آخر 10 مشاركات
لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أحلى وصفة لإعداد صينية جلاش ملفوف بالفول السوداني بالتفصيل (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          310 - هبة من السماء - بات جيل - م.د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          316 - الشك القاتل - ليندا بيوتشستر - م.د** (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-19, 11:24 PM   #141

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meroo alhoary مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفقة في روايتك الجديدة ودمتي مبدعة
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تسلمي لي يا رب
و شكرا لدعمك و مرورك❤❤❤❤




Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 27-01-19, 11:40 PM   #142

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أنا أسفة جدااا جداااا على التأخير
ثانياً فضفضة صغيرة قبل الفصل تحملوني 🙈
بالنسبة لأني مش متواجدة كتير أو التأخير في الرد على التعليقات أو الرسائل بتمنى ما حد يفهمني غلط على انه تجاهل أو تكبر
و الله في العادة ما بيكون فيه وقت كافي أو النت عندي زفت ههههه و ده الطبيعي
و مش هنا ع المنتدى بس لو حد دخل حسابي على الوات أو الفيس هيلاقي نفس الوضع فهي مش مقصودة و الله

نقطة كمان.. هي إجابة عن سؤال ورد لي من إحدى القارئات و هو هل المزرعة مكان حقيقي؟
طبعا مكان حقيقي... زرتها مرة من فترة بس كل جزء فيها كان ساحر و مقارب للوصف
😌اسفة رغيت كتير.. اترككم مع الفصل و بتمنى يعجبكم ❤ ❤ ❤

***************

ًٍ
طرق غاضب على زجاج غرفة التسجيل انتزعه من أفكاره ليعيده إلى أرض الواقع .
انها المرة الثالثة التي يسقط فيها أسيراً لشروده حول ما حدث بينه و بين شهد .

و ليت الأمر توقف عند هذا الحد فقد ارتكب الكثير من الأخطاء التي واصل مهندس الصوت تصحيحها له خلال مدة تسجيل الحلقة إلى أن فاض الكيل به .

التمس كرم انزعاجه البين و عصبيته المفرطة و هو يتحدث إليهxمن خلف زجاج غرفة التسجيل بكلام حانق لم يتبينه بفعل الغرفة المعزولة .

و كم كان كرم مستعداً لجعله ضحية يفرغ عليها كل طاقته السلبية فهذا الغاضب في مواجهته كان الشخص الأمثل لذلك .

و ربما قرأ المخرج ما يدور في عقل كرم حين رأه ينهض بغضب و هو يهم بالخروج حتى يفتعل شجار مع ذاك الأحمق الاخر بجواره ... لذا سارع بإنقاذ الموقف بحنكة حين أشار لكلاهما بالتوقف عن العمل لمدة قصيرة .

ثم بادر بصرف مهندس الصوت قبل أن يقتحم غرفة التسجيل .

دلف الرجل الأكبر سنا إلى الداخل و جلس في مواجهة كرم بصمت متفحصا إياه لبعض من الوقت و لكن صمته كان أبلغ من الكلام ... و كان كرم على دراية بمعنى ذلك و لكنه لم يملك أن يسوق له حجة مناسبة .

حافظ على صمته هو الأخر و لم يصدر عنه سوى تنفس عميق حاول أن يطفئ به نيران الغضب المتأججة في صدره ... فهو مدرك جيداً أنه مذنب و لا يحق له الشكوى أو لوم الآخرين على أخطاءه حين سمح لمشاكله الشخصية بالتأثير على عمله فقد كان في طريقه لفقدان السيطرة ما لم ينقذه من عواقب افعاله.

تنهد الرجل بيأس حين علم أن كرم لن يفضي إليه بشيء من تلقاء نفسه ما لم يسأل هو لذا بدأ حديثه بسؤال بديهي و بلهجته الهادئة قال :

" كرم.. ماذا يحدث معك؟.. لم اعهدك فاقد للسيطرة إلى هذا الحد "

و لكن كرم بدا بعيداً جداً غارقاً بأفكاره و مشاكله و ليس ذاك الشخص المرح الذي يستطيع قراءة أفكاره مثل كتاب مفتوح .

لذا واصل الرجل ضغطه ليصل إلى مكامن الالم :

" هل يتعلق الأمر بشهد؟"

أخيرا حصل منه على رد فعل .. فعندما رفع كرم رأسه كان وجهه مكفهرا و عيناه نمت عن نظرات نارية انبأته بأنه أصاب الهدف ... ربما دون قصد .. و لكن تاريخ ما يحدث بينه و بين شهد ليس خافيا عليه.

ربما لو كان رجلاً غيره سأل كرم نفس السؤال لكان رد فعله أعنف .. و لكن هذا الرجل في مواجهته ( الأستاذ شاكر) كما اعتاد الجميع أن يناديه ... كان بمثابة الأب الروحي الذي تكفل به بعد موت والديه بسبب صلة قرابة تربطهما .

كما أنه كان بمثابة القدوة في سنواته الأولى و الذي دفعه لإختيار مجال عمله الحالي فقد كان المعلم الذي أخذ بيده إلى عالم الإذاعة .

لذا كان اهتمامه و قلقله لما يحدث معه أمر مشروع للغاية .

تنهد كرم بعمق و قد خفتت حدة غضبه و ارخى رأسه إلى ظهر مقعده مغمضا عيناه لوهلة و هو يبحث عن إجابة مقبولة لطبيعة ما حدث بينه هو و شهد .

ثم عاد ينظر إليه قائلا :

" نعم.. لقد تشاجرنا صباحاً "

" و ما الجديد؟"

التساؤل المتهكم الذي نم عن العجوز أثار حنقه و ضيقه... و انعكس ذلك على نبرته حين اعطاه إجابة لسؤاله بحده:

" الجديد أن هذا الشجار قد يكون الأخير ...x و خاصة بعدما أصبح انعدام الثقة و الشك يسيطر على تفكير شهد ... تستطيع أن تعتبر أن ما حدث اليوم كان بمثابة المسمار الأخير في نعش زواجنا "

بدت الدهشة على وجه الرجل و في سؤاله كذلك حيث هتف بعدم تصديق :

" هل أنت جاد؟"

" نعم"

قال كرم باقتضاب... و هو يحول نظراته بعيداً عن عيناه الخبيرتانx ... فقد بدا و كأنه يبحث عن أسبابه الخفية التي لا يعلم هو نفسه بوجودها .

" و لما الآن تحديداً؟ "

تساءل العجوز ثم توقف قليلا قبل أن يستطرد بحذر :

" هل.. هل هناك امرأة أخرى؟!! "

ضحك كرم بسخرية .. و لم يعطه إجابة شافية بل قال بغموض :

" ما رأيك أنت؟ هل هناك امرأة أخرى؟"

التمس شاكر السخرية في حديث كرم و لكنه لم يعلق ... بل واصل بنفس الهدوء و الوقار البادي على ملامحه :

" لطالما تحمل هذا الزواج الكثير من النكبات على مدار سنوات و لكن و لا مرة خلال هذا الوقت صرحت برغبتك في الانفصال عن شهد .. إذن ما الجديد؟ "

جاء رد كرم محملاً بالمرارة :

" ربما لأنني رجل أحمق كنت أحاول عبثا إعادة الحياة إلى كيان مات منذ زمن ... حاولت أن أقنع نفسي أننا لم نتغير و ان ما بيننا راسخ كما هو .. أنني الرجل ذاته الذي وقع في الحب رأسا على عقب دون مراعاة للعواقب ... و ان شهد هي نفس الفتاه الحالمة التي تزوجتها .
و لكن الحقيقة المرة ان كلانا تغير ..و ان ما بيننا كان ينهار شيئا فشيء دون أن نشعر إلى أن وصلنا لهذه النقطة .. اتفهمني؟ "

هز شاكر رأسه موافقا ... ثم أردف :

" بالطبع .. و لكن كان عليك أن تؤمن بأن لا شيء يبقى على حاله و أن التغيير شيء جوهري في العلاقة ما بين أي شخصين ..
فأنت لست نفس الشاب الصغير الذي تجاوز العشرين بسنوات قليلة بل أصبحت رجل في السادسة و الثلاثين يملك مستقبل واعد و مهنة لامعة "

سكت لبرهة قبل أن يقول الكلام الذي يدرك جيداً أنه سوف يثير ضيق كرم .. ليتبع بحذر :

" اما على الجانب الآخر... و دعنا هنا ننظر إلى الأمر من زاوية شهد ... لقد انغمست حتى رأسها مع الأطفال و مشاكلهم حتى أصبحت ما هي عليه الآن .. و لكن هل تعتقد أن هذا ما ارادته؟.

أليس من الممكن أنها أرادت أن تتذوق لذة النجاح التي اختبرتها أنت؟.. أنها أرادت مثلاً أن تكون امرأة ناجحة تناسب تطلعاتك "

قاطعه كرم بهتاف مستنكر :

" هل تخبرني بطريقة غير مباشرة أنني رجل أناني قتلت طموحاتها ... تعرف جيداً أن هذه تهمة باطلة "

ربما يجد البعض أنه من السهل أن يدين امرأة لفشل العلاقة بينها و بين زوجها و ربما أعطت شهد الجميع الانطباع بأنها امرأة حمقاء لا تفعل شيء سوى الصراخ في وجه كرم و رميه بتهم من قبيل الخيانة و خلافه و لكنه يدرك دوافعها .

و هي بالفعل حمقاء و لكن لأنها اختارت الوسيلة الخطأ في التعبير عن احتجاجها .

فهو واثق من أنها الشخص الأكثر تمسكاً بهذا الزواج .

رغم أنه لا يستحسن ما تفعله و لا يعفيها من الذنب و لكن كرم أيضا كان يتحمل الجانب الأكبر من الخطأ دون أن يدري .

هز شاكر رأسه يأساً من غباءه.. فهو حتى هذه اللحظة لا يفهم الفكرة التي يحاول توصيلها له .. متشبثا بعجرفته و نظرته الغريبة في تحليل الأمور.

قال شاكر بحدة تعجب لها كرم الذي لم يسبق له أن رأه على مثل هذه الحالة الغاضبة :

" لم أقل أبداً أنك أناني و لكن هل فكرت في نظرة شهد إلى نفسها و أنها من الممكن أن تعقد مقارنة بين ما أنت عليه الآن و ما أصبحت هي عليه ... حينها ستجد أن المقارنة خاسرة ... لصالحك "

تغضن جبين كرم و بانت امارات الانزعاج على وجهه و هو يوازن حديث شاكر في ذهنه ... فلم يتوقع يوما أن يقف ضده فيx موقف المدافع عن شهد .

و لكنه اعترف على مضض أن ما يقوله قد يحمل جانب كبير من الصحة .
الغريب في الأمر أنه لم يسبق له التفكير من هذه الزاوية .

و لكن كان بداخله رفض يتصاعد ضد ذاك المنطق الذي يتحدث به شاكر .

فلما قد تنزعج شهد من نجاحه ؟ و ما الذي قد يدفعها إلى عقد مثل هذه المقارنات من الأساس ؟
أليس نجاحهما واحد!! .. الا يحقق كل تقدم له في عمله مكسب جديد لها ! .

ان يكون ذلك الرجل الذي تفخر به ... ان تثبت لجميع من عارض ارتباطها به منذ البداية انه كان مخطئاً... فها هو رجل تتمنى أي امرأة أن تتواجد إلى جواره .

الا يرضي اختياره لها وحدها دون غيرها كبريائها و غرورها الانثوي الجريح بدلاً من تلك الحساسية المبالغ بها تجاه عمله؟.

و كأن الرجل العجوز كان يقرأ أفكاره.. ليرد على سؤاله الذي لم يطرحه :

" بعد تواصل مسلسل تنازلات شهد لأجلك أنت و الأطفال... من الطبيعي أن تعتبر أنك المكسب الأخير لها .. ليس نجاحك ما تطلبه ... بل أنت بكل عيوبك .
لذلك هي خائفة من أن تخسرك لصالح امرأة أخرى قد تكون مناسبة لك.
و بالطبع أنت لم تتوانى في تنمية هذا الهاجس لديها بما تفعله "

تصلب جسده بصدمة ما اكتشفه... و كأنما عجز عن التنفس و احتبس الهواء بصدره.

الان فقط شعر بالسوء ... بمدى غباءه و تعنته في الحكم على تصرفاتها ... بعدم احتوائه لها و تجاهله الدائم لمشاعرها .

هذا ما كانت شهد تحاول أن توصله له و لكنه بغرور منقطع النظير كان يستمتع بالأمر متغافلا عن قلة ثقتها في نفسها.

ربما كان هو المخطئ منذ البداية؟... و لكن... و لكنها تشاركه في الذنب.

" يا الله .. كيف كنت غبياً إلى هذا الحد؟... كيف كنت أعيش معها كل هذه السنوات دون أن أفهمها ؟!!"

هتف كرم بشرود مستدعيا ابتسامة واهنة إلى شفتي العجوز .

و أخيراً جعله يفهم ما كان غائباً عنه .. و لكن يتبقى اخر شيء ليتخلص من الأمر برمته فقد سأم من مشاكل هذين الغبيين.

لذا قال بمكر و هو يتتبع كل حركة من حركات كرم الذي لا زال مذهولا بحقيقة ما اكتشفه :

" السؤال الأمثل الذي يجب أن تسأله لنفسك الآن هو ... هل مات ما بينكما من حب بالفعل ؟.. هل توقفت عن حبها ؟ "

" لا أدري "

قال ذلك بلا مبالاة و لكن في قرارة نفسه كان يعلم الجواب جيدا ... كان يعلم أنه كاذب و ان الكبرياء اللعين هو ما يحول دون اعترافه أنه لا زال يحبها .

الا ان شاكر لم يكن ليتركه في دوامة الضياع هذه قبل ان ينتزع منه اعتراف بالحب .. لذا واصل ضغطه عليه :

"انت تُلمح إلى انفصال وشيك ... و لكنك يجب أن تقرر هل أنت مستعد للابتعاد و بدأ حياتك مع امرأة غيرها؟... هل أنت مستعد لترك مكانك إلى رجل آخر؟.. كما تعـ"

ثورة كرم كانت عارمة و هو يقاطعه :

" ما هذا الذي تقوله؟.. أي آخر هذا الذي تتحدث عنه؟ ... مستحيل أن تكون شهد لأخر.. مستحيل أن... "

لم يكمل جملته حين انتبه إلى أي زاوية جره ذلك العجوز و لكن بريق الغضب الوحشي الممتزج بالجنونxالذي توهج بين مقلتيه و الذي يعرفه هو جيداً جعله يدرك أنه إلتمس موضع جديد للألم و لكن هذه المرة كان عن قصد .

و لكنه لم يراعي الاحتراق الداخلي الذي كان يعانيه كرم بل استطرد :

" أقصد بالطبع في حالة تصميمك على الإنفصال بصورة نهائية ... أليس هذا ما أشرت إليه منذ قليل؟ "

ربما احترامه للرجل الذي يعده بمثابة والد له هو ما منعه من توجيه لكمة إلى فكه ليمنعه من مواصلة الحديث في هذا الموضوع الشائك .

شهد تصبح لرجل آخر؟.. الفكرة وحدها أثارت جنونه .

جعلت شيء ينتفض بداخله يعلن الحرب على برودة أعصابه الذي حاول اتخاذها مسلك لمعالجة ما بينهما و هو يواصل اقناع نفسه أنه بذلك يجنبها ويلات غضبه .

قال كرم بعزم و هو يهم بالخروج حانقا :

" لن يكون هناك أي حديث عن الانفصال بعد الآن.. اعتبرها أزمة جديدة و سوف تمر مثل سابقاتها... لقد عجزت عن التملص من السفر لهذا المؤتمر اللعين .. و لولا ذلك لعدت إلى المزرعة و حسمت الأمر مع شهد ولكن للأسف لدى طائرة لألحق بها بعد قليل "

بدت جملته و كأنها نوع من التحفيز الذاتي أكثر من كونها مجرد جملة موجهة إلى العجوز الذي دفعه لحافة الغضب مستفزاً كل خلية فيه ... ليفرغ عقله من كل أفكاره الحمقاء و يزرع مكانها أفكار جديدة عليه .

و لكن العجوز عاد يستوقفه قائلا :

" نصيحة أخيرة من رجل عجوز و لك أن تتقبلها أو ترفضها .. الأمر عائد لك"

تنهد كرم بتأفف و هو يعاود الجلوس في مواجهته بصمت مشحون بالغضب .

التقت نظراتهما قبل أن يبدأ العجوز بصوته الرزين :

" يجب أن تعيد التوازن إلى حياتك يا كرم ... لا تدع العمل يسرقك من الأشياء الأكثر أهمية في حياتك "

ابتسم كرم بسخرية قبل أن يتبع بغضب بارد :

" و ما الحل من وجهة نظرك ؟ هل علي أن أترك العمل و اضحي بكل ما وصلت له في سبيل أن أبقى إلى جوار شهد في المنزل؟ "

" بالطبع لا... و لكن توقف عن سياسة مسك العصا من المنتصف.. يجب أن توازن بين مجدك الشخصي و انغماسك في ذلك الوسط و بين حماية أسرتك من تأثير كل هذا عليهم... ليس شهد وحدها بل و أطفالك أيضا.
أدرك أن الأمر قد يبدو مغريا و خاصة مع تلك الهالة من البريق التي تحيطك بافتراض أنك رجل جذاب و له حضوره المميز و لكن لكل شيء عواقبهx "

و هكذا انصرف كرم و عقله و قلبه اسيران لتشتت كان أعمق و أكبر من أي وقت مضى .

و الفضل كان لخوفه ... الخوف من فقدان شهد.. الخوف من فقدان ذرة الحب الباقية بينهما ... الخوف الذي احياه بداخله العجوز الماكر و أعطاه بعدا جديداً نابضاً بالالن .

لم يكن مجرد اعتياد كما دأب على تحليله بل هو بقايا من حب تأبى أن تدع الأمور بينهما تصل إلى نهاية ... لذا هو يعترف انه الخوف.

انه ذلك الشعور البغيض القادر على دفعك لفعل و قول أشياء قد لا تتخيلها ... إنه ذلك النوع من الخوف القادر على دفعك إلى الجنون .

و رغم الاهانة التي التمسها في حديث شهد التمس لها العذر و خاصة بعدما أدرك بعض من دوافعها .

و هذا ما جعله على استعداد أن ينسى كل ما حدث و يعود إلى ساحة القتال بينهما.

لتجديد معاركهما التي اعتادا عليها منذ الأزل ... و انتظاراً لجولة جديدة لا يعلم من سيكون الفائز بها .

***************

كان يشاطر كرم في أفكاره حول ذات الخوفx ... شهد .

تلك التي كانت غارقة في دوامة من الصدمة .

لقد اعتقدت أنها فعلت كل شيء حتى تحافظ عليه ... كي لا يأتي اليوم الذي يتركها فيه .

حتى أصبح ذلك الأمر هاجس يطاردها في صحوها و نومها مدعوماً بإنعدام الثقة في النفس .

و لكن المؤلم بحق أنها اكتشفت أن طريقتها في معالجة مشاكلهما كانت غبية .. و أنها بحماقة أفعالها دفعته للهروب .. و تلك المرة كما يبدو إلى غير رجعة .

اقتحمت صفاء عليها غرفتها بعدما رأت انصراف كرم الغاضب .

و كان في نظرتها ما هي في غنى عن سماعها تقوله و لكنها لم ترحمها .. بل قالت باتهامx :

" شهد ... ماذا حدث بينك وبين كرم ؟ ماذا قلتِ له حتى انصرف غاضباً بهذا الشكل؟"

وضعت شهد كفيها على اذنيها لا تريد سماع المزيد من كلمات صفاء التي تنخر في عقلها بلا رحمة ... لا تريد أن تسمع أحدهم يخبرها بمدى فشلها ليس فقط في دورها كزوجة بل كأُم أيضا .

هذا ما دأبت والدتها و صفاء على غرسه فيها .. هذا ما اوصله لها كرم في كل لحظة تعامل مع مشاعرها نحوه بلا مبالاة.

يكفي ما تعانيه .. فليتركها الجميع بسلام لتفكر فيما هي مقدمة عليه .

صرخت و هي تود لو تصم أذنيها عن حديث صفاء :

" كفى ... اصمتِ .. لا أريد سماع المزيد منك "

بدت امنيتها مستحيلة مع إصرار صفاء على مواصلة حديثها السام الذي كان يخترق ثنايا عقلها بصعوبة ليصل إليها و كأنه من قادم من وادٍ سحيق :

" لن اصمت.. إنها مرارة الحقيقة و يجب أن تتجرعيها ..."

توقفت عن الحديث مليا تلتقط أنفاسها بلهاث و هي تحدج شهد بنظرات ملتهبة ثم واصلت :

" ألا تدركين أن الوقت قد حان للتعامل بحكمة أكبر مع كرم .. كثرة الشجار و التصرفات الجنونية التي تنم عنك مع أي مشكلة تلحق بكِ كلها أشياء تدينك .. تجعلك قدوة سيئة لأطفالك"

لم تعد تحتمل المزيد .. كثرة الضغط تولد الانفجار.. و هي قد وصلت إلى الحافة .

لا مزيد ... لا مزيد من الاتهامات بالفشل .. لا مزيد من اللا مبالاة بمشاعرها .

لا مزيد من الاستسلام لعجزها و سلبيتها .

انتزعت حقيبة يدها و كانت في طريقها للخروجxحينما استوقفتها صفاء الذي هتفت بسؤال بديهي :

" إلى أين ستذهبين الآن؟"

لم تعرها شهد أي أهمية و هي تندفع لتخرج من الغرفة لا تعبأ بشيء سوى تنفيذ الحل الذي اهتدت إليه.

تشبثت بها صفاء هاتفة :

" لا تخبريني أنك سوف تلحقين به الان... لأن هذا التصرف سوف يكون الأكثر جنونا من بين كل تصرفاتك الحمقاء"

لانت ملامحها حين رأت وجه شهد الذي يسكنه الألم و عيناها التي تحبس الدموع مهددة بفيضان قريب .

فقالت بنبرة أرق و هي تجذبها إلى الداخل مرة أخرى مربته على ظهرها بحنان :

" دعي لنفسك مساحة للتفكير و اترك لكرم بعض الوقت حتى يهدأ قليلاً و حينها تحدث معه بعقلانية عما تريدينه "

ما تقوله صفاء كان الحل الأمثل و لكنها أرادت أن تلحق به.

لتخبره أن تهديده لها بالانفصال لم يعد يعني لها شيء بعد الآن... و أنها ببساطة تعبت و سأمت من انتظاره .

لتخبره أن هذا الانفصال سوف يتم بناء على رغبتها هيx .

ربما لأنها أرادت أن ترى وجهه حين تفعل .. يأسها يدفعها لكي تختبر ردة فعلهx ... فهل سيغضب و يثور و يتمسك بها بطريقة ترضي كرامتها المجروحة أم سيطلق سراحها بسهولة؟.

لم تجد مفر من الانصياع لما امرتها به صفاء و عادت إلى غرفتها باستسلام بائس و شعور بأطنان من البؤس تجثم فوق أنفاسها تجرها لمزيد من الضعف و التيه.

هذه المرة تخلت عن أي اقنعة تحملها فوق وجهها لتظهر تلك الطفلة الصغيرة التي تشعر بالضياع و التي انهارت في نوبة من البكاء بين ذراعي صفاء... و صوتها كان مهزوزا مشبع بضعفها و هي تقول :

" أنا خائفة.. خائفة أن تكون تلك النهاية.. و لا أعرف ما الحل "

حاولت صفاء أن تواسيها بشتى الطرق و قلبها ينبض بالحزن على حالها .

جاء انهيار شهد متأخراً ربما لأنها لم تدرك حجم الورطة التي تعيشها سوى الآن .. وتفهمتها صفاء بصبر وهى تدعو أن يصلح الله أحوالها مع كرم .

تفاجأت صفاء حين رأت أسامة الذي كان يراقب كل ما يحدث بقلب ملتاع.. و أعين تلتمع بداخلها دموع ابية أدرك بفطرته الوليدة بكونه على أعتاب الرجولة أنه يجب عليه أن يحبسها .

و حينها أدركت أن ما كانت تخشاه قد حدث.
كان مبعث خوفها هو أن يكره هذا الصغير كرم بسبب شهد .. فليس خافيا على أحد تعلق الصبي الشديد بأمه .. إضافة إلى الجفاء و التمرد الذي يتعامل بهما مع والده .

اشفقت كذلك على صورة شهد من أن تهتز في أعين ولدها .. فلا يصح أن يراها غارقة في موجة جديدة من انعدام السيطرة على الذات و الانهيار المثير للشفقة .

يكفي الضرر الذي سببته معارك والديه من أثر سلبي على نفسيته هو و توأمته .

فلم تكن مشاكستهم و مقالبهم سوى نوع من لفت الانتباه إليهما ... ليحوزا على اهتمام كرم و شهد.

تماسكت صفاء و اقتربت من أسامة تدفعه خارجاً و هي تقول بحزم تخفي خلفه حزنها :
" هيا إلى الخارج"

حاول الاحتجاج و هو يسترق نظرة من فوق كتفها إلى شهد المنهارة.. و قد توهجت نظرة شرسة داخل مقلتيه جعلته شبيها أكثر بكرم و هو يقول بحقد :

" و لكن أمي.. ما بها!.. لقد سمعت صوتهما المرتفع.. هل أذاها بحديثه؟"

تصلبت صفاء مكانها لما قاله و سمحت للضعف بالسيطرة عليها لوهلة و خاصة بعد الغل الذي التمسته في نبرته و طريقة حديثه عن والده بضمير الغائب و كأنه يترفع عن التلفظ بكلمة أبي .

و بصعوبة لملمت شتات نفسها و تظاهرت بالقوة و الصرامة لتدفعه خارجاً :

" قلت إلى الخارج .. لا شأن لك بحديث الكبار.. أما عن والدتك فهي متعبة قليلاً... فلنتركها لتحصل على قسط صغير من الراحة.. حسناً ؟ "

" أنا لست أحمق لأصدق ما تقولينه.. كما أنني لم أعد صغيراًx "

توقف عن الحديث حين رأى العبوس يعلو وجه صفاء.. و نفخ بضيق و هو يتركها و يندفع خارجا .

ما قاله لم يكن مخالف للحقيقة .. لقد كبر و بات قادر على تمييز ما يدور بين والديه ... و اشفقت عليه صفاء من ذلك

أرادت أن تمحي بعض من الوجوم البادي على وجهه و تشغل عقله بعيداً عن التفكير فيما جرى .

لذا نادته قبل أن يبتعد قائلة بنبرة حانية :

" أسامة.. انتظر قليلاً احتاج منك أن تؤديx خدمة صغيرة لأجلي "

توقف على مضض و استدار ليسمع ما ستقوله بنفاذ صبر ... فتابعت :

" بني تدرك أن تلك الفتاه الغريبة تلح على والدتك حتى تصحبها في جولة حول المزرعة منذ أن أتت ... و كانت قد وعدتها أن تصحبها اليوم "

رأت معالم الاهتمام تتشكل على ملامحه الفتية و هو يستمع لها مما شجعها على الاسترسال مع ابتسامة واهنة :

" و لكن كما ترى والدتك مرهقة..و أنا أيضا لا طاقة لي لمثل هذه الجولات... لهذا سوف اطلب منك أن تقوم بهذه المهمة .. فهل يمكنك أن تنوب عني و عن والدتك ؟ "

صمتت بترقب تنتظر رد فعله و قد بدا في تفكير عميق و كأنه يبحث عن حجة مناسبة للتملص من هذه المهمة الثقيلة و لكنه قال أخيرا باستسلامx :

" حسنا .. يمكنك الاعتماد علي "

عادت الابتسامة لتتشكل على وجه صفاء و هي تربت على كتفه بمداهنة .. ثم قالت :

" بارك الله فيك يا رجلي الصغير.. و الآن دعنا نستدعي هذه الكارثة"

ثم مالت على أذنه و كأنها ستخبره بسر.. لتقول بهمس و هي تتلفت يمينا و يسارا :

" لا تخبرها أنني قلت عنها ذلك .. لن اسلم من لسانها السليط لو علمت "

ابتسم أسامة بتسلية و هو يتذكر مشاكسات فريدة مع صفاء و التي كانت بلا حصر على مدار أسبوعين .

لقد نافسته هو و أسيل في هذا المجال و كأنها طفلة لا تكف عن افتعال الكوارث .

الوحيد الذي نجا من مشاكساتها هو خاله محمود فهو بمثابة خط أحمر لا يستطيع أحدهم تجاوزه أو حتى المساس به .. بذلك الوجه العبوس و تقطيبة جبينه و صمته الغامض الذي يثير الرهبة في النفوس .

و هو لا يلومها في هذا الجانب.. فهو ذات نفسه يخشاه .


***************


قاطع سيل أفكارها السيارة التي ظهرت أمامها من العدمx و على بعد عدة بوصات قليلة بما لا يدع مجال للشك في أنها سترتطم بها بين لحظة و أخرى.

على الجانب الأخر كان الرجل الجالس خلف مقود سيارته يتحدث على الهاتف مستغلا حقيقة أن الطريق مقفر وخالي من أي ملامح للحياة ... غافلاً عن ابتهال التي أغمضت عيناها بيأس و هي تستسلم للمحتوم الذي و لا ريب لن تنجو منه .

و لكنه رفع نظره للطريق فجأة لتتوسع حدقتيه بذعر حين رأى الفتاة التي كادت سيارته أن تدهسها .

و في اللحظة الأخيرة تحكم في عجلة القيادة ليصدر عن احتكاك العجلات بالرصيفx صوت زئير حاد... قبل أن تلتف حول نفسها و لكن ابتهال لم تكن محظوظة بالقدر الكافي ... لتصطدم دراجتها بمؤخرة السيارة و تطيح بها أرضا بقوة .

بينما الرجل بداخل السيارة توقف للحظة يلتقط أنفاسه الهاربة بتسارع حاد ..محاولا تهدئة خفقان قلبه الذي كاد يقفز خارج صدره ... قبل أن تمتد أنامله المرتعشة لتفتح باب السيارة ليترجل منها .

وقف يتطلع بنظرات مذعورة نحو ابتهال المتكومة أرضا على جانب الطريق بعيداً عن دراجتها ببضعة أمتار و لا يصدر عنها أي حركة تدل على أنها لا زالت على قيد الحياة .

تحرك بتوتر مقتربا منها و مال بجذعه يتغحصها لوهلة.. ثم هب واقفا ليركب سيارته و ينطلق بها و كأن الأشباح تطارده.
ظن أنها فارقت الحياة و آثر أن يهرب قبل أن ينتبه إليه أحدهم.

بينما عمر كان يسير بلا هدف يخوض في الطريق الغير معبد الذي يلتف حول المزرعة حين قرر أن يستخدم الطريق الممهد الذي يخترق الأراضي فهو أقصر و أسهل .

و لكنه وقف مكانه فجأة حين رأى ما حدث .

تلك السيارة السوداء التي صدمت شخص ما قبل أن تهرب .

تدفق الادرينالين لأوردته بعد تصلبه بصدمة لدقائق ... لتشتعل بداخله فورة من الغضب و الثورة دفعته ليهرول سريعا بإتجاه السيارة الهاربة ... و لكن بلا جدوى .

ركل عمر الهواء بغضب و هو يحاول التقاط بعض من أرقام السيارة و هتف و هو يطحن ضروسه حنقا :

" الحقير "

تذكر الجسد المستلقي أرضا بلا حركة.. فعاد ادراجه ليدنو منه بحذر و توتر .

أما عن ابتهال فلم تشعر بشيء لدقائق طويلة و لبثت مكانها بلا حراك تلتقط انفاسها بصعوبة لا تصدق أنها لا تزال على قيد الحياة .

بدأ الشعور يعود إليها تدريجياً ... فشعرتx بجسدها الذي يئن وجعاً إثر تلك السقطةx القوية .. و عاد إدراكها لما حولها .. فتراقصت السماء الزرقاء برحابتها أمام نظراتها المشوشة حين استلقت على ظهرها .

سارعت بتغطية وجهها بذراعها السليم حين داعب شعاع متوهج من الشمس التي ظهرت على استحياء عيناها .

التقطت اذنها صوت خطوات تقترب بسرعة لتتجاوزها في محاولة لمطاردة السيارة الهاربة ... اعقبها صوت رجالي خشن يهتف بسبة وقحة خص بها سائق السيارة .

و بعد برهة عادت الخطوات لتقترب منها بحذر ... و هذا كان المحفز لها لتنهض من رقادها رغم ما تشعر به من دوار .

فقامت تعدل من وضع ملابسها بحركات عشوائية متخبطة ... و امتدت اناملها سريعا تتحسس الوشاح حول رأسها لتتأكد من أنه لم يتحرك من مكانه .

في تلك اللحظة كان عمر قد وصل إليها ليقف مكانه بصدمة حين تعرف عليها .

و لم يستطع السيطرة على ذاته ليهتف بها بعدم تصديق :

" أنتِ ؟!!"

نظرت ابتهال بتشوش نحو الرجل صاحب القامة المديدة الذي وقف يطالعها بدهشة .. و لم يبدو على ملامحها ما يدل على أنها رأته سابقاً .

فكيف بها أن تنسى صاحب ذاك الوجه؟.

ببشرته ذات السمرة المحببة و التي لفحتها أشعة الشمس و صهرتها الحياة الخشنة في المزرعة لتبدو مناسبة جدا له .. و خصلاته البنية الغير مشذبة و التي طالت حتى حدود أذنيه لتعطيه مظهر عابث .

و كذلك لحيته النامية حديثا و حاجبيه الكثين يظللان عيون داكنة لم تميز لونهما الصريح و كل هذا كان مضاف إلى جسد ضخم حجب عنها أشعة الشمس.

لم تحتمل أعصابه هذا الصمت من جانبها و هو يراها تتطلع إليه بحيرة جمة ... فهدر في وجهها بعنف أخطأت هي في تفسير أسبابه :

" هل ستستمرين في النظر إلى طويلا؟!"

ازدادت معالم الحيرة على وجه ابتهال .. و حافظت على صمتها و هي تتطلع إليه بنفس التعبير المبهم.. فعاد يهتف بغيظ :

" لا.. لن تخبريني الان أنك فقدتِ الذاكرة؟ .. أليس كذلك؟ "

" الثرثار؟ "

تمتمت بصوت خفيض تملئه الدهشة ..

(يا الله .. كيف نسيت هذا الثرثار) .. هذا ما كانت تفكر به ابتهال حين تذكرته .

و تعجبت من نفسها كيف لم تتعرف عليه منذ الوهلة الأولى .. و لكنها ارجعت ذلك إلى السقطة التي تسبب لها في التشوش .
نعم ... بالقطع هذا هو السبب.. و ليس لأنها تراه وسيم مثلاً ... فما الذي قد يدعوها للتحديق في وجهه بمثل هذه الطريقة السافرة كما فعلت قبل قليل حتى كادت أن تتغزل به بصوت مسموع .

( لقد فقدتِ عقلك حتما يا ابتهال )

هتفت بداخلها بغيظ وقد تلون وجهها بحمرة الخجل حين وصلت بأفكارها إلى هذه النقطة و بالأخص حين انتبهت إلى حقيقة أنها لا زالت تحدق في وجهه بشرود .. فأخفضت وجهها سريعاً وهي تشعر بالحرج منه و همست من بين أسنانها :

" حمقاء "

لم تنتبه إلى أن همسها كان مسموع إلا حينما شعرت به ينحني مقتربا منها بوجهه ليتفحصها .. و حين وجدها بخير نظر إليها نظرة غامضة قبل أن يقول بسخرية :

" رائع ... تُرى هل توصلتِ إلى هذه الحقيقة وحدك ... أم أخبرك أحدهم بها ؟"

رفعت رأسها لتنظر إليه و تساءلت بعدم فهم :

" أي حقيقة؟ "

انفجر غيظه و غضبه دفعة واحدة و بنظرة يملؤها الشر عاد يصيح بصوت مرتفعx :

" حقيقة أنك حمقاء.. فأنت مصرة على إيذاء نفسك بطريقة أو بأخرى... و لكن ما يحيرني هو كيف سمح محمود لكِ بالعودة إلى العمل و أنت تعانين من الإصابة"

قال ذلك و هو ينظر إلى الجبيرة حول رسغها .

ثم مد يده ليساعدها على النهوض .. فدفعتها بعيداً بغضب ... لتنهض بصعوبة .. ثم وقفت في مواجهته تترنح تحت تأثير الدوار الذي تشعر به .. و جاءت نبرتها مهزوزة و هي تقارعه بغضب مماثل :

" لا شأن لك بي .. كما أنني لا أعمل لدى محمود.. فكف عن اقحامه في الحديث"

رفع عمر حاجبيه مندهشا لما صرحت به .. و لكنه شك في كونها تكذب لإغاظته .

راقبها عمر و هي تقاوم الدوار و تحاول الوقوف باستقامة .
كانت أفكاره متركزة حول سؤال واحد... كيف نسى وجودها طوال المدة السابقة؟ .
لا ينكر أنه سأل عنها ذات مرة بصورة عارضة حينما عاد من زيارته الليلية .. و حين عرف بأمر إصابتها طرحها من أفكاره بصورة نهائية ظناً منه أن محمود صرفها من العمل لديه .

كان منشغلا فيما حدث معه عن محاولة تتبع مصير تلك الغريبة و لكن حين رأها قبل قليل لم يستطع السيطرة على دهشته و شعور أخر غامض لم يفسره .

رأها تنحني على جانب الطريق لتلتقط دراجتها التي تحطمت .. فعادت أشباح غضبه تتراقص بداخله... ليعاود صياحه :

" و أيضا تقودين دراجة هوائية و بذراع واحدة ؟ .. الا يوجد سقف لتصرفاتك الحمقاء؟! "

قالت بترفع و هي تحاول الابتعاد عنه قدر الإمكان :

"قلت لا شأن لك بي.. أنا قادرة على.. "

الدوار القوي الذي لف رأسها لم يسمح لها بإتمام الجملة .. ليسارع عمر بتلقفها بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا و هو يقول متهكما :

" واضح للغاية "

ثم التقط الدراجة المهشمة بذراع و اسندها بالآخر و هو يتلفت حوله بحثاً عن أحدهم ليدلي له بأي معلومة عن هويتها فهو لا يعرف سوى إسمها الأول و لا يدري كيف يتصرف حيال هذا الوضع المعقد ... و خاصة بعدما أدرك أنه لن يحصل على أي معلومة منها و هي بهذه الحالة.

فقد كان واضحاً أنها في طريقها لفقدان الوعي .

***************

بعد دقائق كانت فريدة تتأبط ذراع أسامة الذي حاول الابتعاد عنها بخجل و لكنها لم تتركه بناء على تعليمات صفاء التي شرحت لها الوضع بطريقة سريعة .

لقد وجدت نفسها تشفق على ذاك الفتى ذو الثلاثة عشر عام ... بل و تتعاطف معه بشدة.

لم تختبر سابقاً التأثير الذي يسببه الصدام بين الوالدين بسبب موت والدتها و هي لا تزال في سن صغيرة.. لكنها تعلم جيداً مدى قسوة هذه المشاجرات بالنسبة لفتى على أعتاب المراهقة بما تسببه من حيرة و تشتت.

لهذا كانت حريصة على تخطي أي حواجز بينهما ... حيث امتدت ثرثرتها معه حول أي شيء و كل شيء... و أرهقت عقله بكثرة الاسئلة حول كل زاوية من المزرعة و هي تتصنع الجهل بكل شيء .. كانت تهدف لإبعاد تفكيره عن السؤال حول ما يحدث بين والديه .

نجاحها في هذه المهمة اعتمد على عفويتها و شخصيتها المرحة المشاكسة التي اصطدمت بتحفظه و انغلاقه على ذاته .

و قد وجدت فريدة أنه من تلك الناحية يشبه خاله كثيراً ... حيث كان متمسك بقشرته الصلبة حتى اللحظة الأخيرة.

الشمس التي اختفت خلف بعض من السحب أعطت احساس بأن الصباح لا زال ممتدا .

و كان الطقس الصحو الذي بدأ به هذا اليوم الصيفي المميز مشجع على القيام بنزهة صباحية مطولة.

و لكن رغما عن فريدة وجد الإرهاق طريقه إليها بعد فترة قصيرة من التجول هنا و هناك .

فتوقفت قليلا و هي تستند إلى شجرة ضخمة تفرد بظلها على جانب كبير من مبنى أبيض اللون .

و سرعان ما تساءلت عن ماهية هذا المبنى و وجهها يعلوه الامتعاض بعد الرائحة الكريهة التي وصلتها منه .

كتم الفتى ضحكته و هو يرد ساخراً :

" انها حظائر الأبقار ... "

ثم عاد لتحفظه ليرد بجدية و تقطيبة جبين عميقة و كأنه ينفي عن نفسه تهمة المرح :

" و هذه الوحدات المتناثرة هناك تمثل الكبائن التي تبقى بها الأبقار خلال النهار و التي تمثل حماية لها من اشعة الشمس ... و لو اقتربتِ منها قليلاً سوف تجدين أنها مكيفة لتوفر لها مناخ بارد نسبياً "

نظرت له فريدة بعدم تصديق و لكن حين تفحصت واحدة من هذه الكبائن وجدت أنها كما يقول .

تابع أسامة شرحه مستمتعا بدور المرشد و خاصة مع جهل فريدة بكل شيء... كان يشير إلى مبنى آخر بعيد نسبيا عن الحظائر
و قد بدأت الابقار بالتحرك نحوه بخطوات رتيبة بمجرد أن أصدر إليها واحد من العمال إشارة لتتبعه إلى الداخل :

" و هذا المبنى الآخر هناك "

" ماذا به؟ "

" إنه المحلب الآلي و يقع بجواره وحدة لتبريد اللبن .. و كان من المقرر أن يبني خالي مصنعا لتصنيع الألبان و لكن توقف البناء فيه مؤقتاً"

" لما؟"

تساءلت فريدة بفضول... فأتى رد الفتى حزين على غير المتوقع :

" بعد موت الخالة جميلة توقف خالي عن الاهتمام بأي شيء يتعلق بالمزرعة.. فقد بنى هذا المكان لأجلها... أعتقد أنه يكره المزرعة الآن "

ما كانت فريدة متأكدة منه أن اعتقاد الفتى لم يكن في محله .. ببساطة لأنها التمست اعتزاز محمود بهذا المكان وx حبه له.. و لكن كانت هناك حقيقة أخرى التمستها .. و هي أن هذا الفتى يكن نوع من الإحترام العميق لمحمود رغم الجفاء الذي يتعاملان به .

و أخيرا تغلب فضول فريدة و رغبتها في الاستكشاف على اشمئزازها من تلك الرائحة التي التقطها انفها الحساسة للروائح بشكل مزعج ... فدخلت إلى المبنى لتتوقف بدهشة أمام ما رأته من نظام .

حيث توقفت الابقار بانتظام غريب داخل وحدات المحلب الآلي... كل واحدة منهن في مكانها فأشارت إلى ذلك و هي تهتف بذهولx :

" انظر .. و كأن كل واحدة منهن تعرف مكانها "

تابع أسامة الدهشة على وجهها بتسلية كبيرة قبل أن يرد ببطء :

" بالطبع"

ثم سحبها بعيداً حين أبدت انزعاجها من الرائحة مرة أخرى .. فتوقفا بعد قليل أمام مساحة واسعة مزروعة بعشب أخضر غريب أخبرها أسامة بأنه مرعى اصطناعي لإطعام القطيع .

تقافزت فريدة و هي تصفق بطفولية... و كادت تتراقص بفرحة لهذا المنظر الخلاب.. ثم التفتت للفتى بجوارها قائلة بصوت مرتفع :

" أسامة... هل يمكنني الاستلقاء هنا قليلا؟"

توقفت للحظة تدقق النظر إلى العشب ثم عقبت ببعض من التوجس :

" ام انه قد يحتوي على حشرات صغيرة مختفية ؟"

اومأ أسامة بالنفي ... ثم قرب رأسه من رأسها ليقول بهمس :

" الحشرات ليست الشيء الذي يجب أن تقلقي بشأنه"

نظرت له بفضول و هي تنتظر السر الخطير الذي سيلقيه على مسامعها بعد قليل و لكن بدلاً عن ذلك وجدته يقهقه بشدة و هو يشير برأسه إلى الجهة المقابلة.. ثم قال :

" بل هؤلاء "

نظرت فريدة إلى ما يشير إليه فوجدت عاملين وقفا يراقبا تقافزها ببلاهة و كأنها قردة صغيرة تؤدي فقرة في السيرك .
تصلبت فريدة بصدمة و هي تستشعر مدى حماقتها .. و لكنه لم يرحمها بل أتبع بمرح :

" إضافة إلى خالي محمود حينما يعرف بالفضيحة التي تسببت بهاx "

لم يقدر على التماسك أكثر لينفجر في نوبة أخري من الضحك و هو يقول بتقطع من بين ضحكاته :

" يا الله... انظري إليهما "

تسارعت خطوات فريدة بحنق لتبتعد عن ذلك المكان و لكن بعدما حرصت على توجيه لكزة قوية إلى معدة أسامة اجبرته على التوقف عن الضحك .

لاحقها الفتى و قد لاحظ احمرار وجهها خجلا من رؤيتها في هذا الموقف المحرج .. مما دعاه ليعلق على ذلك بوقاحة :

" آخر شيء كنت أتوقعه أن تشعري بالخجل بسبب موقف تافه مثل هذاx "

استدارت إليه ترمقه بنظرة نارية .. قائلة :

" أريد أن أعود إلى المنزل ... لقد تعبت "

" لا تخبريني أنك على وشك البكاء.. لأن هذا ما تفعله أسيل حين اغضبها "

لقد كانت تسعى لإذابة الجليد بينهما.. و في النهاية هذا ما حصلت عليه .

يا الله .. ذلك الفتى يشبهه كثيراً.. ليس في الشكل فهو من هذه الناحية يشبه كرم و لكن في الطباع .

بل في قدرته الفزة على إثارة استفزاز أي إنسان محتفظا ببرودة أعصابه.

يقولون من شابه أباه فما ظلم ... بينما الأحق هنا أن يكون من شابه خاله فما ظلم.
تابع أسامة و هو يتقدمها بخفة :

" و الآن انتهينا من هذه البقعة و سوف نتفقد الجهة الشرقية"

جحظت عيناها و صاحت برفض :

" ماذا ؟!.. لا .. لا لقد تعبت من كثرة التجول "

نظر إليها أسامة بمكر .. ثم قال :

" بالطبع لن نعود ... يجب أن نتابع جولتنا"

و تلك المرة تقدم هو منها ليتأبط ذراعها و هو يسحبها معه قائلا :

" اضمن لك أن الجهة الأخرى من المزرعة سوف تعجبكx "

و كأنما أراد أن يعاقبها على هذه المؤامرة التي شاركت صفاء فيها و لم تجد بد من السير معه على مضض و هي تتمتم بما يقارب النحيب :

" حسنا "

حبست الكثير من الشتائم الوقحة التي كادت أن تفلت منها حفاظاً على مظهرها أمام الفتى .. و في نفسها كانت تدعو على صفاء تلك المرأة المتجبرة .

فلو كانت فريدة على علم بأن المزرعة مترامية الأطراف إلى هذا الحد لم تكن لتوافق على هذه النزهة المرهقة .


***************

" دكتورة ابتهال؟ "

صاح الفتى الذي ظهر من العدم بلهفة و كأنما استجاب الله لدعوات عمر ليرسل له يوسف في هذا الوقت العصيب .. حيث هرول مقتربا منه هو و ابتهال التي فقدت الوعي .

تفحصها يوسف باهتمام ... ثم عاد بنظراته إلى عمر الذي بدا القلق و الشحوب على وجهه.. ليقول بتوجس :

" ما الذي أصابها ؟x "

" صدمتها سيارة مسرعة.. و لكن لحسن الحظ لم يحدث لها شيء.. أو هذا ما ظننته فقد كانت تتحدث معي حتى سقطت فجأة فاقدة للوعي"

كان عمر يحاول أن يحلل السبب وراء فقدانها للوعي حين توصل لهذه الحقيقة و التي تسببت له نوع من الذعر .. فربما كانت اغماءتها ناتجة عن ارتجاج في المخ .. لربما ارتطمت رأسها بقوة في السيارة أو أثناء سقوطها ؟ .

لم يحتمل المزيد من التفكير حول هذا الأمر فقد بدأ الخوف عليها يتمكن منه.. لم يتوقف ليحلل ما يفعله أو يفكر فيما هو مقدم عليه .

بل ترك الدراجة جانبا و حملها بكلتا ذراعيه و هو يتلفت حوله بتشتت لا يعرف أي اتجاه يسلك حين جاء صوت يوسف ليخرجه من أفكاره بتساؤل حاد :

" إلى أين ستأخذها ؟ "

نظر عمر إلى وجهها الذي استقر على صدره باستكانة تدمي القلب .

فتسارعت وتيرة دقاته بخوف لم يختبره منذ وقت طويل .. و تضخم شعور غامض بداخله يستحثه على ضمها أقرب إلى صدره .. و لكنه قاوم رغبته تلك و رفع رأسه لينظر إلى الفتى الذي راقب تردده بحيرة... ثم قال بخفوت :

" سوف اطلب مساعدة أحدهم .. أو ربما يجب أن نأخذها إلى المشفى سريعا "

لم يخفى على الفتى حالة عمر الذي تعرق وجهه و تشنج جسده بتوتر .. و لكنه لم يعجبه هذا الوضع فقال بحنقx :

" لا داعي لكل هذا.. لنعيدها إلى منزلها و مؤكد الدكتور فؤاد سوف يهتم بها و يقرر ان كانت تحتاج إلى المشفى ام لاx "

" و أين منزلها هذا ؟ "

تساءل عمر بلهفة .. فقال يوسف و هو يشير إلى الطريق الممهد :

" إنه يقع على مسافة قريبة من هنا .. في المزرعة المجاورة "

صمت يوسف قليلا .. ثم أتبع بحرج و قد تبدلت نبرته الحانقة لأخرى خافته :

" اتركها و سوف أعيدها أنا إلى المنزل و أرفع عنك حرج مواجهة دكتور فؤاد "

ابتسم عمر بسخرية و رفع رأسه ليطالع وجه الفتى المراهق الذي وقف يراقبه بحنق و قد تضرج وجهه بحمرة الغضب .. فقال ببطء ليشاكسه :

" و هل أنت قادر على حملها وحدك ؟.. دون مساعدة؟"

أراد يوسف أن تنشق الأرض و تبلعه حين التمس سخرية عمر منه بسبب جسده الهزيل .

فلو كان قادر على حملها لإنتزعها منه و لكنه استسلم للأمر الواقع.. رغم كرهه لفكرة أن يحملها هذا الغريب و يقربها منه بهذه الطريقة السافرة مستغل أنها فاقدة للوعي و خاصة بعد النظرات الجريئة التي كان يحدجها بها قبل قليل و التي لم تخفى عليه .

انحنى يوسف يواري حرجه خلف صمته و سحب دراجة ابتهال المهشمة ليسبق عمر حتى يرشده إلى منزلها .

و قد بدا في اقتراح الفتى الإنقاذ السريع لما يعانيه عمر فسار خلفه بلا تفكير .

و لكن بعدما قطعا مسافة من الطريق بصمت سأله عمر بفضول :

" و لكن من هو دكتور فؤاد هذا؟ "

التفت إليه يوسف و رد بعدائية :

" إنه والدها .. ألم تره سابقاً ؟ "

صمت عمر مفكرا لثوان حين ارتسمت صورة مشوشة لرجل ستيني في ذهنه... كان قد رأه قبل فترة يتحدث إلى محمود .

ثم استرق نظرة إلى وجه ابتهال قبل أن يقول بإبتسامة :

" إذن العائلة كلها أطباء؟ "

" لا أعرف "

قال الفتى بضيق و هو يحدج عمر بنظرة لم تعجبه ... ثم أتبع بحدة :

" كف عن التلكؤ... و تحرك أسرع"

رفع عمر حاجبيه باستنكار.. ثم عاد ينظر إلى ابتهال الفاقدة للوعي .

نقل نظره بينها و بين الفتى بشك للحظة ... ضحك بخفوت و دنى برأسه من وجهها ليهمس لها :

" يبدو أن لديكِ معجب سري سيدتي الصغيرة .. و هو يغار بشدة "

تلك الحقيقة اصابته في الصميم و لكنه لم يفعل شيء سوى المضي في طريقه يتبع خطوات يوسف النزقة ... و لكنه لم يستطع حجب شعوه بالتسلية من هذا الوضع غير مهتم بأنه تأخر عن عمله و ان محمود على الأرجح بانتظاره .

أسعده كذلك أن يعرف عنها المزيد .. بالإضافة إلى اسمها و عملها فهو على وشك أن يعرف مكان سكنها .



***************

انتهى الفصل بانتظار آرائكم و تعليقاتكم 😘


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 30-01-19, 04:15 AM   #143

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

مبارك الروايه الجديده ..بداية مشوقه جدا

Lautes flower غير متواجد حالياً  
قديم 30-01-19, 12:13 PM   #144

مون شدو
alkap ~
 
الصورة الرمزية مون شدو

? العضوٌ??? » 3483
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 769
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » مون شدو is on a distinguished road
¬» مشروبك   7up
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا علي الرواية

مون شدو غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 31-01-19, 07:03 PM   #145

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
كلام السيد شاكر صحيح ...ف شهد تعانى كثيرا لوحدها
و كرم لا يهتم سوي بعملة
عائلتة بحاجة الية ....
سوف يحاول إصلاح اخطاءة السابقة والحفاظ
على عائلتة....
نزهة سعيدة ل فريدة مع اسامة 😂😂
شخصية اسامة تشبة كثيرا شخصية
خالة محمود ولقد لاحظت فريدة ذلك ..
ابتهال فقدت الوعى وحملها عمر ليعيدها إلى
منزلها....
تسلم ايدك على الفصل الممتع ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 01-02-19, 09:29 PM   #146

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جميل
شاكر الحكيم نصح كرم وهو محق فى كلامه لكرم فشهد تحملت كثيرا
وكرم المفروض يراعيها فعائلته بحاجته
صفاء ارسلت اسامة ليرافق فريدة فى نزهتهما
عمر الغيور واحضاره لابتهال الى بيت والدها الدكتور
يسلمووووو وبانتظار القادم



قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





قديم 02-02-19, 12:46 AM   #147

azizakahraman

? العضوٌ??? » 317569
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,077
?  نُقآطِيْ » azizakahraman is on a distinguished road
افتراضي

Thanxxxxxx youuuuuuuu

azizakahraman غير متواجد حالياً  
قديم 07-02-19, 10:42 PM   #148

shahd hazem

? العضوٌ??? » 434360
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » shahd hazem is on a distinguished road
افتراضي

مقدمة جميلة ومشوقة بالتوفيق

shahd hazem غير متواجد حالياً  
قديم 09-02-19, 08:35 AM   #149

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم … الرواية جمييييييييلة وبوركت وسلمت يداك …من بدايتها رعب وآكشن شكرًا لك وبالموفقية

maekl غير متواجد حالياً  
قديم 09-02-19, 02:16 PM   #150

لا لي لو

? العضوٌ??? » 296010
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » لا لي لو is on a distinguished road
افتراضي

شكلها تحمس 😍😍😍😍😍😍

لا لي لو غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.