آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-18, 06:38 PM   #101

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
على يجب علية ان يشعر بقيمة سما فى حياتة
و اعتقد سوف يفعل عندما تحاول سما الابتعاد
وسوف يرفض الطلاق فهو لا يريد الابتعاد عنها ...
ادهم الغبى يريد الهروب من اسيل ب ارتباطة
ب اخري و اعتقد سوف يأخذها معة الاحتفال الشركة
لإبعاد اسيل عنة....
تسلم ايدك على الفصل الرائع 💖💖💖
علي وسما ؟؟ هل تعتقدين حقا انهم لن يتطلقو ؟
ادهم ؟ هل برايك سيعيد غلطه بالزواج من اخرى ؟
شكراا كتيير ياقلبي عتعليقك الرائع ودعمك اللامحدود 😍😍😍😍


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 12:09 PM   #102

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

صباح الجمال
حبيت مراد لان اغلب كلامه صح
سما و علي علاقتهم طول عمرها علاقة ثابته و هي وجودها في حياته مفروغ منه لكن لو حس انها مش بتاعته ممكن يتغير
قرار سما صح جدا وضعها كزوجة اولى و هو رايح جاي مع ميرال مينفعش لازم تحسم الامور و تصر عليها
ادهم مقدرش الومه لان الحب مهما كان قوي الابوة اقوى بكتير و لازم اسيل تتفهم ده و مينفعش تقتحم حياته كده
لكن الاهم قرار ادهم غبي و غلط
علا و احمد و علاقة اغرب من الخيال
جوز المجانين اللي نسيت اسمهم 😂😂😂😂 الاننين دماغهم سايحة بس عسل و هيعملو احلى شغل


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 02:16 PM   #103

وصال العارف

? العضوٌ??? » 374520
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » وصال العارف is on a distinguished road
افتراضي

..






..





..


وصال العارف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 12:12 AM   #104

انتصارات

? العضوٌ??? » 410473
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 141
?  نُقآطِيْ » انتصارات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور حسين مشاهدة المشاركة
سعيدة جدا بتعليقك ومرورك
الحياة دروس وصفعات ويوم لك ويوم عليك وبالتاكيد القادم سيفهم منه ادهم وعلي ما خسروه
اسيل وسما بالتاكيد قوتهم ستكون مكتسبة وفولاذية
بانتظار القادم وكلنا شوق .. خاصة لحظات الندم .. ننتظرها بشدة 😉


انتصارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-18, 12:41 AM   #105

شهيناز21

? العضوٌ??? » 418670
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » شهيناز21 is on a distinguished road
افتراضي

Je voie la vie en rose grâce à votre travail merci

شهيناز21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 05:17 PM   #106

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول


كل عام وانتن بخير اللهم صلي وسلم على اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سامحوني لاني لم اتمكن من انهاء القسم الثاني كاملا لذا ساضع اليوم القسم الاول فقط وباذن الله يوم الأحد ساضع القسم الثاني .. هو ليس طويلا فغالب الاحداث بالقسم الاول

صرخة عنفوان انثى
الفصل الرابع
القسم الاول
المشاركة 1




كيف يقابل الانسان امر تسبب بصدمته لدرجة اصابته بزلزال صدع كل جوانب كيانه واحرق روحه وشنج جسده ... صدمة تغلغلت حتى قطعت الانفاس .. واوقفت التفكير .. وشلت الاطراف ... كيف يتخلص المرء من تلك اللحظة التي يواجه بها مثل تلك الصدمة بل كيف يتخلص من تاثيرها ... جميعنا نكره مثل هذه الاخبار او المواقف التي تضعنا في مواجهة لتلك الصدمات .. جميعنا نهرب منها .. جميعنا نحاول التظاهر باننا نتخطى صدماتنا بمهارة ولكننا في الحقيقة نضحك على انفسنا ..
في النهاية .. الصدمة .. هي صفعة الواقع لنا ليوقظنا باننا لسنا خارقين نستطيع التحكم بكل تفاصيل حياتنا .. لنفهم .. ونستوعب .. وندرك .. ان هناك الكثير من الامور التي تخرج عن مسارها وعن سيطرتنا في حياتنا ...
_______

كلمات ما ان سمعها علي حتى شعر وكان دلو ماء مثلج يسقط على راسه .. منظر سما المتهالك .. كلماتها التي نطقت بها وهي تقطر بعذابها .. شعوره بتانيب الضمير بسبب ما فعله في اليوم السابق .. كل شيء تراكم في صدره جاعلا صوته يخرج مختنق ومهزوز ( مالذي تقولينه سما .. مالذي حدث لك .. هل .. هل بسبب ما حدث بالامس .. لقد .. يعني اقصد مرام ك.. )
قطعت سما كلماته بكفها التي رفعتها امام وجهه ( علي .. ارجوك .. انا لا اطلب منك اي تبرير .. وانت ايضا .. لا تسال .. فقط .. طلقني .. اليس هذا ما كنا قد تواعدنا عليه )
رفرف علي بعينيه بعدم تصديق لنبرة صوت سما الجافة وقد استغرب تقوقعها حول نفسها ووقوفها بعيدا عنه وكانها خائفة منه او مشمئزة ... اراد ان يهزها كي يهدم ذلك الحاجز الذي شعر به بينهما كما شعر به يقبض على صدره .. ولكن .. ما ان فتح فمه ليجيبها حتى سمع طرقات سريعة على الباب مع دخول السكرتيرة الى المكتب وهي تحمل هاتف سما قائلة ( سيدتي .. لقد نسيته في المطبخ .. الاستاذ سراج يتصل بك )
ارتفعت يدا سما بتلقائية لتاخذ الهاتف وهي ترد عليه دون ان تنتبه الى عيني علي اللتان تحولتا الى بركة حمم نارية .. صوت سراج الهادئ وهو يسالها عن عماد جعلها تتنفس بعمق في محاولة للسيطرة على نفسها وهي تجيبه بسرعة ( انه بخير يا سراج .. لا تقلق )
بتردد تساءل سراج ( سما .. هل انت بخير .. يبدو صوتك متعبا )
اجل هي متعبة .. يعلم الله كم هي متعبة .. اخفضت راسها وهي تمر بيدها على كامل وجهها لتفرغ القليل من توترها وهي تجيب وقد رسمت ابتسامة لطيفة ( انا بخير .. متعبة قليلا فقط مع العمل الجديد وقلة النوم ولكني ساكون بخير .. اشكرك على سؤالك سراج . )
بلهفة رد عليها سراج ( هذا واجبي سما فانتي كنتي زوجتي وام ابني وهذه روابط لا تنفصم مهما مر عليها الزمان )
تنهيدت سما مومئة براسها بالموافقة وهي ترد ( معك حق .. روابط مثل هذه لا تنفصم مهما حدث بيننا )
بتردد تساءل سراج ( وهل اطمع بكرمك اكثر وبقوة هذه الروابط واطلب رؤية ابني غدا قبل سفري )
بتاكيد حازم كررت سما ( بالطبع سراج .. يمكنك زيارتنا في اي وقت تريده .. سيسعد عماد لرؤيتك )
ترحيب بريء لم تتوقع ان يقابله علي بذلك الانفجار الذي واجهها به بعنف ما ان اقفلت الهاتف وهو يصفق باستهزاء ساخر قاسي ( كان يجب ان استنتج بان سراج وراء طلبك .. والان ماذا .. هل انتهى دور علي وجاء دور سراج )
التفتت سما الى علي متسائلة بعدم فهم (لم افهم .. مالذي يعنيه كلامك تحديدا )
اتسعت ابتسامة علي الساخرة وهو يجيب ( بالطبع ستقولين هذا .. بالنهاية طالما وجد الاصل فلا داعي للتقليد )
هتفت سما بعصبية ( ما الاصل وما التقليد .. وما علاقة كل هذا بطلبي للطلاق منك )
رفع علي حاجباه وهو يقول باستهزاء قاسي ( لان هذا هو اصل وسبب طلبك الطلاق بهذا الشكل المهين .. اخبريني سما .. فقط من باب الفضول .. مالذي عرضه سراج هذه المرة عليكي لتقبلي رجوعه بهذه السهولة .. لا اعتقد انه شجاعا كفاية ليطلق زوجته من اجلك .. لذا حقا مالذي عرضه يا ترى ؟ )
بذهول تساءلت سما ( اتعي ما تقوله يا علي وما توحي له .. هل حقا تعتقد اني اصبحت بهذه الوضاعة و .. )
صرخ علي مقاطعا ( لا تقولي هذا فمن المستحيل ان افكر بك هكذا بل وساقطع لسان وراس من يفكر بك .. انا فقط ساااجن ...سااااجن يا سما ..)
وصمت وهو يقترب منها بسرعة ليقف امامها ضاربا بطرف اصبعه صدرها باتهام وهو يضيف ( جدي لي اي حل لتصرفاتك .. هل هناك اي تفسير لطلبك الطلاق في اللحظة التي اسمعك فيها ترحبين بسراج و .. )
قاطعته سما صارخة بجنون وهي تضرب اصبعه بعيدا عنها ( سراج والد ابني ومن الطبيعي ان لا احرم ابني منه وان اتعامل معه بتحضر كافي .. ولكن .. انت ما دخلك بكل هذا .. لما تتدخل بعلاقاتي .. انت ايضا تريد الطلاق فلما لا تطلقني .. )
قاطعها علي وهو يمسكها من كتفيها ليهزها بعنف ( مااا دخلني ؟ ... هل تجرؤين على سؤالي بما دخلللني ؟ ... انت من ادخلتني يا سما ... انت من زوجتني نفسك وجعلتني مسؤول عنك .. هل بامكانك ان تجيبيني الى اين كنت تعتقدين بان هذا الزواج سيذهب .. هل بامكانك اجابتي على اسباب تعاملك معي وكاني زوجك في لحظة وفي اللحظة الثانية تطلبين الطلاق وفي اللحظة الثالثة تتحدثين مع والد ابنك .. لما اذن كنت البارحة في شقتي .. لم لم تطلبي الطلاق بهذا الاصرار منذ زمن .. لما الان بدات بتحسين علاقتك بسراج بعد ان كنتي لا تطيقين التحدث معه او رؤيته بل حتى لم تكوني موافقة على رؤيته لابنك .)
همست سما بوجع حائر وهي تحاول التهرب من الاجابة ( مالذي تريده يا علي من وراء اسئلتك .. هل انت مستوعب لذلك التخبط الذي تجرني اليه .. انت تتدخل بكافة تفاصيلي وبشكل مبالغ به رغم انك تضع في اصبعك خاتم امراة اخرى ستتزوجها قريبا جدا .. ما رايك ان تتدخل بشؤونها هي فقط ولننهي هذه المهزلة )
كلماتها زادت من غضب علي الذي انتفض مجيبا وهو يلوح باصبعه نحوها باتهام ( يبدو انك نسيتي حقيقة مهمة في خطبتك العصماء .. ان كنت ارتدي خاتم امراة اخرى الا انني في الحقيقة زوجك .. برايك اي العلاقتين اقوى . ثم ان هذه المهزلة هي من صنعك انتي اليس كذلك )
صرخت سما بنفاذ صبر وقد بات بفقدان تماسكها ( حقيقة لم اذكرها لانها مغلوطة ومنتهية .. فزواجنا غير حقيقي ولا دليل على وجوده .. لذا كف عن فعل هذا بي والقلق علي كاني طفلة .. ارجووك دعنا ننهي هذه المسألة فهذا ما احاول التحدث به معك )
رفع علي حاجباه وهو يجيب بعنف ساخر ( اجل .. بالطبع .. كيف لي ان انسى بان الملكة سما هي من اصدرت حكم الزواج بي وهي من ستصدر حكم الطلاق .. وباني مجبور على اطاعتها دون نقاش وعل تنفيذ طلباتها حتى دون ان تتكرم وتجيب على اسئلتي )
شهقت سما ببكاء وهي تفتح كفها بعلامة التوقف ( كفى .. ارجوك يا علي كفانا تجريح لبعضنا .. اجل معك حق انا السبب في وصولنا الى هنا .. ما بدأ بخطئ فبالتاكيد مصيره الى الزوال .. اعتذر لاني خسرت دعمك كصديق بسبب استغلالي لشهامتك .. والان .. طلبي للطلاق لا علاقة له بسراج ابدا .. انا فقط اود ان احافظ على ما بقي لنا من احترام في نفسينا لبعضنا )
كلماتها الممتلئة بصراعها الموجوع صعقته .. هل حقا يتعمد ايذاءها هكذا بكلماته المسمومة دون ان يمنع نفسه وتهوره .. بتوتر تلعثم قائلا ( سما .. انا لم اقصد ما قلته للتو انا .. )
قاطعته سما وهي تقترب منه بفجائية لتمسك يديه بين يديها وهي ترجوه ( علي .. يجب ان تطلقني فانا ماعدت قادرة على رؤية نفسي بهذا التشوه والضعف ورؤيتك انت في اطار الخائن .. ان كنت خائفا علي من تهوري فانا اقسم لك واعدك باني لن اقترب من سراج حتى لو ان كل ظروفه اصبحت تلائمني .. اعدك ان احافظ على نفسي وعلى عماد ولن اتهور بامور الحب ثانية .. ارجووك .. اجعلني اتخلص من ذنبي بحقك و .. طلقني )
ارتجف جسد علي من راسه الى اخمص اقدامه واحساس بالفقد الغريب يتملكه ويثير جنونه بشكل مضاعف .. همسة عذاب غريبة على صوته صدرت منه وهو يضغط على يديها ( ذنبك بحقي يا سما ؟ ... ذنبك بحقي ؟ ... هل هكذا تصفين علاقتنا فقط .. هل قربك مني يشعرك بالضعف والتشوه .. من ناحية تقولين ان سراج ابو ابنك ويجب ان تعامليه بما يليق بهذا ومن ناحية اخرى تودين التخلص مني لتحافظي على صورتك ولكي لا اكون خائنا ؟ .. هل انا خائن حقا بنظرك عندما طالبت بحقي وخطبت غيرك و .. )
صرخت سما وهي تدفعه من صدره هاتفة بوجه يفوق وجعه ( لا تفعل هذا يا علي .. ارجوك لا تحلل وتاول كلامي بما يناسبك .. انت تعلم من انت بالنسبة لي ولذلك انا لم اعد احتمل المزيد من قربك .. انا احترق الان عندما اراك حتى وان كان هذا حقك )
اعاد علي الامساك بذراعبها ليقربها عليه بقسوة حتى اصطدمت بصدره وكادت ان تقع وهو يهتف ( لمااا .. لما تحترقين بسببي و .. )
بضربة فجائية على صدره بموضع قلبه شهقت سما وهي تقاطعه ( لاني احبك .. اجل احبك كثيرا .. هذا هو جواب كل اسئلتك وسبب كل تخبطاتي .. كما انه سبب طلبي للطلاق الان )
بذهول تراجع علي تاركا سما التي تهالكت على الارض وقد اخفت وجهها بكفيها للحظة قبل رفعها لوجهها الذي ارتسم عليه قوة العالم وحزمه وهي تكمل بصوت تهدج بدموعها المنسابة ( ساواجهك بشجاعة لهذه المرة فقط يا علي وبعدها لن نفتح الموضوع وانت ستطلقني واياك ان شعر بشفقتك فلقد انتهيت من هذا )
ووقفت ببطء وعيناها لا تغادرا وجه علي الذي امتقع بشدة وهو يسمعها تكمل ( انا لن اعود لسراج لاني احبك انت ومن المستحيل ان اضعف مرة اخرى له وكل ما قلته عن رجوعي له كان حماقة طفولية مني لاجعلك تقلق فلا تطلقني ..) وصمتت وهي تتنهد عميقا قبل اكمالها جملتها بحزم ثابت اكثر من السابق ( كما انني لم اصر سابقا على الطلاق لاني كنت احلم بان تراني بجانبك وتحبني كانثى وليس كاخت حتى بعد ان خطبت مرام كان لازال لدي بعض الامل بان تلاحظ بان مشاعرك نحوي تفوق مشاعرك نحو مرام وباني باي مقارنة ستقوم بها بيننا سافوز وبانك هكذا ستعلم جيدا قيمتي وباني مناسبة لك ولست فقط امراة تنازلت عن كرامتها وتزوجتك بالاجبار )
وعادت لتصمت ايضا وعيناها تراقبان وجه علي الذي كان يتراجع مع كل اعتراف لها الى الخلف خطوة ووجهه يزداد شحوبا .. وبابتسامة مستسلمة نظرت الى كفي يديها وهي تقول بهمس ( البارحة فقط فهمت ما معنى ان تختار امراة مكافئة لك .. ان يقبلها قلبك وعقلك بسعادة .. فهمت كم كنت انانية ومغرورة ومخطئة في تفسير شهامتك على انها حب مخفي .. لانه .. بمقارنة بسيطة بيننا اكتشفت كم تفوقني مرام بمراحل .. لذا )
ابتسمت سما بصدق وعيناها اللتان رفعتهما الى علي تلتمعان بدموعها وهي تقول ( اشكرك يا علي على كل لحظة قضيتها في مساعدتي .. اشكرك على زواجك مني .. على خوفك علي .. على تحملك لجنوني وغيرتي اللامنطقية .. اشكرك لانك كنت الاب الحنون لابني .. والاخ والصديق والسند والعائلة لي .. اشكرك واعتذر مرة اخرى عن كل اساءة قد فعلتها بحقك .. ولكن .. الى هنا وكفى .. يجب ان تفترق طرقنا كي نحافظ على ماكان يجمعنا سابقا )
بهمسة بالكاد سمع صوته فيها سالها علي ( مالذي .. يعنيه هذا )
رفعت سما حاجبيها وهي تجيب ببساطة ( يعني انه من حقك ومن حق مرام ان تتزواجا بشكل يليق بكما والا اكون انا في الصورة بينكما )
انتفض علي هاتفا بلهاث وكل ما سمعه يتخبط بروحه ( ومن قال انك ستخرجين من الصورة حتى لو طلقتك .. سما .. انت وعماد واسيل عائلتي .. وعلى الجميع فهم هذا و .. )
قاطعته سما وهي تقترب منه لتربت على كتفه ( ومرام عائلتك .. واؤلئك الاطفال الذين ستنجبهم هم ايضا عائلتك .. انا يا علي سابقى موجودة حولك .. ولكن .. كما اردت انت منذ البداية .. كأخت )
حرك علي راسه رافضا وهو يقول ( انا اعتذر .. لم اكن اعلم انك .. تحبيني ..والا .. لما كنت اذيتك بموضوع مرام هكذا )
اخفضت سما راسها وهي تغمغم بصدق ( لا تفعل يا علي .. ارجوك لا تشفق علي .. انا اصلا قد بدات بوضع قدمي على الطريق الصحيح مرة اخرى .. اعدك ان احاول ان احبك كاخي منذ هذه اللحظة .. مرام .. هي زوجتك المستقبلية .. ووجودها لن يؤذيني بعد الان )
ساد الصمت ارجاء المكان وقد اخذ كل منهما في مراجعة ما حدث بينهما .. الكثير من التشوش والتخبط غزا قلب علي الذي لم يكد يستوعب صدمة حب سما له .. هل كان حقا غير مدرك له .. الان وبعد ما قالته اصبح يفهم الكثير مما حدث بينهما .. الان فقط انتبه على العديد من تصرفات سما التي ظلمها بتفسيرها .. والان .. يبدو انها قد ياست وتعبت من كل ما فعله معها ومن عدم احساسه بمشاعرها ومراعاته لها .. يبدو انه بالفعل بطلاقها سيتمكن من تعويضها ولو قليلا عن كل تلك الاهانات التي وجهها لها .. اجل .. كما هو طالب بحقه بالزواج فمن حقها ان يمنحها حرية الاختيار ويثق بقراراتها وتصرفاتها .. رفع راسه لينظر اليها فوجدها تقف بعيدا عنه قليلا وقد اخفضت راسها وانساب شعرها الطويل على جانبي وجهها بعد ان انفلت من ملقطه مع هزه العنيف لها .. لوهلة راها كاجمل مراة تقع عيناه عليها... بدت امامه كملاك يعطي كل من حوله الحياة .. بخطواته التي تراقصت معها نبضات قلبه اقترب منها ويده ترتفع لتستقر على ذقنها وهو يرفع راسها لتنظر له هامسا ( يا اجمل سماء وقعت عيناي عليها .. اعتذر حقا .. بل حتى اعتذاري يعد سخيفا امام شجاعة كلماتك للتو .. عن اي شفقة تتحدثين وانا الذي يجب ان افخر لان قلبا ذهبيا كقلبك قد احبني .. سما .. حسا لنتطلق ولكن .. ساطلب منك طلبا واحدا كرجاء اتمنى ان تمنحيني اياه ... اريد ان ارافقك على حفلة الليلة كزوج لك لاخر مرة .. اريد ان اكون يدا بيد معك وانا اقدمك بكل فخر لهذا العالم الذي نبذك بقسوته لتعودي كملكة معرشة عليه .. اريد ان ارى مولدك الجديد وارى قوتك علي اطمئن عليك .. فهل تمنحيني هذا الشرف يا ملكتي ؟ )
بدموعها المتلألئة اومأت برسها وقد تسارعت شهقات بكائها فضمها علي الى صدره بقوة في اول تقارب له منها منذ تزوجا .. ضمها لتتفجر دموعها على صدره وهي تتشبث به وتفرغ كل معاناتها وتشوشها السابق على صدره .. ضمها واحساس بالراحة والسعادة يتفجر كينابيع تغسل قلب علي الذي احتار بتخبطه بين وجع فراقها وسعادة لقائها .. كانا كمن قد اجتاز سباق ركض طويل جدا حتى وصلا الى بر امانهما .. هل سيتمكن حقا من تطليقها .. هل سيبتعد عنها بسهولة كما تطلب منه ... كان يزيد من اعتصارها على صدره بقوة اكبر ورغبة مفاجئة بصرهها بين ضلوعه .. هذه الانثى المرتجفة بين يديه مالذي تفعله به .. سمع انينها من قوة ضمه لها فارخى يديه قليلا وهو يغمغم باعتذار خافت .. شعر بمحاولتها للابتعاد عنه ولكنه لم يستجب لها وقد شعر باليتم والفقدان والبرودة التي بدأت تشل اطرافه .. ماهذا النهم الغريب لها وماهذه الرغبة بان يشبع من رحيقها .. ماهذه الاحاسيس التي كلبت اطرافه بقوة فما عاد يطيق الابتعاد عنها .. ترى .. كيف سيحتمل حقا ان يخرج من حياتها بعد ان ادمنها .. تململت مرة اخرى بين ذراعيه فاطلقها ببطء فما عاد له من حجة لابقائها .. سمع همستها الرقيقة وهي تقول ( ساحاول ان انجز غالب اعمالي ثم ساخرج مبكرا قليلا لاتمكن من التجهز للاحتفال .. وانت ايضا .. يمكنك الخروج ما ان تنهي ما عليك )
اومئ براسه موافقا ثم .. قبل جبينها باشتياق مع شعوره بقرب افتراقهما .. قبلة اراد فيها ان يحتفظ بكافة تفاصيلها .. حلال للم يلمسه سابقا ومع ذلك يشعر بانه سيفقد كنزه معها .. ماهذا التخبط الذي يزداد عنفا بداخله من نحوها .. قبلته التي اشتم فيها رائحتها كي يحتجزها في رئتيه وطعم بشرتها االدافئ وحنانها الدافق .. احاسيس لم يفهم ما معناها ولكنه يدرك انها استثنائية لها فقط .. استسلامها الكامل بين يديه مع صوت نحيبها الرقيق قضيا على باقي تماسكه .. غمغم بشكر لم يفهم معناه قبل ابتعاده عنها ليغادر المكتب بحركة سريعة ولكنه التفت نحوها ليسرق لمحة اخيرة منها قبل خروجه من المكتب و قبل ان يعود شعوره بالضعف ليتسلل اليه ..لم شكرها لم يعلم .. هل لسماحها له ان يساعدها .. ام لتقبله ضمن عائلتها وتخليصه من وحدته .. ام يشكرها على تلك الايام الجميلة التي عاشها معها .. ام ربما على اهتمامها به واحتمالها لغضبه واهانته لها .. بل هو يشكرها لانها احبته .. اجل .. كم شعر بنفسه محظوظا لانها احبته واعترفت بهذا .. نخزة الم عميقة قطعت انفاسه وهو يفكر بالمها الذي عانته بسببه .. بذلك الحب المستحيل الذي اغدقته عليه .. لم يكن قادرا على تحديد ما يشعر به وقد احس بنفسه يغرق في دوامات من توهان العواطف .. ثم تساؤل تردد بكيانه طويلا ... ترى هل سيتمكن من تطليق سما .. لسانه اخذ يلهج بالدعاء بان يمكنه الله من فعل الصواب والخير لكلاهما وان يتمكن من تفيذ رغبتها بالطلاق وبالا يؤذيها ابدا .
يتبع مشاركة 2




noor elhuda and Narimano like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 05:21 PM   #107

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول


صرخة عنفوان أنثى
الفصل الرابع
القسم 1
مشاركة 2






يشعر الانسان في الكثير من الاحيان بانه يرى امرا للمرة الاولى رغم انه قد يكون اعتاد على رؤيته في العديد من المرات .. هذا ما كان يفكر به علي وعيناه تقعان على سما التي كانت تقف امامه بكامل استعدادها لتذهب معه الى الحفل .. شعرها الاسود المتموج الطويل .. بشرتها الحنطية وعينيها لوزيتي الشكل واللتان اتسعا مع الكحل الذي يحددهما ببراعة .. جسدها المكتنز الذي ظهرت مفاتنه مع نعومة تفصيل ثوبها المحتشم الطويل المنساب على قدها ليحدده ببراعة بلونه الزهري الفاتح الذي اضفى عليها فتنة خلابة اكتملت مع ذلك الحلق الماسي الطويل الذي اظهر طول رقبتها ... لم تكن المرة الاولى التي تحضر فيها سما احتفالا معه .. ولكن .. كانت المرة الاولى التي ينتبه فيها علي الى جمالها الهادئ المريح للنظر وجاذبيتها المنبثقة بانوثة صارخة تثير غرائز اي رجل .. هل يعقل ان هذه هي نفسها سما التي يعرفها .. ابتسمت بهدوء مرتجف له وهي ترفع كتفيها مغمغمة ( اذن .. هيا بنا .. لننهي هذا الحفل )
نهاية الحفل .. ونهاية زواجهما ... كلمتان ارتبطتا بمخيلة علي لتثير بنفسه كافة مشاعر الخسارة وطعم الفراق المر يزداد بفمه .. اليس هذا ما يريده هو .. الفراق .. الم يخطب مرام ليثبت هذه الفكرة ... مد يده ليمسك بدفئ كفه ثلجية كفها واحساسه بالانتماء يتضاعف .. تشوش تزايد بداخل روحه وهو يقترب منها ليعلق يدها في ذراعه ويحثها لتتقدم معه باتجاه مصعد الفندق الذي سيقلهما الى قاعة الاحتفالات .
اضواء متلألئة وعالم مزركش يمتلأ بالنفاق وابتسامات صفراء ومجاملات فارغة ونظرات تراوحت ما بين حاسد الى ناقم الى مشفق الى مستنكر الى متجاهل .. كان هذا ما قابله ما ان دخل الاحتفال معها وبدأ بمقابلة المجتمع المخملي واصحاب رؤوس الاموال والثروات .. عالم يمقته علي و لم يتعرف اليه الا بسبب سما .. خوف استبد به عليها رغم رؤيته لحنكتها الفطرية في التعامل معهم جميعا بابتسامتها المدروسة وكلماتها المرحبة اللطيفة .. رقي انغرس على ما يبدو في خلاياها مع تربيتها السابقة في نفس هذا العالم الذي ولدت فيه حتى بعد ان طردت منه لفترة لتعود متوجة اليه كملكة .. لم يعلم تحديدا كم مر عليه من الوقت ولم ينتبه لاي شخص ممن تعرف عليهم فقد تركزت نظراته على سما ويده تضغط على كفها بدعم واضح اراد ان يبثه لها .. صوت موسيقى هادئة انتشر في القاعة فاشار لها براسه بدعوة صريحة عززها بقوله ( هل تسمح لي الملكة بمراقصتها ؟ )
غمزة ضاحكة كانت جوابها وهي تنصاع لاقتياده لها نحو المكان المخصص للرقص .. وما ان وقفت بين يديه بشكل رسمي حتى ابتسمت بتألق وهي تهمس بدفئ ( والان علي .. اود حقا ان اشكرك على وجودك الى جانبي اليوم .. بفضلك تمكنت من مواجهة اسوء مخاوفي .. والان .. اعتقد انك اطمأنيت علي بشكل كامل وان الاوان لك لتعيش حقوقك كخطيب لمرام )
اضافت الكلمات الاخيرة بغصة مرتجفة حاولت اخفاءها قدر استطاعتها كما حاولت طوال الاحتفال ان تظهر له كم هي قادرة على مواجهة الجميع دون ان يقلق عليها .. اجل .. بفضله تجاوزت كابوس مواجهة هذا العالم لانها كانت تفكر فقط بضرورة اظهار ثباتها امامه كي ينهي زواجهما بضمير مرتاح .. قوتها في التظاهر استمدتها من ايمانها بضرورة انهاء كل ما كان بينهما لتمنحه اقل شيء يستحقه منها وهو الامتنان والشكر لوقوفه بجانبها طوال الفترة السابقة .. بهذا فقط تغلبت على ضعف حبها له وخوفها من فراقه .. راته يرد ابتسامتها بابتسامة تفيض بحنانه وهو يتساؤل ( اذن .. تريدين ان اطلقك الان .. اليس كذلك )
اخفضت سما راسها بسرعة وهي ترفرف بعينيها لنمنع دموعها الحمقاء من التساقط وهي تبتسم مجيبة بتهدج ( بالطبع اني افخر لكوني كنت يوما زوجتك يا علي .. ولكن .. لكل شيء نهاية اليس كذلك ؟)
سؤال زاد من احساسه بالطعم المر بجوفه وهو يملي عينيه منها .. بالطبع هو لن يتركها ولن يبتعد عنها حتى بعد طلاقها منه ولكن .. خسارته لحق ان تكون ملكه وحده وزوجته حتى لو كان كذبا زلزلت روحه بحقيقة صعقته .. هل استعجل حقا في الحكم على احاسيسه نحوها .. هل ظلم نفسه وظلمها بغضبه لانها هي من اجبرته على الزواج دون ان ينتبه الى احاسيسه الحقيقة نحوها .. انها اخته .. هذا ما يردده عقله دوما .. ولكن قلبه .. هل اصبح على خلاف معه في هذه النقطة .. و .. مرام .. ماذنبها ان تقع في دوامة حيرته وهي التي صبرت عليه واعطته كامل الحرية في التصرف وصدقته عندما اخبرها بان علاقته بسما مجرد علاقة مؤقتة .. تخبط اخذ يتعاظم مع ازدياد خفقان قلبه وهو يشعر بجسد سما المتمايل برقة بين يديه .. وبعاطفة اودعها كامل اشتياقه الغريب لها قبل جبهتها للمرة الثانية بفخر وحنان واحتواء و .. اعجاب .. قبلته التي اراد منها ان تنطبع كذكرى جميلة لهذه اللحظة انقلبت لقبلة اخرى اكثر عمقا وطولا على وجنتها التي احترقت بلونها الاحمر تحت شفاهه وانين اعتراض خجول يصدر عن سما التي شعر بانكماشها وبمحاولتها الابتعاد عنه قبل استكانتها بين يديه ليتذوق طعم دموعها .. ابتعد عنها محاولا الثبات والتحكم بلهثاته لتفجعه نظرتها المعاتبة وكلمتها الهامسة ( ارجوك لا تشفق علي .. ودعنا نفترق كاصدقاء واخوة )
كانت حروفها تخرج مبعثرة بصعوبة الكته كحد سكين ثلم ينغرس بوسط اضلعه .. حل وحيد ظهر امامه ليثبت لها بان احاسيسه تبتعد بكلية عن الشفقة نحوها .. وبنبرته المرتجفة الحانية غمغم ( بل انا من اسألك ان تشفقي علي وترحميني وتعذريني عن كل كلمة حمقاء او فعل سيء قد قمت به نحوك .. سما .. انت اثمن الكنوز التي نلتها في حياتي .. لقد تعرفت عليك وانا وحيد يائس وفقير فاعطيتني عائلة وابن وصديقة وعمل ومالا واهديتني نجاحا .. عماد .. اسيل .. الشركة .. كل شيء .. وحتى خطبتي من مرام وتعرفي عليها كل هذا كان بفضلك .. لذا .. فاقل ما يمكنني ان اقدمه لك رغم صعوبة هذا علي )
وصمت غير قادر على الاكمال وقلبه ينقبض بعنف مؤلم .. دمعتها اليتيمة وابتسامتها التي كانت تتسع مع نظرة امتنانها لكلماته امدته بقوة فقدها بين طيات حروفه .. وبتهدج اخذ يزداد اقسم ( والله انها لاصعب كلمة سانطقها بحياتي .. فقط .. لولا طلبك الذي يعد من حقك لما كنت ساقولها ابدا رغم تبجحي السابق وطلبي المستمر لها فيما مضى .. )
تنهيدة عميقة صدرت منه ومنها وهي تهرب بعينيها وقد شعر بارتجافها واخيرا بين ذراعيه باشارة واضحة لتاثرها .. كم تمنى لو امكنه العودة الى ذلك اليوم الذي عرضت فيه الزواج عليه ليقلب الحقائق ويعرضه هو على امل ان يتغير كل ما كان بينهما .. وبنبرته التي تشبعت باحاسيسه همس ( انت طالق يا اجمل سماء راتها عيني )
واغمضت عينيها لتغمرها ارتجافات متتالية خصوصا مع انخفاض يدي علي من حولها وابتعاده عنها قليلا مع نهاية الاغنية التي كانت تعزف .. لقد تطلقت اذن من علي .. لقد انطوت صفحتها التي اعتبرتها اجمل صغحة في حياتها رغم كل اللامها .. غمغمت باستئذان منه لتغادر باتجاه الحمام كي تنفرد بنفسها قليلا فما واجهته للتو كان اقوى ما مر عليها .. فحتى عندما طلقها سراج مرتان وحتى عندما توفي والدها بل حتى عندما سجنت لم تشعر بذلك الزلزال العاصف الذي هز اركان كيانها تاركا اياها متعبة ومستنزفة .
خطوات قادته بتلقائية نحو الشرفة ليستنشق هواء نقيا واحساسه بالاختناق يتزايد .. لقد فعلها وطلقها اذن .. قرار هو متاكد انه سيندم عليه ولكنه الحل الوحيد امامه .. صوت خطوات اخرى خلفه جعلته يلتفت ليرى من يلحقه ظنا منه انها هي ولكن .. وجه مراد المبتسم كان ما واجهه وصوته وهو يتسائل ( هل انت بخير ؟ .. لقد لحقتك عندما رايت امتقاع وجهك ما ان انهيت الرقص مع سما )
عاد علي لينظر الى السماء امامه وهو يعطي لنفسه فرصة ليتماسك قليلا قبل اجابته ( لقد طلقت سما للتو .. بناءا على طلبها )
هل حقا اضاف الجملة الاخيرة ليعلل موقفه .. صفير خرج من شفاه مراد استفزه فالتفت ينوي توبيخه لكنه توقف ما ان راى نظرته المتفهمة مع تربيتته على كتفه وهو يقول ( اليوم اخذت المفتاح من سما ووضعت حقائبي في القسم الخاص بي في شقتك .. اتمنى الا يكون لديك اي مانع )
حرك علي راسه باشارة الرفض وهو ممتنا لمراد الذي لم يتكلم معه بموضوع سما بل اثر التحدث بامور اخرى ليترك له مجال ترتيب افكاره .. صوت رجولي اخر قاطعهما فالتفت كلاهما ليريا ادهم الذي كان يرمق مراد ببرود ثلجي وهو يخاطب علي ( اهلا علي .. لقد لحقتك لاستغل الفرصة واتحدث معك على انفراد )
في خضم كل ما عانى منه علي نسي اسيل ومعاناتها حتى انه لم ينتبه الى عدم حضورها للاحتفال .. رفع راسه وقد مد يده ليسلم على ادهم قائلا ( اعذرني ..لم انتبه على وجودك جيدا يا ادهم ..بالتاكيد تود سؤالي عن اسيل )
وقبل ان يجيب ادهم كان مراد يقول بثقة ( اسيل اعتذرت لسما عن الحضور بعد ان اصيبت بصداع شديد منعها من القدوم الليلة الى الاحتفال )
نظرة ادهم الاجرامية نحو مراد الذي قابلها ببرود مدروس و التي رافقت اجابته الفورية ( كلا .. لا اود السؤال عن اسيل .. ثم .. لا تتدخل مرة اخرى بي )
قام مراد بايماءة موافقة بسيطة قبل التفافه ليغادر الشرفة وهو يغمغم باعتذار وجهه لعلي .. حركة زادت من غضب ادهم الذي لم يهدأ منذ راى اسيل تغادر معه .. وبنبرة حانقة تسائل ( صدقا .. من هذا يا علي )
تنهيدة رافقت ابتسامته اليائسة وهو يجيب ( انه من اشهر المعالجين النفسين والمنسقين التنموين يا ادهم .. اصلا معالجته لاسيل كانت من حسن حظها وبصدفة بحتة )
التفت ادهم نحو علي متسائلا ( كيف يعني صدفة ؟ اليس هو طبيبها الذي عينته المشفى الذي تعالجت به )
حرك علي راسه رافضا وهو يجيب ( كلا .. مراد لا يعمل في المشافي .. عمله متخصص في الشركات والجامعة والعيادات الاستشارية الخاصة .. انه واحد من امهر عشرة اشخاص في العالم بهذا المجال )
تساءل ادهم بحيرة ( اذن .. ما علاقته باسيل .. وكيف تعرف عليها )
تنهد علي بتعب وهو يحاول مجاراة ادهم ( هناك دين في رقبة مراد لاسيل لا اعلمه تحديدا ولكنه خاص كما اعتقد بانقاذها لشخص معين تابع له ..ومنذ ذلك الوقت اتخذ مراد على نفسه عهدا بان يعيد اسيل لسابق عهدها )
وعندما راى علي نظرات ادهم المستغربة تابع ليوضح اكثر ( لقد ابلغتك بتدهور حالتها النفسية ورفض جسدها للاستجابة للعلاج .. ولولا لطف الله وتشجيع مراد لها وما قام به معها من مجهود جبار لما كانت اسيل هكذا .. بل ربما لكنا فقدناها ايضا )
رفرف ادهم وصفعة كلمات علي تخز في اعماق ضلوعه كالزجاج المتناثر بشظاياه .. شعوره بان المها ما هو الا صدى لالمه كان يخنقه .. وبنبرة هامسة غمغم بوجع ( علي ..انا ساخطب امراة اخرى خلال هذا الاسبوع )
لوهلة انتظر من علي ان يمسك به ويهزه بل ويلكمه بسبب قراره ولكن .. تنهيدة وجع مشابهة لتنهيدته الحارقة صدرت عن علي وهو يقول بنبرة امتلات بالقلق والالم (ترى هل تفعل هذا لتحميها ام لتحمي نفسك من الاذى )
لم يتوقع ادهم هذا من علي .. لم يتوقع منه ان يتفهم اسبابه هو دون عن غيره .. لم يتوقع ان يرى هدفه من تلك الخطبة رغم كل عناده وغيرته من ذلك المراد الذي يرافق زوجته .. وبصوت بالكاد ظهر عبر عما يجول بصدره للمرة الاولى ( علي .. انا اؤذي اسيل .. كلما اقتربت منها اؤذيها اكثر .. ضعفي نحوها وعشقي النابض لها يجعلني اتعرض لضغوطات تسبب قسوتي عليها .. بلا وعي مني احملها ذنب احاسيسي المتخبطة نحوها .. بلا وعي مني اهينها لاني اريد لها ان تكرهني وتكون اقوى مني وتبتعد عني .. بلا وعي مني ازيد من تحميلها لذنب اعلم بداخل قرارة نفسي انه لا يد لها فيه وبان ارادة الله هي النافذة وان هذا هو قدر ابني في هذه الحياة .. صدقني .. لم اكن انوي سوى ان اطلقها ما ان اراها ولكن .. ضعفت وجبنت وانهرت ما ان علمت بمرضها واقترابها للموت .. فعلت اخس الامور فقط لاشعر بها بين يدي .. ثم .. هربت .. منها .. من نفسي .. من ابني .. علي .. انا اتالم في كل ثانية وانا ارى ايهم .. وانا اتذكر كل لحظات عذابه مع اصابته .. وانا ارى خوفه وكرهه لاسيل ولومه الدائم لي باني تركته معها .. ليس ايهم فقط .. امي ايضا .. لم ترحمني يا علي )
سيل من الاعترافات التي انفجرت امام علي في لحظة ضعف نادرة لادهم .. تنهيدة حارقة اخرى صدرت من ادهم الذي عاد مرة واحدة لصمته وقد انتبه انه افصح باكثر مما يريد عما يجيش بصدره .. وبكلمات بالكاد ظهرت حروفها غمغم متابعا ( ساغادر الان ولكني .. اريد منك ان توصل لاسيل خبر خطبتي .. وان .. تقنعها .. ان تكف عن حبي .. ان تكرهني ...كي اتمكن من .. ان اطلقها)
حكم اخر بالاعدام سمعه علي من شفاه ادهم .. حكم يشابه حكم ما قام به هو للتو مع سما .. هل حقا هذا يوم الطلاق العالمي .. هل بيده حتى مراجعة ادهم ومحاسبته على ما قام به هو نفسه وبنفس الطريقة .. ان يهرب الى امراة اخرى كي يتمكن من الفراق .. وبحزم وقوة لم يعلم مصدرها تكلم علي ( اجل .. ساخبرها ان تكرهك يا ادهم .. ولكنك تعلم بان عشق اسيل لك متفرد .. و .. ربما يجب ان احذرك بانك رغم كل ما تظهره من قوة الان .. فانك لن تنجح ابدا بخطبة غيرها )
حريق نار حيرة انصهر بين نظرات ادهم لعلي وكلاهما يشعر بانه مراة للاخر في تلك اللحظة .. وبخطوات بطيئة تلتها خطوات اسرع غادر ادهم المكان تاركا علي في الشرفة لوحده وهو يفكر بانسب طريقة تمكنه من اخبار اسيل بقرار ادهم ولم يجد جواب لديه سوى .. مراد .. فهو الوحيد القادر الان على التعامل مع اسيل .
قد يعتبر المرء بانه تعرض لاصعب لحظاته في الكثير من الاحيان ولكنه يتفاجئ دوما بان ما واجهه لم يكن سوى رشفة مرارة من كاس الاختبارات والابتلاءات التي لا تزال تنتظره في هذه الحياة .. كان هذا بالتحديد ما تفكر به اسيل ومراد يجلس امامها بعد عودته هو وعلي وسما من الاحتفال ليخبرها بان ادهم سيخطب فتاة اخرى خلال يومن او ثلاث على ابعد تقدير .. برود ثلجي سرى بعروقها تنازع مع حمم نارية كانت تصارع لتفجر بركان غضبها وياسها وتعبها وارهاقها و .. استسلامها .. اجل .. لقد تعبت حقا من كل شيء وخيبة املها في كل ما حولها تتعاظم .. الم تكن تتفاءل طوال فترة مرضها بمسامحة ادهم لها .. الم تكن تتخيل حياتها التي تريدها معه بعد ان يتخطو تلك الازمة .. سمعت صوت مراد الذي اخذ يقول ببطء واضح لها ( اسيل .. لقد اختبرت قيمة حياتك وعلمت كم انك تملكين من مزايا على راسها صحتك .. كل هذا اعتقد انه اهم من حبك .. اليس كذلك )
رفعت راسها واحساس بالاختناق يجثم على صدرها بقوة مانعا اياها من التكلم باي شيء .. سمعت علي هذه المرة وهو يقول لها بحنان مع احساسها بيده التي امسكت يدها وقد جلس بجانبها ( اسيل .. انه يحبك .. ولانه يعشقك يود لو يهرب من هذا الحب الذي اصبح يحطمكما .. بقائكما مع بعضكما في هذه الحالة سيزيد الشرخ بينكما .. اليس كذلك )
هل حقا يبرر لها بنفس كلمات سما له .. سما التي كانت بدورها بمعزل كامل عن الاحداث وقد اكتفت بالتربيت على ظهر اسيل بشرود كامل وتظاهر بقوة هو واثق بانها تخذلها الان ببطء والاحداث تعاد بطريقة هزلية لما حدث بينهما مع اسيل وادهم .. ببطء وقفت اسيل وهي تتحرك باتجاه حجرتها وقد وضعت كل ما تملكه من قوة لتتمكن من الوصول اليها دون ان تسقط او تنهار او تترنح .. وكم كانت ممتنة لان لا احد فيهم قد تبعها او حاول البقاء معها او التحدث اليها سوى سما التي ساعدتها لتستلقي على فراشها وجلست بجانبها مغمغمة بهدوء ( خذي كامل وقتك يا اسيل لتستوعبي هذا .. ولكن .. في بعض الاحيان .. خسارتنا لمن نحب ما هي الا دواء لقلوبنا الجريحة .. كي نبدا مرة اخرى بشكل جديد وبطريقة صحيحة هذه المرة )
تجمد كامل لكل شيء كانت تشعر به اسيل .. وكانها فقدت معنى كل شيء .. احساس كانت قد شعرت به سابقا عندما كانت تتعالج ورغبتها بالموت تتعاظم وهي تحمل بصدرها ذنب ما حدث لابن ادهم .. حتى دموعها رفضت ان تنهمر كي تريحها وتغسل روحها .. دوامة من الضياع اغرقتها بعمق وعمق وعمق واحساسها بالضياع والاختناق يتزايد .. لم تعلم كم بقيت على حالتها هذه وهي تنظر لسقف حجرتها متظاهرة بالنوم كلما دخل احدهم ليطمئن عليها بعد ان غادرتها سما .. انفاسها التي اصبحت كسكاكين قاسية تنغرس بعنف ببروحها التي تشعر بها تنسل منها ببطء .. بفجائية ارادت ان تكون في نفس المكان الذي شهد اول اجتماع لها مع ادهم لذا غادرت حجرتها بسرعة .. توقفت امام منظر مراد الذي كان لا يزال جالسا في الصالة مع علي وسما وجميعهم على ما يبدو ينتظرونها .. بصوت بالكاد ظهر غمغمت بصعوبة ( اريد الذهاب .. الى شقتي )
نظر مراد بتساؤل نحو علي الذي اومأ براسه موافقا قبل تحركهم جميعا الى الخارج وقد استندت اسيل على سما في خطواتها كي تتمكن من الاستمرار وضعف جسدها يغزوها بقوة اكبر .. كان الليل في اخره وقد ازداد ظلمة كظلمة روحها الحانقة لكل ما تعرضت له .. حنق تضاعف ما ان اخذت تتجول في الشقة وهي تتذكر لحظاتها القليلة مع ادهم فيها .. غضب اخذ يتفاعل ويتفاعل ويتفاعل بداخلها واحساس بالملل والاشمئزاز يتزايد ايضا بدوره .. كانت تنتقل من حجرة لاخرى وذكريات طفولتها ودراستها وامها ونصائحها وادهم وركضه خلفها لتحبه وتقبل الزواج منه ثم .. ما حدث اخر مرة بينهما وكل ما قاله لها .. لهثات اخذت ترتفع اكثر وصوت انين وجعها وغضبها يرتفع ليعبر عما تشعر به ومراد وسما وعلي يلحقون بها وقد تسارعت خطواتها في ارجاء الشقة .. انصاعت ليد مراد التي امسكت بها وهي تلتفت حولها بضياع ليقودها بدوره الى .. سطح المبنى الذي تقطنه .. وهناك .. رات الليل وبعض خيوط الفجر تحاول البزوغ من خلاله .. بلا وعي منها اتجهت الى حافة المبنى لتقف هناك وهي تسمع صرخة علي وسما التحذيرية لها .. مرة اخرى يد مراد كانت هي من امسك يدها وهو يقول لها بهدوء حازم ( افردي يديك يا اسيل واصرخي بقدر غضبك من كل شيء .. اصرخي حتى تخرجي كل المك ووجعك حتى تنتهي اخر انفاسك )
لم تكن تحتاج الى تحفيز اكثر وهي تصرخ بالم ووجع متعاظم متزايد .. تصرخ بكل غضبها .. وتصرخ بكل ثورتها وجنونها .. هي لا تستحق هذا .. لا تستحق ان تتالم هكذا .. ان تفقد كل احلامها وامالها .. لا تستحق ان تحتمل اثام لم تكن تقصد القيام بها .. صرخات كانت ترتفع وتنخفض في تعبير رافض لكل ما حدث .. يكفيها الان .. اجل يكفيها .. ستعيش لنفسها .. ستعيش فقط دقيقة بدقيقة دون ان تخطط لاي شيء في المستقبل .. ستحاول ان تعيش اقصى انواع الاثارة التي تمنحها الحياة علها تنهي تلك الانفاس المعدودة عليها .. لن تسمح لشيء ان يحزنها او يضعفها بعد الان .. لن تسمح حتى للمرض ان يهزمها فان ماتت به فلن تندم على لحظة واحدة قضتها في حياتها .. صرخاتها التي كانت تتصاحب مع خيوط الشمس التي تبزغ بسرعة اكبر لتبدد الظلمة وشعورها بالحرية من كل القيود والذنوب والالام يتعاظم ودموعها واخيرا تتساقط لتغسل كيانها وروحها .. احساس مفاجئ بالتعب رافق لهثاتها المنهكة وهي تتراجع عن حافة المبنى لتلتفت نحو سما وتسقط في حضنها باكية بهدوء صامت ودموعها تختلط مع دموع سما بدورها .. كانت تشعر بنفسها وهي تتحرك معهم مرة اخرى باتجاه السيارة التي قادتهم ببطء مرة اخرى باتجاه منزلها الجديد مع سما وصفحة من حياتها قد انطوت بكل ما تحمله بداخلها هذه المرة .. اغمضت عينيها لتنام ملئ جفونها واحساس بالحياة والقوة يتسلل اليها ببطء ليفيض كبلسم معالج لكل ما عانت منه طويلا جدا وهي تقطع اخر خيوط حياتها الماضية .. كان صوت مراد فقط هو ما يخترق سحب غيابها وهو يغمغم بتشجيع لها ( اجل يا اسيل .. نامي .. نامي لكي يشهد استيقاظك مولد اسيل اخرى .. اسيل لا تحتاج لاحد )
وعد قاله مراد كان ايضا يتردد في ارجاء كيان سما التي وعدت نفسها في تلك اللحظات الصعبة التي واجهتها اسيل عند المبنى بان تكون هذه اللحظات ايضا ميلادها هي .. ميلاد سما التي ستعتمد على نفسها بالكامل دون ان تحتاج الى احد هي الاخرى . بنفس نقاء وقوة وجمال اشعة شمس ذلك اليوم التي بزغت امامهم لتزيل كل الظلام من حولهم .
يتبع مشاركة 3



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 05:26 PM   #108

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول
المشاركة 3




ظلمة اخرى بمكان اخر كانت تحتاج للازالة في تلك اللحظة .. ظلمة قلب متالم وتائه يحتاج لمن يدله الى الطريق الذي سيريح فؤاده .. شرود كامل كان ادهم يغرق به وهو يحاول التفكير بما سيقوم به وكيف سيتمكن من تخطي ذلك الضعف الذي يستولي على زمام امور تصرفاته .. طرقات على باب مكتبه قطعت شروده ليدخل بعدها اخر شخص قد يتمنى رؤيته في تلك اللحظات .. مراد .. الذي كانت عيناه تطلقان شرر مخيف وقد ظهر الغضب على ملامحه وهو يقول مباشرة وبصراحة فجة (اعتقد انه ان اوان حديثنا بشكل واضح فهناك ما اود ان افهمه منك تحديدا )
رفع ادهم حاجبيه باستنكار ساخر وهو يشير بيده الى الكرسي الذي امامه وقد ارتسم على وجه برود مغيظ وهو يقول (خيرا استاذ مراد..ترى ما سبب تشريفك لي ..ومالذي تود فهمه مني ؟ )
قبض مراد على كفيه بقوة ورغبة مهلكة بضرب ادهم تتزايد بداخله .. غمغم من بين اسنانه بغيظ ( صدقني .. الموقف لا يحتمل سخريتك .. فاسيل .. )
وصمت بايحاء دون ان يكمل وقد استقرت عيناه على ملامح ادهم التي اختلجت بشكل فوري ما ان نطق اسم اسيل بتاثر واضح حاول ادهم اخفاءه عنه بوقوفه والتفافه نحو النافذة التي تقع خلف مكتبه .. وبصوت حذر تساءل مراد ( الن .. تسأل عن حالها .. على الاقل )
صوت ضحكة ساخرة بدت كصرير حديد صدئ خرجت من بين شفاه ادهم قبل التفافه نحو مراد وهو يتسائل بمرارة ( ومالذي تعرفه انت عن حالها ياترى .. ثم .. مالذي يجعلني اسالك انت عنها ؟ )
نظرة واحدة من مراد الى ملامح ادهم الجريحة في تلك اللحظة جعلته يفهم بانه يستفزه متعمدا ليخفي وجعه .. وباستنكار متحدي تساءل ( هيا يا ادهم .. ربما يجب ان تبدا بالاعتراف بي .. اليس كذلك ؟ )
صراع مخيف ظهر على ملامح ادهم للحظات قبل تنكيسه لراسه باستسلام وهو يومئ براسه مغمغما بلهاث متعب ( كيف .. حالها )
رفع مراد حاجبيه وهو يحاول الاستعانة بكل ما يعرفه من اللغة العربية ( ما رايك .. كيف سيكون حالها بعدما سمعت بامر خطبتك )
زفر ادهم انفاسه ببطء متوجع قبل تحركه ليمشط الحجرة بخطوات هادرة بدا فيها كاسد حبيس .. وبصوت هدر كانين وجع تسائل ( وهل ياترى سيكون حالي افضل من حالها .. الست انت من وعدني بجعلها تنساني ؟ .. اين وعدك ياترى .. ها انا قد سهلت عليك المهمة )
كم اراد مراد وقتها لو يشبع ادهم لكما وضربا ليحطم ذلك الحصن الفولاذي الذي يختبئ خلفه .. تلك السخرية المريرة التي تنبثق من عيناه جعلته يجيب باستسلام مدروس ( انا اعلن انهزامي امامك .. فحربنا على ما يبدو قد راح ضحيتها اسيل فقط.)
توقف ادهم عن الحركة وهو يلتفت نحو مراد لينظر اليه بتمعن وقد شحب وجهه قبل تسائله بتلعثم ( مالذي .. تعنيه ؟ .. هي بخير .. اليس كذلك ؟ ثم ماعلاقة كلامك بما انوي القيام به )
تعمد مراد عدم اجابته عن حال اسيل وهو يقول بقسوة ( لا تنكر الان وتخبرني بان خطواتك الفجائية القاسية نحو اسيل لم تكن بسببي ولو بشكل بسيط )
صمت تام واجهه وقد ضيق ادهم عيناه وهو يراقب مراد بدقة وخطواته تعيده ليجلس خلف مكتبه امامه .. ازدرد مراد لعابه وعيناه تحاولان استشفاف ما يفكر به ادهم وهو يقول بتلكئ متعمد ( الغيرة يا استاذ ادهم .. ان تخطب فتاة اخرى بعد امتناعك طوال كل تلك الفترة وفقط .. بعدما ظهرت انا .. برايك ما تفسير هذا )
لوهلة ظهر التوتر جليا على ادهم وهو يتنحنح قليلا ليجلي صدره مما يجيش به .. صمت عاد ليسود ومراد يتعمد محاصرة ادهم الذي اجاب بكل ما تمكن به من برود ( اعتقد اني غير مطالب بتبرير ما اقوم به اليك .. ولكن .. ربما من الجيد ان تتذكر بان اسيل لاتزال زوجتي .. لذا من الافضل ان تبتعد عنها ان لم تكن تود اذيتها او تلطيخ سم.. )
انتفض مراد في تلك اللحظة مقاطعا وهو يقف وقد رفع يده هاتفا بحدة ( لا تكمل .. ارجوك لا تتبع اسلوبك الهجومي الثلجي معي فهو لن يجدي ببساطة فمشاعرك واضحة بالنسبة لي .. ولكن .. ربما يجب ان اوضح انا لك بعض الامور قبل ان تتهم اسيل بسخافة بحتة ستندم عليها )
بحذر تساءل ادهم وعيناه ترمقان مراد بشرر مخيف ( م .. مالذي تود توضيحه لي تحديدا )
تنهد مراد بتعب وهويجلس مرة اخرى ثم استند على ظهر الكرسي مجيبا ( اسيل عانت من اكتئاب حاد مزمن ولازالت لم تشفى منه ولكنها في المرحلة الوسطية .. لابسط الامر لك بكلمات غير طبيه فهي ببساطة وصلت الى الحضيض لدرجة قتل نفسها لنفسها دون ان تستخدم اي شيء حتى وقد فقدت ايمانها بقيمة حياتها .. الان .. قد تخطت مرحلة الرفض المباشر ولكنها بشكل تلقائي ارتكزت على وجودك ومسامحتك لها كهدف يثري حياتها ويعطيها قيمتها .. وهذا كان مبدئيا امرا مقبولا لدي كقاعدة علاجية لها بحيث حاولت مجارتها فيه .. ان تتخيل كم هي الحياة جميلة معك بعد ان تسامحها .. ان تتخيل انك من المستحيل ان لا تسامحها .. ان تتخيل تلك الامور الناقصة التي لم تقوما بها سويا .. ان تحلم بمسامحة ابنك وتقبل عائلتك لها مرة اخرى .. ورغم استحالة الامر بظاهره الا انه منح اسيل قوة ايجابية لتحاول الشعور بحياتها في ذلك الوقت فتمكنت من محاربة مرضها ومن محاربة ياسها وغضبها بتاسيس عالم افتراضي انت مركزه وكل شيء عداك فيه يعد هباءا .. )
اندفع كلام مراد كسيل يفيض مرة واحدة بكل ما يملكه من معلومات وقد تعمد قولها بصراحة وعيناه تراقبان تفاعل ادهم مع ما يسمعه خاصة مع ظهور ملامح الصدمة على وجه ادهم وقد تسارعت انفاسه المصعوقة وكلام مراد يغرق روحه بفيضان ثلجي حارق.. وبتعمد متلكئ اضاف مراد ( بصراحة من كلامها عنك وعن عشقك توقعت ان تسامحها بالفعل وحتى عندما استدعاني علي وسما بعد انهيارها الاول بعدما قابلتك توقعت اني قد احفزك اكثر عندما اتحداك ولكن .. ماحدث البارحة .. كان كارثة بكل المقايس يا استاذ ادهم .. كارثة جعلتني اتساءل .. هل حقا احببت اسيل يوما )
كان سؤاله الاستهجاني هو ما جعل ادهم ينتفض واقفا وقد تعالت انفاسه وهو يلوح بيده بصدمة ( مالذي تقوله انت .. انت .. ياللهي .. كيف تسالني هذا السؤال حتى ؟؟)
وبشكل فجائي انهار جالسا وهو يسند راسه على يديه ليسود الصمت للحظات قبل خروج صوت ادهم بنبرة اجشة منهكة ( هل .. هل هي .. هل لهذه الدرجة اذاها الخبر .. يعني .. لقد كانت قوية .. و .. كانت البارحة تضحك معك و .. )
رفع مراد حاجبيه باستهجان قبل تصفيقه الساخر وهو يقول ( اسيل تضحك ؟؟ .. اسيل قوية ؟؟؟ .. هل حقا نظرت اليها او الى عينيها في اثناء محاولتها للظهور هكذا .. البارحة .. كانت في حالة من الهستيريا التي تركتها ضاحكة وعينيها تبكي بدل دموعها دماءا .. كانت تقول لي بانها بخير وهي تضحك بصوت عالي بينما عينيها تذرفان دموعها في صراخ ناجم عن صراعها الذي عانت منه بسبب كلامك لها .. اما تلك القوة التي تتسلح فيها فما هي الا حاجز واهي من محاولة التماسك والتعافي من كل ما اصابها .. والبارحة .. اتعلم ربما يجب ان اشكرك )
انتقال مراد المفاجئ في الكلام جعل ادهم يرفع راسه نحوه وهو يسال بذهول ( تشكرني ؟؟؟ لما ؟؟ لم افهم )
مط مراد شفتيه وهو يقف وقد اشار باصبعه نحو ادهم باتهام مجيبا بقسوة ( لانك نقلتها الى المرحلة التالية بالعلاج .. بل قفزت بها الى اخر مرحلة حتى .. اسيل الان ستتحول بالمعنى الحرفي الى ملكة الجليد اللامبالية .. امراة لا تملك اي احاسيس ولا تؤمن الا بنفسها وفقط ..امراة تعد الايام الباقية لها من عمرها بتلك الدقائق التي تحقق بها انجازاتها المتتالية .. هل هذا ما تريده يا ادهم .. جثة اسيل المتحركة !! اهذه هي ترجمة حبك لها)
تساؤل استهجاني هز ادهم بكل عنف .. وبسرعة وقف من خلف مكتبه وتحرك ليمسك مراد من تلابيبه وهو يهزه بشدة وقد تعالى صوته بوجع ( من انت لتسالني عن حبي .. مالذي تعرفه عني .. انت .. انت .. ياللهي ) وبزفرة طويلة جدا تركه لينهار جالسا على الكرسي الذي امامه وقد نكس راسه بتعب .. ثورة كان مراد ينتظرها ليفتح ادهم له قلبه ويتكلم معه بصراحة .. وبغمغمة هادئة تساؤل مراد ( لما .. لما لا تخبرني اذن انت عن طبيعة حبك .. لم لا تثق بي )
تعالت ضحكة ادهم الساخرة بوجع قبل خفوتها التدريجي لتتحول الى انة الم طويلة وهو يلوح بيده بتساؤل وقد اخفض عيناه نحو الارض ( هل شعرت يوما بالعجز .. هل شعرت بانك تريد قتل انسان وفي نفس الوقت ان تحتضنه حتى تخفيه عن اعين الجميع .. هل شعرت بانك واقع بين حفرتي نار كلاهما يجذبك ليحرقك ببطء معذب ؟؟ هل رايت موتك وانت حي يرزق ؟؟ )
تساؤلات كانت تخرج من شفاه ادهم بتعلثم متعب حائر من بين لهثات انفاسه الهادرة .. ثم رفع راسه وهو ينظر باستسلام نحو مراد الذي كان يستمع بصمت تام كي يعطي له كل ما يحتاجه من مساحة هامسا باعترافه ( لم يحب احدا اسيل كما احببتها .. ولم احب بدوري احدا كما احببتها .. مهما ابتعدت عنها .. مهما حدث بيننا .. كانت اسيل بالنسبة لي حلمي الغالي الذي لم يتحقق .. وتعبت كثيرا حتى تحقق .. ملاكي الذي بوجوده اشعر باني املك العالم بين يدي .. اسيل .. اسيل هي نبضة فؤادي .. بل هي روحي الهائمة بعشقها والتي لا تستسيغ العالم الا بانفاسها .. ) وصمت بفجائية قبل هتافه المستهجن ( ثم تاتي الان وتتهمني باني اريد رؤيتها كجثة .. او باني .. لم احبها .. انت هل تعتقد ان ما حدث امر سهل .. الا تعلم بانني .. بانني بقدر عمق عشقي لاسيل .. بقدر عذابي الان وانا اجبر نفسي على الابتعاد عنها .. بقدر ضعفي على مواجهتها .. بقدر ايذائي لها .. ) كان ادهم يتكلم باندفاع لاهث وبشكل غير مترابط .. وهو يلوح براسه بحركة رافضة ثم صمت ايضا كمن يبحث في قاموسه عما يصف حاله .. وبتوهان وقف وهو يشير الى صدره مغمغا بضعف ( انا .. انا ببساطة وجدت نفسي اجبن من ان اتمكن من الابتعاد عنها .. قد تعتقد هذاجنون ولكن .. ببساطة .. اسيل هي الوحيدة القادرة دوما على الابتعاد عني .. هي التي تملك هذه القوة .. )
ثم تنهد وهو يغلق عينيه وانين وجعه يخرج من اعماقه .. وبلهثة تبعتها لهثاته المتتالية غمغم في محاولته شرح دواخله ( انا .. واسيل .. لن نتمكن الان من البقاء سويا ... حتى ان اردنا فتلك الذكريات الدامية ستظل تقف بيننا ..ايهم .. اية .. امي .. جميعهم سيبقون كحواجز رافضة لاسيل .. فاما ان اكسبها واخسرهم واما ان اخسرها واكسبهم .. وهم .. ليس لهم احد سواي .. اما هي .. فهي اقوى منهم وستتمكن من البقاء بدوني .. كما فعلت دوما .. كلما نظرت الى ايهم .. رايت اسيل وهي ترفعه بدمائه .. و .و . )
هنا فقط قاطعه مراد بلهفة ( ولكنك تعلم بانه ليس خطاها وحدها اليس كذلك ؟.. )
ازدرد ادهم لعابه وقد اخذ ينظر بدقة الى مراد .. كان وكانه يقيس خياراته ويحاول السيطرة على نفسه .. سحب انفاسه ببطء وهو يجلس مرة اخرى وعيناه تجولان في حجرة مكتبه .. وبصوت خرج مرتجفا رغما عنه اعترف ببطء ( بل هو ليس خطاها اصلا .. حتى وان كنت بلا وعي القي عليها بالذنب ولكني اعلم .. اعلم جيدا ما الذي اوصلها الى تلك الحالة .. اتعلم .. حتى اني اعلم اني انا المخطئ الاول والوحيد فيما حدث .. ولكن .. ) واخرج تنهيدة طويلة مع اشارته لصدره وهو يكمل باستسلام ( عائلتي .. التي تعتبرني سندها .. لا تريد الاعتراف بهذا .. لا تريد ان تراني الا بمنظر البطل .. مثلما انت تقبلت مرحلة اسيل الوسطية بعلاجها حتى وان كانت خطا فانا ايضا مضطرا لقبول هذه المرحلة كي .. كي اتمكن من اعادة استقرار عائلتي )
واخفض راسه مع كلامته الاخيرة بانكسار موجوع اظهر مدى صراعه الذي يعاني منه .. وقد ظهر امتقاع وجهه بشكل جلي وهو يتمتم ( اعلم انني ابدو جبانا الان .. ظالما .. بل و حقيرا ونذلا .. لاني اقتل اسيل بكلامي وتصرفاتي فقط لاكتب الحياة لعائلتي ولكن .. ولكن .. ) وابتسم بسخرية مستهجنة من نفسه وهو يتابع متسائلا ( هل جربت يوما صراع عقلك مع قلبك .. ان تكون مصمما على فعل امر لتجد جسدك يفعل غيره .. ان تحتار فلا تفهم لم تحديدا قلت هذا الكلام او فعلت هذا الفعل .. مشاعري مشوشة .. تغرقني .. تقتلني .. ومهما هربت او حاولت التغلب عليها ... فشلت .. اجل .. فشلت )
كان ادهم في تلك اللحظات كمن ينتزع الاحرف من روحه انتزاعا .. مظهره المهزوم صعق مراد الذي لم يتوقع لاي درجة ينهار هذا الرجل من داخله ويخفي كل هذا بقسوته الظاهرة .. وبصوت حذر تساءل بحيرة ( ولكن .. لم تتعمد اذيتها بكلامك هذا .. لم لا تحاول التحدث معها بصراحة عما تعانيه كما فعلت معي )
مط ادهم شفتيه وابتسامة حسرة ترتسم عليها وهو يلوح بيده مغمغا ( هل تعلم .. باني اكتشفت .. باننا انا واسيل .. منذ تزوجنا .. لم نتحاور او نتكلم بصراحة لمرة واحدة .. مرة واحدة فقط كانت ستقلب كل الامور .. ولكن .. ما نفع الندم برايك .. ثم ) ووقف بفجائية قبل تحركه مرة اخرى في ارجاء المكتب ليقف امام النافذة وهو يتساءل وقد بدا شاردا وكانه يغرق بعالمه الخاص به (انت تقول بانك تعرف دواخل اسيل ... برايك .. لو اخبرتها باني ابتعد عنها فقط لان عائلتي لن تحتمل وجودها وباني اغرق بذكريات ابني كلما رايتها مالذي ستفعله ؟)
تساؤل صدم مراد بحقيقة كانت خافية عليه .. بتلعثم اجاب بعد صمته لفترة ( كانت .. لتضحي بنفسها .. كي .. تثبت العكس .. يعني .. كانت لتفرض نفسها .. ل .. ياللهي )
زفر مراد عميقا وتخيل ما كان سيحدث يصعقه .. التفت ادهم ونظراته تشي بعذابه واستهزائه من نفسه وهو يقول ( انت تعلم ما حدث عندما استسلمت لمشاعري .. ببساطة .. تناسيت كل شيء لاحضن اسيل ثم هربت وقد خنقني احساسي بالذنب والعجز والضعف .. فلو اني وقفت امام اسيل بعجزي هذا واخبرتها باني رغم حبي الكبير لها الا انني لست قادرا على التعامل مع ما حدث .. ووضحت لها ما اواجهه من صراع مع عائلتي ونفسي .. فكيف ستؤول الامور ؟ )
عقد مراد حاجبيه وهو يقف ليتقدم ببطء باتجاه ادهم وصوته ينبئ عن عمق تفكيره ( من حكم خبرتي باسيل فقد كان الصراع سينتقل بين عائلتك وبينها .. اثنين مجروحين من بعضهما ولا يوجد بينهما ذلك الحب الذي سيشفع للاذى الذي سيتعرضون له بسبب بعضهما .. كانت اسيل لترى نفسها مذنبة اكثر واكثر وهي ترى حبك لها وعجزك من الاقتراب منها .. كانت ستشعر بانها سبب الدمار الذي يلحق بك ومع ذلك وبحماقة منقطعة النظير بالطبع لم تكن لتتراجع او تنسحب وتبتعد ..اليس كذلك ؟ )
لم يجب ادهم سوى بضحكة علا صوتها فبدت كنواح غريب فرفع مراد حاجبيه وقد بدأ الامر يتضح له اكثر فتابع مغمغما ببطء مصعوق متلعثم ( لذا اثرت ان تكون مذنبا في نظرها بقدر ذنبها نحوك .. ان تؤذيها بنفس درجة ايذائها لعائلتك .. كي .. تتخلص من الذنب الذي يقيد روحها .. كي تتمكن من الاستمرار بقوة وصمود وهي تبتعد عنك بتعمد )
صفق ادهم بشكل مسرحي وهو يلتفت نحو مراد قائلا باستهزاء ( ارايت كم تبدو المظاهر كاذبة في بعض الاحيان .. اتعلم اني فهمت حقيقة مهمة جدا لم اكن انتبه لها رغم كوني اب .. عندما يعاقب الاب ابنه بقسوة فهو لا يكون لانه يكرهه .. بل .. لانه يحبه كثيرا ..)
بحيرة تساءل مراد ( لم .. افهم مالذي .. تعنيه بكلامك )
نظر ادهم الى مراد وهو يقول باستسلام متعب ( اسيل عانت كثيرا جدا .. ولن تحتمل بقائها حول عائلتي ومحاولتها التعويض عما قامت به .. كان هذا ليستنزفها .. ولكن .. ماذا .. لو كرهتني .. برايك مالذي كانت ستفعله عندها )
في تلك اللحظة التقت نظرات مراد الباحثة عن اجابته بعيني ادهم العميقة كدوامة الم .. وبنبرة خافتة اخذ مراد يترجم ما يستشعره من ملامح ادهم واسئلته بادراك واعي ( كرهها لك ان حدث حقا سيجعلها تقتنع بانها قد قامت بكل ما يمكنها وبانك لا تستحق منها بعد ذلك اي شيء .. لا انت .. ولا عائلتك .. ولكن .. هل تعتقد حقا بانك بكلامك هذا ستصل الى هدفك .. انت تكسرها بقوة و .. )
قاطعه ادهم بصرخة غاضبة وهو يشير الى قلبه ( هل تظن اني افعل هذا بهذه الطريقة متعمدا .. انا انسان يا مراد .. انسان عاجز يحاول الامساك بعصا حياته من منتصفها .. ومهما حاولت ان اكون عادلا او ان اكون قويا او مراعيا او ملتزم لما خططت له اجد بان غيرتي وتشوشي قد زاد من جنوني وغضبي واهانتي لها .. وهذا .. ليس بيدي ولا بارادتي .. فقد حاولت بكل قوتي الا ان الامر فاق طاقتي )
كلماته الاخيرة قالها بخفوت متعب ادرك معه مراد مقدار ما يمارسه على نفسه ليظهر امام الجميع متماسكا هكذا .. فاشار اليه قائلا بهدوء ( ادهم .. اهدئ قليلا .. فنحن نتناقش .. لمصلحة اسيل .. اليس كذلك .. في النهاية .. خبر خطوبتك كان امرا صعبا جدا عليها فانت تعلم بانه لا يهين المراة ويكسرها سوى امراة اخرى )
عاد الصمت ليغلف المكتب وكلاهما ينظر الى النافذة .. تنهيدة طويلة صدرت عن ادهم جعلت مراد يتساءل ( والان .. مالذي تراهن عليه يا ترى .. لما القيت نفسك واياها بهذا الاتون المحترق من الالم والخيانة ؟)
تحرك ادهم في تلك اللحظة ليمشط المكتب بخطواته البطيئة .. وبنبرة انهزامية خرجت بعد زفرة انفاسه الطويلة غمغم وهو يتوقف عن الحركة بعد فترة من الوقت وعيناه تشردان في ارضية المكتب ( الان اسيل .. ستتعامل معي بكل جبروتها .. وبكل عنفوانها .. وبكل كرامتها التي اهنتها لتبتعد عني .. ولتبتعد عن ذكرياتي .. ولتكمل حياتها وهي تقف صامدة امام الجميع لتثبت باني لا استحق حتى ان تنظر نحوي مرة اخرى .. ستبتعد عني .. ستكتفي بعلاقتنا الرسمية .. ستحاول ان تعيش حياتها دون ان تحزن اوتشعر بالذنب .. ستبحث عن سعادتها بعيدا عني وعن كل ما حدث لها في الماضي )
سيل كلمات خرج من فم ادهم كحكم اعدام كان ينتظره ويتعمده .. نبرته الاجشة المتهدجة جعلت مراد يتساءل بذهول وهو يقف ليقترب منه ( الهذه الدرجة تحبها .. الدرجة عدم مقدرتك على الابتعاد عنها وتعمدك اذيتها كي تبعتد هي .. الذلك .. لم تطلقها )
بدا تساؤله الاخير كاستنتاج اكتشفه وهو يراقب ادهم الذي عاد ليمشط المكان كاسد عاجز وهو يمسح وجهه مغمغا بنبرة شبه هستيرية ( لم استطع .. لم اتمكن من نطقها .. ياللهي .. رؤيتي لها بمرضها هكذا .. معرفتي ماعانته بعيدا عني .. انا .. انا اعشقها كثيرا .. حتى وانا اكرهها ايضا .. ربما .. ربما ساتمكن من طلاقها .. عندما اراها سعيدة بعيدا عني .. وعندما ارى عائلتي مستقرة ايضا .. ربما .. ساتمكن من طمس فرجة الامل الضئيلة التي لازلت اتمسك بها بجبن .. لا اعلم .. صدقني .. اشعر بنفسي محشورا بين المطرقة والسندان .. كمن يخوض سباقا يعلم فيه ان فوزه هو هلاكه وخسارته فيها موته .. هل .. طوال الوقت افكر .. هل انا قادر حتى على اتخاذ القرار الصحيح الذي لن اندم عليه .. لقد تعبت وانا احاول كبح جماح جنوني وحيرتي وكل هذا ينفجر باسيل )
رفع مراد حاجبيه بتعاطف متفهم وقد ادرك ابعاد تصرفات ادهم .. ببطء اقترب منه واخذ يربت على كتفه بصلابة مغمغما بهدوء ( صراعك هذا وانت ترى نفسك خاسرا في كلا الامرين هو الاصعب .. رغبتك ان ترى كلا الطرفين اللذان تعشقهما سعيدا ومستقرا مرة اخرى هو هدف مؤلم لك لانك الوحيد الخاسر هنا .. ولكن .. ربما ان الاوان لتحذر فما يحدث لك بدا ينقلب بشكل سلبي على من حولك حتى غدوت كقنبلة موقوته )
نظر ادهم بريب وهو يتساءل ببطء ( .. ما .. مالذي تود .. الوصول اليه ؟ )
راقب مراد ملامح ادهم بدقة وهو يجيب ببطء حذر ( حسنا .. الان .. يجب ان تسلمني راية اسيل .. فقد وصلت معها .. لهدفك وقطعت منتصف الطريق .. يعني يكفي ما عانته من قسوتك .. فلقد اسقطت ورقتك وانتهي ..)
بغضب صرف متمازج مع وجع واستنكار اشار ادهم باصبعه على صدر مراد متسائلا بذهول ( اسلمها لك انت .. انت تحديدا دون غيرك .. هل .. هل تعتقد نفسك ساحر بيده الدواء وباني ساتخلى عنها لك )
اجاب مراد بحزم وهو يضع يديه على اكتاف ادهم مربتا ( اجل .. انا .. فانا طبيبها يا رجل .. ولست ساحرا .. كل ما هنالك هو اني ساحاول توجيهها لتلتفت الى نفسها وسعادتها .. بعيدا عنك )
رفع ادهم حاجبيه بذهول محاولا التاكد مما يطلبه مراد .. بثقة وشجاعة وحزم بادله مراد نظراته كمن يبثه كل ما يريد التاكد منه بايحائه .. قضم ادهم بقوة على شفاهه حتى ادماها وفتح قبضة يده واغلقها عدة مرات وقد راى الدنيا حوله بلون الدم وعنف مرعب يتفجر بروحه مع رغبة متعاظمة بقتل مراد .. قوة فولاذية واجهها به مراد وهو يغمغم بكلماته الهادئة المشجعة ( انها .. لمصلحة اسيل .. لمصلحة اسيل فقط ) اسمها في تلك اللحظات نزل كدلو ثلج على قلب ادهم المتعذب .. اجل .. مع مراد كل الحق بطلبه .. اليس هذا فقط هو الحل الوحيد الذي وجده .. الم يفعل كل ما بوسعه ليقسو عليها اكثر واكثر كي يضمن ابتعادها عنه .. بتهالك قبض ادهم على كفيه بقوة وهو ينكس راسه وقد ظهر المه العميق بعينيه ولهاثه يرتفع بوجع .. وبصوت اجش موجوع همس من بين انفاسه الهادرة باعتراف مجبر ( انا ..انا لم احبك .. منذ رايتك .. ولكن .. اعترافك بحالة اسيل وكلامك عنها .. راي علي بك والذي اثق به ثقة عمياء .. شعوري باهمية اسيل كشخص لديك بعيدا عن موضوع الحب وغيره .. كل هذا فقط .. ما جعلني اتحدث معك .. واحاول ان اعرض عليك اسباب تصرفاتي .. ولكن )
كانت كلمته تحذيرية هادرة ابتسم لها مراد باستفزاز متحدي وهو يقول بمشاكسة فجائية ( انا الان ساكون اقرب اليها منك على فكرة .. ولكن قبل ان تلكمني فاقسم لك ان علاقتنا انا واسيل هي علاقة صداقة بين مريض ومعالجه .. او ممكن القول بانها علاقة اخوة .. لذا .. لا تغار كثيرا عليها مني فنحن من المستحيل ان نحب بعضنا )
بقوة دفع ادهم مراد بعيدا عنه وهو يلوح باصبعه بتحذير مخيف وقد اشتعل كيانه بغيرته الجنونية ( اياك .. حتى لو بمداعبة ان تشير لاي نوع من العلاقات لك مع اسيل ..فلا تنسى بانها زوجتي لاتزال .. ) وصمت قليلا وقلبه ينتفض بعنف وقد بدا يشعر بطعم مرارة الفقد الذي اصبحت مرافقة له في الاونة الاخيرة .. هل حقا هذا ما يحدث معه .. هل حقا هو بيده يسلم زمام كل امور اسل لهذا المراد .. هل بيده اصلا اي شيء قد يفعله ليغير قدرهما الذي حتم عليهما الفراق .. بصوته المتعب الاجش غمغم وكانه يقنع نفسه بحجته التي بدت كسكين ثلم انغرس بقلبه ( يجب ان تعلم بانه لولا ثقتي بمهارتك التي اشاد بها علي وكيف ساعدت اسيل بتخطي مرضها .. لما سمحت لك اصلا باقترابك منها .. ولما .. تكلمت معك للتو .. لاشرح لك بعض الامور .. التي قد تعينك على الوقوف بجانب اسيل .. فانا .. لن اتمكن من ذلك وانت .. انت الوحيد المتوفر ) للمرة الثانية بدت كلمات ادهم وكانها تنزع نزعا منه .. تعبه في النقاش الذي تصاحب مع احساسه بالغيظ والخسارة ومع ذكرياته التي اخذت تتدافع بروحه والتي تيقن انه اصبح قاب قوسين من الابتعاد الكلي عن صاحبتها غمغم بتحذير هدر مع بركان غضبه المنفجر ( ومع ذلك .. راعي الحدود الاساسية في تعاملك معها كي لا اقتلك واقتلها )
لم يصدق مراد بانه حقا توصل لهذه النقطة من التفاهم مع ادهم .. بهدوء تاكيدي رفع يديه باشارة الاستسلام وهو يجيب ( لا تقلق .. اعلم انك ستخنقني بغيرتك ولكن .. اعدك .. باني لن اخون ثقتك التي منحتني اياها .. واشكرك لانك اوضحت نفسك لي )
رفرف ادهم بعينه لوهلة واحساس مرعب يستولي عليه .. اراد البقاء في تلك اللحظات لوحده ليعيد تنظيم ما حدث معه للتو .. بفولاذية ثلجية مط شفتيه بسخرية ليخفي ما يجيش بصدره وهو يقول ( ارجوك .. لا تتدعني اعتاد على ظرافتك فانا لازلت لا اطيقك .. كما ان ما قلته لن يعرف عنه اي شخص ابدا .. هل هذا واضح )
فهم مراد حالة ادهم وشعر بقناعه الحديدي الذي اعاد اخفاء روحه خلفه .. و بحركة عسكرية رفع يده مازحا وهو يحاول تلطيف الاجواء بغمغمته وقدماه تتراجعان للخلف ( امرك يا سيد .. بالطبع لن يعرف احد بما تنازلت وقلته لي .. واشكرك .. على ثقتك )
قال كلماته الاخيرة بحزم وايحاء ليوصل مغزها الى ادهم .. اجل .. فمنذ الان .. يجب عليه ان يثق به .. وان .. يبتعد .. فاسيل .. لن تحتمل صدام اخر معه .
يتبع المشاركة 4 الاخيرة



noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 05:32 PM   #109

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (4) القسم الاول
المشاركة الرابعة والاخيرة





صدام من نوع اخر كان تامر يفكر به وهو ينظر بذهول الى تسنيم التي وقفت امامه بكل ثقة وقد اسدلت شعرها بحرية على كتفيها ورسمت عينيها بكحل اسود زاد من اتساعهما وبروزهما الخلاب مع تحديدها لشفاهها بملع فقط .. تغير طفيف لا يذكر الا انها بدت في عينيه انثوية بشكل خطير خصوصا مع تلك الخصلات الحريرية التي كانت تتلاعب على ظهرها كلما حركت راسها وقد عاثت بقلبه فوضى مع تذكره لملمسها الذي اعجبه اصلا في اليوم السابق .. انتبه في تلك اللحظة على تنحنحها ليدرك بانه اطال في صمته ونظراته المدققة لها حتى تشربت وجنتيها بحمرة شك بانها من خجلها وان بدت هكذا .. رفع حاجبيه وهو يحاول التسلح بسخرية اراد ان تخفي تاثره الواضح بمظهرها ( اووه مدام تسنيم .. خيرا ان شاء الله .. هل هناك زفاف تنوين حضوره بعد العمل )
نظرت بدهشة اليه قبل غمغمتها برسمية من بين شفاهها التي رسمت ابتسامتها السخيفة التي اصبح يمقتها ( وهل هناك مناسبة اروع واجمل من رؤيتك كل صباح يا سيدي .. بالتاكيد انت تستحق ان نبدو لاجلك بابهى حلة )
تفاعل الضحك بشكل جنوني بداخل تامر الذي لم يتوقع جوابها الصادم كالعادة فصفق بطريقة ساخرة وهو يقول ( اوووه .. من بين كل الاجوبة المحتملة اخترتي اكثر جوابا صادم قد اتوقعه .. احسنتي حقا .. ولكن .. صدقا .. ياقزمتي )
اضاف الكلمة الاخيرة بتلكئ هازئ بعدما اقترب منها ليلاحظ فرق الطول المضحك بينهما خاصة عندما رفعت راسها لكي تتمكن من النظر اليه وهو يتابع باستفزاز مستمتع اكثر وظلال قهرها وغيظها المكتوم يظهر على ملامحها المتشنجة رغم محافظتها على الابتسامة ( هل هكذا يعد بالنسبة اليك ابهى حلة .. بصراحة لم اتوقع تواضعك هذا .. فما اعرفه عن النساء واهتمامهن بمظهرهن يفوق بالتاكيد محاولتك الان للظهور بمظهر يعاكس ما قلته لك المرة الماضية يا .. قزمتي .. هاري بوتر )
اذن .. ببساطة علم سبب قيامها بهذا والقاه بوجهها بكل سخرية .. حاولت تسنيم بكل قوتها البقاء هادئة وهي تجيب بصدق لذيذ ( اي امراة تهان انوثتها فرد فعلها التلقائي هو اثبات هذه الانوثة .. براي ان ما قمت به كافي لاثبت انوثتي ففي النهاية .. انا لا اسعى للحصول على اعجابك لكي ... احاول حتى القيام بمجهود واضح لابدو كانثى مغرية امامك .. في النهاية .. زوجتك لا تنتظر ان تقيمها بسبب مظهرها انما بسبب مهارة عملها .. اليس كذلك ؟ )
بكل صدق .. بكل رقي .. وبكل ادب .. وبكل جراة .. اجابته دون حتى ان تهتز ثقتها بنفسها او ان تشعره بانه هز ثباتها او اثر على كيانها .. بكلماتها القليلة هزته بصدمة ووضعت حدود حارقة لنفسها كي لا يحاول تجاوزها .. هو .. من عجز الجميع عن مجاراته بالاجابات في اي نقاش .. تخرسه هذه الفتاة القزمة بكلمتين ليقف هو عاجزا عن الرد عليها .. ومع ذلك .. لم يشعر بالغضب .. بل بمتعة تعاظمت مع سرعة بديهتها واجاباتها الحاضرة .. وبنبرة ضاحكة مط شفتيه ملوحا باصبعه ( هدف لك يا زوجتي القزمة .. حسنا .. لنباشر عملنا كي يصح تقيمنا لحضرتك )
والتفت مشيرا لها ان تتبعه الا انها اوقفته بسؤالها المستهجن ( صدقا .. هل يتعبك اسم تسنيم بشيء .. يعني هناك اسم ام قصي ان اردت .. ولكن هلا كففت عن اطلاق الالقاب علي )
رفرف تامر بعينيه لوهلة وهو يستدرك روحه التي تناست قصي .. حقا .. مالذي يفعله ولما هي تحديدا يستمتع باثارة غيظها ويتعمد جدالها هكذا .. لم يجد اي اجابة لذلك الاحساس الذي يخفيه حقا ولكنه لا يستطيع منعه .. وببرودة تعمدها اجابها دون ان يلتفت اليها ( انا حر بما اناديك به ففي النهاية لا تقلقي فهذا لن يقلل من قيمتك .. فكما اخبرتك الحكم الاول والاخير سيكون لعملك يا .. تسنيم )
لم شعرت بانه ينطق اسمها باهانة لم تستسغها ... لم تفهم .. ومع ذلك تجاهلت احساسها وهي تتبع خطواته السريعة وتحاول مجاراته بما يلقيه نحوها من بيانات سريعة .. عمل لم تتوقع ان يكون جميلا في البدء ولكنها تفاجأت بتغير شعورها وازدياد استمتاعها بالعمل معه تحديدا .. ملاحظاته الضاحكة للمهندسين .. تنبيهاته الموحية عند رؤيته اي خطا .. مراعاته الدائمة لكل العاملين وتواضعه بالتعامل معهم .. سرعة بديهيته وذكائه المتقد باستدراك كافة النقائص وحل كل المشكلات التي تواجهه بسرعة مهولة وعملية بحتة .. كان كما راته اول يوم .. ينبوع طاقة ايجابية فعالة .. بحيث يؤثر بحيويته على كل من حوله .. كانت قد لاحظت نظراته نحوها بين الفنية والاخرى وكانه يتاكد انها تجاريه وقد ظهر تساؤله الواضح بعينيه ان كانت تريد شيئا لتخبره به وان لم تنطق به شفاهه بكبريائه الطفولية .. كما تعمد نطق اسمها صحيحا عندما يكونون بين اشخاص اخرين الا انه يعود ليناديها باحد القابه السخيفة ما ان يلاحظ بانهما لوحدها .. بدات تعتاد على اسلوبه المتقد بسرعة استغربتها وكان بينهما جسر تفاهم يجعلهما يتفاهمان سريعا .. كان قد بدا بمعاينة جزء من طائرة قد استعصت على المهندس المعين لتصليحها فتركها له بما انه المسؤول عن ورشة التصليح .. وبنبرته الاجشة نادى عليها وهو مستلقي اسفل الجزء الضخم فلم تظهر سوى يده الممتدة ( زوجتي القزمة .. هل ياترى ستتمكنين من التفريق بين المفك المربع الراس و المستقيم الراس لو طلبت منك اعطائي ذو الراس المربع بسرعة )
غمغمت تسنيم بهمسة حانقة وهي تنظر الى صندوق العدة امامها لتبحث عما طلبه ( ربما لو تمكنت من التفريق بين الطلب المؤدب والطلب الهازئ ساتمكن من ملاحظة الفرق .. ها هو .. على الاقل ثق بي بموضوع العدة الاصلاحية فانا ام وحيدة تحتاج ان يكون لديها خبرة في تصليح بعض الامور في منزلها .. اليس كذلك )
كان قد اخذ المفك منها هاتفا بحماس ضاحك تمثيلي ( والله نجحتي .. انه حقا المفك المربع الراس .. ترى مالذي تجيده ايضا الام الوحيدة .. يعني اسالك من باب الفضول .. زوجتي )
عقدت تسنيم ذراعيها وهي تكشر بوجهها مستغلة انه لا يراها وهي تجيبه ( انتبه الا يودي بك فضولك الى جهنم المعرفة .. وبالنهاية تصبح شهيد الحشرية .. اما لما اجيده من امور المنزل فلا تقلق لن اطرق بابك متعللة بعدم مقدرتي على تغير انبوبة الغاز في مطبخي .. يا زوجي العزيز )
هي مستحيلة .. هذا ما تاكد منه .. فمهما حاول استنتاج ردودها تفاجئه بطريقة تفكيرها الغريبة .. لم يتمكن من منع ضحكته وهو يغمغم وقد مد يده لياخذ منها ما سيطلبه (اعطيني المفتاح الانجليزي المتغير الاتساع ..ممم اتعلمين .. لقد طمأنتيني حقا .. ترى .. هل تجيدين مثلا تغير انبوبة الاضاءة .. او ربط ابواب الدواليب .. اومثلا تسليك مجاري الصرف في المطبخ .. او .. ااخ .. انتبهي )
كانت قد وضعت المفتاح بيده بكل قوتها بشكل المه بفجائية وبين ايضا مدى استفزازها من تحديه لها وقد انحنت ليظهر جزءا من شعرها وراسها له وهي تجيبه وقد ارتسمت ابتسامتها بشكل مضحك جدا ( لما لا تنتبه على ما تفعله وتتركك من منزلي .. اتعلم .. ستعرف اجابات اسئلتك عندما تجدني اطرق بابك كل ساعة لتقوم لي ببعض الاعمال طالما انك اظهرت استعدادك لهذا .. ربما عندها ستندم لانك سالتني عما اجيده )
تساءل بدهشة وهو يحاول ان يفهمها ( ماعلاقة سؤالي بطرقك باب منزلي وهل اخبرتك باني ساساعدك و .. )
لم يكمل سؤاله وهي ترفع حاجبيها وقد اصطبغ وجهها بالدماء من انحنائها بهذا الشكل لتظهر له وهي تجيبه ( بالتاكيد انت تسالني عما اجيده لانك قلق على جارتك وتحاول عرض خدماتك لها واظهار استعدادك لمساعدتها .. اليس كذلك يا زوجي .. اشكرك حقا لم اتوقعك بهذا اللطف فنادرا ما اصبحنا نجد رجال بهذه الشهامة والاستعداد ليساعدو امراة وحيدة مثلي )
شهق بذهول قبل ارتفاع صوت ضحكه حتى كاد ان يختنق .. هل قلبت الامر عليه حقا بهذه السهولة راها تعتدل في وقفتها .. فاخرج نفسه ببطء من اسفل الطائرة وهو يقول بمشاكسة ( اذن اعطيني تصميم الطائرة يا زوجتي .. لم يعش من سيجعلك تحتاجين رجلا وانا موجود )
كان يتكلم بشكل مجازي موحي ضاحك لم يقصده الا ان صوتا صعقه قطع كلامه ( لم اعلم انك تزوجت )
لوهلة ظل في مكانه مستلقيا وهو يحاول السيطرة على نفسه واعصابه .. كم تمنى لو انه يملك كل وقت الدنيا قبل اضطراره لخوض هذه المواجهة التي كان يهرب منها طويلا .. صوت استفز كل جنونه وهو يسمع تسنيم تقول بكل لهفة وقد اشارت باصبعها نحو اخوه نادر الذي كان يقف بجانبها قائلة ( انه انت حقا .. اليس كذلك .. اسطورة الطيران الكابتن نادر الشامسي .. الجميع كانو يتكلمون عن مهاراتك عندما كنا نتلقى التدريب في الشركة .. كم تمنيت رؤيتك حقا )
هذا كثير .. بل هو كثير جدا خاصة مع مدها يدها بتلقائية لتصافح اخوه .. انها لم تفعل هذا معه ولا مرة فلم تحاول مصافحته ابدا ..كما انه لم يسمع هذه النبرة المعجبة منها سابقا .. لم يفهم مالذي جرى له كما انه لم يحلل اسباب غضبه الذي تفجر بشكل بركاني وهو يقف بتهور جعل راسه يصطدم بقوة في معدن الطائرة مصدرا صوتا عاليا وقد تراقصت الصورة امامه .. صدرت شهقة من نادر الذي تقدم نحوه بسرعة ليمسكه وهو يقول بدهشة ضاحكة ( يبدو .. ان .. زوجك قد اصيب .. تاامر .. هل انت بخير ؟ )
ضيق تامر عينيه وهو يضغط على راسه في مكان الضربة وعيناه تنتقلان بين وجه اخيه القلق ووجه تسنيم الذي تمازج فيه قلقها مع .. شماتتها .. ببساطة ادرك انها كانت تحاول ان تمنع نفسها من الضحك عليه .. وبنبرة تهديدة تساءل ( تسنننيم .. هل .. اسمع صوت .. ضح .. )
لم يكمل كلمته حتى وجدها تلتفت لتوليه ظهره وقد اهتزت كتفاها بدليل واضح على ضحكها وهي تقول بلهاث ( ربما .. لو احسنت نيتك .. لما حدث هذا معك )
بغضب جنوني تناسى معه اخاه الذي يستند عليه هتف ( اتعنين انه عندما صعقت البارحة بالكهربا فذلك بسبب كون نيتك اسود من قرن الخروب و .. ياللهي .. مالذي تجعليني اقوله .. انت حقا تشمتين بي الان )
التفتت نحوه بعدما سمعت نبرته المذهولة وهي تجيبه بمشاكسة لطيفة ( ربما يجب ان تنتبه اذن لنيتي السوداء ولا تحاول استفزازي .. وبصراحة .. منظرك الان وانت تقف بجانب اخاك يجعل لاصطدامك فائدة مضاعفة .. ربما قد تفهم عندها بانه لن يوجد في هذا الكون انسان يساندك كما يساندك اخوك .. بلا اي شماتة او حتى ملل .. كما يجب ان تكون العائلة )
قالت كلماتها الاخيرة بنبرة يائسة حزينة خائبة وهي تشير نحوه .. لوهلة كان غضبه سيتحكم به ولكن نظرة عينيها التي انبات بعذابها وهي تعترف بكل صراحة متابعة ( ليس كلنا نمتلك هذا الاخ .. او هذا السند .. اليس كذلك .. لذا كف عن هربك )
اجل .. هي يتيمة .. اجل .. هي ايضا لاجل اخوها حاولت ان تكون صبيا .. واجل .. يبدو ان ملامحها الان تجعله يفهم كم تفتقد من تعتمد عليه بعد وفاة كل من تعرفهم .. تذكر في تلك اللحظة مظهرها وهي تقف وحيدة بالليل وقد احتضنت ابنها اثناء انتقالها الى مبناه السكني وكيف بدت كطفلة ضائعة تحاول ان تفرض نفسها على الرجال .. صوت نادر قطع افكاره وهو يقول بنبرة امتلات احتراما ( يبدو ان زوجتك انسانة تفهم حقا بالاصول .. احسنتي يابنتي .. ربما يجب ان تعلميه اكثر كيف يتعامل معي كرجل .. ويكف عن هربه كما قلتي )
ظهر الحرج على وجه تسنيم التي لوحت بيدها مجيبة بسرعة ملهوفة ( اعتذر كابتن نادر .. هو ليس زوجي كما تظن .. يعني لا يوجد شيء بيننا بالطبع .. انه فقط لقب قصتة طويلة واخوك يتعمد تذكيري بخطاي دوما وهو يقول لي زوجتي و .. )
لم تكمل كلامها بعدما قاطعها تامر وهو يعتدل بوقفته متخلصا من استناده على نادر والذي اطاله قدر ما استطاع لاشتياقه له رغم ارادته ( ما رايك ان تلتفتين الى عملك وتكفين عن حشر انفك بما لا يعنيك .. الم تقولي ان الفضولين سيحترقون بنيران حشريتهم .. ثم ان نادر بالتاكيد يعلم انه من المستحيل ان اكون قد تزوجت .. ومنك انت يعني .. هو فقط يشاكسك )
لم يكن قد تعمد نبرته المستهينة بها والتي ظهرت في صوته لشدة غضبه منها .. غضب لم يفهمه ولم يعلم ما سبب تهوره هذا كلما راى رجل غيره يقترب من هذه القزمة .. لكنه ادرك هذا مع نظرتها الجريحة ومع انقباضة كف نادر على كفه وهو يقول بسرعة مشيرا اليها ( بالطبع .. انه لمن الشرف لنا ان تكوني زوجته .. ولكن .. يعني .. يبدو ان علاقتك مع اخي يسودها جو من المزاح .. اليس كذلك .. انا حقا سعيد بالتعرف اليك .. لما لا تخبريني عن اسمك انستي الصغيرة )
لوهلة تفجر كل غضبها الجنوني ورغبة بقتل تامر تتفاعل بداخلها .. لما لا يكون لبقا كاخاه لم تفهم .. يد نادر الممدودة لها جعلتها تتنحنح لتمد يدها بدورها لتصافحه مجيبة بلباقة مشابهة وابتسامتها الدبلوماسية ترتسم على ثغرها ( انا .. سيدة تسنيم .. المساعدة الجديدة لاخوك اللطيف .. والان .. ساترككما لاذهب لعملي )
والتفتت مغادرة بسرعة دون حتى ان تستاذن تامر او تلتفت اليه وقد تعمدت تجاهله كرد فعل على ما فعله معها .. اشار نادر الى ظهرها وهو يتساءل ( هل .. هي .. هل هي حقا متزوجة )
اجابه تامر وقد كانت عيناه تراقبان ظهر تسنيم وتوتره يتضاعف مع تصرفاتها واحاسيسه الغير مفهومين ( ارملة .. انها ارملة .. مات زوجها في حادث .. مم اهلا نادر .. لم ارك منذ فترة .. مبارك لنسمة ولك )
كان يود ان ينقل تفكيره واحاديثه مع نادر عنها الى موضوع اخر .. فهو نفسه لم يعد بامكانه تفسير ردات فعله المتعلقة بهذه القزمة .. بنبرة غامضة موحية اجابه نادر ( ممم .. من الجيد انك تذكرت ان تبارك لنا بعد كل هذا .. اتعلم .. تبدو فتاة جيدة من غيرت تفكيرك هكذا )
التفت تامر الى نادر وهو يجيبه بتوتر متصاعد ( اي فتاة .. واي تغير .. مالذي تهذي به يانادر )
ابتسم نادر ببطء وهو يرفع حاجبيه قائلا باستفزاز ( اهذي ؟؟ معك حق انا اهذي .. لقد اخطات المسمى كنت ساقول .. تبدو مساعدة جيدة يعني .. اذن هي ارملة اذن .. تبدو صغيرة جدا على مثل هذا المصاب .. هل .. فقدت احد اخر غير زوجها ياترى ؟ )
رفرف تامر بعينيه وقد ادرك مالذي يحاول نادر فعله معه باسلوبه المستفز الهادئ هذا .. فهو دوما ما تعمد مشاكسته هكذا بكلماته الملتوية حتى يفجر غضبه الذي يجعله يلقي بكل ما يعرفه من معلومات مرة واحدة امامه ليتخلص من اسئلته الماكرة .. لذا تنحنح لكي يجلي صدره ويهدئ انفعالاته وهو يجيبه بدوره بهدوء ثلجي حاول التسلح به ( لا اعلم .. ولن اهتم لاعلم .. فما يهمني انها .. مساعدة جيدة كما قلت للتو .. و .. لا اعتقد انك جئت الى هنا لتتناقش معي بامر القزمة ..احم اقصد تسنيم )
اخفض نادر راسه ليخفي ضحكته خصوصا مع تصاعد توتر اخاه اكثر وهو يخطئ باسمها امامه ليثبت خطا ادعائه بان علاقتهما رسمية .. لوح بيده على طول تامر وهو يقول بتحدي مشاكس اكثر ( هيا يا اخي .. ارحمها فانت الطويل بزيادة هنا .. الفتاة ليست قزمة .. يعني لاحظت بان طولها رائع عندما وقفت الى جانبي )
فتح تامر عيناه بغيظ وهو يرد بسرعة متهورة ( ترى هل تحب ان تسمع نسمة تغزلك بفتاة اخرى غيرها .. ام انك ستغير الموضوع الان )
اشار نادر الى صدره قائلا باستنكار ضاحك ( وهل تغزلت .. انا فقط اشرت الى ان طولها مناسب لي .. وانك فقط الشخص الغريب هنا بطوله الذي .. )
قطع تامر كلام اخاه بتحركه مبتعدا عنه بطريقة فظة جعلت ضحكة نادر ترتفع وهويلحق به ليمسكه من ذراعه هاتفا بلهفة ( حسنا توقف .. توقف .. كم انت عصبي يا مجنون .. اعدك لن اتكلم اكثر لو .. وعدتني بانك ستاتي الى الغذاء الذي دعتك له نسمة )
فتح تامر فمه واغلقه مرتين وهو يبحث عن الرد المناسب الذي يجب عليه ان يرده ليرفض .. فاجأته نظرة نادر الموحية بخبث وهو يقول له متابعا ( هيا .. الم تقل قزمتك بان الاخوة سند .. وبانك لن تجد شخص مثلي ... يعني ساظن في النهاية انك كي تجاكرها لم تاتي معي وتعترف بما هو صحيح .. اليس كذلك .. السنا سند لبعضنا )
كز نادر على اسنانه بغيظ وهو يرى الفخ الذي يتعمد نادر نصبه حوله .. لوح باصبعه بغيظ قائلا ( نادر .. لست طفلا لتضحك علي بكلامك هذا و .. لقد اخبرت نسمة جوابي وبالتاكيد .. هي اخبرتك )
ضرب نادر بقبضته كتف تامر وهو يقول بصرامة فجائية هادرة ( يكفي ياتامر .. لن يتدخل احد بيننا بعد الان .. اعتقد حتى ان الامر قد طال كثيرا .. وهنا .. لن نستطيع التحدث بحرية بكل شيء كما يجب بين الرجال .. اليس كذلك )
لذلك كان يهرب .. لذلك كان يتعمد الا يقابل اخاه .. لانه يعلم بانه لن يعصي امره ابدا .. وبان نادر عندما يتكلم بلهجته هذه معه ويستخدم سلطته الذكورية الاخوية فانه لن يجد امامه سوى ان يخفض راسه ويجيبه باحترام وخضوع كما رباه والده ( حسنا .. ساتي .. ولكن .. ليكن في البدء .. عشاءا عاديا بيننا وحدنا .. انا وانت .. لنحل الامور العالقة.. كما قلت للتو )
ربت نادر على كتف اخاه بحنان في تلك اللحظة ومنظر تامر المخفض الراس باحترام امامه يزيد من حبه العميق له .. وبصوت امتلا بمشاعره غمغم ويده ترتفع لتربت على وجنته ايضا ( هذا ما انتظرته منك ياتامر .. هذا تحديدا ما راهنت عليه طوال تلك الفترة الماضية .. والذي جعلني اتركك لتاخذ كامل وقتك .. بانك .. عندما ستهدا .. لن تكسر كل الجسور التي بيننا ..كعائلة .. ربما يجب ان نشكر من هزتك هكذا)
تنحنح تامر وقد انتفض قلبه بلا ارادة منه .. اجل .. مهما حاول الهرب .. او مهما غضب وقرر البقاء وحيدا .. بل مهما تمرد على الجميع .. الا انه ببساطه .. لن يتمكن ابدا من الاستمرار بهذه الطريقة .. فليس هذا ما غرسه والده ووالدته بداخله .. ثم لن ينكر .. مشاعر تسنيم التي ظهرت امامه بهذا الوضوح .. احساسه بانها تحسده هكذا لانه لديه عائلة .. وحدتها الظاهرة والمها العميق وخيبة املها .. كل هذا جعله يتوقف مع نفسه ليفكر .. مالذي سيحصل له لو انه لا قدر الله قد اصيب احد من عائلته بسوء وهو بعيدا عنهم هكذا .. مالذي سيشعر به لو انه لم يجد الفرصة الكافية قبل خسارته لاي ممن يحبهم كما حدث معها .. هو لازال لم ينسى كيف اختطف نادر وتعرض للموت منذ فترة ليست ببعيدة .. تنهيدة طويلة خرجت بتعب من صدره وهو يرفع راسه لينظر الى نادر الذي بدوره تصارعت احاسيسه بعيناه اللتان التمعتا بدموعه النادمة الحبيسة وبصوت متهدج تمازج به كل احاسيسه المبعثرة لوح باصبعه قائلا بمزاح خالط الجد ( لم تهزني هي .. يعني .. ليست هي .. زوجتك من اثرت بي بكلامها معي .. لقد قالت لي بانها لن تلد الا عندما اتي .. يعني اشفقت عليها )
صوت استنكاري ضاحك خرج من نادر وهو يشير الى صدره قائلا ( زوجتي .. انا .. حقا .. اووه اذن يجب ان اشكرك لانك اشفقت علي من بقائها حاملا .. فانت لا تعلم ما اعانيه بحملها )
رفع تامر حاجبيه ضاحكا وقد التمعت عيناه بدوره بدموعه وهو يرفع يده ليربت على كتف اخاه بمحبة لم يتمكن من اخفائها اكثر ( يعني .. نادر العظيم .. واخيرا وجد من يهز ثلجيته الاسطورية .. ويجعله يعاني )
دفعه نادر بحب من كتفه وهو يقول بايحاء خبيث ( انظر من يتكلم .. على الاقل فانا اعترف بتاثير نسمة علي .. ولكن .. هناك اشخاص اعرفهم يحاولون الظهور بحركات رسمية ولكنهم يخطئون بالقابهم الغريبة التي يطلقونها على غيرهم .. رغم ان اسمها جميل )
وتابع باستفزاز ضاحك وقد لاحظ الغضب الذي بدا يظهر على تامر ( تسنيييم .. ليس صعبا .. اليس كذلك حتى انه اسهل من كلمة زوجتي او القزمة )
كان اسمها وكانه تميمة .. فلقد ظهرت ما ان انهى نادر كلامه وهي تتحرك باتجاههما بسرعة جعلت تامر يصمت عن رده الناري الذي كان يجهزه لاخوه وهو يسمعها تقول بلهفة سريعة ما ان وقفت امامهما ( استاذ تامر .. اود ان استاذنك لاغادر الان .. يعني بقي ساعة على انتهاء دوامي الرسمي ولكن .. هناك مكان يجب ان اذهب اليه مع خالد وهو الان متفرغ واخبرني انه بامكاني الخروج معه .. ولقد انهينا عملنا تقريبا .. اليس كذلك )
اسم اعاد الغضب اليه مرة اخرى وهو يتساءل بسرعة ( خالد ؟؟؟ دون لقب استاذ مثلا .. ومكان تذهبين اليه معه .. مالقصة يا تسنيم .. هل هو مديرك مثلا ليخبرك بانك يمكنك المغادرة )
رفعت تسنيم حاجبيها بغيظ مجيبة ( اجل هو مدير .. ام نسيت منصبه في الشركة .. ثم .. اعتقد اننا قد حسمنا تساؤلك في المرة السابقة .. اتمنى ان لا تكون نبرتك هذه نبرة شك اتهامية لي )
رفع امر حاجبيه مغمغا باستهزاء غاضب وهو يصفق بسخرية ( احسنتي تسنيم .. هل تحاولين اخباري بالترتيب الهرمي للسلطات في الشركة .. يعني تقولين بوضوح بانه مدير حتى علي ايضا .. اليس كذلك .. لم اعلم انك طفلة تعتمدين على الوساطة في عملك ؟ )
رفرفت تسنيم بعينيها وقد الجمها هجوم تامر العنيف والفجائي وخاصة اهانته الاخيرة لها .. نقلت عينيها بينه وبين نادر الذي اخفض عينيه وتظاهر بانه لا يسمع النقاش كي لا يحرجها هي واخاه اكثر .. وبهمسة حاقدة اطلقتها بعد ان رسمت هذه المرة اوسع ابتساماتها ( انا لا احاول شيئا .. ولا اعتمد على شيء ..معك حق اعذرني على تقصيري .. ولكن فقط لمجرد المعرفة .. طبعا ان لم يكن في هذا اي تفسير مهين لسيادتكم .. ماهو العمل المتبقي لي كي ابدأ فيه الان )
كان هذه المرة دور تامر في الاستغراب بعدما لاحظ خضوعها الفوري لكلامه .. احساس بانها سترد له الصاع صاعين بدء يتفاعل بداخله وهو يشير لها باتجاه المكتب متعمدا استمرار نهج الرسمية بينهما خصوصا مع وجود اخاه بجانبه ( يجب ان تبعثي ملف مراسلات الطلبيات كما يجب ان تتاكدي تنسيق عملية دخول الطائرات الجديدة الى ورشة التفحص النهائي غدا حيث سافرغ نفسي للمرور عليهم )
لم يكد ينهي كلامه حتى التفت على عقبيها وتحركت بخطوات اقرب الى الركض من امامه .. صوت نادر ارتفع في تلك اللحظة وقد تخالطت مع نبرات صوته ضحكاته ( صدقني .. وعن تجربة .. انت فقط من سيندم على اتخاذك هذا الموقف .. رغم انه عمليا صحيح فلا يجوز تجاوز السلطات بهذه الطريقة المهينة )
التفت تامر نحو نادر مغمغا بغيظ اكبر وقد تلاقى كلام اخيه مع صدى الخوف في نفسه ( نادر .. اليس وراءك عمل .. يعني اسمح لي ان امارس عملي وبعدها يمكننا ان نتناقش فيما تحب عندما اتي لزيارتكم )
رفع نادر كفيه باستسلام مغمغا وهو يتراجع للخلف ( حسنا لا تغضب .. كنت فقط اشاكسك .. ساذهب الان وساتصل بك لاحقا لاحدد معك موعدا لتناول الغذاء كما اتفقنا )
ندم .. من الذي سيندم .. بالتاكيد ليس هو .. اليس كذلك .. فهو لا يعنيه في تسنيم سوى التزامها التام بعملها .. اذن من اين ياتي الندم الذي يخبره به اخاه ولما يشعر بهذا الانقباض السخيف في صدره .. هو فقط لا يعلم .. ولا يهتم .. كان هذا هو ما فكر به تامر وهو يتجه نحو مكتبه .. وهو ما اثبت فشله بشكل كامل في الساعات الباقية من ذلك النهار المشؤوم كما اسماه .. فبكل حماقة يحسدعليها اخذ يراكم العمل المشترك بينهما ليؤكد لنفسه بان الامورطبيعية ورسمية وهكذا ينشغل عن كل السخافات التي تلاعب عقله بها .. ولكن .. لم ياخذ في حسبانه تاثره الواضح والذي تزايد مع اقترابها منه بهذا الشكل في حيز المكتب الضيق .. فوقوفها الى جانبه بعينيها المتقدتين وشعرها الحر المتطاير ونبرتها الثلجية اللامبالية حرك الفوضى بداخله .. رائحتها التي اخترقت انفه كلما اقتربت من شاشة الحاسوب التي بجانبه لتريه امرا او لتقوم بتغير امرا معينا في طلبيات الارساليات استفزته بقوة وقد ذكرته برائحة الطبيعة البرية . خصلات شعرها التي كانت تنسدل كحاجز بينهما كلما انحنت لتلمس يده بشكل خاطئ وتره خصوصا مع تذكره الدائم لملمسها الناعم الذي شعر به بين يديه سابقا .. ضغط على اعصابه انفجر في النهاية عندما وضعت يديها فوق يده على ( الفارة ) الخاصة بالحاسوب لتعيد المؤشر الى مكانه ليفاجئ بنفسه وهو يسالها بهجومية ( لماذا خالد .. مالذي ينقصك وتحتاجينه منه .. لم افهم ؟ )
استغرب من نفسه ما ان خرج السؤال من بين شفاهه بصوت عالي وقد كان يتردد في ذهنه في البدء .. ببطئ راها تعتدل وتنظر الى ساعتها قبل قولها بكل عملية وهي تنظر اليه كصقيع بركاني ( الساعة الان تشير الى الخامسة .. لقد انتهى موعد دوامي المطلوب مني .. لذا عن اذنك ساغادر .. فخالد ينتظرني الان بتاكيد )
وتحركت من امامه بكل سلاسة دون حتى ان تهتم بالاجابة عليه وقد لاحظ انها تعمدت ذكر خالد امامه لتزيد من غضبه .. بسرعة غير مقصودة مد يده ليمسك بذراعها موقفا تراجعها بشكل فجائي جعلها تترنح لوهلة وقد كادت ان تسقط من عنف جذبته لذراعها وهو يهدر ( عندما اتكلم معك اياك ان تتجاهلني و .. )
لسعة على يده اوقفت دفق كلماته بعدما ادرك انها ضربت يده الممسكة بها وهي تنتفض بغضب هادر بدورها وقد رفعت راسها لتتمكن من النظر اليه وفرق الطول بينهما يظهر باوضح صوره ( بما انه قد انتهى وقت عملي فلن اسمح لك بدقيقة اخرى اكون فيها مساعدتك اللطيفة الخانعة .. اما اسالتك فطالما انها ليست في سياق العمل فلست مطالبة بالاجابة عليها ومع ذلك .. ساخبرك )
وباشارة من اصبعها الذي غرزته في منتصف صدره تابعت بحدة ( لقد حذرتك بالا توحي باي امر سيء بيني وبين خالد فاختياري له ناجم عن كوني لا اعرف شخصا غيره وهو نبيل بما يكفي ليساعدني دون اي ثمن كما انني صديقة لزوجته .. لذا .. كف عن ايحاءاتك السيئة وكف عن تلميحاتك الواضحة وعن اتهاماتك التي لا اصل لها لاني لن اسمح بخروج اي اشاعة علي بسبب سخف تفكيرك و .. )
اشارت الى يده مضيفة بحقد ( اذا امسكتني مرة اخرى .. بهذه الطريقة .. فلا تستغرب ان وجدت نفسك متهما بقضية تحرش .. هل كلامي واضح .. عن اذنك .. يمكنك اكمال العمل لوحدك فانا فقط ملزمة بوقت عملي )
والتفتت مغادرة وقد تركته فاغرا فاهه بدهشة من قوتها وجبروتها الذي .. ورغم اهانتها الواضحة له قد .. اعجبه .. اجل .. ان تكون بهذه الجراة والقوة في الدفاع عن نفسها .. ان تكون كلبؤة لا تسمح لاحد بالتطاول عليها او بلمسها او حتى بسؤالها بخصوصياتها .. كما ان صدقها واجاباتها المباشرة التي لا تخفي فيها اي حقيقة جعله يفهم اي امراة هي وكيف تكمل دربها في هذا المجتمع الذي لا يرحم الارامل ولا المطلقات .
بقاء الحال .. من المحال .. كان هذا ما يفكر به تامر وهو ينظر الى صورة انعكاس المبنى الذي يقطن به على زجاج المبني المقابل .. وتحديدا .. صورة الاضاءة المطفأة للشقة التي تعلوه .. فالساعة الان قد تجاوزت التاسعة ليلا وحضرتها لم تضئ شقتها .. اي ببساطة مازالت بالخارج مع ذلك الخالد .. ماعلاقته بالامر .. لا يعلم .. لما هو غاضب .. ايضا لا يعلم .. بل لما يحاول ايجاد اي حجة لنفسه ليقف في شرفته ويراقب انعكاس الاضاءة .. لا يعلم .. لم يهتم اصلا بها ولم تشغل تفكيره ولما يود لو كان هو من تلجا اليه لا خالد .. اسئلة كثيرة لا اجابات لها عنده سوى انه يجد نفسه معها تحديدا يتحرك بلا تفكير واحاسيسه المشوشة هي فقط من تحكم تصرفاته .. رغم كونه دوما من النوع المسيطر على نفسه الا ان تسنيم اثبتت له بالدليل القاطع بانه شخص تحركه اهوائه وعواطفه الغير مفهومة .. لما هي تحديدا .. فهي ليست جميلة .. وليست ودودة .. وظروفها سوداء تحيط بها الغموض .. بل انها ارملة بطفل .. وتتعامل معه كقنفذ يقذف الاشواك .. كما ان لسانها يحتاج الى اعادة ضبط وتهيئة وقد اعتادت قصفه باجاباتها البعيدة عن اللباقة .. كل هذا بالاضافة الى طولها القزمي ومنظرها الشبيه بهاري بوتر بنظارتيها .. يعني بالمحصلة كلها امور من المفترض ان تجعله يمقت حتى الاقتراب منها الا انه يفاجئ بنفسه وقد استوطنت تفكيره والتصقت بذهنه كالغراء واحساس عبيط بالمسؤولية يتفاعل بروحه مع كل لمحة تظهرها لوحدتها في هذا العالم .. زفرة ناقمة خرجت من شفاهه وقد نفذ صبره .. عاد ليدخل شقته وقد نوى ان يتاكد من وجودها في منزلها قبل اتصاله عليها باي حجة سيفكر بها في ذلك الحين ليسالها عن مكانها .. بسرعة امسك طبقا فارغا من المطبخ وخرج من شقته الى الدرج ليصعد اليها وقد تفاعل الغضب بداخله بجنون مع تذكره لكلماتها النارية التي قالتها له لتوقفه عند حده .. طرق على باب الشقة بلا امل في ان تكون قد جاءت وبدا بنفس الوقت باخراج هاتفه ليتصل عليها .. صوت مزلاج الباب اوقف حركاته ليتفاجئ بها وهي تفتح الباب امامه وقد ارتدت ثوبا منزليا طويلا مع سترة امسكت اطرافها لتغلقها باحكام ورفعت شعرها بكعكة فوضاوية علوية وظهرت عيناها الناعستان وهي تحاول كبت تثاؤبها قائلة بصوت خميل نسبي ( هل تريد ملحا ام سكر .. ام انه ينقصك امر اخر )
لوهلة لم يفهم مالذي تقوله وقد اختلط الامر عليه .. متى عادت الى منزلها وكيف لم يرى ضوء الشقة وهو الذي يراقبها منذ زمن وما علاقة الملح والسكر و .. بصوت متلعثم تساءل عندما ضيقت عينيها محركة راسها بحركة استفسارية ( ملح ؟ ؟ .. سكر ؟؟ .. لم افهم .. متى عدتي )
مطت شفتيها باستغراب وهي تشير الى الطبق قائلة ( اليس هذا الطبق الفارغ وحقيقة مجيئك الي بهذه الساعة يعني انك تحتاج الى شيء ضروري من حاجيات المطبخ .. و .. مالذي تقصده بمتى عدت .. لم افهم ؟ )
تساؤل ايقظه من تشنجه الذي اصابه مع مظهرها هذا رغم بساطته فحرك راسه يمنة ويسرة لينفضها وهو يغمغم بسرعة ( اجل .. اريد ملحا .. لقد نفذ من عندي .. لقد ظننتك لا تزالين في الخارج .. لان .. يعني شقتك مظلمة على ما يبدو )
رفرفت تسنيم بعينيها مجيبة بحذر وهي تاخذ الطبق منه ( شقتي مظلمة لاني لا اضيء سوى الحجرة الداخلية التي اجلس بها مع قصي لاوفر من مصاريف الكهرباء .. اما عودتي التي لا علاقة لك بها الا انها كانت بعد ساعة واحدة من خروجي .. هل هناك استجواب اخر ام يمكنني الدخول لاملا لك الطبق كي تنتهي هذه الزيارة الفضولية واتمكن من النوم )
سيل اجابات بنبرة صادقة مريحة رافقها قصف مباشر .. هذه هي فتاته حقا .. فتاته الغريبة العجيبة تنحنح محركا راسه بالرفض وقد ادرك من نظراتها بانها علمت تحديدا سبب زيارته المحرجة واندفاعه الذي اغضبه من نفسه بشدة وقد وضعته تصرفاته بمكان لا يحسد عليه واهانتها له تبدو مستحقة بالكامل هذه المرة .. بالتاكيد يجب عليه ان يكتفي عن هذه التصرفات اللامسؤولة وان يجبر نفسه على عدم التدخل بها ..و في نفس الوقت الذي قال فيه كلمة ملح بغمغمة غير واضحة شعر بضربة في منتصف قصبة ساقه من قدم طفولية وصوت متلعثم فقدت غالب حروفه يعلو قائلا ( ارج .. اكع )
انتقل تامر بانظاره الى الاسفل ليرى ابنها الصغير الذي وقف امامها في تلك اللحظة وقد كشر بملامحه الطفوليه صارخا بكلاماته اللامفهومة وان استنتجها تامر على انها كلمتي ( اخرج .. واطلع ) .. حرك راسه موافقا وقد انحنى باتجاهه وهو يراها تتراجع الى داخل الشقة هاتفة لصغيرها ( قصي .. ابقى وافقا هنا .. اياك ان تتحرك او تركض ريثما احضرما طلبه عمك )
ملامح غاية في الوسامة تترافق مع نظرة حانقة ويدين مرتفعتين في وضعية الدفاع للضرب وقد تناثرت خصلات شعره بفوضى واظهرت ملابس نومه حجمة المتوسط .. طفل يشببها حقا هذا ما فكر به تامر وهو يسمع جواب الصغير على تساؤله اللطيف ( هل اسمك قصي ؟ ) و الذي كان عبارة عن لكمة على صدره مع اعادة لكلمة ( اكع .. اتك ماما ) ( اطلع .. اترك ماما )
هو يستحق هذا .. اجل يستحقه .. لوم تتابع مرات عدة ما ان دخل شقته بعد ذلك الموقف السخيف جدا الذي عرض نفسه له بفضوله وتهوره .. ام وطفلها يظهران بوضوح عدم تقبلهما لاي بادرة منه .. لم يتدخل بشؤونهما .. بالتاكيد تكفيه هذه الاهانات التي تعرض لها وسيتاكد من عدم تكرار مثل هذه المواقف حتى لو اضطر ان يضرب راسه بالحائط فهو لن يسالها او يحاول الاقتراب منها او يتفاعل مع اي تصرف تقوم به وسيتعامل معها بحدود كونها مساعدته .. فقط .. قرار اتخذه تامر بصرامة وكله نية لتنفيذه بكل قوته مهما تطلب الامر منه .. ولكن .. مرة اخرى يجد نفسه وقد انتفض مخالفا كل ما وعد نفسه به ما ان سمع رجاءها المرعوب وراى التماع الدموع بعينيها وهي تشير الى احد الرجال الذي دخل الى ورشة الفحص النهائي التي كان هو وهي يعملان بها بكل جمود ساد بينهما منذ الصباح ( لا يجب ان يراني .. ارجوك تامر .. لا يجب ان يراني. افعل شيئا وابعده عني كي اختفي .. ارجوك ).
انتهى ..
القسم الثاني باذن الله يوم الاحد سامحوني



noor elhuda and Narimano like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 08:31 PM   #110

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

علي طلق سارة اعتقد كدة صح لو فيه نصيب انهم يتجوزوا هيكون بارداتهم ورضاهم من غير ماطرف منهم يفرض الامرةعلي التاني
تنسيم وتامر
مواقفهم مضحكة وواضح غيرة تامر عليها حت من نادر بس مين الرجل اللي دخل عليهم والدها ولا اخوها


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.