آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-18, 10:21 AM   #41

HEND 2

? العضوٌ??? » 405305
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » HEND 2 is on a distinguished road
افتراضي


شكرا على الروايه



HEND 2 غير متواجد حالياً  
قديم 03-11-18, 11:57 AM   #42

HEND 2

? العضوٌ??? » 405305
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » HEND 2 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الروايه

HEND 2 غير متواجد حالياً  
قديم 04-11-18, 11:47 AM   #43

Flowerikram

? العضوٌ??? » 381447
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » Flowerikram is on a distinguished road
افتراضي

ملخص جميل جدا بالتوفيق ان شاء الله

Flowerikram غير متواجد حالياً  
قديم 04-11-18, 12:42 PM   #44

الفقيره الي الله

? العضوٌ??? » 309944
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » الفقيره الي الله is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
الفصل الأول :


المحتوى المخفي لايقتبس
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه وااااااحلوووووووووووووووو ووووووووووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد
حلووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااايد


الفقيره الي الله غير متواجد حالياً  
قديم 04-11-18, 06:27 PM   #45

zahra0

? العضوٌ??? » 295874
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 660
?  نُقآطِيْ » zahra0 is on a distinguished road
افتراضي

hiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

zahra0 غير متواجد حالياً  
قديم 07-11-18, 01:38 PM   #46

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتهال وعمر واستفزازاته لها وقلقها على الحصان المختفى
وشقاوة التوام
شهد ستندم اذا جعلت اكرم يختار بينها وبين عمله
الغبية فريدة لم تستمع لمحمود بالبقاء وفضولها غلبها
بانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





قديم 08-11-18, 05:26 PM   #47

{سحــ الثلج ـر}
 
الصورة الرمزية {سحــ الثلج ـر}

? العضوٌ??? » 145079
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 729
?  نُقآطِيْ » {سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute{سحــ الثلج ـر} has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرااا ع الروايه الجميله جدا والرائعه

{سحــ الثلج ـر} غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 16-11-18, 09:36 PM   #48

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع

الفصل الرابع.. ان شاء الله يعجبكم ❤


***************

بعيدان نحنُ ومهما افترقنا
فما زال في راحتيكِ الأمانْ ..
تغيبين عني وكم من قريب ..
يغيبُ وإن كان ملءَ المكان
فلا البعد بعني غيابَ الوجوه
ولا الشوق يعرفُ .. قيد الزمن.

"فاروق جويدة"



***************


هل من الحماقة أن تثق في شخص بالكاد تعرفه ؟ .. شخص رأيته فقط منذ بضع ساعات ... حتى يصل بك الأمر إلى طلب مساعدته.

نعم إنها حماقة مطلقة ... و خاصة فيما يتعلق بالثقة و لكن طلب المساعدة أمر آخر فليس من الضروري أن يكون نتاجاً للثقة بل ربما كان انعكاس لليأس ... يأسها في الحصول على مساعدة .

كان هذا هو الحال مع ابتهال و عمر.

ربما لم يجدر بها أن تطلب مساعدة ذلك الرجل على وجه التحديد .

فقد خلصت إلى حقيقة واضحة بعد فترة قصيرة من التجول بلا هدف بحثاً عن تيمور و كان مفادها أن التواجد مع ذلك الرجل الغامض مجرد مضيعة للوقت و خاصة مع ثرثرته التي لا تتوقف و كأنهما يعرفان بعضهما منذ الأبد و ليس منذ عدة ساعات فقط .

طريقته هذه وضعت المزيد من الضغط على أعصابها المتوترة بالأساس ... و ذلك ما دفعها إلى التوقف عن التقدم معه أكثر في هذا الطريق الذي بدا بلا نهاية و بلا فائدة تُرجى كذلك .

زفرت ابتهال بتعب و هي تعطيه نظرة اسبغت عليها كل الطاقة السلبية التي تطوف بداخلها .. ثمx قالت بحزم :

" لقد ابتعدنا كثيراً و لا أعتقد أن تيمور وصل إلى هذا الحد"

التفت إليها عمر بعدما كان قد سبقها ببضعة خطوات .. و نظر لها للحظة مفكراً ثم هز رأسه بموافقة .. و قبل أن تقول شيء.. اقترح عليها :

" لنعد من حيث أتينا.. ربما وجده أحدهم"

قال هذا تحت تأثير إحساسه بالذنب و خاصة بعدما التمس ارهاقها البين .

و بالفعل قفل كلاهما عائداً على نفس الدرب الذي قطعاه قبل قليل .

كان عمر واثقاً من أن تيمور لم يبتعد إلى هذا الحد .. و لكنها كانت فرصته الذهبية ليحظى بمزيد من الوقت مع هذه الفتاة التي نجحت في إثارة إهتمامه منذ اللحظة الأولى لرؤيتها .

فحين استفاق من غفوته على صوتها لم يكن يظن أنها ستنجح في تفتيت هالة البرود التي يحيط نفسه بها .

و الفضل في ذلك يرجع إلى العفوية الصارخة التي بدت عليها و صورتها المتحررة من أي مظاهر للكذب أو النفاق الإجتماعي الذي عرفه مع غيرها من فتيات المدينة .

بدت مجرد امرأة ريفية بسيطة تمازح حصانها الجامح دون حواجز من الترفع أو الاشمئزاز .. بل للغرابة كانت تعامله كأنه إنسان حقيقي .

ربما جنون اللحظة هو ما دفعه للوقوف بطريقها بهذا الإصرار ...و لكنه أيقن أن التواجد في محيطهاx تجربة مثيرة تستحق المغامرةx .

و لكن أي شخص أخر كان ليخالف عمر الرأي فقد كانت ابتهال صامته حد إثارة الضجر ... فقابلت ثرثرته بالتجاهل التام و رغم ذلك لم يبدو عليه أي ضيق أو ملل و هذا ما استنكره على نفسه بشدة .

و لم يكن أحمق ليلتقط كل هذه الإشارات... فقد صعبت عليه مهمته ليس بالكلام و إنما بزفرات الضيق التي ندت عنها و حركاتها المتململة .

ربما دفعها قليل من اللياقة المتبقية لديهاx ألا تجعله يشعر بتجاهلها خاصة و هي التي طلبت مساعدته ... و لكنه كان أكثر من بارع في قراءة لغة جسدها و التقاط الشحنات السالبة الموجهة نحو شخصهx .

***************

حين دلفت صفاء إلى مكتب محمود لتخبره بما حدث لم تجده و لكنها رأت الباب المطل على الحديقة مفتوح لهذا خمنت أنه غادر من خلاله إلى الخارج .

و قبل أن تعود أدراجها إلى الداخل لفت أنظارها جسدين ضئيلين يتسللان بحذر ... لقد كانا التوأم!.

كانا يتهامسان حينما نفذا من خلال فجوة صغيرة مفتوحة في سياج الشجيرات القصيرة التي تحيط حديقة المنزل .

كانت هيئتهما تصرخ بأنهما مذنبين ... هاربين من جرم ما .

و لتكتمل الصورة و تترسخ الفكرة في عقل صفاء حاولا التسلل من خلال إحدى النوافذ المفتوحة إلى الداخل ... تماما مثل تلميذين مقدمان على الفرار من فوق أسوار المدرسة .

حيث انحنى أسامة و كادت أسيل أن تتسلق فوق ظهره لتبلغ النافذة المرتفعة بعض الشيء .. و صاحت الفتاه بنزق :

" لما تتعامل مع الأمر بكل هذا القدر من البرود فلتسرع قبل أن يرانا أحدهم .."

قاطعها شقيقها بصياح مماثلx :

" اصمتِ تماما أسيل ... لا يحق لكِ التذمر بعدما تورطت معك"

ضحكت لتغيظه... قائلة :

" و ما الجديد؟"

لم يتسنى له الرد على استفزازها حينما باغتتهما صفاء قبل أنxيمتد عراكهماx .

و كم كانت أكثر من سعيدة للقبض عليهما بالجرم المشهود .

حتى و لو كانت تجهل ما فعلاه و لكن يكفي هذا الوضع المريب ليفصح عما اقترفاه من أخطاء .

انقضت عليهما ممسكة كل واحد منهما من أذنه ... فصاحا بألم محاولين التملص منها و لكن كان ذلك واحد من المستحيلات .

و على الفور بدأ استجوابها :

" و الآن أخبراني أين كنتما منذ الصباح؟.. اعترفا .. أي مصيبة ارتكبت أنت و هي ؟ "

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 16-11-18, 09:40 PM   #49

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع


" أنا واثق من أننا سنجده "

قال عمر ذلك فقط ليكسر حاجز الصمت بينه و بين ابتهال حين اقتربا من أبنية الحظائر التي كانت نقطة البداية في مسيرة البحث التي استمرت لما يقرب الساعة دون هدف .

لم يكن ينتظر منها سوى التجاهل كالمعتاد و لكنها خالفت ظنه حين ردت بأمل :

" يا الله .. إنني أتمنى ذلك بشدة .. قبل أن... "

بترت جملتها بجزع لم ينتبه له .. حيث غرق في أفكاره ... إلى أن قال :

" لقد بدا غاضباً بصورة غير طبيعية ... هل هذا أمر طبيعي؟ "

افلتت من ابتهال نظرة اتهام و كأنها تهتف به في داخلها ( أنت السبب) و لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة بل لجأت إلى صمتها مرة أخرى .
x
الا أنها أدركت أنه من الاجحاف أن تلصق به مثل هذا الإتهام ... لذا ردت أخيراً بشيء من الحرج :

" تيمور دائما ما كان غاضب و جامح حد الجنون .. و على الأخص بعد ما حدث مع ماسة و ما فعله محمود ... الغرباء و الاصوات العالية من مسببات ثورته و حينها لا أضمن ما قد يفعله ... أخشى أن يؤذي أحدهم "

لم يستطع كبح جماح فضوله فهتف بتساؤل :

" حادث ؟.. أي حادث هذا ؟ "

لم تنبه ابتهال إلى أنها صرحت بأكثر مما تريد إلا حينما لمحت الفضول في نظراته .

عادت بذاكرتها إلى ذاك الحادث قبل أشهر ... و على الأخص لذلك المشهد لمحمود و هو يقتل ماسة فقد كان يتكرر في ذهنها بإصرار ... لابد أن هذا هو الذي سبب التوتر لتيمور حينما اقتربا من المزرعة .

أخرجها عمر من شرودها بسؤال اخر :

" و لكن السؤال الأهم ما العلاقة بين كل ما يحدث الآن و بين محمود .. هل له علاقة بذلك الحادث الغامض؟ و من ماسة هذه ؟"

تساءل عمر بارتباك عاجزاً عن ربط الخيوط ببعضها .

يا الله .. ما الذي جعلها تتعثر بهذا الرجل.. و في هذه الساعة تحديدا؟ .

إضافة لصفاته المنفرة يمكنها أن تضيف له صفة الفضول .

أقرت بحقيقة أنها للمرة الأولى تفشل في الحكم على أحدهم بهذا القدر ... فقد نجح عمر في مخالفة الانطباع الأول الذي أخذته عنه من أنه رجل بارد لا يكشف عما يدور بداخله بسهولة .

فمن يرى فضوله و ثرثرته لا يظن أنه نفس الشخص المتعالي الذي رفض أن يعطيها حتى و لو نظرة إعتذار.

أغمضت ابتهال عيناها للحظة قبل أن تفتحهما قائلة بإنزعاجx :

" تيمور ليس لي .. أنا فقط الطبيبة المشرفة على علاجه .. إنه ملك لمحمود و قد تركه في حوذتي حتى تنتهي فترة معالجته بعدما أوشك على الموت "

حين أجابت سؤاله بهذا القدر من الجفافx كانت تريد أن توصل له رسالة مفادها ( لا مزيد)x ... و قد التقط اشارتها بسهولة .

رغم أن تلك الإجابة لم تشبع فضوله .. و رغم أنه لم يفهم كل أبعاد هذه القصة الغريبة إلا أنه على الأقل فهم سبب توترها .. إكتشف السر خلف كل هذا الدأب في البحث عن الجواد ... لهذا قال و كأنه يقر حقيقة واضحة مثل وضوح الشمس :

" و الآن أنتِ خائفة من أن تفقدِ عملك بسبب هروب تيمور ؟"

تخلل نبرته الشفقة و شيء أخر لم تستطع تفسيره و لكنها لم تتعب نفسها في التفسير بل توقفت في مكانها و كادت أن تصدمه بحقيقة الوضع.

و لكنها لم تجد الوقت لتفعل فقد وجد كلاهما فتى مراهق يهرول باتجاههما و على وجهه علامات القلق ... ما دفع ابتهال إلى أن تعدو نحوه لتستقبله بقلق مماثل جعلها تهتف به :

" يوسف !.. ماذا حدث ؟ "

توقف الفتى أمامها لاهثا يلتقط أنفاسه بصعوبة .. غير قادر على الرد و هذا زاد من توتر أعصابها ... فعادت تهتف به :

" هل والدتك بخيرx ؟.. أهي غيبوبة سكر أخرى ؟ "

أخيراً رد بنبرة متحشرجة من بين أنفاسه المتلاحقة و هو يهز رأسه بنفي :

" لا .. ليست أمي .. إنها بخير"

" إذن ماذا حدث؟ "

" إنه تيمور "

تلك الجملة كانت الباب الذي انفتح على جملة مخاوفها .

***************

" و الآن أخبراني أين كنتما منذ الصباح؟.. اعترفا .. أي مصيبة ارتكبت أنت و هي ؟ "

نجح أسامة في التملص منها بنزق و هو يمسك بأذنه متألما ... ثم قال ببراءة تامة و نظرة حمل وديع خائف يواجه ذئباً شرس :

" لا شيء .. لم نفعل شيء"

" حقا ؟ "

تساءلت بحاجب مرتفع .. ليواصل هو دفاعه بحزم :

" كنا نلقي نظرة على المزرعة ... لقد وصلنا بالأمس فقطx لهذا اقترحت على أسيل أن نخرج لتفقد حظيرة الدجاج و نرى إن كان هناك جديد"

ضيقت صفاء عيناها و هي تنظر له بتفحص و كأنها تخبره ( ابحث عن كذبة أخرى).. و لكنها عوضاً عن ذلك قالت بهدوء مريب :

" ان كان الأمر يقتصر على مجرد نزهة بريئة فلما تتسلل بهذا الشكل و كأنك لص مقدم على سرقة مصرف؟ "

زفر أسامة بملل قبل أن ينظر إلى توأمته ممتعضا كما لو كان يلومها على إلحاحها الذي أوقعهما في قبضة صفاء الفولاذية.

ثم أعاد نظراته إليها مرة أخرى قائلاً بنفس البراءة :

" و ما الخطأ في ذلك ؟ ... تعرفين ما ستفعله أمي حين تعلم بأننا خرجنا صباحاً دون الاستئذان منها ... إضافة إلى أنها تكره ذهابنا إلى تلك الحظيرة "

وصل كلاً من شهد و كرم في هذه اللحظة إلى حيث تقف صفاء و التوأم و حين سمعا دفاع أسامة كادت شهد أن تضحك لذلك المشهد المعتاد .

حيث رسمت صفاء على ملامحها علامات التفكير العميق ثم اتبعتها ببوادر إقتناعها الزائف لتخدعه ... تلك اللعبة التي تلعبها دوما مع أسامة و كأنها تصدقه .

تفعل ذلك فقط لتجد حجة للتراجع عن عقابها .. فهي رغم كل شيء ليست بالقسوة التي تبديها للأخرين .

تركت كذلك أذن أسيل التي بدت صامته على غير العادة ... و تلك كانت علامة من علامات الذنب التي نبأت شهد بأن الشعور القوي الذي راودها عند الصباح بأنهما افتعلا حماقة ما ... كان صحيح .

و كانت العلامة الثانية لدى أسامة... فتلك النبرة الواثقة التي يتحدث بها قد يخدع بها أي شخص سواها .

و قبل أن تستفسر حدث معها كما حدث مع محمود قبل قليل ... حيث جذب انتباه الجميع صوت الجلبة القريب .

تبع الجميع إتجاه الصوت و أوشك أسامة أن يتسلل مبتعدا و لكنه قرر البقاء حين رأى أسيل على وشك البكاء بسبب مخاوفها التي يبدو أنها قد تتحقق قريبا .

***************

الخيول كائنات شديدة الحساسية تكره الوحدة و تتأثر بفقد رفاقها سواء كانت من نفس نوعها أو حتى لو كانوا من البشر .

و في سبيل ذلك فهي تعيش مظاهر الحداد التي يعيشها الإنسان عند فقد أحبائه .

ما بين فقدان شهية و عزوف عن النشاط و إبداء الكسل و العصبية و الاستياء ... هذا ما قرأته ابتهال في مكان ما .

لقد اختبرت كل ذلك بحذافيره مع حالة تيمور طوال الأشهر الماضية .

فحين هرب من التوأم كان خائفاً .. لهذا لجأ إلى المكان الوحيد الذي إلتمس فيه السكينةx ... حيثما تنامت اجمة متشابكة ظللت حوض الماء بصفاءه الخلاب .

بينما كانت ابتهال تبحث عنه بجنون بمساعدة وهمية من عمر الذي لم يتعدى دوره إلا مصدر للإلهاء بطريقته اللا مبالية العابثة .

و لكن لحسن الحظ وجد أحد العمال الجواد الشارد و حين حاول إعادته للإسطبل حدث ما كانت تخشاه ابتهال .

فقد ثار بشدة و أطاح بالرجل أرضا ليصيبه جرح غائر في رأسه قبل أن يحصل الرجل على مساعدة في السيطرة عليه و إعادته إلى حظيرته ... هذا ما أبلغها به يوسف .. مساعدها الصغير .

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
قديم 16-11-18, 09:43 PM   #50

Eman Sakr

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Eman Sakr

? العضوٌ??? » 377138
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » Eman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond reputeEman Sakr has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع

المقاومة التي بذلها تيمور للدخول إلى حظيرته و الأصوات العالية و وجوه الغرباء ... كل هذه الأمور ساهمت في إثارته .. حيث بدا غاضبا و على وشك تحطيم كل ما حوله و الإطاحة بالرجال الممسكين به .

كان جامحاً أكثر من أي وقت مضى حتى أوشك أن يؤذي نفسه بسبب فرط حركته .

و كان صوت صهيله المرتفع علامة على مدى جنونه و جموحه و التهديد الذي يشكله على من حوله .

فقد ارتفع على قوائمه الخلفية و كاد أن ينهال بحوافره على الرجل الممسك بالحبل الملتف حول عنقه بعدما انقطع لجامه .

حين وصلت ابتهال و رأت ما يحدث صدمت و كادت أن تبكي حرفيا بسبب شعور عميق بالذنب روادها و على الأخص حينما رأت العامل الذي جُرحت رأسه .

كانت تلوم نفسها بشدة على اهمالها ... فلو حرصت على ربطه جيدا أو تركه بحوزة أحد العمال لما هرب ... بل لم يكن من الواجب عليها أن تخرجه من بيئته الآمنة لتجلبه إلى هذا المكان الذي يثير توتره ... هذه الأفكار كانت تنخر رأسها يغذيها الشعور بالذنب .

تقدمت ابتهال من الجواد على أمل أن يهدأ حينما يرى وجهاً مألوفاً ... و لكن عقلها كان مشغول في إيجاد البديل في حال فشلت محاولتها .

راقب عمر الذي التصق بها في كل مكان ما تفعله .. كان معجب بشجاعتها في التقدم من مصدر خطر محقق مثل هذا الجواد الثائر .

و لكن إعجابه كان ممزوجا بقدر من الخوف لم يملك القدرة على التخلص منه... كما لم يملك السلطة لمنعها مما تفعل لتسكين خوفه .

و ربما كان محقا في شعوره .. فقد حدث كل شيء فجأة .

تقلص غضب الحيوان قليلاً حين أزالت ابتهال ذلك الحبل المربوط حول عنقه و الذي تسبب في إثارة جنونه بدرجة أكبر .

أوشك أن يتجاوب مع محاولتها لتهدئته ... و لكن تصرف أحمق صدر عن أحد الرجال كان السبب في استحضار أشباح جنونه من جديد .

مجرد صوت أصدره الرسن الذي حاول الرجل وضعه حول رأس تيمور كان أكثر من كافيا لذلك .

حاول عمر أن ينبه ابتهال إلى ذلك حين رأه يرتفع على قوائمه الخلفية .. فصاح بخوف و هو يتقدم منها ليبعدها عن مصدر الخطر:

" انتبهِ "

و لكنه لم يجد الوقت الكافي لإبعادها كما أنه لم يعرف لها اسم كي يذيل به تحذيره .. ليدرك في هذه اللحظة كم هو أحمق لأنه في وسط الكثير من الحديث الذي دار بينما لم يتوقف قليلاً ليسألها عن إسمها .

و لكن أيا يكن إسمها فقد طار تحذيره أدراج الرياح ... ببساطة لأنه جاء متأخرا .. فقد سبقه تيمور و أطاح بها أرضا.

و كما وقعت قبل أن يتمكن من الوصول إليها ... كذلك تمكنت من النهوض بكبرياء قبل أن يمد أحدهم يد المساعدة لهاx متجنبة بذلك الدهس تحت حوافر الجواد الثائر .x

دخول محمود المفاجئ قاطع هذه المسرحية الهزلية التي كان بطلها تيمور.

تنحت ابتهال جانبا لتقف في الزاوية تراقب ما سوف يحدث ... و لم تكن معالم الأسى على وجهها بسبب إصابة رسغها فحسب .

بل كان منبعها الأصيل هو الخوف من تكرار ما حدث سابقا مع جواد أخر .

فهذا الموقف بدا و كأنه انعكاس لموقف مشابه مع فارق زمني لم يتجاوز بضعة أشهر ... حدث ذلك في السابق مع ماسة .

جموحها جعلها تؤذي رجلاً حاول إيقافها لينتهي بها المطاف بإصابة بالغة لم يكن الشفاء منها سهلا .

و كان الحل الأسرع و الأكثر رحمة و الذي قد يريحها من عذابها هو القتل .

و قد كان ... فقد قتلها محمود رمياً بالرصاص .. قتل لم يخطط له و رغما عنه كان على مرأى و مسمع من تيمورx .

كان هذا سبب عصبيته و إجفاله كلما سمع صوتا عاليا.

تماما كما حدث عند حوض الماء صباحا حين ظهر عمر فجأة .

انتبهت ابتهال من شرودها على صوت محمود الذي كان يتحدث للرجال من حوله مستفهما عن طبيعة الوضعx .

فتسارعت دقات قلبها و هي تتخيل ما سيحدث تاليا .

لقد عهد إليها محمود برعاية تيمور بعد ذلك الحادث حينما زهد في الطعام حتى أوشك على الموت و رغما عنها ارتبطت بذلك الكائن المسكين ... لذلك ان قتله محمود الآن فهي لن تتجاوز شعورها بالذنب .

و لكن ما اذهلها حقاً أن الجواد بدأت نوبة ثورته تتراجع بمجرد رؤيته لمحمود الذي التقط الرسن الذي ألقاه الرجل أرضا ثم أمر الجميع بالخروج .

الجواد الذي قلت عصبيته بصورة ظاهرة لم يتخلى عن حركات قوائمه التي كانت تضرب الأرض بعصبية ... و لم يمنع هذا محمود من الإقتراب منه أكثر .

لم يكن يخشى أن تعاود الحيوان نوبة جموح أخرى و التي قد تكون عواقبها وخيمة عليه ... فذلك الحيوان الضخم قادر على سحقه بحوافره .

بل كان كل خوفه منصب على ما قد يضطر إلى فعله لو واصل تيمور ثورته .

لم يتخيل أنه قد يضطر إلى قتله كما فعل مع ماسة ... فلا زالت تلك الذكرى تؤلمه .

امتدت يد محمود لتربت على غرته و لكنه أجفل مبتعداً عنه و كأنه بفعلته هذه يعنفه عما فعله سابقا .

إلا أن محمود لم ييأس بل عاود الكرة بإصرار حتى استسلم له أخيراً ... فرغم كل شيء كان الجواد يشتاق لرفقة سيده .

استمر في التربيت على عنقه ملاطفا حتى بات أقرب و لم تعد هناك مساحة تفصلهما حينها بدأ محمود يهمس له بشيء ما .

لم تسمع ابتهال أي مما يقوله محمود و لكنها كانت مأخوذة بذلك التناغم الذي بدأ يتصاعد بينهما تدريجيا حتى نجح أخيرا في تثبيت الرسن حول رأسه و عنقه .

ظنت أن محمود لم ينتبه لوجودها لذلك وقفت تراقب ما يحدثxبأنفاس مبهورة .

فحين أمر الجميع بالخروج امتنعت هي ..x ليس لكونها طبيبة و قد يحتاج لمساعدتها ...بل لأنها أرادت أن تتواجد حتى تتأكد أن محمود لن يقدم على فعل شيء أحمق كقتل الجواد مثلا .. فسوف تمنعه لو حاول .

و لكن حين رأت ما حدث قررت التسلل خارجا قبل أن ينتبه محمود لوجودها .

راودها شعور بأنها تتطفل على تلك اللحظات التي تحمل قدراً كبيراً من الحميمية .

لذا تحركت صوب باب الخروج المفتوح على مصرعيه بهدوء و كادت أن تخرج لولا محمود الذي التفت فجأة و قال لها :

" دكتورة ابتهال ... هل لكِ أن تنتظري قليلا ؟ "

***************

تقدم كرم الجميع مقتربا من المبنى الذي يستخدم كحظيرة لتربية الدواجن و الأرانب ملحقا به جزء صغير منفصل خاص بالخيل .

ليس إسطبل بالمعنى الحقيقي ... لأن محمود لم يكن يملك إلا جوادين فقط لا غير .. و لكنه مع ذلك كان مجهزاً بصورة جيدة .
كان الجميع يجهل ما يجري عدا عن التوأم.

أسيل التي يقتلها الذنب و الخوف من انكشاف ما فعلته هي و أسامة الذي كان غير مباليا بأي مما يحدث .

و حين وصل كلا من كرم و شهد إلى الإسطبل كان محمود قد أخرج الجميع .. فتقدم كرم ليساعده على تهدئة تيمور و لكن شهد تمسكت بذراعه بقوة قبل أن يبلغ الباب هامسة :

" كرم.. أرجوك انتظر"

نظر إليها متعجبا و قبل أن يتفوه بكلمة اعتراض واحدة أشارت له بعيناها إلى حيث تقف ابتهال التي تراقب ما يفعله شقيقها بأسى .

تلك اللحظة الفريدة التي خرج فيها محمود من معتزله .. يجب أن تستغلها أحسن استغلال .

تأمل كرم ما يحدث مليا قبل أن يعود بنظراته لتلك المتشبثة بذراعه باستماته ثم قال :

" هل هذا هو الوقت المناسب لمخططاتك الحمقاء؟ "

كان يتخلل نبرته عتاب قوي مع نظرة زاجرة صارمة كما لو كان يتحدث إلى طفلة مذنبة ... و لكن ذلك لم يردع شهد... فحين تخلص من قبضتها و هم بالدخول قطعت طريقه لتقف أمامه قائلة بتوسل:

" أرجوك انتظر قليلاً .. فقط لوقت قصير و حينها إن لم يفلح محمود في تهدئته فافعل ما شئت "

" انتظر قليلاً؟ "

ردد باستنكار متجاهلا استعطافها الطفولي ... ثم اخفض نبرته بعدما رأى أن التوأم يتابع الموقف كذلك :

" شهد... من فضلك اتركيني حتى أبعد شقيقك المجنون عن الجواد قبل أن يقتل تحت حوافره "

و لكنها كانت متمسكة برأيها لأخر لحظة و خاصة بعدما رأت أن الجواد أصبح أكثر هدوئا و بدأ بالانصياع لمحاولة محمود .. فهتفت بانتصارx :

" انظر .. لقد نجح محمود في السيطرة عليه و هو قادر تماما على التعامل معه بمفرده .. لهذا أرجوك لا تفسد مخططاتي التي تعبت لأجلها و لوقت طويلx "

تنهد كرم بيأس و هو يشيح بنظراته بعيدا عن وجهها الذي ارتسمت عليه علامات المؤامرة... ليتابع ما يفعله محمود بحنق .

و لولا مقدرة محمود على التصرف دون مساعدتهxكما قابت زوجته لم يكن ليمتثل لرجائها الأحمق .

و رغما عنه شرد بتفكيره مع وضعهما المتوتر .

فإن كانت تخطط و تسعى بكل هذا الإصرار من أجل انجاح علاقة ليس هناك من أمل حتى و لو كان ضئيل لتتواجد على أرض الواقع .. فلما لا تبدأ بالتخطيط لإنقاذ زواجهما ؟.

لم يستطع منع الضحكة الساخرة التي افلتت منه .. و قد تفاجأت شهد بذلك إلا أنه لم تعلق و عادت لتتشاغل بما يحدث بين محمود و ابتهال .. و حين توقف دنا منها قابضا على ذراعها بعنف ثم همس بصوت مشبع بما يعتمل في نفسه من مرارة :

" أنتِ حقا لا تضيعين وقتك .. أتمنى فقط أن تتعاملِ مع ما بيننا بنفس القدر من الحرص "

قال ذلك و دفعها بعيدا عنه بخشونه قبل أن يستدير مبتعدا .

تركها تقف مكانها بشحوب تراقب انسحابه و تقاوم الدموع التي تهدد بالهروب من معقلها الحصين .

لقد وعدت نفسها ... لن تبكي ... سوف تتجلد ... سوف تخرج بزواجهما من هذا الوضع المتأزم حتى إن تطلب الأمر محاربة كرم شخصيا ... و لن تهزم بسهولةx.

و لكن يا لها من كاذبة ...

***************

" دكتورة ابتهال ... هل لكِ أن تنتظري قليلا ؟ "

أغمضت عيناها لوهلة و هي تتسائل بعجب كيف شعر بوجودها رغم انشغاله .

أوشكت أن تتجاهل حديثه و تهرب بعيدا خوفا من سماع ما قد يؤذيها .

و لكنها عوضا عن ذلك فتحت عيناها و أخذت نفس عميق قبل أن تستدير لتواجهه .. و قبل أن يعنفها أو يلومها ... قالت بإندفاع و كأنها تسعى لدرء تهمة الإهمال و إنعدام المسؤولية عن نفسها :

" قبل أن تقول شيء أود الإعتذار منك بشدة ... أعرف أن ما حدث كان تقصير من جانبي و ان تيمور كان من المحتمل أن يؤذي نفسه بصورة أكبر و لكن نيتي كانت حسنة .. فقط أردته أن يحظى بــ "

توقفت ابتهال فجأة عن الحديث و أستردت الأنفاس التي سلبت منها بسبب اندفاعها في الحديث حين رأت ابتسامة محمود التي اتسعت رويداً حتى شكلت ضحكة هادئة .

لم تعرف هل يجب عليها أن تغضب أم تسعد لذلك .. سيطرت عليها الحيرة لجهلها بالأسباب التي دفعته للضحك .

أخيراً تحدث محمود ليرحمها من حالة الحيرة التي تعصف بها ... حيث هز كتفيه بلا مبالاة قائلا :

" لا يجب عليكِ الإعتذار ... أعرف كيف يتحول تيمور إلى جواد جامح و صعب المراس أحيانا .. و أعتقد أن العكس هو ما يجب أن يحدث "

تسائلت بخفوت :

" ماذا تقصد ؟ "

" أعتقد أن الشخص الذي يجب أن يعتذر هو أنا "

رفعت حاجبيها بدهشة و هي تبحث في وجهه عن أي معالم للسخرية و لكنها وجدت الجدية تفترش قسمات وجهه ... لذا سألته بحذر :

" لما ؟!! "

" لأنني أثقلت كاهلك برعاية الجواد لأشهر طويلة ... و ها هو الآن في أحسن أحواله بعدما كنت يائس و فاقد الأمل في مواصلته للحياة ... لذلك سوف نعتبر أن ذلك الحادث الصغير لم يحدث بل سيكون بمثابة تمهيد لعودة تيمور إلى مزرعتي .. حسنا ؟ "

تغلب على الانزعاج الذي عصف بها بسبب قرار إستعادة تيمور شعور أقوى يحركه الذهول .
نظرت له ابتهال بانشداه ... و هي تبحث في معالمه عن تأكيد لما سمعته منه

هل يسألها حقاً عن رأيها الشخصي في إستعادة ما يخصه!! .

هزت ابتهال رأسها بلا معنى و كأنها تخرج نفسها من لحظة الأمل التي عصفت بقلبها .. و في سبيل ذلك كادت أن تصفع نفسها حرفياً لمدى الحماقة التي تتلبس أفكارها كلما تعلق الأمر بمحمود .

هتفت بينها و بين نفسها :

" ماذا اعتقدتِ ؟ ... بالطبع يسألك عن رأيك الطبي أيتها الغبية "

و برباطة جأش اكتسبتها بصعوبة قالت له :

" حسنا.. يمكنك بالطبع استعادته .. حالته باتت أفضل كثيراً و لكنه يحتاج لاهتمام كبير و هذا ما يجب أن توفره له .. كما أنه... "

و كأنه قرأ أفكارها السابقة .. فهز رأسه بنفي و هو يقاطعها قائلا بنفس النبرة الجادة :

" لم أكن اسألك عن رأيك الطبي .. أريد أن اعرف رأيك الشخصي .. هل استرجاعي له قد يسبب لكِ أي انزعاج ؟ "

هل يحق لها الآن أن تندهش ؟

بالطبع ... فهي لا تصدق أن محمود قال ذلك ... ليس و كأنه طلب يدها للزواج أو ما شابه .

بل لأن محمود الذي عرفته على مدار سنوات كان إلى حد كبير إنسان لا مبالي أو على وجه التحديد بعدما فقد زوجته .

فلم يعد يهتم برأي أحدهم أو بمشاعره .

لذلك لن يهمه بالطبع ما ستشعر به حين يستعيد جواده الذي ارتبطت به .. إذن ما الذي يدعوه لمثل هذا السؤال ؟ .

التمس محمود حيرتها.. لذلك لم يجد بديلاً عن توضيح السبب خلف سؤاله :

" لقد لمح الدكتور فؤاد برغبته في شراء تيمورxبأي ثمن "

" أبي؟.. هل فعلاً ذلك حقا ؟ "

تسائلت ابتهال بعدم تصديق مع ابتسامة واسعة دلت على مدى سعادتها بتفكير والدها في أمر كهذا .. ففي قرارة نفسها ودت لو عرضت على محمود أن تحتفظ بتيمور أيا كان الثمن و لكنها كانت تعلم أنه من المستحيل أن يفرط فيه .

" نعم "

قال محمود باقتضاب ثم أردف بإتزان بعد لحظة صمت :

" أخبرني والدك أنك متعلقة به بشدة .. و أنا لا أستطيع انتزاعه منك بعدما ساعدتِ على شفائه "

توسعت عيناها لأقصى حد بعد ما قاله .. و التمعت بداخلهما فرحة عارمة فبدت مثل طفل صغير تحققت أمنيته و هي تهتف بأمل :

" و لكنك لن تبيعه .. هل ستفعل ؟"

نظر إليها مليا ثم عاد يهز كتفيه بنفس الطريقة اللا مبالية ... قبل أن ينفي :

" بالطبع لا ... لذا يجب أن نجد حل وسط "
رغم علمها المسبق بالإجابة إلا أنها لم تستطع منع الخيبة التي ظهرت في نبرتها و هي تتسائل :

" حل وسط؟!! "

شردت ببلاهة تفكر فيما قاله و لكن محمود لم يقف لمزيد من الأحاديث حيث خرج و تركها تبحث وحدهل عن ذلك الحل السحري .

***************


Eman Sakr غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.