آخر 10 مشاركات
إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الشراع (الكاتـب : التوباز بن ذهب - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree157Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-19, 07:52 PM   #331

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 9 والزوار 12)
‏mansou, ‏من هم, ‏سيرينا التونسية, ‏Hoba Nasry, ‏rihab91, ‏samira bouanane, ‏ريم السيف, ‏EbtihalAS, ‏samrahmadhussein


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-19, 08:13 PM   #332

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

الله عليكي الفصل روعه 💞💞💞💞 امتعتينى بجد 😘😘😘

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-19, 10:05 PM   #333

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يعطيكي العافية وحمد لله على سلامتك ..
وتسلم ايدك على الفصل الطويييييل الرائع بكل تفاصيل احداثه المثيرة والشوقة للمتابعة ..

علي وسما ..
وانهيار العلاقة وكل منهم اذى الاخر ..فعلى مدار سنوات ماضية وعلي يمثل السند والماية الامان لسما وعماد فكان لها كل عائلتها
لكنه كسرها عندما فضل هليها مرام وجرح قلبها اكثر عندما لم يستمع لعا لما حدث وعندما اخبرته مرام ندم على تسرعه وتهوره في جرحها ..لكن سما اهانت كرامته عندما اختارت احمد وطردت علي امام الجميع ..
للاسف علاقة الاصدقاء الثلاث حدث بها شرخ وعلاقتهم تزداد تباعد
فالكلمة كالرصاصة طالما خرجت صعب ارجاعها ..وعلي كل ما يملك كرامته واعتقد انه سيبعد ولن يتساهل في ذلك الامر ..
اسيل لم تستطع البقاء بعد ما حدث رغم توصية ادهم وخرجت فعائلتها تتشتت وتنهار ..


اسيل ..
شعرت بالوحدة وانها وان اسرتها لم تعد كما كانت لجأ الى ام ادهم كي تشعر بانها مهمة ولها فائدة في حياة احد ..
ان يوافق ادهم على بقاء اولاده مع هديل خطوة جيدة لتشعر اسيل بان لها اسرتها الخاصة بها


تسنيم وتامر ..
غموض واسرار لم تكشف بعد فلا زال هناك سر لم تكشفه تسنيم والا انكشف امرها وحقيقتها فمصطفى له رهبته وسلطته المتحكمة وتعرف قسوته جيدا وواضح انها هي نسيم وشقيقتها المختفية في علم الغيب ..فمن تعرف كل هالكم من المعلومات عن حياة اهلها وطبيعة العادات واضح انها عاشت معهم وان نسيم هي من كانت في الميتم ..
ومن خلال حديثها مع تامر واضح انها ليست لها علاقة سابقة مع الرجال وانها لا تزال عذراء وان قصي ابن اختها نسبم التي من الممكن ان تكون توفيت وزوجها محمد في حادث تاركة ابنها لتسنيم تهتم به وتستر به خوفا من مصطفى ..الان تامر سمع حديثها مع خالد على الهاتف ولن يصمت وسيحاول الوصول لما تخفي عنه ..

مراد ويارا ..
يارا تعشق مراد حب امرأة لرجل وهو يكابر ويصر على انها تمثل ابنته كل شئ الا انويحبها كامراة ..يهتم بها يخاف عليها ويعتني بها اذا ما مرضت لكنه لا يعترف بحبها ..

احمد وعلا ..
اخيرا بعد انفجار علا واعترافها بغيرتها وحبها لاحمد تمم احمد زواجه منها لكنها للاسف لحظات سعادة قصيرة سرعان ما انتهت باعتراف علا بتواصلها مع علي وانها من ابلغتهم بما يحدث في الشركة وعي في عرف احمد تكون خائنة اراد قتلها لكنه لم يستطع بعد ما حدث بينهم ولانه يكن لها مشاعر صادقة ..عكس ما حدث مع زوجته الاولى الذي لم يتوانى في قتلها عندما سمع بخيانتها ..

تسلم ايدك على الفصل الممتع الاكثر من رائع ...👏👏👌
وبانتظار القادم ان شاء الله ❤❤❤❤


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-19, 12:13 AM   #334

بنت عامر

? العضوٌ??? » 394297
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 442
?  نُقآطِيْ » بنت عامر is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بنت عامر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-19, 01:53 AM   #335

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 7 والزوار 29)
‏mansou, ‏wagiha, ‏zahraa1096, ‏Mariam-arwa, ‏امانو, ‏فلامنڤو, ‏yawaw


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-19, 06:51 AM   #336

Sheren45

? العضوٌ??? » 401300
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » Sheren45 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعة فوق الوصف حقيقي

Sheren45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 12:41 PM   #337

هبه سمير

? العضوٌ??? » 432070
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 172
?  نُقآطِيْ » هبه سمير is on a distinguished road
افتراضي

جارى الانتظار
اخير17/3


هبه سمير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 03:19 PM   #338

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (10)



صباح الخير للجميع ...
حابة اوجه شكر خااااااص للقارئات يلي علقولي بردودهم التي تفوق الوصف جمالا وحابه انوه انو باخر الفصل كتبت مشهد اهدائي الهم للتعبير عن امتناني لمجهودهم والاعتذار عن عدم ردي عليهم بسبب ضيق وقتي الذي كنت احاول استغلاله بالكتابة ورغم انه ليس عذرا ولكني حقا لم يكن الامر بيدي

الفصل بصراحة متعب بحد ذاته ويمكننا اعتباره ذروة الاحداث لذلك سااامحوني على ثقل الحوارات التي تم صياغتها لتبلور الحبكة وشكرا للجميع واتمنى سماع ارائكم المهمة جدا جدا لي

صرخة عنفوان انثى
الفصل العاشر
المشاركة 1





الفصل العاشر


وتبقى الحقيقة .. عارية
كانت هناك أسطورة قديمة جداً، تروي لنا حكاية، تلك الأسطورة جسدها في القرن التاسع عشر الرسام الفرنسي "جان ليون جيروم" عام 1896 من خلال لوحته الشهيرة والمعروضة في متحف مولينيه في فرنسا .
هذه اللوحة الرائعة التي جسدت هذه الأسطورة إسمها "الحقيقة و هي تخرج من البئر .." "La verité sortant du puits" وتقول الأسطورة ‘ن الحقيقة صادفت الكذب ذات يوم، والذي بادرها قائلاً: "إن الطقس رائع وجميل هذا اليوم ما رأيكَ أن نتمشى معاً ؟" نظرت الحقيقة إلى السماء وما حولها و لتقول له، الطقس جميل ورائع هذا اليوم هلم بنا .."، و بينما كانا يتنزهان , وصلا إلى بئر كبيرة، مد الكذب يده للماء و قال للحقيقة: كم هي رائعة ودافئة مياه هذه البئر، ما رأيك أن نسبح معاً في مياهها الرائقة ؟ شكَّت الحقيقة فيما يقوله الكذب ونظرت إليه بريبة، و لكن عندما وضعت يدها في الماء و شعرت بروعتها، وافقت على أن تسبح معه ..وخلعا ثيابهما ونزلا الى الماء وباشرا بالسباحة معاً، غافل الكذب الحقيقة وخرج فجأة من البئر و لَبْس ثياب الحقيقة وغادر المكان يعدو مسرها بخطاه نحو البعيد..
خرجت الحقيقة غاضبة من البئر بسبب عريها، وركضت وراءه تبحث عنه فى كل الأماكن والإتجاهاة فزعة، عسى أن تسترد ثوبها ولتستر عورتها، ولكن دون جدوى فقد هرب بعيدا تاركاً إياها في حيرة وعري وذهول ..
نظر البشر إلى عريها وأشاحوا بوجوههم عنها فى استهجان مشمئز، وتملكهم الغضب من فعلتها الشنيعة، أما الحقيقة المسكينة، فقد عادت إلى البئر بخطى مرتبكة يلفها الغضب واليأس والقنوط، لتستقر فيه وتختفي من فرط خجلها وإلى الأبد ..
وبقيَّ الكذب منذ ذاك الزمن الغابر يختال بمشيته على الأرض بلباس الحقيقة، فكل الناس لا تريد رؤية الحقيقة المجردة و هي عارية، لأنها بعريها تخالف مفاهيم و عادات و موروثات بالية توارثوها منذ الأزل وباتت لدى بني الإنسان قوانين غير مكتوبة، ومنذ ذلك الحين أيضاً، يسافر الكذب متنقلاً يطوف حول العالم مرتدياً لباس الحقيقة، بينما لايزال البشر مصرين على رفضهم رؤية الحقيقة .. العارية .
-----------

( هل انت بخير ؟ )
سؤال بسيط جدا .. ولكنه حقا لم يعد يعرف اجابته .. لم يعرف هل هو حقا بخير .. هل ما يشعر به هذا امر طبيعي .. ذلك الالم لاذي يمنع انفاسه من مهاجرة رئتيه كما يسبب اضطراب في انتظام نبضات قلبه وغليانا في عروقه وكان دمائه تحولت الى حمم نار .. هل هو بخير .. تقنيا .. نعم .. فهو لايزال يمشي .. لايزال يبصر .. يشم .. يسمع .. يلمس .. حواسه الخمسة لاتزال تعمل اذن .. ولكن .. هل هذا كافي ليجيب اسيل بانه بخير .. لمسة يدها الباردة المرتجفة على كفه حسمت قراره فصوتها الباكي اعلمه لاي درجة قد ضغط امر صراعه مع سما على اعصابها وهي التي تحاول ايجاد مرسى جديد لميناء حياتها حيث تضع اسس علاقتها مع من حولها .. بتنهيدة خرجت مع تاوه لم يتمكن من منعه التفت نحوها وهو يتصنع الابتسام مجيبا ( اجل .. انا بخير .. الحمد الله )
ازدردت اسيل لعابها بصعوبة وهي ترى امامها علي كما لم تره ابدا رغم كل الصعاب التي مر فيها .. استسلمت جفونها اخيرا وسمحت لدموعها بالهطول وهي تقول شاهقة بخفوت ( هي .. لم تقصد ما فعلت .. هي فقط .. معمية بخوفها .. هي .. )
قطع كلامها مع كف علي التي ارتفعت امام وجهها لتصمتها وهو يقول بضحكة خافتة مريرة ( لا تبرري يا اسيل .. لا تبرري فانا اعرف سما اكثر منك واعلم جيدا مالذي فعلته معي للتو ولم فعلته اصلا ) وصمت قليلا وعيناه تشرد قبل متابعته ( صدقيني .. انا تخطيت حتى مرحلة ان احزن من اي ردة فعل ستقوم بها فانا من بدات بهدم الجسر الذي بيننا .. وهي .. هي حاولت كثيرا لتعيد بناءه .. ولكني ..ولكني ) وعاد لصمته التائه وكانه يبحث عن كلمة تفسر احاسيسه قبل نظره الى عينيها بالم خائب وهو يشير الى صدره مضيفا ( ولكني كنت عنيدا .. احمقا .. اعمى .. شخصا تائه يحاول ايجاد روحه رغم انها تقف امامه .. وما حدث .. ما حدث للتو .. هو اول ثمن سادفعه في بحر كل ما فعلته مع سما )
باستهجان قالت اسيل ( حقا يا علي .. احقا هذا فقط ما تذكر انك فعلته مع سما .. حسنا لاذكرك اذن انا بما فعلته لها فيبدو ان كلاكما تتجاهلان الامر .. علي .. انسيت انك كنت دوما اليد التي امتدت لسما في خضم كل مشاكلها .. انسيت انك كنت السند .. كنت الشخص الذي مهما كان غاضبا او حانقا منها الا انه يهب لنجدتها حتى لو على حساب كرامته واخلاقه .. انسيت ما تحملته لاجلها عندما تزوجت منها والصقت بنفسك تهمة الزواج السري والطفل الذي فقدته رغم انه لو اي شخص مكانك لما قبل على نفسه هذا .. انسيت .. )
بهمسة مجروحة اوقفها علي ( كفى يا اسيل .. ارجوكي كفى .. لا تذكري ما كنته لها كي لا اذكر لك ما اصبحته .. يكفيكي اخر موقف حدث بيننا .. فانت لم تصدقي ابدا ان تقول سما هذا الاكلام دون مبرر اما انا فتمسكت بكلامها كقشة اردت فيها تخليص صراع قلبي لكي اتمكن من كررهها .. تناسيت بكل بساطة من هي سما التي اعرفها والتي من المستحيل ان تؤذيني حتى لو ارادت )
صرخت اسيل بغضب ( بل اذتك وما حدث اليوم خير دليل لذى كف عن جلد ذاتك بلا مبرر ولا تحمل نفسك اثما كانت كل الادلة تدعمه )
بوجع نظر علي الى جدران مكتبه بياس حيث ذهب بعد خروجه ولحقته اسيل اليه قبل توجيه انظاره مرة اخرى اليها وهو يلوح بيديه بعجز متسائل ( مالذي تريدينه يا اسيل الان .. مالذي تحاولين فعله .. هل تحاولين مواساتي عن طريق اظهار خطا سما .. ام تحاولين تاجيج غضبي عليها ؟؟ )
ببطء تقدمت اسيل منه قبل ان تمسك كفيه مجيبة بصوت امتلا بدموع جرحها الموجوع ( بل لا اريد ان اراك ضعيفا ومنكسرا فانت قوتي يا علي .. انت حقا اخي الذي لم تنجبه امي .. ودوما ما استمديت الصبر والثبات منك لذا .. لذا .. انا لا احتمل ابدا ان اراك هكذا .. ضعيفا .. مجروحا .. محني الاكتاف )
بحنان غمر روحه رفع كفه ليربت على كتفها هامسا ( ووالله يا اسيل لولا وقوفك الان امامي لما كنت اعلم مالذي سافعله فقط لاوقف نزيف قلبي .. انت اختي التي بمجرد نظري اليها والى ابتسامتها اشعر بان الدنيا مازالت بخير وبانني من المستحيل ان اضعف كي لا اخذلك .. اعذريني لانني حملتك الكثير من همومي )
حركت راسها برفض صامت ودموعها تعود لتتلألئ على وجنتيها وهي تمسحها بيدها بطفولة لذيذة ابتسم لها علي رغم عنه وهو يرفع وجهها المطأطأ لتواجه عيناه قبل قوله بمشاكسة ( هييي ايتها الحمراء .. منذ متى كنتي بهذا الضعف ؟ )
فسرت سؤاله بشكل خاطئ وهي تجيبه باندفاع ( انا .. لست ضعيفة .. فقط لولا يد ادهم التي كانت تمنعني من التدخل لكسرت فم هذا الاحمد الوقح .. كيف يجرؤ على قول هذا لك .. كم هو غبي وعديم التربية وجلف و .. )
ضحك علي بلطف مقاطعا اياها ( هوب هوب هوب اهدئي ايتها الحمراء ما قصدت هذا للتو بل قصدت بكائك علي ولكن .. اسعدني حقا رغبتك بضربه .. عالعموم لقد لكمته مثلما لكمني اما بالنسبة لكلامه فهو .. )
تدخلت اسيل بشكل فوري نزق ( عبث وهراء .. مالذي يعنيه بان امراة تعيلك وبان شهادتك قد اخذتها بسبب امراة )
رفع علي اكتافه وهو يجيب بمنطقية ( لقد عنى علا .. فهي من تسببت بمنحي شهادتي .. اما سما فبسببها انا اعمل الان بهذا المنصب واملك هذه الاموال .. و )
قاطعته اسيل بحدة ( ولكنك دفعت ثمن كل هذا يا علي فلو لم تكن تستحق لما استطاعتا مساعدتك في الحصول على ما هو حقك اصلا )
لوح علي بيده مغمغا ( اسيل .. لما تعتبرين ما قاله امر سيء .. حسنا .. انا اكره ان اسمى زوج الرئيسة بالفعل ولكني لا انكر فضل علا او سما علي .. ثم ان والدتي هي من ربتني وهي امراة في النهاية .. فلم يكون هذا اهانة لي .. اوليس وراء كل رجل عظيم امراة )
قالها بمرارة صمت بعدها لوهلة قبل متابعته بالم ( ووراء كل قلب مكسور امراة ايضا .. كما وراء كل عاشق مجنون امراة .. و .. ياللهي مالذي اوقعت نفسي به .. اهذا هو الحب حقا .. اهذا ما يفعله بالمرء .. يشعره لاي درجة اصبح ضئيلا في عيني من يهتم لامرها )
اقتربت اسيل منه اكثر وهي تمسك بكفه محاولة تهدئته ودعمه ( علي اهدئ ارجوك .. انت تعلم جشدا بان سما لن تراك ابدا ضئيلا بل هي اكثر انسانة تعلم قيمتك .. هل نسيت ايامنا الخوالي .. لقد كنت محور حياتها .. وصدقني رغم ان كل شيء يظهر الان بالعكس الا انني واثقة انها تشعر نحوك كما كانت تشعر بالماضي )
بتنهدية طويلة متعبة قال ( الماضي ؟؟؟ الماضي يا اسيل دفن .. الماضي ؟؟ هل تذكرينه حقا الان وبعد ما حدث من سما .. لا اعتقد ان احدا فينا لازال يتذكر الماضي )
بتاكيد واثق اجابته اسيل ( انت مخطئ .. لازالت اتذكر انا الماضي حينما كنا كمثلث برمودا .. وساذكرك به يا علي لتتمكن من مقاومة المك الناجم عن افعال سما .. هيا تعال معي )
بريبة سالها وهو يستجيب لجذبها له الى خارج مكتبه ( لم افهم ؟؟ الى اين تنوين الذهاب .. ثم مالذي قصدته عن تذكيرك لي بالماضي )
بشقاوة اجابته وهي تخرج هاتفها ( يعني انك ستسلمني نفسك قليلا وانا ساحاول ان اعيد بعضا من البهجة الى قلبك ولكن .. في البدء سارسل الى ادهم رسالة لاطلب منه تولي اعمالي اليوم .. وبعدها سنقفل هواتفنا لترتاح عقولنا بالكامل )
بتردد هتف علي ( اسييل .. لا اعتقد انها فكرة جيدة فكلانا وراءه الكثير من الاعمال وكما سمعتي من سما فالوقت عامل ليس في صالحنا )
حركت اسيل راسها بالرفض مغمغة ( صدقني لن تستطيع العمل وانت في هذه الحالة .. وانا لن اتمكن من التركيز من قلقي عليك لذا .. لنعيد شحن انفسنا وعندها اعدك .. سنتدارك كل الوقت الذي اضعناه .. فقط ثق بي يا اخي )
نزلت كلمتها الاخيرة على صدره كبلسم جعله يستسلم لها وهو يقول ( حسنا .. لنرى الى اين سيقودنا جنونك .. كل ما امله الا يخنقك ادهم لانك تتركينه في وسط كل هذه الفوضى لوحده )
بضحكة مشاكسة غمزت علي ( سيفعل .. ولكنه لن ينجح فهو في النهاية .. ادهم .. وانا اسيل )
حرك علي راسه موافقا وهو يفكر بتمعن في قولها .. اجل .. هو في النهاية .. ادهم .. وهي اسيل .. انهما الثنائي الذي مهما غضبا من بعضهما .. ومهما اذيا بعضهما .. او كسرا بعضهما .. الا انهما في النهاية .. يعودان لنفس حالتهما من الحب .. والهيام .. والتكامل .. دون ان يملا .. او ان يتراجعا .. او ان ينسحبا .. مهما علا الحاجز .. وظنا انها النهاية .. تجدهما بقوة غريبة يجتازانه .. ليكونا سويا .. مرة اخرى .. ترى .. هل هو وسما قد يكونا هكذا .. في يوم من الايام .. ام انها حالة استثنائية .. مخصصة .. لادهم .. واسيل ؟؟ سؤال .. لم يعرف اجابته حتى الان .

( لما اصبر عليها ).. سؤال هتف به ادهم بحنق بالغ وهو يقرا رسالة اسيل للمرة التي نسي عددها .. وقد بدا بذرع مكتبه جيئة وذهابا وهو يحاول تفريغ غضضبه في خطواته .. وفي محاولة يائسة اخيرة حاول الاتصال بها ايضا للمرة التي لا يعرف عددها الا ان النتيجة كانت واحدة .. الهاتف مغلق .. وبثورة القى بالهاتف على مكتبه هاتفا ( اللعنة اسيل .. لمرة واحدة حاولي ان تكوني على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقك )
صوت قطع صراعه مع نفسه وجعله يلتفت باتجاه الباب ( اووبس .. هل جئت بوقت غير مناسب ياترى )
تنفس ادهم عميقا وهو يجيب ببطء ( كلا بالطبع يايارا .. اهلا وسهلا بك .. فعلى الاقل .. هناك انثى في هذا القسم تقوم بعملها كما يجب )
رفعت يارا حاجبيها وهي تعض على طرف شفاهها بتدارك ( اااه .. يبدو .. ان اسيل قد قامت بمصيبة جديدة )
رفع ادهم يديه بعجز ساخر ( بل قامت بمصيبة معتادة .. فعندما نحتاجها نجدها مختفية .. والمراة التي صدف انها رئيستها .. كما انها اعز من صديقتها .. او لنقل كاختها قد قالت للتو بان الوقت ليس في صالحنا .. والقت على راسنا باعمال تحتاج منا للكثيير من الالتزام والعمل .. ولكن .. وفي خضم كل هذه الفوضى .. تخرج السيدة من وسط اجتماع ملقية على ظهري اعباء التعامل معه .. ثم .. تترك لي جدولها المزدحم لاتعامل معه بالاضافة لجدولي المزدحم اكثر منه .. هل انا ساحر ياترى ؟؟ )
انهى تساؤله وهو ينظر الى يارا التي انفجرت ضحكا زاد من استفزازه فصاح محذرا ( يارا .. هل هناك ما يضحكك )
حاولت يارا التماسك وهي تجيبه ( ااامممم بصراحة اجل .. ان اتخيلك كساحر ..)
بنبرة سلطوية كان يستخدمها مع ابنته اية هتف ( ياارا .. هذا ليس الوقت الملائم )
تنحنحت لتجلي صوتها ( حسنا فهمت ايها الرئيس .. ولكن صدقني .. غضبك لذيذ ولكنه بلا داعي )
بسخرية اجابها ( حقا .. لم اكن اعلم بان .. غضبي لذيذ ولكنه بلا داعي )
كان يقلدها بنبرة صوتها وهو يقول جملته الاخيرة فعادت للضحك مرة اخرى الا ان نظرة متفجرة منه اسكتتها وجعلتها تصطنع الجدية وهي تساله ( صدقا .. الامر مجرد تنظيم للوقت .. حاول استثناء الامور التي يمكن تاجيلها )
بحدة ساخرة صفق لها قائلا ( ووواوووو يالك من عبقرية لقد جلبت لي اعظم الحلول .. اتعلمين .. ان حديثي الان معك مضيعة للوقت .)
اشارت الى صدرها بدهشة حانقة وهي تساله باستنكار ( حديثك معي انا مضيعة للوقت .. يالك من جاحد .. وانا التي كنت ستتطوع لمساعدتك )
ابتسم هازئا وهو يغمغم بنبرة متوسلة تمثيلية ( اووه ارجوكي لا تسحبي عرضك .. حسنا بخبرتك اللامتناهية في خلق الوقت هل يمكنك اخباري كيف بامكاني تنظيم موعدين يجب ان اكون في كلاهما في نفس الوقت .. احدهما مع ثلاث شركات اعلانية يجب ان اقنعهما بالعمل معنا والاخر مع شركة تنظيم استديوهاتنا حيث يجب ان ارى الشكل النهائي الذي اعدوه وان اصدر عليه الموافقة ليبدا امر تنفيذه بشكل فوري وهذا بالطبع كان منوط باسيل لتقوم به .. كونها المديرة العامة )
اجابته بجدية متجاهلة سخريته ( الامر بسيط .. اذهب انت الى شركة التنظيم وانا ساقوم باللقاء مع الشركات الاعلانية .. ولا يغرنك مظهري المسالم فانا مفاوضة مقنعة وشرسة .. واعتقد انك لن تندم على ابتعاثي الى هناك )
عقد ادهم حاجبيه مفكرا للحظة وهو يسالها ( هل .. هل انت جدية .. اتعلمين مدى صعوبة ان نتمكن من توفير موعد يجمع مدراء هذه الشركات في نفس الوقت .. ثم ان الامر ليس سهلا فهناك الكثير من الاسئلة التقنية التي قد يطرحونها عليكي )
رفعت يارا كتفيها بدهاء مشيرة بطرف قلمها بشكل دائري في اشارة الى مبنى القناة ( هل تظن اني كنت العب في الفترة الماضية .. ادهم لقد درست القسم الاعلامي بشكل متعمق من حيث الموارد البشرية والمادية كما اطلعت على خطت التشغيل والانطلاق .. ولدي خبرة جيدة عن الامور التي قد يناقشونني بها كما ان هذا الاجتماع كما فهمت هو الاجتماع المبدئي لذا سيكون في الغالب محصورا لجذب انتباه هذه الشركات وعرض مميزات عملهم معنا ثم مناقشة بعض بنود العقود التي سيعقدونها معنا .. يعني .. فقط ما ينقصني هو ان تعطيني لمحة عن شروط العقود التي من الممكن ان نتفاوض بها والشروط التي من المستحيل ان نتنازل عنها )
وصمتت وابتسامتها تتسع امام نظرات الذهول المتشككة التي رمقها بها ادهم قبل ابتمامها بمشاكسة ( يمكنك اطلاعي على هذه الشروط وانت توصلني لمكان اللقاء قبل ذهابك للقاء الاخر .. يبدو من مظهرك انك لم تتوقع مني هذا )
تنحنح ادهم وهو يرفع حاجبيه بتعجب مغمغا ( بصراحة .. لا يظهر عليك هذا فانت تبدين حقا كطفلة صغيرة تلهو بين اورقة الشركة وهي تحمل اوراقها وقلمها .. ولكن ما سمعته للتو منك يشير الى معدل فائق للذكاء )
فرقعت يارا باصبعها ( لا تحكم بالمظهر وانتظرحتى تتعرف على الجوهر .. قد ابدو كطفلة ولكن افعالي دوما ما تؤكد باني امراة كاملة .. رغم انك ومراد تختارون ان تحجزوني في صورة الطفلة )
ضحك ادهم وهو يجيبها ( بل هو من يصر اما انا فبصراحة حتى وان رأيت مهارتك كانثى الا انني لا يمكنني ان اتعامل معك الا كآية .. فهذا حقا شعوري الابوي نحوك .. يا صديقتي )
اومات براسها دون اجابه وهي تخفضه بياس متعب جعله يتابع بمشاكسة ( لا تفعلي هذا فمظهر الياس لا يليق بك .. ثم ان هذا الاحمق سينتبه حقا اليك في النهاية خصوصا اذا شعر بانك ستتبخرين من يده )
مطت شفتيها باستسلام مجيبة ( وهذا امر مستحيل .. فانا لن اساومه على حبي مقابل تهديدي له بتركه .. مراد لا يمكنه ان يعيش بدوني .. يمكنك اعتبار تعلقه بي هوسي )
لوح ادهم بيده متسائلا بحيرة ( ثم تقولين انه لا يحبك ؟؟؟ )
اشارت له يارا باصبعها ( انت .. تحب اية .. بجنون .. تخاف عليها من الهواء ..ان مرضت ترعاها .. تلاعبها وتشاكسها ومن اجل عيناها تتحدى تعبك وتنفذ كل ما تطلبه منك .. كما انك لا تتصور حياتك وهي ليست فيها .. ورغم كل هذا الحب الذي تكنه لها فانت تراها كابنتك وليس كامراة .. اليس كذلك )
بفهم اومئ ادهم براسه وهو يلاحظ لمحة الكابة التي علت عيني يارا وهي تتابع ( هذا تحديدا شعور مراد نحوي .. فهو من رباني بشكل تقني فعلي .. والان .. الم تكن تقول للتو بانه لا وقت لديك لتضيعه معي .. مالذي ننتظره .. هيا لتوصلني الى مكان اللقاء وتخبرني في الطريق عن اهم الشروط التي يجب ان اراعيها )
تحرك ادهم صوبها مغمغا ( معك حق ..ولكن .. اود ان انبهك الى امر لم تنتبهي له .. مراد يغار عليكي .. مني .. وهذا تحديدا .. ليس شعور ابوي )
ابتسمت يارا وهي تشير الى نحوه ( بصراحة بالنسبة لك فالامر لا يتعلق بالغيرة .. انما هو يراك مصدر للاذى .. بعدما علم ما فعلته مع اسيل والى اين اوصلتها بحبك )
بذهول غمغم ادهم ( اناااا .. انا يعتبرني مصدر للاذى .. وبالنسبة له هو هل يرى نفسه مصدر للمتعة والضحك .. اتعلمين .. انه حقا بغيض ومتباهي ويظن ان الكون يدور من حوله فقط )
مطت يارا شفتيها بعدم اقتناع ( هذه وجهة نظرك فقط .. بالنسبة لي فهو كامل ومثالي )
اشار ادهم اليها هاتفا بغيظ ( وهذا تحديدا ما يجعله يتمادى في لعبة تجاهل مشاعره نحوك .. ورغم انه يرى بان مشاعره ابوية ومخالفة لمشاعرك .. وحتى وان فسرتما الامر بهذا فانا .. )
وصمت وهو يسترعي انتباهها حتى وصل الى حيث تقف حيث انحنى نحوها هامسا بغموض ( ارى امر اخر .. يمكنك القول باني لازلت واثقا ان مراد يحتاج فقط الى حافز بسيط يصحح نظرته لك ويحولها من الابوة لل .. )
وترك باقي جملته بايحاء وهو يتقدم امامها تاركا اياها تحدق بظهره وتساؤلها يزداد تضخما في صدرها وعقلها .. ترى .. ماهو الحافز الذي سيحتاجه مراد لتتحول معجزة حبها له الى حقيقة .
يتبع 2




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 17-03-19 الساعة 04:44 PM
حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 03:24 PM   #339

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (10)


صرخة عنفوان انثى
الفصل 10
المشاركة 2





لماذا عندما يظن المرء بان اسوء شيء قد حدث له وبان اموره لن تسوء اكثر يحدث امر طارئ يفسد كل تفكيره وخططه ويجعله يعيد كل ترتيباته ويتمنى لو ان حالته تعود لسابق عهدها .. بتنهيدة غاضبة شاردة نظرت يارا الى هاتفها وعقلها يعيد تذكر لحظاتها الاخيرة .. فبعد ان اوصلها ادهم الى مقر اللقاء الذي لم يكن يبعد كثيرا عن مبنى الشركة والقناة .. وبعد ان حققت نجاح تفخر به واخذت الموافقة المبداية من رؤساء الشركات للاعلان بالقناة .. تحطمت سعادتها كلها مع مكالمة واحدة جائتها من اختها .. ( زوجي يخونني .. انا لا اريده .. انا احتاجكما معي )
وعندما حاولت تهدئتها واخبارها بان اجتماعها معهما غير ممكن بسبب انخراطهما في عمل جديد في مصر وقد كانت تامل ان تبعدها عن مراد بعدما بدات تشعر ببعض الامل من استجابته لها ومن تفاعله معها خصوصا وانه هنا ازداد اقترابا منها لكونه المسؤول الوحيد عنها ولعدم وجود عائلتها معهم .. انقلبت كل الامور على راسها مع قرار اختها باللحاق بهما الى هناك كي تبدل البيئة المعتادة عليها عل هذا يخفف من الضغط النفسي الذي تعيشه .. امر جديد لم يكن في حسبانها .. طاقة خوف تفجرت في وسط صدرها واحساسها بخسارتها لمراد تتضاعف .. نظرت حولها لترى نفسها لا تزال واقفة امام باب المطعم قررت ان تعود مشيا الى الشركة كي تتمكن من تنظيم افكارها .. على الاقل كانت منتبهة للطريق الذي سلكه ادهم عندما اصطحبها .. ورغم انه طلب منها ان تخبره عندما تنتهي ليبعث من يقلها الا انها ستتجاهل هذا الامر وستجرب حظها .. وبخطوات شبه متسارعة بدات في التقدم الى الامام وذهنها مشغول بالطريقة التي ستخبر فيها مراد عن مجيء اختها وعن الازمة التي يمر بها زواجها .. هل يعقل ان يكون زوجها قد خانها بالفعل .. فحسب علمها فانه يعشقها بجنون .. لوهلة تذكرت تلك الفترة التي سبقت معرفتها به يوم ظنت اختها بانها تحب مراد بالفعل .. تلك الفترة التي شهدتها بعينها والتي رغم صغر سنها في ذلك الوقت فقد عانت من اكتئاب والم مزمن وهي تمرها .. لقد كانا في نفس الجامعة .. واختار مراد ان يدرس نفس المجال الذي كانت تحبه اختها رغم انه لم يكن مقتنع به .. الطب .. اليس غريبا ان يجتهد الانسان بدراسة الطب فقط لارضاء حبيبته .. الى هذه الدرجة من الحب وصل مراد ومنه اصلا تعلمت كيف تحب .. كانت تراهما سويا وهما يخرجان سويا الى الجامعة .. يحضران المحاضرات سويا .. ياكلان سويا يلهوان سويا يذهبان في عطلات ورحلات مع الجامعة سويا .. الجميع كان يراهما ثنائي ملائم الا هي فلقد كانت دوما متاكدة من عدم حب اختها لمراد واكتفائها فقط بتمضية الوقت معه واستغلال قدراته في مساعدتها في الدراسة .. ولكن لم يكن احد ينصت اليها وخافت ان يتهمونها بالغيرة لذا لم تجرؤ على الافصاح بحدسها والتزمت الصمت .. حتى حدث ما كانت تخاف منه .. قصة حب عاصفة جمعت بين اختها وطبيب متخصص كان مسؤولا عنها في السنة التدريبية .. قصة خرج منها مراد وكانه جثة هامدة بعدما راى حب اختها الحقيقي لغيره .. شخصية اخرى برزت عندها من انقاض حطامه .. مراد الغير مهتم او الصلب .. غير تخصصه بالكامل ودرس التنمية البشرية وغير مكان سكنه ومنزله كما غير مظهره فاطال شعره وخلع البدل الرسمية ليرتدي الملابس العصرية .. رجل تعرفت اليه اكثر حينها عندما اصبحت هي فقط ملكته وعائلته رغم عن انفه بعدما كان قد قرر ان يبتعد عنهم جميعا ولكنها التصقت به وجعلت من نفسها كيان هو فقط مركزه وهي فقط من تحتويه .. وقدمت له من الحب اضعاف ما قدمه لاختها حتى وهي تعلم انه يراها كابنته فقط .. غريب هو قلبها كم احتمل من صدمات متتالية منه ومع ذلك ازداد حبا له .. وبخفقات تسارعت عند هذه النقطة توقفت عن المشي وهي تتاوه بخفوت ويدها ترتفع الى موضع قلبها .. صوت ضحكة مريب جعلها تلتفت حولها لترى نفسها في مكان جانبي شبه معزول يبدو انها دخلته دون ان تنتبه مع شرود عقلها وتفكيرها .. وبنظرات مرتجفة حاولت ان تحدد موقعها الا انها اصطدمت بعيني شاب يبدو على مظهره الاجرام وصوته يرتفع بسخرية ( ياا سلام .. من هذه الملكة التي اطلت علينا هنا الان )
تراجعت قدماها بارتجاف شبه راكض ولكن عاد صوت الشاب ليرتفع بسخرية اكثر ( لو كنت مكانك لما فعلت هذا .. ربما لو بقيت واقفة مكانك فلن اؤذيكي وسنصل الى اتفاق يا جميلتي )
بلغتها العربية المخطلته مع التركية هتفت بغضب اختلط بخوفها ( اياك ان تقول جميلتي فانا لست جميلة احد .. والان من الافضل لك ان تتركني اذهب في حال سبيلي فلقد جئت الى هنا بشكل خاطئ )
ضحك الشاب بشكل مقزز ( هل تعتقدين ان دخول الحمام مثل خروجه يا صغيرة .. وايضا اجنبية .. يبدو ان امي قد احسنت الدعاء لي قبل موتها )
كانت لا تزال تتراجع في خطواتها على امل ان تصل الى نهاية الشارع او ان ياتي اي شخص لانقاذها .. وبصوت ارتجت حروفه سالته ( مالذي تريده مني ؟؟؟ )
بطريقة اشمأزت لها قبل الهواء وهو يشير نحوها ( اريدك كلك يا جميلة .. انت وما تحملينه بحقيبته .. هاتفك .. اموالك .. وكل شيء .. فانت صفقة لا تكرر كل يوم )
وبلمحة كان قد اقترب منها ليجذبها نحوه متسببا بانقطاع ازرار قميصها العليا وانكشاف جزء من صدرها .. حاولت مقاومته وضربه بكل ما اوتيت من قوة الا ان قوته كانت اكثر منها وقد اخذ يكبل حركتها بيديه ويحاول تقبيلها عنوة ويداه تحاولان تجريدها من ملابسها .. علا صراخها مطالبا اي شخص بالنجدة ويداها تحاولان التحرر وقد بدات معدتها بالتلوي وشعورها بالغثيان يتصاعد ليعمي عينيها ويضعف قوتها .. وفي خضم صراعها ومع احساسها بالياس والانهاك واقتراب فقدانها لوعيها سمعت صوت رجل يصرخ ( مالذي تفعله ياحقير )
رافقه عدة اصوات اخرى لم تتبينها ولكنها شعرت بابتعاد تلك اليدان القذرتان عنها وبسقوطها على الارض قبل سماعها لاسئلة متعددة من اناس لا تعرفهم يسالونها عن حالها .. وبانفاس متقافزة ويدين مرتعشتين حاولت ستر ما ظهر من صدرها وهي تهمس لاقربهم ( ماء .. اريد .. ماء )
لحظة مرت قبل شعورها بزجاجة تقترب منفمها مع صوت احدهم وهو يقول ( يجب ان نتصل بالشرطة لتقدمي بلاغ .. لقد حماك الله يابنتي .. مالذي جلبك الى هكذا منطقة وانت لوحدك .. هل كنتي تودين الموت )
صوت رنين هاتفها قطع تشوشها ومحاولتها التركيز فيما يقوله من حولها فاخرجته باصابع بالكاد تمكنت من الامساك به لتفتحه وهي تجيب بدموعها قبل كلماتها ( ا .. د .. ه ..م .. ادهم .. انا .. لقد .. كنت . ساموت )
كان هذا الكلام اخر ما توقعه ادهم الذي صرخ بخوف مذهول وقد انخلع قلبه من الرعب ( يارا .. يارا .. مالذي تقولينه .. مالذي حدث تحديدا .. اين انت الان )
بتعب منهك باكي اعطت الهاتف للرجل الذي اعطاها الماء وهي تقول له ( ارجوك .. اخبره .. عن مكاني .. فانا لا اعرف اين انا )
وتركته ليتكلم بينما حاولت الوقوف على قدميها بترنح معتمدة على بعض الايدي التي امتدت لتساعدها وقد تجنبت النظر الى خلفها كي لا تتذكر اللحظات الاخيرة التي عاشتها قبل قليل .. بصعوبة اتجهت الى الامام لتخرج من ذلك الزقاق وقدماها بالكاد تحملانها ولسانها يلهج بالحمد لله على نجاتها وكل امنياتها تتلخص في رؤيتها لادهم كي ياتي ويصطحبها من هذا المكان الذي كان كالكابوس بالنسبة لها .
لم يصدق نفسه ولا ما سمعه على الهاتف وهو يركب السيارة وينطلق كالمجنون الى المكان الذي وصفه له الرجل الذي كلمه على الهاتف .. ياللهي كيف يحدث ليارا كل هذا ولماذا كانت في تلك المنطقة اصلا وكيف وصلت اليها ولما لم تستدعي السائق ليقلها كما اخبرها .. سئلة كثيرة كانت تتردد في ذهنه المتشنج من الخوف عليها .. وبسرعة كاد فيها ان يسابق الريح كان يقود سيارته وقد جذب كل تركيزه ليتمكن من الوصول اليها .. لم يعلم كيف مر الوقت عليه ولكنه ما ان وصل الى المكان المنشود وراها تجلس على احد كراسي المحلات المصطفة في احد الشوارع الجانبية حتى اوقف سيارته وترجل منها وهو يسرع الخطى باتجاهها .. وما ان لمحته بدورها حتى وقفت ببطء مترنح وجرت قدماها باتجاهه لترتمي في احضانه مخفية نفسها وقد انهار جدار السيطرة الزائف التي كانت تحاول التحلي به امام اؤلئك الناس .. برعب هتف ادهم ( ياااراااا مالللذيي حددث يااللهي هل انتي بخير .. هل انتي بخيير )
كان قد رفعها عن الارض وحملها بين ذراعيه فارتخى راسها على كتفه وهي تجيبه بخفوت ( ارجوك .. خذني من هنا )
امرها الذي لم تتمكن من اعادته نفذه هو بفورية وهو يتجه الى سيارته ليضعها على الكرسي قبل اتجاهه الى الرجلين اللذان كانا يقفان حيثما كانت تجلس وقد بدا يتحدث معها للحظات امام عينيها قبل اخراجه لحفنة من المال واعطائها لاحدهما اللذي رفض بشدة اخذها وهو يشير له ان يذهب في طريقه .. بايماءة من راسه وبتحية عابرة من يده التفت ادهم عنهما وهو يسرع الخطى ليركب سيارته قائلا بلهاث قطع حروفه ( لقد اخبروني انهم انجدوكي من بين يدي لص كان يحاول اغتصابك في احد الشوارع الجانبية حيث سمع احدهم صوت استنجادك عن طريق الصدفة وهو يلقي قمامة محله في ذلك الشارع الجانبي .. ولكن .. )
وصمت قليلا وهو يلتفت اليها وقد بدا بالقيادة ليرى مظهرها المستسلم واثار عراكها الظاهرة عليها وتلك الدماء التي جفت عند طرف ثغرها فتقطع قلبه بالوجع عليها وهو يكمل ( مالذي جعلك تذهبين الى هناك . كيف وصلتي الى تلك المنطقة تحديدا )
ازدردت يارا لعابها بصعوبة وهي تغمض عينيها وتضم يديها اكثر على صدرها وذكريات ما مرت به يزيد من ارتجافها لتبدو كطائر مبتل في وسط عاصفة جليديه وهي تجيبه بخفوت هامس ( لقد .. اردت .. الوصول الى الشركة .. بعدما انهيت .. الاجتماع )
بذهول غمغم ادهم صارخا ( الشركة ؟؟؟ اي شركة ؟؟ انت في طريق عكسي بشكل تام عن طريق الشركة ايتها الحمقاء )
اسندت راسها على ظهر الكرسي متسائلة بصعوبة ( الى .. اين .. تاخذني )
بادراك لحالتها وعدم مقدرتها على الخضوع لاستجوابه الحانق اجابها بنبرة تخللها ندمه على قسوته وتهوره معها ( ساخذك الى المشفى .. وهناك يمككنا طلب تقرير لتتقدمي بشكوى للشرطة و .. )
قاطعته بسرعة هاتفة ( كلاا .. كلااا .. لا اريد الذهاب الى المشفى انا بخير .. فقط .. خذني الى الشركة .. لا يجب ان يعلم مراد بما حدث لي .. والا .. سيحرق كل شيء )
بذهول التفت ادهم اليها متسائلا ( كيف يعني لا يجب ان يعلم مراد بشيء .. ثم لما انت خائفة هكذا ؟ )
بدموع عادت لتنهمر كشلال اجابته ( لو علم فلن يتوانى عن ابعادي عن هنا واعادتي الى تركيا .. وانا لا اريد تركه خصوصا الان )
بفضول حانق نظر اليها قائلا ( لماذا الان .. ثم ان كنتي لا تريدين المغادرة فلم تسمحين له باجبارك عليها ؟ )
حركت راسها بالرفض وهي ترجوه ( ارجوك يا ادهم .. هذا ليس وقت مثل هذا الحديث فانا غير قادرة على التركيز .. فقط ارجوك ثق بي وخذني الى الشركة .. وهناك ساكون بخير بعدما ابدل ثيابي واخذ مسكنا )
بعدم اقتناع وخوف تنهد ادهم مستسلما لها وروحه تستجيب لرجائها وقد شعر بالفعل وكانها ابنته وهو يعيد توجيه سيارته الى الشركة متمنيا لو ينتهي هذا الامر على خير وقد اخذت عيناه تراقبانها الى جانب مراقبته للطريق وهي مستسلمة بشكل متشنج وقد تقوقعت حول نفسها ووجهها الشاحب الدامع مرتخي الى الوراء ودموعها لا تزال تنهمر ببطئ على وجنتها من عينيها المغمضتين .. مظهرها المه كثيرا وفكرة تعرضها لمحاولة الاغتصاب تزيد من اشمئزازه وغضبه وخوفه عليها وعلى ما سيترتب في نفسها من اثار جانبية لما تعرضت له .. شعور بالذنب ملاه لانه كان السبب بشكل غير مباشر فيما حدث لها مما زاد من حنقه على اسيل وعلى اختفائها الغير مبرر والغير مسؤول وهي التي من المفترض انها مديرة للقسم الاعلامي للشركة .. زاد من ضغط قدمه على دواسة الوقود ليسرع اكثر كي يتمكن من علاج يارا وضميره المخزي يزيد من احساسه بالاختناق لما حدث لها .
ما اصعب ان يحاول الانسان عزل نفسه بالكامل عن مخيلته كي لا يسترجع اي شيء من ذكرياته .. محاولاتها العقيمة لفصل نفسها عن شعورها باءت بالفشل لتترجمها بدموعها التي كانت تابى التوقف .. وقوف الحركة من حولها اعلمها بانهم قد وصلو الى الشركة ففتحت عينيها لتنظر من حولها وقد ادركت انهما في مراب الشركة الداخلي .. صوت ادهم ارتفع في تلك اللحظة وهو يقول لها ( اعتقد ان المكان هنا خالي في هذا الوقت من النهار ومن الافضل خروجنا من هنا كي لا ينتبه احد الى مظهرك ويلاحظ ما حدث فتصبحين مثارا للشائعات والتكهنات )
انهى كلامه وهو يترجل من السيارة ويلتف الى الناحية الاخرى ليفتح لها الباب قبل خلعه لسترته واعطائه اياها وهو يتابع ( رتدي هذه فوق ملابسك واغلقيها عليكي وهكذا لن يظهر شيء من العلى اما التمزق الذي في تنورتك والجرح الذي في وجهك فسنبرره على انك سقطي )
أومات براسها وهي تمد يدها اليه ليساعدها على النهوض قبل اتباعها لتعليماته وهي ترتدي سترته ثم تتمسك بذراعه مستندة عليه بالكامل وقد رفضت ان يحملها كي لا يثيرا الانتباه .. وبخطوات حاولت موازنتها اتبعته وكلها امل ان لا تواجه اي شخص وان لا يلاحظ احد حالاتها حتى وصلا الى المصعد السفلي حيث ركبته هي وادهم وقد تنفست الصعداء ونصف مهمتهما مرت على خير .. كان الجزء الثاني هو الاصعب فما ان فتح باب المصعد على الطابق الذي يتواجد به مكتب ادهم حتى رات السكرتيرة وهي تقف من خلف مكتبه هاتفة بذهول ( سيد ادهم .. ياللهي يارا .. مالذي حدث .. اين كنتما تحديدا )
بسرعة وكفاءة استمر ادهم بالتقدم وهو يجيبها ( لا تقلقي فقط يارا سقطت وتاذت قليلا .. اجلبي لي عدة الاسعاف الى مكتبي واياكي ان تخبري احدا بما رايتي للتو والا سيكون اخر يوم لك عندي .. هل هذا واضح )
اومأت السكرتيرة براسها بخوف وهي تتحرك سريعا مفسحة المجال نحوهما ليتقدما بسرعة باتجاه المكتب قبل ان يصادفهم اي شخص اخر .. وبدون تلكئ فتح ادهم باب المكتب وهو يقول ( حسنا .. لقد وصلنا الان الى هنا دون ان يرانا مراد.. والان .. كيف برايك ستخفين وجودك بالشركة عنه فهو دوما ما يسال عنك )
صوت ارتفع من داخل المكتب في تلك اللحظة بتساؤل هادر ( ولماذا تخفي وجودها عني و .. ياااالللهي ماللذي حدث )
صرخت مرعوبة شقت المكان ومراد يركض باتجاه يارا وقد شحب وجهه بشدة ... وبصوت بدا كنحيب هتف وهو يجذبه من بين يدي ادهم ( يارا .. ياررراا صغيرتي هل انت بخير .. ياللهي .. مالذي حدث .. فقط اخبريني .. اهذه دماء حقا )
ومس بيده شفاهها فتاوهت بضعف وهي تبعد راسها عن يده هامسة ( مراد .. مراد اهدئ .. انا بخير .. لقد .. يعني .. )
ولم تتمكن من اتمام جملتها فهي لم تعتد ابدا الكذب عليه .. ارتفع صوت ادهم في تلك اللحظة مهم يحاول تهدئة الاجواء ( مراد لقد سقطت .. انها بخير و .. )
زمجرة مخيفة قطعت كلامه في نفس اللحظة التي سقطت فيها سترته عن يارا لتظهر الكدمات التي على ذراعيها من جراء امساك ذلك الشاب لها كما ظهرت ملابسها المتقطعة .. وبلحظة واحدة كان مراد يضعها على احد الكراسي قبل التفافه نحو ادهم وهو يهجم عليه صارخا بغضب الدنيا ( ماااللللذي فعلتتته بها .. لللقققد كانت باامانتك .. كيييف يحدث لههها هذا )
حاول ادهم تفاددي هجومه الا ان لكمة طائشة طالت وجهه فالقته ارضا في ذات الوقت الذي اعاد مراد هجومه عليه وهو ينحني نحوه ممسك به من تلابيبه وقبضته ترتفع لتهشم وجهه الا ان صراخ يارا ارتفع في تلك اللحظة ( مرررااااد .. تووقف .. انه من انقذني.. هو من انقذني )
التفت نحوها مراد قائلا ومازالت يده معلقة بالهواء في شكل لكمة موجهة الى ادهم ( لم يكن يحتاج لانقاذك لو انه منذ البدء قد حافظ عليكي )
تقدمت يارا نحوه مترنحة فترك ادهم ليصطدم بالارض وهو يتجه نحوها بارتياع صارخا ( مالذي تفعلينه .. ابقي هناا .. ابقي مرتاحة .. ياللهي مالذي حدث لك .. اين تاذيتي .. يجب ان نذهب الى المشفى )
كانت قد وصلت اليه فوضعت يدها بضعف على وجنته هامسة بتعب ( كل ما حدث خطئي فلقد كنت شاردة واخذت امشي كالهائمة وانا افكر )
حرك مراد راسه بالرفض وهو ينحني ليحملها مغمغا ( هذا الكلام ليس وقته .. هيا المهم الان ان اطمئن عليكي و .. )
قاطعته مرة اخرى بنفاذ صبر حاد متقطع ( مراد اسمعني فقط .. ارجوك لا تتعبني اكثر .. لا اريد الذهاب الى المشفى فانا بخير وكل جروحي سطحية .. لقد كان من المفترض ان انهي الاجتماع وابعث لادهم ليبعث من يقلني الى الشركة .. ولكن امر استجد جعلني افقد تركيزي وامشي كالمجنونة الى ان انتهيت بهذه الطريقة بعدما صادفني احد الشباب المتسكعين في احد الطرقات الجانبية )
نظر مراد اليها محاولا فهمها وهو يلجم نفسه بصعوبة كي لا يحطم المكان من شدة غضبه .. وبنبرة تراوحت بين العتب والهستيرية سالها ( و .. ومالذي .. شتتك الى هذه الدرجة )
مالذي شتتها .. هل حقا ستخبره عما شتتها .. هل ستقول له بان خسارته لصالح اختها هي ما شتتها .. بتنهيدة طويلة خرجت من اعماقها القت على مسامعه همها ( ليلا .. ليلا قادمة الى مصر .. لقد خانها زوجها ... وهي .. محطمة .. يبدو انها تود الطلاق )
لوهلة ساد الصمت المكان وقد انقلبت كل اسارير مراد للذهول وهو ينظر الى يارا وكانه يود التاكد من ان ما سمعه حقيقة وليس محض خيال .. وبصوت بالكاد ظهر تساءل ( ليلا .. قادمة .. الينا ..... ل.. ل.. لتتطلق )
حتى قوله للكلمة بدا له وكنه حلم جميل يتحقق فقط في مخيلته .. بابتسامة خائبة حركت يارا راسها بالموافقة وهي ترى مدى تاثره بما قالت وقد انطفئ غضبه وخوفه وقلقه عليها بمجرد ذكر اسم اختها .. ببطء ابتعدت عنه لتهرب من رؤية ملامح وجهه العاشقة التي بدت وكانه بعالم اخر .. ان يواجه الانسان الحقيقة عارية دون ان يغلفها جمال الكذب لهو اشد عقاب قد يتذوقه .. صوت ادهم جعلها تلتفت نحوه وهو يسالها بشك ويده تمسك بذراعها ( يارا .. هل انت بخير .. انت .. تبكين .. الهذه الدرجة تؤلمك جروحك )
لم تكن قد انتبهت الى دموعها الا مع ما قاله ادهم .. سؤال تبعه شعورها بسترة توضع عليها قبل ان تشعر بنفسها وهي تطير بالهواء لتجد نفسها بعدها محمولة بين ذراعي مراد وصوته يهدر بجانب اذنها ( لنعالجك في البدء وبعدها سنفكر بموضوع ليلا ..اما انت يا ادهم فحسابك معي مؤجل.. )
رافق جملته الاخيرة تلويح من اصبعه قبل ان يغادر الحجرة بجلبة في نفس اللحظة التي دخلت فيها اسيل التي سالته عند الباب بذهول ( م .. ) ولكنها لم تكمل كلامها مع صرخة مراد العاصفة ( اخبري سما بان يارا لن تعود للعمل بعد الان وبانها ستعود الى تركيا .. اهذا واضح ) ثم تركها وهي تنظر اليه باستغراب قبل نقلها لنظراتها الى ادهم وهي تهتف بذهول وبيدها حقيبة الاسعافات الاولية ( ادهم .. مالذي جرى .. ولما مراد يغادر هكذا و .. مالذي قصده بتركي .. ولما حقيبة الاسعافات التي كانت بيد السكرتيرة و .. )
سيل من الاسئلة لم يكن ادهم مستعدا له بعد كل ما حدث فانفجر صارخا باستهزاء ( وهل يهمك حقا يا حضرة المديرة لو انحرقنا وانت تلهين)
عقدت اسيل حاجبيها متسائلة ( مالذي تعنيه حقا .. انت تعلم باني كنت مع علي )
مط ادهم شفتيه وهو يجيبها بنفس السخرية ( اجل علي .. فهو من يهمك امره اليس كذلك )
لوحت اسيل بيدها بحنق ( هيا الان .. لا تقل انك تغار منه و )
قاطعها ادهم بغضب بالغ ( اغاااار .. هل جننتي .. هل تعتقديني بهذه السطحية .. استيقظي يا استاذة فليس كل الكون يدور حولك فقط .. للتو كانت يارا ستغتصب ومن المحتمل انها كانت ايضا ستقتل والسبب انني ابتعثتها لتكون في مكاني بينما انا اغطي مكانك وتقولين لي اني اغار )
ارجفت اسيل من هول ما تسمعه وهي تتساءل ( م .. مالذي تقوله .. ياراا .. ياللهي .. و .. هل ..هل .. حدث لها شيء ؟؟؟ )
ضحكة هازئة خرجت من فمه وهو يجيبها ( وهل يهمك اصلا .. الفتاة كانت تحت مسؤوليتنا ونحن ماذا فعلنا .. استغليناها ثم عرضناها للاذى .. والله اني لا الوم مراد على غضبه منا فلو ان ابنتي تعرضت لشيء وهي تحت اشراف شخص لقتلته .. واعتقد انك خير من يعرف هذا .. ولكن .. يبدو انك لم تتغيري )
اطلق جملته الاخيرة بجنون لحظي تراجع عنه بشكل فوري ما ان راى الالم الذي انتشر على محيا اسيل في تلك اللحظة وهي ترد ( اجل بالطبع فانت تقصد ما فعلته مع ايهم .. يبدو انك لن تنسى .. اليس كذلك .. مهما تظاهرت بالتحضر والتعامل الراقي الا انك عندما يفسد الامر بيننا تعود لنفس النقطة .. وانا الحمقاء التي خلتك قد تغيرت )
والتفتت نحو الباب لتغادر الا ان يد ادهم منعتها وهو يقول ( انا لم اقصد .. اعتذر .. انه فقط .. ضغط ما تعرضت له للتو .. لقد المني حقا ما حدث ليارا )
ضيقت اسيل عينيها مغمغمة بحزن وهي تشير الى صدره ( وانت .. دوما تبحث عني لتلقي علي ذنب اي خطا يحدث لك )
حرك ادهم راسه نافيا ( كلا بالتاكيد .. انا فقط اردت ان اظهر لك عاقبة ما فعلته .. اعلم ان علي كان يحتاجك ولكن علي شخص واحد اما هذه الشركة فتحوي مئات الموظفين الذين يحتاجون منا ان نكون على قدر المسؤولية ونساعدهم بابقاء هذا المكان موجودا وقانونيا وبتنفيذ خطة سما )
حركت اسيل كتفيها هاتفة بعناد ( قد يكون علي بالنسبة لك مجرد شخص ولكنه بالنسبة لي فهو عائلتي كلها وما كنت لاستطيع ان اعمل وانا اعلم بانه متالم )
تافف ادهم بنفاذ صبر وهو يترك يد اسيل ( اوووووف هل ستظلي على نفس حالة الجدال .. هل تعتبرين اعترافك بالخطا امر مهينا لهذه الدرجة )
ابتسمت اسيل بقسوة وهي تلتفت بعيدا عن ادهم وقد اخذت تتمشى في مكتبه ( اتعلم ما هي مشكلتنا يا ادهم .. بان كلانا يتعمد عدم فهم الاخر رغم انه في قرارة نفسه يكون فاهم لمقصده بشكل كامل )
بحذر تساءل ادهم ( مالذي .. تقصدينه تحديدا ؟؟ )
التفتت نحوه وهي تثبت عينينها بعينيه مجيبة اياه بجراة ( كلانا متهور وعصبي ويعتمد على مشاعره في ردود افعاله حتى لو عنى ذلك ان يجرح اكثر شخص يحبه على وجه الارض )
رفرف ادهم بعينيه متسائلا بذهول ( اتعنين انك .. انني .. اكثر شخص تحبينه على سطح الارض )
اقتربت اسيل منه ببطء صامت وهو يراقبها بترقب متفاجئ خصوصا بعدما تخطته لتصل الى باب مكتبه حيث اغلقته بالمفتاح ثم التفتت اليه مرة اخرى فهتف متسائلا ( مالذي تفعلينه تحديدا ؟؟ )
كانت قد بدات بالاقتراب منه اكثر وهي تخلع سترتها ليظهر قميصها السفلي الذي بلا اكمام قبل ان تتجه يداها الى ازراره وتبدا بفتحها ببطء مغري جعل ادهم يزدرد لعابه بصعوبة وتشوش في عواطفه يغمره ويجعل خطواته تتقهقر الى الوراء حتى اصطدم بكرسي جلس عليه مراقبا تقدمها نحوه وهي تجيبه ( اشرح وجهة نظري بشكل عملي )
وصمتت وهي تتابع مشيها بترنح مثير حتى وصلت اليه .. انحنت نحوه واصابعها تمتد بلمسة على طول وجهه اشعلت جسد ادهم بجنون فجذبها دون تفكير لتجلس على قدميه ووجهها مواجها لوجهه .. يداه اللتان قد تسللتا على طول جذعها لتصلا الى راسها كي يجذبه نحوه لينهل من شهد فمها بقبلة طال انتظاره لها .. قبلة لم يفهم معناها ولا سببها ولا كيف حدثت ولكن .. وبعد ان استجابت له فاحرقته اكثر شعر بانسحابها عنه وهي ترفع يده نحو صدرها في موضع قلبها وتفعل المثل بيدها لتضعها على قلبه هامسة بالم صعقه ( اترى .. انا اعلم تحديدا ما تريده مني .. وانت تعلم تحديدا ما اريده منك ... انت تريدني انا لاكون لك كما كنت في السابق وان اريد ان تمنحني ثقتك وروحك وتعاملني ككيان متحد يمكنك تفهم المه وحاجاته .. الا اننا في النهاية لم يستطع احدنا منح الاخر ما يتمناه وكل منا يتمسك بانانية بنفسه مخافة ان ياذيه الاخر .. لاننا نعلم جيدا بان كلانا قد يقتل الاخر باذيته له ان هو سلمه كل شيء )
كلمات ما ان قالتها حتى ابتعدت عنه بشكل فوري تاركة اياه مصعوقا وهو يسالها بلهاث ( هل .. هل كنت .. تتلاعبين بي للتو )
عادت لتلتفت نحوه وهي تغمزه بدهاء ( هيا يا ادهم .. في النهاية انا زوجتك .. ولن يحدث شيئا من بعض اللهو .. ام انك نسيت كلمتك لي بانك قد اقمت معي علاقة فقط لاني كنت متوفرة .. هل انت غاضب الان لاننا لم نكمل حتى النهاية .. بصراحة لقد اشفقت عليك )
كان يحاول السيطرة على نفسه وقد ثارت كل احاسيسه ما بين رغبته الجنونية بها وبين غضبه العاصف منها وبين عقله الذي اخذ يحاول ان يجاهد ليوصل له رسالتها التي بثتها له في كلماتها ( مااذا .. تشفقين علي انننااا )
ضحكت باستهزاء اكبر وهي تتصنع المتعة لتخفي حقيقة المها المجروح ( اجل .. فتخيل لو اني فعلت مثلك واقمت علاقة معك ثم اخبرتك بانها كانت مجرد وسيلة اقضي بها على غضبك واحصل بها على متعتي و .. لن يحدث بالتاكيد اي حمل يعيق طريقنا نحو الطلاق ان قررنا هذا )
كلمة الطلاق وتلاعبها في وضعها الطبي وتلك المرارة التي استشعرها في احرفها بدات توقظه من غفلة جنونه التي اغرقته بدوامة من الفوضى .. خنجرها الذي غرسته عميقا في كرامته افهمه لاي درجة تحاول هي مقاومة ما حدث لها .. وبنبرة مفعمة بشتى الاحاسيس خاطبها وهي تتجه نحو باب مكتبه لتخرج بعد ان التقطت سترتها عن الارض ( معك حق .. عندما اقمت علاقة معك في تلك المرة فلقد كنت مصابا بلوثة من الفوضى بعدما علمت بنبأ عودة المرض اليك .. كان جلي احتياجي لشفقتك عندها فكل ما كنت اريده هو ان اشعر بك وبلمساتك وان اعيش معك شيئا خاليا من اي ذكرى سوى ذكرى كوننا كيان متحد .. وبعدها .. وعندما رايت مدى تاثيرك عليك جبنت وخفت وهربت )
كانت حركتها قد توقفت بالكامل الا انها كانت لاتزال ملية ظهرها اليه .. ارتجاج طفيف بكتفيها اعلمه بمدى تاثرها بما يقوله فاكمل كلامه وهو يتقدم نحوها ببطء ( كلامك الذي اثبته لي بالتجربة هو امر صحيح تماما وقد ادركته جيدا ولكني ومنذ وعيته وانا احاول اصلاحه .. احاول ان ابني ثقتي بك بالكامل وان انفتح بنفسي نحوك كما احاول ان امنحك الوقت الكافي لتتمكني من منحي نفسك مرة اخرى كي تعودي الى كنفي )
وصمت وهو يلتف حولها ليقف مواجها لها ويداه ترتفعان الى كتفيها وقد رق صوته مع منظر دموعها التي غمرت وجهها فهمس متابعا ( سامحيني .. قد يخطئ المرء في طريقة اعادة بناء ما دمر الا ان هذا لا يعني انه تعمد الاذى .. لقد المني حقا كل ما يحدث سواء مع سما او علي او ما حدث مع يارا ويبدو انه مقدر لك ان تكوني في وجهي دوما لتتلقي عاصفة غضبي .. الا انني اقسم لك باني بالفعل قد بدات بطريق منحك الثقة الكاملة )
ازدردت اسيل لعابها ببطء وهي تخفض راسها وهاجس يتفجر بروحها ينبئها بالجواب الذي سيرضيها حقا .. وبصوت ارتجف مما يحمله من احاسيسها همست ( ان .. كنت .. حقا .. تثق بي .. فامنحني الطلاق .. ولنترك انفسنا .. حرين .. في بناء علاقة .. اما ان تكون لنا .. او ..لغيرنا )
طلبها مثل صاعقة احرقت روح ادهم .. ان يواجه الحقيقة بشكل صافي على لسانها .. يمنحها حرية الاختيار بدل ان يكون هو المتحكم بها بغطاء لطيف من الصداقة .. هل سيتحمل حقا خسارتها لصالح غيره ان لم تقتنع به .. حقيقة يجب ان يواجهها عارية بلا اي وهم او كذب يغلفها .. حقيقة حبها وعواطفها التي قد تقودها الى التخلي عنه رغم انها اعترفت للتو له بانه احب الاشخاص الى قلبها في كل الكون .
يتبع 3


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 03:28 PM   #340

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان أنثى الفصل (10)



صرخة عنفوان انثى
الفصل 10
المشاركة 3






ان يواجه المرء حقيقة نفسه على لسان احب البشر اليه لهو اصعب خيار قد يختاره .. كان هذا تحديدا شعور علي وهو يقف امام عماد الذي نظر اليه بكل خيبة والم ورفض حتى ان يسلم عليه بعد ان اوصلته اسيل الى مدرسته بعدما قضو ساعتين في التنقل بين الاماكن التي عمل فيها علي مع سما وحتى الى مكان سكنهما القديم .. صوته ابى ان يغادر حنجرته خاذلا اياه ويده ترتفع برجاء للمرة الثانية نحو عماد يدعوه فيها ان يقترب منه .. وبخطوات مرتجفة استجاب عماد هذه المرة وبدا بالاقتراب منه حتى وقف على بعد ذراع وهو يقول بطفولة حزينة ( استاذ علي .. انا ساذهب الى حافلتي .. امي طلبت مني الا اركب سيارة اي رجل غريب عني .. عن اذنك .. لا اريد ان تفوتني حافلتي )
والتفت عنه وقد بدات الدموع بالتجمع في عيناه .. يد علي امتدت في تلك اللحظة بتلقائية لتمسك يد عماد وهو يقول بصوت مبحوح ( هل .. هل اصبحت غريبا عنك يا .. يابني )
حرك عماد راسه بالرفض وهو يجيبه بتهدج ( لست ابنك .. اسمي هو عماد سراج .. انت اخترت ان تتخلى عن والدتي وان تتزوج امراة المت امي كثيرا .. وانا . لا يشرفني ان اقترب من رجل فعل هذا ) وصمت قليلا قبل اضافته بصوت امتلا بدموعه ( مهما كنت احبه )
ثم جذب يده من يد علي وهو يركض باتجاه حافلته ليبتعد عن علي كي لا يضعف ويرتمي بحضنه كما يشتاق .. صورة لم يتوقع علي يوما ان يراها .. صورة عماد وهو يبتعد عنه معلنا رفضه له .. عماد .. الذي كان دوما بمثابة ابنه .. بل هو ابنه حقا فلقد ساهم في تربيته مع سما .. بوجع انهار علي على ركبتيه وهو يخفي وجهه ليخفي عيناه الدامعتين مغمغا ( ياللهي .. مالذي فعلته بحماقتي .. مالذي فعلته .. لقد .. لقد خسرت ولدي )
حقيقة اخرى بدا يدركها علي بعدما راى بعينه خسارته لسما .. حقيقة عدم مقدرته على المطالبة باي شيء يخص عماد طالما ان الطفل قد كرهه واصبح يراه بصورة مشوهة .. وهم جميل عاش به لفترة من الزمن انساه فقدانه لعائلته وهو يستبدلها بسما وعماد واسيل .. وهم استيقظ منه على واقع الحقيقة المرير الذي تمثل امامه بكل هذه الصدمات المتتالية من اكثر شخصين يحبهما وفي نفس اللحظة اكثر شخصين اذاهما في حياته .. في تلك اللحظة ترسخ بقلبه اعتقاد غريب .. لقد اصبح فقط كبيدق شطرنج خرج من اللعبة بعد ان هزم ولم يعد له خيار اخر سوى المراقبة من بعيد دون ان يتمكن من التدخل في اي شيء مرة اخرى .. فهل سيتمكن من التعايش مع هذه الحقيقة ؟؟؟
ان يتلقى المرء الصدمة لمرة واحدة امر مقبول ولكن ان يستمر بتلقي الصدمات وهو يواجه حقيقة المراة التي قد تزوجها لانه يحبها فهذا امر مؤلم لحد الجنون .. اجل .. انها المراة التي يحبها .. المراة المخادعة التي غامر بكل شيء وتزوجها .. ان يعترف لنفسه الان تحديدا بانه يحبها لهو اغرب الامور خصوصا مع ترافق الامر مع تعاظم رغبته بقتلها .. جنون لحظي كاد ان يفتك بتعقله ويجعله يهجم على الحجرة ليمسكها مطبقا على رقبتها حتى يخرج الكلام منها بالاجبار .. صوت امه الذي اخترق دوامة عواصفه اوقفه بشكل لحظي ( تامر .. مالذي تفعله هنا و . يااحبيب جدته تعال الى حضني )
كانت تخاطب الصبي الذي يقطن ساكن في احضانه والذي استجاب لها بمحبة استغربها تامر وزاد غيظه منها .. عاد صوت امه يرتفع في نفس اللحظة التي خرجت بها تسنيم من الحجرة بوجه شاحب وعيناها تتنقلان بين الواقفين على بابها ( ما اجملك يا صغيري .. لم انت ملوث الفم هكذا .. تسنيم .. اين كنتي عن طفلك وكيف تتركينه بين ذراعي ذلك المهمل )
واشارت بعينيها نحو تامر الذي كان يحاول بكل قوته ان يظل متماسكا كي لا ينفجر بتسنيم ويفسد كل شيء .. فالخسارة هذه المرة ستكون وخيمة ان تحامق مرة اخرى كما فعل مع موضوع علاء .. نظرت تسنيم نحوه بتساؤل ( لم .. لم اعرف انك لحقتني .. لقد ظننت انك لا زلت بالمطبخ )
بصوت لم يتعرف عليه انه له غمغم بخفوت قاسي ساخر ( لقد .. كنت .. هناك .. يبدو .. انك .. لم تكوني ترغبين بلحاقي بك )
بتوتر ارتفعت وتيرته فظهرت على صفحة وجهها حركت راسها بالنفي وهي تجيب بسخرية تمثيلية ( ولما اتدخل بحركتك .. في النهاية هذا منزلك )
بلهفة قاطعتها امه هاتفة ( كلا يا حبيبتي انه منزلك ايضا فلقد اصبحتي من العائلة .. تامر كف عن اثارة غيظها باسلوبك السخيف و .. لقد انسيتماني سبب مجيئي الى هنا .. هناك رجل بالخارج كان يسال عنك ياتامر وقد اخبرني انه صديقك من العمل .. لقد قمت بادخاله الى مجلس الرجال في الخارج )
خوف طغى على تامر مع حدس مسبق لهوية هذا الرجل جعلته يتناسى كل شيء ويلتفت نحو والدته متسائلا بنبرة حاول فيها اخفاء قلقه كي لا ينتقل اليها فتشك بدورها ( هل .. جاء لوحده )
حركت الام راسها موافقة وهي تلاعب قصي الذي كان يقهقه في احضانها دون ان تنتبه للجو السائد من حولها وذلك التوتر يقطن كضيف ثقيل بين ذرات الهواء التي سحبها تامر بعمق الى رئتيه ليتمكن من عداد نفسه للمواجهة .. يد صغيرة استقرت فوق يده وضغطت عليها وصوت بات يعرف صاحبته جيدا تسلل الى اذنه بقلق عميق ( انه هو .. اليس كذلك .. انه هو )
اغمض تامر عيناه لوهلة محاولا السيطرة على التشوش الذي ملأ كيانه .. خوفها استنفر كل خلاياه للذود عنها في نفس اللحظة التي تشابكت فيها رغبته لتفجيرها بسبب ذلك الكذب الذي على ما يبدو تغرقه فيه وتلك الاسرار التي تصر على اخفائها عنه و .. خالد .. اسم واحد جعله ينتفض بقسوة مبعدا يده عن يدها وهو ينظر نحوها بتحذير صعقها قبل قوله لامه ببطء ( امي .. ساختلي بتسنيم لدقيقة فهناك امر مهم يجب ان اخبرها اياه ثم سالقى بعدها ذلك الضيف ..هل يمكنك العتناء بقصي قليلا واطعامه ؟ )
نظرة واحدة من امه نحوهما وقد رات كليهما يبادلان الاخر بنظرات متحدية كما استشعرت غضب ابنها بصوته فاثرت الا تتدخل كثيرا وهي تعلن موافقتها وانسحابها من بينهما ( اجل يابني .. انا ذاهبة الى المطبخ )
وتحركت بالفعل مع حركة تامر الذي جذب تسنيم بقسوة من يدها ليدخلها الحجرة ويقفل الباب عليهما متجاهلا اعتراضها الصارخ ( انت .. انت كيف تجرؤ على لمسي .. او على جري هكذا .. انا لن اسمح لك .. و .. )
قطعت كلامها بخوف لحظي مع تراجعها الى الخلف لتتفادى اصطدامها بجيده المتقدم نحوها بغضب صارخ حتى حشرت بين الحائط وبين جسده فصرخت بهلع ويديها تتحركان بعشوائية لابعاده وذكرى اخرى تهاجمها ( مالذي تفعله .. مالذي تفعله .. ابتعد عني .. ابتعد عني )
ثورة عنيفة من الدفعات ايقظت تامر من فورة غضبه وجعلته ينتبه لحالة تسنيم الهستيرية فحاول احتوائها بكل طاقته ويداه تحاولان تقيد يديها المتسارعة الحركة .. احتاج الامر منه لدقيقتين منهكتين قبل تمكنه من السيطرة على جسدها النحيل فصرخ امام وجهها الذي غطته خصل شعرها المتطايرة والمتلاصقة به بسبب قطرات العرق التي غمرت وجهها مع المجهود الذي بذلته ( اهدئي الان اهدئي ما بك هل جننتي )
بانفاس متقطعة هتفت وهي تحاول فك اسر يديها ( لن اهدئ .. ابتعد عني )
قرب وجهه من وجهها ليثبت عينينها بوهج عيناه المحترقتين وهو يهتف بصرامة مسيطرة ( لن ابتعد واسمعيني جيدا .. والدتي قد وقفت معك بعد ان سمعت اجزاء فقط من قصتك حيث صاغ نادر الامر لها بلطافة دون ان يشعرها بحجم الخطر الذي قد اتعرض له بسبب عائلتك .. حتى الجرح في رقبتي فلقد اخبرناها انه من ورشة العمل ولا علاقة لعائلتك بالامر )
كلماته بدات بتهدئة ثورة تسنيم التي حاولت فهم ما يحاول ايصاله لها من خلال كلامه فسالته ( اتعني .. انها لو ادركت حجم الخطر .. فستطالبك بتركي ؟؟ )
خفف تامر من ضغط يديه على معصميها وهو يقرب وجهه اكثر منها وقلبه المجنون يخفق بعنف متاثر لقربها وبطريقة لم يفهم ماهيتها وانفاسها تسكره بلا ارادة منه لتخفف من عنف تصرفاته معها رغم كل تفجر احساسه بالغضب نحوها لاستمرار خداعها له ( امي من النوع الشجاع والمضحي وقد غرست فينا هذه الخصال .. ولكن) وصمت قليلا وكانه يبحث عما يقوله قبل تنهده وهو يتابع ببطء حذر ( ان تعلق الامر بابنائها فبالتاكيد قد تضعف او قد تلومك حتى لو اظهرت العكس في البدء .. ) بدء بافلات معصميها مع شعوره بهدوءها المرسوم بعينينها الذائبتين بنظرة عيناه وقد تفاعل جسده بجنون غبي معها فخاف ان يفقد نفسه اكثر لذا ابتعد قلييلا عنها وهو يكمل بايضاح (حادثة قريبتها اثرت على حكمها الاولي عنك وجعلتها تعاملك وكانك هي وقد انقذتها قبل ان يقتلها اهلها .. تلك القريبة التي كانت اقرب لامي من اختها والتي حاولت الاستنجاد بامي عندما تازمت حالتها ولكن امي خافت واثرت الهرب من الامر حتى انتهى ) تساؤلها بعدم فهم لمغزى كلامه والذي ارتسم بعينيها فجعله يلوح بيديه وهو يعود للاقتراب منها بتلقائية ويده ترفع ذقنها للاعلى ليقلص فرق الطول فيما بينهما ( ما اعنيه بان شعور امي بالذنب هو مايحركها نحوك اكثر وقد استغل نادر هذه الحقيقة ليغرسك اكثر في عائلتنا فلا تفسدي الامر بوقاحتك او بغبائك ولا تقعي بلسانك فتخبريها عن اي شيء من اعمال عائلتك المجنونة .. بما فيهم وجود ذلك الكائن المزعج الان بالخارج والذي اعتقد انه مصطفى .. كما تعتقدين انت على ما يبدو .. هل كلامي واضح الان )
ضربت يده بقوة لتبعدها عن ذقنها وهي تتحرر من اسره مبعدة نفسها عنه وقد خرجت حروف كلماتها من بين اسنانها المطبقة بغيظ ( لست غبية فلا تعاملني كواحدة .. حسنا لقد فهمت لن اعكر صفو والدتك او اخفيها عليك رغم انك احمق كبير لانك اخفيت عنها )
اشار الى صدره بذهول مستهجن ( انا احمق .. هل هكذا تعاملين من يحاولون مساعدتك .. اهذا هو ثمن .. )
قاطعته وهي تلتفت نحوه بثورة وعيناها تدمعان في مظهر لم يفهمه تامر الا انه قد هزه بجنون افقده كل ركائز عقله وانساه كل خداعها ( هذا هو .. لست مستعدة ان اسمع تمنن اي شخص علي لانه ساعدني .. انا لم اطلب هذا لا منك ولا من عائلتك .. لقد سقمت وثملت من هذا الاسلوب .. ان يشعرك احدهم بانه تفضل عليك فقط لانه تركك تتنفس .. يارجل الهواء من عند الله ولكل مصية حل ولن تقف دنياي عليك بل انا قادرة على العناية بنفسي )
اراد ان ينفجر بها ويصرخ بما سمعه وباسم خالد الذي تظن نفسها قادرة على اللجوء اليه ولكن .. كلمة واحدة اوقفته .. كلمة قراها في ملفها لتقفز الان امام عنينه كخط احمر مريب .. الفتاة يتيمة .. اهذا ما عنته .. اهذا هو المها الذي ينطق جليا بصوتها .. حياتها في الميتم .. لقد سمع الكثير من القصص عما يحدث هناك وعن طريقة البعض القاسية بمعالة اؤلئك الاطفال المتواجدين هناك .. هل ياترى كان احدهم يمننها على وجودها هناك وعلى قبولهم بها .. كم هائل من الاسشلة والمعلومات تحجرت كجدار نصب امام عيناه ليقف كل منهما في طرف معاكس للاخر وهو يتوسطهما .. هو لا يريد ان يفجر كل شيء كما فعل سابقا ولا يجب ان تعلم عائلته اي شيء ما سمعه وعن احتمالية خداعهم كي لا يرفضوها وهو الذي لم يصدق حظه عندما قبلو ان يحمونها .. ازدرد لعابه ببطء وعقله يحذره بضرورة استخلاص المعلومات منها بذكاء وبحذر بطيء وليس عن طريق المواجهة المباشرة المتهورة كي لا تختفي وتتركه .. وبتنهيدة خرج صوته منخفضا ( اعتذر .. لم اقصد قول هذا لك فما نفعله ليس امر نمننك عليه بل هو حقك فانا من افسدت حياتك في البدء )
كانت تقف وقد اولته ظهرها وارتفاع كتفيها المتسارع يخبره بمدى هشاشتها وماضيها يهاجم ذكرياتها على ما يبدو في تلك اللحظة وما تحاوله كي تخفي هذا الامر عنه .. اقترب منها ببطء ليضع يديه على كتفيها وقد حركها لتستند على صدره قبل ان تنتقل يداه لتحتضنانها باحتواء وراسه ينخفض ليرتكز على راسها هامسا لها ( ستمرين باذن الله من هذه المحنة سالمة انت وابنك حتى لو لم اخرج انا منها حيا فلا تقلقي .. على الاقل عندها ستتخلصين من سماجتي )
كانت كلماته الاخيرة ضاحكة ليخفف من وطاة حزنها وقد استغرب مقدرته على المزاح وهو في هذه الاوضاع من التوهان والضياع وبين يديه زوجته المخادعة التي يعشقها .. ضربة من كوعها على صدره وخزته وصوتها يهتف ببطء باكي ( لا تقل هذا فانا لا اريد احتمال وزر موتك .. لا تقلق لن اضحي بك ففي اللحظة التي ساشعر بها بان الخطر سيمسك ساستسلم واسلم نفسي لهم ولكني سامنحك حق تربية قصي بعيدا عنهم )
طعنة رعب الجمته وفكرة فقدانها تزلزل روحه .. وبشكل غير مدروس ولا مخطط ولا مفهوم لفها لتواجهه وفمه يصمتها بقبلته التي اراد فيها ابتلاع كل الحروف التي قالتها ليجعل هذا الاحتمال مجرد خيال لن يتحقق .. قبلة لم يدرك انه قام بها الا بعدما شعر بلذتها الغريبة وباستكانة تسنيم الاغرب بين ذراعيه بصدمة عذرية مرتبكة .. هل حقا هو يخدع نفسه ام انها بالفعل تذوب بين يديه مستكينة لثغره ببراءة حلوة اسكرته وجعلته يود لو يتعمق اكثر واكثر لولا خوفه من استيقاظها من استسلامها له وخضوعها لشوقه .. ببطء ابتعد عنها وقد لاحظ ارتعاد جسدها بين يديه ونظرتها المصدومة اليه والتي اشعرته انه يقبل فتاة صغيرة وليس ارملة لديها طفل .. وبصوت تضخم مع حمله لكل هذه الاحاسيس همس ( يجب ان اذهب .. لاواجه قريبك .. لا تقلقي ستكونين بخير )
بصوت بالكاد ظهر قالت بلهاث ( ق .. صي ..)
لم تتمكن من اكمال كلامها وقد كانت غارقة في فوضى جنون ما حدث معها وهي تجرب للمرة الاولى معنى الاتصال الحسي مع رجل .. ارتفعت يد تامر لتبعد شعرها عن وجهها وهو يجيبها بابتسامة حملت غضب الى جانب حملها لرغبته الظاهرة في عيناه بشكل اقشعر له جسدها ( لن اجعله يرى قصي بالتاكيد رغم ان علاء يعلم عنه اصلا ولكن .. كل ما هنالك اني ساحاول قياس قوته كما اعتقد انه قادم لنفس الهدف )
وابتعد عنها سريعا قبل ان ينسى كل شيء ويحملها بين ذراعيه هاربا ليستفرد بها ويجعلها تعترف بطريقته بكل ما يريده ولينسيها حتى اسم خالد وهو يثبت لها بانه الان هو زوجها وهو المسؤول الاوحد عنها .. التفت ليغادر الحجرة وهو يهتف بقوة حازمة حاول تصنعها ( نفذي ما قلته لك واحذري )
وبخطوات متسارعة اتجه الى المجلس وهو يحاول تنظيم تفكيره وما سيتوجب عليه فعله خصوصا وان معلوماته ناقصة على ما يبدو وتسنيم ترفض الوثوق به وتصر على اخفاء الامور عنه .. تسنيم تلك التي لا يعلم ايسميها مخادعة ام يسميها صادقة .. فقلبه المجنون لا يزال يصر على انها ليست بتلك الدرجة من الخداع التي قد يوحي به كلامها مع خالد .. بهمسة خاطب فيها نفسه وهو يرفع هاتفه ليفتتح مسجل الفيديو به ( اه يا بلاء راسي وقلبي فقط من انت .. هل حقا انت تلك الحية التي اخبرتيني عنها عندما قابلتك )
بحزم نفض راسه وهو يدخل الى المجلس وقد رسم ابتسامة واثقة باردة على شفتيه صاحبت صوته الساخر ( اهلا وسهلا .. لم اكن اعلم انك تعمل معي وزميلي .. يبدو ان لك معارف ثقال الوزن ليتمكنو من تحريرك من السجن بهذه السرعة )
ببطء وقف مصطفى امامه وهو يجيبه ( لديك امنة تخصني .. سلمني اياها وسارحل )
مط تامر شفتيه مغمغا باستغراب مضحك ( امانة .. لا اذكر انك اعطيتني اي امانة سوى هذه )
واشار الى رقبته حيث موضع الجرح قبل اتمامه بسخرية اكبر ( ان كنت تريد ان اعيدها فلا مانع لدي .. هل معك سكينك لاجرحك ايضا )
صفق مصطفى بيديه بسخرية ( احسنت .. تحاول اظهار نفسك بمظهر الشجاع .. صدقني بفرقعة من اصبعي انا قادر على جعلك تركع وانت تبكي لينقذوك مني .. هلا كففت عن هذه المسرحية وسلمتني تسنيم )
مط تامر شفتيه مجيبا بتحدي ( باي صفة اسلمك زوجتي .. بالتاكيد لقد علمت بالامر وان رجالك قد نقلو لك الخبر )
لوح مصطفى بذراعه ( زواج باطل لانه دون اذن الولي عليها )
ابتسم تامر بثقة وهو يقول ( موضوع اذن الولي ملزم عندما تكون تسنيم منسوبة الى ابيها الذي اوصى بهذا ولكن .. كنية تسنيم مختلفة وقد منحت لها وهي بالميتم وتم الزواج بواسطتها قبل ان تعلم عن حقيقة عائلتها او تثبت كينونتها )
بحذر تساءل مصطفى ( ولكنها كانت تعلم من هي .. لقد قابلتني بالشركة قبل ان يتم زواجك )
اتسعت ابتسامة تامر وهو يجيبه ( لا اذكر انك اخبرتنا شيء ولا اخبرتها هي انت فقط هجمت علينا دون ان توضح اي شيء وانا .. وبسبب خوفي عليها تعجلت امر زواجنا )
ضيق مصطفى عينيه وهو يتساؤل ( اذن تنوي اللعب بقذارة واتخاذ هذه الحقيقة كذريعة لتثبت زواجك منها .. انت ستكذب بكونك تعلم الحقيقة )
بتساؤل تمثيلي بدوره قال تامر ( اي كذب .. انا تزوجت تسنيم رياض رجب .. سكرتيرتي التي تعمل معي بالشركة .. اما من تبحث عنها .. تلك المدعوة نسيم .. فليس لدي اي علم عنها )
انهى تامر كلامه وعيناه ترمقان مصطفى بنظرات تحدي احرقت الجو بينهما قبل قول مصطفى بنبرة ممتلئة بالتهديد المرعب ( يبدو انك لست خائف مما قد يحدث لك .. هل تعتقد ان هذا الزواج سيحميها مني ... بفرقعة اصبح استطيع ان امحوك من الوجود )
ضيق تامر عينيه متساءلا ( هل يا ترى تهددني بالقتل )
حرك مصطفى راسه موافقا وهو يقول بسخرية ( ما اكثر الحوادث التي قد تحدث في مكان عملك والتي قد تودي بحياة عاملين فيه اليس كذلك )
اشار تامر باصبعه نحو صدر مصطفى مغمغا ( انت تعلم بان كلامك هذا يعتبر تهديد مباشر بالقتل وان اي حادث قد يحدث لي بعد الان سينسبونه اليك )
ابتسم مصطفى بقسوة وهو يقبض كفه امام وجه تامر بشكل مهدد ( لدي رجل كثيرين قادرين على التضحية بنفسهم وتحمل جريمة قتلك فلا تقلق علي .. ثم لا دليل لديك على كوني وراء ما سيحدث )
بحذر تساءل تامر ( وهل .. هذا ما ستفعله مع .. تسنيم .. هل ستروضها ثم ستقتلها بعدما تحصل عليها )
صفق مصطفى بيديه جذلا مجيبا ( الامر ليس بسهولة التخلص منك فانا احتاج تسنيم .. هي ستصبح زوجتي .. وبعدها .. هي ستمنحني حق الوصول الى كل شيء .. ولكن .. انت لا علاقة لك بما سافعله مع زوجتي فيما بعد )
حاول تامر ان يستدرجه في الحديث اكثر ودمائه تفور بجنون بسبب كلامه ( انها زوجتي انا وليست لك .. وهي لن ترضخ لك ولن تسلمك شيء انا اعرفها جيدا لن تؤثر عليها كل قوى العالم )
ابتسامة شر متفاخر ارتسمت على شفاه مصطفى ( بل ستفعل فهي لديها ابن ستكون حريصة على حياته .. ثم ما دخلك انت .. فانت ستكون ميتا ايضا .. ولن تستطيع الدفاع عنها وانا .. اقنعها بطريقتي .. كي ترضخ .. ربما قد اجعلها تمثل دور اختها .. ربما ساجعلها كالجارية عندي تنفذ اوامري كدمية فتبيع جسدها لي في البدء ثم تبيع املاكها وبعدها .. اريحها )

كان تامر واثقا بان مصطفى يحاول التلاعب به واثارته كي يفقد اعصابه ويهاجمه .. ولكنه هو من كان يحاول سحب اعتراف منه يثبت فيه من خلاله خطر مصطفى على تسنيم امام الشرطة .. بصعوبة احتمل كلام مصطفى الحقير ومنع ذهنه من تصور تسنيم وهي تتعرض للاغتصاب على يدي هذا الحقير وصورتها وهي خائفة قبل قليل منه وقد بدات بمقاومته ما ان اقترب منها تزيد من هاجس جنون حدس بدا يتكون لديه . هل من الممكن ان تكون تسنيم هي نسيم التي عاشت عند ذلك الوغد .. هل من الممكن ان تكون قد تعرضت للتحرش او الاغتصاب وهي هناك لذا هربت .. وهل هذا ما عنته للتو وهي تحادث خالد .. ازدرد تامر لعابه وفكرة مجنونة تخطر على ذهنه .. وبنظرة ازدادت قسوة وتحديا وعنفا تساءل تامر ( هل .. هذا ما كنت تفعله بنسيم .. هل كنت تطوعها بين يديك وانت .. تمتلك جسدها .. حتى وهي ليست زوجتك )
مجرد نطقه للكلام استنفذ منه كل طاقة تحمله التي يحاول المحافظة عليها خصوصا مع ضحكة مصطفى التي جلجلت وهو يجيبه ( لن تعرف مالذي فعلته مع نسيم .. ولكن .. يمكنك القول بانها فتاة لعينة تحملت طويلا وكثيرا كل شيء عاشته معي .. حتى هربت في النهاية بعدما قامت بامر جلل .. وهذا لا علاقة لك به )
انقبضت كفي تامر بقوة ليمنع نفسه من الهجوم عليه وروحه تنقبض بخوف مما يسمعه وهو يقول ( معك حق.. اذن .. ربما سماعك للرفض من تسنيم بنفسها سيفهمك بانك لن تصل الى ظفرها كما فعلت مع اختها )
وتراجع خارجا بسرعة قبل ان يسمح لذلك المجرم بالرد عليه كي لا ينسى كل شيء ويهجم عليه .. استند بصعوبة على الجدار بجانب المجلس وانفاسه المتسارعة تتسابق مع نبضات قلبه .. يعلم بان ما يفعله تهور ولكن .. يجب عليه ان يضع تسنيم في مواجهة مباشرة مع مصطفى الذي بالتاكيد لو كانت نسيم فسيتعرف عليها كما ان ردة فعلها ستكون واضحة .. وبخطوات متسارعة ورجاء ضمره في قلبه توجه نحو الداخل لينادي على تسنيم وكله امل ان يكون مخطئ فلو ثبت بالفعل بان تسنيم هي نسيم فعندها لن يستطيع الدفاع عنها وسينهار حتى زواجه منها .. حقيقة عليه مواجهتها مهما كانت خطيرة فهو لا يستطيع العيش بوهم زائف مرة اخرى .. الا يكفيه ما فعلته مروة معها عندما حاول مساعدتها .. كان قد اقفل التسجيل فما قاله مصطفى برايه كافيا لاثارة انتباه الشرطة وما سيحدث لا يجب ان يشهده احد مهما كانت نتيجته .. فحقيقة تسنيم هي من حقه هو فقط . حقيقة عارية خالية من اي كذب او خداع قد تمارسه عليه بعد الان .. صورتها التي تمثلت امامه وهي تقف حاملة ابنها والى جانبها تقف امه عادت لتهز قلبه بضعف وتراجع .. هل هو حقا قادر على فعل هذا ام ان عليه العيش بظلام الشك وابقاء ذهنه مغيبا لينعم بها .. ذكرى قبلتها سرقت خفقة اخرى من قلبه وفكرة ان تصبح محرمة عليه تزيد من وجعه اكثر واكثر .. صوتها ارتفع في تلك اللحظة متسائلا بقلق ليشعر به وكانه سوط عذاب وجنة راحة في تناقض عجيب ( هل رحل .. اعني صديقك )
لسانه تسارع ليجيبها بالايجاب وقد طوع من قبل قلبه ولكن .. عقله رفض الرضوخ ورفض الاستسلام .. رفض ان يعيش الوهم الذي سيعذبه اكثر واكثر .. حرك راسه رافضا وهو يجيبها بنبرة مبحوحة ( هو .. يريد اللقاء بك .. للضرورة .. من جل العمل )
لوهلة راى اهتزاز قدحتيها فدمع قلبه دمعة فارة ولكن .. اسدلت جفنيها ببطء وابتسامة قوة لم يفهمها تنتشر على فمها وهي تجيبه بثقة ( حسنا لم لا ..بالتاكيد كنت انتظر هذا منه )
واعطت ابنها الى امه وهي تبتسم لها بلطف معتذر قبل التفافها نحو تامر مشيرة بيده له ( هيا بنا لنذهب اليه لا يجب ان نتاخر عليه )
ومشت بخطوات ثابتة اعادت انياب الشك لتنغرس بقوة في فؤاده .. هل ضلله حقا عقله مرة اخرى .. هل اراد فقط ان يتمسك باول حل وجده حتى وان كان غير منطقي .. تسنيم ذاهبة لمواجهة مصطفى دون ادنى خوف او قلق وهذا عكس ما ستفعله نسيم لو كانت مكانها وقد ذاقت ويلاته .. حواره الذي اجراه معها قبل زفافه بدا يتقافز امام عيناه كدليل اخر لخطأ استنتاجه .. حيرة مشوشة اغرقت عقله بضجيج اسئلة استنفذ فيه كامل قوته وهو يتبعها بخطوات مترددة .. هل ما يفعله امر صحيح .. هل تعريض تسنيم للخطر بمواجهتها لمصطفى فقط ليرضي فضوله امر سيسامحه عليه ضميره .. لقد وعدها ان يحميها دون ان يسالها عن شيء فهل هذا ما يفعله الان .. بيد امتدت بتلقائية امسك بيدها ليوقف تقدمها وهو يقول بخفوت ( ان .. ان لم تريدي هذا .. لا عليكي .. استطيع ان اطرده الان وليفعل ما يريد )
التفتت نحوه تسنيم بثقة وهي تجيبه ( في البدء انا اريد هذا فلا تقلق. و .. من بعد ما سيحدث يجب ان تفهم بان لمسك لي امر مرفوض وهذا تحذيري الاخير والا فان شرط زواجنا كله سيبطل وساطالبك بالطلاق ..هل انا واضحة )
استشعر غضبها في حروفها وعينيها اللتان كانتا تلومانه على تقبيلها .. ايعقل ان هذا سبب قوتها .. ايعقل ان مشاعرها نحوه هي ما تمدها بالقوة الان وتجعلها اكثر ثقة ومقدرة على مواجهة مصطفى .. انشغال غضبها وقلقها به غير من مسار ارتباكها فغدت مواجهتها سهلة .. بقوة ابعدت يده عن يدها وهي تعيد الالتفاف نحو باب حجرة المجلس قبل سحبها لانفاسها بقوة ثم فتحها للباب لتخطو امامه دون تردد تاركة اياه واقفا وعيناه تنجذبان اليها في مراقبة نتيجتها ستحسم الكثير .. فالحقيقة التي يخشاها تقف متربصة به والوهم الذي يهرب منه يقف شامتا منتظرا سقوطه .. وهو الان لم يعد لديه اي مجال للهرب من مواجهة هذه الحقائق التي ينتظرها لتصدمه او تؤكد حدسه .
يتبع 4



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.