آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للقدر طرقه الغامضة - رواية شرقية زائرة -للرائعة :حنين أحمد*كاملة& الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جواهــــــــر(1) *مميزة و مكتملة * .. سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-18, 11:28 PM   #1

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي مَعْزُوفَة حُبٌ مُسْتَحِيل * مميزة ومكتملة *














الروايه حصريه لمنتدى روايتي ولا احلل نقلها لاي مكان اخر





في عالم اخر ...

حيث تختلط فيه المفاهيم

وتصبح الجريمة شىء مباح

هوى النور في غرام الظلام

لتتولد قصة حب

تبدأ منها معزوفتي . . .










معزوفة حب مستحيل



هذه الرواية ليست خيالية ، لكنها ايضا ليست واقعية ، انها مزيجا بين الاثنان ، مزيجا بدا لي مقبولا كوني لا اميل للخيال المبالغ فيه كثيرا
حينما طرحت الفكرة في مخيلتي ،
كان اولى ما فكرت فيه هو خلق مدينة خيالية ليست لها مكان في عالمنا والتي اسميتها " فيلاني " والتي تعني الجريمة ، ولكن بدلا من وضع حام لها ، خلقت وحشا ، وطلبت منكم ببساطة ان تروا قصته ، مبرراته ، وما دفعه ليكون كذلك ...
والتي اتمنى ان استطيع ان انقل اليكم شخصيته المتناقضة لحد كبير ، والتي عجزت انا شخصيا احيانا عن فهمها ...

نوع الرواية رومانسية درامية ، تشمل قليل من الاكشن وبعض الغموض ..

واخيرا ، ولكي لا اطيل عليكم ، انها بدايتي التي ارادت لي ان اكون هنا ، والتي اتمنى منها ان ابدأ مسيرتي من هاوية متواضعة الى كاتبة عظيمة كما اتمنى ذات يوم ، لذا التمس منكم رجاءا بسيطا ،

الا تسرعوا في الحكم علي ، وان تعطوني من صبركم لاخطائي ، ومن كلماتكم لارتقائي ، ومن دعمكم لاستمراري ...






الفصل الاول

كآلة كمان ...
تعزف لحنا حزينا
بينما لا تبوح بحزنها لاحد ،
عاش هو طريقه في الحياة ...


كعود ثقاب ...
يشتعل ، يحرق من حوله ؛ فهو خطر ..
لذا لم يجرب الحب يوما ؛ لانه يعلم بان هذا الحب سيحرقه بدلا ان يحترق به ؛
لانه يعلم ان هذا الحب سيضعفه بدلا ان يقويه ،
وهو لا يحب ان يكون ضعيفا ...

عادة ما ارتبطت قصص العشق الحزينة بطفولة سيئة ؛
منحت بطلها فقط الالم .
لم يكن ذنب احد ..
لا ابويه ؛ لا هو ؛ ولا الاخرين
لقد قدر ذلك له فحسب
ان ينشأ وحيدا ؛ ان يصارع الحياة وحيدا
وان يدعها تختار الطريق الذي سيسلكه فيها
سواء كان ما ستختاره له جيدا ام سيئا ،
هو فقط سيكون كمشاهد فيها
يشاهد تلك المسرحية
" مسرحية الحياة "
ربما يبكي حينا ؛ وربما يتألم ،
وربما في احيان اخرى
لا يتأثر باي شئ ...


..
..
..


رآها اول مرة في حلمه
هل يمكن ان يحدث ان تحلم بشخص هو موجود بالفعل ؟!

كان الظلام يلتف حوله ؛ يكاد يبتلعه لشدة سواده ...
حتى رآها تقف من بعيد
بدا له و كأنها تنتظره ؛
لم تكن معالم وجهها واضحة كثيرا بالنسبة له ؛
لكنها كانت تبتسم ..
فكانت ابتسامتها تلك نورا اهتدى به طريقه خلال ذلك الظلام ...

فتح عينيه على هذا الحلم ؛
ظل ساكنا لدقائق في فراشه يحاول اعادة ذلك الحلم مجددا في ذاكرته ؛
لايريد ان ينساه
كما لم يرد ان ينسى النور الوحيد الذي رآه في حياته ...

نهض عن فراشه بثقل
مفتتحا يوم ثقيل آخر بحمام دافىء وكوب من القهوة
دخل غرفة خاصة بثيابه ،
تتراص بها مجموعة كبيرة من البذلات السوداء ،
وقد كانت هذه ثيابه المعتادة
كأنه اتخذ اللون الاسود لون موحد لعالمه ..
حتى كوب قهوته التي اعتاد اعدادها كل صباح
كانت كسواد الليل ،
مرّة كما هي حياته ...


..
..
..


كانت جميلة ؛ لكن قلبها كان اجمل ؛
الا يقال افضل جمال هو جمال الروح ؛ لانه لا ينتهي ولا يفنى ...
علمها والدها مبدآن في الحياة
العدل فلا تتظلم احدا ؛ والمساواة ...
والحقيقة اننا جميعنا متساوون ؛ لا فرق بيننا البتة ،
ربما ان وجد فرق فهو واحد فقط لا ثاني له ؛
هو اختلافنا بين الجيد والسىء ، الخير والشر ،
فحن لا نتساوى مع من هم اسوء منا ...

هذا ما تعلمته منذ نعومة اظفارها
حيث رزقت لوالد محبا للخير ، للعدالة امده الله بالقوة لتحقيقها حتى تقاعده ؛
كان يتمنى من الله ان يرزقه طفل يكن له كل حياته ويملأها عليه هو وزوجته ؛
لتأتي هي ..
احبها منذ لامست يداه يداها الصغيرتان ؛ تعلق بها كطفل صغير لا يستطيع الاستغناء عن لعبته التي يحبها فنشأت وحيدة لاب وام انتظراها طويلا ...

كطفلة سعيدة بارتدائها ثوب سندريلا ..
كانت مختلفة
عندما كانت تتوهج فرحة عند ارتدائها قبعة العمل الخاصة بوالدها
حيث رغم كبر مقاسها حينها على رأسها وحجب الرؤية عنها مما كان يجعلها تتعثر وتسقط في بعض الاحيان الا انها تعلقت بها ؛
حتى اتى اليوم الذي اصبحت فيه هذه القبعة على مقاسها ؛
واصبحت سندريلا عالم الشرطة ...


..
..
..
..


في ليلة هادئة حيث يعم السلام في مدينة" فيلاني" الا من باعثي الشغب والخراب ،
توقفت ...
توجه سلاحها نحو المجرم ، يديها تهتز
كانت خائفة ؟!
كلا ... انها فقط ترتجف
خرجت كلمات مرتجفة من فمها :
" انت ... رهن ... الاعتقا ل "

بدأت تشعر بالاختناق ،
و لم تعد تستطيع التنفس
واصبحت فجأة تشعر بالوهن
مررت يديها على جبينها تمسح بعض قطرات العرق المتجمعة بها
سقطت نظراتها مجددا نحو دمائه المتساقطة من يده حيث اطلقت عليه
بينما اصبحت فجأة داخل ذلك المشهد مجددا

( توقف ارجوك ... حسنا سأفعل ما تريد ... لم يستمع ، كانت ابتسامته تحمل بعضا من ذلك الشر
بداخله ، صوب سلاحه باتجاه تلك المرأة واطلق رصاصته ..
سقطت امامها جثة هامدة في بركة كبيرة من الدماء ...)

" ايلين .... ايلين "
كان اركان .. مساعدها وابن عمها واخيها في الرضاعة ،
يهزها بذعر بينما كانت تجهش بالبكاء
" ايلين عودي الى وعيك "
اخترقت جملته جدار تلك الذكريات المرعبة
نظرت حولها بعينيها الدامعتان
ثم سألت من بين انفاسها :
" !المجرم ....؟ "
" لقد هرب .... هل انتي بخير؟ "
نظرت اليه ، بينما دموعها تهدد بالسقوط مجددا
وهي تجيب :
" كلا .... انا .... اركان انا ..."
ضمها الى صدره بينما غرقت في موجة بكاء جديدة ...


..
..
..


بعد يوم طويل حمل معه آلام من الماضي والكثير من البكاء ،
عادت الى المنزل ....
فكانت رؤية والداها ينتظراها تعلو وجههما تلك الابتسامة التي لا تظهر الا برؤيتها ،
بمثابة فرصة
لان يكون الغد مختلفا ...

لم تشارك والداها على الحديث اثناء العشاء ،
ولأنها لم تكن مستعدة لأخبارهم بما يحدث لها ،
خوفا ان يقلقا ادعت انها متعبة وغادرتهم الى غرفتها مبكرا
اغمضت عينيها بمجرد دخول والدها الغرفة ليعطيها قبلة النوم
ويتمنى لطفلته التي لن تكبر في نظره ابدا ليلة سعيدة
سقطت دمعتها بمجرد خروجه بينما ردد قلبها " يا الهي ساعدني ..."


..
..
..


كان اليوم التالي كسابقه ،
الجميع يصارع من اجل العيش
يصارع آلامه
والحاجة الملحة للتغلب عليها
هناك من ينتصر ، وهناك من يهزم
ربما ..
لان آلامنا فقط كنحن ،
كأنها اشخاص اخرى مثيلة لنا
اما ان تكون بنفس قوتنا ، او بنفس الضعف ...


قضت ايلينا معظم فترة الظهيرة في التحقيق ،
كانت متعبة بحق
لكنها كانت تحاول الهاء نفسها في العمل ،
رغبة يائسة منها في نسيان تلك الحالة التي مرت بها
والذي تكررت للمرة الثانية في الليلة السابقة ،
بينما لم يمر على عودتها للعمل سوى اسبوعين فقط ..
" كيف جرى التحقيق ؟"
اتاها سؤال اركان من خلفها ينما كانت تحتسي قهوتها امام نافذة مكتبها
" كان مرهقا "
اجابته وهي تعود لمقعدها ،
كان الارهاق باديا عليها مما دعى اركان ليسأل بقلق :
" هل انت بخير ؟؟ "
اخفضت رأسها تحاول استجماع نفسها ثم رفعت وجهها تنظر اليه بحزن :
"اعتقد انني ساترك العمل اركان ..."
كان كلامها صادما بالنسبة له ،
كان يعلم ان حب ايلينا لعملها اكبر من ان تتخلى عنه بتلك السهولة
لكنه كان مدركا انها ليست بخير ،
نهض عن مقعده اليها ، جلس على عقبيه امامها :
" ما الامر ايلين ؟ ماذا يحدث معك ؟ "
اجابت بأسى :
" اعتقد انني اعاني من مرض نفسي لا يخولني للاستمرار في مهنتي "
امسك يديها بحنان :
" هل يمكن انك لم تتعافي من تلك الحادثة بعد !؟ "
صمتت.... وكان صمتا طويلا بالنسبة له ليجيب عن سؤاله ، فاضاف :
" يجب ان تذهبي للطبيب ، اعني.. يمكنك اخذ اذن بترك العمل مؤقتا حتى تتعافي "
امتئلت عيناها بالدموع بينما تبتسم باستياء :
" هل اصبحت مريضة نفسية الان ؟ "
ابتسم بينما يشدد على يديها بحزم :
" كلا ... انتي فقط مرهقة ، وتحتاجين للمساعدة ..
ايلينا ....
لابأس ان تكوني كذلك .. لا بأس ان تحتاجي
في وقت ما للمساعدة ... حتى انه لا بأس في البكاء الان ..."
انزلقت دمعة وهي تجيب :
" اشعر بانني ابدو سخيفة ، اشعر... بانني ضعيفة "
اتسعت ابتسامته :
" اوتعلمين ماذا ايضا ... ان تشعري انك ضعيفة في يوم ما ،
ليس سيئا ابداا ، لانني ساكون دوما معك "

وكما نشعر بان الحزن والعجز تملك منا يوما ..
تكون كلمات صديقا و اخا محبا ،
كعصا تستند عليها في عجزك لتعينك على التحمل والمواصلة ...


..
..
..


كانت تمشي بلا هدى في شوارع المدينة
عينيها تتلألأن بالدموع كطفلة صغيرة سرقت حلوتها ...

هكذا كانت بعد زيارتها الطبيب
عندما قدمت اليه قبل ساعة من عصر هذا اليوم
خائفة ، مهتزة ، ويائسة ،
ساعة كانت كفيلة
بخروج كل شىء عن مداره ،
ساعة اجبرتها على البوح بما قد ظنت انها لم تعد تذكره ،
ولم يكن
الامر سوى انها دون وعي كانت تتناسى ،
في اعتقاد منها انها بذلك ستنسى ، ستتعافى ، وستمضي قدما ...

و ليس هناك اصعب من ان تسترجع ذكريات مؤلمة ..
ان تشعر انك تراها ..
وانه لم يمر عليها سوى دقائق معدودة ..
مهما حاولت بعد ذلك ان تنساها ، او تعيدها في ذلك الجزء الخفي من الذاكرة
لا تستطيع
لانها ببساطة عادت ،
وبقوة ...


عادة ..
في الوقت الذي نظن فيه ان هذه هي اسوء الامور ، ننظر لنرى اجملها ...
وفي الوقت الذي نظن فيه انه لا سعادة في حياتنا ..
ننظر لنرى انها تعود على هيئة حب فتطرق ابوابنا ..


و ما الحب ...
الا سكين حاد
تشعر بوغزته منذ الوهلة الاولى
وتستمر حلاوته المرة لفترة طويلة
هذا ان لم يترك عند البعض اثرا بوخزته كذكرى
تستمر مدى الحياة ...


لشرودها ويأسها الذي تملكها في ذلك الوقت
لم تكن تنتبه حتى للطريق ، فقد كانت خطواتها تائهة كحالتها ،
حتى عندما كانت تجتاز الطريق
لم تنتبه للاشارة

ليصطدم هو بها ....

سقطت على الارض بعدم استيعاب ما حدث
لكن برغم علمها انها بخير ،
وان الاصطدام جاء بسيطا في بضعة خدوش في قدمها ،
ما كان يؤلمها اكثر ،
هو حبس تلك الدموع طويلا في مقلتيها بينما تجاهد بصعوبة لحبسها ...

لطالما كانت طفلة قليلة البكاء ...
فكانت دموعها لفرط ندرتها
اذا ما سقطت ، تسقط حزينة كما لم تعرف الحزن يوما ...


خرج من سيارته يزفر بغضب وهو يتجه نحوها ،
حيث وجدها جاثية على الارض تطأطأ برأسها
فلم يكن قادرا على رؤية وجهها جيدا ،سأل بجفاء :
" هل انتي بخير ؟ "
لكنها لم تجب
نظر اليها متفحصا حيث لمح تلك الخدشات البسيطة في قدمها
فامسكها من مرفقها يساعدها على النهوض بينما يكرر سؤاله بنفاذ صبر :
" هل انتي على ما يرام ؟ "

رفعت وجهها ..
نظرت اليه ..
وهربت دمعتها ..

اتسعت حدقتا عينيه في صدمة !
بينما سؤال واحد دار في عقله " كيف ؟؟ "
وقبل ان يستجيب عقله لاي سؤال ،
كانت ذاكرته قد استرجعت ذلك الحلم الذي اختزنته بها
انها هي ....
الان بدت تقاسيم وجهها واضحة بالنسبة له ،
لكن ...
اين ابتسامتها ؟
ولما تلك الدموع ،؟
وما بال عينيها حزينة ؟؟
شعر بوخز غريب في قلبه لرؤية دموعها ، لم يظن انه سيشعر به ابدا ،
قال بقلق بالغ لم يعلم سببه :
" انا اعتذر حقا .. هل .. انت بخير
دعينا نذهب للطبيب "
لكنها اخفضت راسها سريعا تمسح دموعها بينما ترسم ابتسامة زائفة على وجهها قائلة :
" انا بخير ، شكرا لك ... في الحقيقة انا من يجب ان يعتذر لعدم انتباهي للطريق "
اجاب بقلق :
" لكن ...."
قاطعته :
" انا بخير حقا ... شكرا لك مجددا "
ثم اكملت سيرها ،
امام نظراته الرافضة لرحيلها ...

فغادرت آخذة معها
حلم لم يكتمل بعد
ولقاء لم تنتهي بدايته
وقصة لم تكتب اولى سطورها بعد ...


..
..
..


فيلاني ...

هي مدينة يسكنها فريقان ،
الاشرار والخيِرون
الاشرار يتمثلون في مثيري الشغب و سافكي الدماء ..
اولئك الذين يملكون السلطة
التي من وجهة نظرهم تؤهلهم للتحكم في حيوات الناس " الخيرون " .
الذين يظنون ان العالم لهم هم فقط ،
مما يوجب للبقية الانحناء لهم
ومن يعارض ذلك ...
يكون عقابه الاعدام عن طريق جلادها " الذئب "
او ما يطلقه عليه البعض
" وحش فيلاني .. "


. .
..
..


بينما كان القمر ينتصف السماء بضوئه الخافت غير مباليا بأضواء المدينة الساطعة ..
اختار الياس سمفونية بيوتهفن " سوناتا ضوء القمر " لهذه الليلة ...
والحقيقة ان هذه السوناتا قد الفها بيوتهفن لما قد سماها ب " حبه الخالد" ...
فاتت قوية ذات عاطفة
تعبر عن حالة الكآبة التي سيطرت على بيوتهفن وقتها ،
والتي ربما ناسبت الياس ايضا في ذلك الوقت ...

كان يجلس في مكتبه متكأ على كرسيه الخشبي ،
عيناه مثبتة على سقف الغرفة
حيث كان شاردا بتفكيره ...
يبحث بداخل عقله عن قطع البازل الناقصة
رغبة منه في معرفة ما بعد تلك الصدفة التي جمعت بين عالم الاحلام والواقع ،
حيث برغم يقينه انها كانت هي ،
الا انه لايزال يوهم نفسه انه بداخل حلم اخر لا اكثر ..

اعتدل في جلسته ..
امسك قلمه ..
وبدأ بخط خطوط دقيقة على ورقة بيضاء تاركا القيادة ليداه وقلمه
عله يستهدي من رسمة مبهمة تفاصيلها
نهاية طريق لم يعد يعلم بدايته ..

ولكن ...
لم يكن مدركا ان عقله سيدخل شريكا في القيادة ،
وان نهاية الطريق اوصله لرسمها ، اليها مجددا ...
نظر الى ما رسمته يداه ،
وتحركت انامله دون وعي منه يتتبع قسمات وجهها الذي رسمه
من هذه المرأة ؟!
وما سبب دخولها المفاجئ لحياته ؟!

طوى الورقة بحرص ثم وضعها في خزانته الخاصة ..

خرج للشرفة ليستنشق بعض الهواء
أملا ان تمر عليه بعض النسمات فتأخذ معها تلك الافكار المتناثرة التي تملأ عقله
رفع وجهه نحو السماء يتأمل القمر
لكم يشبهان بعضهما كثيرا
هو وذلك القمر ..
لديهما ذات الجانب المظلم ، الذي لا يراه احد
الفرق الوحيد ان القمر لديه شمسا يستمد منها نوره ..
اما هو ..
فلم يجد شمسه بعد ...

كان يستمع باهتمام للمعزوفة التي كانت على وشك الانتهاء حيث انتهى به المطاف لاغماض عينيه
بينما تعبث بعض النسمات الباردة بشعره فتحركه يمنة ويسرة
فما حدث الا ان مرت صورتها بعقله مجددا ،
حزينة .. كما رآها في الصباح
فتح عينيه يهز شعره بعنف كتعبير عن غضبه ، مصدوما من نفسه
ان تشغل امرأة لا يعرفها عقله كل هذا الوقت
فهو كشخص اعتاد القاء كل مشاعره جانبا ،
لم يسبق له ان فكر في امرأة قبلا
او حتى شغلت حيز من تفكيره لهذا الحد ...


..
..
..



كانت ايلينا في غرفتها ..
تحمل بيدها المهدئات التي وصفها لها الطبيب لتستطيع النوم جيدا دون رؤية الكوابيس التي كانت تصاحبها كل ليلة ،
اخبرها ان امر شفائها سيحتاج وقتا ،
والعديد من الجلسات ...
ابتسمت في نفسها بسخرية ،
سيحتاج وقتا ؟!!
هل حقا الامر بهذه البساطة ،
هل ستستطيع في النهاية نسيان امرا يحمل
ذنبا ، والما كهذا ؟!
هل حقا ستتمكن من اجتياز ذلك يوما ؟!!!
وضعت الدواء في الجارور ثم هبطت لاسفل
كانت والدتها "دانا" تعد المائدة اذ

توقفت قليلا تنظر اليها بمحبة
رسمت بزيف على وجهها ابتسامة وهي
تقترب منها مقبلة وجنتها قبلة صغيرة ، قائلة :
" امممممم تبدو الرائحة لذيذة "
ابتسمت دانا :
" هيا عزيزتي ، نادي اباك لتناول العشاء قبل ان يبرد "
كان والدها معتادا في هذا الوقت المكوث في مكتبه على قراءة احدى كتبه ،
طرقت الباب ثم دخلت ..
كان جالسا على مكتبه ،
يرتدي نظارته بينما يقرأ ،
كما كانت تراه دوما عندما تدخل عليه وهي طفلة ..
اقتربت منه حتى اصبحت خلفه ثم عانقته ..
اغلق كتابه ، بينما يداه امتدت تمسك يداها التي تحيط بعنقه ، قالت :
" انني احبك كثيرا ابي "
ابتسم :
" اممم ، لنفكر اذا ، من الممكن ان يشاركني حبك الكثير هذا شخص ما يوما ، ماذا سافعل حينها "
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تبتسم قائلة :
" كلا لن يشاركك به احد ، لن اسمح بذلك "
نهض عن كرسيه اليها مجيبا :
" لكن انا سيسعدني كثيرا ان يشاركني شخصا يحبك بقدر هذا العالم ، هذا الحب يوما "
ممازحا :
لكن تذكري بانني ساحتفظ بالجزء الاكبر " "
ضحكت وهي تهز رأسها الايجاب ثم ارتمت بين احضانه ..
دخلت دانا عليهم تمازحهم :
" حسنا فهمنا ان تلك اللحظة خاصة بين الاب وابنته ، لكنني لن اقوم بتدفئة الطعام فيما بعد "
تبادل الاب وابنته النظرات
ثم انهالا على الام بالقبلات حتى تعالت اصواتهم بالضحك ،
لينتهي هذا المشهد الاسرى الرائع بعناق ثلاثي يشمل من المحبة والامان ما كانت تحتاجه ايلينا مجددا
للتصدي لكل ما تواجهه في هذه الحياة ..


..
..
..


" هل صحيح ما سمعته ؟!"
تركت ايلينا الملف الذي بيدها ، ثم نظرت الى اركان الذي كان غاضبا وقالت :
" وما الذي سمعته ؟ "
" لقد تسلمتي مهمة القبض على الذئب "
كان غاضبا ، تعلم ذلك ..
لكن غضبه هذه المرة لم يكن شيئا امام اصرارها على تولي تلك المهمة التي سعت خلفها منذ مدة طويلة ،

مهمة القبض على الذئب ...
ذلك الشخص الملثم الذي يظهر من العدم بين فترة واخرى
يغطي المدينة بسواده ، حيث
يطبق احكاما هو يطلقها
يقتل ، ينشر الفساد ، ويقامر بحيوات الناس
ثم يغادر كما اتى ،
حيث لم تستطع الشرطة معرفة وجهه او من هو حتى الان ...

اشارت له بيدها للمقعد المقابل لمكتبها :
" أركان اهدأ رجاءا ... وساشرح لك "
جلس اركان بغضب :
ماذا ستشرحين لي بحق الجحيم ايلين ، انك لست بخير لتتسلمي مهمة كهذه بعد "
ثم الم نتفق انك ستتوقفي عن العمل هذه الفترة ، ما بالك ؟ "
.. حسنا لقد اتفقنا على ذلك لكن ... انا اخضع للعلاج منذ اسبوعين "
اتناول الادوية ، لم اعد ارى كوابيس ، كما انني اصبحت اشعر نفسي انني بخير "
هز رأسه برفض :
" ان تشعري انك بخير لا يعني ان الامر قد زال ايلين "
اطلق اركان جملته التي قيلت في لحظة غضب ليعاقب بعدها بصمت من ايلين
زفر بغضب
صمت ثوان
ثم قال قبل ان يخرج وعينيه تملؤها الرجاء :
" ايلين .. انني قلق عليك فحسب ،لذا ارجوك فكري في الامر مجددا "


..
..
..

كان كل شىء حوله مهيبا ...
دجنة عينيه كما شعره الفاحم ، في
في قوته العضلية الرشيقة بشكل لافت ..
في تلك الهيئة الانيقة لكتفيه تحت بذلته السوداء ،و مظهر رأسه الشديد الاباء

تقدم في خطوات واثقة
عيناه محجوبة خلف عدسات سوداء و التي لم تزده سوى غموضا ،
كانت تحيط به تلك الهالة المخيفة ،
كأنها شرارات سوداء تنبعث منه ، تلك التي تبث في النفس خوفا لا مثيل له ...

فتح الحراس بوابة القصر بمجرد نزوله من سيارته ،
كانت كل خطوة يخطوها داخل ذلك القصر تذكره ببدايته وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره بعد ،
كان خائفا وحزينا ،
كان يعتقد حينها ان كل شىء سيكون على ما يرام فيما بعد ،
وكان اعتقاده خاطئا ...

دخل مكتب رئيسه بعدما طرق الباب
كان " الرئيس سليمان " ينتظره بتلك الابتسامة المتملقة
التي يقابله بها دائما ...
يرتدي واحدة من بذلاته الانيقة ،
و ينظر اليه بعينان نفاذتان كان يرهبهما في صغره ،
اشار له بالجلوس مقابله ،
حياه بتكلف :
" مرحبا بك بني ... تفضل بالجلوس"

ازال نظارته كاشفا عن عينان عميقتان كبئر ملغّم بالاسرار،
فك زر سترته وهو يجلس ، رفع قدم فوق الاخرى ثم قال مستوضحا :
لقد استدعيتني ... " "
اتكأ سليمان بظهره على مقعده ، اخرج سيكارته ، ثم قال وهو يشعل اللفافة :
" اه .. اجل ... هناك امر هام اود محادثتك فيه "

احتسيا قهوتهما في غرفة الجلوس ،
ارشدهما الخادم لغرفة الطعام حيث اصبح جاهزا ... ثم

بدأ سليمان حديثه بينما يضع قطعة لحم في فمه :
" لقد سمعت انه تولت مهمة القبض عليك فتاة "
توقف عن تناول الطعام ينظر لرئيسه باهتمام بينما اضاف سليمان :
علمت ايضا انها اذكى محققة في القسم .. تدعى ايلينا ، اردت اخبارك بذلك كي تكون متيقظا ، "
وايضا .... كي تهتم بالامر "

" فهمت .."
" انا واثق من ذلك بني... والان انهي طعامك "

كان الامر كبداية معركة جديدة
معركة احدى قواعدها ..
اما ان تنتصر او تموت
لم يكن رئيسه ليضحي بان يكشف شخصية جلاده الحقيقية احد
بينما هو ..
فقد رأى دوما ان المعارك للرجال
لا وجود للمرأة فيها ،
كان واثقا من انتصاره في المعركة
لكن خبرته في الحياة علمته الا يضع كافة ثقته في حدسه
بل قوته ...
وانه لا يجب ان يستهان بعدوه حتى وان كانت امرأة ...

..
..
..


اكملت ايلينا زينتها امام المرآة ثم نظرت لساعتها فقد انتهت في الوقت المناسب ،
حيث كانت مدعوة لحفلة زواج ابنة المفوض ،
ما هي لحظات حتى دق الجرس يعلن عن وصول اركان الذي اتى لاصطحابها
نزلت درجات السلم بخطوات سريعة بينما كان ينتظرها اركان امام الباب يتأملها باعجاب ، قبلت والديها ثم خرجا ،
قال بينما يركبا السيارة :
" هل لازلت غاضبة مني ؟ "
" في الحقيقة اردت سؤالك انت هذا السؤال "
" تعلمين انني لا استطيع ان اكون غاضبا منك لفترة طويلة "
ابتسمت بمحبة اخوية وهي تلتفت اليه :
" " انا اعلم ... وانا ايضا لا استطيع البقاء غاضبة منك
ابتسم بتحمس :
" اذاً نحن الان متصالحان ؟ "
نظرت امامها ممازحة في غرور زائف :
" مع الاسف .."
" والان هيا لنذهب ... لا نريد ان نتأخر "
ادار السيارة وهي يهتف مازحا :
" امرك آنستي ..."



كان بين الحضور ، ينتظر ها
كان يقرر هجومه بناءا على قوة عدوه ،
يدرس كل الجوانب ويتعرف على نقاط ضعفه ،
فيأتى هجوما شرسا ، حادا ومؤلما ..

كان ذكيا في التعامل مع كافة المواقف التي تواجهه ،
وكان ماهرا في الا يشك في امره او يتعرف عليه احد ..

فلم يكن معرفة أي امرأة كانت- هي - بين الحضور امرا صعبا ،
وقف يراقبها من بعيد
كانت تولي ظهرها له فلم تتاح له فرصة رؤية وجهها .

كانت تقف مع رجل بدا له كصديقها،
حتى تدخلت بينهم امرأة تصافحت معهم
تبادلا بضع احاديث قصيرة ثم انسحبت ومعها صديقها
حيث بقيت بمفردها ...

كانت تلك فرصته للانقضاض وقد استغلها ،
هتف عندما اصبح قربها يقف خلفها :
"… المحققة ايلينا "

اخترق صوتا رجولي ذو بحة حاجز صمتها ، فالتفتت مجبية :
"… نعم "

خدعته الظروف للمرة الثانية ...
وكانت للحياة لعبة اخرى معه ...
لعبة لم يعد يعرف حتى القوانين التي تحكمها
او ربما ...
انفلتت منه الامور هذه المرة بحيث ادرك في الوقت الضائع انه بداخلها ...
" لماذا هي ..؟"
لاول مرة اراد تكذيب عيناه ..
لاول مرة يشعر بالاضطراب في داخله
و لاول مرة يعترف لنفسه بان هذه اللعبة ستكون اقوى واكبر من طاقته ان يتحملها ...

نظرت اليه باستفهام :
" عفواا ..لكن ، هل اعرفك ؟ "
اخفى وصدمته ، اخفى مشاعره المضطربة ، مد يده مصافحا وهو يجيب :
" الياس ..... "





الفصل الأول ... اعلاه
الفصل الثاني ... بالأسفل
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر والثالث عشر والخاتمة







تصميم الغلاف الرسمي : سما نور

تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف : كاردينيا73

تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا73

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : Dr FaTi

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا73

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني : Gege86






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي





ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 31-01-19 الساعة 10:42 PM
زمردة عابد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-18, 11:29 PM   #2

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

....... يتبع .........

زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 07-10-18, 11:30 PM   #3

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

النشر القادم سيكون يوم الاثنين باذن الله


دمتم في امان الله


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 09:03 AM   #4

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )




اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 09:07 AM   #5

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخيرات

الروايه كانت بقسم المكتمله تم نقلها للقسم العام ليتابعها معك القراء

عند اكتمالها الاشراف ينقلها

بالتوفيق


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 03:27 PM   #6

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

اهلا بيكي حبيبتي
اتمنى ايضا ان تجدوا كتابتي ترتقي لمنتداكم الجميل والمبدع باذن الله ...
استفسار بسيط ..
بالنسبة للتنبيه لما انزل الفصول هل بيكون بعد ما انزل الفصل القادم ، ام اقوم بالتنبيه عليه الان قبل ان اقوم بنشره الاثنين القادم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-10-18 الساعة 04:21 PM
زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 04:04 PM   #7

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ڤيولييت مشاهدة المشاركة
اهلا بيكي حبيبتي
اتمنى ايضا ان تجدوا كتابتي ترتقي لمنتداكم الجميل والمبدع باذن الله ...
استفسار بسيط ..
بالنسبة للتنبيه لما انزل الفصول هل بيكون بعد ما انزل الفصل القادم ، ام اقوم بالتنبيه عليه الان قبل ان اقوم بنشره الاثنين القادم
مساءك فل وياسمين... عزيزتي التنبيه بعد تنزيلك الفصل حتى نأخذ العلم انه تم تنزيل الفصل...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 04:57 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جميل اسلوبك فيوليت تمتع بالتفصيلات الدقيقة

متمكنة من ادواتك .. ظهر فيما خطته اناملك

بالتوفيق أن شاء الله

ودي عزيزتي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 05:49 PM   #9

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

تسلمي حبيبتي
لمرورك الجميل
وكلماتك التشجيعية 🌹🌹


زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
قديم 12-10-18, 01:13 PM   #10

زمردة عابد

كاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية زمردة عابد

? العضوٌ??? » 433039
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 637
?  مُ?إني » 💜💜
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » زمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond reputeزمردة عابد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وكلّ مَا يأْتِي مِن الله جَمِيل فَالحمْدُ لله دائما -------------------------------------------- ايتًها الّصامتة .. مسَاء الخَير لعَيْنيكِ ، ليديكِ ، لشعْركِ المبعْثر ، لكنزتك المُضْحكة ، لأنامِلك ، لقلمك ... ---------------------------------------
افتراضي

بما انه انتهيت من الفصل مبكرا ، قررت ان اقوم بتنزيله اليوم ، وبالتالي سيكون موعدنا دائما يوم الثلاثاء وذلك بدءا من الفصل القادم باذن الله ...

لي رجاءا بسيط منكم
ان تشاركوني بارائكم السلبية منها والايجابية ، والا تبخلوا علي بدعمكم وتشجيعكم ...



الفصل الثاني

اخبره والده ذات يوم ..
انه مهما بلغ من قوة ،
لا يمكنه ان يصمد امام امرأة تمتلك الجمال والقوة معا ....
حينها فقط ...
ستتلاشى تلك القوة
ليسقط امام عشقها خاضعا ..
" حسنا ..فلتفعل به ما تشاء "

..
..
تجمد الوقت حوله ...
وبقيت هي فقط
اخفضت اهدابها تنظر الى يده الممدودة بتساؤل ..
ثم رفعت عيناها الفاتنتان اليه
لتسلب بهما لب قلبه ..



من اي عالم اتيتِ لتخترقي عالمي القاتم بكل هذا العنفوان؟
من تكوني ؟
ولماذا كان انتي ؟
صرخ عقله يسأل
اسئلة كان جاهلا لجوابها ،
تؤه قلبه بصمت ..
وفي داخله ايقن امرا واحدا
ان لقاءهما كان مصيريا ... وكان مختلفا
مختلفا بقدر اختلاف طريقيهما ،
بقدر التباين بين لون بشرتها البيضاء و بشرته السمراء ،
بقدر ظلام عالمه
وضياء عالمها ...


سبحت عيناه بتمهل على وجهها
تصمّان كل تفاصيله ...
شعرا بلون مغيب الشمس منثورا بنعومة حول وجنتين مخضبتين ،
حاجبان عنيدان ، وانف دقيق صغير
وما في حسنها من بقية فما كان الا آية لبديع صنع الرحمن
حيث كمنت
جنته في عينيها العسليتين ، وهلاكه في شفتيها الورديتين .....


كانت يداه لاتزال ممدودة ،
و برغم عدم تعرفها لهذا الرجل ، صافحته وهي تبتسم بتملق :
" سررت بمعرفتك .."


لم يكن واعيا انه كان يحتبس يدها بين يده حتى تغضن جبينها في عدم ارتياح ،
لكنه لم يبالي ، لم يبالي مطلقا ، كان ما يهمه ان تستقر يدها بين كفه لفترة قليلة بعد ،
حيث كان مدركا لسحر ذلك التلامس الصغير
ذلك الذي يحدث فقط بمعادلة بسيطة كتصافح ايدي ،
معادلة يكون " س" الطرف المجهول فيها هو القلب ،
ومن هنا تساءل
هل من الممكن ان ما يطلقون عليه " اول دقة قلب " هو ربما..
نتيجة تلك المعادلة ،فلم يكن في البداية سوى " لمسة قلب " ؟؟ .....


اطلق سراح يدها اخيرا مع ملاحظة انتهاء صبرها ،
رددت بعصبية في ضجر سؤالها مجددا :
" عفوا .. لكن ، هل تعرفني ؟ اعني .... هل التقينا سابقا ؟ "


رفع حاجباه بتحد في ثقة :
" لا اعلم ... هل فعلنا ؟ "
قطبت حاجباها استنكارا قائلة بجفاء :
" في الحقيقة لو كنت اعرف لما سألت .."
اجاب بهدوء :
" حسنا ...
لقد تقابلنا من قبل؟ ..اجل
لكن على ما يبدو انك لا تتذكريني "


صمتت تبحث بداخل عقلها عن رجل فارع الطول ذو عينين داكنتين بدتا تحاولان الدخول الى اعماقها ،
وما هي ثوان حتى تذكرت :
" انت من اصطدم بي ذلك اليوم ؟"


" لقد تذكرت اذن ؟"
اجابت بأسف زائف :
" اجل .. اعتذر حقا ، لم اكن اظن ان ذاكرتي بهذا السوء "
التمعت عيناه وهو يقول بنبرة آمرة :
" لا تنسي مجددا ... " ثم اعقبها " رجاءً ..."


ازعجتها نبرته الآمرة ،
كما لم ترق لها طريقته الغريبة في الحديث معها
لكنها فكرت بأنه لا يهمها
فهي لن تراه مجددا على اية حال ..
وبينما كانت تفكر في ذريعة للانسحاب من جانبه بأسلوب مهذب
، دخلت العروس وبدأ الجميع بالتصفيق
بدت سعيدة للغاية وهي بجانب حبيها ترتدي ثوبها الابيض ، وكأنما كانت تنتظر هذه اللحظة منذ زمن ،
هكذا فكرت ايلين وهي تشاهد العروس ، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها عندما
تمازح العروسان وهما يقطعان كعكة الزفاف ،
حتى اتاها صوته يسأل بنبرة مهتمة :
" كيف حال قدمك ؟ "
التفتت اليه تبتسم بتهذيب :
" انها بخير .. شكرا لك .."
اضاف بتأثر :
" بدوت كقطة تائهة وحزينة ذلك اليوم .."
ثبتت نظرها عليه مندهشة من دقة ملاحظته
وهي تتذكر ما صاحبها من آلام ذلك اليوم ،
كانت مشغولة بأفكارها حين سأل اول سؤال خطر بباله يسترعي انتباهها اليه :
" الحب اعمى ... هل تعرفين سبب اطلاق هذه الجملة ؟"
نظرت اليه تجيب في تردد :
" انها اسطورة يونانية كما اعتقد "
" اجل.. انها كذلك "


انخفض بوجهه قليلا نظرا لطول قامته مقارنة بقصر طولها
مستطردا :
" حدث الامر بين المجنون ، وكيوبيد ابن افروديت
كان كيوبيد حينها طفلا صغيرا ، وكانت مهمته القاء اسهم الحب ،
وفي يوم ما وبينما كان يلعب مع المجنون ، نشأ بينهما شجارا،
انتهى
بأن اصاب كيوبيد بأحد اسهمه عينيه ..
ومنذ ذلك الحين ،
اصبح الحب اعمى ...


مشدوهة اليه حيث جذبها بسرده ، وفي ذات الوقت تشعر بانزعاج من قربه منها لهذا الحد ، فاجأها بسؤال:
" هل تؤمنين بالحب ؟"


ابتعدت عنه تنظر الى العروسين مجددا حيث كانا يتراقصا ، ثم اجابت :
" اؤمن بوجوده لكن لا اؤمن به "
" كيف ؟"
كيف وصل الحديث لهنا ، ليس لديها فكره ، التفتت اليه تجيب ،رغبة في انهاء الحديث:
" اعني انه موجود ... لكنني لا افترض انه حقيقي "
سأل مجددا :
" هذا يعني انك لم تقعي في الحب يوما ؟! "


لم تتوقع ان يطرح عليها هكذا سؤالا ،
كما لم يعجبها كثرة اسئلته التي لا تعرف لها جوابا ، وضعت بعصبية خصلة
ثائرة خلف اذنها ، ثم اجابت بصوت حاد قاطع :
" كلا .."
مرت على وجهه ابتسامة لم تصل حد عينيه ،
تقدم خطوتين حتى اصبح قريبا منها مجددا ثم قال بنبرة دافئة :
" لقد كان من اللطيف حقا لقائك ..هيلين "
توترت ، مما ازعجها ، فقالت مصححة :
" ايلينا .."
رفع يده بجرأة يعيد تلك الخصلة خلف اذنها مجددا ،
لا يعطي بالا لاحتجاجها ،
مال نحوها اكثر حتى اقترب من اذنها هامسا بذات النبرة قبل ان يغادر :
" اعدك ان نتقابل مجددا "


..
..


استمرت ايلينا تحدق في الفراغ بعد رحيله ،
ثم قررت ان تغادر اخيرا بعد يئسها في ايجاد اركان
حيث عادت المنزل في وقت باكر ولم تكن الحفلة قد انتهت بعد


بينما تساءلت في نفسها كثيرا ، هل هذا الرجل مجنون ؟!! ...


لكن ..
رجلا بذكاءه ، قوته ، قرر ان يخضع لهذه اللعبة ،
بقوانينه هو ...
لم يكن غريبا منه ان يتبعها بسيارته حتى منزلها
وان يستقر امامه
عيناه على شرفتها ..


لم يكن جنونا منه بقدر ما كان اول خطوة له عكس التيار ..
و اول تمرد منه على عالمه ....


ومع لكن اخرى ..


هل من الحمق ان نجرب شيئا نحن نعرف جيدا عواقبه ؟
ام .... سنكون سعدين اننا فقط خضناه ؟؟!



..
..
..


بينما نشرت الشمس اشعتها منبئة بقدوم يوم جديد ...


كانت اسرة السيد برهان تجلس على مائدة الافطار تتناول وجبتها في هدوء
قطعته ايلينا وهي تنضم اليهم :
" ابي ، امي ...
لقد قررت الذهاب لزيارة عائلة لارا اليوم "
عند سماع دانا وبرهان اسم " لارا " توقفا عن تناول طعامهما وقد علا وجههما القلق ،
فسألت الام بخوف :
" لماذا عزيزتي ، هل كل شىء على ما يرام ؟ هل ... "
قاطعتها سريعا مطمئنة :
" انا بخير امي ، الامر فقط ... انني فكرت انني لم ازورهما منذ مدة ....."
قالت الام بتفكير وقد خف قلقها :
" انتي محقة عزيزتي ، علينا ان نذهب لزيارتهم اذاً.."
ربتت ايلينا على يدها قائلة بلطف :
" امي ... لا داعي لان تأتي معي ، اريد الذهاب بمفردي هذه المرة "
" لكن .."
" امي ... ارجوكِ "
قال برهان منهيا الحديث وقد اذعنت الام لرغبة ابنتها :
" حسنا عزيزتي ، ارسلي اليهم سلامنا "
" بالتأكيد ابي "


بينما صعدت الام لتساعد في توضيب ما تحتاجه ابنتها في رحلتها القصيرة
كان الاب في مكتبه يستكمل قراءة كتابه حينما طرقت ايلينا الباب ثم دخلت
وهي تحمل له قهوته التي لم ترد تفويتها عليه وحتى وان كانت ستغادر بعد قليل
ابتسم برهان فور دخولها :
" اه ، واخيرا اتت القهوة "
ناولته الكوب ثم وقفت منتظرة ، ارتشف القليل منها ثم قال بمزاح :
" لازلت دائما وابدا افضل القهوة خاصتك ، ولكن لا تخبري والدتك ذلك "
ابتسمت :
"صحة وعافية ابي .. "
نظر اليها قائلا في هدوء :
" هلا جلستي قليلا عزيزتي ... اريد التحدث معك في امر ما "
جلست في انتظاره للتحدث
لكنه ظل ثوان صامتا ينظر اليها باسى لم يستطع ان يخفيه
حتى قال اخيرا بنبرة تحمل بعضا من الاسى في عينيه :
" هل لهذه الزيارة علاقة بعلاجك بُنيتي ؟ "

ادركت ان ابن عمها العزيز لم يستطع ان يخفي امر علاجها كثيرا عن عمه ،
هتفت تنوي التوضيح :
" ابي .."
قاطعها :
" اسمحي لي ان انهي كلامي ابنتي العزيزة ، ..."
وضع كوب القهوة على المكتب ، ثم قال كلماته تعكس الما :

" اود منك ان تعلمي انك ووالدتك اعظم ما املكه في هذه الحياة ،
كم اخاف عليكما ، واقلق ان اصابكما مكروها لقدر الله ،
قد تظنين انك كبرتي كفاية كيلا تشاركيني في امر مهم كهذا ،
لكني اريدك ان تعلمي انك ستظلين في عيني دوما طفلتي الصغيرة ،
التي اخاف عليها واقلق ، والتي اتمنى ان ترى انني ما زلت هنا كي احميها ،
كي اسمع شكواها ، كي اساعدها دائما "
" ابي ....."
هتفت وقد اثرت بها كلماته لحد شعورها بالذنب ، قبل ان تنهض اليه تعانقه
تابعت بصوت مكتوم بالبكاء :

" انا اسفه ...."
ربت على شعرها بحنان :
" كلا عزيزتي ، لا تعتذري ، لا تعتذري ابدا عن أي شيء "
نظرت اليه بعينيها الدامعتان ، مسح دمعة سقطت من احدى عينيها مردفا :
" هيا عزيزتي اذهبي كي تستعدي ، وبالتأكيد سيكون لنا حديث مفصل اخر بعد عودتك .....
الان ما يهم ... ولأجل اباك العجوز ، انتبهي جيدا لنفسك "
هزت رأسها :
" سأفعل .. اعدك "



( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )
آية لطالما رددها برهان في داخله ،
كان مؤمنا ، ورجلا صالحا
لكن رجلا صالحا مثله كان ممكنا ايضا ان يرتكب اخطاءً ،
حتى وان حدثت دون ارادة منه ...
فهي تكتب في ماضينا علامة حمراء..
كان يعلم انه ليس باستطاعته ان يرد مقدورا عن ابنته كتب لها
لكن ذلك لم يمنعه من الخوف الدائم عليها وحمايته المفرطة ،
كان يتمنى ان يستجيب الله دعواته في ان يحفظها دائما ،
فلا تؤذى طفلته بسبب خطأ وقع ذات يوم في الماضي ......


..
..
..




خرجت ايلينا للطريق بسيارتها بعدما قد اعدت كل شيء
كانت تقود بأقصى سرعة املا منها ان تصل لوجهتها مبكرا ،
لكن املها تلاشى بسرعة عندما حل عليها المساء ..
كانت وجهتها تبعد قليلا عن المدينة مما جعل الطريق طويلا...
و قد بدأ يغلبها النعاس
وليس هناك اي فنادق بالقرب لتقف عندها تستريح قليلا ثم تكمل ...
حتى فاجأها ايضا وعلى حين غرة
توقف سيارتها في منتصف الطريق يحيطها الظلام من كل اتجاه ،
اخرجت سلاحها ليبقى بالقرب منها وظلت قلقة تفكر ماذا ستفعل ؟
انها بمنتصف الطريق في منتصف الليل وقد نفذ وقود السيارة ؛
و ما زاد الامر سوءا عدم وجود أي اشارة لتتمكن من اجراء أي مكالمة ،
وقبل ان تبدأ بالتذمر مع نفسها
رأت ضوء سيارة قادمة باتجاهها ...
خرج رجل من السيارة ...
في البداية لم تتضح ملامحه بسبب ضوء السيارة الشديد المصوب باتجاه عينها ...
حتى اذا ما اقترب قليلا اكثر تفاجأت بانه هو ...
وقف امامها يسأل بنبرة مهتمة :
" هيلين.. هل انت بخير ؟؟ ..."


نظرت اليه وعينيها تملأها الدهشة ، الشك ، الحيرة ... لترد بعد برهة:
" سيد الياس "....


..
..
..


كانت تجلس بجواره في السيارة تؤنب نفسها على نسيانها تفقد الوقود قبل ان تنطلق
وهو ما كان سهوا كبيرا منها ...
ثم شغل بالها امر اخر ، هذا الرجل ...
نظرت اليه وهي تتساءل حقا كيف عرف مكانها ،
تحسست سلاحها الذي تضعه خلف ظهرها ،
قال بهدوء وعيناه على الطريق :
" لا داعي ان تتفقدي سلاحك بين الدقيقة والاخرى .."
ثم نظر اليها :
" فأنا لن اؤذيكِ ..."
لم تجبه وفضلت الصمت ، بينما اكتفت بسرقة بعض النظرات اليه بين حين واخرى ،
كان غريبا ،
ولم يكن من المفترض ان تركب معه ،
لكن لم يكن احدا متواجدا بالطريق غيره ...


كان الظلام بدأ يتلاشى ...
حينما توقف بالسيارة قرب مطعم صغير على الطريق ؛ التفت اليها وقال بهدوء :
" لنسترح قليلا .."
هتفت مسرعة :
" لا بأس لست متعبة يمكننا اكمال السير ..."
سأل مدعيا الارهاق :
" هل يمكنني اذاً شرب كوب من القهوة ..."
بتفهم :
" اوه حسنا ... لا بأس ..."

كانا يجلسان على طاولة بالقرب من الزجاج المطل على الطريق ...
محتضنة ذراعيها تنظر اليه ؛
كان هناك الكثير من الاسئلة المقلقة تدور برأسها حول هذا الرجل المقابل لها ،
اما هو فقد كان يجلس باسترخاء ، حيث طلب من النادل كوب من القهوة ؛
ثم طلب منه مكونات شطيرة واخبره انه سيصنعها بنفسه ...
عاد النادل بعد دقائق يحمل له كوب القهوة ، وطبقا يحتوي المكونات التي طلبها ...
كانت لاتزال تراقبه ..
تحاول دراسة تصرفاته ..
بدأ في صنع الشطيرة ؛ يضع مكوناتها بدقة ...
سأل وعيناه مستقرة على ما يقوم به :
" تستطيعين التحدث .."
اسندت ذراعيها على الطاولة وقالت مستنكرة :
" لم افهم !"
رفع وجهه اليها :
" يبدو ان لديك بعض الاسئلة ... يمكنك طرحها ..."
ظلت ثوان تحدق فيه بحدة ...أرجعت شعرها للخلف ؛ ثم سألت بعد صمت :
" هل ..كنت تتبعني ؟؟"
اجاب بصدق :
" اجل" ...
دهشت من صراحته لكن غضبها تضاعف :
" هل استطيع معرفة السبب ؟؟"
لاحت ابتسامة ملتوية على شفتيه :
" افضل الاحتفاظ به لنفسي ..."
هتفت بانفعال :
" هل انت ... منحرف بحق الله ؟؟"
نظر اليها بعينين بدت لها في تلك اللحظة ليست سوداء تماما كما كانت تظن ، انما اقرب الى لون الشوكولا ،
بينما ابتسامة واضحة تتلاعب على جانب شفتيه :
" هل تظنين ذلك ؟؟"


بهذه الابتسامة ، تحول لها فجأة من شخص غليظ حاد ، ومخيف
الى ما بدى اليها بجرو اليف ..


احمرت وجنتاها ، هربت بنظرها عنه ثم اجابت :
" لا اعتقد انه يهمك حقا ما اظنه ؟ "


( لكنني افعل ) اجاب بداخله ثم قال بلطف :
" حسنا ، انا اعتذر اليك ان كان ازعجك تتبعي لك ، و ..اجابة لسؤالك ،
كلا ... يمكنك ان تظني بي ما شئت لكن تأكدي ان ذلك ليس واحدا منهم .. ثقي في ذلك "


ثم اكمل وهو يضع الطبق الخاص بالشطيرة امامها :
" والان لابد انك جائعة لقد اعددت هذه الشطيرة لأجلك اتمنى ان تعجبك ..."
نظرت اليه بدهشة من تصرفاته الغير مفهومة ، وبغضب في آن ؛
ثم قالت بعد صمت :
" حسنا سيد الياس ... اظن بانني سأكمل الطريق وحدي من هنا .."
نهضت :
" وايضا .. شكرا لك ..."


اجاب بلا مبالاة :
" حسنا ، كما تريدين ، لكنني اود ان اذكرك بانك لن تجدي أي سيارات اجرة في هذا الوقت ،
ولا اضمن لك ان تعثري على توصيلة ما دون ان تقابلي منحرف ما .."


امتد صمت قصير ، كانت فيه لا تزال تقف حتى قال بنبرة آمرة :
" اجلسي وتناولي شطيرتك حتى نغادر .....رجاءً "
جلست رغما عنها حيث لم يكن لديها حل سوى ذلك ..ثم قالت بسخرية :
" يبدو انك معتاد على اصدار جملك الآمرة كثيرا"
نظرت اليه بحدة واكملت :
" لكن هل تظن ان اعقابك لها بكلمات مثل " من فضلك " و " رجاءً " سيجعلها مقبولة قليلا ...."
لانت نظرته لها وهو يقول :
" ولما لا تفكري بانك استثناء في ذلك .... هيلين ..."

كانت نظرته تحتوي على لمعان له معنىً ما قررت تجاهله ؛
لذا لاحت ببصرها بعيدا واكتفت بالصمت لدقائق قبل ان يقول :
" الن تتناولي الشطيرة ..."
نظرت اليه بينما اردف :
" لا داعي لان تكوني عنيدة لابد انك جائعة ،
كما انني سأكون سعيدا ان تناولتيها سوف تعجبك انا واثق من ذلك" ...
ابتسمت بسخرية وقالت قبل ان ترفع الشطيرة بيدها لتتناولها :
" انك واثق من نفسك للغاية سيد الياس ..."
قال :
" الياس فقط ... يمكنك مناداتي فقط ب الياس "
اجابت باندفاع في سخرية :
" حسنا شكرا للطفك الكبير للسماح لي بذلك ، لكن كلا ، لن افعل "
ابتسم مجددا ولكن هذه المرة بتسلية :
" حسنا كما تريدين ..، لكنني سأناديك هيلين "
اجابت بنبرة ساخرة :
" وكأنك حقا ستبالي ان رفضت ام لا "
" حسنا ، سأفترض ذلك يعني موافقة "
ابتلعت كلمة كانت على فمها ، كانت تعلم ان غايته اغضابها ، لذا اكتفت فقط بابتسامة ملتوية، ثم تناولت
الشطيرة التي اعدها لها ، وقد كان محق
لقد كانت الشطيرة لذيذة حقا ، وكانت بالفعل جائعة للغاية ..


غادرا بعدما انتهى من كوب قهوته ، وهي انتهت من تناول شطيرتها ،
حيث ظلت طوال الطريق صامتة كيلا تعطي له مجالا للحديث ،
وهو فهم ذلك واحترم رغبتها ...


توقف امام البيت ، امسكت حقيبتها ثم شكرته ، قال قبل ان تترجل :
" هل من الممكن ان تنتبهي فقط لنفسك "
التفتت اليه باستغراب بينما اضاف :
" رجاءً .."
لم تنكر ان تلك الجملة البسيطة وذلك الاهتمام الجلي في عينيه
برغم انها لا تعلم سببه قد اثر بها ، هزت رأسها :
" حسنا .. الى اللقاء "


انتظرها ، حتى رآها توقفت امام مدخل الباب حيث فتح لها رجل وامرأة مسنان يحتضناها بحب ،
ليصدر هاتفه النقال صوتا ، كانت رسالة من رئيسه يود منه القدوم ،
القى نظرة اخيرة عليها ثم غادر ....


..
..
..


" صباح الخير سيدي "
قال احد رجاله ، ثم تقدم باتجاهه حيث كان مستقرا على مكتبه ، ناوله ملفا وهو يضيف :
" لقد قمت بالبحث الذي امرتني به سيدي ، وهذا كل ما جمعته عنها .."
امسك الياس الملف ،
ثم رفع يده مشيرا للرجل امامه بالمغادرة قبل ان يفتحه ،
ثم قال عندما اقترب الرجل من الباب :
" اليس هناك أي صورة لها .."
تلعثم الرجل :
" لم .. ا كن ا علم انك تريد واحدة سيدي ..."
" حسنا لابأس ..
اخرج واغلق الباب خلفك ، ولا تسمح لاحد بالدخول .."
" اجل سيدي .."
انصرف الرجل وغرق هو في الملف الذي يحمل كل شئ عنها ...

..
..
..

مر اسبوعين ...


منذ اوصلها لعائلة لارا الذين قضت معهم اسبوعا شعرت فيه بالراحة ، الشفاء
ثم عادت الى منزلها حيث استقبلتها اسرتها بسرور .
حيث طيلة هذين الاسبوعين لم تلتقيه مجددا ...

اجتمعت بوالديها بعد رجوعها في احدى الامسيات واخبرتهم بما كان يعرفه الاب مسبقا عن مرضها ،
الِمت دانا وحزنت لمصاب ابنتها ، قالت وهي تضمها :
" اه عزيزتي .. كان عليك انه تشاركينا من قبل كي نكون بجوارك "
" اعلم امي ... لكنني لم ارد ان تقلقا .."
نظرت اليها بعتب :
" نقلق ؟ نحن والداك ايلينا .. بالطبع يجب ان نقلق اذا ما ضرت ابنتنا و ان نألم لألمها "
اجابت ايلينا بأسف :
" انتي محقة امي .... "
ثم ابتسمت بتفاؤل مضيفة :
" لكنني بخير الان ... حقا ..."
رد الاب وهو يمرر يديه على شعرها بحنو :
" هذا غاية ما نتمناه دائما حبيبتي "
لفت كلا ذراعيها حولهما تضمهما اليها قائلة :
" امي .. ابي ... انا احبكما كثيرا "
وبوعدها لهم انها ستطلعهم باستمرار على ما ستفضي به جلساتها مع الطبيب
اطمئن قلب والداها قليلا ،
حيث ما لم يستطيعا اخبارها به في تلك اللحظة كان تمنيهم
لو لم تلتحق ابدا بهذا العمل المحفوف بالمخاطر
ربما حينها لكان كل شيء على ما يرام ...


اما عنه
فلم يكد لقاءهما يمر حتى زاد اصراره في معرفتها اكثر ،
ورغبته في رؤيتها دائما اصبحت اكبر ..
ولتبعات تلك الرغبة وذلك الاصرار
اكتشف في نفسه شعورا لم يكن يعيه موجودا قبلا ،
عندما زمجرت غيرته بعنف
وهي ترسل بلا شفقة عليه ابتسامتها لأي كان ،
وهي تمشي بخفة كزهرة تتمايل في الحدائق فتميل معها رؤوس الرجال ،
عندما تتأنق في الازرق فيمتزج بلون شعرها الدامي وصفاء بشرتها النقية
مكونة صورة حية للطبيعة لم تبصره سابقا عيناه ...


..
..
..


وقفت ايلينا تحدق في الجريدة التي سحبتها من يد زميلتها في العمل
كان الياس يتصدر الصفحة الثالثة منها ،
" رجل الاعمال الشهير الياس عز الدين في طريقه نحو مشروع جديد "
قالت زميلتها :
" ما الامر ؟ "
اتجهت بنظرها نحو الصفحة المتوقفة بها ايلينا :
" انه احد اكبر رجال الاعمال في المدينة الان ، برغم صغر عمره ،
ليت جميع شباب هذه الايام مثله هكذا "
ادعت ايلينا اللامبالاة قائلة :
" حسنا ثريا ، تفضلي جريدتك ... سوف اذهب لتناول شيئا ما "


كان ينتظرها امام مركز الشرطة ،
نظر الى ساعته كانت الان تشير الثانية عشر ظهرا أي وقت استراحتها
رفع وجهه مجددا ليراها امامه تمشي بغير انتباه
حتى رأته
عقدت حاجباها بضيق ،
ثم تجاهلته تتابع طريقها
خطا يقف امامها يسد بمعاكسة عليها الطريق :
" اليس هناك مرحبا هيلين .."
بعصبية نظرت نحوه قائلة بجفاء :
" ماذا تريد ؟"
ابتسم بتعجرف :
" تناولي الغداء معي .."
اجابت ببرود :
" شكرا لك ... لا اريد "
عقد حاجباه:
" لما لا ؟!"
" لأنني لا اعرفك .. وفي الحقيقة ليس لدي فضول ابدا لان اقوم بذلك .."

قالت جملتها ثم ابتعدت عنه مغادرة حتى اوقفها مجددا :
" الا يمكنك ان تمنحي الشخص فرصة لتعرفيه حقا ،.. رجاءً .. تناولي معي كوبا من القهوة فقط "
نظرت نحوه ، كان قد اختفى غروره قليلا عما كان منذ دقائق ، قالت ببعض استسلام :
" كوب من القهوة فقط "
ثم رفعت اصبعها نحوه مهدده :
"و لا للكلام المعسول ، لا للأوامر ، ولا للملامسات "
رفع حاجباه بينما عيناه تلتمع في تسلية ، هتفت مسرعة في توتر :
" انا اقصد...حتى و ان وجدت خصلات شعري تحترق لا تلمسها .."
لاحت ابتسامته المتعجرفة على شفتيه مجددا وهو يجيب :
" اتفقنا .."


طلبوا قهوة من مقهاها المفضل الذي يقبع بجوار مركز الشرطة ، ثم فضلا احتسائها وهما يمشيان
اخذت رشفة من كوب قهوتها ثم قالت :
" لم تخبرني انك رجل اعمال مشهور "
ثبت نظراته عليها وهو يسأل :
" هل يهم الامر ؟"
اجابت سريها وهي تهز رأسها :
" لا ... لا يهم في الحقيقة ... ليس الامر كما لو اننا نعرف بعضنا ، او سنلتقي مجددا فيما بعد "
توقف يقول بنبرة رقيقة بصوته ذو البحة :
" لكنني اريد رؤيتك ... على الدوام "
متعجبة في توتر مفاجىء :
" انت صريح للغاية .."
" هل انا ؟ "
" سيد الياس ... اسمع انا .."

وقبل ان تنهي جملتها كانت قد اختطفت حقيبتها من قبل لص يمتطي دراجة نارية ،
اخرجت سلاحها بسرعة خاطفة ، وهي توقف سيارة عشوائية على الطريق
قائلة امام احتجاج صاحبها وهي تصعد :
" انا شرطية ، اعتذر لكنني اود استعارة سيارتك قليلا "
صعد الياس بجوارها وهو يصرخ فيها بغضب :
" هل انتي مجنونة ، ماذا لو كانوا عدة لصوص "
" انا شرطية ام انك نسيت .."
انطلقت بالسيارة وهي تضيف بامتعاض :
" ولا تنعتني بالمجنونة مرة اخرى .."


استطاعت بسرعة هائلة ان تلحق باللص ،
حتى حاصرته في الجوار ،
ترجلت عن السيارة سلاحها نحوه تأمره بإعطائها الحقيبة وتسليم نفسه ،
لكن اللص رفض الامر ، وقرر المقاومة بالركض ،
حيث انطلقت خلفه ...
كان ينتظر في السيارة
يشعر بالقلق عليها ، برغم علمه ان ذلك عملها
لكنها لاتزال امرأة بحق الله !!
انه يستطيع انهاء هذا الامر برمته ، لكنه ايضا لا يريد المخاطرة بكشف هويته ،
خاصة وانها قد تشك في امره ان لم ينتبه بشكل مبالغ لتصرفاته ،
هز شعره في عنف وهو يراها تبتعد
بينما عقله كان مشلولا لا يستطيع التفكير ،
ودون ان يعطيه المزيد من الوقت
انطلق خلفها ..
لا يجب ان يتركها بمفردها في كل الاحوال ..


عندما وصل كان محقا ، فقد كانوا ثلاث لصوص ،
اصغرهم كان الشاب الذي سرق الحقيبة ،
وكأنه انضم اليهم حديثا ،
كان احدهم يتقاتل مع ايلينا ،
والاثنان الآخران في انتظار التدخل ...
كان سلاحها ملقى على الارض ،
حيث التقطه الاجرأ بينهم يوجهه نحوها بيد غير ثابتة
في اللحظة التي اسقطت فيها ايلينا الذي كان يقيدها ارضا ..
تدخل حاميا لها حيث اُطلِقت الرصاصة في تلك اللحظة
لتأتي الاصابة في قدمه ..

سقطت ايلين في ذعر بجواره تاركة اللص ومن معه يلوذوا بالفرار ...


صرخت في وجهه :
" لماذا فعلت هذا ... كان من الممكن ان يكون الامر خطيرا .."
"لا بأس ... هل انت بخير "
" انا بخير ، لكن انت ..يا الهي .. ماذا سأفعل الان "
ناولها هاتفه حيث ان هاتفها كان في الحقيبة التي سرقت
اتصلت بالمستشفى لترسل لهم سيارة اسعاف ،
ثم اخذت تملي عليهم ما حدث ، وعن موقعهم ..
وكما لو ان احدهم سألها عن حالة الجرح
دون ادراك التفتت بنظرها اليه ،
وليتها لم تفعل ..
توقفت عن الكلام ، وبدأت تلك الاعراض تهاجمها ..
كلا ... يجب ان تسعفه ..
لقد اخذ الرصاصة بدلا عنها ،
لكن يداها بدأت في الارتجاف وسقط الهاتف منها ...
تنفسها بات ثقيلا ..
نظر الياس اليها في خوف قائلا :
" هيلين .. ما الامر ..هل انتي بخير ؟"
ابتعدت عنه تحاول استعادة سيطرتها ،
ولكن الامر زاد سوءا حيث
تحول المكان حولها الى دوامة سريعة الدوران ،
وتداخلت الالوان الزاهية وصارت الاصوات صراخ مدو
" هيلين ..هيلين .."
نهض الياس مسرعا يلتقطها قبل ان تسقط على الارض يناديها مجددا :
" هيلين ..."
لكنها لم تجب ... كانت قد فقدت وعيها بالفعل ..

في المستشفى تم معالجة جرحه حيث كان محظوظا لكون الاصابة لم تكن خطيرة
فكان بإمكانه التحرك ، بل والخروج ايضا ..


دخل الغرفة ..
كانت ممدة على السرير نائمة ، وجهها شاحب بينما تتصل في ذراعها ابرة المحلول ،
عاد بذاكرته فيما قرأه في ملفها
من اصابتها بخوف مرضي نتيجة تعرضها لحادث منذ فترة ليست ببعيدة ..
اعتراه الغم بينما فاضت عيناه بحب وهو ينظر اليها
مشاعر ظن انها تلاشت من داخله منذ مدة طويلة للغاية
ابعد خصلة عن جبينها ، ثم نهض طابعا قبلة صغيرة عليه ..


نهضت عل دخول الممرضة التي قالت :
" هل تشعرين انك افضل انستي .."
" اه ... انا .. اجل .. شكرا لك "
ثم لمحت بجوارها وردة سوداء قام بتشكيلها من منديل بذلته ،
بداخلها ورقة مكتوب فيها :
" اضطررت للمغادرة .. انا اعتذر ..
هيلين ... هل يمكن ان تبقي حتى تكوني بخير تماما "


قالت الممرضة :
" لقد كان قلقا للغاية حتى انه اوصاني كثيرا عليك ..."


لم تعلم انها كانت تبتسم حتى انتبهت لنظرات الممرضة
اوقفت ابتسامتها ثم نظرت نحو الوردة مجددا
وهي تتساءل مجددا
عن هذا الرجل الذي اصبح يحوم حولها بشكل مستمر مؤخرا
هل هو مهذب ام لئيم ؟ ام هو فقط مجنون ؟!


..
..
..



كان الامر اشبه بالمدينة السفلى ...
تلك التي يعيش فيها المجرمون
حيث يلتفون حول حلبة للقتال يهتفون للمنتصر فيها بقتل الاخر
لكن ..
الامر كان مختلف هنا ،
فلم تكن تلك مدينة سفلى ..
ولم يكن الجمع فيها السيئين فقط ..
ولم تكن هناك حلبة قتال ..
بل كانت محكمة ،
الخوف فيها شاهدا
والقاضي فيها وحشا
والمذنب لا احد يعرف أي تهمة كانت له ...


في منتصف ساحة كبيرة مزدحمة بالناس ،
تقدم بخطوات متمهلة في زي اسود له رداء خلفي طويل ذو قلنسوة تغطي رأسه ،
ملثم الوجه يبقي عينان مظلمتان ،
بدتا في ظل ذلك السواد المحيط به
الاكثر رعبا ..


تراجع الناس بمجرد دخوله ،
بينما رفع يده المغطاة بقفازين اسودين ،
اشار لرجل ضخم البنية ملثم الوجه ،
لا يقل رعبا عنه يطلق عليه " الافعى السوداء "
اشار الاخير لرجال اخرين تقدموا يحملون رجلا اهلكه التعذيب ،
تعالت الاصوات المتعارضة لكن لم يتحرك احد ،
ارتفع صوته مجلجلا مثيرا المزيد من الهلع :
" ماذااااا .....
الن يتدخل احد ما لانقاذه .."
لم يجب احد ، وعم الصمت :
" اليس لاحد منكم بعض الشجاعة لمواجهتي ... اليس لاحد منكم بعض خير
يطغي به على ظلامي ..!؟"
لا جواب مجددا :
" ليس هناك ؟!........... اذاً
فلتكن روح هذا الرجل المسكين مكبلة في اعناقكم .."


اخرج سلاحه ، ثم اطلق رصاصته ...
ثم اطلق رصاصة اخرى في الفضاء يغلق بها افواه الاحتجاج :
" انتهى الحكم ... ونفذ "


..
..
..


الم يشعر بالذنب يوما ، الا يؤنبه ضميره قط عندما يقتل روحا كتلك ؟؟
قبل ان يسأله احدا سؤالا كهذا ، سأله هو لنفسه مرارا وتكرارا ،
وكان جوابه في كل مرة ...
" اجل " يشعر بالذنب كل دقيقة ، كل ثانية ..
و " اجل " يؤنبه ضميره على الدوام ...


..
..
..


اتت الشرطة في الصباح ، لتجد جثة الرجل الذي قتل بالأمس ملقى
في منتصف الساحة ،
قتيل آخر يضاف لقائمة الذئب ،
وسؤال آخر يتردد في الاذهان ،
أي ذنب ارتكبه هذا الرجل ليستحق عقوبة كهذه ....


ابتعدت ايلينا عن الجثة حيث لم تستطع النظر اليها ، بينما تولى اركان مهمة فحصها
كانت تقف على مسافة ترفع رأسها نحو السماء بينما تجاهد لفتح عينيها امام الشمس ،
كانت غاضبة ، حانقة ، ولا تعلم ما يجب ان تفعل ،
كانت تظن انها تحسنت كثيرا منذ بدأت في العلاج ،
و توقفت الكوابيس عن زيارتها ،
وبزيارتها لعائلة لارا ظنت ان الامور اصبحت افضل
حتى حادثة اللص الاخيرة ... وفقدانها الوعي مجددا ،
وكان ما اخبرها به الطبيب ، ان عملها ربما قد يساعدها في تخطي حاجز خوفها من رؤية الدماء
وان مواجهة الخوف قد تساعد احيانا في التمكن من الشفاء سريعا ...
لم تبدو مقتنعة كثيرا ،
لكن بعد ما رأته للتو ،
بدأت تشعر انه مهما كانت ضعيفة بذلك المرض الوهمي
عليها ان تحارب ، هذا ما نشأت عليه .. وهذا ما ستفعله ..

اتى اركان من خلفها قائلا :
" بماذا تفكرين ؟"


كانت صامتة ، يدها امام وجهها تعبث مع اشعة الشمس التي سمحت لها
اخيرا العبور اليها بالتخلل بين اصابعها ،
في النهاية التفتت اليه ، اخرجت ربطة صغيرة جمعت بها شعرها ثم اجابت
وهي تتخطاه نحو سيارتها :
" افكر انني لن انام ، لن آكل ، لن اتنفس حتى
ان امكنني ذلك حتى يتم القبض عن المسؤول عن كل هذا .."


******
*



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 20-10-18 الساعة 10:25 AM
زمردة عابد غير متواجد حالياً  
التوقيع



مابين صخر وصخر ينبت الزهر
وما بين عسر وعسر ينبتاليسر

فسبحان من بيده الملك والامر ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.