، تحركت بخطى قليله لتقف أمام البوابه الضخمه ، قامت بالطرق بقبضتها عليها عدة مرات ، فتح لها أحد الحراس من خلال نافذه لكابينه صغيره ، لم يتعرف عليها فتحدث بتساؤل :
- إنتي مين ؟
إحتدت معالمها وإقترب منه لتتحدث قائلة :
- إنت إتهبلت يابني إفتح البوابه يلا
تعرف عليها الحارس بعد أن دقق بوجهها فتحرك على الفور ليقوم بفتح البوابه ، بعد أن دلفت هي للداخل تحدث أحد الحراس قائلا بإبتسامه :
- حمدلله عالسلامه سيادتك
أومأت برأسها بهدوء ثم تسائلت :
- الباشا جوه ؟ ولا في مصلحه بره ؟
أومأ برأسه قائلا :
- لأ جوه سيادتك وفرج بيه برده
أومأت هي برأسها ثم تحركت نحو باب الفيلا لتدلف لها ، دخلت ووقفت قليلا خلف الباب لتتأمل كل شئ حولها بهدوء ، تحركت بخطى بطيئه وعينيها تدور على كل شئ ، توقفت فجأة وقد شعرت بإنقباضه في قلبها وكل ما همست به هو حروف إسمه مع إبتسامه عاشقه :
- مراد
كان الجميع نيام ، تحركت ببطئ إلى أعلى لتصعد لغرفتها ، بمجرد أن وصلت للطابق الثاني ووقفت في بداية الرواق حتى تغلغلت رائحته إلى أنفاسه لتخترق صدرها لتصل لذلك القلب خلف أضلعه ، تحركت كالمنومه خلفها ونبضات قلبها تزداد علوا ، قادها قلبها إلى غرفته ، مرت بجوار مكتب ناجي ببطئ إلى أن وصلت لباب غرفة ما ، لا تعلم إن كانت تخصه ولكن كل ما فعلته أنها أطاعت قلبها لتمسك بمقبض الباب وتلفه لتدلف للغرفه
بمجرد أن دلفت حتى شعرت بأنفاسه تحيط بها بكل مكان ، أغلقت الباب ووقفت خلفه لتتنفس بعمق شديد وهي تتنعم برائحته من حولها ، دارت بعينيها بحثا عنه ولم تجده أين هو ؟
حل الليل وكان الجميع نيام ، فتح الباب ببطئ لينظر للخارج ، دار بعينيه في جميع الأنحاء ، لم يجد أحدا ، تحرك يتسلل ببطئ للخارج متوجها إلى حيث يقبع ذلك المكتب ، كان يتحرك ببطئ وهو يتلفت خشية ان يراه أحد ، وصل لباب المكتب ، مد يده ليمسك بالمقبض بهدوء
ادار المقبض ليفتح الباب ببطئ ويدلف للداخل مغلقا الباب وراءه بهدوء شديد ، وقف خلف الباب ثم مد يده ليخرج الهاتف من جيبه ليشعل الكشاف الذي به ليساعده في البحث ، اخذ يدور بعينيه في الغرفه وإتجه مباشرة إلى المكتب
تقدم منه ليجلس على الكرسي خلفه ، مد يده الأخرى ليسحب إحدى الأدراج لينير بالهاتف بداخله ، وجد عدة ملفات ، أخرجها ليضعها على المكتب أمامه ورفع يده بالهاتف فوقها ، اخذ يقلب بداخلها لم يجد شيئا مفيدا ليدينه
أعادها لمكانها ثم مد يده ليفتح التالي ، فتحه ليجد ملفات أخرى ، قام بإلتقاطها ليضعها على المكتب ليفتحها ، في هذا الملف وجد عدة صور للعديد من الفتيات وفقط عدة معلومات تخصهم مدونه أسفل صورة كل فتاه ، أخذ يقلب بين كل صفحه والأخرى ولم يجد سوى هذا النمط صور الفتيات وأسفلها معلومات عنهن
لم يجد شيئا مفيدا في هذا الملف أيضا ، تأفف بضيق ثم أعاد الملف لمكانه ، هم ليفتح الثالث ولكنه كان مغلقا ، حاول بقوه قليلا ولكن لم يجدي ذلك نفعا ، فجأة وصل لمسامعه صوت أقدام قادمه بإتجاهه ، إنتفض بسرعه ووقف أمام المكتب ، أخذ يتلفت بعينيه ثم وقعت أعينه على الشرفه ، تحرك مسرعا إتجاهها ووقف بها تطلع حوله ليجد طرفا من السور يبرز للأمام ، لم ينتظر للحظه ليرفع قدميه محاولا الوقوف على ذلك الجزء
ألصق ظهره بالحائط ووضع الهاتف بجيبه ، بدء يتحرك ببطئ شديد وظهره ملتصق بالحائط وعينيه تنظر للأسفل ، إستطاع الوصول إلى منطقه أكبر حجما قليلا ليتنهد بعمق ثم يتحرك بهدوء سيرا عليها وهو يتلفت حوله خوفا من أن يراه أحد ، إستطاع الوصول لشرفة غرفته ليقفز بداخلها
كانت تتحرك لتبحث عنه وجدت شخصا ما يقفز بالشرفه ، تراجعت مسرعة لتختبئ بجوار أحد الحوائط البارزه بالغرفه ، وجدت ظل ذلك الشخص يتحرك ليقترب من باب الشرفه ، إعتدلت لتنظر أمامها وفجأة شعرت به ، شعرت بقلبه الذي أخذ ينبض عاليا هو الآخر حينما شعر بقربها
مالت براسها قليلا لتجده يمر من جوارها ، لم تشعر بحالها سوى وهي تتعلق بعنقه بشده لتعانقه بشغف ، وقف مذهولا مما حدث ، لم يصدق أنها هي ، فجأة وجد من ترتمي في احاضنه لتتعلق بعنقه ، همس بتساؤل وهو متعجبا :
- إيلين
إبتسمت وهي تضمه لها بشده ، أبعدها عن عنقه بوه قليلا لينظر لها بغضب وسط دهشتها ليتحدث بحده قائلا :
- إنتي إتجننتي !! بتعملي إيه هنا ؟ إزاي تسيبي المستشفى وإنتي في الحاله دي ؟
تفاجأت من فعلته معها ، تجمدت في مكانها وهي تطالعه بغير تصديق ولم تتكلم مطلقا ، عصبته ردة فعلتها هذه ، قبض على ذراعيها وهو يهزها متناسيا لجرحها قائلا بغضب :
- إزاي تيجي هنا تاني ؟ أنا مش كنت قولتلك إن أنا اللي هجيب حقك ؟ مسمعتيش الكلام ليه ورجعتي ؟
نظرت له بتوجس قائلة :
- يعني إيه الكلام ده ؟
قال بنفاذ صبر :
- يعني مكنتش عاوزك تظهريلي يا إيلين ، مكنتش عاوز أشوفك قدامي ، إرتحتي يا إيلين !؟
دمعت مقلتيها وهي تنظر له بألم قائلة بهمس مجيبة على سؤاله :
- قلبي هيموت لو جرالك حاجه
نظر لمقلتيها ولم يتحمل ذلك الألم بداخلها ، أنزل يديه من على ذراعيها ، ورفع رأسه عاليا ليغمض عينيه بألم ، أخرج زفيرا حارا ثم أخفض رأسه لينظر لعينيها ليجد البرود قد إحتل عينيها ، علم بأنها تتألم بداخلها ولكنها تكابر حتى لا تظهر ذلك
تنهد بعمق وهم ليقترب منها قائلا :
- إيلين ...
أشارت بيده في وجهه لتقاطعه ، توقف مكانه لتتحدث بجمود قائلة :
- مفيش داعي تتعب نفسك عشان تجيبلي حقي أنا مطلبتش منك كده ، أكملت بنبره حاولت أن تظهر فيها البرود ولكنها فشلت لتتحدث بنبره مختنقه وعيون لامعه :
- أسفه لو كنت ضايقتك ، أنا بس ...أنا ..أا .... وحشتني
قالت الأخيره وعينيها تبوح بإشتياقها له ، لم يتماسك أمامها مظهرا عصبيته منها لقترب منها في لحظة ليحتضن وجنتها بكفه الخشن وهو على بعد إنش من وجهها ليطالع عينيها بألم من أجلها ليهمس بصدق حزين :
- وحشني حبك
نظرت له وعبراتها متعلقه بأهدابها ثم قطبت بين حاجبيها بغضب منه وهي تحاول أن تبعد يده عن وجهها ولكنها فشلت ، كورت قبضتيها الصغيرتين لترفعها لتضرب بها صدره بضعف قائلة بنبره متحشرجه من بكاؤها :
- وجعتني ، وجعتني بكلامك يا مراد
لم يتحمل رؤيتها تتألم بهذا الشكل أمامه ، قبض على يديها ليضعهما خلف جسدها ليمسك بقبضتيها الصغيرتين ليلصقها بظهرها جاذبا لها لصدره ، حاولت الفكاك بشده رغم تألمها بسبب جرحها ، ضمها بشده وهو يضغط على ذراعيها ممسكا بيديها خلف ظهرها ، مال على وجنتها ليلثم وجنتها بقبله دافئه وهو يبثها عشقا ، لكم إشتاق لبشرتها الناعمه بعبيرها العطر
أغمضت عينيها لتقاوم قلبها الصغير بداخلها ولكن لم تستطع ، كيف لها لتسيطر عليه ومن أمامها هو ملك ذلك القلب ، أغمضت عينيها لتسبح بعالم آخر ، شعرت بأنها تطير وسط السحب ولكم عشقت ذلك
بعد أن لثم وجنتها إبتعد بفمه ليلصق وجنته بلحيته الخشنه لوجنتها الناعمه وقد إرتخت قبضتيه قليلا على يديها ، أغمض عينيه ليتنعم بما إشتاق له قلبه بسبب إبتعادها عنه ، همست مغمضة عينيها قائلة :
- مراد ؟!
همهم هو وهو بعالمه :
- ممم
همست بنعومه متلعثمه قائلة :
- إب..إبعد
بعد أن أرخى قبضتيه عنها قام بزيادة قبضته عليها وهو يضمها له دلالة على الرفض منه ، إقترب من أذنها ليهمس بحب :
- إيلين إنتي عشقى ، إنتي الروح
إبتسمت بحب وهي ترد قائلة بهمس :
- وإنت القلب
أرخى قبضتيه عنها لترفعهما تلقائيا لتعانقه بشوق وهي تنهل من دفئه وترتوي من حنانه ، بادلها هو عناقها بشده فتأوهت قليلا ، إنتبه هو لألمها ، فابتعد عنها ببطئ وهو ينظر لها بقلق قائلا :
- حبيبتي أسف
نظرت له بإبتسامه وهي تحاول أن تطمأنه ولكنها لم تستطيع ان تمحي علامات الألم من على وجهها ثم تحدثت :
- أنا كويسه
نظر لها بقلق فأردف بحده قليله :
- كويسه إيه ؟ إنتي مش شايفه نفسك ؟
وضعت يدها على الجرح ثم قالت وملامح الألم تعتلي وجهها :
- تلاقيه الجرح بس
أبعدت يدها لتقع عينيه على أناملها الملطخه بالدماء ، نظر لها بخوف ثم قال لها بتوجس :
- إيلين الجرح بينزف
نظرت له بتوتر وهي تبتلع ريقها ، قام بالإمساك بيدها ليسحبها خلفه ليجلسها على السرير ، نهض من جوارها ثم إتجه لباب الغرفه ليوصده حتى يضمن عدم دخول أحد ، إتجه بعدها للحمام ليدلف وهو يتجه صوب خزانة صغيره توجد بداخله ليفتحه مخرجا علبة إسعافات أوليه
خرج من الحمام ليتجه للقابعه على السرير ، جلس أمامها سألته :
- هتعمل إيه ؟
تحدث بهدوء :
- هششش !!
مد يديه ليفتح الستره التي ترتديها ثم قام بمساعدتها بخلعها بهدوء ، كانت ترتدي أسفله توب بحماله بني ، ألقى نظره على الشاش الملفوف حول الجرح وجد بعض الدماء تغطيه ، نفخ بضيق وهو يرمقها بطرف عينه بحده ، ضحكت بخفوت لخوفه عليها فمالت لتحتضن وجنته بيدها الناعمه لتقبل وجنته الخشنه بحب ، إبتعدت عنه وهي تحرك شفتيها دون ان يخرج لها صوت بكلمة :
- بحبك
رفع حاجبه مضيقا عينيه بمكر ثم إبتسم بجانب فمه ليعود بناظريه لما بيده ، إعتدل جيدا لها ليبدأ بفك الشاش ثم تحدث قائلا بهدوء :
- قوليلي أعمل إيه خطوه خطوه عشان مبهدلش الدنيا
تحدثت بهمس قائلة بعد أن قام بفك الشاش :
- أول حاجه تفضل تحبني
إبتسم وهو ينظر للجرح دون أن يرفع عينيه لها ثم قال وهو يمد يديه ليلتقط القطن ليجفف الدماء وهو يقول :
- دي الخطوه الأولى ؟
أومأت برأسها ثم قالت :
- والتانيه إنك متبعدش عني أبدا
أنزل القطن ليضعه جانبا ، ثم مد يده ليأتي بقطن آخر نظيف ليضمد الجرح قائلا بإبتسامه :
- ولو فكرت ؟
إحتدت معالمها بشده قائله وهي تقول من بين أسنانها :
- هاعصر قلبك بإيدي
ضحك بخفوت وهو يرمقها بعينيه ثم يعود بناظريه ليضع الشاش على الجرح ولم يتكلم ، نظرت له شزرا وهي تنفخ بضيق ، بعد أن إنتهى إلتقطت سترتها بعصبيه لتنهض بعنف من جواره ، قبض على يدها ونهض ليعانقها من خصرها مانعا إياها من الذهاب ، تنهدت بإستسلام واضعة يديها على مرفقيه ، قامت برفع ذراعيها لتلفهما حول عنقه لتحتضنه ، تنهدت بعمق وهي تقول بحزن :
- مراد !؟
مراد وهو يمرغ وجهه في خصلاتها قائلا :
- حبيبتي
اردفت بحزن :
- مراد بالله عليكي ما تقولي إنك هتبعد عني في يوم من الأيام
مسد على رأسها بحنان ثم أبعد رأسه قليلا عنها ليحيط وجهها بكفيه وهو يمسح بأنامله على وجنتها الناعمه بينما تحيط هي بخصره ، همس قائلا :
- عمري إيلين ، عمري مابعد عنك أبدا
مال ليقبل جبينها بعمق ثم إبتعد عنها وهو ينظر لعينيها ليردف بعشق :
- بحبك
إيلين بإبتسامه هائمه :
- مرادي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:42 AM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم

الحلقه التاسعة عشر "الجزء الأول "

...........(عدوي بين ثنايا قلبي ).............

صباح اليوم التالي ، إستيقظ من نومه وهو يتثائب ، فتح عينيه لينهض من سريره ، هم بالذهاب إلى الحمام ليلفت نظره بعض القطن الملطخ بالدماء ، أسرع هو لجمعه ليلقيه بعيدا حتى لا يره أحد

توجه إلى الحمام ليدلفه لينعم ببعض المياه البارده على جسده قليلا ، بعد أن إنتهى أحاط خصره بمنشفه متوجها إلى الخارج ، توجه إلى خزانة الملابس ليخرج له قميصا قطنيا أبيض وبنطال جينز أزرق قاتم ، إرتدى ثيابه ثم شرع في إرتداء ساعته ذات الماركه

إلتقط فرشاة وقام بتمشيط خصلاته السوداء الكثيفه للوراء ولكن تأبى تلك الخصلات أن تظل مكانها لتتمرد بعضها لتسقط على جبينه في صوره مثيره ، وضع عطره المفضل ثم تحرك بخطاه نحو الباب ليخرج من الغرفه

عندما نزل للأسفل وجد ناجي يجلس على مائدة الفطور بغرفة الطعام ، كز على أسنانه غيظا فلكم يود لو أن يملك القدره حاليا ليفتك بذلك الناجي

كظم غيظه متوجها إليه ثم إلتفت له ليقول بإبتسامه صفراء وهو يشرع بالجلوس على كرسي الطاوله :
- صباح الخير يا ناجي بيه

ناجي بإبتسامه وهو يرفع عينيه من الجريده التي بيده :
- يا أيمن بيه
قالها ثم أعاد نظره لما بيده مره أخرى

مد مراد يده ليلتقط خبزا ليضع به بعضا من المربى وهو يقول ببرود :
- أخبار البضاعه إيه يا باشا ؟

ناجي وهو يطوي الجريده ليضعها جانبا :
- والله يا أيمن بيه لسه هتاخد شوية وقت على معرف أجيبهالك

مراد بتساؤل :
- ليه يعني ؟ دول هما ربع طن مش هتقدروا عليهم !

ناجي وهو يرفع كوب الشاي ليرتشف منه قائلا :
- مش ده القصد ، فكرك يا أيمن بيه إنه مالناش أعداء بيحاولو إنهم يخربو علينا

في هذه اللحظه إنضم إليهم فرج ليشاركهم الفطور ، مد يده ليرجع الكرسي بجوار ناجي قليلا للوراء ثم جلس به ليردف بإبتسامه صفراء وهو يتطلع لمراد :
- وماله يا أيمن بيه لما تتأخر شويه ، ما سيادتك مشرفنا ، ده حتى ياراجل من يوم ماجيت والبيت ...نور

نظر له مراد وإبتسم إبتسامه بارده مستفزه وهم ليرد ليأتيهم الرد بالنيابة عنه منها وهي تدلف للغرفه قائلة بتهكم :
- طول عمرك ونورك مغطي يافرج

إلتفت الجميع لمصدر الصوت ليتفاجأ كلا من فرج وناجي من وجودها ، نهض كلا منهما من على الطاوله ، توجه ناجي لها ليقف أمامها قائلا بغير تصديق :
- إيلين !! جيتي إمته وكنتي فين الفتره اللي فاتت دي ؟ وإيه اللي جرالك ؟

أردف فرج هو الآخر مكررا لنفس السؤال بلهفه ، نظرت له إيلين ببرود وهي تقول :
- هو الباشا سأل نفس السؤال بالهيروغليفي ولا إيه ؟

ضحك فرج بتهكم قائلا وهو ينقل نظراته لناجي :
- كده تمام ، إطمن ياباشا هي كويسه

نظرت له بتعابير متشنجه ثم إلتفتت لناجي لتردف قائلة ببرودها المعتاد :
- نقعد وهحكي اللي حصلي

همو بالإلتفاف ليجلس الجميع ، وقعت عينيها عليه جالسا ، كتمت ضحكتها بصعوبه وهي تتصنع التنحنح لما رأته في تعابير وجهه

حينما وجد كلا منهما يقتربان منها وناجي يتلمس يديها وذلك الفرج الذي كاد يلاصقها ، جحظت عينيه غضبا مما يرى ، كيف لهؤلاء الحقراء أن يقتربو منها لهذا الحد دون أن يبعدهم عنها ، شعر أنه كالمكبل ، لذلك غلت الدماء في عروقه وهو ينظر لهم بنظراته القاتله

علمت ما يدور بخلده أرادت أن تهدأ روعه مسرعة حتى لا يفتضح شئ ، لابد أن يعتاد على ذلك طوال فترة تواجده ، إقتربت منه لتتصنع البرود وهي تقول :
- ده الكرسي بتاعي قوم

نظر لها مراد وهو يحاول التحكم بغضبه وحانت منه إلتفاته لناجي ليتحدث الأخير بهدوء قائلا :
- إيلين ، المساعده بتاعتي ، زي دراعي اليمين

أعاد مراد النظر لها ثم تحرك ليجلس على المقعد الذي بجواره ، أزاحت الكرسي لتجلس عليه بهدوء تحت أنظار فرج التي لم تتركها

شعرت به عينيه لم تفارقها ، إغتاظت بشده ولكنها لم تبدي ذلك ، تحدثت ببرود وهي تنظر في طبقها قائلة :
- هاتفضل متنح كده ولا إيه ؟

نظر لها مراد وناجي بتساؤل بينما رفعت عينيها لمن يقبع أمامها لتردف ببرود :
- مبحبش كده

نظر مراد وناجي لفرج الذي أشاح بعينيه بجمود فقبض مراد على ملعقته بقوه شديده لمحتها القابعة بجواره ، أردفت مسرعة وهي تقول لناجي :
- مين الضيف يا باشا ؟

ناجي وقد رفع انظاره من الطعام أمامه بينما إلتفت فرج ومراد لناجي وإيلين ليكمل ناجي قائلا :
- ده الأستاذ أيمن رشوان ، صاحب مجموعة الرشوان ، والباشا طالب مننا مصلحه

قطبت جبينيها بتساؤل فأردف مراد بهدوء :
- ربع طن هروين

نظرت له لترفع حاجبيها بإستنكار قائلة :
- وفكرك إنك هتعرف تاخد حاجه ؟

عقد مراد بين حاجبيه بإستغراب وكذلك الباقين ، لتردف وهي تضع الطعام بفمها :
- إنتو نسيتو ميشيل ولا إيه ؟

لوى فرج فمه بإشمئزاز بينما تنهد ناجي بغضب وهو يقول :
- إزاي دي تاهت عن دماغي

تسائل مراد قائلا :
- مين ميشيل ده ؟ وإيه علاقته باللي هتعملوه ؟

إيلين وقد حانت إلتفاته لناجي ليومأ لها برأسها فتتحدث قائلة :
- أقولك أنا ، البضاعه اللي عاوزها تجيلك هتيجي عن طريق روسيا شغلنا كله مع المافيا هناك ، والزعيم أو زي ما بنقول الراس الكبيره هو جاك ......
طول عمرنا وإحنا اللي مسيطرين بعده هناك بس لازم كل خرابه وفيها عفريت ، والعفريت بتاعنا هو ميشيل ..... حابب يكون هو الدراع اليمين بتاع جاك ويدمرنا عشان كده علطول في عداوه ووصلت قبل كده كذا مره للقتل
وغير كده إنه زارع وسطنا جواسيس ينقلوله كل تحركاتنا خصوصي لما نكون مستعدين ننقل او نجيب بضاعه واللي بيعمله بسيط
يشتري رجاله من عندنا ويعرف البضاعه فين ، يهجم عليها ياخدها ويكسب ، بعدها بيطلع على جاك ويحاول يفهمه إنه إحنا خاينين وكنا بنحاول نبيع البضاعه لأعداء جاك عشان نخلص منه
بس مقدرش ينجح عشان بوظنا خطته ومن ساعتها وهو مستني أي غلطه ممكن تجيبنا الأرض ، عشان كده مش من السهل دلوقتي إننا نجيبلك بضاعه ، خصوصي إننا كان عندنا مهمه وكانت صعبه وهو دلوقتي مقوم الدنيا ، إصبر

تنهد مراد بعمق ولم يعقب ، تحدث ناجي قائلا :
- إنتي كنتي فين يا إيلين ؟

إنتبه مراد جيدا وكذلك ناجي ، أخرجت هي زفيرا وإعتدلت لتردف قائلة :
- بعد الهجوم اللي حصل علينا أنا إنصابت برصاصه هربت ، بعدت عن المكان وبعدها محستش بنفسي غير وأنا في مستشفى ، لما إتحسنت في أقرب وقت جبت بعضي وجيت

ضحك فرج بسخريه وهو يقول :
- عاوزانا نصدق البؤين دول ؟

نظرت لمراد بطرف عينيها ، ثم نظرت لفرج ببرود وهي تمد يدها لتقبض على كنزتها لتزيحها قليلا عن كتفها ليظهر الشاش الملفوف حول جرحها ، صمت فرج ولم يعقب بينما نظر ناجي شزرا له ، إعتدلت وهي تقول بجمود :
- شبعت هاطلع أرتاح شويه

تحركت لتنصرف تاركة الجميع لتصعد لأعلى بينما عيني فرج لم تتركها ، وقعت أعين مراد على من يراقبها ، صك أسنانه ببعضها ثم تحدث بإبتسامه صفراء وهو ينهض قائلا :
- حيث كده بقى ياناجي بيه ، أنا لازم أبلغ الجماعه بالأخبار دي عشان يكون عندهم علم بالتأخير

أومأ ناجي برأسه له لينصرف مراد كابحا جماح غضبه من أمامهم

.................................................. ...

وصلت بسيارة أجرى للمشفى ، ترجلت من السياره لتصعد درجات السلم الخارجي للمشفى ، دلفت لتصل للمصعد ليصعد بها للطابق الذي يقبع به غرفة شقيقتها ، توجهت للغرفه ووقفت أمامها لتطرق الباب ثم تدلف

فتحت الباب لتدخل لتقع عينيها على السرير الفارغ أمامها إضطربت قليلا ثم توجهت إلى الحمام الملحق بالغرفه لتطرق الباب علها تجد شقيقتها :
- إيلين !؟ ، إيلين إنتي جوه ؟

لم يأتيها رد ففتحت الباب لتدور بعينيها لتجد لا شئ ، إتسعت عينيها خوفا ، أين يمكن أن تكون قد ذهبت ، إلتفتت لتخرج من الغرفه مسرعة ، أوقفت ممرضه وهي تركض أخذت تلهث وهي تسأل بلهفه :
- لو سمحتي ، لو سمحتي ، المريضه ...المريضه إيلين مختار اللي كانت بالأوضه دي
قالتها وهي تشير إلى الغرفه ، لم تكد لتكمل كلمتها ليرن هاتفها النقال

تركت ذراعي الممرضه لتنصرف الأخيره بينما تخرج هي الهاتف من حقيبتها ، وجدت رقما غريبا ، ردت :
- ألو !؟

تحدثت وهي تلقي بجسدها على السرير :
- أيوه يا ريهام

تحدثت ريهام بلهفه وقلق :
- إيلين ! إيلين إنتي فين ؟ أنا قلبه عليك الدنيا ومش لاقياكي !

إيلين وقد أخرجت زفيرا حارا ورفعت يدها لتفرك جبينها :
- إطمني أنا كويسه ، أنا رجعت لناجي

صدرت منها صيحه عاليه بحده وهي تجيب :
- إيييه !!!

إنتبهت إلى تواجدها بالمشفى ، خرجت بخطواتها السريعه لتذهب بمكان بعيد نسبيا في حديقة المشفى لتتحدث بحده :
- إنتي إتجننتي يا إيلين عشان ترجعي هناك تاني ؟ إنتي كده هتأذي نفسك !

إيلين موضحة بهدوء :
- ياريهام إفهمي ، أنا مينفعش أمشي دلوقتي أنا لسه في نص الطريق ولازم أكمل ماينفعش أرجع ، خصوصي إنه في حياة بني آدم تاني في رقبتي

تنهدت ريهام بعصبيه قائلة :
- يا إيلين مراد مش صغير مراد أذكى منك ومنهم وهيعرف يتصرف معاهم وهو اللي كان طالب مننا إننا نبعدك عنهم ، ثم أردفت بتعجب قائلة :
- أنا مش عارفه أصلا إزاي شافك وسكت

إيلين بنفاذ صبر وهي تعتدل على السرير أتبعتها بحده :
- شافني يا ريهام ، شافني وخلاص ، وبعدين إفهميني مراد دلوقتي حياته بقت متعلقه بيا عاوزاني أسيبه في النار لوحده ، ده مراد يا ريهام

ريهام وقد يأست من إقناع شقيقتها فتحدثت بإستسلام :
- خلاص يا إيلين أنا بس حبيبتي خايفه عليكي

هدأت إيلين قليلا ثم إبتسمت قائله :
- متخافيش حبيبتي ، المهم ده هيبقى الرقم اللي هاتصل عليكي منه علطول ، إوعي تتصلي إنتي أنا اللي هاكلمك ، هاكلمك كل ما الفرصه تسمح ، وعاوزاكي تطمني

تنهدت ريهام بحزن قليلا وهي تردف :
- حاضر

إنتبهت إيلين لشئ ما فنادتها مسرعه :
- ريهام !؟

أجابت الأخرى بعد أن أعادت الهاتف على أذنها مره أخرى :
- أيوه ؟

إيلين بهدوء :
- ريهام. ..... بصي أنا هقولك إللي شفته واللي شوفته وحسيته إنه الظابط عدي معجب بيكي

تخضبت وجنتيها إحمرارا من إعتراف شقيقتها فتحدثت بتلعثم :
- هااا....

إيلين وهي على حالها :
- أيوه وبصراحه أنا شايفاه بني آدم محترم وبيخاف عليكي وبياخد باله منك ، ميغركيش جو البرود اللي بيعمله عليكي ، هو مهتم بيكي علشان كده خليكي جنبه ريهام هو اللي هيقدر يحميك طول مانا بعيده عنك

إبتسمت ريهام بخجل ثم تحدثت بإنتباه :
- يعني هو مش بارد ؟

ضحكت إيلين بخفوت :
- بصي هو أنا معرفش اللي حصل بينكم وخلاكم قافشين كده من بعض بس هو اه مش بارد اللي اقدر اقولهولك انه البرود اللي بيبنه معاكي ده الوش اللي بره عشان يخليكي تنتبهيله وبس وتضايقي

شهقت ريهام وهي تردف بتوعد :
- بقى كده ياحضرة الظابط ، مااشي ، يا إيلين ده هيشوف أيام سوده

ضحكت إيلين وهي تقول :
- ماشي ، بس إوعي تقتليه متعمليش زي لما بشوف مراد منفضلي ببقى عاوزه اقتله وبمنع نفسي بالعافيه

تحدثت ريهام بخبث وهي تغمز بعينها :
- اه ياعم لاعبه معاك إنتي وهو في بيت واحد

إيلين وهي تلوي فمها :
- ياختي إتوكسي ، طول ما الزباله دول معانا ربنا يستر ده أنا بحوشه عنهم بالعافيه ، إنتبهت وهي تقول :
- ده أنا نسيت خالص البيت بتاعي ، ده ليلته فل

ريهام وهي تعقد بين حاجبيها بتوجس :
- هتعملي إيه في الواد يابت ؟

إيلين بخبث وهي تردف بدلال :
- ولاااا أي حاجه ، يارب بس محدش يقفشنا

فغرت ريهام فمها بغير تصديق ثم مالبثت أن إنفجرت في الضحك عاليا وهي تقول :
- يلهوي عليكي الله يكون في عونك يابشمهندس ، إيلين ورحمة أمي لو فضلتي إنتي وهو في جو التسبيل والحب ده هاتتقفشو يابنت الناس وهتروحو في داهيه

إيلين وهي تغمز بإحدى عينيها :
- لا إطمني ، أختك ناصحه

همت ريهام بالتحدث فإنتبهت لمن يقف بسيارته أمام المشفى ليترجل منها :
- اا...إيلين بقولك إيه إقفلي المحروس بتاعي جه ، اما ألحقه بقى

قطبت الأخرى بين حاجبيها بعدم فهم ثم مالبثت ان فهمت مقصد شقيقتها لتتحدث قائلة :
- ماشي وزي ماقولتلك هابقى اتصل أنا ، يلا سلام

أغلقت ريهام مع شقيقتها وهي تتوجه نحو عدي الذي كان يهم بالدخول للمشفى إلا أنها أوقفته بهتافها :
- يا حضرة الظابط ، حضرة الظابط

تحدث مع نفسه من بين أسنانه :
- برده حضرة الظابط ، يااارب بقى زهقت

وقفت أمامه ليتحدث بجمود :
- خير يا ..يا أنسه ريهام

نظرت له بتهكم وهي تحدث نفسها قائلة :
- أنسه برده يا بن العبيطه

إبتسمت إبتسامه صفراء وهي تقول :
- أبدا بس إيلين مشيت

أزال النظاره السوداء من على عينينه ليردف بغير تصديق :
- إيه ! مشيت ؟ مشيت راحت فين ؟ وإزاي الكلام ده ؟

ريهام بهدوء وهي تعقد يديها أمام صدرها :
- عادي رجعت لناجي

هتف بصدمه :
- نععم !!

ريهام ببرود :
- عادي ، هي رجعت عشان تكمل اللي بدأته ، أمال إنت فكرك إنكم هتوقعوه من غير مساعدتها

عض على شفته السفلى من غيظه من تلك البارده أمامه فأومأ برأسه وهو يقبض على ذراعها ليدفعها امامه قائلا من بين أسنانه :
- طب يلا ياختي إنجري قدامي

إحتدت معالمها وهي تحاول ان تفلت منه قائلة :
- ياخويا سيب إيدي إنت عاوز إيه الله !!

فتح الباب بيد والأخرى قابضة كالكماشه على ذراعها وهو يقول بهمس مخيف :
- صوتك مسمعهوش إركبي زي الخرسه

نظرت له بتوجس وأومأت برأسها وصعدت بدون أن تتحدث ببنت شفه ، بعد فتره من الوقت وصلت السياره أمام مقر الشرطه ، إلتفت لها ليقول بلهجه صارمه :
- إنزلي

زمت شفتيها كالأطفال ثم هتفت بوجهه بغضب :
- إنت جبتني هنا ليه ؟ روحني يلا

نظر لها وقد جحظت عينيه غضبا ، فإقترب منها ببطئ وهو يعض على شفته السفلى في هيئه مخيفه ، إنكمشت على نفسها واغمضت عينيها وهي تقول برعب :
- هانزل وربنا هنزل بس إنصرف إنصرف الله يخليك

فتحت عينيها ببطئ لتجده يهم بالنزول من السياره ، أغلق الباب بعنف وهو يهتف بحده :
- يلا يابت

إنتفضت وإرتبكت بشده وهي تلم أشيائها لتترجل من السياره ، بعد أن نزلت منها إلتفتت له ليردف بغضب وهو يشير لها لتتبعه :
- إنجري ورايا

إلتفت ليسير أمامها وهو يحاول ان يكتم ضحكته التي توشك على فضحه بينما هي تسير خلفه وهي تتلفت حولها لتتأمل المكان بخوف

سار أمامها وهي تتبعه إلى أن وصل لمكتب اللواء عبدالحميد ، طرق الباب وإنتظر إذن الدخول ، دلف أولا ثم لحقت به ، وقف امام اللواء منتصبا وهو يلقي التحيه :
- تمام يا فندم

نظر عبدالحميد لكلاهما ليردف بجديه :
- إتفضلوا

جلس كلا من عدي وريهام تقابله وخلف المكتب اللواء ليتحدث عدي قائلا :
- إيلين رجعت سيادتك لناجي تاني

اومأ عبدالحميد رأسه بتفهم وهو يقول :
- للأسف مكنش في حل غير كده وكويس إنها لاحظت ده وبادرت الأول وراحت هناك ، عارف إنه فيه خطر عليها بس ده أقل الخطرين وأسلم حاجه

عدي وهو يحك ذقنه بأنامله :
- طب ودلوقتي يا باشا ، إحنا كنا متفقين ناخدهم الإثنين في مكان أمان على ما نقبض على الكلب ده
عنى عدي بكلامه " ريهام وإيلين "

تسائلت ريهام بتعجب وهي تنقل نظراتها بين عبدالحميد وعدي :
- تاخدونا !! تاخدونا فين ؟

تنهد عبدالحميد وهو يفكر قليلا :
- كنا هنوديكم مكان آمن يا بشمهندسه بس زي مانتي شايفه المخطط إتغير ، فكر عبدالحميد ثم ضيق عينيه وهو ينظر لريهام قائلا :
- بشمهندسه ريهام ؟

إلتفتت له لتبتلع ريقها وهي ترد بتوجس :
- أيوه يا فندم ؟

نظر عدي بإنتباه لرئيسه لينزل بخبر كالصاعقه على مسامع الإثنين :
- إيه رأيك لو تشتغلي معانا هنا في القسم ؟

ردد الإثنان بغير تصديق قائلا :
- نعم !!

عبدالحميد بهدوء :
- إفهميني يا بشمهندسه ، إنتي ماشاءلله عبقريه في إستخدام الكمبيوتر ، وكنت السبب إنك توقعي عصابات كتير وتخلصي البلد من جرايمهم وللأسف بسبب كده إنتي حاليا بقيتي مطارده من كل الجهات دي والكل بيحاول يوصلك ، الأحسن ليكي إنك تشتغلي هنا هتفيدينا إننا نوصل لباقي تشكيل العصابات دي وكمان لمجرمين تانين وكمان هتكوني في أمان وتحت عينينا هنا لحد ما المهمه دي تنتهي واختك ترجع بالسلامه

تحدث عدي بتعجب :
- ياباشا تواجدها هنا هيبقى في خطر عليها برده ممكن حد يشوفها

عبدالحميد وهو يلتفت لعدي قائلا :
- هنا محدش هيقدر يقربلها ابدا هي هتفضل هنا طول النهار ولما شغلها يخلص ، تاخدها وتروحها البيت وكمان هيكون فيه ناس يراقبو الاجواء عندها ، إحنا بنحاول نقلل الخطر عليها قد مانقدر

رمشت هي بعينيها وتحدت بإرتباك :
- طب ..طب سيادتك...لو لو إشتغلت هنا يعني هاشتغل إيه ؟

عبدالحميد بجديه :
- زي مانتي ، هاكر

تفاجأت ريهام ونظرت لعدي لتعود بنظرها لعبدالحميد لتتسائل :
- هاكر !؟

اومأ عبدالحميد برأسه قائلا :
- ايوه ، عاوزك بنفس الطريقه اللي كنتي بتوصلي بيها لكل العصابات اللي كشفتيهم قبل كده توصلي لغيرهم وتكشفيهم ، وكمان تعملي نظام حمايه جديد عندنا وتأمنيه كويس عشان محدش يحاول يخترق أي حاجه تخصنا ويتوصل بسببها لأسرار مهمه ، هي دي كل وظيفتك ، ولو وافقتي المكتب بتاعك جاهز من دلوقتي

فكرت هي قليلا بينما عقد عدي بين حاجبيه بغضب هو لا يريد لها الأذى ثم فكر قليلا ليرى أنها سوف تبقى تحت أعينه طوال الوقت ليطمئن عليها وقت ما يشاء

أردفت هي بهدوء :
-خلاص يا باشا انا موافقه

إبتسم عبدالحميد بهدوء وهو يقول :
- عظيم ، دلوقتي عدي باشا ياخدك يوريكي المكتب بتاعك مع زمايلك

أومأت ريهام برأسها بإبتسامه مجامله ، بينما كان عدي شاردا وهو يفكر ، قطع تفكيره طرق على الباب يليه دخول عبدالرحمن

إقترب من مكتب عبدالحميد ليقف أمامه ليتحدث بهدوء ، لم تتغير حالته النفسيه التي كانت تعاني في صمت ، تنهد بعمق وهو يلقي بالتحيه العسكريه منتصبا في وقفته :
- تمام يافندم عبدالحميد باشا ، أنا بطلب من حضرتك أجازه

تفاجأ عبدالحميد وكذلك عدي ليردد عدي بدهشه :
- أجازه

لم يختلف حال عبدالحميد عن عدي ليتسائل بإستغراب :
- ليه يا حضرة الظابط ؟

عبدالرحمن بعينيه الذابله ووجهه الشاحب :
- أسف يا باشا بس أنا تعبان اليومين دول والمهام اللي قومت بيها تعبتني أكتر وعاوز أرتاح يومين بعد إذن حضرتك

وقف عدي وهو يتسائل بقلق :
- مالك يا عبدالرحمن ؟ إيه اللي فيك ؟

نظر له عبدالرحمن بإبتسامه باهته وهو يجيب :
- انا كويس ، عاوز أرتاح بس شويه

لم يقتنع عدي بما قاله رفيقه وأومأ برأسه دون أن تحيد عينيه عنه ، بينما إلتفت عبدالرحمن لعبدالحميد ليتحدث برجاء قليلا :
- لو سمحت يا باشا أنا عاوز فعلا الأجازه دي أرتاح فيها شويه

لم يسر عبدالحميد الحاله التي عليها عبدالرحمن ورأى أنه لو سمح له بالإرتياح قليلا ربما ليكون أفضل أردف عبدالحميد بهدوء :
- ماشي هاديك 3 ايام راحه عشان واضح إنك تعبان

أومأ عبدالرحمن برأسه مع إبتسامه جاهد في صنعها :
- يا فندم

أومأ عبدالحميد براسه وهو ينظر لعدي أمرا :
- حضرة الظابط ، إتفضل ودي البشمهندسه على مكتبها وطبعا بقيت الإجراءات إنت عارفها

عقد عبدالرحمن بين حاجبيه بعدم فهم بينما أكمل عدي بتساؤل :
- يعني تدرب زي الطلبه بالظبط يا باشا ؟

اومأ عبدالحميد بجديه :
- أيوه وكمان لازم تتعلم أسلوب الدفاع عن النفس

إبتلعت ريهام ريقها بتوجس وهي تنظر لعبدالحميد بخوف بينما تسائل عبدالرحمن بغير فهم :
- هو فيه إيه ؟

أدى عدي التحيه العسكريه ثم قبض على ذراع صديقه وهو يهمس :
- تعال بره هفهمك

تحرك كلا من عدي وعبدالرحمن يتبعهما ريهام ليخرج الجميع من الغرفه ، في الطريق إلى المكتب تسائل عبدالرحمن :
- إيه في إيه ؟

عدي بهدوء :
- أبدا إيلين رجعت لناجي تاني ، والباشا قرر إنه الأنسه ريهام تشتغل هنا

عبدالرحمن بدهشه :
- لا والنبي

عدي بإبتسامه جانبيه :
- اه والله ، هتشتغل مهندسة كمبيوتر وطبعا .... هاكر ، قال الأخيره وهو يميل على أذن صديقه الذي كان يسير بجواره وخلفهما ريهام التي كانت تتابعهما

عبدالرحمن متسائل :
- طب كده مش خطر عليها اصلا

مدت ريهام عنقها قليلا وهي تسير خلفهما لتقرب رأسها بين الإثنين لتهمس ببكاء مصطنع :
- عاوزين يضحوا بيا يا حضرة الظابط

تشنجت ملامح عدي ليغطي وجهها بكفه وهو يدفعها للخلف :
- يا شيخه إتهدي بقى

إلتفت لصديقه ليردف بضيق وهو يسير :
- بلوه وإتحدفت علينا لازم ننفذ الاوامر

قامت بركله بقدمها في قدمه من الخلف ليتأوه بصوت عالي :
- ااه يابنت ال...ااه

أردفت هي من بين اسنانها :
- أنا مش بلوه ، إلتفتت لعبدالرحمن الذي كان ينظر لها بتعجب لتبتسم قائلة برقه :
- ممكن توديني المكتب يا حضرة الظابط

نظر لعدي الساقط على ركبتيه بتعجب ثم نظر للمبتسمه وقد رفع حاجبيه بإندهاش قائلا :
- أوي اوي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:43 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم

الحلقه التاسعه عشر "الجزء الثاني "

.............(عدوي بين ثنايا قلبي )..............

في المساء بالمشفى ، كانت قد تأخرت قليلا في دوامها وأصبحت الساعه الثامنه ويجب عليها المغادره الآن حتى تستعد لحفلة عيد ميلادها التي أصرت ريهام على إقامتها ، قامت بدعوة العديد من رفاقها وكذلك ريهام وقد قامت ريهام بتجهيز كل ما يخص حفل عيد الميلاد بشقتهما الصغيره
يا إلهي لقد تأخرت كثيرا ، لمعت في رأسها فكرة مجنونه مثلها ، بعد أن تأكدت من أنها قد أنهت جميع أعمالها وواجباتها ، دلفت لغرفة تبديل الثياب ، كانت حاملة معها فستان سهرة بسيط على إعتبار أن تخرج من المشفى متوجهة إلى صالون تجميل لكي تستعد للحفل

أغلقت الباب خلفها جيدا وتوجهت للخزانه لتخرج الحقيبه التي تحتوي على الفستان ، نظرت له بسعاده كالأطفال ثم شرعت في إرتداؤه

كان فستان من الشيفون الفيروزي أسفله بطانه قطنيه تصل لأسفل الركبتين من نفس اللون بينما الفستان يصل إلى الأرض ، كان الفستان عباره عن طبقات من الشيفون المدرجه فوق بعضها ، يضيق من منطقة الخصر ليظهر رشاقتها ، أما منطقة الصدر فهي على شكل فتحة سبعه مثيره تظهر جمال عنقها الأبيض ، بدون أكمام

إرتدته ثم نظرت إلى المرآه لتشهق عاليا بسعاده وهي تقول :
- يلهوي يجنن ، ولسه لما أظبط شعري

مدت يديها لخصلاتها الطليقه لتقوم برفعها بطريقه عشوائيه قليلا وهي تلمها لتجعلها على هيئه جانبيه من رأسها تاركة الحريه للعديد من خصلاتها التي سقطت لتغطي عنقها وكذلك وجنتيها ، شبكت خصلاتها ببروش فضي لامع قد إبتعته هي مسبقا

مدت يدها لحقيبتها لتخرج منها ماسكارا وكحل للأعين وملمع شفاه لتكمل هيئتها الجذابه ، نظرت لنفسها للمرآه بأعين راضيه وإبتسمت إبتسامه واسعه ثم إلتفتت لتقوم بجمع أشيائها إستعدادا للذهاب

أثناء قيامها بذلك رن هاتفها ، أمسكت الحقيبه وهي تتأفف ثم أخرجت الهاتف لتجد إسمه يعتلي الشاشه ، نفخت بضيق وهي تجز على أسنانها قائلة :
- عايز إيه ده دلوقتي ؟ إستغفر الله العظيم

فتحت المكالمه قائلة وهي تتصنع الهدوء :
- الو

ياسين بنبره حازمه :
- دكتوره يارا الملف بتاع الحاله الأخيره اللي كنتي بتشوفيها دلوقتي ، هاتيه فورا

كزت على اسنانها غيظا وهي تجيبه :
- حاضر يا دكتور حاضر

رد عليها بتهكم قائلا :
- حضرلك الخير يا ضنايا
لم ينتظر لثانيه ليغلق الهاتف بوجهها ، صدرت عنها شهقة عاليه وهي تنظر للهاتف بغير تصديق ثم مالبث ان شعرت بالإحتناق فضربت بقدمها الأرض بغضب كالأطفال

توجهت إلى الخزانه المعلقه على الحائط لتخرج منها عدة ملفات بعصبيه لتفر فيها ثم تستقر على إحداها ، أخذتها وتحركت بها بعصبيه نحو الباب ، قامت بفتحه ثم اغلقته خلفها بعنف

تحركت في الرواق غير منتبه لتلك الأعين التي تتعلق بها كلما خطت خطوه ، صعدت للمصعد الذي وصل بها للطابق المقصود ، خرجت منه لتتوجه للمكتب ، وصلت إلى الباب ثم طرقته لتدلف

وبداخل غرفته كان يجلس يتابع بعض الملفات الخاصه بعدد من حالاته ، طرقت الباب ليسمح لها بصوت الرخيم بالدخول :
- إتفضل

دلفت من الباب وهي حاملة للملف ، إقتربت من المكتب لتضعه عليه ، إعتدلت في وقفتها وهي تقول له بهدوء يخالف ما بداخلها :
- الملف اللي حضرتك طلبته

مد يده ليلتقطه ثم حانت منه إلتفاته بعينيه لها لتتسع في لحظة بطريقه دراميه مضحكه ، لم يشعر بنفسه وهو ينهض فاغرا فاهه وعينيه معلقه بخارقة الجمال التي أمامه ، كانت قاتله بهيئتها المهلكه هذه ، يالله أعني على ذلك ، تحرك كالمنوم ليلف من خلف المكتب ليقف أمامها مباشرة دون أن يحيد بعينيها عنها

توترت كثيرا من نظراته لها وشعرت بسخونة الهواء من حولها ، غبيه كيف لي أن أتي هكذا أمامه ؟ ، أسبلت جفنيها وهي تتنحنح عله يفيق من تأمله لها ، رفعت عينيها له لتتورد وجنتيها بشده حينما تجد نظراته الجريئه تتفحصها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها ثم صعودا مره أخرى لوجهها لتدور عينيه متأملة وجهها بدقه لتستقر عينيه بعينيها الزرقاء ليغوص في بحارها الدافئه متعمقا في أسرارها

ثم و بحركه لا إراديه إقترب منها كثيرا ليقلص المسافه بينهم ، حاولت أن تتنفس بهدوء ولكن من أين لها هذا ، خطت بقدمها خطوه للوراء لتصطدم بالكرسي خلفها ، إلتفتت لتنظر للكرسي ثم عادت بنظرها للأمام لتفاجأ به وقد أصبحت المسافه بين وجهه ووجهها لا تكاد تذكر

أسبلت جفنيها وهي تبتلع ريقها بتوتر شديد وخفقات قلبها جعلت أذنيها تصدر طنين ، شعرت بأنامله الخشنه التي تتحسس وجنتها الساخنه ، إرتجفت من لمسته ، أغمضت عينيها لتقاوم ماتشعر به بداخلها ، ااه ذلك المتعجرف يكاد يجعلني أصاب بالجنون ، في لحظة يدفعني لكي أقتله وفي أخر أصبح متيمة به ، بنظراته ، والآن جعلني أعشق لمساته لي

شعرت بشئ بارد يحيط بعنقها ، فتحت عينيها ببطئ لتجده لم يبتعد عنها ، مال أمام فمها لتتعلق عينيه بشفتيها ليهمس بإبتسامه صغيره :
- كل سنه وإنتي طيبه

أتبع قوله بقبله صغيره بالقرب من فمها ليجعل قلبها يصرخ معلنا عدم إمتلاك القدره على مقاومته ، فتحت عينيها لتنظر له ، رأت في نظراته حاله من الهيام والحب ، نظرته القاتمه لها التي تقسم بأنها رأت رغبته لها ليعانقها واضعا صك ملكيته على شفتيها ليؤكد لها بأنها تخصه فقط

رفعت يديها ببطئ لتتحسس تلك القلاده الفضيه التي كانت على هيئة فراشه صغيره وهي تطالع عينيه لتهمس كالمنومه :
- عر...عرفت إزاي ؟

ضيق عينيه بخبث ليكمل قائلا :
- ممم مصادري ، مش ناويه تعزميني ؟

أومأت برأسها وهي تطالعه ، إبتسم بجانب فمه فلقد عرف من صديقتها حلا التي سمعها مصادفة وهي تستأذن والده لتنصرف مبكرا من أجل حفل ميلاد صديقتها ، ترك هو مكتبه لنصف ساعه ليبتاع لها تلك القلاده التي تشبهها في جمالها

إبتعد قليلا ليقول بإبتسامته الساحره :
- يلا عشان نلحق التورته

إلتفت ليخلع البالطو ، أوقفه كلامها الذي صدر منها عفويا :
- محمود مستنيني تحت عشان هايوصلني

فجأه تملك منه الغضب وشعر بغصه بقلبه ، لماذا تبتعد دائما ؟ لماذا تضع الحواجز ؟ هذا هو كل ما تستطيع القيام به أن تجعل قلبي يتألم ! ، إبتسم بجانب فمه بسخريه من نفسه ما الذي كان ليتوقعه منها ؟ أن ترتمي في أحضانه لتخبره أنها صارت متيمة به ؟ أنها باتت تعشقه كما هو الحال معه ؟ ، أصبحت معالمه بارده ليلتفت مردفا بإبتسامه متكلفه :
- خلاص عشان منعطلهوش ، إسبقوني وأنا هحصلكم

لا تعرف لما لمحت نظره من الحزن بعينيه التي سرعان ما إختفت ، شعرت بتلك الوخزه التي دائما ما تصيب قلبها حينما تشعر بأنه ليس على ما يرام ، أردفت بحزن قليلا :
- هتيجي إمته ؟

إبتسام بتهكم وبروده لم يختفي قائلا بمراره :
- مش عارف ، مش عارف هاوصله إمته

قطبت بتساؤل وهي تردف :
- هو إيه البيت ؟ ليه بتقول كده ؟ هتوصل بسرعه ، قريب مش بعيد عنك

ضحك مقهقها بسخريه ثم هدأ قليلا وعاد ليتحدث بمراره واضحه :
- بسرعه ! قريب ! ، فكرك الطريق ليه بالساهل ؟ أردف بنبره حاول ان يخفي منها الألم ولكنه لم يستطع :
- عمره ما كان بالساهل ، تعبت والله العظيم تعبت ومش شايف نهايته، أكمل بإستهزاء :
- وكل ما بفكر إني قربت أوصله بلاقي نفسي لسه بعيد عنه

هذه المره وهي تتأمل عينيه رأت الألم ، رأت الحزن بداخلها ، هذه المره وخزات قلبها إشتدت ألما ، تلألأت العبرات بعينيها وهي ترى الحزن يكسوه ، لم تقدر على منع نفسها من سؤاله ، كيف لها أن تراه يتألم وتصمت ؟ ، كيف لها لتصمت وهو أصبح لها كالهواء ، إقتربت منه لتقف على مسافه صغيره منه وعبراتها متعلقه بأهدابها

رفعت إحدى يديها لتقربها من وجنته بينما هو كان ينظر ليدها وإلى أين ستستقر ، إستقرت على وجنته المشذبه قليلا وهي تمسح عليها بنعومه لتهمس قائلة بنبره مختنقه :
- إيه اللي تعبك يا ياسين ؟

كان يجاهد لرسم البرود أمامها ولكنه لم يستطع ، خانه صوته ليخرج محملا بالألم أمامها ، رآها تقترب منه لترفع يدها الصغيره لوجنته ، لمستها أرسلت في جسده رجفه قويه ، إبتلع ريقه وهو يغمض عينيه بشده محاولا التحكم بثورة المشاعر بداخله ، حينما سمع همسها ، إسمه الذي خرج من شفتيها مداعبا بنغماته أوتار قلبه ، اخذ نفسا عميقا ليفتح عينيه رافعا إياهما بجمود لها قائلا وهو يقبض على يدها ليبعدها عنه :
- مفيش يا يارا ، زمان محمود مستنيكي تحت ، إنزليله وأنا هخلص اللي فإيدي ومش هتأخر

نظرت له بلهفه :
- طب إنت عارف العنوان ؟

اومأ برأسه بإبتسامته الباهته قائلا :
- أيوه ، يلا روحي

نظرت له قليلا بتوجس ثم أومأت برأسها بخفوت ، إستدارت لتنصرف ولكنها إلتفتت له لتعود لتقف أمامه مره أخرى صامته ، تسائل بإستغراب :
- مالك ؟

همست بنبره متحشرجه :
- هاستناك يا ..يا دكتور

تحشرج صوته وهو يحاول ان يرد بمرح :
- أكيد ياختي أمال ....أمال هسيبلك التورته كلها ولا إيه

لم تبتسم له كل ما تحدثت به كان كلمه واحده :
- إوعدني

قالتها بنبره مختنقه ، قالتها وكأنها تود أن تستمع لكلمة الوفاء منه حتى تطمأن نفسها ، تريد أن تهدأ روحها التي تصرخ معلنة عن شئ مخيف ، وكأنها ستفقد ماهو عزيز عليها

نظر لها بصمت دون أن يتكلم ، تأمل عينيها بكسره ولمح نظرة الترجي بها ، قالها بتلعثم ، غير مدرك لما تعنيه تلك الكلمه لها :
- أو...اوعدك ، يلا روحي

نظرت له نظره أخيره ثم إلتفتت لتخرج من المكتب نهائيا ، بمجرد أن أغلقت الباب خلفها لتظهر معالم الحزن على وجهه ، جلس على الكرسي خلفه وأسند مرفقيه على ركبتيه ، مال برأسه ليضع رأسه بين يديه وهو يتنهد بحرقه ، متحسرا على حاله هامسا :
- قلبك تعبني يا يارا ، تاعبني ومش عارف أوصله

.................................................. ..................

كان يجلس خلف المكتب يعيد على مسامعهما بعض الكلمات التي يجب ان تنفذ ، تحدث فرج قائلا :
- بس كده يا باشا لسه في نسبة خطر برده ، إيه اللي يضمنا إنه ميكونش شاري حد زي عوايده من الرجاله دول وبعدين اللي سيادتك هتشتري منه البضاعه مش تبع جاك ودي في حد ذاته ممكن تكون الضربه القاضيه اللي هتخلص علينا

تحدثت إيلين قائلة بشرود :
- عشان كده لازم محدش يعرف بالعمليه دي خالص ، وكمان لازم نقفل بوء الراجل ده خالص

ناجي متسائلا :
- بس إيه اللي هيسكته ؟

فرج مجيبا :
- السلاح ياباشا

إلتفت ناجي لفرج بينما أكملت إيلين بهدوء :
- بالظبط ، كل المعلومات اللي وصلتلي عنه أنه أساسه السلاح وخصوصي السلاح التقيل ، ولو لقى من يبادله بيه يبقى خير وبركه

ناجي وهو يرجع ظهره للوراء متسائلا :
- بس هنجيبله سلاح منين ده ؟

فرج وهو يلوي فمه :
- متقلقش يا باشا عندنا اللي يكفينا بس السؤال بقى أنهو سلاح هنملى عينه بيه

أجابت إيلين بإبتسامه جانبيه :
- كلاشينكوف ، أو قناصه

أكملت وهي تنهض ضاربة بكفها على المكتب :
- لو عندك كميه كافيه يبقى خلاص تمت

إستدارت لتنصرف اوقفها ناجي قائلا :
- على فين كده ؟

إيلين دون أن تلتفت :
- هولع نار بره شويه

فرج وهو ينهض خلفها :
- خديني معاكي

كزت على أسنانها غيظا ولكنها أكملت خطاها لتخرج من المكتب ويتبعها فرج ، بينما ناجي تحدث بالهاتف ليعد ما خطط له لكي تتم عملية السلاح

خرجت إيلين يتبعها فرج وأثناء تحركها وجدته يهبط من الأعلى بهيبته التي تجعلها هائمة به ، شموخه الذي أخذ بلبها ، تحدثت عينيها بالإشتياق ثم أخفت ذلك سريعا ، بينما هو إلتقط ما تفشي به عينيها ليحدث نفسه قائلا :
- لكم تيم القلب بك حبيبتي

وصل أمامهما ليردف بصوته الرخيم الذي يذبذب كيانها :
- مساء الخير

ردت إيلين ببرودها المصطنع وفرج بجفائه :
- مساء النور

تحدث فرج وهو يدفع إيلين بالتحرك :
- يلا يا إيلين

وقعت عينيها على عينيه التي تطالع فرج بنظرات تكاد تفتك به ، شعرت به يهم بالإنقضاض عليه ، سارعت هي لتهدأ الأمور قائلة بجمود لفرج :
- مش قبل ما نعزم على الضيف ؟ ، أردفت بتهكم :
- ااه صح نسيت أصلك مش بتفهم في الذوق

كز فرج على أسنانه غيظا وخاصة حينما رأى نظرة الشماته في عيني الواقف امامه له ، أردف هو بسخريه :
- قولتك اللي بيكبر بين المجرمين وقتالين القتله بيكون عارف معنى الذوق ؟

نظر له مراد بحنق وهو يصك على أسنانه بينما إلتفتت هي لتنظر له بجمود قائلة :
- أكيد لا ، خصوصي لو الأصل كان من تربية الشوارع ، ولا سيادتك رأيك إيه ؟

قالت الأخيره وهي تنظر لمراد الذي لوى فمه بتهكم ولم يتحدث بل نظر لإيلين قائلا بهدوء :
- وحضرتك كنت ناويه تعزميني على إيه ؟

إيلين بجفاء :
- كوباية شاي ، إلتفتت لتنظر لفرج الحانق لتحاول أن تهدئ من التوتر الذي ساد وحتى تنطلي خدعتها جيدا بتعاملها الجاف مع مراد فتحدثت لفرج :
- يلا يافرج علشان تولع النار

إنصرفت إيلين خلفها فرج الذي رمق مراد بطرف عينه بغل قبل أن يتبعها ، أردفت بصوت عالي قائلة دون ان تلتف :
- لو عايز إلحق الكوبايه قبل ماتبرد

كز مراد على أسنانه وهو يتحدث لنفسه متجها خلفهم قائلا :
- مفكرني هسيبك معاها لوحدك يا بن ال***** ده أنا هوريكم أيام سوده ، ثم مالبثت أن إرتسمت إبتسامة حب على فمه وهو يردد لنفسه :
- حبيبتي هتعملي أحلى كوباية شاي تروق دماغي بعد القرف اللي شوفته النهارده ده

.................................................. ..........

إنتظرته كثيرا ، أقيم الحفل بشقتها هي ورفيقتها ، رفيقتها بل شقيقتها التي تحبها من كل قلبها ، حقا لابد وأن الإرهاق قد تملك منها لترتب لهذا الحفل الرائع ، ظلت أنظارها طوال الحفل معلقه بالباب على أمل أن يدق بأية لحظه ، حان وقت تقطيع الكعك ، حانت منها إلتفاته للساعه لتجدها تعدت الحادية عشر بقليل ، تأففت ريهام بضجر وهي تقول :
- يابنتي إخلصي مستنيه إيه ؟ الناس عاوزه تروح مينفعش يتأخرو عن كده

تحدثت حلا بلهفه :
- يا يارا أبوس إيدك وربنا أنا وقعه من الجوع وعيني طلعه عالتورته ولو مكلتش إنتي حره هيجيلك تسمم

ضحك الجميع ليردف محمود بمرح :
- الصراحه يا دكتوره أنا مش قادر أمسك نفسي ، إرحميني ويلا احياة عيالك ياشيخه

إبتسمت إبتسامه باهته لهم ثم أردفت وهي تتجه نحو القالب :
- يلا بدل ماتاكلوني أنا

تجمع الجميع حول الطاوله وأطفأ النور وقامو بإشعال الشمع وهم يرددون أغاني الميلاد الشهيره ، حانت منها إلتفاته أخيره للباب قبل أن تردف ريهام بلهفه كالأطفال :
- بسرعه إتمني أمنيه قبل ما تطفي الشمع

مالت يارا برأسها لتغمض عينيها ثم لحظات وقد فتحتها بعبراتها اللامعه بهما لتنفخ بالشمع لينطفأ

.................................................. ..........

في الحديقه كان فرج قد أتى ببعض العصي وقام بإضرام النار فيها في منتصف الحديقه لتجلس إيلين بعد أن قامت بصنع إبريقا من الشاي لتسكب كأسا لها وكأسا له وأخرى لحبيبها وفرج يقابلها على الجهه الأخرى بينما مراد جلس بجوارها

كان الجو دافئا خاصة في هذا الفصل من الشتاء ، بوجود هذه النيران والشراب الساخن ، كان يبثه الدفئ وكيف لا يشعر به وحبيبته تواجدها بجواره أيضا هو الدفئ بعينه ، تلذذ بالشاي وهو يشربه ، تحدث فرج بتهكم :
- إيه يا أيمن باشا أول مره تشرب شاي ولا إيه ؟

نظر له مراد بجمود بطرف عينه ثم تحدث وهو يرتشف من الكوب بيده :
- أكدب عليك لو قولتلك لأ ، بس أول مره أشرب شاي حلو

فرج بجمود وهو ينظر لإيلين :
- طبعا لازم يكون حلو ، مش إيلين اللي عاملاه !

رفعت عينيها له ببرود بينما إشتدت قبضة مراد على كوبه ليردف قائلا بهدوء :
- أكيد يا ..يا اخ فرج ، بس لازم تعرف إنه أهم حاجه تعمل اللي هتعمله من قلبك عشان يطلع أفضل مايمكن

ضحك فرج بسخريه مقهقها ثم قال من بين ضحكاته وهو ينظر لإيلين مشيرا لمراد :
- بيقولك قلب !؟

بدات أبتسامه ترتسم على شفتي إيلين لتضحك هي الأخرى مقهقة وهي توافق فرج ثم نظرت لمراد الذي كان يتحرى شوقا ليصفعها على وجنتها ، كز على أسنانه بغيظ وهو يقول :
- صحيح أنا بكلم مجرمين وقتالين قتله ، نسيت

توقفت إيلين عن الضحك في لحظة وتبعها فرج الذي هدأت ضحكته رويدا ، هم ليرد عليه ولكن توقف ليستمتع برؤيتها هي ترد عليه بغضب :
- على أساس إنه سيادتك أشرف واحد ؟ ولما إنت أبو الشرف كله إيه اللي جابك تشتري مخدرات ، ثم أردت بتهكم :
- ااه نسيت أقولك أصل ميعملش كده إلا المجرمين قتالين القتله ، زي حالتنا يعني

إشتعل غيظا من حديثها فتحدث من بين أسنانه قائلا بإشمئزاز :
- بتحسي بإيه وإنتي بتساعدي كده إنك تدمري مستقبل البشر ؟ إنك تنشري الفساد ؟

نظرت لفرج ثم ضحكت مقهقه وعادت لتنظر لمراد قائلة من بين ضحكاتها :
- والله يا أخ نفس اللي إنت بتحس بيه برده

إستندت على يديها لتنهض بخفه وهي تضحك بشده قائلة لفرج :
- لا بجد بقالي كتير ما ضحكتش كده في حياتي ، أنا لازم أقعد معاك كل يوم ، قالت جملتها وهي تنظر لمراد الذي إحمرت عينيه جمرا من غضبه ، نظرت لفرج قائله :
- هتقوم ولا هتفضل مع الباشا

نهض فرج هو الآخر ليقول بتهكم :
- لا أقعد إيه خلينا نسيبله الشرف والإحترام يشبع بيهم ، تصبح على خير يا باشا
قالها وهو ينصرف لتتبعه إيلين التي قد ألقت إليه ورقه مطويه أخرجتها من جيب سترتها

كان الغضب يفتك به من تصرفاتها وسلوكها معه هكذا ، ود لو أن يضربها ليعيد تربيتها وينهي ذلك البرود بداخلها ، إلتقط الورقه ليفتحها بعد أن تأكد من إبتعادهما وعدم رؤية أحد له ليقرأها أمام النيران
- " حبيبي ، متدخلش الڤيلا ، حاول تطلع من هنا نهائي ، السور اللي ورا الفيلا دور فيه هتلاقي حته مهدوده منه وأنا مخبياها بباب صغير ، إخرج منه وإستناني وأنا هاجيلك ، مش هتأخر عشر دقايق وأكون عندك "

طوى الورقه مره أخرى ليقوم بوضعها في النيران ، تنهد بضيق لابد أن يعلمها كيف تتعامل معه حينما يراها

.................................................. .........

بعد رحيل الجميع دلفت لغرفتها لتوصد الباب خلفها ، توجهت نحو السرير ببطئ بخطوات شارده ، جلست على السرير وعبراتها متعلقه بجفنيها ، لم تبدل ثيابها ، بدأت تزم شفتيها كالأطفال وهي تهمس بخفوت :
- بكرهك ، أنا بكرهك

إلتقطت الوساده من على السرير لتحتضنها وهي تتحدث ببكاء وغيظ :
- وعدني إنه هيجي ومجاش ، واحد كداب أصلا ، أنا غبيه اللي صدقته ، أنا غبيه اللي إتمنيت إنه يفضل جنبي علطول وميبعدش عني ، والله أستاهل اللي يجرالي ، زمانه كان بيطرقني عشان يخلاله الجو مع العقربه هاله ، يارب تتعمي يا بعيده

بكت بحرقه وهي تضع وجهها في الوساده لتمنع ظهور أي صوت لها ، شعرت بما حول عنقها فتحسست يدها القلاده التي هداها إياها ، تذكرت وهي تسألها بإنبهار عنها :
- وااو مين اللي جابلك السلسله دي يا بت ؟

توترت يارا لتردف قائلة :
- أنا اللي اشترتها عشان الفستان كان لازم إكسسوار عليه

ريهام وهي ترفع حاجبا بإعجاب :
- بجد زوقك حلو يابت أفحمتيني

عادت بذاكرتها للواقع لتقبض على القلاده لتخلعها بعنف من رقبتها وهي تلقيها على السرير قائلة بحده :
- وأهي ...مش عاوزك من خلقتك حاجه

ثم نظرت أمامها مره أخرى لتنساب دموعها بصمت وهي تحتضن الوساده لتميل للخلف لتتمدد على السرير محاولة أن تذهب بنوم عميق عله يخلصها من الألم الذي أصاب رأسها

.................................................. .............

فعل كل ما أمرته به وها هو الآن ينتظرها بعيدا قليلا عن الفيلا مرتديا قبعة صوفيه على رأسه وكنزه قطنيه سوداء برقبه وبنطال جينز أزرق داكن ، شعر بشئ خلفه ، إلتفت بتوجس ليراها تتحرك بسرعه نحوه لتقبض على يده لتسحبه خلفها

قطب بين حاجبيه بضيق وهو يهمس قائلا :
- رايحه فين يا مجنونه ؟

نظرت له وهي تضع يدها على فمها مشيرة لإلتزام الصمت ، سار خلفها وهو لا يعرف إلى أين تتحرك به هذه المجنونه ، إستمرت بخطواتها إلى أن وصلت إلى منزل صغير يشبه الكوخ بعيدا نسبيا عن الفيلا ، توجهت له ثم قامت بفتح الباب لتدفعه قائلة :
- إدخل بدل ما نتقفش

رمقها بغيظ ثم دخل ، ضحكت بخفوت فهي تعلم سبب غيظه منها ، بمجرد أن دخل هو وقف قليلا ليدور بعينيه على ذلك الكوخ الصغير الذي يتكون من دور واحد يوجد في جانب ما أريكه وكرسي أمامها موقد نيران ، إلى الداخل قليلا تقبع غرفة ، لابد أنها غرفة النوم ، مقابلا لبابها يوجد المطبخ الصغير يليه الحمام

كان دافئا يشبهها في بساطتها وحنانها ، تذكر ما قالته منذ قليل ، إغتاظ كثيرا وهم ليلتفت ليجدها متعلقة بعنقه بإبتسامه وهي تقول :
- وحشتني وحشتني وحشتني

ضيق عينيه فاهما لها فقد بات يعرفها أكثر من حالها ، قبض على ذراعيها ليبعدها بغضب :
- وليكي عين بعد اللي قولتيه ؟ يا بجاحتك يا شيخه !

تحولت ملامح العشق إلى تعابير حاده لتتحدث بعصبيه قائلة :
- أنا بتعامل معاك قدامهم زي ما بتعامل معاهم بالظبط ، لو غيرت طريقتي هيشكوا فيا

إبتعدت عنه لتمر من جواره وهي تتجه للموقد لتقوم بإشعال النيران به ،كانت ترتدي كنزه قطنيه بيضاء برقبه مع بعض الكلمات الإنجليزيه المكتوبه بالأسود عليها وبنطال بني من الجينز عاقصة خصلاتها على هيئة ضفيره تاركة لغرتها الحريه لتغطي وجنتيها ، بعد أن إنتهت جلست أمامه وهي تتنهد بضيق ومعالمها محتده

أغمض عينيه وهو يسب لسانه السليط لتسرعه وغضبه ، تنهد بإستسلام وهو يذهب ليجلس بجوارها على الأرض أمام الموقد ، جلس وهو يرفع قدميه قليلا ممسكا بيديه فوق ركبتيه في وضع القرفصاء مثلها هي الأخرى

لم تبتعد عينيه عنها وهو يرمقها بنظراته العاشقه ، لم تلتفت له ولم تتغير معالمها المحتده ، إلتفت بجسده لها كليا لتنظر له ولكنها لم تستجب ، تأفف بضيق ، نهض من جوارها بسرعه وقد حانت منها إلتفاته بطرف عينها له

في لحظة وجدته يميل عليها ليحيط خصرها بذراعه والأخرى أسفل ركبتيها ليحملها ، دفعته عدة مرات وهي تحاول الفكاك منه ولكنه أحكم قبضتيه عليها تحدثت بعصبيه :
- مراد نزلني

أردف هو بإبتسامه جانبيه :
- لأ

دفعته بيديها في صدره بقوه وهي تقول بغيظ :
- يا أخي متضحكش وأنا متعصبه بتنرفزني أكتر ، وبعدين بقولك نزلني

نظر لها بجمود وهو يقول بحزم :
- إسكتي

تحدثت هيا بعند قائلة :
- لأ وهتنزلني يعني هتنزلني

تحدث بتحذير :
- إيلين !! إسكتي

تحدته بعنادها أكثر ورأسها اليابس وهي تضرب صدره من بين أسنانها :
- قولت لأ وقولت نزلن....

لم تجد أحرف لتكمل باقي كلمتها ففي لحظة كان هو قد أزاح ذراعه الذي أسفل قدميها بسرعه ليحتضن به خصرها مع ذراعه الآخر ضاما لها بقوه ليقبض بشفتيه على شفتيها بقبلته الناريه التي قذ ذهبت بالباقي من مقاومتها وعنادها لترضخ لهجومه معلنة إستسلامها دون حتى أن تفكر مطلقا بالمقاومه لتتعلق بعنقه وهي تبادله قبلاته لها

شعر بها مستسلمه تماما أمامه فأرخى قليلا من قبضته القويه حول خصرها ، شعرت بيديه تتحرك بنعومه على ظهرها فإرتجفت بين يديه وقد زادت من تعلقها بعنقه مما جعل الدماء تندفع بداخله ليزداد عناقه لها ليهمس بين شفتيها من وسط قبلاته :
- بحبك

أومأت برأسها إيماءه خفيفه وهي تقربه لها مطالبة إياه بأن يغدق عليها بعشقه مرة أخرى ، لم يتردد ليلبي لها نداؤها لينهل من رحيق شفتيها دون توقف

أبعدته عنها قليلا عندما شعرت بحاجتها للهواء ، همست له بمزاح :
- عن قريب فضحيتنا هتبقى على إيدك

ضحك بخفوت وهو يردد :
- مش إنتي اللي رجعتي إستحملي

إبعتدت عنه قليلا وهي بين ذراعيه لتردف بجديه قائلا :
- عموما كنت عاوزه أبلغك بحاجه ضروري ، إنتبه لها مراد لتكمل قائلة :
- ناجي البضاعه اللي هيجيبهالك مش هايجبها من روسيا ، هاتيجي من واحد تاني بيتعامل معاه بس تعامله نادر جدا وياه

تسائل مراد قائلا :
- طب ليه مش هيجيبها من روسيا ؟

إيلين بشرود :
- مش عارفه أنا كنت حاطه أمل إنه اما يجيب دي من هناك ممكن نخلص منه هو وجاك وكله مع بعضه ، معرفش إيه اللي خلاه يغير رأيه

مراد وقد أردف بحزم :
- جايز عاوز يبعد العين عنه عشان ينقذ نفسه

إيلين وقد قطبت بين حاجبيها :
- قصدك إنه عامل كده عشان محدش يكشفه ؟

أومأ مراد برأسه وهو يكمل :
- بالظبط ، إنتي لسه بتقولي إنه تعامله مع الرجل ده نادر أوي يعني لو وقع رجله ممكن متجيش في الموضوع ويخلص منه بسهوله

تحدثت بغير تصديق عاقدة بين حاجبيها :
- لو فعلا زي مابتقول ، إنت عارف كلامك ده معناه إيه ؟

تنهد بعمق وهو يتركها ليكمل قائلا :
- أيوه ، مقدمناش غير كده تقدري تقوليلي مين قدر ينقلهم معلومات إنه البوليس حاطط عينه على ناجي ومرتب ليه كويس ؟

تشوشت قائلة :
- مش عارفه ، مين ممكن يكون خاين هناك لسه وشغال لناجي ؟ بس لو كده تبقى كارثه لو حد عرف إنك هنا

مراد بغضب قليلا وهو ينظر للموقد :
- ده اللي هيجنني ؟

فكرت قليلا ثم تحدثت بهدوء :
- بس اللي مطمني إنه محدش يعرف إنك هنا غير اللوا وأخوك وصاحبه وريهام وأنا وإنت بس ، أزيد من كده لأ ، وكمان اللوا عبدالحميد بنفسه قالي إنه مشدد إنه محدش يعرف بالموضوع ده أبدا عشان قبل كده كان فعلا في واحد خاين بينهم في القسم شغال لناجي

أخرج مراد زفيرا بشرود :
- ربنا يستر

تنهدت بعمق وهي تقترب منه لتردف بدفئ :
- خلاص يا حبيبي سيبها لوقتها والحقيقه كلها هتبان وإن شاءلله هيقعو كلهم ، أهم حاجه ناخد بالنا دلوقتي من كل خطوه بيعملوها ، وعاوزه أحذرك من فرج ، متستهونش بيه ده كلب ومش سهل

أردف هو بغيظ قائلا :
- إبعدي عنه ياختي إنتي بس وبطلي تضحكي معاه وأنا هسيبه في حاله
قالها وقد أشاح بوجهه جانبا عاقدا ليديه أمام صدره

إقتربت منه لتردف بدلال وهي تتعلق بعنقه :
- بتغير عليا يا مرادي ؟

تنهد بعمق وهو يستغفر ثم تحدث بعصبيه :
- تقدري تقولي البيه لازق في أهلك كده ليه ؟

إيلين بصدق وهي تمط شفتيها :
- عادي هو أصلا بيحبني من زمان

اومأ برأسه وهو يردد كلمتها :
- بيحب.....

قطع كلمته وهو ينظر لها بأعين جاحظه من الغضب وهو يقبض على ذراعيها :
- نعم ياختي ، بيحبك !! حبك بورص إنتي وهو ، إيلين والله لو ما أتعدلتي وبعدتي عن الكلب ده لكون واخد روحه بإيدي وإنتي هتحصليه

نظرت له بخبث وهي تقول :
- وبعدين ؟

نظر لها بحده ولم يرد ، تحدثت بمكر وهي تقترب منه :
- بعدها يا مرادي ، هتقدر تعيش من غيري

أردف بجمود قائلا :
- هموت نفسي بعدك

إحتضنت وجنته بكفها الناعمه لترفع نفسها على أصابع أرجلها لتقبل وجنته بنعومه وهي تقول بهمس :
- والله هابعد عنه خالص ، بس إنت أوعى تضايق وإوعى تبعد عني

لم تكد لتبتعد لتجده يحتضنها بين ذراعيه دافنا لها في جسده الضخم وكأنه يخفيها عن هذا العالم مردفا :
- إوعي تبعدي إنتي إيلين

إيلين وهي تدفن رأسها في عنقه هامسة بخفوت :
- أبدا



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:44 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم

الحلقه العشرون

.......(عدوي بين ثنايا قلبي).........

في صباح اليوم التالي في مقر الشرطه كان يجلس خلف مكتبه شارد قليلا ، طرق باب المكتب فسمح للطارق بالدخول ، دلفت من الباب لتقع عينيها عليه جالسا خلف مكتبه تلعب أنامله بالقلم غير منتبه لها

إبتسمت بخبث وهي تفرك يديها ببعضها قائلة بهمس :
- إستعنا عالشقى بالله
تحركت بخطى بطيئه إتجاهه حتى وصلت لمكتبه ، كان يجلس بجانبه له محدقا في الفراغ أمامه ، رفعت يديها لتهبط بهما بقوه وهي تهتف :
- حضرة الظابط !

إنتفض هو في جلسته وطاح القلم من بين أنامله ، نظر لها بفزع قليلا وهو يلهث بينما وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكاتها التي على وشك الإفلات منها

ظل هكذا لثواني ثم مالبث أن إستوعب ما يحدث ، قطب بين حاجبيه بغضب شديد ثم نهض من خلف مكتبه بعنف ليقف أمامها مباشرة هاتفا بحده :
- إيه في إيه ؟ وبتهببي إيه هنا ؟

ريهام بتهكم وهي تعقد يديها إمام صدرها :
- سلامة عقلك ، الزهايمر إشتغل ولا إيه ؟ سيادتك ناسي إني بقيت بشتغل هنا معاكم ؟

تشنجت معالمه وهو ينظر لها بتقزز :
- لا ياختي مش ناسي ، على آخر الزمن القسم هيلم

تحولت عينيها إلى كتله من النيران لتتحدث بغضب :
- هيلم إيه ياخويا ، قالولك عني سوابق ولا شايفني تربية شوارع ؟

هتف وهو يشيح بوجهها بنفاذ صبر :
- بس بس إيه إكتمي بقى ، تنهد بضيق ثم نظر لها قائلا :
- جاهزه ؟

عقدت بين حاجبيها بتساؤل :
- جاهزه لإيه ؟

عدي بتلقائيه وهو يضع يديه بخصره :
- للتدريب

ريهام وهي فاغرة فاها :
- تدريب إيه ؟ إحنا متفقناش على كده ، وبعدين مالي أنا ومال اللي بتقوله ده أنا مهندسة كمبيوتر وبس

إبتسم بخبث وهو يردف :
- لااا ده لازم تمري بشوية تدريبات صغيره لزوم الشغل يعني ، ثم أكمل وهو يدور حولها مبتسما بلؤم بينما الأخرى تقف عينيها جاحظة خوفا :
- يعني لازم تتعلمي أساليب الدفاع عن النفس طبعا ودي بقى هتتعجني فيها ضرب ، ولازم شوية إختبارت صغيره كده عشان نختبر رد فعلك لو إتحطيتي في مواقف صعبه أحيانا ممكن توصل للحياه والمووووت ، ولازم تتعلمي إزاي تمسكي السلاح وخدي بالك ممكن زي العبيطه تضربي الطلقه في نفسك وساعتها بقى الله يرحمك ، متقلقيش مش هسيبك غير لما أطمن إنه باب القبر إتقفل عليكي كويس

توقف أمامها ليطالعها كاتما ضحكه بينما هي شهقت عاليا ونظرت له برعب وهي تتوسله :
- لا والنبي بلاش بلاش ، أنا مش عاوزه أموت ومش عاوزه أتعجن ، أنا لسه متجوزتش

فغر فاهه بغير تصديق قائلا :
- يعني الليله دي كلها عشان الجواز

أومأت برأسها وهي تتصنع البكاء ، كز على أسنانه غيظا وهو يقترب منه قائلا بتوعد :
- طب ورحمة أبويا مانا عاتقك

قبض على ذراعها ليسحبها خلفه بقوه قائلا :
- ليلتك فل يلا ....

ريهام وهي تحاول ان تفلت من يده قائلة بخوف :
- واخدني على فين ؟!

عدي وهو يجذبها من ذراعها ليدفع بها للسياره خاصته قائلا وهو يغلق الباب خلفها بعنف :
- على الجحيم
إلتف ليدور حول السياره متجها لمقعده خلف المقود لينطلق بسيارته وسط رعبها

.................................................. .........

في أسيوط بداخل شركة من شركات آل مهران ، كان يجلس خلف المكتب بعد إنتهاء الإجتماع ، طرق الباب فأذن بالدخول :
- إتفضل

دلفت السكرتيره الخاصه به لتقف أمامه قائلة :
- ريان بيه

رفع ريان عينيه من الملف الذي أمامه لينظر لها لتكمل حديثها وهي تمد يدها بورقة له ليأخذها قائلة بروتينيه :
- الفاكس ده سيادتك لسه واصل من الشركه البريطانيه اللي حابين يتعاقدو معانا

إنتظرت قليلا وهي واقفه ليفتح الفاكس ليقرأ ما به فلا يوجد داعي للإستعانه بمترجم أو ما شابه فريان رغم أنه خريج من كلية التجاره إلا أنه قد حصل على دورات في اللغه الإنجليزيه وكذلك دورات في إدارة الأعمال مما جعله يستحق وبجداره أن يكون مالكا لشركات من إمبراطورية مهران

بعد أن قرأ الفاكس الذي ترد به الشركه البريطانيه على جوابه السابق ، رفع أنظاره للسكرتيره ليردف قائلا بجديه :
- عيجولو إنهم موافجين على البنود حدانا

إبتسمت السكرتيره بسعاده وهي تقول :
- ألف مبروك يا باشا على الشراكه الجديده

اومأ برأسه ليكمل بهدوء :
- بيجولو كمان إنهم هيوجعو العجد في الأقصر

قطبت السكرتيره بتساؤل :
- الاقصر ؟ إشمعنا يعني ؟

مط ريان شفتيه بغير علم ، ثم أردف بهدوء :
- مخبرش ، خلاص إحچزيلي تذكره للأقصر هما عيچيوا كمان يوم

اومأت السكرتيره بهدوء وهي تخرج من غرفة المكتب :
- أوامرك ريان بيه

.................................................. ...

كانت ساكنه حزينه لعدم وفائه بوعده ، الغبي ألا يدرك مقدار ما تعنيه تلك الكلمه ؟ ، إرتدت كنزتها الورديه ذات الأكمام وبنطال أسود جينز ، عقصت شعرها البني على هيئة ذيل حصان تاركة لبعض الخصلات لتسقط على وجنتيها ، وهي تهم بإلتقاط حقيبة ظهرها رأت القلاده على السرير

نظرت لها قليلا وهي تخرج زفيرا حارا من صدرها بما يعتليه من حزن ، حسمت أمرها وهي تلتقطها لتقوم بحفظها في علبة صغيره واضعة إياها في خزانة ملابسها ، توجهت بعد ذلك لتخرج من الغرفه ومن ثم لخارج الشقه

ذهبت ريهام للعمل مبكرا بينما هي تأخرت قليلا في النوم ، تنهدت بعمق وهي متوجهة للخارج هابطة درجات السلم في شرود ، إستقلت الحافله لتصل إلى عملها

وصلت للمشفى ووقفت أمامه قليلا ، حانت منها إلتفاته لنافذة مكتبه لتجده يقف بها وهو يطالعها ، عقدت بين حاجبيها بحده قليلا ثم نظرت امامها وقد اخذت نفسا عميقا ، سوف تنسى ماحدث ، لا يهم أتى أم لم يأتي سوف تعامله بكل طبيعيه وكأن شيئا لم يكن ، دلفت لداخل المشفى وهي عازمة الامر على ذلك محاولة الإبتسام بكل هدوء

كان ينتظرها بغرفته ، يقف أمام النافذه ينتظر قدومها ، من قال بأن لم يذهب للأمس خلفها
Flash back
بعد خروجها من الغرفه نهض وهو يعزم على ألا يتركها لذلك اللزج ، قام بخلع البالطو وإرتدى جاكيت حلته الرماديه ، تذكر قبلته لها منذ قليل فإبتسم بسعاده وهو يلتقط مفتاح سيارته ليخرج من الغرفه مسرعا

صعد لسيارته وإنطلق بها ، كان يتواجد زحام شديد في الطريق مما جعله غاضبا بشده ، أغلق باب سيارته وهو يهبط منها ليرى ما السبب في ذلك ، كانت السيارات تقف غير قادره على التحرك وصوت الأبواق المزعج الذي يملأ المكان جعله عصبيا ، تحرك بين السيارات لتقع عينيه على سيارتين واحده سيارة نقل عام ضخمه وأخرى سيارة أجرى مهشمه لنصفين ، إندفع كالصاروخ ليرى الجرحى والمصابين في هذا الحادث

أبعد تجمعات البشر التي كانت تملأ المكان ليرى العديد من الأشخاص ملقون على الأرض والدماء تحيط بهم ، نظر للواقفين وهو يصرخ بحده :
- حديطلب الإسعاف إنتو واقفين تتفرجوا

رد احد من الأشخاص عليه قائلا بتوتر :
- حضرتك طلبناهم بس إتأخروا

رد ياسين بغضب شديد وه يشيح بيده مشيرا لجمع السيارات الواقف:
- ما طبعا لازم يتأخروا مش شايفين حضراتكم موقفين العربيات ازاي ، كل واحد يركب عربيته ويبعدها حالا عشان الإسعاف تعرف تدخل

إمتثل معظم الواقفين لأمره وبالفعل نفذوا ما طلبه منهم ، إلتفت ياسين واخذ يتنقل بين كل شخص ملقى والآخر ، وهو يرى بعض الإصابات لبعض الأشخاص وجد رجلان يقومان معه بالمثل ، نظر لهم مستفهما فرد واحد منهم قائلا :
- إطمن حضرتك إحنا دكاتره

أومأ لهم برأسه ثم عاد لينظر للملقى على الأرض امامه وهو يحاول ان يجس نبضه ، تحدث ياسين وهو يقوم بذلك قائلا :
- الحادثه دي من إمته ؟

تحدث أحد الطبيبين قائلا :
- من حوالي عشر دقايق ، بس للاسف الحادثه قويه جدا

رد الطبيب الأخر قائلا :
- تريله دخلت في ميكروباص ، أردف بحزن :
- للأسف الشخص ده إتوفى

نظر له كلا من ياسين والطبيب الآخر بحزن ، حانت من ياسين إلتفاته ليجد طفلين ممدين على الأرض فإنتفض مسرعا وهو يهتف ليتبعه الطبيبين قائلا بفزع :
- طفلين !!

ركض الثلاثه بإتجاه الطفلين ليجثوا على أرجلهم وهو يحاولون أن يعاينو ما الحاله التي أصبح بها الطفلين بحرص شديد ، في ذلك الوقت سمع الجميع لصوت سيارات الإسعاف التي أتت لحمل المصابين

حاولت السيارات ان تمر بين الجمع الغفير بعد أن قام بعض الأشخاص بإبعاد سياراتهم من أجلها إمتلأت السيارات بالمصابين وإنطلقت نحو المشفى بينما إنطلق ياسين والطبيبان خلف السيارات
ولذلك لم يستطع الذهاب إليها ، فإنقاذ حياة البشر هو عمله وأولى إهتماماته ولكنه لم ينسى إرسال رساله نصيه لها يخبرها فيها بإعتذاره عن القدوم لإنشغاله بأمر الحادث
back

لاحظ الطريقه التي تنظر بها إليه ، إستغرب ذلك لما الغضب منه ؟ ، أيعقل أن عدم ذهابي السبب ؟ ولكني قد أخبرتها السبب لما الغضب إذا ؟

قاطع شروده الطرق على باب الغرفه ، سمح بالدخول ثم إلتفت واضعا يديه بجيبه وهو ينظر لها وهي تدلف من الباب حاملة لكوب القهوه الدافئه بيدها

إقتربت من المكتب لتضعه عليه قائلة وهي تنظر له بهدوء :
- صباح الخير يا دكتور

أومأ برأسه بإستغراب من رد فعلها ومعاملتها الرسميه قائلا :
-

تحدثت بإبتسامه صغيره وهي تمد يدها الأخرى الحامله للملفات له قائلة :
- أنا عملت تشيك اب على كل الملفات زي ما حضرتك طلبت إمبارح ودي آخر النتايج بتاعتهم

توجه للمكتب ليلتقط الكوب من عليه ليرتشف منه ثم قام بوضعه ليأخذ منها الملفات ليتطلع بها قائلا :
- خلصتوا العيدميلاد إمته امبارح ؟

نظرت له بإبتسامه بارده وهي تقول :
- حضرتك لو كنت جيت كنت عرفت خلص إمته ؟

لم ينتبه ياسين إلى اللهجه التي تحدثه بها ليكمل وهو ينظر إليها بمزاح :
- أكلتوا التورته كلها ؟

ضحكت وهي ترد قائلة :
- البركه في محمود ماسبش حاجه ، ده انا وهو كنا ماسكين في شعر بعض عشان آخر حته

أغلق الملف بيده بعنف وهو يكز على أسنانه ثم تطلع لها محاولا التحدث بهدوء :
- دكتوره ممكن أطلب منك طلب ؟

نظرت له ببرود ولم ترد فأردف هو بهمس محذر وهو يميل عليها :
- البني آدم إللي إسمه محمود ده مش عاوز أشوفك جنبه ولسانك ميفكرش للحظه إنه يتكلم معاه

ضحكت بتهكم وهي تردف :
- وأنا المطلوب مني أسمع كلامك ؟

ياسين بثقه مغتره وهو يرفع ذقنه :
- اه

تحولت معالمها للحده وهي تردف :
- ده بعينك يا دكتور ، متقدرش تمنعني إني أكلم صحابي

ياسين بتحذير :
- إحترمي نفسك يا يارا وإسمعي كلامي أحسن

هتفت بحده :
- وحضرتك يادكتور ؟ حضرتك بتحترم كلمتك وقدها ؟

قطب بين حاجبيه بعدم فهم وتسائل بغضب :
- إيه اللي إنتي بتقوليه ده ؟

تحدثت بجمود وهي تهم بالإنصراف :
- لا نت أبويا ولا أخويا ولا ليك كلمه عليا ، كلمتك بس تمشي على الست هاله بتاعتك إنما أنا لأ ، عن إذنك

قبض على ذراعها وهو يديرها له بغضب قائلا :
- إياك تمشي وانا بكلمك ، وإيه علاقة هاله باللي بتقوليه ؟ إنتي مالك ومالها اصلا ؟

تعجبت بسخريه قائلة :
- وكمان بتدافع عنها ؟ ، دفعته بصدره وهي تقول بعصبيه :
- إشبع بيها ، مش إنت فضلتها عليا ومجيتش إمبارح عشان تفضل معاها

قاطعها بعصبيه قائلا :
- إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده ؟ أنا حاولت أجي بس ...

قاطعته بحده وهي تنفض يده بعيدا عنها :
- حاولت والسنيوره منعتك مش كده ....

قطع حديثها بصياحه العنيف :
- بس بقى

صمت تام أطبق على الجميع وكلا منهما يطالع الآخر بحده ، أردف هو بهمس من بين أسنانه :
- إمبارح أنا حاولت أجي وأنا في الطريق كان في حادثه كبيره معطله الطريق ومعرفتش أجي عشان رجعت بالحالات على المستشفى وبعتلك رساله على الموبايل بكده

ضحكت بسخريه قائلة :
- وإنت مفكرني إني هصدق كلمه من اللي بتقوله ده ؟

أردف بحده وهو يقبض على ذراعها :
- عنك ما صدقتي إخبطي دماغك في الحيط ، أنا خلاص جبت أخري من دماغك الناشفه ، النهارده مش عاوز أشوف وشك قدامي خالص

أنهى جملته وقد دفعها بقوه ليحمل الملفات ويخرج بها من المكتب في قمة غضبه من تلك الحمقاء العنيده ، بينما نظرت له بإستغراب ثم سارعت بإخراج هاتفها من جيبها بلهفه لتبحث فيه عن تلك الرساله

أخذت تقلب بين الرسائل إلى أن وقعت بعينيها على إسمه ، فتحت الرساله بسرعه لتقرأ ما به لتجحظ عينيها ويخفق قلبها بداخلها ، خرجت من الغرفه مسرعه وهي تركض ثم نزلت للأسفل ركضا على الدرج لتصل للإستقبال لتقف وهي تلهث محاولة التحدث :
- حنان إنتي طول الليل إمبارح كنت هنا مروحتيش صح ؟

اومأت حنان برأسها موافقة :
- أيوه يا دكتوره ليه خير ؟

يارا بتساؤل ووجيب قلبها يعلو متمنية أن تنفي موظفة الإستقبال الإجابه :
- هو إمبارح بالليل كان في حادثه كبيره والدكتور ياسين رجع مع عربيات الإسعاف ؟

فكرت الموظفه قليلا بينما كانت أنفاس الأخرى تعلو وتهبط بسرعه توجسا مما يمكن أن تقوله ، قاطعت إنتظارها وهي ترد بكلامها الذي تسبب في قطع أنفاسها للحظه حينما أردفت الموظفه قائلة :
- أيوه يا دكتوره ، إمبارح كان في حادثه كبيره والمصابين كانوا كتير والدكتور ياسين فعلا كان خرج بس رجع مع الإسعاف تاني وهو هنا من إمبارح لحد دلوقتي مروحش خالص

تجمدت مكانها حينما نزلت هذه الكلمات كالصاعقه على مسامعها ، خفق قلبها بشده وهي تضع يدها على رأسها بيأس هامسة لنفسها :
- غبيه ، أنا وحده غبيه ، ياربي أعمل إيه دلوقتي ؟

قلقت الموظفه قليلا لتسألها بتوجس :
- حضرتك كويسه يا دكتوره ؟

نظرت لها يارا وهي تحاول ان ترسم إبتسامه باهته على وجهها قائلة :
- ماتقلقيش ، يا حنان

إبتسمت الأخرى قائلة :
- العفو يا دكتوره

أومأت يارا برأسها وهي تتحرك من أمامها ، مالذي فعلته تلك الحمقاء ، ولكن ليس بيدها فمجرد رؤية تلك اللزجه أو ذكر إسمها يدفعها للجنون ، هي باتت تعشقه بجنون ألا يحق لها أن تغار ؟ ، والآن فلتتحمل نتيجة ذلك الإندفاع والتسرع ، هذا اللسان السليط الذي لا تتحكمين به دائما ما يوقعك في المصائب بسبب زلاته التي لا تنتهي ، الآن ماذا تفعل ؟ ليس أمامها سوى الإعتذار ، ضحكت بسخريه ، الإعتذار ؟ وما الضامن أن يتقبله ؟ ، وبخت نفسها قائلة :
- أيتها الحمقاء حتى إن لم يوجد ضامن لا تدعيه ، حاولي مرارا وتكرارا ، ولاتدعي تلك الهاله تستغل هذه الفرصه لتقترب منه

.................................................. ................

توقفت السياره أمام مبنى يحده من الخارج سور كبير ، الباب الحديدي الضخم يقف أمامه رجال شرطه ، توزعت نظراتها بالمكان من حولها ثم إنتفضت على منادته لها بقوه :
- إنزلي يا حليتها

نظرت له بعبوس ثم إلتفتت لتفتح باب السياره لتترجل منها ، أغلقت الباب وعينيها تدور على المكان من حولها ، سارت خلفه غير منتبه لتوقفه لتصطدم به من الخلف ، حانت منه إلتفاته حاده لها فتنحنحت معتذره بخفوت :
- حم أسفه

أعاد أنظاره لمن يقفون أمامه قائلا بتهكم :
- إيه يا شباب إنتو يعني أول مره تشفوني إيه لزمة التفتيش ده ؟
قالها وهو يمد ذراعيه جانبا حتى يتم تفتيشه بواسطة واحد من هؤلاء العساكر

تحدث الرجل بمزاح قائلا :
- والله على عينا يا عدي باشا بس نعمل إيه بقى الأوامر

أومأ عدي متفهما بإبتسامه :
- ولا يهمك شوف شغلك

بعد أن إنتهو من عدي ، إلتفت لريهام ليشير لها برأسه بأن تتقدم ليتم تفتيشها هي الأخرى ، فعلت ما طلبه منها ثم دخل الإثنان لتفغر فاها ما إن وقعت عينيها على المكان من حولها

كان المبنى يبدو أنه مكون من طابقين بسيط في شكله الخارجي ومن حوله أراضي خضراء واسعه ، ولكن هذا لم يلفت إنتباهها بقدر أنها وجدت هذه الأراضي تكاد تكون مقسمه إلى عدد من المناطق وبكل واحده توجد فرقه من الرجال الذين يمارسون بعض التدريبات الجسديه والقتاليه بمهاره

ركضت خلف عدي لتلحق به لتتحدث من خلفه بسعاده :
- هو أنا هتدرب زي دول وأتعلم الحاجات دي ؟

تحدث بجمود وهو يسير امامها :
- أه

همت لتتحدث ليقطع ذلك صوت إطلاق النيران فإنتفضت وهي تتشبث بقميصه الرمادي من الخلف قائلة بخوف :
- يلهوي

توقف ليلتفت لها قائلا بسخريه :
- يلهوي ، أمال سيادتك هتمسكي مسدس وتضربي نار إزاي

رمشت بعينيها وهي تنظر له ببراءه ولم تتحدث ، شعر بقلبه يضطرب بداخله حينما رمقته بنظرتها هكذاقائلا في نفسه :
- أبوس إيدك بعدي عينيك أنا ماسك نفسي بالعافيه
إبتلع ريقه ليداري توتره ليردف قائلا بجديه مزيفه :
- تعالي ورايا

تحرك لتتبعه هي الأخرى ليدخل بها صاله واسعه مليئه بأصوات إطلاق النيران ، تشبثت به أكثر فقبض على يدها ليطمئنها ، نظرت لعينيه وتعلقت بها بينما هو لم ينتبه بسبب إبعاد عينيه عنها ، حينما إلتفت مره أخرى ليخبرها بأن هذه الصاله التي ستتدرب بها على إطلاق النيران وجدها محدقة به وإبتسامه صغيره ترتسم على شفتيها

قطب بين حاجبيه لحظه متسائلا بنفسه عما بها ، وبخه قلبه قائلا :
- أيها الغبي لا يهمك ذلك ألست سعيدا بنظرتها لك والأدهى تلك الإبتسامه المرتسمه على شفتيها من أجلك ؟!

إستمع لقلبه ولم يستطيع أن يقطع تأملها له ليبادلها إياه متناسيان المكان من حولهما ، تحدثت بخفوت وعينيها عليه :
- عدي !

أصابته حاله من الهيام لسماع إسمه من شفتيها ليهمهم دون أن يبعد عينيه عنها :
- ممم

أردفت بحالتها التي لم تتغير قائلة :
- إنت اللي هتعلمني ضرب النار صح ؟ عشان إنت عارف أنا خايفه ، بس لو إنت اللي علمتني أنا مش هخاف

تحدث بغير تصديق وهو ساهم بها :
- ينهار إسود ! ، تخافي وأنا جنبك ، ثم أكمل بإبتسامه قائلا :
- متخافيش جون سينا جنبك

ضحكت بخفوت بعد أن أفاقته كلمته الأخيره ثم نظرت له قائلة بإبتسامتها التي سحرته :
- طب يلا يا ياعم سينا وريني هاعمل إيه ؟

تنحنح في وقفته وتصنع الغرور قائلا وهو يشير بيده :
- تعالي ورايا ، إستعنا عالشقى بالله

.................................................. ..................

أخذت تبحث عنه في كل مكان ولكنها لم تجده مطلقا ، توقفت في الرواق وهي تنظر حولها متأففة بضجر إلى أن لمحته يخرج من المصعد متوجها لغرفة ما

عزمت على الإعتذار وإندفعت نحوه ، كان يسير وهو غاضب فجاة وجد من تقبض على ذراعه إلتفت بحده ومالبث أن تحولت حدته إلى خوف وفزع حينما وجدها على وشك فقدان الوعي وتأخذ أنفاسها بصعوبه وهي تحاول جاهدة أن تتعلق بذراعه

إلتفت لها ليحيط جسدها بذراعيه ناظرا لها برعب قائلا وهو يربت على وجنتها :
- يارا ! يارا إنتي كويسه ؟

أمسكت في تلابيبه بقوه وهي تكاد تسقط قائلة بهمس :
- إل..إلحقني

وفجأة لم تشعر بحالها إلا وقد هتف بلوعه وهو يحملها بسرعه متجها بها إلى غرفة للمعاينه ليرى ما بها ، حينما سقطت بين ذراعيه أصابه الفزع بشده هتف بها ولم ترد سارع بحملها ليعدو بخطواته متجها للغرفه ليعاينها

حينما دخل للغرفه وضعها على السرير وبمجرد ان فعل وهم بفتح إحدي عينيها وجدها تفتحها وحدها لتنتفض من على السرير لتركض لباب الحجره وتقوم بإغلاقه

كان يتابع ما يحدث فاغرا فاهه بغير تصديق ، لم يستطع التحدث ، حاول ذلك ليقف مشيرا بإصبعه بتساؤل متعجبا :
- إن..إنتي ...إنتي...إزاي ؟ إنتي مش كنتي غميانه دلوقتي ؟

تشتت نظراتها في كل مكان حتى لا تنظر له ، عقد بين حاجبيه بغضب حينما إكتشف فعلتها فإتجه نحوها ليدفعها بعيدا عن الباب بقوه لتقبض على ذراعه متعلقة به وهي تردف بلهفه :
- أنا أسفه

توقف عن المقاومه ثم نظر لها بإستغراب وكأنه لم يفهم ما قالته الآن ليسألها عاقدا بين حاجبيها :
- قولتي إيه ؟

تركت ذراعه وهي تسبل جفنيها توترا لتبتلع ريقها في صمت ، عصبته فعلتها فهم بالخروج من الغرفه إلا أنها قبضت بيديها على ذراعه ثانية وهي تتحدث بضيق :
- ياجدع إستنى هو الواحد ميعرفش يتكلم معاك كلمه ؟

نظر لها بتهكم رافعا حاجبه ولم يعقب بينما هي تركت ذراعه لتعتدل في وقفتها وهي تتنحنح مشيرة بيدها قائلة بتلعثم :
- حم مم..ممكن ..تقعد شويه ؟

ضيق عينيه قليلا بتساؤل :
-على السرير ؟ ، صمت قليلا ثم إتجه له ليجلس عليه معلقا عينيه بها وهو يهز قدمه في عصبيه منها

توترت بشده ثم تحركت إتجاهه لتقف أمامه وهي تتطلع إلى الأرض أسفلها ، ظلت على هذه الحاله للحظات ، حانت منها إلتفاته لقدمه التي يهزها بعصبيه تحدثت بضيق قائلة :
- أووف ما انت طول ما انت عمال تهز رجلك كده بتوترني ومبعرفش أتكلم

توقف عن ما يفعله ثم إستند بمرفقيه على ركبتيه ومال بجسده للأمام ليطالعها مترقبا ما ستقوله ، أخذت نفسا عميقا ثم أخرجته بعمق ، أغمضت عينيها وهي تهمس لنفسها قائلة :
- براحه ، إهدي ، إهدي

نظر لها وإستمع لما تقوله إبتسم بجانب فمه وهو يهز رأسه بيأس من تلك العنيده ، أخفى إبتسامته حينما فتحت عينيها لتقول بجديه :
- أنا أسفه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:45 AM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم
الحلقه الواحد والعشرون " الجزء الأول "
...........(عدوي بين ثنايا قلبي)............
بداخل غرفة ما بذلك المبنى ، كانت هي تقف حول حلبة صغيره تشاهد ذلك المدرب وهو يقوم بتعليم بعض الأساليب الخاصه بالدفاع عن النفس ، كانت ترتدي كنزه بيضاء بدون أكمام ذات فتحة رقبه دائريه وبنطال رياضي لونه كحلي وحذاء أرضي أبيض ، كانت تعقص خصلاتها الكستنائيه على هيئة ذيل حصان
كان يتواجد معها أربع فتيات أخريات وكل واحده تتناوب مع المدرب ليعلمها بعض الحركات اللازمه لهم ، كان المدرب يشرح كل خطوه وهو يدرب فتاة بداخل الحلبه والفتيات جميعهن منتبهات له
كان عدي في ذلك الوقت يتمرن على إطلاق النيران بداخل الصاله المخصصه بذلك ، بعد أن إنتهى قام بخلع السداده التي على أذنه ووضع مسدسه في حزامه وتحرك متجها نحو صالة التدريب القتاليه
بعد أن إنتهى المدرب من الفتاه التي معه ، خرجت هي من الحلبه ، إلتفت لريهام قائلا بجديه :
- دورك يا بشمهندسه
اومأت ريهام برأسها بإبتسامه صغيره وهي تدلف إلى الحلبه ، إقتربت منه لتقف أمامه ليتحدث قائلا :
- جاهزه ؟
أخذت نفسا عميقا ثم أومأت قائلة :
- جاهزه
تحدث بهدوء قائلا :
- إبدئي بالهجوم
أومأت برأسها وهي تكور قبضتها لتسدد له لكمه في وجهه ، حرك رأسه بخفه لأحد الجوانب ليقبض على يدها ثم تحدث قائلا لجميع الفتيات :
- لما الاقي العدو يهجم قدامي حلين يا إما أتهيئ في وضع الدفاع وأبسط حاجه إني أتفادي الضربه بكل سهوله أو إني أخد وضع الهجوم زيه وساعتها أصد الضربه بتاعته بضربه تانيه مني ، وضربه زي اللي صحبتكم سددتها دي لما أحب أرد عليها بهجوم من عندي ممكن بسهوله ألوي دراعها كده
قال الأخيره وهو يقبض على يدها ليلف حولها بمهاره وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها ، ثم أكمل قائلا :
- بعد كده عدوك مش هيقف عند كده أكيد هتكون في مقاومه ، أقل حاجه ممكن يعملها إنه يسدد ضربه في وشك بكوع إيده الحره ، وصدقوني الضربه دي بتوجع ، عشان كده لازم في لحظه تكون إيدك التانيه قدام وشك تحمي نفسك
مال برأسه قليلا قائلا :
- نفذي يابشمهندسه
رفعت ريهام مرفقها الحر لتسدد به لكمه في وجه المدرب ، بينما قبض المدرب على مرفقها ثم تحدث قائلا :
- ساعتها عشان تضمن إنه عدوك وقع تحت سيطرتك الخطوه اللي بعدها رجله ، تضربه برجلك في منطقة الركبه من ورا وساعتها لما يقع على الأرض متقفش لحد هنا وإوعى تديه ضهرك. غير لما تتأكد إنه حاجه من الإتنين يا إما ميت يا إما فاقد للوعي تماما
كان متوجها إليها في صالة التدريب ليتوقف مكانه ليرى ذلك المدرب وهو ملتصق بها بهذه الطريقه التي جعلته كالتنين الذي ينفث النيران من أنفه ، توجه بهدوء غير ما يعتليه نحو الحلبه ليقف جوارها قائلا للمدرب بإبتسامه صفراء :
- عاش كابتن محمد
إنتبه المدرب لمن يخاطبه فإبتسم بحبور وهو يجيبه بعد أن توقف عن تدريبه لريهام :
- منور عدي باشا
إبتسم عدي بتصنع قائلا وهو يعقد يديه أمام صدره :
- بنورك ، شايفك بتعمل عملك بإتقان ما شاءلله
ضحك المدرب عليه بينما كانت ريهام تنقل نظراتها بهدوء بين الإثنين غير منتبه لتلك العينين التي تكاد تفتك بها من الغيره
بعد مرور يوم طويل حافلا بالتدريب الشاق في المساء ، كان الأغلبيه قد رحلو ، أصبحت صالة التدريب تكاد تكون خاليه إلا من ثلاث أو أربع أشخاص ، كانت تقف تشرب بعض المياه بعد ذلك المجهود الجبار منها ، تقدم نحوها قائلا بضيق :
- يلا
أبعدت زجاجة المياه عن فمها لتنظر له بتساؤل :
- يلا فين ؟
نظرت له كان يرتدي قميصا أسود بدون أكمام أظهر عضلاته صدره الجذابه وكذلك ذراعاه مرتديا بنطال قطني أسود رياضي ، شعرت بالحراره تسري في جسدها إبتلعت ريقها لتنفض عن رأسها هذه الخيالات
نظر لها ليعيد أمره بحده وهو يسير لتتبعه :
- يلا من غير كلام
أغلقت زجاجة المياه لتلقيها بعيدا لتسير خلفه متسائله في نفسها ، وصل بها إلى ساحة التدريب مره أخرى التي كانت خاليه ، دلف للحلبه ثم نظر لها وجدها تقف تطالعه في صمت وتساؤل ، سألها بضيق وهو يشير بيده لها لتدخل :
- متصنمه عندك كده ليه إتنيلي إدخلي
تسائلت بتعجب :
- أدخل إيه أنا إتدربت خلاص وبعدين مش مفروض نمشي الساعه بقت 8؟؟
تحدث بحده قائلا :
- لأ مش هنمشي غير لما أنا أقول وبعدين إنتي لسه بلبس التدريب أهو ، يلا خلصيني وتعالي
إبتلعت ريقها بتوتر ثم تحركت ببطئ لتدلف له لتقف مكانها مباشرة دون أن تتحرك ، نظر لها قليلا مضيقا عينيه بمكر ومالبثت أن إرتسمت إبتسامه خبيثه على جانب فمه وهو يقترب منها ببطئ ليقف أمامها مراقبا تعابير وجهها المتوتره بتسليه ، لم تعلم بأنها ضئيله هذا القدر بجواره إلا الآن ، تشتت أنظارها وهي تنظر حولها وقد وقعت بعينيها عدة مرات على بنيته الجسديه التي أرسلت فيها الرهبه
قبض على يدها ليسحبها خلفه لمنتصف الحلبه ليوقفها أمامه ثم نظر لها قائلا بهدوء :
- إبدئي إهجمي يلا
نظرت له بتساؤل ، اجاب قائلا :
- يلا إهجمي ، عاوز أشوف إتعلمتي إيه النهارده
اومأت برأسها وإبتعد الإثنان قليلا ليأخذ كلا منهما وضع الهجوم لتتحرك هي أولا موجهة لكمتها ليقبض عليها وهو يلوي يدها بسرعه ليضعها خلف ظهرها ليلصق صدرها بصدره الصلب ، كان كلا منهما على إستعداد لينفذ حركته التاليه ولكن كيف ذلك ؟
مجرد تواجده بجوارها يجعلها غير قادره على التركيز ، و هاهو ملتصق بها كيف لها لتتنفس فقط ، حاربت قلبها عله يستطيع ان يهدأ من روعه ، أنفاسها على وشك الهروب منها ، جاهدت بكل قوتها لتحافظ على البقيه منها وهي تصارع لكي تستطيع التنفس بصعوبه ليعلو صدرها ويهبط بشده
خفقان قلبه الذي بداخله جعله يلهث بعنف محاولا السيطره عليه ، تعلقت عينيه بعينيها ليتوه في بحورها الدفينه ، وكيف لا يتوه بها وقد سحرته تلك العيون العسليه التي تجعله غافلا عما حوله ، كان كالمنوم لا يحيد بعينيه عنها وهو يتأملها مقتربا برأسها منها
شعرت هي بخطورة الأمر رمشت بعينيها عدة مرات لتفيق مما هي فيه لتنفذ حركتها التاليه ، رفعت ركبتها لتضربه بها في بطنه ليتأوه مبتعدا للخلف ، وضع يده على بطنه ثم نظر لها وهو يبتسم ، إرتسمت إبتسامه صغيره صادقه على شفتيها ، اردف هو قائلا بإبتسامته وقد اخذت موضع الهجوم مره اخرى :
- ماشي ، أنا اللي هاهجم دلوقتي
توجه نحوها ليسدد لكمته لتتفاداها بخفه وهي تنحني لأسفل لتقبض على يده لتلتفت وراءه وهي ترفع ذراعه في وضعيه مؤلمه للغايه لأعلى ليستدير هو بخفه قابضا على يديها الإثنين بإحدى يديه وبالأخرى على خصرها ليطرحها أرضا وهو فوقها واضعا يديها بقبضه واحده أعلى رأسها
كان كلا منهما يتنفس بعنف ، حدق عدي في وجه ريهام متأملا بعينيه التي كانت تلتهم كل جزء بها ، إقترب برأسه منها ليضيق عينيه وهو يبتسم بجانب فمه قائلا بخفوت:
- إوعي تستخفي بعدوك وتندفعي عشان تهاجميه من غير ماتفكري في النتيجه ، عشان ممكن النتيجه متعجبكيش
كانت تسبل عينيها خجلا ، توترت بشده حينما لمحت عينيه التي كانت تسبر أغوارها ، نظرته وكأنه يحاول إختراقها ، إقترابه منها بهذا الشكل ، جعلها تنظر في عينيه بتوجس ، حينما كان يتحدث لاحظت إبتسامته التي ترتسم على شفتيه ، لم تحيد بعينيها عنها طوال حديثه ، بعد أن إنتهى من حديثه ضيق عينيه وهو يتأمل عينيها التي كانت متعلقه بشئ آخر ، ليجدها معلقه بشفتيه ، إبتسم بخبث وهو يناديها هامسا :
- ريهام ؟
همهمت وهي تطالع شفتيه :
- ممم !؟
إبتسم بجانب فمه وعينيه تحركت من عينيها لتتوقف على شفتيها ، خفف قبضته التي تمسك بيديها فوق رأسها تدريجيا إلى أن حررها ليستند بها على الأرض بجوار رأسها ، شعرت هي بأن يدها تتحرر من معقلها لتعدلها لتتحرك تلقائيا لتضعها برقه على صدره ، لمستها الناعمه جعلت خافقه يقرع كالطبول ، شعر بالسخونه تسري في جسده ، أبتلع ريقه محاولا ان يسيطر على فيضان المشاعر الذي يغرقه ولكن لكم هتف به قلبه بأن يتركه ليغرق بها ، مد يده الأخر لوجنتها الناعمه ليمسح بأنامله على وجنتها وهو يقترب منها ليتوقف بوجهه على بعد إنش من وجهها
ظلت عينيه متعلقه بشفتيها دون ان يحيد عنها ، رفعت واحده من يديها الموضوعه فوق صدره لتتحرك لتستقر في نهاية المطاف على وجنته لتمسد على ذقنه بنعومه جعلته يميل ليلثم جانب فمها بقبله ناعمه حاول أن يودعها بها حبه الذي يكنه لها ، عشقه الذي زرعته بداخله له من أول مره يراها بها ، لم يكن الأمر بعشق مباشرة بل كان كالنبته الصغيره التي قامت بوضع بذرتها بداخل قلبه لتنمو على رؤيتها لها بالشوق ، لتعزز نموها بشعور الغيره الذي سيطر عليه بمجرد رؤيتها مع غيره
كانت بعالم آخر وكأنها محلقة بالسماء ، لم تكن تعلم بأن هذا الكم من الحب يتواجد بداخلها إتجاه ذلك الأحمق ، قبلته الدافئه أطاحت بالبقيه أمامه ، جعلتها تريد أن ترى ماحدود الحب الذي نما بقلبها ، تريد رؤية إلى أي حد وصل به جنونه بها ، رفعت يدها الأخرى لتحتضن وجنتيه بيديها لتبعده قليلا عن وجهها لينظر لها بأعين هائمه بالحب ، لتبادله أخرى بأعين ناعسه رفعت رأسها قليلا وهي تقرب وجهه منها لتقبل وجنته بشوق ، لتتحرك بشفتيها مقبلة وجنته الأخرى
إبتعدت عنه لترى عينيه التي أصبحت قاتمه ، إضطرب قلبها بشده حينما رأت نظرة الرغبه التي تعتري عينيه لها ، أخذت نفسا عميقا محاولة السيطره على حالها بعد أن علمت إلى أي حد وصل حبها له ، الإجابه هي لايوجد أي حدود ، ولم يخفى عليها تلك الرجفه التي شعرت بها تصدر من جسده حينما قبلته ، تلك النظره القاتمه بعينيه أكدت مدى ولعه بها
نظرت لعينيه قائلة بهمس :
- عدي ؟
رفع أنظاره الهائمه من على شفتيها لعينيها لتردف هامسة :
- لازم أمشي
ظل ينظر لها لفتره ثم نهض من فوقها وعينيه معلقة بها لتنهض هي الأخرى ناظرة للأرض بتوتر ، تحدثت بخفوت دون أن تجرؤ على رفع عينيها له :
- أنا هروح أغير وأجهز
هرولت من أمامه ليظل معلقا عينيه في إثرها ، رمش عدة مرات ليفيق من شروده ليخرج زفيرا حارا وهو يمسح بيديه الإثنتين على رأسه ثم حركهما ليغطي بها وجهه وهو يتنهد بعمق غير مصدقا لما حدث معهما منذ قليل ، مسح بيده على وجهه والأخرى يضعها بخصره ، حدق بالفراغ قليلا لترتسم إبتسامه عاشقه على شفتيه ، هذه العنيده تحبني كما أحبها ، كان ذلك واضح للعيان من قبلتها ، إبتسم بسعاده وهو يتحرك نحو غرفة تبديل الثياب ليستعدوا للرحيل
.................................................. ...................
بعد أن وصل القطار إلى الجهه المقصوده ، ترجل الجميع بأمتعتهم منه ، تحرك محمد أولا وهو يسحب خلفه حقيبة سفر حاملا حقيبة ظهر أخرى يليه غاده التي تسحب حقيبه أخرى ثم سلمى حاملة حقيبه بيدها والأخرى تسحبها ، أثناء خروجهم من القطار لمحت غاده عبدالرحمن وهو يقف بجوار علياء لتلتفت غاده بسرعه لسلمى لتغمز لها بعينها لتومأ الاخيره برأسها ثم إعتدلت في وقفتها وهي تتحرك رافعة ذقنها بشموخ مارة من أمامه دون أن تعيره أي إهتمام بينما هو لم تبتعد عينيه عنها غير منتبها لما تقوله علياء له
وقف الجميع في إنتظار الحافله التي سوف تقلهم إلى أحد الفنادق ، وقفت غاده وسلمى بجوار بعضهم فتحدثت سلمى من جانب فمها وعينيها تدور بالمكان من حولها :
- هاه كله تمام !؟
غاده وهي تتحدث بخفوت مشجعة :
- عفارم عليكي يابت ، عينه كانت هتطلع عليكي وإنتي معديه من جنبه ومصدراله الطارشه
سلمى وهي تنظر لها لتهمس بإبتسامه متلهفه :
- إنتي متأكده إنه ده هيجيب نتيجه يا غاده ؟
غاده بتأكيد ثم أردفت بتوعد :
- أكيد يا قلبي ، إنتي مشوفتيش كان بيبصلك إزاي ، أيوه كده خليه يتشحتف عشان يبقى يلزق في الست علياء أوي ، تصدقي وتؤمني بالله الوليه دي مش هعتقها
سلمى بتوجس وهي تزيح إحدى خصلاتها خلف أذنها :
- هتعملي إيه ؟
غاده بكبرياء وهي تتخصر بإحدى يديها والأخرى ترفعها في وجه سلمى مشيره برقم واحد :
- هو مفيش غير واحد بس اللي بلجأله في المواقف الصعبه دي
سلمى بتساؤل :
- هو مين ؟
غاده وهي تلتفت لتشير بالفراغ بإبتسامه ثم تلاشت هذه الإبتسامه بتساؤل :
- أخوي... إيه ده هو راح فين ؟
دار الإثنين بأعينهما حولهما لتقع سلمى بعينيها عليه لتقبض على كتف غاده لتهزها قائلة وهي تنظر أمامها :
- إلحقي يابت شوفي الواد اخوك ؟
إلتفتت غاده لتنظر إلى حيث أشارت سلمى لتشهق عاليا وهي تقول :
- ينهار إسود الله يخربيته هيضرب السياحه
هروات غاده لأخيها ، كان محمد يقف مع ثلاث فتيات من الواضح أنهم من الخارج ، كانوا يتبادلون الضحك وهو يتحدث معهم بالإنجليزيه ويعطيهم رقم هاتفهم ويأخذ الإيميل الخاص بكل واحده ، كان يلتقط معهم عدة صور في الوضع السيلفي ، وإتفق على لقائهم لإصطحابهم غدا في عدة أماكن والإستمتاع معهم
كان يأخذ صوره مع الثلاث فتيات لتظهر فجأه صورة شقيقته من خلفه في الهاتف ، ليعقد بين حاجبيه بتساؤل أجاب على ذلك التساؤل أنامل شقيقته التي قبضت على أذنه قائلة من بين أسنانها وهي تقف بجواره وسط تطلعات الدهشه من الفتيات :
- بتعمل إيه ؟
محمد وهو يحاول ان يتحرر من يدها قائلا بإبتسامه بلهاء للفتيات :
- هيهيهيه إخوات بقى ومصارين البطن بتتعارك ، أردف بخفوت :
- ياغاده شوهتي صورتي قدام السواح
إنتبهت غاده لذلك فتركت أذنه لتعتدل في وقفتها ، عدلت هندامها وهي تنظر للفتيات بإبتسامه مصطنعه ، كانت الفتيات يطالعنها بخوف ، نظرت لمحمد ثم أردفت من بين أسنانها وإبتسامه صفراء على محياها :
- إنجر قدامي عشان عاوزاك في مهمه
محمد بإبتسامه مصطنعه :
- ما تحلي عني بقى ياشيخه خليني أشوف حياتي شويه
نظرت له غاده بحده ليردف بخوف :
- خلاص وربنا إهدى إنت بس يا صلاح ؟
نظر للفتيات وغمز لهن بعينه بعد أن أخبرهن بملاقته لهم بالغد في نفس المكان المتفق عليه ، تحرك مع شقيقته ليصعد الجميع إلى الحافله الضخمه التي تقلهم إلى أحد الفنادق الفخمه
.................................................. ............
بعد ان حطت الطائره مطار الاقصر إستقل سياره خاصه له نقلته إلى أحد الفنادق التي سيستقبل بها الوفد البريطاني ، بعد ان إرتاح قليلا من السفر أراد الترفيه عن حاله قليلا حتى يحين موعد مجئ الوفد بالغد ، فمن يتواجد بالأقصر كيف له ليمكث بمكانه دون الإستمتاع بها
إرتدى قميصا قطنيا أبيض فوقه جاكيت من اللون البني وبنطال جينز أسود وحذاءا رياضيا أبيض ، مشط خصلاته القصيره ثم شذب شاربه قليلا ، وضع عطره المفضل بعد أن إرتدى ساعته ذات الماركه العالميه ، نظر لنفسه مره أخيره نظرة رضا ثم تحرك بخطاه ليخرج من الفندق ليفتل قليلا ببعض الأماكن الشهيره بالأقصر
.................................................. ....................
بعد وصول الجميع بالفندق دلفت سلمى وغاده لغرفتهما بينما محمد مكث بغرفه مع شاب آخر قد تعارف عليه وتصادقا ، افرغت كلا من سلمى وغاده محتويات الحقائب ، وقفت غاده في مكانها قليلا ثم نفخت بتأفف ، نظرت لها سلمى بتساؤل :
- مالك يابنتي ؟
غاده وقد أطلقت العنان لخصلاتها البنيه التي تعطي جاذبيه مع عينيها الزيتونيه ، جلست على أطراف السرير قائله بنزق :
- يابت ياسلمى مخنوقه بقالي يجي 8 ساعات ولا عشره بالقطر ودلوقتي قاعدين هنا اهو في الاوض إيه الخنقه دي ؟
تعجبت سلمي التي امامها وهي تحمل بيدها بعض الثياب التي تقوم بطيها فقالت :
- أمال عاوزه إيه ؟
تحدثت غاده بحماس وهي ترفع عينيها لها قائلة :
- عاوزه أخرج أتفسح !
إستنكرت سلمي من إجابتها فتحدثت قائله :
- نعم ياختي ! إنتي فيكي حيل السفر مش تاعبك ؟
غاده بنزق وهي تشيح بيدها :
- ياختي تعبني إيه إحنا طول اليوم نايمين في القطر ، ثم أكملت بتهكم :
- وبعدين جتنا خيبه محدش غيرنا هنا العيال كلهم نفضوا لأوامر الدكاتره وكله خلع يتفسح ومفيش غيرنا ياخبيتها اللي قاعدين ، ده حتى الواد محمد أخويا خد بعضه إبن الناصحه وطفش مع العيال اللي إتصاحب عليهم
سلمى وقد أردفت بإرهاق :
- والله ما قادره ياغاده بجد تعبانه وبعدين عاوزه أقعد أستريح كده عشان أعرف أتكتك وأخطط للي مدوخني وراه ده
غاده وهي تنهض قائله بحماس :
- خلاص تكتكي وخططي وأنا هالبس واخد بعضي هاكلم الواد محمد يقابلني ونتفسح شويه
اومات لها سلمى بهدوء متحدثه وهي تتحرك صوب الحقائب لتفرغ باقي محتوياتها :
- خلاص ماشي وأنا هكمل بقيت الترتيب وبعدين هنام ، صحيح إبقي هاتيلي أكل معاكي أكل الفندق ده أكل عصافير مبيشبعش
غمزت لها غاده بمرح قائلة :
- عينيا يا جميل
بعد نصف ساعه كانت تهبط بالمصعد مرتديه فستان قطني من اللون البيچ يصل للأرض ، عليه جاكيت قصير لونه بني ، مرسوم على الفستان في منطقة الخصر بأحد الجوانب ورده يحيطها القليل من الزخرفه باللون البني ، إرتدت حجابا من اللون البيچ خالي من أي زخرفه ثم أنهت ذلك بحذاء ارضي من اللون الأسمر ، واضعة حقيبتها اليدويه الصغيره في وضع crossعلى جسدها
وصل بها المصعد للطابق الأول ، تحركت لتخرج منه متجه إلى خارج الفندق ، أوقفت سيارة اجره صغيره لتصعد إليها امرة السائق بالتحرك نحو المكان الذي ستقابل به شقيقها بعد ان أجرت محادثه تليفونيه معه
.................................................. ...........
بعد أن قامت بوضع إحدى الكاميرات في الدور السفلي ووضعت واحده بالردهه الواسعه بالطابق الاول التي تشمل معظم انحاء الفيلا والأخيره بردهة الطابق العلوي ، توجهت إلى غرفتها لتستعد للخروج
إرتدت فستانا من الحرير ذو لون كريمي زادها فتنه خاصة مع لون بشرتها الخمري ، كان الفستان يصل إلى الركبه ضيقا في منطقة الخصر متسعا بعده ، ذو فتحة صدر مثيره على شكل سبعه واسعه لتظهر ترقوتها الجذابه وبدون أكمام ، تركت لخصلاتها السمراء المموجه العنان لتغطي ظهرها لتصل نهاية خصرها ،و غرتها الطويله ذات الإستداره لتغطي وجنتيها في إثاره ، إرتدت قرطين طويلين رقيقان وزينت معصمها بإكسسوار رقيق تابع للقرطين ، وضعت بعض ملمع الشفاه وإكتفت بالكحل ليبرز سحر ليل عينيها ، إرتدت حذاءا ذو كعب عالي قليلا من اللون الكريمي متناسبا مع فستانها ثم أنهت ذلك بوضع عطرها الذي بات يعشقه
على الجانب الآخر إرتدى حله أنيقه سوداء أسفلها قميصا أسودا يتناسب مع مزاجه الناري الحاد ، مرتديا ساعته القيمه ، مشط خصلاته الطويله للخلف دون بعض الخصلات التي تلعن تمردها لتسقط على جبينه في صوره مغريه ، وضع عطره الذي ياخذ بلبها وهو يبتسم مظهرا غمازته
إنتهى كلاهما من إرتداء ثيابهما ، خرج من غرفته وهو يغلق الباب خلفه ، هم بالتحرك ولكنه توقف ليتجمد كالتمثال حينما وجدها تخرج أمامه من غرفتها التي كانت ملاصقه لغرفته ، رآها بهذه الهيئه الفاتنه ، حبيبته فاتنه هي الأجمل في عينيه ولكن في هذه الهيئه هي مهلكه ، وقع نظره عليها ليتوقف العالم من حوله للحظات ود هو لو إستمرت طوال الدهر ، مازاده سوءا هو إبتسامتها الفتاكه التي قد أعلنت عنها على شفتيها ، تعلقت عينيه بشفتيها اللامعه لكم يود لو إقتطف حاليا قبله من ثغرها الذي يعشقه ، لم تكن هي أقل منه فلأول مره تراه بهيئته المهيبه هذه حقا يشبه الفارس المغوار أو أبطال الأفلام تماما ، تهكمت لنفسها قائلة :
- أي بطل في الكون هذا يضاهي قوة وجمال حبيبي ؟
تصنعت الجديه وهي تومأ براسها له ثم تحركت ليتبعها هو الآخر ، نزل كلا منهما لأسفل ، كان كلا من فرج وناجي ولوچينا يجلسون جميعا في ردهة الإستقبال ، نزلت إيلين بخيالاء يتبعها هو بهيبته وشموخه ،حقا هما الإثنان كلا منهما يشبه الآخر بقوته
إنتبه مراد لعيني ذلك الحقير التي تعلقت بحبيبته وهي تتفحصها بجرأه ، قبض على يديه لتبيض سلامياته بينما هي سمعت صك أسنانه ببعضها حانت منها إلتفاته له لتجد عينيه الحمراء متعلقه بذلك الوغد تكاد نظرته لتفتك به ، إنتبهت هي لنظرات فرج الجريئه والتي تكشف جسدها وكأنها عاريه ، إشمئزت نفسها من نظرته المقززه التي أثارت غثيانها
على الجانب الآخر كانت دماؤه تغلي كالحمم البركانيه وهو كالعاجز لا يستطيع فعل شئ ، ود لو ان ينقض على ذلك الوغد ليقلع له عينيه ، حاول السيطره على غضبه حتى لا يتدمر كل شئ ، تنحنح ليقطع ذلك الصمت وليحاول ان يبعد ذلك الحقير عنها قبل ان يخنقه بقبضته فقال ببرود شديد يخالف ما بداخله من اعاصير لو تحررت لعصفت بما أمامها :
- إحنا هنبات هنا ولا إيه ؟
إنتبه له فرج ليبتسم بتهكم وهو يهم بالتحرك قائلا :
-لأ طبعا يا أيمن باشا ، تحرك فرج ليقف امام إيلين وهو يرفع ذراعه لها لتتعلق به ، كان مراد ليخرج عن طوره ، شعرت به لن يقدر على منعه شئ إن فعلت مايريده فرج ، في الأساس لم تكن لتفعل ذلك ، نظرت لفرج بسخريه وتحركت من امامه لتتركه يتأكله الغيظ ، نظرت له لوچينا بسخريه ، ثم تحركت لمراد لتقف امامه قائلة بدلال :
- مش هتاخدني معاك أيمن باشا
توقفت إيلين فجأه دون أن تلتفت لمراد لتتحول نظراتها للحده ، حاولت رسم البرود على وجهها لتلتفت ببطئ لترمق كلاهما بنظره بارده تحمل في طياتها الكثير من الغضب ، نظر مراد للزجه ليردف ببرود وهو يتحرك من امامها :
- شافيه نفسك بترضعي عشان اخدك في ايدي
تحرك من امامها مارا بحبيبته ليرسل لها قبله في الهواء غامزا بأحد عينيه ، إستطاعت رسم البرود بصعوبه وهي تحاول إخفاء ضحكاتها ، رمت لوچينا بنظره شامته وهي تتحرك خلف مراد بينما إحتقن وجه لوچينا بحمرة الغضب وهي تكز على أسنانها قائلة بتوعد بهمس لنفسها :
- تصدق تستاهل اللي هيحصلك
صعد فرج إلى سيارته بجواره لوچينا منتظرا إيلين ولكنها أردفت بهدوء :
- لأ أنا حابه اسوق عربيتي
أومأ لها فرج براسه ، إنتبه الجميع لمراد الذي يتحرك ليخرج من الفيلا ، نادته إيلين ببرودها المصطنع قائلة :
- على فين ؟
إلتفت مراد ليتحدث بهدوء قائلا :
- هاسبقكم أنا
إيلين وقد حانت منها إلتفاته لفرج ثم إلتفتت لمراد قائلة :
- تعال إركب في عربيتي مينفعش تروح من غيرنا
اومأ لها مراد برأسها وهو يتجه لسيارتها بينما هي تحركت لفرج لتصل امام نافذته لتنحني قليلا عليه لتستند على النافذه وهي تهمس من بين أسنانها :
- إنت غبي عشان تسيبه يبعد عن عينينا ؟
تنهد هو بنفاذ صبر وهو ينهي الموضوع :
- خلاص اهو هيتنيل يركب معاكي ، هاسبقكم هناك وإنتي حصليني هناك
اومأت برأسها ثم إعتدلت في وقفتها لتبتعد عن السياره لينطلق فرج بالسياره بينما هي تتحدث في إثره وهي تكز على أسنانها بغضب :
- يتنيل ؟! في ستين داهيه تاخدك قبل ما تقول في حقه حاجه ، كلب ولا تسوى
تحركت لتعود لسيارتها لتصعد إليها بعد أن وجدته يجلس خلف المقود ، صعدت للسياره وهمت بإغلاق الباب ليأتيها صوته من بين أسنانه وهو ينظر للامام دون أن يلتفت لها :
- تنزلي حالا تلبسي حاجه تداري المسخره اللي إنتي عاملاها دي بدل ما موت حد النهارده
إبتسمت وهي تترجل من السياره لتدلف للفيلا لتعود بعد برهه وهي ترتدي جاكيت أسود طويل يصل لركبتها يظهر من أسفله الفستان ، توجهت نحو السياره لتصعد إليها ، نظر لها ولم يتحدث ثم أدار المحرك وإنطلق بالسياره
.................................................. ............
ترجلت من السياره واخذت تسير وهي تنتقل بنظراتها السعيده حولها على المعارض وترتسم إبتسامه واسعه على شفتيها ، كان الجو ساحرا فقد كانت مأخوذه بالجمال الذي يحيط به وهي تنظر للسياح المستمتعين بالأجواء الليليه ، تحركت نحو أحد المعارض لصغيره التي تقوم ببيع بعض الهدايا التذكاريه لتشتري بعض الهدايا لصديقاتها ولوالدتها وسلمى ، وقفت تختار بعض الهدايا وجدت الشاب الذي يبيع بالمعرض يتجه نحوها قائلا :
- لو سمحتي يا آنسه ؟
إلتفتت له غاده لتومأ برأسها بهدوء متسائله :
- أفندم !؟
الشاب بهدوء وهو يشير بيده لزوج من الأجانب :
- ممكن بس تقوليلي الخواجات دول بيقولو إيه لأحسن بيرطو كلام مش فاهم منه حاجه ؟
حانت من غاده إلتفاته للرجل والمرأه بجانبه ثم نظرت للشاب لتومأ رأسها بهدوء وهي تتجه نحوهم ، وقفت امامهم قائلة بإبتسامه صغيره :
- can l help you ?
إبتسم الرجل قائلا :
- I want to know the price of this pieace ?
اومات براسها وهي تلتفت للشاب قائلة بهدوء :
- هو بيسأل على التمن بتاع التمثال ده
اومأ الشاب قائلا :
- اه قوليله بمية دولار
تحدثت بإستنكار وهي تقول :
- نعم ياخويا !! مية إيه ؟
الشاب وقد قطب بين حاجبيه :
- الله الله الله جرى إيه يا أنسه ؟
غاده بغضب وقليل من العصبيه :
- إيه اللي إنت بتقوله ده ؟ إزاي الجبس ده بمية دولار ؟
قطب الرجل وزوجته بإستغراب ما الذي يحدث أمامهم فهم لا يفهمون شئ ، حاول الرجل التحدث لغاده قائلا :
- Is there any problem ?
إلتفتت له غاده لتقول :
- Wait a minute , please !
عادت بنظرها لتردف بحده للشاب :
- مش مكسوف ياحضرة وإنت بتسرق الناس كده ؟ أمال السياحه إتضربت من إيه ماهو من الناس اللي زيك
الشاب بحده :
- يا أنسه إنتي عاوزه تقطعي عيشي وبعدين ما الناس دي معاها ومش هيأثر عليهم حاجه
نظرت له بغير تصديق وهي تشهق قائلة :
- يابجاحتك يا أخي هما عشان معاهم تقوم تسرقهم ، اردفت بتهديد وهي تشيح بوجهه :
- إنت عارف إنت مينفعش معاك غير شرطة السياحه هي اللي تنفع لأشكالك
كان يسير مستمتعا بليل الأقصر الساحر وهو يرى السياح مستمتعين بالأجواء الاثريه ، إنتبه قليلا إلى تجمع لبعض الأشخاص وبعض الاصوات العاليه ، قطب بين حاجبيه بإستغراب وهو يتسائل عما يحدث ، إقترب كثيرا ليرى ما يحدث ، حاول ان ينظر بعينيه للداخل ليرى ما سبب ذلك الصياح ، وقعت عينيه عليها وهي تهتف بغضب في وجه شاب ما ، رفع حاجبيه بدهشه وهو يردد لنفسه :
- يخربييتك هو إنتي ؟
تحرك ليمر من بين الأشخاص ليصل إليها ليستمع لها وهي توجه حديثها للرجل قائلة :
- Don't buy anything from that guy he is a thief
اومأ الرجل براسه وهو ينظر بغضب هو والمراه للشاب ، لاحظ الشاب ما يحدث فعلم انها قد اخبرتهم بشئ سئ عنه فقبض على ذراع غاده بقوه وهو يديرها قائلا بحده :
- إنتي قولتيلهم إيه يابت إن........
لم يكد ليكم جملته ليجد قبضه حديديه تشق طريقها لوجهه ليسقط على الأرض لتملأ الدماء فمه ، فغرت فاهها غير مصدقه حينما وجدته يقف امامها كالدرع ليحميها ، ظلت تنظر له دون ان تملك القدره على الكلام ، إعتدل الشاب قليلا وهو ينظر للهيئه الضخمه التي تقف امامه ففضل الإنسحاب فإن المواجهه لتكون غير عادله ، بينما نظر له ريان بغضب وإلتفت ليقبض على يدها ليهم بالخروج من المعرض
سار بها قليلا ليبتعد عن ذلك المكان حتى وصل لمكان هادئ ، كانت تسير خلفه وعينيها معلقة به،توقف بها ثم إلتفت لها ليجدها فاغرة فاها بدهشه فأردف بحده قليلا :
- إنتي علطول إكده صاحبة مصايب ، كتي بتتعاركي مع الواد ده ليه ؟
رمشت بعينيها قليلا لتتذكر سرقة الشاب فتشنجت تعابير وجهها وهي تزم شفتيها كالأطفال لتتحدث بحده وهي تشير بيدها :
- الحرامي عاوز يضحك على الأجانب ويسرق فلوسهم ، بيقولهم البتاع الجبس ده بمية دولار ، اردفت بغير تصديق :
- يلهوي إنت متخيل مية دولار إيه النصب ده
إرتسمت إبتسامه صغيره على شفتيه ثم ضحك بخفوت قائلا :
- إنتي مشكله ، الحمدلله إني نچدت الواد منك
جذبتها ضحكته كثيرا لتطلع به بإعجاب دون أن تتحدث ، لاحظ نظرتها له لتتعلق عينيه بها مبادلها نظرة الإعجاب بها ، حينما لمحت تطليعاته لها توردت وجنتيها فأسبلت جفنيها حياءا وهي تتحدث بتلعثم :
- أا...شك.. على اللي عملته
أومأ ريان بإبتسامته الساحره ليتحدث بمرح قائلا :
- صدجتيني لما جولت عليكي مدبوبه دلوجت ؟
ضحكت بخفوت وهي تقول بحياء :
- معلش بقى بس مبقدرش أشوف الغلط وأسكت
إبتسم بحبور وهو يقول :
- ياريت الكل شبهك !
إبتسمت بخجل وهي تطأطأ برأسها أرضا ، إنتبه لشئ ما فتحولت معالمه للحده ليتحدث بغضب قائلا :
- إنتي أساسا بتسوي إيه وحديكي إهنه كانك إدبيتي عشان تنزلي في الوجت ده ؟
إرتعدت قليلا من هتافه الغاضب بها ، لاتدري ما الذي دفعها للصمت ، لم تكن لتصمت لمن يتحدث معها بهذه الطريقه حتى هو في أول لقاء بينهم لم تصمت له مطلقا ولكن هذه المره ! هناك مانع هناك ما يجعلها تنصاع له ، تحدثت مبررة :
- أنا جيت رحله تبع الكليه اسبوع وبعدين أخويا خمس دقايق وجاي أنا كلمته يقابلني ، إيه الغلط في كده بقى ؟
هدأ قليلا ليتحدث قائلا بنزق :
- طب تعالي وايي ميصوحش تفضلي لحالك إكده ، جليله لحد ما أخوك ياچي
همت لتعترض ولكن نظرته قد أخرستها ، تحرك هو سيرا ببطئ بينما سارت هي خلفه لتكتم ضحكه كادت لتفلت منها فهي لا تنكر سعادتها من رؤيته ، حاول ان يبطئ من خطواته قليلا لكي تسير هي بجواره ، وحينما وصلت لجواره تنحنحت هي قائله بتساؤل :
- هو إحنا رايحين فين ؟
تحدث بإبتسامه صغيره وهو ينظر امامه :
- متجلجيش مش هخطوفك
ضحكت بخفوت وهي تسبل باهدابها ثم أردفت بإبتسامه :
- لأ إطمن أنا واثقه فيك
إلتفت لها برأسه بسرعه ليطالعها بنظرات غير مصدقه تحولت في لحظات إلى نظرات إعجاب ، إنتبهت إليه فنظرت أمامها بخجل ، إبتسم بجانب فمه ثم نظر أمامه وجد معرض لبيع الهدايا فتوقف مطالعه لتقف هي الأخرى وهي تنظر له متسائله :
- وصلنا ؟
نظر لها قائلا بهدوء وهو يشير بيده للمعرض :
- أني بس رايد أچيب كم هديه من چوه
نظرت للمكان الذي يشير له بيده لتلتفت له بإبتسامه وهي تومأ برأسها ، تحرك هو لتتبعه ليدلف كلاهما للمعرض ، كان المعرض رائعا أعجبت كثيرا بمحتوياته ، أخذت تدور بعينيها على كل ماحولها ، حانت منه إلتفاته لها ليجدها ماخوذه بروعة المكان فإبتسم بسعاده ثم توجه لها قائلا بإبتسامته :
- مش هتساعديني ؟
إنتبهت له لتقول بإبتسامه واسعه بكل سعاده :
- المكان يجنن ، حلو أوي
اخذته إبتسامتها المبهجه التي يراها لأول مره ، شرد بها ليردف قائلا :
- وبجى أحلى بضحكتك
تلاشت إبتسامتها ببطئ وهي تبتلع ريقها بصعوبه متطلعة له بقلبها الذي ينتفض بشده بين أضلعها ، حاولت ان تخفف من حرج الموقف لتردف بإبتسامه متوتره :
- هتجيب لمين ؟
أردف هو بشروده بوجهها قائلا :
- لحبيبتي
نظرت امامها بغير تصديق ولم تلتفت له لتحتل معالم الحزن وجهها ولكنها تمكنت ببراعه من رسم الهدوء على وجهها لتلتفت له بإبتسامه متكلفه قائله :
- أسفه بس مش هقدر أساعدك ، أردفت بنبره مختنقه وهي تحاول رسم الإبتسامه :
- هي حب..حبيبتك إنت ، وإنت أدرى باللي بتحبه
لم تستطع الصمود لتردف بهدوء وهي تهم بالخروج :
- عن إذنك لازم أمشي عشان أخويا
توقف امامها مسرعا ليقول مقطبا حاجبيه بتساؤل :
- عتروحي فين مينفعش أهملك إكده
تحدثت بنبره متحشرجه بضيق :
- لأ ينفع ، سيبني ، سيبني أمشي الله يخليك
زادت تقطيبة حاجبيه وهو يتحدث قائلا :
- مالك يا غاده ؟ إيه اللي چرالك ؟
تنهدت بحرقه ثم رفعت عينيها اللامعتين له قائلة :
- ريان بيه
حدث نفسه بحزن قليلا :
- بيه !!
اكملت هي قائلة بعينيها التي على وشك الإمتلاء بعبراتها :
- ريان بيه ! لو سمحت وقوفك جنبي أنا مش هنساه ، بس لازم أمشي وأنا كويسه إط.....
لم تكمل كلمتها لتنساب العبرات من عينيها لينتفض هو بخوف ، عبراتها كانت كالنار الحارقه التي تحرق صدره ليصرخ عاليا علها تسمعه فتكف عن البكاء لترحمه من عذابه ، تحدث بلوعه قائلا :
- غاده ! غاده ما...مالك ؟
بكت بحرقه فإنتبه لها بعض الأشخاص ، إقترب منها ليمسك ذراعها ليسحبها ببطئ بعيدا عن الأعين قليلا ، لم تتوقف عن البكاء ، كان يقف أمامها يطالعها بحزن وهو لا يدري ما الذ يجب عليه فعله ، تحدث بحزن قائلا :
- غاده وجفي بكا ، لم تتوقف بل إستمرت وهي تشهق ، عض على شفته بقوه ثم مسح على وجهه قائلا بألم :
- طب ..طب لاجل خاطري وجفي الله يهديكي
زادت هي في بكاؤها بشده ، رفع يديه الإثنتين يائسا لا يدري ماذا يفعل ، مسح بيديه على وجهه بعصبيه ، أبعد يديه مترددا ثم وضعهما برفق على كتفيها لتنتفض هي لتتطلع بعينيها الحمراء بكاءا لتزيد حرقة قلبه التي لايعلم سببها ، ابعد يديه بسرعه وهو يردف بأسف :
- أني أسف ...بس بس أني مخبرش أسوي إيه ؟
تحولت معالمها للحده وهي تكمل من بين أسنانها بتحذير :
- إبعد عني وإوعى تظهر قدامي ، وربنا يسامحك على اللي عملته فيا
قالت جملتها الأخيره بنبره مختنقه من البكاء لتتحرك من أمامه تاركة إياه في حالة صدمه من جملتها الأخيره غير قادر على الفهم ، ظل واقفا كالتمثال وهو يعيد على مسامعه جملتها الأخيره التي إخترقت قلبه بكلماتها المؤلمه ، ولكن ما الذي فعلته ؟ أأنا السبب في بكاؤها ؟ كيف يمكنني أن أجعلها تبكي وأنا من يتألم لرؤية عبراتها ؟ إبتسامتها التي كانت كالشمس التي تنير حياتي إختفت لتأتي دموعها التي تشبه ظلمة الليل وماتحويه من ألم وحزن



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.