آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-18, 08:53 PM   #21

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي


الفصل الثالث

الذئب ....
هكذا عرف ، وهكذا لقب ..
لم يكن لان الشرطة لم تستطع التعرف عليه او معرفة اسمه فقط ،
بل لأنه ايضا لطالما اتصف بذكائه وفطنته ..

لم يخرج لساحة المعركة ابداا ..
لكنه كان دائما حاضرا في مقدمتها
يقاتل بلا رحمة ،
ويخرج في النهاية بابتسامة نصر ..
فشخص مثله كما لا يرفض التحديات ،
لا يقبل بالهزيمة ابداا ..

..
..
..



بعد مرور اسبوعا اخر اغرقت ايلينا نفسها فيه في البحث و التفكير
تحاول جاهدة الوصول لأي شيء .
كان الامر هذه المرة بالنسبة لها اكثر من تحدي لتفوز به ،
بل كانت معركة قائمة بين طرفين
معركة لا تحتوي القوة فقط ،
انما تضمنت الذكاء ايضا
ذكاء قاتل قوي ومحترف ،
والتي كما تراها ..
اقوى معاركها حتى الان ...

دخل عليها اركان في الصباح الباكر ليجدها منكبة امام بضعة اوراق ،
تنظر اليها باهتمام ، ثم سجلت ملاحظة ،
طرق الباب ،
فرفعت وجهها اليه مبتسمة :
" صباح الخير "
بادلها الابتسام :
" صباح الخير ...."
ثم تقدم اتجاهها :
" هل توصلتِ لشيء ما "
" اجل .. .."
اشارت له بالجلوس بينما اردفت :
" لا اعلم ان كان شيئا كبيرا ام لا ، لكنني اتمنى ان يساعدنا "
نظر اليها باهتمام :
" لقد فكرت كثيرا ، حتى انني بحثت كثيرا ، حتى عثرت على امر ما ..
المكان الذي يقومون فيه بصفقاتهم
لكبار المجرمين تكون في العادة
اماكن بعيدة بقدر كاف عن ضوضاء المدينة ، بعيدة بشكل ما كيلا يراهم احد ...
لقد حددت لك هنا بعض هذه الاماكن التي تتطابق فيها تلك الشروط .."
ناولته الورقة بالمواقع ، القى نظرة عليها بينما تابعت :
" علينا ان كنا نريد حقا
القبض على احد اعظم فاسدي هذه المدينة ، ان نشدد مراقبتنا لهم "
" انا لا اعرف متى موعد صفقتهم القادمة ، لكنني اود ان نكون في اتمة استعدادنا دوما ،
لأنني واثقة بشكل ما، ان الذئب لا يفوت تلك الصفقات ابدااا .."


كان سليمان يعتمد على مصدر امواله من تلك الصفقات الغير مشروعة
ونسبة لما خمنته ايلينا كانت هذه الصفقات لا تنقطع ابداا
وكان بالفعل يشرف عليها ساعده الايمن وجلاده
" الذئب "


داهمتهم الشرطة لأول مرة ...
ونجحت خطة ايلينا في الايقاع بهم ،
كان يقف بعيدا يتابع كل ما يحدث من منظاره
مبصرا اعتقال الشرطة لبعض رجاله
بينما تلاحق البعض الاخر ممن تمكن من الفرار .
لكن ما ازعجه حقا

هو وجودها ...

كان لابد ان يوقف القتال ،
يتقبل بالهزيمة لأجلها ..
كما كان يعلم انه قرار خاطئ ،
وانه لا يجب ان يسمح لحبه ان يكون نقطة ضعفه ..
لكنه برغم ذلك لم يعي لنفسه وهو يصدر اوامره لرجاله عبر سماعات الرأس اللاسلكية :
" المحققة .. لا تؤذوها ... هل سمعتموني ،
هذا أمر.."

وكان امرا منفذا بلا شك ...
لكنه كان غافلا ،
ان جروحهم ، ودمائهم هي... التي تؤذيها
رآها وهي تستحث الهواء الدخول الى رئتيها ،
وهي تجاهد كي تتغلب على الامر ،
وكانت تلك اللحظة التي خرق فيها القوانين مجددا لحمايتها
وضع قناعه ، ودخل المعركة
كانت طلقاته لا تستهدف شخصا بعينه وانما فقط لحمايته ،
حتى تمكن من وصوله اليها دون ان يتبعه احد ،
كان المجرم الذي كانت تحاصره قبل ان يهاجمها مرضها
في طريقه لقتلها ...
ما جعله يبادر في قتله اولا
اطمئن عندما وجدها لم تفقد الوعي
برغم انها كانت متعرقه ، ترتجف ، وتتنفس بثقل بينما عيناها مغلقتان
تحكم في مشاعره كيلا يقترب منها اكثر ، كم أمل لو يستطيع مساعدتها
لكن ذلك كان مستحيل
لانها لن تقبل به مساعدا ، وهو لا يستطيع المخاطرة بعد ...
ثم عندما كان على وشك الهروب قبل ان تلمحه عناصر الشرطة الاخرين
كانت تصوب سلاحها نحو ظهره ،
حين ارغمت نفسها على المقاومة والنهوض دون النظر الى جثة المجرم الذي كانت تحاصره
خاضعة كل تفكيرها على مجرم اخر اعظم منه قوة
سمع صوتها المهتز :
" لا .. تت حرك "
لكنه لم يستمع وتحرك خطوتان :
" اخبرتك الا تتحرك والا اطلقت عليك "

توقف ...
كان يعلم انها ستفعل
اصبحت خلفه تماما ، سلاحها في مؤخرة رأسه ،
ثم امتدت يدها ترمي سلاحه الذي في بنطاله ، قائلة في خفوت :
" ايها الذئب ... انت رهن الاعتقال "

سحبت نفسا ثقيلا ثم اضافت :
" الان التفت نحوي ببطء وقم بنزع قناعك "

مال بجسمه قليلا تنفيذا لما طلبت حتى في لحظة واحدة تماما قام بتبديل اوضاعهما ،
ليصبح هو خلفها يقيد معصميها خلف ظهرها وهي امامه ،،
كانت تقاتله في محاولة لتّحرر منه بأنفاس ضعيفة
انفاس استهلكه مرضها ،
لكن قتالها كان بلا جدوى ..

كانت " اشششش " التي تصدر منه اليها ما هي الا لتهدئتها وليس لتخويفها او ارهابها كما ظنت ،
كان فقط يتمنى لو يستطيع ان يوضح لها انه لن يؤذيها
لا يمكنه ان يفعل ابدا
وهل يستطيع ان يؤذي روحا في الروح مقيمة ؟!

استسلمت ..
اغمضت عينيها وهي تجاهد لسحب الهواء لرئتيها ...
كانت متعبة ، مستنزفة
وكانت تتمنى حقا لو انها بتلك القوة التي تجعلها
تنتصر فقط في هذه المعركة ..

كانت فقط ...
تتمنى لو ينتهي كل هذا ..

استكانت بين يديه ، هدئت
وكانت فرصته للانسحاب ...
لكنه فقط لم يفعل ،
وقرر هو ايضا التوقف ...الاستسلام
لو فقط كان بهذا القرب منها في وقت وزمان اخر
اغمض عينيه بينما آهه خافتة تخرج من اعماقه...
كانت رائحتها مزيجا من عبق الزهور ودفء الشمس ،
كما الربيع كانت ..
ببهجته .. بنوره ..
بالوانه التي بددت سواد عالمه
كانت هيلين ، هيلينته ...

ومن ثم اختفى هذا الهدوء المؤقت بدوى اطلاق الرصاص
افاق من غيبوبته
من عالم احلامه الى واقعه المؤلم
فك معصميها من بين يديه مكرها ببطء
وقبل ان تعي ما يحدث
كان قد اختفى ، وكأنه لم يكن هنا منذ لحظات ...

..
..
..

يدها مضمومة في حجرها تنظر اليها ،
بينما عقلها كان شاردا في البعيد ،
حيث انهارت مجددا ، حيث قاتلت بلا قوة تملكها ، وحيث استسلمت ..
ولا تفسير واضحا لديها حتى الان عن سببه لتركها ،
جميع من وقعوا تحت قبضته حتى هذه اللحظة قتلوا دون ان يرف له جفن ،
فلما اذاً ... تركها فحسب ....

عادت بتفكيرها في وضعها الحالي وهي تنظر حولها في غرفة المشفى
ان الامر لم يفلح ...
لم تستطع مواجهة خوفها ، كلا ...
انها لا تستطيع
انه يقيدها بيأس .. يأس يخبرها كم هي واهنة بشده لتتغلب عليه
لكنها كانت تعاند غير متقبلة
انها ببساطة فقط.... عاجزة ....

دخل عليها اركان بعدما طرق الباب ،
وقف صامتا حيث كانت تجلس على سريرها ،
لقد خسرت وزنا في الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ ،
بدت اصغر سنا وحجما ،
ما جعلها تبدو امامه ضعيفة للغاية ،
جلس بجوارها ، امسك يدها في لفتة حنونة منه ثم قال :
" هل انت بخير ؟"
هزت رأسها بالإيجاب دون النظر اليه ،
كاذبة .. اخبر نفسه بينما يرسم ابتسامة زائفة على وجهه قائلا :
" لقد اتصلت بعمي وطمأنته عليك .... كما تحدثت مع الطبيب "
رفعت رأسها اليه ، اردف :
" انه يقترح ان لا تذهبي للعمل هذه الفترة "
لم تقل شيئا ، لم تقل عيناها شيئا ، بقيت جامدة برهة وكأنها تفكر في شيئا ما ،
ثم سحبت يدها من بين يده وهي تنهض :
" اعتقد ذلك ايضا ..."
ساعدها على ارتداء معطفها ، ثم امسك يديها وخرجا من المشفى ..

من سطح قريب ، كان واقفا .. ينتظرها ..
كان يريد الاطمئنان انها بخير تماما
حتى رآها وهي تغادر برفقة اركان ..
هز شعره بعنف
تنفس الصعداء في خنق
ثم وضع قلنسوته فوق رأسه و انطلق غاضبا يعدو كالبرق .....


فوضى ...
بدت الكلمة المناسبة التي تطلق على افكاره ، و حياته الان
حينما كانت هي تسعى للخلاص منه
كان هو دون ان يخطط قد
تعلق بها ...
احبها ...

فإلى أي منحنى يتجه نحوه مصيرهما
وقد وقع المسجون في حب السجان
وقد اصبح لا يدري أي طريق يسير نحوه الان
كما التائه في الضباب
كما الضال في غياهب البحر لا يرى أي شطآن ...


اخرجه من قطار افكاره وهو يتابع
لصا كان يسرق هاتف امرأة تتحدث في الطريق
في البداية بدا له مألوفا حتى تأكد بانه ذلك الشاب
لاحقه كشبح من الجحيم
عندما انتبه الشاب ان هناك من هو خلفه اسرع الخطى ثم الركض
حتى اصبح محاصرا في شارع مسدود
نظر الشاب اليه وقد عرف انه الذئب
بينما اقترب منه بخطوات متمهلة
كان الشاب يخطو بذعر خطوات اخرى مثلها للخلف
وفي محاولة يائسة منه رمى الهاتف امامه وقفز ليتسلق الجدار مسرعا
حتى اوقفته يدان قويتان ، تعتصران وجهه في الجدار وتقيدان معصمه خلف ظهره
قال الشاب بتوسل :
" ارجوك سيدي لا تقتلني ارجوك ...
ان ... ان امي امرأة مريضة ... ليس لديها سواي "
ثم اخذ يبكي مرددا :
" ارجوك ... ارجوك سيدي ... "

كان هناك تغييرا يحدث في داخله
شعور ... احساس .. تأثر
اشياء كان قد انتشلها من داخله ورماها منذ زمن
كي يستطيع ان يكون الوحش الذي اصبح عليه الان

لكنها الان تعود ...


ارخى قبضته رويدا مع توسلات الشاب المستمرة
التفت الشاب اليه وهو يسأل بحدة :
" كم عمرك ؟ "
مسح الشاب دموعه بحرج من بكائه الذي اتى رغما عنه ، ثم رفع رأسه مجيبا ببعض خوف :
" انني في الثامنة عشر .... سيدي "
سأل الياس باستفهام :
" هل تدرس ؟ "
اخفض رأسه :
" كلا سيدي ... "
ثم رفع عيناه نحو الياس ليقابل بعينان سوداء كالجمر تنتظره ليكمل ،
اطرق رأسه مجددا وهو يتابع بغم :
" لا املك المال .... ان ...
ابي قد مات منذ سنة .. وامي امرأة مريضة تحتاج الى الدواء "
اختنق بالبكاء مجددا وهو يضيف :
" انها كل ما املكه في هذه الحياة .."

ألم اطبق على صدره من نبرة الشاب
الذئب الذي لا يعرف الرحمة ... تألم
تألم لحال هذا الشاب الصغير الذي اجبره على هذا الطريق .... مثله
وفي ظل هذه المشاعر التي اصبحت غريبة عليه ...
اراد ان يساعده ... كلا ..
انه سيساعده ..
انه مدين للفتى الذي في داخله على الاقل بذلك ..

سأل بصوت خشن :
" من الذي ضمك للعمل ؟ .."
" الافعى السوداء ... سيدي ..."

ادار ظهره اليه
ثم توقف يسأل قبل ان يغادر دون ان يلتفت اليه :
" ما اسمك ؟ "
" علي ّ ... "
نظر اليه نظرة جانبية ، ثم سمعه يقول ، وكأنه يتكلم من وراء حجاب :
" حسنا عليّ ... ان كنت تريد مالا
فعليك ان تعمل ...
هناك رجل اعمال يدعى الياس ...
اسأله عملا ...فانه قد يوظفك ..
كما هناك شرطية قمت بسرقتها منذ مده ، اذهب اليها وعبر لها عن اسفك
انها امرأة طيبة القلب ... سوف تسامحك
التفت اليه :
" والان .... عد الى منزلك ، وابقى بجوار والدتك ..
اكمل تعليمك ، وكن رجلا صالحا ...
لا اريد ان اراك تسرق مجددا ..."

ثم عندما كان على وشك استكمال سيره
اوقفه الشاب بسؤال حائر :
" انك الذئب ... لماذا تفعل كل هذا ؟ "

التفت اليه قائلا بصرامة :
" لنقل بانني مدين به لشخص ما .... لذا فليكن هذا الامر بيننا ، ان خرج
سأقتلك ..."
ثم اختفى في الظلام امام نظرات الشاب التائهه ...

..
..
..


في صبيحة اليوم التالي
مع صوت زقزقة العصافير ..
وبزوغ خطوط الفجر الاولى
ابتدأت حياة جديدة للشاب عليّ
حينما ايقن في داخله ان الله كان دائما معه
حتى عندما سخّر اعظم مجرمي المدينة لمساعدته
انه سيظل دون هذا العالم والذي جعله يدرك في اعماقه
ممتنا للذئب
الذي كما كان بطريقة ما جلاد المدينة ووحشها
كان بالنسبة له منقذا

ارتدى ثيابه ، افطر والدته ، قبل يدها
وخرج لاستقبال يوم مليء بالتفاؤل ... والامل

صدق معه الذئب عندما اخبره انهم سيقبلونه في العمل ...
حيث باشر عمله فورا
حتى وان لم يكن عملا كبيرا
كان سعيدا انه اخيرا سيصبح لديه دخل من المال، مما سيمكنه من شراء الدواء لوالدته
كما خطط الشروع من الغد باستكمال دراسته
وبعد التخرج قد يتقدم لهذه الشركة مجددا ولكن مع مؤهل يقدم له عملا افضل واكبر

كان الان امام مركز الشرطة يحمل حقيبة تلك المحققة
لكنه خشي الدخول فقرر الوقوف بعيدا في انتظارها

عندما خرجت ورأته تجهمت اساريرها على الفور ثم تقدمت نحوه بخطوات كبيرة
يديها في وضع الاستعداد لسحب سلاحها
لكنها تفاجأت عندما لم يتحرك ، فقط مكث في مكانه

ايا كانت العقوبة التي سيحصل عليها
فهو يستحقها ، هكذا فكر ...

ابطئت خطواتها وهي تتقدم نحوه ، حتى اصبحت امامه ،
احنى رأسه بخزي وهو يمد لها يده بالحقيبة :
حقيبتك سيدتي "
انها كاملة .. لم اسرق منها شيء "
وبتمهل رفع يده الاخرى اليها لتضع فيهما الاصفاد مضيفا :
اذا اردتِ القبض علي الان .. لن اهرب " "
تسمرت ايلينا في مكانها قاطبة جبينها تنظر اليه بحيرة ،
وهي لا تعي ما يحدث بعد .. هل مثل هذا الشاب يزالون في عالمنا بعد ؟!
قالت اخيرا وهي تتنهد :
كلا ... في الحقيقة لن افعل ..." "
رفع وجهه اليها ليجد تلك الابتسامة المتسامحة تملأ وجهها الجميل ثم تابعت :
فليس كل يوم نقابل لصا تائب .." "
لكن عليك ان تعدني ايضا انك ستلتزم بما اقدمت عليه " "
وبتهديد زائف :
لن ارحمك المرة المقبلة ان عدت لهذا الطريق مجددا " .."
التقطت الحقيبة من يديه وهي تكمل سيرها ثم التفتت اليه هاتفة :
" تعال ... سأدعوك على كوب قهوة "


احتسى القهوة معها ، حيث في ثوان فقط اصبحا صديقين
كانت لطيفة معه للغاية تعامله كما لو كانت تعرفه من سنين
مما جعله لم يجد صعوبة كبيرة ان يحبها مباشرة ، وان يفضي لها ما في قلبه
وما مر معه في حياته .. ثم اخبرها عن بدء عمله الجديد ذاكرا اسمه امامها ، قالت :
" هل قلت اسمه الياس ..؟"
" اجل سيدتي ...انه رجل رائع .."
وفقط في تلك اللحظة لم تعد مع ما قاله عليّ لاحقا ،
والذي كان اغلبه مدحا لهذا الرجل الذي مجرد
ذكر اسمه فقط امامها ارسل شيئا بداخلها قررت تجاهله ...
انها لا تعلم ..
فهي لم تره منذ ثلاثة اسابيع ، ورغم ذلك مجرد سماع الان اسمه جعلها بهذا الاضطراب!

ثم كما جاء لقاءهما سريعا ، انتهى بنفس السرعة وهي تنهض مضطرة
لمباشرة عملها الذي يحتاج ان تنهي بعض منه قبل ان تفكر جديا في امر اجازتها ...

عاد هو ايضا لعمله وقد انتهت بالفعل وقت استراحته
عند دخوله للمبنى ، اصطدم برجل طويل ذو عينان بدتا للحظة له مألوفتان
ثم ما لبث ان طرد هذه الفكرة
عندما اقترب منهما رجل اخر يخاطبه والذي منه علم انه هو رئيسه ،
انتهى من الحديث مع الرجل الدخيل ، ثم استدار اليه
يسأل بنبرة مهتمة :
" انت هو الموظف الجديد ؟"
احنى الشاب رأسه في ادب وهي يجيب :
" اجل سيدي .."

ابتسم بغبطة ابتسامة لم يخرجها للعلن ، بينما يهز رأسه بتصميم مجيبا :
" ابذل جهدك اذا ايها الفتى ..."

ثم خطى خارجا نحو المبنى ....




..
..
..


كان يقف في منتصف الغرفة ، منتصبا بشموخ
يضع يديه في جيبي بنطاله
سترته مفتوحة كاشفة عن قميص اسود التصق بصدرة كما لو كان جلدا اخر ،
بينا تعلو وجهه نظرة لامبالية ..
كان الصمت يعم الغرفة ..
حتى سأل سليمان اخيرا بنفاذ صبر وغضب مكتوم :
" هلا فسرت لي سبب تدخلك هذه المرة ؟"
اجاب :
" وجدت الامر ضروريا "
نهض سليمان عن كرسيه نحو النافذه يخفي ملامحه الغاضبة :
" حقا ...
الم يكن بسبب تلك المحققة ؟"
اجاب بذات اللامبالاة :
" لقد اخبرتك بالفعل ، كانت لدي اسبابي الخاصة لا اكثر .. ولا اقل "
ثم استدار منصرفا قبل ان يتوقف في منتصف الطريق سائلا :
" لما قتلته ؟ لما امرت بموت ذلك الرجل ؟"
اتاه صوت رئيسه يعدو بغضب :
" لم اعهدك تسألني هذا السؤال قبلا الياس .. كنت تؤمر وتنفذ ، ما الذي حدث ؟"
لم يجب ... ليسمعه ينادي من خلفه بصوت يذيب الحجر :
" اليااس ..."
اجاب بهدوء :
" لنقل انتابني الفضول "
ثم التفت مضيفا :
" لماذا مات ؟ هو ومن قبله ؟ فقط اعطني جوابك لهذا السؤال وسينتهي الامر مني عند هذا الحد "
اقترب سليمان منه يزم شفتاه بغضب غير راضيا عن اعطاء تفسيرا لأي احد ،
لكنه اجا ب :
" لانهم خرجوا عن طاعتي ، خانوني ، بعد الذي قدمته لهم نكروا جميلي عليهم ،
لذا كان لابد ان يكون مصيرهم عندي الموت "

اذا ما كان ذلك تهديدا مبطنا ، او فقط بيانا بالذي حدث لهم ..
علم ان ذلك ما ستؤول اليه الامور
له ولغيره ، اذا ما حاولوا يوما ... النجاة

..
..
..


يقفان على سطح مصنع قديم
يراقبان رجال سليمان ، قتلة ، مدمني ، وسارقي المدينة
حيث ينفث سم انتقامه المجهول عن طريقهم ...
كالدمى في يده التي يحركها كيف يشاء ...
لم يروا رئيسهم يوما ، ولا يعلمه احد ، فلم يخاطر ان يتعرف على هويته احد سوى اهم
واكبر دماه ... الذئب ، والافعى السوداء ..
حيث كان الاخير حلقة الوصل بينهم وبين سليمان

تحدث الياس اخيرا مخاطبا اسماعيل :
" يمكنك السؤال .."
ابتسم اسماعيل بذكاء ، ثم وضع يديه في جيبي سرواله مجيبا :
" صدقني لم اكن لأشغل بالي بالأمر كثيرا لو لم تفعل .."
" ومع ذلك ينتابني الفضول لأعرف ما يدور في خلدك .."

التفت اسماعيل اليه وعلى وجهه الجدية قائلا :
" لماذا هي ؟ "
ابتسم الياس :
" كنت اعلم بان سؤالك سيكون مختلفا .."
اجاب الرجل الاخر ممازحا :
" حسنا .. لنقل بانني احب التغيير "
صمت قصير مر اجاب بعده الياس :
"هل سبق وان شعرت بان الله ارسل اليك احدهم ليساعدك ،
ليخرجك من ظلام كنت تعيش فيه .."
اعاد اسماعيل نظره امامه مجيبا :
" هل كانت هي ؟ .. هل تظن بانها ذلك الشخص ؟ "
" لا اعلم .... لكنني اتمنى "
" ان كنت لست واثقا ، اذا ..فاعلم بانها ليست هي "
" انك تعيش في الظلام الان وقد اعتدت عليه .
لذا لا يمكنك ان تخاطر بالخروج نحو النور ظنا منك انها النجاة ، فلربما تكون جحيما تحرقك .."
" انني اعيش في الجحيم بالفعل "
" انك لا تعيش في الجحيم ، انك لا تعرف ما هو الجحيم بعد "
صمت اخر اقتحم حديثهما قطعه الياس مجددا بسؤال اراد به تغيير دفة الحديث لبرهة :
" لم اسألك مسبقا .... لما تلقب بالأفعى السوداء ؟؟ "
التفت اليه :
" لأنني كذلك ..كالأفعى ، لا عزيز لي ، ولا يمكنك ان تثق بي "
" لكنني اثق بك .."
" لا تفعل اذاً ... خدها مني يا فتى ...
لا تثق ابدا باي شخص ،
لا انا ، لا الرئيس ، ولا حتى هي ...
لأنها ان عرفت حقا من تكون ، ستكون اول من يقتلك او يزجك في السجن ،
والاخير هو حقا الجحيم الذي لم تعرفه .."

قال اسماعيل جملته ثم انصرف تاركا خلفه الياس يفكر ،
كان يعلم ان الرجل الاكبر سنا منه محقا ، لقد عاش اسماعيل فوق عمره عشر سنين اخرى ،
ويعرف مالا يعرفه ، لكن برغم ذلك كان قد قرر مسبقا التمرد
فلا يمكنه التراجع الان على اية حال ....

..
..
..



في ذلك الوقت من اليوم كان سليمان في مكتبه تعلو وجهه نظرة غضب شديد لا تكون الا لشيء كبير
وما كان هناك اكبر من جانب التمرد الصغير الذي بدر من الياس اليوم
و لأول مرة يفكر
ليته لو لم يجعله بتلك القوة
ماذا ان انقلب عليه يوما
واصبح الامر محتملا الان بوجود تلك الفتاة ، ... اجل تلك الفتاة ..!
هي ستكون السبب في كل شيء ،
رفع سماعة الهاتف بيد واثقة ثم طلب من احدى رجاله ان يبحث في امرها ، ان يراقبها ،
وان يعرف له تماما امر هذه الفتاة ...

..
..
..

" انتِ جميلة للغاية عزيزتي ... شكرا لزيارتك "
قالت والدة عليّ لايلينا التي قامت بزيارة مفاجئة لهم بعد ظهر اليوم التالي
ابتسمت ايلينا بلطف :
" في الحقيقة عندما اخبرني عليّ عنك ، انتابني الفضول بشدة لرؤيتك ..
وكما اخبرني عنك تماما ، لازلت صغيرة وجميلة للغاية سيدتي "
نظرت الام لعليّ وهي تعاتبه بدلال :
" اه منك علي ... الم تخبرها انني ايضا اخجل من مثل هذا الكلام "
ضحك عليّ وهو يقترب من والدته قائلا بمزاح :
" فورا تدخل في الدور .."
ثم طبع قبلة كبيرة على جبينها ... بينما كانت ايلينا تبتسم وهي تنظر لتلك الاسرة الصغيرة
التي لم يعكس عليها الزمن اوجاعه واحزانه ، ثم نهضت قائلة بأسف :
" كنت اود حقا البقاء اكثر لكن علي الذهاب "
ابتسمت الام قائلة :
" حسنا عزيزتي .. لكن عليك ان تعدينا بزيارة اخرى قريبا "
قبلتها ايلينا قائلة :
" اعدك بذلك اذاً "

ثم خرجت وعليّ خلفها ، شكرها بامتنان على قدومها ، قالت بودّ :
" تذكر ... ان احتجت الي في أي امر .. لا تتردد "
هز رأسه بينما ودعته ثم غادرت
لم يكد يدخل المنزل حتى نادته والدته ان يلحق بها سريعا ليعطيها هاتفها الذي نسيته و
ولم يكن ذلك الا سببا من اسباب القدر ليكون حاضرا عندما ....
توقفت امامها سيارتان سوداوان
ثم خرج رجلان بسرعة خاطفة
احدهما يقيدها
والاخر يكممها ، حتى فقدت وعيها
وضعوها في السيارة ثم انطلقوا ...




**********

** يتبع **

*** دمتم في امان الله ***

**** رددوا معي : استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه ****



التعديل الأخير تم بواسطة زمردة عابد ; 18-10-18 الساعة 09:18 PM
زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 09:33 PM   #22

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏أميرة الوفاء, ‏الغيد 11, ‏الفجر الخجول


[imgr]https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn%3AANd9GcQjYksV-6kcny5zDi77z78NOEORVwhZ3FlNnuDrmpTFKiVWfPNO[/imgr]


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 10:28 PM   #23

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تسلــم يمينـــ? علـــى البـارت الجميــــل ..

قفلـــــة شريــــرة

سليمان خطط ونفذ وها هو يخطف
ايلين التي يرى أنها سبب تمرد الياس
يوم تدخل أثناء المواجهة بينهم والشرطة
لحمايتها
الله يستر من المصير اللي ينتظرها
والياس لما يعرف كيف سيتصرف ..
هو لن يسكت وسيحرق الأخضـر واليابس
على أن يمسها مكروه ..

محير أمر الذئب متناقض في أفعاله
وتصرفاته من جهة عضو بتلك العصابة
التي سببت الرعب للناس ومع ذلك
مازال قلبه يحمل من الطيبة
والدليل مساعدته لعلي
لما عرف بقصته ومرض أمه
يبدو أن ظروفهما متشابهة إلى حد ما
الظروف اللي دفعته ليسلك ذاك الطريق ..
رغم أن هذا لا يبرر أبدا ما يفعله والعصابة
بحق الناس الأبرياء ..

..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-18, 02:47 PM   #24

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

تسلميلي حبيبة قلبي ربنا يخليك يا رب
طبعا زي ما انت قلت اكيد الذئب مش هيسكت ، والمؤكد واللي انا حبيت اوصله فعلا هو انه ذا شخصية متناقضة لحد كبير ، او ربما نقول يقف بين الضدين الخير والشر ، كان يظن سابقا انه بالفعل سار دون ارادته في طريق الشر ، لكن كل ذلك انقلب بعدما قابل ايلين ... وده طبعا اللي هيتوضح بعدين ، اولا سلوكه ذاك الطريق من البداية ، ثانيا لقائه بايلين ...

شكرا لك حبيبتي لمرورك الجميل
وشكرا لتفاعلك ...🌹🌹🌹🌹🌹


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 19-10-18, 04:22 PM   #25

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

الفصل الرابع اذا تمكنت من انهائه مبكرا سيكون يوم الثلاثاء والا سيكون يوم الخميس باذن الله

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 19-10-18, 04:33 PM   #26

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ڤيولييت مشاهدة المشاركة
كان يظن سابقا انه بالفعل سار دون ارادته في طريق الشر ذلك انقلب بعدما قابل ايلين

متأكدة أنه كان مجبر أن يسلك ذلك الطريق لكن ما علاقة ايلين بالأمر ..؟
على كل حال حتى لو فكر وأراد الانسحاب فذلك لن يكون بسهولة فدخول الحمام ليس مثل الخروج منه وسليمان لن يدعه وشأنه ..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-18, 04:37 PM   #27

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ڤيولييت مشاهدة المشاركة
الفصل الرابع اذا تمكنت من انهائه مبكرا سيكون يوم الثلاثاء والا سيكون يوم الخميس باذن الله

بانتظاااارك حبيبتي بالوقت اللي يناسبك ..
بالتوفيـــق بـإذن الله ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-18, 12:35 AM   #28

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قفلة شريرة 😎
سليمان خطف ايلين لما عرف انها ورا تغير الياس
الياس هيعمل ايه لو عرف بخطفها و هيخرجها من عند سليمان ازااي ؟؟؟

في الاول ايلين قدرت توصل لاماكن العصابة و كانت هتقبض على الذئب بس مرضها خلاها تستسلم .....
هو ليه بيقولها هيلين 😂
موقفه مع علي عجبني ❤
و موقفها هي كمان وراحت تزور امه ❤

تسلم ايديك على الفصل و في انتظارك في اي وقت ❤


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 09:31 PM   #29

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

السلام عليكم
ازيك يا جميل ☺
بداية اشكرك جدا حبيبتي على مرورك ❤
تانيا وجواب لسؤالك ..اللي هو طبعا هيذكر في الرواية بعدين عن سبب مناداته باسم هيلين بدلا من ايلينا ...

ايلينا هو اسم يعود اصله نسبة الى هيلين ،احدى الشخصيات المهمة التي ذكرت في الاساطير الاغريقية القديمة ... فهو بيناديها بالاسم الاصلي اللي هو هيلين ، متفرد بيه ليه لوحده ، وطبقا لمعنى اسم هيلين ،يجي السبب اللي بيجعله يستعمل الاسم ده ومتعلق بيه بشكل اكبر ...

اعتذر جدا لتأخر الرد لكن ذلك ربما كان بسبب ان المنتدى كان في صيانة ...


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 09:36 PM   #30

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

الفصل الرابع


كان قد اعتاد
في بعض لياليه عندما تغرق المدينة في احضان الظلام وتلوح شعائر النور في السماء ،
الوقوف عند بيتها بعيدا بقدر كاف عن مرأى عينها
عيناه تتلهف لرؤيتها ...
فكانت اياما تمن عليه دون ان تدرك عندما تخرج لاستنشاق بعض نسمات الهواء الباردة
واياما اخرى ...
كانت تبخل عليه بذلك سوى رؤية طيفها
قبل ان تطفئ الضوء معلنة انتهاء فرصته حتى في رؤية ذلك الطيف
الذي ربما كان يكتفي به حينا ...
لكن الليلة ....
اليوم لم يرها
ولم يرى طيفها

تنهد بيأس ...

لقد مر يومان بالفعل لم يراها فيهما
و الان قد زادهما يوم اخر ....

ما لم يستطع الاعتياد عليه بعد ..
هو اشتياقه المستمر اليها ..
عندما تمر صورتها برأسه دون استئذان
ويندفع عقله وقلبه يطالبان برؤيتها
ليدرك فقط
كم هو الحب خطير ....
عندما يجعلك تنسى آلامك كمسكن برؤيتك للمحبوب
عندما يجعلك تنسى الزمان والمكان في حضرتها
عندما يجعلك تنسى بلا وعي حتى من تكون انت ؟
وهو لا يستطيع ابدا نسيان من هو ...
لان ما عليه هو ما جعله لا يمتلك الشجاعة التي يفقدها لاول مرة في حياته من الظهور امامها ،
من البوح لها بمقدار الحب الذي يكنه ، يحمله بعزم في داخله لها ،
من .... التمكن من رؤيتها جهرا ، امام النور .. وامام العالم اجمع



..
..
..

كان وقع خبر خطفها على الاسرة بمثل فاجعة ...
والذي زيد بمأساة اخرى
حينما اتصل المفوض " قدير " صديق سليمان عصر هذا اليوم ليخبره ان شاب ابلغ انه رأى ايلينا وهي تختطف على بعد مسافة قليلة من منزله ...
الام المريضة بالفعل بمرض القلب ، لم تستطع تحمل الامر لتسقط مغشيا عليها ،
فأصبحت فاجعة الاب المسكين اثنتين واحدة في طفلته ،
والاخرى في زوجته الحبيبة ....

..
..
..

في اليوم الثاني ...

يقف عليّ في ردهة الشركة شاردا مغتما ،
لم يستطع ان ينسى حتى الان ان المحققة قد خطفت امام عينيه
يشعر في ذات الوقت بذنب كبير ، انه ترك ذلك يحدث دون ان يحاول حتى انقاذها او مساعدتها
كان خائفا ...
لكن ضميره كان يخيره منذ شهد على تلك الجريمة بانه كان عليه على الاقل المحاولة...

كان اخيرا قد تذكر اين رأى رئيسه من قبل
كان معها عندما قام بسرقة حقيبتها ذلك اليوم
هو من اطلق عليه زميله الاخر عندما اخذ الرصاصة بدلا عنها ...

لم يكن ملما كثيرا بأمور الحب والاعجاب
لكنه يعلم ان ما كان على وجه رئيسه يوم حماها ذلك اليوم ما يشير الى انه يهتم بأمرها كثيرا ...
لربما لو لم يكن يعمل عنده بالفعل لكان اخبره بما رآه ،
لكن اخباره معلومة كتلك له هو دون أي شخص اخر سيجعله يشك في امره ،
لما لجأ الي ذلك الشاب دون اخر ؟ وكيف علم بانني مقرب منها ؟.....
وبقليل من التفكير سيعلم انه ذلك اللص ،
مما يعني فقدانه لعمله الوحيد الذي حصل عليه لأول مرة في حياته ..
لكنه تمنى ... ودعا الله كثيرا ان يكون على علم بما حدث
ويفعل أي شيء لعودة تلك المحققة الطيبة ....

اخرجه عن شروده رجل اربعيني ضخم طويل يدلف المبنى ، كان مهيبا بشكل كبير لدرجة انه ظن لوهله انه مجرما حتى رآه وهو يستقل المصعد حيث يكون مكتب المدير ...




دخل اسماعيل على الياس المكتب دون سابق علم
جلس امامه يضع قدما فوق الاخرى ثم قال :
" الرئيس يخبرك ان تلغي الرحلات المغادرة الى نيويورك "

وقد كانت تلك الشركة لإلياس ، عملا اخر يستتر خلفه كواجهة امام الناس ...
والذي بالطبع لا يستطيع الا ان يستفيد منه سليمان بين وقت واخر ..

قطب الياس حاجباه مستفهما :
" لماذا ؟"
" نفذ ذلك فحسب ..."
ثم نهض مغادرا ليتوقف في منتصف الطريق ملتفتا اليه قائلا دون اهتمام :
" هل لازلت ترى فتاتك ؟"
وجه الياس نحوه نظرة حادة :
" ما شأنك ؟ "
هز اسماعيل كتفيه مجيبا :
" انت محق .."
ثم نظر اليه بجدية :
" لذلك ظننت انه من شأنك ايضا ان تعلم انها بحوزة الرئيس سليمان الان "
نهض الياس عن كرسيه عيناه تلمعان بالشر والغضب وهو يقترب منه قبل ان تسجن ياقة قميصه بين كفيه القويتين :
" ماذا تقصد ؟"

لم يهتز اسماعيل ، ولم تتغير نظرته ،
فقد اتخذ دوما اللامبالاة قناعا له ، لم يكن يتأثر بأي شيء ، ولا يبدي أي ردة فعل اتجاه أي امر
فلا تستطيع ان تعرف من وجهه او عيناه اذا ما كان خائفا ، او حزينا ، فرحا ، او مكتئبا
حتى كان يظن من يراه انه لا يمتلك اية مشاعر ...

امسك يد الياس التي تقبض بشدة ياقته :
" اهدأ يا فتى واسمعني ....
انني لست مهتما البتة بك او بفتاتك "
ضيق الياس قبضته اكثر ، بينما اكمل اسماعيل حديثه :
" لكنني امرت بقتلها اليوم ..
الامر انني لا اقوم بقتل النساء ،
ولا انوي ان اخرق ذلك اليوم ... لذا فكر جيدا فيما ستفعله ، وقم باللازم ، لأنك ان تأخرت ...
سأضطر اسفا تنفيذ ما أمرت به .. "
فك الياس قبضته ببطء ، متحيرا ، غاضبا :
" ولماذا ؟ "
صمت قليلا قبل ان يجيب :
علاقتك بالأمر بسيطة للغاية ، اطمئن ..."
لكن اتضح انه بين والد هذه الفتاة والرئيس ثأرا قديما اعيدت فتح
صفحاته منذ اختراقك للقواعد ذلك اليوم ..."
" والان سوف اذهب لدي اعمال اقوم بها .."
كان الياس يقف امامه صامتا بينما عصب فكه ينبض بقوه
:عدل اسماعيل ياقته ثم توجه نحو الباب منصرفا قبل ان يوقفه الياس سائلا
عيناه تتقدان بالشر والغضب معا :
" اين هي ؟..."

..
..
..

لم يكن برهان ليصدق حتى الان ان ابنته اختطفت
غاليته القوية هزمت
انه اليوم الثاني الذي يمر وطفلته ليس لها اثر
والذي زاد عليه الاسى زوجته الحبيبة التي لم تتحمل الامر وترقد الان في المستشفى
كان يجلس الان في مركز الشرطة مع اخيه ينتظر اركان الذي لم يرى الراحة ولو دقيقة واحدة منذ اختفت
كان رجاؤه في كل مرة يحضر فيها ان يقدم اليه بأي خبر عن وجودها
قبل ان يعود الى المستشفى حيث زوجته التي قد تفيق في اي لحظة سائلة عن ابنتها وحيث يأتي دوره في طمأنتها وبثها بعض الصبر ،
بينما في داخله ، يبكي ، يناجي الله ان تعود ابنته اليه سالمة .....

دخل اركان ومعه المفوض "صديقه"
كان وجهه يملأه الحزن والخوف في آن
ثم اخبر عمه :
" انا اعتذر عمي ، لكن ..."
ثم صمت غير قادر على اكمال ما انهاه المفوض قائلا :
" برهان .... لا وجود لاي اثر لها بعد
في الحقيقة ليس هناك اي طرف خيط يدل على وجودها منذ خرجت ذلك اليوم ... لكني اريدك
ان تعلم ان البحث مستمر على اوجّهه ، خاصة وان شكوكنا كلها منصبة
على كون الذئب متورط في ذلك ..."

وكانت تلك الاخبار القشة التي قصمت ظهر الاب
حيث بكى ، وانهارت مقاوماته البالية ..
مسح اركان دمعة سقطت من عينيه ثم اقترب منه عمه مواسيا :
" ارجوك عمي ، اصمد قليلا بعد ... اعدك ان اجدها ، اعدك .. ان تعود الينا سالمة "
بينما كان اخيه بجانبه يشد من عضده :
" ان اركان محق برهان ... عليك ان تكون قويا لاجلهما "
مسح الاب دموعه بيديه المرتجفتين هامسا بخفوت :
" اجل .. انتما محقان "
نظر نحو صديقة المفوض مردفا بحزم :
" قدير ، لدي فقط طلب واحدا منك ... اريد ان اشارك في البحث عن ابنتي ،
اريد القبض بنفسي عمن تجرأ على فعل ذلك ..."

..
..
..


وقف ينظر اليها وهو يشعر بألم قوي لرؤيتها هكذا ..
حيث كانت تجلس في ركن غرفة صغيرة
يداها وقدماها مقيدتان بالأصفاد كما لو انها حيوان ما ،
معصوبة العينين
كان كل شيء خاطئا
ان يراها بهذا الشكل
و ان تكون هنا ...
اقترب منها ببطء حتى لا تشعر به والالم يزداد بداخله مع كل خطوة
التفتت وكأنما علمت بان ثمة من هو هنا ، لم تكن كلماتها خائفة بعكس يداها المرتجفتان وهي تقول
"؟؟ .. من هنا "

جلس على عقبيه امامها ،
بينما ابتعدت هي بحركة دفاعية للخلف
حتى لمح حينها ما زاد ذلك الالم اضعاف ،
كانت هناك اثار صفعة قوية على وجهها

في حياته كلها
لم يشعر ابدا بالألم اتجاه أي شخص ...
لم يشعر بالحماية اتجاه أي شخص ...
عداها ...

نظر اليها ، كيف تدعي القوة وهي ضعيفة بهذا الشكل ؟
كيف تزرع في داخله شعورا مختلفا ، لا يفقهه ، في كل مرة يراها هكذا ؟
كيف تمكن أي شخص بأذيتها ؟
برفع يده عليها ؟
ثار الدم في عروقه وهو ينهض قابضا يداه بقوة ،
سيقتلهم جميعا ، سيقتل كل فرد تسبب باي اذى لها هنا
لكن يجب ان يخرجها اولا
خشي بينما يداه تؤلمانه تحثانه ليفك قيدها الان
ان تعرف مباشرة من هو ، وهو ما لم يكن يريده ان تعرفه بشأنه الان ..
خرج مجددا ، يقبض ياقة الحارس الذي كان يقف عند بابها سأل وعيناه قطعة من الجحيم :
" من الذي آذاها .."
اجاب الحارس بتلعثم :
" لست انا سيدي اقسم لك .."
قال ثائرا في لهجة آمرة :
" فك قيدها الان ، واذهب واخبرهم ان يخلوا لها السبيل للهرب دون ان تشعر بذلك "
واوامر الذئب كما السيف على الرقاب ... لا تقبل الا التنفيذ

استطاعت ايلينا ان تتسلل خارج المبنى
ظنا منها انها نجحت في الفرار ، وهو ما رفع روح معنوياتها قليلا انها لم تبقى سجينة
بلا حول ولا قوة لإنقاذ نفسها
لكنها كانت مع ذلك متعبة كثيرا
لكن
برغم ذلك التعب الشديد الذي كان يحتل جسدها ،
ورغم برودة الليل التي زادت من ارتجافها ،
واصلت المشي بكل ما تملك من طاقة
وكان اكثر ما يدفعها للمضي اكثر ،
هو ان تصل للمنزل ، ان تطمئن والداها اللذان من المحتمل قد ساءت حالتهما الان
توقفت على الطريق ..
لم يكن هناك اي علامات لوجود سيارات
غطت عينيها طبقة كثيفة من الدموع
حتى رأت فجأة ضوء شديد قادم باتجاهها ،
ثم خرج شخص منها والذي علمت باقترابه رويدا انه هو ....

كان الموقف يتكرر مجددا ...
ولكن مع شعوران مختلفان
الاول كان الشك ، الخوف ،
والثاني كان الامان
وشعورا آخر ..
كان يخترق بتمهل اسوارها ....

اقترب منها عيناه دافئتان بينما يسألها بقلق بالغ :
"هل انت بخير "
يداه ارتفعت نحو كتفيها ثم توقفت في اللحظة الاخيرة في تردد
بينما عيناه تأخذان نظرة خاطفة عليها في تشوش،
كانت ثيابها ممزقة
خلع سترة بذلته يلفها حولها ،
ثم رفع رأسه اليها ، كانت عيناها الجميلة تلتمع في الظلام ، فقال مطمئنا :
" دعيني اوصلك لمنزلك "
هزت رأسها بينما فتح لها باب السيارة لتدخل ، ثم ركب بعدها وانطلقا ...

لم يتحدث اليها طيلة الطريق
ولم تقم هي بذلك بدورها
توقف امام منزلها ثم خرج مسرعا يفتح لها الباب
توقفا ... عيناه متشابكة مع عينيها
كان يريد سؤالها مرارا وتكرارا ان كانت حقا بخير
برغم انه كان يعلم ان جوابها سيكون كذبا في كل مرة تجاوبه انها كذلك
وكأن مجرد رغبته في السؤال حتى وان كانت اجابتها كذبا فيه بعض العزاء له...

تحدثت بصوت ضعيف :
" شكرا لك لإيصالي "
ثم وجهت له نظرة تحمل حيرة والما بينما تسأل :
" ؟ كيف عرفت اين انا "
كان يجب ان يتوقع هذا السؤال ، لكنه لم يكن ، في طريقه للإجابة قاطعته :
" هل كنت تلاحقني ؟"
تنهد بعجز ، ثم هز رأسه مجيبا وهو يرفع نظره نحوها
ليجد نظرة الالم في عينيها ممزوجة في هذه اللحظة بلمعان شيء اخر لم يعرف ماهيته ، قال :
عندما علمت بالأمر قمت بتعيين متحري للبحث عنك ""

" لماذا لم ... تقم بإبلاغ الشرطة ؟ "
مسح على وجهه وهو يزفر بغضب من نفسه لاضطراره الكذب عليها :
" لم افكر بشكل سليم عندما علمت مكانك ، اردت انقاذك فحسب .. "
سألت مجددا :
" ل .. ماذا ؟"
ثبت نظره نحو عينيها الجميلتين اللتان لم تتغير نظرتهما صادقا فيما يقول :
لأنني كنت قلقا عليك ... كنت خائفا حد الموت ان يصيبك مكروه ،"
لأنني جننت عندما علمت فقط بالأمر "
لمحة من الدهشة مرت خلال عينيها سرعان ما اختفت لتحل مكانها نظرة فقط تحمل الالم ، ولا شيء غير الالم ثم قالت في انفعال :
" " لا تفعل ... لا تلاحقني ... لا تخف علي ..
لا تقلق علي .. لا تجن ، ولا تكن بجواري ،
انا استطيع ان اكون بخير ، استطيع الصمود ، استطيع الاعتماد على نفسي ..
لذا ارجوك توقف فقط عن ملاحقتي .."
صمت ثقيل مر بينما ، صمت اخترقه فقط ومجددا حديث الاعين
تلك اللغة التي لن يستطيع كلاهما ابدا هزيمتها ...
ارخى الياس كتفيه قائلا باستسلام :
حسنا ... اعدك الا اتسبب في مضايقتك مجددا ..."
سأرحل الان ، يجدر بك الدخول ،
ولابد ان الجو قد اصبح باردا عليك للغاية كما انك تبدين ..."
توقف عندما لاحظ ان ما يفعله مجددا هو مالا تريده منه حقا ،
تنهد وهو يضيف باسى :
" اعتذر ... سأغادر الان"
التفت مغادرا ...
ظلت معلقة نظرها على السيارة حتى اختفت عن ناظريها تماما ...

لم تعلم ما الذي يحدث معها
لما اخبرته بذلك
لما صرخت وغضبت
لكنها تعلم ان ثمة شيء يحدث بداخلها ، شيئا يحتلها بصمت
ربما الخوف هو ما دفعها لقول ذلك ...
لا يهم ، لقد وعدها ، لقد انتهى الامر ولن تراه مجددا ...
هل حقا سيفعل ؟!

التفتت نحو المنزل ، تجر قدماها
وقفت ثم مدت يدها تطرق الباب ...
ثوان مرت وكأنها دهر ثم فتح لها الباب اخيرا

امامها عينان زرقاوان اشتاقت لحنانهما ،
كانتا ايضا مبتلتان وكأنما كان يبكي قبل قدومها
اول شيء قاله دون تصديق وهو يلمس خدها كأنه يتأكد انها حقا امامه ، كان اسمها
سقطت دموعها :
" ابي ..."
شرع الاب في البكاء .. لكنه كان بكاء فرحة :
" طفلتي .... ابنتي الجميلة .."
ارتمت في احضانه الحنونة ، كلاهما يبكيان
بكاء فرحة الالتقاء ، وبكاء الاشتياق ...
حتى سمعا صوتا ضعيفا يحمل الفرحة ، الحزن ، والدهشة معا من خلفهما :
" ايلين .....حبيبة قلبي ... "
كان صوت دانا ، الام التي سقطت مريضة حزنا على فقدان ابنتها ،
والتي اصرت في هذه الليلة ان تعود لمنزلها، باكية لزوجها انها يجب
ان تكون في انتظار ابنتها علها تعود في أي لحظة للبيت ،
وقد استجاب الله لمناجاة زوجها ، وحقق لها امنيتها
اختل توازنها ، اسرع برهان وايلين يسندانها
بينما الام تبكي بسعادة وهي تحيط وجه ابنتها بيديها :
" برهان .. لقد اعاد الله الينا طفلتنا .... انها هنا ... انت بخير عزيزتي ، اليس كذلك ؟
لم يحدث لكي شيء ؟ لم يؤذوكِ ؟ "
قبلت ايلين يد والدتها وهي تطمئنها :
" انا بخير حبيبتي .. انا بخير "
عانقتها الام بحرارة دموعها تتساقط فرحة على خديها بينما تردد :
" الحمد لله ... الحمد لله "
انضم لهما برهان في عناقهما سعيدا اجتماع اسرته الصغيرة المحببة مجددا
سالمة ، آمنة ، وبخير ....

خرجت ايلينا من الحمام
كانت والدتها تخرج لها بيدان مرتجفتان منامتها من الخزانة وكأنما لازالت طفلة صغيرة
اسرعت الخطى اليها قائلة :
" امي .... لا داعي لذلك ، انتِ متعبة "
نظرت لها الام بحنان وألم وهي تلتمس بأصابعها جانب شفتيها حيث الجرح مجيبة:
" كذلك انتِ طفلتي ... "
قبلت يدها قائلة :
" انا بخير حبيبتي ..."
ولكن .. اين ابي ؟""
ضحكت الام بوهن قائلة :
" انه في الاسفل يعد طعام العشاء "
ضحكت ايلين :
" من ؟... ابي ؟ ... سوف نشتم رائحة الاحتراق بعد قليل "
اجابت الام بدهاء :
" حسنا هو من اصر الا اقوم بشيء .."
في تلك اللحظة دخل الاب قائلا :
" لقد انتهى الطعام .... هيا لتناول العشاء "
عندما هبطوا للأسفل ، لم تنتبه ايلينا لأركان الذي ركض عليها معانقا :
" لقد اخفتنا عليكِ كثيرا .. حمدا لله على سلامتك "
ابتسمت وهي تعانقه قائلة بمزاح :
" تلك ضريبة ان تكون لك اخت .."
اقترب منها عمها معانقا ، وزوجة عمها ، كذلك حضر معهما المفوض الذي قرر تأجيل سؤالها
عن الذي حدث معها ، زعن كيفية خروجها لوقت لاحق ،
حتى تكون بخير تماما ..

بعد ان تناولت الاسرة مع ضيوفها طعام العشاء ، ثم غادر الجميع
تمنى برهان لطفلته ليلة سعيدة تاركا اياها لترتاح
واعان زوجته على الايواء في الفراش

اختلى بنفسه في مكتبه ...
تفكيره شارد
فتح خزانته ثم اخرج سلاح

كان قد اقسم منذ امد بعيد انه لن يقرب السلاح مجددا
انه سيبقى بعيدا عن كل هذا
انه سيهب لزوجته وطفلته حبه وحياته
وقد نفذ قسمه ..
لكنه تأكد الان ان اثمه القديم سيبقى يطارده
وان الماضي قد اعديت فتح ابوابه
وان اسرته الحبيبة اصبحت في خطر ،
وهو الذي وهبهم كل الحب في قلبه
لربما قد حان الوقت ليضحي ايضا بحياته لاجلهم
ان كان ذلك ....

..
..
..

ليت ....
ليس مجرد حرف للتمني ،
بقدر ما هو حرف " للتحسر على الزمن "
فأن يقال
ليتني فعلت كذا ، ليتني تصرفت بتلك الطريقة في ذلك الوقت ،
ليتني ، وليتني...

ولكن الزمان لا يعود ،
وما يذهب من حياتنا ، مواقفنا ، أحاديثنا ،
ليت لا تعيدها ، انما فقط ... تجعلنا نبكي على مرورها ،
وانها حدثت بتلك الطريقة دون ان يكون لدينا فرصة اخرى لتغييرها ...

وكل منا لديه " ليت " يرددها ....

سليمان ..
الطاغية ، المجرم كما يراه الكثيرون ، لديه " ليت" يرددها ... ذلك
برهان ..
الرجل الوقور ، الذي كان ذات يوم حاميا ، مناصرا للحق ، لديه " ليت" يرددها ..
ايلين ..
الجميلة ، الطيبة ،...التي تحمل بداخلها من قوة ما لن يتخيله احد ، لديها " ليت" ترددها ...
اسماعيل ..
الافعى السوداء كما يحب ان يطلق عليه ، ذلك الرجل الذي يحمل من اللامبالاة قناعا له ليخفي ما في قلبه ، هو ايضا لديه " ليت" يرددها ...

الياس ..
ذئب ، قاتل لا يرحم ، مجرم في عين العدالة ...
يحمل في داخله طفلا لديه العديد من " ليت " .... ليرددها






*** يتبع ***
*** دمتم في امان الله ***


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.