آخر 10 مشاركات
[تحميل] أساور الفضة / للكاتبة نهى ، عراقية من جزئين ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          قرابين الاعراف .. متميزة , مكتملة (الكاتـب : حنان - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-18, 05:19 AM   #151

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي


فى انتظارك غدا

قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:03 PM   #152

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)




صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)
المشاركة 1



في العديد من محطات حياتنا التي نتذكرها نتفاجئ من انفسنا فيها .. ومن تصرفاتنا التي قد تكون غاية في السطحية .. وعندما نعود بمخيلتنا الى تلك اللحظات .. نتفاجئ كم كنا نسيء الفهم في العديد من الامور .. مشاكل كثيرة وتراكمات اكثر واحقاد توتر الجو كل هذا قد يكون بسبب سوء فهم بسيط لم يحل فتعاظم حتى اصبح بوسع المحيطات .. احداث متتالية تحكمنا فتهز كل ما ننتويه وتدخلنا بصراعات مخيفة .. ولكن .. عندما نهدئ .. ونجلس .. ونفكر .. ونحلل ونتناقش ونتكلم .. عندها .. دوما ما ننصدم .. من بذرة سوء الفهم التي تكتلت حتى اصبحت بثقل الجبال .. تماما كما كرة الثلج .. تبدأ صغيرة وغير مؤثرة .. ثم تتدحرج .. لتنتهي كبيرة ومدمرة .
____________
في العديد من المواقف .. قد يضطر المرء على الاعتماد على بديهيته في التصرف .. فيقوم بالتعامل مع مواقف واشخاص حسبما يدله حدسه حتى لو لم يكن يفهم شيئا مما حوله .. كان هذا تحديد ما قام به تامر ما ان سمع استغاثة تسنيم .. بحركة تلقائية وقف امامها دافعا اياها خلف احد انصاف مجسمات الطائرات التي يصلحها قبل ان يتحرك باتجاه الرجل الذي دخل ورشة التصليح بعفوية وفي عقله تدور مئة فكرة وهو يغرق في محاولته لتفسير غموض ما حدث في تلك اللحظة .. ثواني بسيطة هي كل ما فصلته عن وقوفه امام هذا الرجل الذي رفع عيناه اليه بحيرة متسائلا ( هل .. اجد هنا .. مسؤولة مكتب المهندس تامر .. فلدينا طلبية من شركة ( ... ) يجب علينا تسلميها لكم ولتاكد من سلامة قطعها مع المسؤولة )
حرك تامر راسه بالموافقة وهو يتناول ملف اوراق الطلبية مغمغا ( حسنا .. جيد .. اين هي الطلبية ... ساراجعها انا معك شخصيا ) ومد يده ليصافح الشاب هاتفا بلطف تمثيلي ( انا المهندس تامر بنفسه .. وانت .. تبدو جديدا في العمل .. لقد كان هناك مهندس اخر يسلمنا الطلبيات )
اومأ الشاب براسه موافقا وقد مد يده ليصافح تامر بدوره قائلا ( اجل .. معك حق .. لقد ترقى المهندس سالم والان اصبحت انا مكانه .. المهندس علاء ولي الدين )
رفرف تامر بعينيه وهو يتحرك مع الشاب ليخرج من ورش اتصليح الى حيث الشاحنات المحملة بالادوات المطلوبة وهو يلاحظ اللكنة المميزة للشاب متسائلا ( هل .. انت من الارياف .. يعني .. طريقة كلامك ..)
حرك علاء راسه موافقا وهو يقول بتاكيد ( اجل .. انا من الارياف .. من قرية كبيرة .. وقد اكملت تعليمي الهندسي في الميكانيكا واحاول الان تطبيق ما تعلمته )
كان مظهر الشاب يوحي بالالفة والهدوء مما زاد من استغراب تامر وهو يتساءل .. مالذي يجمع تسنيم بهذا الشاب .. هل يعقل ان يكون قريبا لزوجها .. ولكن .. اليس هي وزوجها ايتام .. يعني لكنة تسنيم مختلفة كليا عن منطقة الارياف .. تشتت تفكير تامر وهو يحاول ايجاد الرابط بينهما وقد شغل نفسه بالطلبية كي لا يظهر اي من قلقه امام هذا المهندس .. وما ان انتهى من عملية التاكد من الطلبية ومناقشة المهندس بالامور التي تخصها حتى قال باسلوب عفوي ( هل انت المسؤول عن تسليم كل طلبيات الشركة )
حرك علاء راسه بالرفض مجيبا ( كلا . نحن اربعة مهندسين .. فكما تعلم الشركة كبيرة وطلبيتها كثيرة جدا .. لذا يقسم العمل بيننا )
حرك تامر راسه بالموافقة وهو يبتسم بمودة ظاهرية لعلاء الذي مد يده ليصافحه بدوره قبل ذهابه في طريقه .. وبحركة سريعة توجه تامر الى حيث منطقة المكاتب وقد كان واثقا بانه سيجد تسنيم هناك .. وبالفعل .. كانت تجلس خلف مكتبها وقد شردت في الحائط المقابل له وعينيها غائمتان كليا بذكرياتها على ما يبدو .. تقدم منها ببطء كي لا يخيفها ولكن .. مع ذلك لاحظ انتفاضها الفجائي ما ان اقترب منها وهي تتلفت حولها بسرعة متسائلة بخفوت ( هل .. هل ذهب .. من هو .. كيف جاء )
رفع تامر حاجبيه باستغراب من حالة تسنيم التي بدت مهتزة من داخلها .. هذه الفتاة التي لم تذهب صاعقة كهربائية برباطة جاشها سابقا .. تنحنح ليجلي صوته وهو يجيبها وقد جلس على الكرسي المقابل لمكتبها ( انت بالتاكيد واثقة باني لن اجلبه اليك بعدما طلبتي مني ابعاده .. والا .. لما كنتي تنتظريني هنا .. اليس كذلك )
اسلوبه المستفز الذي لم يقصده اسدل على ملامحها فولاذيتها الثلجية لتقف ببطء وهي تمسك الاوراق امامها مجيبة ببرود ( معك حق .. اشكرك .. دعني لا اضيع المزيد من وقتك .. هل نكمل العمل )
وتحركت امامه بخطواتها السريعة التي تسمح بها قدميها الصغيرتين .. انقلابها هذا اغاظ تامر الذي كان يود ان يوضح كلامه ولكنها لم تعطه فرصة .. تبعها ليغلق باب مكتبها الذي كانت تفتحه في تلك اللحظة بقبضة يده التي تسللت بجانب راسها بسرعة خاطفة جعلتها تنتفض شاهقة برعب عجيب وهي تلتفت ملتصقة بالباب وقد غابت عيناها لوهلة في ذكرى مختلفة تماما كما لاحظ تامر الذي سحب يده سريعا هاتفا بتلعثم وهو يمسك ذراعيها ليسندها بعدما لاحظ ترنحها ( اهدئي .. هذا .. انا.. ما بك )
كان قد انحنى قليلا لتصبح عيناه بمستوى عيناها وقد حاول بثها الامان بنظراته التي انصهرت بعينيها .. لحظة اتصال احرقت في تلك الدقيقة كل الجسور بينهما بشرارتها الكهربائية التي احرقت تامر وهو يغرق ببركتي عينيها العميقتان بلا قاع .. وبهمسة غريبة عن صوتها سمعها تقول بخفوت ( لديك لون عينين عجيب حقا اراه للمرة الاولى في حياتي .. فهو ليس ازرق عادي .. بل وكأن المرء ينظر الى البحربكل تلون سطحه بدرجات الازرق المختلفة ..و بكل صفائه ونقائه وبرودته وعمقه وغدره )
كانت كلماتها خارجة مع صدمتها المتاخرة ومن لا وعيها بكل صدق حبس انفاسه وقد شعر بتيار صاعق من الاحاسيس يغزوكل خلايا جسده في تلك اللحظة .. لاحظ ادراكها بانها قالت كلماتها بصوت عالي ما ان رفرفت بعينيها بصدمة وهي تحاول الاعتدال بوقفتها والتخلص من ذراعيه اللتان كانتا تسندانها .. تنحنح بدوره وهو يعتدل مغمغا بحرج ( انا .. يعني لم اقصد .. اعتذر .. )
لم يعلم تحديدا سبب اعتذاره فهو لم يخطئ ولكن .. توترها المتصاعد الذي بدا يظهر عليها جعله يود لو يمتص غضبها في تلك اللحظة باي شيء يقوله .. سمع تنهدها الطويل وهي ترفع راسها الى الاعلى فتساءل على عجالة ( صدقا تسنيم .. الا ترين ان من حقي عليك ان افهم ما حدث للتو )
ازدردت تسنيم لعابها وقد ادركت ان اكثر ما تخاف منه قد حدث وخصوصا امامه .. حركت راسها بالرفض مستعينة بوقاحتها التي تعلم جيدا كيف تستخدمها ( ما حدث واضح .. انت ساعدت امراة طلبت مساعدتك .. فلا تفسد شهامتك وتسالها عن اسبابها .. اليست هذه هي الرجولة )
رفرف بعينيه بلا تصديق وهو يبحلق انظاره بها محاولا التاكد مما قالته ولكنها رفعت اكتافها باستفزاز كمن تتحداه ان يعارض كلامها .. ببطء تراجع سامحا لها الخروج وخيبة امل تكتسح قلبه .. هل هذه حقا نفسها هي الفتاة التي مدحت عيناه بهذه الرقة والصدق .. هل اصبح يخدع بسهولة في كل جنس النساء .. راها تقف امامه وعيناها تناظران تفاصيله بدقة ولكنه اشار اليها لتخرج امامه وقد اخفض عيناه مثبتا انظاره الى الارض وهو يقول ببرود حزين ( الرجل يعمل في شركة ( .. ) ويوجد غيره ثلاث مهندسين .. يمكنك ان تطلبي من الشركة ان تبعث غيره في المرات القادمة وهي ستلبي طلبك .. فقط اكتبي الطلب وانا سامضيه لك لنبتعثه بشكل رسمي كي تلتزم الشركة بالامر )
سمع صوت ازدرادها للعابها للمرة الثانية وقد شعر بترددها قبل قولها بهمسة خافتة ( هل .. هل ستتخذ امر تغيره على عاتقك .. بالنهاية سيطلبون بعض الاسباب لهذا الاجراء )
تنهد تامر بملل وهو يلتفت عنها مجيبا ( بما انني اتخذت قرار مساعدتك بشهامة كما قلتي فيجب ان اكمل هذا الامر للنهاية .. لذا .. لا تهتمي بما سافعله .. هذا ان كنتي مهتمة اصلا )
توترت تسنيم وهي تسمع نبرته التي امتلات بحزنه رغم تعمده اظهارها ببرود .. بصدق ارادت ان تلطف كلماتها التي قالتها سابقا .. بصدق ارادت ان تخبره بانها تراه حقا رجلا شهما والا لما طلبت مساعدته هكذا بتلقائية .. ولكن .. تراجعت بخطواتها لتمنع نفسها من الانزلاق بامور هي واثقة بانها ستندم عليها كثيرا وستعرضه فيها لخطر هو في غنى عنه وهي تجيب بفولاذية مستعينة بملامحها التي ظهرت وكانها قدت من صخر امامه بعدما التفت لينظر اليها في تلك اللحظة ( معك حق .. بالتاكيد ستتخذ احتياطاتك ولكني اسالك كي ادرج هذه الاسباب في طلبنا .. وليس اهتماما بما سيقع على عاتقك فانت من اخترت المساعدة )
فتح تامر عيناه بلا تصديق وهو ينظر اليها .. هل تلومه لانه ساعدها حقا .. راها تخفض نظراتها وتلهي نفسها بالاوراق امامه وكانها لم تقل شيئا فاستفزه كل ما حدث مفجرا بركان غضبه المتحدي .. فمد يده الى ذقنها ليرفع راسها بجراة صدمتها وهو يجيبها ( معك حق .. من يرفض مساعدة فتاة ضعيفة باكية وصل بها الامر بان تتغزل بعيناه من شدة ياسها ولكن .. لا تقلقي يا صغيرتي .. لقد تعمدت مناقشة هذا المهندس المبتدئ ببعض التفاصيل الدقيقة التي لا ينتبه اليها من هم لازالو بلا خبرة لكي امسك عليه بعض الاخطاء لذا .. يمكنك القول بلا اي هم بان سبب طلبنا هو عدم خبرة المهندس المرسل من قبلهم .. هل هناك طلب اخر .. يا .. هاري بوتر)
لقد تعمد هذا .. اليس كذلك .. تعمد اشعال طبول الحرب بينهم كرد على ما فعلته .. وليكمل موقفه الذي اتخذه التفت بخيلاء امامها مشيرا اليها بلا مبالاة ان تتبعه وكان ما حدث لم يعد يعنيه ابدا .
ساعات مرت عليهما ببرود متحدي وكلاهما يتعمد القاء الكلمات الموحية امام الاخر بشكل مستفز .. كلامهما انحصر في الاعمال بينهما وقد تجاهلا ما حدث الا عندما بعثت اسيل بالرسالة الى تامر ليوقعها ويبعثها الى الشركة كما اتفقا .. ورغم كل غضبه الذي تسببت به الا انه شعر بالغموض الغريب الذي يحيط بتسنيم كما كان يهدئ كلما تذكر الخوف الذي ارتسم على محياها بسبب هذا المهندس .. علاء ولي الدين .. ببطء وقف من وراء مكتبه بعدما انهى كل اعماله وتقاريره واطفئ حاسبه ليستعد للمغادرة وقد وضع الرسالة بجيب معطفه ليبعثها بنفسه الى الشركة كي يولوها كامل الاهتمام فهو لن يحب ابدا ان يهدد تسنيم اي شيء او ان تخاف كما خافت اليوم .. كان يظن بانها قد ذهبت الى منزلها كما فعل غالب الموظفين لذا اراد ان يدخل الى مكتبها لياخذ بعض الاوراق التي سيحتاجها في المنزل ليكمل بعض الاعمال الناقصة عليه ولكنه تفاجئ بصوتها المنبعث من خلف باب مكتبها الغير مقفل بالكامل وهي تقول بحدة خائفة ( لقد وصلو الى هنا ايضا .. اتعلم مالذي يعنيه هذا يا خالد .. ببساطة كل ما بنيته طوال تلك السنوات سينهدم بلحظات )
انبعث في تلك اللحظة صوت رجولي هادئ يجيبها ( لا تقلقي يا تسنيم .. قد يكون الامر مجرد صدفة .. انت تعلمين مالذي فعلته كي لا ينكشف الامر )
عاد صوتها الهستيري يرتفع قليلا ( ما اعلمه اني لست مستعدة لخسارة حياتي التي تعبت فيها .. يكفي ما عانيته بسببهم .. مالذي يضمن لي الا ياتي هذا الرجل مرة اخرى الى هنا .. او الادهى ان يكون قاصدا القدوم ليتاكد من وجودي )
عاد صوت خالد للارتفاع بنبرة حازمة ( كفي عن الشك هكذا ياتسنيم .. انت قلتي بان تامر قد تصرف معهم وبان الامر انتهى .. لماذا القلق الان .. ثم لقد اخبرتك ان بياناتك لا يسمح لاحد باخراجها دون اذني .. كيف سيكونو علمو بوجودك .. اما هذه الشركة فلقد تعامل معها تامر كما فهمت منك كي لا يتكرر الامر .. اليس كذلك )
صمت ساد لوهلة وقلب تامر يقصف بنبضه وقد بدا يشعر بالاختناق الذي ازداد مع صوتها ( تامر هذا حكاية اخرى .. ماحدث اثار تساؤلاته وهو فضولي جدا .. كم اتمنى لو انتقل من العمل هنا فانا لا اعتمد عليه .. يكفيني ما حدث لي بسببه .. فهو يظن ان من حقه ان يعرف كل شيء عني .. لا ادري لما يوقعني حظي دوما برجال هكذا )
كلماتها كانت كشظايا الزجاج التي تنغرس بعمق في كل حنايا كيان تامر الموجوع .. خيبة بدا يتذوق طعم مرارها خصوصا مع صوت خالد الذي اجابها بنبرة تسلل فيها الغضب ( لن اسمح لاحد هنا بان يؤذيكي فلا تقلقي ساحاول نقلك من عند تامر كي يكف عن ازعاجه لك .. اما بخصوص الامر الاخر فلقد اعطيتك كلمتي يا تسنيم .. ساحميكي .. مهما كلفني الامر ساحميكي .. حتى لو اضطررت ان اتزوجك لانقل مسؤوليتك امام القانون الي فسالفعل .. فقط .. لا تقلقي .. وحاولي ان تبدو تصرفاتك طبيعية )
يتزوجها .. اذن فهي قد كذبت عليه .. كما كذبت عليه اخرى .. هي استغلته ليساعدها بسذاجة .. كما فعلت انسانة اخرى نفس الامر .. هي خائنة وكاذبة ومنافقة .. وليست كما كان يظنها بانها شجاعة وصادقة وصريحة .. الهذه الدرجة لم يعد رايه بالنساء صحيح .. لماذا يستغرب هذا .. اليست ابنة عمه التي ظن انه يعرفها وتربى معها وكانت بنظره مثالا للحب والاستقامة والصدق والاحترام هي نفسها من جعلته سخرية للجميع .. افكار شتى تصارعت بقلب تامر المنتفض كقرع الطبول بصدره وهو يبتعد وقد شعر بالغثيان والاشمئزاز والاختناق مما كان يسمع .. وبخطوات مترنحة وتنازع بين ذكريات الماضي وضعفه وسذاجته في الحاضر وجد يده تخرج المظروف الذي كان يقبع بجيبه و .. تمزقه .. قطعة .. قطعة .. قطعة .. وغضب اسود يستولي على روحه .. لن يرجع الى فخها مرة اخرى .. لن يفعل اي شيء لها .. الم تقل بصراحة انها لا تعتمد عليه .. اذن .. ليساعدها من هو مستعد لخيانة منزله وزوجته لاجلها .. وبخطوات حازمة تفجرت بجنون عصبيته توجه الى سيارته وقد اتخذ قرارات عدة اقسم بداخل روحه ان يلتزم بها .. ان لم تكن تريد العمل معه فهو ايضا لا يريد .. لترى ذلك المهندس مرة اخرى ولينفجر كل شيء في حياتها وينهار ولتنكشف كلاسرارها كي يتخلص منها ومن الاعيبها نهائيا ليكون هذا درسها كي لا تخدع رجلا اخر .. وبعزم ركب سيارته في نفس اللحظة التي رن فيها جرس هاتفه فرد على المتصل الذي لم يكن سوى اخاه نادر .
يتبع مشاركة 2



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:07 PM   #153

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل ( 5 )




صرخة عنفوان أنثى الفصل ( 5 )
مشاركة 2




اقفل نادر الهاتف وقد بدا القلق يتسلل اليه فصوت اخاه ليس طبيعيا .. احساسه بوجود مشكلة لديه جعله يصر على ان يراه في اليوم التالي مستغلا اجازته كي يقضي معه اطول فترة ممكنة .. بشرود نظر الى الهاتف محاولا التفكير بما ارق اخاه واقلقه ولكن قطع تامله رنين هاتفه باسم ادهم رضوان فاجاب بسرعة قائلا بترحاب ( يا اهلا وسهلا بمن نسينا .. اين انت يارجل .. اهذه هي رفقتك.. )
ضحكة هادئة صدرت عن ادهم قبل اجابته ( اعتذر يا نادر .. معك حق بان تغضب مني وتتهمني بالتقصير ولكن .. في الفترة الاخيرة حدث لي الكثير من لامور )
صوته المتعب الذي اضاف اخر جملة ببطء متردد جعل نادر يقول بحذر ( ادهم .. مابك يااخي .. هل انت بخير .. هل .. هل حدث شيء لابنك )
تنهد ادهم بعمق وهو يجيب ( كلا .. ايهم بخير .. ولكن .. اااه يا نادر .. لقد تعبت حقا )
ذلك الانين الطويل الذي خرج من شفاه ادهم جعل نادر يدرك مصابه فقال بخفوت ( اهي .. اسيل )
صمت ادهم تماما وقد تمزقت روحه بشتى انواع الاحاسيس فعاد نادر ليقول بعد هنيهة من الوقت ( يبدو ان مصابك هذه المرة يحتاج الى كلام مطول .. اين انت الان يا اخي .. ما رايك ان نتناول طعام العشاء سويا في المطعم الجديد الذي افتتح في منطقة قريبة من سكنك .. سابعث لك العنوان على ان توافيني هناك )
صدرت غمغمة الموافقة من ادهم بلهفة فاقفل نادر الهاتف ليستعد للخروج من المنزل كي يحاول مساندة ادهم الذي شعر به كانه اخ له بعد ان ازدادت علاقتهم قوة في فترة مرض ابنه .
يوم عمل جديد .. ويوم قرارات جديدة ... هذا ما فكر به ادهم وهو يدلف الى مبنى القناة متوجها الى مكتبه بهمة ونشاط واثر محادثته لنادر في الليلة السابقة يظهر واضحا من اشراقة وجهه وهدوءه الظاهري ولين ملامحه التي كانت في السابق عبارة عن قناع صخري مدبب.. بنشاط جلس ليبدا عمله وعقله يسترجع ما كان بينه وبين نادر من حوار غير كل ما كان يفكر به ادهم .. كان لقاءه مع نادر هو اكثر امر صائب قام به منذ عدة عقود .. لقاء اخرج فيه واخيرا كل ماكان يدور بروحه وقلبه وعقله من تشوش وافكار وذكريات اراد فيها ان يواجه نفسه قبل ان يواجه اي شخص اخر .. تحدث طويلا جدا .. كان يسال ويجيب نفسه ويضحك وينصدم من نفسه .. كان كمن يواجه صورته بالمراة .. ونادر .. كان بالفعل مستمعا جيدا لم يعلق او يصدر اي حكم حتى انتهى بالكامل من سرد كافة ما حدث له مع اسيل دون ان يتطرق للامور الشخصية بشكل عميق ... وما ان صمت حتى نظر له نادر بشكل دقيق جعله ينكس راسه خجلا وهو يتساءل ( هل .. هل ما فعلته خاطئ لدرجة لا يمكن غفرانها )
مواجهة لم يتوقعها ادهم مع نفسه جعلته يرى امورا خفية عنه لم يكن يراها في خضم صراع عقله وقلبه .. مط نادر شفتيه مجيبا بهدوء ( اتعلم مالمشكلة التي حدثت معك .. رغم ان غايتك نبيلة بتصرفاتك الا انك اخطأت الوسيلة بشكل كبير )
تنحنح ادهم حرجا وهو يتساءل ( كيف .. يعني ؟ .. اتقصد اني قسوت عليها كثيرا )
اشار له نادر قائلا ( انت نفسك ترى هذا بدليل انك عرفت مقصدي فورا .. يعني .. معك حق برغبتك بابعاد اسيل بالوقت الحالي عن عائلتك الا انه لم يكن من حقك ان تكسرها بهذه الطريقة .. فكسر المراة من اشنع الذنوب التي قد يقترفها الرجل )
تنهد ادهم وهو يحاول تبرير نفسه ( اعلم .. والله اني اعلم اني قد قسوت عليها .. ولكن .. لم اتمكن من التحكم بنفسي او من محاولة السيطرة على غضبي .. )
ابتسم نادر بتفهم وهو يقول ( هذه هي المعضلة .. الغضب يا ادهم .. لا يجب ان تواجه مشاكك وانت غاضب .. كما انه لا يجب ان تحاكم اسيل وانت غاضب ايضا .. اعلم ان غضبك ليس بسببها بل بسبب كل ما تعرضتما له وبسبب احساسك المعقد نحوها كما ان تصرفاتها لم تعنك على احتواء هذا الغضب .. الا انك نسيت امرا مهما في وسط كل هذه الدوامة من الاحداث .. اتعلم ما هو ؟ )
حرك ادهم راسه بالرفض وقد ارتسم تساءله بعينيه فاجابه نادر وهو يشير الى صدره ( لقد نسيت من هي اسيل ومن هو انت .. لقد نسيت اين تضعك اسيل واين تضعها انت .. نسيت انها وحيدة تماما وانك دخلت حياتها فجعلتك كل عائلتها بينما انت ادخلتها حياتك فتشاركت مع عائلتك بك )
حرك ادهم راسه بعدم فهم وهو يتساءل ( اتعني انني سحبتها الى حياتي دون ان اهيئها لما ستواجهه )
وافقه نادر معقبا ( هذا امر صحيح وايضا .. انك اردت قولبتها بداخل منظومتك دون ان تفهمها ما تريده منها .. هذا دون ذكر اهم الامور .. )
وصمت قليلا ليضمن حصوله على كامل انتباه ادهم قبل تعقيبه بحزم ( هي .. جعلتك اباها واخاها وامها وزوجها وحبيبها بل وحتى طفلها .. بالطبع دون ذكر انك كنت شريكها في العمل .. ولكن .. انت لم تعاملها بنفس الطريقة )
تراجع ادهم وقد استند بظهره الى الكرسي وهو يغمغم بخفوت ( لقد .. اقصيتها .. بدور .. زوجتي .. فقط .. )
حرك نادر راسه موافقا وهو يقول ( اجل .. لم تبادلها ما بادلتك اياه مما اشعرها بنقص دورها بحياتك .. برايك .. عندما تدخل امراة تراك كل حياتها الى منزلك لتجد نفسها فقط عنصر من وسط العديد من العناصر التي توليها انت اهتمامك فكيف ستشعر .. خاصة وانت تعلم بانها دوما ما شعرت بالنقص بسبب مشكلتها .. الا تعتقد بانك قد ظلمتها ؟؟ )
عقد ادهم حاجبيه وذكريات كلمات كثيرة قالتها اسيل له في فترة زواجهما تشير الى احساسها هذا بالوحدة وعدم الاندماج مع حياته .. احساس بالاختناق بدا ينتابه وهو يغمغم ( اتعني .. اتعني انني .. كان يجب علي ان اعاملها .. بشكل خاص .. مثلا .. )
اومئ نادر براسه قائلا ( ليس كما تحاول ان تظهر الامر وكانك ستعاملها بالمنديل .. كلا يا ادهم فعندها كانت ستشعر بانك تشفق عليها .. ما قصدته هو .. علاقتك بزوجتك علاقة لا يجب ان يدخل بها طرف ثالث مهما كانت اهميته لديك .. وبينك وبينها .. يجب ان تفكر بها بنفس تفكيرها بك .. اي ..ان تكون ابنتك .. وامك .. وزوجتك .. وحبيبتك .. وشريكتك في العمل وفي المنزل وفي القرارات .. ان نثق بها لدرجة ن تشاركها كل افكارك ولا اقصد هنا فقط بالقول فهذا صعب جدا بل هو مستحيل لان لكل واحد منا حياته وافكاره الخاصة ولكن .. يعني مثلا ان غضبت من امر معين لم يكن يجب ان تتصرفه زوجتك فحينها فكر بها كابنتك ... عندها ستختلف طريقة حكمك بالاكيد .. او مثلا عندما تحاول التدخل بامر يخصك وانت تشعر بان هذا ليس من صلاحيتها فاعطها هذه الصلاحية وكانها والدتك .. او ان رايتها تتدلل بشكل مستفز فتخيل بانها اخت تحاول معرفة معزتها عند اخيها .. فبالنهاية .. انت كل حياتها وتنتظر منك هذا الامر ايضا )
احساس جديد بدا يبزغ بقلب ادهم والكثير من المواقف التي حدثت بينه وبين اسيل تعود الى مخيلته ليتذكر كم تعامل فيها بشكل مختلف جدا عما اصبح يقيمها الان وهو يفكر بمنطق نادر .. وبنبرة خافتة وقد شرد بالكامل مع ما مر به همس ( انا .. كل .. حياتها .. هذه .. هي .. المحصلة )
عقب نادر بصرامة هادئة ( اجل .. هذه هي المحصلة .. محصلة ان تاخذ فتاة لا عائلة لها .. فتاة وثقت بك لتجعلك كل عائلتها .. فتاة ارادت منك ان تمسك بيدها لتجعل ابنائها ابناءك وامها امك .. ولكن .. انت يا ادهم .. تهورت وبدات تعامل كل طرف على حدا دون ان تحاول فهم كل طرف وتقديمه للاخر .. ببساطة ظننت بانه طالما انك تحب اسيل فبالتاكيد عائلتك ستحبها .. وطالما ان هذه عائلتك فبالقطع اسيل ستتقبلها كعائلتها وتعاملها على هذا الاساس .. وبدات باخفاء المشاكل والهرب منها دون ان تواجهها خوفا منك بان تفسد هذه المشاكل سعادتك مع حبيبتك التي واخيرا تزوجت منها .. وكل هذا في النهاية انفجر بوجهك لتصبح حياة ابنك ثمن ما حدث .. كما كنت ستفقد اسيل لولا تلطف الله بك )
وجع حارق اصاب روح ادهم وما يقوله نادر يتمثل امامه ليكشف له الكثير مما فعله دون قصد .. انفاسه التي تسارعت بلا ارادة منه بدت كشهقات هادرة وقد رفع يده ليمسح وجهه بشكل متكرر وهو يستغفر ربه بهمسات متتابعة .. صوت نادر قاطعه ويده تربت على كتفه بدعم قائلا ( اهدء يا ادهم .. انا فقط احاول افهامك سبب تصرف اسيل بتهور في موضوع ايهم ولكني لا اعفيها بالكامل من الخطا .. بل على العكس خطأها مدمر ايضا .. ولكن .ز هي على الاقل تعاملت مع خطئها وحاولت التقرب منك كي تعوضه اما انت .. فتشوشت وغرقت اكثر في صراعاتك ووجهت فوهة غضبك على الفتاة التي كانت مريضة وكانت تواجه الموت دونك وقد جعلت من هذه الحقيقة شعلة نار تزيد وهج عصبيتك بدل ان تطفئها وترحم فيها كل ما عانته تلك المسكينة بعيدا عنك )
بتوتر تصاعد صوت ادهم وهو يقول ( لقد.. انا .. بقد اردت .. ان .. اجعلها .. تكرهني .. يعني .. لم اقصد .. لم اعلم .. ياللهي .. لم اكن قادرا على التصرف .. كيف .. كان علي ان افعل .. وانا ارى .. دماء ومظهر ابني المصاب .. ما ان اراها )
صمت ساد المكان ونادر يربت على كتف ادهم متعمدا السكوت حتى يهدئ ادهم قليلا ليستوعب ما سيقوله وقد علم انه يقسو عليه قليلا ولكن .. كان هذا تحديدا ما يحتاجه ادهم ليستيقظ من غفوة تخبطه التي طالت كي يتمكن من قيادة سفينة حياته بشكل صحيح .. وبصوت حاول نادر جعله مراعيا قال ( ما مررت به يا اخي صعب جدا .. من ناحية .. حبيبتك .. ومن ناحية .. ابنك وعائلتك .. والابتعاد كان هو الحل الامثل .. وتضحيتك بجعلها تكرهك هو قمة الحب الا انك كما اخبرتك في البدء قد اخطات الوسيلة التي استخدمتها .. لم يكن عليك ان تكسر اسيل كي تجعلها تكرهك .. ببساطة لو انك كنت واضحا وصريحا وابتعدت عنها بالكامل دون ان تسمح لها بفرجة امل او لمحة مسامحة على الاقل للعشرة التي كانت بينكم .. عندها ايضا كانت ستكرهك وكانت ستغضب منك وكانت ستتهمك بالقسوة ولكنها لم تكن لتنكسر كما هي الان بسببك )
وصمت نادر مرة اخرى وهو ينظر بتمعن في وجه ادهم الممتقع قبل سؤاله المباشر بكل قوة ( انت .. لم تكن ستتزوج تلك الفتاة .. اليس كذلك ؟ )
لوهلة ظهرت الصدمة على ملامح ادهم قبل اطراقه لراسه ارضا وهو يبتسم بمرارة مجيبا ( اجل .. فلقد اكتشفت اني ساكون احمقا ان كررت نفس خطئي مع اية وادخلت طرفا اخر لانسى اسيل .. فبالتاكيد هذه طريقة فاشلة معي بالكامل .. لقد كان الامر مجرد تهور لحظة اردت فيها ان اثبت لنفسي باني تخلصت من تاثير اسيل ولكن .. ما ان فكرت بالامر حتى تكلمت مع والدتي واخبرتها باستحالة نظري لفتاة اخرى بعد اسيل .. ويبدو ان الجميع كان يعرف باني لن اكمل هذه الخطوة فعلي واسيل وانت وحتى والدتي التي لم تتكلم مع الفتاة لشعورها باني كنت فقط اسايرها جميعكم كنتم على حق .)
حرك نادر راسه بشكل جانبي وهو يقول بعتاب ( بالتاكيد على حق .. وبالتاكيد كان تراجعك هو انسب امر قمت به فلا يجب عليك ان تدخل احد وتعذبه معك في علاقتك المتوترة والمشوشة .. بالنهاية .. ليس هكذا ستعالج مشاكلك يا ادهم )
رفع ادهم عيناه الى نادر وقد ظهر صراعه وحيرته فيهما وهو يستنجد قائلا ( وكيف برايك علي ان اتعامل الان .. انت قلتها .. لقد كسرت اسيل واذيتها .. هل هكذا انتهى كل شيء .. )
شرد نادر بالافق لوهلة وهو يجيب بخفوت ( اتعلم .. في احدى رحلاتي قابلت كابتن طائرة ياباني الجنسية .. يومها اصطدمت به بشكل خاطئ مع سرعة حركتي فوقعت من يده فخارة مزركشة كانت تبدو اثرية .. يومها شعرت بالخجل الشديد ما ن رايت مقدار الحزن الذي ارتسم على ملامح هذا الكابتن وهو ينحني ليجمع القطع المكسورة .. وعندها حاولت مساعدته وبدات اجمع معه القطع .. وعندما اعتدلت وعيناي تبحث عن صندوق قمامة لالقي به ما في يدي نهرني بعتاب قائلا لي بان هذه الفخارة هي اخر هدية لزوجته قبل وفاتها وبانني لا يجب ان القي تلك القطع المكسورة لانه سيصلحها وعندما راى صدمتي مما قاله اخبرني بانه لا يجب علي ان استغرب الامر .. فاصلاح اي شيء كسر ليس مستحيلا كما علمونا بل ان اصلاح المكسور يزيد من قوته وصلابته وقيمته وتالقه .. اتعلم كيف )
ونظر الى ادهم الذي كان ينظر باهتمام اليه وقد حرك راسه بالرفض جوابا على سؤاله فتابع نادر ( في تلك المناطق تعلم ذلك الطيار من اجداده بان الخزفيات الاثرية عندما تتحطم فانهم يجمعون قطعها ويلصقونها بالذهب السائل الذي يسكبونه في الفواصل بين القطع المكسورة و الذي ما ان يتصلب حتى تعود الاطراف لتماسكها بل وتصبح اكثر قوة وقيمة ومتانة وجمالا عن السابق .. وهذا ما تحديدا ما تحتاجه يا ادهم .. افهمت ما اريد ايصاله لك ؟ ) عندها بدات عينا ادهم بالالتماع وقد بدا يفهم فحوى كلمات نادر وهو يومئ براسه موافقا قبل رفع نادر لاصبعه امام وجهه وهو يلوح بتحذير ( ولكن .. هذه العملية .. تحتاج الى الصبر .. والى الاناة .. والى الحكمة .. والى التعامل بما يرضي الله .. ام انك نسيت وصية رسولنا لنا .. ( استوصو بالنساء خيرا ).. أنسيت انهن خلقنا منا نحن .. من ضلعنا الاعوج .. الضلع الاقرب الى قلوبنا .. وليس عقولنا يا ادهم .. فببساطة .. حاول ان تطبق ما تريده من اسيل بالفعل امامها لتفهمه .. لا ان تنتظر منها ان تكون هي المبادرة دوما وهي المتفهمة وهي المتحركة والمسيطرة .. بل حاول ان تكون انت المتحكم بعلاقتكما )
حرك ادهم راسه بالموافقة وهو يتساءل ( اتعني ان لا احاول تطليقها .. رغم استحالة معيشتنا سويا .. ورغم انها في الغالب ستطلب بنفسها الطلاق مني )
اشار نادر براسه رافضا وهو يقاطع ادهم ( كلا لن تفعل .. عنفوانها كانثى سيابى عليها حتى ان تطلب منك ان تطلقها لانها لن تود ان تكشف مقدار انكسارها من تصرفك معها .. في الغالب ستحاول اظهار انك غير مهم ابدا في حياتها وانها حتى لا تعطيك اهمية لتتطلق منك فانت بنظرها غير موجود سواء طلقتها ام لم تفعل .. ثم .. لا تقل عن شيء مستحيل يا ادهم .. فرغم كل ما حدث لست وحدك من تحب عائلتك .. فهم ايضا يحبونك ويمكنهم التضحية من اجلك ولكن .. اعطهم ما يحتاجونه من وقت وارهم من هي اسيل بالنسبة لك دون ان تقصر باي حق من حقوقهم )
مط ادهم شفتيه مغمغا بادراك ( اتعني ان شعورهم بان سعادتي هي في وجود اسيل بحياتي مع ذلك فانا معهم قد استغنيت عنها لاجل سعادتهم هذا بحد ذاته سيكون حافزا لهم ليتقبلوها .. لانهم يحبونني .. اليس كذلك )
فرقع نادر باصبعه متحمسا وهو يقول ( اجل .. هكذا .. تماما .. اما هي فاعتقد انك فهمت ما سينفعها )
حرك ادهم راسه موفقا وهو يفسر ما توصل اليه ( ان اعاملها بهدوء .. وببساطة .. واحاول ان امنح نفسي ومن حولي الوقت الكافي لاستيعاب ما يحدث وليفهم كل منا الاخر .. كما اعتقد انه من المفترض ان تعامل اسيل بتفهم وبصبر لا محدود وكانها ابنتي الان وليست زوجتي .. حتى اصلح ما افسدته بتهوري . وكيف كسرتها بقسوة خاطئة )
وافقه نادر بايماءة من راسه وهو يتم كلامه .( واياك والغضب .. وحاول ايجاد اي حجة لتحتمل اي تصرف لاسيل ولتدعو الله دوما ان يوفقك .. ودوما تذكر بان الرسول قد قال بان خيرنا خيرنا لاهله .. كما قيل في امثالنا .. بان النساء من يكرمهن كريم ومن يهنهن لئيم .. وبانهم لا يفكرن مثلنا بل هن حساسات فلا تحاسبها بمنطقك انت على تصرفاتها بل حاول رؤية منطقها ايضا وحاول ان تكون قدوتها بالطريقة التي تريد تود منها ان تعاملك بها .. والاهم .. ان تتعامل برجولة وتحتمل ما ستفعله بك في الوقت الحالي لتستعيد قلبها وروحها التي كسرتها انت بحماقة تصرفاتك ..انها الان بامس الحاجة لاحتواءك لها ولهدوءك .. افهمتني يا اخي )
ابتسم ادهم وقد بدات راحة غريبة بالتسلل الى روحه واحساسه بانه وصل الى هدفه وفهم طريقه جيدا ليطفئ الكثير من غضبه السابق الذي كان يتضاعف مع تخبطه .. وبمشاكسة ربت على كتف نادر هاتفا ( يا رجل .. من اين لك كل هذه الحكمة .. يا حظ نسمة بك )
ابتسم نادر وهو يرفع حاجبيه مغمغا بقنوط تمثيلي ( اي حظ .. اتظن بان حياتي تخلو من المشاكل .. يكفي ان تعلم بانه في بعض الايام قد يصل الامر بيني وبين نسمة الى عنان السماء الا اننا في النهاية وبعدما نضرب كل جدران المنزل نعود لنتصافى كالاطفال فمعرفتنا بان لا احد لنا الا الاخر ليحتمله بحد ذاتها تكون حافزا ليتنازل احدنا في كل مرة .. ثم .. الان تحديدا هي تمسك لي المقصلة فسما قد اتصلت بها واخبرتها عن مشكلتك مع اسيل ورغبتك بالزواج من اخرى كما اخبرتها بطلاقها هي من علي وعندها .. قلبت نسمة علي وقد ابتدأت بوصلة غناء كلنا رجال خونة وكلنا نستغل النساء فياتوننا لحما ونلقيهم عظما بعدما تنتهي غايتنا منهم )
ضحك ادهم ملئ شدقيه وهو يقول بكلماته المبعثرة بين ضحكاته ( يا مسكين .. حملت .. كل اخطائنا .. رغما عنك .. لذا .. انت هارب عندي .. يبدو انك اثرت الا ترد عليها وارحت راسك )
ابتسم نادر بغموض وهو يغمز بعنه مجيبا ( لقد اخبرتك يا ادهم بانه لا عزاء في الحمقى .. وان الرجل الذكي يمكنه ان يفهم المراة ما يريده بالفعل لا بالقول )
وعندما نظر اليه ادهم بتساؤل لوح نادر بيده موضحا ( بالطبع لن اصمت على اتهمها فهذا سيكون تاكيد مني على ما تقوله وتنازلا لن اسمح به ابدا .. ولكني ببساطة قلبت الموضوع عليها بالمساواة .. لقد قلت لها بما انها تنوي معاملتي ككل الرجال فاذن هي تطالب بان اعاملها ككل النساء )
تساءل ادهم بفضول ذاهل ( ومالخطا .. بان تعاملها ككل النساء )
رفع نادر كتفيه مغمغا بهدوء موحي ( نسمة تعلم بان ما ميز علاقتي بها دوما بانها لم تكن يوم في نظري ككل النساء .. ومنذ اول لحظة عاملتها بطريقة مختلفة عن معاملتي لاي امراة اخرى .. وهي تعلم بان مساواتي لتعاملي معها كما اعامل باقي النساء سيعني انها ستفقدني ... وهكذا .. )
غمغم ادهم بادراك ضاحك ( وهكذا قلبت عليها الفخ وجعلتها تدرك بانها تظلمك عندما تجمعك بباقي الرجال وبانها هي نفسها لن تقبل ان تقارنها انت بباقي النساء .. يالك من ماكر حقا يا نادر .. اعانها الله عليك يا رجل .. فانت تبدو في هذه اللحظة لئيم كذئب وهي بالتاكيد لم تقصد ابدا بكلامها ان تقارن .. )
اومئ نادر براسه موافقا وهو يقول ( اعلم انها لم تقصد في تلك اللحظة وانها كانت تفرغ غضبها .. ولكن .. يكفي فقط ان تتجرا على هكذا قول لينتقل بعدها الى عادة ويصبح في النهاية بقصد .. فلا يجب ابدا ان تساوي باحكامها بمبدا الكل بل لكل حالة استثناء .. ثم .. ذكائي في التعامل لا يعني لؤما او لا يعني باني ذئبا .. فالاسد ايضا ذكي .. في النهاية .. نسمة تعلم جيدا بان علاقتنا قائمة على حسن فهمنا لبعضنا .. ثم لا تخف عليها فهي تاخذ بحقها مني ثالث ومثلث بطريقتها كانثى .. فالانثى .. داهية العصر كما تعلم )
ابتسم ادهم حتى ظهرت اسنانه وهو يعود بذاكرته الى الواقع وكلمات نادر ترن في اذنه .. اجل .. هو نفسه لا ينكر بان الانثى داهية العصر .. كما اصبح يفهم جيدا كيف عليه ان يتعامل مع حياته .. خطة حياته التي رسمها بعدما ترك نادر اراحة قلبه الذي طال تعبه .. ولكن .. هو يفهم الان جيدا بان امامه طريق طويلة جدا يجب ان يتخطاها ليصل الى بر الامان .. وبان عليه التخلي عن تهوره وغضبه وهذا .. سيكون صعبا ويحتاج منه الى الكثير من التدريب والصبر .. تعالى صوت طرقات صغيرة على باب مكتبه في تلك اللحظة فهتف بحبور مندهش ( تفضل )
راس اشقر لطفل اطل على ادهم الذي ما ان علم من هو حتى وقف هاتفا بترحيب ( عمااد .. كم اشتقت اليك يا صغيري )
ركض عماد باتجاه ادهم الذي انحنى ليحتضنه بقوة وهو يقول ( اين انت يا رجل .. حقا انا حزين لانك لم تسال علي )
ابتعد عماد عنه وهو يقول بصوت طفولي ( ولكني سالت .. لقد كنت دوما اسال الخالة اسيل عنك وعن ايهم واية ولكنها كانت دوما تجبيني بانكم مشغولون )
ابتسم ادهم وهو يداعب شعر عماد مغمغا ( اعذرني يا صغيري .. لقد انشغلنا عنك قليلا .. ولكن .. ساعدك وعد رجال باني ساجلب لك اية وايهم لتلعب معهم .. هم ايضا سالوني عليك يا حبيبي )
صفق عماد بجذل هاتفا ( اجججل .. وانا ساريهم العابي الجديدة ومنزلنا الجديد .. هناك حتى مسبح به ولكن امي ترفض ان نسبح الان وتقول بان الجو مازال باردا .. رغم ان العم مراد يسبح يوميا به والخالة اسيل تصرخ عليه كي لا يمرض )
معلومات ذبذبت قلب ادهم ونيران الغيرة تلسع قلبه وهو يتنحنح مغمغا بهدوء حاول التمسك به ( حققا .. قلت لي العم مراد .. يسبح في منزلكم .. لماذا ياتي اليكم .. اليس لديه منزل )
اومأ عماد براسه مجيبا ( بلا لديه .. انه يسكن فوقنا هو والعم علي .. ولكن .. انا اراه دوما بعكس العم علي الذي اشتقت له كثيرا لذا تحايلت على والدتي لتجلبني هنا كي اراه )
شفقة ملات قلب ادهم وهو يرى هذا الطفل الذي لم يهنأ بقرب والده والان علي ايضا .. وبخفوت مشجع قال بمداعبة ( ااوه وانا الذي اعتقدت انك قادم لتراني .. حسنا لقد احزنتني )
امسك عماد بيد ادهم نافيا بسرعة ( كلاا .. لقد اردت ايضا رؤيتك .. ولكن انا لم اكن اعلم انك تعمل هنا مع امي.. وعندما قرات اسمك على باب المكتب دخلت فورا لاسلم عليك )
شهق ادهم بمشاكسة ( وهل اصبحت تعرف كيف تقرا يافطات المكاتب يا صغيري )
اجابه عماد بفخر وهو يرفع اصابعه باشارة لعدد تسعة ( بالتاكيد يمكنني القراءة فانا ساصبح قريبا بالتاسعة .. انا كنت ابحث ايضا عن مكتب عمي علي لفاجأه )
تنهد ادهم بحنان وهو يقول ( ما رايك ان اتصل بالعم علي لياتي الى هنا ونفاجئه سويا )
صفق عماد بجذل وهو يتقافز بسعادة جعلت ادهم يتصل بشكل فوري بعلي قائلا له بغموض ضاحك ( علي .. اريدك في مكتبي ان امكنك المجيء .. بشكل ضروري وعاجل )
سمع موافقة علي فاقفل الهاتف وهو يشير لعماد كي يختبئ خلف المكتب ليستعد للقاء علي الذي لم يمر سوى خمس دقائق حتى كان يدلف مكتب ادهم متسائلا بقلق ( ادهم .. مابك .. هل حدث شيء )
صرخة عماد اوقفت تقدمه وهو يراه يخرج من خلف المكتب راكضا عليه .. انحنى علي بسرعة ليحتضنه بشوق كبير وهو يشتم خصلات شعره بمحبة مغمغا ( هل انا احلم .. عمااد باشا هنا .. اووه واخيرا تعطف الملك ونزل الى عامة الشعب ليروه بعد ان طال اختفائه)
اجابه عماد بعتاب ( اناااا .. ولكنك انت المختفي يا عمي .. انا دوما اطلب من ماما ان اذهب اليك الا انه دوما ما تقول لي بانك مشغول وانه عندما يتسنى لك بعض الوقت فانت ستاتي بنفسك لتراني ولما اطلت المدة رجوت امي ان تاخذني معها الى مكان عملها الجديد وذلك كي اتمكن من رؤيتك )
التمعت عينا علي بندم موجوع وهو يرفعهما باتجاه ادهم قبل عودته للنظر الى عماد مغمغما بتبرير ( سامحني يا صغيري .. ولكن .. عندما كنت امر على منزلكم وكنت ارى الاضواء مقفلة لذا كنت احرج ولا ادق الباب عليكم )
اومئ عماد راسه بتفهم قائلا ( اجل .. نحن نقفل غالب الاضواء بالليل فامي تعمل مع العم سمير في المكتب وانا اجلس والون او اقرا او العب على الحاسب بجانبهما )
غيرة جنونية فجائية اندلعت بروح علي الذي تساءل بتلكئ ( العم سمير .. هل ياتي كل يوم عندكم .. هل يعمل مع والدتك لوحدهما في المنزل يوميا )
اسئلة لم يعلم لما سالها ولكنه ببساطة اراد ان يطفئ نيران روحه التي اصبحت دائمة الاشتعال في الفترة الماضية .. نظرات ادهم المحذرة له جعلته ينتبه الى خطأ فعلته والطفل يجيبه ببراءة ( كلا .. فكثيرا ما تكون الخالة اسيل وعمي مراد ايضا هناك .. جميعهم يتحدثون بالعمل وانا امل كثيرا لوحدي وعندما اطلب منها ان اذهب اليك لا توافق و تقول لي بان يارا ستاتي قريبا وبانها ستلاعبني كثيرا )
رفرف ادهم بعينيه بغيظ وهو يتساءل ( يارا من ايضا )
رفع علي عيناه نحو ادهم مجيبا اياه قبل عماد ( يارا هي سكرتيرة مراد .. وقريبته ايضا .. وعماد يحبها كثيرا )
ابتسم ادهم بسخرية وهو يهمس بخفوت ( يبدو ان مراد متواجد في كل ركن من اركان المكان )
اشار علي بعينيه نحو عماد بتحذير فرفع ادهم كتفيه بلا مبالاة ظاهرية وهو يغمغم له ( لا تحذرني فليس بيدي اني لا اطيقه رغم كل شيء .. ولكن .. صحيح انت ايضا .. يجب ان تنتبه .. لا تنسى نفسك وتعود لتتدخل فالشيطان يكمن في التفاصيل يا صديقي )
ربت علي على كتف عماد قائلا بايحاء لادهم ( وهل من ضمن التفاصيل ان تمنع سما عماد من التحدث معي مفضلة ابقاءه مع سمير باشا )
حرك ادهم راسه بالنفي مغمغما ( لا تبدا الان بايجاد الحجج لتعود الى حياة انت بنفسك ارادت انهاءها )
ابتسم علي ليداري غيظه عن عماد وهو يقول ( وهل من حقها ان تمنع ابنها وتمنعني من رؤيته .. الطفل اضطر ان ياتي الى هنا ليراني مع اننا نسكن بجانب بعضنا .. يبدو ان سما بحاجة الى تذكر بعض الاولويات )
مط ادهم شفاهه متسائلا ( ولما لم تحاول انت تنظيم اولوياتك ايضا .ز مالذي منعك عن الاتصال بها او بعماد لتراه )
عض علي على طرف شفاهه بتوتر بدا يتصاعد وقد ظهر المه وهو يجيب ( لقد .. ارادت ان .. امنحها مساحة .. لترتاح قليلا .. بعد كل ما جرى بيننا كي لا احرجها .. ولكن .. يبدو ان الامر زاد عن حده وتواجد اشخاص كثيرون في هذه المساحة )
اضاف الجملة الاخيرة بغضب مكتوم وهو ينحني باتجاه عماد ليقبل وجنته هاتفا بسعادة تمثيلية ( ما .. رايك ان نذهب الان الى سما كي نتفق على اوقات نلعب فيها سويا انا وانت )
تقافز عماد بسعادة وهو يقبل وجنة علي بينما ادهم يهمس له بخفوت تحذيري ( اتمنى ان تظل متذكرا بان سما الان امراة حرة وانت لست مسؤول عنها ..)
كلمات بدل من ان تهدئ علي استثارته اكثر .. اجل هو يعلم انها اصبحت مستقلة عنه بالكامل .. كما يعلم بان الطلاق تم بموافقة كلاهما .. ولكن .. حتى وان تطلقا فلم تتخذ هذا الموقف بالابتعاد عنه وبتجنبه كما لاحظ في اليومين السابقين .. في النهاية علاقتهما لا تقتصر على ما كان بينهما من زواج بل تتعدى ذلك .. الم تعترف له بانها تحبه .. اين هذا الحب الذي استبدلته فورا بهذا السمير الذي يراه معها في كل مكان في الاونة الاخيرة .. هو لا ينكر بانه حاول ان يتعامل معها باريحية كي لا تخجل اكثر بسبب اعترافها بحبها وبانه عندما لاحظ تجنبها لقاءه في العمل احترم رغبتها ولم يحاول مقابلتها ايضا بالمنزل رغم اشتياقه اليها فهو لا يتذكر بانها غابت عنه ليوم واحد منذ تعرف عليها قبل قرابة الست سنوات .. ورغم هذا كبح احاسيسه وكبح رغبته برؤية عماد الا انه لم يعتقد انها ستسغل ابتعاده بهذه الطريقة لتبعد عماد عنه اكثر وتعوده على الاستاذ سمير .. كان غضبه قد وصل الى الذروة بسبب هذه الافكار وما ان وصل الى باب مكتبها حتى طرقه ودخل بسرعة مع عماد وهو يشير الى السكرتيرة كي تجلس لعدم حاجته اليها .. الا ان منظر سمير المنحني نحو شاشة الحاسب الالي بجانب سما الجالسة على مكتبها تسبب بتضاعف ضربات فؤاده الذي اعلن ثورة غضبه الفجائية وسما تقف هاتفة بفرح وعتاب ( ايها المشاغب .. الى اين ذهبت )
يتبع مشاركة 3




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:11 PM   #154

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)



صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)
مشاركة 3





كلمات واجهت بها ابنها قبل رفعها لعينيها لترى علي الذي كان يتميز من الغيظ وهو يرمقها من راسها الى اخمص قدمها بتمعن استفز قلبها الذي كان بدوره يعزف نغمات حبه المجنونة .. حركة بجانبها لسمير نبهتها للمكان الذي تقف به فتنحنحت لتجلي صوتها الذي خرج صارما بمجهودها ( علي .. اهلا بك .. انا اعتذر .. اتمنى الا يكون عماد قد قاطع عملك او ازعجك )
زئير هيجان خرج من فم علي بلا سيطرة وهو يهتف ( لست جادة .. اليس كذلك .. هل حقا تعتذرين لي لان عماد قد اشتاق الي وجاء ليراني رغم منعك اياه .. سما .. هل هكذا اتفقنا عندما انهينا ما بيننا )
صفحة وجهها اضطربت لثانية متاثرة باشارته لطلاقهما قبل محاولتها رسم ابتسامتها الرسمية وهي تجيبه ( بالطبع لم اكن لامنعك من المجيء لرؤيته او امنعه من ذلك .. كل ما هنالك انني لم اود ان اشغل وقتك .. فكلانا يعلم بان هناك اناس اخرون الان احق بهذا الوقت منا )
اشارتها المتعمدة لمرام بهذه الطريقة وترت علي فعقد حاجبيه وهو يقول بايحاء ( ما رايك يا عماد ان تكمل تعرفك بالشركة مع الاستاذ سمير ريثما نلحقك انا ووالدتك )
بدورها عقدت سما حاجبيها ورغبة قلقة بالرفض تتصاعد بعقلها ولكن سمير حسم ردها وهو يهتف بلطف ( هيا يا عماد .. انا متاكد انك لم ترى كل شيء هنا )
شعورها بانها احصرت بمواجهة مع علي لم تكن مستعدة لها بعد اربكها فجلست ببطء خلف مكتبها وهي تضم كفيها بقوة وعيناها تراقبان ابنها الذي غادر مع سمير بسعادة وهي تحاول التحكم باعصابها خصوصا بعد تذكرها لمواجهتها السابقة مع مرام في اليوم السابق .. مواجهة قفزت احداثها كشريط سنمائي امامها في تلك اللحظة ..كانت المرة الاولى التي تتحدث فيها مع مرام بهذه الصراحة والوضوح وبامور لا تتعلق بالعمل .. هي نفسها استغربت كثيرا عندما رات مرام تطلب الاذن لدخول مكتبها .. استغرابا تحول الى استهجان ما ان قالت مرام بشكل مباشر وصريح بعد ان طلبت الاذن بالتحدث بشكل خارج عن كونها مديرتها ( علي .. اخبرني بانه طلقك واخيرا .. وبصراحة انا لم احاول التدخل بينكما بالسابق لانك كنت زوجته .. حتى لو لم يكن زواجا كاملا ولكنها كانت علاقة كنت انا الدخيلة فيها لذا احترمتها .. وهذا تحديدا ما انتظره منك بالمقابل )
عندها عقدت سما حاجبيها بعدم فهم وهي تسأل ( لم افهم .. هل تنتظرين مني ان احترم علاقتك بعلي .. كيف هذا ؟ )
مطت مرام شفتيها مغمغة ( علاقتي بعلي لا تعنيكي لا من قريب ولا من بعيد .. انا اقصد ان تتنحي جانبا ولا تصبحي دخيلة بعلاقتنا )
رفعت سما حاجبيها باستهجان وهي تسال ( اصبح دخيلة ؟؟ لو انتبهتي يا مرام فانا وعلي تطلقنا بناءا على طلبي .. اي انني فعلت هذا تحديدا كي لا اكون دخيلة بينكما )
لوحت مرام بيديها ببطء مستفز ( بل تطلقتما برغبة مشتركة فلا تنسي هذا .. كما لا اقصد هذا النوع من التدخل فانا اعلم انك لم تكوني يوما بجانب علي كامراة او كزوجة .. بل ما قصدته ان يفرض عليه تحمله لمسؤوليتك انت .. وابنك)
ضيقت سما عينيها وهي تتساءل ببطء وقد شعرت بقبضة ثلجية تعتصر قلبها ( يبدو .. ان علي .. كان واضحا جدا معك .. واخبرك عنا الكثير .. ولكن .. ربما نسي ان يخبرك بانه هو من يطالب بتحمل مسؤوليتنا .. فعلاقتنا ان لم تكوني تعرفين تتجاوز اصلا زواجنا )
عقدت مرام اصابعها امام وجهها وهي تنحني مستندة على مكتب سما وقد ركزت نظراتها باتجهها وهي تجيب بخبث ( قد يكون اصل علاقتكما في السابق صحيح ولكن .. لا تنكري بان احاسيسك قد تغيرت .. وبان هذا الامر بالتاكيد سيحرك شهامة علي نحوك .. كي لا يشعر بالذنب ليكسرك اكثر مما فعل )
تلاحقت انفاس سما وهي تتساءل بانشداه مصدوم ( هل .. هل اخبرك .. عن .. حبي .. لا يعقل .. انا )
ولم تتمكن سما من اتمام كلامها واحساس مر بالذل يملا قلبها وهي ترى ثقة مرام الكاملة بنفسها وتعاملها الراقي وجمالها وثقافتها وهدوءها والاهم .. ثقتها من حب علي لها لدرجة انه اخبرها بكل شيء دون ان يخفي عليها اي امر في حياته .. نظرات مرام المدروسة بشفقة تمثيلة في تلك اللحظة اسقمتها واشعرتها بالاستحقار من كل ما سمحت لروحها بالوصول اليه وذكرى لامراة اخرى واجهتها بنفس الطريقة قبل سنة ونيف مطالبة اياها بالابتعاد عن زوجها فهي الاحق به .. صوفيا ومرام .. هل هما ببساطة عملة واحدة بوجهين مختلفين .. ام انها هي وحدها العملة المشوهة التي لا تعرف قيمة نفسها فتلقي بقلبها على قارعة الطريق .. احساس بالجليد الذي بدا يزحف بداخل شراينها جعلها تتراجع بمجلسها وهي تتقنع بقوة وثقة ظاهرية مثبتتا انظارها على مرام وهي تسالها بوضوح ( هل لك ان تخبريني عن طلباتك الاخرى .. ام ان الامر يقتصر على طلبك بان ابتعد فقط )
توتر بسيط خالط ملامح مرام التي لم تتوقع على ما يبدو قوة سما الظاهرية قبل تراجعها في مجلسها وهي تعقد قدميها باناقة مجيبة ( سابدا باعلان علاقتنا انا وعلي بشكل واضح كما سندعو الجميع لحفل خطوبة وساستاذنك ان اخبر الاخرين عن طلاقك منه .. فبالتاكيد انا لن احب ان يقولو عنه انه خائن .. كما سارجوك ان تتركيه يركز بعلاقتنا ولا تشغليه بمشاكلك او بمشاكل ابنك فلا اعتقد انه ينقصك الاناس من حولك والذين هم مستعدون باشارة من اصبعك ان ينفذو ما تريدين بينما انا ليس لي احد هنا سوى علي فحتى عائلتي لازالت مسافرة بالخارج .. ترى هل اطلب الكثير )
احتاجت سما لمجهود جبار كي تحكم انفعالاتها وحزنها الذي ملا روحها وهي تستشعر صدق حدسها الذي تنبات به بانها وعلي سيبتعدان اكثر واكثر عن بعضهما ورسمت ابتسامتها الرسمية وهي تلوح بيدها باناقة مشابهة ( كلا .. هذا حقك .. لا تخافي مني فعلي اصبح خارج مخططاتي منذ تطلقنا وبالتاكيد لن اطلب منه اي شيء بعد الان فمن يهمني هو ابني فقط .. وايضا بالتاكيد انا لن استغل شهامته .. و .. مبارك مقدما لزواجكما واتمنى من قلبي السعادة لكما )
كانت كلماتها واضحة باشارتها لمرام لتغادر فوقفت بدورها مغمغمة باستهزاء مبطن ( ساحاول تصديق امنيتك واشكرك عليها .. عن اذنك .. سيدة سما .. سعيدة بلقائك )
وكان هذا تحديدا اهم سبب لسما كي تبتعد بالكلية عن علي كي لا تشعر مرة اخرى بانها حمقاء او تضعف قوتها التي تحاول اكتسسابها اخيرا .. خصوصا مع حزنها المضاعف منه بعدما علمت كم عراها وعرى احاسيسها امام مرام .. صوت علي قطع تاملها بالباب المغلق خلف ابنها ( اذن .. هل ستبقين هكذا متسلحة بالصمت .. سما .. ما بك .. هل انت غاضبة مني بسبب اي شيء .. لما تفعلين هذا وتتعاملين بهذه الطريقة )
رفعت سما كتفيها ببطء لا مبالي وهي تجيب ( لم افهم .. باي طريقة تقصد يا علي )
رفرف علي برموشه وقد اذهله صوت سما الثلجي الذي يسمعه للمرة الاولى .. وببطء حذر اجاب ( هذه الطريقة .. هذه الحواجز التي تبنينها بيننا .. هذا البرود الذي تتسلحين به وهذه النبرة التي تتحدثين بها معي وكاني في حرب ضروس ضدك .. ثم .. منعك لعماد من رؤيتي )
رفعت سما حاجبيها باستهجان وهي تتساؤل بنبرة تعمدت جعلها متكبرة بعض الشيء ( انا اصنع حواجز .. ارجوك يا علي .. الا تلاحظ انك تهول الامور .. انني اتعامل بشكل طبيعي معك .. يعني انا فقط لست متفرغة لافكر باي مما تقوله الان .. اما بالنسبة لعماد فانا لم امنعه انا فقط اخبرته بانك منشغل .. وهذه حقيقة فانت لا تصل منزلك الا ليلا حينما يكون عماد نائم .. يعني بصراحة انا ايضا لا اجد وقت كافي لاوصله اليك فكما تذكر .. انا مديرة لهذه الشركة )
كلماتها التي تعمدت قولها امامه بهذه الطريقة جرحته بعمق وهو يضيق عينيه متراجعا بظهره على كرسيه ( يعني .. انت تجدين الوقت لتخرجي مع سمير .. بينما لا يسمح وقتك ان تصعدي الى الطابق الذي يعلو شقتك .. اليس كذلك ؟ )
خفقة مسروقة افلتت من قلبها واحساسها بغيرة علي يدغدغ انوثتها ولكن .. صوت علا بعقلها يخبرها بانه لا يغار عليها هي بل على عماد فتنهدت بعمق مبتسمة ببرود ( انا وسمير نعمل سويا ولا نلهو .. اتمنى ان لا تلمح الى امور اخرى فانا الان سيدة مطلقة تهتم لسمعتها وتخاف من الشائعات )
بذهول اشار علي الى صدره متسائلا ( الشائعات .. تخافين ان اطلق انااا عليك الشائعات .. هل جننتي يا سما )
رد ناري كانت ستجيبه به ولكن صوت رنين هاتفها علا في تلك اللحظة فاجابت بسرعة قبل قولها بترحيب متعمد بعد ان علمت صاحب المكالمة ( اهلا سراج .. انت حقا ابن حلال فلقد كنت افكر بك قبل قليل .. عماد يطلب رؤيتك وانا وعدته ان اوصله اليك باقرب وقت ممكن .. هل لديك مانع .. قد ابعثه مع نادر باقرب رحلة له الى المانيا )
كان علي يراقب ردودها على سراج وقد بدا زلزال ثورته يتجمر على نيران غيرته المستعرة اصلا من سمير.. منذ متى اصبح لسراج الحق والوقت ليرى عماد حتى دون عمته وبكل هذه السهولة بينما هو يواجه عنادها هي في ايجاد الوقت لكي يرى عماد .. وبصوت هدر بين ارجاء المكتب قال ما ان انهت المكالمة مبتسمة وهو يصفق لها ( احسسنتي يا سماا .. ما هذا التطور يا ترى .. اذن سراج اصبح من حقه ان يطالب بعماد وبرؤيته ولديك الوقت لهذا بينما انا فانت لا تجدين اي داعي لكي تفرغي ثواني بسيطة من وقتك الثمين لاراه )
لوحت سما باصبعها بتحذير ( علي .. اخفض صوتك فنحن بالعمل هنا وانا لا اريد اي فضائح تربطنا ببعضنا يكفي ان يرى الجميع هنا باننا تطلقنا بكل تحضر ودون مشاكل .. ثم ان سراج بالتاكيد له كامل الحق بعماد فهو والده ان لم تنسى ذلك ولو حدث لي اي شيء لا قدر الله فسراج من سيتولى تربية عماد .. لذا من واجبي كام ان اجعل علاقة ابني بابيه كاملة )
امواج الم عصفت بقلب علي وسما تواجهه بحقيقة عماد التي دوما ما كانت تقلبها .. فعندما كان زوجها كانت تقول بكل ثقة بانه هو من سيكون مسؤولا عن عماد ان حدث لها اي شيء فهي لا تثق الا به والان .. الهذه الدرجة اصبحت المسافة التي تفصل بينهما مهولة .. وبنبرة تاجج فيها هيجانه تساءل ( هكذا اذن .. ببساطة وبنفس واحد .. قطعت كامل علاقتي بك وبابنك .. بل واوجدت البدائل .. ثم .. تتهمينني باني اطلق الشائعات .. وبانك لا تريدن ان افضحك .. وتتغنين بسعادة امام كل من في الشركة وانت تصرخين بانك تطلقت واصبحت حرة ليتقدم كل الراغبين بك كي تختاري مثلا .. و .. )
قطع كلامه انتفاضها الثائر وهي تلوح باصبعها امام وجهه صارخة ( لا تكككمل .. اياك يا علي .. انا لن اسمح لك ولا لغيرك بان يمس كرامتي وسمعتي .. كما انني كبيرة بما يكفي كي لا اكون مطالبة بالتبرير افعالي لك او لغيرك.. ثم لست انا من تتغنى بالطلاق وتنشره .. فزوجتك المصون هي من تخبر الجميع بهذا وهي تدعوهم لحفل خطوبتكما .. صحيح .. لم تخبرني عن موعده .. كي اجلب لكم اكبر هدية واقوم بواجبي كصديقة نحوك ونحوها )
كلماتها تمثلت امامه كصرخات واقع صدمه .. فوقف بدوره مثلها وهو يتساءل بتعثر وقد شحب وجهه ( هل .. من .. يعني اقصد .. امممم .. هل تحدثتي مع مرام )
عقدت سما ذراعيها امام صدرها كدرع لتحمي نفسها من تهورها ورؤيته بهذا الشكل توجعها حتى وهي تكاد ان تموت من غضبها وغيرتها ( لقد جاءت لتخبرني بانها ستدعو زملاءها الى خطبتكما وبانها ستؤكد وتنشر خبر طلاقنا كي لا يظن احد بها او بك اي سوء .. بالنهاية .. فهذا .. حقها و .. )
قاطعها علي بثورة فجائية وقد افلت غضبه من زمامه جاعلا اياه يتناسى افتراقهما وهو يمسك بذراعيها ليقربها نحوه هازا اياها بعد ان التف حول المكتب بسرعة ليواجهها ( لا يحق لها ولا لغيرها بان يتدخل بيننا يا سما .. لا احد في الكون ابدا له هذا الحق .. فما بيننا انا وانت لن يفهمه شخص اخر)
بوجع الدنيا همست من بين اسنانها وهي تحاول افلات نفسها وقد بدات اوصالها بالارتجاف مع سخونة انفاسه على وجهها ( انت .. انت اعطيتها هذا الحق .. انت اخبرتها بخصوصياتنا .. انت من قلت لها عن حبي لك .. هل تنكر يا علي )
بذهول تساءل علي وقد بدا يشعر بتصاعد خفقات قلبه وصعوبة التقاط انفاسه واحاسيس يستشعرها للمرة الاولى تكتسح كيانه ( انا يا سما .. انا اخبرها عن هذا .. هل تصدقين هذا .. هل حقا تعتقدين ان شيئا بهذه الخصوصية .. وهذا الجمال .. قد اخبره لاي كان .. سما .. يا سمااا .. الا تعلمين حقا من انت وما هي اولويتك بحياتي )
ازداد ارتجاف سما وروحها تتخبط بعذاب اكبر وهي تجيبه بتاوه ( انت تؤلمني يا علي .. اتركني .. انت تؤلمني)
انتبه علي في تلك اللحظة لطريقة امساكه لها فافلت يديه بسرعة وهو يرتد مبتعدا عنها وقد صعقه ما حدث له .. مظهرها وهي تضم نفسها بيديها مدلكة مكان امساكه لذراعيها شنجه وعصف بقلبه وقد احس بخنجر صدئ ينغرس عميقا فيه .. وبصوت مبعثر بالكاد ظهر همس بندم ( اعتذر .. انا اعتذر .. انت تعلمين ان اخر شيء قد افعله في هذه الحياة هو ايذاؤك يا سما .. لقد .. خرج غضبي عن سيطرته لذا .. )
واشار اليها بايحاء فحركت راسها بالرفض مغمغة بكل ما تمكنته من قوة واحساسها بضعفها وبكلماتها التي قصدتها في تلك اللحظة بشكل مزدوج عن ايلامه لجسدها وروحها ( لا باس .. لم يحدث شيء .. انا ايضا اعتذر ان كنت قد تطاولت عليك دون ان اقصد .. ولكن .. علي .. ربما ان اردنا الصدق مع بعضنا فنحن الان مختلفون بالتاكيد .. انت ستكون لك حياتك .. وانا لي حياتي .. ولكل منا اشخاص هو مسؤول عنهم .. مرام الان امام الله مسؤولة منك .. الفتاة قد صبرت على وضعنا كما انها قد ابتعدت عن اهلها لتكون بقربك .. لذا .. هي احوج مني اليك .. انا بخير .. حولي الكثير ممن يساعدونني .. و )
عادت انقباضة روحه لتنخز قلبه باشواك غيرته وهو يقطع كلامها بسخرية مريرة ( لما لا تقولينها صراحة يا سما .. لقد انتهى دورك يا علي في حياتي ولم اعد احتاجك .. اليس هكذا اسهل بدل ان تتخذي مرام كحجة لما تقومين به )
صرخت سما بغضب ( انا لا اتخذها كحجة .. انا اخبرك بالحقيقة .. فهذه علاقتك انت وحياتك انت وانت حر بها )
فرقع باصبعه ببرود حاول التسلح به وهو يجيبها ( معك حق .. حياتي انا وانا حر بها .. كما انني قادر على تحديد اولوياتي كما اريد .. ومرام لا يحق لها ما قالته وهذا ما ساحرص على ايصاله لها كما انني لست انا من اخبرها عن حبك .. اما انت يا سما فساعيد تحذيري لك سواء اعجبك ام لم يعجبك .. عماد ابني .. وانت مسؤولة مني .. كما كنا .. وكما اصبحنا .. وكما سنكون .. ولا احد .. افهمتي .. لا احد .. سيغير كفة ميزان علاقتنا لصالحه ابدا )
والتفت بسرعة ليغادر قبل ان يفقد ما تبقى له من سيطرة وقد شعر بتشوش يغزو مكامن ضعفه ويشوش حكة قراراته .. مالذي يحدث له .. ولماذا الان تحديدا يشعر بانه قادر على فصل عنق مرام لانها السبب في غضب سما .. ثم من اخبر مرام عن حب سما له .. ام انها استنتجت الامر فقط .. ولما تتصرف من راسها وتخبر الجميع عن طلاقه .. ربما هو اطاعها بموضوع حفل الخطبة فلقد احس بالذنب من ناحيتها عندما شعرت بحزنه الذي حاول اخفاءه عنها وسالته ان كان حقا جاد بعلاقته معها ام انه يتلاعب معها .. واجل حاول ان يتصرف بما يرضي الله ويليق بها كزوجة لها عليه حقوق كما هي مسؤولة منه .. ولكن .. ان تسمح لنفسها بالتدخل بينه وبين سما فهذا مالن يسمح به ولو احرق الاخضر واليابس وقطع كل علاقته معها .. قرار ما ان توصل له حتى صدمه .. اين كان حزمه هذا عندما كانت سما زوجته .. لما كان يشعر بانها عائق في علاقته مع التي اختارها هو .. تخبط بدا يخنقه اكثر واكثر فرفع هاتفه ويده تطلب رقم من هو واثق بانها ستساعده على فهم نفسه .. رنتين فصلتاه عن اجابتها عليه ليقول بلهفة لها ( اسيل .. اين انت .. اريد التحدث معك بشكل عاجل ).
اقفلت اسيل الهاتف مع علي وهي تبتسم ببطء مثير .. يبدو ان علي قد بدا الان يشعر حقا بقيمة صديقتها في حياته .. تساؤل من مراد قطع تفكيرها ( ياترى ما سبب ابتسامتك المتحفزة هذه .. وكانك ستقومين بجريمة عما قريب )
غمزت اسيل بعينها له وهي تجيبه بجذل (بل هناك من سيقوم بجريمة عما قريب لقد بدا ينضج بنيران غيرته ويستعر بجحيم ندمه .. بصراحة لم اتوقع ان يحترق بهذه السرعة )
ضيق مراد عينيه وهو يحاول فهم كلماتها قبل قوله بادراك ضاحك ( اااه اذن فلقد سقط البرج واعلن علي استسلامه )
حركت اسيل راسها بمكر مجيبة ( ليس بعد ولكن .. يمكنك القول بان فتيل القنبلة قد انتزع والامر الان مرهون ببعض الوقت قبل انفجارها بالكامل .. والان .. اين مشاغبتك .. الم تتاخر طائرتها )
اضافت اسيل الجملة الاخيرة وهي تنظر حولها بوجوه الناس الذين يخرجون من قاعة الوصول بالمطار ..ولكن لم يطل تفحصها للمسافرين .. ففتاة عشرينة رقيقة البنية ملتفة المنحنيات بشعر مسترسل كالزغب واسمرار بشرة واضح وملامح اقرب الى سكان قارة امريكا الجنوبية كانت تتقدم نحوهم وهي تلوح بيدها بحماس .. وبخطوات اقرب الى الركض تحركت بنفس لحظة تحرك مراد اليها وقد فتح ذراعيه ليحتوي جسدها بالكامل مستنشقا انفاسه بارتياح وصوته يعلو بترحيب ( صغيييرتي وصصلت واخيرا .. صغييرتي انارت المكان .. ياللهي كم اشتقت لك .. شوقا يتجاوز المحيطات بعمقها واتساعها )
وابتعد قليلا ليتامل وجهها بلهفة وهو يهمس ( انت بخير .. اليس كذلك )
تساؤل رسم الابتسامة على وجه يارا التي كانت دموعها تترقرق كحبات لؤلؤ وهي ترفع يديها لتضعهما على اكتاف مراد مغمغمة ( انا بخير بالتاكيد بعد رؤيتك .. انت الذي عليه ان يجيبني على نفس السؤال )
ارتفع صوت اسيل المشاكس وهي تقول ( احم احم .. نحن هنا يا انسة .. الا يحق لنا ان ترحبي بنا ايضا )
ابتعدت يارا ضاحكة وهي تلتفت نحو اسيل لتقول بعربيتها المتكسرة ( بالتاكيد يحق وان كنت حانقة عليكي لانه بسببك جاء مراد الى هنا )
تعالى صوت ضحكات مراد خصوصا مع حركة يارا التي استندت عليه كطفلة بشكل مستفز وهي تخرج لسانها لاسيل .. وبحنق شابه حنق يارا التمثيلي مطت اسيل شفاهها وهي تشير الى صدرها ( بالتااكيد سياتي .. فان كنت صغيرته فانا مريضته المفضلة )
صفقة فجائية ضربها مراد بيديه وهو يقول بغضب تمثيلي ( كفا عن التعامل كالاطفال والا لن اخرجكما معي مرة اخرى )
مطت يارا شفتيها كطفلة متذمرة واسيل تنفجر من الضحك في نفس الوقت .. ارتفعت يد مراد لتربت على وجنة يارا وهو يقول بلطف ( هل غضبت دلوعتي )
حركت يارا راسها بالايجاب وهي تهمس ( يبدو انك لم تشتاق الي )
كشر مراد ملامحه بتمثيل متالم وهو يضع يده على قلبه هاتفا ( اااوه .. لقد اصبتيني بمقتل .. انت تعلمين ان اليوم الذي اقضيه دونك هو يوم لا احسبه من اجندة عمري )
وضعت يارا يدها فوق يد مراد التي على قلبه وهي تقول بلهفة ( سلامة عمرك الذي اهبه عمري بسخاء .. تركيا دونك كانت بلا حياة )
صوت نغمات موسيقى استهزائية صدر من فم اسيل وهي تقول ( هههييي ايها العصفوران .. انا حقا اشك بنوع العلاقة بينكما .. هل انتما متاكدين بانكما لستما عاشقين )
ضحك مراد وهو يجيب بفورية ( وهل يعشق المرء ابنته .. اصلحك الله يا اسيل )
لم يفت على اسيل انكماش يارا ولمحة الالم التي انعكست لثانية قبل ان تداريها بابتسامتها وهي تصفق بجذل طفولي ( واخيرا .. نحن في مصر .. اذن .. ماذا ننتظر.. الن نغادر المطار .. انا بشوق لرؤية مكان عملنا الجديد )
حماس انتقل لاسيل بتلقائية وهي تشعر بطاقة ايجابية تتسلل ببطء لروحها المتوثبة .. شغف يارا اللامحدود لاي شيء تقابله دوما ما يمنحها احساس بالاثارة والتفاءل .. اشارت بيديها كعلامة للذهاب وهي تقول ( هيا بنا .. فنحن ينتظرنا الكثير من العمل .. وايضا لقد تراكم العمل عليك يا يا يارتي )
حوار بسيط كان الثلاثي يتبادلانه وهم في السيارة .. وشهقات ليارا تقطع احاديثهم لتعبر عن فرحتها باي شيء جدبد حولها مع تنقل نظراتها بين المناظر التي يمرون عليها وعلى من في السيارة .. نظرات لاحظتها اسيل من يارا لمراد حيث كانت ترمقه بعشقها الانهائي .. عواطف لم تعد تهز اسيل او تؤثر عليها وقناعتها بعدم وجود الحب الحقيقي في هذه الايام يترسخ اكثر امامها .. ولكنها مع ذلك كانت معجبة باصرار يارا على عشقها رغم جميع تاكيدات مراد لها بعدم جدوى هذه العلاقة ..
( هل وصلنا ) سؤال طرحته يارا بدهشة سعيدة وهي تشير الى المبنى الزجاجي الجميل حيث تتواجد شركتهم ... قبل اكمالها بفضول ( صحيح .. هل يعمل ادهم هنا .. بصراحة انا في شوق لرؤية ذلك الشخص الذي افسد كل منظومات عشق اسيل )
زمجر مراد بخفوت وباشارة ليارا كي تصمت وهو يراقب تشنج قسمات اسيل اللحظي قبل تجاهلها الاجابة بالكامل .. فقط اكتفت بالايماء براسها بالموافقة وهي تفكر .. ترى .. اين هو الان .. هل خطب تلك الانسانة حقا كما قال .. تساؤل لم تطل اجابته وادهم يظهر امامها ما ان خطت الى داخل مكتبها والى جانبه فتاة اخرى رشيقة القد وجميلة وقد اشار اليها برغبته العاجلة للتحدث معها .. بتمعن رمقته اسيل متجاهلة من معه وقد احست باعتصارة طفيفة في فؤادها اخفتها بمهارة خلف قناع لامبالاتها وهي تقف منتظرة ان يقول ما يريده منها .
نظر ادهم الى اسيل بشعورغريب وبترقب لذيذ ... هل حقا اختلفت احاسيسه نحوها بعد كل ما سمعه من نادر .. هل سيتمكن يوما من التخلص من نظرته السلبية اليها.. هل وهل وهل .. اختناق طفيف داهمه مع نظراتها المميتة المستفزة التي كانت ترمقه بها .. ببرود حاول تلطيفه بابتسامته الرسمية اشار الى من ترافقه وهو يقول ( سيدة اسيل .. اردت تعريفك بالانسة كفاح التي ارشحها لتكون مقدمة لبرنامج اللياقة الصباحي عندنا بالقناة )
رفعت اسيل حاجبيها ببطء متجاهلة تلك الوخزات المؤلمة التي تعشعش بروحها نتاج حدس مسبق لهوية الفتاة وهي تتساءل ( كفاح ؟؟ هل هي مدربة على هذا النوع من البرامج .. لا اذكر رؤيتها باي برنامج سابق )
نبرة شك ملأت كلامها لتتاكد اكثر مع اجابته الهادئة ( اجل .. هي مدربة ولكنها لازالت بلا خبرة فنحن اول محطة ستعمل معنا .. ولكني اؤكد لك بانها ستبهر الجميع )
ضيقت اسي عينيها وهي تسال ( هل .. تعرفها بشكل شخصي .. ام ان هناك من رشحها لك )
ركز ادهم نظراته عليها وقد فهم مغزى سؤالها وهو يجيبها ( لقد تعاملت معها .. فهي مدربة ايهم وقد وصلت معه لنتائج مذهلة )
صعقة الم اخترقت منتصف صدرها وعينيها تعودان لترمقا هذه الفتاة الخجولة .. اهذه هي .. اهذه من ستحتل مكانها منذ الان .. اهذه من اختارها ادهم ليتزوجها ويهنأ معها .. على غير عادتها تناقصت ضربات قلبها بخمول وشعورها بالتبلد يزداد وهي تنظر الى كفاح من راسها الى اخمص قدميها مرة اخرى بتمعنن مختلف وابتسامة سخرية ذاتية تشق ثغرها مع كلماتها المفعمة بالاستهزاء ( ااااوه .. اذن هذه هي العروس الجديدة .. الديك عادة يا ادهم بان تمنح زوجاتك عملا يحلمن به لتمتلأ افئدتهن بالامتنان لك فيعتدن الانصياع لاوامرك .. ام ان الامر مجرد عادة تمارس فيها شعورك بالتفوق مع احساس من تعاملها بشفقتك المسقمة ) وصمتت قليلا وهي تنقل نظراتها بين الاثنين مستمتعة بالارتباك الظاهر عليهما قبل اكمالها لكلامها الهازئ ( ولكن الشهادة لله حظك احسن من حظي فانا خدعت بوهم تحقيق ذاتي ونجاحي دون ان اعلم ان هذا الامر مجرد تمثيلية هدفها تحقيق امنية المريضة التي تقف على اعتاب باب موتها منتظرة اياه وقد فقدت اهم احساس بحياة الانثى .. ان تكون اما )

هجوم صعق ادهم بكليته ونيران غضبه تشب بعروقه المستنفرة .. انها بكل بساطة تسخر من نفسها ومن مرضها وحتى من نجاحها وبشكل مخزي مؤلم .. اراد في تلك اللحظة الصراخ واراد العقاب واراد ان يهزها مطالبا اياها ان ترحمه من الذكريات وان تكف عن سوء الظن به فيكفيه ذلك الصراع الذي يخوضه بين عقله وقلبه ليتقبل ما حدث .. اراد حقا ان يؤلمها كما تفعل معه ولكن .. كلمة انبثقت في ظلمة تلافيف عقله جعلته يتريث قليلا قبل تبنيه موقف الهجوم الناري .. الشفقة .. احقا ظنت اسيل بانه يشفق عليها ... احقا لهذه الدرجة اساءا فهم بعضهما .. انعكاسة لامبالاة ميتة في عينيها تمازجت مع لمحة الم قاتل بخيبة امل كانت اجابته ليتريث اكثر في ردة فعله .. ( عاملها حسب الموقف ولا تعاملها كانها زوجتك .. بل ضعها باي موضع يخفف غضبك ) اليست هذه نصيحة نادر .. لوهلة سحب نفس عميقا جدا تلاه نفس فنفس فانفاس بدأت تهدئ ذلك الهيجان الذي تطفح به روحه وهو يفكر .. كيف يتعامل معها وقد فجرت الوسط بكلماتها .. دوما ما كان يضرب به المثل بمهارة حواره مع الشخصيات المستفزة وطريقة تكلمه التي تجبر من امامه بلا ارادة بان يعترف بكل مكنونات وجعه المستترة .. وبصوت خرج مرتجفا بعض الشيء تصنع ضحكة وهو يقول ( اجل .. هذه المرشحة السابقة للزواج مني ولكن .. مع الاسف توقف المشروع بالكامل فلقد اكتشفت امرا خطيرا بي)
ربما افضل الاساليب لتجاوز الاحراج هو بالمواجهة المباشرة مع قلب الامور الى المزاح السخيف .. هذا ما فكر به وهو يراقب انقلاب ملامح اسيل ليظهر عليها القلق الغير مسيطر وهي تتساءل ( هل انت مريض )
بلا ارادة منه اتسعت ابتسامته وقد بدا يستدرك سيطرته على الوضع مستمتعا قليلا بقلق اسيل الفطري عليه .. ثم التفت لينظر باتجاه كفاح المصعوقة وقد طفح وجهها باللون الاحمر مستغربا من نفسه عدم اهتمامه حقا باي شيئا سوى افكار اسيل في تلك اللحظة لدرجة انسته الفتاة التي تقف الى جانبه بلا اي ذنب .. لوح بيده مستدركا وحس غريب للمشاكسة يتفاعل بداخله وهو يقول ( اجل مريض بذكرياتي .. اكتشفت باني لا اصلح للزواج فزوجتي الاخيرة تعمدت ان تعمل لي سحرا يجعلني اكتفي من كل النساء واتشبع من كل العلاقات )
لوهلة لم تفهم .. غموض رده وهروب نظراته بعيدا عنها .. وكانه يتعامل معها على انها ليست هي .. ترى هل حقا وصل الى نفس الدرجة من اللامبالاة التي وصلت اليها .. بتساؤل تعمدت جعله مبهم ( هل تعني بانك بسسبها قد مللت من النساء )
هدف مباشر وجهته الى ملعبه لتترك الكرة عنده .. نظراتها المتحدية بقوة هزت قلبه بلا ارادة وضعفه نحوها يعود ليشعل غضبه .. تنفس بعمق ليبعد نفسه عن تلك الافكار والذكريات بصعوبة مختارا تجاهلها لبعض الوقت كي يعود لتحكمه وهو يقول بلطف هادئ مفسرا ما حدث ( اعتذر يا كفاح فالامر بصراحة لا يخصك وسامحيني على هذا الاسلوب الذي اجبت به .. فانت فتاة تستحق الافضل وبالتاكيد زوجة ستكون نعمة للجميع .. وامي احبتك حقا ولشدة حب الاطفال لك تمنت ان اتزوجك ولكني .. ورغم موافقتي الاولى للموضوع .. خفت ان اظلمك معي .. فما عملك مع رجل لوقت قريب كان تعريفه للنساء يتمثل باسم زوجته .. ولولا قدر الله الذي فرق بينهما لما كانت هناك قوة ستتمكن من التفريق )
لقد تعمد تجاهل سؤالها والتبرير لتلك الكفاح التي اخفضت راسها بخجل اكبر .. اذن .. هي امه من اصر عليه واختار هذه الفتاة .. وهو من وافق عليها وتراجع .. لم لم تشعر باي شفقة او احساس رغم سخافة الموقف الذي وضع جميعهم به .. لا تعرف .. او .. بصدق اكثر .. لا تهتم .. لن يهمها اي تفكير لاي شخص بعد الان .. لم تفهم الغمغمة التي اجابت بها كفاح وهي تستاذن لتبتعد قليلا عنهما .. جواب جاءها بكلمات ادهم الذي قال بلطف ( لما لا تسبقيني الى مقهى المكان هنا .. سالحق بك لاني مدين لك بفنجان قهوة .. وهناك سنناقش البرنامج )
هل حقا تعمد اظهار بانه صاحب القرار هنا .. اذن على جثتها .. لن تمرر له اي شيء يريده .. حروف بالكاد اتضحت خرجت من فم كفاح في تلك اللحظة ( لا اعتقد .. باني .. لازلت ارغب .. بتقديم البرنامج ..و )
قاطعها ادهم بحزم رقيق وهو يشير اليها لتبتعد ( ما رايك يا كفاح .. يعني هو طلب راجي مني ان تؤجلي النقاش بيننا قليلا .. فقط اتمنى ان تقبلي دعوتي على فنجان القهوة كامتنان واعتذار ودين وصدقيني معك كل الحق لترفضي الا انني طامع بكرمك )
اسلوبه الفريد بالتعامل مع كفاح اسقم اسيل واصابها بالاشمئزاز الغريب .. سخرية جرحت قلبها اكثر وهي ترى مدى لطفه وتحمله لها .. حنان نسيته كليا بعد كل ما عانته بسببه .. لا مبالاة تعشش بكيانها بالتدريج .. تنهدت بملل تعمدت اظهاره وهي تنظر الى ادهم الذي انتبهت بانه كان يراقبها دون ان تشعر .. تساؤل في عينيها اجابه بهدوء ( مممم ماذا كنا نقول .. اجل .. البرنامج .. صدقيني الفتاة تستحقه فهي اسطورة كما انها لن تطلب الكثير مثل المدربة السابقة )
لوهلة فقدت تسلسل الاحداث وهو يعود بها مرة اخرى الى العمل .. جواب لم تنتظره لسؤال تعمد تجاهله فقررت بدورها ان تسايره بسخريتها اللامبالية ( اتحاول تعويضها عن غباء تصرفك وتهورك بهذا البرنامج .. ان كانت مهمة لديك لما لا تكمل ما كنت تنتويه )
انكماش ظهر بشكل واضح على ادهم مع تهجمها المتعمد عليه .. كانت تتحدى كل ما يحاول فرضه على نفسه من قيود .. على الاقل لن تتغلب عليه بمعركة الجدال اللانافع فهو ملكها باعتراف كل ضيوفه .. بابتسامة غامضة رافقت شهقته التمثيلية غمغم (واجعلك تخسرين الرهان .. لا اعتقد .. ثم .. المفترض انك تعلمين باني لا اقدم في عملي اي استثناءات او وسائط .. بما في ذلك انت )
تعمد التاكيد على هذه النقطة علها تفهم رسالته المبطنة .. ببطء غامض تساءلت بدورها ( اتعني انك لم تعطيني برنامجي كشفقة )
حسنا .. هي تريد اعتراف مباشر وهو مستعد لاعطائها اياه .. وبكل صدقا ابتسم بحزن وهو يقول (لم اشعر يوما نحوك بالشفقة بل دوما ما كنت اشفق على قلبي من تسارع نبضاته بسببك )
الجمتها صدق كلماته الغازية التي نسيتها فسكتت لبرهة من الزمان قبل قولها باستدراك وهي تصر على موقفها ( كلا .. لازلت عند راي .. الفتاة لا تملك المقومات الضرورية لادارة برنامج واعتقد انك تريد توظيفها لاسباب اخرى )
نظر اليها مطالبا اياها بتفسير كلامها وهو يتعمد استفزازها لتخرج مكنونات صدرها ( اسباب اخرى .. اتعنين مثلا ان اتعرف عليها واقرب المسافات كي اتمكن من حبها وخطبتها فيما بعد )
وضوح كلامه المترافق مع اسلوبه المراوغ اشعرها بالفخ الذي ينصبه حولها .. انه يتعمد ايقاعها بحيث تظهر وكانها ترفض لاغراض شخصية وليست عملية .. ببرود اجابته (ربما.. او ربما لكي تستغل وجودها مثلا لاغراضك الشخصية )
ارادت ان تلقي الشباك نحوه هو .. ترى هل سيملك الجرأة على الافصاح .. تفاجأت بابتسامته الرقيقة وهو يتقدم نحوها قبل توقفه امامها وهو يمط بشفاهه مجيبا اياها باستسلام متنهد ( ممم معك حق .. ممكن ان استغلها في استثارة غيرتك كلما غرت من مراد )
تفاجأت من رده .. لم تفهم مقصده .. لم تفهم تلك اللمعة التي عكست حزنه .. لم تفهم اهو غاضب لانه يغار عليها ام غاضب لانها هي من تثير غيرته .. لم تفهم تلك النظرات البائسة التي اخذ يرمقها بها وكانه ينحتها بقلبه .. غضب تسلل الى عروقها بسبب كل ما يفعله بها .. على الاقل .. بما انه اختار ان يكون بغيضا وان يجعلها تكرهه لم لم يستمر بهذا .. لما تشعر الان بان تدهم الذي ارادته بدا يعود ببطء .. ولم لم يكمل خطبته كما قال ليقطع اخر شعرة ود بينهما .. كظمت غيظها وهي تحاول الاستعانة ببرودتها وحزمها (اعتقد ان النقاش انتهى هنا كما ان جوابي لن يتغير )
اغمض ادهم عينه للحظة .. كالمعتاد دوما ما واجه مشكلة مع عنادها.. قرر ان يلعب بوقته الاخيرة معها .. زفر نفسا طويلا وهو يقول ببطء ( حسنا ولكن فقط للتوضيح .. انا لم اعين الغتاة لاي سبب سوى لانها حقا ماهرة كما انها تعيل اسرتها المكونة من طفل معاق وام واب كبيرين في السن .. بالاضافة الى كونها مطلقة .. وانت تعلمين اسلوب مجتمعنا مع من هم في مثل حالتها .. ببساطة اردت ان اؤمن لها مستقبلا ماديا )
رفعت اسيل كتفيها بلا اهتمام وهي تتساءل بلؤم تعمدته (وهل هذه هي عروس امك العتيدة .. نحن هنا لا نفتح مؤسسة خيرية ... وبما انك قلق عليها هكذا لم لا تعود لخطتك الاصلية وتجعل من نفسك مسؤول عنها )
استفزته بكلامها هذه المرة فوصل الى حافة تماسكه .. فتح فمه ليرد بغضب ولكن .. عاد ناقوس حذره ليدق ملجما كل انفعاله وهو يتراجع بخطواته محاولا تذكر كل نصائح نادر له ( انت .. تتعمدين فعل هذا .. تتعمدين استفزازي .. ماذا هناك يا اسيل .. هل اصبح وجودي في هذه الشركة خانقا لك فما عدتي تحتملينه )
كان يحتاج حقا ان يصل معها الى قاعدة مسامة تمكنه من التحكم بغضبه كما تمكنها من التعامل بدورها مع كل ما فعله بها وكيف تعمد كسرها .. لقد لاحظ بعينيها ظلال عتابها له ولكنه لم يكن قادر بعد على الوصول الى درجة سماحها بالكامل بشكل خارج عن ارادته .. رفرفت بعينيها بصدمة وهي تساله (ماعلاقة هذا بكلامنا .. هل تربط وجودك بوجود تلك الفتاة مثلا )
بحدة افلت زمام صبره فهتف من بين اسنانه ( انت تتعمدين اساءة فهم كلامي .. ببساطة انا هنا اتعامل معك كمديرة مطلوب مني استشارتها والتناقش معها في القرارات التي يجب ان تكون مشتركة .. لقد عرضت عليك الحقائق بمهنية .. اسباب اختياري لكفاح اوضحتها .. والان .. انت ترفضين هكذا .. فقط بسبب ظنون فردية .. ورغم اني نفيتها الا انك تختارين عدم التصديق )
بسخرية قاسية اخفت فيها احساسها بالندم وقد استنفرها اسلوبه الذي اشعرها بتفاهة اعتراضها ( اتعني انني متجنية .. حسنا .. لنرى .. ساذهب معك الان عندها واجري لها مقابلة .. فقط لاثبت لك بانها غير مناسبة )
لقد قالتها .. رغم كل اعتراضاتها ولكن .. شعورها بان اصرارها سيكون نقطة سلبية تفسر بشكل خاطئ على انها تغار عليه وهذا اخر ما تريده جعلها تتبع الطريقة العملية .. فرقع باصبعه هاتفا بحماس فجائي ( سيكون هذا رائع حقا .. وساشكرك من قلبي على منحك هذه الفرصة لها .. فهذا كل ما اطلبه منك منذ البدء .. ان تجري لها مقابلة وتقيميها على اساسها)
هل حقا رات التماعة الانتصار بعينيه .. تساءلت بحذر ( هل تعتقد انك ضحكت علي وجعلتني انفذ رغبتك الان)


اجابها بسرعة وبنبرة صادقة ( حاشا لله .. انا واثق انك تنفذين ما فيه مصلحة العمل )
لقد ملت حقا من كل هذا .. مالذي يغعله ولما .. تساؤل طرق جوانب كيانها فانتفضت متساءلة باستنكار ( ادهم .. مالذي تقوم به الان .. هل اصبحت فجاة انسانة جيدة تحاول التواصل معها بمدنية وتحضر بعد ان كنت مجرمة بنظرك لا تستحق حتى ان تكلمها )
اخفض راسه هربا منها .. لقد توقع هذا التساؤل منذ بدء حديثهما .. لن ينكر بانها صبرت عليه وتحكمت بنفسها جيدا .. يبدو بان نادر كان صادقا .. فعندما يبتعد الغضب عن الاحاسيس بامكانه حقا ان ينشئ حوار عصريا معها .. بصدق واضح قال (كلا يا اسيل .. ولكن .. احدهم نصحني ان اعاملك باي صفة غير صفة اسيل لاتمكن من التحدث والتعامل معك .. وانا الان اعتبرك مديرة عمل مزعجة فرضت علي ويجب ان اتجادل واتناقش معها في كل خطوة اخطوها لاقنعها بقراراتي كما يجب علي مهادنتها لاحصل على مرادي )
هزتها كلماته الفجائية .. باستنكار تساءلت (مهادنتي .. انا مديرة مزعجة في نظرك .. ادهم هل تستهين بي )
هذه المرة ثبت عيناه بعينيها وهو يجيب بوضوح وعزم صادق ليوضح نفسه بالكامل ( بل انت اكثر انسانة تليق بهذا العمل ومن المؤكد انها ستنجحه فانا اعلم ان قدراتك تفوق اي تخيل ومن المستحيل ان اشكك بها بل على العكس .. انا حقا مؤمن بك كمذيعة وكمديرة واتمنى من قلبي ان يحطم اسمك كافة اساطير الاعلام فانت تستحقين هذا )
كلمات دغدغت روحها بلا ارادة منها وهي تستشعر فخره الكامل بها .. اوجاع سابقة بظنون شفقته بدات تزال بالكامل من كيانها ليتضح لها كم هو بالفعل يبحث دوما عن تفردها وتميزها بالعمل .. وبصوت ارتجف رغم ارادتها غمغمت ( وهل انت تهادنني الان مثلا )
ابتسم بشكل اوقف قلبها رغم عنها .. لقد نسيت حقا كم هو وسيم وكم يبدو جذابا عندما يريد .. اخفضت عينيها لتهرب من سحره وكلماته المؤلمة السابقة تعود كطعنات لتوقظها من ورديتها الرومانسية .. صوته الصادق اجابها ( بل اقول الحقيقية .. يا سيدة اسيل رضوان .. بالنهاية .. انا وانت الان لدينا هدف مشترك .. وهو النجاح .. لاجل خاطر سما التي تعتمد علينا .. لذا لننحي خلافاتنا الشخصية ونتعامل بما يفيد مصلحة العمل .. وقبل ان تعلقي اجل اعلم انني كنت البادئ بالخطا لذا .. اعتذر حقا .. لا يحق لي ابدا قول اي شيء مما قلته )
لم تصدق ما سمعته منه .. مالذي غيره هكذا واوقف صراعه الغريب .. هل حقا قد توصل الى ما يريده .. ببطء تساءلت باستهزاء (اووه ادهم العظيم يعتذر .. هل حرارتك مرتفعة )
ضيق ادهم عيناه زافرا انفاسه بياس وهو يهتف (اسييل .. لقد تاخرنا على كفاح )
رفعت حاجبيها واسم كفاح يستفزها .. بلامبالاة لوحت بيدها مجيبة ( حسنا ..ان كنت قادرا على التعامل بتحضر فانا الاقدر على ذلك .. بما انني مديرتك .. وصحيح هناك امر يجب ان نتناقش به قبل ان نطوي صفحة الماضي بالكامل )
بما انه اختار التحدث بهذا الاسلوب المتباسط اذن .. ليطلقها وينتهو من كل الخيوط بينهم .. بقوة منبعها اصرارها على الالتزام بقرارها نظرت اليه .. رفرف ادهم بعينيه واحساس بابانقباض يعود له .. غصة كانت تخنقه وقد تمنى ان لا تحدثه بهذا .. بحذر اجابها وهو يهرب من عينيها كي لا يكشف تاثره ( انا لن اطلقك يا اسيل .. لن افعل )
صمتت بدورها واحساسها بغموض ردوده يحيرها .. بحزم تاكيدي قالت ( اتعلم اني لا اصر عليك فقط لاثبت لك باني لا اهتم .. فانت بالنسبة لي لم تعد موجودا سواء طلقتني ام لم تفعل .. وساتعامل على اني منفصلة)
التف عنها وقد اثر انهاء الحوار فهو لم يعد يملك رصيدا من الصبر ( حسنا .. هذا جيد .. مبارك لك .. والان هيا بنا .. من العيب ان نترك الفتاة تكثر )
بالتاكيد هو يتعمد استفزها كلما سمعت عن كفاح منه .. تعمدت اظهار سقمها وهي تقول ( اجل بالتاكيد .. كيف نترك احدى معارفك المهمين .. اتعلم .. اذهب انت قبلي وانا سامر على سما لاستشيرها بامر ثم الحق بك .. وهكذا ساترك لك المجال لتزف لها الاخبار كي تكون بطلها )
كظم غيظه بصعوبة كي لا يعود ليدخل بدوامة الصراع بينهما وقد تاكد بانهما سيحتاجان الى الكثير قبل وصولهما لنقطة مشتركة تمكنهما من التعامل بشكل صحيح .. اجابها بنفاذ صبر ( لا فائدة .. ليكن يا اسيل .. انا ذاهب وانت الحقيني في الوقت الذي يناسبك .. عن اذنك )
تسارعت انفاسها مع مغادرته وهي تغمغم بلوم لنفسها ( حمقاء .. انت حقا حمقاء .. تريدين ان تنهي كل علاقة بينكم وتتالمين مع كل كلمة يقولها وتشعرين بالفراغ بداخلك ثم .. تتجادلين كطفلة منتقمة معه ودون ادنى وجه حق .. صدقا يا اسيل .. انت حمقااء .. ربما يجب ان اتحدث مع سما قليلا لاعود الى منطقي وواقعي .. )
لم تكن سما بحال افضل من حال اسيل وهي تنظر الى الاوراق التي امامها واسم من الماضي يعود ليقتحم حاضرها بكل قوة .. علا .. علا غانم .. تتقدم الى شركتهم .. بانسب عرض للمناقصة .. ياترى .. مالذي يحدث ولما تغامر علا بهذا .. هل قررت ان تعود الى حياة علي الان .. تساؤلات اخذت تعصف بقلب سما وهي تعيد النظر باوراق المناقصة المقدمة من شركة علا غانم .
يتبع مشاركة 4

Narimano likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 06:17 PM   #155

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)



صرخة عنفوان أنثى الفصل (5)
المشاركة الاخيرة




الفراغ .. احساس بانك قد استنفذت بشكل كامل .. وبان كل مشاعرك قد تلاشت في بحر من الخمول الذي يجتاح كل جسدك .. حتى ليصبح اقل مجهود جسدي تقوم به وكانه يحتاج منك لقوة العالم كي تتمه .. كانت هذه هي حالة علا في تلك اللحظة وهي تنظر الى سقف مكتبها وقد غابت تقريبا عن واقعها وغرقت في ذكريات ما حدث معها .. يومين مرا من حياتها وكانهما عمر كامل .. يومين تاهت فيهما بغابة من المعلومات والاحاسيس فاهتز كل كيانها حتى ماعادت تجد ارض ثابتة تستقر عليها لتكف عن الدوران في تلك المتاهات التي فتحت ابوابها امامها .. احمد .. هو مركز كل هذا .. احمد الذي حطم بكل ما فعله معها كل تلك الحواجز وكل تلك الاقنعة وكل تلك القلاع التي تحصنت فيها لتحمي داخلها الانثوي الهش الذي لم يصل اليه احد قبله .. انوثة مشروخة مجروحة لم تجد من يشبع حاجتها للطمئنان والامان والحب والانتماء .. بارتجاف ارتفعت يدها لتستقر على شفاهها وهي تتذكر تلك الحمم الاهبة التي انصهرت بداخل شراينها لتبعثها الى حياة كانت كرهتها وزهدت بها بعد كل ما عاشته مع اياد .. لم تعلم كيف هربت في تلك اللحظات من كل شيء ونامت كما لم تنم يوما .. لم تعلم الى اين كان ياخذها احمد بعدما انهارت مما رات في منزل عائلته .. فقط وثقت بانه سياخذها الى حيث خلاصها .. ثقة نبعت في احلك اوقات رعبها لتمنحها بالكامل له .. لقاتلها الذي ينتظر ثاره .. نوم حلقت به بسماء وردية وعالم جميل لا تنمي اليه .. دغدغة نبضات تسمعها للمرة الاولى مع خفقات قلبها المتسارعة . روح جديدة مع طعم سعادة انقلب الى علقم مر وصوت تهشم كيانها يتعالى مع ضربات قلبها التي قصفت كالطبول ما ان فتحت عيناها لترى تلك النظرة السوداء التي كان يرمقها بها احمد وقد جلس على كرسي مقابل لها .. ذهول اصابها ومظهره الثلجي يقتل كل دفء احسته للحظات مسروقة سابقة .. كان في تلك اللحظات حقا كقاتل ينتظر ان تستيقظ ضحيته كي يسلخ جلدها امام انظارها وهو يستمتع بصوت صرخاتها كموسيقى ازلية يثبت فيها حفل تابين انسانيته .. صوته الذي خرج وكانه ياتي من واد سحيق قائلا ( لقد جلبت لك ثوب .. البسيه واستعدي لنعود للزفاف .. وما ان ينتهي حتى نعود الى القاهرة )
كان كمن يلقي فرمانا ينتظر فيه ان يلتزم الجميع به دون اي نقاش .. كلمات قالها بحزم هادر قبل وقوفه ليتحرك باتجاه باب الحجرة التي لم تعرفها علا وهو يغمغم ( معك ساعة واحدة لتستعدي .. اعتقد انها اكثر من كافية .. و .. اياكي ان تكثري من استخدام مساحيق التجميل فانت اصلا لا تحتاجينها )
كانت جملته الاخيرة هي صفعة الواقع التي ايقظت علا من تشنج صدمتها فصرخت بذهول ( هل .. جننت .. هل حقا تريد مني .. ان اعود .. الى هناك .. انت .. تهذي بالتاكيد )
لوهلة بدا وكانه لم يسمع ما قالته .. ثبات جسده على وضعه ويده التي كانت لا تزال على مقبض الباب .. لوهلة ظنت انه لن يمنحها حتى حق الرد عليها وقد عاد الى قوقعته الغريبة بعد كل ما حدث بينهم ..اخفضت راسها بتعب ولكن .. اعصار ثلجي شعرت به يغمر دمائها المتجلدة بعروقها وينبئها بانه الان ينظر اليها بعدما التفت نحوها .. صوت خطواته المتلكئة جعلها ترفع راسها لتصتدم بتينك عيناه العميقتان بلا هوادة .. ماهذه النظرة المتقدة التي ينظر بها اليها في نفس الوقت الذي تنبئ كل ملامحه بالصقيع المخيف .. صوته عاد ليرتفع بسخرية جارحة انتفضت لها بقوة ( الم تكتفي من الضعف والجبن والذل .. احقا لم تشعري بكل ما افسدتيه بغباءك ... ام انك تتعمدين اشعاري بانك عقبة تزداد ثقلا ليصبح خلاصك على يدي اقرب واقرب .. صدقا ينتابني الفضول يا علا )
هجوم صعقها وهي التي انتظرت منه اي شيء سوى تلك الاهانة .. احقا يستغرب انهيارها ويسميه ضعفا وذلا .. بتهور ارادت به رد احساسها بغرس سكين الوجع بقلبه هو همهمت بالم مرتجف ( ولما لا تفعل .. لما لا تتخلص منها .. في النهاية انت قاتل .. اليس كذلك .. )
ضحكة خرجت من فمه كزئير اسد محتضر يستمتع برؤية من حوله وهم ينتظرون زوال قوته قبل قوله باستهزاء قاتل ( انظرو من يتكلم هنا .. لا اذكر انك قديسة يديها بيضاء من التسبيح وجبينها ينصع بماء الوضوء .. في النهاية .. انت قاتلة ايضا .. ام انك نسيتي )
كلماته التي ابكت قلبها بوجع الندم وهي تهتف بلهفة ( اجل قد اكون قتلت في نظرك .. ولكني اسعى الان للتوبة التي لم ايأس منها ابدا .. وحتى انني انتظر ان ادفع ثمن ذنبي على يديك .. ام تراك انت نسيت )
تنهد ساخط صدر عن احمد وهو يلتفت عنها مغمغا بضجر ( اووه نقاش نقاش نقاش .. صدقا لقد مللت منك .. هيا .. ليس لدينا اليوم بطوله .. سانتظرك بالاسفل .. ولا تقلقي .. ساقتلك فانا لن انسى ثاري يوما )
استهتاره الواضح بها .. تذكرها لما حدث بينهمقبل سويعات .. تلك النار اتي استعرق بروحها وهي تدرك كم يستغل ضعفها لصالحه .. ضياعها وتوهانها وعدم فهمها له .. كل تخبطها جعلها تهتف بمرارة متهورة وهي تقف من مرقدها ( اجل .. انت لن تنسى ثارك .. فلقد قتلت من هم اعز على قلبك مني .. ولكن .. مع الاسف يبدو انك لا تاخذ بثارك الا من الضعفاء .. فعمك الى الان حرا طليقا وانت تدعي انك تدرس الخطط لقتله .. انني حقا لم افهم اي ذل تملكه انت وقد علمت بما فعلوه بزوجتك التي تحبها و بابن .. )
وصمتت .. صمتت ما ان ادركت ما كانت ستتفوه به في لحظة انهيارها .. سواد مرعب غطى ملامح احمد وقد فهم كلماتها التي خرجت من فمها بعشوائية انتقامية .. سواد ترجمته كلماته الخافتة العاصفة وهو يتقدم بخطوته نحوها ( هل .. كنت تعلمين .. بل .. كيف علمتي عن .. ابني .. من .. من الذي اخبرك )
لوهلة تاهت علا في كلمات احمد وهي تحاول استيعاب ماقاله .. اكان هو ايضا يعرف عن حملها .. اكان يظنهم لا يعلمون انها كانت حامل .. هل تنازل عن ثار ابنه ايضا وهو يخطط بهذا البرود مثلا .. بجنون مشوش اقتربت منه وهي تمسك بتلابيب ثوبه الصعيدي الاسود هاتفة بتعلثم باكي مصعوق ( اكنت تعرف .. اكنت تعرف بانها حامل .. وقتلتها .. كيييف سمحت لهم ان يفعلو هذا بك .. انتتتت .. تتغنى بان لك ثار لاختك وانت ضعييف .. اتتهمني بالذل وانننت صمتتتتت .. تخطييط .. كيييف يطيعك قلبك على الابتسام بوجه من انهى حياة زوجتك وابنك كما تقول .. الهذه الدرجة هان دمهم علللييييك .. ال ...اااااه )
صرخة وجع خرجت من اعماق قلبها مع احساسها بيدي احمد اللتان اطبقتا على رقبتها وقد ارتسمت على ملامحه علامات فقدانه لكل سيطرته وتفكيره وظلام مخيف يزحف بداخله لينبثق كوحش من عيناه وهو يهتف بارتجاف عاصف من براكين غضبه ( سااااقتلك .. اصمممتييي .. ماللذي تعرررفينه .. انت .. انتتتت .. هااان دمممها .. دممهااا هو حياااتي .. هو رروووحي .. هوو عذااابي .. هو جحيمي الذي استعر بنيرانه .. لخمس سنواات .. لخمس سنوووات وانا اذوب وانصهر باتووون هذا الثااار .. ماللذي تففهمييينه انت .. م .. علللاااا )
صرخة خوف خرجت من فم احمد ما ان راى وجه علا الذي كان يتحول الى الازرقاق بالتدريج مع انقطاع الهواء عنها .. ذهول ارتسم على وجهه ويداه تفلتان رقبتها لتتلقيان جسدها الذي انهار بين يده وهو يضمها وقد تسارعت انفاسه مع شهقتها العالية التي اعادت الهواء الى رئتيها .. شبح موت حلق امام انظارها للحظة وقد ظنت حقا انها ستموت على يديه .. اصابعه اخذت تتلمس وجهها وتبعد خصلات شعرها عنه وهو يضرب برقة وجنتها وقد جعلها تستلقي مرة اخرى على السرير ( هل .. هل انت بخيير .. علا .. اجيبي .. ارجوكي )
بذبول منهك رفرفت بعينيها ونظراتها تتركز عليه وهي تهمس بالم مضاعف ( ليتك .. ليتك اكملتها .. لتريحني من عذاب حيرتي .. فقط .. اجبني .. لمرة واحدة .. اجبني .. من انت .. لما تفعل هذا .. مالذي حدث لزوجتك .. وكيف .. كيف لم تاخذ بثارهما الى الان .. لقد كنت تعشقها بجنون .. كييف .. كييف صدقت انها .. تخوونك)
عاد الصمت ليكون جوابها واحمد يتراجع بخطواته الى الخلف بعيدا عنها .. اما هي فقد كانت بالفعل قد وصلت الى حافة الجنون مع كل افكارها التي تعصف بها دون ان تعلم ما تصدقه او تكذبه .. رفعت عينيها اليه هذه المرة لتعيد اسئلتها التي تتطاير بالهواء بلا اجابة ولكنها تفاجأت بكف احمد التي ارتفعت بعلامة الصمت امامها وهو يقول بصوت لم تتعرف اليه لقوة نبراته المرعبة التحذيرية ( فلتحمدي الله انك انثى وباني لازلت احتفظ بالقليل من دمائي الصعيدية والا لكنت قتلتك الان كرد على اهاناتك فلا يوجد رجل يقبل مثل هذا ولكن .. لا تلعبي بحظك كثيرا )
تهديده الواضح النبرات .. وهدير كلماته اوقظ بقلبها هيبته التي راته يفرضها امام الجميع في الليلة السابقة .. هالة من غموض شيطانية احاطت به وهو يتابع بخفوت بدا اشد وطئا من اعلى صوت ( يكفي .. نبش .. بالماضي فانت لا يحق لك معرفة اي شيء عني .. يبدو انك نسيت اتفاق زواجنا ياعلا .. كلانا يجمعه هدف واحد .. عمي .. و.. كل شيء اخر هراء .. لا دخل لك بي وبحبي او بثاري .. وهذا تحذيري النهائي .. سانتظرك في الاسفل لترتدي ملابسك بسرعة والا .. )
ولم يكمل كلامه الموحي الذي بدا كصفعة واقع استيقظت فيها من البئر المظلمة التي غرقت فيها بعد كل ما حدث لها وهي تتذكر كيف كان بسهولة سيقتلها قبل لحظات .. ثم خروجه امام ناظريها دون حتى ان يهتم باي من احاسيسها وتاكيده على هدف زواجهما حطم قلبها الى اشلاء .. يبدو انها جنت حقا عندما ظنت بانه بشر .. ماقام به وهي في منزل اقربائه يبدو الان كحلم بعيد جدا عن احمد الذي تعرفه .. هل قال حبيبتي .. هل قبله .. هل اخرجها من هناك .. تناقض لن تفهمه الا بتلك الحروف التي نطق بها دون ان يهتم بصورته امام عينيها .. هدف زواجهما .. عمه .. فقط .. ربما يجب عليها هي ايضا .. ان تكف وفقط عن الامل .. وعن الحياة .. وعن اي شيء .. وان تكتفي فقط .. بان تكون اداة ينفذ بها انتقامه قبل ان ينهي حياتها .
صوت رنين هاتف في مكتبها اعادها من رحلة تذكرها لما عانته .. بيد ارتجفت بلا ارادة منها رفعت الهاتف ليفاجئها صوت احمد الامر بنبرة ثلجية هازئة غامضة اصبح لا يتكلم الا بها معها وان بدت للتو بانها تشبعت بغضب لم تفهمه ( تعالي الى مكتبي .. فورا )
واقفل الهاتف .. دون حتى ان ينتظر ردها .. سحبت نفسا طويلا وهي تضع يدها على قلبها الاحمق الذي لم يتعلم دروسه ابدا وعيناها تقعان على صورة علي الصغير وهي تناجيه بهمستها المتلعثمة بانين الم ( والان ماذا .. هل ساجد يوما ذلك الوهم المسمى بالسعادة .. مالذي يجب علي فعله حقا ليتوقف هذا القلب .. الازلت تحتاجني يا علي ام انك ستسمح لي واخيرا ان انتهي من تلك المهزلة التي اسقطت فيها .. هل حقا املت يوما ان تسامحني على ما فعلته مع امك .. كم .. كم انا حمقاء )
ببطء مستسلم عادت لتقف وهي تتجه الى مكتب احمد وخطواتها شبه مترنحة وهي تتذكر تلك اللحظات التي اصدرت فيها قراراها بالقتل .. تلك اللحظات التي رات فيها اياد مسجى امامها .. ترى اين ذلك الظلام الذي ساعدها على اجتياز كل تلك العقبات .. واين تلك القوى التي كانت تتغنى بها امام احمد .. زوجها الذي على ما يبدو يحقق انتقامه الان باستمتاع اكثر من لو انه قتلها منذ البدء .. ان يراها وهي تموت الف مرة في اليوم وتتمنى ان تخرج انفاسها دون ان تعود .. يبدو انها حقا تعاني من اكتئاب مرضي ..واجهها باب مكتبه الاسود فطرقته ولما لم تسمع اجابة دخلت فهو ينتظرها كما فهمت .. عيناها اللتان جالتا في كل ما حولها اعلمتاها بانه ليس موجودا .. ببطء قادتها خطواتها الى مكتبه وقد كانت المرة الاولى التي تدخله وهو غير موجود .. لم تعلم كيف قادتها قدماها الى حيث يجلس لتجلس ويداها تعبثان في الاوراق التي كانت موضوعة امامه دون ان ترى عيناها ما تحتويه اصلا .. صورة انتبهت لها للمرة الاولى لشاب يشبه احمد كثيرا جدا مع اختلاف واحد .. ملامحه التي لم تكن تمت بصلة لذلك الظلام الذي دوما ما استشعرته بزوجها .. نظرته التي لا تزال تحمل تفاءل رغم الحزن الذي يكللها .. وميل شفاهه بشبه ابتسامة هازئة من نفسه قبل ان تكون هازئة من كل ما يحيطه .. هل .. هذا .. اخوه لاحمد .. لقد تذكرته .. عندما تكلمن النساء عن والد احمد واخيه واخته ..في ذلك الصوان .. صوان الزفاف الذي حضرته في اليوم السابق .. حيث عاشت اجواء جديدة عليها .. عادت بعقلها الى هناك وهي تتذكر احساسها بالانشداه ما ان رات ذلك الصيوان الكبير جدا والمقسوم الى قسمين .. رجال اصطفو على الطاولات ونساء جلسن في القسم الاخر بملابسهم المزركشة والملونة .. اصوات موسيقى تعالت في الارجاء وبعض الاطفال والشباب الصغار قد اخذو يتقافزون ويتراقصون وقد تناثرت الاضواء الملونة في كل مكان و صوت المفرقعات النارية يعلو بين الحين والاخر .. اجواء فرحة لم تشعر بها علا التي كان ثوبها الطويل ذو الاكمام الكاملة يرفل حولها مع حركتها بلونه الابيض لتبدو وكانها هي العروسة بجمالها الذي ظهر بشكل غريب مع مسحة الحزن الثلجية المرتسمة على وجهها .. شعرها الاسود الطويل الذي التف حول وجهها لينسدل حرا على ظهرها واكتافها زاد من غموض هيئتها .. عزلة اختارت ان تحبس نفسها بها وهي تتذكر تحذير احمد لها في الطريق الى هنا بالا تتكلم مع احد ابدا وان تكتفي بالاستماع فقط .. همسات اخذت تتردد من حولها وهي تجلس على احدى الكراسي المتقدمة عما حدث لها .. وعن تلك القبلة التي قبلها اياها وعن دعوته لها بحبيبتي .. اتهامات بدت تعلو بحقد عليها وعلى احمد بانه يحب قاتلة اخته وبانه لن ياخذ بثاره منها على مايبدو .. استهزاء واضح كان يظهر في عيونهم وكانهم يعايريونها على ضعفها واغمائها وعدم مقدرتها على مواجهتهم .. احاديث متنازعة ومشاعر متخبطة كانت تحيط بها ما بين كاره ومشفق عليه ولائم.. صوت المغني ارتفع في تلك اللحظة ليرحب بالحضورمع دخول كبار رجال العائلة وهم يحيطون بالعريس والعروس الى صيوان الزفاف .. منظر احمد الذي كان يمشي بخطوات متجبره مثقلة بهيبة واحترام وهو يستند على عصا بيده لفت انظار علا خصوصا مع قول المغني بنبرة كلها فخر غريب في تلك اللحظات ( اليوم .. لدينا ضيف مميز .. ابن رجل كلنا عشقناه .. شيخ البلدة وكبيرها ومن تتلمذنا على يده فتعلمنا الاخلاق والدين والحكمة .. رجل كلنا فجعنا بموته لخسارتنا ركن مهم في هذه البلد .. سيرته العطرة التي ملات الارجاء وذكره الذي علا بين كل العوائل الصعيديه كمثال للنزاهة والرجولة والشهامة الحاج سيف الدين الراجحي ..تحية خاصة لابنه احمد الراجحي ضيف الشرف هنا)
كلمات ما ان قيلت حتى رات الجلبة التي احدثتها .. صوت الشهقات المستغربة وتلك الغمغمات التي تعالت باستغراب عن جراة هذا الرجل الذي يعلن بشكل صريح ترحيبه باحمد ويمدح بوالده .. امتعاض ارتسم على ملامح منال زوجة عم احمد وخوف ظهر جليا على عماته .. امراة كانت تراها للمرة الاولى غمغمت بهدوء واثق ساخر ( لما انتن مستعجبات .. لانه لازال هناك رجال في هذه البلدة قد رضعو حليب ابيض من صدور امهاتهم .. رجال لازالو يعترفون بالحق رغم كل الظلم الذي طفحت به هذه البلدة .. هل انتن خائفات من ثورة ذلك الاخ الخائن الذي قتل اخوه واستولى على املاكه وشرد ابناءه .. هل ارى يدك ترتفع يامنال لتضرني ياترى ؟ )
كان تحديها الهادر قد اوقف حركة منال نحوها بكل ما تحمله من حقد وغضب بداخلها وقد وقفت المراة بدورها بكل شموخ مستعدة للدفاع عن نفسها .. صوت تذمر منال وضحكتها الحقيرة التي ارتفعت لتخفي تراجعها الجبان وهي تقول ( يبدو انك قد خرفتي يا ام عادل فانا بالتاكيد لم اكن انوي ان اضربك .. لما اغضب من ترحيب عادل باحمد .. جميعنا نعلم بانهم اصدقاء منذ الطفولة .. كلنا بالتاكيد نرحب باحمد زينة شباب عائلتنا وبالتاكيد كلنا لا نغضب من ذكر سيرة الحاج سيف الدين رحمة الله عليه .. اليس كذلك ايتها البنات )
نفاق ممرض ساد الاجواء في تلك اللحظة حتى الاختناق وصوت موسيقى الترحيب يرتفع من جانب الرجال وقد خرج احمد ليقف عند منصة العرسان الظاهرة لقسمي الصيوان وهو يرفع عصاه برجولة ناطقة واغنية ( نحن الصعايدة ) ترتفع في الاجواء .. انفاسها المتسارعة المتعبة جعلتها تخفض راسها وهي تهرب من كل ما حولها لتسمع في تلك اللحظة صوت تلك المراة يتسلل الى اذنها بغضبها الحازم وهي تجلس الى جانبها ( اياكي .. ارفعي راسك يازوجة كبير هذه البلدة رغم انف الجميع .. اياكي ان يهزموكي فزوجك يستحق ان يريهم من هو ومن هي زوجته التي اختارها رغما عن انفهم .. اياكي ان تجعليهم ينتصرون عليك وانظري كيف ينتزع زوجك احترامه من بين اعينهم بالاجبار بقوته ورباطة جاشه دون ان يهتم لاي قول من حوله .. انظري الى عظمته وتعلمي كيف يتصرف الكبار )
نظراتها التي ارتفعت بتلقائية نحو زوجها الذي كان يهز عصاه ببطء مهيب راقص وقد ارتسم على وجهه عزم الصقور فاخرس كل الهمهمات المتناثرة من حوله .. ( وه ياخلق هوو .. وه لا لا لا .. هم الصعيدة جم .. حضروو رقصوو .. الصعيدي ديما ريس .. عشان متربي كويس ) كلمات استشعرتها لاول مرة مع تلك الابتسامة الفخورة التي ارتسمت على ملامح احمد وهو يستمر برقصه باستمتاع تراه للمرة الاولى وكلمات الاغنية تستمر ( رجولة وشهامة .. صعيدي .. رسمة وعلامة .. صعيدي .. وكريم وحنين يا بويا .. بيحب بذمة .. على رابطة عمه .. ودي تاج على راسو يا بويا .. الصعيدي مهما بيعلا .. عمرو ما ينسى اساسو .. لما ربنا يديلو ... مابينساش اهلو وناسو ..) ارتجافات متتالية نفضتها وهي تستوعب الكثير مما يحدث امامها وامواج من العزة تملا الاجواء من حولها .. يبدو انها في خضم كل شيء نسيت حقا اصول زوجها الصعيدية .. ربما لانه لا يرتدي هذا الزي امامها .. او لانه لا يتكلم بلهجة الصعايدة ايضا .. لم تفهم حقا كل التناقضات ولكن صوت المراة عاد ليرتفع بجانب اذنها وهي تقول ( لن يخيب املنا .. انا واثقة بانه سيزيل هذه السحب المظلمة .. وسينظف المكان ليرثه اولادنا كما يستحقون )
هل حقا يرون باحمد باب انقاذهم .. هل حقا هي الوحيدة التي ترى سواد قلبه ووجع روحه .. ترى .. الهذا لم يستعجل بثاره .. الانه يريد ان يزيل كل هذا دون ان يبقي اي اذيال لعمه واولاده .. استغرابها من مناجاة المراة لها جعلها تسالها بحيرة ( هل .. هل تعرفين .. من انا .. يا خالة )
ابتسامة امتلات بحدة الحق كانت جوابها وام عادل تميل عليها لتهدر بحروفها في اذنها ( مهما كنت ومن كنت لا يهم احد هنا سوى زوجك الذي اختار ان يتزوجك ويقدمك للجميع على انك امراته .. ان كنت بالفعل لك يد بقتل اخته او لم يكن لك .. او حتى ان كان سيقتلك او سيثار منك فيما بعد كما يقولون او لا ففي هذه اللحظة لا شيء يهم سوى انك تمثلينه هو وبانه اختارك لتكوني اما ..فكوني على قدر وقوة زوجك واستحقي المكانة التي رفعك اليها رغم انف الجميع .. يا ام الحفيد المنتظر )
كلمات ذكرتها بما قيل امامها في الليلة السابقة ونسته مع كل ما حدث معها .. اجل .. الجميع يظنها حاملا .. وهي لم تخبر احمد حتى .. ويبدو انها لن تخبره فذلك افضل .. فليسمعه هو وليسالها وعندها ستجيبه اما الان فستتعامل من هذا المنطلق ... ببطء رفعت راسها وقد استخدمت كل قوتها لترسم ملامح عزها وفخرها وهي تراقب تراقص احمد بين الرجال وقد بدا بالفعل كقائدهم بثوبه الاسود المميز وحركاته التي كان من حوله من الرجال يقلدوها بتلقائية وقد تهافتو على الرقص من حوله .. مشهد مهيب هزها بقوة فتساءلت بخفوت ( هل .. كان والده .. عظيما حقا )
صوت نادم صدر من ام عادل وهي تجيبها ( بل كان من اعظم الرجال .. لقد غدر به اخوه متسببا بموته .. كي يتمكن من اغراق البلد بقاذوراته .. المخدرات والاسلحة والدم .. كلها افات لم نراها الا بسسب ذلك الحقير الذي خالف عرف عائلته .. لقد كان الحاج سيف الدين مثالا للعزة والكرامة التي تضرب به الى الان .. جميعنا بكينا عليه وحزنا على ابناءه المساكين .. ابن كبير هرب من قضية ثار ملفقة الى بلاد الغرب .. وابن ابتلي بمقتل زوجته بقضية ملفقة اخرى ليسجن فيها .. وابنة مسكينة تزوجت من سفاح اجبرها عليه عمها مستغلا غياب اخوتها كثمن لصفقاته الحقيرة .. املاك سلبها منهم بسهولة وحكم جائر فرضه على ابناء جلدته بقوة السلاح ليمنع اي احد من الدفاع عنهم .. ولكن .. حاشاه ان ينجح واحمد موجود )
جملتها الاخيرة التي قالتها لتنهي حديثها معها بفخر مجلجل وبصوت تعمدت علوه لتسمعه منال التي زاد امتعاضها وتظاهرت بانشغالها بمراقبة الراقصين على المنصة .. عالم جديد لم تفهمه علا ولكنها وجدت نفسها تغرق اكثر في منتصفه واحساسها بالضياع يزداد في كل دقيقة تمضيها بالقرب منه .. عادت الى حاضرها منتفضة بخوف في تلك اللحظة مع ارتفاع صوت فاجأها بحدته لتقف بتلقائية وهي تلتفت نحوه ( مالذي تفعلينه هنا )
كان احمد يقف عند الباب مستندا وبيده ملف .. لم تعلم منذ متى وهو يقف هكذا ولكنها بدات بالتراجع وهي تغمغم ( اعتذر .. كنت احاول معرفة ما تريدني به )
ببطء بدا يتقدم نحوها وهو يجيب باستهزاء هادر ( اذن .. انت تطبقين المثل الذي نسمعه دوما .. المجرم يعود دوما لمكان جريمته .. ترى هل كنت تحاولين معرفة ما اذا علمت بما فعلته )
رفرفت علا بعينيها وهي تحاول استيعاب ما يقوله ( مالذي .. تعنيه .. اي جريمة )
مط احمد شفاهه وهو يشير الى الاوراق التي كانت بين يديها مغمغما بغموض مرعب ( هذه .. هذه الجريمة )
كانت تنظر الى الاوراق بضياع غريب .. هل حقا هذه هي نفس المراة التي تزوجها .. الكثير مما حدث غير بمعتقداته فما عاد يعرف راسه من اقدامه .. حصون بناها حول نفسه بعد تلك اللحظة التي ضعف بها وقبلها .. مواجهتها له بعد استيقاظها كادت ان تذهب عقله .. معرفتها عن زوجته .. عن ابنه .. فقدانه لسيطرته .. ومحاولته قتلها .. وكل ذلك التخبط الذي عاشاه في اليومين السابقين غير الكثير بعزمه .. منظر وجهها الازرق كان فقط ما يمنعه الان من الاقتراب منها كي لا يعود ليبطش بها مرة اخرى بعدما راى اوراق المناقصة الجديدة الخاصة بالشركة .. فمنذ وصله هاتف عمه وما دار بينهما وهو يتميز من الغيظ بسببها .. لقد احتاج الى غسل وجهه بالماء البارد كي يهدا من النيران التي تتاكل بداخله .. مراقبته لها للتو ساعدته ايضا ليتماسك اكثر امامها .. عيناها اللتان فقدتا بريق مشاكستهما وعناد ردودها منذ فقدت وعيها يؤلمانه بطريقة استهجنها على نفسه .. لماذا يشعر بالندم .. لا يعلم .. لما يسمح لنفسه بالتاثر بما يحل بها .. ايضا لا يعلم .. لما تستثير اعماقه بهذا الشكل المستفز .. لا يعلم .. لما اصبح يقلق عليها وفي نفس الوقت يرغب بقتلها .. لا يعلم .. لما مراقبتها وهي شاردة تسبب ارتفاع خفقان قلبه .. لا .. يعلم .. اجل .. انه يعلم .. فبغباء تناسى كل شيء وسمح لقلبه مرة اخرى بالدخول الى حياته وهذا .. ليس جيدا ابدا .. في المرة السابقة عندما دخل قلبه في معادلة حياته انتهى الامر بزوجة قتيلة بين يديه .. صوتها الحائر الذي ارتفع بتساؤل استفزه اكثر ( مالذي تعنيه .. مالذي فعلته الان .. اخبرني بصراحة .. مالذي تتهمني به هذه المرة )
الم يفهم بعد .. احقا لم يفهم هذا المزيج العجيب الذي يحيط زوجته .. ترنحها المخيف بين المنطقة السوداء والبيضاء .. بلورة توهم الانسان بهشاشتها وشفافيتها ليتفاجأ مرة واحدة من حدتها التي تسقطه بمقتل .. كز على اسنانه وهو يقترب ببطء نحوها قائلا بتعاطف تمثيلي هازئ ( من يراكي الان يقسم بانك بريئة يا زوجتي المصون ولكن .. اعذريني ان لم اصدق هذه النظرات فافعالك دوما ما تكشف نواياك السوداء )
جواب اصابها بسهم في روحها ممزق اياها .. بخمول اجابت ( معك حق .. فناوياي السوداء لن تخفى بالتاكيد على انسان مظلم مثلك .. ولكن .. ربما قد يشفع لي باني احاول ان اعود الى الطرف المنير بحياتي )
انها تتعمد هذا .. اجل تتعمد استنفار رجولته وهذا ما تاكد منه وغيرته تعصف بعقله وهو يهدر بجبروت هازئ بعد ان وقف مقابلا لها ( وبالطبع .. طرفك المنير هو علي .. لذا .. قدمت المناقصة لشركته .. ماذا يا زوجتي .. هل اشتقتي الى انخداعه بك وظنه بانك ملاك وعدم رؤيته لمعدنك الاصلي )
لوهلة لم تفهم علا ما كان يقصده واسم علي يتردد امامها كصدى بعيد لمشاعر كانت قد نسيتها تماما في دوامة ما تعرضت له .. وبهمسة حائرة تساءلت بذهول ( علي .. مناقصة .. لم افهم . عن اي شركة تتكلم )
صفق احمد وسخريته تتعاظم وقد استعان بكل بروده الذي درب نفسه عليه ( احسنتي التمثيل يا علا .. لوهلة ستجعليني اصدق بانك لا تعلمين شيئا عن الامر .. ولكن .. مع الاسف يا زوجتي فحبل الكذب قصير .. وتوقيعك هنا يثبت هذا )
والقى االملف الذي بيده نحوها لتتناثراوراقه باهانة اضيفت لاهانته لها بكلماته السابقة وبنبرة صوته المستهزئة .. عيناها اللتان انتقلتا بتلقائية على الاوراق لتلتقط اسم الشركة ( .. ) التي بالفعل كانت قد اصدرت موافقتها للفريق الهندسي ليقدم في المناقصة التي طرحتها تلك الشركة .. وبتساؤل عادت لترفع عينيها اليه ( اجل .. لقد وقعت على هذه المناقصة التي ستمثل نقلة نجاح كبير لنا مع فرع شركة معروفة عالميا و .. ما دخل علي بهذا و ..)
صدمة عادت لتهزها بعنف وعيناها تعودان لاسم الشركة مرة اخرى .. كيف لم تنتبه .. كيف وقعت في هذا التخبط الذي جعلها تنسى بالكامل .. تنسى بان هذه الشركة .. هي الشركة التي يعمل فيها علي .. كيف نسيت امرا بهذه الاهمية واين كان عقلها تحديدا عندما وقعت على الموافقة على هذه المناقصة التي تم عرضها عليها قبل يوم من سفرهم .. صوت احمد ارتفع في تلك اللحظة ليؤكد ما توصلت اليه بنبرته اللاهبة ( احقا تتساءلين .. احقا تحاولين اظهار صدمتك وكانك لا تعلمين بانها شركة سما زوجة علي .. السابقة .. ام ان هذا يا ترى سبب تقدمك بها .. هل عاد الامل ليراودك نحوه بعد طلاقه )
معلومات اخذت تنهال عليها كصفعات تصدمها .. وبذهول تساءلت ( هل .. طلق علي .. سما .. هل .. ياللهي انت كيف تعرف كل هذا .. انا .. اقسم باني .. لم اكن اعلم .. لقد ... كانت غلطة بالفعل لقد .. )
لم تتمكن من اتمام جملتها امام نظرات الشك التي رمقها بها احمد .. انه حقا يصدق انها لازالت متاثرة بعلي .. تنحنحنت وهي تخفض راسها مغمغمة بحزم ارادت فيه اثبات خطئها بالفعل ( ساصدر القرار بالتراجع عن المناقصة .. فلا عمل لنا مع هذه الشركة بالتاكيد .. وصدقني .. يوم توقيعي على الاوراق كان نفس اليوم الذي كنت انتظر فيه اخبار سقوط شركة فامكو .. وبالفعل لم اكن منتبهة لاسم الشركة وفقط كنت افكر بظروف وشروط المناقصة التي كانت ملائمة لنا )
صمت ساد في المكان .. صمت جعلها ترفع عينيها لترى نظرات احمد الذي كان يرمقها بها بتمعن غامض واثار غضبه لازالت تلمع في عيناه .. خطواته البطيئة التي خطاها باتجاهها جعلتها تتراجع بتلقائية قبل اصطدامها بالحائط خلفها .. ارتفعت يده لتستقر على رقبتها حيث كانت اثار يديه التي حاولت اخفاءها بشعرها المنسدل .. لمساته الحارقة التي امتدت على طول هذه الاثار وهو يثبت عيناها بنظراته هامسا بنبرة هزت داخلها ببرودة ثلوج تسري بعروقها ( هل .. تؤلمك .. كثيرا )
سؤال استغربته كما استغربت تلك الذبذبات التي استشعرتها بينهما .. اغمضت عيناها وانفاسها تتلاحق بلا سيطرة وهي تحرك راسها بالموافقة .. لم يعلم احمد مالذي يفعله الان .. لم يفهم لما اقترب منها ولما ارتجت روحه مع اثار يديه .. اراد ان يخفي ذلك الضعف الذي بدا يتسلل اليه بغدر فغمغم ببطئ هازئ رغم توتره ويداه اللتان عصتا كل منطق وهما تستمران بتمسيد رقبتها ( اذن .. علا تقول .. بانها .. اخطات .. ولكن .. يا حرام .. فهي لم تدرك ان الخطا هنا ثمنه غالي جدا .. ثمن حذرتك منه ولكنك .. اخترت التجاهل .. وهذه هي النتيجة )
تسارعت انفاسها ولمساته تزداد تعمقا وكانها تحفراخدود حارق على وجنتها ورقبتها لتتسلل باتجاه راسها الذي قربه منه وهو يرفعه نحوه مجيبا على تساؤلها الخائف الغير منطوق في عينيها( عمي .. اختار الدخول بثقله .. في شركتنا .. ليصل الى شركة .. علي وسما .. ارايت .. الى اين ذهب غباءك بنا .. وبصراحة .. القرار قد صدر .. والاجراءات قد بدات .. مع الاسف .. يبدو انك قد اصدرتي الكرت الاحمر لعلي للمرة الثانية )
حكم اصدره بكلمات بسيطة الا انها عصفت بروحها وقلبها وعقلها وكل الافكار السوداء تتجمع بمخيلتها وهي تتساءل بذهول ( كيف .. كيف يعني .. شركتنا .. وشركة علي.. و .. اي قرار .. و .. ياللهي تكلم .. اجبني .. يجب ان نحذرهم )
واخذت تضرب صدره بقبضتيها وقد بدات بالانتفاض كردة فعل من اعصابها المنهارة بسبب كل ما تعرضت له .. بثورة عنيفة فجائية امسكها احمد من ذراعيها ليقربها منه اكثر وقد تلاصقت جبهته بجبهتها ...تشوش احاسيسه بتلك اللحظة صدمه وقد تعرف على طعم غيرته الطاحنة .. غيرة من المستحيل ان يشعر بها لو لم تكن تعني له شيئا .. ارتخاءها الكامل بين يديه اجج كل ما كان يكبته ليرى للمرة الثانية كم هي هشة وضعيفة و .. انثى مغرية .. مغرية لدرجة ان تتحدى كل سلطاته التي يصر على التمسك بها .. عيناها اللتان ارتفعتا اليه ليناجيانه ان يشفق عليها وعلى .. علي ... صراع اوقعه بثورة جعلته يهتف بتحذير اجش ليسحب تفكيره بعيدا عن منظر شفاهها المغوي ( انت .. لن تتواصلي مع علي ابداا .. افهمتي .. ستتركين الامر لي انا .. افهمتتتي .. فلتخافي على شركتك انت قبل خوفك عليه .. افففهمممتي .. اياااكي والاقتراب بعد الان او ان تفعلي اي شيء دون علمي .. فلقد دخلنا منحدر مخيف وسبق السيف العزل .. بسببك )
لم ترد عليه وقد بدت وكانها في عالم اخر .. وكانها تعود معه الى لحظة انهارت بين يديه .. الى كلمة قالها بعفوية حتى وان اراد الانكار .. هل جن .. هل هي حبيبته .. بتثاقل اقترب منها اكثر وجبهته تحتك بجبهتها وعطر انفاسها يذيب كل صلابته .. بهذيان تكلم باخر ما يفكر به في تلك اللحظة (عمي .. يريد هذه الشركة العالمية .. ونحن .. بلا قصد فتحنا له بابها .. ماضي زوج سما السابق عاد الان وبقوة .. وكل الاوراق قد خلطت .. ولن ينجو سوى الذكي .. لذا .. فقط .. ومنذ الان .. تنحي جانبا .. ولا تتدخلي .. فلا .. تجعلي .. ايامك .. محدودة عندي )
نداء قاله بنبرة تخالط فيها الرجاء والغضب وهو يسحب نفسه بصعوبة بعيدا عنها وقد لاحظ ترنحها واستنادها على المكتب .. ما يحدث الان ليس بصالحه ابدا .. ان يرى علا كانثى .. والادهى زوجته .. ان يرغب بها ويشتاق وصالها .. هل هو حقا بهذه الخسة والنذالة .. ضعف روحه التي اخذت تتخبط مع مظهرها المستسلم المنكسر اطلق سراح قدميه فتحرك بسرعة مهرولة خارجا من المكتب ليتركها .. انظارها التي تبعته وهي تعلن بان صفحة جديدة ستفتح بينهما عما قريب هي نفسها التي انزلتها الى حيث هاتفها الذي اخرجته من جيب بنطالها الكلاسيكي وهي تطلب رقما تعلم جيدا انه سيوصلها اليه ..سيوصلها الى علي .
موعد الفصل القادم باذن الله 17 / 12
اشكر لكم من قلبي حسن دعمكم وتشجيعكم وكم اكون سعيدة بقراءة تعليقاتكم




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-18, 08:57 PM   #156

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل ممتع اوووووووووى 😍😍😍

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 12:28 AM   #157

انتصارات

? العضوٌ??? » 410473
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 141
?  نُقآطِيْ » انتصارات is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك الف عاااااافية عزيزتي حور ... فعلا فصل جميل جداااااا ومتعوب عليه ... غني بالاحداث واعطى كل الثنائيات حقها ... الا تامر وتسنيم ما حسيت بالإثارة في القسم الخاص فيهم متل الفصل الماضي .. يمكن لأنه مخبيتلنا الثقيل للفصل القادم 😊
احنا دايما طماعييييين وننتظر المزيد ... في انتظارك.. 🌺🌺


انتصارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 01:26 AM   #158

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع وكبير
تامر أظنه سيقترف خطا جسيم سيكلف تسنيم
خسارة كبيرة قد يضطر حينها في الوقوع معها
في ما يتهرب منه من اجل حمايتها..
أحمد إذن لم يقتل زوجته الحامل وأهله... يا لطيف
وهناك من يرونه بطلا سيقوم بانقاذ البلدة من براثن الظلم
علي وسما🙄🙄 .. سما وعلي 😍😍...مرام لم أحبها أبدا قد أبرر تصرفها
لكن هي دخلت العلاقة بكل تعقيداتها وما فعلته سينقلب عليها
وستفقد علي ...
اجمل حوار بين أدهم وصديقه... هؤلاء هم الاصدقاء الحقيقين من يحبون الخير لاصدقائهم ويكونون مرآة لهم بلين ودفئ أخوي.
اسيل مجروحة وتتصرف بطفولية ... مشاعر ثائرة ..وتبعات غير محسوبة النتائج...
والشوق يحملني على بساطه للقادم
تحياتي يا قمر


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-12-18, 12:15 PM   #159

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

بجد الفصل طويييل وجميل وفيه توقعات منيله للابطال
أولهم تسنيم مع تامر البنيه ديه مسكينه يا تري ايه ايلي حصل معاها
علي وسما دول حكايه وتقريبا الإنسان لازم يفقد عشان يشعر بقيمه ايلي كان في ايده بس يا ريت يلحق يرجعه قبل الخساره التامه
ونفس الكلام ينطبق علي ادهم واسيل
واحلي حاجه في نادر انه واقعي يعني عارف ان الحياه مش هتفضل مستقيمه وسعاده زوجيه بس وكمان ايه بيقدر يتعامل مع الموضوع ويقلب الطاوله 😂
علا ديه متهوره دفاعيتها عن ايلي بتحس ناحيتهم بالقرب وبالخصوص علي ايلي متأكده انها ظلمته وخايفه يتكرر ده هيخليها تنيل الدنيا وعم احمد اكيد مش هيفوت ده


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-18, 02:19 AM   #160

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل جمييييل ..... تسلم ايدك عليه 👏👏💗

أحمد و علا :- علا بدأت تأثر باحمد و دا اللي هو مش عايزه .... مش عايز ينسى ان دي عدوته !
عم أحمد شخصيه حقيييرة .... شخصية مسببة الالم و الدماار لقريتهم و في نااس بتتمنى انها تخلص منه و خلاصها يكون على ايد احمد
علا وقعتهم في خطأ ....
خطأ واضح ان عم أحمد كان مستنيه عشان شغله القذر !
خطأ هيكون فيه خطر على حياة علي و سما !
و احمد حذر علا من انها تكلم علي بس هي مسمعتش التحذير 🙄
يا ترى ايه اللي هيحصلهم من ورا عم أحمد من تحت المناقصة دي ؟؟؟؟
وايه علاقة زوج سما الاول بعم أحمد 🤔

علي و سما :- سما قرررت تبعد بوجعها عن علي و خصوصا بعد كلام مرام لها اللي فهمها انها دخيلة عليهم و هي مش عايزة كدا
مرااام غبية و هتنهي الحياة اللي بينها و بين علي بايديها من قبل ما تبدأ !!!!!
و على الغلطان انه من الاول دخلها بينه و بين سما !!!!
علي رافض للوضع اللي سما بدأت تحطه بينهم بعد طلاقهم .... بس يرفضه ليه و مبقااش فيه حااجة ما بينهم و الزواج اللي كان مفروض عليهم انتهى !!!!!!

أدهم و أسيل :- أدهم فااق من غبااااءه و اللي كان هيعمله و يكسر اسيل عشان يبعد عنها نهاائي .... فاااق قبل ما يدخل طرف تالت بينه و بين اسيل ميكونش ذنبها اي حااجة ..... بدأ ينفذ كلام ناادر له ...
عجبني كلاام ناادر له و انه كان مرايه وراااه نفسه فيها ووراه اللي بيعمله و اللي المفرووض يعمله مع اسيل بعد كدا ....
هماا دووول الصحااب 💝
صعبت عليا كفااح و حالتها و أسرتها ...
يا ترى اسيل هتوافق تشغلها ؟؟؟؟؟

تامر و تسنيم :- بسبب كلام تاامر سمعه من تسنيم قرر انه يغير المعاملة معاها تماما و هي بتفكره ببنت عمه و اللي عملته فيه .... و هنشوف تامر جديد و هنودع المشاكسات اللي كانت بينهم !!!!
العلاقة بين تسنيم و خالد مستغرباها بالرغم من ان خالد متجوز !!!!!!!!! هي فين الست دي و هي شايفة علافة خالد بتسنيم
و مين علاء اللي تسنيم شافته و خافت منه و طلبت من تامر انه ينقذها ؟؟؟؟
ايه علاقته بيها يعني !!!!
هنشووووف ايااااام فلة بينهم 🤣


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.