آخر 10 مشاركات
135 - الخطوة الأخيرة - مارغريت بارغيتر ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          260 - غجرية بلا مرفأ - رينيه روزيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )           »          75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          261 - عروس الوقت الضائع - رينيه روزيل (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-18, 09:46 AM   #21

سيدة11

? العضوٌ??? » 408910
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » سيدة11 is on a distinguished road
افتراضي


مبروك 💋💋💋💋💋💋💞💞💞💞💞💞

سيدة11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-18, 10:23 AM   #22

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

حمدالله علي السلامه بقي 😂 من كتييير قوي بتقولي جايه

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-18, 01:06 AM   #23

سما ممدوح

? العضوٌ??? » 370138
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 196
?  نُقآطِيْ » سما ممدوح is on a distinguished road
Rewitysmile6

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق باذن الله

سما ممدوح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-18, 11:17 PM   #24

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك ❤❤❤❤
بانتظارك 🌷🌷🌷💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-18, 07:27 PM   #25

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

الف الف مبروووك الجزء الثاني متابعة معاكى ان شاء الله

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-18, 10:33 AM   #26

نور الشفق

? العضوٌ??? » 410809
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 284
?  نُقآطِيْ » نور الشفق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف مبرووووووووووووووك الجزء الثانى من روايتك الرائعه نحن على انتظار موفقه ان شاء الله

نور الشفق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 05:33 PM   #27

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الاول

صرخة عنفوان أنثى
الفصل الأول
القسم الأول
1





في هذه الحياة يقابل المرء الكثير من انواع البشر .. يستمع الى العديد من القصص .. ويتعامل مع مواقف لا تحصى ولا تعد .. ولكن .. تبقى هناك لحظات معينة .. مفترقات طرق تقابلنا .. فتتغير كل حياتنا بناءا على قرارتنا فيها ..
نظرة .. كلمة .. موقف .. فكرة .. شخص .. احساس .. اي شيء قد يمثل تلك الشعلة التي تغير كل ما قد تكون رسمته في حياتك الى فوضى عارمة تجد فيها اصداء لروحك .. ثم تبدأ بالبحث عن قواعد جديدة لترسي مركب حياتك عندها وتعود الى شطآن الامان ...
هنا .. عندما تنتفض روحك .. ويستصرخ كيانك .. وتستعد جميع اسلحتك .. فيحيطك عنفوانك .. ويستنهضك كبرياءك .. ويتاجج تفكيرك .. وتسمو روحك .. هنا تكون قد صرخت .. فثرت .. فحطمت كل جدران وقيود قد تكون خنقتك ...
( صرخة عنفوان انثى .. الجزء الثاني من جدران صمت الهوى )
*************************

المطار ...
تنظر حولها بنفس العشق والشغف الذي نظرت به دائما الى هذا المكان .. حيث شهدت حياتها فيه كل شيء .. نجاحها .. مهنتها .. حبها وعشقها .. امانها واستقرارها .. تنازلها وفرحتها .. عائلتها التي واخيرا بدأت بالاكتمال ... بلا وعي امتدت يدها بحركة اصبحت مألوفة لديها لتمسد بطنها وشريط حياتها يعود سريعا الى مخيلتها .. اذن .. واخيرا اقتنعت بانتقال هدفها في هذه الحياة .. مسؤوليتها التي تحولت من قائدة طائرة ناجحة .. الى .. .أم .. رغم مرور اربعة اشهر على هذا الا انها لازالت تشعر بان الامر جديد عليها .. لازالت تعيش صدمة وجود حياة اخرى بداخلها .. ابتسامة مشاكسة ارتسمت على شفاهها وهي تتذكر بانها ليست الوحيدة التي لا تجيد الى الان التعامل مع هذه الحقيقة .. فزوجها .. نادر .. لازالت الى الان تقبض عليه وهو ينظر الى بطنها بصدمة وكانه لا يصدق بان طفله ينمو بداخلها .. بعد كل ما مر كلاهما فيه ليصلا الى هنا .. وليس هذا فحسب .. بل انها لا تكاد تعرفه وهو يتعامل معها بكل هذا الخوف عليها .. كيف يناجي الطفل بعد ان يظن انها نامت فيضع يده على بطنها ويبدا بالتكلم .. برسم خطط المستقبل له .. يشكو همومه ومشاكله ومشاعره له .. ذلك الذي دوما ما عرفته صامتا لا يعرف التعبير عن مشاعره .. من شكت دوما من قلة كلامه .. الان ... تستمع اليه وهو يحكي كل شيء في قلبه الى طفلهما .. حتى انها اصبحت تغار .. ومع ذلك .. تلك اللحظات .. تلك المشاعر التي يتبادلانها .. كل هذا التغير يجعلها تقتنع اكثر واكثر .. بانها لم تعد تريد ان تكمل كقائدة طائرة .. وبانها ستكتفي باعطاء الدروس في كلية الطيران وتدريب المتقدمين الجدد .. اليوم .. عندما اقنعت نادر واخيرا بان يسمح لها بالتواجد معه في الطائرة التي يقودها كراكبة شعرت بلذة غريبة .. وهي تشعر بمهارته مرة اخرى ككابتن .. تلك المهارة التي فتنتها دوما .. حتى بعدما اصر عليها الجلوس على مقعدها وعدم السماح لها ان تزوره في الكابينة .. كان شعورها غامر وهي تستعيد لحظاتهما في الطائرة معا .. تنهيدة عشق انبثقت من شفاهها ويدها تعود لتمسد بطنها ولكن .. يد اخرى وضعت على بطنها وصوت طفولي قاطع تفكيرها بسؤال لطيف ( هل ضربتك مرة اخرى .. اين .. اين ياعمتي ضربتك .. انها بالتاكيد تبحث عني .. يبدو انها تود ان تسلم علي قبل ذهابي )
ضحكة شملت كامل وجهها وهي تنظر الى عماد بحب قائلة ( بالطبع تبحث عنك .. حتى انها حزينة كثيرا على فراقك الان .. ولكن .. لماذا انت مصر على انها فتاة رغم اننا لم نعلم بعد )
ظهر التفكير عميقا على ملامح وجه عماد فراقبته بحب وحنان وقلب متالم على حال هذا الصغير الذي اصبح يتنقل بين البلاد ليجالس كلا والديه ويتعرف على والده واخيرا بعد ان سمحت سما بهذا على ان تكون هي مسؤولة عنه وهو عند والده .. وقد عذرت ريبتها فزوجة سراج لم تثبت باي وقت حسن مشاعرها نحوهما .. فصمتها وتعاملها ببرود وتجاهل مع عماد كان دوما مصدر قلق لسما ولها ايضا لذا اصرت هي الاخرى على التواجد مع عماد في الفترات التي يكون فيها مع والده كما استغلت هذا الامر لتتقرب من اخيها وعماد اكثر.. عاد الصوت الطفولي ليقول ( لا اعلم ياعمتي .. اشعر بانها فتاة .. وبانها ستكون حبيبتي )
بدهشة شهقت نسمة متسائلة ( ماذا .. مالذي تقوله ايها المشاغب .. كم عمرك كي تقول مثل هذا الكلام .. ثم كيف يعني ان تكون لك وانت لها .. لا تجعل نادر يسمعك ارجوك فعندها لن يدخلك الى البيت .. على افتراض اني ساجلب طفلة )
ببراءة تعشقها رفع عماد كتفيه مجيبا ( لقد سمعني .. ونظر الي بهذه الطريقة ) وعقد عماد حاجبيه بشكل طفولي كتقليد مضحك لنادر وهو يتابع ( وقال .. احترم نفسك ياولد .. فان كنت سانجب انثى فانت ستتعب كثيييرا جدا حتى اعطيها لك .. ساجعلها تنتقم من كل ما فعلته عمتك بي قبل ان توافق عليك .. صحيح ماذا فعلتي انت يا عمتي ؟ )
بشهقة دهشة اكبر تساءلت نسمة ( ماذااا .. نادر قال هذا .. يالهول .. الرجل فقد عقله حقا ما ان حملت .. لم افعل شيئا يا حبيبي لا ترد عليه انه يمازحك و)
قطعت كلامها ما ان صرخ عماد وهو يلوح وانظاره تتجه الى نقطة خلفها ( هاااي .. انها امي .. واخيرا قد وصلت ... واسيل ايضا معها )
التفتت حيث اشار عماد لترى سما واسيل وهما تسرعان الخطى باتجاههما وقد التمعت ابتسامتهما فلوحت بيدها بنفس اللحظة التي ركض فيها عماد باتجاههما بحماس واشتياق .. خطواتها التي تسارعت هي الاخرى نحوهما توقفت لوهلة وقد غرقت بالضحك مع منظر اسيل التي سبقت سما بمشاكسة لتحتضن هي الاولى عماد مانعة اياه من الوصول الى امه التي ارتسم الغضب على وجهها وهي تزاحم اسيل لتاخذ منها عماد كي تحتضنه وتشبع شوقها اليه .. منظر تدفع كنوز الدنيا لتخلده وقد ظهرت فيه مشاعر الحب النقي المتمازجة مع امومة كلتاهما لهذا الطفل الصغير .. عادت للحركة مع صوت اسيل المرتفع التي اشارت اليها ( اوووه نسسسمة .. ماما الجديييدة .. واخييرا رايتك يافتاة .. حقا لقد اشتقت اليك يا مجنوونة .. بعد ان منعك زوجك المجنون من الطيران في الشهور الثلاثة الماضية )
برجاء مختلط بالعتب ضربت نسمة كتف اسيل التي كانت قد وصلت اليها ( اصمتتتي لقد فضحتيني .. اصمتي هل نسيتي اني كنت اعمل هنا وان الجميع يعرفنا انا وزوجي الذي تصفينه بالجنون الان بكل راحة )
ضمتها اسيل بقوة وهي تجيبها ( بل نسيت اسمي من اشتياقي لك يافتاة .. ولولا ان مديرتي دكتاتورية وتجعلنا نعمل اربع وعشرين ساعة في اليوم لكنت جئت انا لزيارتك )
ضربة اخرى هزت كتف اسيل وصوت سما يرتفع ( لقد سمعتك يا كسولة .. لا تصدقيها يا نسمة .. فهذه المجنونة كانت تضيع الوقت مع مراد في عمل كل شيء مجنون يخطر على تفكيرها وبالطبع العمل لم يكن احد خيارتها .. حتى انني كنت اتمنى لو تمكنت من ربطها في مكتبها كي تعمل كما هو مطلوب منها .. ولكن .. انها اسسسيييل .. اتعلمين .. حتى علي لم يتمكن من الحد من خطورة تهورها واندفاعها )
بصوت مضحك قلدت اسيل سما ( انههااا اسسسيل .. بالطبع انا اسيل ... وبالتاكيد لن يتمكن علي من ربطي ولا انتي .. فكلاكما اصبح ايقونة للكابة في الفترة الاخيرة )
انطلق صوت عماد مقاطعا وهو يتطاول بنظره خلف والدته واسيل متسائلا ( اين عمي علي .. لقد اشتقت له كثيييرا جدا جدا جدا )
تغير طفيف ظهر على ملامح سما وهي تطرق بوججها بطريقة جعلت اسيل تتنهد وتتبرع بالاجابة السريعة على عماد بعد ان انحنت باتجاهه وقد وضعت يديها على كتفيه ( علي سبقنا في المجيء الى هنا منذ الصباح ياحبيبي فهناك الكثير من العمل الذي ينتظره ولذا اضطر ان ياتي في الطائرة التي قبلنا ولكن .. هو ايضا بالتاكيد اشتاق لك كثيرا وانا واثقة بانه سياتي ليراك ما ان ننتهي من الاجتماع في العمل .. والان .. ما رايك ان نتسابق الى السيارة التي ستقلنا لنرى منزلنا الجديد ؟ )
بطفولة لذيذة اجابها عماد وقد ظهرت خيبة الامل عليه وان حاول اخفائها ( هل تعتقدين اني صغير يا اسيل كي تسابقيني .. من المفترض ان نمشي باحترام فنحن الان بين جموع البشر)
ضحكت كل من سما ونسمة بينما فتحت اسيل فمها بصدمة قبل اجابتها ( انت ... انظر انظر .. الصغير اصبح يبحث عن مظهره الان بين البشر .. حسنا يا سيد عماد مالذي سننتظره الان منك اكثر من هذا )
اجابتها نسمة من بين ضحكاتها ( هيي لا تقسي على الصغير .. فهو في حمايتي الان .. ثم معه حق الن تكبري حقا .. مالذي سيظنه الناس من حولك وهم يرونك تتسابقين مع طفل صغير )
مطت اسيل شفتيها بملل مجيبة ( بل لن اكبر ابدا فالعمر اقصر من ان نقضيه في محاولة محاسبة انفسنا على ما يظنه الاخرون بنا )
نقلبت نظرة نسمة بشكل فوري وهي ترفع يدها باتجاه شعر اسيل القصير بتلقائية متسائلة بنبرة شابها الحزن والقلق ( حبيبتي انا اسفة .. لم اسألك الى الان .. هل انت بخير .. يعني اقصد .. هل لازلت بخير .. هل كل شيء على ما يرام .. كيف هي نتائج فحوصاتك الاخيرة )
رفعت اسيل كتفيها مجيبة ( مممم يعني على حسب كلام الطبيب قال لي بانني ساقتلكم جميعا ثم ساموت بعدها وبان نتائجي ممتازة جدا جدا .. لذااا )
ومدت يدها بمشاكسة لوجنتي نسمة كي تقرصهما وهي تتابع ( ازيلي عن وجهك هذه الملامح الحزينة .. فبيد الله وحده تكمن اقدارنا .. وربما اموت حتى وانا بكامل صحتي .. او حتى ربما يهاجمني المرض مرة اخرى وينتصر علي .. وربما وربما وربما .. تعددت الاسباب والموت واحد فقدرنا مكتوب عند الله لذا .. لا تقلقي علي وفقط دعيني اعيش كل لحظة بحياتي كانها الاخيرة كي استمتع بها )
ابعدت نسمة وجهها عن يدي اسيل بصعوبة وهي تغمم بياس ( حقا سما يبدو وضعها صعبا جدا .. الفتاة كانت بالسابق بلا عقل .. ولكن الان اصبحت مجنونة بشكل رسمي كامل)
كشرت اسيل عن وجهها ( انت وزوجك المجانين .. اين هو صحيح .. كيف تركك بعد كل هذا الحصار عليك .. وكانك الملكة ديانا المتوجة )
قلبت نسمة ملامحها وضحكة سما ترتفع ( الان كفي عن دعوته هكذا والا ساقتلك .. فنادر تحديدا ابعد رجل عن الجنون .. ثم لما لا .. فليدللني .. فيما يعني الملكة ديانا افضل مني .. انا اكثر حظا منها اصلا بزوجي .. ثم هو موجود ولكن وراءه بعض الاعمال وانا طلبت منه ان اقابلكم هنا وايضا .. )
وصمتت نسمة لوهلة وهي ترفع حاجبيها باشارة للسرية وقداخفضت صوتها قدر استطاعتها وهي تهمس ( هناك مكان يجب ان اذهب اليه دون ان يعلم زوجي وقد استغليتكم مع عماد كحجة لاصل اليه )
رفعت سما حاجبيها بتسائل ( مكان .. نسمة حبيبتي هل كل شيء بخير .. هل هناك شيء متعلق بسراج او عماد )
حركت نسمة راسها رفضا وهي تقترب من سما لتحتضنها قائلة (لا تقلقي .. سامحيني لقد شغلتني اسيل عن الترحيب بك بشكل لائق .. المكان الذي اريده لا علاقة له بك او بعماد .. بصراحة انا اود الذهاب لتامر .. اريد ان اخبره بحملي واحاول التحدث معه عله يلين ويعود لينضم الينا بعد كل هذه القطيعة )
كانت تتحدث بصوت منخفض جدا مخافة ان يسمعها عماد او اي شخص .. حركت اسيل راسها باستفهام متسائل ( كيف يعني .. الازال يحملكم مسؤولية ما حدث .. هل لازال الخلاف قائم بينهما .. ثم .. لما لا تودين ان يعلم زوجك بامر قدومك )
تنهدت نسمة باسى وهي تلوح بيدها بعجز ( ليس الامر كما تظنان .. فالمشكلة اعمق بكثير ولا استطيع ان اوضحها لكما بشكل كامل لاني وعدت نادر الا اخبر احدا عما حدث بعائلته او ما فعلته ابنة عمه .. تصرف تامر مبرر صدقاني وحتى نادر يعذره بداخله ولكنه كما تعرفانه قاسي ولا يطيق اي شخص قد يحزن والديه .. وابتعاد تامر بهذا الشكل عن العائلة جعل امه وابوه في غاية الحزن .. لذا .. هو الاخر طلب من الجميع عدم محاولة الوصول لتامر وان يتركو الامر له عندما يجد الوقت ملائم )
مطت سما شفتيها بتسائل ( اذا لما تتدخلين ان كانت هذه رغبة نادر .. يعني انت دوما اخبرتنا ان غضب نادر سيء جدا ومن الافضل تجنبه .. بالنهاية هم عائلة وقادرون على التصرف مع بعضهم بما يريحهم )
تنهدت نسمة بعجز ( معكم حق .. ولكني .. سمعت كلام نادر مع طفلنا وهو يظنني نائمة .. انه جدا حزين .. يشعر بالم كبير من مقاطعة اخيه .. وبنفس الوقت لا يريد ان يؤلم والديه ويود لو يعلم تامر درس لا ينساه كي يفهم الحياة بشكل اكثر نضجا .. يعني .. ياللهي لا اعلم كيف اعبر عما احسسته بصوته ولكن .. ان .. اتعلمان فقط انتظراني هنا قليلا .. لن اتاخر .. وان جاء نادر فاخبراه انني ذهبت الى الحمام ورنيي على هاتفي يا اسيل وانا سافهم ... عن اذنكما )
وتحركت بسرعة وقلبها يخفق بتوتر وخوف وترقب .. نظراتهما المستهجنة المتها فهي تعلم انها مخطئة فيما ستقوم به ولكن .. لم تتمكن من اخبرهما عن دموع زوجها الغالية التي راتها بعيناه وهو يتحدث عن اخيه .. لم تخبرهما كم يحمل نفسه ذنب ما حدث وكم يشعر بانه ظلم تامر وبانه يعيش بسعادة بينما اخوه يتعذب لوحده .. كيف تخبرهما عن احساسه ايضا بانه خدع اخاه وورطه عندما وافق على ان يحل محله رغم شعوره بخطئ هذا ولكنه كان كغريق يتعلق بقشه .. امور كثيرة كسرت في ذلك اليوم وكان نادر خجلا جدا من حتى محاولة المبادرة مع تامر لخوفه من نظرة الذنب التي سيراها ملتمعة بحدقتيه .. خطواتها المتسارعة قادتها الى ورش تصليح الطائرات .. حيث تعلم انه يعمل هناك .. لم يكن صعبا عليها تحديد مكانه فما ان دخلت منطقة الورش في المطار حتى شعرت بالحركة المتفجرة في كل مكان .. اصوات الطرق واصوات الصراخ والسلالم التي تتحرك في كل مكان وقطع الطائرات المتناثرة هنا وهناك و .. لمحة واحدة لشاب اطول من غالب الموجودين كان يتوجه الى حيث المكاتب الاساسية في الورش .. انه هو تامر .. ذلك الذي دوما ماكان طوله يميزه ويظهره باي مكان يتواجد فيه .. تحركت سريعا باتجاهه كي تتمكن من الوصول اليه قبل ان يختفي وكلها رجاء ان تتمكن من الاختلاء به .. لسانها الذي يلهج بدعاء ان ييسر الله غايتها توقف ما ان رات باب مكتبه الشبه مفتوح وقد دخله للتو لوحده .. تسارعت انفاسها ويدها ترتفع لتطرق الباب قبل دخولها بسرعة كي لا تتراجع بعد ان استبد الخوف بها للحظة .. عيناه الزرقاوتان بامتياز ارتفعتا نحوها بتسائل قبل انقلابهما لضباب غائم ما ان ادرك كينونتها وهو يتسائل بصوت اجش ( عفوا .. مالذي تريدينه .. ممنوع تواجد الاشخاص العادين هنا .. كيف دخلتي )
لهجته الباردة استفزتها فتذكرت اخاه في اول لقاء بينهما ولكنها حاولت التماسك وهي تجيب بمنطقية ( اولا .. انا كنت اعمل هنا والغالب يعرفني .. ثم انا لست عادية وبالتاكيد هناك استثناءات تشمل عائلة الشخص الذي يعمل هنا )
رفع حاجبيه استنكارا وقد اجابها صمته عما يظنه بها تحديدا في موضوع العائلة .. بصبر اكبر تماسكت كي لا تفشل بمهمتها وهي تثبت عيناها امام لهيب زراق عيناه المخيف .. حركة خفيفة من راسه رافقت كلماته التي قاله بجدية مخيفة ( حسنا .. كيف اخدمك ياترى)
وقفته ومظهره اعلماها بتلك الحواجز الثلجية التي يحيط نفسه بها ليبقى بمناى عن اي شيء فقررت الهجوم كخير وسيلة لتنجح بهزه لذا اجابت بحروف تاكيدة ( انا حامل .. في الشهر الرابع .. واعتقد انه ان الاوان لتعلم وتبارك لاخاك فانت ستصبح عماً .. بعد اسبوعين سنقيم مادبة لعائلتك في منزلنا عندما نعلم جنس الطفل وساكون جدا سعيدة لو جئت وشاركتنا هذه الفرحة )
اهتزاز لحظي ظهر على تامر ويده تسقط الملف الذي كان يمسكه على المكتب لتستند على حافته وتدعم وقوفه وعيناه تموجان بشتى المشاعر العنيفة بتتابع هالها لنسمة التي لم تعتد التعامل معه ولم تكن تعلم طبيعة شخصيته او ردات فعله العنيفة بمشاعره المتطايرة .. فهي المعتادة على هدوء نادر وركوزه فلم تحسب حساب اختلاف كلاهما في شخصيته وهي تسمع صوته المصعوق مرددا ( حامل .. حقا .. نادر سيصبح اباً اذا )
فرحة غامرة شملت وجهه للحظات صدمتها وقد رات حبه النابض لاخيه فيها قبل انتباهه على تواجدها ومحاولته السيطرة على نفسه وهو يلتفت بعيدا موليا ظهره لها .. دقائق قضتها وهي تنظر الى ظهره وقد اخفض راسه واركزه على يده مخفيا وجهه بكفه وصوت انفاسه المتهدجة يحطم الصمت السائد بينهما .. ارتفع صوته ببطء بعدها وهو يقول ( حسنا .. احم .. مبارك .. اتمنى الخير له ولكما .. ولكن .. اعتذر لن اتمكن من القدوم )
اضاف جملته الاخيرة وهو يعيد الالتفات نحوها وقد اعاد قناعه البارد على وجهه وان كانت لا تزال عيناه محتفظتان بلمعة دموع فرحته الحبيسة .. تنهيدة اسى انطلقت من شفاهها وهي تقول بتهور ( لما .. لما تسمح لاي شخص ان يفرقك عن عائلتك التي تحبها .. نحن حقا نفتقدك معنا .. ارجوك تعال .. نادر يفتقدك كثيرا .. ان لم تكن ستسامحنا فمن ستسامح اذاً .. في النهاية نحن عائلتك .. اليس كذلك )
انتفض تامر بشكل فجائي وهو يلوح باصبعه امامها مشيرا اليها ( لانكم عائلتي انا ابتعد الان .. لان عائلتي هي من اذاني .. اليست ابنة عمي التي كذبت وادعت وخططت لتحصل على حب اخي حتى لو لوثت نفسها وطعنت برجولة ابن عمها الاخر هي من عائلتي .. الست انت التي بسببك نادر ترك ابنة عمه التي يعلم كم تعشقه ولم يهمه احد سوى سعادة نفسه ولم يحاول حتى التحدث معها رغم معرفته كم جرحها تركه لها هكذا والجميع كان يعاملها على انها زوجته من عائلتي .. اليس نادر الذي تزوجتيه وانت تعلمين جيدا انه من عائلة لم تقبل بك ومع ذلك لم تحاولي التقرب ايضا منها ولم تحاولي الاحساس بكسرة كبرياء تلك الانثى فتغنيت امامها بحب زوجك وسعادتكما مما دفعها للتعامل مع الامر بجنون مطلق .. من عائلتي .. اليس والدي .. والدتي .. الجميع ممن تشاركو بهذه المهزلة هم عائلتي .. بربك كيف تودين مني مواجهتهم بعد كل ما حدث .. كيف انظر في عين ابي الذي اصر على ان يتم الستر على ابنة اخيه دون حتى المحاولة من التاكد مما حدث .. وكاننا نعام نخبئ وجوهنا بالتراب لنداري فضيحة لم تحدث اصلا ..)
كان يتحدث باندفاع مخيف دون ان يتماسك وكانه انفجر باحاسيسه التي اختزلها بروحه طويلا جدا .. طعنات اصابتها بالعمق وهي تدرك ما عاناه لوحده من تناقض احاسيس جميعهم مسؤولين عنه بسبب تعاملهم باستخفاف مع كل ما جرى وكانهم يلقون بحمولهم على اكتافه دون النظر الى مقدرته ان كان يستطيع حملها .. لن تنكر انها كانت تشعر بوجود خطا قبل ذلك الزفاف المزعوم .. بل كانت واثقة من وجود مكيدة في داخلها ولكنها كذبت نفسها وتجاهلت حدسها واكتفت بكون نادر الى جانبها .. ويبدو ان نادر هو الاخر يشعر بذنبه لذا كان خائفا من هذه المواجهة .. سمعت تنهيدته الطويلة التي زفر بها تعبه وغضبه وكفه تعود لتمسح وجهه وقد اخذ يحرك راسه يمنة ويسرة بعدم تصديق لما فعله .. صوته عاد ليرتفع بعدما كان الصمت هو السائد لدقائق اخرى ( صدقيني .. جميعنا شركاء بما حدث وانا لا احمل الذنب لاحد دون الاخر ولكن .. سامحيني .. لست مستعدا بعد لمواجهة عائلتي ونظراتهم وكلماتهم فما زال قلبي متقيحا وكما رايت .. لم اتمكن حتى من التماسك امامك ومعاملتك بالاحترام الواجب رغم انك جلبتي لي خبر نزل كالثلج على قلبي )
لم تكن معتادة على هذه الجراة والوضوح .. كلماته القاطعة بقوة دون مجاملة او مهادنة .. جرأته واندفاعه .. كل هذا اخبرها كم هو شخص صادق بطريقة تجعل اي خيانة او كذب يواجهه مؤلم بشكل لا يصدق .. لاول مرة تفهم احساسه في تلك اللحظات في ذلك الزفاف المشؤوم .. لاول مرة تستوعب صدمته وانكسار اعماقه بكل المبادئ التي كان يؤمن بها ويدافع عنها .. بحركة خفيفة من راسها وافقته وهي تطرق براسها لتخفي دموعها السخيفة على المه وهي تغمغم ( انا اسفة .. لم اقصد اذيتك .. فقط فكرت بنادر .. يعني .. صدقني كم اتمنى ان تصبح اخي فعلا .. وان تعود لنا .. ان اشعر بان العائلة قد عادت كما كانت قوية وكما عرفتها دوما .. فانا لم يكن لي عائلة قبلكم لذا .. )
رفعت راسها لترى نظراته المشتتة والمه الذي انعكس عميقا وهي تتابع ( لازلت امل ان ياتي طفلي ليجد عمه يحتضنه .. لازلت اشعر بانك رغم كل شيء ستاتي لتعلم جنس ابن اخيك .. هل هو ولد سيحمل اسمه ويرث ملامحه وهيبته .. ام هي انثى رقيقة ستنير منزل جدها .. لازلت ارى انك قادر على التغلب على كل المك والمجيء الينا .. لذا .. ارجوك حاول .. ارجوك تقبل عائلتك مرة اخرى .. ارجوك تقبلني انا كاختك )
اضافت الجملة الاخيرة بتمني هامس سمعت على اثره زفرة تامر الطويلة وهو يجيب بحدة ( لا تفعلي هذا .. انا الذي ارجوكي الا تضغطي علي .. ارجوكي ان تكتفي بالعائلة التي حصلتي عليها وتسقطيني من تلك الحسابات .. لن استطيع شيئا مهما كنت مشتاقا لعائلتي .. لذا احصلي انت ونادر على سعادتكما وانسياني )
اغمضت نسمة عيناها مجيبة بارتجاف ( لن ننساك ياتامر لانك ستظل كثغرة لا تكتمل العائلة بدونها .. ساغادر الان ولن اثقل عليك ولكن .. كما قلت لك .. عائلتك ابدا لن تنساك اوتسقطك من حساباتها بل عالعكس دوما ما سنكون حولك وندعمك وننتظرك لتعود وتشاركنا فرحتنا )
كلمات قالتها وهي تلتفت مغادرة دون ان ترى ملامح تامر التي كانت تعبر عن وجع خالص وكسر مخيف واهتزاز روح شوهها ما تعرضت له .. دقيقة واحدة كانت الفيصل ما بين خروج نسمة وارتفاع صوت انثوي تردد في المكان بنبرته المستهجنة ( انت كيف تفعل هذا .. كيف تؤذي شخص جاء ليترجاك ان تكمل فرحته .. كيف تخذل عائلتك التي تحبك .. الا تعلم كم واحد منا يتمنى ربع هذه العائلة )



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 05:36 PM   #28

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الاول


صرخة عنفوان انثى
الفصل الاول
القسم الاول
2


نظراته توجهت بشكل فوري الى باب المكتب حيث وجدها تقف هناك .. تلك القزمة التي اقتحمت فجاة حياته اليوم .. انثى منذ راها لم يعلم تحديدا كيف يصنفها .. وبلا ارادة منه جالت عيناه عليها .. قدها الصغير جدا مع طولها القصير حتى ليخال للمرء انه امام طفلة مازالت في طور المراهقة .. شعرها المجتمع فوق راسها بتسريحة باهتة تفقده شكله او لونه الذي ظهر كانه بني بخصل سوداء عادية مع تركها لخصلة كبيرة غطت بها جانب من وجنتها اليمنى بطرقة ملفتة للنظر .. ملامحها العادية جدا .. بشرتها الخمرية الباهتة ووجها المتعب بهالاته السوداء التي تخفيها نظارة كبيرة دائرية باطار اسود ذكرته بشخصية الساحر البريطاني الصغير ( هاري بوتر ) .. وعيناها .. تلك التي لا تظهر الا لو ركزت بها لترى تميزهما الغريب .. ليس لانهما جميلتين .. بل لانهما كبيرتين متسعتين محاطتين برموش سوداء طويلة وبحدقتين سوداوين يجيشان بمشاعر متمازجة فتلمعان كماس اسود لا يعلم اصلا ان كان موجودا على ارض الواقع .. بصوت اشتدت نبراته من الغيظ تسائل ( عفوا .. هل تحاديثيني ؟ )
تقدمت تسنيم بخطوات خفيفة وقد رسمت ابتسامة غريبة على شفاهها وصوتها يخرج حانقا من بين اسنانها المطبقة ( اجل احادثك .. هل ترى غيرك هنا .. كيف حقا تفعل هكذا ..اعلم انه ليس من حقي التدخل ولكن .. )
لم تكمل جملتها وتامر يقاطعها وقد استبد به الغضب ( في البدء .. من سمح لك بالدخول والتنصت علي ايتها القزمة )
لقب ما ان سمعته تسنيم حتى شهقت بصدمة وهي تردد ( ماذا .. قزمة .. انا قزمة .. هل تسمع ما تقوله لي )
مط تامر شفاهه ( اجل قزمة .. فانا لا اعرف بعد اسمك .. فاما اناديك كزوجتي كما ادعيتي للتو امام الموظفين بطريقة مضحكة جدا .. او اناديك بالصفة الوحيدة الظاهرة عليكي .. ثم انت لم تجيبي علي .. من اذن لك .. هل هذه اخلاقك )
صمت ساد في المكان والغضب يميز بتسنيم وهي تحاول التماسك قدر استطاعتها امام هذا المدير الذي ابتليت به .. بقوة جبارة حافظت على ابتسامتها وعقلها يستذكر ما حدث منذ جاءت اليوم الى هذا المكان .. حيث ستعمل اخيرا .. بعد ان تدربت لعام كامل وعملت بوظيفة غير ثابتة تجريبة لسنة اخرى .. وظيفة تعبت كثيرا لتحصل عليها لانها املها الاخير لتعيش بكرامة .. كانت سعادتها لا توصف حتى والموظفة تخبرها بانه تم تبديل منصبها في اخر لحظة من العمل في مقر الشركة الرئيسي للعمل كمساعدة للمهندس تامر في ورش التصليح في المطار لحاجته الشديدة لشخص ذو مواصفات معينة وجدوها تنطبق عليها .. ولكنها بالتاكيد لم تكن تعلم انها ستواجه هذا الشخص كمدير عندما وافقت سريعا على هذه الفرصة .. وبنبرة سيطرت عليها بصعوبة اجابته ( اولا .. انا لم اكن اتجسس بل كنت انفذ اوامرك .. الم تطلب مني للتو ونحن متجهين الى المكاتب ان اجلب لك ملفي الوظيفي كي تراجعه وحتى تتعرف علي وعلى اسمي .. بدل ان تناديني .. بالقزمة .. او .. بزوجتي )
كانت كلمتها الاخيرة لئيمة بطريقة مشاكسة رغم ثبات عينيها وملامحها الثلجية المبتسمة كقناع .. مدت يدها بالملف وهي تتابع امام نظراته الحارقة بغضب متصاعد ( ثم .. انا لست متلصصة .. لقد تركتما الباب مفتوحا وصوتكما كان عالي .. ولكن يبدو ان احدهم لا يود الاعتراف بانه يشعر بخطئه رغم تظاهره بالعكس )
كلماتها التي اندفعت كالقطار من شفاهها صدمتها هي قبل صدمته .. فما دخلها كي توبخه .. الم تتعلم طوال الفترة الماضية التحكم بطبعها العصبي العنيد .. لماذا اخرج شياطينها وما علاقتها بعائلته .. نظراته التي ازدادت اشتعالا اعلمتها انها قد تعدت حدودها وصوته يرتفع بتقريع ( حقا .. وكانك تعلمين كل شيء وتقومين بوضع الاحكام .. ثم هل انت مستوعبة لطبيعة عملك هنا .. لطبيعة وضعنا .. هل تدركين حقا من انا .. ربما يجب ان اذكرك .. انا مديرك .. و.. ايضا ربما يجب ان اذكرك ايضا باني اكثر مدير تعين عنده مساعدات لانهن اما يطردن او يستقلن .. فهل نبدا يومك الاول بالطرد ياترى .. لانه يبدو انك مستغنية عن الوظيفة )
كلمته التي قالها بطريقة استعراضية قلبت ملامحها بشكل مفاجئ وقناع من الجمود يزين وجهها الذي انخفض مع عيناها الوقحتين اللتان تثبتتا على نقطة وهمية على الارض وهي تجيب مع محافظتها على ابتسامتها السخيفة ( بل على العكس .. انا مستعدة لفعل المستحيل لاحافظ على وظيفتي التي نلتها الان بعد جهد كبير .. لذا اسحب ملاحظتي .. تفضل هذا الملف الذي طلبته .. ساذهب لاباشر العمل الذي كلفتني به قبل قليل )
والتفتت كي تغادر بعجلة اثارت صدمة تامر من سرعة انقلاب تصرفها فقال باستنكار اكبر ( هكذا .. تسحبين نفسك وكلماتك .. وتكملين العمل .. وكأن شيئا لم يكن .. بل انت حتى لم تعتذري عما قلتيه عني قبل قليل .. ثم )
وتحرك بشكل فجائي بدوره نحوها ليواجهها وهو يقف امامها متابعا ( اسلوبك ينبئ بانك لا تعترفين بخطا كلماتك ولكنك فقط تسحبين نفسك من كل الموقف .. انت .. من انت حقا .. صدقا كيف تكونين انت من تنطبق عليها المواصفات التي طلبتها انا من الشركة ؟ ايتها القزمة ..)
اضاف الكلمة الاخيرة بادراك وهو يرى حجم فرق الطول المهول بينهما عندما وقف امامها ... لا يعلم حقا مالذي اصابه ليجادل هذه الفتاة هكذا ... هل يكون كل ما تعرض له للتو من ضغط عندما واجه زوجة اخيه قد انفجر فيها هكذا خاصة مع نبرة الاتهام بصوتها التي لاقت انعكاس لعذاب ضميره .. حاجبيها اللذان ارتفعا في هذه اللحظة اعلمتاه بانها تحاول التماسك بصعوبة كبيرة قبل ان تلقي بوجهه قنبلة .. ثم .. عادت تلك الابتسامة السخيفة للارتسام على وجهها بشكل جعله يتابع بغيظ مستنفر ( لما تبتسمين هكذا ونحن نتحدث بجدية ..هل تسخرين مني)
كانت نبرته تهديدية .. ولكنها .. لم تخف .. ولم تهتز .. بل بعناد حجري نظرت بثقة اليه وهي تجيبه بتشدق من بين اسنانها الظاهرة من ابتسامتها ( اريدها مطلقة او ارملة كي لا تحلم احلام مراهقة وحب وهمي .. ويتجاوز عمرها الخامسة والعشرين .. ملابسها محتشمة وعملية لتناسب العمل في روش التصليح .. دوما مبتسمة ومطيعة ولماحة للملاحظات وتبدي رايها بشكل سريع فيما تسمعه وباي خطا تراه .. ان تكون عملية .. صريحة .. صادقة .. وذات خبرة في التعامل مع الازمات فلا تبكي بشكل مخزي .. كما اريدها ان تكون على درجة كبيرة من المثابرة والرغبة الحقيقة في العمل ومتمسكة بوظيفتها لابعد الحدود فلا تستقيل لاي سبب تافه .. هذه هي مواصفاتك سيدي .. وقد اخبرتهم انك بدورك ستتمسك بها ان وجدوها ولن تطردها ايضا وستحتمل اخطاءها حتى تعتاد عليك .. اليست هذه اقوالك )
كان يستمع اليها وقد فغر فاهه بشكل بسيط وعقله يترجم الموصفات عليها بسرعة .. نظرتها التي التمعت بذكاء عفوي وهي تتابع مشيرة لنفسها ( انا ارملة .. متمسكة بوظيفتي لابعد حد .. جادة .. اعتقد ان مظهري ملائم لما طلبت .. كما اني مبتسمة ايضا رغم كل ما حدث .. و ايضا .. ان راجعنا ما حدث .. فما دار مع قريبتك كان في وقت ومكان العمل .. اي انه فعليا يعد من العمل .. وقد ابديت راي بصراحة وصدق فيما رايته خطا كما طلبت .. اذن .. ماهي حجتك ياترى للطرد)
وصمتت بشكل موحي قبل اشارتها اليه مضيفة باستفزاز اكبر (ام .. انك تستلم لاهوائك ياترى في امور العمل )
رفرفت عيناه بسرعة وانفاسه يسحبها بصوت عالي وهو يسالها ( هل .. حقا تعين ما تقولين .. انت .. مخطئة .. وايضا .. وقحة .. بالاضافة لتحديك لي للتو .. انت تتكلمين بخصوصياتي وكانك لك الحق الكامل فقط لانك تتفلسفين دون ان تفهمي .. هل حقا .. تفكرين بعقلك .. اتعلمين .. منذ رايتك قبل قليل .. علمت انك .. ستكونين كتلة من المشاكل .. ولكني .. كذبت نفسي .. كي اعطيك فرصة .. يبدو انك لا تستحقينها )
كان يفقد اعصابه حقا امامها .. يفقد سيطرته التي اعتاد عليها .. اعادته لطباع ظن حقا انه تخلص منها .. عيناها التي استجابت باهتزازة لكلامه قبل انخفاضها السريع وصوتها يتردد بخفوت ( ربما .. معك حق .. فانا لا علاقة لي بما دار بينك وبين قريبتك .. ولكني .. لم اتمكن من منع نفسي .. فببساطة .. )
ورفعت عيناها اليه وقد التمعتا بطيف دموع استغربه اكثر وهي تضيف ( ليس كلنا نملك مثل تلك العائلة التي تسال عنك وتدعمك وتفتقدك .. وانت .. تستغني عنها بسهولة )
اشار الى صدره بسرعة دفاعية متفاعلة مع حالتها التي وجد نفسه يغرق فيها ( انا .. لم استغني عنهم .. لا تتكلمي بما لا تعرفين )
رفعت اكتافها بتنهيدة وهي تقول ( اما ما حدث في البدء فلقد بررت لك .. صدقا لم اقصد تلك الكلمة بتاتا )
انفاسها التي شعرت بها تحتبس برئتيها بتعب من تلك المواجهة خرجت بزفرة طويلة وامنية حمقاء تلوح بخيالها .. ليتها تعود للحظة التي دخلت فيها الى الورش كي تغير كل ما حدث .. فيبدو انها اخطات بشكل متكرر بردات فعلها منذ تلك اللحظة .. عندما دخلت هذا العالم الذي خطف انفاسها منذ راته .. كانت وكانها أليس التي دخلت مدينة العجائب .. عالم اخر يدور في تلك المنطقة مختلف تماما عن كل زوايا المطار .. حركة في كل مكان .. اصوات متخالطة ما بين البشر وبين اصوات المعادن والالات وطرقات الحديد .. شعلات نار تتطاير من جهاز لحم المعادن كمفرقعات العيد .. اناس يتحركون جماعات وفرادى في كل مكان .. سلالم الية ويديوية تتحرك من مكان لاخر .. اجزاء من الطائرات تتوزع في كل مكان مع هياكل للطائرات الواقفة امامها وقد نقص بعض اجزائها التي على ما يبدو يتم صيانتها .. عيناها التي دارتا بذهول حاولتا تسجيل كل شيء كي تستوعب ما هي مقدمة عليه .. وهناك .. راته .. حيث كان يتحرك بسرعة وخلفه كوكبة من الاشخاص يحاولون اللحاق به وقد علا صوته الاجش بعمق صارخا عليهم ليتحركو بانتباه ودقة وسرعة خلفه .. كان كنبع يفيض بالحياة والحركة .. وكانه القلب النابض للمكان بصوته الذي يلقي التعليمات في كل مكان .. جسده الرشيق طويل القامة الذي ظهر فوق غالب الرؤوس .. احدهم ناداه باسم المهندس تامر فعلمت في تلك اللحظة انه .. رئيسها حقا .. بلا ادراك وجدت قدماها تقودانها اليه كالمغناطيس واذناها تسمعان ما يقوله وقد توقف امام من كانو يلحقونه واخذ يتكلم بحدة وعمق معهم فانتبهت ان غالب الواقفين كانو نساء ( هل وصلت فكرتي اليكن يا ترى .. ارجو الا تظنون اني متعنت او عنصري لاني اخصكن في الحديث الان .. ولكن .. دوما ما نلاحظ ان الرجال هنا يتعاملن بفطرتهن بشكل صحيح فيلحق المساعد بالمهندس المسؤول كظله وهو يسجل كافة ملاحظاته بدقة .. فالخطا في اي تفصيل يعني الموت لكل من في الطائرة اذا سقطت بسبب خطا صياني .. اما انتن .. فحدث ولا حرج .. لذا .. ارجو ان تكفون عن ايجاد الحجج وتلتصقن بالمهندس المسؤول كما تلتصقن بازواجكم لتسجلو كل صغيرة وكبيرة .. يعني تصرفن كزوجات هنا ودققن بكافة التفاصيل .. والا .. )
كان قد رفع اصبعه بتهديد ايحائي وهو يلتفت متحركا بشكل فجائي لم يسمح لها بالتراجع خطوة واحدة وقد انتبهت انها بلا وعي قد اقتربت كثيرا منه كتنفيذ لطلبه .. اصطدامها به كان قويا لدرجة افقدتها توازنه وهي تكاد السقوط لولا حاجز ذراعيه الذي استندت عليه بتلقائية .. عضلاته التي انكمشت اسفل يديها وهو يبعدها بعنف اصابها بالدوار اللحظي فترنحت لتتماسك بصعوبة على قدميها وصوته يخترق طبلة اذنها متسائلا ( من انت .. مالذي تفعلينه هنا .. كيف دخلتي الى هنا .. من انت )
اسئلته السريعة المتتالية مع ترنحها الذي ترافق مع عيناها اللتان اصطدمتا ايضا بلهيب المحيط المنبثق بشراراته من عيناه بلون تراه للمرة الاولى بحياتها بهذه العفوية المذهلة كزبرجد مضيء متلائلئ جعلها تهتف باول ما خطر على ذهنها .. ( انا .. زوجتك )
حروف ما ان استوعبها عقلها ففهم الكلمة التي قالتها حتى رات الصمت الذي ساد المكان وجميع الانظار تتجه اليها بتفحص .. عاد صوته ليوقظها من التشنج الذي اصابها وهو يصرخ باستهجان ( ماذاااا .. زوجتي .. انااا .. كييف )
كانت كلماته كفيلة بايقاظها فوقفت باعتدال واخيرا وهي تعيد صياغة جوابها بصوت اهتز ( اق .. اقصد .. انني المساعدة .. يعني مساعدتك .. اقصد سكرتيرتك ومساعدتك .. المعينة حديثا)
حاجبيه اللذان انعقدا وعيناه تتفحصانها بنظرة سريعة وجدت انها تردها له هي الاخرى وعيناها تمران على صفحة وجهه بالخفاء .. ملامحة الوسيمة حقا .. شعره الاسود الناعم ولحيته المنمقة .. بشرته التي تشربت بعض الاحمرار عند وجنتيه مع حركته في المكان على ما يبدو .. فمه المتسع قليلا .. وعيناه اللتان كانتا قد عادتا الى وجهها بعد جولتهما السريعة عليها .. للمرة الثانية تغرق بلونهما الغريب لذي يقطع الانفاس .. غموض يحيطهما وقد ارتفع حاجبيه في هذه اللحظة وهو يشير اليها باصبعه بشكل طولي ( انت حقا .. مساعدتي الجديدة )
كان بنبرة صوته استهزاء واستهجان واضح جعلها تجيب بحدة ( اجل .. انا .. هل لديك اعتراض ياترى )
كانت مضطرة ان ترفع راسها عاليا لتراه بسبب فرق الطول بينهما .. اجابتها الحادة يبدو انها لم تعجبه وقد انعقد حاجباه بقوة وشفتاه تتحولان الى خيط رفيع من ضغطه عليهما .. لوهلة ظنت انه سيصرخ طاردا اياها دون رحمة فلعنت لسانها السريع المتهور.. ولكن .. كلمة واحدة خرجت منه اثارت في نفسها راحة غامرة وهو يقول بتجهم وقد بدا بالتحرك باتجاه مكتبه ( اتبعيني ) ثم اخذ يلقي عليها التعليمات بشكل سريع مطالبا اياها باحضار ملفها التوظيفي واحضار ملف المعاملات للمساعدة السابقة ليريها ما عليها انجازه بشكل مستعجل قبل قدومها الى مكتبه .. وهذ ما نفذته حرفيا قبل استماعها لصوته مع قريبته وما تلاه من نقاش حاد لا معنى له .
عادت من رحلة ذكرياتها على انفاسه الحادة التي خرجت كعاصفة وكفه يمسح وجهه بتعب قبل تخلل اصابعه لشعره بحركات عشوائية بعثرت خصلاته المرتبة في حركات بدت كمساج سريع لراسه ورقبته .. نبرته المكتومة التي تكلم بها لاحقا معها فاجأتها ( اعلم ان العائلة امر مهم .. ولكن .. صدقيني انت لا تفهمين شيئا .. في كثير من المرات يكون الابتعاد عن العائلة هو الحل الوحيد لتجنب المشاكل .. ) وصمت لوهلة قبل اضافته بنبرة حازمة وهو يلوح باصبعه امامها (بالطبع لن تفهمي كلامي جيدا لذا فلتلتزمي انت بعائلتك ولتكوني جيدة معها كما تقولين واتركي لي عائلتي .. والان اذهبي لعملك )
واشار اليها لتخرج وهو يفتح ملفها الذي كانت قد وضعته امامه .. شعر بانحناءة راسها وهي تلتزم بامره رغم تظاهره بالتشاغل عنها .. التقطت عيناه صورتها التي توسطت ملفها .. اسمها .. تسنيم ... تسنيم رياض رجب .. عمرها 28 عاما .. رفع حاجبيه باستغراب فلقد بدت له كفتاة مراهقة بجسدها الصغير وملامحها الصبيانية .. ارملة ولديها طفل .. حسنا هذا يلائمه فعلى الاقل لن تكون لها احلام المراهقة التي اثارت جنونه ببعض مساعداته السابقات عندما تخيلن قصص حب تجمعهم معه .. واخيرا .. كلمة قفزت كخنجر جعلت عيناه ترتفع سريعا باتجاه الباب الذي كانت قد خرجت منه سابقا .. كلمة اثارت كل احاسيسه وندم مقدع يغمره .. تسنيم .. يتيمة .. اجل يتيمة .. اذن .. هذه التي كانت تدافع عن العائلة لم تكن تحاول التفلسف عليه ولكن .. كانت ببساطة تحاول اشعاره بما تفتقده هي بالتاكيد .. العائلة .. وبقنوط جلس على كرسيه وهو يسند وجهه على يديه ورغبة عارمة تجتاحه .. يجب ان يعتذر .. و للمرة الاولى منذ زمن بعيد ايضا تضعه هذه الفتاة في موقف لا يحسد عليه من تانيب الضمير فتمتم بحنق ( كم انت شريرة .. اما كان عليك اخباري بانك يتيمة قبل ان اتهور)
لم يكن يعلم كيف سيعتذر لها بعد كل ما قاله امامها دون ان يظهر الامر كانه شفقة .. بغضب ارخى راسه على ظهر كرسيه كي يغمض عيناه لوهلة ليرتاح قليلا وعقله يفكر بانسب طريقة تمكنه من الاعتذار ولسانه يردد ( وما ادراني انها تفتقد لمن يساندها كعائلة ).
ولكنه لم يكن يعلم وقتها بان من يفكر فيها الان تقف ساهمة وعيناها شاردتان في نفس الاتجاه الذي رات نسمة تغادر منه وقد ارتسمت المرارة على وجهها وهي تتمتم بخفوت غير واضح ( ليت عائلتي كانت هكذا .. ليتها حاولت احتوائي بدل محاولتها قتلي .. عندها .. لم اكن لاهرب منها ) .





حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 05:39 PM   #29

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الاول


صرخة عنفوان انثى
الفصل الاول
القسم الاول
3



هدوء ساد السيارة التي كانت تتجه بسما واسيل الى الشركة بعد ان اوصلا عماد الى منزلهما الجديد وودعا نسمة مع مجيء زوجها اليها .. كانت كل واحدة منهما تفكر بامر مختلف .. تنهيدة صدرت من سما جعلت اسيل تلتفت اليها متسائلة ( ما بك ؟ )
حركت سما راسها بشكل بسيط وهي تجيب بخفوت متعب ( لا اعلم كيف من الممكن ان اشرح لعماد ابتعاد علي عنا .. الطفل تعلق به بجنون خاصة بعد ظهور والده )
ازدردت اسيل لعابها وهي تجيب بحيرة ( لماذا تعتقدين بان علي سيتخلى عن عماد .. حسنا هو الان لم يعد يسكن في نفس المنزل .. واجل لقد خطب مرام بشكل رسمي .. ولكن .. انت تعلمين كم هو مولع بعماد ويعتبره كابن له .. هيا سما اعتقد انك تقلقين بلا داعي )
التفتت سما الى اسيل متسائلة بسخرية ( هل تصدقين حقا بان الوضع لن يتغير بعدما تتم اجراءات الطلاق بيننا ويتزوج مرام .. هيا اسيل .. لا اعتقد انك ساذجة لهذه الدرجة )
رفعت اسيل حاجبيها باستنكار ( سماا .. نحن هنا نتكلم عن علي .. اصلا منذ البدء وقبل حتى زواجكما كان ايضا يعتني بعماد .. لذا .. لما لا تثقين قليلا به وتكفي عن ربط ما يحدث بينكما بابنك وعلاقته مع علي )
اشارت سما الى صدرها بحنق ( اناااا .. هل حقا تعنين انني متحاملة عليه .. انت بنفسك رايت كيف فضل النزول مع مرام رغم علمه بان عماد سينتظرنا في المطار. )
رفعت اسيل كتفيها وهي تبتعد بعينيها عن سما لتراقب الطريق المتسارع من نافذة السيارة وهي تجيب بنبرة تاكيدية ( اعذريني لقسوتي سما ولكن .. انت تبدين الان كمن يحاول خلق اي حجة لتشويه صورة علي .. اقصد بنظرك طبعا .. ولكن صدقيني .. لن تكرهينه بهذه الطريقة )
قالت الجملة الاخير بتاكيد جعل سما تنتفض وهي تسال بسخرية مريرة ( بالطبع ستقولين هكذا .. ولكني لست مثلك يا اسيل ابحث عن اعذار خيالية لاحاول مسامحة نفسي عما اقترفته من ذنب قاتل في حق اكثر شخص احبني و ..)
قطعت كلماتها وهي تستوعب ما قالته مع امتقاع وجه اسيل .. وبلهفة سريعة قبضت على كفها هاتفة ( اعتذر .. لم اقصد .. اعلم انك .. لم ..)
قاطعتها اسيل وهي تلتفت عليها وقد لاحت مرارتها العميقة على صفحة وجهها وابتسامتها ( بل معك حق .. انا حاولت دائما خلق اي عذر يخفف ذنب ما اقترفت .. ولكني في النهاية اعترفت بخطئي بعد طول الم ونكران .. لذا .. لا اريدك ان تغرقي بنفس الدوامة يا سما .. لقد اتخذت قرارك فالتزمي به .. واتركي علي ايضا ليلتزم به )
طأطأت سما براسها لتخفي ما يجيش في صدرها من وجع وابتسامتها المستسلمة تتسع مع اجابتها ( اجل معك حق .. لقد طلبت منه الطلاق وانتهى .. يكفيه ما جررته اليه من مهزلة وانا اغرقه بهمومي منذ زمن بعيد )
هذه المرة كانت يد اسيل هي التي ارتفعت لتحط على اكتاف سما بتشجيع وابتسامة عابثة تزين وجهها ( يا مجننونة .. عن اي هموم تتكلمين .. انظري الى حالنا الان بسببك .. كلانا يعود الى هنا وهو ناجح ولديه عمل يحسده عليه الجميع .. تلك الشركة التي نجحنا واخيرا بتكوينها لم تكن لتتواجد لولاك .. صدقيني .. علي لا يمكنه الاستغناء عنك فانت روحه .. رغم كل ما حدث بينكما في الفترة الماضية .. بالتاكيد انت تعلمين من انت وابنك بالنسبة له .. )
وغمزتها بمشاكسة قبل متابعتها ( يعني اخر ما يمكنك وصف نفسك به على انك هم عانى منه علي .. ولكن بطبيعة الحال ستتغير بعض الامور وسنضطر ان نتقاسمه مع الانسة مراام )
رفعت سما حاجبيها باستسلام وهي تعقب على كلام اسيل ( اجل اعلم اننا سنتقاسمه .. هذا ان لم يكن اصلا سيذهب بكليته لها .. يعني .. ارايت كيف استغنى عن وجوده معي اليوم في هذا اللقاء الاول رغم انه بالتاكيد يعلم مدى توتري وانا اتقابل مرة اخرى مع هذا العالم الذي خانني بابشع الطرق )
ربتت اسيل بتعاطف ومواساة على كتف سما وهي تقول ( ربما لانه واثق بانك ستنجحين .. ثم انا معك .. الا اكفي .. مع اني واثقة بانه سيكون الان منتظرا ليراك قبل دخولك .. او .. لنقل انه لم يكن .. فانت قادرة على ان تكوني قوية .. فليبقى مع مرااام فانت لا تحتاجينه وانا هنا )
وقالت اسم الاخيرة بغيظ تقليدي جعل سما تبتسم بلا ارادة خاصة مع اكمالها ( ثم .. لا تفكري الان بعلي .. بل فكري بمنظر الرجال والنساء في الشركة والذين سيقابلوكي اخيرا .. سيقابلو مديرتهم الجديدة .. فكري بما سيتناقل بينهم من كلام عن تلك النقلة التي انتقلتها .. وااو .. كم اتمنى رؤية كل من هزئ منك في السابق وانت تعودين بهذه القوة والنفوذ )
ضغطت سما على كف اسيل في تلك اللحظة عندما شعرت بارتجافها .. وبصوت رقيق سالتها ( هل تقصديني انا ياترى .. ام تقصدين نفسك .. يعني .. كيف سيراك ادهم بعد كل هذه المدة من الغياب )
بتلقائية امتدت يد اسيل الى شعرها القصير واصابعها تعبث بخصلاته بتوتر وقد هربت من عيني سما وهي تجيبها ( احاول تخيل ردة فعله عندما يراني ..عندما يسمع مني ما اصابني .. احاول ان استنتج ان كنت سارى مرة اخرى تلك النظرة المقيتة التي رايتها سابقا ام .. سارى خوفه علي .. )
وصمتت قليلا وابتسامة مرارة تتسع على شفاهها قبل قولها بنبرة مستهزئة ( اتعلمين .. لقد وصلت الى مرحلة من التمني والتخيل بان ارى نفسي اموت وهو يمسك بيدي ويخببرني بانه سامحني )
بغضب ضربت سما يد اسيل التي تمسكها وهي تهتف بعنف ( لا تقولي هذا .. ارجوكي .. يا مجنونة .. من لنا من بعدك .. انت مهمة لنا اكثر حتى من اهميتك لادهم )
التفتت اسيل باتجاه سما وهي تجيبها بلطف مداعب ( لا تخافي .. ساظل ملتصقة بك حتى لو تحولت لشبح .. انا فقط اخبرك ما وصل اليه عشقي لادهم .. انا لا اتذكر حياتي قبله او من دونه .. ولا ارى مستقبلي الا معه .. بصوته المجنون الذي كان يحادثني به وهو يرسم خطط المستقبل لنا سويا في شهر عسلنا اليتيم .. هل تعلمين اني اكتشفت اني لم اعيش اي شيء بعد مما تمنيناه كلانا فلقد قفزنا فورا الى المشاكل )
اضافت جمبتها الاخيرة بمرارة جعلت سما تنتفض مجيبة بحزم ( ستعيشين كل احلامك يا اسيل .. وصدقيني حتى لو رفض ادهم مشاركتك اياها فهو الخاسر الواحيد هنا .. هل تريدين ان اشكوك لمراد فاخبره عن ضعفك هذا الان )
التمعت عينا اسيل بضحكة سريعة وهي تجيب بانفعال ( كلاا الا مراد .. سيعاقبني ان سمع ما قلته للتو .. حسنا .. لقد تراجعت .. يعني لقد عدت لمزاجي المندفع .. ومثلما قلتي .. ان لم يقبل ادهم وجودي فهو الوحيد الخاسر.. هيا .. لننسى كل شيء ونستعد للاجتماع .. فلقد اقتربنا من الشركة )
كانت كلمات اسيل لسما اخر ما تبادلاه من حديث وقد التزمت كلتاهما الصمت مرة اخرى وعينيهما معلقتان على الطريق الذي اخذ يطوى بسرعة السيارة في كل دقيقة لتقربهما اكثر من هدفهما .
لم يكن دخول سما الى الشركة كما توقعت .. فلقد تفاجاتا كلتاهما بسمير الذي كان ينتظرهما عند باب الشركة .. والذي ما ان راهما حتى قال بلهفة ( سيدة سما .. الجميع بانتظارك .. وايضا .. هناك امر يجب ان تعرفيه .. البنك الالماني لم يبعث ممثل عنه .. بل جاء رئيسه بنفسه ليحضر الاجتماع ..)
توقفت سما عن الحركة وهي تلتفت الى سمير شاهقة بصدمة ( اتقصد .. ان سراج هنا )
حرك سمير راسه بالموافقة وعيناه تراقبان بدقة ردة فعل سما التي ظهر توترها جليا وهي تنظر الى اسيل .. كفها المرتجفة سعت لتمسك بيد اسيل وهي تغمغم بخفوت ( لماذا جاء .. ليس من حقه التواجد الان بالذات )
جذبتها اسيل لتتحرك مرة اخرى وهي تهتف من بين اسنانها بغيظ ( فلياتي .. ليراك وانت بكامل جبروتك .. لما لا .. ثم .. الخوف الان ليس منه .. بل من شخص اخر اتمنى حقا ان يلتزم العقل والهدوء )
التفتت سما لاسيل كي تسالها عن مقصدها ولكن .. منظر واحد اخرسها بالكامل وقد شلت كل اعضائها .. شخص كانت بالفعل مهما حاولت الهرب منه تجد نفسها تهرب اليه .. .. توقفها المفاجئ جعل اسيل تنظر اليها لتفاجئ بشحوب وجهها وثبات نظراتها باتجاه نقطة واحدة نظرت اليها بدورها فابتسمت فورا ما ان رات علي الذي كان يستند باهمال على احد الاعمدة وقد بدا انه ينتظرهما .. وبمشاكسة قالت وهي تضرب كتف سما بمداعبة ( يبدو اني قد كسبت الرهان .. هاهو علي .. لم يتخلى عنك كما ظننت )
ولم تنتظر ردها وهي تلتفت نحو علي منادية عليه بصوت عالي نسبيا جعله يرفع راسه اليهما وهو يعتدل بوقفته قبل اتجاهه نحوهما بسرعة وهو يقول ( لقد تاخرتما .. اين كنتما .. سما .. هل انت بخير )
عيناه اللتان ثبتتا على سما بلهفة جعلتا اسيل تقول بمشاكسة اكبر ( احم احم . نحن هنا يا استاذ علي .. وايضا نحن بخير )
كانت تقصد نفسها بمزاحها الا ان علي لم يوليها اي اهتمام وهو يراقب ملامح سما الشاحبة بقلق رغم غضبه الذي بدا يتصاعد في نفسه ما ان انتبه على وجود سمير المحامي معهما .. يدها التي ارتفعت نحوه بارتجاف جعله يلتقطها بسرعة وهو يسالها بقلق ( ما بك .. سماا .. هل تفضلين ان نؤجل الاجتماع )
لهفته مست قلبها بعمق .. الى متى سيظل يسرق نبضات فؤادها بمهارة تجعله ما ان يراه يتسابق باعلان طبول الحرب في صدرها .. الى متى ستظل لا ترى الامان الى بانعكاسة لمعة عيناه .. الى متى ستظل خلايا روحها تنتفض باستفزاز ما ان تستشعر قربه وامنية حمقاء ترتسم بمخيلتها .. ان يراها .. يراها حقا كسما .. وليس .. كاخته ..افكارها المتسارعة ايقظتها مع ضغطة كفه القلقة فاجابت بسرعة محاولة اخفاء تاثرها ( كلا .. انا بخير .. اصبحت بخير الان .. اشكرك حقا يا علي لانك تواجدت معي .. رغم اني اعلم رغبته بالتواجد بمكان اخر )
رفع علي حاجباه وعيناه تعودان لتمرا بتلكئ على سما .. اجل .. لا يمكنه ان ينكر كلماتها .. فهو لاخر لحظة كان ينوي البقاء مع مرام ودخول الاجتماع كعضو عادي .. ولكن .. انقباض قلبه جعله يتراجع وقد اعلن تمرده الغريب الذي اصبح يتعبه .. ببساطة .. لم يستطع ان لا يكون معها .. ان لا يكون مع سما في هذه اللحظة .. ببساطة .. لم يتخيل نفسه وهو يتخلى عنها الان بعد ان وصلت الى هذه النقطة .. حاجتها التي لم تعرب عنها صراحة .. ضعفها الذي استشعره رغم تلك الحواجز التي تحيط نفسها بها ... هشاشتها المختبئة بحصون شخصيتها التي تحاول رسم حدود جبروتها .. نظرة عيناها اللتان انصهرتا بعينيه بامتنان لم تنطقه حروفها الظاهرة .. كل هذا جعله ينحني براسه نحوها مقتربا من اذنها وهو يهمس بزفراته النارية ( انا هنا بكامل رغبتي وارادتي .. هنا حيث يجب ان اكون .. لذا .. لا تحاولي التبرير لي فانا علي يا سما .. علي الذي ان لم يفهمك كل الكون فهو وحده القادر على فهمك من صوت انفاسك .. والان .. )
وابتعد قليلا عنها وهو يراقب اصطباغ وجهها بالحمرة القانية مم جعله يهتف بمزاح ( على الاقل .. انت الان تبدين كالبشر .. وليس كجثة متحركة .. هيا .. فلنرى الان مولد سما العوضي الجديد .. ليرى كل العالم اي انسانة رائعة وناجحة انت .. ادخلي عليهم براسك المرفوع )
نظراتها التي راقبته بتمعن لتنهل منه قوتها كانت جوابه .. ايماءة راسها الطفولية مست روحه فابتسم بتشجيع اكبر لها .. لم يتخيل يوما ان تكون سما بهذا الضعف امامه وهذه الحاجة وقد اعتاد قوتها وصبرها دوما .. ذلك العام الذي قضياه سويا كزوجين صوريين كون بينهما رباط خفي عجيب .. هو نفسه لم يجد اي تفسير لما يحدث بينهما لذا اصبح يهرب منها كلما استطاع .. دفعها برفق امامه لتتقدم فالتفتت الييه متسائلة ( انت .. الن تدخل بجانبي )
نظرته انتقلت بين المحامي وبينها وبين اسيل الصامتة والتي تراقب ما يحدث وابتسامة غموض تزين وجهها .. وبنبرة حاول جعلها عملية دون اظهار غضبه الذي اخره كي لا يوترها باجتماعها الاول اجاب ( كلا .. لقد قمت بواجبي .. انا واثق انك لن تخذليني وستتراسين الاجتماع بنجاح منقطع النظير .. هيا تفضلي وادخلي .. اما انا فسادخل من الباب الجانبي لالتحق بقسمي الهندسي )
تنحنحت سما وهي تخفض راسها بسرعة لتخفي خيبة املها كي لا تضغط عليه اكثر من هذا وهي توافقه على ما قاله وقدماها تقودانها الى الاجتماع .. فليس بامكانها ان تطالبه باكثر من هذا .. ليس بامكانها ان تنشد استنادها عليه اكثر كي لا تعتاد عليه وقد طلب منها بوضوح في السابق ان تبدا بالاعتماد على نفسها ,, طعم مرير ملا فمها واحساس الوحدة يملا روحها وقد نسيت كل شيء الا رغبتها بان لا تخذل علي كما طلب منها حتى ولو كان ذلك فوق طاقتها .. خطواتها توقفت قليلا عندما انتبهت لوقوف اسيل مع علي الذي قال بلطف ويده ترتفع مربتة على كتفها ( هل انت بخير ياصغيرتنا .. على فكرة .. ادهم بالداخل .. ولكني تعمدت الا اقابله قبلك .. هل انت مستعدة)
حركة واحدة من راسها بالموافقة كانت كفيلة بعلي ليعلم جيدا ان احاسيسها الان في قمة تناقضها .. وبانها الان في مرحلة استعادة كل قوتها التي اكتسبتها في الفترة الماضية لتتمكن من مواجهة ادهم .. بل ليس ادهم فقط .. بل مواجهة العالم كله بحقيقة ما حدث معها .. ابتسم باخوية وهو يربت على كتفها مرة اخرى قبل ان يدفعها باتجاه سما وهو يكمل ( هيا يا لبؤتي .. اريهم انت الاخرى من اصبحتي )
ثم اشار لكلتاهما بعلامة النصر باصبعه وهو يعقب بحزم وقوة ( تذكرا .. انتما الان قد اصبحتما مختلفتين .. لقد نجحتما اخير رغم كل الصعوبات .. فقط تذكرا .. كم عانيتما في العام الماضي لتصلا الى هنا .. وبهذه العزيمة والارادة ادخلا لتواجها الجميع بالداخل )
كلماته التحفيزية بدت كميثاق تشجيعي ايقظ بكيانهما روحهما المقاتلة .. فاعتدلت كلتاهما بوقفتها ونظرتا لبعضهما وابتسامتهما ترتسم برسمية وشجاعة ودبلوماسية وسما تشير لسمير كي يتقدمهما ويدخل الى القاعة معلنا عن وصولهما .

صمت ساد في المكان الذي امتلا بالرجال والنساء من جميع المجالات .. الاعلام والاتصالات .. الهندسة و المقاولات والاسكان .. الاستيراد والتصدير .. والانتاج الغذائي ... كل اؤلئك التابعون لفرع الشركة التي تتبع الشركة الام الاجنبية المنتشرة الفروع في اوربا .. شركة تعتمد على تعدد المجالات ككتلة تجارية كاملة فلا يصيبها الكساد مع تقدم كل المجالات بالتوازي .. وكم كان صعبا حقا تحقيقها وبنائها واقناع الشركة الام بالتجربة لفتح فروعها في اول دولة في الشرق الاوسط .. في مصر .. تحت ادارة واشراف مجلس اداري كبير تتراسه سما كممول اساسي لهذا الفرع .. نجاح ساحق حققوه واخيرا خلال عمل دؤوب لاكثر من عام من التخطيط والتنفيذ .. بنظرات سريعة مرت سما على الحاضرين محاولة تجاهل تفسير وجوههم كي لا تتوتر مرة اخرى وقد اشارت للجميع كي يجلسو بعدما وقفو كترحيب لدخولها .. بدورها اتخذت موقعها على راس الطاولة الكبيرة المخصصة للاجتماعات وهي تشعر باسيل التي جلست على يمينها وبسمير الذي اتخذ جانبها اليسار .. عيناها اللتان ارتفعتا مرة اخرى ومرتا على الحضور وصوتها يعلو بثقة استمدتها من احساسها بحلمها الذي يقترب اكثر منها حتى وهي ترى نظرات سراج الملهوفة نحوها والتي تجاهلتها بكل سهولة ( اهلا بكم جميعا .. احب ان اعرفكم بنفسي بما انها المرة الاولى التي يقابلني بها بعضكم .. انا سما العوضي .. المديرة التنفيذية لفرح شركة انترناشونال الاوربية في مصر .. يشرفني حضوركم جميعا كما احب ان اشكركم جميعا على ما قدمتموه من مجهود خيالي في العام والنصف السابقين .. والذي يظهر الان واضحا بنجاحنا واخيرا بافتتاح هذه الشركة هنا والبدء بتنفيذ مهامها .. بالطبع ساحب ان ارحب ايضا بمدير البنك الالماني الاوربي واشكر تواجده ومساهمته الواضحة لتوفير نقل الاموال بين الشركة الام وهنا الاستاذ سراج )
واشارت بيدها نحو سراج دون ان تنقل نظرها اليه الا بلمة سريعة قبل اكمالها بسرعة ( كما سارحب بمدير قناة الغد الذي تعين جديدا ووافق على انضمام القناة لشركتنا .. الاستاذ ادهم رضوان .. مبارك المنصب استاذ ادهم )
ايماءة راسها اللطيفة واجهها ادهم بدوره بايماءة خفيفة .. غموض راته بعينيه جعلها تشفق على اسيل التي تجلس بجانبها وهي ترى تعمده عدم النظر باتجاهها .. تنهيدة خرجت بخفوت مع تنحنحها لتعود لتركيزها وهي تتابع ( وايضا .. ارحب بالمهندس علي المشرف عن القسم الهندسي والمقاولات في الشركة والذي بذل مجهودا مذهلا مع قسمه في الفترة الماضية ليتم تجهيز المبنى الخاص بالشركة والذي سيضم جميع الاقسام .. وسيتم افتتاحه بعد شهر من الان بحضور ممثلي شركة انترناشونال العالمية )
بلا ارادة منها تعلقت عيناها وهي تكمل الترحيب بباقي مدراء الاقسام بعلي وبابتسامته الثلجية التي لاحظتها وغضبه الذي ظهر جليا عليه .. غضب لم تفهم سببه في البدء الى ان لاحظت سهام عينيه النارية المصوبة نحو سراج فادركت ما يفكر به خاصة مع ترحيبها الاول به والذي اظهر معرفتها بوجوده معهم .. بتماسك احتاج كل قوتها اكملت ما كانت تقوله قبل اشارتها لاسيل وسمير وهي تقول ( والان اعرفكم بالمحامي الخاص بالشركة والمسؤول عن القسم القانوني والذي تعرفونه كلكم الاستاذ سمير .. وبنائبتي التي ستتراس قسم الدعاية والاعلان والاتصالات .. اسيل رضوان )
وشددت على كلمة رضوان كاعلان منها لادهم وعيناها تعودان اليه بان من يحاول الهرب منها .. لا تزال رغم كل شيء .. ورغم كل ما حصل .. زوجته التي تنتهي كنيتها الى الان بكنيته .. تحدي اعلنته وهي تبدا الاجتماع وقد ادركت انها على ما يبدو قد اعلنت الحرب على كافة الاصعدة .. فهل ستتمكن حقا من الصمود في كافة المجالات .
يتبع



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-18, 05:42 PM   #30

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (1) القسم الاول


صرخة عنفوان انثى
القسم الاول
4





بهدوء حاولت تبنيه مع ابتسامتها المنيرة اخذت تتنقل بعينيها على كل الموجودين قبل تعمدها التركيز عليه .. على ادهم .. زوجها الذي تاكدت بان طلاقه الغاضب في شرع الدين لم يقع .. وبانه يعلم هذا من علي الذي اوصل له هذه المعلومة .. ولكنه .. رغم هذا لم يحاول تكرار الطلاق .. او التحدث معها في اي شيء .. فقط اكتفى بالتواصل مع علي .. وهي .. لم تمانع اختفاءه في تلك الفترة .. بل رحبت به .. كي لا يراها وهي تتعالج من مرضها وتعود لبناء ثقتها وشخصيتها التي تدمرت بسبب ما حدث لها وما اقترفته يداها من ذنب بحق طفله .. نظرات علمت انه يشعر بها .. بل وتاكدت انها تثير غضبه وتوتره رغم ذلك القناع الذي حاول تبنيه بثلجية وعيناه ترفضان الاتجاه نحوها.. شعلة مشاكسة حانقة انبثقت بقلبها وتحدي سما له وهي تعلن اسمها يثير كينونتها المستثارة خاصة مع ملاحظتها لارتعاشة عيناه التي حاول ان يخفيها بسيطرته المهولة على نفسه .. في تلك اللحظة أنباها حدسها بانه ليس امامها سوى فرصة واحدة لتتمكن من الهجوم على كل حصونه التي يختفي خلفها .. فرصة قررت استغلالها بالكامل وهي تقف بدورها بعد نهاية كلام سما واشارتها اليها لتبدا بالكلام عن القسم الذي تتراسه .. كان وقوفها متعمدا لتجذب جميع الانظار اليها .. خصوصا هو .. ارادت ان تحاصره بجرأتها الجديدة فلا يجد مهربا من مواجهتها كما كان يفعل .. وبصوتها الذي تعمدت جعله مشاكسا وهي تلوح بيدها قائلة ( في البدء احب ان اشكر الجميع على مجهوداته العظيمة .. كما احب ان اخص بالشكر القسم الاعلامي والدعائي والذي قام بمجهود جبار في الدعاية للشركة وتعريف الناس بها .. وكما قالت سما .. ايضا بدوري سابارك لمدير قناة الغد حصوله الجديد على المنصب وسارحب بسعادة لانضمامها الينا .. لانني بصراحة كنت ولا زلت اعتبرها بيتي الثاني بما انني عملت فيها لفترة طويلة كمراسلة اخبار ثم كمقدمة برامج .. و .. ساحب ان اعلن عن سبب غيابي عنها مجبرة )
وصمتت بايحاء غامض وقد تاكدت انها جذبت انظار الجميع باسلوبها .. حتى هو .. رغم تظاهره بالعكس فقد اصطدمت عيناه الحارقة بها في لمحة سريعة اعلنت بعدها بكل ثقة بطيئة ( لقد كنت اتعالج من مرض السرطان في الخارج بعد عودته الي مرة اخرى .. فانا كنت مريضة سابقة اعاني من سرطان الرحم الذي تم استئصاله لي وانا في سن صغيرة .. وسامحوني لاني اشارككم بهذه المعلومة ولكني مضطرة )
وصمتت للمرة الثانية ولكن لتراقب نتيجة اعلانها المتهور ويدها ترتفع نحو شعرها وقد هربت هي هذه المرة من النظر نحو ادهم كي تتمكن من اكمال ما ستقوله بنبرة صبغت الضحك بين طياتها ( فانا لا اعلم ان كان سيعود لي مرة اخرى .. كما اردت ان تعذروني ان رايتموني متعبة .. ووو .. ايضا لافسر سبب قصي لشعري وهزال جسدي خاصة لمن كان يعرفني في السابق .. والان .. بعد ان اخبرتكم عن نفسي سابدا بالتحدث عن خططنا في القسم الاعلاني وساطلب من الاستاذ ادهم ان يكمل بدوره عرض خطط القناة التسويقية ) واشارت اليه اخيرا وعيناها ترحل نحوه بترقب .

هل يعقل ما يحدث معه حقا ... هل ما يسمعه حتى يقترب من الحقيقة .. هل لازالت الحياة تخبئ له ابتلاءات اخرى .. جنون اكتسح كل احاسيسه المتصارعة وهو يقف اخيرا امام باب منزلها .. جنون تلاشى امامه كل ما عاناه وما حدث طوال الفترة الماضية .. جنون معه لم يتمكن من التفكير .. او من السيطرة على ارتجاف كيانه .. او حتى من التفكير بشكل سليم .. صورة واحدة تمثلت امامه بكل سوداويتها .. صورة طغت على كل شيء واخذت تتعاظم وتتعاظم حتى سيطرت عليه .. صورة اسيل .. بشعرها القصير .. ووجها الشاحب .. وجسدها الهزيل .. و .. نظرة الموت التي انبثقت من عينيها .. نظرة خنقته حتى شعر بروحه تزهق بدورها .. لم يصدق اذناه وهو يسمعها تعلن بكل بساطة عما عانته .. بل لم يتمكن حتى من فهم ما تقوله وقد رفض عقله ترجمة كلماتها .. ضحكات ساخرة ترددت بجدران قلبه الذي اخذ يعصف كزلزال مخيف .. لقد .. عاد المرض اليها .. اهذا حقا ما قالته امامه .. لقد .. كانت تحارب الموت بعيدا عنه للمرة الثانية .. اهذا حقا ما قاله علي له بكل بساطة عندما ذهب اليه كالمجنون ليساله .. بذهول ارتفعت قبضته ليرى اثر دماء علي الجافة عليها بعدما لكمه بكل ما يجيش بصدره من تخبط وهو يسمع اجابته على سؤاله الذي اقتحم المكتب وهو يساله اياه صارخا .. ( هل حقا اسيل كانت ... م... مريضة )
كلمات تمنى من قلبه ان يكذبها علي باي طريقة كي يتمكن من تكذيب عيناه بعدما راها بهذه الطريقة .. كلمات اخذ يواسي نفسه بها طوال جلوسه في الاجتماع ليكمل تلك المهزلة التي ابتدءتها زوجته .. اجل .. زوجته التي لم يستطع ان يطلقها مرة اخرى رغم كل شيء .. رغم كرهه والمه وحقده و .. هل حقا هو صادق حتى بمشاعره هذه .. هل حقا هو يكرهها كما اخذ يقنع نفسه وهو يغذي قسوته بمراى اصابة ابنه التي تماثلت تقريبا للشفاء .. هل حقا اراد ان يرى عيناها وهو يطلقها كما اقنع نفسه ايضا كحجة لتاخير تطليقه لها .. ذرائع تطايرت بسخرية امامه لتصفعه كالجحيم الحارق وعلي يجيبه بكل صراحة عن سؤاله .. ( اجل .. تلك الكتلة التي في صدرها والتي كانت تشكو منها في السابق تحولت الى ورم خبيث ... ورم وجب علاجها منه .. وبسبب نفسيتها التي كانت بالحضيض .. ورغبتها الجنونية كي تموت .. رفض جسمها في البدء العلاج بالكامل واصبحت مهددة بانتشار المرض فيه .. ثم بدأت حالتها بالتدهور رغم انها كانت بسيطة .. مناعتها التي وكانها كانت قد توقفت عن الحرب وروحها التي بدت وكانها تسبقها لتلحق بوالدتها .. كل شيء في فترة من الزمن تظافر لترقد اسيل كاسيرة بين قضبان الموت .. صدقني .. اردت اخبارك عندها .. ولكن .. كان ابنك ايضا باصعب حالاته كما لم توافق هي )
توقف الجواب عندها وعلي ينظر بعجز اليه .. غضبه الذي اخذ يفلت من عقاله وعقله يرسم صورة ما حدث بتفصيل يتسلل كسم زعاف في اعماق عروق دماغه .. سؤال واحد فقط تمكن من قوله .. ( الان ؟ )
سؤال فهمه علي واجابه بسرعة وهو يقترب منه مربتا على اكتافه بمواساة تشجيعية ( كلا .. الان اسيل بخير .. تماما بخير ... فلقد عرضها الاطباء على معالج نفسي تمكن من النهوض بها وتحريرها من قيود ذنبها التي تكالبت لتقيدها بالموت ... لا تقلق حقا هي بخير وتعافت بالكامل بل وقد اختفت تلك الكتلة بشكل كلي بعدما استجابت للعلاج بشكل مذهل واصبحت متمسكة بالحياة و .. )
وانتهى كل تماسكه وبركان غضبه ينفجر بتلك اللكمة التي رافقت صراخه الجنوني ( لمااا .. لماااا لم تخبرنيييي )
سؤال تكرر مع لكمته التالية وعلي مستسلم له بالكامل رغم خط الدماء الذي سال من طرف شفاهه .. سؤال اخذ يثير جنونه اكثر واكثر وهو يستوعب تلك الحقائق ببطء .. اسيل كانت ستموت ..بعيدا عنه .. كانت ستموت وتتركه .. دون حتى ان تسمح له بفرصة يراها من خلالها .. اسيل التي وعد والدتها وهي على فراش الموت ان يعتني بها ببساطة كانت سترحل وتتركه .. اجل .. هو كان يريد الابتعاد .. اجل ذنبها لا يغافر .. اجل يجب عليه ان يفترق عنها .. ولكن .. ان تموت .. ان تتركه بشكل كامل .. ان يكون هذا العالم دونها .. دون ابتسامتها .. دون جنونها .. دون غضبها .. لم يعلم كيف ترك علي وخرج من كل المبنى وهو يترنح .. لم يعلم كم بقي يمشي على اقدامه واحاسيسه تتصارع مع عواطفه .. تناقضات اغرقته وخنقته .. ابنه .، ابنته .. امه .. حبيبته .. زوجته السابقة .. عمله .. كل شيء اخذ يتخبط بداخله كدوامة تبتلعه .. توهان اضاعه بصحراء الامه المتاكلة .. حقيقة واحدة اراد الشعور بها .. حقيقة انها حقا متواجدة ولم تمت .. اراد ان يسمع منها انها .. بخير .. اراد ان يرى بعينيها .. انها لن تتركه وحيدا وتغادر هذه الدنيا .. اراد ببساطة .. ان يستشعر وعدها له بانها ستقف امام انتقامه .. ستحاربه .. ستحتمل غضبه .. ستحتمل كل ما ينوي فعله بها كي يعوض ما كسرته بداخله .. اراد ان تقدم يدها لتنتشله من الظلام الذي يخنقه ويغرقه في كل دقيقة يرى ابنه متعب من اصابته .. اراد الكثييير منها .. لذا ..وبدون تخطيط .. وجد قدماه تاخذانه الى شقتها .. حتى وهو بداخله يثق بانها في الغالب لن تكون هنا .. طرقات طرقها بتردد في محاولة منه كي يحارب هواجسه التي اخذت تسيطر عليه .. ذكريات عشقه لها التي اختلطت مع صورتها المميتة التي رسمها خياله المجهد من ثقل مشاعره .. وفتح الباب امامه رغم كل شيء .. فتح ليراها تظهر من خلفه ودموعها تتخالط مع ابتسامتها المتفجرة .. صوتها الذي همس بتعب وشوق اذهب باقي انفاسه المرعوبة عليها ( انت هنا .. انت حقا هنا .. ياللهي كم اشتقت لك .. كثيييرا .. جدا ... كم خشيت ان .. اموت دون ان .. اراك .. يا حبيبي )
استسلامها اللذيذ الذي اعلنت به مشاعرها ضربه بصاعقة كهربائية وهو يرى يديها اللتان ارتفعتا لتحيطاه باحتضان قوي التصق فيه جسده بجسدها مستشعرا كل تغيراته التي نحتها تهديد المرض عليه .. لحظة توقف فيها كل الازمنة والمواقف والاحداث .. لحظة جمعت عاشقين حتى النخاع وارجعتهما للياليهما التي تشاركاها بكافة تفاصيلها .. وجع .. ياس .. شوق .. تعب .. توهان .. غضب .. ذنب .. احاسيس متطايرة دارت كذرات الريح من حولهما وشفاهه تبحث عن مصدر حياتها لينهل من عطرها ورحيقها ما يؤكد انها لازالت تعيش .. لازال قلبها ينبض بجنون اسفل يده وهو يتفاعل مع قبلته بقبلة اكثر شغفا .. اكثر عشقا .. اكثر اشتياقا .. جنون غريب سيطر عليه وهو يلغي كل شيء ليشعر فقط بها .. اراد ان يشعر فقط بكل نفس وخلية وانة واهة تصدرها كي يتشربها بجوع لتعيد له توازنه الذي فقده مع ظل موتها الذي غزا روحه بسواد مرعب .. عقاب اخذ يمارسه على روحه وكيانها وفمه يطبع معالمها كي يحفظها بعد ان كاد ان يفقدها .. اجل .. هي اسيل .. هي من مثلت له شعلة حياته .. هذه عيناها .. هذا انفها .. هذا ... شعرها .. ياللهي .. خصلاته القصيرة كانت كسياط الجحيم تلسع روحه بحقيقة ما عانته وهي تتعالج بعيدا عنه .. وهي تعاني وتستسلم للموت بعد ان تخلى عنها .. بعنف اكبر احتضنها برغبة لزرعها بداخل ضلوعه ويداه تستكشفان تلك الزوجة التي لم اصابته بكل شيء .. رفضته .. اتعبته .. تزوجته .. الهبته .. عشقته .. اسعدته .. صدمته .. ثم .. قتلته .. اجل .. قتلت روحه بما فعلته .. انكماش لحظي سيطر عليه وصورة ابنه تعود الى عقله كجرس انذار ينبهه بهول ما هو مقدم عليه ... صوتها الذي عاد ليرتفع وهي تقول بعاطفة جياشة ( الان .. يمكنني الموت وانا بين ذراعيك .. كم تخيلت نفسي هنا .. وانا اعاني .. لوحدي هناك .. هذا فقط .. ما ينقصني .. هذا الاحساس .. بك .. ادهم ... اشكرك .. يا حبيبي .. لانك .. هنا )
هل هذا صوتها حقا .. هل هذه المراة المندفعة العاطفة هي زوجته السابقة حقا .. هل تجرؤ الان على القول له عما كانت تعانيه وتتخيله .. عن .. حلمها به .. وهو بعيدا عنها .. عندما .. استسلمت له .. موجة جنون اخرى اعنف من سابقتها وقد اختلطت بغضبه الملتهب الذي اجتاح كل كيانه وهو يلتحم بها .. يلتصق فيها .. يثبت لها .. وله .. ان كلاهما .. رغم افتراقهما .. الا انهما .. كانا .. في تلك الثواني .. سويا .. كزوجين .. كروح واحدة انصهرت بصراعاتها لتحتجز الزمن والقرارات والعقل والمنطق وتنحني نحو العاطفة والقلب .
انتهى القسم الاول يليه القسم الثاني




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.