آخر 10 مشاركات
آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-18, 12:48 PM   #201

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 2 والزوار 9) ‏Gigi.E Omar, ‏Ro9

Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 11:48 AM   #202

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد ❤❤
تسجيل حضور
بانتظار الفصل السابع 💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 06:55 PM   #203

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول


حابة اعتذر عن التاخير وكمان حابة اعتذر لانو هضطر انزل القسم الاول فقط فهو طويل جدا اما القسم الثاني فباذن الله سيكون يوم الثلاثاء وهو ايضا طويل وذلك لانني بيوم الخميس سيكون موعد عمليتي الجراحية وساتوقف عن الكتابة قليلا حتى اتمكن من العودة باذن الله ان طبعا شفيت وعدت بالسلامة

صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول
مشاركة 1




الفصل السابع ...
في هذه الحياة .. كثيرا ما تتحد ظروفنا وتترتب بطريقة قد تبدو عشوائية ولكن مع القليل من التدقيق في تفاصليها نجد انفسنا امام مصادفة من صنع القدر .. فرصة ثانية لخطا قد نكون ارتكبناه سابقا .. منحة يهبنا الله اياها ليضعنا باختبار اصعب من الاختبار الاول .. فالمفترض اننا الان اصبحنا اكثر معرفة واكثر خبرة للنتائج المترتبة عن خياراتنا .. تلك الحجج التي كنا ننسجها لنبرر ما فعلناه تتطاير كذرات الغبار ولا يبقى لنا سوى ..الخيار الحقيقي .. الذي نختاره بكامل ارادتنا .. بكامل تعقلنا .. وبكامل عاطفتنا .. الذكي فينا .. يستفيد من هذه الفرصة .. اما الخاسر .. فهو من يتركها تتسرب من بين اصابعه لتنطوي بين صفحات الزمن كسجل اسود بعلامة فارقة من سوء الاختيار .

نظرات مخفية .. انفاس خفيفة .. وتوتر يسود الاجواء .. وحيرة ترخي بجناحيها مع صمت يتغلغل بين ذرات الهواء ... كيف كنا نتصرف سابقا .. لما تصرفنا هكذا .. من المخطئ .. من الشخص المظلوم .. ومن الظالم .. اسئلة فلسفية لا اجابة عليها .. هذا ما فكرت به اسيل وهي تراقب ام ادهم الجالسة امامها في مكتبها .. فنجان قهوة دعتها اليه مع احساسها بضرورته في هذه اللحظة .. مواجهة لم تكن تفهم اسيل ما مغزاها ولكنها كانت واثقة من اهميتها .. بترقب راقبتها اسيل وهي ترفع بالفنجان ليمس شفاهها ببطء وهي ترتشف ذلك السائل الاسود المر بينما يظهر على ملامحها الاضطراب المرافق لشرودها .. ياترى .. لما طلبت منها ان تحادثها على انفراد .. سؤال اخر الح على ذهن اسيل وهي تضع كافة الاحتمالات امامها .. هل ياترى ستطلب منها ان تعينها على جعل ادهم يطلقها مثلا .. هل ستعاتبها على ما حدث لايهم .. هل ستتهمها بالطفولة والتهور .. هل ... انقطع سيل افكارها مع همسة السيدة ببطء خافت ( حمد .. لله على سلامتك .. لقد علمت .. من ادهم .. بانك عانيت الفترة السابقة . من انتكاسة )
لوهلة .. لم تفهم اسيل ما تقوله السيدة .. هل اصبحت تعرف ايضا عن مرضها .. هل ستعتبرها انسانة غير طبيعية و .. للمرة الثانية قاطع افكارها كلام السيدة التي رافق تنهيدتها الطويلة ( في درس ديني .. تحدثت الداعية عن اهمية التسامح والتفاهم بين البشر .. كي لا نعيش بعالم يشابه عالم الحيوان .. وعندما طلبت منا ان نتذكر اشخاص قد نكون ظلمناهم او هم ظلمونا .. لم يخطر بذهني سواك )
تراجعت اسيل بظهرها لتستند على ظهر المقعد وهي تحاول فهم ما تقوله هذه السيدة والى اين تود الوصول .. هروب نظراتها يدل على ان قلبها لا يزال يحمل الكثير عليها ولكن .. كلامها . نبرتها .. وكان هناك بعض الندم فيهما .. او ليس ندما على قدر ما هو .. تشتت وحيرة .. بزفرة بطيئة اخرجتها اسيل من شفاهها لتسيطر على ارتجاف اعصابها قالت ( اتقصدين .. باني .. ظلمتك .. او .. انك ظلمتيني .. لم افهم ؟؟ )
مطت ام ادهم شفاهها وهي تركز انظارها على الفنجان الذي بيدها قبل قولها ببطء ( لا اعلم حقا .. من الظالم .. ومن المظلوم .. ولكن .. يمكنك القول باني .. عندما اخبرني ادهم .. بما الت اليه حالتك .. شعرت بالخوف .. ان اكون انا من ظلمتك .. لاني .. سمعت للجميع .. ولم اسمع لك .. انا .. )
ورفعت عينيها بشكل فجائي لتثبتهما على اسيل وهي تقول من بين اسنانها بالم حانق ( لا ادعي الملائكية .. ولا ادعي باني ساتمكن من النسيان .. كلما رايت ايهم اشعر باختناق ورغبة بهزك حتى اخرج روحك بيدي ولكن .. ولكن .. بنفس الوقت .. افكر بك انت .. ترى .. ماهو احساسك .. وانت ترين ابن صديقتك الغالية .. وقد كنت ستتسببين بموته .. واي عذاب .. قد يحمله ضميرك .. )
شعاع الم اخترق منتصف قلب اسيل وهي تتذكر جسد ايهم المضرج بالدماء وهو بين يديها .. طفل دفع ثمن تهورها رغم كل محاولاتها لوضع اعذار لنفسها ..ارادت ان تدافع عن نفسها ..او ان تخبر ام ادهم بندمها والمها .. فتحت فمها لتتكلم الا انها تفاجات بصوت ام ادهم الذي بدا بعيدا جدا وقد شردت عيناها ( لقد عرفت عنك يا اسيل من اية .. اية التي كانت ابنة لي حقا وقد احببتها كثيرا .. ورغم محاولاتها الدائمة لتبدو جيدة وسعيدة امامنا وبان حياتها بهذه الطريقة هي ترجمة لاحلامها .. الا انها .. لم تتمكن من اخفاء كئابتها .. كآبة لم يشعر بها ادهم لانشغال قلبه بك .. حتى وهو يحاول دفن احاسيسه والتعايش مع واقعه .. غصة تمثلت بوجودك كحاجز بين ابني وابنتي يمنع سعادتهما .. ويمنع اي حب قد يتولد بينهما .. فاية مكبلة باحساس ذنبها نحوك .. وادهم باحساس عشقه الضائع لك .. وانا .. لم يكن بيدي اي شيء افعله الا ان احقد عليك اكثر وبلا ارادة مني لانك رفضت ابني فكسرت قلبه هكذا وظلمت صديقتك ولم تسامحيها عندما حاولت العيش مع حبها )
معلومات بدات توضح لاسيل الكثير .. توضح لها نظرات ام ادهم لها .. توضح بعض تعليقاتها المؤنبة .. توضح محاولاتها الدائمة للبحث عن اخطائها وتشويه صورتها .. بصوت خافت همست وهي تلوح بيدها ( انا حقا لم اكن اقصد .. يعني عندما فعلت هذا .. كنت مجرد صغيرة .. تهرب من الحب .. الذي لن تتمكن من منحه متطلباته .. لقد كنت افهم طبيعة مرضي في تلك الاثناء بشكل خاطئ يقلل من قيمتي في عيني )
تنهدت ام ادهم وهي تبتسم باسى ( لم يكن احد يعلم عن مرضك في ذلك الوقت .. وعندما عرفت .. كان بابشع الطرق .. ومن اناس لم اكن اعرف مقدار حقدهم )
لم تفهم اسيل ما قالته ام ادهم .. كيف يعني سمعت بابشع الطرق .. هل تقصد عندما اصيب ايهم .. صوت ام ادهم ارتفع في تلك اللحظة بنبرة تسلل اليها بعض خيبة املها وتأنيبها لنفسها ( لم اكن اعلم اي حية هي نادين لافهم ما تحاول القيام به )
نادين .. ما دخل نادين .. بام ادهم .. حيرة ازدادت بروح اسيل وانظارها تراقب ملامح السيدة التي سادها الارتباك وهي تلوح بيدها معقبة بانفعال ( لقد زارتني .. واخبرتني بانك لا تنجبين .. وملات راسي بالكثير من الامور عليكي .. وعن روحك السوداء التي تلاحق اية وابناءها بغيرة وحقد وكره .. وعن سيطرتك على ادهم .. وبانه سيتشاجر معي ان واجهته بما قالته عنك .. وعن عجزك عن الانجاب .. وبانه عندها سيقاطعني مع ابناءه ليمنحك انت حق تربيتهم .. وما ستفعلينه من وراءه بهم .. كلام كثير اعلم بانه غير منطقي وقد تعاملت معك ورايت طيبتك ولكن .. استعدادي السابق الفطري لكرهك بسبب ما قمت به مع اية وتقوقعك الدائم بعيدا عني وقد كنت تعامليني وكان هناك حاجز مرعب يفصل بيننا جعل تصديقها امر سهل علي .. خصوصا مع لوم ادهم الدائم علي باني لا احاول التقرب منك او السماح لك بتولي بعض مسؤوليات ابنائه )
سيل من الكلمات انهال من فم ام ادهم .. وكانها تزيح جبل هموم من على صدرها .. مفاجاة لم تتوقعها اسيل وقد بهتت انظارها بعدم تصديق .. نادين مرة اخرى .. نادين التي زرعت وسطها كله باشواكها حتى ليظن الجميع بانها شيطان تلبس كملاك .. بركان غضب تفجر في روحها فغمغمت بلا سيطرة على نفسها ( وبالطبع عندما اصيب ايهم شعرت بانك كنت على حق وبانني حقا شيطانة واريد ان اقتل الاطفال .. وبان ادهم لا يجب ان يقترب مني ان اراد البقاء سليما .. ترى .. مالذي غير تفكيرك الان وجعلك تشعرين باني استحق القليل من شفقتك .. هل فقط معرفتك باني كنت ساموت )
نظرت ام ادهم اليها بذهول وقد تفاجات بسيل الاتهامات الذي وجهته اسيل اليها .. ببطء وقفت وهي تشعر بالاختناق مغمغة ( معك حق .. تاخر الوقت على اي حوار بيننا .. ومعك حق .. محاولتي شرح نفسي الان تبدو كاذبة وسط كل ما حدث بيننا .. يمكنك نسيان اي شيء قلته لك طالما انك لا تصدقين نيتي و .. )
قاطعتها اسيل وهي تشير الى صدرها وقد التمعت الدموع بعينيها ( اي نية .. اي نية .. لقد كنت قد فقدت امي حديثا واردت ان استعيض بك ولكني كنت خائفة منك .. دوما ما احسست بنفورك وهذا كان يزيد من تقوقعي .. اجل معك حق .. انا سبب كل المصائب التي تقع فيها عائلتك فلما تحاولين تفسير اي شيء لي .. ربما من الافضل ان تبقي تكرهيني ولنترك الحساب بيننا لرب العباد فهو وحده الذي لن يظلمني مثلما فعلتي انت وابنك .. حسبي الله ونعم الوكيل .. فقط هذا ما يمكنني ان ارد به عليكي)
صدمة ارتسمت على وجه ام ادهم وقد ظهر عليها الانتفاض بقوة مع كلام اسيل والخوف يقطع انفاسها .. بتوتر هتفت ( لا تحاولي فقط تحميلي كل ما حدث لك .. فعلى الاقل .. انا احاول الان رؤية اخطائي والتكفير عنها ولكن .. مالذي تحاولينه انت و .. )
ضحكت اسيل بسخرية وهي تصفق بيديها ( اجل .. تحاولين التاكد من انك لم تظلميني ومن اني سيئة .. اجل انا سيئة .. ولا استحق ان تفكري بي او ان تندمي على ما حدث .. ولكن ربما يجب ان تعلمي باني حاولت حقا ان اصلح كل ما قمت به .. حاولت الاعتذار .. حاولت الندم .. الا ان ابنك حرمني كل هذا واصر على المضي قدما بعقابه لي حتى تركني جثة هامدة لا تجد ما تتمسك به في هذه الحياة سوى المرارة واللامبالاة والوحدة القاتلة )
اتهامات اخرى القتها عبرت فيها عن المها الذي اصبح يخنق كل ذرة فيها .. بارتباك غاضب حائر نظرة ام ادهم لما حولها ورغبتها بالابتعاد تتضاعف ولكن .. منظر اسيل وهي تجلس مرة اخرى على كرسيها وقد اخفت وجهها بيديها وانخرطت ببكاء عنيف حائر المها اكثر واكثر .. لم تكن يوما ممن يحبون ظلم الناس كما لم تكن يوما انسانة سيئة تصدق فقط مزاعم البشر على بعضهم .. تلك الفتاة التي عرفتها قليلا والتي رات حب ابنها لها وحبها لابنها ونظرات السعادةالتي كانت تلمحها بعينيها في الكثير من الاوقات في السابق والتي تحولت الان الى خواء وظلام .. صراع روحها بين الاشفاق والندم وبين الغضب والكره .. ببطء اقتربت من اسيل لتربت على كتفها بخفة هي كل ما استطاعته ولسانها يلهج بالاستغفار والحوقلة وهي تهمس ( ان كنت قد اخطات بحقك .. فسامحيني .. وان كنتي قد اخطات بحقنا .. فالله سيسامحك .. فهو دوما ما يبتلي عباده المؤمنين كي يكفر ذنوبهم .. قد لا اكون صادقة .. وقد لا اكون احبك .. وبالفعل قد اكون شاركت بظلمي فيما حدث لايهم .. ولكن .. يعلم الله انني عندما سمعت بما اصابك المني قلبي .. ورغم اصراري على ابني ليتزوج غيرك الا انني اردت حقا ان تطوى هذه الصفحة بيننا على خير ..) وصمتت قليلا وهي تبحث عما تعبر به عن نفسها ونحيب اسيل يخفت بالتدريج .. وبصوت اهتز قليلا وهو يعبر عن ما يجول بقلبها وعقلها من صراع هي نفسه لا تفهمه ( لا انكر اني لفترة طويلة تمنيت له زوجة تحاول اعانته على نسيان ماحدث بينكما .. ولكن .. مالاحظته ان الايام تزيد من تعلق ادهم بك لذا .. سلمت رايته ولم اعد اناقشه بهذا الامر .. )
والتفتت لتغادر بسرعة وقلبها ينتفض بعنف بداخلها مع احساسها بمرارة الظلم .. هل حقا ظلمت الفتاة الى هذه الدرجة دون ان تشعر .. هل حقا كانت متجبرة مغيبة فعاقبها الله باصابة ابن ابنها الاحب الى قلبها .. لما كل هذا الوجع الذي لا تستطيع نسيانه مع ذكرياتها عن اية واحساسها بان اسيل تسرق حياتها .. استغفرت الله كثيرا وهي تركب سيارة الاجرة التي اوقفتها وقد اغمضت عينيها لتمنع الدموع .. الفتاة حقا ورغم تظاهرها بالقوة الا انها منهارة ومكسورة .. عندما ارادت ان تحدثها في البدء توقعت كلمات رسمية واعترافات بسيطة بينهم مع اعتذار من كلا الطرفين يتلوه محاولة لتتجنب احداهما الاخرى .. كانت تريد ان تريح ضميرها من احساسها البسيط السابق بانها قد تكون ظلمتها لاسيل خصوصا مع كلام كفاح عنها وعن اخلاقها وشخصيتها وحضورها الطاغي .. لتكتشف بانها كانت تتعمد تصديق الوهم الاسود لتبرر لنفسها كرهها لاسيل وعدم تقبلها لها وبالتالي .. فهي ظلمتها .. كثيرا .. كثيرا جدا .. ظلمت فتاة مريضة وحيدة ضعيفة يتيمة بشكل لا تتقبله انسانيتها .. صورة كانت ترى اسيل فيها للمرة الاولى وهي التي اعتادت على رؤيتها كسارقة مظلمة سيئة قوية .
لم يكن حال اسيل في تلك اللحظات جيدا .. كانت تغلي كمرجل غضب حانق مع حزنها على كل شيء .. لما كلما حاولت ان تعود بحياتها للاستقرار وان تعود لنقطة الصفر وان تخرج ادهم من كل حساباتها تجبرها الاحداث للمواجهة مع اؤلئك الاشخاص الذين تسببو بكسر روحها .. ما سمعته من ام ادهم خنقها كثيرا وملا كيانها بكل السلبية التي كانت تحاول التخلص منها .. بخطوات سريعة توجهت الى مكتب مراد لتراه .. فلقد كانت تحتاج الى شخص تتحدث معه وتخبره عن كل ما يمنع انفاسها من مغادرة صدرها .. شخص يمتص ذلك السواد الذي بدا ينتشر بداخلها ورغبتها لتواجه نادين تتضاعف .. اجل .. يجب عليها ان تواجهها كي تتخلص من تشتتها واختناقها .. قرار ستبلغه الان لمراد كي يعينها على تنفيذه .




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 06:58 PM   #204

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول
مشاركة 2




بنظراتها العاشقة راقبت كافة تفاصيله .. دون ان ينتبه على وجودها استغلت الفرصة المتاحة امامها لتشبع قلبها النهم له والذي لا يكل ولا يمل من مراقبته .. تقاسيم وجهه دلت على حزنه الذي كانت واثقة من سببه .. ببطء اقتربت منه لتضع يديها على اكتافه من الخلف وهي تنحني لتقبل مؤخرة راسه بخفة داعمة شعرت معها بانكماشه اللحظي قبل ارتخائه الكامل الى الخلف وقد اغمض عينيه متنهدا بتاوه عالي اخرج به ياسه .. بخفوت تساءلت (هل انت بخير ؟ )
صمت ساد للحظات قبل رفعه لاكتافه بخيبة وهو يجيب (لا اعلم يا يارا .. اشعر باحباط كبير )
ربتت على اكتافه مرة اخرى وهي تبتسم بشفقة مغمغة (اعتقد انك تعبت .. من حالة اسيل اقصد )
وضع يديه على يديها التي فوق اكتافه وكانه يستنجد بوجودها ليستمد القوة وهو يجيب بياس ( اشعر باني احارب جبل لا يتزحزح من الطاقة السلبية .. الفتاة تحاول النسيان وتحاول التغاضي عن كل شيء .. وتحاول ان تعيش حياتها بعيدا عن كل المشاكل .. الا انه وفي كل محاولة تصطدم بحائط ما حدث لها في الماضي .. وتنجر الى جدالات وصراعات ومواجهات لا فائدة منها سوى تقليب المواجع عليها )
رفعت حاجبيها بتفهم وهي تعقب بخفوت مستدرك ( ان كنت تقصد والدة ادهم .. فاعتقد ان لقاءهما كان امرا حتميا .. يجب على اسيل ان تواجه كل من تشعر بان له يد بوصول زواجها للانهيار وحبها للاندثار )
زفر مراد انفاسه بغضب محبط وهو يلتفت الى يارا مجيبا ( كلا لم يكن .. اتعتقدين ان اسيل ستخرج سليمة بعد هذه المواجهة .. انها الان في مرحلة الشفقة على الذات والغضب منها .. لذا فهي ستشعر بكل الامور السلبية التي كانت في البدء تتجاهلها مع حقيقة مرضها ونجاتها من الموت )
عقدت يارا حاجبيها بتفكير عميق وهي تلوح بيدها قائلة ( تقصد وكانها في دوامة .. الماضي يسحبها اليها فيمنع تقدمها )
حرك راسه موفقا وهو يضيف بغضب اكبر محاولا شرح ما يقصده ( اجل .. دوامة يجب ان تخرج منها كي تعود الى استقرارها وتوازنها .. فاسيل .. وبسبب اصابتها بسن مبكرة بالمرض .. فانها تعاني من انخفاض في تقيم الذات يرافقه دلالها الذي كانت تحصل عليه من والدتها بسبب مرضها ثم وحدتها الجبرية التي عانت منها بالاضافة الى تهورها الناجم عن عدم نضجها رغم كل ما تعرضت له .. وهذا ليس لانها لا تريد النضوج ولكن .. لانه جزء لا يتجزء من كينونة اسيل وطباعها التي مهما نطبعت بغيرها تعود مرة اخرى )
تنهدت يارا بحيرة وهي تهز راسها ناظرة حولها وهي تتنهد قبل قولها ببطء محفز ( ولكننا نحبها بهذه الشخصية .. بل هي مميزة بهذه الشخصية .. واوهام تغير الشخصية ما هي مهاترات لان الانسان فقط يتعلم من تجاربه الا انه لا يغير باساسيات طباعه التي يعود اليها مهما حاول .. انت تعلم هذا اصلا )
حك مراد راسه بيده ليبعثر احساسه المتشائم وهو يغمغم بياس يحاول محاربته (لا اعلم يا يارا .. حقا لم اعد اعلم شيئا .. قلبي يؤلمني عليها خاصة وانا ارى محاولاتها الدائمة للتغير .. ) وصمت وصوت انفاسه يعلو قبل اضافته بخفوت حزين ( انا خائف ان افشل معها في النهاية )
كم المها منظره .. لم تعتده بهذا الياس من قبل .. تاثره الواضح بحالة اسيل كانت تعلم ان سببه هو ارتباطه بها اثناء علاجها ومعاصرته لحالتها ولانهيارها .. تذكرت المرة الاولى التي تعرفا فيها على اسيل .. كانا ينظمان رحلة للاطفال الصم ليرفعو معنوياتهم .. طفل وقتها غافلهم وركض الى الشارع .. لحظات رعب عاشاها وهما يراقبان سيارة تقترب منه بسرعة جنونية وقد كانا بعيدين عنه كثيرا وهو لا يسمع ما يقال حوله وقد انحنى ليلتقط طابته المتدحرجة .. ظل انسان تحرك سريعا في تلك اللحظات المرعبة لينتبهو على اسيل التي ركضت وحملت الطفل مبتعدة عن طريق السيارة باخر لحظة وقد عرضت حياتها للخطر .. يومها .. اعتبر مراد نفسه مدينا بحياته لاسيل التي كانت بحالة يرثى لها من الانهيار بسبب المرض وبسبب تدمر زواجها .. ويومها وعدها ان يعيدها اقوى من السابق .. وان يحارب معها كل ما تخاف منه .. ومنذ تلك اللحظات انشء رابط خاص به وبها حتى اصبح كليهما يفهمان بعضهما وكانهما يعرفان بعض منذ الازل .. تقرب منها .. اقتحم عالمها .. غامر معها وتالم معها وبكى من اوجاعها معها .. وعندما فقدت شعرها .. اعطى لها ماكينة الحلاقة لتحلق شعره ايضا ولكنها رفضت وجعلته يقسم الا يفعل هذا لكي لا تشعر اكثر بالذنب وبانه يشفق عليها .. اجل .. هذه كانت مشكلة اسيل الازلية .. انها تفسر مشاركتهم لها بمعاناتها بالشفقة .. انحنت نحوه لتجعل عينيهها بمستوى عينيه هاتفة بنبرة ملاتها بكل ايمانها وثقتها به وحبها الامحدود يقطر من بين حروفها ( طالما انك خائف من الفشل فهذا يعني انك بالتاكيد ستنجح ياقلبي ..و ستتمكن من ارساء قواعد نفسية اسيل بعد كل ما تعرضت له من اهتزازات .. ولكن .. القليل من الصبر.. انت مدين لها بهذا .. ام انك نسيت وعودك لها .. هل تياس الان وقد مشيت معها كل هذا الطريق )
ارتفعت يداه بتلقائية لتحيط بوجنتي يارا وهو يقبل مقدمة راسها بفخر وعيناه تلمعان بامتنانه وقد اخذتا تتشربان تقاسيمها بحب عاشق كمن وجد وطنه بعد طول توهان وسقي من مائه بعد طول ظمأ .. وبنبرة اختلطت بها احاسيسه همس (لا ادري .. من دونك .. كيف كنت ساكمل .. اي نجاح بحياتي .. انتي .. الوحيدة انتي .. وقود عزمي وايماني وسعادتي )
بدلال سعيد جعدت ملامحها وهي تقول بعتاب تمثيلي ( بالتاكيد .. لا يوجد كلمة من دوني .. في قاموسنا .. اليس كذلك يا روحي )
رفرف مراد باجفانه وقد استوعب ما يحدث فتنحنح بحرج مغمغا بعتاب ( يارا .. يعني .. اقصد .. انت تعلمين )
اعتدلت يارا بوقفتها وهي تجيبه بحزم خالطه نبرتها المدللة (رغم انك تتضايق .. فهذا لا يعنيني بصراحة .. انت تعلم اني اقول ما في قلبي دوما وما اشعره نحوك امر ليس جديدا .. و .. الا تذكر ما قلته لي .. عندما اعترفت لك اول مرة بحبي )
وكيف له ان ينسى هذا .. يومها صدم وتفاجئ بكلامها وانهيارها عندما اعلن عن علاقته بزميلة له .. وعندما حاول ان يستخف باحاسيسها ويفهمها ان اعجابها مجرد اعجاب فتاة بمن رباها وكان مسؤول عنها .. كاعجاب الفتاة بوالدها .. يومها رفضت كلامه واعتبرته اهانة لها ولاحاسيسها .. وعاقبته بان انسحبت من حياته دون ان يعلم مكان تواجدها .. اسبوع عاشه كالجحيم وقد شعر بانه وحيد ويتيم للمرة الاولى .. ذكرياته عندما فقد والديه اخذت تهاجمه وقد شعر بطعم اليتم للمرة الثانية مع غيابها .. تلك الفتاة التي اخرجته من قوقعة صدمته كطفل فقد احباءه وهو في عمر العاشرة .. بسنتيها الصغيرتين تعلقت به وجعلته عالمها .. جعلته المسؤول عن ادق تفاصيلها رغم انها كانت مجرد طفلة .. فرضت نفسها عليه ليتقبلها دون ان يكون له خيار ويجعلها عائلته .. لم يرفض والديها ما حدث لانه كان الامر الوحيد الذي اخرجه من انهياره النفسي وهو طفل .. وكبر كلاهما وكبرت علاقتهما حتى غديا كعملة بوجهين .. اينما وجد هو كانت تتواجد يارا .. وليس هذا فقط .. فهي ايضا كانت دواء صدمته الثانية .. عندما ادرك بان اختها لا تحبه وبانها ستتزوج .. كانت ايام تغير بها بالكامل وانتهج فيها مجال التنمية والعلاج النفسي لتنتهج بدورها نفس المجال لكي تكون معه بكل شيء .. لذا صدمته بابتعادها هزته بالكامل وافقدته رشده .. ولهذا ما ان راها بعد ذلك الاسبوع حتى ركض عليها ليحتضنها وقد تمنى لو يدفنها بداخله وهو يخبرها بانه لا يعنيه ان احبته كرجل ام لا .. ولا يهمه ان جعلته اميرها وفارس احلامها ام اختارت غيره .. ولا يهمه لو صرخت كل يوم بمشاعرها لتفسد كل علاقاته مع جميع النساء من حوله .. فوجودها وحده من حوله يكفيه .. ورجاها ان تسامحه لانه غير قادر على رؤيتها الا كابنة له .. وانه ليس بيده احساسه بانه لا يمكنه ان يدنس مشاعره العاشقة بنقاء لها بذلك الحب الذي قد يجمع الرجل بالمراة .. ومنذ تلك الواقعة ويارا تتعمد اظهار حبها له دون ان تياس وقد وعدته ان يؤثر هذا عليه يوما .. بينما يتعمد هو تقبل مشاعرها بامتنان رافض يرافقه اظهاره لحبها المتعاظم بروحه .. بابتسامة مستدركة قرص وجنتها وهو يقف بدوره قائلا ( حسنا .. لنتغاضى الان عن الامر يا دميتي .. ) وصمت ملوحا بيده ليغير مسار حوارهما وهو يضيف بتساؤل مهتم ( ممم بحكم خبرتك .. مالذي من الممكن ان يساعد اسيل .. بتخطي بركان غضبها المتفجر بداخلها )
كانت تعلم محاولته الدائمة هذه ليجعلها تياس .. دوما ما يعتقد بانها لا تفهم احاسيسها وبان حبها له ليس حب الرجل للانثى .. ومهما حاولت نفي استنتاجه الاحمق ليدرك حقيقة احاسيسه نحوها والتي هي واثقة انه سيبادلها اياها بالنهاية يعود بها لمربع الصفر .. تنهدت بصوت عالي يائس طفولي مكشرة ملامحها وهي تبتعد عنه ويدها تربت على وجنتها حيث قرصها .. وبجذل حاولت فيه ان تعيد لمراد حماسه وهي تقول ( حمام ماء ثلجي في نهر النيل ... الم تكن دوما تقول لنا بان اكثر شيء جنوني قد يفعله المرء في القاهرة هي ان يقفز في النيل .. بهذا الجو الثلجي )
نظر مراد اليها بصدمة وهو يهتف بسرعة (هل جننتي يا يارا .. هذه مغامرة و ... ) نظرتها الشيطانية اخترقت الغشاوة التي كانت تحيط بعقله .. حركة راسها الموافقة جعلته يتساءل ببطء هذه المرة وقد بدا يفهم اقتراحها (ياللهي ... اانت تعنين ان ... كيف غاب هذا عني )
فرقعت باصبعها بمشاكسة وهي تقول موضحة ( اجل يا مراد .. اسيل تحتاج ان تشعر بطعم حياتها كي تفهم قيمة ما تضيعه من يدها باجترار امور الماضي.. ان تصل الى قمة الخوف والاثارة والجنون وتتخطاها .. فهكذا فقط .. ستبدا بالتنفس.. )
حك مراد راسه وقد غرق بتفكيره العميق الدارس للامر وهو يغمغم وكانه يحادث نفسه (لقد فعلت هذا معها في مرة سابقة .. اوقفتها على السطح لتصرخ .. لتتخلص من احاسيسها السلبية)
همهمت يارا بحماس (اجل .. اذن اكمل الامر.. واصفع اعصابها بثلجية الواقع ..اتعلم .. ساقوم انا بهذا )
قلق عميق ارتسم على وجه مراد وهو يمسك بيدها ( يارا .. ولكن .. يعني .. لا يجب ان نخاطرالى هذه الدرجة .. فمناعة اسيل ليست قوية كما تعلمين .. كما ان القفز بالنيل قد يعرضها لا قدر الله للغرق)
حركت يارا راسها بالرفض وهي تقترب منه مربتة على وجنته بلمسات ريشية (لا تقلق .. لن يحدث شيء لها.. ثق بي .. ساحاول ان اتخذ كافة التدبيرات المناسبة للامر .. كما ان هناك مناطق منخفضة ومخصصة لركوب القوارب .. يمكنها ان تقفز من هناك .. اليس كذلك )
حرك مراد راسه بالرفض وهو يقول بحزم ( كلا لن تذهبا وحدكما فان لن اتمكن من ترككما .. ساكون معكما و .. )
قاطعته يارا هاتفة بلهفة ( كلا .. فاسيل ستحتاجك كداعم لها بعدما تواجه نفسها .. وجودك قد يحرجها فلا تمارس جنونها .. كما انك تمثل لها عامل التوازن المستقر .. اما انا فاسيل دوما كانت تعتبرني مجرد عنصر مستفز ومحفز لها .. او كمنافس لها بما ان كلتانا قصص حبنا كانت غير مكتملة )
نظر مراد اليها بتعمق وقد اخذ يفكر بما قالته ويوازنه بعقله .. وبزفرة قلقة غمغم ( ساسايرك .. فانت تبدين واثقة مما سيحدث .. كخبيرة .. اليس هذا غريبا رغم صغر سنك )
كانت تعلم انه يتهرب كالعادة من مشاعرها لذلك وكما هي ايضا اعتادت واجهته بصراحة ( قد اكون صغيرة في العمر .. ولكن .. لا تنكر بان تجربة حبي علمتني الكثير)
زحف اللون الاحمر الى خديه وهو يتنحنح ناقل نظراته الى الارض وهو يتنهد مغمغا ( يارا .. يارا يارا يارا .. يبدو انه لا فائدة اليس كذلك )
كانت متاكدة بان اصرارها يؤذيه ويشعره بانه يستغلها .. كما كانت واثقة من احساسه بخيانة عائلتها لانه يعذبها هكذا .. دون ذكر احاسيسه التي بالتاكيد تحركها مع كلماتها ليتذكر رفض اختها التام له .. بمناغشة طفولية حاولت فيها كسر حرجه راقصت اكتافها طلوعا ونزولا وهي تقول بدلال ( مراد .. حبيبي .. ستظل تسمع هذا مني .. الا ان تفهمني )
سعل مراد وقد انقطعت انفاسه .. ابتعد عنها وهو يرفع اصبعه بتحذير امام وجهها ( يااارا .. لا تفعلي هذا .. ارجوكي .. ثم انا افهمك .. انت من تصرين على عدم فهمي .. يارا انت حياتي .. انت ابنتي .. انت ضوء عيوني .. دونك انا اعمى وحيد فاشل دون انتماء .. ولكن .. ذلك الحب .. الذي تتغنين به .. هو ليس تماما .. نوع الحب الذي اكنه لك .. المفترض انك تعلمين من انت لي دون ان اقول )
كلاماته على قدر فرحتها به على قدر ما المتها .. تقدمت منه ببطء وهي تشير الى قلبه هامسة ( اعلم يامراد .. اعلم من انا واعلم من تحتل هذا القلب .. اعلم ان حبك لاختي هو اكبر حاجز يمنعك عني و .. )
قاطعها مراد بغضب فجائي حازم وهو يمسك باصبعها بقوة المتها ( يااارا .. لقد اقفل هذا الموضوع .. يكفي .. تعلمين ان اختك الان متزوجة وسعيدة .. وانا بالفعل اتمنى لها الخير .. لقد نسيت كل ما كان بيننا .. ثم ان احاسيسي نحوك لا علاقة لها باختك .. يبدو انك لا تعرفين حقا شعوري وانت تصرين على تشويش الحقيقة التي بيننا بتلك العواطف العبثية )
افلت يدها بقوة وهو يتراجع خطوة .. رفعت يارا حاجبيها بدهشة وهي تشير الى صدرها بذهول ( عبثية .. عواطفي انا عبثية يا مراد .. صدقني لا احد قد يفهمك مثلي يا مراد فانا اعلم جيدا من انا لك وما هي طبيعة احاسيسك .. اعلم ايضا بان انفاسي هي ترياق انفاسك .. واعلم طريقة تفكيرك بي .. ومع ذلك .. ومع ذلك .. ) وصمت وهي ترفرف بعينيها لتمنع دموعها وهي تقول بحزم اكبر مشيرة اليه وقد تراجعت خطوة ( انت بالنسبة لي .. حبيبي .. لن اياس من هواك .. فهذا كينونتي .. التي تعشقني انت وغيرك بها )
والتفتت لتغادر الا انها شعرت بيده التي جذبتها اليه وهو يغمرها بحضنه هامسا باختناق ( اعتذر .. انا اعتذر .. انا احمق غبي مجنون .. كيف اسمح لاجمل عيون بان تدمع .. اقسم اني لا استحق حتى نظرة منك .. انا لا اريد ان تتالمي بسببي .. لا اريد ان تاملي بتلك الاحاسيس يا يارا .. قدسية ما اشعر به نحوك تعني لي الكثير .. لقد كنت معك في كل خطوات حياتك كما كنت معي .. عندما نطقت اول حروفك وناديتي اسمي .. عندما دخلتي المدرسة .. عندما سقطت اول اسنانك وركضتي تبكين الي .. عندما شكوتي لي اول طفل ضربك في الحضانة ..و و و .. يارا هل تعين الان ما اريد قوله )
مرغت وجهها بصدره كما اعتادت منذ طفولتها وهي تستنشق رائحته .. اجل .. هي تفهم .. وهذا اكثر ما يؤلمها .. انها تفهم وتعذره .. ولكن ليس بيدها اي شيء لتمنع حبها له . ابعدها عنه قليلا وطرف اصبعه يزيل تلك الدمعة التي كانت معلقة على رموشها وهو يهمس ( دلوعتي وضوء عيوني .. هل سامحتني ياترى )
اومات براسها موافقة وهي تبتسم ببراءة هزته بقوة .. ربت على راسها ويده ترتب بتلقائية خصلات شعرها المتموضعة على اكتافها وهو يقول بشرود ( يارا .. ربما يجب ان اتبعكما انت واسيل .. فانت امانة برقبتي .. و انا لن اطمئن من خروجك مع اسيل .. فلا استبعد ان تجني مثلها وتقفزي للسباحة )
امالت يارا راسها بشكل جانبي وهي تجيب باستدراك بريء تمثيلي ( ولكني سافعل هذا بالتاكيد .. يعني لن تغطس اسيل لوحدها هكذا .. اليس كذلك .. لقد ظننت انك فهمت الامر بشكل تلقائي )
بنظرة مرعبة رافقت رفضه الهادر ( كلا .. ابدا لن اسمح بهذا .. هل جننتي .. انت تمرضين من اقل نسمة هواء باردة )
كشرت يارا ملامح وجهها وهي تهتف بصدمة ( مراااد .. مابك .. لست ضعيفة الى هذه الدرجة .. ثم ان الامر لن يكون خطيرا لا تقلق .. والا لما كنت ساسمح لاسيل بالقيام به )
حرك مراد راسه بالرفض وهو يلوح باصبعه بتحذير ( لن تفعلي يا يارا .. اسيل على عيني وراسي واخاف عليها وعلى صحتها كثيرا .. قد يكون ما قلتيه علاج بالفعل لحالة الغضب التي تشعربها .. ولكن .. انت .. لن اسمح ابدا .. باي احتمال .. بان تتعرضي للخطر.. سواء بان تمرضي من البرد او ان تغرقي لا قدر الله .. وهذا نهائي )
ابتعدت يارا عنه هاتفة باعتراض ( مرااااد .. لا تكن دكتاتوريا .. ثم ان هذه حريتي الشخصية .. اليس كذلك )
بغضب تحذيري امسك مراد بمعصمها هاتفا ( حريتك الشخصية تنتهي عند مسؤوليتي عنك افهمتي .. اتعلمين .. انسي الامر .. ساحاول ان امتص غضب اسيل بشيء اخر .. اصلا كان الامر مجرد جنون )
ان يصل مراد الى مرحلة العناد امر نادر جدا .. ولكنه عندما يصلها فلا توجد قوة بالارض تزحزح قراره .. بهمسة عاتبة قالت ( انت .. تؤلمني .. لما تمسك ذرعي .. بهذه القسوة )
ارخى يده بشكل فوري ليلاحظ اللون الاحمر على رسغها .. تنهد بياس ويده تمسد معصمها مغمغا باعتذاره الذي قابلته يارا بابتسامة مستسلمة بدورها ( حسنا .. لا تغضب .. ساذهب مع اسيل ولن اغطس معها .. فقط ساقف بجانبها كي اساعدها عندما تريد الخروج .. طبعا هذا في حالة وافقت اسيل اصلا على فعل هذا .. فيبدو انني فاشلة وما اقترحه لا يعجبك )
كان متاكدا من اسلوبها الاستدراجي الذي تستخدمه معه دوما لتحصل على مبتغاها .. وهو بضعفه نحوها كان دوما ما يوافق على كل طلباتها .. اشار باصبعه نحوها هاتفا ( لا تفعلي .. اعلم اسلوبك هذا وانت تعلمين انك لست فاشلة ولست بحاجة لدليل على هذا .. ثم كلانا يعلم بانك قادرة على ايصال اسيل الى مرحلة الاستفزاز المجنون بكلماتك و .. ها .. ها هي اسيل قد جاءت بنفسها فاسأليها )
كان قد اضاف جملته الاخيرة بعدما دخلت اسيل الى مكتبه كالاعصار متناسية طرق الباب حتى وقد كانت تزفر انفاسها كتنين غاضب وبشكل جعل يارا تتساءل بذهول ( اسييل .. هل انت بخير)
لوحت اسيل باصبعها قائلة بعنف (اريد ان اقتل نادين واعود .. اريد ان اذهب لمقابلتها الان .. هذا فقط ما سيثلج صدري .. لقد افسدت الجمع و .. )
مظهرها وكلماتها جعلت مراد يهتف بحزم غاضب بدوره (اسيييل .. كفى .. كفففى .. استيقظي .. اين وعودك لنفسك .. مالذي ستستفيدينه من كل هذا .. مواجهة ومواجهة ومواجهة .. الا تلاحظين ما تفعلينه بنفسك )
ثورته الفجائية صدمت اسيل التي هتفت وهي تشير الى صدرها في محاولة لتبرير ما قالته ( اشعر بالنيران تحرقني .. من داخلي .. اشعر بغضب كبييير يقتلني .. يتاكلني من الداخل .. تلك اللامبالاة التي اصبحت اعتنقها كمبدا تقتات على كل ذكرياتي الجميلة .. انا .. اختنق )
كلمتها الاخيرة رافقت جلوسها المنهار على الكرسي وانفاسها تعلو .. اقتربت يارا منها وقد شعرت ان تدخلها في هذه اللحظة سيكون جيدا خصوصا مع حالة مراد .. انحنت اليها لتجعل عينيها بمستوى عيني اسيل وهي تقول بمشاكسة متعمدة متحدية ( اتذكرين يا اسيل ما كنت ترددينه دوما لي .. قمة الجنون .. هي ان تقفز في النيل .. وانت في القاهرة )
لوهلة لم تفهم اسيل مقصدد يارا وهي تنظر اليها بذهول متساءل (مالذي يعنيه هذا يا يارا )
رفعت يارا اصبعها لتشير الى صدر اسيل بتحدي اكبر (يعني انه ان اوان تنفيذك لهذا الجنون .. انه التحدي المناسب لك .ز الان .. وبهذه اللحظة .. ليطفئ غضبك ويخفف من جنونك )
صدر صوت مستخف من اسيل مع ضحكة مستعجبة وهي تتساءل مشيرة الى نفسها (اتعنين اني الان مجنونة)
راقصت يارا بحاجبيها وهي تعتدل بوقفتها مجيبة اياها باستفزاز ضاحك ( اعني انك يجب ان تصبحي مجنونة لتصبح الظروف من حولك عاقلة .. فجنون ما يحيط بك هو ما يتعبك .. ما رايك .. الا تريدين ان تجربي قمة الجنون )
نقلت اسيل نظراتها ما بين مراد ويارا وهي تزن ما قالته لها .. تلك الحرارة التي تقتل روحها اتعبتها حقا .. اجل .. ربما هذا الحل .. الجنون .. اليس هذا ما اعتنقته من مبدا عندما كانت في اشد حالات مرضها .. وقفت ببطء مغمغة ( قمة الجنون .. اجل لما لا .. ربما اموت وينتهي كل هذا .. هيا بنا .. لما لا افعلها ولنرى من هو المجنون الحقيقي في نهاية هذا اليوم )
عندها تحرك مراد هاتفا ( اسيل .. الامر ليس لتعرضي حياتك للخطر .. انه فقط .. شعورك بالانتعاش والبرودة وكانك تغسلين كل شيء .. هذا ما قصدته يارا .. لذا .. يمكنك الا تفعلي هذا ان كنت تشعرين بالمرض او التعب )
حركت اسيل راسها هاتفة ( اعتقد .. ان غوصي بالنيل .. سيكون افضل بالتاكيد .. من ذهابي الى نادين .. لاقتلها .. ربما يارا معها حق .. لقد مللت من كل شيء .. واريد ان اغسل عني كل همومي .. اريد ان اشعر بدمائي الحارة تسري بعروقي لتكسر تلك الثلجية التي تجمد قلبي حتى عن النبض .. حسنا .. هيا يا يارا .. لنفعلها .. الن تاتي معنا يا مراد )
حرك مراد راسه بالرفض قائلا وقد عصف القلق اكثر بقلبه ولكن نظرات يارا التحذيرية منعته من التراجع عن وعده لها ( كلا .. يارا تعتقد بانك ستكونين اكثر انطلاقا بدوني .. وستعبرين عن كل ما يجيش بقلبك براحتك .. ان كنت تحبين يمكنني الذهاب و )
قاطعته يارا وهي تجذب اسيل هاتفة ( كلااا .. بالتاكيد هي لا تريد منك الذهاب .. هيا يا اسيل .. لنرى حقا ما نتيجة ما ستفعلينه )
وغمزت مراد الذي اقترب منها بسرعة وهو يمسك بيدها هاتفا ( تذكري وعدك لي .. لو خالفتيه يا يارا لن يكون الامر جيدا ابدا )
لم تفهم اسيل ما قصده ولكن .. نظرة يارا المتناقضة بين الخضوع والمشاكسة جعلتها تدرك بانه امر خاص بهما فحاولت ترك الفرصة لهما وهي تنسحب هاتفة بخفوت ( ساسبقك الى السيارة )
وما ان خرجت من المكتب حتى تساءل مراد بتحذير ( ها .. ما قولك .. هل اذهب معكما لاتكد بانك لن تغطسي)
مطت يارا شفاهها وهي تكشر بملامحها بطفولة هاتفة ( انت .. انت .. يييي .. ما اعندك يا مراد .. حسنا حسنا .. لن افعل شيئا لا تخاف ولا داعي لتلحقنا .. كما اني ساحاول ان افهم من اسيل ما قالته والدة ادهم لها .. والان .. عن اذنك )
التفتت لتغادر ولكنها تفاجات بمراد الذي لفها لتواجهه وهو يمسك براسها مقبلا جبهتها وهو يقول بابوة ( هذه هي صغيرتي الجميلة التي تسمع الكلام .. هيا .. يا جميلتي الدلوعة .. وابقي هاتفك بيدك لاتصل عليك كي اطمان عليكما .. واخبرني عما سيحدث .. سانتظركما بفارغ الصبر )
غادرت يارا المكان وقلبها بقصف بقوة .. فرغم تاكدها من تعامله معها كانها ابنته الا انها لا تستطيع منع نفسها من الانجراف في تيار عواطفها العاشقة نحوه .. حب مستحيل لازالت تبحث عن اكتماله رغم كل شيء .
يتبع 3


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 07:01 PM   #205

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول
مشاركة 3




في الكثير من المواجهات التي نخوضها نستغرب من تلك الشجاعة التي نتعامل بها في تلك الاوقات .. من اين جاءت .. كيف تحركنا هكذا .. اين كان خوفنا على حياتنا .. وكيف اقتحمنا هكذا مخاطر دون تفكير .. الخوف من المجهول عدو لدود يحطم النفوس ولكن خوض غمار التجربة ييبني بالقلوب حاجز من الثقة والايمان .. بان الله معنا .. وبانه لن يتركنا .. وبان النية الصافية لفعل الخير دوما ما يكافئنا الله عليها فيحفظنا من كل سوء .. وعندما تكون دواخلنا نقية وقد اسيء فهمها فنجد بان الله دوما ما يمنحنا فرصة اخرى لنثبت للجميع نوايانا الصافية .. هذا ما كانت تفكر به اسيل وهي تحتضن ايهم وقد شعرت بحرارة النار التي تحرق الشقة تلفح ظهرها ومع ذلك .. لم يكن الالم هو ما احست به .. بل فيض من السعادة التي منبعها تلك النظرات التي انقلبت في عيون ايهم .. فبعد نظرته المرتعبة لها عندما دخلت حجرته وهي تتحدى النيران التي كانت مشتعلة عند بابها .. وبعد انكماشه وتقوقعه ورفضه ان يقترب منها .. تحول كل شيء بلحظة بعدما انحنت على الارض وبكت امامه وهي ترجوه ان يثق بها وبانها هذه المرة ستحميه حتى لو ضحت بحياتها .. كما كان يجب عليها ان تفعل في المرة الاولى .. اعتذاراتها المتتالية واقترابها التدريجي منه ووعدها له بانها ستنقذه وانه لن يتالم معها .. كل الظروف التي احاطت به وصوت جدته وهي تستحثه ليذهب لاحضان اسيل .. تقدمه المتعثر منها قبل رميه لنفسه بين ذراعيها باحثا عن الامان .. تلك القوة الغريبة التي استشعرتها تسري بعروقها بدل الدماء .. شجاعة ..اقدام.. ثقة .. تضحية .. حنان .. احتواء .. فيض من العواطف غمرتها لتشعر للمرة الاولى بطعم الامومة .. الم تسمع دوما عن شجاعة الام التي يضرب بها المثل عندما تدافع عن اطفالها .. حتى الحيوانات لديها نفس هذه الغريزة .. اجل .. ايهم .. ورغم كل شيء .. ورغم كل ما حدث بينهما .. في تلك اللحظات وهي تتخطى به النيران وقد احاطته بجسدها .. واحتوتها بيديها .. وقد استسلم لصدرها .. وسلم نفسه لها .. جسور من الروابط بنيت بينهما .. عندما ابعدته عن الخطر واخيرا انزلته ببطء وقد اخذت عيناها تتفحصانه بدقة بحثا عن اي اصابة .. لسانها اخذ يلهج بشكر الله على سلامته ودموعها شوشت المشهد امامها لتشعر بيد ايهم التي اخذت تمسح وجهها وهو يعود لاحضانها .. اصوات الضجة من حولها .. رجال الاطفاء والاسعاف .. كل هذا لم يمنعها من البقاء على وضعها وهي تضم ابنها الى قلبها وقد بدات تعتذر بكثرة له .. يدين رجوليتين شعرت بهما وهما يحيطانها مع احاطتهما لابنه وصوت ادهم وهو يحمد الله ايقظها من تلك النشوة والسعادة والراحة التي كانت تشعر بها وقد احست للمرة الاولى بالتحرر الكامل من كل ذنب وبالخفة من كل جبال الهموم التي قيدتها طويلا جدا .. لا تذكر متى كانت اخرمرة شعرت بها بهذا الاحساس من الانطلاق والسعادة البحتة والحرية الكاملة .. هل كان هذا قبل حتى اصابتها بالمرض .. عندما كان عمرها ستة عشر عاما وقد جاءت لتبشر امها بنجاحها في المسابقة وحصولها على المركز الاول بالتقديم الاذاعي .. في ذلك اليوم .. لن تنسى فرحتها وهي ترى نظرة امها لها وقد حملت فخر الدنيا وانتماءها لها .. سؤال ادهم في تلك اللحظة قطع تاملها ( اسسيييل .. مالذي حدث .. كيف يعني .. انا لم افهم شيء )
سؤال اعادها لاول الاحداث .. كيف ترتبت الاقدار لتكون هنا .. في اللحظة المناسبة .. وفي الظرف المناسب .. وفي المكان المناسب .. لتختطف فرصتها الثانية لتغير كل شيء .. حيث بدا الامر برغبتها بالقفز في النيل مع يارا .. وبقيامها بهذا الجنون لتطفئ غضبها وحنقها على كل من حولها .. وكيف خرجت وقد تسلل الماء الثلجي الى عظامها واصابتها القشعريرة بقوة كادت تحطمها مع تسارع انتفاضاتها المتتالية .. برودة تسللت لتحطم كل حواجزها وتتركها امام حقيقة واحدة .. لما تركت لنفسها المجال لتضيع حياتها في المهاترات .. لما تطلب السماح من العباد ورب العباد موجود .. لم تياس وتقنط من رحمة الله وهي التي رات معجزته بشفاءها مرتين متتاليتين .. لما تغرق في ماضي لن تستفيد منه شيئا .. اين اؤلئك الذين كانت تراهم وهم يتمنون لحظة من الصحة ليعودو ويعيشو حياتهم بعيدا عن كل الحزن والمشاكل ليستمتعو بالهواء والماء وحتى ملمس الرمال على اقدامهم العارية .. صوت يارا القلق عندها هو فقط ما جعلها تقاوم تلك الظلمة اللذيذة التي كانت تغرق بها لتقف وتحيط نفسها بمعطفها وهي تتجه الى سيارتها .. حيث اسندت راسها على ظهر مقعدها ودموعها تختلط مع نقاط المياه المتساقطة من شعرها .. دموع الراحة والندم و السعادة .. صوت ضحكتها علا مع كلمة يارا في تلك اللحظة ( هل فقدت حياتك وستلاحقيني كشبحح غاضب ام انك استيقظتي اخيرا وستبداين بقيادة السيارة الى المنزل لتبدلي ملابسك قبل ان تتثلجي )
عندها فقط اعتدلت بجلستها وهي تشغل السيارة لتقودها قائلة بمشاكسة ( بل سالاحقك كشبح .. والان هيا سنذهب الى شقتي القديمة فهي قريبة جدا من هنا .. فبصراحة لست املك اي قوة للتحرك ويبدو ان عظامي قد تحولت الى هلام ذائب من شدة البرد .. اي مجنونة انا لاغطس بهذا الجو الثلجي )
اضافت جملتها الاخيرة بتساؤل ضاحك ويارا تشير بيدها الى راسها مغمغة ( هل حقا للتو اكتشفتي كم انتي مجنونة .. اصلا لا يوجد عقل هنا لديك بل عربة بطاطس محمرة )
عادت ضحكاتها للارتفاع قبل محاولتها التركيز على الطريق لتسيطر على ارتجافها المتزايد مع هواء السيارة الدافئ الذي اخذ يصارع برودة جسدها .. وما ان ترجلت من السيارة عندما وصلت لمقصدها حتى سمعت تساؤل يارا الفضولي ( اين هي شقة ادهم .. لقد اخبرتني انها مقابلة لشقتك )
ابتسمت لطفولة يارا وهي ترفع عينيها وقلبها ينتفض لذكرياتها السابقة وهي تشير الى المبنى المقابل لمبناها ( هنا .. هذه شقته و .. ياللهي .. ماهذا الدخان الذي يخرج من الشقة )
رحمة الله لنا قبل اي ابتلاء تجلت في تلك اللحظة وهي ترى اثار النيران الخارجة من شقة ادهم في صدفة قد لا يصدقها احد ولكنها قدر الله المكتوب .. قدماها تحركتا بتلقائية وهي تلقي بهاتفها الى يارا صارخة بها ( اتتصلي بالمطافئ (..) واتصلي بالاسعاف (...) بسسرعة )
لا تذكر كيف وصلت الى هناك .. هل استقلت مصعدا ام كانت تصعد الدرج درجتين درجتين .. لا تذكر كيف ضربت بثقل جسدها على الباب وهي تصرخ مستنجدة بالجيران ليساعدوها .. لا تذكر كيف تعاون معها جار ادهم ليكسر باب الشقة ولا كيف استغلت ملابسها المبتلة اصلا لتتمكن من الدخول الى الشقة بسرعة وقد لفت نفسها باقرب مفرش طاولة صادفها .. كانت تتحرك بشكل تلقائي وكانها معتادة على هذا وهي التي تتعرض للنيران للمرة الاولى بحياتها .. لا تذكر كيف وجدت نفسها في المطبخ وقد القت بالمفرش على جسد ام ادهم وهي تحتضنها لتطفئ النيران التي امسكت ببعض تلابيب ملابسها .. كيف وجدت القوة اللازمة لتسحب جسدها بعيدا عن الغاز الذي يبدو وكأن النيران ستصل اليه في اي لحظة .. كيف سمعت همستها وهي تطلب منها ان تنقذ ايهم المتواجد بالحجرة التي بجانب المطبخ .. وكيف انطلقت بسرعة ودون تفكير نحو هدفها وقد سلمت السيدة للجار الذي كان يلحق بها بعد ان بلل جسده بدوره .. من اين جاءت تلك الشجاعة لتخترق باب الحجرة المشتعل مستعينة بسرعتها وحركتها الخفيفة وقد بدات المياه التي على ملابسها تتبخر .. كيف تمكن الجار ايضا من دخول المطبخ وهو يحاول اطفاء النيران بمطفئة الحرائق قبل ان تصل لانبوبة الغاز .. كل شيء حدث بلمح البصر رغم انه يبدو كعمر كامل تضيفه على عمرها .. صوت ادهم عاد مرة اخرى ليقاطع شرودها المتعب وابتسامتها المستسلمة وهي تصارع لتتمسك بوعيها كي لا تفقده ( هل انت بخيير .. هل تشعرين باي الم )
همست بخفوت وعيناها ترتفعان حولها لتبحث عن والدته كي تطمئن عليها ( نحن .. نحن بخير .. ولكن .. امك يا ادهم .. اعتقد انها .. مصابة )
بذهول عقد ادهم حاجبيه وهو يرفع عينيه ليفهم ما قالته .. فلقد كانت اسيل وابنه هو اول من راهم عندما جاء فركض عليهم .. منظر رجال الاسعاف المتجمهرين حول احدهم جعله يقف ببطء وقدماه ترتجفان اسفله .. هل .. امه بخير .. سؤال خنقه حتى كاد يزهق روحه وخطواته تتقهقر وتتقدم بحيرة وخوف .. يد رجولية ربتت على كتفه مع صوت مراد الذي تذكر بانه جاء معه فلقد اخبره بما يحدث بعدما اتصلت به يارا ( انها بخير يا ادهم والحمد الله .. اصابتها بليغة ولكنه فقط بيديها .. حيث كانت تستخدم الزيت الخاص بالقلي ويبدو انها لم تنتبه على اشتعاله .. هذا ما فهمته من المسعفين ورجال الاطفاء )
تنهيدة عالية خرجت من ادهم وهو يتحرك بسرعة هذه المرة ليرى والدته التي كان رجال الاسعاف يرفعونها لياخذوها الى المشفى كي يعالجو اصابتها .. صوت الرجال اوقفه عن اللحاق بها الى حيث سيارة الاسعاف وهم يستفسرون عن بعض الامور الضرورية ولكنه ما ان التفت حتى واجهه منظر اسيل التي ظلت جالسة على الارض وابنه في حضنها كلوحة لطالما تمناها .. اذن .. هي نفسها المنقذة .. وكأن الله يصفعه بحقيقتها ليرى كم ظلمها فيما فعل .. ان تكون هي التي تنقذ ايهم بالذات وامه وليس احد اخر .. حمد الله بان ايه لم تكن متواجدة بالشقة فهو لا يتخيل ماكان سيحدث لو اصيب احد من عائلته بسوء .. عيناها اللتان ارتفعتا نحوه صدمتاه بصفائهما وابتسامتها الهانئة التي وجهتها له .. وقوفها البطيء وهي تثبت عينيها بعينه جعله ينتفض ذاهبا اليها ليساعدها لتقف وقد استسلم ايهم للنوم بين ذراعيها .. بتلقائية حمله بين ذراعيه وهو يغمغم ( مالذي فعلته لتصبحي في هذا الموقف .. اي صدق كان بينك وبين الله ليضعني في هذا الاختبار وانا اراكي منقذة عائلتي )
تنهدت اسيل وهي ترفع يديها لتربت على كتفه هامسة بتعب ( انها ارادة الله يا ادهم هو فقط وفقني بانقاذهم .. مازال لهم عمر مكتوب ليعيشوه ..حمد لله على السلامة .. هذا اهم شيء )
ابتسم بوجع وهو يهمس ( اجل .. هذا هو المهم .. الحمد الله على السلامة .. اعتقد ان شكري لك الان سيكون قمة بالسخافة فانت لا تستحقين فقط الشكر )
ببطء تلاعبت بشعر ايهم وبحب قالت ( لا تشكرني .. فملمس ايهم وحده يعوضني كل شيء .. ان اتمكن من رؤيته ومن الاعتذار منه ومن احتضانه .. كم حلمت بهذا )
اغلق ادهم عيناه وشعاع الالم يفتت روحه وهو يغمغم ( اعتذر .. اعتذر لاني لم اسمح لك بالمحاولة .. كنت خائف عليه منك .. والان .. الله يريني كيف انك كنت امانه ولس العنصر الخطير بحياته )
شعورها بندم ادهم ايقظ نبضات قلبها .. كلماته التي صاغها وهو يحاول اظهار اخطائه التي بدا يدركها جعلتها تفهم الكثير .. تفهم مالذي غير ادهم في الفترة الاخيرة .. تفهم لما لم يخطب غيرها وكيف اصبح اكثر اتزانا بتعامله معها .. رفعت اكتافها وهي تمط بشفاهها وقد امالت براسها قائلة ( اتعلم يا ادهم .. ما حدث لم يكن درس لك فقط .. بل هو درس لي .. كلانا سمحنا للغضب ان يفسد كل شيء جميل بيننا .. لذا .. هل يمكنني ان اطلب منك شيء .. اقصد امر احسسته للتو وانا جالسة اراقب الجميع هنا)
خوف اصاب روحه مع توقع بطلبها الطلاق ضرب منتصف صدره كسهم نيران .. هل حقا ستطلب منه ان يتركها لتجرب حياتها بعيدا عنه بعد ان تحررت من كل احساسها بالذنب الان .. حق لا يمكنه ان ينكره فهو لم يقدم اي شيء جيد لها .. وحتى حبه لها ما كان سوى لعنة عليها .. ازدرد لعابه وقلبه يناجيها ان ترحمه قليلا وترحم كل ما تعرض له وهو يهتف بصوت اجش متقطع ويده تعتصر جسد ابنه ليتمد القوة منه ( انت .. اؤمريني .. بما تريدين .. وانا .. سانفذه لك .. فان الان .. مدين لك بحياة عائلتي )
ابتسامتها المشرقة شاعت كاشراقة شمس بددت كل سحب الظلام التي غزت روحه وهي تجيبه ( والدتك الان ستحتاجك في المشفى .. وانا ساخذ ايهم واية عندنا في المنزل الى ان تطمئن عليها .. فمكانهم الطبيعي عند زوجة والدهم .. ممم .. رغم انني لن املك هذا اللقب طويلا )
كم هو صعب احساس الانسان عندما يحلق الى سابع سماء ثم يصطدم بسابع ارض .. تناقض لم يفهمه ادهم مع جملة اسيل المركبة فتساءل ببطء ( م .. مالذي تعنيه .. بموضوع اللقب اقصد )
اجل .. هي ببساطة كانت تتلاعب به متعمدة .. فهو يستحق منها بعض العقاب ليفهم حقيقة ما جرى بينهما .. حبها الذي منحته يوما له بلا قيد اصبح الان يحتاج منه لطريق طويل كي يصل الى مفتاحه .. رفعت حاجبيها وهي تجيبه بتلقائية ( اتعلم .. لقد اكتشفت بان الوقت الوحيد الذي كنا فيه انا وانت متفقين .. هو عندما كنا اصدقاء .. في الجامعة .. لذا .. ربما يجب ان نبدا من هذه النقطة في الوقت الحالي.. يجب ان نطوي صفحة ماضينا بالكامل .. فرصة جديدة بيننا .. ما رايك يا .. صديقي )
لم يفهم في البدء طلبها .. خوفه مما كانت ستقوله غيب عقله لثواني وهو يقلب كلماتها به ليدرك مغزاها .. اصدقاء .. هي وهو .. هل هذا يعني انها تطلب الطلاق عندما طلبت مه طي الماضي .. ام انه يعني بانها ستقبل فقط وجوده في حياتها كصديق وان زواجهما غير مهم حاليا .. ام انها تقصد .. عقد حاجبيه وعيناه تبحثان عن جوابه في عينيها الغامضتين .. كم بدت واثقة من نفسها .. قوية .. هادئة .. بعيدة .. سعيدة .. رغم لطخات السواد التي زينت وجهها .. رغم شعرها الذي بدا كالقنفذ في تلك اللحظة من اثر المياه الجافة عليه .. ملابسها المتسخة .. رغم كل شيء بدت في عيناه كاجمل امراة راها بحياته .. هل هذا ما تعنيه .. ان يتعاملا دون عواطف كي يرى كل منهما الاخر بشكل صحيح ويفهم قيمته ويدرس شخصيته وطباعه .. بعيدا عن الغيرة .. بعيدا عن الحب .. بعيدا عن الغضب عن الندم عن الماضي .. بعيدا عن كل شيء .. فرصة جديدة .. بداية جديدة .. بيضاء صافية نقية .. ببطء مد يده وهو يقول وقد ازدان ثغره بابتسامة متحدية ( فرصة جديدة .. فرصة ثانية لنا .. كصديقين .. نتعامل .. كزميلين في العمل .. لما لا .. معك حق .. نحن بالفعل نحتاج هذا بيننا)
اتسعت ابتسامتها بدورها وهي تمد يدها اليه لتاخذ ابنه دون كلمة اخرى .. فما ارادته وصل اليه .. لنرى .. هل سيتمكن حقا من الوصول الى مفتاح قلبها للمرة الثانية .. وهل ستتمكن هي حقا من تحريك مشاعره للمرة الثانية .. بعيدا عن حبهما السابق .. صوت مراد قطع تاملها وهو ياخذ ايهم من ادهم عنها وقد ابتسم بغموض لهما ( ما رايكم ان اخذه انا ويارا فالطفل يبدو متعبا لذا هرب الى النوم بعد تعرضه لكل هذا الخوف .. سنذهب الى المنزل الان فيارا تنتظرني في السيارة بعد ان اجبرتها على الابتعاد من هنا.. اعتقد ان ادهم لن يتمكن من مغادرة المكان هنا سريعا لذا .. ربما يا اسيل من الافضل ان تذهبي انتي الى المشفى فبالتاكيد والدته تحتاجك هناك )
عرض منطقي لكليهما .. هذا ما فكرت به اسيل ونظرات ادهم تدرس ملامحها ..فعلى ما يبدو كان يحاول ان يوازن خياراته خصوصا بموضوع اسيل ووالدته .. ببطء هزت اسيل راسها وهي تقول موجهة كلامها لادهم بايحاء ( اعتقد اني قادرة على التعامل مع والدتك يا ادهم .. وانت .. انهي اجراءات رجال الاطفاء والشرطة ثم يمكنك اللحاق بنا .. فقط اخبر مراد عن مكان تواجد ايه وهو سيقوم بواجبه .. ما رايك )
حسنا هي تضع في ملعبه الكرة .. فهل سيقبل .. مد يده ليربت على كتفها بخفة مع احساسه بالالم عندما لاحظ انكماشها التلقائي من لمسته الا انه تجاهل الامر وهو يقول بامتنان ( اشكرك .. كما اشكرك يا مراد .. والحمد الله على وجودكم هنا )
وانهى كلامه بالتربيت ايضا على كتف مراد الذي ابتسم براحة وتنهيدة طويلة تخرج من اعماقه .. لقد نجح على ما يبدو واخيرا .. نجح في وضع اول حجر في طريق فرصتهما الثانية .. علاقة يجب ان تبنى بشكل صحيح وبطء وبالكثير من الصبر والاناة .. فرصة يجب ان يستغلاها جيدا فهي ليست متاحة للجميع .. فرصة التسامح والنسيان والتعلم من الخطا و.. البداية الجديدة .
يتبع 4




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 07:08 PM   #206

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول



صرخة عنفوان أنثى الفصل (7) القسم الاول
المشاركة الاخيرة





فرصة جديدة .. هل هذا حقا ما تطلبه علا .. لماذا ... لماذا الان تحديدا يسمعها تقول هذا .. اخذ يذرع حجرة النوم الخاصة بهما ذهابا وايابا وكلماتها وهي تناجي ابنها علي تضرب كالجرس في عقله .. لقد عاد الى المنزل والغضب يستبد به بعدما فشل في ايجاد اي معلومة تقوده لحقيقة من حذر شركة سما من شركتهم .. زفر انفاسه بحنق وخطواته تتسارع والتفكير في ردة فعل عمه لما حدث يؤرقه ويتلاعب باتزانه .. كان قد بنى خطته الاولى على موافقة شركة سما ليتمكن من جر عمه لفخ دون ان يعرض اي شخص للخطر .. ولكن الان .. فهو واثق بان عمه سيلجأ لاحقر الطرق ليضمن نجاحه .. ارتفع راسه في تلك اللحظة لتقع عيناه على انعكاس صورته في المراء ..وببطء اخذ يقترب منها وهو يتساءل .. مالذي جرى له .. ولما يعاني هذا التخبط الذي يشوش تفكيره .. و .. الاهم ... هل حقا بحث عن حقيقة المعلومات المسربة ام انه تكتفى بما هو ظاهر وقد خاف من الاكمال في هذا الطريق كي لا ينصدم بالحقيقة التي يحدثها به خياله .. من هذا الواقف امامه الان .. لقد كان يخاف ان ينظر على نفسه بالمراة كي لا يصعق بمنظر الوحش الذي سيطل عليه مع نظراته الدموية المشبعة بالانتقام .. ولكن .. الان .. حقا من هذا الزاقف امامه في المراة .. هل هو احمد اخ فاتن .. ام هو احمد زوج علا .. زوج علا .. قرب راسه نحو المراة حتى صدم جبهته بها وهو يغمغم بحنق اكبر وقد فجر ضعفه الجديد كل مكامن ثورته على نفسه ( ززوووج علااا .. هل هذا ما تريييده ايها الضعيف ) .. فرصة جديدة .. كلمة دغدغت احاسيسه ما ان سمعها منها .. ياله من رجل يبدو انه سيقبل الجلوس قريبا في مصاف النساء دون ان يأخذ بثأره ..ضرب راسه للمرة الثانية بقوة اكبر كادت ان تحطم المرآة.. كان دخول علا في تلك اللحظة المانع الوحيد الذي اوقفه عن ضرب نفسه للمرة الثالثة وهو يعتدل بوقوفه قائلا بحدة ساخرة اراد فيها اخفاء ما كان يفكر به خصوصا مع شهقتها الخائفة ما ان راته ( على مهلك .. على مهلك .. مالذي اخافك هكذا مني .. للتو نظرت الى نفسي في المراة فرايت اي وسيم انا .. ولست وحشا بشعا لترتعبي هكذا .. بالطبع .. الا ان كنتي قد قمتي بذنب هو من يقض مضجعك ويرعبك )
اضاف جملته الاخيرة بايحاء متعمد وبقسوة مبطنة .. نظراتها الهاربة منه اغاظته وهي ترد بشكل سريع مدافع ( اجل .. معك حق .. كيف اخاف من وسيم مثلك .. ولكنك تناسيت بان الشيطان ايضا يبدو جذابا هكذا .. خصوصا وانت تصر على ارتداء اللون الاسود من راسك حتى اخمص قدميك )
مط احمد شفاهه متحركا بخطوات قصيرة غير ملحوظة باتجهها وهو يشير الى صدره متساءلا ( الشيطاان .. اتعنين انني شيطان اذن .. حسنا .. ربما معك حق .. قد اكون شيطانا متلبسا على هيئة انسان .. ولكن .. بصراحة فانني الان يأكلني الفضول لاسألك )
وبحركة فجائية جذبها نحوه وهو يقودها ليوقفها امام المراة وقد احتوى مقاومة جسدها الضعيفة بذراعيه محتضنا اياها من الخلف ومنحنيا نحوها وهو يسند ذقنه على كتفها ممسكا بذقنها بيده ليرفع راسها فيبدو انعكاس صورتهما كجسدين متلاحمين براسين متجاورين وهو يتساءل بخبث ارتجت نبراته بلا ارادة منه وقربها يذبذب فؤاده بخيانة واضحة ( مالذي ترينه الان في انعكاس صورتك يا ترى .. هل ترين ملاكا مثلا )
هروبها بعينيها اعلمه انه ليس الوحيد الذي يكره النظر الى المراة كي لا يرى حقيقة نفسه المظلمة .. تسارع انفاسها في تلك اللحظة واستسلامها الكامل له وهي تهتف بتهدج ( لماذا .. لماذا انت تقسو علي لهذه الدرجة .. )
ثم صمتت بشكل فجائي وعيناها تلتحمان بعيناه بعدما لفت راسها لتنظر اليه بشكل جانبي متسائلة بشرود (السؤال هنا .. مالذي تراه انت في انعكاسة صورتي .. وفي نظرة عيني .. الهذه الدرجة ترى ظلامي ووحشيتي ..ام .. ام انك .. ترى امرا اخر هو ما يقلقك )
كانت ترتجف بين ذراعيه .. انتفاضة منها تسببت باحساسه بقبضة تعتصر قلبه مترافقة مع سؤالها الغريب ونظراتها الشاردة الاكثر غرابة .. من هي هذه المراة التي بين يديه وكيف تؤثر عليه هشاشتها بهذا العمق لتستفز كل ذرة رجولة لديه وتتحداها ان يذيبها بداخله فلا يجعل احدا يصل اليها .. ان تكون له فقط .. ملكه فقط .. ان يطبع كافة تفاصيلها بداخله فقط .. تسارعت انفاسه وصهد رغبته يستعر بعروقه مترافقا مع رائحتها التي تغزو خلايا دماغه .. عيناه اللتان انصهرتا بعينيها الضائعتين تساءلتا باول ما خطر على ذهنه ليتدارك نفسه ويسيطر عليها (لم اكن اعلم انك تشعرين بالخواء والضياع الى هذه الدرجة )
اعتراف سمعه منها للتو شعر انه انعكاس لحالته ايضا .. بهمسة خافتة تساءلت وهي تزداد تراجعا ليزاد التصاق جسدها بجسده بتلقائية مستفزة (هل كنت تتنصت علي ؟)
اخرج من فمه زفرة نارية وقد استنفذ كل محاولاته للتماسك .. بسرعة لفها لتواجهه وهو يبتعد عنها قليلا ليتمكن من التنفس بشكل طبيعي قائلا بسخرية اتخذها كحصن يخفي فيها مشاعره التائقة اليها ( اعذريني هل انا احمق بما يكفي ليكون الشخص الوحيد الذي اتحدث معه بصراحة هو مجرد طفل لا يتعدى عمره الستة اشهر )
نظرت اليه في محاولة لفهم مزاجه قبل قولها ببطء (ومن لي غيره برايك .. لا احد .. لا احد بشكل فعلي .. حتى عائلتي .. مسافرة ولا تهتم لاي شيء سوى مبلغ المال الذي يودع بحسابهم في اخر كل شهر )
كانت المرة الاولى التي يسمعها تشتكي الوحدة .. المرة الاولى التي تواجهه بعتاب وكانها تطالبه بصحبتها .. ان تنظر الى عينيه وتخبره بما في قلبها بكل هدوء وصراحة .. تمتم بسخرية لم تمنع ارتجاف نبراته (هل اسمع نبرة تذمر ياترى )
مطت شفتيها محركة راسها وقد ظهر ظل تعبها وخيبتها في عينيها ( وهل هذا من حقي حتى .. ان اتذمر .. صدقني .. لقد نسيت هذه الجملة منذ زمن )
حسنا .. هذا كثير .. ان تكون امامه بهذه النعومة والهشاشة .. ان تكون بهذا الاستسلام .. ضربات قلبه القاصفة حذرته من مغبة تاثير ضعفها عليه فهتف بتساؤل وهو يقبض كفيه بقوة ليمنع نفسه من التهور وذكرى رفضها لتقربه في المصعد تستفزه اكثر ( ما بك .. مالذي جعلك مستفزة هكذا .. اهو لقاء عمي )
سحبت نفس عميقا مخرجة مع زفرتها اهة طويلة وهي تقتر منه بخطوات شبه مترنحة وقد اخذت تلوح بيديها بلامبالاة منهكة ( لقاء عمك .. الضياع الذي اشعر به .. تلك الدوامة التي تغرقني .. اتعلم .. عندما بدات هذا الامر كنت اظن اني ساحكم قبضتي الفولاذية على الجميع وسافعل ما اريده لاعيد كل الامور الى نصابها الصحيح )
كانت قد وصلت اليه وغرزت اصبعها في صدره مع اضافتها للجملة الاخيرة .. امسك اصبعها ليبعده وهو يقول وقربها يلهب روحه بجنون ( ومالذي يحدث الان .. السنا نحاول فعل ذلك )
نظرت هذه المرة اليه بشكل مباشر وهي تقول بكل صراحة ( انت تحاول .. اما انا .. فاني افسد اي شيء امر بجانبه .. ضعفي .. تشتتي .. تلك الظلمة التي اخاف منها ولكني اتبناها .. صراع يشتت روحي قبل قلبي )
انها حقا تشكو له .. لم يصدق اذناه .. مالذي غيرها هكذا ومالذي بدل كل تصرفاتها .. ماهذا التناقض الذي يعيشه معها حتى غدا لا يفهمها ابدا .. ببطء حذر اجابها (من الجيد اعترافك بهذا .. ربما ان تذكرتي الهدف الاساسي الذي بدات من اجله كل هذا ستتمكنين من العودة الى استقرارك )
التمعت عيناها هذه المرة بدموع رفض كبرياءها ان تذرف وهي تهتف بشراسة متعبة مستنجدة ويدها تنفض يده بقوة لتضرب بعدها كتفه بيدها التي تحررت ( احمد .. انا اشعر بالضياع .. الا تفهمني .. اشعر باني لا افهم شيء .. انت ) .. وصمت وانفاسها تعلو قبل متابعتها بارتجاف ( انت اكبر لغز اواجهه دون ذكر باقي الامور .. عن اي هدف اساسي تتكلم )
اراد ان يخفف عنها .. اراد ان يخبرها ان كل شيء سيكون بخير .. اراد لو يبعدها عن كل ما يحدث هنا .. ولكنه يعلم انه عندها سيكون كاذبا ومخادعا وخائنا ونذلا .. ازدرد لعابه وهو يحاول مواجهتها بالحقائق بهدوء اراد ان ينتقل اليها ( شعورك هكذ امر طبيعي .. فان اردتي الانتقام فيجب عليك الا تشفقي .. وان تتمي الامر للنهاية .. والا ستضيعين كما انت الان .. وستصبحين اكثر اذى واجراما وتخبطا وايذاءا لمن حولك دون حتى ان تقصدي .. لهذا طلبت منك ان تتذكري هدفك .. لتلتزمي به وتقطعي شعرة التعقل التي تحد تصرفاتك )
ابتسمت بسخرية حزينة وهي تجيبه ( اتعني .. ان اتصرف بلا اي رادع او خطة .. ان اتصرف بتلقائية وانا حتى لا اعرف عنك شيئا لاتمكن من معرفة ان كان هذا التصرف سيؤذيك ويؤذي خططنا ام لا .. )
فهم الان شكواها .. يبدو ان غموض تحركاته بالاضافة لعتابه الدائم لها اوصلها للانهيار .. ولكن .. مالذي يمكنه ان يفعله وهو يرى انه كلما علمت اكثر كلما زادت فرصة تعرضها للخطر كما زاد فرصة فشل كل مخططاته التي تعب في تجهيزها .. تنهد وهو يحاول مسايراتها بشكل غريب عنه اصلا ( اذن .. لنتصرف بهذا الطريقة .. اساليني .. مالذي تريدن معرفته .. ولكن استغلي اسئلتك بشكل صحيح فهذا كرم لا اتبناه دائما كما تعلمين )
نظرت اايه بتمعن كمن تحاول التاكد بان من يطلب منها هذا الامر هو احمد .. زوجها .. ان من يحاول التحدث معها والسماع لشكواها هو نفسه من هز كل ثباتها واتزانها الذي كانت تحاول التماسك ببقاياه .. تنحنحت مستفسرة ببطء ( انا واثقة اني لو سالتك عن اي شيء يتعلق بك او بماضيك و بخططك المستقبلية .. فانت لن تجيبني )
انها تحاول قياس ردات فعله اذن .. تحاول معرفة حدود ما يمنحه اياها .. رفع اكتافه بتلقائية ساخرة وهو يجيبها ( هذا جيد .. انت حددت الاسئلة التي لا يجب ان تساليها .. الان من السهل عليك ان تحددي اهم اولوياتك وتساليني عنها )
رفرفت بعينيها بخيبة مترافقة مع استدراكها وتاكدها ممن مكانتها لديه .. لكل شيء بداية .. وبدايتها مع احمد كانت من اخته فاتن وعلاقتها باياد .. ترى .. لو انها لم تتعامل مع فاتن بتلك الطريقة .. ولو ان قضية الثار لم تكن بينهم .. كيف كانت لتكون علاقتهم .. هل .. هل حقا ما تشعره من انجذاب مخيف نحوه هو امر متبادل .. هل ترى حقا في قعر عيناه تلك الرغبة المتمازجة مع عواطفه العنيفة التي يواجهها بها .. ام ان الامر مجرد احلام وتخبطات تتمناها وتعكس حالها ..شردت في ملامحه متفحصة .. قبل سؤالها ببطء غامض ( كنت دوما اسمع .. انه عندما يكون هناك ثار .. فمن الممكن ان ينتهي بان يحمل القاتل كفنه ويقدمه لاهل الشخص المتوفي .. ويضع سكينه بيديهم .. فاما ان يقتلونه .. او يذبحون العجل الذي يكون كفداء .. هل .. هذا صحيح .. يعني .. لو قمت بهذا الطقس .. هل سادفع ثمن ثاري )
ان تكون علا معك يعني ان تكون معرضا لكل الصدمات .. ذهول اكتسح كيان احمد وهو يستمع لسؤالها الذي لم يتوقعه ابدا .. هل حقا علا تبحث عن فرصة للسماح وللعيش بسلام .. الم تكن تستعجل موتها في كل مرة .. وكيف .. كيف تجرؤ على رميه في صراع دفع ثمن الثار هذا .. كيف تجرؤ على ان تضع نفسها باستسلام امام رحمته وكانها .. كانها .. ضحية .. بانفاس قصيرة متسارعة تساءل بتلكئ حاول اخفاء غضبه بين طياته (مالذي غير رايك لتفكري بهذا الان .. الم تكوني تنتظرين موتك بشكل جميل .. هل تريدين ان تجعليني اصدق انك نادمة .. ثم .. من قال لك باني ساقبل لعزاء والعوض في اختي )
غضب بدء يستعر بداخله اكثر .. لماذا .. لماذا تصر على رميه في بؤرة الشك .. لماذا تصر على اشعاره بانه يظلمها بموضوع الثار .. تفاجأ بارتفاع يدها الى كتفه وهي تجيب عن تساؤلاته اللامنطوقة بحروفها المرتجفة ( ان تقبل .. او لا تقبل .. فهذا يعود لك .. ولكني .. تعبت يا احمد .. تعبت مما يغرق روحي بالذنب .. قد اكون سيئة .. قد اكون مجرمة وانانية وقاتلة .. قد اكون كل شيء سيء .. ولكني .. لا اريد ان اظل هكذا .. اريد .. ان اتووب )
كانت كلمتها الاخيرة كصرخة ندم مستنجدة رجته بقسوة وعنف .. انها تتعمد هذا .. تتعمد التسلل عميقا بداخله .. كيف تملك هذه القدرة على التاثير عليه بينما اعتى النساء واجملهن لم تهز به شعرة .. بتساؤل حانق واججها ( هل تعتقدين انك ستغسلين الدماء من على يديك بهذا التصرف السخيف .. اين نيتك لتنظيف الشركة والايقاع بمن كان السبب بكل شيء .. هل تعتقدين اني ساقبل تحولك هذا واعفو عنك وينتهي الامر مثلا .. انت توهمين )
كان كمن يخاطب نفسه ويواجهها قبله .. كمن يحذر قلبه قبل ان يحذرها .. الوهم .. عالم اصبح يتمناه بحماقة معها .. امسك يدها ينوي نفضها عنه ليبتعد عنها فلقد تعب من المواجهة الا انه تفاجئ براسها الذي القته على صدره لتخفي دموعها وهي تقول بتلعثم مرتجف حطمه وحطم كل نواياه كاعتى قنبلة ( انا .. تعبت من فكرة الانتقام اصلا .. وتعبت من محاولة الدخول بامور كلها سواد .. اصلا لست ناجحة بها ودوما ماافسدها .. انت .. قادر على التعامل بما تريد لوحدك .. اما انا .. فلقد ان اوان استسلامي صدقني )
صمت .. حتى قلبه شعر بانه توقف عن النبض .. انفاسه احتبست براتيه ونقاط العرق برزت على جبهته .. هي بالتاكيد لا تعني ما فهمه .. بالتاااكيد .. بخفوت تساءل والحروف تخرج مجبرة من بين اسنانه وهو يبعدها عنه قليلا ليواجه عيناها الدامعتان (لم افهم .. عن اي استسلام تتحدثين )
اجابته بصدق اذهب باقي تماسكه (ساسلمك كل شيء .. بناءا على الاتفاق الذي بيننا لن تكون مجبرا سوى على توفير ايراد الاسهم الخاصة باهلي لهم .. اما باقي الامور فستكون تحت سيطرتك .. ليرثها علي من بعدك .. وانا واثقة انك ستقوده الى بر الامان )
بتلقائية عنيفة هزها وهو يهدر بما يجيش بصدره للمرة الاولى ( وانت .. هل تعتقدين انه باعتزالك فانت تصبحين ملاك ويزول كل اثم لك .. يبدو انك نسيت انك قاتلة )
كان اعترافه ليذكر نفسه هو .. صرخت بدورها وهي تتمسك بقميصه ( اجججل .. قتلت اختك .. ولكن لم يكن امامي خيار اخر )
نظر الى عينيها ليخبرها لاهثا للمرة الاولى عما المه دوما منها وبشدة ( بلى .. كان بامكانك ترك الامر لتقدير الطبيب ليحدد هو الحالة الاصعب)
صمتت لوهلة وهي تحاول استيعاب قوله .. هو يعلم اذن بكل شيء دار في تلك الليلة .. يعلم ان الطبيب خيرها وبان اخته كانت الاقرب الى الموت .. هو يصدق كلامها وان اظهر عكس هذا .. حاولت تاكيد معلوماته بتبريرها ( الطبيب اخبرني انها الاقرب الى الموت .. ثم انها هي من اذنبت بحقي عندما تزوجت زوجي .. اليس كذلك )
هل تستعطفه حقا .. هل تنتظر منه ان يتفهمها ويتفهم غيرتها على اياد وهو الذي يكاد الان ان يفتك باياد لانه عرفها قبله ولانه مسها قبله .. ابعدها عنه وهو يجيب ببطء ثلجي يستخدمه عندما يصل غضبه الى الذروة ( انت اصلا لم تكوني مهتمة لتسمعي حالتها .. ماذنبها يا علا .. ماذنبها لتكوني انت والجميع عليها .. الا يكفي انها اجبرت على الزواج من اياد ولم يكن هناك احد ينجدها من هذا الظلم فانا كنت في السجن في ذلك الوقت )
لم يعلم كيف دفعته لقول كل هذا .. لم يعلم لما تجبره على التناقش معها وهو الذي اعتاد الا يعرف عنه احد اي شيء .. التفت ينوي المغادرة للمرة التي نسي عددها الا نها منعته ايضا وهي تمسك يده من الخلف موقفة اياه (اذن انت تقول ان الذنب ذنبي .. ولكني ايضا لم يكن امامي اي خيار )
مالذي تخطط له .. الى اين تريد الوصول بضغطها عليه اكثر .. الخيار .. وهل هو بيده اي خيار الان .. التفت وعيناه تعكس قسوة حجرية مع ذكريات اخته التي اجبر نفسه ليتذكرها ( وهل عدم مقدرتك على الاختيار تجعلك بريئة في نظرك .. والان تعتقدين انه بموتك او قبول العوض ستصبحين بلا اثم .. هل هذا ما تريدينه يا علا .. اذن .. لما عرضتي علي الزواج ان كنت تفكرين بهذه الطريقة ولم قبلتي بان احمل رصاصتك على صدري .. ) واجهه صمتها المصعوق مع تراجعها فاخذ يقترب منها متعمدا اظهار فولاذيته وهو يشير اليها بعنف قاسي ( ساجيبك انا .. انت انانية لدرجة قبولك الزواج بحجة علي لتسكتي ضميرك المتعب .. انانية لدرجة قبولك دور الضحية كي نعذر جرم قتلك لاختي ونتعاطف معك .. انانية لدرجة انسحابك من المنتصف فقط لانك تعبتي .. انانية لانك تطالبين بثقتي ولكنك في الاصل لا تثقين بي لتخبريني بما تحيكينه من خلف ظهري ) وصمت وهو ينتبه الى شحوب وجهها ليدرك مدى سوء كلماته لها .. يبدو انه نجح في كسرها فعيناها اصبحتا مظلمتين .. توقف عن تقدمه وهو يغمغم وقد اخذ يلوح بيده مخفيا ارتباكه وقلقه عليها( .. ربما يجب عليك ان تتوقفي والا تبالغي بانانيتك اكثر من هذا ولا تطالبي بحريتك فهذا جرم )
عاد حاجز الصمت يرتفع بينهما كما في كل مواجهة .. حاجز حطمته علا هذه المرة وهي تتساءل ببحة بالكاد اظهرت صوتها (لما .. اليس من حقي الحصول على راحة الغفران .. اليس من حقي الهروب من كل هذا العالم المظلم والناي بعالمي . انا لا اريد الكثير .. اريد فقط ان اعيش بشكل طبيعي .. ان احب .. وان احب بالمقابل .. ان نام ملئ جفوني .. وانا واثقة بان سندي بهذه الحياة معي .. ان اكف عن تحمل جرائم واثام غيري وان يرتاح ضميري المتعب .. هل اطلب الكثير عندما اطلب حصولي على حياة طبيعية )
الهذه الدرجة اثرت بها رؤية علي .. الهذه الدرجة اشعرتها بحاجتها الماسة للعيش بهناء هادئ .. اشتعلت نيران احمد بلحظة واحدة وكلمة تخترق كل خلاياه .. بسخرية مخيفة اقترب منها وهو يتساءل (حياة طبيعية .. زوج طبيعي .. ابناء طبيعين .. مالامر يا علا .. يبدو ان شكي بمحله وبانك رايتي علي وعلمتي ما الذي فقدته في هذه الحياة من بعده )
هي الكواجهة اذن .. هو الجنون الذي يجب ان تجعله يفهمه .. ان كان حقا ما تراه بعينيه في تلك اللحظة .. لم تتراجع هذه المرة رغم كل ما استبد بها من خوف اكتشافه لحقيقة ما قامت به .. وبحماقة شجاعة اقتربت منه بدورها وهي تقول بايضاح من بين اسنانها (صدقني .. في كل لحظة تمر في حياتي .. اتاكد بان اكثر قرار صائب اتخذته بحياتي هو قرار ابتعادي عن علي .. فانا وهو .. متضاضان لدرجة كبيرة جدا )
انها حقا تقتله .. حقا تذيب كل داخله .. كل ما عاهد نفسه عليه .. تجعله شخصا اخر لم يعد يريده .. لم تعد هناك مسافة تفصل بينهما في تلك اللحظة وهو يسالها بهدوء تهديدي مرعب ( ومن هو برايك الذي سيروي حياتك بتلك الامور الطبيعية التي تبحثين عنها .. فقط من باب الفضول اريد ان اعرفه .. لاقتله )
اضاف الكلمة الاخيرة بطريقة اخافتها ولكنها ابت ان تظهر هذا له وهي تتعمد الضغط عليه وقد رات استجابته لاستفزازها للمرة الاولى .. بنبرتها الراجية الحائرة المتسائلة قالت ( تقتله .. لما .. لانه سيمنحني الخلاص الذي ابحث عنه .. ارجوك يا احمد .. انهي عذابي .. واجعلني قوم بطقس الثار .. فاما ان تقتلني .. او تسامحني وتحررني )
ان كان احد قادر على وصف ما يحدث فسيكون الوصف الامثل هو الجنون المطبق .. ان يحررها .. او يقتلها .. اي الم اكبر سيتمكن يوما من مواجهته .. حقيقة وتساؤل .. هل سيتمكن من العودة الى حياته هو الطبيعية دون وجود علا فيها .. انه حتى لا يتذكر كيف كان يمضي يومه دون استفزازها .. دون وجودها .. دون احساسه بالغضب والتناقض منها .. دون ان .. يملي عينيه منها .. ويشبع قلبه من صوتها وهي تحادث علي عما يجول بنفسها وقد اعتاد استراق السمع لها .. ببطء .. بحزم .. بتناقض غاضب مع فولاذية .. امسك يديها ليقيدها الى خلف ظهرها وهو يجذبها اليه حتى اصطدمت بصدره قائلا بتلكئ لتستوعب كل كلمة يقولها ( لا اريد .. ان احررك .. لم اعد استطيع .. ان احررك .. انت تكبليني بسحرك .. بضعفك .. بهشاشتك .. حتى لم اعد افهم .. مالذي اقوم به .. بسببك .. المفترض الان .. ان ارفع مسدسي .. واقتلك .. بما اني لا اقبل العوض .. ولكن ..) وصمت وهو يرى تعاقب مشاعرها العنيفة على صفحة وجهها .. يده ارتفعت لتحتضن وجنتها وهو يتساؤل بغموض خافت ( ياللهي .. مالذي تفعلينه بي اجيييبي .. هل تعتقدين انك ستنجحين بتغيري .. انت تتوهمين اذن.. انا لن اسامحك .. لن .. ) وصمت مع التماعة عينيها بدموعها لينفي كل كلامه باقترابه منها وهو يقبلها .. قبلة تلتها اخرى اعمق وقد ذاب بحلاوتها التي اصبح مدمنا عليها .. تذوق طعم دموعها الكالحة في تلك اللحظة فابتعد قليلا وانفاسه تخرج كشهقات مرتجفة استجابة لانفاسها الريشية الملمس .. رفعت يديها الى وجنتيه وهي تساله برجاء غريب كمن يبحث عن شيء فقده
( انت .. انت لن تقبل امراة .. تكرهها .. اليس كذلك .. فمهما كنت سيئا .. الا انك بالتاكيد .. لن تجرح ضميرك اكثر .. ال. اليس كذلك )
هل تنتظر منه اعترافا .. هل تحاول ان تضع عليه شروطا .. بثلجية قال وحروفه تبدو كشظايا زجاجية تنغرس بقلبها لتنسف كل امالها بعواطفه ( انت لست بوضع .. يسمح لك بوضع الشروط .. لا تنسي بانك زوجتي .. و .. انت حقي الشرعي )
ان يسخف ما بينهما بتلك الطريقة كان كصفعة ايقظتها .. ان يشعرها بان ما بينهما هو مجرد اتفاقات وشروط لا يحق لها باختراقها بدا كخنجر طعن فيه ادق احاسيسها .. انتفضت مبتعدة عنه بقوة وهي تهدر بكبرياء جريحة ( لا تفعل هذا .. افهمت .. لا تشعرني باني مجرد حبر على ورق تستغله كما تريد ثم تلقيه بعدها .. ارجوك .. لم اعد اريد ان تجمعني معك ذكريات انتقامية فقط .. انا .. انثى .. لم تشعر بانوثتها الا بين يديك .. ولا اريد .. ان افقد قيمتي هذه الان .. افهمت .. يا احمد )
وخرجت بسرعة تاركة اياه يفكر بكل ما قالته .. شعوره بانها استحقرها ومواجهتها له بهذا العنفوان زادت نبضات قلبه بنبضة اخرى واخرى .. معها حق .. هو ايضا لم يعد يريد ان يجمعه بها فقط ذكرياتهم الانتقامية .. دغدغة احاسيس رسمت ابتسامة مسروقة على شفتيه وهو يتذكر كلمتها .. اذن فهي مرتها الاولى التي تشعر بانوثتها .. معه هو .. هو فقط .. وجد نفسه يلحق بها ليرى مكان تواجدها رغم تاكده بانها ستكون عند علي .. ابنها كما اعتادت دوما ان تشكو له .. منظرها وهي تضم علي بحنان لتغرق راسها بصدره اثر به ومس قلبه ايضا .. ما اجملها .. لقد خلقت لتكون ملكة .. لا لتتعرض لكل هذا .. اي جنون يجعله يراها بهذا البهاء .. رنين هاتفه قطع شروده بها ... اسم ايقظه من حلمه الوردي على واقعه الذي لا يجب ان ينساه .. اجاب بشكل فوري مرحبا بعادل الذي اخذ يلقي على مسامعه بسيل من المعلومات تسبب باهتزاز كيانه وقلبه يقصف بعنف مؤلم وكانه سيخرج من مكمنه .. عقد حاجبيه وهو يرفع انظاره باتجاه علا ليتاكد من انشغالها مع علي قبل تمتمته بصوت خافت متسائل وقد استنفرت كل خلايا جسده بترقب ( مالذي تعنيه يا عادل بان عمي يحضر مفاجاة كبيرة سرية .. هل تمكنت من معرفة نوع او طبيعة هذه المفاجأة )
اجابه عادل وصوته يخرج من الهاتف بنبرة مكتومة خافتة وكانما يخشى ان يسمع احد كلامه ( صدقني حاولت التقصي اكثر ولكن ... عمك هذه المرة يحيط الامر بسرية تامة .. الا ان طبيعة التجهيزات التي اراها امامي تشابه ما يفعلونه عندما يخطتفون احدا مهما .. افهمت شيء )
قبضة ثلجية اعتصرت فؤاد احمد وكفه تعتصر بدورها سماعة الهاتف وقد اخذ عقله يربط كافة الامور بتسلسل .. هل من الممكن ان يكون عمه قد قرر ان يختطف .. سما .. صوت عادل قطع تفكيره وهو ينهي المكالمة سريعا تاركا اياه يتخبط بحيرة .. مالذي سيفعله عمه يا ترى من مصائب ليضمن حصوله على ما يريد .. تساؤل رافق ارتفاع عيناه باتجاه علا وهو يتساءل بخوف اكبر .. ام هل هي علا هدفه الذي ينوي اخضاعه واجباره واختطافه .. من الشخص المعرض للخطر .. علا .. ام سما .
باذن الله علي وسما وتامر وتسنيم يوم الثلاثاء سيكونون جاهزين اما الفصل الثامن فاعدكم في اول ما اتمكن من العودة للكتابة ساحدد موعده باذن الله
اتمنى ان يعجبكم الفصل كما اتمنى من قلبي ان اسمع اراءكم ونصائحكم واشكر جمييع الداعمات والمشجعات لي



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 09:06 PM   #207

أزهاربيضاء

? العضوٌ??? » 267780
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » أزهاربيضاء is on a distinguished road
افتراضي

سلمت اناملك أختي حور 💕
الرواية تزداد تشويقا فصل بعد فصل
في انتظار التتمة
لا بأس عليك أختي حور طهور ان شاء الله ربي يتمم عمليتك على خير ويشفيك شفاء لا يغادره سقما


أزهاربيضاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 09:15 PM   #208

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

الف سلامه عليك يا حور
الفصل رائع وواضح أن كل شخصيه بدأت تأثر في الطرف التاني
مصارحه ام ادهم را ئعه وموقف اسيل جه في وقته أو الحريق هوه الي جه في وقته
ضعف علا كان واضح من الاول لكن حقد احمد وكرهه ليها خلاه يغمض عينينه عنه
تسلم ايدك يا حوريتي


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 09:27 PM   #209

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

دائما متميزه ومبدعة و ألف سلامة عليكي وترجعلينا بالسلامه 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-18, 11:39 PM   #210

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فصل شيق للغاية ووصف المشاعر فيه راائع سلمت يمناكى

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.