آخر 10 مشاركات
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-18, 08:29 PM   #31

better tomorrow

? العضوٌ??? » 398334
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 500
?  نُقآطِيْ » better tomorrow is on a distinguished road
افتراضي


موفق بإذن الله ..لك مني أجمل تحيه.



better tomorrow غير متواجد حالياً  
قديم 30-10-18, 01:28 AM   #32

نور كان بيروت

? العضوٌ??? » 337548
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » نور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond reputeنور كان بيروت has a reputation beyond repute
افتراضي

شششششششششكرررررررااااا

نور كان بيروت غير متواجد حالياً  
قديم 30-10-18, 09:21 AM   #33

mima2000

? العضوٌ??? » 412050
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » mima2000 is on a distinguished road
افتراضي

موفق باذن الله........

mima2000 غير متواجد حالياً  
قديم 31-10-18, 11:21 AM   #34

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك روايتك الجديدة عزيزتي إيمان رواية في الحب انت استثناء من قلوب أحلام الشرقية لقد قرأت المقدمة أين ذهبت الفتاة وتقابل من ومن هو الذي أطلق عليه الرصاص وكذلك لماذا انتظر القاتل كي يقبض على الفتاة وماهو دور الرجلين الصحفي كرم وزوج أخته محمود هذا ما ساتابعه عزيزتي إيمان في الفصول القادمة من روايتك الجميلة في الحب انت أستثناء شكرا لك .

ban jubrail غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 12:57 AM   #35

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيفكم حبيباتي موعدنا مع الفصل الثالث من إستثناء مين منكم بانتظاره ❤❤


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 01:01 AM   #36

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

كان وقت طويل قد مر منذ بدأت ابتهال في مباشرة عملها الذي أتت من أجله ... و لكن عنادها منعها من الحصول على فترة راحة قصيرةxمثل الأخرين .

فقد رأت أنه لا يزال لديها الكثير مما لم تنجزه بعد من هذه المهمة الثقيلة التي أسندت إليها ... و لكن كان السبب الحقيقي الذي لم تعترف به هو رغبتها في إنهاء عملها و مغادرة هذا المكان بأسرع ما يمكن.

هي فقط دقائق قصيرة سوف تتوقف خلالها قبل أن تعاود الاستغراق في العمل ... حاول يوسف مساعدها إقناعها بهذا مراراً و لكنها رفضت بإصرار .

و ربما كان عليها الإستماع إلى اقتراحه فالإرهاق بدأ يزحف إليها بسبب الحرارة المرتفعة .

على كلٍ لم يبقى الكثير من العاملين بالمزرعة في الجوار ...معظمهم توقف عن العمل مؤقتا على أن يعاودوا عملهم بعد انقضاء فترة الظهيرة الحارةx .

تنهدت ابتهال بعمق ... و قررت الإستسلام لإلحاح يوسف ... حيث خلعت قفازاتها الطبية و التفتت نحوه قائلة :

" حسنا هذا يكفي ... لقد انجزنا الكثير حتى الآن "

" هذا ما قلته منذ وقت طويل"

قال الفتى بتذمر جعل ابتهال تبتسم اشفاقا ... ثم تابع متسائلاً بحذر :

"هل سنواصل في فترة العصر مرة أخرى دكتورة ابتهال؟ "

ربما يجب عليها التوقف و المتابعة في الغد كما اقترح ... فقد شعرت أنه لم يعد لديها المزيد من الطاقة للمواصلة و لكنها أرادت مشاكسته فقالتxبغموض :

" ربما "

لم تزد عن ذلك حين رأت معالم الانزعاح ترتسم على وجهه .

كانت متفهمة لحالته تماما ... بالتأكيد فتى يافع مثله لم يتجاوز السادسة عشر يود أن يحظى بالمزيد من الوقت لنفسه ... و هذا جعلها تشعر بالذنب لأنها أغرقته في دوامة العمل معها بهذا القدر دون مراعاة صغر سنه فرغم كل شيء كانت ترى أنه لا يزال طفلx .

لذلك أرادت تعويضه عن ذلك فابتسمت بلطف و هيxتطمئنه :

" حسنا ... لن يكون هناك المزيد اليوم ... ربما غدا؟ "

قالت جملتها بما يشبه السؤال ... مما جعلxأساريره تتهلل بفرح و هو يومئ موافقا .

تنهدت ابتهال قبل أن تتابع بجدية :

" حينها أرجو أن تكون الأدوية الناقصة قد وصلت"

هز الفتى رأسه بأسف ... ثم قال :

" أشك في ذلك .. بل من المحتمل أننا لن نحصل عليها في وقت قريب "

صاحت ابتهال معترضة و بنبرة كانت حادة أكثر مما أرادت :

" ماذا يعني هذا؟ ... ألم تخبر دكتور محمود بمدى أهمية هذه الأدوية؟ "

سارع الفتى بالرد لينفي عن نفسه شبهة الإهمال التي تلصقها به ابتهال :

" لا لقد أخبرته طبعا... و لكن ـ"

بتر جملته بحرج و كأن صمته هذا يشرح لها الرد الذي تلقاه ... فهزت ابتهال رأسها بتفهم ... ثم تركته و خرجت قاصدة المكان الذي تركت به تيمور .

كانت تفكر في محمود ... تعلم جيدا ما يعانيه ... و رغم ضيقها بتخاذله و تركه للأمور تهوى إلى الحضيض بينما هو غارق في ماضيه ... إلا أنها لا تملك حق انتقاده أو إصدار أحكامها عليه .

هي أكثر دراية بما قد يسببه حادث مؤلم من الماضي و لكنها بعكس محمود كانت تجاهد لتخرج نفسها من ماضٍ أسود يطاردها بضراوة حتى لو كانت وسيلتها الهروب بدلاً من المواجهة .. إلا أنها تعلم بأنه هروب مؤقت .

و الآن ليس لها سوى عملها و رعاية والدها.

و بالنسبة لعملها كطبيبة بيطرية فهي تحبه كثيرا و لما لا و هي المهنة التي اختارتها بملء إرادتها .

و رغم الإرهاق الذي قد يلاقيها في بعض الأيام مثل هذا اليوم إلا أنه تعب محبب إلى قلبها .

أما عن والدها فهو هارب مثلها من الحزن و الألم ... كلاهما يساند الآخر إلى تلك اللحظة التي ستأتي لا محالة... لحظة سداد الدين و التي سيعقبها حتماً المواجهة .

تجاهلت ابتهال التفكير في مثل هذه الأشباح التي تطل عليها من الماضي البعيد. .

و تابعت طريقها نحو شجرة التوت الضخمة التي تخيم على جانب كبير من مبنى الحظائر حيث ربطت تيمور إلى إحدى فروعها .

رغم الإرهاق المفرط الذي كان يزحف إلى كل خلية من خلاياها ... و رغم أنها كانت تمني نفسها بفترة راحة و خاصة بعد رحلة قدومها الشاقة التي قطعتها على ظهر الجواد و في مثل هذا الجو الحار إضافة إلى العمل الذي دأبت عليه منذ وصولها ... إلا أن ابتهال حولت كل أفكارها إلى ما ينتظرها من أعمال بمجرد العودة للمنزل.

حينها فقط شعرت بالندمx لأنها لم تستخدم السيارة كالعادة .. و لكن في الصباح و قبل أن يشتد توهج الشمس خدعها الجو الصحو الذي قابلها بمجرد أن خرجت من المنزل و خاصة حين زارت الحظيرة الخاصة بتيمور حتى تلقي عليه نظرة قبل الذهاب إلى العمل .

الحمحمة الرقيقة التي صدرت عنه كانت تبدو كنوع من الاستعطاف و التوسل حتى تخرجه قليلاً للتمشية بعد أيام طويلة امضاها شبه محبوس .

و الآن بدت لها فكرتها غبية لأبعد الحدود... فها هي تقف في المكان حيث تركته و لكنها لا تجد له أي أثر.

وقفت مكانها قليلا بلا حراك حتى استوعبت الأمر .

كل شعورها بالتعب اختفى فجأة ليحل محله اضطراب عارم مع كثير من الأفكار السوداء التي تواردت لمخيلتها تباعا عما يمكن أن يسببه هروب ذلك الجواد الجامح من أضرار .

لعنت غباء أفكارها الذي جعلها تتجاهل التوتر الذي أصاب الجواد بمجرد الدخول إلى حدود مزرعة محمود .

و الآن عليها أن تبدأ في البحث قبل أن يبتعد كثيراً.


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 01:03 AM   #37

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

أعصابها المحترقة و التوتر الذي وشى به كل واحد من تصرفاتها لم تكن أشياء خافية عن أحد .

و السبب كانت أفكار شتى تتقاذفها .

ما بين التوأم الغائب منذ الصباح و قلق من طيف حماقة تلوح في الأفق .... و محمود و رد فعله تجاه ما حدث في الليلة الماضية .

و لكن كان الحيز الأكبر من أفكار شهد مع كرم و المواجهة المرتقبة بينهما .

و لم يكن ذلك خافيا على كرم الذي رصد حركاتها العصبية بمجرد دخوله للمنزل .

كاد أن يتجاوزها و يستمر في طريقه إلى غرفته ليحظى بقسط من النوم بعد ليلة أمس الغريبة و المليئة بالتوتر .

كاد أن يفعل .. لولا صياحها الذي بدد هالة تعبه و استوقفه لينظر إليها بترقب ... حين قالت بنبرة حملت قدر من التوسل :

" كرم.. فضلاً إنتظر قليلا .. أريد أن أتحدث معك"

ظنت شهد أنه سوف يهرب من المواجهة كما دأب على ذلك منذ الليلة الماضية .. و لكنه فاجئها و فاجأ نفسه قبلها حين قال بهدوء يخالف مراجل الغضب التي تغلي بداخله :

" حسنا شهد كيفما تشائين"

ثم ألقى بنفسه على أقرب أريكة منتظرا سماع ما سوف تقوله على مضض .

لم يكن مستعد للمزيد من الإتهامات و المبررات الواهية ... أو حتى لإعتذار فارغ بلا معنى لإنهاء المشكلة و لكنه مع ذلك بقى .

ربما لأنه يعرف أنه يحمل جزء من وزر ما حدث بسبب أفعاله التي تثير حنقها و تستحضر جنون غيرتهاx ... إلا أن مثل هذه التصرفات خارجة عن إرادته .

لا ينكر أنه كان يفعل ذلك في البداية بهدف إثارة غيرتها ... فغالباً ما كانت تترجم هذه الغيرة لمزيد من الإهتمام به بعد انغماسها في حياة التوأم و انشغالها عنه .

الا أن السأم بدأ يعرف طريقه إليه .. و تدريجيا كان ضيق خفي يتسلل إلى نفسه بسبب أزمة الثقة التي خيمت على علاقتهما .

و ربما كان ذلك راجعا لما يصلها عنه من أخبار و شائعات في مجملها كاذبة .

و لكن الآن كيف له أن يتفادى أمراً مثل هذا ؟؟!.

إنه الوسط الذي يعمل به و هو كالعادة مليء بمثل هذا النوع من الأكاذيب .

لا أحد يستطيع أن ينكر أن عمله كمقدم لواحد من أشهر البرامج الإذاعية إضافة إلى عمله الرئيسي كصحفي متمرس في إحدى المجلات الشهيرة كان راجع لمدى براعته في مجاله .. فلا توجد ذرة غبار واحدة على سمعته .

و لكن لا شيء يأتي بلا ثمن .. حيث جعله تفوقه و تميزه عن كثيرين ممن عاصروه و خاصة مع صغر سنه مثاراً للحسد و عرضة لألسنة أترابه من الصحفيين الناقمين ممن حاولوا دائماً تلطيخ إسمه بشائعات كاذبة عن علاقاته التي فتحت الأبواب أمام شهرته ... و ان لم تنل هذه الشائعات منه إلا أنها كدرت عليه سعادته و أساءت إلى علاقته بزوجته .

و لتكتمل المأساة دائما ما لاحقته عدسات الكاميرات لتتواجد دائما في الأوقات الخاطئة و ترسم له تلك الصورة الزائفة على أنه رجل لعوب لا هم له سوى مطاردة النساء .

فإن صافح إحداهن فهو على علاقة غير بريئة بها ... و ان التقطت العدسات صورة له و هو يبتسم مجرد ابتسامة فهو عاشق متيم .

و هكذا ترافقت كل صورة له مع الكثير من الأقاويل الكاذبة .

شائعات كان من السهل على الجميع أن يصدقها و خاصة مع ذلك القدر الكبير من الوسامة الذي يتمتع به و شخصيته المرحة التي تورطه دائما في المتاعب .

كل هذا بالطبع كان يصل لشهد أولا بأول.

لذا هو لا يلومها فأي امرأة غيرها كانت ثقتها بنفسها لتهتز.. ربما لم تكن أخرى لتحتمل ما احتملته هي و لكن شكها و غيرتها باتا فوق قدرته على الإحتمال فهو في النهاية بشر .

و ما كان ذاك العرض الدرامي الذي قامت به في الليلة الماضية حين اتهمته بأنه قاتل إضافة لكونه خائن إلا نذر يسير مما تفعله حين يقودها غضبها إلى الحافة .

كانت الحيرة تعصف به فأيهما هو المخطئ؟.. و أين تكمن مواضع الخطأ في زواجهما ؟.

هل الخطأ به هو لأنه يحب عمله حتى و لو ترافق مع كثير من الشائعات؟ ... أم عندها هي لقلة ثقتها به و بحبه لها حتى جرأت على إلقاء اتهاماتها في وجهه كما حدث بالأمس؟.

كان جواً مشحوناً بالتوتر و الترقب يسيطر على الغرفة ... شهد بكل ما تحمله من مشاعر متناقضة تجاه زوجها و كرم بضيقه و انعدام سيطرته على غضبه و الذي يهدد بإنفلات زمام الأمور من يده .

و كان لشهد رأي أخر فكانت ترى أن جزء كبير من الخطأ يقع على عاتقه .. لأنه ببساطة يستطيع أن يتجنب مواطن الشبهات و يلتزم بالابتعاد عن ذلك الوسط الفاسد و لكن حبه لعمله كان العائق دون ذلك و ما يحدث ليس إلا ضريبة لنجاحه المتزايد كما كان يردد دوماً .

ربما لم تصارحه بأفكارها هذه و لكنها كانت واثقة أنها ستفعل ذات يوم حين يفيض بها الكيل ... فهو لا شك سوف يوصلها لنقطة اللا عودة بتصرفاتهx ... وقتها لن تتردد في أن تخيره فيما بينها و بين عمله .

تلك الفكرة زادتها بؤسا .. فرغم كل شيء هي تحبه و ليست مستعدة للتخلي عنه أو ربما إن اختار هو التخلي عنها ذات يوم ...
لذلك فهي تسعى الآن لإسترضائه .

و لكن ما كان يستدعي القلق بحق هو مثل هذه الحيرة التي تعصف بدواخلهاx ... و التي أعطته الدليل الملموس على مدى تناقض شخصيتها و تشتت أفكارها .. فكأنما هي شخص مصاب بالفصام ... أو ربما كان كلاهما ضحية لنفس العرض؟! .

أخرجها من دوامة أفكارها كرم حين قال بنفاذ صبر :

" ماذا هناك ؟ .. ما الذي يستدعي هذا الحديث العاجل فأنا كما ترين متعب و أريد أن أنام قليلاً "

رفعت شهد رأسها لتعطيه نظرة مستنكرةxx .
و كأنه لا يعرف السبب ليسألها ؟ !! .

و لكن استنكارها لم يطل فقد أدركت أن خلف واجهة البرود التي يحتفظ بها ببراعة كان يكمن غضبه منها .. لذلك اطرقت بندم حقيقيx... قبل أن تهمس :

" كرمx .. أردت فقط ان ... أنا أسفة لـx "

لم تستطع المتابعة بسبب تسلط نظراته عليها و كأنها طفلة مذنبةx .

هي بالفعل مذنبة ... سوف تكون عادلة عند هذه النقطة و لن تنكر أنها بالغت في رد فعلها و خاصة أن ذلك حدث على مرأى و مسمع من الجميعxبما هدد شكل العلاقة بينهما و جعلها هي محط سخرية و إنتقاد .

و هذا جعلها تشعر بمزيد من السوء منه و من نفسها على حد سواء .. لذلك تمتمت بنبرة تحمل الأسف و قد شعرت أنها على وشك البكاء :

" إنني أعتذر لشكي بك .. كان يجب علي أن أتحقق قبل أن أتهمك "

قطعت جملتها بحرج حين رأت نفس التعبير البارد المرتسم على وجهه و الذي جعلها تشعر بمزيد من الذنب .

حافظ كرم على صمته لوقت طويل و حين تحدث قال بلا مبالاةxمصطنعة :

" إذن هذا كل شيء ؟ "

لا مبالاته باعتذارها جعلها تبتلع إحساسها بالذنب ... بل حولته إلى شعور بالخيبة .

و لكن ما جعلها تستشيط غضبا بحق هو ما قاله حين أردف :

" إذا لم يكن لديكِ المزيد فأنا حقا متعب .. هل لنا أن نؤجل هذا الحديث ؟ "

اتبع قوله بالفعل فلم ينتظر إجابتها بل نهض متثائبا ليتخذ طريقه نحو الطابق العلويx ... و ربما فعل ذلك ليجنبها موجة غضبه و لكنها لم تفهم .

فذلك التصرف أرسل الجنون لأوردتها و أشعل لديها رغبة في تحديه و تكدير صفو هدوئهx ... فليذهب تعبه إلى الجحيمx .

فهو لا يمكنه تجاهلها بهذه البساطة .

ألا يرى مقدار ما تبذله لتتغلب على كل شكوكها و التغاضي عن كل ما يصلها عنه ؟

لذلك طارت خلفه لتوقفه بصراخها الحاد عن متابعة الصعود :

" هذا الحديث لم ينتهي بعد يا كرم "

تنهد كرم بسأم قبل أن يتوقف في منتصف الدرج و يلتفت إليها قائلا بضجر :

" شهد .. أخبرتك أنني متعب و لست مستعد لأي حديث الآن"

قطعت عدة درجات مقتربة منه ثم وقفت في مواجهته تحدق في عيناه بنظرات تحمل التحدي و العناد :

" كما يقولون الآن أو أبداً"

زوا ما بين حاجبيه مقتربا بوجهه منها .. ابتسامة ساخرة افلتت منه و هو يسالها :

" و ماذا يعني هذا ؟ "

" يعني أن وقت إلقاء اللوم علي قد ولى ... ان لم تكن مستعد للحديث فأنا أيضا لست مستعدة لمتابعة هذا النمط من الحياة و كأنني أعيش على صفيح ساخن "

دنا منها أكثر ثم قبض على ذراعها بحدة تخالف الحيرة التي تراقصت في نظراته حين عاد يتسائل بغباء رافضا أن يستوعب المعنى الذي يحمله حديثها :

" ماذا تقصدين؟ "

ملامح الصدمة على وجهه بعثت في داخلها شعور بالرضى ... و رغم ذلك لم تتركه لعدم تصديقه بل خلصت ذراعها منه و قالت بإصرار :

" تماما كما فهمت .. كرم عليك أن تختار.. اما أنا أو عمـ"

قاطع اتمام جملتها صفاء التي أطلت من أعلى الدرج و هي تلهث ... ثم نزلت ببطء حتى توقفت بالقرب منهما لتلتقط أنفاسها بتعب .

في حين كان كرم لازال متصلبا في مكانه تحت تأثير ما وصله من حديثهاx.

و قبل أن يسألها للمرة الثالثة إن كانت تعني ما قالته و ما فهمه هو بالفعل أم ان الغباء قد تمكن منه .

اخيرا انتبه إلى وجود صفاء و حين رأى وجهها عرف أنها على وشك أن تلقي على مسامعهم خبر يحمل مصيبة ما .

هل تأذى أحد اطفاله ؟ .. أو ربما قاما بمشاكسة صفاء كالعادة ؟ ... لم يتعجل في السؤال .. بل تركها تلتقط أنفاسها أولا .

و لكن شهد كانت أقل صبرا .. فسألتها بمجرد أن رأت ملامحها المتغضنة بتعب و بنبرة تحمل الكثير من القلق و الإهتمام:

" صفاء .. ماذا حدث ؟.. هل أنتِ بخير؟ "

" لقد هربت الفتاه "

ألقت صفاء الخبر جملة واحدة ... فتساءلت شهد بغباء :

" أي فتاهx ؟"

لم ترد صفاء و حين تبادلت شهد النظرات معxكرم نما إليها الإدراك بمقصد صفاء .

لذا أسرع كلاهما لإفساح الطريق لها حيث تابعت طريقها نحو الأسفل ثم بإتجاه غرفة المكتب التي يستقر بها رب عملهاx ... متمتمة :

" يجب أن أخبر محمودx "

ربما كان ذلك إعلانا مؤقتا بهدنة في حربهما التي كانت على وشك الاندلاع .. فقد كان كلاهما يتأكله الفضول ليعرف مصير فتاة المصعد و ما السبب وراء ظهورها ثم اختفائها المفاجئ .

لذلك قبض كرم على راحة شهد بقوة و سحبها معه نحو الأسفل متتبعا خطوات صفاء و لم تعترض هي على تصرفه .

ثم استوقفها للحظة هامسا لها بخشونة :

" حسنا شهد .. ربما سوف نؤجل حديثنا هذا و لكنني لن أنسى كلمة مما تفوهتِ به"

ابتلعت شهد ريقها بتوتر حيث التمست توعد خفي في جملته .. و الفضل يرجع كالعادة لغضبها و لسانها المنفلت حيث عجلت بقول الجملة التي وعدت نفسها بأنها لن تستخدمها إلا حينما يفيض بها الكيل.. أرادت أن تجعلها الكارت الرابح الأخير و ها هي أحرقته بغباء .

" أنا أم عملك ؟ "

ترى كيف سيكون رد فعل كرم حين تمر هذه الزوبعة و يتفرغ لها؟!x.
x


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 01:27 AM   #38

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

كانت أيام عصيبة قد مرت قبل أن تعيد ابتهال ذاك الحيوان المسكين إلى حالته الطبيعية بعد التدهور الصحي الذي حل به عقب قديم x .. و ها هي بغباء منقطع النظير تخاطر بضياع كل مجهود بذلته و تعرضه لتردي حالته من جديد و ربما العودة إلى نقطة الصفر.

تأمل فقط أن تجده و حينها لن تحضره إلى هذا المكان مرة أخرى حتى يتعافى تماما .

كانت تسير على غير هدى تتلفت حولها بجنون بحثا عن أي شيء يقودها إلى مكانه حينما ظهر أمامها آخر شخص قد تود رؤيته .
تشتت انتباهها كاد أن يتسبب في ارتطامها بذلك الرجل الفظ الذي قابلته عند حوض الماء ... و الذي سبب الفزع لتيمور منذ البداية ... و كان هذا سبب أكثر من كافٍ حتى تكره رؤيته من جديد .

لم يكن عمر غافلا عما يدور بخلدها فيم ارتسمت على كل بوصة من وجهها علامات الحنق ... إضافة إلى النظرة القاتلة التي وجهتها له .

قابل عمر نظرتها النارية بأخرى متحدية x... قبل أن يتحدث إليها بطريقة حاول جعلها لا مبالية قدر الإمكان... و هو يقول :

" مرحبا مرة أخرى"

زفرت ابتهال بضيق و حاولت أن تتجاهله و تحول مسارها بعيداً عنه و لكنه كان لها بالمرصاد ... حيث سارع بإعتراض طريقها و كأنه يخبرها أنه لا بديل عن التحدث معه ... مما اضطرها للرد عليه بخشونة فقط لتتخلص منه بسرعةx:

" مرحبا"

و لكن مجرد تحية عابرة لم تكن كافية بالنسبة له ... لهذا لم يدعها تمر بسلام بل سألها ببراءة يفتقر إليها :

" تبدين متوترة ... ماذا حدث معك؟... هل من مشكلة ؟"

ابتسامته الملتوية بمكر كانت خير دليل على أنه يعلم مشكلتها تفصيلاً ... و لكنها لم تلاحظ ذلك في ظل القلق و الحنق المسيطرين عليها .

لو فتحت فمها الآن حتماً ستتفوه بما لا يحمد عقباه .. لذلك لم ترد عليه و لكنه واصل ضغطه عليها قائلا :

" جربيني .. ربما استطعت مساعدتك"

لم يكن ينقصها المزيد من الإزعاج بعدما هرب منها تيمور .. و لكن الإصرار الذي اتسمت به تصرفات ذلك الغريب و هو يتحدث إليها كما لو كانوا أصدقاء قدامى و منعه لها من مواصلة بحثها جعلها تهتف به بحدة :

" اسمع يا هذا ... ليس لدي وقت لأي حديث ودي معك أو مع غيرك .. لذا لا تتعامل معي من منطلق أننا أصدقاء و تبدأ بعرض خدماتك فأنا في غنى عنها"

تنفست بعمق لتحصل على بعض من الهدوء قبل أن تتابع بنفاذ صبر :

" و الآن فلتبتعد عن طريقي فورا و الا .... "
تركت جملتها التحذيرية معلقة كما فعلت معه سابقا ... ربما كان هذا أمراً عادياً لمن سبق له التعامل معها ... فحينها سيدرك أن هذه طبيعة حديثها حين تغضب .

و لكن بالنسبة لشخص لا يعرفها مثل عمر كان هذا أمر يدعو للاستفزاز فقد بدا له أنها فتاه متكبرة و تفتقر للذوق و الأدب.

و كان هذا سبب جيد يدعوه لتحديها و الرد عليها و ربما افتعال شجار كبير يبرد به نيران غضبه التي أشعلتها بتصرفها .

و لكنه عوضاً عن ذلك ظل صامتاً إلى أن إنتهت من حديثها الغاضب ثم رسم أكبر إبتسامة مستفزة يمتلكها... و قال ببرود تام :

" و إلا ماذا ؟ "

ارتفع حاجبيها في حركة تلقائية دلت على استنكارها لمدى إصراره في فرض نفسه عليها .

بينما عمر كاد أن يضحك من تعبيرات وجهها التي شرحت له ما تعانيه .. ثم أتبع :

" هيا انني في انتظار البقية"

المزيد من الحنق ؟ .. نعم هذا ما توقعه ... و لكنه الإنتقام العادل للعجرفة التي تحدثت بها إليه .

و أخيرا زفرت ابتهال باستسلام قائلة :

" من فضلك لست في مزاج يسمح لمثل هذه الأحاديث .. إنني "

بترت جملتها مرة أخرى بعجز ... بينما هو عقد ذراعيه أعلى صدره يخبرها بهذه الطريقة أنه لن يتنازل عن موقفه قبل أن تقر بما يحدث معها .. لذلك زفرت بتأفف قبل أن هتفت بنبرة يائسة :

" إنه تيمور .. لا أجده حيث تركته... هل ستتركني و شأني الآن ؟ "

للحظة أصابه الإرتباك و لكنه تذكر أنه إسم ذاك الجواد الرمادي الجامح الذي كاد يطيح به صباحا ... فصحك بمرح يخالف طبيعة الموقف.. ثم مازحها :

" آه ... لقد تذكرت إنه جوادك اللطيف... ترى ماذا فعلتِ له ليهرب ؟ "

كان واضحا لها أنه يسخر منها .. إضافة إلى أن صفة اللطافة كانت آخر صفة قد تلتصق بتيمور ... و لكن ما زاد حنقها عليه أكثر هو ابتسامته المتسلية التي كانت تتسع كلما إلتمس حنقها .

قبضت ابتهال راحتيها بشدة حتى لا تقدم على أي حماقة ... ثم ركلت حصاة صغيرة بغضب و هي تستدير على عقبيها و تسارع بالإبتعاد عنه .

صرت على أسنانها متمتمة بغيظ :

" يا الله... و كأن هذا ما كان ينقصني ... أنا بالفعل في غنى عن المزيد من الحمقى و الأغبياء "

لن يتجاهل هذه المرة ما سمعه منها .. هل نعتته للتو بالحماقة و الغباء ؟!! .

أسرع في خطواته قاطعاً طريقها مرة أخرى ليقف هذه المرة أمامها مباشرة عاقدا ذراعيه على صدره و هو يرمقها بنظراته المحملة بغضب كان يعلم عمر في داخله أنه زائف ... قبل أن يسألها :

" هل أعد واحد من هؤلاء الحمقى و الأغبياء ؟ "

لم ترد عليه بل نكست رأسها و تنهدت بسأم و كأنها تؤكد له صحة ما قالته .

أخيراً رفعت رأسها و نظرت إليه ثم أمرته بهدوء :

" أرجوك ... ابتعد "

كانت نبرتها مهزوزة رغم ذلك ... تأملها عمر بتفكير ... و حين اشتبكت نظراتهما لاحظx التماع دموع أبية بداخل عيناها .

ضعف مفاجئ اعتراها ... جعلها تخفي وجهها عنه براحتيها... كما يقال الكثير من الضغط يولد الإنفجار .... ليس بسبب عمر و مشاكسته لها و لكنه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير .
ابتلعت رغبتها في النحيب كطفلة صغيرة و هي تتمتم بخفوت :

" أنت لا تعرف ما الذي أواجهه الآن... ان لم أجد ذلك الجواد حالا سوف أقع في مشكلة كبيرة ... يا الله .. لن يسامحني محمود أبداً "

و ما علاقة رب عمله بما يحدث؟... كان هذا أول سؤال قفز إلى رأسه و لكنه لم يجد له إجابة .

حسنا.. لن يدعي الفهم ... فهو بالفعل لا يفهم عم تتحدث .

شعر بمدى سخافة ما يفعله معها.. و كان قراره السريع بأن يكف يده عنها و يتوقف عن إثارة حنقها فقد كره ذلك الضعف الذي لاح في تصرفاتها .

سوف يغامر و يخبرها بمكان جوادها العزيز فقط يتمنى ألا يناله منها التوبيخ .

ليخبرها و ليحدث ما يحدث ... شجعه على ذلك البؤس الذي ارتسم على ملامحها .

بدأ حديثه بحرج قائلا :

" أنا أعتذر منك ... كان يجب أن أخبرك من البداية أنني أعلم بـ"

كان يريد أن يقول أعلم بمكان جوادك حينما فعلت هي آخر شيء توقعه منها حتى كاد يكذب أذنيه حينما سمعها تقول :

" هل يمكنك أن تساعدني في البحث عنه"

هل طلبت مساعدته للتو؟ ... لا يصدق ذلك.
نظرت إبتهال له نظرة من فقد الأمل في إيجاد حل... و هتفت بيأس تأكيداً لطلبها حين رأت جموده :

" نعم ... يجب أن تساعدني في البحث عنه لأنه لا يوجد أحد سواك ليفعل ... كما ترى لا يوجد أي من العاملين بالجوار ليساعدني "

و فيما كانت هذه الحمقاء تنتظر موافقته بترقب بعد طول صمته... كادت ابتسامة انتصار واسعة تفلت من بين شفتيه و هو يرى فرصة ذهبية كهذه تأتي إليه دون أي مجهود .

رغم أنه لا يعرف سر سعادته لهذا الطلب و لكنه كان متأكد أن ما يغذي هذه السعادة هو فضوله تجاه الفتاه الغامضة و جوادها .

و ربما كان سبب آخر يقف خلف ذلك ... سبباً يرفض الإعتراف به .

إنه رغبة في بعض من العبث بعد الأيام الضحلة التي مر بها منذ أن أتى للعمل بهذه الصحراء القاحلة التي يسمونها عبثا مزرعة.

هز عمر رأسه بوقار ينافي الطفل العابث بداخله ... ثم قال ببرود و كأنه يتنازل و يتواضع و يمن عليها بشيء غالي :

" حسنا .. سوف أساعدك "

و في قرارة نفسه ابتسم بتهكم ممتنا لقدرته الفائقة على الاحتفاظ ببرودة أعصابه وقتما يشاء و كيفما شاء ... من الجيد أنها قاطعت اعترافه في الوقت المناسب .

x

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 01:28 AM   #39

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

" أسامة... أيها الغبي لما أفلت زمامه من يدك ؟ ... كيف سنمسك به الآن؟ "

ضربت الصغيرة الأرض بقدميها تذمرا و هي تتابع صياحها في وجه شقيقها بنبرة أقرب للنحيب :

" انهض بسرعة ... يجب أن نلحق به قبل أن يبتعد"

ثم التفتت إلى حيث ولى الجواد هارباً و معالم الخيبة تظهر على ملامحها الغضة .
و لكنه لم يبالي بغضبها بل صرخ في وجهها بغضب :

" لن نفعل ... لن نطارده ... فليذهب حيث يشاء "

قال ذلك و هو ينهض نافضا ثيابه من الغبار الذي علق بها إثر سقوطه ... ثم أردف بلهجة أقل حدة :

" ألا ترين ما فعله بي ذلك الحيوان الغبي .. لقد اوقعني أرضا.. هل ظننتِ أنني قادر على السيطرة عليه وحدي؟x "

" و ماذا سنفعل الآن؟ "

" لا شيء... تحركي.. هيا "

قال أمراً ثم دنا منها ممسكا يدها ليسحبها معه و لكنها لم تتحرك إنشا واحدا ... بدت غاضبة منه لأقصى حد فنفضت يدها من يده و رسخت في مكانها مثل دابة حرون .

يعرف أسامة تلك الملامح التي ترسمها شقيقته المدللة ... هي غاضبة جدا بسبب لا مبالاته بتلبية رغباتها المجنونة و هو عادة لا يهتم .

و لو كانا في وضع آخر لما اهتم كذلك و لكنه كان مجبراً على أن يجاريها لتسوية الخلاف بينهما بأسرع ما يمكن .

و ذلك حتى يتمكنا من الهرب قبل أن يلحظ أحدهم ما فعلاه .

لهذا نظر لها بجدية تتعدى عمر طفل في الثالثة عشر .. ثم لاطفها بقوله :

" أسيل ... حبيبتي .. تعرفين ما يجدر بنا فعله الآن "

" ماذا؟ "
تسائلت ببراءة .. فرد عليها بتلقائية تامة :

" طبعا الهروب و لا شيء غيره ... يجب أن نختفي عن أنظار الجميع مؤقتا "

صاحت مستنكرة :

" و لماذا نهرب ؟ ... لم نفعل شيء يستحق الهرب"

" حقا ؟!! ... ماذا لو هرب ذلك الحصان إلى غير رجعة أو أصاب نفسه أو أي شخص آخر بأذى ما ؟ اتعرفين ماذا سيحدث حينها ؟ "

هزت رأسها نفياً ... فأردف :

"حينها لن يجد خالك العزيز شخص ليلومه عن ذلك سوانا ... و أنت تعرفين التالي "

اومأت الصغيرة رأسها بتفهم ... ثم عادت ملامح الأسى لتظهر على وجهها فوجدها تهز رأسها بعنف رفضا للفكرة المفزعة التي انتابتها قبل أن تصيح :

" لا .. لا يمكن لذلك أن يحدثx "

" ماذا؟ "

سألها بتوجس ... فقالت بحذر :

" هل ... أتظن أنه قد يقتل تيمور كما فعل مع ماسة سابقا ؟ "

" ربما ... هذا ليس مستبعد "

" أتمنى ألا يحدث ذلك فأنا أحب تيمور كثيراً ... و حتى هذه اللحظة لا أستطيع نسيان ما حدث مع ماسة "

صمت ثقيل سيطر عليهما ... حتى قطعه أسامة :

" هل تدركين الآن حجم المشكلة التي نواجهها؟ "

" نعم "

تمتمت بخفوت .. و لكنه نظر لها بغيظ حين تذكر أنها السبب في مشكلتهما ... فغمغم بسخط :

" ليتني ما سمعت كلامك"

" لم أجبرك على شيء ... لقد اقترحت الفكرة فقط و كنت أنت أكثر من مُرحب "

" مُرحب !! ... حقا؟ .. بعد قليل سوف تخبريني أنها كانت فكرتي ... هل نسيتِ مقدار التوسلات التي صدعتِ رأسي بها لأوافق على طلبك ؟ "

صمت قليلا ثم راح يقلد صوتها متهكما :

" اوه .. أرجوك إنها جولة واحدة فقط أسامة .. فقط لمرة واحدة.. إنه جواد لطيف و أنا أحبه كثيراx "

انكمشت أسيل بسبب صوته المرتفع و لكنه لم يبالي بل انفجر فيها ساخطا :

" و الآن انظري ماذا فعل جوادك اللطيف؟ .. أنا أكره هذا الجواد الغبي من الأساس... إنه خطئي من البداية أنني وافقتك على الإقتراب من هذا الوحش "

و ها هي أولى أخطائهما التي كان محمود يخشى حدوثها .

دائما ما كان أسامة هو السبب الرئيسي لأي مشكلة... و لاحقا كان تورط توأمته معه أمر طبيعي لينال كلاهما العقابx ... أما هذه المرة كان الفضل في مشكلتهما يرجع لنزوة طفولية بالعبث مع حيوان أضخم من أن يستطيع طفلين في الثانية عشر من السيطرة عليه .

امتد شجار التوأم كزوج من الديوك المتعاركة ... غافلين عن المشكلة الرئيسية ... ذلك الجواد الهارب .. و ما يمكن أن يسببه هروبه من أضرار .

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 01:55 AM   #40

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

اتخذ محمود خطواته بروية ليقترب أكثر من الفتاه فسمع غمغمتها الخافته التي لم تلتقط أذناه منها سوى :

" يا الله ... ما هذه الورطة التي أوقعت نفسي بها .. كان يجدر بكِ البقاء بعيدا أيتها الحمقاء "

و لكن هذه اللحظة ما لبثت أن انتهت عندماx وطأ حذائه فرع شجرة جاف ليصدر تكسره صوتا جعل "فتاة المصعد" تلتفت متفاجئة من ظهوره.

أراد محمود أن يراقب ما هي مقدمة عليه لوقت أطول و لكن بما ان ذلك الفرع كشف عن وجوده فقد باتت المواجهة حتمية .

حين التفتت فريدة بحثاً عن مصدر الصوت رأت رجلاً طويلاً حاد الملامح عميق النظرات يراقبها بتيقظ ... و كان هذا إمعانا في سوء حظها فها هي محاولة فرارها قد باءت بالفشل .

باغتها ظهور ذلك الغريب و تسبب لها في صدمة جعلتها تتجمد في مكانها ... فلم يسعفها عقلها بمنفذ للهرب ... بل على العكس شعرت بكل التعب يعود إليها مرة أخرى للدرجة التي شعرت معها بأن قدماهاx غير قادرة على حملها..x شعرت أنها من المحتمل أن تفقد الوعي بين لحظة و أخرى .

حاولت فريدة عبثا التراجع بعيدا عن مرمى نظرات ذاك الغريب الذي يقف في مواجهتها يراقب كل حركة من حركاتها بصمت .

و لكن كان لفعلتها الأثر السلبي فرفضت قدماها المتعبتان الانصياع لأوامر عقلها ... لتسقط أرضا على مؤخرتها .

قابل محمود الذعر الكامن في نظراتها ... و لكنه هذه المرة لم يثر شفقته بل زاد من حنقه و غضبه .

و رغم ذلك لم تنقطع صلة الأعين بينهما ... بل إن نظراته العميقة الباردة قيدتها ما بين الترقب و التهيب .

و في كلتا الحالتين كانت غير قادرة على الفرار .

و فجأة قرر محمود أن ينهي حالة الترقب هذه لذا دنا منها و انحنى فوقها ثم امسك مرفقيها بخشونة و جعلها تنهض قسراً .

لم تعارضه فريدة تحت تأثير الخوف و الصدمة ... و كأنها قطعة من القماش يفصلها كيف يشاء .

لاحظ محمود هشاشتها الواضحة لذا تنفس بعمق عدة مرات ليهدأ من حدة الانفعالات التي تصخب بداخله و التي تخبره أن ثمة مصيبة تختبئ خلف هذا الوجه البريء .

و لكن رغم اضطرابه تحدث بهدوء أدهش فريدة :

" هل لي أن أعرف من أنتِ ؟ ... و ما الذي تفعلينه في مزرعتي "

لسانها المنعقد لم يسعفها برد على سؤال بسيط مثل هذا .. على أي حال هي لا تملك إجابة فهي لم تأتِ إلى هذا المكان بإرادتها.
تابع محمود :

" تظهرين فجأة بطريقة مريبة و ها أنت تتسللين بخفة كما لو كنتِ لص يسعى للهروب بغنيمته "

لم يغفل محمود عن نظرات الاستنكار التي أطلت من عيناها بمجرد ان تفوه بجملته الاخيرة ... و لكنها مع ذلك لم ترد ... لذا هزها برفق ليخرجها من شرودها ... مردفاx :

" إلام تسعين ؟ ... لا أعتقد أن شيء هنا يستحق السرقةx "

إلى هنا و كفى ... لم تعد فريدة قادرة على الصمت لوقت أطول.. فنبذت أي خوف تشعر به و استجمعت رباطة جأشها لتصيح بلهجة مستنكرة :

" السرقة؟!! ... هل تظنني سارقة يا هذا؟ "

" ربما"

قال محمود ذلك مبتسماً بانتصار .. فها هو قد نجح أخيراً في استفزازها حتى حصل على رد فعل صريح منها عدا عن التحديق إليه بعينان تحملان أطنان من الخوف و الرعب .

هدوء الرجل في مواجهتها و ابتسامته التي أثارت الضيق لديها كانا المحفز المثالي حتى تستعيد روحها الشرسة المتحدية ... لذلك تفاجأ محمود حين وجدها تتابع بتهكم مماثل للذي تحدث به قبل قليلx :

" على كل حال لقد أخبرتني أن مزرعتك ليس بها ما يستحق السرقة ... فلما لا تكون كريماً معي و تتركني بدلاً من الإمساك بي و كأنني مجرم فار من العدالة ؟.. بالطبعx إن لم يكن هذا الوضع يعجبك "

قالت جملتها الأخيرة و هي تناظره بوقاحة .. بينما محمود اتسعت ابتسامته بتسلية تخبرها بفشلها في استفزازهx .. فإن كانت تسعى لمعركة اتهامات متبادلة فهو لديه الكفاءة ليجاريها .. بل إن هذه لعبته المفضلة .

لذلك قال بهدوء يصل حد البرودx :

" ليس قبل أن تخبريني كيف انتهى الأمر بك في مزرعتي ... فكما أتذكر آخر مرة رأيتك بها كنتِ في ذلك المصعد"

" المصعد !"

رددت فريدة خلفه بذهول و كادت أن تنسى أنه لازال قابضا على ذراعيها ... حيث توهجت نظراتها بحنق و اشتعل شعور بالغضب في أعماقها جعلها تتغلب قليلاً على خوفها السابق ... لذلك هتفت بنبرة متهمة :

" إنه أنت "

زوا ما بين حاجبيه و هو ينظر لها متسائلاً بحيرة :

" أنا ماذا ؟ "

" أنت ذلك الرجل الذي كان يتصنع التشاغل بالتقليب في أوراقه داخل المصعد .. و ربما كنت نفس الرجل الملثم الذي ارتكب جريمة القتل و حاول اختطافي "

أومأ محمود برزانة و بعينيه تلك النظرة الجليدية قبل أن يتبع بسخرية تخالف جدية الموقف :

" نعمx .. معك حق .. لقد كان أنا ... أنا قتلت شخص ما و قمت باختطافك ... و قد أحرقت روما في طريق العودة ... هل لديك اتهامات أخرى لتلصقيها بي ؟؟؟ "

نعم لقد تذكرته ... من المحتمل أنها لا تتذكر ملامح وجهه بدقة و لكنها تتذكر هيئته بشكل عام و لكن كيف له أن يتسلح بهذا القدر من التبجح ليعترف أنه فعل ...

اوقف تسلسل أفكارها حوله جملته الأخيرة التي ترددت بصوته الساخر " و قد أحرقت روما في طريق العودةx "

إذن كان يسخر منها ؟

لم تستطع السيطرة على حنقها فصرخت في وجهه قائلة :

" اتسخر مني ؟"

" أنا أسخر منك ؟ .. بالطبع لا "

طريقته في الاستهزاء بها جعلتها تستشيط غضباً .. و ربما لو كانت يداها حرة لصفعته لتمحي ابتسامته المستهزئة عن وجهه ... و لكن بما أنه يقيد حركتها فلم تتمكن سوى من تسديد نظرة اتهام إليه و هو تقول بنبرة محتقرة :

" لقد قمت باختطافي أنت و ذلك الرجل الأخر و الآن تتجرأ و تسألني ما الذي أفعله في مزرعتك ... بل و تدَّعي أنك لا تعرفني !! .. يا لك من كاذب "

" قمت بماذا ؟؟ ... باختطافك !!! .. هل أنت مصرة على المواصلة في هذه المزحة الرخيصة ؟ "

صاح محمود بالمقابل بلهجة غاضبة مستنكرة و قد فاض به الكيل ... تجهم وجهه و بدا الحنق على معالمه بصورة رهيبة.

هيئته هذه جعلت فريدة تنكمش على نفسها و تحاول إبعاد وجهها عن نظراته التي هددت باحراقها حية و لكنه لم يترك لها فرصة للإفلات منه .. بل واصل صياحه الغاضب و هو يهزها بقوة ربما ليقحم ما سيقوله داخل عقلهاx :

" و الآن اسمعيني جيداx ... دعيني قبل كل شيء أوضح بعض النقاط لكِ ...

أولاً لم أكن اتصنع التشاغل أثناء تواجدنا في المصعد بل كنت مشغولا بالفعل للدرجة التي جعلتني غير قادر على تذكر ملامحك .

ثانياً أنا لست قاتل و لا مختطف و ليست لدي أدنى فكرة عن كيفية ظهورك المفاجئ في منزلي بهذا الشكل المريب .

ثالثاً و هو الأهم إن كنتِ تظنين أن افتعال فضيحة و ادعائك بأنني حاولت اختطافك قد يمكنك من ابتزازي للحصول على بعض من المال أو ربما الشهرة فأنتِ مخطئة ... لأنني لن أرحمك "

قال ذلك و هو يضيق قبضتيه على ذراعيها بعنف لم يعي أنه يستخدمه .

فتلفظ الفتاه بهذه الكلمات ببساطة جعل الجنون يتغلغل إلى أوردته فلا يرى سوى عواقب ما قد يحدث ان قررت هذه المجهولة اتهامه علانية بمثل هذه الإتهامات ... أو ربما ابتزازه للحصول على مال لا يملكه .

عدا عما يمكن أن يسببه اتهامها من أضرار لسمعته هو و كرم على حد سواء .

فإن كان قد اختفى بعيدا عن مطاردة الصحافة له طوال هذه السنوات دون أن يتوصل أحدهم لشيء حول حياته الخاصة .. فهو لا يود أن يعود الآن مع فضيحة كهذه .

اختطفها !!! ... يا لها من ورطة ... بل كابوس لاح أمامه في ثواني... جعله يندم لأنه لم يستمع لتحذير شهد قبل أن يستضيف شخص لا يعلم عنه شيئا في منزله .

كان غارقا في أفكاره غير منتبه لفريدة التي ترنحت في وقفتها و هي تشعر بدوار قوى يعصف برأسها مهدداً بسلب وعيها .

أصدرت تأوها خافتا أخرج محمود من شروده ... و كاد أن يتجاهل تعبها حين تنامى بداخله شك بأنها من المحتمل أن تكون مخادعة .

و لكن شحوب وجهها الظاهر و عيناها التي كانت تحافظ عليهما مفتوحتان بصعوبة أثارتا إهتمامه و شفقته على حد سواء .. فخفف من ضغط قبضتيه عليها و اكتفى باسنادها حين شعر انها على وشك فقدان الوعي .

أيا يكن هو ليس انسان متحجر القلب خالي من الشعور لذا أسندها حتى جلست على مقعد من مقاعد الحقيقة في ظل إحدى الأشجار .

ثم تركها لبرهة حتى تستريح قبل أن يسألها بخفوت حينما تذكر الجرح في مؤخرة رأسها :

" هل أنتِ بخير؟ "

اصابتها الدهشة لتبدل نبرته في الحديث و لكنها مع ذلك هزت رأسها بضعف علامة على ما تمر به و قبل أن يستأنف حديثه ... نظرت إليه ثم قالت بتوسل و هي تحاول أن تستدر عطفه بعدما لمحت القلق في نظراته :

" أرجوك.. الا ترى كم أنا متعبة ... أقسم لك أنني لا انتوي ابتزازك و لا أريد مالك فأنا حتى لا أعرفك لكي أتهمك بشيء ... و لا أعرف حتى كيف وصلت إلى هنا ... كل ما أريده منك هو أن تتركني انصرف لأعود من حيث أتيت "

تنفس محمود بعمق مفكرا فيما قالته و قد جذب حديثها إهتمامه و أثار لديه الكثير من التساؤلات .

نظر إليها نظرة جانبية تابع خلالها معالم وجهها الشفافة التي ضجت بتعب و إرهاق غير قابلين للتزييف .

وضعها قيد رقابة نظراته النافذة للحظة قصيرة بدت لها مثل ساعة ... كما لو كان يبحث عما يدينها و يثبت كذب ادعائها ... لذلك سألها بشك :

" هل حقا لا تعرفين من أنا؟ "

رفعت رأسها لتنظر إليه مليا ثم تنهدت تلك التنهيدة اليائسة .. و كانت نبرتها مشوبة بما تشعر به من إرهاق و هي تسأله :

" و هل يجدر بي ان أعرفك؟.. هل أنت شخص شهير لهذه الدرجة؟ "

لم يرد محمود ظنا منها أنها تسخر منه... ليس لأنه لم يكن يستبعد أن تكون لا تعرفه و لكن لأن هاجس خفي كان يخبره أنها مخادعة ... لهذا واصل تفحصه لها .

بينما تابعت فريدة مؤكدة صحة كلامها :

" ان كانت إجابتك بنعم فسوف أخيب أملك و أخبرك أنني لا أعلم من أنت حقا .. يجب أن تصدقني "

حافظ محمود على صمته و بعد لحظة تفكير لم يملك سوى أن يهز رأسه موافقا على منطقية حديثها ... ثم قال بهدوء :

" حسنا ... إذن كما أعتقد هناك سوء تفاهم كبير قد حدث .. فأنا لم اختطفك ... لقد وجدت أنك تحتاجين للمساعدة و لم أتردد في تقديمها و ان كنتِ تريدين العودة لمنزلك فأنا لن احتجزك هنا ضد إرادتك "

صمت محمود مفكراًx :

" على كل حال سوف أكون سعيد بهذا ... لا بأس بالتخلص من إحدى المصائبx "

" التخلص من إحدى المصائب!! ؟؟ ما الذي تنتويه ؟ "

هتفت فريدة باستنكار فأخرجته من شروده لينتبه أنه كان يفكر بصوتٍ عالٍ.. حيث رأى خوفاً عاد يتشكل على صفحة وجهها و كأن حديثه عن المصائب أثار شكوكها نحو كونه مختطف و قاتلx .. لذا سارع بنفي الإتهامات عن نفسه و هو يطمئنها بقوله :

" عن أي مصائب تتحدثين ؟ ... إنني أتحدث عن العمل "

نظرت له بشك ... فأردف بإبتسامة :

" صدقاً ... سوف أكون أكثر من سعيد بمساعدتي لكِx"

رغم ان فريدة لا تعرفه و لم يسبق لها رؤيته ... إلا أن شيئا به بدا مألوفا ... شيء جعلها تلتمس الصدق في حديثه ... أو ربما كان الأمل يحثها على ذلك ... على أي حال هي لا تملك خيار أخر .
إبتسامة مجاملة هي كل ما استطاعت أن تقدمه لتعبر له عن امتنانها إضافة لقولها :

" أشكرك لذلكx .. أتمنى أن أعود لمنزلي في أقرب وقت "

لم يستمع محمود لبقية جملتها ... حيث شتت انتباهه صوت جلبة عالية صادرة عن مبني يقع في مرمى النظر على مسافة غير بعيدة منهما .

تساءلت فريدة بدهشة و هي تلتفت كذلك لمصدر الصوت :

" ما هذا الصوت ؟!x "

التفت محمود لينظر إليها بعدما قطع بضع خطوات سريعة في اتجاه ذاك المبنى ثم توقف ليجيبها بيأس :

" إنه صوت المشاكل ... من فضلك لا تتحركي من هنا حتى أعود لك .. فأنا ... "

بتر جملته و زفر بيأس ثم عاد لمتابعة طريقه تاركاً فريدة متعجبة مما يحدث .

أما محمود ففي داخله أتم الجملة المبتورة بينه و بين نفسهx :

" فأنا لا تنقصني مشكلة جديدة ... لن أحتمل المزيد "

و لكن فريدة المتمردة لم تكن لتأخذ أوامرها من غريب مهما بلغ لطفه و هو يطلب منها ذلك .. لذلك رمت بأوامر محمود عرض الحائط و هي تتحامل على نفسها و تتبعه إلى حيث ذهب تاركة لفضولها القاتل حرية اقتيادها .

***************



إنتهى الفصل يا قمرات بتمنى يعجبكم إن شاء الله 😘😘


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.